آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          [تحميل]فصليه لظالم وحش بقلم / سقين الشمري "عراقيه" ( Pdf ـ docx) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          إمرأة لرجل واحد (2) * مميزة و مكتملة * .. سلسلة عندما تعشق القلوب (الكاتـب : lossil - )           »          أكتبُ تاريخي .. أنا انثى ! (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          ثمن الخطيئة (149) للكاتبة: Dani Collins *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-05-09, 02:05 AM   #41

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هبة مشاهدة المشاركة
مايا مشكورة على الرواية عن جد مشوقة رجاءا كمليها بسرعة ( ليش حاسة أنه حاتم نفسه جنى زى سيدورا )


مايا متابعاكى و شكرا لك
عزيزتي هبة

الله يسلمك يا رب والله ردودكم بتسعدني وتسلمي على المتابعة:44:

ما راح اعلق هلا تابعي البارتات وشوفي اذا احساسك صح
نهارك سعيد ان شاء الله


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:06 AM   #42

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

16- غيبوبة طويلة

------------------------------


كنت أحلم حلما طويلا ،، حلمت بنفسي عندما كنت صغيرا ... كنت أركض حول شقيقتي الصغرى وأحاول إضحاكها لكنها لم تكن تضحك ...
اختفت أختي فاستدرت لأرى والدتي وسألت ببراءة:
- أين هي؟ أختي ؟؟
قالت أمي وهي تلتفت وترحل:
- لقد ماتت ..
ماتت ... ماتت .... ماتت .... ماتت ،،، ظل صدى تلك الكلمة يرن ويرن في إذني ... ولكن ..
فتحت عيني متسائلا أين أصبحت؟؟ أين أنا ما الذي أصابني؟
كنت في المشفى مجددا ..
ليست مستشفى المجانين ، لا تخافوا .. إنه شيء أسوأ ..
إنها المستشفى العادية ،، مستشفى المصابين ..

كنت وحيدا، لم أجد أي شخص إلى جانبي، ربما هذا عادي في الوقت الحالي .. لكنني أريد من يخبرني عن السبب الذي وصلت به إلى هنا ..
بقيت هكذا لفترة حتى رأيت الممرضة تدخل من الباب وعندما رأتني شهقت بفزع وركضت خارجة مجددا .. ما الأمر يا ترى هذه المرة؟؟ لا تقولوا أنني تحولت لمصاص دماء وأنا لا أعرف ..
دخل الطبيب مسرعا وتحسس نبضي وهو يقول بسعادة:
- من الجيد أنك استيقظت ..
قلت مستغربا :
- حسنا منذ متى وأنا هنا ؟؟
ابتسم الطبيب وقال :
- أنت هنا منذ تسعة أشهر تقريبا !!
ماذا؟؟
ماذا؟؟
تسعة ... تسعة أشهر؟؟؟

حدقت في وجه الطبيب مبهوتا ثم قلت :
- أنت تمزح معي ، صحيح؟
- لا يا بني!
لم أصدق ما يحصل الآن فصحت مندهشا:
- لماذا؟؟ لماذا أنا هنا منذ تسعة أشهر؟؟
- إنها غيبوبة غريبة تلك التي أصابتك ..
هززت رأسي غير موافق وسألت الممرضة:
- كم هو التاريخ اليوم؟؟
نظرت الممرضة نحو الطبيب فقال الطبيب مجددا:
- يا حسام .. أنت لم تستيقظ الآن إلا لأنك مستعد لذلك ،، لقد كان أصدقاؤك يجلسون بقربك ليال طويلة .
- ما هذا؟ أنا لم أشعر بشيء .. كما .. كما أنني .. لا أنا هنا منذ الأمس فقط صحيح؟؟
أمسك الطبيب بساقي وضغط عليها ثم قال:
- وتحتاج إلى تأهيل أيضا لأنك لم تحرك رجليك منذ فترة طويلة ..
تركني الطبيب أهذي وخرج بينما قالت الممرضة :
- هل يمكنك الوقوف ؟
قلت بتعصب لنفسي:
- بالطبع أستطيع!
- حسنا .. هيا إذا حاول ..
أنزلت رجلي من فوق السرير بينما خلعت لي الممرضة الإبرة المغذية ولكنني عندما حاولت الوقوف بالفعل شعرت بخدر وألم في ساقاي وسقطت ..
كان هذا مؤشرا سيئا جدا!!
لأنه كان علي البقاء في مركز التأهيل فترة أطول.
عدت إلى سريري ولم تمض ساعة واحدة حتى رأيت أبي .. وأحمد ونادر وعلاء .... وفؤاد أيضا ...
عرفت أن فؤاد عاد من أميركا ، يعني هذا أننا في الإجازة الصيفية .. لقد مر وقت طويل حقا!

لم يصدق أبي أنني استيقظت من الغيبوبة الطويلة وضمني بقوة ..
أصدقائي أيضا ..
لم يصدقوا ذلك حتى إن أحمد صديقي بكى مثل الأطفال عندما رآني ..
كان نادر يحمل نفسه مسؤولية ما جرى لي طوال الوقت ..
كانت مقابلة رائعة ، وأخبرني نادر أنه نال شهادة التخرج وكذلك علاء و أحمد ،، كان هذا خبرا رائعا لكنه مؤسف أيضا لأنني سأكون وحيدا في العام القادم ..

بعد يوم نقلت إلى مركز التأهيل .. بقيت هناك أسبوعين إضافيين ..
كان أبي يزورني بعض الأحيان وطلبت منه أن يتصل بحاتم ..
أخبرني أبي أن الموضوع انتهى منذ وفاة أحد العسكريين بسكتة قلبية بعد أن قرأ الرواية ، وأخبرني أن حاتم كان يزورني دائما ولكنني لم أكن استيقظ واتهم حاتم سيدورا بأنها هي من وضعتني في تلك الغيبوبة ..
ومن بعدها لم يعرف أبي أي شيء عن حاتم سوى رقم هاتفه ..
عندما تركني أبي وذهب فكرت كثيرا في سلمى ..
ماذا تفعل الآن يا ترى وما هي ذكرياتها عني بعد أن غبت تسعة أشهر كاملة ؟؟
في نهاية الأسبوع الثاني كنت قد بدأت أسير بمفردي .. كان هذا شيئا رائعا جدا بالنسبة لي بعد كل تلك الأوجاع في رجلي ..
ببطء، سرت بمفردي أخيرا في رواق مركز التأهيل وابتسمت لي الممرضة من بعيد ابتسامة الرضى .. لوحت لها وعندما التفتت رأيت حاتم يسير في الممر قادما باتجاهي ..
رأيته في البداية ولم يكن يراني ولكنه عندما رآني صرخ بفرحة وركض نحوي مسرعا وعانقني ..
لقد اشتقت إليه كثيرا !! كان يردد كلمة واحدة :
- حسام ... سامحني!
نظرت إليه وقلت بذلك المرح القديم :
- لقد اشتقت إليك مع أنك مجرد خاتم!
ضحك حاتم وقال مازحا:
- وأنا اشتقت إليك أيها المغيب! كنت أظن أن ما حصل لك كان بسببي!
ضحكنا نحن الاثنين ثم قال حاتم مجددا:
- هل ستخرج اليوم؟
- سأخرج غدا ..
- إذا سآتي لاصطحابك في نزهة ..
- حسنا ..
صمتت للحظة ثم قلت:
- هل تعرف أي شيء عن سلمى؟
نظر حاتم بعيدا ثم قال بحزن:
- أما زلت تفكر فيها؟
- بالتأكيد فأنا لم أحب سواها في حياتي!
- أخشى أن أخبرك فـ ....
قلت مفزوعا :
- هل حصل لها مكروه ؟
قال حاتم بحزن :
- لا ولكنها ......... خطبت لشاب آخر..
- ماذا؟
كاد قلبي يتوقف حتى رأيت تلك الابتسامة اللئيمة على وجه حاتم قبل أن يضحك ويقول بسماجة:
- كنت أمزح معك !!
أمسكته من رقبته وكنت سأقتله لكنه كان يضحك مثل الأبله وقلت:
- سأريك أن كذبت علي في مثل هذه الأمور!
- صدقني أنا لا أعرف عنها أي شيء ..
شعرت بالحزن أكثر من هذه الإجابة وقلت:
- حاتم ، لماذا لم تكلمها؟؟
- أنا آسف .. لم أستطع .. مـ .. ماذا كنت سأقول لها.. أنك ميت سريريا!!
اندهشت وقلت:
- لهذه الدرجة كنت فاقدا للأمل في عودتي ..
- حسام ... لقد كان قلبك يتوقف أحيانا ويضطر الأطباء لاستخدام الصعق!
- صعق؟؟ هل تصدق شيئا..
- ماذا؟
- أنا لم أشعر بأي من هذا الهراء! فقط كنت أحلم بطفولتي المشردة!
نظر لي حاتم باندهاش ثم قال:
- لقد كنت أحيانا تتمتم بكلام غير مفهوم ،، وأحيانا كنت تنادي على أسماء ...
- حقا!!
- نعم ...
لم أصدق ما كان يقوله حاتم ولكني مجبر على التصديق .. لقد حلمت ببعض الأحلام المشوشة فقط !
توجه حاتم للخروج بعد ذلك الحوار القصير وودعته ثم عدت إلى غرفتي مجددا ..
جلست على سريري لفترة قصيرة قبل أن أرى عماي ووالدي يدخلون من باب الغرفة فنظرت بسعادة ووقفت ثم اتجهت نحوهم ..
سلم علي عماي بحرارة وكانوا سعداء جدا " بعودتي" كما يقولون ..
أخبرني أبي أن حاتم سيأتي لاصطحابي غدا لأن أولاد عمي قد حضروا لي مفاجأة سارّة ..
كنت انتظر ( غدا) بلهفة وشوق ..

********

يتبع ..


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:09 AM   #43

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

********
هذا هو اليوم التالي ... اقتربت الساعة من التاسعة مساء ..
جاء حاتم بالفعل لأخذي ،، وركبت سيارته لكنه اتجه إلى مكان مختلف .. قلت:
- ألن نذهب للمنزل؟
- لا ، سوف نذهب إلى قاعة الفندق ..
- فندق؟
- نعم ... واخرس الآن لأني أريد الحفاظ على المفاجأة ..
- حسنا سأخرس . ..
وصلنا إلى دار أزياء كبيرة للملابس واختار لي حاتم ملابس رسمية ،، ثم أصبحت جاهزا للحفلة كما يقول!

توجهنا إلى الفندق،، هناك تم تحضير مفاجأة رائعة لي .. عندما دخلت كان الجميع هناك ،، أولاد عمي وبنات عمي وأصدقائي ،، حتى أصدقاء الجامعة غير المقربين مني تمت دعوتهم ،، كانت هناك شخصيات أخرى ، أصدقاء والدي من مشاهير وصحفيون أيضا .. هيام شقيقة حاتم ووالدتها ووالدها أيضا كانوا هناك ..
كان كم الحاضرين كبيرا وكانت حفلة رائعة ..
جلست بالقرب من حاتم على الطاولة بعد أن سلمت على أقربائي و بعض الحاضرين .. قلت:
- ما كل هذا ، هل كنت تعرف؟؟
- نعم بالتأكيد .. إذن كيف حضرت عائلتي ..؟؟
ابتسمت وجلست بهدوء فقال حاتم :
- هناك شخصا لم تسلم عليه ..
- ومن هو؟
- شخص مهم جدا بالنسبة لك ،، وبالنسبة لوالدك ...
- لا تقل لي أحد الوزراء ..
- لا لا .. لقد دعاه والدك بإلحاح ليحضر مع عائلته هذا الحفل ..
- هل حضر؟؟
- نعم ..
- كف عن هذا .. من هو؟؟
- والد سلمى ..
نظرت باندهاش نحو حاتم وقلت غير مصدق:
- والد سلمى؟؟ سلمى؟؟ ... سلمى تلك التي نعرفها؟؟
- نعم .. ما بك .. ألن تذهب لرؤيتها ..
وقفت بسرعة وقلت:
- هيا قف أين هم ؟؟
- عليك العثور عليهم بنفسك إذا ..
تركت هذا الكسول المدعو حاتم وتوجهت أنظر بين الحضور حتى وجدت أبي فتوجهت نحوه واعتذرت للضيوف الذين كانوا معه بكلمة انفرادية ..
سألته :
- أبي .. أنت دعوت والد سلمى؟؟
ابتسم أبي وقال:
- نعم ، لقد تعرفت عليه خلال الشهر الماضي وقد جاء مرة لزيارتك ..
- حقا ؟؟ هل فعلت ذلك من تلقاء نفسك؟
- نعم ، اعتقدت أن صوت سلمى يمكنه أن يعيدك من غيبوبتك ..
صمتت للحظة قبل أن أقول:
- وأين هي .. سلمى؟
نظر أبي خلفي وقال:
- إنها هناك ..
التفتت خلفي فرأيت سلمى .. كانت تجلس على إحدى الطاولات بالقرب منها فتاتين ،، كن يتحدثن ويضحكن فاقتربت من الطاولة وأنا أنظر إلى سلمى ..
قبل أن أصل انتبهت على أحد المارة وسط الحشد ،، نظرت إلى ذلك الشعر الأشقر المنسدل ،، التفتت سيدورا نحوي وابتسمت ابتسامة شريرة ثم اختفت بين الضيوف
سيدورا مجددا؟؟ .. ، كنت سأفقد عقلي ولكنني تحليت ببعض الهدوء وواصلت طريقي ووقفت أمام الطاولة ..
رأتني سلمى فوقفت مبتسمة فقلت بابتسامة:
- سلمى .. كيف حالك ؟؟
وقفت الفتاتان فقالت سلمى :
- الحمد لله وأنت ؟
- أنا بخير يكفي أنني رأيتك اليوم ..
- أعرفك بـ أختاي .. هند و لجين ..
- بالطبع أعرفهما .. لقد أخبرتني عنهما من قبل ..
سلمت على الفتاتين ، كانت هند فتاة مرحة وهي تصغر سلمى بقليل ، أما لجين فقد كانت فتاة صغيرة في المرحلة الابتدائية ..
قلت للفتاتين :
- سآخذ سلمى لدقائق بعد أذنكن ...
ابتسمت لجين بينما نظرت هند وقالت بلطف:
- بالطبع ، تفضلا ..
سرت مع سلمى مبتعدا عن مكان الصخب وحاولت تناسي رؤيتي لسيدورا بعض الوقت ، خرجنا إلى الحديقة الخارجية ووقفت أنظر إلى وجهها الخجول للحظة ثم قلت بخفوت:
- لقد اشتقت إليك كثيرا ..
ابتسمت سلمى بخجل وقالت :
- وأنا أيضا ..
- ظننت أنك نسيتني .. و .. حزنت كثيرا عندما علمت أن حاتم لم يتصل بك ..
نظرت سلمى إلى عيني مباشرة ثم قالت:
- لقد قلقت عليك كثيرا ،، وطوال تلك المدة لم أعرف عنك أي شيء أو أين أنت .. ظننت أنك تخليت عني بسبب قسوتي معك عند باب الجامعة ذلك اليوم ..
قلت بخفوت:
- أنت تعلمين أنني أحبك .. ولن أتخلى عنك مهما حصل .. أليس كذلك ؟
أخفضت سلمى عينيها الجميلتين بخجل وقالت :
- كنت أريد إخبارك .. أنني ..
- ماذا؟
- أنني كنت معك ذلك اليوم عندما حبستنا سيدورا في الصحراء .. لكنني نفيت ذلك لأنه كان اتفاقنا ولم أرد لأي شخص أن يعلم أننا كنا معا، لقد كان والدك ....
- ما به ؟؟
- لقد طلب منا أن نقول عنك أنك ..
- ماذا ..
- أنك تتخيل كل ذلك ونقنعك بأنك مريض حتى لا تتهم بجريمة القتل العمد وتحصل على براءتك ..
ضحكت بسخرية وقلت :
- حقا!
- نعم لكن .. لا تخبره بأنني أخبرتك .. على أي حال ، لقد انتهى الأمر ..
أخفيت عنها ما رايته الليلة ، أعلم أن الأمر لم ينتهي لكن .. لم يعد بوسعي العيش مع ذلك الكابوس ،، هل سينتهي هذا الكابوس بنهايتي؟؟
عدنا إلى قاعة الحفل مجددا وقلت لسلمى:
- ألن تعرفيني بوالدك ؟؟
- بالطبع .. تعال معي ..
سرت خلف سلمى ،، حتى وصلنا إلى طاولة والديها ، سلمت على والدها ، كان مثل كل الآباء، أخبرته بأنني حسام فقال باندهاش:
- حسام ؟؟
قالت سلمى باسمة:
- إنه حسام يا أبي ليس هناك غيره ، حسام أبن الأستاذ أحمد ..
- آآه ، كيف حالك .. أنا آسف لم أعرفك .. مع أني رأيتك في المستشفى ...
ضحكنا فقلت:
- هل أبدو مختلفا؟
- القليل من اللون الأزرق في العينين يغير الشكل ..
نظرت إلى سلمى التي ابتسمت بخجل وقلت :
- لم أكن أعرف هذا ..
سألت والد سلمى:
- هل عدتم إلى العاصمة ؟؟
- نعم ،، يجب أن تأتي لزيارتنا ..
- قريبا جدا سأفعل ..
رأيت والدي قادما من بعيد فابتسمت ، بدأ الكلام مع والد سلمى فأمسكت سلمى وسحبتها نحو الحديقة مجددا، ابتسمت سلمى عندما وصلنا وقالت:
- ما الذي جرى لك!
ضحكت وقلت وأنا أقلدها:
- مجنون .. مجنون ..
ضحكت سلمى على تقليدي لها والتقطت أنفاسي ثم قلت :
- سلمى ..
- نعم يا حسام ..
- أود أن أسألك فقط ..
- اسأل ..
صمتت للحظات مرت كساعات ثم قلت :
- هل تتزوجينني؟؟
تفاجأت سلمى من السؤال ولكنها سرعان ما ابتسمت بخجل ونظرت بعيدا .. ثم قالت:
- أظن أن الزواج هو نهاية وضعنا الحالي الـ ....
صمتت فأكملت جملتها مازحا:
- المتأزم؟؟
ضحكنا نحن الاثنين فقلت:
- هل أنت موافقة ؟؟
نظرت بعيدا وقالت بخفوت:
- أنت تعرف إجابتي حقا ..
- أعرف إجابتك .. إذن قوليها ..
- أقول ماذا؟؟
ابتسمت وقلت بالهمس :
- قولي .. أحبك!
بخجل شديد قالت سلمى :
- أنت تعرف أيها المحتال! لقد أخبرتك من قبل ...
- أريد أن أسمعها منك الآن مجددا ..
نظرت إلى يدها المتشابكتين ووجنتيها الحمراوين من الخجل وقالت أخيرا بعد صمت :
- أحبك يا حسام ..
ثم تركتني وركضت نحو قاعة الاحتفالات ،، إنها خجولة وجميلة ورائعة ... وأنا أحبها لأبعد الحدود .. وأظن أن زواجنا سوف يكون ناجحا ..
لكن ..
كلما حاولت الشعور بالسعادة تذكرت سيدورا ،، لن تتركني أبدا .. كيف يمكنني التخلص منها!
عدت إلى الحفل مجددا وتمنيت أن لا ينتهي أبدا حتى أراقب سلمى طوال الوقت ..
عدت إلى حاتم فوجدته جالسا مع هيام ..
جلست أمامهما على الطاولة ونظرت إلى هيام وقلت :
- كيف حال موضوعك الذي أخبرتني عنه آخر مرة ..
ابتسمت هيام وقالت بصراحة :
- أتقصد وائل؟
قلت مبتسما:
- لقد عرف حاتم إذا...
نظر حاتم وقال بلا مبالاة وهو يشرب بعض العصير :
- الجميع عرف ..
رفعت هيام يدها اليمنى فرأيت خاتم الخطوبة وقالت ضاحكة :
- ما رأيك .. لم أحصل عليه بسهولة !
قلت بسعادة:
- لقد أنجزت حقا في تلك الشهور ... وسأفعل ذلك أيضا!
- ستفعل ماذا؟
- سأخطب إحدى الفتيات!

---------------------------------------------



maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:10 AM   #44

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

17- بداية النهاية

----------------


انتهى الحفل الصاخب أخيرا وشعرت بألم في وجهي من كثرة الابتسام في وجوه الجميع وألم في يدي من كثرة السلامات والمصافحات!!

لكنه كان حفلا رائعا وقد بذل أبي جهدا في إخراجه بالصورة المناسبة ..
ودعت الجميع وودعت سلمى ووالديها وإخوتها .. كان هذا أصعب وداع على الإطلاق لكنه يسمى " إلى اللقاء" عادة ..
عدت إلى المنزل أخيرا وأنا أدور وأدور فوق الكراسي و الأرائك وأتحسس كل شيء ،، كانت صباح هناك والعم سليم ،، وشعرت بان المنزل لم يتغير كثيرا على الرغم من تبديل بعض الأثاث ..

مرت بضعة أيام رأيت فيها أصدقائي مرتين ،، وخرجنا يوما آخر إلى شاطئ البحر ،، كانت الشمس ساطعة وركض أحمد وعلاء كعادتهما وغطسا في المياه بلا مقدمات !!

كان حاتم يضحك وهو يحاول الاعتياد على درجة حرارة المياه ونادر يرش عليه ..
أما فؤاد فقد قام علاء بخيانته وعرقلته فسقط في الماء مرة واحدة وصرخ لنضحك عليه جميعا ..
بقيت أنا أشاهد وأبتسم مع أنني مستعد وأرتدي زي السباحة ولكنني بقيت أبلل قدماي على الشاطئ وأراقب نادر وحاتم وهما يتراشقان بالمياه استعدادا للسباحة ..

وطبعا فؤاد اعتاد فورا بسبب تلك العرقلة الخطيرة من علاء ..
لقد تكونت مجموعة رائعة جدا من أصدقاء مختلفين ورائعين، كنت أنا همزة الوصل بين اجتماعهم دائما ..

فكرت في سيدورا ...
لماذا لا تدعني وشأني ؟؟ هل كل تلك المصائب حصلت لأنني لم اقرأ روايتها؟؟ بالطبع لا .. فحادثة أصدقائي كانت حتى قبل أن تعرض الأمر علي ..
هناك شيء ما خاطئ في حياتي ،، فهي تطاردني ... وتسعى لتدميري ..
لن أرتبط بسلمى قبل أن أتخلص منها فأنا لا أريد لحياتي الجديدة أن تبدأ بالمشاكل ، أريد أن آخذ سلمى بعيدا ، لا أريد لسيدورا أن تؤذيها أو تعكر صفو حياتها ....

سمعت صراخ أصدقائي :
- حسام ... ما بك لم تقف كالمرعوب في الخارج؟؟
قطعوا أفكاري فلوحت وابتسمت ثم صحت :
- سأقف قليلا في الشمس ...
صرخ حاتم مازحا :
- أرجوك ... ليس هناك شاب برونزي بعينين زرقاوين .. هيا أدخل في الماء بسرعة !!
وصاح فؤاد :
- هيا إن الغطس رائع وممتـ ...
قبل أن يكمل جملته أتت موجة كبيرة فأطاحت بهم جميعا ،، ضحكت عليهم من قلبي ثم انطلقت نحوهم في الماء رميت نفسي بسرعة ولكن الماء كان دافئا فأخرجت رأسي وقلت لحاتم :
- الماء رائع ودافئ لما ظللتما تتراشقان ساعة!!
ضحك حاتم وبدأ برشقي بالماء ..
كان رمل البحر ناعما ولكن ..
هناك شيء ما يمسك بقدماي و ... فجأة سقطت على وجهي تحت الماء ولكنني سبحت حتى صعدت فوق السطح مجددا ثم قلت وأنا التقط أنفاسي :
- علاء ! لا تظن نفسك مضحكا .. أنت تعرف أنني أكره العرقلة !
رأيت حاتم يقف أمامي مندهشا ثم قال بعد أن ضحك بسخرية :
- لقد سقطت من تلقاء نفسك أيها الشجاع ..
ضحكت لأخفي الأمر وخاصة عندما رأيت فؤاد ونادر وعلاء بعيدين عنا وأحمد متوجه إليهم ،، قلت ساخرا:
- إنه أمر ممتع أن تتعثر من تلقاء نفسك!
نظر لي حاتم بقلق ثم قال:
- هيا بنا سنسبح للداخل قليلا ..
سبحنا متوجهين إلى بقية المجموعة وكان علاء يمثل شيئا مضحكا والباقين يضحكون فصاح حاتم :
- خيانة ! كيف تضحكون ونحن لم نصل بعد ؟؟
قال فؤاد وهو يضحك :
- هيا يا علاء أعد تمثيل حسام مجددا ..
قلت باندهاش :
- هل تقصدونني!
نطق الجميع صيحات مثل:
- هيا ، علاء !! ، بربك!!
بدأ علاء بتقليدي وقال وهو يضع شعره المبلل على جبهته :
- أه ، لا !! كفوا عن إغاظتي وإلا!!
كان الجميع يضحك علي فقلت وأنا أضحك:
- أنا لا أفعل ذلك..... لحظة.. أنا سأقلد لكم علاء ..
نظر أصدقائي نحوي فأعدت شعري إلى الوراء وقلت مقلدا صوت علاء الجهوري وكلمته المعتادة :
- من روعته لا أصدق ، لا أصدق!! حتى لو كان إطار سيارة!
يبدو أنني قلدت علاء بدقة فضحك الجميع بشدة ولكنني شعرت فجأة بيدين باردتين تمسكان بقدمي .. وفجأة ..
كما حصل في المرة السابقة سقطت داخل الماء لكن ذلك الشيء سحبني بقوة وسرعة وكأنني مربوط بيخت أو قارب بمحرك ...
بدأت أختنق وحاولت فتح عيني تحت الماء أو تحرير قدماي ، حبست أنفاسي أكثر وفجأة كما سحبني .. تركني ذلك الشيء فجدفت بيداي ورجلاي حتى صعدت إلى السطح وأنا الهث وألتقط أنفاسي!!
مسحت المياه عن عيني ونظرت حولي فرأيت أصدقائي بعيدون .. بعيدون جدا !!
كانوا يسبحون باتجاهي ولكن جسدي أصبح ضعيفا من هول المفاجأة وكنت أحاول إبقاء نفسي عائما على وجه المياه حتى لا أغرق بعد أن فقدت طاقتي في حبس أنفاسي ..
صرخت وأنا لا أعي ما أفعل:
- سيدورا ، تحلي ببعض الشجاعة لمواجهتي أيتها الحقيرة ..
كان أصدقائي قريبون جدا وعادت تلك اليدين الباردتين تمسكان بقدمي ،، لم أستطع فعل أي شيء بصدد ما يحدث والتقطت أنفاسي قبل أن أسقط في الماء مجددا ..
ظل ذلك الشيء يسحبني ويسحبني وشعرت بالاختناق وبخدر شديد في أطرافي حتى أنني لم أستطع التجديف ، فتحت عيني بصعوبة وكانت الأمواج تزبد وتفور أمام عيني فلم أر شيئا ...
لقد ظننت أنها نهايتي الحتمية ..
ظللت أغرق وأغرق ،و دخل الماء في أنفي وفمي ،، كان إحساس الغرق مريعا ...
ومن الجيد أنني فقدت وعيي بسرعة حتى لا أعيش أحداثه ..

***********
عندما أفقت .. كانت الرؤية مشوشة وسعلت بشده ..
سمعت صوت أصدقائي وهم يحاولون إفاقتي بأي طريقة ، كانت هناك أصوات أخرى وعندما اتضحت الرؤية قليلا رأيت بعض الناس الذين تجمعوا من رواد الشاطئ والمسعفون ،، صاح حاتم بفرحة وانفعال:
- الحمد لله ، سوف يكون بخير ...
تعالت صيحات أصدقائي السعيدة مدوية، وسألني احد المسعفين من خفر السواحل قبل أن يضع أنبوب الأكسجين على أنفي مجددا :
- هل أنت بخير ؟؟
- أجل ..
حاولت الإجابة على سؤاله وأنا لا أصدق بعد أنني على قيد الحياة وتوسلت إليهم ألا يحملوني إلى المشفى الكريهة ولكنهم أخذوني عنوة ...
أتى والدي وأعادني إلى البيت أخيرا ..
لم أستطع التحدث عن الأمر، كان والدي يشعر بقلق شديد إزاء ما حدث ذلك اليوم وخاصة بعد أن تحدث إليه أصحابي بخوف ..
إلى الآن لم أخبر أحدا أنني رأيت سيدورا مجددا .. حتى حاتم ...
في اليوم التالي طرق أبي باب غرفتي ثم دخل وجلس إلى جانبي بصمت ...
أنا أيضا لم أتكلم ..

ظللنا صامتين لبعض الوقت حتى بدأ أبي الكلام قائلا:
- حسام يا ولدي ... أنت تعرف مدى حبي لك .. وخوفي عليك .. ما جرى لك بالأمس لم يكن مجرد حادث، لقد لحق بك حاتم وأخرجك في اللحظة الأخيرة .. أنت مدين له بحياتك ..
نظرت لوجه أبي الحزين وهو يتابع :
- كنت سأفقدك مجددا بعد أن .. استعدتك!
دمعت عينا أبي وتابع بعد صمت:
- كنت ستموت بين يدي ...
اعترف أن أبي أحبني بالفعل أخيرا، رغم كل تلك المصائب التي أوقعته فيها ...
إنه يحبني فعلا ... وأنا سعيد جدا بذلك ..
لكنني – على الرغم من ذلك - لم أستطع إخباره بأنني رأيت سيدورا مجددا ...

*************


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:11 AM   #45

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

مضى يومين على ذلك الحادث المائي ،، وفي ليلة من الليالي توجهت بمفردي ومشيت على الشاطئ وكنت أفكر كالعادة .. لقد اشتقت لسلمى كثيرا ..
نظرت إلى القمر وتمنيت أن تكون معي في تلك اللحظة الجميلة ..
من بعيد .. لمحت فتاة، إنها قادمة نحوي ..
إنها سيدورا فشعرها الطويل يطير في الهواء خلفها وكذلك ثوبها القصير ،، كما انه لا توجد فتيات ليمشين على الشاطئ بمفردهن في ذلك الوقت المتأخر ...
لم أتوقف ،، تابعت سيري بدون توتر لأنني جاد جدا في قتلها هذه المرة ..
حانت اللحظة التي توقف فيها كلانا عن السير، كانت سيدورا تحمل حذائها في يديها وتسير حافية القدمين على الرمال.. وقفت وحدقت في وجهها بهدوء ثم قلت ساخرا:
- لقد اشتقت إليك فعلا! ماذا تحضرين من مفاجآت قاتلة هذه المرة؟؟
نظرت سيدورا نحوي وقد اختفت تلك الثقة من ملامحها، كانت كئيبة وحزينة ولم تقل شيئا لفترة طويلة .. ثم أدارت رأسها وتطلعت إلى الموج الذي تتراقص عليه أشعة القمر الفضية وقالت بهدوء:
- كنت تعرف أنني ساحرة؟
كنت مندهشا من تلك التصرفات اللاعدوانية وقلت:
- في الحقيقة أنا لا أعرف ماذا تكوني ... ظننتك شبحا ..
- شبح؟ أم طيف؟
- لا فرق ...
- أنت تتكلم بلامبالاة ..
لم أتوتر نهائيا وحافظت على رباطة جأشي وتساءلت :
- ماذا تريدين ..
لم تضحك سيدورا ولم تبتسم ،، فقط ارتمت على رمال الشاطئ جالسة وأمسكت برأسها ثم بدأت بالبكاء ..
تضارب شعوري في تلك اللحظة بين الفرحة والاستغراب والشفقة وقلت بدون أن أقترب منها:
- سيدورا؟ ما بك؟ هل أنت بخير ...
قالت سيدورا وهي تبكي :
- لو كنت مكانك .. لـ .. لما سألت ..
ابتسمت وقلت:
- حسنا أنا طيب القلب ولست شريرا مثلك فلا تظني أنني أفكر الآن بطريقتك ..
رفعت سيدورا رأسها فجأة وكانت دموعها تلمع ،، قامت بحركة مفاجأة فانطلقت نحوي بسرعة ودفعتني بقوة لتسقطني على الرمال ثم صرخت بهستيريا:
- أنت قاس مثل أبيك ! لقد دمرت حياتي بيدي لكي أنهي أمرك ولم يحدث لك شيء!
مسحت عيني لأخرج منها الرمال وجلست ولم أقل شيئا بينما تابعت صراخها الهستيري:
- أنت ... لقد تعلمت السحر لكي أدمرك،... تظن أنني شريرة بينما أنت وأبوك .. من علمني الشر ..
نظرت حولي لأتأكد من أنها تتحدث إلي ووقفت وأنا أقول:
- هل أنت مجنونة؟؟ أنا لا أعرفك!!
-
صرخت بشراسة وهي تمسكني من رقبة قميصي بيديها وتدفعني مجددا:
- أخرس! أيها الشرير اللعين ..
ارتفعت حرارتي وأنا لا أعلم متى فعلت كل ذلك بها .. يا إلهي ساعدني ..
ابتعدت سيدورا عني قبل أن يتمزق القميص بقليل ومسحت دموعها بينما وقفت مشدوها وقلت:
- أخبريني متى؟؟ أنا لم أرك من قبل ..
- حقا؟؟

كانت تنظر لي بتلك النظرة الغريبة وأشارت بإصبعها السبابة نحوي ثم قالت :
- سأنتقم منك ... وستظل في مشكلة طوال حياتك .. لأنني لن أقتلك .. سأقتل والدك!
ظللت صامتا لفترة طويلة وهي كذلك .. ثم التقطت حذائها من فوق الرمال وركضت عائدة من حيث جاءت ، كان علي منعها من الرحيل حتى أعرف ما مشكلتها تلك المعقدة .. لكن في الحقيقة ..
لم أستطع فعل أي شيء سوى مراقبتها وهي تبتعد .. لا أعرف ما الذي جعلني صامتا كالغبي ، هل كنت يوما ما سببا في مشكلة سيدورا حقا؟ أم إنها مجرد ساحرة مختلة؟؟
سرت عائدا إلى المنزل حتى لا أتأخر فيقلق علي أبي ..
كنت أفكر فيما حصل .. هل هناك علاقة بين أبي وتلك الفتاة؟؟ هل ظلمها أبي يوما في أي شيء؟؟
عندما وصلت دخلت إلى حديقة منزلنا،، كانت البوابة مفتوحة فاستغربت وناديت:
- سليم؟؟
دخلت قليلا فرأيت سليم ملقى على الأرض وحوله بركة من الدم فتوقفت مكاني ذاهلا وراودتني مشاهد غريبة صنعها خيالي ..
لم أقترب من سليم فقد كان مذبوحا،، إنه ميت في كل الأحوال ..
تراجعت وصحت ..
- أبي ... أبي ..
كنت متأكدا بأن أبي وصباح في المنزل لكن كيف ... كيف لم ينتبهوا على سليم؟؟
أم أن مكروها أصابهم ..
دفعت باب الردهة بكل قوتي ودخلت ..
كانت الدماء تصبغ كل شيء ،، وجن جنوني وصعدت إلى غرفة أبي ولكنني لم أجده .. كانت هناك بعض من الدماء على سريره ..
أين أبي ..
دخلت إلى المطبخ فوجدت صباح مقتولة وحولها بركة من الدم والطباخ أيضا كان مقتولا!!!! .. فقدت صوابي وركضت مسرعا ولكنني اصطدمت بالباب بقوة فآلمت رأسي .. ما الذي يحصل هنا ..
عندما خرجت ..
انسكب فجأة سائل علي .. له رائحة البنزين ..
نظرت أمامي فرأيت سيدورا تضحك وتسكب البنزين في كل مكان ،، صرخت :
- ماذا تفعلين أيتها المجنونة ..
ظلت تغني وتسكب البنزين وعندما ركضت نحوها انزلقت في البنزين فسقطت واصطدمت بإحدى الكراسي الخشبية فسقط فوقي وأنا أسمع سيدورا تضحك وتقول:
- لقد سبقتك .. ولكني غيرت رأيي لأنني ... سأقتلك ...
حاولت الوقوف وقلت بانفعال:
- لن تنجي بفعلتك يا سيدورا ..
نظرت سيدورا نحوي ثم سكبت ما تبقى من البنزين على رأسها وجسدها وقالت ساخرة وهي ترمي البرميل الفارغ:
- لن أعيش بعدك يا حبيبي! سنموت معا ...
ثم ضحكت ضحكة مجلجلة مجنونة وهي تخرج علبه الثقاب وتمسك بعيدانها جملة واحدة واستعدت لتصنع شعلة ملتهبة كبيرة ، كان إحساسي في تلك اللحظة خوف شديد وترقب وعجز كامل عن فعل أي شيء ،، قلت:
- سيدورا، لا تفعلي ذلك ..
تكلمت سيدورا وهي تهمس كالمجانين:
- سيعود .. ليجد منزله وثروته وكل شيء قد احترق ... حتى ابنه الوسيم الذي دللـه على حسابي ...
كنت مستغربا جدا وقلت:
- لماذا تفعلين ذلك ، هل أذاك أبي في شيء؟؟ اخبريني ..
- لم يعد هناك وقت للكلام، فملائكة الموت تحوم حول رؤوسنا !!
سرت قشعريرة في جسدي بسبب تلك الجملة وقلت أحاول:
- بلى، هناك وقت دائما،، اخبريني ومن ثم أفعلي ما بدا لك ..

حاولت الاقتراب بدون أن تشعر حتى آخذ منها علبة الثقاب، ولكنها ظلت تلتقط أنفاسها بعد ذلك المجهود الذي قامت به في القتل وسكب برميل البنزين في أرجاء المنزل ...
كانت سيدورا تنظر إلي بغل وترقب وفي يد من يديها عيدان الثقاب وفي اليد الأخرى العلبة فقلت :
- هدئي من روعك .. أخبريني ، أرجوك .. ثم .. ثم أحرقيني أو أفعلي ما تشائين ...
ابتسمت سيدورا بألم وقالت:
- ألم تعرفني يا حسام؟؟ ألم تشعر يوما أنني أشبهك؟
تفاجأت من كلماتها وقلت بحذر:
- ماذا تقصدين ...
قربت سيدورا عيدان الثقاب من العلبة وقالت:
- أظن انه كان لديك أخت صغيرة ، لم تكمل السنة، أخبرتم الجميع أنها ماتت ...
وقفت مبهوتا ولم أقل شيئا فأكملت سيدورا:
- وتلك البنت ببساطة ... لم تموت، بل دارت في كل الملاجئ وسارت حافية القدمين في البرد وقاست كل أنواع الظلم والاعتداء ... ولم يسأل عنها احد .. أي احد! ... أي قذر !!
صرخت سيدورا ونزلت دموعها وهي تنطق الكلمة الأخيرة بينما احتشدت الدموع في عيني وأنا أتمنى أن يكون ذلك مجرد كابوس ...
ألجمني الصمت فصرخت سيدورا:
- وكل ذنبها أن والديها لا يريدونها في هذه الحياة، إنهم يريدون ذلك الأخ الكبير الوسيم، إنهم يحبون الأولاد ويدفنون البنات ...
نزلت دموعي وتأزمت حالتي مجددا فقلت غير مصدق:
- أنت تكذبين ... لا يمكنك أن تكوني على قيد الحياة لا يمكنك !!
تكلمت بهستيريا:
- بلى ، إنه أنا ... لقد تعلمت الشر لأقضي عليك .. لأنك تنعمت وحظيت بالحياة التي حرمت منها، لقد عشت في قصر بينما لم أجد مأوى يحميني، لقد تخليتم عني جميعا يا حقارة البشر، أنا أكرهكم ..
لم أتمالك نفسي من البكاء وحاولت أختي إشعال عيدان الثقاب ولكنني أسرعت وأمسكت بيدها بقوة وأنا أبكي وأصيح:
- أقسم لك أنني لم أكن اعرف أنك على قيد الحياة حتى اللحظة ... لقد تمنيتك أختا أكثر من أي شيء في هذه الحياة ... لا تفعلي ذلك ...
تناثرت أعواد الثقاب على الأرض وحاولت ضربي بكل قوتها ولكنني كنت أمسك يدها بتفانٍ وهتفت بصوت متحشرج :
- أرجوك .. لا تقومي بذلك، لم أحظ بتلك الحياة التي تتحدثين عنها .. لقد عشت مشردا مثلك، لم يكن لدينا والدين يستحقاننا .. لم يقدرا هذه النعمة توقفي ..

سقطنا على الأرض وكنا نبكي نحن الاثنين سحبتها وضممتها إلى صدري وقلت وأنا أتكلم بصعوبة:
- لماذا .. لماذا لم تخبرينني من البداية؟؟ لماذا دمرت حياتك وحياتي .... لماذا يا ندى .. لماذا...؟؟

.
.
.


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:11 AM   #46

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

ظلت أختي ترتجف وتبكي على صدري والبنزين يغطينا نحن الاثنين ... قالت بصوت مكتوم :
- لن يمكنني التراجع أبدا ... سيقتلني سحري ..
رفعت وجهها نحوي وقلت بصدق وقد اختلطت دموعنا:
- دعيني أموت بدلا عنك !
تكلمت بصعوبة وهي لم تكف عن البكاء:
- ألم تكرهني بـ بعد كل ما فعـ .. ـلته ...
- لا يا أختي الغالية!
- كيف؟ ... هـ ـل نسيت كـ كل ما فعلته؟؟ لقد فات الأوان!
مسحت دموعها ولكنني لم أكن قويا لأتوقف عن البكاء فكيف هي؟ قلت وصوتي يرتعش:
- لا لم يفت .. أرجوك أنظري إلي ..
نظرت إلي بعينين مرتجفتين وهمست :
- حـ .. حسام ..
- ماذا؟؟ قولي أي شيء .. أطلبي كل ما تريدين ..
عادت للبكاء مجددا فمسحت دموعها وقلت :
- تكلمي .. أرجوك ..
كانت عيناها تذهبان وتجيئان بهستيريا فصحت :
- أنظري إلي يا ندى .. لا تستسلمي ..

تمتمت ندى بخفوت:
- حسام لم أصدق أنني فعلت ذلك بك .. أرجوك سامحني .. أنـ .. أنا ...
كانت تبتعد عني وهي بين ذراعي ...
أغمضت ندى عينيها وارتمت على صدري ،، لم أستطع تحمل ذلك ووضعتها ممدة على الأرض وتحسست قلبها، كان نبضها ضعيفا، بالكاد ينبض نبضات بطيئة ...

صرخت:
- ندى .. ندى .. أجيبيني .. أنت ماذا؟ .. أكملي ..

حملتها وركضت إلى الخارج بسرعة وانزلقت في البنزين ولكنني وقفت بسرعة وعدت للركض، عندما أردت الخروج من بوابة الردهة أغلق الباب في وجهي بقوة فاصطدمت به وأنا احمل أختي ..
أنقطع التيار الكهربائي وسمعت أصوات تصرخ في كل مكان وأبخرة، أبخرة زرقاء ...
صرخت :
- لا ، لن تأخذوها مني بعد أن وجدتها!
حاولت أن أركض من أي مخرج آخر توجهت نحو البوابة الأخرى التي تؤدي للحديقة الخلفية ولكن الباب كان مغلقا، تحركت بسرعة وضعت أختي على الأريكة وأمسكت بزهرية ثم كسرت زجاج الباب فطارت الشظايا وارتدت نحوي بطريقة غير طبيعية وسببت لي آلاما وجروحا نزف منها كل جسدي ..
سمعت صوتها ضعيفا يهمس :
- حسام ..
عدت ونظرت إلى وجهها وقلت :
- ماذا؟؟
- الـ .. النـ .. النار تبطل السحر .. أشعل المكان وأ .. اتركني واهرب ..
قلت وأنا أحملها :
- توقفي عن هذا الهراء .. سآخذك معي .. هل جننت، لقد وجدتك أخيرا فكيف أتركك!!
كانت دموعي ساخنة وهمست وهي تلمس وجهي :
- لن يمكنك .. يجب أن تتركني، لقد فات الأوان .. أ .. أرى أشياء .. لا .. تراها أنت ..
قبل أن أقول شيئا تحركت يدها ووضعتها على شفتاي وعادت تقول بتعب:
- شششش .. سوف يؤذونك .. لن أسمح لهم بأذيتك مجددا .. لن ...
بدأت بالبكاء مجددا وتابعت بنبرة مرتعشة :
- لن أسمح لأي أحد بأن يؤذيك .. ليس من ناحيتي يا .. يا أخي .. يا حبيبي ...

ضممتها إلى صدري وهمست:
- سأحميك ولو كان الثمن حياتي ...

تركتها ووقفت، كان المكان مظلما ومليئا بالدخان وأصوات الصراخ المرعبة، لم يعد ذلك يخفيني أمسكت بسلة المهملات الحديدية وقذفت بها بكل قوتي للزجاج فتناثر الزجاج على الأرض وارتدت سلة المهملات بتلك القوة وضربتني فوقعت على الأرض وانغرس الزجاج أكثر داخل جسدي فشعرت بألم شديد ..

ولكنني نجحت، استطعت كسر زجاج الباب وحملت أختي وخرجت منه بسرعة متجاهلا ألامي حتى أكاد لا أشعر بها ..
ولكن سرعان ما توقفت ..
كان المكان يعج بالأبخرة الزرقاء وشعرت بقوة غريبة تسحب ندى من بين ذراعي وشلل في أطرافي فصحت:
- لا ... لن تنجحوا ..
كان ذلك الإحساس أكبر أحساس عذبني وآلمني و ..
حاولت الاحتفاظ بها وصرخت:
- ندى! أفيقي .. لن يتغلبوا عليك!
كان ذلك أشبه بسكب الزيت على النار وزاد الضغط علي ولكنني تمسكت ...
هناك قوة غير طبيعية تملأ الجو من حولي ..
فجأة ..
تلاشى كل شيء وضممت ندى إلي بقوة وأنا أراقب تلك الأبخرة الزرقاء وهي تتلاشى كغيمة عابرة ، عاد التيار الكهربائي لأن أنوار المنزل أضاءت مجددا وسمعت صوت أبي نادي علي بفزع:
- حسام! حسام أين أنت ..
صرخت لينجدني ولا أعرف كيف خرج صوتي:
- أنا في الحديقة الخلفية ...
كل علامات الدهشة والاستغراب الموجودة في العالم كانت مرتسمة على وجه أبي الذي نظر إلي وأنا احمل أختي وكل هذا الخراب والدمار والبنزين الذي يملأ كل ركن في المنزل ..
كنت انظر لأبي بعدوانية لأنه تخلى عنا وسبب لنا كل تلك المشاكل ، أنا أكرهه من كل قلبي ... لا بد انه كان يعرف ..
ظل كلانا صامتا حتى قال أبي مبهوتا:
- ما هذا!! ما الذي جرى هنا؟؟ ولم تنزف هكذا؟؟
وضعت يدي على قلب أختي فوجدته ينبض ببطء .. صرخت:
- سوف تموت ليس لدي وقت لأحكي لك ماذا فعلت بي وبأختي ..
قال أبي مندهشا :
- ماذا ... أختك؟؟
حملت ندى وتركت أبي لأتوجه إلى المستشفى فصاح أبي :
- هل تقصد أنها أختك؟؟
التفتت أنظر لأبي وقلت:
- لن أسامحك أبدا! وأنت ستتحمل كل شيء! كل شيء ..
ركضت مبتعدا وركبت سيارتي بعد أن وضعت أختي في المقعد الخلفي، بسرعة جنونية قدت سيارتي غير مبال بالبنزين الذي يبلل شعري وملابسي ..
وصلت إلى المستشفى القريبة وحملت أختي ودخلت وأنا أصرخ :
- أرجوكم أنقذوها ... إنها أختي ..
ركض نحوي بعض الأطباء وأحضرت الممرضات سريرا متحركا وركضت خلفها ، وأنا أدعو الله ألا يصيبها أي مكروه .. إنها أختي ..
حاولت إيقاف سيل دموعي وهم يدخلونها إلى الإنعاش ...
توسلت للأطباء أن أرافقها لكنهم رفضوا بشدة ،، بقيت في الخارج أحاول تمالك نفسي بأي طريقة ولكنني ظللت أسير ذهابا وإيابا ورائحة البنزين المنبعثة مني ومنظري المزري يثير تعجب المارّة ..
لم أستطع الجلوس وكنت أخرج شظايا الزجاج التي دخلت إلى جسدي ..
من بعيد رأيت عمي يدلف إلى المستشفى والحزن يملأ ملامحه وخاطبني قائلا:
- هل هي بخير؟
نظرت لعمي .. إنه أحد المشتركين في الجريمة، لقد أرسله والدي لأنه لم يستطع النظر في وجهي مجددا ، كيف أخفي هذا العار الذي سببوه لنا .. أنا أيضا أكرههم ..
ملامح الغضب والاستياء والكره ، هي ما ظهرت على وجهي وهي التي أخبرته أنني أكرههم جميعا فقال:
- لقد أوصاني أبيك عليكما ...
سيهرب؟
هذا جيد ، فهو معتاد على ذلك، لقد تخلى عنا من قبل وسيفعلها مجددا، ليست معجزة .. سيسافر إلى أي منزل من منازله المنتشرة في جميع أنحاء العالم ويتنقل بينها ويستمتع ... كما فعل ..
هذا ليس غريبا عنه ..
قلت لعمي بعصبية:
- من فضلك! لا أريد أن أسمع أي شيء ...
في تلك اللحظة خرج الأطباء والحزن على ملامحهم وقال الطبيب ببساطة تعلمها في كلية الطب كما تعلمها والدي:
- تحلو بالصبر ... إنها مشيئة الله ..
صرخت بهستيريا:
- لا !! لا ... لم تمت ..
حاول عمي أمساكي ولكنني دفعت يده بعيدا عني واقتحمت الغرفة ولم يستطع أحد منعي .. كانوا يضعون الملاءة اللعينة على وجهها فرفعتها وبكيت حتى لم أستطع رؤية وجهها مجددا ...
لم أره للأبد ..
عادت الدماء تسيل من أنفي وصرخت بهستيريا وأنا لا أصدق أنها .. رحلت ...
رحلت في اللحظة الأخيرة التي عرفت حقيقتها ...
رحلت قبل أن تسامحني وقبل أن تعرف كم أحبها ...
رحلت وحسب .. حتى قبل أن أعوضها عن كل العذاب التي قاسته ..
عدت إلى المنزل وأنا أحمل لهيب صدري لأنفثه في وجه والدي قبل أن يرحل مجددا ،، لكن ربما لم أفهم كيف سيرحل تلك المرة ...
لم أفهم ذلك بتاتا ..
لقد سافر ،، سافر بسرعة رهيبة ..
عربات الإطفاء تصطف حول منزلنا ، عمي الآخر هناك ينتحب ... وعمي والد سمر تبعني ..
ماذا فعل أبي؟؟
هل أشعل البنزين الذي سكبته أختي في نفسه؟؟؟
هل أحرقته حقا كما كانت تتمنى؟؟
هل حملها هذا الذنب حتى وهي ميتة ...
كان هذا كثيرا على تحملي ، لأنني فقدت كل شيء في لحظة ... كانت عائلة مجنونة منذ البداية ، جنونا كليا..
لا أصدق حتى اللحظة أن والدي أحرق نفسه ..
ماذا فعل؟؟
لقد كان يدخن سيجاره عندما وصل .. أم أنه كان مجرد حادث؟
هل أنا السبب؟؟

------------------------------------------------

يتبع،،


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:12 AM   #47

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

18- بريق أمل

----------------------


بقيت فترة طويلة هكذا،، يائس حزين، كان هذا رغما عني ..
كانت معي نسخة من كتاب الموت ... كتاب أختي .. أختي سيدورا .. بل ندى ..
قرأته مرات ومرات ، ولم يحدث لي أي شيء .. لم يعد كتاب الموت ، أصبح مجرد رواية كتبتها أختي ، كانت لتصبح روائية مشهورة ..
تمنيت أن يحصل لي شيء ما ..
كانت الرواية تنتهي بنهاية مشوقة، بالتأكيد هناك جزء ثان كما أخبرتني من قبل ..
لم يستطع أي من الأطباء النفسيين الذين حوطوني في المستشفى أن يعالجوني .. بقيت في عيادتي الخاصة كالعاجز تماما ..
حاول أصدقائي زيارتي ولكنني كنت تلقائيا، أرفض التحدث مع أي أحد .. كان حزني عميقا، وشعرت بأنني لن أعود كما كنت .. سأظل هكذا مريضا يائسا حتى اللحظة الأخيرة من حياتي ..
أصبت بعد تلك الحوادث بانهيار عصبي حاد ،، كان السبب في بقائي في المشفى طوال تلك الفترة، خشي الأطباء أن أعود للغيبوبة مجددا ولكنني كنت قويا ..
مضت أسابيع على وجودي في المشفى ، وفي أحد الأيام كنت جالسا أتصفح مجلة طبية والملل يعتصرني أخبرتني الممرضة بهدوء انه هناك من أتى لزيارتي فقلت بعصبية:
- لا ... لا أريـ ..
وقبل أن أكمل رأيت سلمى تدخل من خلف الممرضة وعلى وجهها ابتسامة حنونة فتوقفت عن الكلام وبقيت أنظر إليها لبعض الوقت فرحلت الممرضة ودخلت سلمى ثم جلست إلى جانبي ..
كانت عينيها تخبرني بالكثير من الأشياء وبقينا في فترة صمت مرت وكأنها شهور حتى قالت سلمى بهدوء والابتسامة لا تفارق شفتيها:
- كيف حالك الآن؟
شعرت بضعف كبير أمام نظاراتها الحنونة ولم أستطع قول شيء خشية أن تسمع صوتي المرتعش فعادت تقول:
- تبدو أفضل حالا .. الجميع هنا بانتظار عودتك إلينا ..
لم أرفع عيني لأنظر إليها ولم أقل شيئا ..
بالأحرى لم أستطع ..
توقفت سلمى عن الكلام لبعض الوقت، فرفعت عيني ونظرت إليها لأفاجأ بدموعها تترقرق على خديها وهي تقول بحزن:
- لقد اشتقنا إليك كثيرا يا حسام ... الحياة من دونك بلا معنى ..!
اقتربت قليلا ومددت يدي .. ترددت قليلا ثم ،، مسحت دموعها وقلت أخيرا:
- سلمى .. لا تبكي .. سوف ..
أمسكت سلمى بيدي ووضعتها على خدها ثم أغلقت عينيها فأردفت:
- سوف اخرج ..
فتحت عينيها ونظرت لي للحظات قبل أن تفلت يدي ثم وقفت وقالت:
- نحن ننتظرك!
- إلى أين ..
- يجب أن أخرج قبل أن ينتهي ميعاد الزيارة لأن حاتم يريد ... رؤيتك.
لم أقل شيئا وابتسمت سلمى ثم جففت ما تبقى من دموعها وقالت:
- سأراك قريبا .. إلى اللقاء.
خرجت سلمى فشعرت برغبة قوية في تحرير نفسي أخيرا ، خلعت إبرة المغذي ووقفت على رجلي ثم فتحت الباب ولحقت بها ..
تبعتني إحدى الممرضات وهي تراقب بقلق بينما شعرت سلمى بخطوات خلفها فاستدارت لتجدني الحق بها، ظهرت ابتسامة على وجهها ولكنها اقتربت وقالت برقة:
- حسام! أنت بخير ..
رأيت الطبيب الذي يعالجني وهو قادم من بعيد ومعه حاتم وعلى وجهيهما ابتسامة..
لم يقل حاتم شيئا ولكنه عانقني بقوة ..
كان الطبيب سعيدا بتحسن حالتي ووافق على خروجي بصحبة حاتم وسلمى ولكن بشرط أن لا اغضب ولا أحزن ولا أتوتر ووو... الخ ..
خرجت من المستشفى ليستقبلني في الخارج علاء وأحمد ونادر وفؤاد ..
احتفوا بي كثيرا ودمعت عيونهم فرحا بخروجي من حالتي النفسية ..
بعد ذلك تشاجرت عائلات أصدقائي على ضيافتي،، ولكن والدة حاتم أصرت على أخذي بالقوة ،، شعرت بأنني أمتلك عائلة .. بل عائلات ..
رفع من معنوياتي ذلك الشيء كثيرا ..

*********

لقد رحل أبي وترك لي ثروة هائلة ،، وشركة ضخمة ... كانت هذه الأشياء بمثابة هدية أقدمها لخطيبتي وحبيبتي سلمى ..
مضت سنة كاملة، استطعت استرداد نفسي ولملمة شتاتي مجددا ، قررت أن أصبح رجلا يعتمد عليه وأن أدير شركة والدي .. تخرجت تلك السنة بتفوق أيضا ..
كنت أضع على مكتبي تلك الصورة التي التقطت لأختي بدون انتباهها ،، لم أنسها يوما واحدا، وكذلك أبي وأمي وكنت أدعو لهم جميعا...
بعد أسبوعين من الآن .. سوف أتزوج وقد رتبت - بمساعدة أصدقائي المخلصين- حفلا ضخما لن يشهد له مثيل، سوف أسعد حبيبتي بكل الطرق وسنسافر ونمرح دائما،، وعندما يصبح لدينا أولاد ، سنعاملهم باحترام وحب ولن نتخلى عنهم مهما كانت الظروف حتى يكبروا ويصبحون مسئولين عن أنفسهم ...
لن يتكرر الخطأ الذي وقع فيه والداي مجددا ..



أعدكم!

------------------------------------------------------------------------------------------------------

تمت بحمد الله،،


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:14 AM   #48

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

وهلا شو رأيكم بالقصة .....

انا كتير انصدمت بالنهاية

الله يرحم الكاتب عنجد رواياته رائعة

لا تنسوه من دعائكم


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 02:17 AM   #49

maya 101

نجم روايتي ومناقش بنادى كتاب قلوب احلام

 
الصورة الرمزية maya 101

? العضوٌ??? » 77951
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 2,400
?  نُقآطِيْ » maya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond reputemaya 101 has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية القادمة اسمها

السياج الأخضر

وهي رائعة جدااااااااااا


maya 101 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-05-09, 09:47 AM   #50

هبة

روايتي مؤسس ومشرفة سابقة وقاصة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية هبة

? العضوٌ??? » 3455
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,166
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » هبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond reputeهبة has a reputation beyond repute
افتراضي

مايا مشكورة على الرواية الرهيبة و النهاية الغير متوقعة ما أجى على بالى بالمرة أنها تكون أخته

الله يرحم كاتب الرواية و يسكنه فسيح جناته

مايا انتظر الرواية القادمة بكل شوق و شكرا لك


هبة غير متواجد حالياً  
التوقيع






اللهم ارحم والدى برحمتك الواسعة ...إنه نزل بك و أنت خير منزول به و أصبح فقيراً إلى رحمتك و أنت غنى عن عذابه ... آته برحمتك رضاك ... و قهِ فتنة القبر و عذابه ... و آته برحمتك الأمن من عذابك حتى تبعثه إلى جنتك يا أرحم الراحمين ...

اللهم آمين ...
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:20 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.