آخر 10 مشاركات
شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أرملة أخيه-قلوب زائرة(ج1 سلسلة حكايات سريه) للكاتبة : عبير محمد قائد*كاملة&الروابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          خادمة القصر (الكاتـب : اسماعيل موسى - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree68Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-18, 12:03 AM   #1

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي بين العشق وقيود الذكرى * مميزة ومكتملة *





















مقدمه
اذا اردت بناء مستقبل أفضل فعليك بالماضي اولا ففيه تجد لبنات البناء الأولى لحاضرك والذي يساعد بالتبعية في ازدهار المستقبل.
تلك القاعدة يسير وفقها أهل الأرض في كل مكان،
لكن ليس بالضرورة أن يكون كل ما هو ماضي يستطيع أن يكون لبنة للحاضر وبناءً للمستقبل فهناك ماضي مبهم يحتاج لأن يفهم أولا حتى نستطيع الاستفادة منه.
كنان، مكرم، جواد، مؤمن ومأمون خمسة رجال عملوا على إظهار الحقائق من بين ركام الماضي لفك طلاسم قيوده المفروضة على حاضرهم.
منيرڤا، ماريا، إلينا، نوران واسمي خمسة فتيات جمعتم الذكري بقيود خفيه لم يعلمن عنها شئ،اتحدن جميعاً حتى استطعن التحرر منها والالتفات إلى حاضرهم.




هديه من um soso







المقدمه ...... اعلاه
الفصل الاول ...... بالاسفل
الفصول ...الثاني، الثالث، الرابع، الخامس .....متتالية بالأسفل
الفصل السادس .....بالأسفل

الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر والسادس عشر متتابعان
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون والخاتمة







تصميم الغلاف الرسمي : Heba Atef

تصميم قالب الصفحات الداخلية للكتاب الالكتروني (عند تصميمه) : كاردينيا73

تصميم الفواصل ووسام التفاعل المميز : Heba Atef
تصميم البنر الاعلاني : deloo









محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة rontii ; 04-09-18 الساعة 11:13 PM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-05-18, 05:53 PM   #2

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول

أخذت تتقلب يمينا ويسارا لعلها تستطيع النوم ولكن هيهات لمشغول الفكر أن يؤنسه النوم،نظرت إلى الساعة بجوارها فوجدت أن موعد الآذان قد اقترب.
نفضت الغطاء عنها وقامت الي النافذه تسلي نفسها بمرأى الحديقه الخارجيه، لكن ستائر الليل السوداء حجبت رؤيتها عنها.
أسندت رأسها إلي زجاج النافذه البارد ولفت انتباهها صورتها المنعكسه عليه، تلمستها باصابع مرتعشه لا تعرف هل من برودة الزجاج ام من وجهها التي لم تعتد بعد على الرغم من مرور ستة أشهر.
شرعت في البكاء وهي تستعيد ذكريات الستة أعوام الأخيرة ومنذ التحاقها بالجامعة ،كيف لها ان تنسى ذلك اليوم الممطر؟ …
«عندما دلفت من بوابة الجامعة بخطى واسعة مسرعة، حتى تتقي زخات المطر الشديدة وتحتمي منها بالداخل،إذ بقدمها تذل و كادت تفلت بها على الأرض الإسمنتية، لولا تلك اليد القوية التي أحاطت خصرها وحملتها بسهولة ويسر قبل سقوطها المخزي.
شعور لم تعهده من قبل، دفئ غريب اجتاحها نسيت به برودة الجو و ملابسها المبللة التي التصقت بجسدها، اعتدلت في وقفتها لترى صاحب هذه اليد والذي بثها ذلك الشعور الدافئ، لكنه اختفى..واختفى معه ذلك الاحساس الجميل والذي لم تشعر به بعد ذلك إلا في وجوده هو.. هو فقط.»
طرقات خفيفه على باب غرفتها أخرجتها من سيل ذكرياتها
«ادخلي يا إلينا » قالتها باكيه.
انفتح الباب على فتاة أقل مايقال عنها ملكة من ملكات الجمال،يوحي شكلها لمن لا يعرفها بسن أصغر من سنها الحقيقي
إلينا باهتمام
«منيرڤا إيه مصحيك بدري كدا......»
قاطعتها منيرڤا متعجبه «صحيت!انا لسه منمتش، فقلت استني الفجر »
إلينا متسائلة
«ليه كدا المنوم خلص؟»
منيرڤ
ا «لا!بس انا راهنت نفسي انام من غيره بس مقدرتش........-اعادت عليها نفس سؤالها بتعجب قائله - وانت صاحيه ليه؟»
إلينا بابتسامه ماكره
«كنت بكلم كونان وبقدم التقرير اليومي عنك......»
قاطعتها منيرڤا متعجبه «كونان!كونان دا اللي هو كنان؟ »
إلينا وقد تلمست الغضب في سؤالها
«ايه يا ميرا بهزر هو انت مش بتهزي خالص؟! »
تساءلت بصوت منخفض
"ميرا؟!مين قالك علي الاسم دا؟!"
جلست إلينا على طرف السرير ووضعت ساقا على أخرى وقالت بشاعرية
"كنااااان.....لاحظته كل مرة يتكلم عنك بميرا فانا قلت زيه"
نظرت إليها بترقب ولفت انتباهها تلك اللمعة بعينيها والتي تلتها دموع حبيسة تأبى الخروج،فقامت إليها وضمت كتفيها وهي تقول بصوت هادئ
«كدا مش هينفع يا ميرا لازم تتكلمي، صدقيني هترتاحي. »
واشارت الى الحبوب المنومة وهي تتابع حديثها باهتمام
« وساعتها هتستغنى عن دي صدقيني ،انا كنت كده زيك من فتره بس لما لقيت الشخص المناسب اللي سمعني ، اتغيرت حاجات كتييير فيا والحمد لله ......»
قطع حديثها صوت اذان الفجر «الله....مافيش احلى من كدا، يلا نصلي وبعدين نتكلم »

****************
ممسكا بسماعة الهاتف الداخلي بغيظ شديد من إصرار تلك العنيده ويقول
«يا بشمهندسه المزرعه هنا تمام،ومش ناقصها حاجه صدقيني»
هي بنفاذ صبر
«بقولك ايه يا بشمهندس ـ عزيزـ أنا مش بحب أعيد كلامي انا راجعه بكره،يبقي العربيه تكون في المطار »
عزيز بنبره هادئه حاول أن يبث بها كل مشاعره اليها
«يا نوران السفر دلوقتى صعب عليك وعلى الولد،انا بس بدور علي راحتك مش اكتر. »
نوران باستفسار غاضب
«ايه يا بشمهندس... نوران كدا من غير تكليف!»
عزيز بارتباك جاهد لمداراته
«ل...لأ ازاي أنا بس حسيت إنـ »
نوران معنفة اياه
«حسيت! إيه حسيت دي.انا اللي بيني وبينك شغل،واعتقد الشغل مفيش فيه حاجه اسمها حسيت »
شعر عزيز بإحراج شديد فهو لم يعهد منها هذه الرسميه في المعاملة بينهم وهو الذي ظن بأن المسافات تلاشت بينهم ولكن هاهي تحطمت ظنونه أمام كلامها الجارح.
أخرجه من شروده صوتها الناعم وهي تقول بحزم
«يظهر اني غلطت انى اتكلمت معاك، انا مش محتاجه إذن من سيادتك علشان ارجع مزرعتى »
عزيز وهو يصر على اسنانه غضبا وغيظا
«ازاي كده يا بشمهندسه انـ.....»
نوران بنفاذ صبر
«خلاص يا بشمهندس، انتهينا بكره تبعت العربية عالمطار، سلام دلوقتي »
اغلقت الهاتف بدون ان تنتظر ردا منه.
عزيز وهو يضع سماعة الهاتف بقوه شديده يريد بها تحطيمها للثأر من كرامته المهدرة أمام تلك المرأة
«مش عارف فيكي ايه مخليني مستحملك، لكن معلش بكره تتمنى رضايا »
****************
«مستحييييييل ........»
نطقها وهو يلتفت له بقوه من هول ماسمعه منه
«انت بتقول ايه يا علي،يعني ايه الكلام دا؟!»
علي «يا فندم،....حضرتك عارف إن مدام منيرڤا وبعد اللى حصل كان...،يعني يا كنان بيه هي.....»
كنان «جري ايه يا على ما تنطق »
علي «كانت... أقصد يعني كانت في شهور العدة،والاستاذ فواز ردها لعصمته قبل انتهائها باسبوع بس »
كنان بصوت هادر «وتقدر تقولى هو عرف انها عايشه ازاي؟»
علي وقد ارتسمت علي وجهه علامات الارتباك «مد.....يعني......أقصد إن.....»
كنان و قد مل انتظار الرد «اخلص يا على مين ؟»
علي بنبرة ضعيفة وبكلمات موجزة وسريعة
«مدام ـ فتون ـ »
خيل إلي الواقف يكاد ينفجر غضبا ان الأمور اختلطت عليه، او انه لم يسمع جيدا فلا يعقل ان يكون ما سمعه صحيحا أهي من اخبرت اخيها ان زوجته علي قيد الحياه. فمن اين لها معرفه ذلك هل تتجسس عليه؟ لا...اذن ما الأمر؟ لا لقد اختلطت عليه الأمور،نظر اليه بهدوء شديد لا يعكس ما بداخله من اضطراب
" علي، انت عاوز تقول ان مدام فتون هي اللي بلغت فواز بمكان منيرڤا؟ »
علي وقد ارتسمت علي وجهه ملامح قاسية
«لا يا فندم، هي بلغته انها عايشه،لكن هو لسه بيدور عليها »
تابع كنان استفساره قائلاً
"علي.... انت متأكد من مصدر المعلومه"
نظر إليه الآخر بثبات وقوة وقال
"طبعا يا فندم، مديره الفيلا عند فواز بيه بتوصل ليا اي حاجه بتحصل هناك وهي اللي اكدت الكلام دا بعد ما سمعت المكالمه بينهم"
ارتمي كنان علي كرسيه وقد تأكد من صدق ماسمعه،اذن هي زوجته من أبلغت أخيها بوجودها على قيد الحياة.
كنان وقد انتبه لوجود على
«طيب يا علي اتفضل انت »
علي بلهجة رسمية
«تمام،حضرتك تأمرني بحاجة؟»
ارتكز كنان برأسه بين كفيه وقال بنبره هادئه
" خليك مكانك زي ما انت، ولو جد حاجه هبلغك "
علي بإيجاز
«تمام »
غادر الأخير المكان وتركه لأفكاره تأخذه من مكان لآخر ومن ذكري لأخرى، ماذا يحدث؟ لما لم تسير الامور كما ينبغي لها أن تسير؟ فكل شئ يسير بشكل غير مرض وكأن الطبيعة تفننت في معاكسته في كل ما خطط له.
مرر يده على رأسه مفركا إياها بشدة وهو يعدد المرات التي تمنى فيها ولكن هل خلقت الآماني لتتحقق ام لتصبح مجرد أماني؟.
لقد تكالبت عليه الأحداث دفعة واحدة فمنيرڤا لم تستعد توازنها بعد،وذلك الفواز الذي يصر على تحطيمها،وفتون.
و آااه مما تخبئه فتون؟!
*************
أدار مفتاح منزله،وهو يمني نفسه بألا يستجيب له وينفتح..، لا بل ما يتمناه أن تكون هي بالداخل ،توقف وهو يتخيلها قادمه عليه مرحبة به بكل حب واشتياق،تمناها...اجمل نساء الدنيا... إبتسم عندما لاحت صورتها أمامه.
لكن منذ متى تحققت الأماني؟
فكأنها خلقت بأجنحة فقط لكي تظل محلقه في سماء السراب.
انفتح الباب على غفلة منه وبقوه أخرجته من خيالاته على أسوأ كابوس في حياته.
«حبيبى!حمدا لله على سلامتك اتأخرت ليه دا الفجر أذن »
قالتها وهى تحيط خصره بيدها، فأزاحها بعيدا عنه بنفور -تلمسته هي لكنها تغاضت عنه ككل مره ـ فهو يشعر بيدها وكأنهم قيود من نار.
هي:
«إيه يا هانى مالك،.... فيه حاجه يا حبيبي...»
قاطعها هانى بصوت حازم وهو يدلف للداخل:
« لا مفيش،انا داخل انام »
هي بدلال غانيه تعلم مدى تاثيره القديم عليه:
«احضرلك العشا ولا....الحمام؟»
هاني متفهما المغزى المبطن لدلالها المستفز:
«فريال! أ...........»
فريال مقاطعة إياه بلهفه جائع امام مائده مليئه بالطعام:
«قلب فريال »
هانى مغمضا عينيه زافرا بقوه
«انا قلت هنام يبقي تسكتي.....»
تركها وذهب لجناحه الخاص وأغلقه خلفه.
ضغطت علي شفاها غيظا وحسرة من لوح الثلج ذاك،لا ليس لوحا من ثلج وإنما جبلا، وهي من اعتقدت انها تستطيع تغييره مع الوقت،وهاهو منذ ثلاثة أعوام ولم يتغير.
وهي من انتظرت عمرا ضعف عمرها لتجتمع بحبها الأول والوحيد وعندما حققت مبتغاها ،بني هو جدارا عازلا بينه وبينها...لما؟ ما ذنبها؟
لا الذنب ليس ذنبي انا بل ذنب تلك الدخليه، سرقت عمري، وزوجي،وها هي تسرق حبيبي...هذا ما فكرت به وهي تكفكف دموعها.
أما هو فقد دلف لجناحه واسند راسه علي بابه المغلق متحسرا على ما آل إليه «لم يكن هذا ما يتمناه،نعم هو كان يحبها او بالاحري يعتقد بحبها فى فترة من الفترات لكن وعندما قابلها هي ـ إلينا ـ كانت كنور الشمس الذي طغى على كل ما حوله انارت حياته، ادخلت الدفئ فيها، لكن اين هي الآن؟! »
أضاء الضوء بالغرفة ليمتع عيناه بمرأى اجمل امرأه، فقد زين جدران غرفته بصورها ليشعر بوجودها بجانبه ،حتى غطاء سريره طبع عليه صورتها،لكي يشعر بقربها وان كان بصورة لها فقط.
تقدم من سريره وتلمس ملامحها،التى اصبحت محرمة عليه،تنهد بحسرة على ماض يتمنى عودته وإصلاحه ،وحاضر يتمنى محوه ونسيانه.
اما هي فذهبت إليه لتقوم بمحاولة أخيرة فطرقت علي الباب بخفة قائلة برجاء «هنو حبيبى مادام صاحى تعالي نقعد سوا شويه»
لم تتلق منه إجابه…. رددت سرا "انا وراك، ومش هتنازل عنك ابدا معلش...... طولة البال تبلغ الأمل."
************
حول طاولة صغيرة وضعت إلينا قدحين من الحليب الدافئ وهي تقول
"اشربي دا هيساعدك تنامي شويه"
تناولته منيرڤا مبتسمة، رشفت رشفة صغيرة وقالت
"شكراً… تعبتك معايا"
رشفت إلينا من كوبها وهي تقول بصوت هادئ
"ولا تعب ولا حاجة… انت عارفه انا كنت زيك كدا في يوم من الأيام… لكن الحمد لله.. عدت علي خير… تحبي تسمعي حكايتي ولا هتزهقي؟"
اجابتها بهزة نفي من رأسها قائله
"لا… ابداً"
تابعت إلينا قائله
"انا طول عمري وحاسه ان فيه حاجه غريبه فيا… يعني فيه فترة من فترات عمري اللي فات انا نسياها.. بابا الله يرحمه كان بيقول اني عملت حادثه وانا صغيره وان الفتره دي انا فقدت ذكرياتها كلها… بس كل مده كده بحس بحاجات غريبه زي ما يكون نور عربيه بينور مره واحده جوه دماغي…."
قطعت حديثها ونظرت إليها متسائلة
"دلوقتي بتقولي ايه الجنان دا.. صح"
هزت منيرڤا رأسها نفيا، فتابعت إلينا قائلة
"المهم… قبل وفاة بابا اتعرفت علي واحد.. واتكتب كتابي عليه… بس بعد وفاه بابا اكتشفت انه خاين…."
قطع بكائها استمرارها في الحديث، ناولتها منيرڤا منديلا ورقيا وهي تقول
"انا آسفه… ان…"
قاطعتها بهدوء قائله
"لا خلاص… الحمد لله.. لولا وجود كنان جنبي في المرحله دي كنت ممكن اقتل نفسي ساعتها… علشان كدا انا عاوزاك تتكلمي وتخرجي اللي جواكي"
رشفت منيرڤا كوبها مرة واحدة لدى سماعها لاسمه من بين شفاهها بتلك الاعتيادية الغير مفهومة وقالت بلهجة متوترة
"انا ممكن انام دلوقتي… اذا سمحتي"
قالت الينا بتفهم
"ايوه…وانا هنزل تحت اكلم نوران… وبعدين انام شويه…تحبي اعملك اكله معينه انهارده؟"
تدثرت منيرڤا وهي تقول
"لا… اي حاجه"
تركتها إلينا وهي تتساءل الى متى ستظل تلك العنيده علي صمتها ذاك.



التعديل الأخير تم بواسطة um soso ; 15-05-18 الساعة 12:47 PM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-05-18, 12:45 PM   #3

um soso

مشرفة وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء ومراسلة خاصة بأدب وأدباء في المنتدى الأدبي

alkap ~
 
الصورة الرمزية um soso

? العضوٌ??? » 90020
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 33,769
?  مُ?إني » العراق
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
?  نُقآطِيْ » um soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond reputeum soso has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلا بك زهورتي من جديد
روايتك في قسم المكتمله
خليتيني افتر ادور عليها واحط منادي ينادي ياولاد الحلال روايه تايهه
ههههههههههههههههههههههههه هه
سانقلها للقسم العام
وانا متاكده انك ستلاقين النجاح الذي تتمنين
بالتوفيق حبيبتي


um soso غير متواجد حالياً  
التوقيع
روايتي الاولى وبياض ثوبك يشهدُ

https://www.rewity.com/forum/t406572.html#post13143524

روايتي الثانيه والروح اذا جرحت
https://www.rewity.com/forum/t450008.html





رد مع اقتباس
قديم 21-05-18, 04:34 AM   #4

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلا بيك um soso اسفه اني خليتك تدوري كتير.
انا مستنيه تحليلك الرااااائع للرواية واحداثها واتمني اذا كان فيها حاجه فاتت عليا تنبهيني ليها.
رمضان كريم وكل عام وانتم بخير


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-18, 04:39 AM   #5

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

"الفصل الثاني"


أيقظها صوت المنبه عند السادسة وكما ألفت منذ "أحد عشر عاما" فقامت الى عملها الروتيني اليومي من إيقاظ أطفالها وزوجها وتجهيز طعام الإفطار ،وتوديعهم عند الباب ،ثم يتجه كل منهم إلى عمله.
هى زوجه لاكبر رجل اعمال في مجال المقاولات والانشاءات الهندسية،وام لزوج من التوائم،اولهم بالصف الثالث،وثانيهم بالصف الأول الابتدائي.
تناولت افطارها بمفردها كعادتها وبسرعه،فاليوم يوم مميز انه ذكرى زواجها ولزم عليها اعداد مفاجأة لحبيبها،وقضاء سهره مميزه معه.
انهت اعمالها اليومية بسرعه وصعدت لجناحهما أعدته وجهزته بالزينة المميزه.
***************
تقف امام مرآتها تهندم مظهرها وتتأكد منه قبل خروجها،حملت حقيبة يدها وجمعت أوراقها المبعثرة على الطاولة ودستها في حقيبة الأوراق الخاصة بها ،فأوقفتها ذكرى عابرة لتلك الأيام الدافئة التي جمعتها بأسرتها الصغيرة على هذه الطاولة.
داهمها البكاء ولم تستطع ايقاف ذلك المجري المالح، بكت طفولتها، بكت والدها الحبيب الذي سرقه الموت من بينهم، تركهم وهي لم تكمل الخامسة عشر،بكت امها التي وجدت نفسها بمفردها مع ثلاث بنات امام عم ذو جبروت ظالم .
لم تنس بعد ذلك اليوم، عندما وقف عمها بطوله الفارع أمام والدتها،وهو يخبرها بكل فجاجة ان ايام العزاء الثلاث قد انقضت،وأنها يجب أن تتصل بأخيها يصحبها،وتترك بناتها ليربيهم هو بصفته وصيا عليهم.
وعندما احتدم الحديث بينهما، ثارت هي لامها التى يصفها بابشع الصفات،والتي لم تستطع هي الطفلة أن تتحملها ،وما كان منه إلا أن رفع يده ليضربها لأنه يراها عديمة الأدب ، لولا والدتها التي وقفت بينها وبين يده وكان جزاؤها تلقى الصفعة بدلا منه.
صفعة!........ بكت هى لها تمنت لو كانت من نصيبها،اهون عليها من أن تمس يده الحقيره وجنة امها.
شهقه عاليه صدرت منها تلتها دموع لم تجف منذ احد عشر عاما،ولن تجف إلا اذا اخذت بثأرها من ذلك الفج مغتصب الحقوق.
انتبهت الي هزه خفيفه من حقيبتها نظرت لساعه يدها وجدتها تجاوزت الثامنة بعشر دقائق ،مسحت دموعها و حمحمت بقوه لتجلى تلك الغصه بحنجرتها ،فقد تأخرت علي عملها ولن تسمح لشئ بتأخيرها حتى وان كانت ذكرى احبابها.
قادت سيارتها إلي الجريده وفي طريقها لفت انتباهها رجل متقدم في السن يمسك بيد طالبة ثانوي صاحبا اياه للمدرسة ذكرها مشهد ذاك الرجل بولدها وهو يصحبها يوميا لمدرستها.
فقامت سرا «انا ماريه فؤاد صلاح،" مارية الفؤاد" ـ مثلما يناديني ابي ـ اقسمت بقسم لن احل منه الا بوفاتي لن اسمح لشيء، اي شئ، ان يعوقنى عن ثأري لاحبائي ـ لك يا أبي ممن قتلوك غدرا وسرقوك منا،ولك يا أمي ممن اهانك ودنس وجنتك الطاهرة بيده القذرة »
وصلت للجريده ،توجهت لمكتبها فورا وخلال دقائق كانت مجتمعه برؤساء الاقسام للاطلاع علي آخر المستجدات،مرت ساعتان وانصرف الجميع كل إلى عمله،عمدت الي جوالها وقامت بالاتصال بأحدهم للتأكيد عليه لتجهيز ما طلبته منه والاتصال بها عند الانتهاء منه.
*******
.....لم يعلم أحد أنه قادم إلى المزرعة اليوم 'ولا هو نفسه إلى أن جاءه اتصالا منها تعلمه بموعد رجوعها اليوم.
كانت جالسة في غرفتها التى لم تخرج منها منذ قدومها إلى تلك المزرعة من ثلاثة أشهر.
فجأه شعرت برجفه لم تشعر بها إلا بقربه منها،أخذت ترتجف بداخلها رغم الدفئ الذى تنعم به الغرفة.
قامت إلى النافذة،فبصرت رجلا من بعيد يخرج من السيارة،ثم يقطع الحديقه مسرعا بخطاه قبل أن يختفي داخل المنزل.
خيم صمت شامل على المكان ولم تعد تسمع إلا دقات قلبها العالية وتسارع أنفاسها المرتجفه"،هي تشعر به قلبها ينبئها بذلك،لكن عقلها يأبى التصديق"فلماذا يأتي اليوم؟ !
أخرجها من تصارع قلبها وعقلها طرقات عالية سريعة على الباب ،تلتها دخول صاحبتها.
استغربت منيرڤا البهجه غير الطبيعية على وجهها،وتسارع أنفاسها وكأنها قادمة توا من سباق للعدو..!
وضعت الاخري يدها على صدرها ،واخذت نفسها بعمق ثم زفرته بمهل تحاول تهدئة تلك الأنفاس المتسارعة،وقالت:
«مش هتصدقى مين هنا؟ !»
هي تعلم من؟ فقلبها لا يخطئه أبدا ومنذ أول مقابله منذ ستة أعوام.
خانها لسانها ونطق بإسمه-على غفلة من عقلها-وطرب قلبها لسماع حروف إسمه بين شفاهها إسمه الذى حرمت على نفسها النطق به حتى لا تخسر حربها مع نفسها.
لم تعى خطئها ذاك إلا على صرخات تلك المجنونه وهى تقول:
«لا........!عرفتي منين »
تنهدت وسحبت نفسا عميقا تتساءل سرا ، هل تسأليني أنا!.....كيف علمت أخبرنى قلبى، قادتني قدماي لرؤيته، لكن خانني الحظ ولم أشبع عيني برؤياه.
اغتصبت ابتسامة واهية وقالت كاذبة:
«أنا شفته من الشباك....بس مش ميعاده؟ !»
ألقت ردها بخفه،لكن قلبها كان مثقلا بالأحزان....
أما تلك الماثلة امام الباب فلم يخفي عنها نبرة الحزن التى تجاهد هى فى إخفائها،لكنها تغاضت عنها، فلن تحاول استجوابها مرة أخري حتي تتكلم من تلقاء نفسها.
استعادت حماستها لتقول «تمام. يلا بينا ننزل هو عاوز يقابلك »
رفعت يدها لخدها وقالت باضطراب :«لا »
لكن إرتجاف يديها وهى تداعب خدها كشف كل ما تحاول إخفاؤه.
لاحظت إلينا تلك التعابير على وجهها وإرتجافها فتأكدت من صدق ظنونها لكنها أسرتها فى نفسها وقالت:
«براحتك!بس دي تالت مره كنان ييجي وترفضى مقابلته وبدون سبب واضح »
قالت عبارتها وتركتها.
لم يكن لمنيرڤا مهرب من المنطق الواضح فى كلامها.
تنهدت بعمق بينما يدها تداعب زجاج النافذة لعل برودته تطفئ من نار تأججت بداخل صدرها.
************************
نزلت هي لمقابلته فبرغم عزوف تلك عن النزول معها إلا أنها لن تهدر فرصه واحدة لمقابلته والجلوس معه.
توقفت فى منتصف السلم مبتسمه وهى تراه قادم إليها بكل لهفة وشوق استطاعت أن تقرأها بعينه من مكانها.
مهلا....... هو لم ينظر لها بل لما خلفها،ورويداً رويداً تحولت تلك النظرات لنظرات بارده وساخره.
إذن فهو متلهف لتلك- حبيسه دموعها- وليس لها هى؛ لكن كيف؟ ! وهو من أكد اكثر من مره بعدم وجود رابط بينهم.
قال بنبرة هادئة باردة
« هي فين؟ »
إلينا وهى تحاول أن تتحاشى النظر لعينيه أخبرته،أنها نائمة الآن.
حدق كنان بعينيه الحادتين في وجهها وهو يعلم أنها تكذب وقال:
«هي أخبارها إيه دلوقتى؟ »
استأنفت إلينا نزولها مسرعه وهي ترد عليه أسئلته بإجابات مقتضبة،وحاولت مداراة إرتعاشة صوتها جراء كذبتها الغير متقنه.
وعندما ابتعدت عنه بمسافات كافية خففت من سيرها،كان عقلها مشغول بترتيب بعض العبارات التي ستقولها له إلى أن تذكرت أنها لم تسأله عن سبب مجيئه إلا أنه سبقها وفاجئها هو قائلا:
«أنا جيت علشان نوران »استكمل حديثه مبتسما عندما لاحظ صدمتها «هى هتوصل إنهارده »
لم تعلم انها أمامه كتاب مفتوح هكذا،ماذا قال نوران قادمة! اليوم! !!!!!لا....!!!
خرج صوتها واهنا «انت بتتكلم جد؟ »
انفجر ضاحكا بضحكه شعرت إلينا أنها مليئة بالحرارة،تاهت هي فى تفصيلها وفى تفاصيل وجهه التى زادت وسامة بتلك الضحكة.عينان خضراوان تخجل منها خضرة الربيع اليانعة، وجه ابدع الخالق في خلقه، دماثة روح يحسد عليها وضحكة تباري اعظم السيمفونيات.
يا ويلها! أكان ينقصها أن تراه يضحك أيضا. "إلينا انتبهى لقلبك، فهو ملك لأخرى ولا ينقصك غلطة أخرى."
تنبهت حواسها فجأه عندما تذكرت خطؤها الاول فلا يلزمها تكراره لتعلم الدرس.
قالت غاضبة
«كلامي فيه ايه يضحك كدا »
تركها وتوجه الي أقرب مقعد، فأخذت إلينا مكانها فوق الأريكه غاضبة منه.
نظر اليها مبتسما وقال
«شكلك اللي يضحك »
هي غاضبة
«ازاااى ؟!»
رفع يده باتجاهها
«طفله! تصرفاتك وتعابير وشك كأنك طفله..... »
نظرت اليه بشرود يمدحها ام يذمها؟ هل هو عيب فيها ام ميزه ؟روحها المرحه تلك ساعدتها على التئام جروح صدمتها في اعز انسان لديها،هذا ما أبلغها به طبيبها فماذا يقول هذا؟
نظر اليها مليا وجاهد ليبدو طبيعى وسألها وهو ينقل نظره لاعلى
«هى تعرف حاجه عن نوران؟ »
اجابته شارده
«لا» اعتدلت في جلستها واكملت حديثها «دي تقريبا مش بتتكلم، كلامها قليل قوي وحاولت معاها كتيييير »
تعمدت النظر إليه وهي تقول
«الموضوع محتاج تدخل منك »
سحبت نفسا عميقا من دون ان تبعد عينها عن وجهه الذى بدا جذابا بالفعل بمسحه الشحوب تلك التى لم تدري ان كانت بفعل الألم ام الغضب. لكنها عزمت علي الوصول لإجابة على حيرتها
«كنان هو انت ومنيرڤا،علاقتكم ايه ببعض؟!!!»
وجه اليها نظرة صارمة وتحولت لهجته الي برودة الثلج وهو يقول
«اظن الموضوع مش مهم بالنسبة ليك انا خارج شويه قبل ما نوران تيجي "
***********************
كانت تستند إلى النافذه وهي تستعيد ذكرياتها الأليمة أخذت تنقر بأصابع متوترة على زجاج النافذة وهي تتذكر
«ذلك اليوم فى الجامعه وبحثها عن صاحب تلك اليد ؛هي تعي تماما انها ستشعر به كما شعرت به آنفا لكن أضناها البحث ثلاث سنوات ولم تجده.
إلى أن جاء ذلك اليوم -حفله تخرجها-والتي عزم والدها على إقامة حفل كبير لتلك المناسبة، وخلال الحفل شعرت بدقات قلبها المتراقصه تكاد تخنقها حاولت تنظيم انفاسها إلا انها فشلت في ذلك وساعد أكثر في فشلها أبخرة دخان السجائر ورائحة العطور المختلفه والمتعدده.
خرجت للشرفة طلبا لبعض الهواء النقي لعله يساعدها في تهدئة تلك الخفقات المتلاحقة.
وجدت والدها يقف في ركن بعيد ومنزو منشغل بالحديث مع أحدهم ،وكان يبدو عليه الضيق والغضب الشديد،فحاولت هي أن تميز الظل معه لكنها لم تستطع فكان يقف في منطقة بعيدة عن الضوء .
تقدمت بالمسير تجاه والدها وكانت كلما تقترب تشعر بدقات قلبها الغريبه عليها تزداد أكثر فأكثر ،والهواء ينحسر عن رئتيها .....ارتعاشه تملكت من أطرافها نبأتها بما لا يدع مجالا للشك ان ذاك الظل هو ..... له.
كادت ان تصل اليهم الا ان والدها قطع عليها طريقها ممسكا بيدها متقدما بها تجاه المنزل ،التفتت برأسها إلى الخلف لتتبين هويته لكنه كان ينأى بنفسه بعيدا عنها متعمدا."
عادت الي واقعها بدموع منهمرة كالشلال،فرفعت أصابعها المرتجفه لعينيها تزيل عنها تلك الدموع يبدو أنها أصبحت بالفعل «حبيسه دموعها »كما تلقبها إلينا،فمنذ ذلك اليوم مع والدها بالمكتب لم تجف دموعها.
وكيف لها أن تجف ووالدها أخبرها حينذاك بما لا يدع مجالا للنقاش أنها ستصبح زوجه لاحد اهم واكبر رجال الأعمال في الدولة،وعندما فتحت فمها لتسأل اخرستها اشاره واحده من يده وهو يتحاشى النظر لها.
لا تعلم ماحدث ولا تعي لما حدث بعدها فكانت كما "عروسة الماريونيت" ،خلال ثلاثة أيام فقط كانت في قصره والذي اختار له منطقه بعيده جدا عن العمران وكانت حجته أنه يريد أن يعيش معها بعيدا عن الناس ،ولم تستغرب وقتها موافقه والدها له فكان يبدو كمن يريد الخلاص منها ......
ومذ ذاك اليوم وبدأت رحلتها مع الدموع والآلام. »
*********
القت نظره اخيره على الحجرة التى كانت تشغلها مع والدتها وابنها طوال الشهور الثلاث والنصف الفائته،والتى اضطرت أن تقضيها بها أثناء فترة علاج صغيرها من ذلك المرض اللعين.
وقد سبق وشدد عليها الطبيب المعالج له بضرورة بقائه فترة النقاهة بالمشفى،لكنها لم تجد بد من بقائهم فى بلد غريب لا تعرف أحدا فيه،وأكدت له أنها ستتابع مع طبيبه الاول وستكون على اتصال الكتروني معه.
فهي ترى أن وجود ابنها في بلده ووسط أهله سيحسن من نفسيته ويسارع بالشفاء.
بعد أن تأكدت من كل شئ ،توجهت لغرفة الطبيب لتقديم الشكر له علي مجهوداته معها ،كما أنها كانت ترجو أن يخبرها باسم المتبرع،فهي تري ان إخفاءه اسمه شئ غريب،فما الضرر في ان تعرف ولو اسم من انقذ طفلها الذي كان قريبا من الموت لولا ذاك المجهول.
*******
لم تصدق "نوران"انهم غادروا مطار كيندي بنيويورك منذ ساعات،وأنهم الآن يحلقون فوق مطار القاهرة.
قاهرتها الحبيبه،تشاهدها من نافذه الطائره بجمالها الرائع وشمسها الدافئه ونيلها الخالد مما رفع من معنوياتها التي دحضت من مقابلة ذلك المتيبس الرأس ،فهي لم تعلم ما سر هذا الإصرار الغريب في اخفاء اسم منقذ طفلها،لكن وبعد إلحاح شديد لم تعهده هي في نفسها قال لها
"سيدتى ان ملاكك الحارس هو من ساعدك، وساعد طفلك ولم يخولني بذكر اية معلومات عنه،لكن يمكنني القول انه لن يتركك ابدا»
ابتسم لها وتابع «انظري حولك وستجديه"
ملاكها الحارس،وتنظر حولها.......
تنهدت بالم،فذلك الطبيب وبحديثه ذاك يعطيها أمل…….سحقا له!!
بل سحقا لها! فإن ما يدور بخلدها الآن
درب من دروب الجنون.
لمسة خفيفة على ذراعها اعادتها من شرودها. فلم تشعر نوران بتلك الاهه التى صدرت منها رغما عنها.
امسكت يدها بابتسامة مدمعه وقالت تطمئنها:
«انا كويسه يا امي...»اشارت الي النافذه «بس واضح إني كنت مشتاقه للبلد قوي »
ابتسمت والدتهاوهي تمسح دموعها «واضح، ودا الدليل،اول مره اشوف دموعك من سنين،حتى مع مرض كريم دموعك منزلتش »
نوران بابتسامه وهي تنظر لطفلها
«الحمدلله »
هبطت الطائرة وساعدها الطاقم الطبي- الذي وفره المطار لهم- في نزول طفلها.
انهت نوران إجراءات المطار وذهبت لوالدتها،لتبحث عن السائق الذى امرت عزيز بارساله،لكنها لم تجده سمعت هذا الصوت يناديها تلفتت حولها فوجدته هو "عزيز"
ذهبت اليه غاضبة وهى تدفع الكرسي بابنها
«عزيييز! فين السواق »
ابتسم عزيز فبالرغم من انها غاضبه الا ان غضبها ذاك انساها تعجرفها ،وجعلها تناديه باسمه مجردا وكان وقع الاسم علي اذنه وبصوتها هي قد أسعده.
رحب بوالدتها،وداعب وجه الطفل مرحبا به بكلمات تشجيعيه علي نجاح العمليه،وقد تعمد تجاهلها وعدم الرد عليها،حمل الحقائب ووضعها بالسياره.
فلتذق هى ولو لمرة واحدة طعم الاهمال والتهميش.
نظرت اليه وبدت كأنها تقرأ أفكاره ،لو كانت إمرأة أخري لكان لها رد فعل آخر،لكن هي تعلم جيدا ما يدور برأسه،ولن تقع فريسه لتلك الافكار السخيفه، فلم يخفى عنها ما يكنه لها من مشاعر ومحاولاته السابقة لإظهارهاحث .
هى امرأه،تشعر بتلك الامور،لكنه أخطأ فى اختياره.
فما يبحث عنه ليس لديها،ابتسمت بوهن،فهيخلقت لواحد فقط ،لا لغيره.
كان الغسق ما زال منتشرا عندما وصلوا إلي ڤيلا المزرعه،انفتح الباب وخرج اخيها وإلينا بثرثرتها المعهودة،رحب كنان بهم وحمل الصغير ضاما اياه باشتياق،فوضع الأخير رأسه على كتفه وغفي من التعب.
عندما ذهبت اليه لتحمله عنه،اوقفها بإشارة من يده ودلف للداخل يضع الصغير بحجرته.
وثلاثتهم من خلفه،ذهبت والدتها لحجرتها فهي لم تذق النوم منذ يومين،ولم تعد قادرة على الاستمرار.
أما إلينا حضنتها مرة أخرى باشتياق كبير قائله بابتسامه«الحمد لله ،كان لسه شويه وأجيلك أنا »
ضحكت نوران وقالت «ليه كدا انا سايبه اللى يسليك لاني عارفاك »
الينا ممتعضه «يسلي مين "وأشارت لأعلى"
دي مش بتنزل ابدا »
نوران وقد اكفهرت ملامحها «ليه كدا،مش انا وصيتك عليها، سايباها يا لينا دي ظرو...»
سكتت وقد انتبهت لما كادت تتفوه به.
إلينا وهي تضع يدها علي كتف نوران وتحثها على الحديث «ايواااا ....ظروف ايه؟! »
نوران وهي تنظر حيث دخلت والدتها «مش وقته يا لينا»
بعد حوالي نصف الساعة رحل كنان بعد الاطمئنان على احوالهم واحوال الطفل،على وعد منه بالعودة غدا ،من اجل منيرڤا.
خاصة بعد علم زوجها بأنها على قيد الحياة.
***********


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-18, 04:43 AM   #6

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث

كان الليل قد أسدل ستاره الأسود وهبت نسماته الباردة، قاد كنان سيارته على غير هدى لا يعلم إلى أين يذهب؛لكم تمني لو وافقت علي مقابلته اليوم لكنها خيبت رجاؤه هذه المرة ايضا....هذه العنيده المتحجرة القلب لو تعلم ما تفعله به بعنادها ذاك .
أمسك عجلة القيادة بقوة وأدارها للعودة من نفس الطريق مرة أخرى،لقد أراد رؤيتها اليوم وسوف يراها مهما كلفه الأمر ،فهذا القلب الغبي لا يعلم للحدود طريق.
عاد لمنزل المزرعه لكن هذه المره من الباب الجانبي ،وتوقف في الحديقة الخلفية في منطقة بعيدة عن الضوء.
وترك قلبه يناجيها بما يعتمل بداخله وكله ثقه انها ستشعر به وتلبي نداء قلبه .
**************************
وقفت دون حراك تنظر من النافذه الي الحديقه وقد راق لها منظر الاضواء المتراقصه والتي زينوا الحديقه بها لا تعلم ما المميز في هذه الليلة ليجعلوا الحديقه بهذا الجمال،
صوت داخلي يحثها على النزول اليها لتمتع عيناها -التي أجهدها كثرة البكاء-بذلك المنظر البديع راقت لها الفكره كثيرا فنزلت اليها لا يصاحبها الا دقات قلبها التي تعلو أكثر فأكثر وسط سكون الليل.
توقفت فجأه وجها لوجه أمامه،بقامته المديده ارتجف قلبها كورقة صفراء في يوم خريفي،فهوأكثر و آخر من أرادت رؤيته دارت للخلف عائده من حيث اتت استوقفها قائلا بصوته الهامس :
«بتهربى تاني»
اقترب منها وهو يتابع حديثه بتلك البحه الآسره
«نزلتي ليه ؟!»
حثها على الحديث هاتفا «ميرا!! »
ارتجفت أوصالها حاولت الحديث لكنها لم تستطع حتى رفع عيناها من الارض وبدأت بالبكاء من جديد.
عندما طال انتظاره قال غاضبا
«ارفعي راسك يا ميرا واتكلمي،كفاية بكى ..»
قال عبارته الأخيرة ثائرا بصوت مرتفع.
رفعت رأسها اليه ولمعت عيناها السوداوين بغضب شديد في وجهها الشاحب المتعب،لكنها آثرت الصمت
مما أغضبه.
جال بنظره في المكان من حوله ،في محاولة لتهدئة نفسه ،فكم تمني ان يمسكها من كتفها وهزها بقوه حتى تفيق من غفلتها تلك.
إلا أنه قال بهدوء
"ميرا انا جيت علشان اشوفك........ميرا ممكن تبطلي بكا وتسمعيني"
لم تجيبه مما زاده إصرارا على متابعة حديثه
"انا عايز اساعدك"
***********************
جالسه بغرفتها تنتظر ذاك الإتصال الهاتفى غمرها الحزن وهى تتذكر عائلتها والحنان الذي افتقدته بموتهم إنها يتيمة الأب منذ إثنا عشر عاما وبعدها بعامين فقدت والدتها وبعدها اختها الصغري ذات الاثنا عشر عاما.
أقرب عائله لها هي عائله أختها ملك،وعائله صديقتها نوران لقد رحبوا بها كفرد من أفراد العائلة واعتبرتها نوران شقيقه لها.ومع ذلك فعاطفه والديها الدافئة لا يعادلها أي حنان في العالم.
حاولت ماريا أن تبعد تلك الذكريات الاليمه فاليوم هو عيد ميلاد اختها ولن تسمح لشيء أن يعكر صفو سعادتها.
صوت رنين هاتفها الشخصي أعادها لعالمها استقبلت الاتصال ولم يكن إلا "مكرم "مساعدها الشخصي يخبرها بإتمام المهمة.
قامت إلى مكتبها وفتحت جهازها الالكترونى واتصلت باختها المقيمة بلندن مع زوجها الطبيب الشاب
طالعتها صورة اختها الضاحكه وبجانبها طفلتها الصغيرة لم تستطع عندها منع دموعها ،لكنها هذه المرة دموع فرحتها باختها الحبيبة الوحيده الباقيه لها من أسرتها.
طلبت منها ماريا أن تخرج أمام منزلها،كان الشارع امام منزلها مزدان بالورود والاضواء اللامعه، وفور خروجها انطلقت الألعاب النارية من حولها ترسم عبارات التهنئه بعيد ميلادها،وتقدم منها مجموعة من الأطفال كل منهم يحمل صندوقا مليئا بالورود،يتوسطهم عربة صغيرة عليها لعبة إلكترونية تقدم لها علبه مخمليه بها طقم من الألماس لم ترى في رقته أبدا.
لم تستطع ماريا كبح ضحكاتها امام صراخ اختها الهستيرى وثرثرتها التى لم تفهم منها شئ.
وبعد أن احتفلت معها إلكترونيا بعيد ميلادها واطمئنانها على أحوال اختها وابنتها الصغيرة،أغلقت حاسوبها وتقدمت إلي صورة قديمة تجمعها بعائلتها والابتسامة مرسومة على وجوههم،تتمنى أن يأتي يوم وتعود تلك الابتسامة مرة أخرى،قالت بعزم:
«بكره الاماني تتحقق»تلمست وجوههم قائله بشرود «هتتحقق »
**************
قضت نهارها بصحبة أطفالها بين إطعامهم ومساعدتهم في مذاكرة دروسهم،واللعب معهم وعند حلول الليل خلدوا جميعا للنوم.
اسرعت لجناحها تستعد لقدوم زوجها
انتظرت زوجها يأتى لكنه تأخر كعادته فى الآونه الآخيره. حدثت نفسها بأنه لا بأس فهو يتعب من أجلهم وواجبها أن تصبر.
وأخيرا...وقع خطوات ثقيلة تقترب من الباب.فأخذت الأفكار تتزاحم برأسها، هل هو متذكر لهذا اليوم،ام سيكون كالعام الفائت؟ ماذا سيكون رد فعله عندما يجد هذه الزينة ومائدة العشاء الخاصة تلك؟
ها قد انفتح الباب كتمت انفاسها متحمسه منتظره سماع معايدته لها،نظر حوله ولاحظت نظراته المستفهمه،فبادرت هي قائلة
«كل سنة وانت طيب »
رد باستفهام
«وانت طيبه،بس ايه المناسبه؟»
سهم خيبه الامل أصابها في مقتل ادمعت منه عيناها،نظرت لأسفل لكى لا يرى دموعها المترقرقة بهما وقالت
«عيد.... جوازنا»
ذهب ببرود ليبدل ملابسه وهو يقول
«يااااه !انا كنت ناسي، انا اسف يا حبيبتى إنت عارفه ضغط الشغل،وعامة كل سنه وانت طيبه »
قبل جبينها ورفع وجهها اليه لم تخطئ عيناه مرآي آثار الدموع في عيناها لكنه تغاضى عن ذلك فهو لم يكن في مزاج لمهاتراتها الغير مجدية،لكنه حاول تصحيح الوضع بشكل لا يؤثر على بقية اليوم،فجل ما يريده هو النوم والاستيقاظ مبكرا للحاق بموعده الصباحي،فقال:
«أسمي....،ايه رايك تروحي بكره لادوارد وتشتري اللي عاوزاه،وممكن كمان تقضي يومين الاجازة عند خالتك في المزرعه»
ضغط علي كتفها ضغطة خفيفه وتركها ليدلف للحمام،فيكفيه ما يقابله بالشركة نهارا لتكمله هى ليلا.
سحابه ضبابية غشت جفونها فحجبت عنها مرأي ما حولها، نار حسرة تأججت بداخلها...... هل هي هكذا بنظره.... طفله يسكتها بقطعة حلوى؟!
هل هذا ما كانت تنتظره في هذه الليلة،قطعة مجوهرات تشتريها لنفسها ووعد بقضاء يومين لدى خالتها.
من ذاك الرجل أنها لا تعرفه؟ ،أين حبيبها الذي كان يراعي مشاعرها،ولا يعتبر قضاء يوم كهذا يكون بزيازه أقاربها وشراء الحلي ؟
خرج المعني بافكارها من الحمام وتوجه لفراشه وغفا بسرعه رهيبه حتى أنه لم يلتفت اليها.
أطفأت اضاءه الغرفه وذهبت للنوم تصاحبها دموعها على ذكرى حبيب تجهل مكانه؟
نعم فمن يغفل بجوارها ليس هو.
************
رفعت عيناها خجلا وخرج صوتها ضعيفا وهى تسأله
"لي....ليه؟"
ظل يحدق فيها بعيناه الخضراوين غير مصدق أنه سمع صوتها حقا،وخجلت هى من نظراته المحدقة بها ولم تجد ما تقوله أكثر من ذلك.
وضعت يدها خلف ظهرها وعيونها بالارض غير قادرة على النظر إليه.
أجابها كنان بصوت هامس
"تقدرى تقولى تصحيح لأخطاء الماضى"
رفعت عيناها متعجبه مما قاله أية أخطاء تلك وبادرت بالقول سريعا
"مش فاهمه؟!"
دار حولها وهو يذم شفتيه قائلا
"ميراااا...مش وقت توضيح أو أسئله،الوقت ضيق جدا ولازم تساعدينى"
ميرا برجاء
"إنت مصدق إنى مش خاينه"
ابتسم لها كنان ابتسامه دافئه وقال
"مصدق من قبل ما تصدقى إنت"
لم تفهم منه شئ وحاولت استجداء اى معلومه منه فقالت"ازاى!وفواز.... وتحليل الـ dna......والحادثة اللي حصلت و....."
كنان وهو يزفر بغيظ شديد
"مييراااا ..خلاص قلتلك بعدين،المهم انت لازم تسافرى الليله دى...!"
نظرت اليه متعجبة
"اسافر؟… ليه؟ وولادي اسيبهم هنا ازاي واسافر علشان ايه؟"


عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-18, 10:16 PM   #7

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الرابع

الطائره تحلق بها الآن فوق بلاد اليونان،بلاد السحر والجمال والتاريخ العريق،وكانت تلك محطتها التالية بعد ثلاث شهور قضتها في مصلحة التأهيل والإعداد النفسي بالسويد وتم ذلك الأمر بسريه تامه.
تسارعت خفقات قلبها وهي تتذكر تلك الليلة فى الحديقه وكنان ينصحها بالسفر للسويد حتى تستعيد توازنها النفسي وتستعد لمواجهة زوجها ،لكن مع اخفاء لحقيقتها وقد كانت اليونان هي المحطة التى ستنطلق منها.
كانت هناك اسئله كثيره تدور بعقلها لكنها آثرت الصمت والاستسلام له،لعلها تصل لشئ ابتسمت عندما تذكرت حوارها مع طبيبها النفسى عندما تعجب من ثقتها بكنان فقط وكان ردها عليه وقتذاك
"لقد ساعدنى وعرض مكانته السياسية ووظيفته الدبلوماسية من اجل انقاذى،كما انه لم يتوانى عن قيامى بعمليات لتجميل وجهى المشوه من أثر الحادثة،ولم يطلب منى مقابل لذلك"
عبست عندما تذكرت نصيحته ألا تسلم لأحد تماما وأن تتريث قبل الحكم على أحد.
ساورتها الشكوك هل يساعدها لغرض ما؟ام ينتظر منها مقابل؟
نفضت تلك الأفكار عنها،فهى ستعمل بنصيحه طبيبها، لكن كنان خارجها....... فهو منقذها أمام عقلها اما امام قلبها فهو..حبيبها.
****************
يجلس بسيارته وهى تشق طريقها متجهة الى المزرعه،فاليوم ميعاد وصولها الي اليونان لذلك كان لزاما عليه أن يأخذ زوجته ويبتعد عن اليونان وقد كان.
فاليوم تقيم اخته و بتحريض منه احتفالا كبيرا بمناسبة تمام شفاء صغيرها وعودته لحياته الطبيعية ،بعيدا عن تلك اللوكيميا التى كادت تهزمه لولا ذاك المتبرع المجهول.
وقد اصر على ان يصحب زوجته معه هذه المره فهو مذ عودته لليونان لم يغب عليه تلميحاتها المبطنة فى كلامها واسئلتها ولقد تأكد له أنها تتجسس عليه بأحد احدث اجهزة التصنت ولكنه لم يكشف الامور لها ،وتجاهل ما توصل إليه لعلها تلك ال- فتون -تكون وسيله للوصول لمبتغاه،لكنه لن يستبق الأحداث.
أخرجته من أفكاره سائلة
"وصلنا...؟"
أجابها بدون النظر إليها
"لسه شويه.. مستعجله،ولا زهقتى؟"
ابتسمت بتهكم
"زهقت من ايه اللى زيى مش من حقه يزهق،إنما تقدر تقول مستعجله ….. على الشو بتاعك"
نظر اليها متعجب
ا"شو ايه"
اجابته ساخرة
"الدبلوماسى العظيم وزوجته المقعدة"
***********************
اتصال تليفونى فى اول الصباح يدعوها وعلى وجه السرعه لحضور احتفال صغير بالمزرعه جعلها تلغى أعمالها لهذا اليوم.
لاتعلم ما سر العجله فى تلك الحفله المفاجئه،لكنها لا تستطيع الرفض فصاحبه الدعوة " نوران"،
كما أنها اصطحبت مساعدها "مكرم" لإلتقاط بعض الصور.
بدأ الإحتفال في منتصف النهار حتى يتسنى للأطفال اللعب بالحديقة وكان من بين الحضور ابنة خالتها وأطفالها،اندمج الأطفال فى اللعب وانضمت أسمي لباقى العائله وكانوا مندمجين معا في الأحاديث الممتعة المضحكه، إلا تلك التي اتخذت لنفسها عالم آخر تنظر منه إلى الجميع بنظرة ملئها الحقد والكراهية،وقد اتخذت مكانا منزويا بحجة مشاهده الحديقة ، لكنها كانت تراقب الأطفال من بعيد.
بعد قليل من الوقت وصل فواز إلى الإحتفال وقد كان ذلك أول ظهور له في العائلة منذ أكثر من تسعة شهور،وكان التوأمان أسرع فى الركض إلى الداخل وهما يتراقصان ويتضاحكان بسرور.
**********
لقد كان فواز يتحاشى اللقاء به قبل أن يصل لمعلومات عن زوجته التي انقذها هو من تلك الحادثة وراح ضحيتها والدها ووالدتها فقط،عاد بذاكرته لذلك اليوم الذى صارحها فيه برغبته فى العيش بالخارج وكان قد قام بتجهيز اوراقه ولم يتبقى الا الكشف والتحاليل المطلوبة منهم وهنا كانت صدمته الأولى فالتوأم غير متطابق معه فى زمرة الدم ،فذهب لطبيبه الخاص وعندما أبلغه أن تلك الأمور واردة في كثير من الأحيان ولكنه إذا أراد التأكد فعلا فعليه بتحليل الحمض النووي،ولأن الشك داهمه قام بذلك التحليل وهنا كانت الصدمه الاكبر فالتوأم ليس له.
وعندما واجه زوجته بذلك لم يجد منها غير الانكار.
تقدم كنان منه مرحبا به وعند سؤاله عن والدته أجابه قائلا:
«إنت عارف عمتك مش بتحب جو الحراسات والكلام دا وقالت هتيجي بعدين ...انت اخبارك ايه واخبار فتون »
ابتسم كنان ابتسامه خفيفه وهو يجيبه:
«انا تمام،وفتون في الجنينه ،تحب تشوفها »
لم يكن فواز يريد الحضور لتلك الحفله- البائسه- من وجهة نظره لكنه حضر ومعه الاطفال لعله يجدها هنا،وقد طلب من فتون ان تحضرها ايضا حتى تساعده فى إيجادها،فهى من ابلغته ان كنان من انقذ منيرڤا من الحادث وأنه تولى مسئوليه اخفائها،لكنه ليس بيده ما يثبت ذلك وعليه الإنتظار وهو الأمر الذي يبغضه كثيرا.
أخذ يبحث بعينيه في وجوه الحاضرين وقد انتبه كنان لذلك سأله :
«بتدور علي حد؟»
ارتبك فواز من سؤاله فهو لم يعتد علي ان يكون مكشوفا للجميع لكنه تدارك نفسه قائلا
«آ..آه نوران وكريم فين ومرات خالي مش شايفها »
كنان «كريم بيلعب، تعالي ندخل لمرات خالك وبعدين نشوف نوران »
اصطحبه كنان للداخل ليقابل والدته فهو يعلم مبلغ الحب الذي تحمله والدته له فهي تعتبره ابننا لها.
خاصة، بعد وفاة أخيه الذي كان صديقا مقربا لفواز،لكن والدته استقبلته بفتور شديد لم يعهده بها، وكانت علامات الارتباك مرسومه على وجهه.
نقل كنان نظره بين الاثنين وانتظر أن يبدأ أحدهم بالحديث لكن والدته تحججت بألم الرأس المفاجئ وتركتهم.
وفواز استأذنه بالخروج للإطمئنان على أخته.
**********************
لاحظت نوران غياب فتون فذهبت للبحث عنها حتى قادتها قدماها إلى الحديقة الخلفية فوجدت ظل لشخص يقف متواريا خلف أشجار النخيل العالية فذهبت اليه ،الا انه عندما لاحظها ترك مكانه وأسرع بالهرب واسرعت هي خلفه إلا أنه كان يزيد بخطواته توقفت نوران فجأه ولم تقو علي الحركه ولم تشعر بنفسها وهي تصرخ هاتفه........ «مأمووون ».
أخذت تنادي وتصرخ هاتفه باسمه لكن لم يستجب لها.
اختفى صاحب الظل بعيدا فأسرعت هي بخطاها عائده إلى المنزل واتجهت لغرفتها واعادت تشغيل تسجيل الكاميرا،ولكن ولتزيد دهشتها كانت الكاميرا الخاصة بتلك المنطقه معطلة.
اتصلت بكنان ليوافيها بغرفتها، دقائق وحضر أخيها وعندما انتهت من سرد ما حدث معها زاد نحيبها وزادت شهقاتها ولم تستطع السيطرة على ارتعاشه جسدها، فضمها أخيها ولم يجد مايقوله يهدأ من روعها،انتظر حتى هدأت قليلا وقال بهدوء وهو يدقق بكلماته:
«دلوقتي الكلام دا لو حد سمعه أكيد هيشكك في قواك العقلية.....وتابع حديثه عندما وجد نظرات الاستنكار مرسومة علي وجهها،أنا طبعا مصدقك بس مش هينفع نعمل اي حاجة بدون ما نتأكد »
اخذها وذهب للحمام الملحق بالغرفه لتغسل وجهها وتمحي أثر البكاء واستطرد حديثه قائلا:
«نوران،انت اكيد معايا فى ان دا شئ غريب ان واحد يظهر بعد موته باكتر من سنتين بالشكل دا
يعني ممكن يكون لعبه من مرات ابوه خصوصا بعد رفضك لكلامها ، وكمان كريم وبعد ما اعتقدت انه هيموت يرجع تبقي قدامه فرصه كبيره يعيش طبيعي،نورا اعقلي وركزي فى شغلك ومع ابنك وأنا هشوف الحكايه دى ،مينفعش نتسرع فى حاجه تخليك تخسري اللي فات كله »
رفعت نظرها سائله برجاء
«يعني هتعرف مين دا؟ »
ضمها اليه وهو يرى نظرات الأمل المرسومه بوجهها
«نورا سيبيها على ربنا،لكن عاوزك تفتكرى حاجه وعسي ان تحبوا شيئا وهو شر لكم »
************
أطلق لساقيه العنان يسابق الريح في سرعته حتى استوقفه أحدهم، نظر اليه بانفاس لاهثة وقال
"انت بتعمل ايه هنا؟"
قال الآخر بسخريه
"انا معزوم هنا… انت بتعمل ايه هنا؟… مأمون مش احنا قلنا نصبر شويه… انت ما تعرفش كنان عمل ايه علشان يغطي على سفرك لأمريكا…"
قاطعه مأمون بعصبية قائلا
"غصب عني يا مكرم كنت عاوز اشوفها واطمن عليها…. وبعدين انت كنت عايزني افضل مستخبي واسيب ابني يموت"
لم يستطع مكرم الاجابة عليه فتابع الاخر قائلا
"انت مش حاسس بالنار اللي جوايا وأنا سايبها لوحدها هنا"
ربت مكرم بتفهم علي كتفيه وقال
"يلا نخرج من هنا دلوقتي ومتنساش فواز هنا ولو شافك يبقي كل اللي عملناه ضاع"
رافقه في سيره طواعية وهو ينظر إلى الخلف بحسرة، لكم اراد ان يعانقها بشدة ويبثها كل شوقه اليها الا انها مشيئة الله وليس امامه الا ان يتشبث بالصبر.

tia azar likes this.

عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 21-05-18, 10:20 PM   #8

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الخامس

كان هذا هو اليوم الاول لها في العمل
كمدربه رياضيه بأكبر نادى رياضى بالقاهرة
ولذلك كان لزاما عليها ترك المزرعة بالبحيرة والعودة للقاهرة،وقد عرضت عليها ماريا الاقامه معها بشقتها التي تعيش بها بمفردها بعد أن تزوجت أختها وسافرت.
لقد كانت متحمسه جدا لذلك العمل خاصة بعد نصيحه ماريا لها بالحفله،بعد مقابلتها مع كنان.
أفلتت دمعه من عينها لدى تذكرها لحديثها معه واهانته المبطنة لها ونعته لها بالطفله الهوجاء.
فعندما ذهبت للبحث عن نوران وصادفته خارجا من غرفتها متجها لغرفته، كان يتحدث في هاتفه وهو ينهر أحدهم على تصرف ما وقد كان غاضبا جدا وبعدما جاءه الرد من الطرف الآخر هدأ قليلا والتفت يغلق باب غرفته فوجدها واقفه لدي الباب أنهى مكالمته سريعا وأذن لها بالدخول.
دلفت متردده وهي تفرك يدها من شدة توترها فهى ومنذ رأت زوجته وهي تشجع نفسها على مصارحته بحقيقة ما تشعر به تجاهه،لكنها تهاب ردة فعله أنبت نفسها فمنذ متى كانت جبانة تهاب شئ،تقدمت منه وهي تحاول تجميع الكلمات بعقلها لتخرج بجملة مفيدة تستطيع أن تشرح ما بداخلها.
نظر اليها متعجبا من صمتها وقال:
«خير يا إلينا فيه حاجه؟ »
حاولت السيطرة على ارتجافه شفتيها وهي تقول: «أأأنا كنت عاوزه اتكلم معاك، لو فاضى دلوقتى »
إبتسم لها مشجعا إياها على الحديث:
«أنت عارفة غلاوتك عندى يا إلينا ،يعني لو مش فاضى أفضيلك نفسى »
تقدمت منه بقدم ثابتة بعدما سمعت تأكيده ذاك على أهميتها عنده:
«انا مش عارفه ابدأ منين أصل الحكاية من زمان وأنا مش ...يعني أنا خايفه تفهمنى غلط»
تعلقت عيناها بوجهه الرجولى وشعرت باضطراب وتوتر.
ساد صمت ثقيل بينهما،فبادر كنان قائلا:
«إتكلمى على طول وبلاش الالغاز دي»
اندفعت الكلمات من فمها كأنها تقذف كرة من اللهب
«أنا بحبك!»
أغمضت عيناها منتظرة سماع كلماته الغاضبة،أو سخريته منها لكنها لم تسمع شئ.
فتحت عيناها،لم تذكر أنها رأت رجلا سيطر عليه الجمود كما ترى الآن.
كان كل شئ فى الغرفة هادئا فلم تسمع إلا ضربات قلبها المفاجئة التى ملأت مسامعها وطغت على ماحولها،شعرت كأنه الدهر قبل ان تسمعه يقول:
«إلينا إنت أجمل بنت شفتها وارق واحده الواحد ممكن يتعامل معاها بس مش معنى إننا لما قربنا من بعض واتكلمنا فى وقت كنت محتاجه حد جنبك ويتكون عندك احساس ناحيتي تترجميه انت لمشاعر حب .......
اقترب منها عندما وجد الدموع تتلألأ في مقلتيها وامسك بكتفيها بحنان اخوي وتابع قائلا
"الحب الحقيقى بيجى مرة واحدة في العمر وهو الحب الوحيد اللي بيسيب علامة في شخصية الإنسان ويساعده يحسن من نفسه ومش ممكن يتنسى ابدا مهما مر عليه...اما اي مشاعر تانيه بيبقي ليها مسميات تانية غير الحب......إلينا انت واجهتي تجربه كانت فاشلة وخرجت منها ببراعه انا نفسي كنت مذهول ومش مصدق للقوه المعنويه والنفسيه اللي عندك فادى فرصه لنفسك واندمجي مع الناس دوري على الحب اللى يستاهل إلينااااااا ..........فهمت»
إلينا وهى تحاول أن تبدو متماسكة وغير متأثرة
«فهمت! فهمت انك بترفضني بس بدبلوماسيه »
رفع كنان رأسه لأعلى وهو يقول
«ياالله.........،لأ يا إلينا انا مش برفضك أنا بوضح ليكى الحقيقه،انت ممتازه من كل النواحي لكن زي ما بيقولوا كل روح وليها توأمها اللي يناسبها......
قطعت حديثه وهي تقول
"وانت لاقيت توأمك؟"
امعن النظر إليها ثم قال بنبرة الم
"ايوه لاقيتها بس يا خسارة ضاعت مني؟"
صمت قليلاً وتابع
"إيه رأيك نتفق على اتفاق »
رفعت رأسها لتنظر له متسائلة بتعجب
«اتفاق؟ !»
تابع حديثه «اشتغلي واندمجى بين الناس لمده سنة وخلال السنه دى لو اتأكدت من مشاعرك ناحيتى أنا مش هرفضها ،اتفقنا »
دهشت الينا من حديثه وهزت رأسها بشرود ولم تكن قادره علي الجواب للحظات ومن ثم نظرت اليه وقالت
"انت بتهزأ بيا وبمشاعرى يا كنان"
ضم كنان يديه معا بقله حيله لا يعرف كيف تفكر تلك الفتاه
"انت شايفه كدا....الينا انا بديك فرصه تتأكدي من مشاعرك ناحيتي ...اللي انا متاكد انها وليده ظروف انت اتوضعتي فيها غصب وبتحاولي تخرجي منها بالمشاعر دي"
***
«وصلنا،هو دا النادي يا أستاذه »
أعادها صوت سائق التاكسى إلى واقعها نزلت من التاكسي وتوجهت الى النادى، دخلت إلى حديقه النادى الرئيسيه طوحت حقيبتها علي كتفها وهى تنظر حولها تبحث عمن تسأله عن مكان مكاتب الإدارة،هبت نسمه خفيفه اهتزت لها شجيرات الورد مائله باتجاها فابتسمت إلينا قائله وهي تنحنى بطريقه مسرحيه «اهه هو دا الاستقبال »
اقتربت من الورود البيضاء فقد كانت تعشقها دائما وأخذت تتلمسها، لم تنتبه إلينا لذلك المختبئ وراءها ويراقبها.
شابة ذات وجه فاتن ومشع وكأن خيوط الشمس وبريق القمر اجتمعا على أن ينحتا وجهها وعينان بلون الزرع الأخضر كأن الطبيعه ساعدتهم ليكملا لوحتهم الملائكيه البديعه وحاجبان رقيقان يظهران مدى جمال عينيها الواسعتين وأنفها الصغير وشفتين ورديتين مليئتين ومسحه من اللون الوردى أعطت الحياه لوجنتيها التى تبدو بلون الورد الذى تتلمسه بتلك اليدين الصغيرتين.
يا الله!!!!!! كأنها استأثرت بجمال فتيات الكون لنفسها شعر كأنه يقف أمام ملاك لا بشر.
بدأ العرق يلمع على جبينه،إنه فى العادة يقف أمام أعتى الأعداء المزودين بالاسلحه بدون أن يهتز له جفن ويقود الطائره بسلاسة يحسده عليها زملائه الطيارين اما الآن فالحال مختلف.
عندما استدارت إلينا إلى الجهة الأخرى لمعت عيناها تحت أشعه الشمس فقد كانت بلون أخضر لامع ليس له مثيل.
شعر أنه سيصاب بذبحة صدرية إذا وقفت مكانها أكثر من ذلك،أنقذه مجئ أحد عمال النادى إليها
«إحممم...حضرتك بتدورى على حد؟ »
التفت إليه فغر العامل فيه واتسعت عيناه من جمال مارأي وقال بذهول
«سبحان من أبدع وصور »
تضرجت وجنتاها بالدم، هى معتادة على تلك المجاملات لكنها تجهل كيفية الرد عليها ويطغى عليها حياؤها تلعثمت وهي تقول
«أنا...أنا..بدور على مكاتب الإدارة »
«وأنا هوصلك بنفسى إتفضلى معايا »
لم يخفي عن ذاك المختبئ نظرات الإعجاب المرسومه علي وجه ذلك العامل،يبدوا أنه سيواجه متاعب جمة في مهمته تلك، لكن هذا عمله ويجب عليه أن يتمه على أكمل وجه كما إعتاد، اما تلك الطفله فمهمته الخاصه معها بدأت منذ الآن وهو لا يعلم كيف ينهيها.
************
منذ وصولى مطار أثينا كان كل شئ جديدا وغريبا؛ الأصوات اليونانية والوجوه الواضحة والصارمة وكأنها منحوتة صخرية،والحركات السريعة المصحوبة بالنظرات الغير مهتمه؛ جعلتنى أشعر بالرهبة والخوف،حاولت تذكر حديثي مع الطبيب قبل سفري،لكنني ذهبت بعقلى إليه هو بحثت عنه فى كل مكان من حولى فلم أجده،يا الهى بدأ القلق يتسرب الى رويداً رويداً ،أخذت أبحث في الوجوه من حولي شعرت كأني طفلة تائهة عن والدتها وتسمرت مكانها تنتظر أن تجدها هي.
فجأه سمعت أحدهم خلفى يقول بانجليزيه سليمه:
«مرحبا،هل أنت الآنسة "يولاندا چورچي؟ ".
حاولت أن أبدو هادئة وأنا أقول
«نعم أنا هى»
مد يده معرفا عن نفسه
«أنا أدم العرابى وأنا مكلف من السفارة المصرية باستقبالك ....أتمنى أن الرحلة كانت ممتعه ومريحه! »
«نعم كانت رحلة جيدة،اشكرك على اهتمامك...سيدي »
حمل الحقائب وقال «تفضلي آنستي فأنا من سيتولى إيصالك إلى الفندق »
ظل يرمقني بنظرات متعجبه طوال الطريق فشغلت نفسي بمرأي المناظر شتى من حولى وتذكرت حديثى مع كنان عندما قابلني سرا فى السويد وهو يقول:
«انت دلوقتي اسمك يولاندا چورچي،ويولاندا دي المترجمه المزدوجه في السفارة ،المفروض بتعرف عربي وانجليزي ويوناني وفرنسي واسباني،وطبعا انت تعرفي اللغات دي بحكم دراستك وشهاداتك القديمة »
لا أعلم لم كل هذه السرية من تغيير اسمي وديانتي هل فواز بهذه الخطورة؟!
أجبته حينذاك بقلق
«ايوه بس دا من فتره كبيره ويحتمل أكون نسيت بعضها أو كلها،.........وبعدين كل دا ليه مشكلتي مع فواز مش محتاجه السريه والخطط دي كلها »
اجابني حينها بصوت غاضب
«منيرڤا،مفيش حاجه اسمها نسيت،الموضوع مش لعبه ولا صغير -نظرت اليه بخوف-فتابع حديثه قائلا: انا مش عاوزك تخافى وهحاول أكون جنبك علي طول، مشكلتك مع فواز شيليها من بالك حاليا ،لأن الاهم دلوقتي قضية والدك»
لقد أراد أن يصارحها بكل شئ قبل ذلك،لكن قبل أن يصارحها يجب عليه أن يكسب ثقتها ويعيد بناء شخصيتها وثقتها بنفسها،لكن فواز يتحرك بسرعة كبيرة وفتون تساعده والقضيه القديمة ظهرت علي السطح من جديد وكأن المشاكل تكالبت عليه لتشل من حركته وتوقف قبل ان يحقق امنيه قديمه.
كانت تنظر اليه وهو شارد تنتظر أن يكمل ما بدأ،ولكن طال بها الانتظار فقالت بنبرة خافته ومتردده :«قضية بابا ! ازاي!! بابا كان ليه قضيه قديمه؟ »
نظرت اليه بعمق شديد وهي تحثه بعينها أن يتحدث وأخيرا قال
«قضيه قتل »

خرجت من شرودها على صوت الجالس بجوارها وهو يقول «اعذريني سيدتي لم أقصد التطفل ولكن هل لي بسؤال؟ »
ابتسمت ابتسامه خفيفه وانا أحثه على الحديث قائلة
«تفضل سيدي »
«هل أنت بريطانيه فعلا ام تحملين الجنسيه؛ فهذه اول مره أري بريطانيه بملامح شرقيه»
قلت ما املاني إياه كنان بانجليزيه سليمه «لا داعي للتعجب سيدي أنا والدي مصري وأمي لبنانية وجدتي لأمي بريطانيه وقد سافر والدي الي بريطانيا قبل مولدي وهناك اخذت الجنسيه البريطانيه؛ تستطيع ان تقول متعدده الجنسيات »
ضحك مرافقي علي ما اخبرته به وقال متمما علي كلامي «فعلا مصريه ولبنانيه وبريطانيه خليط غريب لكن جميل »
اجبته بالعربية ليدرك انني افهمه
«اشكرك سيدي »
توقف بالسيارة أمام فندق كبير وجميل فواجهته مزدانه بتماثيل من التراث الاغريقي وارضه من الرخام اللامع البارد مما يلطف من حرارة الجو وقال «ها قد وصلنا، اتمنى لك اقامه ممتعه معنا »
تقدمت الى الداخل وانا اجهل هل ستكون اقامه ممتعه حقا أم غير ذلك،دخلت وأنا أجهل ماينتظرني هنا.
وها انا هنا منذ مدة وكنان عاد للسفارة بعد مجيئي بيومين لكنني لم أقابله بعد.
وها انا هنا منذ ما يقرب الثلاثة شهور ولم يظهر كنان علي السطح، بالرغم من عودته بعد مجيئي لليونان بأيام قليلة، فهو يمليني باعمالي اليومية من خلال سكرتارية السفارة، كأي موظفه عاديه، ولم يقابلني وجها لوجه.
*************

فتحت حاسوبها لمراجعه دروسها اليوم فكان المنزل هادئا،والاولاد نائمين وقد شبعوا بعد أن تناولوا وجبة العشاء التي اعدتها لهم الخادمه الجديده،وكانت هى من طلبت من زوجها إحضار خادمة ،وعاملة نظافه وبستاني للقيام بالأعمال المنزلية والبستانية بدلا عنها،فبعد مرورها بحالة اكتئاب أثرت عليها لمدة تزيد عن الشهر ببضعة أيام لم تستطع هي القيام بأعمالها اليومية وقد اصبح اصغرها عبئا عليها،وقد نصحتها أخصائية التأهيل النفسى أن تبني كيانها الخاص ،وان تعتمد على نفسها لا زوجها فى خلق ذاتها فالمرأه مفترض ان يكون لها كيان منفصل عن الرجل لا مع الرجل وهذا ما دأبت على تنفيذه.
"خلق الذات"..... وها قد مر شهران عليها وهي منتسبه للجامعه لتكمل عامها الاخير الذى حرمها الزواج من إتمامه الكترونيا،كما انها سجلت في معهد اجنبى لتعليم اللغه الانجليزيه من خلال تلك الشبكة العنكبوتية التي فتحت لها آفاقا كثيرة كانت هى فى غفلة عنها.لولا تلك الماريه 'صديقه نوران' ما استطاعت هى فعل شئ فقد نصحتها بأن تكمل تعليمها وتحسن من لغتها الاجنبيه وتطور من نفسها حتى تستعيد نفسها اولا ثم
بعد ذلك تستعيد حياتها،ولقد ساندتها فى ذلك حتى لا تلفت انظار زوجها الرافض لما تقوم به،وكل مبرراته انه لا يريد ان ينقص من حقوق البيت شئ.
صوت سيارته بالخارج جعلها تنهى عملها سريعا وقامت الى جناحها ،حتى لا تعرض نفسها لاستجواب كل ليلة عن ماهية ما تصنعه أمام هذا الجهاز ......؟
بعد قليل دلف مؤمن الى الحجره وجدها جالسة أمام التلفاز تتابعه باهتمام شديد تقدم الى الاريكه وتمدد بجوارها ،ووضع رأسه علي وركها بشكل مريح وتثاءب ليعطيها انطباع بمدى الإجهاد الذي شعر به طوال اليوم،فما كان منها الا ان اغلقت التلفاز وقامت الي سريرها كى تغفو هى الأخرى.
نظر مؤمن ناحيتها بضجر شديد وقال لها
"اسمي... هتنامى دلوقتى؟"
لقد سألته اسمى هذا السؤال من قبل لكنه لم يجب عليها أما هي فابتسمت ابتسامه رقيقه وقالت
"عاوز حاجه منى "
اقترب منها بسرعه وقال بلهفه
"ايه رأيك نشوف فيلم سوا"
ابتسمت بتهكم ولسان حالها يسألها منذ متى ولكن ما من مجيب عليها.
"اسفه يا مؤمن،لاني تعبانه وانت كمان شكلك مجهد ،تصبح على خير"
كان كمن وقع عليه دلو من الماء المثلج فى ليلة شتاء قارص البرودة،ومحرم عليه الصراخ،رغم حرارة الجو،
فهي إجابته بنفس إجابته لها.
جاهدت هى لكى تنام لكن كأن ملاك النوم خاصمها هذه الليلة فلم تستطع النوم وظلت طوال الليل فى حرب بين قلبها وعقلها ،فقلبها كاد يحن لمرآه التعب ،لكن عقلها لم يستجب له وقال له إذا كان ينبغي أن يعود كل شئ بينهما إلى ما كان عليه فيجب اولا ان تجد احاسيس النفس طريقها بينهما ،وستأتي ليالى الحب بعد ذلك.




tia azar likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة رغيدا ; 22-05-18 الساعة 12:10 AM
عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-18, 12:08 AM   #9

رغيدا

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء

 
الصورة الرمزية رغيدا

? العضوٌ??? » 78476
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 3,760
?  نُقآطِيْ » رغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond reputeرغيدا has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير يا زهرة أنا قرئت دلوقتي الخمس فصول اسلوبك يجمع بين الغموض والتشويق ويشد القارئ لمحاولة الفهم ...طبعا لحد دلوقتي الاحداث غامضة ومش واضحة واعتقد ده متعمد منك عشان يبدأ فك الغموض بالتدريج ...بس اتمنى الفصول تكون اطول من كده شوية وانا حا احاول اضبطلك بنط الخط للي فات وانتي بعد كده كبري شوية بنط الخط خليه يكون زي اول فصل ...موفقة دائما

رغيدا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-05-18, 01:00 AM   #10

عبير نيسان

كاتبة بمنتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 423609
?  التسِجيلٌ » May 2018
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » عبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond reputeعبير نيسان has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل السادس

استيقظت على صوت حركة بالخارج، أرهفت السمع متعجبه فالساعه لا تزال الخامسة وهو غير معتاد على الصحو مبكرا ،كما أنه يدندن باغنية حب جميله لم تعهده سعيد هكذا منذ مدة............. لكم اشتاقت الي لحظاتهم الجميلة معا.
نفضت الغطاء عنها وخرجت مسرعة لتجده يتحرك بخفه داخل المطبخ يعد الفطور ،مرتديا بدلته المفضلة لديه فاقتربت منه ملقية تحية الصباح وعندما استدار يرد عليها التحيه اصطدمت بربطة العنق التي يرتديها، نعم هى تتذكرها جيدا عندما اشترتها تلك الدخيلة له بلون السماء وقد طبعت عليها أول حرف من اسميهما متشابكين معا باللون الابيض داخل قلب صغير.
لا تعلم ما ذكره بها ليرتديها اليوم لابد وان هناك أمر ما جعله يستيقظ بهذا النشاط ومن اول الصباح وهو مرتبط بربطة العنق هذه.
انتبهت على صوته وهو يقول
«خلصتي؟ »
نظرت اليه بغيظ شديد وهي تقول
«انت رايح فين من بدري كدا؟ »
أجابها ببرود وهو يرتشف رشفة من قهوته الصباحيه
«وانت عاوزه تعرفى ليه؟ »
ثارت ثائرتها وقالت بصوت مرتفع ممزوج بمرارة الإحساس بالغيرة
«هاني!!،انا بسألك رايح فين وايه سر الفرحه دي..... وبعدين......وبعدين لابس الكراڤات دي ليه ؟!»
ابتسم بسخريه وهو يضع الفنجان من يده على الطاولة ويسألها
«ايه كمية الاسئلة دي؟ وبعدين قولي ان الحكاية حكاية كرافات مش موضوع رايح فين؟»
لم تهدأ ثائرتها وقالت
«لا يا هاني كله يهمني »
قال بنبرة هادئه مخلوطه بتهديد
«اولا صوتك دا توطيه وانت بتكلميني،ثانيا رايح فين جاي منين مش شغلك ثالثا ودا الاهم لبسي ملكيش دعوه بيه،فهمتي ولا لسه؟ »
اقترب منها اكثر وامعن النظر بداخل عينيها وتابع حديثه بابتسامه قائلا
«لكن هخلي انهارده استثناء وأقول ليك رايح فين، أنا رايح الشغل ،عندك مانع؟ »
تركها وسار للخارج غير عابئ بردها أو بتلك الحالة المزرية التي وضعها فيها وتابع دندنته باغنيته كأنه يؤكد لها أنه غير معترف بوجودها
*********
استيقظ مبكراً فوجدها قد أعدت طعام الإفطار، تسير بآلية غير عابئه بوجوده فسألها
"الولاد مشيوا ولا لسه؟"
ابتسمت بفتور وهي تقول
"انهارده اجازه… اتفضل افطر انت علشان تلحق شغلك"
نظر اليها متسائلاً
"وانت مش هتفطري معايا؟"
اجابته متعجبة
"من امتي!...انت دايما بتفطر بسرعه علشان تلحق شغلك"
سحب كرسيا مجاورا له وهو يقول
"خلي انهارده استثناء يا أسمي واقعدي معايا"
إجابته إجابة قاطعة
"لأ…..انا هستني الولاد… عن اذنك يا مؤمن عندي شغل"
تركته ودخلت الى مطبخها تلهي نفسها بأي عمل حتى ينهي طعامه ويذهب إلى عمله.
أما هو فقد صدمه صدها له في كل مرة يحاول الاقتراب منها، ترك طعامه غاضبا وذهب إلى عمله.
*********
وصل هاني بسيارته امام باب النادى ينتظر مجيئها بفارغ الصبر عاد برأسه إلى الخلف وهو يستعيد ذكرى مقابلته معها منذ مايقارب الاربعة سنوات؛ كان اول يوم عمل له منذ عودته من الخارج وكان يعمل بشركة والدها للاستيراد والتصدير وهي كانت خارجه من مكتب والدها في قمة غضبها فاصطدم بها وما كان منها الا ان افرغت جام غضبها به لكنه كان مأخوذا بجمالها الفتان.
فلم يسبق له أن رأي إمرأه بجمالها وقال لها وهو مسحورا بملامحها الرقيقة "سبحان الله "فتدفق اللون الأحمر الوردي الي وجهها وسكتت عن الكلام مرة واحدة ونظرت خجلة إلى الارض ثم خرجت بسرعة دون أن تنظر خلفها.
ارتسمت ابتسامه خفيفه علي شفتيه وهو يستعيد ذكرى تلك الايام ليتها دامت.......صوت اهتزاز هاتفه المحمول اعاده لواقعه وسرعان ما تلاشت تلك الابتسامه حينما وجد اسم المتصل "فريال"،رفض المكالمه واغلق هاتفه نهائيا فهو لايريد منها أن تعكر عليه صفو يومه.
فجأة ظهرت أمامه؛ من سرقت النوم من عينيه وحرمت الراحه علي جسده منذ تركته، ظهرت من إسمها كوصفها ورسمها ،ظهرت نور الشمس الساطع وأنارت عليه ما حوله،ظهرت....."إليناااا".
****************
وصل إلي مكتبه فى أولى ساعات الصباح يشعر كان شياطين الدنيا تتلاعب أمام عينيه،طلب من مديرة مكتبه أن تمنع عنه أية إتصالات لهذا اليوم دخل لحجرة مكتبه واغلق الباب خلفه تمدد على الاريكه الجانبيه ووضع يده علي رأسه حاجبا الرؤيه عن عينيه لينفرد بعالمه الخاص فى محاولة منه لفهم ماهيه ما يحدث من حوله ذهبت به أفكاره لتلك الأيام عندما تقدم لخطبتها ولم يكن يملك اية نقود وكيف وقفت معه أمام عائلتها لقد كانت نعم الرفيقه بحق،فقد تزوجا وهي لم تكن أنهت تعليمها الجامعي واضطرت للمكوث بالمنزل وساعدته كثيرا بالعمل كما أنها عملت بالتدريس في إحدى دور رياض الأطفال، لتستطيع الادخار وبعد مرور خمس سنوات من العمل والاجتهاد وتقديم كثير من التنازلات من جانبها،جاءت اليه في احدي الليالي ووضعت امامه صندوقا خشبيا وعندما فتحه ذهل عندما وجد مبلغ ثلاثون الفا من الجنيهات و مجموعة لا بأس بها من الحلي الذهبية وعندما سألها قالت:
«انا كنت بجمع المرتب بتاعي واشترى بيه دهب والباقي هدايا عيلتي لولادنا في سبوعهم أما الفلوس دي فدي باقي مصروف البيت من مرتبك خلال الخمس سنين،عاوزاك تبيع الذهب علي الفلوس وتفتح مشروع المقاولات بتاعك، ومين عالم يمكن يبقي اكبر شركة هندسية في البلد»
وقد كان ما أرادت وخططت له،عمل بكل كد واجتهاد وبعد ليالي من السهر والعمل علي قدم وساق حقق نجاح لم يسبق له مثيل وحفر لنفسه اسما فى طريق الشهرة والنجاح،هو لن ينكر فضلها عليها لا في بادئ حياته ولا بعد ذلك لكنه لم يعرف ما حدث لها واصبحت مهملة له هذه الايام،فلم تعد تجلس معه ولا تحاوره في شئون العمل كما اعتاد،حتى أنها إعتمدت على الخدم فى أبسط شئون منزلها.
صوت دقات عاليه قطعت أخرجته من عالمه فقال بغضب:
«انا قلت مش عاوز حد انهارده »
انفتح الباب فوجده صديقه فأشار له بالدخول.
«خير يا مؤمن،جاي بدري عالمكتب يعني ،مش هتنزل المواقع انهارده ولا ايه ؟»
اعتدل في جلسته قائلا
«لا مش هنزل انهارده ،أنا كلفت المساعد بكل حاجه ولو فيه حاجه طارئه هيكلمنى »
تقدم منه وجلس بجواره وقال متسائلا «فيه ايه يا مؤمن؟ انت تعبان؟ »
اجابه مقتضبا
«لا »
قام الى النافذه و فتحها علي مصراعيها أذنا لضوء الشمس الذهبي والهواء المنعش بالدخول للمكتب والتفت اليه قائلا
«لو مش تعبان قافلها خالص ليه؟،من امتي واحنا بنخبي على بعض،اتكلم يا مؤمن فيه ايه »
اخذ نفسا عميقا وزفره ببطئ شديد ثم شرع في سرد ما حدث معه وما يشعر به،وعندما انتهي سرده قال
«دا كل حاجه يا هاني رأيك ايه، انا مش عارف ايه اللي حصل وغيرها من ناحيتي كدا »
حك هانى ذقنه وقد ظهر علي محياه علامات التفكير وبعد قليل من الوقت قال «واضح انها بدأت تستغني عنك لأنها بدأت تشعر باليأس ناحيتك »
نظر اليه متذمرا
«يأس وتستغني،أنا ........لا طبعا انت بتقول ايه؟ ،انت اكيد غلطان »
وقف هاني أمام النافذه واستعاد ذكري مشابهه لهذا اليوم،وقال نفس العباره التي سمعها يومها
«الست لما بتحب قوي بتدى العذر لحبيبها دا في كل حاجه لكن بتيجي فتره ومخزون الاعتذار ينتهي فبتيأس ،وبالتالى تعاملها ببرود معاه او باهمال بيكون رد الفعل الطبيعي لشعورها دا »


«يعني عاوز تقول انها مش بتحبني دلوقتي »
رفع يده رافضا لاستنتاجه وقال
«لا أنت فهمت غلط خلينا نقول إن شعله الحب انطفت ومحتاجه لحاجه تشعلها من جديد! »
«قصدك أشوف غيرها »
ابتسم هانى لاستنتاجاته الواهيه
«انت علي طول فاهمني غلط،الست ممكن تسامح فى أي حاجه إلا الخيانه-وعندما وجد إمارات التعجب مرسومه علي وجه صديقه قال بترو شديد-
أنا قصدى تجيب والدتك مثلا تعيش معاكم وهي باهتمامها بيك تشعلل الغيره فى قلبها وبالتالى تصحي الحب جواها »
مرت الدقائق عليهما صامتة، وفجأه انتفض مؤمن من مجلسه وتوجه ناحيه الباب فسأله هاني متعجبا:
«على فين؟ ! »
أجابه وهو يغلق الباب
«على أمى »

**************
بعدما تركه مؤمن توجه الي مكتبه وأغلق بابه فهو الآن في حاله لاتسمح له بمزاولة اعمال المكتب الحسابية،فتح ستائر المكتب المطلة علي الميدان الرئيسي وجلس علي كرسيه الخاص يستعيد تلك الدقائق معها؛
فهو منذ ثلاثة شهور يراقبها من بعيد حتي لا تشعر به وعندما تأكد من تثبيتها بالعمل عزم علي مقابلتها .
لم يستطع تمالك نفسه عندما رآها تدخل من بوابه النادي، فنزل مسرعا خلفها فالمقابله اصبحت ضرورية الآن.
ارتسمت ابتسامة جانبية علي زاوية فمه وهو يتخيل مظهرها عندما يخبرها بما اسقطت نفسها فيه، فهي وعلي غفلة قدمت نفسها له وبمنتهي السهولة.
عند غرفه المدربين انتظرها وخلال دقائق تقابلت اعينهما وقد شحب لونها فجأه كاد يبتسم فلا عجب في منظرها فهي لا ترغب في ان تقع عيناها عليه ولو بعد عشرات السنين فما بالك بمقابلتها له وجها لوجه.
تقدم منها وقال بهدوءشديد:
"ازيك يا الينا.؟...لسه حلوه زي ما انت وكأنك سايباني لسه امبارح"
غالبت دموعا ساخنه اندفعت الي عينيها ومراره في فمها وحاولت ان تظهر هادئه وهي تقول
"خير يا افندم؟"
اتفرجت شفتيه بابتسامه حاول مداراتها ولم يستطع وقال
"ايه يا الينا لحقتي تنسيني؟"
تمنت بداخلها لو تستطع ان تمحي الابتسامه من علي وجهه المتغطرس او ان تصفعه بشدة تهدأ من الغليان بداخلها.
لم تعرف أحدا قط بمثل فجاجته وفظاظته، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول ان تفهم سبب حضوره اليوم،فاما انه يوم حظه اليوم،او انه يراقبها وفي كلتا الحالتين لا بد من سبب لحضوره لمقابلها.
كان ما يزال يراقبها فقال وقد ضاقت عيناه
"انا جاي علشان اشوفك"
رفعت راسها بحده وحدقت اليه ذاهله لانه قرا افكارها
"ايه يا حبيبتي قراءة افكارك شئ مش جديد عليا"
لوي شفتيه واخذ ينظر اليها وهي تلقي برأسها الي الخلف وعيناها تنظران اليه بتحد مملوء بالحزن وهي تقول
"عن اذنك عندي شغل مش فاضيه للتفاهات دي"
عاد الي واقعه وهو يتذكر تلك النظره كم تمني لو كانت تصرخ لان صمتها يؤلمه اكثر ويجعله مضطربا وحزينا لكنه اقسم ان يمحى من ذاكرتها تلك الذكريات السوداء ويبقي ذكراه هو فقط.

tia azar likes this.

عبير نيسان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:33 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.