شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   القصص القصيرة (وحي الاعضاء) (https://www.rewity.com/forum/f119/)
-   -   أخشى الاعتراف ...... بقلمى .... (https://www.rewity.com/forum/t52289.html)

MooNy87 31-03-09 08:08 AM

أخشى الاعتراف ...... بقلمى ....
 
** أخشى الاعتراف **









بقلمى







مازلت لا أصدق نفسى .... هل حقا أتى هذا اليوم سريعا هكذا .... إن الحياة لا ترحمنى أبدا .... فما زالت الصدمات تتوالى علىﱠ.... أعرف أنكم ربما تتهموننى بالأنانية والقسوة مثل الآخرين .... ولكن قبل أن تطلقوا أحكامكم علىﱠفلتعرفوا من أين بدأت الحكاية .... لتروا أننى كنت محقة فيما شعرت به ...




*********




منذ نشأتى وأنا أراه أمامى وبجانبى فى كل خطوة أخطوها ... كنا نلعب سويا ونحن صغار وبالرغم من أنه يكبرنى بعدة سنوات إلا أنه لم يمل أبدا من وجوده معى ... وعندما كبرنا قليلا وصرنا فى طور المراهقة ... كان يصطحبنى معه دائما أينما ذهب ... وعندما كبرنا أكثر صرت أميرته المدللة التى يلبى لها كل طلباتها ويحقق لها كل أحلامها ... وكان هو رجلى الوحيد الذى أستشيره فى كل صغيرة وكبيرة ... وسط دهشة الجميع من قوة الرابطة بيننا ومن عمق صداقتنا حتى بعد أن كبرنا وسار كل منا فى طريق مختلف ... فهو تخرج فى كليته وصار يعمل بينما كنت أنا لا أزال أدرس ...





وكانت هى أخت لى ... أكثر من صديقة ... بل رفيقة دربى ... وكانت تقاربنى فى العمر ... لم يفرق بيننا أى شئ حتى اختلاف ميولنا واهتماماتنا لم يمنعنا من التمتع بتلك الصحبة الدائمة ... وكانت حياتى تسير على خير ما يرام حتى تم اللقاء .





كنت أحدثها عنه دائما وهى كانت تتعجب مثل الآخرين من عمق صلتى به ولكنها كانت تنصت إلىﱠ وأنا أخبرها بكل تفصيلة تحدث بيننا وكل موقف نمر به .... وفى ذات يوم بعيد أشعر به وكأنه الأمس ... لمحته وأنا أجلس معها ... لا بد أنه كان يبحث عنى فناديت عليه ... التفت إلىﱠ وسار نحونا ... سلمت عليه ثم عرفتهما الواحد إلى الآخر ... فسلم عليها وردت هى تحيته بابتسامة صافية .... دعوته للجلوس وأخذنا نتحادث طويلا وفجأة انتبهت إلى أننى قد استقصيت من المحادثة فدار بينهما الحوار ولاحظت النظرات المتبادلة بينهما .... ولأول وهلة شعرت بالقلق يحيط بى ....ثم قمت فجأة قاطعة خيط الوصال الممدود وقررت الرحيل ... فقام هو الآخر ورأيت فى عينيه نظرة ضيق موجهة إلىﱠ ...(( لمَ تتعجلين الرحيل ؟ )) سألنى ونحن نبتعد عنها (( لدىﱠما يشغلنى )) أجبته بحدة , فلاذ بالصمت .





وبعد هذا اليوم لم تعد حياتنا كالسابق أبدا , فتكررت اللقاءات وكنت أجلس بينهما كالغريبة , وازدادت عمق نظراتهما فلم أتمالك نفسى من الشعور بالضيق الشديد ... وصرت أخشى من هذا التقارب الذى يهددنى ... وكانت كلما رأتنى حملتنى السلام إليه وكان هو دائم السؤال عنها كلما رآنى ... ومع إننى قد تعمدت إغفال لعب دور الرسول بينهما , إلا إننى قد اكتشفت ولهول صدمتى أنهما يتقابلان كثيرا , فانتظرته يوما لاسأله فأجابنى بهدوء بأن هذا ليس من شأنى , فشعرت بالدنيا تدور من حولى وانهار عالمى الجميل .





وتوطدت العلاقة بينهما حتى صارحتنى أمى ذات يوم برغبته فى خطبتها , تخدرت أحاسيسى حينها ولم أعد أشعر بأى شئ فى حين كان قلبى يخفق بعنف متألما وحاولت الاعتراض , لم يصارحنى هو بهذا , لقد أخفى الأمر عنى تماما , ولدهشة والدىﱠ من تصرفاتى الغريبة تجنبا الحديث إلىﱠ فى هذا الموضوع , وحاولت وضع العراقيل فى طريقهما فلم أفلح , وتمت الخطبة وسط سعادة الجميع ما عداى حتى أمى وأبى انضما إلى صفه ضدى .




أصبحت أتجنب الحديث معها ثم قطعت كل صلة لى بها , وحاولت هى بشتى الطرق إصلاح ما بيننا وإعادة المياه إلى مجاريها وهى لا تدرى ما الذى حل بى ,ولكننى وبكل عناد وكبرياء رفضت تلك المحاولات ودمرت بيدى صداقتنا الجميلة , أما هو فلم يألُ جهدا فى محاولة رأب الصدع فى علاقتنا , ولكن هيهات فقد كنت أشعر وقتها بالإهانة والخيانة .




أخبرنى الجميع بأننى أبالغ كثيرا فى ردة فعلى وشعرت بأننى وحيدة أسبح ضد التيارولا يفهمنى أحد , كنت أدرك أن سعادتهما ينقصها رضائى ومباركتى لهما , ومع ذلك لم أشفق عليهما ولو للحظة واحدة , وعندما فاض به الكيل من تصرفاتى الطفولية , صرح إلىﱠ بمكنون قلبه (( أحبها , وكنتى تعرفين أن هذه اللحظة قادمة لا محالة )) ثم استطرد (( يا غاليتى , ستظلين بقلبى دائما )) صرخت به (( ولكن ليس هى )) فنظر مدهوشا (( ولمَ لا )) قلت له بوضوح (( أنت تعرف ماذا تعنى لى )) فنظر لى بخيبة أمل وقال (( لا فائدة , أنتِ عنيدة ومتشبثة برأيك )) ثم تركنى أتخبط فى حيرتى ووحدتى .




إننى أخشى الاعتراف بأنه على حق , فقد كنت أعلم أن هذا اليوم آت بلا شك , حتى جاء يوم الزفاف وطلبت منى أمى برجاء أن أتخلى عن عنادى وأن أذهب معهم لتكتمل سعادتهم , فرفضت بشدة وبكيت , ماذا عن سعادتى أنا ؟ أليس لها اعتبار , فتركتنى وهى مهمومة لا تملك من أمرى شيئا .





عندما غادر الجميع المنزل , وبقيت وحدى شعرت بالظلام ينقشع من حولى واختفى الضباب الذى كان يحيط بعقلى وغادرنى عنادى ورأيت أنه مهما حدث لا يمكن أن أغيب عنهما الليلة , فهما أعز علىﱠ حتى من نفسى .... ارتديت أفضل ثيابى وتزينت ووضعت عطرا ... ورسمت أجمل ابتسامة على شفتىﱠ وذهبت إليهما متحلية بالشجاعة ... فلم يكن من المحتمل أن يفوتنى يوما كهذا اليوم .... يوم زفاف أخى .... وصديقتى .




*********








drak123456 31-03-09 03:43 PM

دينا .. هأنا اقف بين كلماتك القوية الجيده .. برغم بساطة الفكرة إلا انك لم تمنعينى من التكملة الى النهاية .. برغم انى اعرفها من البداية _ اعذرنى لهذا فتلك إحدى عاداتى السيئة للغاية عند القراة فانا افكر بجميع الإحتمالات حتى احاول حرق القصه على نفسى لأتى وانظر لأخرها بدون التكملة وأقول ( هاأو عرفتها .. قديمه ) ._ إلا أن اسلوبك القوى البسيط جعلنى مجبر متمتعا بسلاسة الحبكة الرائعه .. ولا يسعنى إلا أن أقول إلى الأمام أيتها المبدعه .. وفى إنتظار القادم ..

~sẳrẳh 31-03-09 05:46 PM

دينا راغب
رائعه غاليتي
البستي الحروف حلتا جعلتيها تختلف عن غيرها بروعه اسلوبك والحبكة القوية وجمال المفردة
القصة تقليديةالفكرة لكن اصبتي فيها فعلا ما اشد غيرة الاخواااااااااااااااات على الاخ الاكبر ههههههه
وعلى الصديقه كذلك ...
واقعية الحكاية جعلتها قريبه كثيرا مني
دمتيـ بخير وننتظر نزف قلمك فـ انا انتظر الكثير منك

طويلة بال 01-04-09 01:40 PM




عزيزتي دنيا
اسلوب رائع وقصه جميله رغم بساطة أحداثها
أضفيتي عليها رونق من اسلوبك العطر
ووجدتني أنجذب شياً فشياً إلى أحداثها وإلى تلك الرابطه القويه
التي تجمع البطله مع اخيها حتى اني خلت في نفسي انني اعتقدت
أنه حبيبها وليس اخاها....من شدة تعلقها به

جميل سردك عزيزتي وجميل هي عباراتك

دمتي يا دنيا ودام قلمك


طويلة بااااااالـ

MooNy87 02-04-09 10:46 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة drak123456 (المشاركة 951077)
دينا .. هأنا اقف بين كلماتك القوية الجيده .. برغم بساطة الفكرة إلا انك لم تمنعينى من التكملة الى النهاية .. برغم انى اعرفها من البداية _ اعذرنى لهذا فتلك إحدى عاداتى السيئة للغاية عند القراة فانا افكر بجميع الإحتمالات حتى احاول حرق القصه على نفسى لأتى وانظر لأخرها بدون التكملة وأقول ( هاأو عرفتها .. قديمه ) ._ إلا أن اسلوبك القوى البسيط جعلنى مجبر متمتعا بسلاسة الحبكة الرائعه .. ولا يسعنى إلا أن أقول إلى الأمام أيتها المبدعه .. وفى إنتظار القادم ..


دراك .... أضحكنى تعليقك كثيرا (( هاأو ... قديمة )) .... الله يسعدك .... وأسعدنى مرورك الكريم ... وإن شاء الله أكون عند حسن الظن بى دائما .... دمت بود

MooNy87 03-04-09 12:25 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة soon (المشاركة 951382)
دينا راغب
رائعه غاليتي
البستي الحروف حلتا جعلتيها تختلف عن غيرها بروعه اسلوبك والحبكة القوية وجمال المفردة
القصة تقليديةالفكرة لكن اصبتي فيها فعلا ما اشد غيرة الاخواااااااااااااااات على الاخ الاكبر ههههههه
وعلى الصديقه كذلك ...
واقعية الحكاية جعلتها قريبه كثيرا مني
دمتيـ بخير وننتظر نزف قلمك فـ انا انتظر الكثير منك


غاليتى سووووون ... شكرا لكِ على الإطراء والتشجيع ... ربى ما يحرمنى منهم أبدا ... وإن شاء الله انتظارك لا يطول ... دمتى بود

MooNy87 03-04-09 03:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طويلة بال (المشاركة 954073)


عزيزتي دنيا
اسلوب رائع وقصه جميله رغم بساطة أحداثها
أضفيتي عليها رونق من اسلوبك العطر
ووجدتني أنجذب شياً فشياً إلى أحداثها وإلى تلك الرابطه القويه
التي تجمع البطله مع اخيها حتى اني خلت في نفسي انني اعتقدت
أنه حبيبها وليس اخاها....من شدة تعلقها به

جميل سردك عزيزتي وجميل هي عباراتك

دمتي يا دنيا ودام قلمك


طويلة بااااااالـ


الغالية طويلة بال .... وجودك هنا أضاف سحرا خاصا للقصة ... أشكرك كثيرا على كلماتك الرقيقة العطرة .... دمتى بود يا عزيزتى

Emy Abo-Elghait 07-04-09 04:03 AM

مهمــــــــــــــــــا قلت فلن تصف الكلمــــــــــــــــــــ ـــات مدى روعة روايتك :44:
دودو بجد بجد بجد احساسك فوق الرائع :44:
و اسلوبك بيجذب الواحد كده
ويحزن مع ابطال قصتك :tears: و يفرح معهم :amwa7:
يسلمى ياحبيبتى على الابداعك منتظره منك كل جديد :eh_s(7):


MooNy87 09-04-09 03:00 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sad_angel (المشاركة 974184)
مهمــــــــــــــــــا قلت فلن تصف الكلمــــــــــــــــــــ ـــات مدى روعة روايتك :44:

دودو بجد بجد بجد احساسك فوق الرائع :44:
و اسلوبك بيجذب الواحد كده
ويحزن مع ابطال قصتك :tears: و يفرح معهم :amwa7:
يسلمى ياحبيبتى على الابداعك منتظره منك كل جديد :eh_s(7):



عزيزتى الغالية ساد .... أسعدتنى إطلالتك المشرقة والتى تميزك دائما ... ومرورك الرائع الذى يضفى على الموضوع سحرا ... تسلمى يا ساد .... وشرفتينى بوجودك ....

القاصة الصغيرة 14-04-09 09:37 PM


لا أدري إن كانت للقصة جزء من حقيقة واقع

إلا أن ألمها لامس قلبي فقد مررت بحياتي بقصة مشابهة تقريبا

لقد كانت تجربة مؤلمة بحق واستطعت أن تنسجي لخيالها حرفا متناسقا

رائعة دينا راغب

أنتِ كاتبة تستحق المتابعة

متعطشة للمزيد من ما كتبتِ


الساعة الآن 08:08 AM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.