آخر 10 مشاركات
|
| |||||||||||||
 |
| | LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
07-06-09, 09:12 PM
| #11 | |||||||||||
| مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء 
|   يعطيكِ ألف عافية حبيبتىدائما متميزة فى اختياراتك | |||||||||||
|  |
|
10-06-09, 01:30 AM
| #16 | ||||
| نجم روايتي
|  لؤلؤة المحيط - 4 –  ألقت لوسى نظرة على غرفة الانتظار فوجدتها فارغة . وتهيأت لاخبار الطبيب بذلك لكن امراة حامل دخلت بسرعة .  " جون " نادته الزائرة بصوت فرح. " موري غرانسون ! ما هذه المفاجأة السعيدة ؟ "  " نعم , اننى عائدة إلى منزلى فى جزيرة ديل كي أضع طفلى هناك " شرحت له مبتسمة " وهذه الباخرة هى وسيلة النقل الوحيدة الى هناك . ولقد علمت منذ لحظات انك طبيب الباخرة , وهذه فرصة سعيدة لى "" انت تعلمين , لم اعد ذلك الجراح الذى اجرى لك تلك العملية منذ اربع سنوات " أجابها بأسى . " نعم , لقد علمت بما حصل لك , وانا حقا .. "" كيف حالك الآن ؟ " قاطعها فجأة . " الحمد لله " أجابته بحماس " ان الحمل يسير بشكل طبيعى " " هل لديك أطفال أخرون ؟ " سألتها لوسى وهى لا تتصور ان تكون هذه السيدة ربة لعائلة ." كلا , هذا سيكون طفلى الاول سيولد بمساعدة زوجى ولهذا السبب انى مستعجلة للوصول سيكون والده فخورا جدا به , انت تعرف كيف هو جف " تأملها الطبيب مبتسما , وتسألت لوسى اذا كانت مورنى بالنسبة له أكثر من مريضة . وعند هذه الفكرة شعرت بانقباض فى قلبها , ولم تستطع أن تمنع نفسها من الإصغاء لحديث هذه السيدة مع د. سول وشعرت براحة عندما خرجت أخيرا السيدة الحامل من العيادة . " آه , أمهات المستقبل ؟ كلهن متشابهات اغلبهن صغيرات " قال الدكتور سول , ثم أضاف . " كم تقدرين عمرى " " لست أدرى , ولكنى أكيد انك تبدو اصغر مما تبدو عليه حقا "" تعجبنى نباهتك " قال ممازحا " لكن ماذا سيفيدنى الادعاء بأننى لست عجوزا فيداي تذكرانني بكل لحظة بعجزي " أحست لوسى بالشفقة عليه دون أن تظهر ذلك , واكتفت بالاستئذان بحجة انها تريد ان تنوب عن الآنسة جونسن فى قسم الحضانة , فنظر اليها الطبيب نظرة فيها شيئا من السخرية .من الصعب جدا على لوسى أن تتحمل سخرية هذا الطبيب الجارحة برغم اليأس القاتل الذى يخفيه وهي تتمنى حقا مساعدته والتخفيف عنه و ... " ها أنت أخيرا ! " قالت جيك مونز بحماس " لم يعد بإمكانى التحمل أكثر , هؤلاء الاشقياء سيفقدوننى صوابى " " اطمئنى , بإمكانك الآن أن ترتاحى " " انى احترق لإرتداء ملابس السباحة والبدء بالسباحة هذا هو السبيل الوحيد لإراحة أعصابى " نظرت إليها لوسى مبتسمة وهى تعرف سبب توتر جيك , تعرفت لوسى بين الاولاد على الطفل الذى انقذته هي ود. سول وبعد دقائق من هذا الوقت الملئ بالصراخ تمكنت من السيطرة على هؤلاء الاشقياء , ثم خرجت بهم إلى الحوض وكان عددهم عشرة وبأقل من عشرة دقائق اقترب منها احد المضيفين وهو يفرك اذنى هنري قائلا لها بحدة ." كان عليك ان تنتبهى على هؤلاء الشياطين وبسبب هذا الصغير كسرت دزينة من الكؤوس لقد احدث لى رعبا لم أشهد مثله فى حياتى . انظرى ماذا فعل أيضا " وأشار إلى فروة الذئب هذه . " هنري أين وجدت هذا ؟ " " على احد الكراسي " بذلك لوسي جهدا كبيرا فى المحافظة على هدوئها . وكانت ترتعش من الخوف وهى تفكر فى طريقة للاعتذار من صاحبة الفرو . وعادت تفكر بالصغير الى رفاقه التسعة حيث ارجعتهم جميعا الى الحضانة ." متى يحين دور والدتك , هنرى ؟ " " انها تعانى من مرض غريب " " ماذا ؟ هل هو خطير ايضا " سألته لوسى بقلق . " اعتقد ان سفرنا بالباخرة اتعبها , لقد جئنا من لندن إلى استراليا على متن باخرة بيضاء , ثم هاجمنا القراصنة . واصطدموا بسفيتنا . ولكنى انا قاومتهم كالأسد " واخذ يضرب بيديه وكأنه يحمل سيفا " ومزقوا اشرعتنا , ولكننا بنينا مركب أخر , ونقلنا اليه امتعتنا , ولم يبق سوى طيور الببغاء على متن السفينة ... لأنهم كانوا قد ماتوا .. " أعجبت لوسى كثيرا بخيال الطفل , واحبت أن تستمع للمزيد من كلامه , لكن والدة أحد الأولاد دخلت لتستلم نوبتها .قبل أن تعود لوسى إلى العيادة , قصدت غرفة البروفسور فيشر وقد عاد إليها قلقها . " آنسة كليسولد ! كنت ذاهبا للبحث عنك فى العيادة " " لم أكن هناك , كنت أهتم بالصغار فى الحضانة " " هذه ليست بالمهمة السهلة , اذا زميلى د. سول هو وحده مع مرضاه " " انهم ليسوا كثر .. بالمناسبة .. لست أدرى اذا كان يحق لى أن أسالك ..."" ماذا ؟ " " لقد فحصت يدى د . سول ... يبدو لى ... أخيرا ...هل كان انطباعك جيدا أم هناك شيئا ؟" " للأسف يصعب على الإجابة بالتحديد , والأفضل أن يخضع لفحوصات أدق , وحسب النظرة الأولى انصحه بإتباع رأى الطبيب السادس "" مع انه لم يعطه سوى القليل من الأمل " " لأنه فهم فورا ان عجزه ناتج عن أسباب نفسية . بالفعل انه يعانى من فقدان ثقته بأصابعه المصابة , اذا يجب ان نعد له هذه الثقة "" وهل هذا ما تطلبه منى ؟ " " نعم , واعتمد عليك كي تساعدينى فى إعادة الامل اليه ... اذا كنت موافقة " " نعم , طبعا , ولكن لست ادرى كيف ذلك .." " ساعديه دون ان تجيبى على سخريته وملاحظاته عن عجز يديه , اما بالنسبة للباقى فوجودك وحده كاف لتوفير الراحة والأمان له " ولاحظ البروفسور رد فعلها . " اعتقد وللأسف أن زميلى غير مدرك لقيمة هذه الفرصة , مهما كان امره يجب علينا ان نستغل كل فرصة ممكنة كي ندفعه لتحمل مسؤوليته الكاملة , افهمت ما أعنى ؟"" نعم " " عظيم , اتمنى ان نصل الى نتيجة جيدة " ادركت لوسى مدى اهمية اعتماده عليها , وتساءلت على ان شفاء الدكتور سول هو همه الوحيد ام ان لديه أسبابا أخرى ! ثم طردت كل هذه الافكار من رأسها , وحصرت كل تفكيرها بالدكتور سول فقط وتخيلت مدى فرحته فى اليوم الذى يتمكن من إجراء اول عملية جراحية له بعد الحادث , وقد يحتفظ لها عندها ببعض مشاعر الصداقة . | ||||
|
| |
|
10-06-09, 01:37 AM
| #17 | ||||
| نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط - 5 – وصلت الباخرة الى بريسبان , وكانت لوسى تتهيأ بالنزول الى احد المراكب الصغيرة وهى متحمسة لزيارة عاصمة كونيسلاند , وفجأة اصطدمت باحد الركاب وعندما التفتت وجدت نفسها أمام د . سول . " اوه ! عفوا لم أكن قد رأيتك " قالت له متلعثمة . " لا , لا بأس , يبدو انك متحمسة لزيارة المنطقة وبالمناسبة اقترح عليك مرافقتى لزيارة جيك كونا ... على شرط ان تقبلى ان تتركى نفسك بين هذه الايدى المسكينة "اضاف وهو ينظر إليها نظرات غريبة . شعرت لوسى بهذه النظرات تخترقها بعمق , وارتعشت لا إراديا هل هذا بسبب بريق عينيه الرماديتين ؟ ام بسبب تلميحه عن عجزه ؟ " حسنا , انا موافقة رغم كل شئ " شكرا لك لأنك تعيديننى الى الواقع عندما اشتكى " قال لها مبتسما . احمر وجه لوسى وخجلت من نفسها لأنها تصرفت معه طبعا بقسوة . وزاد احمرار وجهها عندما امسك يدها , واتجه بها نحو الباص المتجه نحو جيك كونا , وانطلق الباص فى طريق تمتد بين البحر والجبل حيث تنتشر منازل بريسبان البيضاء على ضفاف النهر الكبير , وكان د. سول يعرف كل المناطق جيدا واخذ يشير لرفيقته عن أسماء الاحياء والشوارع ." يجب أن تكون هذه المناطق مختلفة جدا عن بوتو " " بالفعل عندنا صحراء مقارنة بهذه المناطق , سيدى " " ارجوك توقفى عن مناداتى هكذا , نحن نعمل معا منذ يومين وانت حتى الآن لم تلفظى اسمى , فانت بالنسبة لى لوسي فقط ... هذا إذا سمحت طبعا " " انا ... اوه ... نعم .. طبعا " وتلعثمت واحمر وجهها ." اخبرينى المزيد عن بوتو ," " كان والدى مزارعا وبعد وفاة والدتى قام بتربيتى , وبعد وفاته كان من الطبيعى دخولى الى المستشفى وكنت اعتقد اننى سأبقى هناك الى ان ... "" الى ان انهارت أعصابك فى غرفة العمليات " " تقريبا " وابتسمت " على كل حال كانت الحياة عندنا بسيطة ولطيفة , وكان اكثر اصدقائى من موطنى " حقا , كيف تعرفت عليهم ؟ " " كان من عادتهم ان يؤموا المستشفى للمعالجة , واذا مرض احدهم تقف عائلته كلها تحت شرفة غرفته , وكان من الصعب مواجهتهم اذا كانت حالة المريض صعبة "" وماذا هنالك أيضا " " تكثر هناك العواصف الهائجة التى تحمل الرمل وتنشره فى كل المناطق , ولا ازال اذكر ذات مرة لم نستطع فيها الوصول الى الهاتف لكي نطلب النجدة لولا رنين الهاتف المفاجئ لما استطاع د. هاريس ان يكتشف مكانه من كثرة الرمال التى غطت كل شئ "" يبدو انك معجبة جدا بالدكتور هاريس " " نعم , فهو يحظى بمحبة الجميع . وعندما يكون غائبا من المستشفى يتركنا نهتم بكل شئ حتى بالامور الحرجة , كقلع ضرس مثلا , لابد انك التقيت به ؟ "" لماذا ؟ الكي يفحص يدي المريضتين ؟ " قال لها ممازحا ." بالتأكيد لا , على الاقل سيكون بإمكانه ان يساعدك , انه يملك موهبة فى اعادة الثقة الى الناس " ارتبك د . سول فجأة وزالت روح الصداقة التى كانت تهيمن بينهما وعادت ملامح التعالى والكبرياء لتظهر على ملامح د . سول وقال لها بجفاف ." ولماذا أحتاج إليه ؟ فهو اعاد الى ثقتى بنفسى , فهل ستصبح يداي قادرتين على الإمساك بالمبضع ؟ " تذكرت لوسى نصيحة البروفسور فيشر , ولم تستطع ان تقسى أكثر على جون سول , يأسه كان عميقا وأثر على قلب الفتاة فندمت لانها دخلت فى مثل هذا النقاش , ولكن فات الاوان وأدى هذا النقاش لافساد نهارهما , ثم عادات بصمت إلى الباص الذى اوصلهما الى المرفأ حيث ترسو الباخرة روز , ولم تجرؤ لوسي على النظر الى رفيقها , وكان يبدو ان شيئا انكسر بينمها إلى الأبد .فى صباح اليوم التالى , توجهت الباخرة نحو الساحل المرجاني , ولم يكن فى غرفة الانتظار سوى مريضين , الأول كان شابا يعانى من حروق الشمس . " كنت بإنتظارك " استقبله د . سول بهذه الجملة . " وكيف ذلك ؟ " " لقد لاحظتك من اليوم الأول وانت تعرض نفسك كثيرا للشمس " " ولكنى استعملت الكثير من المراهم الوقائية من أشعة الشمس " " انها لا تفيد بشئ , ويجب عليك ان لا تعرض نفسك مرة ثانية للشمس , وان تلازم الفراش لمدة يومين " " اوه , لا ! " صرخ الشاب . " بلى , لأننى أعتقد انك تشعر بعد كل هذا , بألم كبير فى رأسك "" وكيف علمت ذلك ؟" " الآن , ادخل الى غرفة العناية الثانية , وانتظرني قليلا ريثما أقوم بفحص المريض الاخر " نهضت لوسي التى كانت تقف جانبا , وارادت مرافقة الشاب , لكن جون سول استوقفها وطلب منها البقاء معه . وكان المريض الثاني هو السيد ميلارد , يبدو انه اكثر من الشراب مرة ثانية ." اشعر بتعب كبير , فكن لطيفا ايها الطبيب , واعطنى دواء سحريا من حقيبتك السحرية , واشعر بإنتفاخ فى رأسى " " بالنسبة لحالتك , لاشئ يدعو للدهشة " أجابه جون بحدة " اشرب عصير الفاكهة , وخفف من الطعام "وكان يبدو عليه ان كلام الطبيب لا يعجبه . طلب جون من لوسى ان تحضر له حقنة مهدا .وبعد ان خرج الرجل وهو يبتسم ابتسامة النصر , دخلت احدى المضيفات الجميلات التى تسمى نانسي مارلي . وكانت لوسى قد لاحظت من قبل ان هذه المضيفة تحاول دائما لقت انتباه د . سول ولكن هذه المرة كان يبدو ان لديها سببا مهما ووجيها . " دكتور , اسرع السيدة التي فى الغرفة الثلاثين ليست على ما يرام " " ماذا بها ؟ " " لست أدرى , اعتقد انها شربت الكثير من الويسكي , واعتقد ان لديها مشاكل شخصية مع زوجها " " ما هى العوارض التى تظهر عليها ؟ " " لست ادرى , ولكنها تبدو بحالة سيئة " " حسنا , سأتاكد بنفسى " اجابها جون بإنزعاج " انتبهى للرجل الذى فى الغرفة الثانية , وانت لوسى اتبعينى بالحقيبة " دخل سول الى غرفة المريضة وكان صراخها يصل إلى الممر الطويل . " لوسى , أسرعى تكاد تصاب بالاغماء " وجدته لوسى جالسا على ركبتيه أمام المرأة المريضة ولاحظت من طيات جيبنه ان حالة المريضة تثير قلقه . فأمرها جون ان تحضر من يساعدهما فى نقلها إلى العيادة . وأدركت لوسي ان هذه السيدة هى السيدة ويليامز والدة هنري , وتذكرت أنه أخبرها بأنه أمه تعاني من مرض غريب . | ||||
|
| |
|
10-06-09, 01:51 AM
| #18 | ||||
| نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط - 6 – وعندما نقلت المريضة الى العيادة , فحصها د . سول فحصا دقيقا . " هذا غريب ! وكأنها مصابة بالبرد , ولكنى لا أفهم لماذا غابت عن الوعى " " انظر لقد بدأت تستعيد وعيها " " نعم , فانا أري هذا جيدا " أجابها سول بجفاف . ففضلت لوسي الصمت ومراقبة حالة المريضة ." كيف تشعرين الآن ؟ " سأل المريضة بلطف فاجأ لوسي ." اكاد اختنق " " جون " همست لوسى فى أذن الطبيب " ألا تجد أنها تعاني من نفس عوارض التهاب الرئة ؟ "" برافو ! " قال لها جون بسخرية " أعتقد أنك تحاولين تخطي حدودك " كتمت لوسي غيظها , تجاهها سخريته . " واعتقد انها تعانى بالتحديد من نفس المرض الذى شخصيته أنت ... هذا غريب جدا , ولكنى اخشى ان يكون هناك شئ أخر ... جرثومة مثلا ... ولكن فى هذه الحالة ما هى ؟"وبهذا الوقت حاولت المريضة ان تتكلم لكنها لم تستطع , فطلب الطبيب من لوسى ان تحقنها بإبرة مهدئة . " الجهل ليس عيبا " أجابها بتعالى " ولو كان لديك خبرة كبيرة , لكنت علمت بذلك "ارتبكت لوسي كثيرا من سخرية جون , وفضلت ان لا تتابع هذا النقاش , أولا لأن حالة المريضة اهم من اى شئ اخر , وثانيا لأنها ادركت انها أثارت جفاء الطبيب , وهى فى اعماق ذاتها تتمنى ان تكتسب صداقته وثقته و ... و بعد ساعة ازدادت حالة المريضة سوءا , وعاد سول من غرفة د . فيشر وهو اكثر توترا , لأن فيشر قال له بأنه ليس لديه أية فكرة عن هذا المرض . ولكن يجب ان يعمل بسرعة , لقد زادت حرارة المريضة , وبدأت بالهذيان ." جون " قالت له لوسى بهمس " لقد أحبرتنا الآنسة مارلي المضيفة ان السيدة ويليامز كانت كئيبة , أتعتقد أن الكأبة تؤدي لمثل هذه الحالة "" بالتأكيد لا , فهذا شئ لا علاقة له بالناحية النفسية " " ألديك فكرة معينة , لوسى اذا قوليها فورا , علنا نكسب بعض الوقت "تجاهلت لوسى سخريته واجابت . " حسنا , أنا افكر بإبنها هنري , انه طفل خيالي , نعم ولكني اتساءل أيوجد شئ من الحقيقة فى ما رواه لي , قد نستطيع ان نكشف الحل من خلاله "اوضحى كلامك أكثر " طلب منها باهتمام كلي " واعتقد انه يقصد الانهيار العصبى , وهذا يتناسب مع أقوال الآنسة مارلي المضيفة , وفى مثل هذه الظروف قد تؤدى التوترات العصبة الى ما شابه ..."الانتحار ؟ بالطبع لا , وهى لم تتناول اى نوع من المهدئات ... " ثم جس نبض المريضة , واضاف . " هنري ولد خيالى على ما يبدو , ولكن بما يحلم ؟ ايحلم بالعفاريت أم بالقراصنة "" لقد كلمنى عن قراصنة , وعن الببغاوات , واعتقد ان هذه الطيور موجودة حقا وليست من خياله ... بالرغم من انه يقول انهم ماتوا بعد تحطيم سواري المركب الثلاثة " التفت سول نحو لوسي فجأة وتأملها جيدا " اين هو هنري بهذا الوقت " " اعتقد انه فى الحضانة , بماذا تفكر جون ؟ " " بالبسيتاكوس , وهو داء الببغاء , ويعدي الانسان , ولقد لاحظت الآن ان السيدة ويليامز تعاني من نفس العوارض , وهو مرض خطير , اذا لم يعالج المريض فورا , ويجب ان نتصرف بسرعة قبل ان ينتقل المرض الى غيرها " ثم اتصل بالحضانة وامرهم بإحضار الطفل هنري .وبعد قليل دخلت نانسي الحاضنة وهي مرتبكة , لأنها لا تعرف اين اختفى الصغير . فخرج جون ولوسى للبحث عنه بينما بقيت المضيفة الانسة مارلي مع المريضة . ولكنهما لم يجدا الصغير , فتوجها الى الحضانة على أمل ان يكون هنري قد عاد , ولكنهما لم يجداه أيضا , ولكن طفلة صغيرة اخبرتهما انه عاد الى غرفته لانه كان جائعا . فأسرعت لوسي وجون الى جناح السيدة ويليامز ." أين أمى ؟ أننى جائع " تعالى يا صغيري " قالت له لوسي بلطف " بحار مثلك لا يجب أن يشعر بالجوع هكذا ... الا اذا كانت قصتك عن القراصنة والببغاوات غير حقيقية ..."" كلها حقيقية " اجابها الصغير " حتى ان والدى احضر لنا مرة عندما عاد من احدى رحلاته الى الباسفيك , واعتقد انه ادخلها دون ان يخبر الجمارك , وكانت والدتى تكره هذه الطيور , وعندما ماتوا , احرقتهم "وبينما كان الصغير يتكلم , كان الطبيب يفحصه . " انه بخير الآن , ولكن الأفضل عزله " قال الطبيب للوسي . " على جزيرة خالية " سأله الصغير . " تقريبا " أجابته لوسى وكانت تكذب " اذن يجب ان أخبر والدتي برحيلى " " لا ضرورة لذلك , لأنها ستبقى تحت المراقبة أيضا " اجابه الطبيب ." لماذا .. ؟ " سأله الصغير . " انه علاج خاص بكما " " لا , لا , هذا لا يعجبنى , أريد جدتى فهي الوحيدة التى تحضر لي أطيب الكاتوه " " اذا رافقتنا بهدوء " اجابته لوسي " سأطلب من الطباخ أن يعد لك أطيب الكاتو " اجابها الصغير وامسك يدها . ألقى جون نظرة دهشة واعجاب الى لوسى , لكنه لم يعلق بأى كلمة , وبعد ساعة كانا قد عزلا هنري فى غرفة خاصة ومعه العاب ورسوم ... ولم ينسيا طبعا الكاتوه اللذيذ . اما السيدة ويليامز , فقد جاء البروفسور فيشر وفحصها بنفسه أيضا . ثم دخلا الى مكتب سول وأخذا يتناقشان بامرها . ولوسى تستمع اليهما وهى فى غرفة الانتظار , وفجأة ناداها الدكتور فيشر ." ادخلى , لوسي " قال لها مبتسما " لقد اخبرنى جون , انك صاحبة الفضل فى تشخيص المرض "" هل ستتحسن حالة السيدة ويليامز ؟ " سألته وقد أبكاها هذا الإطراء . " لم يعد هناك خطر عليها , طالما أننا اكتشفنا نوع مرضها . ويجب ان نوصلها الى اقرب مستشفى , لأننا لا نملك كل ما تحتاج اليه من عناية , ولكنها ستنجو ... بفضلك يا عزيزتى لوسى ..."" انا ... لم افعل شيئا , ورويت فقط ما قاله لي هنري , فالدكتور سول هو الذى ... " وضع البروفسور يده على يدها بلطف . " انت محقة , ولقد أعطيته رأيى , ولكنه عنيد جدا , وقلت له بأن التشخيص أهم من الجراحة , لكنه لم يرغب بسماعى , وافضل ان تساعدينى فى اقناعه , لوسى "" لا ضرورة لذلك " قال جون بتعالى " لقد اخذت قراري منذ مدة طويلة , آنسة كليسولد مثلها مثل غيرها لن تتمكن من تغير قراري " | ||||
|
| |
|
11-06-09, 11:37 AM
| #19 | ||||
| نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط - 7 - كان وقع هذه الكلمات شديدا على لوسي , ومع ذلك ظلت صامتة وكأنها لا تبالى بموقفه منها . " على كل حال " أضاف جون " انا اقدر المساعدة الثمينة التى قدمتها لى "جحظت عينا الفتاة بدهشة لهذا الامتنان المفاجئ , وعندما خرج البروفسور قالت لجون . " انت تعلم , فأنا لم افعل شيئا سوى أننى رددت قصة هنري امامك و ..." " كان هذا شيئا مهما " قاطعها جون بجفاف " لقد تصرفت كممرضة جيدة . نقطة انتهى ,. الآن دعينا من هذا , وساعدينى فى تحضير السيدة ويليامز وابنها لكي ننقلها الى المستشفى "ظلت لوسى واقفة كالمذهولة , ولم تستطع القيام بإية حركة ." حسنا , لا تبقى واقفة هكذا . فعملنا لايمكنه الانتظار " قال لها بحدة . تبعته لوسى , والدموع تتلألأ فى عيونها . فالطبيب يعاملها بجفاء , منذ تلك النزهة الى كوتا . فهل سينسى مشاكله ذات يوم لكي يلاحظ ان هذه الممرضة لا ترغب سوى بشئ واحد , وهو تقديم له يد المساعدة ؟تابعت الباخرة رحلتها , وكانت لوسى قد اعتادت الصعود الى السطح دائما لتتأمل البحر والجزر المتناثرة فى المحيط والسماء , وكانت هذه هى الوسيلة الوحيدة للهروب من رتابة عملها و .. ومن جفاء جون , لماذا يعاملها هكذا ؟ ما السر الذى تخفيه عيونه ؟ ان فقدانه لمرونة اصابعه لا تفسر ذلك . وبينما هى غارقة فى افكارها , اقترب منها مضيف واعلمها انهم بانتظارها فى العيادة .وعندما دخلت الى العيادة وجدت ان احدى الركاب قد جرحت يداها ببعض المرجان اثناء توقف الرحلة الأخيرة . " لقد قمت بتنظيف الجرح وبالتبنيج , اهتم انت بخياطة الجروح " قال لها الدكتور سول بجفاء " فان يدي لا تساعدانى هل مستعدة ؟"" نعم " اجابته متلعثمة وتناولت إبرة الجراحة , وحاولت الحفاظ على هدوئها وهى تمسك بيد المصابة واحست بنظرات جون التى تراقب حركاتها . شكرا لله , لقد ابتعد جون قليلا , فتابعت لوسى عملها باطمئنان أكثر ." برافو ؟ انك تجيدين العمل " التفتت لوسى , فوجدت الدكتور فيشر يقف خلفها ويبتسم لها بحنان . " ولكن , لماذا لم يهتم جون بنفسه بعملية لأم الجرح ؟" " انه ... انه مشغول " " مشغول بماذا ؟ بالتأملات ؟ أعتقد اننى نصحتك بان لا تنوبى عنه فى عمله " " هذا صحيح " اجابته وقد احمر وجهها " انا أسفة " " امكسها د . فيشر بكتفيها وتأملها قليلا , فارتبكت لوسي وقالت لنفسها " كان هذا رائعا لو ان جون يقف الآن مكان فيشر " ثم ابتعدت عن د . فيشر بلطف . | ||||
|
| |
|
11-06-09, 11:51 AM
| #20 | ||||
| نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط " اعذرينى لوسى , لقد كنت فظ معك , فإذا كنا نريد ان يستعيد د. سول ثقته بنفسه فيجب ان نكون حازمين , أليس كذلك ؟ "" نعم , سأحاول " ثم أستأذنت وصعدت الى السطح , كانت تشعر بحاجة لتنشق الهواء المنعش . وكانت الباخرة قد توقفت قليلا كي تسمح للركاب بإلتقاط الصور على الساحل المرجاني . وكان بعض الشباب قد نزلوا الى الماء لاكتشاف الأعماق البحرية فى هذه المنطقة .فأخذت لوسى تراقبهم بإعجاب وهو يغطسون ويعودون فيصعدون الى سطح المياه لالتقاط أنفاسهم . وبعد قليل صعدت احدى السائحات وكانت تسعل بشدة . وعندما وصلت الى سطح الباخرة , كان لونها شديد الاحمرار . " هذا رائع ! لقد ركبت على سلحفاة بحرية لمدة نصف دقيقة ولكنها توقعنى فى النهاية , فارتطم رأسى , وهو يؤلمنى كثيرا !"نصحتها لوسى بأن تذهب للنوم فورا , لكن صوتا من خلفها جعلها تنتفض . " اذهبى فورا الى السرير " امرها جون " اريد ان اعطيك مهدئا . من المحتمل انك اصبت بإرتجاج فى الدماغ " " مستحيل " اجابته المغامرة " فأنا اريد الاشتراك بحفلة هذا المساء على جزيرة هايمن "" اتفضلين الذهاب الى الحفلة قبل أن نتأكد من سلامتك ؟ " أسرعت الفتاة الى غرفتها لتبدل ملابسها ووعدته بانها ستمر بعد قليل على العيادة .هز جون رأسه , ثم التفت نحو لوسي و ... ابتسم لها , فدهشت لوسي وكانت قد اعتادت على نظراته المتعجرفة . " هل ستذهبين انت ايضا للرقص هذا المساء ؟ " ارتبكت لوسى لهذا السؤال الغير متوقع . " لا , لا أرغب بالخروج هذا المساء " " لماذا ؟ " " ليس من المعتاد الذهاب الى حفلات بدون شريك " " وهل افهم من ذلك انك لم تتلقى اية دعوة ؟ فى هذه الحالة , قد تقبلين ان اكون فارسك الحارس " فتحت لوسى عيونها وكأنها لا تصدق ما سمعته ." ما بك ؟ " أضاف جون " اتخافين ان تضعى يدك بهذه اليد العاجزة , حتى فى الرقص ؟ "" كيف تسمح لنفسك بمثل هذا الاعتقاد ؟ انك حقا انانى ثائر , تعتقد ان الناس لا يرون شيئا غيرك . انك مخطئ ! "اقترب جون منها , فخافت ان يصفعها , لكنه توقف على بعد خطوة منها وتأملها , والتقت نظراتهما للحظات ." انا لا احب مثل هذه الاهانات " " اعترف انك ترفض سماع الحقيقة , انك تفضل الشكوى والانين " ثم لمحت لوسى الغضب فى عيينه واعتقدت انه سيذهب دون ان يضيف اية كلمة , ولكنه تمالك نفسه وقال لها . " اعدك بأن لا أشير لهذا الموضوع مرة ثانية اذا رافقتنى الى الحفلة الراقصة , هذا اذا لم يكن يزعجك الخروج مع عاجز "" أوه , لا , انك تبدأ من جديد , بالفعل مشكلتى هى ... اننى لا املك ثوبا مناسبا " وحاولت بذلك ان تزيل التوتر الذى يحل بينهما ." لكننى متأكد ان لديك ثوبا مناسبا " " لدى ثوب احمر باهت , واعتقد اننى سأشبه فيه مغيب الشمس .."" او فجر يوم جديد ... او رمز لحياة جديدة لامل جديد يظهر فى الأفق المجهول . ارتديه لوسى , وهكذا تسعدينني حقا "" حسنا , بالمناسبة يجب أن اعود الى العيادة لأحضر المهدئ لهذه السابحة القليلة الحذر " قالت له لوسى وابتعدت محاولة ان تتخلص من شعور الارتباك هذا . | ||||
|
| |
|
| أدوات الموضوع | |
| انواع عرض الموضوع | |
|
|
1Likes
العرض العادي
