آخر 10 مشاركات
ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          فرسان على جمر الغضى *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : وديمه العطا - )           »          338 - سأبكي غداً - هيلين بروكس ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          466 - أميرة الجليد - ساندرا مارتون ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          258 - بلا عودة - هيلين بروكس ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          حب غير متوقع (2) للكاتبة: Mary Rock *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          الرزق على الله .. للكاتبه :هاردلك يا قلب×كامله× (الكاتـب : بحر الندى - )           »          عشيقة الإيطالي (1) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 29-03-09, 03:12 AM   #11

wasan
 
الصورة الرمزية wasan

? العضوٌ??? » 66851
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » wasan will become famous soon enough
افتراضي


3-قولي أرجوك!



مر أسبوع قبل ان تلتقي ماندي بإحدى جارتيها اللتين تسكنان في الطابق الأعلى مرة اخرى.


كان أسبوعها غير مستقر وزاد في هذا عودتها مساء الثلاثاء من العمل واكتشافها باقة زنبق عاجية اللون وسوسن أزرق ناعم موضوعة على مغسلة المطبخ.


قالت السيدة موركر:


-لم اعرف أين أضعها لك..بدا من المؤسف تركها في الردهة الخارجية..إنها جميلة جدا..اليست هكذا؟واضح ان لديك معجب سيدة آبكوت.


ابتسمت ماندي لكن افكارها لم تكن هادئة مثل تعابير وجهها..عرفت سلفا ان لابطاقة ترافق الباقة وهناك شخص واحد فقط حسب تقديرها يمكن ان يكون من ارسلها:أليوت فرا يزر!


قالت لزوجة وكيل المنزل:


-أنا.. ممتنة لك جدا سيدة موركير.


-اضطررت إلى وضعها في المغسلة.


وتطلعت إلى ماحولها في غرفة الجلوس:


-لم اشأ ان افتش عن مزهرية..وكان هناك الكثير...


-اجل..شكرا لك..سأجد ما أضعها فيها.


-أستطيع ان أعيرك مزهرية أو ربما اثنتين,إذا احتجت إليهما.


لكن ماندي كانت مصممة على الرفض,وقالت بتأدب:


-أنا واثقة انني سأتدبر الامر بنفسي.


واحست انها شريرة في عدم تركها المجال لارضاء فضول العجوز..لكن كيف تقول لها إن خطيب انجلا هو الذي ارسل لها الزهور؟وكيف يجرؤ أليوت فرا يزر على وضعها في هذا الموقف الحرج؟


اضطرت السيدة موركير إلى التخلىعلى مضض عن اسالتها الفضولية.


-حسنا..إذا كنت واثقة..انت فتاة محظوظة!لابد انها كلفت من اشتراها مبلغا كبيرا.


ابتسمت ماندي مجددا لمجرد تلطيف كلماتها:


-أنا واثقة من هذا..


وأغلقت الباب بحزم قبل ان تطلق المرأة تعليقا آخر.


ومع ذلك وفيما كانت تملأ كل قصعة وإبريق وزجاجة حليب تملكها بالزهور الناعمة الرائحة,لم تستطع ماندي سوى ان تتنشق رائحتها العطرة..لم يكن لديها هذه الكمية من الازهار في حياتها..وكان انطباعها الاول اعادة الباقة إلى مرسلها,الا انها امتنعت عن ذلك حالما قدرة نتيجة مثل هذا العمل,فأولا ليست لديها فكرة عن مكان إقامة أليوت فرا يزر أو عمله,حتى ان اهتدت اليه فليس بامكانها ان تخاطر في احراج انجلا التي قد تكون معه حينها.إضافة إلى هذا هناك امكانيه ولو ضئيلة بالا يكون هو الذي ارسلها..كم ستبدو سخيفة لو اعادت الزهور اليه واتضح انه لايعرف شيئا عنها!


برز امامها حل واحد اخير..لكنها لم تفكر فيه طويلا إذ لم ترق لها ابدا فكرة إعادتها إلى محل الذي ارسلها لانها لايمكنها ارسال مثل هذه الزهور الناعمة إلى الاتلاف الفوري,مع النظر بعين الاعتبار إلى ان أليوت ارسل الازهار من غير اسم لذا لن يعرف ابدا بامر اعادتها.


شعرت بالرضى وهي تقنع نفسها بهذه الفكرة واكتشفت انها تتمتع كثيرا باللون الذي تضيفه الأزهار على غرفة الجلوس المكتئبة,ووجدت نفسها تراقب وجودها الحي كل يوم بعد عودتها من عملها الشاق إلى شقتها,وحين بدأت أخيرا في الذبول اشترت بعض الأزهار لنفسها لتعوض عن خسارتها.


تحدثت مع ساري مرة اخرى عبر الهاتف ووعدتها بان الايام الفاصلة عن يوم مولدها ستمر بسرعة.


-سأصل في قطار السادسة مساء الجمهة القادم.انا اتطلع شوقا إلى حضوري..


كانت نهاية الأسبوع بدون أحداث,واعتقدتان انجلا وصديقتها ليستا في الشقة إذ لم يصدر أي صوت عن شقتيهما طوال يومي السبت والاحد..امضت ماندي الوقت بطلأ مطبخها محاولة بتصميم المقارنة بين هذا الأسبوع والاسبوع المنصرم.


تواجهت مساء الاثنين وجها لوجه مع انجلا في ردهت المنزل..كانت الفتاة في طريقها إلى الخروج عندما وصلت ماندي حاملة باقة أزهار في يدها فقالت انجلا بلهفة:


- ما أجملها! أحب أزهار الربيع كثيرا,الاتحبينها أنت؟بالطبع تحبينها..لقد قالت لي السيدة موركر إن شخصا ارسل لك باقة كبيرة منها!


كتمت ماندي انفاسها..كان يجب ان تدرك ان السيدة موركير تنقل الاقاويل إلى جميع سكان المنزل وليس إليها وحدها وحسب..قالت:


-اوه..اجل.كنت محظوظة..لقد ارسلها صديق لي في العمل ..


سألت نفسها بنفاد صبر:لماذا تقول هذا؟من في المؤسسة قد يرسل لها شيئا؟وكيف تتاكد ان أليوت لم يفض بكرمه إلى انجلا؟


قالت انجلا:


-أحب تلقي الأزهار كثيرا..يرسل أليوت لي الورود ودائما يعرف انني احبها.


رطبت ماندي شفتيها أنت محظوظة جدا)


تنهدت انجلا برضى :


-اجل ..انا محظوظة.هل رأيت خاتم الخطوبة؟


مدت لها يدهااليس رائعا؟)


وكان رائعا بالفعل..حجر زفير مربع يحيط به حبات من الالماس ويلمع حتى في ضوء الردهة القاتم,وقالت ماندي بتوتر:


-انه جميل..متى..متى ستتزوجان؟ام لم تقررو بعد؟


في شهر كانون الاول..كما اعتقد..اليوت مرتبط بعمل كثير,وآمل ان يكون شهر عسلنا في ليلة رأس السنة.


-ياله من امر رائع!


اصبحت لهجة ماندي زائفة الان لكن انجلا لم تلا حظ,واجا بت ترفع كتفيها:


-أجل..اليس كذلك؟لكن يكفي كلاما عني الان..انا لم ارك منذ الحفلة..هل استمتعت بها؟


ابتلعت ماندي ريقها:


-اوه.. كانت.. ممتعة جدا..انا اسفة,كان يجب ان اتصل بكي..لكن المشاغل كثيرة.


هزت انجلا رأسها:


-لاتفكري في هذا..كل ما املت به الا تكوني غضبت من الطريقة التي تصرفت بها ليلي..إنها احيانا باردة ومتعالية..وكانت ذلك المساء في مثل هذا المزاج, لكنها في الواقع فاتنة حين تتعرفين اليها جيدا.


تنحنحت ماندي:


-أنا واثقة من هذا..حقا..ليس الامر مهما..كانت ليلتك أنت على أي حال.


-ما رأيك بأليوت؟لقد تحدثت معه اليس كذالك؟أوليس رائعا؟


أفلتت الأزهار فجأة من يد ماندي فانحنت بإرتباك لتلتقطها وبقي سؤال انجلا بدون رد إذ قالت:


-يجب ان اذهب الان..سأقابل والدي بعد ربع ساعة..ولن يكون مسرورا أن تأخرت..وداعا.


-وداعا.


ابتسمت ماندي لها, لكن بعد ذهاب انجلا احست بموجة ارهاق تجتاحها وبدت لها الخمس سنوات التي مرت منذ كانت صغيرة حيوية مثل انجلا بعيدة جدا..لكن هل كانت يوما صغيرة مثلها؟


جاء يوم الثلاثاء بسيل من الاحداث في المؤسسة..فقد تعثرت السكرتيرة سيبل لونغمان على السلم ذلك الصباح ولوت معصمها وهذا مامنعها من القيام بأيت طباعة..وارن غراندولف,الناظر,آلم ظهره وهو ينقل بعض الصناديق في المخزن..اما السيد كراون فقد مزق بنطلونه في طريقه إلى العمل,ونتيجة لهذا لم يصل قبل الحادية عشرة.


عند حلول وقت الغذاء أحست ماندي وكأنها قامت بعمل يوم كامل..كان هناك رسائل معينة يجب الاهتمام بها,ونظرا لاعاقة سيبل اضطرت ماندي إلى تولي الطباعة بنفسها,ولم يكن الامر سل عليها..ووجدة ان الة سيبل الحديثة معقدة وغير مألوفة لها.


عند حلول وقت الغداء قررت ماندي الا تتناول السلطة في قاعة الطعام نظرا لاضطرارها إلى الذهاب للتسوق.ارتدت سترة بذلتها الرمادية الداكنة وركضت مسرعة نحو اشعة الشمس الشاحبة التي تغمر (ادجويرود)


كان منظر السيارة الرياضية السوداء المتوقفة دونما اكتراث على الخط الاصفر في الخارج كافيا لان يجفلها قبل ان تتعرف إلى الرجل الواقف مستندا إلى مقدمتها.


قال وهو ينظر اليها:


-مرحبا..كنت انتظرك.


اخذت نفسا عميقا واستدارت تواجههحقا؟لماذا؟).


انقلب تعابير وجهه إلى الاكتآب ولماذا في رأيك؟)


لا استطيع أن اتكهن..فعلا..لكنني سأكون ممتنة إن اختصرت الشرح..ليس لدي وقت كثير.


سألها بحدة:


-لكنك تتناولين الغداء..اليس كذالك؟لقد بدأت اتسائل.


-ماذا تعني؟


وأجبرت نفسها على التفكير في انجلا وما قد يعنيه هذا لها.


نظر إلى الشارع متفحصا:


-اعني انني انتظرت يوم امس بدون جدوى.


فغرت فاها بدهشة:


-انتظرت بلامس؟


-هذا ما قلته.


هزت رأسها:


-أنا اتناول الطعام عادة في قاعت الطعام.


قال ساخرا:


-حقا؟ كان يجب ان افكر في هذا.


قاومت لتستعيد عدم اكتراثها:


-لست ارى سببا..اتعرف انك تقف في مكان ممنوع؟


-بما انني حصلت على محضري مخالفة بالأمس,فأنا اعرف هذا,ماندي..


-إذا يجب ان احذرك..هناك دورية شرطة مرور قادمة واظن من الافضل ان تحرك سيارتك سيد فرا يزر..إلا إذا كنت تتمتع بالمساهمة في دعم بلدية لندن الكبرى.


شد أليوت على فمه وقاس بسرعة المسافة التي تفصل الشرطة عن سيارته.


-هل تتناولين الغداء معي؟


لكن ماندي رفضت طلبهلااستطيع)


فاستدار وعاد مسرعا إلى الامبرغيني.


كان هناك رواق يحوي عدة متاجر اعتادت ماندي ان تتسوق ماتريده منه,اتجهت اليه وهي تقاوم الاندفاع بأن تنظر خلفها لترى ما إذا كان أليوت قد نجح في تفادي محضر مخالفة أخرى..كان قلبها لازال يخفق بشدة بسبب السرعة التي حاولت فيها اكبر مسافة بينها وبين أليوت..وقفت لعدت دقائق تتفرج على واجهة بائع كتب ومجلات بدون ان ترى شيئا في الواقع.


سألت نفسها اكثر من مرة:لماذا يفعل هذا؟إنه امر غير معقول إذ لديه خطيبة جميلة تهتم به,وإذا كان راغبا في العبث فلا شك ان لديه فرصا عديدة مع الكثيرات من الفتيات,فلماذا يختارها هي ؟إذا كان يسعى للمغامرة فلماذا لايجد لنفسة فتاة من طبقه يرضي بها غروره؟ام ان السبب يتعلق بكونها مختلفة؟ربما يظنها سهلة المنال أو من غير المحتمل ان تعترض كثيرا طالما انه يعوضها بطريقة اخرى مثل...باقة أزهار..كانت ترتجف بشدة وأدركت انها لم تشتر شيئا مما جائت لشرائه,ووجدت صعوبة في دفع قدميها امام الاخرى لذا قررت التخلي عن فكرة التسوق والعودة إلى العمل.


-هل أنت على مايرام؟


اجفلها صوت الرجل اللطيف خلفها ما جعلها تترنح قليلا:


-أنا..اوه..اجل,أنا بخير.


للحظات ظنته أليوت وهي لاتشعر بالقدرة على مواجهته الان.كان من الواضح ان المسن قلق عليها:


-هل أنت واتقة؟


حاولت ماندي انستجماع قواها لتطمئنه وابتسمت:


-لابد انني جائعة.


ثم علقت انفاسها في حلقها وهي ترى طيفا نحيلا أسود يتقدم نحوهما..كان يجب ان تعرف ان أليوت لن يستسلم بسهولة..وتسائلت ما إذا كانت تجرؤ على طلب الحماية من الرجل المسن الواقف إلى جانبها,لكن الظروف لم تكن تسمح لها بتوريط شخص آخر.


وصل أليوت إليهما وراحت عيناه الرماديتلن تتفحصان وجه ماندي بقلق ظاهر..فسألها مابكمابك؟)


وقف بجانبها فاستدارالعجوز بارتياح ليقول وكأنه وجد فيه الشخص الذي سيريحه من مسؤوليتها:


-تشعر السيدة الشابة بقليل من الاغماء..تقول إنها جائعة..ويجب ان تتاكد من انها ستتناول غداءها حالا.


-سأفعل هذا..آسف لتاخري ماندي..لاقيت صعوبة في ايقاف السيارة.


ارتجف فك ماندي بمزيج من الاحباط والوهن,لكن حين حثها لتتحرك لم يكن لديها خيار آخر..إنها متعبة جائعة وقدى سلبها الجهد الذي بدلته في مواجهته معظم قدرتها على المقاومة.


صاحت بقلق:


-لماذا تفعل هذا؟أنت تعرف انه قد يرانا احدهم..ثم الا يعني لك شيئا كوني لا اريد تناول الغداء معك؟


رد بعجرفة قاسية:


-لو كنت اعتقد هذا لما جئت إلى هنا.اقترح ان نجد..


قاطعته محتجة:


-لا!لا..لن اذهب معك!لست أدري من أين واتتك فكرة انني ساحب تناول الغداء معك,لكنك مخطئ..صدقني!والان,ارجوك ابتعد عني وتوقف عن ازعاجي!


-ماندي..


-سيدة ابكوت.


حسنا..سيدة ابكوت..هل تنكرين انك لست في حالة مناسبة لان اتركك لوحدك؟


قاطعتههذا بسببك)


احنى رأسه بأدب:


-إذا قالت هذا..مع ذلك سأكون نذلا حقيرا إن تركتك الان.لذا اقترح ان نجد مكانا تجلسين فيه وسأشتري لك شرابا وسندويشا أو مايلزم لاعادت بعض اللون إلى وجهك.


تنهدت مانديوإذا رانا احد؟)


التوت شفتا أليوت:


-وهل تخجلين من رؤية احد لك معي؟


-أنت تعرف ما اعني!


-شخص اعرفه؟


-اجل.


-وماذا في هذا..؟أنا سأشتري لك ما تشربينه..فأين الضرر في هذا؟


أين الضرر حقا؟لحقت به على مضض إلى داخل مطعم صغير واتجهت إلى طاولة منزوية آملة الا يعرفها احد,ولكونها قادمة جديدة إلى المطعم فقد لاحظت انها اثارت الكثير من الاهتمام بين الحضور الذكور.


كانت الطاولات محجوزة باجمعها,لكن تلك التي في الزاوية كانت بمقعدين خاليين.جلست ماندي على المقعد البارد مع بعض الارتياح,كانت ممتنة لفرصة الجلوس واستعادة سيطرتها على نفسها..ستكون هذه حتما فرصة لتظهر له انه يضيع وقته في ملاحقتها!


جاء أليوت بكوبين من المرطبات فرفعت يدها لتريه مكان جلوسها..تقدم حاملا الكوبين في احدى يديه وسندويشين من اللحم والسلطة في اليد الاخرى.


كالعادة,بدا مرتاحا وكأنه في بيته حتى وان كان مايحيط به غير مألوف.رشف قليلا من الكوب الذي جاء به لنفسه من دون ان يعي ان هناك فتاة تجلس قبالته نقلت اهتمامها من صديقها إليه.


واجهها قائلا:أنت شاحبة


كنتت انفاسها وشربت من محتويات كوها.اخذت رشفة اخرى قبل ان تتفحص سندويشها فقال أليوت:


-ليس لديهم سوى شرائح اللحم والسلطة..وارجو ان تعجبك.


لم ترد ماندي عليه بل قضمت السندويش وراحت تنظر إلى عيني الشابة قبالتها بثقة اكبر بالنفس..على أي حال لايمكن لومها على تحديقها باليوت..انه جميل الطلعة ولا تلومها ان كانت تتسائل عما يفعله مع امرأة مثلها.


-هل لاباس به؟


ردت ماندي بادب:


-اجل..شكرا لك.


لم تنه ماندي سندويشها,كان هذا مستحيلا امام نظرات أليوت والفتاة الجالسة قبالتهما,وترك أليوت نصف ساندويشه كذالك.وبدون طلب الاذن منها حمل الكوبين وذهب إلى طاولت التقديم ثم عاد بكوبين مماثلين وبعينين تحديانها ان ترفض.


ارتاحت ماندي عند مغادرت الشاب والفتاة قبالتهمابعد دقائق وبقي مكانهما فارغا..ثم اخذ الجمع في المطعم يخف مع عودت الناس إلى اعمالهم..نظرت ماندي إلى ساعتها وراعها ان تكتشف انها تكاد تبلغ الواحدة والنصف.


قالت بعد ان شربت ما تبقى من كوبها:


-يجب ان اذهب.حقا..يجب ان اكون في المكتب الثانية الا ربعا.


-ستكونين هناك..لا اعتقد انه من المجدي طلب ان تغيبي بعد الظهر,اليس كذالك؟أنت صادقة وضميرك حي.


احست بضيق في انفاسهاسيد فرا يزر..)


-أليوت.


-سيد فرا يزر..اعتقد ان هذا الحديث امتد إلى اكثر مما ينبغي.


التوت شفتاه بسخرية:


-حقا؟حسنا..اعتقد انك قد تكونين محقة..لكن هذا لايحل مشكلتي.


-لا اظن ان لديك مشكلة سيد فرا يزر..ارجوك..اريد الخروج الان.


-واذا لم اسمح لك؟


-سأصرخ.


-وهل تفعلين هذا حقا؟ألن يكون هذا كفعل ما تحاولين تجنبه؟جذب الاهتمام الينا؟


-ارجوك..


-قولي ارجوك أليوت.


ردت بصوت منخفض متوترارجوك..اليوت!)


-حسن جدا.


خرج بحركة سريعة من على المقعد وتمكنت بدورها من رفع نفسها ثم سارت امامه بسرعة إلى الخارج.


قال أليوت سأرافقك حتى المؤسسة.


سار معها بالغم من احتجاجها وقال:


-اخبريني ماهو عملك في هذه المؤسسة؟لقد تناولنا الغداء معا ولم اعرف شيئا عنك.


ردت بانزعاج:


-أنا واثقة ان هذا لن يثير اهتمامك.


لو لم اكن مهتما لما سألت..انه ليس من اسرار الدولة,هل هو هكذا؟أنت لست عميلة في مشروع سري؟


احست بدافع للضحك لفكرة ان يكون السيد كراون متورطا في عملية سرية أو جاسوسية.


-إنه امر بعيد الاحتمال..في الواقع أنا اعمل مساعدة لمدير المؤسسة..وهو عمل مثير ويعجبني.


رفع أليوت رأسه:


-لكنك لست من لندن..اليس كذالك؟


-لا..الم تخبرك خطيبتك؟لقد جئت من الشمال,من نيو كاسل ..واعيش في لندن منذ شهرين فقط.


-وهل يعجبك المقام؟


-لقد قلت انني أحب عملي..اما ماتبقى..فأنا اشتاق إلى عائلتي فقط.


وصلا إلى المؤسسة فتوقفت واستدارت تودعه,قالت وكأنها تتلو كلمات حفظتها في الذاكرة:


-شكرا لك على الغداء.


دس يديه في جيب بنطلونه:


-اريد رؤيتك مرة اخرى.


تقدم خطوة فأحست بتوتر.


-لا تقولي لي أي كلام سخيف حول ان هذا ليس فكرة جيدة..او ماذا ستقول انجلا ,قولي فقط (نعم)للمرة الاولى في حياتك من دون موازنت الصواب والخطأ.


-لا استطيع..


-اوه..حبا بالله!


كررت مترددةلااستطيع).


كان من الصعب جدا رفض طلبه لكن المنطق انتصر في النهاية..فقالت متصلبة:


-اسمع ..ادرك انك على الارجح معتاد على وقوع النساء تحت قدميك..لكنني لست هكذا..ليس في نيتي ان اوفر لك تجربة من نوع جديد أو لاي شخص آخر..وإذا كنت تريد تجربه عابرة فما عليك سوى التفتيش في مكان آخر!


wasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-09, 02:50 AM   #12

wasan
 
الصورة الرمزية wasan

? العضوٌ??? » 66851
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » wasan will become famous soon enough
B11

4-خطأ!


كانت مكاتب اتحاد شركة فرا يزر للتأمينات والاستثمار تقع في سلحة هادئة من شارع ستراند..حين اشترى جد أليوت الشركة عام 1920,كانت عبارة عن طابقين من مبنى سكني قديم قرب(كنغ كروس).وفيما ركز معظم المضاربين على سوق القطاع و الاسهم,انصرف هيللر فرا يزر إلى شراء الاملاك موظفا اموال زبائنه في حجارة صلبة بقية صامدة حتى بعد انهيار(وال ستريت)أو شارع المال وترك أكثر المستثمرين مفلسين.


ونمت اعماله وتوسعت..في الخمسينات تابع والد أليوت مسيرة ابوه وتطلع إلى ماوراء البحار بحثا عن مشاريع يستكشفها..والان يمتلك افراد اسرة فرا يزر أسهما في مناجم الألماس في أفريقيا,ويمتلكون ايضا آبار نفط في الاسكا,مزارع ماشية في امريكا الجنوبية,شركة نقل جوية وأسطول ناقلات نفط..وقد أنتجت وانتجت مصانعهم الكيميائية انواعا جديدة من السماد..في الواقع يشارك اتحاد فرا يزر في معظم التقدم التكنولوجي,ومجلس ادارتهم فريق شامل من المحاسبين,العلماء,المهندسي ن,والخبراء في علم الاحصاء الذين يصنف أليوت فرا يزر منهم.


عندما تقاعد والده في الستين من عمره منذ ثلاث سنوات مضت اصبح أليوت رئيس مجلس الادارة وكان لايزال شابا في الثلاثين لكن في السنوات الثلاث الماضية اكد أليوت على الثقة التي وضعها واله فيه وهو الان في الثالثة والثلاثين ومعروف بين اكثرية رجال الاعمال والاستثمار..لطالما اهتم أليوت بعلم الحساب ولقد حصل على درجة عالية في الاقتصاد من جامعة اوكسفورد.إضافة إلى هذا,كان يمضي جزئا من كل سنة في زيارة مواقع العمل التا بعة للشركة في الخارج وكانت معرفته الدقيقة بتفاصيل كل مشروع تجعله خصما مهيبا.


مكتب أليوت هو الذي شغله والده وجده من قبل وكان في الطابق الاخير من المبنى ويطل على ارض لمشروع حديقة جديدة..


نظر أليوت بنفاذ صبر إلى ساعته الذهبية في معصمه..كم الساعة الان؟واشتد ضغطه على فمه حين رأى انها لاتزال الرابعة والنصف وان هناك ساعة ونصف قبل ان تصل انجلا كما قالت,كي يذهبا إلى(سوسكس)معا..تسعون دقيقة اخرى قبل الانطلاق لقضاء عطلة الأسبوع وهو يبدي الادب مع انجلا واهلها ملأته بالبؤس.


ترك النافذة وعاد إلى مكتبه يقلب الاوراق التي تتطلب دراسة مركزة منه بدون اكتراث..لديه عمل يقوم به ولكنه يشعر بشكل غريب بنقص في قدرته على التركيز,وللمرة الاولى في حياته يفقد الاهتمام بكل شئ..إنه ضجر ولا يهتم,الطاقة الفكرية التي لا تهدأ لديه أصبحت تفتقد الان إلى التوجيه الطبيعي.


لم يكن هناك سبب منطقي لعدم رضاه وهو يعترف بها الان..واخذ ينقر باصابعه فوق منضدته..ليس هناك أي ازمة في الشركة ولا مشاكل خاصة عليه التعامل معها..حتى ان حياته الخاصة هي كما يتمناها..انجلا فتاة جميلة وعلاقتهما مرضية تماما..فما هو الشيء الخاطئ؟


مع تفكيره في انجلا عاود النظر إلى ساعته فوجد انها لازالت الرابعة والنصف وخمس دقائق..خمس وثمانون دقيقة على الانطلاق..ربما يحتاج إلى ما يشربه..ربما سيساعده قليل من القهوة المرة على رفع الغمامة الكئيبة المسيطرة عليه.


صب لنفسه فنجان قهوة وحمله إلى منضدته ثم جلس متثاقلا على مقعده الجلدي ورفع قدميه فوق المنضدة..احس بدفء القهوة القوية السوداء وهي تجد طريقها إلى معدته..وقرر ان يطلب من كاربنتر ان يوصله إلى(فايفا وكس)فهو يشعر انه متعب,وهناك وقت طويل قبل وصول انجلا.


انجلا..


فكر أليوت بخطيبته وهو يتفرسرفي السائل الاسود في فنجانه..لقد عرف الكثير من النساء قبل ان يتعرف اليها لكنها الاولى التي يطلب يدها فقد بدت له مناسبة تماما لتكون زوجة رجل في مثل مركزه,وبما انه في الثالثة والثلاثين وابواه متشوقان لان ينجب لهما حفيدا,لم يعترض على تشجيعهما الايجابي.


اضافه إلى كل هذا فان انجلا جميلة وهي ترضي غروره بنفسه,ولو انه يجد حديثها احيانا مملا إلا انه لا اختلاف في هذا عن زوجات اصدقائه فهو لايريد الزواج من امرأة اعمال..إذا لماذا يشعر بهذا الاحباط المريع؟


وتوصل إلى الرد الذي تعمد تجنبه حتى الان:ماندي آبكوت!


لم يكن هناك سبب وجيه لانزعاجه من تصرفها نحوه إلى هذا الحد..لكنه منزعج!اصبح منذ يوم الثلاثاء مكتئبا يفكر فيما حدث اثناء الغداء,وفي ردة فعلها العدائية على دعوته الودية وهي ما اصاب فيه وترا حساسا.


في العاده,لم يكن أليوت رجلا عنيفا بل العكس,فهو معروف بمرحه وشخصيته الساحرة وتفكيره الدقيق بوجه عام.إنه رجل هادئ الطباع معتاد على اخفاء مشاعره الداخلية حتى في وجه استفزاز متطرف..لكن ماندي آبكوت اثرت على اعصابه وكان لها قدرة على تحريك المشاعر التي لم يكن يعرف انه يمتلكها,ومن الثير للقلق معرفته انه لايستطيع السيطرة دائما على مشاعره هذه عندما يكون معها.


أراد يومها أن يلحق بها إلى المؤسسة حيث تعمل وكاد الغضب الذي تملكه بسبب ردها المهين يتغلب على تعقله الطبيعي,واثناء عودته إلى الشقه كان يسلي نفسه بتخيل صور زملائها وهم ينظرون بعجز بينما اصابعه تخنق عنقها وتنزع الحياة منها.


منذ ذلك الوقت صمم على ان يبعد كل تفكير فيها من رأسه ونجح في هذا تقريبا..لكن المشكلة الان معرفته انها لازالت موجودة سواء اكان هذا في وعيه الكامل ام في عقله الباطن..صورتها التي تثقل على دماغه وتشله عن التفكير في نهاية الأسبوع القادم.


رشف ماتبقى من قهوة في فنجانه ثم انزل قدميه إلى الأرض ليقف..إنه لايكترث بشئ!سيراها لآخر مره وسيقول لها ما يضنه بها.


إنه يدرك ان عزلتها أثارت تعاطفه وجعلته يشعر بالاسى عليها..وبعيدا عن اعجابه بشكلها,حاول التواصل مع دماغها لمعرفت مايقلقها..وإذا كانت قد اسائت فهم نواياه الطيبة فهو يشفق عليها.


وضع فنجانه الفارغ على الطاولة وتقدم إلى الباب الذي يوصل إلى مكتب سكرتيرته.


-أنا خارج لمدة ساعة سيدة وينسدال وسأعود قبل السادسة.


سألت السيدة وينسدال بدهشة:


-لكن الا تتوقع مجيء الآنسة سيمور؟


-بلى ..لكن ليس قبل السادسة..وكما قلت سأكون هنا قبل هذا..ارتاحي سيدة وينسدال..كل شيء على مايرام.


-هل وقعت تلك الرسائل؟


-لقد وقعت كل ماهو مهم ..وبإمكانك الخروج ما إن تصبحي جاهزة..ستجد انجلا طريقها بنفسها إلى مكتبي .


-اجل.. سيد فرا يزر.


لم يكن لدى أليوت وقت لمراعاة مشاعر السيدة وينسدايل التي كانت اصلا سكرتيرة ابيه فلديه فقط ساعة من الزمن ليقطع شوارع لندن ويكلم ماندي ثم يعود,وهذا لن يكون امرا سهلا في مثل هذه الساعة منزحام بعد ظهر يوم الجمعة.


ساعده الحظ في الوصول إلى كليفتون غايت في وقت قياسي.وكانت الساعة الخامسة والربع عندما سار في الممر الداخلي لبرايتون هاوس..كان يعرف ان المؤسسة التي تعمل ماندي فيها تقفل ابوابها في الرابعة والنصف أيام الجمعة..وأخذ بالحسبان زحام السير,إذا يجب ان تكون في المزل الان.كان بابها اول باب إلى اليسار,وبدون اعطاء نفسه فرصه للتفكير مره اخرى تقدم وقرع عليه بحزم.


كان يشعر بالتوتر وهو يقف بانتظار ان تفتح له وعلى الرغم من ذلك برز إلى رأسه صورة قسماتها الشاحبة وطاف تفكيره فيها وكانه ينظر إلى صورة امامه.استطاع رؤية تفاصيل عينيها اللوزيتين وفمها العنيد كما كانت آخر مره شاهدها فيها..لها فم جميل,وعندما تبتسم ينير وجهها بأكمله ويصبح لون عينيها اخضر بلا من اللون اللوزي.


سأل صوت مألوف من خلفه:


-هل تسأل عن السيدة آبكوت؟


سيطر على نفاذ صبره واستدار ليواجة زوجة الوكيل التي اضافت:


-اوه..سيد فرا يزر..هذا أنت ..الآنسة سيمور ليست هنا.


دس اصابعة في جيبي معطفه:


-اعرف..اريد رؤية السيدة آبكوت..هل هي هنا؟


ردت السيدة موركير بسرعة:


-اوه.. لقد سافرت!


صدمة ردها للحظة ظنا منه انها تعني إلى الابد.


-سافرت؟


هزة المرأة رأسها:


-ستلحق بقطار السادسة..سافرت لقضاء عطلت الأسبوع في بلدتها..في نيو كاسل..قالت انها ستعود ليلة الاحد إذا كان هذا سياعدك.


سحب اصابعه من جيبه وهو يشعر بالراحة الكبيرة والاسترخاء لكلماتها.كانت هذه تجربة غريبة عليه يحتاج إلى استعادت توازنه بعدها..لكنه قبلا يتوجب عليه إقناع السيدة موركير بأنه ممتن لتعاونها.


مررلسانه على شفتيه:


-حسنا..شكرا لك..لم يكن الامر مهما.


-أتريدني ان ابلغها رسالة؟أنا واثقه أنها ستأسف لعدم رؤيتك فهي لاتتلقى الكثير من الزوار..تعرف هذا.


-كما قلت سيدة موركير..ليس الامر مهما.لدي رسالة لها من انجلا..لكن بما انها ليست هنا لم يعد الامر مهما.


-اوه..فهمت.


تسائل ماذا سيقول لانجلا..وهز رأسه مودعا ثم اتجه إلى سيارته..الان وقد برزت السيدة موركير إلى الصورة فمن المحتمل ان تقول شيئا..وراح يقلب افكاره باحثا عما سيقوله وهو يعود إلى مكتبه.


****


جائت السيدة كالدر بساري إلى المحطة لملاقاة القيطار,وبالرغم من الساعة المتأخرة كانت الصغيرة تقفز إثارة حين دخلت امها عبر الحواجز وانحنت لتحتضن ابنتها الصغيرة بين ذراعيها.


دفنت وجهها المبلل بالدموع في كتف ابنتها وقالت بحنان:


-مرحبا ياكنزي..ما اروع العودة!هل كنت فتاة طيبة مع جدتك؟


قالت السيدة كالدر:


-كانت جيدة كالذهب منذ يوم الثلاثاء.


وقبلت ابنتها بدورها وهي تمسح لها الدموع عن وجهها.


-كل ماسمعته منها هو كم يوم بقي حتى يوم الجمعة,وما هي الهديه التي ستشتريها لها يوم مولدها.


سبب ذكر امها العفوي يوم الثلاثاء وخز ضمير مؤقت لماندي لكنها صرفت النظر عنه بسرعة..لن تسمح لاليوت فرا يزر بأن يفسد عطلتها الأسبوعية..وركزت اهتمامها على وصف ساري لكعكت الحفلة.


-سنقيم حفلة..خالي إدغار والخالة مايف وبوب وتيدي قادمون لشرب الشاي غدا..وتقول جدتي انني استطيع دعوة ثلاثة من صديقاتي من المدرسة.


نظرت ماندي إلى امها شاكرة ثم ردت على ابنتها:


-عظيم..هذا كل ما احتاج اليه..أرى انني سأقضي يومين من دون راحة.


لكن في الواقع مرت نهاية الأسبوع بتباطؤ وأحست ماندي أنها في المدة القصيرة التي ابتعدت فيها عن هذا المنزل فقدت التكيف مع حياة امها في(غوزفورس)


صباح السبت بدأت ساري تفتح هداياها وكانت ماندي قد اشترت لها لعبة تقلد معظم حركات الطفل الحقيقي,لكن بالرغم من اهتمام ساري بقدرتها على شرب زجاجة الحليب وتبليل حفاضها,إلاانها امضت وقتا اطول تلعب باللعبة الالكترونية التي اشترتها لها جدتها.


بعد ذلك اختفت ساري في الحديقة لتلهو وخرجت الجدة إلى موعدها عند مصففة الشعر فبقيت ماندي وحدها في المنزل لما تبقى من فترة الصباح.


عندما كانت في شقتها في لندن,كانت تتشوق لان تكون هنا بين الناس والاماكن التي تعرفها جيدا.والآن ورغم وجودها الفعلي هنا إلا انها تشعر بعدم الارتياح في غرفتها القديمة التي كانت دائما ملاذها الامن..ووجدت نفسها تشتاق إلى ضجيج السير المتواصل على الطريق القريب من شقتها والاحساس بمدينة لاتنام ابدا..لكن لاشيء مثير في كل هذا وهي خيالية وسخيفة في ربط قلقها بلندن..كيف تفكر بهذه الطريقة وهي لطالما كرهت الاقامة هناك؟


جلست على حافة سريرها ورفعت ساق نحيلة إلى فوق لتسند ذقنها إلى ركبتها..المشكلة أنها كانت تشعر بقلق شديد منذ يوم الثلاثاء الماضي,ومهما حاولت تبرير تصرفاتها فهي لم تستطع تجاوز واقع أن أليوت اشترى لها الغداء وردت له المعروف بإهانه..اوه..يمكنها ان تجد عشرة اسباب لتبرير فظاظتها فهو لايحق له ان يرسل لها الأزهار,ولا سبب يدعوه لأن يفترض أنها قد ترغب بعد معرفة قصيرة جدا في تناول الغداء أو العشاء معه..لكن لم تنجح كل هذه الاعذار في اراحة ضميرها..لقد تصرفت وكأنها فتاة صغيرة محتشمة تواجه بعدوانية اول موعد لها مع رجل بلا من ان تتصرف كامرأة ناضجة وتتقبل صداقته بطريقة مماثلة.


وصل شقيق ماندي وزوجته بعد الظهر ولكن حفلة الشاي التي تلت لم تترك أي وقت للحديث والسؤال,فقد كان توأما ادغار يتركان اثار الفوضى أينما ذهبا..وأحست ماندي بالإرهاق في الوقت الذي غادروا فيه إلى منزلهم.


لكن مايف زوجة اخيها,وجدت فرصة وهما تغسلان الصحون لتسألها ما إذا كانت تستمتع بالعمل في لندن..وقالت:


-انني احسدك فعلا.اتمنى لو كان لي عذر لترك التوأمين عند امك والرحيل إلى مكان جديد!احيانا اظن انني سأجن إذا لم يجد أدغار طريقة لضبط تصرفات تيدي!


-لكنه مجرد صبي صغير.


ومع ان ماندي لم يرق لها تلميح زوجة شقيقها إلى انها تركت ساري عند امها,الا انها أردفت:


-اعتقد انه سيهدأ وهو يكبر..كان إدغار يتصرف مثله في صغره.


-حقا؟ليس هذا ما يقوله..انه يلوم عائلتي على اندفاع تيدي الفوضوي,لكنني أخبرته ان لا احد في عائلتنا يتصرف كقطاع الطرق عندما يكون عندنا زوار.لكنه لا يصغي إلي..إنه فعلا يكاد يسلبني عقلي!


قررت ماندي ان مثل هذا الحديث سيؤدي إلى مواضيع ليس من حقها ان تخوض فيها فغيرت الموضوع:


-يعجبني فستانك..هل هو جديد؟إنه يناسبك.


ردت بدون حماس:


-اشتريته من البلدة..اعتقد ان ثمة فساتين كثيرة مثله في لندن.


كان يوم الاحد هو الاسوء..فمع ان ماندي كانت تعرف انها لن ترغب في الرحيل عندما يحين الوقت,إلا ان الصباح بدا وكانه لن ينتهي ..ذهبت امها إلى البلدة وأخذت ساري معها.وكان على ماندي مرافقتهما إلا انها لم تكن تشعر برغبة في ذلك..إضافة إلى هذا,على احدهم ان يحضر غداء يوم الاحد.


وضبت ماندي حقيبتها بعد الظهر وطلبت سيارة اجرة لتوصلها إلى المحطة لتلحق بقيطار الخامسة..وقالت لامها بلطف:


-أفضل ألا تأتي معي امي..سيكون هذا اسهل بالنسبة لساري..


لكن ساري كانت تنظر إلى الأموربطريقة مختلفة:


-اريد ان اذهب إلى المحطة..احب الذهاب إلى هناك.احب رؤية القيطارات.


قالت ماندي بتعاسة:


-ليست هناك قيطارات كثيرة يوم الاحد.


وضمت الصغيرة إلى حجرها.


-اوه لا تبكي ياحبيبتي..تعرفين ان على أمك ان تعود.


-متى استطيع الذهاب إلى لندن؟أريد ان ارى مكان اقامتك,قلت لى انني استطيع المجئ.


-في العطلة القادمة..ستحضرك جدتك بعد شهر ويمكنكما البقاء هناك حتى نهاية الأسبوع,ولسوف اريك حينها مبنى البرلمان قصر باكنغهام حيث تعيش الملكة.


-حقا؟


دست ساري إصبعها في فمها وهي تنظر إلى امها بارتياب,فأبعدته ماندي عن فمها:


-اجل..حقا..مارأيك بمساعدتي في صنع سندويشات آكلها في القطار؟ لن اتمكن من البقاء حتى وقت الشاي.


فيما بعد واثناء خروج القطار من محطة نيوكاسل اضطرت ماندي إلى اجبار نفسها لئلا تذرف الدموع..لكنها لم تكن دموعا لأجل ساري بل لاجلها هي..فساري لديها جدتها لتعتني بها..اما هي فتشعر انها وحيدة.


كانت الساعة تقارب العاشرة عندما وصل القطار إلى محطة"كنغزكروس"فقد طالت الرحلة التي تستغرق عادة ثلاث ساعات بسبب اصلاحات تجري على الخطوط الحديدية.


إلى ان وصل القطار إلى لندن كانت ماندي تحس ببؤس مرير.سحبت حقيبتها عن الرف متمنية للمرة الاولى لو انها اختارت مشاركة شقة مع امرأة اخرى.


حتى انجلا سيمور كلير تتشارك الشقة مع ليلي بنتلي..وأخذت تفكر لا إراديا بجارتيها وتتسائل عما كانتا تفعلانه في نهاية هذا الأسبوع..بالتاكيد لم تمضبا خمس ساعات من التكاسل في قطار محول عن خطه,فأناس مثل انجلا وليلي وأليوت كذلك يسافرون إلى أي مكان في سيارة أو طائرة.


كان هناك مفتش ينتظر استلام البطاقات اثناء مرور الركاب امام الحاجز..اعطته ماندي تذكرتها ثم وضعت حقيبتها على الأرض لتتمكن من وضع حمالة الحقيبة فوق كتفها وحمل الاخرى الاثقل وزنا بيدها الثانية.


وهي تفعل هذا احست ان شخصا ما يراقبها فرفعت رأسها بإحباط آملة الاتضطر إلى صرف معجب غير مرغوب فيه عنها,فبعد التوتر الذي مرت به خلال الخمس ساعات المنصرمة,كانت تحس بالتعب وبدأت وخزات الصداع تهاجم صدغيها.


-أليوت!


كان استخدامها لاسمه الاول باندفاع من دون وعي.


كان أليوت ينتظرها..وعرفت من وقفته انه موجود هنا منذ مدة طويلة..وتاكد لها هذا من الطريقة المتصلبة التي رافقته وهو يدنو منها..لم يكن مبتسما,قسماته القاتمة متجهمة في قناع مبهم,وعندما انحنى ليحمل حقيبتها عنها كانت مصدومة اكثر من ان تمنعه.


قال وهو يومئ برأسه إلى المخرج الجانبي:


-السيارة متوقفة هناك..تبدين متجمدة بردا..هل هذا صحيح؟ ام ان السبب هو غبطتك لرؤيتي؟


*****


استجمعت ماندي رباطة جأشها وسارعت خلفه وهي تلاحظ كم تناسب السترة الجلدية البنية كتفيه,مع كنزة صوفية ناعمة تحتها بلون بني مناسب وبنطلون جينز..لم تفكر في الجدال معه في تلك اللحظات لانها اعتبرت ان انتظاره لوصولها هو الامر الاهم الان وسيكون لديها الكثير من الوقت فيما بعد للتساؤل.


وضع أليوت حقيبتها في صندوق السيارة وفتح لها الباب:"ادخلي"


اطاعت..أقفل لها الباب ثم استدار حول السيارة ليصعد وراء المقود لكنة لم يشغل محرك السيارة فورا بل التفت اليها:


-لقد تأخر القطار.سألت وقالو إنهم يتوقعون وصوله في التاسعة.


-أجل..تم تحويله عن خطه بسبب تصليحات للخط الحديدي..انا آسفة..هل انتظرت طويلا؟


-منذ التاسعة.لا تبدو عليك الدهشة لرؤيتي؟


هزت راسها:


-اوه بلى..الامر فقط..انت هنا..وانا ممتنة..كنت اشعر بتعب رهيب حين نزلت من القطار.


-والان؟


بدت عيناها سوداوين في الظل ورفعت كتفيها:


-الان..انا..مسرورة لمجيئك.


أدارت وجهها عنه وهي تضيف:


-أنا..اردت الاعتذار منك على أي حال..بسبب..بسبب ماقلته لك يوم الثلاثاء


-حقا..؟


وسمعت صوت تنفسه الحاد ثم:


-حسنا..ما كنت ستشعرين هكذا لو انني وجدتك في المنزل بعد ظهر يوم الجمعة.


-ماذا تعني؟


اندفعت خصلات شعر ماندي إلى الامام وهي تدير رأسها لتنظر إليه.


-جئت إلى الشقة لامزقك اربا.لسوء الحظ قابلتني السيدة موركير واخبرتني انك سافرت لقضاء عطلة الأسبوع فاضطررت إلى ابتداع قصة حول ايصالي رسالة لك من انجلا.


تصلبت ماندي مع اتضاح الامور.


-هكذا اذن..لهذا أنت هنا.


لقد جاء ليس لانه يريد مقابلتها,بل لانه لايريد تركها تكذب ما ستقول لها السيدة موركير.


منعت شهقة بكاء كادت تصل إلى حلقها ومدت يدها إلى مقبض الباب..إنها لاتحتاج إلى تحدير شخصي..يكفيه ان يتصل بها هاتفيا فقط فهي لاتريد جرح مشاعر انجلا..والان تريد الابتعاد عن هذه السيارة وعنه قبل ان تجعل من نفسها حمقاء اكثر من هذا.


قال أليوت بصوت اجش:


-أنت مجنونة!أتظنين انني سأقف هنا في هذا الطقس البارد لمجرد ان اطلب منك التستر على قصتي؟


اندفع متابعا:


-اوه..ماندي..انت لا تعرفينني جيدا حتى الان.اليس كذلك؟لكنك ستعرفينني!


-أنت قلت..قلت إنك تنتظرني منذ التاسعة.


تنهد أليوت قائلا:


-أنا لم اقل انني كنت انتظرك منذ التاسعة فأنا هنا منذ السابعة والنصف لانني لم اكن اعرف في أي قطار أنت..وهكذا انتظرت.


هزت رأسها:


-لكنك..قلت انك..كنت غاضبا مني.


-كان هذا يوم الجمعة وقد غيرت رأيي منذ ذلك الوقت,لقد التقيت يومها بالعجوز المتسلطة وابلغتني انك سافرت.


-السيدة موركير؟


هز راسه ايجابا ثم اكمل:"هي ذاتها"


-الن توصلني إلى البيت؟


-في النهاية اجل.لكننا اولا سنتناول بعض الطعام..تبدين نصف جائعة ونصف متجمدة..


ادار محرك السيارة فقالت:


-لا اظن اننا يجب ان نفعل هذا.


-كنت اتوقع هذا الاحتجاج منك..اسمعي,يمكننا ان نتمتع بما تبقى من الامسية معا.ستتناولين العشاء معي,اقبلي بهذا..سمه..تعويضا اذا احببت,لأجل مثابرتي.


طوال الطريق,ظلت ماندي تكرر لنفسها انها يجب ان تكون متشددة اكثر ويجب ان تطالب أليوت بأخدها إلى منزلها فورا أو ان ينزلها كي تستقل االباص..من الغباء إقناع نفسها بانه يحاول مصادقتها,فالاصدقاء لاينغمسون في لعبة كالتي نفذها أليوت في المحطة وليس لديها طريقه لمعرفة أي نوع من الرجال هو..قد يكون عابثا,فما ادراها؟ثم ان معاملته لأنجلا باحترام لاتعني انه يعامل كل النساء هكذا..وان اختفت من الوجود الان فمن سيعرف ماهو مصيرها؟ستكون مجرد شخص مفقود آخر..واحدة من الئات الذين يختفون في لندن كل سنة.


هزت رأسها إحباطا..لم تكن تؤمن حقا بان أليوت يشكل خطرا من هذا النوع,لكنها تعرف ان مايفعلانه خاطئ اخلاقيا ومعنويا,وهي الملامة على هذا.


كان دخول السيارة المفاجئ إلى كهف مظلم كافيا لدفع كل الافكار من رأسها..وعندما ادركت ان هذا المكان هو موقف سيارات تحت الأرض ارتاحت قليلا,لكن تحية الحارس المهذبة اعادت القلق اليها..اين هما الان؟نظرت إلى أليوت لترى انه اطفأ المحرك وقال:


-حسن جدا..فلنذهب.


فتح بابه فنظرت ماندي اليه باستغراب:


-نذهب؟إلى أين؟


-لتناول العشاء طبعا..هيا..اتريدين التسبب بفضيحة؟يعرفني الحارس جيدا ولا اريد ان اكدره.


ترددت:"سيد فرا يزر.."


-اسمي أليوت,ولقد استخدمته قبل الان.


سمحت له بمساعدتها على الخروج من مقعدها لاقتناعها انه سيكسر الباب إذا لم تستجب له,والسبب الآخر كما قال إن الحارس كان يراقبها.


قالت متصلبة:"لقد احرجتني".


نظر اليها متفحصا:


-لا داعي لقلق,أتسمحين؟لن آخذك إلى غرفة تعذيب!


دخلت معه إلى المصعد ووقفت بعيدا عنه قدر استطاعتها,استخدم أليوت مفتاحا قرب الازرار وسجل الطابق الثاني والعشرين فافترضت انه يأخدها إلى مطعم هناك..لكن حين انفتحت الابواب لم تجد سوى ردهة مفروشة بالسجاد وباب خشبي أبيض في انتظارها.


دفعها لتخرج وأغلق المصعد خلفهما ثم اخرج مفاتيحها فسألت:


-هل ..هذه..


-..شقتي.


دس بطاقة معدنية في ثقب الباب فانزلق المفتاح في مكانه ثم انفتح الباب..سحب أليوت المفتاح قبل ان يحث ماندي على الدخول,ورغم سخطها تغلب الفضول عليها.


كان اول ما لفت نظرها في ضوء المدخل الخفيف ثريا ضخمة معلقة في السقف إنما ليست مضاءة,ولا حظت ماندي ان الاضاءة الموجودة تنبعث من مكان خفي فوق الإفريز الذي يعلو الجدران ليزينها.كانت حبات الكرستال المثلثة الزوايا تتأرجح برقة مصدرة رنينا ناعما مع تدفق الهواء من الخارج.


على أي حال لم يكن لديها وقت لتتفحص ماتبقى من محتويات الردهة..ألقت نظرة على الطاولة اللماعة من الخشب الاسود والمرآة الاثرية فوقها قبل ان يحثها أليوت على المرور بعدة أبواب لتصل في النهاية إلى غرفة مضاءة بعدد من المصابيح..كانت الارائك الضخمة المذهبة المخمل تشكل واحة راحة في غرفة مصممة خصيصا للارتياح,وكان كل مافي الغرفة ينم عن اسلوب وذوق رفيع.


نظرت ماندي إلى الجدار المخصص للكتب التي بدت مرصوفة بدون عناية الىجانب كتب عادية ومجلات,ثم وقع نظرها على رفوف من الزجاج الملون وضعت عليها مجموعة المنحوتات..اما الجدار المقابل فقد كان مؤلفا من ابواب زجاجية ترتفع من الأرض حتى السقف وقد غطيت بستلئر طويلة.


سألها بنعومة:"جائعة؟"


التفتت إليه بارتباك:


-هذه..لك؟أنت..تعيش..هنا؟


-عندما اكون في المدينة.


أخذ منها سترتها يضعها على ظهر كرسي ثم خلع سترته:


-سألتك إذا كنت جائعة.لابد ان تكون تيريسا قد تركت وجبة طعام في غرفة الطعام.


ابتلعت ماندي ريقها:"تيريسا؟"


-مدبرة منزلي..تعالي..دعينا ندخل لنرى ماتركته لنا.


رطبت شفتيها:


-أين..اين تسكن حين لاتكون في المدينة؟


تنهد أليوت:


-لدي منزل في اوكس فورد شاير..سأريك اياه في يوم آخر..والآن..هل سنأكل ام سنبقى واقفين نتكلم؟


احست بوجوده قربها فتحركت بسرعة بعيدا عنه.


-أين..اين هي غرفة الطعام؟


قادها إلى غرفة ذات نوافذ زجاجية تطل على أنوار لندن تحتها فيما الجدران الاخرى مكسوة بخشب مماثل لخشب طاولة مستطيلة لماعة تتسع لاستضافة عشرين شخصا على الاقل بمقاعدها الخشبية.


كانت الوجبةالتي اشار اليها موضوعة على احد اطراف الطاولة,مكونة من "السلمون"المدخن والسلطة,سندويشات شرائح لحم مع الأناناس والزيتون..اطباق من مختلف انواع الجبن والكافيار إضافة إلى طبق من سلطة الفاكهة يحتوي على عدة انواع طازجة.


قال أليوت:


-تفضلي,اخدمي نفسك بنفسك.


وأضاف بعد قليل:


-حسنا..ماذا تحبين؟فأنت كما يبدو لست مستعدة لتخدمي نفسك لذا سأضطر إلى تقديم الطعام لك بيدي.


وضع ملعقة فيها كافيار فوق بسكويتة وقدمها لها:


-تذوقيها..إنها لذيذة..ثم قولي لي ماتفضلين.


كان الكافيار لذيذا مالحا وله طعم غريب..وادركت ماندي ان هذه التجربة الجديدة ستزيد من اتساع الهوة بينها وبين أليوت..هوة لن تستطيع تجاوزها ابدا.


قال:"جربي السلمون المدخن"


وأعطاها ملء شوكة لتتذوقها:


-هل اعجبك؟


احست بضعف في ركبتها عندما استقرت عيناه بثبات على عينيها,فوقفت بحذر:


-يجب ان اذهب..حقا..لست جائعة جدا ثم ان الوقت متأخر جدا.


رد بلهجة إقناع:


-لم تبلغ الساعة الحادية عشرة حتى الان.


-لكنني مضطرة إلى الذهاب إلى العمل غدا.


-وانا كذالك.


هزت رأسها:"وهل لديك عمل؟"


ابتسم:


-أنا لست ذلك الفتى العابث إذا كنت تظنيني هكذا.


أخذت نفسا عميقا:"مع ذلك.."


مع ذلك ..ماذا؟فلنعد إلى غرفة الجلوس..سنتناول المزيد ثم آخذك بعدها إلى منزلك.-


-حقا؟


نظرت اليه بارتياب فتجهم وجهه:


-إذا كان هذا ماتريدينه,هيا..تعالي!ستهتم تيريسا بالمائدة غدا.


-وأين ..هي تيريسا؟


اعتقد انها في سريرها..إنها عادة تدخل إلى غرفتها بعد العاشرة.


عضت على شفتيها:


-اتعني..انها تسكن هنا؟


-غرفتها في الجهة الآخرى من المطبخ..لديها شقة صغيرة تكفيها ومصعد خاص بها..لم لاتجلسين؟


سألت وهي تجلس على حافة الأريكة:


-هل..هي شابة..عجوز..أم ماذا؟


ولفت يديها حول كوبها وكأنها تحميه.


-انها امرأة في الخامسة والخمسين,ألمانية الأصل,جائت إلى ايرلندا بعد الحرب وعملت في منزلنا بدون ان تتقاضى اجرا,ولم تعد ترغب في العودة..وهذه آخر كلمة سأقولها عن تيريسا..هل هذا واضح؟لمآتي بك إلى هنا لإجراء نقاش بخصوص مدبرة منزلي!


ضمت شفتيها:"ولماذا جئت بي إلى هنا؟"


-تعرفين لماذا..لتناول العشاء.


-هذا ..كل شيء؟


-هذا عائد إليك.


-ماذا تعني؟


-وماذا تظنين انني اعني؟


دفع نفسة ليقف ثم وضع كوبه على الطاولة.


-لأجل الله..توقفي عن النظر إلى هكذا وكأنني احاول اغوائك!لن افعل هذا..ليس إلا إذا اردتني ان افعله..بالطبع.


لم تدر ماندي ما الذي جعلها تنطق بسؤالها التالي:


-وهل ترغب في هذا؟


حدجتها عيناه الرماديتان بنظرة أعطت وجهه تعبير ضعيف غريب,وقال صادقا:"أجل"


تحركت مشاعر مماثلة في اعماقها,فهبت واقفة وهي تصيح:"أنت مجنون!"


لكن حين مد يده يأخذ كوبها لم تستطع انكار الإحساس المؤلم الذي سرى في عروقها..وقال:"أجلسي"


أطاعته وجلست فوق الاريكة بثقل هز الوسائد..وكبتت أنفاسها عند رؤية ابتسامته المتكاسلة..ثم سأل:


-ماذا تحاولين ان تفعلي؟أن تكسري الاريكة؟


فتمتمت:


-أشعر انني غبية.


-لا تبدين غبية.


وبمجرد ان جلس بقربها أثار في داخلها أحاسيس جعلتعا متوترة.


همست باحتجاج اخير:


-أليوت..يجب ان اذهب.


تجاهل ما قالته اذ كانت عيناه مسمرتين على وجهها.


كانت نظرات أليوت اليها تحرك في داخلها مشاعر عميقة..وبالرغم من انها إمرأة ناضجة ومطلقة,الا انها احست وكأنها مراهقة برفقة خبير.


لم تستطع فهم مايجري لها..لقد تزوجت هايد وأنجبا طفلة..مع ذلك عرفت الان انه لم يلامس ابدا مشاعرها العميقة..اربكها تذكرها المفاجئ لوجود ابنتها وجعلها تعود إلى الواقع,فمهما كان ماتشعربه الان,الا ان نوايا أليوت لاتختلف عما نواه هايد سابقا نحوها..مع هايد كان كل شئ زائفا,لكن الامر مختلف مع أليوت,فهي لم تعد الفتاة الصغيرة.إنها الان امرأة,وهذا بالظبط السبب الذي يدفعها إلى الابتعاد عنه..على الاقل ,كان هايد راغبا في الزواج بها..اما أليوت فلا يريد سوى التسلية والتغيير.


قالت بشراسة:"دعني اذهب!"


-لا


قالت مكررة بصوت اجش:


-لا..اليوت!أريد الذهاب إلى منزلي.


أخذ نفسا عميقا,ثم قال يناقشها بلطف:


-أنت تريدينني بقدر ما اريدك..لاتقولي لا..فأنا لن اصدقك.


تنهدت وقالت بشفتين مرتعشتين:


-حسن جدا..انا فعلا..اريدك..لكن..لكن,ليس حسب شروطك.


ضاقت عيناه:


-واية شروط هي؟


-تجاهل وجود خطيبتك!


تراجع أليوت واسند نفسه على يديه فيما اشتد ضغطه على فمه:


-بالنسبة لانجي..فما لاتعرفه لن يؤلمها مطلقا.


انكمشت ماندي لكلماته:


-وهل هذا هو المهم؟الاتعرف انجلا؟


-لا..انا لا اقول ان هذا صواب..


عدلت جلستها لتصبح عيناها بمستوى عينيه:


-ماذا تقول إذن؟إنك لاتستطيع منع نفسك؟


قال يذهلها برده:"شئ من هذا"


ثم اشاح بوجهه:


-حسن جدا..سأعيدك إلى المنزل..أعطني دقيقة لأستجمع شتات نفسي.


ترددت ماندي قليلا,ثم قالت وهي نتظر اليه بارتياب:


-هل أنت بخير؟


ضحك بقسوة:"اوه..تماما!"


هزت رأسها:"أنت لا تفهم"


-بل اظنني افهم.


-أنا لست عابثة.


وهل قلت انك هكذا؟


لا..لكن..


احنت رأسها:


-..ألمحت إلى هذا..ليس ذنبي إن كنت لا اشبه النساء الأخريات اللواتي تعاملت معهن..


-مهلك..!اية نساء اخريات؟


-حسنا..انا افترض..


-افتراضك خاطئ إذن..اليس كذالك؟وعلى عكس ما تعتقدين,لقد احترمت التزاماتي حتى الان.


وقفت ماندي:


-إذن لم..لم أنا؟


وقف وقد تجهم وجهه:


-كنت اسأل نفسي منذ اسبوعين.


مد يده إلى سترته وارتداها,ثم رمى لها سترتها واستدار نحو الباب:


-تعالي..دعينا نذهب قبل ان اغير رأيي!


أطبق الصمت الأليم عليهما اثناء نزولهما في المصعد,وتعمدت ماندي ان تبقي عينيها مشاحتان عنه ليقينها انها ستفضح مشاعرها إن نظرت إليه..إنها خائفة من تأثيره القوي عليها ولن يكون من السهل عليها ابدا ان تبعده عن تفكيرها.


سرعان مما التهمت الامبرغيني المسافة الممتدة بين شقة أليوت والشقة الفكتورية الطراز التي تسكنها.كانت شوارع المدينة خالية تقريبا..طنت ماندي انه سينزلها عند البوابة وامتدت يدها باحتجاج حين استدار إلى الممر الداخلي لبرايتون هاوس,وقالت بلهفة:


-لاتفعل..قد يتعرف احد على سيارتك,انها..ملفتة للنظر..اليست هكذا؟


-لايمكنك السيرالى هناك لوحدك في مثل هذا الوقت.


تنهدت ثم دعته بنعومة:


-سر معي اذا..مع انني لا اعتقد أنه سيهاجمني أحدهم.


لم يرد أليوت بل نظر اليها نظرة غامضة قبل ان يخرج من السيارة ويحظر حقيبتها من الصندوق..


في الواقع,سرت ماندي بقراره مرافقتها.فقد كان منظر المنزل المنزوي والشجيرات الشائكة التي تحيط بطريقه الداخلية مخيفا قليلا في الظلام..كان الباب الخارجي الذي يبقى عادة مفتوحا خلال النهار مقفلا,فاضطرت إلى استخدام مفتاحها ثم استدارت لتاخذ حقيبتها من أليوت متمتمه:"شكرا"


وضع الحقيبة الكبيرة على الأرض ورد بتوتر:


-من دواعي سروري.


-إنه وداع اذن.


هز رأسه ورد عليها:


-تصبحين على خير.


راقب تعابير وجهها المتغيرة..ثم تاوه بنفاد صبر واحنى رأسه:


سأتصل بك..نامي جيدا.


ولوى شفتيه مردفا:


-..إذا استطعت ..فأنا لن انام!


wasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-03-09, 11:10 PM   #13

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلم اديكي يا قمر رواية راائعة

و تستاهلي احلى تقييم

بانتظار التكملة حبيبتي


هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 01-04-09, 07:07 PM   #14

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلمي حبيبتي ...كمليها بالانتظار

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 01-04-09, 09:38 PM   #15

wasan
 
الصورة الرمزية wasan

? العضوٌ??? » 66851
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 403
?  نُقآطِيْ » wasan will become famous soon enough
افتراضي


شكرا كتييييييييير لكم ولمتابعتكم
وسامحوني على التاخير بس انا احاول اكمل الرواية في اسرع وقت


wasan غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-09, 03:32 PM   #16

سندريلا

? العضوٌ??? » 4668
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 508
?  نُقآطِيْ » سندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond reputeسندريلا has a reputation beyond repute
افتراضي

ننتظر التكملة

و شكراً ع الرواية


سندريلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-09, 09:31 PM   #17

lafloufa
 
الصورة الرمزية lafloufa

? العضوٌ??? » 58937
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 846
?  نُقآطِيْ » lafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond reputelafloufa has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم يدك ويعطيك العافيه

lafloufa غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-04-09, 11:01 PM   #18

asmasma

? العضوٌ??? » 85202
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 303
?  نُقآطِيْ » asmasma is on a distinguished road
افتراضي

تسلمي حبيبتي أنا حبيت الرواية وعايزاك تكمليها

asmasma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-04-09, 12:24 AM   #19

MooNy87

مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية MooNy87

? العضوٌ??? » 22620
?  التسِجيلٌ » Jul 2008
? مشَارَ?اتْي » 47,927
?  مُ?إني » واحة الهدوء
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
?  نُقآطِيْ » MooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond reputeMooNy87 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   7up
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
لا تحزن ان كنت تشكو من آلام فالآخرون يرقدون
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

تسلمى عزيزتى وسن

ما شاء الله عليكِ


MooNy87 غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 03-04-09, 12:39 AM   #20

RoseDew2011

نجم روايتي وعضوة فى فريق المكتبات.

alkap ~
 
الصورة الرمزية RoseDew2011

? العضوٌ??? » 45339
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,928
?  مُ?إني » السعودية
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » RoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

واااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااو الروااايه بتجنن ,,, كمليها بلييييييييييز ,,,,, الله يعطيك الفعافيه وسن ,,,, منتظرينك ياقمر

RoseDew2011 غير متواجد حالياً  
التوقيع

اللهم عليك بالطاغية قاتل أطفال الحوله وكل من يسانده .. اللهم عليك به وباتباعه بكل مكان اللهم ارنا فيه وبزمرته وعصابته عجائب قدرتك .







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:22 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.