آخر 10 مشاركات |
|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
08-05-09, 09:39 PM | #31 | ||||
عضو موقوف
| الإيما ن .. الأمل ، والحب -" وماذا بعد؟" قاطعتها راشيل وهي تراها تعجن دقيقاً في آنية، تختبره، وتضيف عليه الزبد واللبن. كانت حاجتها إلي معرفة المزيد عن عائلة سومرز لا يمكن تفسيرها ولكنها كانت حاجة ملحة وقوية. -" قاما برهن كل شيء من أجل شراء فرس صغير عمره عامان _ جوبترز جولد كان هذا عام ولادة روب _ في هذا الوقت كنت قد جئت للعمل لديهم. كانت ميريام تقضي كل ساعة مع هذا الحصان ، في تدريبه، وفي حبه. كان شراؤه مقامرة . كانت تبدو عليه تلك العلامات من الأصالة والقوة، لكن لا شيء يذكر في عالم سباق الخيول، أمه لم تدخل أي سباقات أبداً. جوبتر لم يكن الأفضل، كان فقط كل ما يمكن شراؤه بما كانوا يملكون، لكن العمل المتواصل والحب، كل هذا أتي بثماره. لقد فاز بالتاج الثلاثي في ذلك العام الذي أقيم فيه سباق المتعة للجميع. وبالجائزة استطاع كل من ميريام وجوردون شراء ثلاثة أخري عمرها عام واحد، للتدريب والسباق. كانت ميريام متفوقة في مجال الخيول، وكان عقل جوردون خارقاً في مجال الاستفادة من نجاح تلك الخيول وإدارته لها . ولقد ولد لوك بعد روب بثمانية عشر شهراً، واستأجروا فتاة لتساعدني في أعمال المنزل، فاستطعت أن اخصص كل وقتي من أجل الصبيين. بلغ لوك الثالثة عندما فكروا في بناء هذه الدار الجديدة بدلاً من تجديد الدار الريفية القديمة." ووضعت حنا البسكويت الذي تصنعه في الفرن، وأخذت تسوي الكورن فليكس في إناء، ورفعته عن النار، ثم أضافت: -" ونمت دياموند بار سريعاً، واكتسبت شهرة واسعة في تربية وتدريب الخيول التي تفوز دائماً . كان جوبترز جولد هو أول منتج لنا ، هو الأب للسلالة وللأجيال التي تلته . بلغ الاثنان سن الثالثة والخامسة عندما قرر الأبوان التوقف عن التدريب، وتركيز جهودهما كلية في التربية لإنتاج السلالات النقية الأصيلة. كان الابنان يكبران بسرعة، وكانت حلبات السباق تأخذ جل وقت والديهما. رأت ميريام أنها يجب ألا الإنجاب لمزيد من الأطفال، وقد كان هذا أيضاً قراراً حكيماً منها. كانا يريدان إسعاد الصبيين الذين رزقا بهما بالفعل." ووضعت حنا آنية الكورن فليكس علي المائدة، وبعضاً من الفاكهة الطازجة ، البسكويت والزبد، ثم أخذت تراجع ما أعدته عندما عاد لوك مصطحباً ابن أخيه. وخفق قلب راشيل لمرأى الطفل وقد أخذ حمامه ودهن جسده بالبودرة الناعمة. تصفيفه شعره علي جانب واحد أعطته مرأى طاهراً، جسد التربية، أخذ بلبها لعدة دقائق، خداه لامعان، أسنانه تبرق نظافة، إن ابن كريس لصورة للصحة وحسن الاعتناء به. وضع لوك جوردي علي المقعد ذي العدادات والخرزات البلاستيكية، وجلس هو إلي مقعده يعد لنفسه طبقاً من الكورن فليكس الساخن. -" هل تركبين الخيول يا راشيل؟" لقد قمت بامتطاء الخيول مرة واحدة في القرية مع كريس، من سنوات عديدة." "خيول عصبية تفهم إن كان فارسها عصبياً حاد المزاج." إنها تشبه ركوب الدراجة ... لا ينساها المرء ." وصب لوك لنفسه شيئا من الحليب. -" لدينا عدد من الخيول الجيدة نبقيها للركوب فقط اختاري أحداها من الإسطبل اليوم، وبلغي المكتب بالوقت الذي ترغبين فيه بذلك ، جوان سيقوم بإحضاره إلي الدار. لن يكلفك الأمر أي إجراءات أخري.: إجراءات؟ لم يكن بنية راشيل امتطاء الخيول ، لكن تلك الكلمات أثارت انتباهها كثيراً. هذه الأيام القليلة التي أكدت لها فكرة واحدة ، إن لوك لا يخالف قواعده أو إجراءاته أبداً. إنه يحافظ عليها، والجميع يحتذون به في ذلك. أما أن يفعل ذلك الآن، فلابد أن له سبباً وجيهاً. -" لا تركبي الخيل وحيدة أبداً." ولم تفتها تلك النظرة ذات المغزى التي ألقت بها حنا إلي لوك قبل أن تستدير للجهة الأخرى. وأخذت راشيل تتناول طبقها وهي تفكر. هل يخشى عليها أن تظل الطريق ولا تستطيع العودة فتسبب في مشاكل أخري غير التي تسببها بالفعل؟ من المستحسن أن تذكرهم أنها لن تبقي معهم من الوقت ما يكفيها أن تمتطي الخيول أيضاً. إنها لا تريد أن تحسن من مهاراتها في ركوب الخيل، لأنها حيثما ستذهب لن تكون بحاجة إلي أي من ذلك. وانشغلت راشيل مع البسكويت، دهشة من هذا الغضب الذي استولي عليها. بعد فترة أصبح هذا الغضب متعمقاً بداخلها علي كل شيء، وأي شيء. أصبح إقناع لوك أن إقامتها في دياموندبار يحتل أهمية كبرى لديها فجأة، لكنها لن تناقشه في هذا في وجود حنا. سوف تتحدث معه فيما بعد. مع مرور كل يوم كان يجد شيء جديد يربطها إلي هذا المكان. جوردي، الترحاب بلا حدود، حصان خاص بها. حقيقة، كان كل هذا قيوداً من الحرير، لكنها لم تكن تنذر بشيء. أن أبق علي هذا الوضع، فلن تستطيع أبداً أن ترحل. تساءلت راشيل: -" كم ستستغرق من الزمن حتى تسبر غور هذا الرجل؟" إنه يتصرف كأن لم يكن لها حياة أخري، كأنها في دارها حيث تنتمي. –" هل ستتجول مع راشيل خلال المزرعة هذا الصباح؟" سألت حنا. -" بكل سرور." منهمك في انتقاء تفاحة لتناولها. -" هكذا سيزيد شعورها أنها في دارها." يزيد شعوري أن هذه داري؟ أرادت راشيل أن تقول شيئاً واضحاً ، موضحاً للأمر مفسراً له. لكن الكلمات احتبست بداخلها، وبقيت هناك. -" فلتستعدي، سنغادر خلال نصف ساعة." لم يكن في نبرته ما يشير إلي أن اصطحابها للفرجة علي المكان ليست أكثر من احدي صور الترحاب. ربما هي تتخيل ذلك بسبب سوء حالتها الصحية الراهنة. وغمغمت راشيل بكلام غير مفهوم، وقامت محمرة الوجنتين تساعد حنا في تنظيف المائدة. أخذ الطريق حوالي عشر دقائق لتعبر بهما الشاحنة المنطقة الجبلية حتى وصلا إلي المزرعة. وما إن عبرا البوابة بحوالي مائتي ياردة، حتى استدارت راشيل نحو لوك دهشة: -" انظر." تابعت حركة رأسه ملتفتاً حيث أشارت. ترامى أمامهما الوادي الفسيح. مكتسيا بالخضرة، تحيطه التلال فتبدو كالجواهر ترصع التاج. الجبال الحمراء تقف شامخة من كل جانب حولهما. دام صمت راشيل، نظرت مشدوهة، كان ذلك يبدو لها كعبور بوابة مسحورة إلي عالم آخر. بدا المكان لها متحفاً ريفياً يعج بالحياة. كان هناك أناس وخيول في كل مكان . ومبان كبيرة تحيط بالجهة الشمالية الشرقية. في منتصف تلك البنايات الضخمة مبني صغير أحمر الطلاء، بدا كأنه دار أو منزل، بقية المكان كان يعج بحظائر خشبية بداخلها الخيول. كانت المشاهد والأصوات كأنما تخط – من أول نظرة ألقتها عليها – مكاناً لها، حفر في ذاكرتها. إن هذا لأكبر من أي شيء تخيلته من قبل. -" مرحباً بك فيس دياموندبار، يا راش." شعرت بأنفاس لوك المعطرة بعبق المكان، ولم تكن واثقة من من رد فعلها، أو كيف سوف تتصرف، أو تفعل. -" من الصعب التصديق أن كل هذا هو أحد الأركان المحيطة التي نراها من الدار." قالت هذا ثم شعرت أن المشهد البادي أمامها يجعلها لا تستطيع أن تقول المزيد. من رسائل كريس كونت في ذهنها صورة عن مزرعة صغيرة، بها القليل من الخيول. إنها حتى من علي هذه المسافة يمكنها أن تقرر أن ديامونديار هي عملية تجارية في غاية التوسع والضخامة . -" لقد خطط أبي وأمي المكان علي الشكل الذي ترينه." وتحرك لوك بالشاحنة وواصلا تقدمهما. -" لقد أرادا لحياتهما الخاصة أن تكون بمثل هذه الخصوصية البادية أمامك. كانا يحبان عملهما حباً جماً ولكنهما لم يريدا أن يكون بالقرب من الدار التي يعيشان فيها. هذا الوادي هو أنسب مكانا للخيول." أشار لوك إلي أحد الرجال عند البوابة وتوجه مباشرة إلي المبني الأحمر. كانت كلمة المكتب قد نقشت عليه باللون الأبيض. مر رجل بهما، ورفع يديه محيياً إياهما. كان يجر حصاناً كبيراً بلون أسود داكن. أخذت راشيل خطوة إلي الخلف مأخوذة بحجم هذا الجواد. رأت الرحل يدخله إلي ما يشبه اللأسطبل الكبير. وبنظرة حولها لاحظت وجود ستة مبان كبيرة، وقد نقش علي كل منها رقمه بخط كبير واضح. أشار لها لوك إلي جهة بعض قطعان الماشية ترعي أحد الجبال بجوار مبنى طويل ذكرها بإحدى ثكنات الجيش التي قد رأتها ذات مرة. -" مبنى العمال . لدينا هنا مجتمع خاص بالمكان، وأيضاً مخزن صغير." بللت راشيل شفتيها . كانت تشعر كما لو كانت تشاهد أحد الأفلام. ربما كانت تشاهد أحد تلك الأحلام التي تصيبها بالسعادة والحبور فتصحو ولا تلبث أن تعود ثانية للنوم. لم تشاهد أحد تلك الأحلام منذ مدة طويلة. ونظرت إلي لوك محاولة الابتسام. -" لقد قمنا بتنشئة جياد تربو علي العشرين مليون دولار ثمناً للواحد منها." كان لوك يحاول أن يجعل نبرته كمن يقرر أمراً واقعاً بقدر الإمكان. لكن النظرة التي كانت في عينيها أصابته بشيء من الارتباك. لربما كان من المستحسن إعطاؤها فكرة عن كل هذا قبل أن تراه. | ||||
08-05-09, 09:43 PM | #32 | ||||
عضو موقوف
| -" أي حصان عمر سنة، يكلف في أي مكان ما بين نصف إلي مليون دولار." -" وهل تشكل الإجراءات الأمنية لحراستها مشكلة؟" وتبادر إلي ذهنها أحد برامج التليفزيون عن تغيرات بسوق الجياد، وتهريبها إلي الخارج. -" المكان كله مؤمن بالمراقبة بكاميرات الفيديو، في نفس الوقت لدينا رجال الأمن المخصصون للحراسة. توم، حارس البوابة يعرف كل فرد يعمل هنا." لم يطلعها علي رجلي الحراسة اللذان يعملان بالمنطقة المحيطة بالدار كنوع من الرقابة الأمنية. أو أن إجراء عدم ركوبها الخيل وحيدة من صميم تأمين سلامتها. أو عن تلك الاتصالات التلفونية التي هي جزء مهم من العمل. -" وما هي الجياد الأصيلة؟" كانت لا تعلم إلا القليل عن نقاء السلالات.أما حقيقة استثمار ملايين الدولارات في التربية فهي قد بدأت تدركها الآن فقط. وأن حقيقة أنها كانت ترغب في الحصول علي جوردي جعلتها تفكر في مدى إمكانها تلبية جميع احتياجاته. -" إننا نقوم بشراء ذكور الجياد ذات السمعة في السباقات، والتي يكون لها سجل، ونصدر أسهما لكل حصان، ونبيع هنا خدمة الإعشار،" ثم اخذ يفسر: -" كل مساهم بنصيب في احد الجياد التي نربيها لدينا، تكون له الفرصة في إن نقدم للجواد المساهم فيه احدي السلالات التي لدينا وهو ما نسميه بالإعشار فرصة واحدة سنويا. إذا المساهم لا يمتلك مهرة يدفع نصف مليون دولار، وهو تقريبا ما يوازي تكلفة تربية أحداها لدى أي مرب اخرمن غير المساهمين لدينا، حسب أسعار هذه الأيام." -" فهمت ". هي في الحقيقة لم تفهم تماماً . لكنها فد أحاطت بالصورة عامة. المال، والمزيد من المال. إن لوك لرجل غني حقاً . غني جداً. وحقيقة كونه لا يزال يعمل في إحدى الوظائف العادية كان باختياره وليس للضرورة. كيف يمكن كان رد فعله عندما علم أنها تقاضيه من أجل الوصاية علي جوردي ؟ بالأمس ذكرت لها تريزا شيئاً بهذا الخصوص، وإنه لشيء رائع حقاً ذلك التحول الذي حدث. إن جوردي موجود حيث ينتمي ، وهي جزء من هذه العائلة. كان بادياً ، أنهم جميعاً كانوا خائفين لفترة. كانت راشيل تقبض يديها كالمؤكدة. هل يعلم من يعيشون هنا عن سبب إصرارها علي اكتساب تلك الوصاية علي جوردي سومرز؟ لا بد أنها قد فعلت الكثير والكثير لتكون مصدر كل تلك البهجة والسعادة للآخرين....... نهاية الفصل الرابع | ||||
10-05-09, 11:39 PM | #40 | ||||
عضو موقوف
| الإيمان ... الأمل، والحب هلا وغلا فيكم والله ... إعذروني الرواية فصولها طويلة غير بعض التأخيرات الأضطرارية من هني وهناك الفصل الخامسكانا يقفان بعتبة الإسطبل الأول. تابعت راشيل لوك إلي داخله. كان ما تراه يدل علي أنه لم يصرف دولار واحد هباء في هذا المكان. كان المكان في غاية النظافة والنظام، كان بيئة تصلح حقاً لهذه الجياد العظيمة المملوءة بالنشاط والحيوية. -" إسطبل (أ) هو المخصص لإيواء الخيول الأصيلة التي نملكها." كان لوك يتوقف أثناء تحدثه ليربت علي أحد تلك الجياد. وكانت راشيل بالتأكيد يقف متراجعة للخلف. لم تكن متأكدة من تصرف تلك الخيول مع الغرباء، ولم تكن بالتي تغامر لاكتشاف ذلك. -" كل منها له حظيرة خاصة؟" -" نعم، هذه هي أفضل طريقة مع الجياد الأصيلة. فنادراً ما نضع زوجاً منها في حظيرة واحدة. قد تتشاجر وتؤذي بعضها بعضا. وأحياناً يكون مع الجواد فرس أو فرسان في نفس الحظيرة، لكن غالبيتها تبقي علي حدة. بالإضافة إلي رعايتها فإنه يجري امتطاؤها بانتظام حتى تظل علي مستوى رفيع ثابت." ومالت راشيل علي ذلك الجواد البني اللون الذي كان يدير عينيه نحوها كأنه ينظر إليها ، إنها تحمد الله أنها لم تقم بركوب أحد تلك المخلوقات الفخمة المكلفة. -" أما ذلك العدد القليل من الجياد الموجودة هنا بالداخل، فهو محتجز في تلك المنطقة انتظارا للكشف البيطري أو لأن حالتها الصحية ليست علي ما يرام." أخذ لوك يفسر وهو يربت علي ذلك الجواد البني، -" إننا لا نحاول المجازفة أبداً بها." وافقت راشيل علي ما تسمع في صمت: لن يكون هذا وهي تساوي الملايين بالتأكيد. بالتقدير الجزافي المتسرع يكون بهذا الإسطبل حوالي عشرين حظيرة، نضرب هذا الرقم عشرين مليون...... وبدأ رأس راشيل يدور. لابد أن من يعمل علي تلك الحسابات يضطر إلي العمل وقتا إضافياً. كانت الجياد نفسها بديع المنظر. إنها تفهم كيف يجدها الناس شيئا بديعا مدهشا. هذا التناسق العضلي البديع تحت ذلك الجلد اللامع، تلك الرقاب الباسقة، المظهر المعتد البديع، كل هذا يضعها في طبقة خاصة. كل حركة كانت كمقطوعة أدبية معبرة. انتبهت راشيل فجأة علي صوت حوافر وصهيل، أدارت رأسها واستمعت مصغية. واستدار لوك دهشا عندما أمسكت به. -" هل أنا أسمع شيئاً ما، أم أن نعجة هنا بالداخل؟" بدت علي وجهه نصف ابتسامة جعلت حرارتها تعلو، حتى تغلبت علي برد صباح ديسمبر. حاولت أن تسحب يدها لكنه أمسك بها برقة، كما لو كان هذا هو أكثر الأشياء طبيعية في الوجود، أبقي يدها في يده وهما يسيران متوغلين إلي حظيرة أخري. هنا، بجوار ذلك الجواد الضخم، وجدت نعجة قد ربطت، نعجة ذات لونين: أبيض وأسود. تقف مرتبكة من المحيطين بها، أو تلك المخلوقات التي تزن عشرين ضعف وزنها وتتحرك بجوارها، كانت النعجة تأكل العلف الموضوع لها. أخذت عينا راشيل تدوران في تعجب. -" أقدم لك قوس قزح، قالها لوك ببساطة ثم أكمل: -" لقد اعتزل قوس قزح عندما بلغ الرابعة من عمره بعد أن فاز بحوالي مليونين ونصف من الدولارات في حلبة السباق. عندما اشتراه روب وأتي به إلي هنا، كان من المستحيل أن يستقر بالمكان. أخذ يلقي بنفسه في كل مكان حتى خشينا أن يصيب نفسه بأذى. كان مالكه خارج البلاد، ولم نستطع العثور علي مدربه. أخيراً اقترحت أمي أن نأتي له بنيللي من الحقول. وكان التغير الذي طرأ علي قوس قزح درامياً. إنه يفعل أي شيء يطلب منه طالما أن نيللي بجواره." أخذت راشيل تتطلع إلي هذا الثنائي العجيب. كان من الغريب التفكير أن حيواناً بمثل هذه القوة والتكوين البديع وبمثل هذا التأصل ونقاء النسب، ومع كل ذلك يعتمد علي مثل تلك النعجة الضعيفة الرقيقة كي يشعر بالسعادة. ذكرها بقصة الأسد والفأر؛ حيث لم تكن للقوة أي حيلة أمام الحجم وتلك العضلات الضئيلة الدءوب، حيث نحتاج ويحتاج إلينا. ودخل عليهما من يبحث عن لوك حاملاً رسالة من جوان. ثمة مستر كالاهان من إيرلند يريد التحدث إليه. -" لن أتغيب عنك طويلاً." أخبرها بذلك ، وأخذت راشيل تفكر إن كانت نبرة الاعتذار التي أحستها من نسج خيالها. خرجت راشيل إلي أقرب حظيرة، دخلتها، كان طلاءها أبيض اللون، وكانت راشيل مستمتعة بأشعة الشمس التي تسقط علي ظهرها، وتلمع علي وجهها . كان هناك حوالي ست أفراس من عمر عام واحد بالداخل، وكانت حركاتها تذكرها بأطفال تلهو وتلعب. -" صباح الخير." استدارت وابتسمت لجاسون هارنجتون، محاسب المزرعة. لقد أتي بالأمس بصحبة جوان رودريجز إلي المنزل ليراها. كان جاسون ولوك زميلي دراسة . والآن تساءلت راشيل إن كان قد أتي ليتأكد من خروجها من المكان. وسرعان ما تداركت خطأها، لأن تلك الابتسامة التي ارتسمت علي وجهه لم تترك مجالا لأي ظنون أو شكوك. وردت راشيل: -" صباح الخير." -" هل شاهدت كيف نقوم بعملنا؟" -" نعم لقد اصطحبني لوك في جولة بالمكان ، لكن جاءته مكالمة هاتفية، فاستأذن بضع دقائق ليرد عليها." -" هذا من حسن حظي". واتسعت ابتسامة جاسون ، " هل تريدين أن تلقي بنظرة عن قرب علي تلك الخيول ذات العام الواحد؟ " كانا في منتصف الطريق للحظيرة التالية عندما مر بهما رجل يحمل سرجاً وإحدى المعدات الأخرى. -" موجو هو أحد المساعدين." ثم أخذ جاسون يفسر لها: -" إنه ذاهب لقضاء بعض الوقت مع جاليفر ، الجواد المفضل عندنا، والذي يبلغ من العمر عامين." رغم أن هذا الرجل كان يرتدي ملابس كالآخرين، إلا أن شعر هذا المساعد الذي كان طويلا منسدلا علي كتفيه، وبناءه الجسدي المتناسق، كل هذا أخبر راشيل أنه لابد أن يكون علي الأقل نصف هندي. -" كيف حال الساق يا موجو؟" -" ليست بخير يا جاسون، ليست بخير." لم تستطع راشيل أن تمنع نفسها من التعليق علي العرج الذي كان يعتري مشية الرجل. -" ما الذي حدث لساقه؟" سألت راشيل بمجرد أن ابتعدا عن مجال سمع الرجل. -" لا أعلم." رد جاسون وهو يركز عينيه علي الجواد الذي أشار عليه موجو. -" إنه المفضل لديه منذ مدة الآن. وهو لا يريد أن يدع الطبيب يكشف عليه. يقول إنه يعالج نفسه بنفسه، لكن يبدو أن الحالة تسير إلي الأسوأ." -" لقد كنت أظن أنكم تشترون الخيول الصغيرة من عمر عام واحد فقط." وانتابت راشيل رجفة عندما رأت الفرس وقد سد إليه سرج. كان يبدو أكبر حجما من الآخرين بالحظيرة التالية . -" إن جاليفر استثناء . لقد كسرت ساقه في العام الماضي قبل مزاد يناير- كانون الثاني- مباشرة ، وأراد روب الاحتفاظ به حتى تتحسن حالته . لو كان قد دفع به إلي تدريب مبكر، لكان من الممكن أن يصاب بكسر آخر ، لذا رفض روب بيعه. بعد ذلك قام موجو برعايته. ولما تماثل للشفاء تماماً بدأ في إعطائه جرعات في التدريبات الأساسية ." -" هل سيباع هذا العام؟" كان الحصان يتمسح برأسه في كتف الرجل، كانت حركاته تعبر صراحة عن تلك العلاقة التي صارت بينهما. -" أعتقد ذلك. إننا لم نعد بعد مزرعة تدريب، هذا الجواد هو نتاج أسس التربية والتغذية التي نتبعها هنا." أخذ موجو يشد لجامه. ولاحظت راشيل أنه كأنما يحاول أن يبقي الحصان ثابتاً في وقفته. كان بوجهه نفس تلك الألوان والرسوم التي علي بقية جسده. اعترته علامات الألم عندما أخذ يتقهقر للخلف. -" هذا هو الوضع الذي يجب تدريب الخيل عليه باللجام." وأخذ جاسون يكمل شارحاً: -" إن التعليم في الصغر يسهل كل شيء بعد ذلك عند بيعها، عندما يبدأ مدربو الخيل في تدريبها للاحتراف. إن موجو يحاول أن يجعل جاليفر ثابتاً علي أقدامه، التي يجب أن تأخذ شكل مربع متساوي الأضلاع علي الأرض ، وأن يبقي رأسه وذيله مرفوعين عاليا في الهواء." إن هذا ليتطلب الكثير من الصبر. وبينما أخذ جاسون ينظر إلي الحصان، أخذت راشيل تتطلع إلي وجه موجو. أخبرتها تلك النظرة الطيبة علي وجهه بكل ما أرادت أن تعرفه. قالت بهدوء: | ||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|