شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f202/)
-   -   534 - عيناك لا تكذبان - دوريس هولت - دار ميوزيك ( كتابة / كاملة **) (https://www.rewity.com/forum/t51659.html)

* فوفو * 27-03-09 05:03 AM

534 - عيناك لا تكذبان - دوريس هولت - دار ميوزيك ( كتابة / كاملة **)
 
عيناك لا تكذبان
(534)
الكاتبة دوريس هولت
دار ميوزيك




الملخص




- نظمت حياتى يا دان .وأنت لست جزءا منها .


سألها بابتسامة صغيرة :
- هل أنت متأكدة ؟

- يجب أن أعيش حياتى وهى لا تتفق مع حياتك .

أخذ يضحك

صاحت فى غضب :
- لا تضحك ! لماذا ؟ لماذا تتبعنى وأنت تعرفنى بصعوبة ؟


رابط الرواية ككتاب :

يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

* فوفو * 27-03-09 05:08 AM


شخصيات الرواية


- دان ماردوك : رجل ثرى يعمل فى تجارة الأخشاب له عائلة كبيرة مترابطة . يجمع بين القوة والحس المرهف .

- كاسندرا فارو أو كاسى : فتاة تعمل فى الإعلان تتعرض لحادث يغير مجرى حياتها

- إيدى فارو : والد كاسى

- جودى : صديقة كاسى

- العمة بولا : عمة دان

- فريد - هانك : أخوا دان

- مارجى : زوجة فريد

- هيلين : زوجة هانك


* فوفو * 27-03-09 05:11 AM


المقدمة


حب أم شفقة سؤال عذب كاسى طويلا وكاد يفقدها الحب الكبير


الذى تحلم به .

كانت تعلم بأن هناك فرقا كبيرا بين الحقيقة والأحلام . وبأن الأحلام

نادرا ما تتحقق ولكن ستثبت لها الحياة أنها عادلة . وأن لكل إنسان

فرصة ذهبية للسعادة يجب أن يغتنمها وإلا فلن يكون هناك مجال

للندم .



* فوفو * 27-03-09 05:14 AM


الغلاف الأمامى


أثناء حديثهما التليفونى كان يحدثها بلطف . يجيب عن أسئلتها ولا

يطرح عليها أى سؤال . هل هو مهتم بها ؟ هل يشعر بالذنب ؟جزء

منها تمنى لو لم يتصل مرة أخرى ،وآخر كان يترقب رنين

التليفون .



* فوفو * 27-03-09 05:18 AM


الفصل الأول


هناك من يبكى .
كان الصوت واضحا تماما حتى ظنت كاسى فى البداية أنها تحلم . هل هناك شخص ما ؟ هل هذا صوتها ؟ لكنه صوت مختنق بشكل غريب . ازداد سيل الدموع ، وجاهدت كاسى حتى تستعيد صفاء ذهنها . حل الفزع مكان الفضول عندما تحققت أن الدموع تسيل من عينيها .


وضعت يدها على وجهه . لم يكن تشعر بالألم فمها جاف . ولسانها ملتصق فى حلقها . حاولت أن تدير رأسها لكن بدت لها هذه الحركة مستحيلة . لماذا لا تستطيع أن ترى بينما هى مستيقظة ؟

سألت بعناء حيث خرجت الكلمات من فمها بصعوبة :
- هل عيناى مفتوحتان ؟ أنا لا أرى شيئا !

تملكها الخوف . ثم تحول خوفها إلى رعب شديد .

أمرها صوت رجل :
- صه لا تتحركى .لا تفزعى . إذا كنت ترين ظلاما . فذلك لأنك معصوبة العينين .

جنبها الصوت المطمئن ألا تستسلم لصدمة عصبية .

- أنت فى المستشفى . كل شئ بخير .

- لكنى لا أرى شيئا .

قال الطبيب إنه سيخلصك من هذه الأربطة قريبا .أنت مصابة بارتجاج فى المخ ولا يجب أن تحركى رأسك . ولا ذراعيك أيضا . أنت تتعرضين لحقن متواصل .

ثم أمسكت يديها يد مجهولة :
- لماذا ؟ ما هذا ؟

- لقد تعرضت لحادث . سيكون الطبيب هنا حالا . سيطمئنك على حالة جروحك . لا تقلقى .

ابتعد الصوت :
- لا تتركنى .

حاولت السيدة الشابة أن ترفع ذراعها لكنه أجبرها على أن تخفضها :
- لن أتركك . انظرى . إنى ممسك يدك . وهكذا تعرفين أننى بجانبك .

- أوه ! تذكرت لقد كنت فى الشارع الضباب .

- لا تفكرى فى شئ الآن .

لقد استعادت ذاكرتها إنها تسمع صوتها يصرخ فى أذنيها . وهذه الضوضاء للزجاج المحطم . أقمشة تتمزق وفجأة ثقب أسود :
- يا إلهى هل هناك وفيات .

انتهت كلماتها ببكاء جديد
- لا ليس هناك وفيات


* فوفو * 27-03-09 05:20 AM



كان صوت الرجل هادئا وعذبا . شعرت به يمسح أنفها
أضاف بلمحة سخرية :
- إنى أمنعك من البكاء حتى تستطيعى مسح أنفك بنفسك .

- إنى عطشى .

- سأحضر لك الماء . هل ستخافين إذا تركتك لحظة ؟

أمسكت يدها ذراع الرجل الغريب:
- لا ترحل

- لن أغيب وقتا طويلا . الوقت الذى تعدين فيه حتى عشرين .أعدك بذلك .

تركت ذراعه . أطرقت كاسى منتظرة أن يفتح الباب لكن لم تسمع شيئا لابد أن الباب قد فتح . واحد . اثنان . ثلاثة . أربعة . خمسة . ثم جاءها صوت قاس . نسيت أن تكمل العد .

سألت الممرضة فى عصبية :
- لماذا تركتها بمفردها بحق السماء ؟

- أسف . كانت عطشى .

- يجب أن تشرب بالتقطير .

- سأهتم بذلك بينما تستدعين الطبيب يا سيدتى .

تبعت كلماته فترة صمت . ثم شعرت كاسى من جديد بيـد الرجـل الغريـب علـى ذراعها :
- كاسندرا ؟

- كاسى . الجميع يدعوننى كاسى .

- حسن جدا . كاسى تستطيعين أن تشربى . سأعطيك الماء بينما تستدعى الممرضة الطبيب . سأضع الأنبوبة فى فمك . خذى جرعة وراقبى إذا كنت تستطعين البلع .

احتفظ الرجل بصوته الهادئ . كان الماء باردا ولكن كان على كاسى أن تبذل جهدا كبرا لكى تستطيع البلع . نزع من فمها الأنبوبة .لعقت شفتيها :
- هل تريدين امتصاص قطعة ثلج ؟

همست مجهدة :
- نعم من فضلك .

- احترسى حتى لا تبتلعيها .

فتحت فمها قليلا .ووضع قطعة الثلج فى فمها . شعرت بالرطوبة فى فمها :
- هل أنت طبيب

- لا أنا دان ماردوك .

* فوفو * 27-03-09 05:21 AM



شعرت كاسى بخيبة أمل عندما سمعت هذه الإجابة . جاءها صوت غريب آخر :
- صباح الخير يا أنسة فارو . أنا الدكتور ماسترس .

صاحت كاسى :
- أرجوك .انزع هذا الرباط من فوق عينى .

أجاب الطبيب بهدوء :
- ليس قبل غد . هناك قطع على جبينك . وجفناك متورمان . لا بد أن تبقى ممددة أربعا وعشرين ساعة . سأعطيك شيئا لتنامى .

- لا ! ماذا بى ؟ يداى أيضا مربوطتان .ولا أشعر بساقى يا إلهى ! هل ما زال لى ساقان ؟

كان الفزع يملأ صوتها :
- بالتأكيد . لا تقلقى ، أنت بخير .

- أود أن أصدقك . أين الرجل ؟ أين أنت ؟

- أنا هنا يا كاسى

جاءها الصوت من الجانب الأخر من السرير . أمسكت ذراعه .
- الطبيب يقول الحقيقة . كانت جراحك كثيرة . ولكن ساقيك موجودتان .

سألها الطبيب :
- هل تتألمين .

قالت فى توسل والدموع فى صوتها :
- لا .إنى أشعر بالغثيان ، أريد أن أرى وجهى .

قال دان :
- أخبرها إذن يا دكتور ، من حقها أن تعرف .

دمعت عينا كاسى من جديد

قال الطبيب بصوت جاد وفى نفس الوقت مطمئن :
- أنسة فارو ، أنسة فارو اهدئى ، وإلا سأضطر أن أعطيك مهدئا . لا أنوى إخفاء الحقيقة عنك . هناك قطع غائر فى وجهك . ولكننا سنبذل قصارى جهدنا حتى لا يظهر هذا القطع إلا بصعوبة .هناكأيضا أضلع مكسورة وارتجاج فى المخ .

- لكن ....لماذا كل هذه الأربطة ؟

حاولت أن تمد يدها إلى الرجل الذى يدعى دان

- اصطدمت سيارتك بشاحنة كانت تنقل ألواحا زجاجية . طار واقى سيارتك بفعل الحادث بضعة أمتار أخرى . وكنت الآن فى عدادالموتى .

أمسكت يد دان بيدها بقوة . مما جعلها تشعر بالاطمئنان

استطرد الطبيب :
- أفضل ما تفعلينه هو أن تنامى .

ابتعد ليترك المكان لممرضة وفى يدها حقنة . أمسكت الممرضة ذراع كاسى ورفعت الرباط وأدخلت بسرعة سن الحقنة فى الوريد .

* فوفو * 27-03-09 05:23 AM



قال الطبيب :
- أعتقد أننا سنرفع الرباط الذى يغطى عينيك غدا .

على الفور فحص القطوع المنتشرة بفخذيها وساقيها . واستغرق فى انتزاع قطع الزجاج الغارزة فى جسدها . كيف ستتصرف عندما تكتشف كل هذا ؟

هز الطبيب ذو الشعر الرمادى رأسه . هذه السيدة الشابة لديها قدر كبير من الحظ لأنها نجت بحياتها .

تمتمت كاسى وهى تفكر فى الشاحنة التى داهمتها :
- سيدى . هل أنت هنا ؟

أجاب نفس الصوت الهادئ بالقرب منها :
- لن تكونى بمفردك يا كاسى . نامى الآن .

- منذ .... متى ... وأنا هنا ؟

- أربع وعشرون ساعة . أخبرت والدك. سيأتى لزيارتك خلال أيام

- كيف ...؟

- وجدت اسمه وعنوانه فى الدفتر الخاص بك .

ربت برفق على جبين كاسى
- لكن من أنت ؟

جاهدت كاسى لتظل متيقظة لتسمع الإجابة . ولكن جاء فعل المهدئ سريعا . وغاصت فى نوم عميق .

استيقظت فجأة عندما شعرت بشئ ما فى مواجهة فمها .كانت تشعر كأن مئات الأبر تخترق جسدها . انفلتت من فمها صرخة ألم . شعرت أن جفنيها ملتصقان . قامت بمجهود كبير حتى تفتحهما . ورأت إطار النافذة وستارة منخفضة .عادت إلى البكاء .

خلال دموعها لاحظت كاسى زجاجة بها سائل معلقة فوق سريرها . وأنابيب مخترقة ذراعها .وأدارت رأسها ببطء . كانت ممرضة واقفة مائلة نحوها .

حدثتها بصوت مرح :
- ها قد استيقظت ! هل حلقك جاف ؟ سأبلل شفتيك بقطعة قطن مبللة .

فتحت كاسى فمها لتتحدث . ولكن لم يخرج من فمها أى صوت .وأخيرا تمكنت من ان تقول :
- ماء

وضعت الممرضة أنبوبة فى فمها .

كان الماء لذيذا ومنعشا ! شعرت كاسى أنه ينتشر فى كل جسدها . سحبت منها الأنبوبة ، فتحت عينيها .ابتسمت إليها الممرضة .إنها جميلة . جميلة جدا .

* فوفو * 27-03-09 05:24 AM



سألت كاسى :
- ما الساعة ؟

حركت يدها لتنظر فى ساعة معصمها ولكنها رأت أن يدها قد تحولت إلى يد شوهاء مليئة بالجروح والخطوط السوداء . لا يمكن أن تكون هى يدها : قصت أظافرها الملونة بقسوة ، وأصابعها مقوسة كأنها ممسكة بشئ غير مرئى .

تنهدت فى ألم :
- أوه !

حاولت أن تحرك يدها الأخرى ولكن أسرعت الممرضة ومنعتها :
- الساعة الثانية . سأنتهى من عملى حالا .

نظرت كاسى إلى الممرضة بدهشة .لقد تملكها الفزع : يداها تشوهت إلى الأبد . يداها الجميلتان اللتان تقدمان زجاجات العطور فى إعلانات التليفزيون . الأصابع الطويلة الرقيقة التى تفرد الكريم على وجوه الموديلات الحسان تشبه الآن أصابع ساحرة شريرة . على الفور تبهت كاسى إلى جسدها العارى تحت الملاءة .بآهة ألم حاولت أن ترفع عن نفسها الغطاء .

-أريد أن أرى . أرجوك

قالت الممرضة بصوت هادئ :
- بالتأكيد .لكن لاتتحركى . لقد قام الجراح بعمل رائع .

رفعت الغطاء . لم تسمع كاسى شرح الممرضة نظرت إلى الأربطة على صدرها والقطوع العديدة فى كل أنحاء جسدها .رجف قلبها بشدة فى صدرها . رفعت عينيها فى تضرع إلى السيدة ذات الملابس البيضاء

تأوهت :
- إننى ... مغطاة بالجروح .

رفعت يدها إلى وجهها حيث شعرت برباط آخر . وهمست :
- هل الأمر خطير ؟

أجابت الممرضة :
- اشتهر الجراحون بعمل الكثير من الأربطة باستثناء جرح واحد فى الجانب الأيسر من وجهك فإن وجهك سليم وليس به خدش واحد .

اهتز صوت كاسى من شدة الفزع :
- لاأصدقك . أريد أن أرى .

- ليس لدى مرآة . لا بد أن تصدقينى . الدكتور ماسترس لن يتأخر فى المجئ ليراك . وسيرافقه السيد ماردوك . هل تريدين المزيد من الماء ؟

أغلقت كاسى عينيها .وأدارت رأسها على الوسادة .سالت الدموع من جفنيها المتورمتين على خديها فبللت الوسادة .

* فوفو * 27-03-09 05:25 AM



شعرت كأنها عجوز مكسورة . وأن الحياة قد انتهت . كيف تستطيع إدارة ندوة عن الجمال بهذا الوجه . هاتين اليدين المليئتين بالندبات ؟

منذ سبع سنوات وهى تعمل لدى بيت التجميل صيحات عالمية .وكانت من أفضل ممثلاته . كان نيل هاملتون - رئيسها - رجلا متخصصا . ردد لها مرارا ان وجهها المثالى ،وقوامها الرائع هما ما يجعلان منها الموديل الأكثر تقديرا .

منذ سنوات طويلة عاشت كاسى حياة قاسية . هجر والدها البيت بينما كانت صغيرة ، ثم ماتت أمها عندما كانت فى السنة النهائية من دراستها . كان عليها أن تجد ما تصرف به على عيشها .عملت فى كثير من الأعمال الصغيرة قبل أن تعمل فى محل كبير فى قسم مستحضرات التجميل . وفى هذا المكان قابلت من ساعدها فى العمل لدى صيحات عالمية .

كانت كاسى دائمة التشكك فى نفسها على الرغم من إعجاب الجميع بسلوكها . وشخصيتها القوية وخاصة جمالها الآخاذ : طويلة وممشوقة القوام ، شعرها بنى فاتح ومائل للصفرة ينسدا على كتفيها ،حاجباها وأهدابها داكنة بطبيعتها . وعيناها البنيتان تتناسبان تماما مع لون شعرها . وجهها البيضاوى وأنفها دقيق ،شفتاها ممتلئتان وجذابتان ؟

قبل أربع سنوات اقتحم والدها حياتها . اختفى كل الحقد والكراهية التى كانت تشعر بها تجاهه بسبب غيابه الطويل عندما اكتشفت أنه رجل ضعيف ،فاتن بدون شك ، أدركت لماذا أحبته والدتها إلى هذا الحد .

- آنسة فارو . هل أنت بخير ؟

أجابت كاسى :
- نعم ، بخير جدا

أراحت رأسها على الوسادة ،كانت خائفة وتشعر بالوحدة .

بعد عدة لحظات اختفت الممرضة الشابة ذات البشرة الحمراء كثمرة الخوخ .وجاءت مكانها أخرى . كانت كاسى ممددة ، ساكنة على سريرها . فريسة لأفكار مؤلمة كجراحها . هل ستجد فى صيحات عالمية وظيفة حيث لا يلزم أن تقابل العملاء ؟ إنها لا تعرف شيئا فى العمل على المكاتب .

دخل الطبيب وقف عند سريرها . نظر إلى السيدة الشابة فى ود من خلف نظارته الطبية :
- صباح الخير . أنا الدكتور ماسترس

- هل أنت صاحب هذه الخياطات الرائعة

دهشت كاسى من مرارة كلماتها

- رائعة ليست بالصفة المناسبة ؟ لقد خيطنا جراحك بقدر ما استطعنا .


الساعة الآن 11:07 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.