آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree9Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-09, 02:59 AM   #21

نبع المنى

? العضوٌ??? » 93796
?  التسِجيلٌ » Jun 2009
? مشَارَ?اتْي » 231
?  نُقآطِيْ » نبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond repute
افتراضي


[COLOR="LemonChiffon="lemonchiffon="lemonchiffon"]القصة روعة بس يايت تكملينها[/]

نبع المنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-09, 03:02 AM   #22

نبع المنى

? العضوٌ??? » 93796
?  التسِجيلٌ » Jun 2009
? مشَارَ?اتْي » 231
?  نُقآطِيْ » نبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond reputeنبع المنى has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم ايدك ماندو على المجهود الرائع:60:

نبع المنى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-06-09, 07:25 AM   #23

سمارير
 
الصورة الرمزية سمارير

? العضوٌ??? » 91126
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 542
?  نُقآطِيْ » سمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond reputeسمارير has a reputation beyond repute
افتراضي

التكملة

سمارير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-07-09, 03:21 PM   #24

mosho2009
 
الصورة الرمزية mosho2009

? العضوٌ??? » 70232
?  التسِجيلٌ » Dec 2008
? مشَارَ?اتْي » 68
?  نُقآطِيْ » mosho2009 is on a distinguished road
افتراضي

شكرا ليكى على الرواية الرائعة بس اين التكملة
التكملللللللللللللللللللة


mosho2009 غير متواجد حالياً  
التوقيع

[/I]
[/FONT][/COLOR][/SIZE]
رد مع اقتباس
قديم 01-07-09, 06:47 PM   #25

رواية من عبير
 
الصورة الرمزية رواية من عبير

? العضوٌ??? » 52338
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 52
?  نُقآطِيْ » رواية من عبير is on a distinguished road
افتراضي

[rainbow]

مشكوووووووووووووووووووووو ورة
نحن باللإنتظار

[/rainbow]


رواية من عبير غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-09, 07:38 PM   #26

بسمات الصبا

? العضوٌ??? » 93579
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 46
?  نُقآطِيْ » بسمات الصبا is on a distinguished road
افتراضي

ويياااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااان اتكمله

بسمات الصبا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-09, 06:26 PM   #27

ابتسامة أمل
 
الصورة الرمزية ابتسامة أمل

? العضوٌ??? » 431
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » ابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

بما ان الاخت توقفت عن الكتابه راح اكملها من عندي
تحد وعناق
***************



قالت روز وهي تبدو مرتاحة
((ليس هناك من يستقبلنا.))
وافقها ماثيو ولم يبد عليه انه يشاركها ارتياحها
((لا))
رمقته بنظرة فضول وسألته
((هل انت مستاء؟))
مرر ماثيو عينيه بسرعة على وجه روز فيما بدت نظراته باردة كالفولاذ وقال
(( انت زوجتي, وعدم وجود احد لإستقبالك هو إزدراء متعمد.))
هو لا يبالي بالطريقة الفظة يحب اندريوس ان يعاملها بها, لكنه اراد ان يضمن ان يعامل ابوه زوجته بالإحترام الذي تستحقه.
((لكنني لست كذلك.))
رمقها ماثيو بنظرة غريبة, ورد عليها
((هو لا يعرف هذا.))
سيعرف على الأرجح بعد خمس دقائق تقريبا من رؤيتنا معا.
فكرت روز وهي تضغط بيدها على معدتها المتقبلة.
((ما من حاجة لان تشعري بالتوتر.))
حاولت روز ان تبتسم ثم قالت هازئة
((اعتقدت انني اخبئ التوتر جيدا.))
((ادخلي......كان يوما طويلا, ستشعرين بالتحسن بعد الإستحمام ))
عرفت روز ان الأمر سخيف, لكن الضغط الخفيف ليده على اسفل ظهرها مدها بثقة اكبر .
في منتصف الطريق صعودا الى الفيلا التقيا برجل يرتدي زيا رسميا , انحنى الرجل قليلا لروز, ثم استدار الى ماثيو ووجه اليه ـ كما بدا لروز اعتذارا مسرفا.
رد عليه ماثيو باللغة نفسها , ومشى الرجل أمامهما بقية الطريق. حين وصلا الى المدخل , وهو عبارة عن ردهة زجاجية تتشعب منها اروقة عدة , استدار ماثيو الى روز وقال,
((سيقودك سايبرس الى غرفتك.))
((ألست قادماً؟))
((علي ان اكلم اندريوس.))
راقبته وه يمشي بخطوات واسعة , وحاولت الا تشعر بأنها مهجورة , بعدئذٍ إستدارت الى الرجل ذي الزي الرسمي الذي راح يبتسم لها بجرأة , وتبعته الى داخل الفيلا.
كان والد ماثيو في مكتبه, رفع بصره الى ماثيو حين دخل الغرفة , ثم اعاد انتباهه فوراً الى الجريدة التي كان يقرأها.
مشى ماثيو بإتجاهه , وأنتزع الجريدة منه وطرحها ارضاً.
نظر اليه الرجل العجوز فاغراً فاه مندهشاً, وقال متوعداً
((ماذا تظن نفسك فاعلاً؟))
((أضع بعض القواعد الأساسية , أندريوس.))
رد العجوز بسخرية
((أتضع القواعد لي؟))
أوضح ماثيو , خاطفاً إبتسامة باردة ما جعل الرجل الآخر يشعر بالحذر للمرة الاولى.
((القاعدة لاولى..... في الواقع, ثمة قاعدة واحدة فحسب.))
واضاف
((في المستقبل , لن تتجاهل روز بأي طريقة ابداً ,ستعاملها بالإحترام الذي تستحقه.))
قام أندريوس عن كرسيه وقال
((أصبحت حساساً فجأة , من هي روز هذه على اي حال؟))
هي المرأة التي تضع خاتمي......هذا كل ما عليك معرفته, هل تفهمني؟))
((آه, افهمك, تأتي الى هنا وكأنك تملك المكان.))
(انا املكه فعلاً.))
صلابة ماثيو زادت من حدة اللون في بشرة الرجل العجوز الذي قال معلقاً
((لو كان الكس حياً, لما حدث شيء من هذا الآن.))
((الكس ليس حياً.))
اتهمه اندريوس. موجهاً أصبعه نحو ابنه البكر.
((لطالما كنت تغار منه))
أذعن ماثيو
((لو كان شخصاً اخر لفعلت, لكنه كان الكس.))
في الواقع من الصعب شرح الامر ,لكن لم يكن بإمكان اي شخص ان يغار من اليكس ,إذ انه لم يوحِ بأحاسيس سلبية الى الناس على الإطلاق.
رسمت تلك الذكرى على وجه ماثيو عبوسا داكن
((والآن لست مستعدا لان ارى خزائن عائلة ديمتريوس تبتلع ثروة كونستانتين ,سأتزوج بالمرأة التي اخترتها لا بإمرأة اخترتها انت لي.))
((ساشا مغرمة.))
((هي تعتقد هذا. ))
هذه هي المشكلة! تعذبت المسكينة بعد موت اليكس ,وكان ماثيو موجودا. اظهر لها القليل من العطف فتعلقت به. في المسار الطبيعي للأمور, كان لهذا الولع ان يخمد طبيعياً, لكن اهلهما عززاه عبر ايجاد الوسائل لجمعهما معاً.
الفتاة المسكينة ما تزال ضعيفة جداً, ألم يستطع المحتالان العجوزان ان يريا مدى وحشيتهما تجاهها؟
استدار ماثيو وهو يضع يده على مقبض الباب ,وقال
((لا تحاول ان تتلاعب بي اندريوس , لا احد يستطيع خداعي.))
**********
خارج الغرفة, كاد ماثيو ان يصطدم بكتلة جامدة, وقبل ان يدفعها بحزم بعيداً عنه, ثبت روز واضعاً يديه على كتفيها كي يستطيع النظر الى وجهها.
((ماذا تفعلين هنا؟))
((ابحث عنك.))
سألها وهو يهز رأسه بإتجاه الباب خلفه
((هل سمعتِ الحديث؟))
((سمعت عكل شيء.))
سمعت بما يكفي لكي تعرف كم أحب ماثيو أخاه, استطاعت ان تسمع هذا في صوته . اندهشت روز لان اباه يبدو متجاهلا كليا لألم ابنه المتتبقي على بقيد الحياة, اما بالنسبة لعلاقة ماثي بأبيه ,فبدت لها أقسى حتى مما توقعتها ان تكون . فكرت بسخرية لولا تدخل اندريوس ,لأمكن ان يقع ماثيو بحب ساشا.
أتراه كان مغرما بها من قبل؟
((لم أصقد كان الباب مفتوحا و........))
((قررت ان تسمعي.))
لم يبد ماثيو متضايقا وهذا ما فاجئها, أجابت
((حسنا, لم تكن هادئا كليا.))
((حسنا,لما تبحثين عني؟))
((كنت اشحن هاتفي في الطائرة ,ووضعته انت في جيبك, والان اريد ان اتصل بأختي.))
اخرج ماثيو الهاتف من جيبه واعطاه إياه قائلا
((ها هو))
شهقت روز شهقة خفيفة حين لمست اطراف اصابعه اصابعها.
((ألديك اخت؟))
هزت روز رأسها إيجابا , متسائلة عن ردة فعل ماثيو اذا ما اكتشف انه التقى ربيكا من قبل.
((وهل انتما مقربتان من بعضكما؟))
وافقت روز
((كثيرا جدا.))
وأضافت
((بالرغم من انها متزوجة الآن, ونحن لا نرى بعضنا كثيرا.))
قال ماثيو شيءاً لسابيرس الذي سرعان ما توارى عن الأنظار, ثم وجه كلامه الى روز
((تعالي, انتِ منهكة ,يجب ان تستلقي قبل الغداء.))
لم تستطع روز ان تدعي ان الفكرة ليست جذابة, فقد بدأ النهار يلقي بعبئه الثقيل عليها.
((هذا هو جناحي))
دفع ماثيو الباب ليفتح وتقدم روز الى غرفة جلوس كبيرة مرتبة ومفروشة, وقال
((غرفتك هناك.))
واشار الى باب مقفل الى يسارها واضاف مشيراً الى الغرفة التالية
((وهذه لي.))
وأردف
((والداكِ.....هل هما على قيد الحياة؟))
أجفلت روز وهي تسمع نفسها تقول
((هل ساشا جميلة؟))
((نعم هي جميلة.))
تساءلت وهي تنظر الى اللوحات المعلقة على الحائط,
((إذاً لما لا تريد ان تتزوج بها؟))
وأضافت
((هل هذه كلها حقيقية؟))
رد ماثيو من دون ينظر الى اللوحات
((نعم هي حقيقية.))
كان السروال الذي ترتديه روز بتفصيلته الواسعة ينزل بطريقة إنسيابية فوق فخذيها ووركيها كلما تحركت.
((انتِ إمرأة جميلة ايضاً.))
أسعرتها كلماته بالصدمة, فأستدارت والحرارة تتسارع الى خديها, وسألته
((هل تحاول تغيير الموضع؟))
جمالها لم يكن موضوعاً بعيداً جداً عن افكاره , لكنه قرر انها ليست اللحظة المناسبة لذكره, همهم ماثيو وهو يتقدم اليها
((لا, انا احاول ان اعطي إطراء, من كان يظن......ان الآمر سيكون بهذه الصعوبة ؟))
أردفت روز بحذر
(حسناً.... شكراً))
وتابعت تسأله
((لم لا تتزوج بها؟))
تنهد ماثيو وغرق في كرسي,اسند ذقنه على أصابعه الممشوقة ,ثم نظر اليها وقال
((هل نتكلم عن ساشا مجدداً؟))
فكرت روز. وعلى ملامحها الناعمة عبوس ينم عن عدم رضا , فيما رست افكارها على صورةذهنية لأولاد ذوي بشرة ذهبية وعيون رمادية وشعر اسود غامق,
((إذا كانت جميلة, فسوف يكسب اولادك إرثاً جينياً مزدوجاً ))
كذلك وسا تعثرها على بنات صغيرات ذوات شعر مجعد وأفواه لطيفة منحنية.
((سأعتبر هذا إطراء.))
اجابته وهي تشعر بالحرارة تتدفق في عروقها,
((وكأنك غير واعٍ تماماً الى انك حسن المظهر.))
ركزي روز ! قلت ذلك لنفسها وهي تأخذ نفسهاً عميقاً وتقول غاضبة فيما امسك ماثيو رسغها وجذبها الى ذراع الكرسي
((ماذا تفعل؟))
فسر لها بجفاف
((أنظر الى عنقك.))
((حسناً لا تفعل, لاحب هذا ))
لم تستطع روز ان تجد الكلمة المناسبة لتصف الحرارو البطيئة التي راحت تغزو كل خلية في جسدها.
((أتريدين ان تعرفي عن ساشا؟ سأخبرك, كانت تحب اخي , وبعد وفاة الكس ارادت شخصاً تحبه وكنت انا موجود))
((قال ابوك انها تحبك.))
أجاب ماثيو والغضب باد عليه
((مجرد ولع ليس إلآ.))
ارخى قبضته عن ذراع روز فوقفت بسرعة , وقالت وهي ترجع سريعاً الى الباب
((اظن انني سآخذ قيلولة كما قلتِ لي.))
************

Nana.k likes this.

ابتسامة أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-07-09, 07:48 PM   #28

ابتسامة أمل
 
الصورة الرمزية ابتسامة أمل

? العضوٌ??? » 431
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » ابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

كان الباب الذي يربط غرفتيهما مفتوح جزئيا , وافترضت روز ان الخادم الذي احضر لتوه ازهارا نضرة الى غرفتها هو من تركه كذلك .
ضغطت على شفتيها ,ثم دقت على الباب المشترك بطرقات قوية, شعرت بالغرابة لمجرد ان تعرف ان يامكان ماثية الدخول الى غرفتها منى شاء حين تكون نائمة,
((الباب مفتوح))
خطت روز الى الداخل,وقالت
((لدي مشكلة بسيطة مع هذا الامر.))
كان ماثيو يقف بجانب النافذة يحدق بالبحر.
((هناك مفتاح ,اذا كنت قلقة على طهارتك.))
فيما هو يتكلم ,استدار اليها فراح نبضها القوي يضرب قفصها الصدري بضربات عالية الصوت. بدا ماثيو جذابا جدا في بذلته الداكنة الرسمية , انزلت رموشها في حركة وقائية, وابتلعت ريقها وهي تشعر بالخجل من الحرارة الناعمة التي تغزو جسدها من دون رحمة .
((ولا تعتقد انني لن استعمله))
مال ماثيو براسه قليلا , ونظر اليها من اعلى راسها الى اخمص قدميها , وكافحت كي تسيطر على توترها.
((هذا يدعو للاسف))
انزلقت عيناه مرة اخرى على فستانها الحريري الازرق الباهت الفضفاض التي اعتنت في انتقائه
((انت تبدين حسنة المظهر))
ظهر حنقها الشديد وهي ترمقه بنظرة عدائية , وسألت بصوت هادئ وخطر
((هل ابدو حقاً بمظهر حسن؟))
لم تشأ ان تبدو حسنة المظهر فقط, ارادت ان تبدو رائعة الجمال, النبرة الخطرة في صوتها ايقظت بريقا من المرح في عينيه الرماديتين العاقدتي العزم, لكن تعبيره بقي جديا وهو ينظر اليها ويقول متأسفا.
(( آسف لانك لم تختاري فستانا يظهر.........))
ترك ماثيو نظراته تنزلق الى انحاء جسمها الذي يتمايل تحت ثوبها الأنيق.
يظهر ماذا بالضبط؟))
((اجزاء من جسمك, قد تشتت افكار ابي اذا ما سئل اسئلة غريبة, ))
((ألم تسمع قط......بأداب الكلام؟))
((سمعت عنه , ولكن ليس لدي الوقت الوفير له, لا تأخذي الامر شخصيا, روز, أحاول ان اكون عمليا فحسب))
ردت روز عليه بسرعة , وهي ترتعش من الحنق تقريبا
((عمليا؟))
((اعتقد ان ما من شيء خاطئ في استعمال مصادر القوة التي تمتلكينها , ولا تقولي لي انك لا تفعلين.))
ذلك الاقتراح الساخر جعل مزاج روز يفور , فأجابته
(( لا,لا أملكها.))
عرفت روز انه يفترض بها الا تجيب على هزة كتفه التي تنم عن شكه, إذ بدا من الواضح انه يحاول ان يستفزها , لكنها لم تسطع اقفال فمها
قالت
(( في ما يتعلق بتشجيع اي فرد من افراد عائلة ديمتريوس على النظر الي بوقاحة, لا اظن ذلك..... ان مجرد التواجد مع اي شخص يحمل ذلك الاسم ولأي مدة من الوقت كاف ليجعلني ارغب بأن استلقي في غرفة هادئة مظلمة.))
((لم تكن لدي اي فكرة عن احساسك هذا.))
نظر ماثيو الى ساعة يده وتنهد قائلا
(( لسوء الحظ, لا يحب ابي التأخير , وإلا كنت مستعدا تماما لتنفيذ رغبتك هذه.))
اندفع اللون الى وجهها بسرعة . انه يملك مقدرة خارقة على قراءة أفكارها , قالت شارحة
((أقصد وحدي في غرفة مظلمة مع كمادة باردة على راسي , ولا علاقة لك بالامر.))
لكنها تساءلت كيف تراها تشعر لو انه عانقها في غرفة مظلمة؟
لا شك ان جاذبيته الطبيعية هي ذات تأثير مرعب عليها, شعرت بوجهها يتوهج بالحرارة بسبب الخجل, فضربت يدها بقوة على جبينها الذي بدأ بدوره ينبض بقوة وهي تتكلم منظرا بالخطر.
((اذا كنت تريد تشتيت افكار الاخرين , ماثيو, مستخدما ما تملكه من جاذبية.......))
بالطبع هو يملك الكثير, اخذت نفسا عميقا ثم اقترحت
((لم لا تخلع قميصك ونذهب لتناول الغداء؟))
عقدت روز ذراعيها على صدرها , ما جعل القماش الحريري حول جسمها يشتد.
((لنرى كيف تشعر اذا كنت محط الانظار وسببا لتشتيت الاخرين ))
((لا اظن ان الامر مشابه مطلقا.))لاحظ ماثيو ان الطريقة التي يثبت فيها النسيج الرقيق البراق بثنايا جسمها الأنيق مذهبة للعقل.
ضحكت روز بتوتر , فيما اشاحت ببصرها بعيدا وهي تحاول ان تسيطر على مشاعرها.
ابتسمت قليلا وقالت
((يا ايها الرجل! إنهم جميعا متشابهون.))
ما الذي تسطيع قوله غير ذلك؟
ابتلعت ريقها بصعوبة , ورفعت ذقنها ثم رسمت على وجهها ابتسامة ثابتة
((اذاً هل تشعرين بالملل؟))
اعترفت وموقفها يتأرجح بين الغيظ والإحباط.
((لم يكن هذا تحياً, انت رجل رائع الوجه والجسد.))
وأضافت
((إلا انني لسن من نوع النساء اللواتي يحببن الرجال الجذابين جدا بعضلاتهم الضخمة, فالمعدة المشدودة والعضلات لا تعني لي شيئا.))
ربما لا ينطبق هذا الامر على ماتيو بالتحديد, فالرجال الجذابون جدا الذين يتباهون بمظهرهم ينسون فورا, لم يكن ماثيو واحدا منهم, فيما لا تزال ابتسامة خطرة مندسة خلف عينيه الرماديتين تتشبث بنظراتها , جعل ماثيو ربطة عنقها المفكوكة تنزلق من حول عنقه, وقال
((لن يزعجك الامر اذا......))
راقبته روز وعيناها واسعتان كالصحن من الخوف الذي انتابها. فيما بدأ ماثيو يفك ازرار قميصه مبينا في غضون ثوان جزء من البشرة الذهبية المغطاة بشعيرات جسده الداكنة , بللت روز شفتيها بلسانها واخذت نفسا مرتعشا فيما توترت عضلاتها , وامتد التوتر حتى اصابع قدميها المتشنجة ,إلا انها قالت بصوت اجش
((اذا كان ابوك لا يحب التاخير, فقد لا تكون هذه اللحظة المناسبة لتعبر عن ميولك الاستع****ة.))







ا
اظهر قميصه المفتوحة قسما كبيرا من صدره القوي المشدود العضلات . وقفت روز بإتزان على قدميها لتفر من المكان ,لكنها لم تقدر على استجماع قوتها لتترك عينيه الداكنتين اللتين استحوذتا على كل انتباهها . اخيراً نجحت في ان تدير راسها . انقبضت يداها وهي تكافح لتهدئ من روع انفاسها غير المنتظمة وتدفع كمية هواء كافية الى رئتيها لتوقف راسها عن الدوران .
قالت بصوت اجش
((لا احب تلك الالعاب التي تقوم بها.))
((لا امارس الالعاب , روز))
لحظت روز نبرة صوت ماثيو لم تسمعها مسبقاً,جعلتها ترغب بان تتفحص وجهه ,لكنها عرفت انها فكرة سيئة, قطع ماثيو المسافة التي تفصلهما عن يعضهما في ثوان, ثم احاط وجهها بأصابعه , ولوى رأسها بإتجاه راسه.
ارتخت ركبتا روز لرؤيتها تلك الإلتماعة المميزة في عينيه , واندفعت الأحاسيس بقوة مؤلمة في خلايا جسمها كافة سوف يعانقني ! تبع هذا الإدراك المنذر بالخطر ادراك اكثر خطورة , أريده ان يفعل!
فكرت ان من السهل ان تحاول لتلطيف الأجوء ,إذ بإمكانها الضحك في وجهه , او الإبتعاد عنه او القول انه يأخذ الأمر على محمل الجد كثيراً. إلا انها لم تفعل اياً من هذا . إتخذت خياراً ليس موجوداً على اللائحة ,وبدأت ترتجف كأنها مصابة بالحمى, وما لبثت ان غرزت أصابعها في الخصل اللماعة السوداء لشعره.
بقيت أصابعها مشبوكة في شعره بينما ضمها ماثيو اليه في عناق قوي, أخذت روز نفساً حين اشتد ضغط ذراعيه حولها وهو يقربها برفق منه.
حرر ماثيو إحدى يديه ليمرر إصبعاً واحداً على خدها وهو يقول
((عناقك جعلني أشعر بالسعادة,))
ابتلع ماثيو ريقه, وتحركت عضلات رقبته وهو يمرر يده بلطف على حدود فكها السفلى فأرتعشت روز وتأوهت بلطف ,تابع بصوت منخفض أجش
((إنها سعادة تفوق الوصف))
بعينين متسعتين ومفعمتين بالشغف , رفعت روز يداً الى خده, وإنزلقت أصابعها على طول الخط الصلب لخده وفكه, وما لبثت ان لمحة حركة بطرف عينها.
وعيها بوجود مشاهدين سرى في جسدها كقشعريرة باردة, لم يكونا وحدهما, لو لم يكن ماثيو متمسكا بها لسحبت يدها بعيدا عن وجهه, قال بنبرة سطحية وهو ينظر الى شخص ما وراءها
((مرحباً, ساشا))
((ع.......عفواً, لم اعرف.....))
بدت الفتاة الجميلة بائسة وخجولة حين نظرت اليهما, لو لم تكن روز مشغولة بالتعامل مع خجلها ,لشعرت بالآسف حيالها.
((جئت لأقول إن الغداء......ابوك ينتظر))
((سنأتي بعد قليل.))
أقفل الباب ولم يقم ماثيو هذه المرة بأي محاولة ليمنعها من الإبتعاد عنه, حسناً لن يعفل, أليس كذلك؟ ما من احد يقف الآن ليرى مشهد العناق اللطيف.
اندفعت موجة من الاشمئزاز الذاتي في معدة روز وهي تتراجع ونظرها مركز على ماثيو في قرف.
لن تقع في حب ماثيو, قالت لنفسها ان ما حصل بينهما هو مجرد انجذاب حسي, وهو انجذاب تستطيع السيطرة عليه , انها تبلغ السادسة والعشرين من عمرها, ولطالما نجحت في السيطرة على مشاعرها.
((والآن اين كنا؟))
*******
تراجعت روزبسرعة وكادت تتعثر فوق طاولة منخفضة , اعادت الطاولة والتمثال الخزفي الصغير الذي كاد يقع والذي كاد يقع والذي أنقذته لتوها الى مكانهيهما , ثم قومت وضعيهما, ورفعت حافة قبة فستانها بضعة سنتيمترات قبل ان تلمسه, أغمضت عينيها , وعدت حتى العشرة ببطء عندما فتحتهما , كان ماثيو يحدق بها.
سألته
((هل كان هذا ضرورياً حقاً؟))
فيما ساتمر ماثيو في التمعن في وجهها المحمر بطريقة مزعجة, فكرت روز , ما الذي يراه؟ لو عرف ما الذي تشعر به, فذلك يعني انه متقدم عليها بطوات, إذ إنها بالتأكيد لم تكن تعرف حقيقة ما يصيبها , فهي لم تشعر بالحيرة طوال حياتها كما تشعر بها الآن.
صدر صوت من خارج النوافذ على الرواق فتشتت انتباه ماثيو قليلا.اطلقت روز نفسها الذي كانت تحبسه بغير وعي في تنهيدة ارتياح مرتعشة.
فجأة استدار ماثيو فيما كانت هي تجلس بتثاقل على الكرسي,وقال
((لم استطع مقاومة نفسي.))
بدا مصدوما لإدراكه مدى اندفاعه ورغبته بمعانفتها بالطبع , هو ليس من الرجال الذين لا يبالون بالنساء الجميلات , لكنه لم يسمح لغرائزه بأن تقوده يوما.
بدت روز حازمة جداً وهي تجلس على طرف الكرسي ويداها ملتفتان بأناقة فوق حضنها , أما شفتاها فبدتا مزمومتين , قال ماثيو مفسراً
((شعرت إنني مدفوع للقيام بذلك.))
زاغت نظراتها بسبب الشوق الملتمع في عينيه ,إذ لم ينظر اي رجل اخر اليها بالطريقة نفسها قط.
((أنا أضع خاتمك))
رفعت يدها المعنية حيث عكس الزمردة المحاطة بطبقات الماس النور الساطع حولهما, وتابعت معلقة وهي تفكر بساشا.
((اعتقد انها فهمت الرسالة, مع ان ذلك بدا قاسياً.))
((انت ترتجفين.))
صوته جعلها ترتعش لكن ليس بقدر لمسته فيما حدقت الى اصابعه الطويلة الداكنة جدا على بشرتها الباهتة, وهي تحيط برسغها , اعترتها رعشة امتدت على طول عامودها الفقري , تبعتها رعشة ثانية وثالثة, فيما جفت حنجرتها, أجابت بسرعة, رافعة ذقنها في دفاع غاضب,
((لا يعجبني ان تستخدمني لإغاظة صديقتك.))
((حين عانقتك بدا ان الامر اعجبك)
رغبت أصابعها بقوة في صفع الإبتسامة المتكلفة ال****ة التي ظهرت على وجهه والتي عكست إعتداده بنفسه.
لم تستطع روز تجاهل مراقبته من دون ان تبدو غبية تماما, سلكت الطريق الآمن وتجاهلت تعليقه , سألته بمرارة
(( ما الخطب في؟))
وتابعت
((إستخدمتني لأنني حمقاء جدا وانا على وشك ان اقول لك شكرا.))
فكر ماثيو بالرجل الذي تخلى عن روز في المذبح, وممضة من الإزدراء بانت في عينيه الضيقتين وهو يفكر بذلك الخاسر المسؤول عن الوجه ذي الملامح الدفاعية التي بدأت الآن ترتجف تماما.
مهما كانت اخطاؤه , لم يقدم ماثيو اي وعود لا يستطيع ان يفي بها , سأل نفسه, أي نوع من الغباء هذا الذي يجعل شخصا يتراجع في اللحظة الاخيرة , بعد ان يقنع الاخر انه يريد مشاركته بقية حياته؟ تساءل ,أتراها ما زالت تحب هذا الحبيب السابق الذي هرب؟ لم يكن على وجه روز أي دليل على عاطفة رقيقة فيما أشارت بإصابعها بإتجاه صدره وزمجرت.
((حسنا, خبر عاجل, انا لست حمقاء,هل تظن انني لم اعرف انك عانقتني لان ساشا كانت واقفة هناك؟ يا الهي, لا اعتقد انه كان من الضروري ان تصل الى ها الحد لتعبر عن فكرتك.))
((هل انت غاضبة لانك تعتقدين انني عانقتك بهدف التظاهر امام ساشا؟))
ظهرت بقعتان من اللون على خدي روز وهي تقلب عينيها, وقالت بصوت ملءه التهكم.
((لا اظن انك عانقتني لان الجنس الآخر لا يستطيع مقاومتي؟))
تنشقت روز نفسا عميقا وعقدت ذراعيها فوق صدرها , وده ماثيو نظره على حافة عنق فستانها المحتشم وقال
((لا استطيع ان اتكلم باسم كل الرجل, لكن لديك تأثير مهلك علي يفقدني السيطرة على نفسي.))
أطلقت روز ضحكة غاضبه وسألته
((ما هي الكلمة الأخيرة المضحكة؟))
مرت برهة من الوقت التقت فيها اعينهما بعدئذ جاء صوت ماثيو بعيدا عن النبرة الساخرة حين قال
(( هذه ليست مزحة))
أو ربما كانت كذلك بالنسبة الى رجل لطالما افتخر بنفسه لعدم انصياعه لغرائزه, وهاهو يجد نفسه وقد وقع فجأة تحت تأثير إمرأة لا تزال معلقة برجل حطم قلبها.
انقبض فكا ماثيو فيما كافح ليسيطر على فورة الغضب غير المنطقية التي اجتاحت جسده لفكرة ان روز ما زالت راغبة في رجل اخر , ثم قطع المسافة التي تفصلهما بخطوة كبيرة.
حدق اليها بتوهج فيما غطى جهة واحدة من وجهها بيده, بدت بشرة روز ناعمة ودافئة الملمس......
قال ماثيو فيما رآها تميل بعيدا عنه
((وانت تشعرين بالمثل.))
جمدت روز , وتطايرت شرارات غضب من عينيها, ثم استدارت ببطء الى الخلف ووضعت يديها على وركيها فيما رفعت ذقنها , وأجابته بسرعة
((كيف تتجرأ وتحدثني عنا أشعر به؟))
وأردفت
((ليس لديك أقل ......))
قاطعها ماثيو قائلا بنبرة متوسلة

((أروجك , لا تكلميني عن تلك السخافة...... كان يمكن ان تتواجد جوقة من عشرين شخصا يرتلون بأعلى أصواتهم من دون ان تلاحظي))
قضمت روز شفتها وهي تدرك انها مهما ستقول فإن الحرارة ستتسارع الى خديها , اي إمرأة في مثل عمرها , ما زال خداها يحمران خجلا ؟ اما من حبة دواء تعالج ذلك التقلب؟
((لا اعلم لما يصعب عليك الآن القبول بما هو واضح , نحن مرتبطان والعلاقة بيننا امر طبيعي.))
لم تتفوه روز بكلمة لأنها لم تستطع ذلك, انحسر احمرار الخجل من وجهها , وتركها شاحبة اللون كالمتى , فيما طارت نظرتها المصدومة اليه.
((فكري بالآمر.))
مرة اخرى بدت تصرفات ماثيو إرتجالية, فما اسهل ان يقرر إقامة علاقة حميمة مع إحداهن ......... كردة فعل على ضغط يده على اسفل ظهرها, بدأت روز تتوجه نحو الباب
************




((نحن آسفان على التأخير.))
رأت روز سبعة أشخاص يجلسون حول الطاولة , بقيادة الشخصية القوية ذات الشعر الرمادي: أندريوس ديمتريوس , الذي جلس على رأس الطاولة ووقف الرجال بلباقة فيما إقتربت روز منهم.
قام ماثيو بتقديمها الى الحاضرين, فيما وضعت روز على وجهها إبتسامة وهي تفكر أن ذا الإبتسامة الملتصقة قد يحتاج نزعها لاحقا الى تدخل جراحي.
لطالما كان الدول الى غرفة ملأى بالغرباء امرأ مثيراً للتوتر, أما حبن تدعب انك شخص آخر فإن مخاطرة التوتر تتضاعف مئة مرة .
رمقها اندريوس بنظرة تقيمية قاسية , فإبتسمت روز له, لو لم تكن مشتتة الفكر بالمشهد الذي حصل قبل فليل ,لإستطاعت ان تظهر القليل من الإحترام الذي يعتبره والد ماثية القوي انه يستحقه.
((حسناً))
توقفت روز ونظرت الى مضيفها وهي على وشك ان تأخذ مكانها, ورأت ومضة الغضب في وجهه.اللعنة!
((سأل ابي إذا كنا قد أستمتعنا برحلة جيدة؟))
((بالطبع لست معتادة على السفر بهذه الطريقة الفخمة.))
أدارت روز رأسها وجلست على الكرسي الذي قدمه لها ماثيو, التقت عيونهما للحظة قبل ان يسوي وضعيته , ووجدت ان من الصعب قراءة تعابير وجهه , لكن بدا عليه التوتر, هل اعتقد انها بذلت مجهوداً لتغضب الرجل الأككبر سناً؟
إلى جانب والدا العم اللذان كانا نختين اكثر شحوبا وأقل ضخامة من أندريوس, كان اندريوس نفسه والمحامي الذي تم التعريف عنه كصديق للعائلة. وساشا اللطيفة وامها.وإمرأة كانت تحرك طعامها في صحنها.
نظرت الأم الى روز بنظرة تفتقر الى الدفء والحيوية اللذين كانا ينضحان من وجهها حين وجهت الكلام الى ماثيو الذي يجلس قبالة روز. بدت مشاعر ساشا واضحة جدا تجاه ماثيو وهي تنظر اليه , وجدت روز صعوبة في التصديق ان بإستطاعة ماثيو ان يبقى غي مبال لإفتتانها الخجل به, بدت الفتاة الأصغر سناً رائعة الجمال بفستان أظهر كتفيها الناعمتين ذات البشرة الذهبية الباعتة, في اللحظة التي وقعت فيها عينا روز على الشقراء اليافعة, شعرت أن ملابسها هي نفسها تبدو رثة وثقيلة.
بعد ان تم تقديم طبق السمك, تبدل إحساس روز الأولي بعدم الإرتياح الى احساس بالإهمال القلق. تساءلت اذا كان احدهم سيلاحظ حقاً مغادرتها اذا فعلت, حين قاطع صوت اندريوس حديث الطاولة الغداء الهادىء
((إذاً قال لي ابني إنكما التقيتما في موناكو.))
رفعت روز عينيها عن طعامها , ووضعت الشوكة على صحنها , إنتقلت عيناها من اندريوس الى ماثيو الذي كان جالساص الى جانبها.
سمعت ساشا تقول متحمسة فرحة.
((آه, احب موناكو.))
ثم تابعت
((هي المكان المفضل لي في العالم كله تقريباً))
قالت روز بصوت واضح سمعه كل من على الطاولة
((لم اذهب الى هناك قط.))
لم يظهر على ماثيو الرعب او حتى اي اهتمام بسيط لانها لا تقوم بدورها كما يجب , ورأت في عينيه بريقاً يظهر عدم إكتراثه قبل ان يحني رأسه مركزاً انتباهه مجدداً الى صحنه.
نقل أندريوس إنتباهه الى إبنه, وسأله مستجوباً
((هي تقول.....))
ارتفع رأس ماثيو المغطى بالشعر الداكن , وانعكس التحذير في عينيه على صوته العميق , حين أجاب
((إسمها روز....... وهي جالسة بالقرب منك.))
تحركت عيناه بإتجاه روز وقال لها
((آمل يا صغيرتي ان تسامحي أبي فهو لا يقصد إهانتك, لكنه يدير الأمور كيفما اتفق.))
فتح أندريوس فمه ليوجه تحذيراً قاسياً , لكن روز تمكنت من ان تسبقه, مذكرة نفسها بأن ماثيو يلعب الدور المطلوب منه فحسب في دفاعه عنها
(( من الواضح انها الجينات نفسها.))
وكأن روز تحتاج الى من ينقذها, انها تستطيع الدفاع عن نفسها , إلا ان ثمة إستثناء وهو حين كانت على وشك ان تسقط في وسط البحيرة الجليدية , في الواقع تمر لحظات تنسى روز فيها انها تدين له بحياتها.
((لنزل الأمر علي كصدمة صاعقة لو أتضح ان تصرفات ابيك منزهة عن الخطأ.))
هذا الإستهزاء رسم على وجه ماثيو إبتسامة كبيرة ملتوية جذابة, أما ابو فبدا ابعد ما يكون عن استيعاب تعليقها, وحين فهمه انخفض فكه بقوة, لم يسبق لأندريوس ان صادف ضيوفاً يصفونه بالفظ.
(( التساء الشابات.....))
قاطعه ماثيو
((روز....))
((روز , تبدين شابة صريحة, هذا بلا شك ما انجذب اليه ابني , لكنني لا احب...))
قاطع تشدق ماثيو الواهن توبيخ ابيه
(( لا, أنا سطحي التفكير, وقدرتها على التعبير عما يدور في ذهنها هي خارج القائمة.))
توسعت إبتسامة ماثيو فيما انزلقت عيناه بنظرات معبرة الى جسدها, توهج وجه روز خجلاً , سقطت الشوكة من يدها على الارض محدثة قرقعة, وقال
((لا أظن ان أباك مهتم))
((يا لك من بريئة ! بالطبع هو مهتم, روز, سأكون متغاجئاً الى اقصى حد اذا لم يشكل مجموعة تضم محققين خاصين يعملون على مدار الساعة بحثاً عن ادق التفاصيل بشأنك. ستجدينه غداً على علم بمقياس حذائك ولونك المفضل, يمكنني ان اوفر عليك العناء أندريوس , ما من شيء ستقوله لي عن روز سيصدمني.))
ظنت روز انه يمزح إلى حين رأت تعبير الرجل اليوناناي الاكبر سناً , أختفى اللون عن وجهها بسبب تلك الفكرة.
قال أندريوس من دون ان ينكر ما اتهمه به ابنه
((إذاً لم تلتقيا في موناكو؟ أفترض إنكما لستما متزوجين.))
ركزت روز نظرتها على الرجل الأكبر سناً وقالت من بين أسنانها المطبقة
((لا يمكنك إفتراض اي شيء , فنحن لسنا حتى .......))
((ليس حتى ماذا؟))
علق ماثيو بسرعة
((حبيبين))
إن الإرتياح الصريح في صوت ماثيو الخفيض الناعم الدافىء, والذي أوحى بوجود علاقة حميمة ينهما جعل اللون يتسارع الى وجه روز, هذا الأمر خفف من حدة التوتر على الطاولة إذ بدأ الحاضرون يأكلون مجدداً.
أما ماثيو فلم يتأنف الأكل, بل وضع شوكته , ونظر الى روز مباشرة , أخذ قلبها يدق بقوة وهي تقرأ الرسالة التي تلتمع في عينيه الرماديتين , إنها مزيج من التحدي وشيء اخر صعب عليها فهمه.
بعد ان رمقته بنظرة إشمئزاز اخيرة الى وكزت نظرها على صحنها, لم تستطع روز ان تمييز ما الذي تناولته من طعام خلال الوجبة التي بدت لها دون نهاية.
بعد الإنتهاء من تناول الطعام لمس ماثيو كنف روز وترك يده هناك, كأنه بهذه الحركة يعلن انها ملكه, لم تشك روز قط انه يفعل ذلك لكي تراه النساء الأخريات , قال لها
((أمضينا وقتاً طويلاً.))
هزت روز رأسها إيجاباً , وتساءلت ان كت=ان هناك من وسيلة تجعله يرفع يده عنها من دون ان توضح له ان لسمته تسبب الإضطراب لجهازها العصبي.
أعلن كانه حبيب ملهوف
((سننام باكراً.))
أطبقت روز أسنانها , وهي تحاول جاهدة ألا تفكر بما حصل في وقت مبكر من هذه الليلة بينها وبين ماثيو , استجابت روز لضغط اليد تحت مرفقها, ووقفت على قدميها.
في تلك اللحظة انسابت صورة الى مخيلتها و..... لم تعد روز متأكدة ..... هل صدر الأنين من ذهنها ام من فمها فعلاً؟ الطريقة التي نظر الجميع اليهما اجابت على تساؤلها.
أصبحت نبرة صوت ماثيو العميقة الناعمة أكثر خشونة جراء قلقه. فيما تمعن في وجه روز وسألها
(( هل انت بخير؟))
هزت روز كتفيها مبعدة يده عنها , وقالت له
(( هل خطر ببالك انني قد لا ارغب بالنوم باكرا؟ أنا قادرة تماما على ان اقرر الساعة التي اريد ان اخلد فيها الى النوم.))
اعترف ماثيو
(( أتريدين الحقيقة؟ لا, لم تخطر الفكرة ببالي.))
ثم أضاف
((لكن لا تقلقي , فأنا أتقبل الرفض.**
عضت لسانها لتمنع نفسها من التفكير بإستثناء عن القاعدة, بالرغم من هذا , فكرت انها زوجة ماثيو , وهاهي الآن تبدو إمرأة مشاكسة كثيرة الإعتراض.
شرح ماثيو للنساء اللواتي كن يجاهدن ليلتقطن كل مقطع من هذا الحديث السريع كالبرق,
((روز.... تحاول إصلاحي.))
كررت ساشا, وخصل شعرها المجعدة المموج بجاذبية وهي تدير رأسها بسرعة منقلة نظرها بينهما
((تحاول إصلاحك؟))
استطاعت روز ان ترى حيرة الفتاة , وكأن المسكينة لم تستوعب ما يدعو الى هذا الإصلاح في رجل يبدو مثاليا.
شرح ماثيو لها
((طموحها هو ان تحولني الى رجل عصري))
احمر خدا ساشا , وأخفضت بصرها حين وجه ماثيو ابتسامته الساخرة اليها. اما امها فلم تتمكن من لجم لسانها , كررت هيلينا كونستانتين, رافعة حاجبيها المخططين بفن فيما ابتسمت ساخرة
((رجل عصري؟))
وأضافت
((بغض النظر عما يقال...... النساء يفضلن الرجال الأقوياء لا الضعفاء.))
من خلال نظراتها المليئة بالإعجاب, لم يكن من الصعب معرفة الشخص الذي عنته.
قلبت روز عينيها وعلقت
((بربك! كأنه يحتاج الى تشجيع.))
أطبقت المرأة المسنة شفتيها القرمزيتي اللون كرد فعل على عبارة روز, ثم نظرت الى ماثيو وبدد على وجهها خيبة الآلم حين رأت انه لا يشعر بالسخط بل بالتسلية . قالت بصراحة,
((على الرجل ان يقود , وعلى المرأة ان تتبعه.))
علقت روز وقد أعجبها ان تجد نفسها وللمرة الاولى تأخذ دور الأنثى القوية
((ليس ه المرأة, لست من النوع الذي يتبع.))
قال ماثيو , وهو ينظر مباشرة نحوها بتعبير لا يناسب إلا غرفة النوم,
((لحسن الحظ , أنني أفضل النساء الرائعات الجمال على الذكيات منهن.))
أجبرت روز نفسها على ألا تبعد نظرها عن ماثيو بالرغم من ان معدتها كانت تهتاج بمزيج متقلب من الإثارة والخوف, وقالت
((بالنسبة الى تحويلك الى رجل عصري,.....فأنا واقعية جداً.))
وكإمرأة واقعية عرفت انه يمثل دوراً, فهو لا يرغب حقاً بأن بغازلها أو يقيم معها علاقة حميمة , آه, نعم روز , إحتفظي بهذه الفكرة في رأسك سنساعدك حقاً كي تظلي هادئة ومسيطرة على نفسك.
((ماذا لو......؟))
البريق الذي ظهر في عينيه أخبرها انه على وشط ان يقول شيئاً , يجعلها ترغب بأن تلتف على نفسها وتموت من شدة الخل.
لسوء الحظ, أتتضح ان قراءتها لذل البريق صحيحة.
((بإمكانها إبقاء باب غرفة النوم مقفلاً وسأترك لها الحرية في مراقبته.))
تمنت روز فكرة ان تفتح امام قدميها حفرة عميقة داكنة لتختفي فيها, فهي لم تشعر قط بالخجل في حياتها كلها كما شعرت في تلك اللحظة. رمقت ماثيو بنظرة إفتتان , إستجاب لها ماثيو بإبتسامة لطيفة دافئة, بعدئذٍ أخفضت بصرها , وتثائبت بصموت ملفت قبل ان تقر بأنها متعبة فعلاً. لم تنظر روز الى عيني أحد وهي تتمنى للضيوف على نحو مستعجل ليلة سعيدة, وما لبثت ان توجهت الى الباب الأقرب





ابتسامة أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-07-09, 11:07 PM   #29

ابتسامة أمل
 
الصورة الرمزية ابتسامة أمل

? العضوٌ??? » 431
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » ابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

9. خيار مثالي
***********

مشت روز مئتي ياردة قبل يلحق بها ماثيو , قال بنبرة ملؤها الرضا,
((حسناً! أظن ان الآمور سارت بشكل جيد , لا تظنين هذا؟))
توقفت روز تماماً واستدارت لتواجهه.
((لا أظن أها سارت بشكل جيد , أظنها كانت كابوساً حقيقياً. وذلك انت.))
إنخفضت رموش ماثيو لتخفي عينيه جزئياً . لكن ليس قبل ان تلتقط روز اللهو الخبيث الذي يتراقص في أعماقهما, وسألها
((هل قلت شيئاً أغضبك؟))
ذلك التصرف البريىء جعل روز تصر اسنانها , سألته
((ما الذي جعلك تظن هذا الآن؟))
ساد صمت مروع قبل ان تنفجر ضحكة ماثيو الدافئة, يقول معترفاً
((أقر بأنني اعاني من رؤيتك الشريكة الاقوى في العلاقة السادية الماموشية.))
اتسعت إبتسامته الساخرة حين رفعت روز يديها الى خديها الملتهبتين . شعرت بضيق قوي في نفسها, وردت عليه
((اخرس))
نصحها ماثيو
((إهدائي, أتخيل انهم يفكرون ببساطة اانا نتمتع بعلاقة حميمة سطحية.))
سألته روز
((هل تظن ان هذا يشعرني بالتحسن؟))
ثم تابعت مؤنية
((ربما تحب انت مناقشة شؤون حياتك الخاصة مع أي كان , لكنني أفضل ان تبقى حياتي بمنأى عن الاخرين.))
((لا استطيع ان اكون بعيداً عن حياتك الخاصة , من هو حبيبك ,روز؟))
زاد احمرار البقعتين البراقتين على خدي روز لتصبحا بلون القرنفل الاحمر.
وأعترفت من دون تفكير
((لا حبيب لدي , لم يكن لدي قط.......))
أصغت روز الى ماثيو وهو يضحك بنعومة على الفكرة, فيما أطبقت أسنانها على بعضها بقوة , وقالت له
((أصبحت تعرف الآن سري الصغير.))
((لا تقلقي! لم أخذ كلامك على محمل الجد.))
((لكنني اتكلم بجدية.........بجدية تامة.))
واجهت روز صعوبة في الحفاظ على رباطة جأشها في وجه نظرته الثابتة , لكنها بالكاد استطاعت ذلك, وقالت له
((اسمع ماثيو, انت لا تدفع لي الكثير.))
التوت شفته العليا وأجابها
((كم تريدين؟ ربما انا مستعد للدفع.))
انتفض شيء ما في داخلها, وجاء رد فعلها انعكاساص لا ارادياً بحتاً, بحيث رفعت يدها لتصفعه على خده, إلا انها لم تتوقع قط ان يتحرك ماثيو بسرعة ليمسك بيدها ويلصقها بجانب وجهه.
آه, يا إلهي, انا اسفة.))
انهمرت الدموع بغزارة من عينيها فيما رأته يفرك يدها على بقعة من خده, ما لبثت ان اضافت
((لا , انا لست آسفة, فأنت تستحق ذلك.))
أنزل ماثيو يدها وقال
((نعم, أستحق ذلك , إنه خطأ لا يغفر , وانا آسف.))
أضمحل الغضب على وجه روز, وسألته
((أحقاً؟))
هز ماثيو رأسه , وأجاب
((ما سأقوله ليس عذرا , لكنني ساخط الى أقصى الحدود.))
وضع يدا على الحائط بجانب رأس روز واتكأ عليها, وعيناه الجذابتان تنجرفان ببطء على وجهها.
انقبض صدر روز, حتى انها بالكاد استطاعت ان تأخذ انفاسها,فيما تصارعت بداخلها غريزتان متضاربتان, راحت المنطقة العاقلة في رأسها تحثها على التراجع, والمنطقة الآخرى تحثها على الإنحناء نحوه, على اي حال , لم تستطع التراجع لانه ما من مكان اخر تذهب اليه . كان ظهرها ملاصقا تماما للحائط.
تأوهت روز وهي تدير راسها بعيدا عن الأصبع الذي مرره على خدها الناعم
((ماثيو .......انت......... هذا......))
ابتلعت ريقها وعقدت نظرات عينيها ضبابية, كان ماثيو على وشك ان يعانقها عندما ارتفعت الاصوات المختلفة في ضحكات قادمة من الرواق.
ما الذي دهاها؟ أطلقت صرخة قصيرة حادة بسبب رعبه, وتملصت من ذراع ماثيو الضاغطة , وأخذت تمشي بسرعة , راجية من الله الا ترتخي ركبتاها وتسقط ارضاً.
راقبها ماثيو وصدره يرتفع وينخفض في انسجام مع وتيرة تنفسه السريعة, يستطيع تخيل بعض النساء وهن يتمايلن بتكلف في محاولاتهن لتلفت انظار الرجال لكن روز ليست كذلك, لم يكن هناك اي اثر للتكلف او للمكر في مشيتها.
إنه امر لا يصدق, إلا ان روز تجهل تماما انها تجسد المثال الأنثوي الأكثر روعة بالنسبة للجنس الآخر, ذلك النوع من النساء الذي يتمن الرجل ان يستفيقوا بقربه في الصباح.
لكن روز بدت كتلة من التناقضات, وجدها في تلك الليلة مرتمية على سريره, والآن يحمر خداها خجلاً كمراهقة غير خبيرة إذا ما تحول الحديث بينهما الى نقطة حميمة جداً.
أظهرت روز له وجهاً بارداً , وأدعت انها لا تهتم به,لكن ماثيو عرف انها تكذب, عرف انها تشعر بجيشان التوتر الحسي بينهما بنفس القوة التي يشعر هو بها, رأى عينيها تتمددان فتصبحان بركتين سودلويين , وشعر بجسدها يرتجف حين التقت اصابعهما بالصدفة , كذلك شعر بالحرارة تحت مظهرها البارد ذاك.
لا شك ان حبيبها السابق أحمق, فجراء إهانته فقدت روز ثقتها بنفسها, وحاولت ان تستعيدها من خلال إقامة علاقة عرضية مع غريب محض......معه. هل كان رفضه لها تلك الليلة الدافع الذي جعلها تتراجع؟
ناداها ماثيو بصوت مرتفع قائلاً لها
((ألم تقرأي تفاصيل العقد روز؟ لا وقت للراحة, ولا حتى للتصرفات الحسنة, لنواجه الآمر..... انتِ لم تتصرفي بطريقة جيدة هناك.))
التفتت الى الخلف, وأتسعت عيناها حين رأته واقفاً بجانبها تقريباً , قالت له
((لم يُذكر قط انني سوف أقيم علاقة حميمة معك, وليس هناك اية إشارة الى ذلك, أو حتى تفصيل بهذا الشأن , انت تختلق القوانين بحسب أهوائك.))
تاقت لأن تمسح تلك الإبتسامة الساخرة عن وجه ماثيو
((أتعلم ما أفكر فيه؟))
((أرتعد من التوقع.))
كانت ترتعد هي ايضاً , هذا ما أدركته روز , وهي تلاحظ بعبوس خائف هذا التطور الجديد.
((أعتقد أن الآمور تجري حسب خطتك, انت لا تريد ان يوافق ابوك على عروسك.))
((نظرية مثيرة, لِمَ اريد ان يرفض ابي زوجتي؟))
((لأنك تستمع بلذة سادية حين تقوم بعكس ما يريدك ان تفعله.))
لم يكن لروز ادنى فكرة عما كانت ستقوله, لكنها عرفت من خلال حدسها ان ما تقوله كان صحيحاً.
((إن أبي......))
((آه, هو سيء بقدرك تماماً, أستطيع رؤية هذا , وانا حقاً لست مهتمة بمعرفة تفاصيل علاقتكما.))
سماع ماثيو الحديث عن علاقته بأبيه جعله يصمت في ذهول.
قضمت روز شفتها المرتجفة , وتنحنحت , ثم أضافت بصوت جاف
((أخترتني لانك عرفت انني لا اناسبك.))
آه, لماذا ألمتها هذه الحقيقة كثيراً؟
هز ماثيو رأسه يميناً وشمالاً , ومد يده نحوها, تراجعت روز وقد بدت عيناها واسعتين وحذرتين, بدت نظراته جامدة كالصوان وهو يقول رافضاً ان يعتبر الآمر جدياص
((انا لم أخترك, كان هذا إتفاقاً ذا فائدة لكلينا, بالرغم من انني اعترف انه لم يبد مناسباً بقدر كبير حتى الآن, تكمن السخرية في انني اكتشفت انكِ الخيار المثالي.))
((أتعرف ؟ لا شيء في الاتفاق الرسمي موضوع لمصلحة الطرفين معا, إذا اخترت ان ارحل, لا يمكنك فعل شيء لإيقافي......))
((انت تستخفين بدهائي.....))
رفعت روز ذقنها وقالت
(( لكن ليس بفظاظتك وخشونة كلامك.))
التقى حاجبا ماثيو بخط داكن, وقال
((هذا ما يقوله معظم الناس عن ابي))
((لم يسبق لأشخاص قبلي ان يجبروا على تمضية القدر نفسه من الوقت برفقتك كما افعل انا.))
ادعى ماثيو انه لم يسمع مقاطعتها , والقى على وجهها نظرة فضول وسألها
((أبي....... انت لست خائفة منه, أليس كذلك؟))
ومضت في راس روز صورة رجل الأعمال اليوناني الضخم الكتفين , وأجابته
((لِم عل ان اكون خائفة؟))
أما إبنه فهذا شيء اخر.
ادارت رأسها بقوة , وأرتجفت قليلا فيما التقت عيناها بنظرته الجانبية
((هو غني وقوي.))
((ليس لديه ما اريده او احتاج اليه, لم علي ان اخاف منه؟ أما انت, من جهة اخرى.....))
((هل تظنين أنني خائف من ابي؟))
((أفترض انك تعتقد ان الخوف علامة ضعف.))
((لا , اعتقد ان الخوف يدل على التفكير السليم.))
((آه, هلا تتوقف عن الظهور وكأنك تسيطر على أحاسيسك جعلت همك محصوراً بعلبة معدنية مجنونة , فيما يدفع الناس المال لشراء البطاقات ويقفون صفوفاً بإنتظار ان تشق طريقك إليهم,إن من يختار ان يرتزق بهذه الطريقة.......))
ضربت روز جهة من رأسها برفق وأكملت
((إنه مس من الجنون))
((كنت بارعاً في القيام بذلك.))
رفعت روز عينيها في دهئة ساخرة, وقالت
(( أتعني ان ثمة أشياء لم تكن بارعاً فيها؟ ظننت انك لامع في كل شيء , ما عدا......))
أضافت روز بإبتسامة ملتوية بشفتيها
((......التعامل بلطف مع أبيك.))
((انا..... اتظنين انه خطأي؟))
ظهر على وجه ماثيو الحنق وأطبق فكيه
((حسناً ربما يقع الخطأ عليكما أنتما الأثنين , اليس كذلك؟ لا تستطيع ان تنكر انك لا تبذل مجهوداً لتكون لطيفاً . حين تتواجدان معاً.يعم جو من الغضب.))
((هو يظن ان الإبن الذي مات هو من كان يجب ان يبقى حياً, والعكس صحيح.))
ماثيو؟! الرجل الأكثر حيوية بين الرجال الذين التقتهم في حياتهم....يموت؟ هزت روز رأسها في إعتراض صامت عنيف على الفكرة, ثم رأت الأرض تتحرك نحوها.
تنهدت إرتياحاً حين استقر العالم من حولها لكنها لم ترخ قبضتها عن العمود المزخرف الذي تثبتت به.
بالطبع ندم ماثيو على ما قاله فور خروج الكلمات من شفتيه, إذ بدا كأنه يفتش عن التعاطف او الشفقة وهذا ابعد ما يكون عن رغبته, ندم على ما قاله اكثر حين رأى عيني وز ذات اللون الكهرمائي ممتلئتين بالشفقة.
شعرت روز برغبة في ان تلف ذراعيها حوله وتجذبه نحوها, لكنها عرفت انه لا يقدّر هذه الحركة تماماً , فهذا يعني الإعتراف بأنه شخص مظلوم تماماً.
تساءلت عن السبب الذي جعل بعض الرجال, يواجهون صعوبة في الإفصاح عن مشاعرهم, قالت
((انا متأكدة من انه لا يعتقد هذا.))
توقفت برهة وعيناها تجولان على وجه ماثيو الداكن. ثم أكملت
((قال لك ذلك بالفعل , أليس كذلك؟))
تحول تعبيرها المهدئ الى نقمة غضب, كيف يمكن لأي رجل أن يقول شيئاً كهذا لإبنه؟ تمنت لو إنها تستطيع ان توضح فكرتها للرجل الكبير الأناني.
((كان اليكس عكسي تماماً.))
قصد ماثيو بهذا ان يجد سبباً او عذر لتصرف أبيه.
سألت وز غاضبة
((لِمَ تركتما ذكرى اخيك لتشعركما بالنوفور من بعضكما؟هي الشيء الوحيد الذي يجمعكما معاً.))
وأضافت
((أنتما الاثنين أحببتماه))أكثر.
((إسمعي ! لم أجلبك إلى هنا لتصالحيني مع أندريوس , لا أدفع لكِ لتكتبي في عامود الإعلانات الشخصية في الصحيفة.
رأى ماثيو إجفال روز, لكنه قسى قلبه إزاء الألم الظاهر في عينيها الذهبتين . تصلبت روز في مكانها.وقالت
((لا تقلق , لن أنسى مكاني مجدداً.))
((مكانك ليس في عقلي.))
ثبت ماثيو يداً على رأسه وتأوه ساخطاً قائلاً
((آه, بحق السماء , لا تنظري ألي هكذا. ))
((أين هو مكاني ماثيو, ؟اود ان اعرف فحسب))
جالت عيناه اللاهبتان على وجهها وأجابها وهو يستدير ليغادر بخطوات واسعة
((اللعنة , في سريري))
************

عرفت روز ان ماثيو في الغرفة حتى قبل ان تتسع فتحتي انفها إستجابة لرائحة جسده العطرة.
((كنتِ تبكين.))
الألم الواضح والعينان المتوهجتان باللون الأحمر وأثار الدموع على خديها جعلت شبئاً ما داخل ماثيو يضطرب. ردّت روز , فيما بقيت نظراتها متجهة إلى الأمواج المتهامسة على الشاطئ المضاء بنور القمر
((انا أبكي دائماً حين أغضب.))
خلف عظام الجهة اليسرى من صدرها راح قلبها ينبض كالعصفور المحجوز.
((هل بكيتِ لأنكِ اعتقدتني لن أرجع؟))
اتى صوته الدافئ كالعسل من ورائها تماماً, شعرت بالشلل بسبب الضعف الغدار الذي انتشر فيجسدها باكمله, إلا انها استطاعت ان تهز كتفيها , وتسأله ببرود
((هل نسيت شيئاً؟))
وفيما أدارت روز رأسها وهز ماثيو رأسه إيجاباً. أرادت ان ترفع نظرها عنه لكنها لم تستطع ان تتوقف عن التحديق به , بدا شعره الداكن اللامع مبعثراً بطريقة مثيرة بالرغم من انه مرر أصابعه لتوه فيه, لكن عينيه هنا اللتين جعلتا معدتها تذوب , فقد بدتا متوهجتين كالفضة الذاتية.

تنحنحت روز إلا ان الكلمات ظلت عالقة في حنجرتها.
هبت نسمات ريح نفشت شعره وجعلت روز ترتعش.
أدارت ظهرها بإتجاه ماثيو وأغمضت عينيها وقالت
((إذاً , خذ ما شئت وارحل.))
((هذا هو هدفي.))
شعرت روز بدفء انفاسه على عنقها , سرت رجفة مخدرة على إمتداد عامودها الفقري.
((ما الذي تنتظره؟))
فتحت عينيها فجأة حين أمسكها ماثيو بعد لحظة من كتفيها وأدارها كي تواجهه, بدت خطوط وجهه مشدودة بالغضب والسخط.
((أنتظر ان تتوقفي عن الإدعاء بأن ما يحدث ليس موجوداً))
نظر ماثيو إليها فيما أرسلت الأشواق الملتهبة في عينيه الرائعتين موجة عنيفة من المشاعر التي تذيب العظام في جسدها.
((لا شيء يحدث ,إلا إنني ألتقط البرد وانا واقفة في هذا التيار الهوائي.))
رفع ماثيو يده ورسم خطاً حول محيط رأسها من دون ان يلمسه , بالرغم من ان اطراف أعصابها إستجابت وكأنه قد فعل , لم يكن في صوته عادة اي نبرة قوية , إلان انه حين تكلم في تلك اللحظة بدا صوته مضخماً.
((يبدو شعرك براقاً في هذا الضوء.))
إبتلعت روز ريقها وهزت رأسها إذا إستمر على هذه الوتيرة , فسوف يصصلان الى نقطة اللارجوع من دون ان تسنح لها الفرصة كي تشرح ان ليس هذا ما تريده...... بل هو ما تريده لكنه غير مناسب.
((وبشرتك تبدو كضوء القمر, ناعمة جداً..... رقيقة جداً.))
هذا الصوت الخفيض الخشن الصادر من حنجرته تغلغل في داخلها ببطء, وبالرغم من مكافحتها , لم تستطع ان تحرر نظرها من عينيه العميقتين المشعتين اللاهيتين وهما تلتهمانها, تذبذبت رعشة داخل جسدها فيما مست أطراف أصابعه جانب خدها مساً رقيقاً.
أغمضت روز عينيها وهزت رأسها يميناً ويساراً وهي تحاول بشدة ان تتمسك بمظهر يوحي بالسيطرة على نفسها وسلامة عقلها, لكن عبثاً....
((لا اعرف لما تحاولين ان تحاربي هذا, نحن لا نستطيع السيطرة على أحاسيسنا , إنه شيء مطبوع في حمضننا النووي.))
((هل توهم الكثير من النساء بأن الآمر مجرد تفاعل كيمائي ماثيو؟ ))
اتسمت خطوط وجه ماثيو الواضح المعالم بالغضب, وقال لها
((انا اقول إن ما نشعر به هو اساسي مثل لون عيوننا ,قد لا تحبينه لكن عليكِ ان تعيشي معه.))
ردت روز
((لا بد انه تفسير ملائم لك, لكنني لست مجبرة على العيش معك , وليس علي بالتأكيد أن أقيم معك علاقة حميمة.))
توهجت عينا ماثيو فيما انحنى بالقرب منها ليهمس في أذنها
((سوف يكون ذلك رائعاً))
أمسكت روز حافة قبة فستانها فيما غزت الحرارة بشرتها , وبقلب ينبض بالتوتر , ابتلعت ريقها وهزت رأسها يميناً ويساراً.
أطلق ماثيو صوتاً اشبه بالدمدمة من صدره فيما هو يمسك ربطة عنقه غير المحكمة الربط ويرميها على الارض , وقال لها
(( هل تحاولين ان تقولي انكِ لا تريدينني ان تشاركيني السرير؟))
حاجته الملحة ليشعر بها بالقرب منه, ليغمرها بذراعيه ويدفن وجهه في أنحاء عنقها ,جعلته نافذ الصبر , إن لم تتجاوب روز معه فمن الممكن ان يخسر ما بقي له من رجاحة عقله.
قتلت كلماته الإنكار على شفتي روز في اللحظة التي برز فيها التحدي القوي في كلماته, ابتلعت ريقها وقومت كتفيها.
((إن مجرد رغبتك في شيء ما لا يعني انه فكرة جيدة.))
((لكنك تتوقعين إلي كما أتوق إليك تماما. إذا كنت لا تريدينني اقفلي الباب فحسب.))
سحب مفتاحا من مكان ما وقدمه اليها.
التقطت روز شفتها السفلى بين أسنانها فيما راحت تنظر إليه, وبعد لحظة إنطرح المفتاح أرضا.
((بالكاد تستطيعين الوقوف . انت ترتجفين بكل ما للكلمة من معنى, ولم ألمسك بعد.))
ابتلع ماثيو ريقه وهو يضيف
(( ألديك اي فكرة ماذا يفعل بي هذا الإحساس؟ ان اعرف انك ضعيفة تجاهي؟))
((انا كذلك.))
حدقت روز في عيني ماثيو وهي ترى انعكاس صورتها بالإضافة الى المزيج الملتهب للعواطف التي تظهر فيهما, راح قلبها ينبض بإهتياج شديد, وبالكاد إستطاعت ان تتنفس فيما رفعت يدا لتلمس البقعة الحمراء على خده الجذاب حيث انتفض عصب, أدار ماثيو راسه والتقط يدها , ثم جذبها الى شفتيه.
خرجت من شفتي روز تنهيدة قوية مفاجئة ومقطوعة,
((هل انت بخير؟))
قالت روز وهي تطمر راسها بين زاوية ذقنه وكتفه,
((أشعر بالذهول.))
((حسنا, يا روز المذهولة , اظن انه علينا ان نأخذ هذا النقاش الى غرفة النوم.))
وضع يده الأخرى حول خصرها وسحبها الى مستوى اعلى والى درجة اقرب منه.
لم تشعر روز قط من قبل بمثل هذا الإندفاع وتلك المشاعر تجاه اي رجل من قبل , لكن شعورها تجاه ماثيو ديمتريوس , ومنذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناها عليه بدا مختلفا.
أدركت بإحساس من الراحة انها تخطت حدود الخوف والتفحص المعقد لأحاسيسها ومحاولة فهمها. حتى لو كان هذا اسوأ قرار تتخذه في حياتها, فإنها ستتخذه حتى ولو بقيت طوال حياتها نادمة عليه. إنها تتوق الى ماثيو كثيرا, وبدا ذلك اهم من التنفس , بل إنه يمثل بقائها على قيد الحياة.
لأول مرة في حياتها , فهمت روز المعنى الحقيقي للشغف الذي تملكها كلياً, لقد التقت حب حياتها , وحتى لو لم تستطع ان تمضي بقية أيامها معه , فإنها مصممة على الإشتمتاع بكل لحظة تمر بها.
((أنتِ تعرفين كم أريدك!))
همست روز بصوت أجش كان على ماثيو ان يجاهج ليسمعه
((قل لي.))
((لطالما تخيلتك مرتمية على سريري وشعرك مبعثر على الملاءة الحريرية........ منذ اليوم الذي التقيتكِ فيه.))
آه! هل يتخيلها واحدة من العاشقات الخبيرات؟بدأت الأحاسيس المتزعزعة تجتاحها, عليها انم تقول له حقاً منذ البداية إنها ليست خبيرة....إنها المرة الآولى......
((ما الخطب؟))
((انت تقول هذا الآن لكن.....))
((أخرسي.))
قربها منه وعانقها فلم يكن لديها خيار اخر. على اي حال بعد مضي ثانيتين فقط , نسيت روز ما كانت تريد ان تقوله , وبعد ثانية اخرى نسيت اسمها نفسه.
حلها ماثيو عبر الغرفة الى سريره وعيناه مثبتتان عليها.
جلست روز وذراعيها ممدودتان نحوه, فلم يستطع ماثيو مقاومة الدعوة التي ظهرت في عينيها الذهبيتين الرائعتين لحظة اخرى, فأنحنى وجلس بقربها على السرير.
فكرة واحدة سيطرت على ذهنها:أحبك.....آه , يا إلهي! أحبك...
تراجعت قليلاً ونظرت اليه , فإبتسم إبتسامة بطيئة أشعرتها كأنقبضة تشتد في أعماق أحشائها....
((أنتِ جميلة يا حبيبتي....))
إجتاحت جسدها حرارة ملتهبة , وهمست تسأله , وهي تجبر الكلمات على الخروج من حنجرتها المفعمة بالعاطفة المؤلمة,
((أبهذه الطريقة بدوت في تخيلاتك؟))
إبتسم ماثيو إبتسامة عنيفة أثارتها في أعماقها, وقال
((أنتِ تخيلاتي الجامحة, يا صغيرتي.))
بقي تأوه حاد عالقاً في حنجرة روز فيما تحركت يده لتعبث بخصلات شعرها , فكرت روز , لا شيء يمكن ان يكون أفضل من هذا وكانت مخطئة....
أخذ رأسها يدور ممتلئاً بخدر ممتع لم تشعر به من قبل, حين حملها ماثيو الى عالم من الإنسجام والإتحاد لم تزره يوماً حتى في أحلامها.


ابتسامة أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-07-09, 12:26 AM   #30

ابتسامة أمل
 
الصورة الرمزية ابتسامة أمل

? العضوٌ??? » 431
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 771
?  نُقآطِيْ » ابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond reputeابتسامة أمل has a reputation beyond repute
افتراضي

10. عذراء
********

فيما كان ماثيو وروز ممددين على السرير, إبتسمت ومررت يداً على ظهر ماثيو.
((انا الرجل الأول الذي عاشرته.))
شرحت روز بأولى علامات الإنزعاج ترشح الى نعيمها, فتحت عينيها لتنظر اليه من خلال حجاب رموشها.
رفعت يداً الى خدها وتذوقت طعم دموعها الملحة, لم تكن واعية الى بكائها وأجابته
((نعم,انت اول .......وهل يهم الامر))
نظر ماثيو اليها في اندهاش وكرر مصدوماً
((هل يهم الأمر؟))
وأضاف
((كنتِ عذراء))
قالت روز في محاولة للتخفيف عنه.
((أعتقد حقاً انك تعطي لهذا الامر أهمية أكثر مما يستحق.))
أجابها من بين اسنان مطبقة
((كل كلمة تقولينها...... تزيد الآمر سواءاً))
((حسناً لن أقول شيئاً))
شعرت روز برفضه كالألم الجسدي في صدرها, فعلا الشحوب وجهها, شعرت بالبرد يغزو عظامها, وأخذت ترتعش.
وجدت روز علاقتهما رائعة, ولم يرد في ذهنها أن ماثيو سوف يتذمر لآنها ما زالت عذراء , أتراه وجد انها عديمة الخبرة؟
سحب ماثيو يداً على عينيه وتأوه
((يا الهي , ما الذي فعلته؟))
أتريدنني ان اشرح لك؟ ظننت انني انا العديمة الخبرة.))
دار ماثيو رأسه والغضب يلتهب في عينيه , لم تره روز بمثل هذا الغضب من قبل , وقال لها
((لا اظن ان هذه هي اللحظة المناسبة لتمازحيني.))
علقت الضحكة الجافة في حنجرة روز
((صدقتي لست امازحك, , اذا كنت تتوقع ان اعتذر منك بسبب عدم خبرتي , فانسى الموضوع.))
قال لها بحدة
((عليكِ ان تشرحي لي بعض الاشياء))
ردت وهي تقوم جلستها
((لآ))
لفت جسمها بالغطاء جيداً وأنزلت رجليها عن حافة السرير , ما جعل ظهرها مقابلاً لماثيو تماماً.
((لم تكن المرأة التي وجدتها على سريري في موناكو عذراء))
رجع ماثيو بأفكاره الى مشهد الاغواء القديم , فيما قطب حاجبيه الداكنين في خط مستقيم وهز رأسه يميناً ويساراً مقتنعاً بالامر وقال
((بالطبع لا.))
((كيف لك ان تعرف؟ ظننت انك رميتها عن سريرك!))
أطلقت روز صرخة اعتراض طويلة وحادة حين طوقت يد ماثيو ومن دون انذار محيط خصرها, تمسكت بشدة بالغطاء ,فيما ارتمت على ظهرها على حضن ماثيو ,ونظرات عينيها موجهة الى وجهه الجذاب.
((الرجل يعف هذه الاشياء.))
ذكرته رز
((لم تعرف هذه الاشياء عني.))
انتفض عصب في فك ماثيو وقال
((انا منتظر روز.))
قالت له بصوت اجش وصدرها يرتفع بتناغم مع الانفاس اللاهة السريعة التي تركت شفتيها للتو
((لا ادين لك بشيء , ولا بشرح ما.))
نضال روز الغضب جعل ماثيو يحدق فيها قائلا بمشاعر جياشة
((كنت عذراء.))
((هلا تتوقف عن قول هذا, وكأنني انا التي خططت لأن أكون عذراء في عمر السادسة والعشرين, أردت فحسب ان اتأكد......))
توقفت روز مدركة المعنى الضمني لكلامها, ثم لطفت الجو حين أضافت
((........أفترض انني مللت الإنتظار.))
((وكنت انا موجودا حينها. تعرفين كيف تجعلين الرجل يشعر انهمميز يا حبيبتي.))
ردت روز بنزق
((توقف عن مناداتي هكذا.))
آلمه ان ماثيو كان ليفضل المرأة الخطرة الجذابة الذي اتضح انها ليست روز, إنه يفضل ريبيكا, ما يجعله غير مختلف عن اي رجل آخر, وتابعت تقول
(( بحق السماء, يكفي انك تشعرني كأنني علاقة عابرة رخيصة, أعليك ان تزيد الأمر سوءا وتشعرني إنني إمرأة لا نفع لها في السرير؟ لو عرفت انك لا تعاشر إلا نساء يحملن شهادات عالية في إقامة علاقات حميمة, لكنت........))
((لا يتعلق الأمر بخبرتك في السرير))
نظر ماثيو اليها نظرة ملؤها الشك, النساء اللواتي اقام علاقات معهن كن انانيات مثله, عرف معهن ما يشعرن تجاهه , ما أغاظ ماثيو ان روز استطاعت ان تتصرف وكأن ما أعطته ليس مهما, أما هي فأخر شيء أرادته هو ان يشتبه ماثيو انها باتت تشعر انها محطمة كليا, أشارت من دون ان تنظر الى مكان محدد
((آه, بحق السماء, هل توقفنا عن التكلم بالموضوع, واتفقنا على انها ......كانت غلطة))
ويا لها من غلطة, التوت شفتاها الناعمتان في إبتسامة ملتوية مريرة, فيما أضافت
((لست المرأة التي أردتها, لست المرأة التي رأيتها في غرفتك في الفندق.))
((لم أرد تلك المرأة ولم أرغب بها......انت.....))
تجعد جبينه فيما حاول ان يحلل الأحجية التي قدمت إليه
وتابع
((أنتما متماثلتان.......حتى صوتكما......))
إمرأة يتوق اليها واخرى تركها ترحل وهو غير متأثر بها.توقف ماثيو تماما, وفي عينيه شرارة من الفهم المجفل, وقال
((هناك اثنتان منكما.........توأمان))
تفادت روز نظرة ماثيو الغاضبة,وأخذت تثني الغطاء بين أصابعها .
همهم ماثيو شيئا بالفرنسية بصوت خفيض, وأدارها بيد واحدة لتواجهه, مرجعا خصل الشعر التي غطتت وجهها باليد الخرى . بقيت يده هناك تحيط بوجهها , فيما أمرها وهي تميل بذقنها نحوه
((أنظري الي))
سألها
((تلك المرأة في موناكو شقيقتك........شقيقتك التوأم. أليس كذلك روز؟))
هزت روز رأسها إيجابا . ما الفائدة من نكران الأمر؟
زفر ماثيو نفسه في تنهيدة طويلة خرجت على شكل صفير
((وهي التي تم التخلي عنها في المبح.))
جالت عينا ماثيو على وجه روز , فهزت روز راسها الى الأسفل قليلا,أضاف وصوته وتصرفاته تزداد عصبية
((هي التي بدأت تتصرف بطريقة غير مقبولة))
((هي متزوجة الآن من رجل لطيف جدا.))
((وهل تعرفين هذا من تجربتك الشخصية ايضا؟))
هزت روز رأسها يمينا وةيسارا في حيرة وقالت
((انا لا افهم.))
((حسنا يبدو انكما تتشاركان في معظم الأشياء))
طافت على وجهها موجة من الغضب حين فهمت تلميحه , وقالت
((يا لتفكيرك القذر, تعرف هذا , أليس كذلك؟))
قال وهو ينظر اليها بكآبة.
((لا اعرف شيئا عنك))
وأضاف
((لست الشخص الذي ظننتك إياه))
كررت روز, وفقاعات الغضب تثور في داخلها
(( الشخص الذي ظننتني إياه؟))
من المفترض ان تبقى هذه الذكرى لحظة رائعة تتذكرها لسنوات عدة, وقد أفسد ماثيو كل شيء, سألته
((كيف أمكنك ان تكون منافقا على هذا النحو؟))
((لقد خدعتيني , ويتضح الان انها غلطتي انا؟))
صرخت روز
((كررت لك مرارا الى ان بح صوتي انني لم التق بك قط, ولا ارى اين المشكلة, هل تريد ان تعرف تاريخ الفتاة قبل ان تقيم معها علاقة حميمة؟ انت منافق كبير......قبل خمس دقائق , لم تكن مهتما بشخص على الإطلاق, لم تهتم سوى بجسدي.))
بدا من إتجاه نظرات ماثيو ان هذا الأمرلا يزال صحيحا.
((أفترض انني تعبت من إنتظار الرجل المثالي, ارأيت؟ ظننت انني اغرمت بأحدهم , لكن تبين انه متزوج , ظننت انه شريفا لكنه كان يستغلني فحسب.....))
ضحكت روز ضحكة مرتجفة فيما انزلقت نظراتها إلى أغطية السرير المبعثرة, والتي ما زالت دافئة, وتابعت
((قد تكون هذه الفكرة جننونية, لكنني ظننت انه من الجيد إقامة علاقة مع رجل لا أهتم لآمره))
((إذاً تعاملتِ مع هذه الامر كتجربة علمية؟))
هتفت روز
((حباً لله! أقر بأنني كنت فضولية لإكتشاف ما يتكلم الجميع عنه, ما أحاول قوله إنني لست حقاً في الموقع المناسب لأحكم على دوافعك.))
من الواضح ان ماثيو لم يشعر بالإقتناع مثلها
((لستِ الشخص الذي ظننتك إياه.))
((هل تسمع نفسك؟ لست الشخص الذي ظننتني إياه ......وكأنك ستعرف الفرق.))
أطلقت روز ضحكة صغيرة بصعوبة وسألته
((لا تعرف الشخص الذي كنت عليه...... لم تعرف شيئاً عني....... ماذا تستطيع ان تعرف عن الشخص الذي انا عليه الآن؟))
وأضافت ضاغطة يدها على صدرها اللاهث
((لم تقم علاقة معي لأنك أحببت ما انا عليه, أو لآنك حسبتني شخصاً اخر, أو لأنني الشخص الذي طالما فتشت عنه طوال حياتك, أقمت علاقة معي لآنني موجودة ومتوفرة , ولأنك ظننت ان دفاعي ضعيف, حسناً, يمكنك الإسترخاء الآن.))
لم يبد ان نصيحتها اعطت اي تأثير فوري مهدئ ,إذ ظهر ماثيو على وشك الإنفجار في داخله
مشكلة الحزر هي انك لا تستطيع مغادرتها بمثل تلك السهولة. سحبت روز الملاءات عن السرير والتفت بها ثم وقفت ومشت نحو المرحاض.
بعد ان أوصدت الباب من الداخل, انزلقت من الحائط الى الأرض الباردة الرخامية , وأجهشت بالبكاء حتى لم تبق في مقلتيها دمعة واحدة.
لم تعرف ما اذا كانت ستفتح الباب لو طلب منها ماثيو ذلك, لكن تصميمها لم يختبر مطلقاً , لأن ماثيو لم يطرق الباب , وحين زحفت الى الخارج في ساعات الصباح الاولى ,كان الجناح فاراً
بعد قليل غادرت الجزيرة بالمروحية من دون ان تنظر الى الوراء مطلقاً.









ابتسامة أمل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:04 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.