آخر 10 مشاركات
1015- بعد شهر العسل - الكسندرا سكوت- عبير دار نحاس (الكاتـب : Just Faith - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          98 - امرأة في حصار - بيني جوردان ( اعادة تنزيل ) (الكاتـب : حنا - )           »          251 - زائر الليل - كيم لورنس (الكاتـب : PEPOO - )           »          ديزي والدوق (44) للكاتبة :Janice Maynard .. كاملة .. (الكاتـب : * فوفو * - )           »          التقينـا فأشــرق الفـــؤاد *سلسلة إشراقة الفؤاد* مميزة ومكتملة * (الكاتـب : سما صافية - )           »          1128 - طيف من الحلم - آرلين جايمس - دار النحاس ... ( عدد جديد ) (الكاتـب : Dalyia - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > المنتدى العام للروايات الرومانسية > منتدى روايات رومانسية متنوعة مكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-09, 06:05 AM   #21

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيمان .. الأمل ، والحب


الفصل الثالث

أفاقت راشيل قبل الفجر. كان يلزمها بعض الوقت كي ترتب الأفكار التي تعتمل بداخلها . لقد أتى بها لوك إلي هنا يوم الجمعة مساءً . ثم التقت بحنا يوم السبت مساء وكان يوم الأحد كله إغراقاً في مزيد من الراحة، والاغتسال، وتغيير الملابس لها، وأن يصفف شعرها برقة. وكلما فتحت عينيها كان يتوسل إليها أن تأكل أو أن تشرب شيئاً. في إحدى المرات أفاقت لتجد لوك واقفا بالنافذة ، كان يدير ظهره إليها . كانت تتقلب طوال اليوم ما بين نوم وصحو، ربما تفعل ذلك دفاعاً عن نفسها.
ثمة منبه قد وضع علي الرف الموجود بجانبها . كانت ****به المضيئة تشير إلي الرابعة. الضوء بالخارج أنبأها أن الفجر ليس ببعيد. اليوم هو الاثنين، صباح الاثنين كان بارداً . شديد البرودة. كانت تحتاج إلي أن تذهب إلي الحمام. وتسللت بهدوء كنسمة صيف ، إلي خارج الحجرة . مرت بناظريها علي ورق الحائط البديع.، وحوض الاغتسال الرخامي ، والمرآة المصقولة ، والبانيوالضخم الجاثم هناك، وتلك النباتات التي تتدلي في كل مكان حتى علي ماسورة الدش. والنباتات الموجودة علي الأرض، ذلك الأصيص الذي يبدو كالواحة في وسط الصحراء. شيء لا يقاوم.
وبنظرة سريعة أدركت أنه لا توجد أبواب أخري مغلقة في الممر. لولا صرير الصنبور وهي تغلقه لما كان من الممكن أن تزعج مخلوقاً. أحست بسعادة عميقة عندما تمددت في الماء الساخن. ارتعشت عضلاتها لامست الماء ثم استرخت بفعل دفئه . واختلاط عبق اللافندر بهذا البخار المتصاعد، كانت تتمني ألا يشعر أحد باستعمالها لهذه المستحضرات وعطور الحمام، وأخذت تتوغل أكثر وأكثر في الماء اللذيذ فزاد شعورها بالراحة. قطعاً أن الجنة بها هذا النعيم.
انتظر لوك قليلا بعد خمس دقائق لم يطق فراشه أكثر من ذلك، هذا الفراش الذي كان ينام عليه يومياً بجوار فراشها. ماذا لو أصابها شيء وهي بالداخل ؟ دكتور أندروز كان واضحاً في وصفه لحالتها. قام من فراشه ووقف علي قدميه. وطرق علي باب الحمام. مرة. مرتين، لكن ما من مجيب.
-" راشيل؟"
سمع حركة مفاجئة فأدرك أنه أزعجها . سمعها تطفئ المذياع الذي كانت تنبعث منه تلك الموسيقي الريفية بصوت ضعيف من داخل الحمام.وفتح لوك فمه كي يعتذر ويفسر موقفه.
-" نعم؟"
كان صوتها المنبعث من وراء الباب يملؤه الخوف. تساءل لوك كيف كان يمكن أن يفعل إزاء موقف كهذا؟-أيتصرف بهذا الهدوء بسبب ما دار بينهما في الليلة الأولي لها هنا؟ هل هذا هو سبب إحساسه بالارتباك لوجودها إلي جواره؟
-" فقط كنت أريد أن أطمئن عليك . ظننت أن التعب قد أدركك مرة أخري".
اختلط الإحساس بالذنب بصوتها:
-" إني أعتذر إن كنت قد أزعجتك، لم يكن هناك أبواب أخري . لقد ظننت أنه من المناسب........."
-" لا تمكثي في الحمام طويلاً" ، كان صوت لوك يأمرها بنعومة ، "فقد تصابين بالبرد".
قاوم رغبة شديدة في أن يرفعها عن الأرض ويحملها علي ذراعيه كما لو كانت في عمر جوردي ليعود بها إلي الحجرة ما أن تخرج من الحمام.
-" لقد انتهيت تقريباً ".
وأنبأتها خطواته المنسحبة أنه عائد إلي فراشه مصاباً بعدوي الإحساس بالذنب . أخذت تجفف نفسها . واستخدمت قطعة من القماش لتنظيف الدش .
شيء ما يستولي عليها. هذا هو ما حدث. إنه يفعل الأعاجيب بالناس.المؤكد أنه هو السبب في سعادتها كلما شعرت بلوك إلي جوارها.
ونشرت قطعة القماش علي رف كي تجف. ثم أخذت تبحث عن ردائها . أثارت صورتها المنعكسة في مرآة الحمام انتباهها . أخذت تزيل آثار البخار، وراحت تنظر إلي جسدها بشيء من الفضول. آخر مرة رأت نفسها عارية كانت تسبح في أحد الأنهار. كان خفوت الضوء يريحها بعكس هذه المرآة . أخذت تلاحظ نحول رقبتها، وأخذت تتفحص جسدها العاري. وترددت بعض لحظات ثم أخذت تبحث عن بودرة ألتلك . فلم إذن لا تكمل ما بدأته. فحيثما هي ذاهبة لن يكون يسيراً أن تستمتع بكل هذه النظافة والانتعاش. أصابتها الدهشة عندما وقفت بباب الحجرة . كان المصباح الموجود فوق فراشها يلقي بضوئه الذهبي علي الفراش الأرضي الموجود علي الأرض، وعلي الرجل الممدد فوقه. أخذت راشيل تتأمل الصورة الماثلة أمامها. شعر منكوشا، عيون يغشاها النوم. كان لوك يبدو كمن يعزف أحدي مقطوعات فلورنسا الليلية.
-" لست مضطراً إلي أن تنام هنا ".
قالتها بشيء من الصعوبة ، " أنا بخير". لا بد أنه لا يشعر بالراحة عندما ينام هكذا مرتدياً البنطلون الجينز.
-" إني بخير هكذا".
الطريقة التي تحدث بها ذكرتها بأحداث المحاكمة ، لقد قلل من شأن أي شيء فعله من أجل جوردي ، بنفس هذا الأسلوب.
-" إنني بخير حال الآن ، لذا فإنه لا عليك أن تقلق نفسك بالنوم هنا مرة أخري".
لقد شاهدت أثناء عملها أجساد الرجال شبه العارية مراراً، من كل حجم وجنس ولون. لكنها أبداً لم تكن لديها الرغبة في أن تشاهد وتراقب مثل هذه المشاهد كما هي الآن.
-" إنها الرابعة والنصف الآن ".
كانت له أسبابه الوجيهة في أن يخفض من صوته:
-" إن نوم حنا من النوع الخفيف جداً. لذا فإن عودتي إلي حجرتي سوف توقظها حتما. وهي لن تستطيع العودة في الاستغراق في النوم ثانية."
لم يكن هناك المزيد ليقال.وعادت راشيل إلي فراشها، فدخلته بهدوء، فلربما يكون نومه خفيفا مثل حنا .
-" هل تريدين بعضا من الحليب الساخن ؟"
استقرت عيناها علي الصينية الموضوعة علي الحامل . كوب كبير وقطعتان من الشطائر المغطاة بقماش ابيض أنيقا.
-" من فضلك "، كانت تقاوم دموعها بصعوبة. " إنك غير ملزم أن تفعل كل هذا ".
-" جربي شيئا من الحليب سيساعدك علي النوم".
لم يكن عليها أن تتكلم أو تعترض من الأصل. لقد اقتحمها بأسلوبه هذا مرة أخري . لكن راشيل حاولت النفاذ إليه :
-" إنني بخير صحتي مائة في المائة. غداً عندما ننزل إلي المدينة سأستقل الأتوبيس عائدة إلي لوس أنجلوس . يجب أن أخطر إل م. ر. أ. بمكان وجودي".
هل هذا ما سيكون؟ هل ستقوم هكذا وتغادر بلا أية مقدمات؟ وجمدته الصدمة، جعلته يفكر بصوت مسموع.
-" وماذا عن جوردي"؟
ولبثت هادئة برهة من الزمن حتى ظن أنها لم تسمعه لكنها كانت قد سمعته. وعندما بدأت تجيبه لم يكن صوتها بنفس الهدوء. كانت نبرتها قد أخذت الشكل الحاد الذي سمعه منها من قبل:
-" أنا واثقة أنك والدياموند بار الأفضل له."
-" ألم تجدي الرغبة في رؤيته أبداً؟"
أخذت راشيل تقاوم نفسها . كانت الإجابة بالنفي علي وشك الخروج من شفتيها، لكنها منعتها. دائماً تلك الحساسية تجاه العواطف ، إنها تستطيع الآن أن تلمس بيدها غليان الغضب الذي يعتمل داخل لوك. له كل الحق في امتعاضه . لقد جرته أولا إلي المحكمة من أجل الصبي، ثم ها هي تتصرف وكأنها لا ترغب حتى في رؤية ابن كريس. وتحركت شفتا راشيل أخيراً:
-" سوف أراه في الصباح".
هناك شيء لا يستقيم. ساءل لوك نفسه لماذا لم تعد راشيل كارستيرز تهتم برؤية جوردي ؟ إن هذا التغير المفاجئ غير منطقي بالمرة. وأخذ نفسا عميقا من الهواء ثم أخرجه بهدوء. كانت محاولته أن يفهمها تبدو له شيئاً مستحيلاً. وعندما وقفت بعد ذلك واستدارت تجاه الباب، تذكر مشهد الصبي وهو يلهو. وصلت رائحة عطر اللافندر إلي خياشيمه، والتقي بعينيها وتلك النظرة العميقة كأنما ينظر إلي بئر مظلم.
لم ينس بعد طعم تلك الشفاه، ولا طريقة انحنائها عليه وهو بالفراش الأرضي. كانت ملابس حنا واسعة جدا عليها، هذا لم يكن بالمستغرب، فالخادمة وزنها يزيد عنها بمائة أوقية علي أقل تقدير. ذكرته نظرات عينيها بهذا الملاك الصغير الذي رآه في أحد عروض التلفزيون. وتلك الهالة التي تحيط به.
-" ألا ترغبين في قضاء بعض الوقت هنا ، حتى تتعرفي علي جوردي بصورة أعمق؟"
جال بخاطره أحاديث حنا له هو وأخيه روب عندما كانا صغيرين. الرجل المهذب لا يضايق امرأة ولا يحرجها. فقط، هو ليس علي استعداد في هذه الحالة أن يقوم بدور الرجل المهذب. هناك شيء غامض في راشيل كارستيرز، شيء لمس جزءا ما فيه ، جزءا ليس من تلك الأجزاء المتحضرة، جزءا بدائيا لم يلمس أو يثر من قبل.




عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:10 AM   #22

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيما ن .. الأمل ، والحب

-" لا "
كان الرد مباغتاً، كانت آثار اللبن لا تزال حول فمها.
-" لم لا ؟"
كان عليها أن تقول له شيئاً يخرسه، حتى لا ينطق بهذا الموضوع ثانية وخرجت الحقيقة من فيها:
-" هكذا سيكون الحال أيسر".
إذن هذه هي الحقيقة راشيل كارستيرز لا تريد أن تجازف بأن تنمي علاقة متصلة مع جوردي. ولكن لماذا ؟ حررها قرار القاضية من أن تواصل ما كانت تعتزمه ، كما منحها الحق في زيارة جوردي من حين لآخر كما تريد.
إلا إذا........ وتساءل لوك سومرز:
-" إلا إذا كانت أنصاف الحلول لا تتوافق معا. إن لم تحصل علي كل شيء فهي لا تريد شيئاً مطلقاً."
ثم تراجع . لا . إنه لا يظن أن تلك هي الحقيقة. اختلطت تلك النبرة الغريبة بصوتها مرة ثانية، هذا الصوت الذي بدأ يري أنه علامة علي الضغوط التي تعانيها. التفسير الآخر هو أن راشيل كانت خائفة من الانغماس في علاقة مع الطفل الآن . خائفة من الحب.
وضعت كوب اللبن علي الصينية، ومسحت بظهر يدها آثار اللبن المتبقية حول فمها،ثم تمددت ثانية علي فراشها وأطفأت المصباح . وتمدد لوك علي فراشه ، وفرد أصابع كفيه تحت رأسه. في غضون نصف الساعة ستعود الحياة لتدب في المنزل، فجوردي دائماً يستيقظ في السادسة. صياحه هو غالباً ما يبدأ به لوك يومه. وبعد احتساء وجبة اللبن الأولي يصبح جوردي في أحسن حاله. لو أخبره أحد من ستة أشهر مضت أن صياح الطفل يمكن أن يصنع هذا الفرق، لما صدقه. الآن أصبحت هذه هي الطريقة الوحيدة التي يبدأ بها يومه. لا شيء في الوجود يحتل أهمية لديه أكثر من هذا الطفل الذي سيتبناه قريباً. أن هذا الطفل يمثل أحلام أخي وآماله. إنه شيء نفيس مقدس. أي شيء في الوجود يأتي بعده في المنزلة. ان المزرعة هي أفضل مكان لينشأ الصبي في ربوعه. الطفل يحتاج إلي الهواء الطلق المتجدد،والي هذا المكان المفتوح المترامي حوله . فلا مجال للندم و لا داعي للتراجع.لقد كان اتخاذ القرارات دائما شيئا سهلا بالنسبة له. حتى ألان . حتى ظهور راشيل كارستيرز. يمكنه ان يدعها ترحل طالما هذا ما ترغب وتود. لكن ما بداخله في أعمق أعماقه ، تلك الرغبة القوية الحميمة التي تدعوه ألا يفعل، ألا يستسلم.
أخذ لوك يحملق فيها ويتأمل . يمكنه أن يتخلص منها بكل سهولة. إنها تبدو كشيء ضئيل مكوم في هذا الفراش العريض الواسع. وكالعادة شعر بالضيق من الفولاذية التي تبدو عليها . تبدو كأنها تشعر أنها بهدوئها هذا سوف تمر من كل شيء بسهولة وبلا مشاكل. كما كانت تبدو – وفي نفس الوقت – كمن يعاني بشدة . كان ينوي أن يتصرف بهذا الخصوص. " حسنة قليلة يا أهل الإحسان ".
كان يعرف أنها مستيقظة . لا خير في التظاهر ، أخذت راشيل تحاول أن تنقي ذهنها. ما يجب أن تقوله الآن يحتاج إلي شيء من القدرة علي الخداع والتمثيل. ساعدها بزوغ الفجر، منحها شيئا من التشجيع. إضاءة تظهر الخطوط المحيطة، لا تظهر التفاصيل أو الملامح. كان وجهها لا يزال جامد الملامح لا يعبر عن شيء.
-" سأترك عنواني حيث يمكنك العثور علي . إذا حدث أي جديد وغيرت رأيك بخصوص جوردي يمكنك أن تخطرني بذلك". كانت فخورا بنبرات صوتها . مستقلا. باردا. متزنا. "غدا عندما أكون بالمدينة، سأقوم بفتح حساب مشترك بأسمائنا جميعا، سأودع به أموالي. هي ليست بالشيء الكثير ، لكن أرجوك ألا تتردد في استعمالها للصرف علي جوردي . ومن حين لآخر سوف أودع المزيد."

كان يمكنها ان تؤدي الدور الذي أدته الآن دون هذا الاضطراب الذي بدا علي صوتها في نهاية الحديث، ولكنها علي الأقل استطاعت ان تقول ما قالت. هل كان علي الكرة الأرضية امرأة أخري مثلها؟ هذا ما يدور بخلد لوك في هذه اللحظة . كما لو كان الأمر برمته لا يهمها في شيء. هل لديها حياتها الخاصة الأكثر أهمية ؟ هل هذا الذي يدعي توم ينتظر الآن عودتها إلي هناك ؟.
-" حدثيني عن عملك ".
وشعرت أنه لن يجادلها في قرارها.
-" أنا عضوه في مجموعة من المساعدين الطبيين التي قد تذهب إلي أي مكان قد يحتاج إلينا".
-" كم عدد أعضاء الفريق؟."
-" طبيبان وممرضتان ومساعدان؟"
-" وفي كم من بلد عملت حتى الآن؟"
-" لقد قضيت معظم الوقت في بنجلادش في قري مختلفة منها."
-" وما هو نوع العمل الذي تقومين به هناك ؟"
-" لدينا عيادة عمومية تفتح طوال الأربع والعشرين ساعة، أو أقل قليلاً، بالإضافة إلي ذلك، نحاول تعليم الأهالي بعض المبادئ المبسطة عن العناية بالصحة والنظافة العامة."
ولم تخبره أنهم أحيانا يتحولون جميعا إلي أطباء رغما عنهم. راشيل عالجت من قبل آلاماً ، رتقت جروحاً ومتمزقات ، بل قامت بخلع الضروس والأسنان في بعض الأحيان. عندما يكون الجميع هناك بين الحياة والمعاناة والخوف من الموت، تفعل أي شيء وكل شيء.
-" لا بد أنك تحبين عملك، أنك تعملين لدي أل م. ر. أ . منذ خمس سنوات حتى الآن .كم يبقي الآخرون عادة؟ - في الغالب يبقون عامين أليس كذلك؟"
-" بل عام واحد فقط. أما أنا فقد عملت لمدة أربعة أعوام ونصف فقط، وليس خمسة. دكتور توم اتويل رئيسي بالعمل ، يعمل با ل م. ر. أ. منذ أوائل السبعينات."
رئيسها بالعمل وليس حبيبها . هل تنبئه نبرات صوتها بهذا حقاً؟
-" ألم تفكري بالعودة إلي الديار مطلقاً؟"
الديار؟ لم تجد أبدا مكانا يمكن أن يوصف بهذه التسمية. لم يحدث هذا أبدا في حياتها كلها . طوال حياتها المليئة بالوحدة والخواء منذ أن بلغت العاشرة وحتى الثامنة عشرة لم تصادف إلا لحظة مضيئة لا غير. كان هذا عندما قضت الصيف مع عمتها في وسكونسن : ماري جينيجز، التي أرادت أن تتبناها لكن والدها رفض ذلك غاضباً .خلال هذا الصيف فقط – ومن دون حياة راشيل كلها – عرفت الحب . أما ابنة عمتها هذه كريستينا ، التي تكبرها بعام واحد، فقد أعطتها هذا الإحساس بالصداقة والحب معاً، حيث أخذ نهم راشيل الجائع يغترف كل هذا ويختزنه ليعينها طوال كل تلك السنين التي حرمت فيها من أي حب. كانت كريستينا في غاية الكرم . أشركتها معها في كل شيء: أبويها، حيواناتها الأليفة، ملابسها ودون أي تحفظات. كانت طبيعتها السهلة السمحة هي الشمس التي تفتحت أزهار راشيل علي ضوئها ، تعلمت أن تضحك ، حتى وزنها قد زاد في هذه الفترة . أقسمتا علي أن تظلا أختين إلي الأبد. ولم تتقابلا أبدا بعد ذلك . كانت الرسائل هي الرابطة الوحيدة بينهما.
أما والد راشيل فقد مات عندما بلغت التاسعة عشرة ، بعد احتفالها بإتمام السنة الأولي لها في بنجلادش مباشرة. بسكتة قلبية مفاجئة ، لقد كتبت لها كريستينا تصف لها ما حدث . اتصل أحد الجيران بالشرطة بعد أن نبهه النباح الثائر لكلبه علي أعتاب دار آل كارستيرز. عثر عليه البوليس ميتاً، واتصل بأخته بعد أن وجد اسمها وعنوانها مقيدين في مذكرة التلفونات. بكت راشيل عندما بلغها النبأ، بكت علي رجل لم يعرف كيف يكون أباً، بكت علي ما يكون فد حدث له . وانتظرت المزيد من الأنباء، أن يكون قد ترك لها رسالة ما يشرح لها فيها ما لم يستطعه أبداً طوال حياته. يفهمها ان كان حقا يهتم بها ويأبه لها . لكنها النهاية السعيدة كالعادة ، اضطرت راشيل مرة أخري إلي إن تعرف الإغراق في الخيالات . لقد كتبت لها العمة ماري تخبرها أنه تم التخلص من الحاجات الخاصة به. لم يكن بها ما يستحق الاحتفاظ به . لم تفكر حينئذ في أية أموال قد يكون والدها المتوفى قد تركها لها . لم يكن أي من هذا يعوضها ما افتقدته من حب.
داومت كريس علي الاتصال بها . كانت رسائلها تصل مرتين أوأكثر قليلاً في العام إلي راشيل ، رسائل مطولة تحدثها فيها كريس عن دروسها في فصول السكرتارية ، وعن الرجال في حياتها. انتقلت إلي كاليفورنيا بعد موت أمها حيث حصلت علي وظيفة بجامعة كاليفورنيا ، في سانت بار برا . ومن وقت لآخر كانت تسأل راشيل أن تعود إلي الديار. يمكنهما أن يقتسما الشقة التي تسكنها. حيث يمكن لراشيل أن تلتحق بالدراسة مرة أخري أو حتى تحصل علي وظيفة بالجامعة. وكانت دائماً ما تنتهي الرسائل بنفس النهايات . الحب والقبلات. حب لا يمكن وصفه.
لم تكن راشيل بقادرة علي أن تترجم أفكارها إلي كلمات . كانت البطاقات البريدية المختصرة هي وسيلتها الوحيدة الإبقاء علي أبواب الاتصال مفتوحة، لكن الباب إلي مشاعرها كان مغلقا دوماً. كانت تخاف المخاطرة بأن تفشل في علاقاتها بأي شخص ما مرة أخري. ثم التقت كريس بروب سومرز. لقد جاء إلي الجامعة لينهي بعض أوراق ابنة صديق له. وكان الحب من أول لقاء.بعد زواجها ، أصبحت رسائلها أكثر إلحاحا . كانت تريد من راشيل أن تأتي لتقضي الإجازة بالمزرعة، لتتعرف علي عائلتها الجديدة . كانوا أناس رائعين. راشيل سوف تحبهم بالتأكيد. لكن راشيل اختارت ألا تجرب ، اختارت ألا تحاول.


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:13 AM   #23

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيما ن .. الأمل ، والحب

غرقت في أفكارها ونسيت أن لوك كان ألقي عليها سؤالاً.ما الذي كان يسأل عنه ، ما هو هذا السؤال الذي أعادها إلي قوقعتها هذه مرة أخري ؟ إن حنا وكذلك الطبيب علي حق
.إنها كتلة من الأعصاب المحترقة.
-" راشيل ؟" أخذ لوك يساءل نفسه : " هل غفت مرة أخري؟"
-" إني آسفة . ماذا كنت تقول ؟"
-" ألا تنوين العودة إلي الديار نهائياً؟"
-" ليس لي شيء هنا الآن ."
كانت إجابتها كالطعنة القاتلة له. كانت الأسئلة تعتمل برأسه لكنه ما كان ليسمح لها بالخروج . التعرف علي حقيقة راشيل كارستيرز أن يسبر غورها – لم يكن أبداً ليتم في حديث واحد .الأمر يحتاج إلي أكثر من مجرد فارس يرتدي درعه اللامع ليحل هذا اللغز .كان الأمر بالنسبة إليه علي درجة من الأهمية بحيث يتحتم عليه أن يفعل شيئاً بأسرع ما يمكن. تمدد لوك ثانية فارداً أصابع كفيه تحت رأيه، أي حملة ناجحة يلزمها تخطيط مسبق .
انتهي جوردي من رضعه اللبن الأولي لهذا اليوم بشهية مفتوحة. ولما تم تغيير ملابسه وتنظيفه ، بدت ابتسامته كالمطر الذي يغسل الورود. كانت بشرته كالحرير. كان يثبت عينيه الداكنتين – التي تشبهان عيني لوك _ علي وجه عمه . ومن حين لأخر كانت تمتد يده لتهدهده مرة أو بعض مرة. كان متعجلاً أن يتم هذا الأمر، يجب أن ينتهي منه اليوم.
-" مهلاً يا بطلي الصغير، مهلاً، " ملاطفاً إياه. " يضرك احتساؤه مرة واحدة".
وبعد بضع دقائق حمل جوردي علي كتفه ، وأخذ يربت عليه حتى تجشأ مرتين ثم تنبه إلي صوت من جهة المطبخ ، فتذكر وجود راشيل . كانت ترتدي الجيب الأحمر مع بلوزة شفافة . كانت تبدو كالمتجمدة . كانت الشمس تسطع في السماء، لكن الترمومتر كان يشير أن الجو قارص البرودة. فغالبا ما يكون بارداً صباحاً في شهر ديسمبر. ارتسمت علي محيا راشيل ابتسامة واسعة عندما وقعت عيناها علي جوردي في البداية. ومض إشعاع من الإثارة أعماها للحظات . ثم عاد القناع مرة أخري إلي مكانه.
-" جوردي ، وأدار لوك وجه الطفل تجاه وجهها " هذه هي خالتك".
لقد قرر استخدام تأثير جوردي عليها . راشيل تحتاج إلي الانتماء. ابن بنت العمة – علي كل حال – قريبة من بعيد، أما مناداتها خالته فهذا يجعلها حتما تشعر أنها من العائلة وأخذ جوردي يتطلع لها عدة لحظات ، ثم دفن نفسه علي رقبة لوك . لقد بدأ الطفل يتعرف علي الوجوه.
-" إنه جميل للغاية".
وأشاحت راشيل بوجهها بعيداً . ربما هي تفكر الآن في الطقس . لكن تلك الرنة في صوتها تعريها تماماً.
ودخلت حنا عليهم فاستدارت إليها راشيل تحييها بحرارة. نعم أنها تشعر بأنها بأحسن حال الآن، شكراً لكي. لا. لن تستطيع البقاء بالفراش أكثر من ذلك.
-" هل يمكنني تقديم المساعدة في تديم الفطور؟"
وأدركت المرأة العجوز ما كانت تعانيه راشيل من برهة عندما ركزت النظر في وجهها. لقد فهمت تلك الرنة الغريبة فيما وراء كلماتها. إن رعاية طفلين قد جعلت لديها رادار تجاه العواطف المختلفة. ومن فوق خصلات شعر الطفل الحمراء ، أصدرت حنا رسالة صامتة إلي لوك : " لا تتعجلها ."
-" بالتأكيد"، قالتها بحرارة. " جهزي المائدة معي ، من فضلك ياراشيل ستجدين الأطباق في هذا الرف الذي يعلو غسالة الأطباق ، أما الفضيات فهي في هذا الدرج.
كان الفطور يشبه الوليمة في دياموند بار هذه. كورن فلكس مطهو علي البخار، زبد ،كيك ،كريمة ، عصائر، طبق عريض مغطي به البيض والمقانق وأخذت راشيل ترشف من العصير، لم تبد ما يشير إلي أنها ستأكل من الطعام . لقد ساوها الاعتقاد أنها أصبحت من القوة بحيث يمكنها الابتعاد عن ابن كريس. لكن لواعج الحب التي أصابت قلبها لدي وقوع بصرها عليه أخبرتها أنها لم تقترب بعد من النجاح.
-" حنا أشكرك علي كل شيء."
نفضت راشيل ما يعلق بذهنها ، وأحست أن عيني لوك الداكنتين تنظران إليها .
-" إني آسفة، لقد زدت حمل العمل عليك." كانت نظرات حنا كلها تساؤلات.
-" راشيل تود العودة إلي لوس انجلوس اليوم ."
فسر لوك بدون تعليق .
-" أين أعواد الثقاب؟"
كانت السعادة بادية علي حنا بلا أدني شك للحظات بدت عليها ابتسامة سعيدة، ولمعت أسئلة كثيرة في عينيها.
-" راشيل عليها أن تطلع أحدا في أل م. ر. أ. بمكان وجودها. وهي ربما تغادر إلي بنجلادش غداً."
نقل إليها لوك الخبر برفق وهدوء . لمعت نظراته بتحذير من نوع خاص إليها، وفهمت حنا تماما ما يرمي إليه.
-" هل ستبعثين إلينا ببطاقات بريدية؟"
ولم يبد علي لوك الرضا عما يحدث . إن هذا هو ما تريد. أليس كذلك ؟ أدركت راشيل أنه كلما أسرعت في العودة إلي عملها ، استطاعت العودة إلي حالتها الطبيعية. إنها لا تنتمي إلي هنا. من الغباء أن تفكر في البقاء هنا، أن تدع نفسها تعتقد أنها أي شيء. غير زائرا.. راحلة لا محالة – شيء خطير.
-" تناولي طعامك " قالها لوك بلهجة آمرة.
-" ى أشعر بالجوع.." حتى العصير لم تستطع الانتهاء منه.
-" في الواقع أنني لو استطعت إلحاق بأحد الاوتبيسات المبكرة إلي لوس أنجلوس ، لأمكنني زيارة أحد الأطباء هناك فأوفر لك شيئا من الوقت ."
أخذ لوك يفكر في كومة الورق التي تنتظره ، وفي الرسالة العاجلة التي تلقاها علي الكمبيوتر الخاص به تخبره بضرورة الاتصال السريع بالمكتب الرئيسي، و.... تلك العيون الرمادية التي تعاني الألم.
-" ليس لدي ما يشغلني اليوم . لن تغادري حتى يراك دكتور كنتون. والآن هيا تناولي طعامك ."
ووضع شيئاً من الكورن فليكس في أحد الأطباق ، وقربه أمامها. وتناولت راشيل ملعقتها . كان الطبق مملوءا بالزبيب والمكسرات اللاتي تختفي هنا وهناك. عندما وضعت الملعقة بالطبق أحدثت دوياً عالياً. كان لوك يهمس بشيء إلي حنا واتجهت عينا راشيل إلي جوردي . كان مشغولاً بتلك الخرزات التي تنزلق علي حامل لتعليم الحساب والعد. ثم أحدث دوياً عالياً عندما صرخ منتصراً. فقد أفلح في الإمساك بأحدي الخرزات البلاستيكية، وأعقب تلك الصرخة الكثير من الثرثرة. ورق قلب راشيل أنه لعزيز ، عزيز إلي قلبها حقاً.
-" لم يكن سيئاً للغاية، أليس كذلك ؟"
كان صوت لوك يشبه صوته عندما كان بالمحكمة . ونظرت إلي طبقها . كان فارغاً تماماً .وأخذ لوك يعمل في تقطيع الكيك في هدوء. لقد رأى تلك النظرة التي تلقيها علي جوردي. كان العطف بادياً. لماذا تخفي راشيل شعورها نحو الطفل؟ لن يسمح لها بالرحيل قبل أن يعرف ما تخفيه في طيات نفسها.
-" حنا ، هلا اصطحبت راشيل في جولة لكي تري المكان من الخارج، لدي مكالمة هاتفية أقوم بها قبل أن نذهب إلي سانت بار برا. سوف آتي بمعطف لها كي ترتديه."
وعاد بعد دقيقة بمعطف أزرق.
-" أنجيلا دائما تحتفظ بمعطف إضافي هنا، هذا سيناسبك أكثر من معاطفي."
وتجاهل يدها الممتدة لتأخذ المعطف منه. وأخذ يلبسها إياه ثم دار حولها واخذ يربط أزراره بنفسه ، ودب الدفء في أوصال راشيل ، باديا علي محياها.
-" استطيع أن أقوم بذلك."
إذا بقيت مدة أطول هنا فسوف تصبح أكثر المخلوقات في قلة الحيلة – كما يظن هو عنها.
-" أعلم ."
وعادت إليه تلك النظرات القوية المهيمنة. أخذت راشيل تفكر كيف كان حكمها عليه خاطئاً . ووصل إلي الزر الأخير فأحكم إغلاقه. أخذ ينظر إليها ، ثم أزاح خصلة من الشعر كانت تسقط علي وجهها،كان كمن لاستطيع أن يسيطر علي نفسه.
شرفة فسيحة وثلاث درجات من السلالم، كانت تفصل ما بين الدار وتلك المساحة الواسعة من الخضرة التي تحيط بالمكان. والتلال الخضراء تطل من الأفق، من جميع الجهات. استطاعت راشيل أن تلمح عليها هنا وهناك قطعاناً من الماشية ترعى.
-" مؤكد أن كريس أخبرتك أننا كنا نعيش منعزلين في سانتاإيز تلك المرتفعات التي تقع خلف هذا التل..." – وأشارت حنا إلي منطقة غابات تظهر علي الجانب الآخر من الدار- "... هي القرية. بجوارها تقع أطراف المزرعة وبعض المزارع الخاصة الصغيرة . وبالجانب الآخر ، يوجد ما نطلق عليه هنا مساكن المساعدين، منتشرة هنا وهناك حول المزرعة . هذا القريب إلينا هو منزل مدير المزرعة جوان رودريجز، المدير ، وهو أخو زوجي . أما تريزا التي رأيتها بالأمس ، فهي زوجته وإنجيلا هي أبنتهم وميري ، التي تساعد معنا بالدار، فهي ابنة عمي . أنا تزوجت أخا جوان الأكبر كارلوس، عندما كان عمري ثمانية عشر عاماً. ولقد توفي كارلوس من خمسة أعوام عندما سقط من علي حصان كان يركبه. ومنذ ذلك الحين عشت في أحدي تلك المزارع الصغيرة، شبه متقاعدة، حتى حادثة يوليو "تموز" الماضي."
لم تكن راشيل بحاجة لمن يخبرها أن حنا قد تركت تقاعدها متطوعة. فهي لم تكن بالتي تتخاذل في تحمل مسؤولية رعاية ابن روب أكثر من أي شخص آخر.
-" وهل لك زمن طويل هنا بهذه البلاد؟"
-" نعم. لقد أتيت من الدنمارك عندما كانت سني خمسة عشر عاماً، كي أعيش مع أختي المتزوجة في صولفنج. بعد ذلك بعامين رأيت إعلاناً عن وظيفة شاغرة لطاهية في دياموند بار، كان ذلك بالصحيفة الأهلية، وتقدمت للوظيفة ، لم أكن أعرف شيئاً البتة عن طرق الطبخ الأمريكية، ولكني تعلمت . وسرعان ما التقيت بكارلوس. لم ينغص علينا معاً طوال الأعوام الاثنين والخمسين التي تزوجنا فيها سوى أننا لم نرزق بأولاد، وكان روب ولوك وكأنهما وجدا ليخففا عني هذه المشكلة."
وبدأت الدموع تبلل عيني حنا بعد أن وصل بها الحديث إلي هذا الحد، ثم أكملت حديثها:
-" أما والد لوك فهو يعيش حالياً في أريزونا، ولقد زار ابنه أربع مرات منذ وقوع الحادث ، وعرض عليه أن ينتقل ليعيش هنا إن كان انتقاله سيساعد ابنه، لكن لوك لم يدعه يفعل شيئاً من ذلك. كان حزنه يزيد كلما جاء إلي هنا حيث ذكريات ابنه الراحل. لقد أقنعه لوك أن كل شيء يسير هنا علي خير حال . وقام بإلحاق إنجيلا وماري للمساعدة في أعمال الدار، وهكذا أصبح كل وقتي مكرساً من أجل جوردي. مع إني ما زلت أحن دائما للقيام بأعمال الطبخ."
وسرحت راشيل بناظريها مع التلال وتلك الهالات من الشبورة المائية التي تغطي المكان بغلالتها. ما أعجب هذا القانون الذي جعل من الرجل أبا رائعاً هكذا، والأب الآخر كان يمثل فشلاً ذريعاً؟ أخذت تتأمل الطريقة التي كان لوك يحمل الطفل بها ، يحتضنه ، يلبي له حاجاته ومتطلباته. لا مراء في ذلك، أحضانه وقبلاته كانت كلها تصريحاً عن إحساسه الحقيقي تجاه ابن أخيه. هناك شيء مؤكد لا شك فيه _ إن جوردي لن يفتقر إلي الحب أبداً هنا. أما حقيقة أنها لا تستطيع أن تري ابن كريس مرة أخري ، فهذا لا يهم.
-" هل أنت جاهزة؟"
واقتحمت عينا لوك وجه راشيل، التي أخذت تخفي الاحمرار البادي عليه الدموع، لقد أتي بهدوء، فلم تحس بوجوده غلي جانبها. إنها جاهزة الآن أكثر من أي وقت مضي. كان لوك يحمل حقيبة يدها والحقيبة الأخرى الخفيفة التي كانت معها . كانت قد نسيت كل شيء عن هذه الحقائب. ما الذي تعلمته من قبل بخصوص الحقائب والوزن الزائد، عندما كانت تستعمل القطارات في الهند؟ حقائب أقل راحة أكثر. إن السفر في حد ذاته لمتعة بالتأكيد، إنها مؤهلة تماما أن تكون شيئاً ما كالفأل الحسن! لا وزن زائد. لا حمولة أضافية. مادية أو معنوية-" أنا بحاجة إلي...."
هذا هو العذر الوحيد لديها كي تدخل إلي الدار مرة أخري .
وغمغم لوك:


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-05-09, 06:18 AM   #24

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيمان .. الأمل ، والحب

-" سأكون منتظراً هنا."


كان جوردي يلعب في حجرته. عند رجوعها من الحمام ، رمقته لجزء من الثانية. كانت حنا تقف خلفها. وانحنت راشيل علي الطفل، وطبعت قبلة غلي خده .هذه هي احدي الذكريات التي لن تنساها. وتمتم جوردي " جاجا" وهمست راشيل" أحبك".


عند رحيل راشيل ، لم يلاحظ لوك الاضطراب الذي كانت تعانيه عندما ابتعد بهم عن المزرعة في شاحنته الزرقاء. أخذ يتحدث عن المزرعة ، وكيف أن جده قد نزح إلي هنا- إلي الغرب في أحد قطارات البضاعة أيام البحث عن الذهب.


-" لم يعثر علي الذهب، لكن الأرض والطقس ابقيا عليه هنا . حصل علي ألف دونما من الأرض. رفض أن يزرع الكروم. وفضل تربية قطعان الماشية والخيول."


كانت راشيل سارحة ببصرها من خلال النافذة منذ أن تركوا المزرعة . عادت إليها تلك النظرة المتحجرة . شعر لوك بشيء من الرضا ، إذن فراقها لجوردي يحز في نفسها. كان يريد أن يتأكد من ذلك.


-" جدي الأكبر – جاسبر- رزق بابن واحد : روبرت ، ثم أكمل بهدوء :


-" جدي روب كان لديه ثلاثة أبناء، ابنتان وولد واحد – أبي جوردون – كل من عمتي رجعتا للشرق للدراسة في الجامعة. إحداهما تزوجت بأحد المزارعين في فرجينيا والأخرى ذهبت إلي استراليا . أما أمي فقد كانت ابنة احد أصحاب المزارع التي تجاورنا. كانت تقول أنها قررت الزواج بأبي منذ كانت تبلغ العاشرة من عمرها. ومرت عشر سنوات أخري حتى تقدم إليها أبي طالبا الزواج منها . كانت أمي مولعة بنقاء السلالات . فبمجرد زواجها بأبي تقدما بعرض إلي جدي لتحويل دياموندبار إلي مزرعة للتربية والتدريب، تقدما إلي بهذا العرض وهما يرتجفان . ألقي جدي بنظرة واحدة علي العرض وأخبرهما أنه إذا كتب احد منهما تقريراً وافياً عن هذا الموضوع فمن يعلم؟ قد يخرج هذه الفكرة إلي حيز التنفيذ. ولقد مد الله في عمر جدي حتى رأي دياموند بار تتحول إلي مزرعة من أرفع مزارع تربية السلالات النقية للخيول ..


أرفع مستوي في الولاية كلها."


كانت عيادة دكتور كنتون تقع بمدخل المدينة. انتحت الممرضة براشيل جانباً لإجراء بعض الفحوص اللازمة . ثم قام دكتور كنتون بالكشف عليها. بعد ذلك دخلت إلي مكتبه ، حيث كان يتجاذب أطراف الحديث مع لوك.


-" آنسة كارستيرز حالتك ليست سيئة".


كان الرجل المسن يخفي ابتسامته. كان بشعره الأبيض وبشرته المشوبة بالسمرة أشبه بالمزارعين أكثر من أن يكون طبيباً .


-" لكنها ليست جيدة كذلك."


-" مم أعاني؟"


كانت دائماً تهتم بحالتها الصحية.


-" هل أصبت بأي نوع من المرض حديثاً؟" فكرت راشيل قليلاً :


-" لقد أصبت بالدوسنتاريا في الصيف. ولكني شفيت منها سريعاً."


وأخذ دكتور كنتون يتصفح التقارير التي أمامه .


-" حسناً ، لكنه من الواضح أن جسدك لم يبرأ تماماً ، إذ إن نسبة الهيموجلوبين لديك تعتبر منخفضة. ولا أعتقد أن حالتك تسمح لك الآن بالعودة إلي بنجلادش."


-" حالتي لا تسمح الآن..."


وأخذت راشيل تحملق في الرجل غير مصدقة،


-" لا بد أن هناك خطأ ما... اخشي أن ثمة خطأ هناك."


-"إنك تحتاجين إلي الراحة، والاسترخاء والمزيد من الراحة. سأقوم بكتابة نوع من الفيتامينات وبعض الأملاح المقوية التي تلزمك . وإذا شيء جديد بعد التحليلات المعملية، فسنخطرك به. أما إن لم يظهر شيء آخر فاني أريدك أن تأخذي الأمر بسهولة، وأن تعودي إلي مرة ثانية أكثر قوة ، ومما علمته عن خلفيتك العلمية والعملية ، فأنا علي ثقة انك سوف تراعين أن يكون طعامك محتوياً علي الأملاح التي تلزمك بكثرة. فلتضمني طعامك المزيد من المعادن والأملاح.


كانوا في طريقهم عائدين إلي المزرعة قبل أن تدرك راشيل وجهتهم التي يتجهون إليها. وفهمت مسز كيلي تلك الإيماءة الخاصة. التقطتها وهم في طريقهم للخروج من العيادة.


لماذا نحن عائدون إلي المزرعة؟"


لو كانت ذاكرتها قد أسعفتها جيداً لأدركت أن تلك الإيماءة تعني أنهم قد قطعوا نصف الطريق لما يرمون إليه ويبتغونه. حسناً، لأول مرة لا يتصرف لوك سومرز بأسلوبه المعهود. كان عليه أن يغير مساره وأن يلف في دوائر – حتى استغرق ذلك اليوم بطوله كي يعودوا إلي الدار. لم يتكلم كثيراً منذ خروجهم من العيادة . الآن التفت إليها.


-" لقد سمعت ما قاله الطبيب. إنك بحاجة إلي الاسترخاء والراحة."


-" أستطيع أن أجد الراحة في لوس انجلوس."


لقد أدهشها التشخيص ؛ ذلك لأن إل م. ر. أ. تهتم دوماً بالكشف الدوري المنتظم علي موظفيها . وبعد كل ما مر بها خلال الشهرين الماضيين في بنجلادش ، لم يشر توم إليها عن حالتها الصحية ، بل إنه في شهر سبتمبر- أيلول – أخبرها أنها بحالة جيدة.


-" في حجرة بأحد الموتيلات ؟"


أنبأتها نبرات لوك عن رأيه في مثل هذه الأماكن . أخذت تسترجع هذا اللون الأصفر الكريه علي تلك الأرضية التي يختلط فيها اللونان البني والأخضر، أدركت راشيل أنها هي نفسها غير حريصة علي تنفيذ هذه الفكرة.


-" إن رئتيك بحاجة إلي الهواء النقي، وليس إلي عادم السيارات."


-" إن إل مز ر. أ. لها دار ضيافة .. أستطيع النزول فيها."


-" حنا لن تسامحني أبداً أن تركتك ترحلين وأنت علي هذه الحالة."


-" لا أستطيع أن أثقل عليك أكثر من ذلك."


لم يحر جواباً . وأخذت راشيل تفكر في هذا الواجب، لعله يظن أنه من واجبه أن يعود بس مرة أخري إلي المزرعة.


-" لوك يجب أن أذهب إلي لوس انجلوس اليوم."


كان الرحيل شيئاً ضرورياً وسألها بتعقل:


-" لماذا ؟ إنك لن تغادري البلاد بمجرد نزولك إلي لوس انجلوس ، ودياموندبار مكان جيد للإقامة كغيره."


-" لا أستطيع العودة ."


بل تستطيعين."


إنه لا يعلم شيئاً. إن هذا الرجل الكبير يظن أن الحياة تمضي سهلة مرتبة سعيدة.


-" لا."


-" بل نعم."


مطت راشيل شفتيها، ثم أخذت تنظر من نافذة السيارة بإحباط. إنها لا تريد أن تفقد أعصابها أمامه الآن. إنها تعاني بما فيه الكفاية، هذا النوع من الرجال الصعب المراس يجب أن يؤخذ بالهوادة.. لا تفلح الشدة معه مطلقاً . هل يوجد علي وجه الأرض من يفعل ذلك؟


-" حسناً، أنك تخشين المواجهة."


لم تصدق راشيل الكلمات التي سمعتها.


-" هذا هو التفسير الوحيد."


ودون أي تفسير ، امتلأت عيناها بالدموع. لقد كان يعلم أنها تحاول الهرب. لم يكن هناك أحد غير كريستينا ، يستطيع أن يعلم ما يدور بداخلها . لم يهتم مخلوقا من قبل بأن يحاول ذلك. لوك سومرز يبسط أمور الحياة . ربما هو علي حق . ربما آن الأوان أن تواتيها الشجاعة فتجرب السعي وراء السعادة. إنه جزء دفين من قلب راشيل ، جزء ظل لسنوات مغطي بطبقات كثيفة من الرفض، جزء انفتح أخيراً ليمتلئ بالأمل يأخذ طريقه إليه . أخذت تنظر إلي التلال . لقد انقشع الغمام الذي كان يغطي كل شيء. وأشرقت الشمس تحتضن الوادي بأكمله كما لو كانت ملاكه الحارس.




نهاية الفصل الثالث


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 05:35 PM   #25

#أرجوان#

? العضوٌ??? » 254
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 3,851
?  نُقآطِيْ » #أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of#أرجوان# has much to be proud of
افتراضي

تسلم يداكي

#أرجوان# غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-05-09, 08:08 PM   #26

هبهوبة

روايتي مؤسس ونجم روايتي و مشارك مميز وفعال في القسم الطبي وعضو متألق في قسم علم النفس وتطوير الذات

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبهوبة

? العضوٌ??? » 15
?  التسِجيلٌ » Nov 2007
? مشَارَ?اتْي » 26,048
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » هبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond reputeهبهوبة has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

واااااااااو يا قمر رواية روووووووعة بجد




تسلم اديكي يا مبدعة بننتظرك بشوووق يا مها






هبهوبة غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 08-05-09, 12:26 AM   #27

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي

مشكورة يا هبة يا غالية علي المرور شرفتيني

عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-09, 09:32 PM   #28

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الرابع
أدركت راشيل في اللحظة التالية أنه لا ينبغي أن تترك نفسها لتنخدع بهذه الرقة البادية.إن كل ما يقدم إليها ، من تعبير عن الحفاوة والترحاب لا يفتح أمامها إلا باباً من المشاكل و المعاناة.
-" فقط ليوم أو يومين"
أحياناً يجب علي المرء أن يستسلم في إحدى الجولات حتى يحرز النصر النهائي في المعركة.
-" كما تشائين ".
-" ولكني أحتاج إلي بعض الملابس."
كان ردائها الأحمر قد تم غسله وكيه فعلاً ولكنها لن ترتديه إلي الأبد ، لو كان حوارهم هذا قد تم مبكراً بعض الشيء لكانت قد ابتاعت بعض حاجاتها من المدينة . لكن الأوان قد فات الآن . وأومأ لها لوك برأسه إلي مؤخرة السيارة . فاستدارت راشيل لتري زوجاً من الأكياس البلاستيكية بجوار أكياس البقالة الموضوعة بالمؤخرة. كانت الأكياس تحمل اسم أحد متاجر الملابس النسائية المعروفة. لقد ابتاع لها ملابس، وأحست راشيل بشيء من الحرارة يدب في أوصالها علي غير المتوقع.
-" لقد ابتعت لك بعض الأشياء."
لم تكن نبراته تعبر إلا عن جانب أكثر إشراقاً بداخله.
-" تستطيعين أن تختاري بقية ما يلزمك من الكتالوجات. عندما تتحسن حالتك سوف نتوجه إلي لوس أنجلوس ، كي نقوم بجولة شراء حقيقية".
واهتزت أنفاس راشيل بداخلها . عندما تتحسن حالتك. جولة شراء حقيقية. إن كلماته لأكثر مما تحتمل. استقرار، دوام، أبدية. إن هذا لمستحيل. عليها أن تتذكر أن إقامتها في دياموند بار شيء مؤقت، إنه حقاً رجل صعب المراس. إن فكرت في أي شيء آخر يكون هذا ضعفاً منها ، وراشيل قد طبعت دائماً علي ألا تضعف. حتى من قبل أن يولدوا . الحياة تكون أقل تعقيداً هكذا . بضعة أيام أخري في دياموندبار ثم ترحل. كانت حنا سعيدة بموقعها من خلفها.
-" سوف نعتني بك جيداً." كانت تعدها وابتسامتها تكاد تغلق عينيها تماماً،
-" في وقت قليل جداً سوف تصبحين بخير حال."
بابتسامة ضعيفة رفضت راشيل الدعوة إلي فنجان من الشاي وقطعة من الحلوى.
-" بعد إذنك، سوف أذهب إلي حجرتي لبعض الوقت".
-" بالتأكيد، لا بد أن الطريق أرهقك."
لقد تقدم لوك خطوة نحوها ، بينما تراجعت راشيل مسرعة، خائفة من رعايته لها واهتمامه بأمرها، خائفة من رغبته في الاحتفاظ بها معهم. كانت عيناه تنطق بما يقرأ ما بداخلها بوضوح:
-" دعيني أريك حجرتك."
-" إني أعلم أين توجد حجرتي".
هل أخبره الطبيب بشيء آخر لا تعلمه؟
-" لا، هذه حجرة الضيوف ."
وقادتها يد لوك الدافئة إلي الجهة المقابلة.
-" سوف تكونين أكثر راحة في هذه الحجرة."
لم تتنبه لنزولها إلي البهو الرئيسي ولا عند دخولها لهذه الحجرة الكبيرة اللامعة. كل ما كان يدور بخلدها هو هذه الحرارة التي صارت تدب في أوصالها.
-" إنني بخير حال حيثما كنت".
وأكمل لوك حديثه كأنما لم يسمعها :
إن جيسون يستعمل حجرة الضيوف عندما لا أكون موجوداً بالدار. وأحياناً تقضي أنجيلا الليل هنا معنا. أما هذه الحجرة فإن بها تليفوناً وتلفزيوناً خاصاً بك، وهناك حمام خاص مرفق بها، كما أنها تطل علي منظر رائع."
إن بها أيضاً صوانا للملابس بحجم الجامبو فردت :
-" شكراً لك."
وأضاف لوك:
كوني علي راحتك تماماً . أي شيء تحتاجين إليه اطلبيه فوراً من حنا. هناك من يذهب يومياً إلي المدينة. كل ما يلزمك هو أن تكتبي لحنا قائمة بما تريدينه فيكون عندك في نفس اليوم".
-" شكراً لك".
وشعرت أنها أصبحت تتمتم بنفس الكلمات، لكن لم يكن هناك شيء آخر يمكن أن يقال. كان لوك مهيمناً لا يمكن مقاومته. كان نوعاً لا قبلة لها بمواجهته.
ثم قال لها كالمقترح:
-" اخلدي إلي بعض النوم حتى يحين وقت الغداء . ماري سوف تأتيك بالصينية إلي هنا. يوم آخر بالفراش لن يضر."
وانصرف قبل أن تخبره أنها بخير حال. كانت حاجاتها قد وضعت بالفعل في الحجرة، أتت بها ماري. كانت الحقائب البلاستيكية تحتوي علي ستة أطقم من الملابس الداخلية، بنطلونين من الجينز، بلوزة بياقة وأربع بدون ياقة ، فستانين للسهرة ، روب ، زوج من السويترات ، وجاكتة من النوع السميك. ملابس أكثر مما يمكن أن تبتاعه لنفسها في مرة واحدة مطلقاً.
وجربت راشيل بنطلوناً من الجينز وأحد السويترات . ثم لاحظت وجود حقيبة أخري لم تنتبه إلها من قبل ، كان بها زوج من الأحذية الرياضية ، وزوج من الشباشب. ووجدت في قاعها الشبشب الذي كانت حنا قد أقرضته لها من فبل. وكأنما أرادت عاملة المنزل أن تضيف بعض الطرافة بأن تذكرها أن الشيء الوحيد الذي يتشابهان فيه هو مقاس أقدامهما. إذن فقد كان لوك متأكداً تماماً أنها ستعود معهم، وإلا لما أخذوا شبشب حنا ليبتاعوا لها واحداً علي مقاسه. ولا بد أن لوك قد ابتاع هذه الملابس حتى قبل أن تكتمل الاختبارات وتحصل علي النتيجة من الدكتور كنتون. إذن كيف يحتمل أن يعلم ما سيقوله لها الطبيب ؟ إلا إذا.....؟
وهزت راشيل رأسها . لا . إنها لا تشكل مثل هذه الأهمية لدي لوك حتى يلجأ للحيلة كي تبقي معهم. ولا يمكن أن يخادع دكتور كنتون في تشخيصه للحالة.
-" هل أرتب لك هذه الأشياء؟"
وأخذت راشيل تحملق في ماري التي أتت حاملة كوباً من العصير.
-" لا . أشكرك."
ثم قالت كمن تخشي أن تبقي ماري أكثر من ذلك:
-" سأقوم أنا بهذا العمل فليس لدي ما أقوم به علي أية حال."
وتركز بصر راشيل علي زوج الشباشب الجديد بينما تركت ماري كوب العصير علي طاولة من طراز الملكة آن ، ثم تركت الحجرة . ناعم وجميل الشكل ، زوج الشباشب هذا يناسب تماما ثوبها الأحمر، أخذت تتأمل تلك الخطوط الزرقاء التي تزركشه. لم يبتع لوك أول شيء وجده ، لقد أخذ وقتاً حتى ينتقي لها أشياء تتسم بالجمال والأنوثة. كما لو كان يعلم أنها في أعماقها تتمني اقتناء مثل هذه الملابس. كما لو كان يعلم أنها لم تقتن مثل هذه الأشياء الجميلة. وبلمحة سريعة ألقت راشيل ببصرها علي الحجرة وعلي ورق الحائط ذي الزهور الوردية علي تلك الخلفية بلون الكريم، هذا الغطاء الساتان الذي يغطي فراشها، الأثاث الفخم ذي الألوان الداكنة، إن


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-09, 09:34 PM   #29

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيما ن .. الأمل ، والحب

كل هذا يلاءم أثوابها الجديدة، ويجعلها أكثر تخوفاً من ذي قبل ز يبدو أن صاحب دياموند بار قد عمل حسابه علي أنها ستبقي هنا بصفة دائمة. أخذت راشيل تفتح دفتر شيكاتها وتدور بالحجرة. إنها إن دفعت ثمن تلك الأشياء إلي لوك في الحال يكون ذلك الخطوة الأولي في لها لإثبات استقلاليتها.
وأجاب لوك علي النقرات الخفيفة علي الباب من فوره. رد بسعادة:
-" تفضلي يا راشيل".
فدفعت الباب داخلة ، نظر جوردي إليها وقام يمشي بخطواته المتعثرة، مستنداً علي عمه، وابتسامته تعكس براءته المحببة وتغلغل الألم داخل راشيل يهزها هزاً، هذا آخر ما كانت تتوقعه، ومدت يدها إلي الطفل . أبقت نظراتها علي وجه لوك وقالت:
-" أشكرك علي الملابس، هلا أخبرتني كم تكلف شراؤها، حتى أحرر لك شيكاً بالمبلغ".
كان الجينز والسويتر الأحمر اللذان اشتراهما لها ضيقين بعض الشيء عليها، بدا المقاس لا يناسبها . أثار الرباط البيض علي رقبة السويتر انتباه لوك إلي رقبتها الطويلة . كانت تلصق دفتر الشيكات علي صدرها كما لو كان درعاً يحميها، وجعله مشهدها يبتسم. كانت أشبه بإحدى الجواري الحسان تواجه سيدها. حركة واحدة وتكون عرضة للافتراس.
-" هل ناسبتك المقاسات ياراش؟"
شهقت شهقة مفاجئة.
-" راش؟"
إنه يريد زيادة التقرب، أنه يبغي ما تتفاداه هي بأي ثمن.
-" نعم تناسبني تماماً."
ووضعت يدها في خصرها واستدارت يمنة ويسرة كموديل تستعرض زياً ترتديه. أدرك لوك أنه لو أنتظر أن تقول أي تعليق آخر ، فلسوف ينتظر بقية حياته. إن اسم التدليل هذه – راش – يناسبها تماماً. يوماً ما سيخبرها أن معني تلك الكلمة في الإنجليزية العتيقة هو الجارية الحسناء. وإنها تذكره بإحداهن.
-" تعالي ، سأريك أين أقوم بعملي."
ودخلت إلي غرفة فسيحة، حيث كان هناك مكتب بجوار النافذة قد امتلأ بالأجهزة . بدا جهاز الكمبيوتر الخاص بلوك بالغ التعقيد ، إذا ما قارنته بصورة أجهزة الكمبيوتر التي تشاهدها في المجلات التي تصل إلي موظفي إل م. ر. أ. بالخارج. أكوام من الأوراق كانت موضوعة بأحد أركان المكتب، أما آلة الطباعة الخاصة بالكمبيوتر فقد كانت تقوم برسم بعض الرسومات البيانية. بالجانب الأخر من الحجرة كان هناك مكتب آخر ضخم، كان خلفه كرسي جلدي يضم كل من لوك وجوردي.
والتقط لوك إحدى زجاجات العصير مناولاً إياها لجوردي. إن نظرة الحنان الدافئة التي كانت في عيني لوك وهو يشاهد الطفل يشرب عصيره،قد جعلت الدموع تنساب من عيني راشيل . فابتعدت عنهما لتخفيها ، واستدارت للجهة الأخرى تجاه الحائط المقابل . كان مغطي بالشهادات المعلقة عليه. هارفارد. حصل لوكاس جاسبر سومرز علي درجة الماجستير في علوم الكمبيوتر من هناك. شهادة أخري في إدارة الأعمال . إنها لا تتذكر حتى أين وضعت شهادتها الجامعية. علي الجدار الآخر علق لوك لوحة زيتية وحيدة. لمحارب هندي يمتطي صهوة جواده.
-" لقد كنا نأتي إلي هنا في صغرنا لنجلس علي ركبتي جدنا روبرت "،
كان لوك يتكلم من الخلف،
-" يوماً ما أخذ لوك ينظر إلي هذه اللوحة قائلا ، جدي إني أريد هذه الصورة ، ورد عليه الجد روبرت: يا بني، إنها إحدى معالم دياموندبار ، ويوماً ما ستصبح لك. كان هذا غريباً"
ثم ساعد لوك جوردي علي التجشؤ، وأخذ ينظف حول فمه ، وأجلسه علي السجادة . أخذ الطفل يلهو ببعض اللعب المتناثرة في أحد الأركان.
-" في ذلك الحين كان روب هو الذي يريد إدارة شؤون دياموند بار . كنت أستطيع القيام بهذه الأعمال، فقد تعلمت أنا أيضاً كل شيء عن أصول التربية والتدريب والاحتفاظ بنقاء السلالات. لكني في هذه الفترة كنت مشغولاً أيضاً بدروسي في الرياضيات وعلوم الكمبيوتر."
-" وهل كان والداك يمانعان في ذلك؟"
-" لا. لقد كانا يشجعانني بنفس مقدار تشجيعهما لروب . إني أتذكر كيف كانا يقضيان الساعات في مساعدتي في دروس الرياضيات بالمدرسة، إنهما حتى قد أرسلاني إلي أحد المعسكرات الصيفية للدراسة. كان اهتمامهما بحل مسائل الرياضة معي ، بنفس مقدار اهتمامهما بالحديث عن أصول التربية مع روب. لم أكن أشعر أبدا إن كان اهتمامهما بأعمال روب يفوق اهتمامهما بما أميل إليه ؟ وإلي الآن يتصل بي والدي فيقول: كيف أحوال عملك ، يا بني؟ ثم يتحدث معي بعد ذلك عن شؤون المزرعة."
أخذت راشيل تبتلع ريقها. إن لوك لمحظوظ أن يعيش هذا الحب والتفاهم. استطاعت الآن أن تفهم تصرفاته التي قام بها. فمن جانبه كان ما يفعله شيئاً طبيعيا وليس تضحية يقوم بها. فطبقاً للظروف التي عاشها تكون تصرفاته تلك شيئا عادياً جداً.
-" ولم اتجهت إلي علوم الكمبيوتر؟"
-" إنني لم أبدأ بالاهتمام إلا في آخر سنة لي في الجامعة. بدأت أستخدم تلك الحاسبات في الرياضيات، ولكن مع الوقت أصبحت بالنسبة لي متعة أن أتعرف إلي القدرات الأخرى التي يمكن الاستفادة بها عند استخدام هذه الحاسبات. فاشتري لي والدي حاسباً منزليا، وهكذا التصقت بها إلي الأبد. إن هذا المجال مشحون بالتحدي والإثارة، ولا حدود فيه لللأبتكار والتجديد."
شيء ما أخبر راشيل أن لوك سومرز رجل مفتون بالتحدي والإثارة.
-" وماذا كان نوع عملك قبل الحادث ؟"
-" الشركة التي أعمل بها هي أ ل ل. ج. م. التي تنتج برامج الكمبيوتر . في منصبي السابق كنت أجوب أنحاء الولايات. يوم في كل بلد، حيث القي محاضرات عن استخدامات الحاسبات الآلية الشخصية وتطبيقاته علي الإدارة المالية باستخدام البرامج التي نقوم بإعدادها."
-" والآن؟"
كان يمتلك كل مواصفات المحاضر الناجح: الصبر، التفهم ، الدفء_ بالإضافة إلي الشخصية الديناميكية.
-" إنني الآن أقوم بأية تعديلات علي برامج الشركة وفقاً لمتطلبات الشركات التي تستخدم هذه البرامج."
-" وهل كان من الصعب عليك التخلي عن منصبك السابق مع ما كان يصاحبه من أسلوب خاص في المعيشة، والانتقال إلي هنا؟"
لقد سمعته يجيب عن سؤال كهذا أثناء المحكمة ، وتسللت نظراته إلي ابن أخيه ، الذي ألقى بإحدى لعبه بعيداً وأخذ يحاول إمساك أخري.
-" لقد كنت أعيش في لوس انجلوس لأن عملي يتطلب ذلك. كان علي أن أقوم بالسفر لمرات عديدة، لذلك كان من المناسب أن أسكن بالقرب من مطار لوس انجلوس. وطالما أنني استطيع أن أواصل العمل الذي أفضله ، فإني أفضل المعيشة في دياموندبار علي أي مكان آخر بالعالم."
لم يذكر لها كم كان متعبا أن يظل في سفر وترحال طوال الوقت، وكيف أن حجرات الفنادق المنعزلة تشعر المرء بوحدته، وكم تصبح أمسيات العمل المتكررة مبعث ضجر وسأم، إنه الآن يريد حياة مختلفة عن كل هذا. دار ثابتة ، امرأة يشاركه فيها ، جوردي وربما المزيد من الأطفال.
-" لقد ذكرت محاميتك أنك قد تخليت عن ترقيتك لمنصب نائب المدير لتبقي بجوار جوردي. هل شعرت بالندم بعد ذلك؟"
وزمت راشيل شفتيها ، كانت تبدو الآن كإحدى مذيعات التلفزيون تقيم حواراً مع مسئول .
وفرد لوك أصابع كفيه وتراجع متكئا علي كرسيه.
-" لقد فكرت جيداً في القرار قبل اتخاذه، أخذت أقيم كل ما يترتب عليه من نتائج، ونحيت جانبا أي مؤثرات جانبية. وما إن اتخذت قراري ، حتى نفذته، ولم أنظر أبدا إلي الوراء لأراجعه مرة أخري."
أما أنه كان قويا صلباً، فهذا ما قد علمته عنه بالفعل. وأما أنه لا يشبه أياً من الرجال الذين كانت التقت بهم من قبل، فهذا ما قد بدأت تكتشفه الآن. ولكن هناك شيء آخر يجب أن تقوله. الأفضل أن تطرق هذا الموضوع فوراً.
-" إني... إني جد آسفة أن استدعيتك في المحكمة للحصول علي وصاية جوردي."
التفت رأسه إليها بسرعة . ونظرت أليه راشيل ، نظرت إلي عينيه مباشرة رغم دقات قلبها التي علت:
-" إنك أنت ودياموند بار الأفضل له بالقطع."
-" ولم فعلت ذلك يا راش؟" فرفعت إحدى كتفيها:
-" لقد ظننت أنني بذلك أسدد لكريس ما أعطته لي من رقة وعطف ، بتربية طفلها."
ومطت شفتيها،
-" أيضاً فعلت ذلك من أجل نفسي."
ولم يفقد صوتها نبرة المقاومة. لكن ما إن جلس لوك حتى تحولت عيناها إلي بحر من الدموع، مظلم ، غامض ، حزين.


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-05-09, 09:37 PM   #30

عيون المها
عضو موقوف

? العضوٌ??? » 11706
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 7,990
?  نُقآطِيْ » عيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond reputeعيون المها has a reputation beyond repute
افتراضي الإيمان... الأمل ، والحب

-" من أجل.......؟"
ودق جرس التليفون فقطع حديثه. ثم التقط السماعة، حانقاً من هذه المقاطعة. لم تكن لتأتي في وقت أسوأ من هذا. سمعته راشيل يحادث جون عندما تسللت راجعة إلي حجرتها . ما الذي يحدث لها ؟
من دقيقة واحدة كانت علي وشك أن تقول ما لم تقله لمخلوق آخر طوال حياتها وهزت راشيل رأسها. هذه المكالمة أنقذتها قبل أن ترتكب تلك الحماقة. لوك سومرز ليس بحاجة إلي الانغماس في مشاكلها الشخصية. فلديه العديد من مشاكله الخاصة. اجتاحها الفكر. راش. الطريقة التي أختصر بها اسمها تعتصرها، تصفدها بالأغلال. بقيد أبدى، إثارة. حياة.
إنها تشك أن تكون قد أثبتت له أي شيء عندما كانت في حجرة العمل الخاصة به، كان محاطاً بأشياء عديدة ثبطت حواسها، دعتها إلي أن تخلع درعها، أن تنسي المعارك التي كانت تعتزمها. وهزت راشيل رأسها ثانية، لقد أضاء اللون الأحمر في عقلها. ما هذه الزيارة إلا علامة عارضة في حياتها ، استراحة قصيرة قبل أن تعود مرة أخري إلي عملها . يجب أن تكون أكثر حرصاً من ذي قبل حتى تذكرت راشيل أنها لم تدفع له ثمن الملابس بعد. سوف تحرر شيكاً علي بياض، وستسأل ماري أن تضعه علي المكتب في حجرة عمله.
إن عودتها إليه في هذه الحجرة سيكون ضاراً بصحتها!
استيقظت من نومها بفعل أشعة الشمس التي أخذت تملأ الغرفة من حولها، وتذكرت راشيل أنها نسيت أنها لم تحكم إغلاق الستائر قبل أن تخلد إلي النوم. كانت تريد حينذاك أن تراقب النجوم التي بالسماء وهي مستلقية في فراشها. كان منظر السماء يبدو بديعاً من خلال النافذتين المواجهتين لها.
استدارت لتنام علي ظهرها، وأخذت راشيل تفرد أصابع كفها تحت رأسها تاركة لأفكارها العنان. لقد مر يومان علي رحلتها إلي سانت بار برا بصحبة لوك. بالأمس أصرت حنا أن تبقي بالفراش يوماً آخر. زمن الغريب، أن شيئا من الضعف قد أصابها بالفعل فأخذت بالنصيحة وبقيت بالفراش طوال هذا الصباح. بعد الظهر، قامت راشيل وقد أصابتها الدهشة من كل هذا النوم، فأخذت حماماً وتوجهت بأسرع ما يمكن إلي حجرة المعيشة قبل ظهور الآخرين. ثم اختارت أحد الكراسي الوثيرة ذات المساند كي تجلس عليها، لفت أرجلها بإحدى الملاءات ، ووضعت دليل برامج التلفزيون والريمونت كنترول بجوارها، وكومة من المجلات وكوباً من عصير البرتقال الطازج أمامها. وجلست تريزا تتحدث معها كي لا تشعر بالملل.
-" إنني علي ما يرام."
شارحة لحنا عندما اقترحت عليها الأخيرة أن تنام مبكراً لليلة أخري.
-" القليل من الراحة والطعام الجيد لن يضرك."
قالتها عاملة المنزل بنعومة. وشعرت راشيل أن ذلك القسط من الراحة أفادها بالفعل. فأغمضت عينيها مستمتعة بذلك الاسترخاء اللذيذ. إنها تشعر اليوم أنها أقرب ما تكون إلي سابق حالها في الأيام الخوالي.
لقد طافت بها إنجيلا بالأمس – بعد عودتها من المدرسة بكافة أرجاء المنزل.
كان منزل لوك يبدو كما لو إن مصممه أحد رواد فن المعمار. كان من الواضح أن تلك الدار لم يصرف فيها بنس واحد هباء. إنه ليس فقط مكاناً جميلاً . إنها دار دافئة، حية، مليئة بالحب والسعادة. أجيال من أبناء زوجة سومرز تشهد بذلك . إن راشيل تري كريس في كل شيء هنا، واضحة، تتكلم، تضحك، تحب. رأت أن الشخصيات التي تعيش في هذا المكان، أفضل وصف لهم هو تشبيه كل منهم بلون من الألوان المختلفة. عندما تتذكر ابنة عمها، تفكر راشيل في اللون الأصفر ، أصفر بلون كريمة كلون أصفر تنشر البهجة في كل المكان لمجرد وجودها فيه. حنا.. اللون الأخضر، فهي أم لهذه الأرض وصديقة لها. جوردي... اللون السماوي الصافي، براءة وحب. لوك؟ ... وأخذت أنفاس راشيل تتهدج بداخلها. أي لون يكون لوك ؟ القرمزي النادر يتبادر إليه الذهن. لون غني بالقداسة والأبهة . رجل يحقق الانتصار دوماً ويضحي من أجل الآخرين دائماً.
وكأنما تذكرت راشيل فجأة . كان يتحتم عليها الذهاب إلي الدكتور كنتون لمعرفة ما هو السبب في بطء تماثلها للشفاء. فالأمر قد يتجه إلي الأسوأ بدلاً من الأفضل. أخذت راشيل تتساءل كيف يمكن أن يكون حالها لو استقرت لتعيش في مكان واحد طوال حياتها ، تشعر بالأمان والحب، في وسط أسرة تحيط بها ، تشاهد طفلاً ينمو ويكبر بين ذويه ويكرر دورة الحياة. لسوف تري لوك في دور البطريرك بكل وضوح. سرعان ما سيتزوج، ويكون أسرة كبيرة.
تستطيع أن تتخيله وقد تحول شعره إلي اللون الرمادي، المزيد من التجاعيد حول عينيه، وتبدو عليه الرجولة الكاملة كما تدو عليه الآن. فالزمن لا يستطيع أن يجرؤ علي تغيير القوة والقدرة التي يجسدها لوك.
تنبهت راشيل علي صوت الباب عندما دخلت حنا عليها. قامت ، وذهبت ألي الحمام حيث أخذت حماماً سريعاً . جففت شعرها، مشطته ثم لمته برباط من المطاط. إنه دائما يجف هكذا . ارتدت البنطلون الجينز واحتارت في أي السويترات ترتديه فوقه. امتدت يدها إلي الأحمر ، وسرعان ما تذكرت نظرة لوك عندما رآها ترتديه لأول مرة ، فالتقطت الآخر. أخضر لامعاً وسميكاً ، سوف يدفئها حتماً . لقد أختار لها لوك ملابسها بعناية. الصباح في الشتاء هنا قارص البرودة، مع أن الحرارة قد ترتفع بعد الظهيرة.
-" يجب أن تأخذي الأمور ببساطة".
قالتها حنا مؤكدة عندما دخلت راشيل إلي المطبخ. أتاها صوت راشيل :
-" لا أستطيع البقاء في الفراش أكثر من ذلك. هل أستطيع أن أساعدك هنا ؟"
ربما لم تكن هذه فكرة جيدة. فالبادي علي كل شبر من المطبخ أنه يحمل بصمات حنا فهي تمتلكه تماماً. ولم تحمل لها ابتسامة حنا أي تعقيب.
-" تناولي فنجاناً من الشاي أولاً، بعد ذلك يمكنك مساعدتي في تجهيز المائدة."
فجلست راشيل إلي المائدة تحتسي الشاي، وكان ظهرها يواجه النافذة ، فأحست بأشعة الشمس تدفئ أوصالها.
لقد أصبح هذا المطبخ الريفي بستائره الزرقاء ورفوفه ذات اللون اللوري، مكانها المفضل بالمنزل. أثناء ارتشافها للشاي أخذت تحلل هذا الإحساس الغريب: أن تتواجد بهذه الدار. أن تنتمي إليها. وهزت رأسها. ربما لم تكن في حالة جيدة كما تظن .
-" هل هناك خطأ ما؟"
وكانت حنا تنظر إليها بتطلع. ردت راشيل مسرعة:
-" لا، لقد كنت أفكر لتوي في كمية المتاعب التي تسببت لكم فيها ."
-" أنت جزء من العائلة."
قالتها حنا ببساطة شديدة،
-" لو كانت كريس لا تزال هنا، هل كنت ستشعرين بعدم الراحة لإقامتك معنا؟"
-" لا، " قالتها راشيل بريبة، " كان الأمر سيبدو مختلفاً."
-" إنه لا يزال بيت كريس"، قالتها حنا لتثبت لها خطأ تفكيرها ، " كانت تريد أن تأتي لتعيشي معنا، وليس في أحد فنادق لوس انجلوس. لا تشغلي بالك بهذا الأمر أكثر من هذا. يا طفلتي."
وأتي لوك باحثاً عن زجاجة الرضاعة الصباحية لجوردي، حاملاً ابن أخيه علي كتفه.
–" صباح الخير. يبدو أننا قد تأخرنا في نومنا أنا وجوردي."
كان شعر لوك المنكوش وهيئته توحيان أنه خارج لتوه من معركة. كان يرتدي بدلة بنية من تلك التي تستعمل في الجري والتدريب. تشبث جوردي بذراعه، وأخذ يربت علي خده، لم يكن قد أفاق تماماً بعد . وأشاحت راشيل بوجهها بعيداً . كان هناك شيء مميز في مرأى الذكور من عائلة سومرز وتصرفاتهم معاً، يؤثر فيها ، يجعلها تتمني أن تصبح جزءاً من هذا الذي تراه. جزءاً منهم. لم يبد صوتها مسموعاً عندما ردت التحية.
-" هل نمت جيداً؟"
كان لوك يسلط أشعة أكس مرة أخري عليها.
-" استعمال فراش غريب كان يؤرقك ، أليس كذلك؟"
-" لا........ لقد نمت جيداً للغاية ."
أحمر وجه راشيل وأنزلت فنجانها ، ثم وضعته في غسالة الأطباق . كانت تعمل علي إخراج غطاء المائدة لتفرشه عندما أحست بانصرافه هو وجوردي. يبدو أنه يأخذ جزءاً كبيرا من إحساسها بالضغط والارتباك، يأخذ كل ذلك معه عند انصرافه . وأخرجت راشيل نفساً عميقاً ، ونظرت بجوارها لتجد حنا تتأملها .
-" إن الدار جميل للغاية."
كان هذا هو الشيء الوحيد الذي استطاعت أن تفكر فيه لتقوله. كانت تلك النظرات المرتابة علي وجه حنا تزيد من عصبيتها. –" كان البيت الريفي القديم أصغر من هذا بكثير."
واستدارت العاملة تجاه مائدة الإعداد لتجهز الفطور.
-" عندما بارك الجد روبرت فكرة جوردون وميريام كانا يعلمان أن الأمر سيكون شاقاً في البداية."


عيون المها غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.