11-06-09, 11:55 AM | #21 | ||||
نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط - 8 – وفى المساء ارتدت لوسى ثوبها الاحمر كما وعدت جون , وكان جميلا جدا عليها , ويظهر قسما كبيرا من ظهرها وكتفيها وصدرها . وسرحت شعرها الأشقر الطويل ورفعته الى الاعلى , وعندما صعدت الى السطح وجدت د. جون ينتظرها وكان يبدو ببدلته السموكن البيضاء أجمل بكثير مما هو عليه عادة . " انك رائعة , كشعاع شمس الشروق " " هل انت معتاد على مثل هذه المجاملات ؟ " " عندما يستحق الامر ذلك " " انت ايضا , تبدو رائعا " " واكون اكثر ورعة وانا ارتدى القفازات ايضا " قال لها مداعبا . " وخاصة اذا كانت قفازات العمليات الجراحية , أليس كذلك ؟ " أجابته بنفس الاسلوب . " هذا ليس ضروريا " " ولا الشكوى ولا الانين , ايضا " " انت محقة , هيا بنا الآن " وامسك يدها فسارت معه لوسى وهى تتمنى لو ان تبقى سهرتهما هادئة , واحست بدفء يده . ولم تستطع التفكير بأى شئ أخر . ثم ركبا مع بعض المسافرين فى مركب نقلهم الى اليابسة . " يبدو ان فتيات الجنوب هن اجمل نساء العالم " قالت لوسي بإعجاب وهي تنظر الى بعض الفتيات الجالسات حول النار " انظر كم هن سمراوات ! " " لا تغارى منهن . فأنت تعرفين رأيي بهذا الموضوع " " بالمقارنة من بشرتى البيضاء , على كل حال انا اتبعت نصائحك جيدا " وابتسمت بمكر . ابتسم جون , واحاط كتفيها بذراعه , فارتعشت الفتاة , واحست بالحرارة تسرى فى كل عروقها . وفجأة جعلها الطبيب تلتفت نحوه , وابتسم بمكر وهمس فى اذنها . " احب ان اشعر بنعومة خديك , وعنقك " احمر وجه لوسى وارتبكت , هل ما سمعته هو إشارة لعجز يديه ؟ ام انه حنان حقيقى ؟ وتابعا سيرهما نحو نار المخيم الكبيرة , حيث كان الأهالى يرقصون ويغنون ويرتدون ملابسا تقليدية . "يبدو ان كل الاطفال ظلوا على الباخرة " قال جون وهو ينظر الى صبى فى السابعة فى عمره يمسك تنورة والدته . " انه انطونى فيلسون , ولقد حدثتنى والدته عنه . ان صحته ضعيفة وتفضل والدته إبقاءه بجانبها . واتمنى ان لا تفسد هذه السهرة وتستغلها لفحصه " " لا , لا " اجابها دون ان يرفع نظره عن الصغير " انك انت التى تجذبين كل اهتمامى " وادركت لوسى بعد قليل انه لم يصطحبها الى هذه السهرة الا لكي يراقب عن قرب هذا المريض الصغير وهكذا تبدد سحر هذه السهرة . وهذا الرجل الذى كانت تتمنى قضاء سهرة رائعة معه لم يكن مختلفا عن د. سول . تابعت الباخرة رحلتها نحو الشمال الخضراء المليئة بطيور خطاف البحر , وبطيور النورس , وغيرها , قضت لوسى كل الصباح على سطح الباخرة تتأمل هذه المناظر الجميلة محاولة ان تنسى السهرة الحزينة التى قضتها مع جون . ولم يكن قد سبق لها ان شعرت بمثل هذه المعاملة الغريبة , ولم يكن الطبيب قد اهتم بها للحظة واحدة طوال السهرة , كان كل انتباهه منصبا على الصغير المريض ... واهالها لها جرح مشاعرها بشكل كبير , وبينما هى غارفة في تأملاتها , لاحظت السيدة فليسون تتمدد على بد أمتار منها . فاقتربت منها وسألتها بلطف . " كيف كانت سهرتك مساء أمس ؟ " " اوه ... جميلة جدا . وانت آنسة ؟ " " كانت سهرة لطيفة " كذبت لوسى رغما عنها " هل ابنك فى الحضانة ؟ " "لا , انه نائم وهو بحاجة للراحة دائما " " ارغب فى معرفة المزيد عنه " " حسنا . ان نموه غير طبيعى وضعيف , واحاول ان اتركه يلعب مثل بقية الاولاد , ولكن هذا ليس سهلا , فانت تفهمين , ليس لديه أخ ولا أخت لمساعدته ... والان لم يعد لديه والد أيضا . واصطحبته فى هذه الرحلة كي يعتاد على الوجود الطبيعى الذى ينتظره لاحقا , انت تعرفين عندما يبلغ الرشد , سيكون غنيا جدا " " ولكن ... لماذا اخترت هذه الباخرة ؟ في حين يوجد بواخر سياحية أفضل منها بكثير " " بسبب ... د . فيشر " " كنت تتمنين الحصول على معاينة خاصة ؟ " " انا ... لم اكن المح لذلك .. وفكرت بالدكتور سول الموجود ايضا على متنها , ولكننى علمت انه لا يزاول مهنته , بالاضافة الى ان البروفسور فيشر في اجازة وليس مستعدا لاجراء فحوصات الا اذا ..." " الا فى حالات الطوارئ , طبعا ولماذا لم تستشيريه فى لندن ؟" " لقد حاولت , للأسف كان دائما مسافرا , ولم اتمكن من حجز موعد معه " | ||||
11-06-09, 12:01 PM | #22 | ||||
نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط تأثرت لوسى بحزن وبشجاعة هذه السيدة , فوضعت يدها فوق يد السيدة . " انا افهم ... على كل حال قد يشفى ولدك ... " " لا .. " قاطعتها السيدة فليسون وهى تتنهد " لقد اكد لي كل الأطباء حاجته الى عملية جراحية كي يعود الى نموه الطبيعى " " ولكن مثل هذه العملية الجراحية لاتخلو من المجازفة بالنسبة لصغر سنه ... ولحالته ..." " نعم , وانا قبلت بكل هذه المخاطر " وتلألأ الدموع فى عينى السيدة . عادت لوسى الى العيادة وهى تشعر بالحزن , وتساءلت ما نفع الطب اذا لم يتمكن من بعث الاطمئنان والامل الى قلب هذه الام ؟ وعندما دخلت كان جون يجلس خلف مكتبه ويدرس ملفا بين يديه , لابد انه ملف انطونى فليسون , فسألته عن حالة الصغير , واخبرها بأن الدكتور فيشر يشاركه رأيه فى ان ضعف الصغير ناتج عن ضعف على مستوى شريان الأوارت . وهذا ما يتضح أيضا فى ملف الصغير الذى احضرته له والدة المريض . " انه بحاجة لمعجزة كي يعود قلبه الى وضعه الطبيعي " " على كل حال , الدكتور فيشر ... " "اتركيه بسلام , لقد امضى عاما كاملا فى مؤثرات طبية فى كل العالم , وهو بحاجة للراحة " " أليس لأنطونى اى أمل ؟ " فاجابها الطبيب بأن صحة الطفل ضعيفة , ولديه أمل ضئيل بالنجاح ولكن يخشى عليه من البنج أثناء العملية . عند الظهر توقفت الباخرة , وصعدت لوسى الى السطح كغيرها من الركاب لكي يتأملوا المناظر الجميلة الممتدة امامهم , واخذت لوسى تراقب الغطاسين الذين ينزلون الى الاعماق ثم يصعدون ومعهم أشياء غريبة , فسألت أحد المضيفين فأخبرها انهم صيادوا اللؤلؤ , وانهم يتمكنون من قطع نفسه لمدة ثلاث دقائق . " ولكن هذا خطير جدا " " بالفعل , وكثيرا ما يتعرضون لحوادث " ولفت نظرها احد الغطاسين الذي تأخر ولم يصعد مع رفاقه . " هذا الشاب تعدي الوقت العادي " انتفضت لوسى عندما سمعت صوت جون . " اطمئن دكتور " قال له احد البحارة " سيرسل الكابتن مركب انقاذ اذا احتاج الامر " " فى هذه الحالة سأذهب معهم " قال جون وهويشعر بأن شيئا ما حدث فى الأعماق . | ||||
15-06-09, 12:44 AM | #24 | ||||
نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط - 9 – وبعد لحظات تمكن فريق الانقاذ من انتشال الشاب وأسرع جون لاسعافه بالتنفس الاصطناعى عن طريق الفم وعن تدليك القلب . وظل منحنيا فوقه الى ان تعب وامر احد البحارة بنقل الشاب الى العيادة . وبعد قليل بغرفة المعاينة سألت لوسى الطبيب عنه , فأخبرها أنه تعرض لأزمة قلبية , وانه بحاجة لعملية جراحية . " هل ستقوم بها أنت ؟ " سالته لوسى . " انا ؟ لا تفكرى بذلك " اجابها جون بحدة . " وهل سيقوم بها د . فيشر ؟ " " سنرى ذلك فيما بعد , الآن مريضنا بحاجة للراحة " وبعد ساعات من الصبر , رغب المريض بالصعود الى سطح الباخرة , وكان لطيفا وبشوشا , واخذ يغنى اغنية عن جمال جزيرته , وفجأة تعب الشاب وفقد وعيه وقع على الارض , فأسرعت لوسى للبحث عن جون , ولحسن الحظ كان برفقة الدكتور فيشر , فهرعا بسرعة وظل جون دقيقة يحاول تدليك قلب الشاب الى ان عاد الى وعيه , ونصحه د. فيشر بإجراء عملية جراحية فور عودته الى استراليا , وكانت السيدة فليسون قد سمعت كلام د. فيشر فامسكت ذراع لوسى وسالتها اذا كان هو شخصيا سيجرى له العملية , وتمنت لو انه يقبل اجراء عملية لابنها , وسالت دموعها , فتأثرت لوسى وتلألأت دموعها ايضا , واعتذرت من السيدة واتجهت الى العيادة لكنها اصطدمت فى الطريق بجون . " لوسى , اترغبين بتكرار مثل هذه الرحلة ؟ " سألها بهدوء . " اعذرنى , هذا لأننى ... لاننى .. " " انا اعلم " وضمها الى صدره . ارتعشت لوسى , واسندرت راسها الى صدره . " اهدئى , يا عزيزتى " همس بأذنها وهو يداعب خصلات شعرها " انا سعيد لان يدى تنفعان احيانا " " اوه , الا تتوقف عن الشكوى ؟ " " ماذا تريدين ؟ يجب مواجهة الحقيقة . على كل حال انهما قادرتان على ضم احد ما " " دعنى ! يوجد الكثير من الفتيات الجميلات على متن هذه الباخرة , وسيكن سعيدات بمؤاساتك لهن " " اشك بأنهن سيسعدن رجل عاجز " تأثرت لوسى بسخريته من نفسه ونسيت وعدها للدكتور فيشر . " اعتقد ان صحة انطوني هي التي جعلت دموعك تسيل " ثم ضمها من جديد الى صدره وانحنى وقبل شفتيها , فشعرت لوسى بانها تحلق فى سماء من السعادة لم يسبق لها ان عرفتها , فاسندت رأسها على كتفه وتبعته بسعادة , وهى تتمنى ان لايكون لطفه المفاجئ ناتج عن الشفقة , ومن يدرى ؟ تتابعت الايام ببطء على متن الباخرة روز , وكانت لوسى تشعر بالكأبة , ولا تفارق قبلة جون خيالها , وشعرت بامل ضئيل , فقد يكون الطبيب يشعر نحوها بشئ آخر غير الشفقة ... وكانت الباخرة تقترب من مرفأ مورمباى في غينيا الجديدة . وكان امام الركاب نهار طويل من الحرية فنزلوا ليتفسحوا فى الحدائق العامة والشوارع . وكانت لوسى مع انها ترغب فى اكتشاف هذه المنطقة وبينما هى متوجهة نحو العيادة , استوقفتها السيدة فليسون . " انسة كليسولد ! اذا كنت ترغبين بزيارة موريسباي , فانا وانطوني سنكون سعداء بالبقاء بقرب بانجي , انه شاب لطيف , ابنى يحبه كثيرا " | ||||
15-06-09, 12:49 AM | #25 | ||||
نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط فكرت لوسى بهذه المناسبة , ولكن ايحق لها ذلك ؟ ولكن حماس السيدة فيلسون جعلها تتساءل هل لدى السيدة فيلسون فكرة اخرى فى رأسها ؟ كمحاولة لاقناع دكتور فيشر ... " ولكن يجب ان احصل على اذن من د . سول " " انه موافق وينتظرك فى الخارج , واعتقد انه مصر على ان يكون دليلك " " لكنه لم يكلمنى بهذا ابدا " قالت لوسى بدهشة . " لأنك دائما اما مع بانجى او الله وحده يعلم اين تتنزهين , ولم يكن يريد ازعاجك على ما اعتقد . ولو كنت مكانك لقبلت دعوته بسرعة " اضافت بابتسامة غريبة . احمر وجه لوسى , وفكرت بقضاء ساعات برفقة جون الذى ضمها مرة بحنان الى صدره ... استقبل الاهالى السواح بفرح وبابتسام . " هل سبق لك ان زرت غينيا الجديدة , جون ؟ " " لقد جئت فى زيارة عمل منذ سنين طويلة " لفظ جون هذه الكلمات بصوت حاد . ثم ساد بينهما صمت قصير . " وما كان سبب مجيئك ؟ " " كنت قد قررت ان انوب عن اخى .. الذى لم يرجع ابدا " " اوه ! ... هل كان ... هو ايضا طبيبا ؟ " " من ؟ بول ؟ لا كان تقنى ولا اعرف لماذا بقيت انا على قيد الحياة وهو لا , كما واننى لاافهم ماذا دفعنى للعمل بدون توقف بعد تلك الاحداث لم يكن لدى سوى فكرة واحدة , كسب السنوات الضائعة والحصول على الدكتوراة , وبطريق الخطأ جئت الى هنا " " وكيف ذلك ؟ " " هناك ... حققت معجزات فى المستشفيات , ولكنها الجحيم , انهم يجرون العمليات بدون اية تجهيزات تحت شظايا القنابل المتناثرة , وفى ذلك الوقت فهمت اين كان طريقى ... الى ان ... " ثم ألقى نظرة سريعة على يديه وعاد فخبأها فى جيوب بنطلونه . وتابع سيره صامتا . ولم تجرؤ لوسى على طرح المزيد من الأسئلة . ثم انتقلا بالحديث الى موضوع الطب البدائى . " ولهذا السبب احب ان تكلمينى عن بوتو , فهذه المنطقة الشبه صحراوية هى بالطبع عودة للطبيعة وهذا يعجبنى كثيرا " " اوه , لقد تذكرت فالدكتور هاريس بحاجة لزميل كي يستلم العمل مكانه بعد تقاعده و ..." " ماذا تحاولين ان تقترحي على ؟ ان التقى به لكي يعيد لي ثقتي بنفسي ؟ " " لا , ابدا انا اسفة لم اكن اقصد ذلك " وتابعا سيرهما بصمت , وشعرت لوسى ان جدارا جديدا يقف بينهم . " هذا سوق كوكي , وهو مشهور عن اكثر الاوروبين " ثم انحنى جون وتناول زيا فولكلوريا باللونين الاحمر والابيض وناوله للوسى . " اعتقد انه يناسبك " " وكيف عرفت ذلك ؟ فانا دائما بزي التمريض " " ليس ذلك المساء عندما كنت ترتدين ثوبك الاحمر الرائع , اذا اسعدينى واقبلى هذه الهدية . فلم تسمح لي الظروف من قبل لأقدم لك هدية " أحست لوسى ان هذه الهدية قادرة على اعادة السلام ليحل بينهما . | ||||
15-06-09, 12:53 AM | #26 | ||||
نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط - 10 - ثم اشتريا بعض الفاكهة واتجها نحو الخليج الصغير , وجلسا تحت شجرة نخلة , يتأملان المراكب البعيدة والبحر , قطع حبة أناناس وقدم لها قطعة ولامست يده يدها فارتعشت الفتاة , ولم تعلق على بطء حركات يديه فى تقطيع الفاكهة . "أتعجبك هذه الجزيرة ؟ " " نعم , كثيرا " اجابته مبتسمة " وغدا سنزور جزيرة ساماراي واذا كنت ترغبين بإمكانى ان اكون دليلك غدا " تساءلت لوسى لماذا أصبح لطيفا جدا وبشكل مفاجئ ؟ وعندما عاد الى الباخرة , علما بان الباخرة لن تقلع هذه الليلة , وفضلت لوسى ان تبقى بجانب بانجي كي تتمكن السيدة فيلسون من زيارة الجزيرة بعد الظهر . " اتعتقد ان بانجي سيعود لصيد اللؤلؤ ؟ " سألت السيدة فيلسون جون . " طبعا , بعد العملية " أجابها جون . " بهذه الحالة , لماذا ابنى لا ... ؟ " " مدام ! لايجب ان نقاوم الطبيعة , انها وحدها القادرة على اصلاح الاخطاء التى ارتكبتها .. " اجابها وهو يتأمل اصابع يديه ثم استأذن. وفى اليوم التالى دخلت لوسى العيادة ولم تكن قد نامت جيدا , وافكارها مشوشة , وزارها السيد ميلارد وطلب منها دواء سحريا كعادته , فرفضت لوسى . " انك كالدكتور سول " قال ساخرا " وهذا لا يدهشنى .. خاصة عندما الاحظ كيف تنظران الى بعضكما " " انك مخطئ , كما وانك لست بحاجة للدواء , انك بحاجة فقط لنظام اكل منتظم " " اشفقى على واعطني دواء بسرعة " بهذا الوقت دخل د . جون وقال . " لا اعتقد ان الدواء سيهدأ ألامك , وانا اخشى ان يتسع جرح قرحتك و ... " " سنرى ذلك بالوقت المناسب , اما الآن " وكان يبدو ان النقاش لن يجدى معه . " انك تسعى لذلك , على كل حال اذا عدت الى استراليا بدون التهاب حاد فى معدتك , فانى مستعد لأن أنفى نفسى من جزيرة مقفرة " اجابه جون . " احذر منه " همست لوسى فى اذن جون " فالسيد ميلارد قادر على ذلك " " اعتقد ان هذا يناسبك جيدا " تأملته لوسى بدهشة , ان تبدل مزاجه يجرحها فى اعماق روحها , متى سيتوقف عن اللعب بأعصاباها ؟ " نحن لا نزال متفقان بشأن الغد ؟ " سألها جون بهدوء " سترافقينى غدا الى ساراماي ؟ " هزت لوسى رأسها , وذهبت للبحث عن دواء للسيد ميلارد . وبعد ساعات ظهرة جزيرة ساراماي , ونزل جون الى اليابسة لكي يستأجر سيارة جيب . وظلت لوسى فى العيادة تفكر بتقلب مزاج د. سول وفجأة وجدت السيدة مورني غرانتام تتكأ على الباب ونقط العرق البارد تتصب على وجهها . " يبدو ان الجنين قرر ان يولد هنا " | ||||
15-06-09, 12:57 AM | #27 | ||||
نجم روايتي
| لؤلؤة المحيط وكان يبدو عليها انها على وشك الوضع , فساعدتها لوسى على الجلوس , ولم يكن قد سبق لها ان حضرت عملية توليد من قبل , واسرعت للبحث عن د. فيشر , وللأسف لم يكن موجودا , لابد انه نزل الى الجزيرة , فأخذت تصلى لكي يعود جون بسرعة , وحاولت ان تنزل للبحث عنه , لكن السيدة , غرانتام توسلت اليها كي لا تتركها وحدها . " ارجوك ., لا تتركيني , اعتقد انه سيولد ... اسرعي , ساعدينى ... " ارتبكت لوسى , لكنها تذكرت انه يجب على الممرضة ان تتصرف بسرعة فى مثل هذه الظروف , وبسرعة ساعدتها فى الجلوس بالشكل المناسب ثم حضرت الماء الساخن ومناشف نظيفة كما تعلمت فى مدرسة التمريض , ولاحظت منذ البداية ان وضع الجنين ليس جيدا . وشعرت ببعض القلق . وفجأة دخل جون , فتنفست لوسى الصعداء . وبعد ساعتين من التعب والصبر , تمكن جون من انقاذ الطفل ووالدته . وناول الصغير الى لوسى لتهتم به . ولكن الصغير لم يصرخ . فربتت على ظهره ولكن بدون فائدة ... ماذا تفعل ؟ فتذكرت كيف قام جون بعملية التنفس الاصطناعى عن طريق الفم للشاب بانجي . وبسرعة اخذت تحاول التنفس فى فم الصغير . واخيرا اخذت تبكى من شدة فرحتها . لقد نجحت فى انقاذ هذا الصغير من الموت . " هذا ليس وقت التأثر " قال لها جون بقسوة , نظرت اليه لوسى بدهشة كيف يمكنه ان لايكون حساسا فى مثل هذا الموقف ؟ " ... حتى ولو كان هذا شعور جميل " اضاف جون بلهجة لطيفة . " سأسميه لاكى ( الحظ ) على شرف الأنسة كليسولد " " اعتقد ان اسم لوسى سيكون أفضل " أجابها جون وهو يبتسم للوسى . " لوسى ؟ اسم لصبى ؟ " سألته مورين . " لا , اسم لبنت " " بنت , هذا رائع ولكن والدها سيصاب ببعض الخيبة " انتشر الخبر بسرعة واستقبل الجميع النبأ بسرور واقأموا حفلة بالمناسبة . بالرغم من انها لم تحضر الاحتفال الا ان لوسى كانت سعيدة جدا لانها تخلصت من شبح صديقها الذى توفى امام عينيها فى بونو . وشعرت ببعض الحزن لانها ستفترق عن هذا الطفل الذى اعاد اليها ثقتها بنفسها , لأن الباخرة ستصل قريبا الى جزيرة دابيل حيث تنتهى رحلة السيدة غرانتام . فى اليوم التالى توقفت الباخرة فى خليج صغير من بين الاشجار العالية يلاحظ منزل كبير ابيض . وكانت مورين غرانتام تنتظر على الباخرة بفارغ الصبر لكي تقدم له مولدها الجديد . وكان الذهول مرتسما على جميع الوجوه عندما رحب بهم السيد غرانتام زوج مورين وشكرهم لاهتمامهم بزوجته . وقال للقبطان . " بما ان سيفنتكم ترسو فى منطقتى , فأنا سعيد باستضافتكم انت والجميع " وبعد ان ساعدت لوسى السيدة غرانتام بالوصول الى منزلها . قامت بنزهة صغيرة مع جون على الشاطئ الصخرى , وفجأة سمعت صراخ طفل صغير . فأسرعا يبحثان عن مصدر الصوت فلم يجدا احدا . وبعد لحظات عاد الصراخ من جديد . " انه من هذه الناحية ! " واسرع جون وتبعته لوسى الى صخرة عالية وتلفتا حولهما فلم يجدا احدا , ولكنهما سمعا من جديد الصراخ , اتيا من بين الصخور العالية , انحنى جون ونزل الى الأسفل وانتظرته لوسى بقلق , وعندما عاد للظهور من جديد قال لها . " لقد رأيته انه هنا ويبدو كانه فاقد وعيه ... ولكنني لا أستطيع الوصول إليه , لقد علق فى مكان ضيق بين الصخور " "لو اننا نطلب مساعدة احد الاولاد الصغار نستطيع ان ... " ونزلت لوسى بدورها . " لن يستطيع طفل صغير مساعدته فى الخروج ... كما وان المد سيرتفع ولا وقت أمامنا " | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|