فقالت باختصار " حول العالم " . كانت تعتقد أن هؤلاء الذن يتحدثون عن رحلاتهم مملون للغاية .
" أعتقد أن على العودة للمطبخ "
قالت ذلك وقامت وقد أخذ هو ينظر إليها كما لوكان يعرف أنها تتراجع . وقال وهو يقوم :
" أشكرك مرة أخرى "
وانتظر حتى اقتربت من الباب وقال مرة أخرى برقة :
" مينرفا "
" نعم ؟ "
" مرحبا بك فى القلعة الاسبانية "
بدا لها وكأنه تحذير ، ولم تدر سبب هذا الاحساس وما لبثت أن استشعرت سخافته فسألت :
" لماذا الاسبانية ؟ فيمكننى رؤية القلعة ولكن لا يبدو عليها أنها أسبانية أكثر منها إنجليزية "
" من مائة وخمسين عاما حلم نيكولاس الكبير بأن تكون له قلعة فى أسبانيا لكنه لم يتمكن من ذلك فسماها القلعلة الاسبانية "
ثم عاد لعمله مرة أخرى الذى كان قد قطعه عندما دخلت هى وقبل أن تخرج قال دون أن يرفع عينيه من على الورق :
" من الأفضل أن تتصلى بوالديك وتخبريهما أين أنت . فأنا أعرف روث قلقة للغاية "
" حسن "
عندما صعدت لغرفتها لتبدل ثيابها سمعته وهو يخرج فى مهمته الانسانية لإنقاذ فرانك ، أصبح بإمكانها أن تسترخى الآن قليلا قبل أن تواصل العمل وقد قررت الاتصال بروث فى المساء .
إن من الغريب أن يتركها هكذا وحدها فى المنزل دون ان يكون لديه أى دليل أنها أخت ستيلا فعلا ، ربما كانت أى فتاة أخرى جاءت لتخدعه ولكن لم يبد عليه أنه من ذلك الطراز الذى يسقط فى الشراك بسهولة .
لقد كان باردا ولكنه جذاب أيضا , شعرت مينرفا بإعجاب نحوه رغم أنه لم يبد معها سوى أقل قدر من الترحيب .
رغم كل عبارات المجاملة ، إلا أنه بدا عليه التكلف أكثر من الحميمة ومع ذلك فقد شعرت نحوه بنوع من العطف .
* * *
وقبل العشاء تلك الليلة أعطاها نيك كأسا من النبيذ ، أخذا يتحدثان عن والديها وعن أخيها كين الذى كان يذهب لنفس المدرسة الداخلية التى كان نيك يذهب إليها . تناولا العشاء فى الحجرة الصغيرة الملحقة بالمطبخ ،كانت مضاءة جيدا وقد أمضيا الوقت فى الأحاديث العامة . وقد وضح من حديثه أنه واسع الخبرة والاطلاع . على الأقل فيما يخص عمله ومصالحه .بعد العشاء عاد لمكتبه وطلب منها أن تشعر بحرية تامة وتتصرف كما تشاء فى المنزل . لكنها ذهبت لتتصل بروث التى ما أن سمعت صوتها حتى سألتها صائحة :
" مينرفا أين أنت ؟ "
" القلعة الاسبانية . لقد مررت لأقابل السيد بيفريل وحدث أن مدبرة المنزل كان عليها الذهاب لظرف طارء فبقيت لأساعده فى حفل العشاء الذى سيقيمه يوم السبت "
" إن ذلك رقيق منك يا حبيبتى " . قالت روث ذلك وبدا فى صوتها أنها ****ة . ثم سألت :
" هل نيك معك ؟ "
" لا . إنه فى مكتبه يعمل "
" حسن . لا أود إزعاجه "
قالت مينرفا وهى تعلم حب روث للحديث فى التليفون :
" روث . إن هذه المكالمة تكلفنى الكثير "
" نعم ولكن لا بد أن نيك سيـ..."