فأجابت كارين بمرح لم تكن تشعر به في الحقيقة:
-أظن السبب هو الشعور بالرهبة اثناء الامتحان على كل حال فقد نجحت في الكلية المهنية رغم ان فرص العمل في هذه الانحاء هي محدودة نوعآ ما
واستدارت تحمل ابريق الشاي وهي تقول مغيره الموضوع :
- سوف احضر الشاي فان ابي دومآ على استعداد لتناول الشاي في هذا الوقت
كان والدها جالسآ يقرأ في صحيفته المسائية عندما دخلت عليه بصينية الشاي .
فسألها وهو يتناول منها الفتجان الذي قدمته له :
- هل ستخرجين هذه الليلة
فأجابت:
- ولكنني كنت في الخارج الآن
فهز رأسه قائلآ :
- كنت على الشاطئ ؟ ليست هذه هي الطريقة التي يمضي بها الانسان مساء السبت . على الاقل لم يكن هذا هو المألوف في ايام شبابنا انك تمضين اوقاتآ كثيرة بمفدرك يا كارين ان فتاه جميلة مثلك لا يمكن ان تبقى دون صديقة
فقالت وهي تتعمد المرح في لهجتها:
- ان هذا لا يهمني بشكل خاص فلا تقلق بشأني يا أبي انني احب ان ابقى بمفردي على كل حال فإن صديقتي جين ستعود من اجازتها الاسبوع القادم ولهذا لن تمتد وحدتي هذه طويلآ إلا اذا نوت هي ان تكون علاقتها مع روري جيلينغهام جاده بالطبع.
فقال الاب:
- انها اصغر سنآ من ان تكون جادة بالنسبة لأي شخص وكذلك روري جيلينغهام هذا اذا اردت رأيي لقد كنا ان وامك نحن الاثنين في منتصف العشرينات عندما تزوجنا وهذا هو السبب في دوام التفاهم بيننا ليس بإمكان المراهقين ان يدركوا تمامآ ماذا يريدون
فتمتمت كارين وهي تحاول مقاومة فيض الذكريات:
- هذا صحيح اظنني ٍسأذهب الى الفراش مبكرة وسوف اطالع قليلآ لقد قالت امي انها ستأتي في خلال دقيقة واحدة
كانت منذ عدة اسابيع قد اعادت تجديد وزخرفة الستائر والأغطية في غرفتها بالالوان الخضراء والبيضاء بلمسات من اللون الوردي بعد ان لم يعد منظرها يرضيها واستلقا على ظهرها في سريرها وهي تحدق في السقف وشعرت بالضيق والقلق ان مسيرة ايام حياتها المتتابعة هذه لابد ان تكون اكصر حيوية مما هي عليه الآن. وربما الوقت قد حان لكي تنتقل من مدينة بارستون هذه.ليس لمدينة نورويتش كذلك وانما لمنطقة ابعد ان هناك عالمآ عليها ان تكتشفه.
وكانت رؤيتها للوغان مرة اخرى قد اعادت هذه الفكرة الى رأسها وأغمضت عينيها لكي تتصوره بالتفصيل كانت الذكريات مؤلمةولكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من ذلك.
قالت مارغوت سنكلير باسمة:
- وهذا هو الصديق الصغير لميشيل، يا كارين
ومد لوغان بانيستر يده بابتسامه بطيئه وهو يقول:
- مرحبآ يا كارين
فأجابت بصوت بدا لها شاذآ:
- مرحبآ
وتمنت ان لا يكون قد بدا على وجهها تأثير الدفء الذي شعرت به من ملامسة يده. ولم يكن من عادتها الاحمرار خجلآ كما انه لم يكن من عادتها الاحمرار خجلآ كما انه لم يكن من عادتها الوقوع في الحب من أول نظرة. كان لوغان ذا جاذبية قاهرة. ولم يكن ثمة وصف اخر له ربما لم يكن وسيمآ بالشكل الذي يبدو به نجوم الأفلام ولكنه كان بشكل ما اكثر استثارة للاهتمام .
كانت الأصابع التي اطبقت على يدها طويلة متوترة تنبئ عن طاقة غير عادية وبدون ان تنظر اليه مباشرة لاحظت بياض قميصه إزاء سمرة ذراعيه ولمعان الساعه الذهبية التي يحيط بها معصمه وعندما سحبت يدها من يده شعرت بفراق كبير.
وسألها:
-هل انت ايضآ في الجامعة ؟
فضحكت مارغوت وهي تجيبه بنفسها قائله:
- لا أظن ذلك يا عزيزي ان كارين ما زالت في المدرسة اظنك ستتقدمين لامتحان الثانوية العامة. أليس كذلك يا كارين ؟
فأجابت:
- الشهر القادم
وقالت هذا كارهه ذلك انها كانت تتمنى لو كان بإمكانها ان تزيد عمرها سنتين في عيني هذا الرجل .
فقال ميشيل سنكلير بلهجة عفوية:
- وطبعآ ستجتازين الامتحان في كل المواد اليس كذلك يا عزيزتي؟
فتمتمت:
- ارجو ذلك
فقال لوغان باسمآ:
- ارجو لك حظآ سعيدآ
وعادت ابتسامته تأخذ بلبها من جديد.
وعندما ابتعد مع مارغوت سألت هي ميشيل بلهجة جعلتها تبدو عفوية:
-هل هناك خطبه او ما شابه بينه وبين اختك؟
فأجاب:
-لم يحدث شئ بعد رغم انني متأكد من رغبة مارغوت في هذا وعادة هي تحصل على ما تريد
ولم تشك كارين في هذا ففتاه سمراء جميلة مليئة بالحيوية مثل مارغوت سينكلير ربما لإمكانها ان تنال أي رجل تريده .
ولا بد ان يكون لوغان في حوالي ال 30 من عمره ما يجعله لائقآ بها . وكان لآل بانيستر مزرعة خيول على بعد عدة اميال من الساحل ويقال انهم في غاية الثراء وكان هذا يبدو تمامآ على لوغان .
ذلك ان بذلته ذات اللون الرمادي الباهت كانت تبدو حتى لعينيها غير الخبيرتين غالية الثمن رائعة التفصيل .
كانت قد رأته طبعآ من قبل ... ولكن من بعيد فقط عندما كان يمر على الشاطئ ممتطيآ حصانه كعادته كل مساء.
ولما كانت قد قابلته الآن لم يبق هناك سبب يمنعها من أن تلوح له بيدها كلما رأته بعد الآن.
وقد يخطر له ان يتوقف احيانآ ليتحدث اليها بأي موضوع كان . فهذا لايهم مادامت ستكون واقفه بقربه.
كان ميشيل شقيق مارغوت فتى في 19 من عمره ناضجآ انيقآ في شنته الآولى في الجامعه وقد سرها اهتمامه بها منذ شهر أثناء حفلة فصل الربيع الراقصة ولم تنفر من فكرة رؤيته اثناء العطل الاسبوعية منذ ذلك الحين ولكن لم يكن ثمة شعور عاطفي من ناحيتها تجاهه.
في المساء التالي حوالي 6.30 كانت هي على الشاطئ وخفق قلبها وهي تراه قادمآ وعندما رآها لجم حصانه على الفور ، وهو يبتسم لها بسرور ظاهر. وقال:
- كنت اراك هنا في اكثر الامسيات ولكني لم أدرك انك حبيبة ميشيل
فأجابت:
- ولكني لست حبيبته . اننا مجرد صديقين
ورأته يرفع حاجبيه لدى سماعه جوابها هذا، ثم يقول وهو يعاود السير رافعآ يده يحييها :
- طبعآ في عمرك هذا هل ممكن ان يكون هناك غير الصداقة الى اللقاء
كانت هذه هي البداية وبعد ذلك لم يكن يتوقف ليحدثها فقط . بل كان ينزل عن الحصان ليتمشيا معآ وهما يتحدثان عن كل ما يخطر ببالهما .
وقد عاشت كارين لهذه اللحظات كما كانت تنتظرها كل يوم. وبعكس والديها كان لوغان يعاملها وكأنها امرأة ناضجه كانت تشعر معه بأنها ناضجه تمامآ. وكانت المشاعر التي أثارها في نفسها تحتلف كثيرآ عن مشاعر المراهقات.
وتبدد من نفسها الشك في انه يبادلها مشاعرها هذه ، وذلك امام نظراته الخاصة إليها ونبرات صوته وهو يحدثها . وقد تحصل مارغوت سينكلير على نظراته هذه ولكن هل استطاعت ان تستحوذ على اهتمامه كما استطاعت هي بحديثها الذي يتناول مختلف شؤون الأدب والفن ؟ هل بإمكانها ان تجعله يضحك لتعليقاتها كما تفعل كارين غريغوري الصغيرة؟
ومن تأثر لوغان وجدت نفسها تقرأ قصة روميو وجولييت التي كانت من مواد امتحان الثانوية العامة بشعور جديد لم تعرفه من قبل . ولكنها وجدت قصة انطونيو وكليوباترا ما ايقظ مشاعرها فقد كان فيها ان المرأة التي لم يعرف حبها لرجلها قيودآ ..إمرأة لة تخجل من الاعلان عن حبها بالقول والفعل ..امرأة لم تقبل برجل غير انطونيو.
بالنسبة الى كارين يكون لها رجل سوى لوغان وكانت تعلم ان هذا امر واقع .
وكانت نتيجة شرود ذهنها بين السحاب على الدوام ان جاءت نتيجة امتحان الثاموية العامة كارثة بالنسبة إليها.
فعدا عن الأدب الأنكليزي كانت تشك في امكانها الحصول على درجة قبول للمواد الباقية.ولكن مازال ثمة وقت طويل لكي تظهر النتيجة النهائية .
أما حاليآ فقد كان امامها شئ اكثر اهمية من وهو ان تعلم قبل كل شيء ماهية شعور لوغان نحوها.
كانت في العادة تسير على الشاطئ لمقابلته. ولكنها في هده الأمسية خاصة جلست وانتظرته ان يسير هو اليها
وكان قلبها يخفق وهي تفكر في ما ستقوله له.