|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-05-09, 03:11 PM | #22 | ||||
| ثم أشار إلى الموجة المقبلة نحوهما" تمشي في المياه، فيُخفف ذلك من شعورك بالحرّ" أجابته خانقة وقد بدا ذلك جليّاً في صوتها:"أنا من دالاس وأعرف كل شيء عن المشي على شواطئ خليج مكسيكو" ألقى نظرة ثاقبة إلى الجاربين اللذين وضعتهما على كتفها وتابع قائلاً: "تعرفين كل شيء عدا أن الناس يخلعون جواربهم قبل التمشي على الرمل" تنهدت بقوة، آملة أن يبرّد الهواء الذي خرج من فمها بشرتها المتصببة عرقا ـ نحن في بلد حرّ ومن حق المرء أن يغض الطرف عن نصيحة لم تعجبه قالت هذا ثم استدارت مبتعدة عنه، ومتجهة نحو المياه كان محقاً بالطبع، فالمياه التي تداعب كاحليها أشعرتها بالبرودة وعندما جاء الموج ليقبّل قدميها، شعرت بانتعاش غريب ولو كانت بمفردها، لابتسمت بكل تأكيد. ـ لم تقولي لي لما تجرين المقابلات بحثا عن زوج؟. قال ذلك وقد بدا أنه نهض من مكانه وتبعها ـ هل أنت حامل؟ انزعجت جين لقربه منها وللمواضيع التي يختارها للتحدث، فرمقته بنظرة حادة كطعنة الخنجر:"لا تتبعني! ولا طبعا لست حاملاً" بقي يزعجها بأسئلته فقال:"أقرّ بأنك لست أكثر النساء جاذبية ولكنك لست بشعة جداً. فلم الإعلان؟" توقفت وحدّقت إليه" هل أنت عديم الإحساس أو أنك غبي؟" توقف بجانبها وأخذ رشفة أخرى من الشاي، وهو ينظر إليها من فوق حافة الكوب. تشابكت نظراتهما لوقت بدا وكأنه لن ينتهي وبدأت جين تشعر بطنين غريب في رأسها. كان لعينيه تأثير قويي عليها لكنها جاهدت لتتحمل هذه النظرات. فإن كان يظن أنها ستبرر تصرفها، فهو مخطئ تماماً أخفض كوب الشاي وقال ببرودة:" أنا فضولي ليس إلاّ" فانفجرت غاضبة:"اسمع...لديك عمل تقوم به، لذا قم بما عليك فعله وابق بعيداً عن حياتي الخاصة" تراقصت خصلات شعره الداكن عندما تلاعب بها نسيم البحر العليل حدّق إليها كول عدة ثوانٍ وقال بملامح قاسية:"لو أقدمت إحدى الموظفات عندي على أمر غبي مثل وضع إعلان للزواج، لطردتها في الحال" كانت نظراته ثاقبة مباشرة لدرجة أنها شعرت بالانزعاج واضطرت للإشحة بنظرها عنه. كيف يجرؤ على التكلم معها بهذه الطريقة؟ ثم حدّقت إليه غضبة لدرجة أنها بالكاد استطاعت أن تتنفس:" الطريقة التي أختار بها عريسي ليست من شأن رب عملي. لذا نظرا للدعوى التي سأرفعها ضدّه، اعتبر نفسك محظوظا لأنني لا أعمل لحسابك" راقبها كول وهي تبتعد متشامخة، وقد شعر بسخرية تهديدها البارد تحوم حوله. بما أن منزله هذا مخصص فقط لموظفي الشركات التي يملكها، فإن هذه الآنسة تعمل لحسابه، وإن لم يكن بطريقة مباشرة لكنها محقة بشأن الدعوى، فاختيارها لزوجها المستقبلي ليس من شأنه طلما أنها تقوم بعملها خير قيام. لن يخبرها أنها تعمل فعلا لحسابه، أقله ليس في الوقت الحاضر. فهي تعتقد حتى الآن أنه ليس سوى عامل الصيانة، ولهذا السبب وحده سيبقى صامتا، ليرى كيف تعامله امرأة تجهل كل شيء عن ثروته وسلطته. كان الفضول يقوده نحو الجنون. عليه أن يعرف لما عليها اللجوء إلى مخطط غريب للحصول على زوج بالطريقة التي يتبعها معظم الناس لشراء تلفزيون مستعمل. كان متحمسا لمعرفة نتائج هذا المشروع، ناهيك عن أسبابه، إلاّ أنّ مجرد التفكير بما هي مقدمة عليه، يغيظه أشدّ غيظ. ازداد غضبه حدّة، فتمتم قائلا:"يا لها من غبية عنيدة". ثم هزّ رأسه وحدّق إليها:"كيد اشتهرت النساء بأنهنّ الجنس الأكثر رومانسية؟" لقد عرف كول في حياته نساءً كثيرات لا يأخذن الحب بعين الاعتبار عند اختير شريك حياتهنّ وكان له حصة لا بأس بها من النساء الانتهازيات اللواتي يسعين لتحقيق دوافع أنانية كالمال والسلطة والجاه | ||||
07-05-09, 03:12 PM | #23 | ||||
| والشهرة وإلى ما هنالك. لكن ما هو دافع الآنسة الصعبة الإرضاء هذه؟ وماذا لديها ضد الوقوع في الحب؟ عرف كول كم يمكن للحب أن يكون قويّاً. فوالده ألبير بارينجر، لم يتخطّ يوماً حبّه لأدريان بورن، عارضة الأزياء ابنة العشرين عاماً التي أقام معها علاقة لم تدم طويلاً. كان الرجل المسنّ حكيما بما يكفي ليفهم أن الشابة الجميلة تستغله لتحصل على ثروته. لكن ألبير كان واقعاً في الحب حتى أذنيه فاكتفى بما قدمته له. خلال السنوات التي تلت رحيل أدريان، لم يتكلم ألبير يوماً بالسوء عنها، رغم أنها تخلّت عن ابنهما المولود حديثا مقابل الحصول على عناوين أصدقاء ألبير في هوليوود. وكان من الصعب على كول خلال كل تلك السنوات أن يتكيف مع حقيقة أن أمّه قايضته بالنجومية. لكن تفاني أبيه وتضحيته عوّضا له حنان الأم. لقد علّمه والده كل شيء عن عالم الأعمال بالإضافة إلى أمر آخر حزين قرأه كول دائما في عيني ألبير وهو أن الحب يمكن أن يكون مأساوياً أحياناً ومنذ زمن بعيد، قرر كول ألاّ يخسر قلبه، إلاّ إذا كان الحب حقيقياً من جهته ومن جهة المرأة المميزة التي يختارها، لن ينتهي به الأمر مثل والده الذي لم يتبق له سوى ذكريات الحب البعيد الأليمة نظر إلى المرأة الواقفة عند الشاطئ وقد انحنت لتلتقط صدفة، ثم استقامت لتنفض الرمال عنها تمتم قائلا:" الحب خطير لا يمكن العبث به، آنسة سانكروفت. فماذا تخططين بحق الله؟" | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|