آخر 10 مشاركات
اللقاء الغامض - روايات ياسمين (الكاتـب : Just Faith - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          حصريا .. رواية وجدتك للكاتب مارك ليفي** (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          سجن العصفورة-قلوب زائرة- للكاتبة : داليا الكومى(كاملة&الروابط) (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          حب في الأدغال - ساره كريفن - روايات ناتالي** (الكاتـب : angel08 - )           »          الحب هو العسل (46) للكاتبة: فيوليت وينسببر .. كاملة ( تنزيل رابط جديد) (الكاتـب : monaaa - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          وَجْدّ (1) *مميزة** مكتملة* ... سلسة رُوحْ البَتلَاتْ (الكاتـب : البَتلَاتْ الموءوُدة - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جارية في ثياب ملكية (60) -ج1 قصور من رمال- بقلم:نرمين نحمدالله *كاملة&بالروابط*مميزة (الكاتـب : نرمين نحمدالله - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-01-08, 05:15 PM   #11

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي


وغمغم وأنفاسه الرطبه تداعب خدها :
- إنك جميلة جدا 00إنني أود00
وتوقف عن الكلام وابتعدت عنه لكن وجهه كان في منطقة الظل المنعكس لأحدى سفن النجاة الملحقه بالباخرة, ووجدت نفسها تحاول أن تمسك بالتعبير المراوغ لملامحه التي بدأت داكنة وغير واضحة وفجأة بدأ كما لو كان بعيدا عنها وفي غمرة خوفها بقوة غريزية وكان وجهها مرفوعا وشفتاها تعبران 00وأحنى رأسه 0
وفكرت كيف يمكن أن يتغير أسلوبه لكنها أدركت أيضا أنه أخيرا جدا أصبح أكثر رقة وتحملا0 أصبحت اللهجة التهكم والسخرية والازدراء أقل وضوحا عما كانت في بداية وخرجت من شفتيها الكلمات بقوة لم تستطع أن تقمعها عندما همست قائلة:
- غارث 00 إنني سعيدة للغاية الليلة0
وأفلتت منه ضحكة قصيرة وقال:
- إنني مسرور لذلك يا وندي وأنا سعيد أيضا0
- هل أنت سعيد بأن تقابلنا ؟
- كيف يمكنك أن تسألي هذا السؤال؟
واطلقت ضحكة ذات رنين موسيقي جعلته يزفر بسرعة وهي تقول:
- ربما اسأل لأنني لست واثقة0
وهزها هزه خفيفة وهو يقول:
- إنك واثقة 00 جدا0
- انظر الى البحر 00 أنه متلألئ 0
- إنني أنظر إليك 00لا إلى البحر0
وكانت الكلمات تأكيدا مثيرا بأن جاذبيتها له مازالت قوية 0وبرقت عيناها ومنحته ابتسامة ذات جمال لا يصدق, وتنهدت مرة أخرى وهي تفكر إلى أي مدى وصلت هي وغارث منذ الكلمات التقليدية المهذبة التي تبادلاها في أول تعارفهما ثم قالت :
- إنني سعيدة0
ولم يعد يستطيع أن يسيطر على انفعالاته الحاره 0
استجابت ولكن في حذر وهي تشعر بفرحة غامرة من سحر اللحظة ولسانها يلهج بالشكر للقدر الذي سمح لها في النهاية بأن تعرف جمال الحب0
وأخيرا ابتعد عنها ولاحظت تعبير الفرحة الغضه في عينيه الداكنتين الثاقبتين وعاتبها قائلا :
- طفلتي الحذرة ألم تعرفي حتى الآن أن الحياة وجدت لنحياها؟
وجفلت ثم انسحبت لكنها شعرت بالراحة عندما لاحظت أن هذا لم يسترعي انتباهه وقالت:
- لا أعتقد أن تعبيرك يعني أنك ترغب في إقناعي بأنك تقصده000
وتجهم عندما سمع هذا الكلام ولوي شفتيه وقال:
- أجد ما ترمين إليه غامضا إلى حد ما يا عزيزتي0
وضحكت قائلة:
- هراء إنك لست بهذه الخشونة0
واستجاب لضحكتها وقال وفي صوته نبرة فضول:
- مالذي يجعلك تظنين أنني لا أعني حقيقة ما تنطوي عليه كلماتي 0؟
- لا أدري000
وظهرت تقطيبة خفيفة على جبهتها تدل على أنها تبحث عن تعليق ثم قالت:
- ربما لأنك لا تبدو لي من هذا النوع من الرجال 0
وساد صمت لكنه لم يستمر إلا لحظة خاطفة أذ قال مؤكدا بشيء من المرح:
- جميع الرجال هكذا 00لقد تعلمت أنت ذلك منذ فترة طويلة0
- انا ؟
شهقت وهي تقول ذلك وقد تسارعت دقات قلبها إذ رأت في دهشة التغير الحاد الذي طرأ على تعبيراته00 كم يسهل أن يؤذي مشاعرها وتساءلت:
- بم تتهمني يا غارث ؟؟
ومرة أخرى هزها وهو يقول ضاحكا في سخرية وازدراء :
- كفى 00لقد لعبنا لعبة التحايل لإقناع بعضنا البعض بما نريد00 وكانت لعبة لطيفة0 كانت تغيير لكلينا لكن هذه اللعبة لا يمكن أن تستمر يا 00ويندي 00دعينا نكشف أوراقنا على المائدة هلا نفعل ؟
وأصيبت بخيبة أمل من تحوله مما جعل قلبها يأن تحت وطأة الإصابة التي تلقاها, ورفعت وجهها المفعم بالألم والذهول وسألت :
- لماذا ترددت قبل أن تنطق اسمي؟
ونظر إليها غارث وقد اكتسى وجهه ايضا بتعبير الذهول , لكنه كانا مؤقتا فقط حيث ظهرت لهجة الازدراء المألوفة في صوته عندما قال:
- أعتقد إنك تعرفين لماذا00
وعندما فتحت فمها لتحتج رفع يدا آمرا لمنعها وهو يقول:
- لا 00أرجوك لا تستمري في المهزلة أكثر مما فعلت إنك ممثلة بارعة0
- ممثلة؟ كيف تتهمني بشيء مثل هذا ؟لماذا أمثل؟ لا سبب على الإطلاق يجعلني أفعل ذلك0
وكان عيناها الواسعتان البريئتان وارتعاشة فمها الشديدة وحركة أصابعها المستمرة 0كل هذا كان شاهدا على صدقها لكنه ضحك بمرح واختلس نظرة إلى ساعته ومضت تقول :
- من البداية كان واضحا أنك تعاملني بتشكك وتتخذ أسلوب يتسم بالازدراء معي وتسخر مني في داخلك0
وخفت صوتها عندما أصيب حلقها بغصة مؤلمة وساد الصمت عدة لحظات بينها وبين الرجل الذي تعلمت أن تحبه بسهولة وبسرعة وأخيرا نطقت:
- أعتقد أن الأفضل ان اتركك يا غارث0
وحبست أنفاسها في انتظار الكلمات التي ستعيد إليها سعادتها, تلك الكلمات التي ستؤكد لها مرة أخرى رغبته في البقاء معها لكن ما سمعته هو :
- إذا كانت هذه رغبتك فأننا إذا سنتمنى لبعضنا البعض ليلة طيبة وسأوصلك إلى غرفتك 0
وعند باب غرفتها انتظر فقط ليلقي تحية المساء قبل أن يبتعد0
ورده قايين
ماذا حدث ؟ سألت نفسها مرة ومرات وهي مستلقية على فراشها تتقلب من جانب لأخر0 لو لم تكن أفكارها مضطربة هكذا لكانت قادرة على تجميع الحقائق التي أدت إلى هذه النهاية التي لا تصدق ليوم وليلة بديعين 0 لقد كان غارث لطيفا - ولكنه كان لطفا مصطنع بلا شك 0 وكان رقيقا وهو يبثها حبه , واخبرها بأنه سعيد 0وادركت انه قصد ذلك عندما قاله , كذلك جاملها عندما قال انه ينظر اليها هي لا الى البحر 0 ثم زادت حرارة انفعاله واتهمها بأنها حذره 0 اجل ركزت افكارها على تلك النقطة لكن ماذا حدث بعد ذلك ؟ وفجأة بدون تحذير شعرت بوخزة مؤلمة في رأسها جعلتها تجفل وتمد يدا مرتعشة الى صدغها0 0
ولم تستطع أن تتجنب سؤال نفسها لو كانت تلك هي النهاية فقد جاءت مبكرة لكن في حالة مثل حالتها يكون من الصعب على الأخصائي أن يقول بالتأكيد متى تأتي ونهضت من الفراش وأرتدت الروب "دي شامبر" فوق قميص النوم وعندما نظرت في المرآة وجدت وجهها أبيض أللون مع وجود حبات دقيقة من العرق على جبهتها , وكانت كفاها مبللتين بالعرق فدخلت الحمام لتغسلهما 00هل هذه هي النهاية ؟ سألت نفسها مرة أخرى عندما شعرت بوخزة من الألم في رأسها وسارت عبرة الغرفه وهي تطيل المسافة بالدخول إلى الحمام في كل مرة تصل فيها إلى الباب لم تستطع أن تستلقي فوق الفراش ومع ذلك فإن مشيها في انحاء الغرفة يزيد - فيما يبدو- الألم المبرح في رأسها ابتلعت قرصا لكنه لم يخفف الألم0 ولم تستطع أن تفهم لماذا؟
هل تستدعي طبيب الباخرة؟ ألقت نظرة على الساعة فعرفت أنها تجاوزت الواحدة صباحا ولذلك استبعدت الفكرة لو كانت هذه هي النهاية فلن يكون في وسعه أن يفعل شيئا , اذن فالأفضل ألا تزعجه 0
وأخذت تذرع الغرفة وهي تتوقع أن تتهاوى في أية لحظة 0 وأن تنتابها الغيبوبة المفزعة التي لا مفر منها فتحملها الى النهاية 0 وفكرت غدا سيجدونني أو مساء الغد في مثل هذا الوقت 0
وقطعت أفكارها وهي ترتعش بقوة وقد ظهر العرق مرة أخرى على جبهتها, كانت في مثل برودة الثلج, وبدون أن تعي ما تفعل ذهبت إلى الحمام وضعتهما تحت الماء الساخن, ثم وهي لا تزال لا تعي ما تفعل , بحثت عن منشفه وجففتهما , ثم اعادت المنشفه بعدما طوتها بعناية بالغة فأصبحت كأنها أخرجت من علبتها للتو0 وحدقت فيها ثم أغلقت عينيها 0 ثم حدقت مرة أخرى0 وأدركت أنها على وشك أن تفقد الوعي وأدركت أيضا أنها لو فقدت الوعي فربما لا تكون تلك النهاية ربما تعود إلى وعيها مرة أخرى ويتكرر كل شيء ثانية0
فكرت بفتور: الأفضل كثيرا لو انتهت الآن بعدما فقدت غارث إلى الأبد بدون سبب يمكنها تحديده وبدون أي شيء فعلته معه وهي في كامل وعيها 0
"ورده قايين "
إن تصرفه في مفارقتها فجأة يبرهن قطعا أنه لم يشعر بأي من الأحاسيس التي تأثرت هي بها 0 إنه لا يكن لها أي حب وهذا شيء جميل لأنها الآن عندما عاملها بمثل هذه القسوة ولم يرد بسخرية على تأكيدها بأنها لا تمثل كانت تشعر بالراحة لأنها أخفقت تماما في أن تحرك في داخله شيئا يماثل الحب0 وأخيرا بدأ الألم يخف0 وكانت تعلم إنه سيختفي حالا , لكنها ظلت مستيقظه ساعة أو أكثر0 تذرع الغرفة وتتساءل كيف ستقضي الشهرين المقبلين0
يمكنها أن تتلك الباخرة في ريو , فكرت في ذلك بعدما حسبت أنها ستبقي معها أكثر مما يكفيها لدفع نفقات العودة جوا0 بما أنها أعدت ميزانيتها للقيام بجولات في موانئ عدة, في جنوب أفريقيا وسيشل وبالي واليابان 0 لن يكون هذا المال مطلوبا للجولات لكن من ناحية أخرى لو أنفقت منه جزاء على رحلة العودة جوا فلن يتبقى لها ما يكفي لاحتياجاتها طوال الشهرين القادمين وغمغمت في ضيق:
- فكرت في هذا من قبل وقررت إنه ليس معقولا0 ينبغي أن اظل في السفينة0
وفي السابعة والنصف من صباح اليوم التالي كانت فوق سطح السفينة0 بينما كان غارث في أحد حمامات السباحة0 مع فريزر وصديقته ,أومأت ويندي لفريزر لكنها استدارت عائدة من دون أن تنتظر غارت ليلحظ وجودها, واثناء الإفطار كانت وحدها مع مارجي , وعندما ألقت نظرة على المطعم الكبير رأت غارث يتناول الإفطار مع نيكول على مائدتها 0
وهذا التغيير وقت الإفطار مسموحا به اذ إن الكثيرين لا يتناولون الإفطار على الإطلاق0 ونتيجة لذلك تكون هناك أماكن خالية في بعض الموائد0 والواضح أن رفاق نيكول على المائدة كانوا قد تناولوا وجبة مبكرة أو لم يهتموا بالمجيء إلى المطعم على الإطلاق0
وعندما لمحت مارجي التعبير الذي ارتسم في عيني ويندي نظرت إليها بتعاطف وسألت:
- هل انتهى كل شيء؟
وأومأت ويندي بفتور وقالت :
- أجل انتهى كل شيء0
ولم تستطع أن تخفي التعاسة التي ظهرت في عينيها, لكنها تمكنت من أن يكتسي صوتها بنبرة استخفاف أملا في تجنب لسان مارجي , والهروب من أية تساؤلات أخرى من جانبها عندما أضافت:
- كانت مجرد عاطفة عابرة لم يأخذها أيا منا مأخذ الجد بأية حال 0
وردت مارجي بأسلوبها الفظ:
- أحسنت القول ياعزيزتي, لكنني أعرف أنك كنت جادة للغاية, وقد تحدثنا بشأن ذلك, اتذكرين؟ وقلت أن العاطفة من جانب واحد في الوقت الحالي - لكن غارث سيقع في حبك في النهاية0
وبللت ويندي شفتيها قبل أن ترد, وهي لا تزال تحاول أن تبدو أسعد مما تشعر:
- كانت تلك تصوراتك فقط يا مارجي0 لم اقل أبدا أنني جادة0
وبعد فترة توقف بدا فيها ان مارجي ستواصل مناقشة المسألة قالت:
- فليكن ,غير أن هذا شيء يدعو للأسف فأنت وهو أكثر رفيقين ظريفين فوق الباخرة كلها0
وابتسمت ويندي رغم انفها فيها وهي تقول:
- شكر لك يا مارجي , غارث هو أكثر الرجال وسامة في الباخرة, لكنني واثقة تماما أن هناك نساء أكثر فتنة مني بكثير0
وبينما كانت ويندي تقول ذلك حولت تلقائيا نظرها إلى المائدة التي تجلس عليها نيكول , والتي بدت فتنتها تسحر الألباب , وهي ترتدي ثوبا ذا نقوش من الورود والصدر مزموم بشرائط رفيعة من قماش بلون متناقض وهي الشرائط التي زينت بها الجيوب وحافة الذيل , وقالت مارجي بنبرة ازدراء:
- لا أقول أنها أجمل , ذلك الثوب الذي ترتديه الآن هو أول ثوب لها يعجبني 0 أما ثياب المساء التي ترتديها فهي أبشع من أية كلمات0
- الرجال تعجبهم تلك الثياب الجريئة0
ردت ويندي بذلك وهي تركز نظرها على حلقات فاكهة الليمون الهندي التي وضعها المضيف أمامها0
- بعض الرجال وليس كلهم0
وبدأت مارجي تراقب ويندي وقد أخذت عيناها الحادتان تمعنان النظر في وجهها وعينيها, والهالات الداكنة التي تركتها ليلة السهر والقلق ثم سألتها :
- ماذا ستفعلين هذا الصباح؟
وقبل أن تتلقى ردا مضت تقول أنها هي ودينبي ينويان الاشتراك في بعض الألعاب المشتركة فوق سطح الباخرة اقترحت على ويندي أن تنضم إليهما وأضافت:
- هناك جوائز لمختلف الألعاب 0 ستكون تلك تسلية يا عزيزتي لذلك فالأفضل أن تأتي وتنضمي إلى الحشد المرح0
- أعتقد أنني سأفعل0
وافقت ويندي وهي مندهشه للغاية لأنها كانت تنوي العودة إلى غرفتها والمطالعة حتى تشعر بالنوم تعويضا عن ما فقدته الليلة الماضية0
- عظيم سيفرح دينبي فهو معجب بك بلا حدود0
ومرة أخرى أبتسمت ويندي 0 يالهما من شخصين رائعين0 صريحين بعيدين عن الإدعاء ليسا مثل كثير من الركاب الذين تجعلهم ثرواتهم الضخمة يتصرفون كأنهم فوق مستوى الناس العاديين0
وانتهت بها أفكارها الشارده التركيز على غارث ريفيرز وظلت تفكر بضع ثوان في المعلومات التي ذكرتها مارجي حول كونه مرهقا في العمل إلى هذه الدرجة وعلي مدى فترة طويلة الى حد أن طبيبة أمره بالاشتراك في هذه الرحلة البحرية0
بدأت ألعاب السطح فور وصول ويندي مع مارجي ودينبي, ولأنها نظمت بدقة فقد مضت بيسر , واستمتع بها المشاركون إلى أقصى حد , ووجدت ويندي نفسها في الدور قبل النهائي في لعبة حلقة الرمي0 وأثار ذلك دهشتها, اذ كانت هذه ثالث مرة فقط تشترك فيها في هذه اللعبة0
وفي المرتين السابقتين كان شريكها غارث الذي هزمها0 وبعدما كسبت الدور قبل النهائي وجدت نفسها في صباح اليوم التالي خصما لنيكول 0 وقبل أن تبدأ كانت وأثق أنها ستخسر, لأن غارث كان قريبا منها, مجرد متفرج غير مهتم ولا شك, إنه يعطي نيكول تأييده المعنوي, لكن لدهشتها أيضا كسبت ويندي, وكان غارت أول المهنئين لها, مما تسبب في كدر الفتاة الأخرى إذ قال:
- أحسنت يا وندي, كانت لعبة ممتازة 0
- شكرا لك0 لكنها كانت لعبة حظ أكثر من أي شيء آخر0
- لم يكن هناك شيء من هذا0
ثم توقف لحظة قبل أن يقول:
- ما رأيك في فنجان من القهوة ؟
ومن الطبيعي إن دعوته أدهشتها, وترددت لكن شيء ما في كلامه جعلها تقول, من دون أن تتوقف لتعرف ما إذا كانت تسبب لنفسها مزيدا من البؤس أم لأ:
- اتوق إلى ذلك, شكرا لك يا غارث0 أين نذهب؟
وكانت واعية لوقوف مارجي على مقربة منها فاستدارت وابتسمت لها, وألقت مارجي نظرة مختلسة على غارث من تحت اهدابها قبل أن تقول:
- تهنئتي يا وندي00 جئت للتو بعد ان انشغلت في حديث مع ذلك الرجل صاحب صالة البنغو , وحاولت أن أعرف كيف أمكنه جمع كل هذه الأموال 0
التي يدعي انه جمعها , وتمنيت لو لم اكن على ما انا عليه من الثروة حتى يمكننا , دينبي وانا , ان نفتح صالة بنغو , اذا بدا لي ان المال يأتي مقابل لا شئ 0
وألقت نظرة اخرى على غارث ثم واصلت حديثها :
- إذا فأنت ستأخذها يا غارث؟ ارجوا لكم وقت لطيفا معا00 اراكم وقت الغداء0
وابتعدت ثم ظهر شو ومد يده إلى ويندي قائلا:
- اهنئك لفوزك 00 لعبت لعبة الهائلة0
وتجهمت ويندي فهي لا ترى أنها قامت بأي نشاط زائد حقق فوزها وهي واثقة أنها لو أعادت اللعبة مرة أخرى لكان من المحتمل أن تخسرها وعلى أية حال شكرته بنعومة00 ثم استدارة إلى غارث ولمحت إلى إنها مستعدة لمرافقته0
ورده قايين
وقال:
- سنحاول أن نجد مائدة حول حمام السباحة اذا كان ذلك يناسبك؟ وأومأت برأسها قائلة:
- أجل000 يناسبني 0
وسارت بهدؤ , كذلك فعل هو, لكن حالما جلسا في مكان منعزل إلى حد ما في صف الخارجي القوي ذات المحيطة بحمام السباحة انحنى وقال بلهجة مبهمة لكنها تأكدت من إنه يقصد أن تكون خالية من أي تعبير:
- بالنسبة إلى الليلة قبل الماضية هل يمكننا أن نبدأ من حيث كنا قبل ان اتركك بقليل؟
ولمست قسوة واضحه في سلوكه كان يكافح لكي يخفيها ،ومرة أخرى أدركت ذلك الانطباع الغريب إنه بينما يتمني لو جزئيا أن يحبها فأنه جزئيا يتمرد على الفكرة نفسها أو بمعنى آخر كما استنتجت يود كثيرا أن يتخلى عنها تماما لكنه يجد إنه لا يستطيع أن يفعل ذلك غريبة تلك الأحاسيس والمشاعر المختلطة في رجل مثل غارث ولكن الشئ الذي لم يدر بخلد ويندي على الأطلاق في ذلك الوقت هو أن جاذبيتها ربما تكون من القوة فلا يستطيع مقاومتها مهما حاول بعنف فهي لم تكن مدركة لفتنتها بما يكفي للاقتناع بأنه يمكن أن تأسر رجلا يتمتع بشخصية قوية مثل غارث ريفرز , وأخيرا غمغمت في تشكك:
- أعتقد أننا يمكن أن نعود لكنني لا أعرف لماذا تصرفت معي هكذا يا غارث ؟
- ولا أنا أعرف0
قال ذلك لكن انتابها انطباع بإنه ليس أمين معها تماما , وسألت نفسها:
مالذي ينبغي لها أن تفعله ؟ ومن دون تردد قالت لنفسها أن هناك شيئاو واحد معقولا هو أن تقبل بما تقدمة لها الحياه وتشعر بالامتنان 0 لو كان هناك مستقبل ينتظرها اذن لكأن الرد مختلفا تماما00 إذ اتضح من موقف غارث العام إنه لا يمكن أن تؤدي هذه العلاقة بينهما إلى شيء دائم0 إنه لن يتزوجها اطلاقا لأنه لسبب يعرفه هو أكثر من غيره, لا يكن لها الاحترام الكافي لكي يريدها زوجة لة 0 هل ينبغي لها أن تصر على معرفة السبب؟ وتجهمت اذ أدركت بالفعل إنه لا فائدة من تحريات قد تؤدي الى لاشئ 0 فلنترك هذه المسألة, ولتأخذ المقبول وتحاول أن تستمتع بكل لحظة غالية باقية لها , هكذا منحته ابتسامة حلوة وقالت بصوتها الناعم الموسيقي:
- لا بأس إذا 00لم تكن المسألة هامة ,اجل يمكننا أن نبدأ من جديد0
لم تكن تعرف رد الفعل الذي تتوقعه أهو الاعتراف بالجميل أو الشكر الجزيل ؟ والواقع أنها كانت ستشعر بالارتباك لوحدث ذلك0
- رائع ياوندي0
وابتسم حينئذ00 واحدة من أندر ابتساماته جعلت قلبها يقفز فرحا0
- والآن الى القهوة000

نولا ٢٠٠٠ likes this.

ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-08, 05:23 PM   #12

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

- حفلة الأزياء التنكرية

قضت ويندي وغارث بقية النهار في انسجام لطيف واستمتعا بحمام شمس فوق أحد سطوح السفينة الكثيرة, واحتسيا المشروبات المثلجة , واستمعا إلى الموسيقى, وتناولا غداء شهيا ثم اشتركا في تناول شاي ما بعد الظهيرة مع شطائر خفيفة لذيذة وتبادلا الأحاديث المختلفة وقبل موعد العشاء بنحو ساعة وقفا بجوار الحاجز لبضع دقائق ثم توجه كل منهما إلى غرفتة الخاصة , ولم يذكر شيئا آخر عن الليلة قبل الماضية, وبدأ كأن غارث مصمم على نسيانها تماما0 واستنتجت ويندي أنه, مثلها, راض بأخذ ما هو متوفر والاستمتاع إلى أقصى حد بصحبتها , تماما كما اعتزمت الاستمتاع بصحبته إلى أقصى حد0
وفي تلك الأمسية كانت ستقام حفلة رقص بأزياء تنكرية وبما أن جميع الركاب عرفوا ذلك قبل إلأبحار الذين كانوا ينوون الاشتراك جاءوا مستعدين تماما وقررت ويندي في النهاية ألا تهتم بالأمر, لكن بعد تفكير عميق أخرجت آلة الحياكة وأعدت لنفسها ثوبا رائع يوناني التصميم 0
يشبه ذلك الذي ارتدته في العصور القديمة , آثينا رمز الحرب والحكمة وحامية دولة اثينا , هذا الثوب الذي أطلق عليه اسم بيلوس, صنعته عشرات من الفتيات اليونانيات بأيديهن0
لقيت فكرة ارتداء الثياب التنكريه أثناء العشاء قبولا, وجاء معظم الركاب إلى المطعم مسرورين يرتدون ملابس مزخرفة أو مهلهله , ويبدون في شكل مضحك مبتذل, أو بمظهر وسيم مرموق وأخذ الحاضرون يضحكون بأصوات عالية ولأن ويندي عرفت إن جميع الموجودين على مائدتها والمائدة المجاورة أيضا سيرتدون ثياب الحفلة ارتدت ثوبها وبعدما ألقت على نفسها في المرآة نظرة أطول من المعتاد رأت أنها لم تبد جذابة هكذا من قبل على الإطلاق أن ثوبها البيلوس بثنياته الرقيقة يناسبها تماما وينسدل في رقة عليها0
ورغم أن ويندي كانت تدرك أن مظهرها رائع يلفت النظر فلم تكن مستعدة على الإطلاق للأستقبال الذي قوبلت به عند دخولها المطعم الفخم الذي تلمع فيه الثريات المتلألئة بقطع الكريستال وأدوات المائدة البراقة0 لقد سمعت أصوات الضحك الصاخبة وهي تتقدم نحو المدخل , وتصورت بعض الملابس المضحكة التي ستراها , وتأرجحت ابتسامة على شفتيها وهي تخطو داخل الأبواب المزدوجة إلى الممر المتوسط في البداية أخفقت في إدراك سر الهمسات الخافتة المفاجئة التي كانت موجهة إليها لكن اذ ألقت نظرة حولها في شيئا من الحيرة بعدما خفت الآخر ضحكة أدركت أن كل عيون القاعة مركزة عليها وكان رأسها عاليا, وقامتها منتصبه, وهو أسلوبها الطبيعي في السير , واستمرت في سيرها وهي تدرك أن وجهها أحمر بشدة من الخجل0 وأخيرا وصلت إلى مائدتها , وتنفست بعمق في ارتياح 0
ونظرت حولها بأبتسامة مرتعشه وكانت عينا غارث وحدهما اللتان اهتمت بهما , رغم أن عيون الرفيقين الآخرين كانتا تنظران إليها بإعجاب مماثل , وقطع فريزر الصمت قائلا :
- تبدين خيالية0
ورددت مارجي كلماته لكنها أضافت:
- ياعزيزتي عندما ظهرت في الممر اعتقدتك الملكة ذاتها وقد جاءت فوق السفينة بطريقة سحرية! بالمناسبة هل أعجبك ؟ وأنا بشخصية مدام بومبا دور ؟
- أجل فإنك تبدين مثالية يا مارجي 0
ثم استدارت إلى فريزر وهنأته على ملابسه التي تشبه ملابس القرصان, وهي تتظاهر بالخوف عندما لاحظت الخنجر المتدلي من حزامه , اما غارث فقد ارتدى ثوبا فخما مثل قائد روماني وابتسمت له من دون أن تنبس بكلمة, لأنه كان ينظر إليها بتركيز كما لو كان يراها لأول مرة0 وأرخت أهدابها وهي تشعر بالخجل وعدم الثقة وتتمنى لو كانت تملك رباطة الجأش والثقة اللتي تتسم بها نيكول رنتون الهادئة المتماسكة وأخيرا قال غارث بلطف :
- تهنئتي 0
وكان هذا كل ما قالة إلى ان كانا يرقصان معا في الحلبة بعد ساعة ونصف وبصوته الهادئ المهذب قال لها:
- تبدين فاتنة أين وجدت هذه الأشياء التي تناسبك تماما0
- صنعتها0
ردت بذلك وهي تتعجب لماذا ينظر إليها بمثل تلك الدهشة وعدم التصديق0
- صنعتها بنفسك؟
- بالطبع 00ماالغريب في هذا؟
ولم يقل شيء ومضت تقول:
- رأيت صورة لهذا الزي في الكتاب عن الفن اليوناني فقررت أن أحاول حياكة 1 للرحلة0 تبدو مندهشا لأنني استطعت أن أنجزه0
ونظر إليها ثم هز رأسه قائلا:
- ينبغي أن أعترف بأنني مندهش , يبدو الثوب معقدا لعيني الرجل, ودار بها وأدركت أن الموضوع انتهى, وأدركت أيضا إنه كان سيقول شيئا يعبرعن السخرية والازدراء لكنه غير رأيه0
" ورده قاييـن "
ومضت الأمسية بعد ذلك على أجنحة ذهبية وعندما أعلنت أسماء الفائزين بعد لحظات من منتصف الليل دوى تصفيق حاد عندما قاد غارث ويندي إلى المنصة, وقد علت حمرة الخجل وجهها حيث تسلمت جائزتها من القبطان نفسه وقالت مارجي :
- حقيبة لمستحضرات التجميل من الجلد الباهر المزخرف لكنها تساوي ثروة ستبقى مدى الحياة يا عزيزتي0
-أ 00أجل 00ستبقى00
مدى الحياة! وادركت ويندي أن وجهها اصبح شاحبا وخفضت رأسها بسرعة وهي غير راغبة في أن يلاحظ غارث هذا الشحوب 0 واندفعت مارجي تقول في اشمئزاز:
- وذلك الرجل صاحب صالة البنغو كيف يكسب الجائزة الأولى للرجال؟ لا أعتقد إنه كان ينبغي أن يفوز ألا توافقونني ؟
ضحك غارث وقال:
- لا بد أن الحكام شاهدوا أن ثيابه هي أفضل ثياب بين الرجال وإلا ما منحوه الجائزة الأولى0
وكان الرجل يشعر بالسرور وهو يري الجميع ولاعة السكائر الذهبية التي كسبها0
وبعدما انتهى كل هذا اتجهت ويندي وغارث إلى سطح السفينة وأخذا ينظران الى البحر الهادئ الداكن0
كل شيء كان هادئا وأخذت يده تربت على شعرها الحريري وهو يقول:
- شكرا لك على النهار الجميل والأمسية الرائعة سأدعك تذهبين إلى غرفتك الآن لأنك منذ لحظات في قاعة الرقص كنت شاحبة وأعتقد أنك متعبة0
وكانت لهجته ناعمة تتسم بالاهتمام وتساءلت ما إذا كان هذا يخيل إليها أم إنه قلق عليها حقيقة ماذا يهم ونظرت إليه وابتسمت في وجهه وهي تقول:
- ينبغي أن أعترف بأنني متعبه إلى حد ما0 شكرا لك على يوم مدهش وأمسية سعيدة للغاية0
- ولا تنسى انك ربحت الجائزة0
قال هذه العبارة وفي وجهه الوسيم تعبير عن الإحساس بالزهو مما جعل وجنتيها تتألقان فرحا ثم اضاف :
- كنت محط أنظار الجميع وحسد كل امرأة هناك0
وضحكا وتذكرت النظرات الداكنة الحاقدة التي رمتها بها نيكول رنتون في فترات مختلفة أثناء الأمسية وتحدث غارث مرة أخرى وقال عدة عبارات إطراء مما تحب سماعه وكانت يده التي تمسك بيدها دافئة وقوية وشعرت بالأمان وهي معه, وفكرت: إنني أتساءل هل سيكون معي في ذلك الوقت فإن الأمر لن يكون مفزعا , وهمست لنفسها وهي تدفن رأسها في صدره:
- سأكون أكثر شجاعة وهو معي 0
وابعدها عنه ونظر إليها نظرة فاحصة وهو يواصل كلامه:
- إنك ترتعشين يا عزيزتي ما الأمر ؟
وكذبت وهي لا تدرك أنها ترتجف وقالت:
- الجو بارد قليلا هنا00
وتجهم غارث وهز رأسه وهو يقول:
- اتحسين الجو باردا؟ إنه ليس كذلك00 أما أنك مرهقة للغاية أو أنك على وشك الإصابة بنزلة برد لنأمل أن تكون الحالة الأولى0
وردت بخفة:
- أنا متأكد أنها كذلك أنا لا أصاب بالبرد كثيرا00
وفي لهجة حاسمة آمرة قال:
- إذا إلى الفراش أيتها الشابة وإياك والجلوس والمطالعة0
كم يبدو مثل الأطباء وهو يقول ذلك فكرت في هذا وهي تذكر مناسبة سابقة لاحظت فيها الشيء نفسه وقال باللهجة الآمرة نفسها:
- الأفضل أن أخذ منك وعد بذلك هل تعدينني ؟
- أعد بأني لن أطالع0
وتأرجحت أفكارها وهي تشعر بمتعة في هذه اللحظة من ذلك الحب الذي طغى عليها وبعد لحظة أخرى قالت ثانية:
- لا00 لن أكون خائفة وهو معي عندما تأتي النهاية0
كانت زيارة بالي في مقدمة المعالم البارزة للرحلة البحرية وطول اليومين السابقين لوصول الباخرة إليها أظهرت ويندي شعورها بالترقب السعيد , اذ قال غارث إنه سيستأجر سيارة لليوم الأول0 أما اليوم الثاني فيمكنهما أن يتجولا كما يريدان ويستمتعان بالمناظر بطريقة أكثر سهوله وراحة0
ورست السفينة في الثامنة صباحا0 وكانت ويندي وغارث على استعداد للنزول إلى الشاطئ فورا وبعد نصف ساعة كانا في السيارة وقد جلس غارث أمام عجلة القيادة وقصدا أولا حي جيليك آندماس حيث كانت وندي تريد إن تشاهد المصنوعات الفضية اليدويه وأشغال الحفر على الخشب الخرافيه التي سمعت عنها من مارجي , وكان غارث في شوق مثلها لرؤية تلك الأعمال اليدويه 0 طول الطريق السيارة تمضي تحت سماء صافية ساطعة الشمس وكانت ويندي تبدي تقديرها وهي مسحوره بجمال الجزيرة الذي لم يمس تلك الجزيرة التي كانت تمثل أقرب مكان للجنة كما أخبرتهما مارجي في الليلة السابقة0 وبما أن بالي بمثابة حلقة صغيرة واحدة إن سلسلة الجزر التي تسمى أندونيسيا فإنها تتمتع ببحر خاص بها في بساطتها وصدقها 0 في مزروعاتها ذات اللون الأخضر اللامع0 وأزهارها الرائعة التي انتشر شذاها الجميل حتى وصل إلى السيارة وقالت ويندي بتأثر شديد:
- أليست جميلة؟ كنت ادرك أنني لن أصاب بخيبة أمل فيها0
وأدار غارث رأسه الداكن واختلس نظرة إليها من الجانب لحظة خاطفة قبل أن يحول انتباهه الى القيادة ولم يتكلم , وأدركت إنه في إحدى حالاته المزاجيه التي يرغب فيها أن يكون هادئا , يتطلع حوله ويستمتع بالمناظر الريفية التي يسير وسطها0
ورده قايين

فقد كان في الحالة نفسها عندما استأجرا سيارة في ريو ومرة أخرى عندما رست السفينة في ممباسا , ثم في بومباي , واحترمت ويندي رغبته في الهدؤ 0 فجلست صامتة وسعيدة لأنها حية وقادرة على الاستمتاع بكل ما حولها0 إلا أنها لم تستطع أن تفهم لماذا يحيط هذا الرجل نفسه بهالة من الغموض؟
وكانت الطريق في بالي ممتازة أما الطريق الذي كانا يسيران في فكان يحف بالشاطئ الجميل الذي تصطف أشجار النخيل على جانبيه وينتهي إلى التلال وبعدما عبرا قرية شاهدت وندي النساء , عن بعد يعمل في حقول الأرز أو يتسلقن أشجار جوز الهند0


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-08, 05:25 PM   #13

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

وعندما اعتقد غارث أنها آصدرت صوت خفيضا ينم عن الازدراء قال في سرور:
- انهن لسن من العبيد كما يخيل إليك0 بل يحببن العمل مع رجالهن وما يكسبنه يكون ملكا لهن0
- أتعني إنهن يحصلن على نصيب مما يأتي به المحصول؟
- بل يمكنك أن تقولي أنهن يقمن بعمل تجاري صغير خاصا بهن 0 يربين الماشية والدواجن ويبيعنها كذلك يقمن بعمليات النسيج لزيادة الدخل0
- إنهن سعيدات للغاية ورشيقات جدا السن كذلك؟
كانت ويندي تراقب فتاة شابة , تضع فوق رأسها سلة ضخمة باتزان وتسير في بمنتهى اليسر والرشاقة, وجهها الجميل خال من أي تعبير عيناها تنظران مباشرة أمامها قدماها حافيتان , ورأسها منتصب وردفاها يهتزان بطريقة إيقاعية0
- إنهن رشيقات جدا في الواقع0
ردت غارث بذلك وهو يدور حول منحنى وهو ويترك القرية وراءه وأخيرا وصلا , واشترى لها عدة تماثيل منحوتة بدقة وسوارا من الفضه بعدما أوقف بقسوة محاولاتها للاعتراض ،ولبست السوار الذي ثبته فوق رسغها وهو يبتسم واحمر وجهها خجلا وقالت:
- أشكرك0
- لماذا0
- لأجل السوار الجميل وكل تلك الهدايا الأخرى الجميلة التي اشتريتها لي0
وعادا إلى السيارة وسارا بها عبر الريف الجميل ومرا بين القرى حيث أمكن ،من خلال الأبواب المفتوحة للمنازل البدائية المبنية بالطين ،مشاهدة خيال النساء وهن يتحركن داخل بيوتهن ،وقت تعرت أكتافهن وغطيت ألأجزاء السفلى من أجسادهن
بأزار طويل ينسدل حتى أقدامهن تقريبا ثم خرجت واحدة أو اثنتان وهما تحملان فوق رأسيهما مجموعة من القرابين ،وأوقف غارت السيارة لبضع دقائق وجلس هو وويندي يراقبان بينما انضمت إلى السيدتين نساء أخريات من البيوت القريبة وشكلن موكبا بدأ يشق طريقة في بطء نحو مذبح أقيم في الهواء الطلق 0 وهنا توقفن لوضع قرابينهن0
- بالي أرض المعتقدات الخرافية0
قال غارث هذا عندما بدأت النساء في التحرك مرة أخرى ثم أضاف:
- وهكذا تجدين تلك القرابين العديدة0 ليس هناك ما يخيف المواطن أكثر من فكرة إغضاب السماء إنهم يفعلون أشياء لا يصدقها العقل لأبعاد الأرواح الشريرة 0 ولو قدر لك أن تعيشي في بالي لوجدت نفسك تفعلين أشياء ممنوعة0
- مثل ماذا ؟
- ينبغي أن لا تنامي وقدماك تتجهان إلى الشمال أو الشرق يجب أن لا تضربي رأس طفل وان لا توقضي طفلا نائما بسرعة بالغة0
وحملقت وهي لا تصدق وقالت:
- لماذا لا توقظ طفلا نائما بسرعة كبيرة؟
- لأن روحه التي تكون هائمه وهو نائم قد لا تجد الوقت الكافي للعودة إلى جسده0 وإذا قطعت شجرة جوز الهند ينبغي أولا أن تقبلي الجذع وتتوسلي إلى الشجرة كي تغفر لك ما ستفعلينه ويجب ألا تسيري أبدا فوق حبوب الأرز , التي قد تشاهدينها منثورة داخل باب أحدهم 00 إنها قربان مقدس وبعد أن يتسنى لكي الدخول إلى البيت من دون أن تثيري غضب الأرواح الشريرة عليك ألا تضعي ساقيك إحداهما فوق الأخرى بأي شكل من ألأشكال, لأنه لو كانت إحدى كعبيك لا تلمس الأرض لتمكنت أرواح شريرة عديدة من الإحاطة بك 0
ورده قايين
وعند هذا الحد كانت وندي قد أصابتها نوبة من الضحك الشديد الذي ما لبث أن أصاب رفيقها وقالت:
- فكرت دائما أنني أحب العيش في بالي لكنني الآن لست متأكدة على الإطلاق إن الحياة ستكون مريحة تماما هلا أخبرتني بالمزيد0
- يمكنني أن أستمر إلى الأبد لأن قصة المقدسات في بالي لا تنتهي0
- لا بد أن هذا يؤثر على السياحة إلى حد كبير بالتأكيد؟
- فعلا ولهذا بقيت الجزيرة جذابة للغاية وحالتها باقية على ما هي عليه 0 فمع وجود كل هذه المحرمات الدينية فإن المدنية لا يمكنها أن تدخلها لإن المرء لايمكنه ببساطة ،أن يفعل هذا وذاك إنها أرض العادات الغريبة التي تأصلت فيها من قديم الزمان بطريقة مبهمة وراحت أسسها في طي النسيان ولكن بقيت العادات المرتبطة بها0
- إنه شيء ساحر ومخيف في الوقت نفسه0
وأكد لها:
- ينبغي ألا يكون ذلك مخيفا فليس هناك ما يخيفك في بالي فهم أناس وادعون وسعداء للغاية رغم عاداتهم الغريبة وطقوسهم الدينية العتيقة0
وقالا غارث إنه يسصحب وندي إلى فندق شاطيء بالي لتناول الغداء وعندما وصلا قابلا العديد من ركاب
فايسون وتشكلت منهم مجموعة مرحه ونتيجة لذلك استغرق وقت الغداء مدة أطول من الوقت المتوقع0
وبقيا لمشاهدة عرض لرقصة الليغونغ ثم مضيا في طريقهما مرة أخرى وفي المساء وبعدما تناولا العشاء في فندق شاطيء بالي ذهبا مع مارجي ودينبي إلى عرض لرقصة أخرى يطلق عليها اسم هتجاك ويقال أنها أقوى رقصات بالي وكانت نوعا من التمثيل الصامت لمجموعة منشدة تلتف حول شعلة متأججة والمفروض أنها تطرد الأرواح الشريرة0
قال غارث ذلك لوندي وهما يتجهان نحو إحدى القرى للانضمام إلى أهلها الذين بدأوا بالفعل في التجمع فوق الخضرة بينما الشعلة المتقدة كانت في الوسط تشبه شعلة من النيران وقالت مارجي بصوت عال كالمعتاد:
- يا إلهي كم راقصا هناك؟
وقال دينبي الذي كان يجلس بجوارها:
- نحو 150 يبدو أنها ستكون رقصه رائعة0
وبدأ الراقصون يقومون بحركات مفاجئة وينشدون الأناشيد وأجسامهم تتمايل في انسجام كامل وبين ألحين والآخر ترتفع أيديهم نحو السماء وفي النهاية سقطوا على الأرض وظلوا بلا حراك فقد انتهى عرضهم0
وقالت مارجي :
- هذا جميل0
واستدارت الى ويندي وغارث وهي تبتسم ومضت تقول:
- أليس كذلك أيها الأعزاء؟
وابتسم غارث وقال:
- أجل هذا صحيح0
ثم امسك بيد وندي وغادر الأربعة المرج ألأخضر في القرية سيرا نحو السيارة واضاف غارث :
- سمعت أن هناك قصة حول الرقصة بدأت اتذكرها 0
قالت مارجي بلهفة:
- قصة؟ أخبرنا بها إذا ونحن في طريق عودتنا إلى السفينة واذعن غارث وبينما هو يعود بهم جميعا إلى السفينة وبلهجته الهادئة المهذبة أخبرهم بأسطورة راما ساجا الهندوسية وتقول أن الأمير راما خرج يوما للصيد في الغابة الملكية وأخذ يطارد حيوانات الأيل ذات ألقرون الذهبية عندما زار بيته رافينا ملك الشياطين الذي هرب مع زوجته الأميرة الجميلة سيتا وعندما اكتشف ذلك أطلق عليه سهما تحول الى ثعبان والتف حول راما وجعله أسيرا له لكن الآلهة هبت لنجدته وأرسلت الطير الرمزي جارود الذي جمع جيشا من القردة لم تطلق سراح الأمير فقط ولكنها أنقذت الأميرة أيضا0
ورده قايين
وقالت وندي:
- لهذا يسمونها رقصة القرد 00 يمكنني الآن أن أفهم لماذا كانت حركات الراقصين00 في الغالب تقليدا للجيش من القرود 0
وقالت مارجي :
- كانت قصة لطيفة تلك التي قلتها لنا يا غارث شكر جزيلا لك0
واجاب بهدؤ :
- العفو إنني استمتعت بسردها 0
واقتربوا من ميناء السفن وأمكن رؤية الباخرة البيضاء الضخمة من خلال أشجار النخيل العالية المتشابكة وكان البحر ساكنا تسلل إليه ضوء القمر الفضي أسفل السماء الاستوائية الرحبة التي تنتشر فيها النجوم0
وتبادل الأربعة تحية المساء ومضت مارجي مع دينبي في طريقهما بينما اتجه غارث وويندي في طريقهما أيضا إلى سطح السفينة الأعلى حيث كانا سيقضيان كالمعتاد فترة قصيرة من الزمن معا قبل أن يلقي كل منهما على الآخر تحية المساء0
وفتحت وندي فمها لتشكر غارث لكنه منعها0 وتوقعت أن يحملها غارث إلى العالم السحري المذهل الذي يمكنه بسهولة أن ينقلها إليه0
لكن لدهشتها, ابتعد , وبدون سبب أحست بفتور من جانبه, لا, أن الفتور لم يعتره فجأة بل كان موجودا في أعماقه ويظهر بين ألحين والآخر طول الساعات القليلة الماضية ويتسلل إلى الموقف الودي الذي اعتبرته أمرا واقعا0 هل ضايقته بشكل أو بآخر ؟
وباءت محاولاتها للاسترجاع شيئا من هذا بالفشل وقررت أن هذه مجرد حالة من حالات تقلباته سيعبرها في النهاية وكانت قد قررت بالفعل ألا تدع هذه التغيرات في مزاجه واسلوبه تؤثر عليها بأية صورة خطيرة, إذ إنها لا تهم حقيقة وهي في حالتها هذه من عدم الشعور الكلي بالأمان كل يوم وكل ساعة بل حتى كل ثانية أصبحت لها قيمتها لا تريد أن تسمح لأي تغير بسيط في أحوال غارث بأن يطغي على هدؤ ذهنها0

- ماذا نفعل في الحياة؟ اعني عندما لاتكون في رحلة كهذه ؟
سألت ويندي هذا السؤال لمجرد أن يكون هناك شئ تقوله لأنه الصمت أصبح ثقيلا وغير مريح حد كبير0 إجاب بتقطيبة عميقة جعلتها تندم عللى السؤال 0:
- لا أعتقد إنني أريد التحدث في هذا الموضوع 00 لا اليوم ولا في الغد00
ونظر إلى أعلى : تغيرت السماء بشكل كبير وأصبح القمر الآن يدور وسط سلسلة من السحب ومضى يقول بعد قليل من الصمت الثقيل متجاوزا اللحظة الحرجة:
- ربما تمطر فقد أصبحت السحب تنذر بالسوء 0
وكان صوته يتسم بنبرة قاسية0 قالت لنفسها :
- حسنا غدا يتخلص مما يكدره0
وقالت وهي ترفع يدها بتفور وتتظاهر بأنها تمنع التثاؤب :
- طابت ليلتك يا غارث 0 أرجو أن تنام نوما عميقا0
- طابت ليلتك0 سنتقابل غدا كالمعتاد في موعد الإفطار0
- سنقوم برحلة أخرى خارج السفينة؟
- بالطبع0
وأحست بالارتياح فقد كسبت يوما آخر في رفقته 0
ورافقها إلى حجرتها حيث تركها, ووقفت في فتحة الباب وراقبته وهو يمضي ثم وكما لو كانت مدفوعة بقوة ما لم تستطع السيطرة عليها استدارت وعادت إلى سطح السفينة حيث وجدت كرسيا في الظل 0 وجلست, وهنا حيث جلست كان يسود الهدوء والسلام واتكأت إلى الخلف وتركت العنان لعقلها يفكر مليا في النزهة التي استمتعت بها0
ولم تستطع أن تعرف كم مضى من الوقت عندما قطع تفكيرها صوت غارث وفريزر 0 وانكمشت في ذعر إلى الخلف واستندت الى ظهر المقعد الداكن وظلت ساكنة وظهر الرجلان ووقفا بجوار الحاجز وكإنت قامتاهما في الظل وصوتهما وليس واضحا أيضا لكن صوت فريزر كان من السهل قليلا التقاطه من صوت غارت0
- 000 إنها هي الفتاة00انا واثق 0
ورد غارث ردا لم تسمع ويندي منه إلا كلمة واحدة فقط هي "الشكوك" التي جاءت في آخر العبارة0
- هذا واضح وإلا لما كنت00
وأخفقت ويندي في التقاط باقي العبارة وألقت نظرة حولها تبحث عن وسيلة تهرب بها دون أن يلحظها أحد0 وجدت هذا مستحيلا وبما أنها كانت ترفض أن تكشف عن نفسها أمام غارث الذي رافقها منذ فترة وجيزة إلى غرفتها, فلم يكن لديها أي اختيار الا البقاء حيث هي حتى يرحل الأثنان 0
-000 هذه حماقة يا غارث 0
كان هذا صوت فريزر مرة أخرى وبدت نبرته كما لو كانت تعني إنه يقول كلام تحذير الى صديقه0
- أعرف أنك على حق ومع ذلك0
سمعت وندي هذه الكلمات بوضوح0 كلمات قالها غارث وعند ذاك بدأ الرجلان يسيران بعيدا عنها, وشعرت بالارتياح عندما اختفى الرجلان , لأنها أصبحت هي نفسها قادرة على التحرك0
ورغم أن الأمر لم يكن يتعلق إطلاقا بها فقد غلبها النعاس وهي تتساءل عن ما كان يتحدثان0
" ورده قايين "

نولا ٢٠٠٠ likes this.

ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-08, 05:29 PM   #14

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي



7- الموت يكشف الحقيقة


كانت ويندي وغارث في القاعة القرمزية 0 هي تتصفح مجلة بينما غارث يقرأ نسخة من صحيفة السفينة0 سبحا فترة من الصباح وبعد ذلك رقدا تحت أشعة الشمس لمدة ساعتين, وعندما انتهى الغداء اتجها لمشاهدة أحد الأفلام0 لكنهما أحسا أنهما غير مهتمين به بما يكفي للبقاء حتى نهاية العرض فخرجا واتجها نحو تلك القاعة0 حيث توقعا مقابلة مارجي ودينبي اللذين ذكرا أنهم سيقضيان ساعة أو اثنتين في مطالعة الصحف 0
ورده قايين
وضعت ويندي مجلتها جانبا وراقبت غارث من طرفه ولاحظت الملامح الأرستقراطية الصارمة والتجاعيد الحادة لعنقه وفكه وسمة العناد التي ترتسم على الفم, وقد استقر رأسه بنبل فوقه كتفين عريضتين مستقيمتين أما شعره الداكن فبدأت بعض شعيرات بيضاء قليلة تظهر فيه عند الوجنتين 0
وعندما شعر بتفحصها الدقيق له أدار رأسه والتقت عيناه بعينيها لحظة طويلة قبل أن تخفض رموشها وتخفي تعبيرها عنه حيث اندفعت دماء الخجل إلى وجنتيها 0
التقطت مجلتها 0 وسمعته يقلب صفحة ثم ساد الصمت بضع دقائق قبل أن يقلب صفحة أخرى واستمرت في تقليب الصفحات , تتوقف كل حين وآخر عندما تجد شيئا يهمها0 وهي لا تكاد تعي الأنغام الناعمة لموسيقى " هاندل " تملأ القاعة من المكبرات المعلقة في الأركان 0 وفجأة توقفت الموسيقى وسمعت المذيع وهو يقدم أهم الأخبار : -
-- في حادث تحطم طائرة صباح اليوم كانت ممثلة السينما لينيز مافارو من بين 89 شخصا لقوا حتفهم0
وتنبهت ويندي إلى نظرة الفزع التي بدت على غارث وألقت عليه نظرة جانبية والتفت هو في هذا الوقت إليها0 والتقت عيناهما ولم تحاول أن تقرأ تعبير وجهه الذي أصبح غريبا للغاية0 وأدارت رأسها وهي تشعر بعدم الارتياح بتاتا من تلك النظرة الثابتة غير المبتسمة0 وفكرت اذن فريزر كانا مخطئا في اعتقاده ان لينيز مافارو على ظهر الباخرة تقوم بالرحلة وهي متنكرة 0 وأضاف المذيع أنها خسارة كبيرة للأفلام البريطانية0 ثم أنتقل إلى الحديث عن شيئا آخر0 ولم تهتم ويندي حينئذ بأن تنصت0 اذ كان اهتمامها كله مركزا على غارث الذي بدأ أنه تحت تأثير انفعالات متضاربة 0 وعجبت لذلك لأنه قال إنه لم يرى واحدا من أفلام هذه النجمة0
وابتلع شيئا يبدو إنه كان يسد حلقه واطبق يده التي كان يضعها فوق المائدة فجأة مما يدل على أن تأثر بعمق بالأنباء التي أذيعت بالراديو للتو : واضطرت أن تقول:
- أهناك شيئا ما؟
قالت هذا كما لو كانت تريد فقط أن تضع حدا لتلك النظرة الثابتة المتسمة بشيء من الندم التي كان يحدجها بها ولم يرد وقررت أن تقول:
- لينيز مافارو هذه 000 في يوم إبحار السفينة سمعتكما -عفوا انت وفريزر تتحدثان عنها000
وقاطعها بحدة:
- حقا ؟وماذا سمعت ؟
- قال فريزر أنه يعتقد أنها ضمن ركاب السفينة متنكرة كفتاة سمراء0
وتحركت عضلة في حلق غارث :
- ألاتعرفين كيف تبدو لينيز مافارو ؟
- كلا لم أشاهد إطلاقا أيا من أفلامها0
- ألم تري صورها أيضا؟
وأرتبكت في حيرة ومدت يديها بدون تفكير وهي تقول:
- إنني لا أفهمك يا غارث لماذا تسألني هذه الأسئلة؟
وتردد ثم هز رأسه وبدأ كما لو كان يبحث عن الكلمات المناسبة التي يستخدمها , واستغرق في ذلك وقتا طويلا الى حد أنها قررت أن ترد على سؤاله ألأخير :
- اظن أنني رأيت صورة لها في وقت ما0
وبدأ كما لو كانت تلك هي البداية التي يبحث عنها لأنه تحدث الآن وسألها ما إذا لم تكن لاحظت الشبه بينها وبين النجمة وكانت قنبلة مدوية اسكتتها 0 ووجدت نفسها مذهولة0
ولمست شعرها بأنبهار وقالت:
- هل تشبهني ؟ واعتقدت أنها أنا؟ 000 أعني هل كنت تشك في أنني لينيز مافارو ؟
وكانت لا تزال مبهورة للغاية وغير قادرة على التصديق إن أي شخص يمكن أن يخطئ بينها وبين لينيز مافارو الفاتنة ذات الجمال الخارق عندما قال:
- ويندي 00 اقترفت غلطة لا تغتفر في حقك كنت اظن أنك لينيز مافارو 0 وهي امرأة لااكن لها ذرة من الاحترام0
وسادت فترة صمت أخرى طويلة وثقيلة وكأن كلما استطاعت قوله :
- هكذا يتضح الكثير 0
وأومأ برأسه مرة أخرى وأضافت :
- ومع ذلك فإذا لم يكن باستطاعتك احترامي أي احترامها0
وتلعثمت وتوقفت عن الكلام ثم بدأت تتكلم مرة أخرى قائلة:
إنه منطقيا إذا كان شعور غارث وفريزر هكذا إزاء الأمر فلماذا أنشأ هذه العلاقة الودية بينه وبينها؟
- أعتقد إنه كان ينبغي لك الأبتعاد عني من البداية0
وحينذاك تأرجحت ابتسامة غريبة صغير على ركني فمه ورد ردا ملتويا :
- يبدو أنك نسيت أنك رفيقتي على المائدة0
- أجل00 نسيت00لا00 كيف يمكن أن أنسى؟
- عزيزتي00 أنت مضطربة للغاية 00 وهي غلطتي 0 ما كنت أحاول قوله هو أنني ينبغي لي أناكون بالقرب منك مرتين على الأقل يوميا 0 وفي كل مرة أكثر من ساعة0 لذلك لم يكن باستطاعتي أن أباعد بيننا كما أو صيت0
- لو كنت كما تقول لا تحترم تلك الفتاة كيف يمكنك أن تقضي كل هذا الوقت معها ؟ أعني معي؟
وفجأة بدا الموضوع كله فكها لدرجة أنها وجدت نفسها على وشك الضحك وأضافت:
- يا له من موقف معقد0 والآن إذ أنظر إلى جميع جوانب المسألة اشعر بإنه كان ينبغي أن افطن منذ فترة طويلة بما يجري 0لأن فريزر أيضا كان يتصرف معي بطريقة غريبة0

ومد يديه عبر المائدة ووضعت يديها بينهما في سعادة ثم قال:
- عزيزتي لا بد أنك كنت شديدة الحيرة رأيت ذلك مرات في عينيك الجميلتين لدرجة إنه كان ينبغي لي أن اعرف بالخطأ 0
لكن لم يكن لدي دليل لقد اعتمدت على كلام فريزر وهو مالا يغتفر على إلأطلاق0
وقالت ما زحة:
- في احدى المناسبات قلت شيئا فهمت منه أنك تخلط بيني وبين شخصية أخرى0
- ربما كان ذلك عندما اتهمتك بأنك ممثلة قديرة0
وتوقف عن الكلام وهو يهز رأسه وينظر إليها بتعبير الندم العميق ثم قال :
- أيمكن أن تغفري لي الطريقة التي كنت أعاملك بها؟
- بل كنت مدهشا معي ياغارث0
قالت له ذلك بصدق و كانت تود بإخلاص أن تضيف :
يوما ما ربما قريب جدا00 ستعرف ما فعلته من اجلي 00 وآمل أن تشعر بالرضى لأنك فعلت الكثير لفتاة في حاجة ماسة إلى عطفك 0
لكنها أحجمت إذا لم تكن ترغب بوضع نفسها في موقف حرج لأن الأمر لا يعدو أن يكون بالنسبة إليه في النهاية مجرد مغازلة لطيفه جدا 0
وقال بوجه مضطرب:

- مدهش ؟ لا يا عزيزتي بل كنت فظا وليس لي عذرا على الأطلاق والجميل انك ام تطلبي مني ان القي بنفسي الى الجحيم0
وقطعت كلامه قائلة :
- لم اكن لأفعل ذلك على الأطلاق كنت سعيدة برفقتك 0
ولكنها لم تفه بما كان في بالها وان الفتاة لاتطلب من الرجل الذي تحبه ان يلقي بنفسه الى الجحيم 0 لأنه صدق كلماتها 0
وأحست بأن الفكرة هزلية لذلك تراقصت ضحكة في عينيها فجأة , واصبح اهتمامه كله مركزا عليها وتساءلت ما اذا كان مجرد خيال ام انها سمعته يحبس انفاسه ؟ ولما لم يتكلم مضت تقول :
- فهمت الآن لماذا كنت تعتقد إنني أكبر سنا , كذلك لماذا دهشت للغاية عندما قلت أنني يمكن الحياكة 0 واعرف أي سؤال كنت ستطرحه علي وهو ما إذا كنت لينيز مافارو , اليس كذلك ؟
- اجل كنت سأفعل0
- عندما سمعتكما مصادفة تتحدثان انت وفريزر في ذلك اليوم الأول كأن يقول ان لينيز مافارو من عادتها أن تخرج وحدها وتتظاهر بأنها فتاة بريئة صغيرة0
وتوقفت وندي ورفعت يدها إلى فمها بينما اضاءت عينا غارث بالفرح لأول مرة لأنها كانت تبدو مضحكة0
- أجل عزيزتي انك نموذج للفتاة البريئة الصغيرة0 وأرجوك ألا تحاولي تغيير نفسك إطلاقا0
واحمر وجهها خجلا , ولم تجد كلمات تقولها وهي في قمة ارتباكها لكنها أخيرا قالت :
- في هذه الحالة لأبد أنني اطابق الصورة تماما0؟
وتجهم وقال في لهجة سريعة :
- كان ينبغي ان اعرف , لابد انني كنت عمى !
- لاتزعج نفسك بهذه المسأله , فهي ليست هامة على الأطلاق الآن 0
- يكون الأمر هاما عندما يؤذي شخصا ما , انني اطلب غفرانك يا وندي 0
- لكنني اغفر لك بالطبع 0
ونظر اليها وكان في عينيه شئ لم تستطع ان تسبر غوره , رغم انها بذلت كل مافي وسعها في سبيل ذلك وأخيرا قال لها :
- انك شئ خاص جدا , لست فقط تتمتعين بجمال الجسم لكن لك شخصية جميلة جدا ايضا 0
وهزت رأسها ورفعت يدها احتجاجا 0 لكنها انزلتها مرة اخرى وقالت :
- ارجوك لاتتمادى ! فكر في خجلي 00وتواضعي 00
- اسف ياعزيزتي لن افعل 0
وتوقف عن الكلام ونظر هو ووندي الى اعلبى حيث كان فريزر قادما نحوهما وقد ظهر القلق على وجهه الذي لوحته الشمس واخذ ينقل نظراته بينهما وقال غارث من دون ان يعطيه فرصة للكلام :
- اجل سمعت بنبأ مصرع لينيز مافارو في حادث تحطم الطائرة 0
والقى نظرة سريعة تعبر عن الشعور بالذنب نحو ويندي ثم قال :

- آسف للغاية يا غارث , كنت أعتقد حقيقة أن معلوماتي صحيحة0
و قاطعته ويندي بابتسامة:
- لا تقلق على شيء يافريزر غارث وأنا كنا نناقش هذا للتو0
وطرف فريزر بعينيه ثم حدق فيها وهو غير مصدق وقال:
- إذا لم تتشاجرا بشأن ذلك؟
- ليس هناك سبب يجعلنا نتشاجر, كانت غلطة مفهومة من جانب غارث 0
وقاطعها بتلك اللهجة المتعجرفة التي تعرفها جيدا:
- لقد كان شيئا رديئا 0 لا تمضي في خلق الأعذار لي يا ويندي0
ومنحته واحدة من أحلى ابتساماتها وهي تقول:
- الا يمكن لنا أن ننسى الموضوع؟ كل منا يستمتع برفقة
الآخر وهذا كل ما يهم بالتأكيد0
أومأ برأسه غمغم تعبيرا عن الموافقة, لكنهما واصلا حديثهما غير أن ويندي حينما تركته وأصبحت في غرفة فيها تتمتع بقسط من الراحة والهدوء قبل العشاء تذكرت شيئا قيل في البداية ولم يناقش مرة أخرى بعد ذلك, وهو ما السبب في أنه وهو يعتقد أنها من ذلك النوع من النساء الذي لا يمكن احترامها لم يبتعد عنها من البداية وقد أشارت هي لذلك فذكرها بأنها رفيقته على المائدة0
وتآهت وسط افكارها فترة طويلة 00 لماذا أهتم بها ؟ وتذكرت انطباعاتها ففي أكثر من مناسبة شعرت أنه ممزق بين دافعين فمن جانب يريد أن يحبها ومن جانب آخر لا وقت لديه يخصصه لها0 هذا هو السبب في أنه عاملها بمثل هذا الازدراء أحيانا بينما في أحيان أخرى كان رقيقا ومهتما للغاية بها0
كان يناضل ضد ماذا؟ شيئا ما تقلص بداخلها وجدت نفسها ترتعش ينبغي ألا يقع في حبها وهمست في لهجة إلحاح : عزيزي غارث 00لاتحبني أرجوك لا تفعل فإنني لا أستطيع أن أتحمل فكرة إصابتك بألم0
ورده قايين –
طوال اليومين التاليين كانت ويندي مترقبة لأية إشارة تدل على أنه وقع في حبها لكنها لم تلمس شيئا من هذا وعندما حان موعد رسوا السفينة في هونغ كونغ استعاد ذهنها صفاءه تماما 0 يبدو الآن أنها تتمتع بأفضل الأوضاع : سعادة حبها له 00والموقف اللطيف الجديد الذي اتخذه إزاءها من اكتشافه غلطته وراودها الأمل في أن يبقى من حياتها شهرا آخر على الأقل كي تتمتع به0 لكن داهمها ألم قاتل في رأسها مرتين خلال 4 أيام واضطرت إلى البقاء بغرفتها وكان تفسيرها أنها مرهقة وترغب في الراحة مقبولا لدى غارت بلا مناقشة0
وكانت هونغ كونغ من بين المعالم البارزة في الرحلة -
فيما يتعلق بويندي – ومرة أخرى أبدت تشوقها لزيارتها قبل فترة طويلة من يوم وصول الباخرة اليها وكما هو الحال دائما كانت وندي وغارث
من بين اول الركاب الذين غادروا السفينة عندما وصلت الى الجزيرة بنفسيهما في اليوم الأول , واذعن غارث لطلب وندي بأن يقوم بجولة في قارب بخاري حول الميناء الجميل 0
ولما حانت الساعة التاسعة كانا يقومان برحلتهما البحرية بين الجزر الصغيرة ويخترقان سلسلة السفن الضخمة والقوارب البخارية والزوارق الصغيرة التي تعرف باسم " الساميان "0
وشاهدا مجموعة هائلة من الناس يقيمون في ملجأ " يا اوماتي " للحماية من الأعاصير حيث اقيمت لهم مدرسة ومستشفى وكنيسة فوق زوارق " الساميان " الصغيرة 0 وتناولا الغداء في أحد المطاعم العائمة الضخمة المزينة بزينات مفرحه وقضيا فترة بعد الظهر في التجول بين المحلات التجارية حيث أخذت وندي تبحث عن هدية تشتريها لغارث 0
فاكتشفت , لفرحتها الكبرى , مسندين منقوشين رائعين من مساند الكتب , وكانت الهدية غالية وشعرت بالأرتياح عندما ابتعد عنها غارث لمشاهدة شئ في الطرف الآخر من المحل التجاري حيث ظل فترة طويلة تكفي لتدفع قيمة مشترياتها دون ان يكون لديه أية فكرة عن ثمنها 0
وأعطتها اليه فور عودتهما الى السفينة وهما على وشك الافتراق ليذهب كل منهما الى غرفته فيغتسل ثم يغير ملابسه استعدادا للعشاء , وعندما حل موعد العشاء كانا أول من يشغل المائدة , وحينئذ شكرها على هديتها قائلا :
- انني فرح بها 0 وسأحتفظ بها دائما 0
وكانت تلك هي الكلمات التي ارادت سماعها , وشعرت براحة كبيرة فسيكون لديه شئ يذكره بها 0 وكان ينظر اليها عبر المائدة وفي عينيه احترام كبير , وهي ترتدي ثوبا بسيطا , الحلية الوحيدة التي تتزين بها قرط طويل من الذهب المطعم بالماس اشترته ذات مرة من احد محلات التحف الصغيرة في المدينة حيث كانت تعمل 0 اما شعرها , الذي صففته في الليلة السابقة في صالون تصفيف الشعر في السفينة فكان يلمع ببريق دافئ تحت ضوء الشموع وسط المائدة وكان وجهها الذي زادته فرحة اليوم مع غارث حيوية وسعادة متلألئا بالصحه0
وهمس غارث وهما مازالا وحدهما :
- وندي 000انك فاتنة للغاية 0 ينبغي ان تحدثيني عن نفسك ياعزيزتي , اريد ان اعرف كل شئ عنك 0
وأسدلت رموشها وشعرت بالأرتياح لظهور مارجي وفريزر اللذين تقابلا في البار وغادراه معا للمجئ الى العشاء 0
تحدثه عن نفسها ؟ فكرت ويندي وأدركت الآن فقط الى أي مدى لايعرف كل منهما الآخر الا النذر اليسير 0 لكن هذا ليس بغريب لأن نوع علاقتهما – الصداقه التي تقوم فوق السفن –ليست من النوع الحميم الذي يتمتع به الذين تتقدم بهم الصداقه الى اتجاهات أعمق , لاشك انها ستخبره بشئ عن نفسها , لكن الى أي مدى , هو ؟ هل سيحدثها عن نفسه ؟ ولأنه يبدي تفوقا وعجرفة متأصلين وجدت انه من الرجال المتحفظين فيما يتعلق بشؤنهم وحياتهم وعملهم 0 وماذا يحبون وماذا يكرهون 0وتصورت انه سيعتبر هذه الامور غير ذات اهمية لأي شخص الا نفسه , ونتيجة لذلك فانه سيحتفظ بذلك المظهر المهيب الذي يصد كل من يصور له فضوله انه سيحصل منه على المزيد 0 ومن الأمثلة على هؤلا مارجي التي خمنت وندي انها تنظر الى غارث بمهابة لم تغامر معها حتى بتوجيه سؤال واحد اليه فيما يتعلق بحياته الخاصة , على العكس من فريزر الذي سألته كل سؤال من الممكن توجيهه 0لكن الى متى يمكنها ان تترددفي سؤاله عن مهنته الحقيقية وسر وجوده على السفينة ؟
وبينما كانت مارجي تتخذ مكانها وهي تنقل نظراتها بدهاء بين غارث ووندي سألت :
.: حسنا ياعزيزتي هل قضيتما يوما رائعا ؟ أجل فعلتما وهكذا فعلنا ! والأن انظرا 0
.
ورفعت يدها اليسرى حيث وضعت في. أصبعها خاتما .ذا فص من الماس يخطف الأبصار وقالت وندي وغارث معا: تهانينا يا مارجي
وكان فريزر قد سبق وهنأ كلا من مارجي ودينبي عندما.كان في البار معهما وتنهدت وندي وهى تلمس الخاتم بأصبعها.
: جميل 000جميل جدا في الواقع 0
- لقد اقمت خطوبتنا في معبد صيني ياله من اختلاف كبير؟
- معبدا صينيا؟ 0
- اشترى دينبي الخاتم ثم بدأ يبحث عن مكان هادىء يمكنه تقديمه الي فيه وبما أنني لست مراهقة حالمه ترغب في لبس الخاتم وسط رفقه صاخبه فقد اقترحت ان نسرع الى المعبد حيث يمكنه أن يلبسني إياه 00
ورده قاـيين
وقد أثار هذا الضحك وأصر غارث على الاحتفاء بالمناسبه السعيدة وتساءل اذا كان ممكنا أن ينضم دينبي الى مائدتهم لتناول العشاء , ثم أحضر المضيف مقعدا إضافيا بعد استئذان كبير المضيفين بينما نهض غارث وذهب يبحث عن دينبي وبعد ذلك احتفلوا 0بالخطبه واشترك جميع الموجودين على الموائد المجاورة في المرح معهم 00 0»
وبعد بضع ساعات قالت وندي وهي ترقص مع غارث وكانا قريبين جدا: -- كان هذا اليوم واحد من اسعد أيام عديدة سعيدة, نعم عشت الأسابيع القليلة الماضيه عشتها حقيقة وبصدق"!.
أبعدها عنه ورأت أن تقطيبة خفيفة ظهرت على حاجبه وقال : أليس هناك شيأ غريب في لهجتك عندما تقولين ذلك يا وندي ؟ .. . <
سؤال لامت نفسها عليه بسبب علامه التعجب التي

اثارتها بلا تفكير وردت بخفه :
الم أكن أقصد ما قلت 0
وسأل بحدة :
-هل أنت مراوغه غامضه ؟
- لا 000بالطبع
وفكرت انهما يبدوان متزوجين وهما يتحدثان بهذا الشكل 0إنه ما زال ينظر اليها بصرامة وعيناه تطوفان وجهها بتعبير حائر في أغوارها الداكنة النفاذة واضطرت عندما لم تجد شيئا آخر تقوله أن تمضي في حديثها :
- لماذا اكون مراوغه غامضه ؟
- هذا شيء لا يمكنني الرد عليه انك مراوغه فأنت وحدك التي تعرفين لماذا 0
وتجعد في تقطيبة وبدا كما لو كان مستغرقا في التفكير فجأة .وارتبكت من غبائها وتذكرت انه مرتين خلال معرفتها به يداهمها الألم 0 وفي المرتين أدت ملاحظته السريعه الى سؤالها بطريقة آمرة تشبة طريقة رجال الأعمال عما بها 0 كأنة أحس بما يزعجها ووضعها تحت فحص طبي دقيق رغم أنها أكدت له بلا تردد ألا شيء هناك وأنها لم تعرف حتى أنها انتفضت 0
وبالطبع كان هذا كذبا من جانبها لسبب بسيط هو أنها مصممة على ألا يعرف أحد أنها ستموت 000 وكما أخبرت نفسها في أول الأمر أن مارجي سيدة تؤتمن رغم ظاهرها الطائش فان اليوم قد يأتي عندما تضطر الى الافصاح لها بسرها 0


لكن ذلك اليوم يجب أن يكون قرب النهاية جدا لأن وندي لا تنوي وليست لديها حاجة الى الافصاح بالسر لأحد في الوقت الحالي0 كان غارث هو كل حياتها وكانت سعيدة ونتيجة لذلك كانت متحررة من ذلك الشعور الكئيب الذي علمت منذ لحظة معرفتها بمصيرها أنة لا بد أن يخالجهآ قرب النهاية 0وعادت نبرته الهادئه الناعمه تخترق أفكارها :
- وندي000فيم تفكرين ؟
ونظرت الى اعلى ومنحته احدى ابتساماتها الجميلة
ثم ردت : - .. هناك أوقات يا غارث لا ينبغي للرجل ان يطلب معرفه مإ تفكر فيه المرأة0
اتسمت لهجتها بنبرة اغاظة وقد ومض بريق البهجة في عينيها البنفسجيتين الواسعتين وتأرجحت عيناه فوق وجهها لكنها رأت من تغير تعبيره انه يستجيب لحالتها مما اشعرها بالارتياح وقال ضاحكا:
- حسنا 0كما تشاءين0
ثم دار بها بخفة ووجدت نفسها مدفوعة برفق نحو الباب وكان التفسير الذي قدمه تصرفه هو
لو أصررت على ألنظر الي هكذا لما كان لك إلا أن تلومي نفسك ياعزيزتي !.
ورده قاـــــيين


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-08, 05:33 PM   #15

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي


8--يحبها000لا يحبها


ونقلهم الباص في جولة تضمنت زيارة قمة فيكتوريا حيث شاهدوا منظرا رائعا للجزيرة ثم جولة مثيرة في شوارع كادلون التجارية المزدحمة وانتهت بأنزالهم في خليج ريباليس حيث اتخذ كل راكب طريقه المستقل 0وقرر غارث ووندي أن يتناولا الغداء مرة أخرى في أحد المطاعم العائمة وبعد ذلك اجتذبتهما المحلات التجارية واشترى غارث هدايا تذكارية بديعة وسألها وهو يلقي عليها نظرة حائرة : ألا تشترين أى شيء ؟
فهزت رأسها بالنفي0وبعد ظهر اليوم نفسه قال لها : نبهتك ألى انني أريد أن أعرف المزيد عنك0
قال ذلك حين جلسا في احد المقاهي يشربان الليموناضة المثلجة اللذيذة بعد جولة مرهقة في المدينة وأضاف : ألا تحدثينني عن أقاربك ؟
وكان هذا ألسؤال طبيعيا لأنها لم تشتر أية هدايا تذكارية » وكانت تعلم انه سيسأل في النهاية فلم تحصل على هدية واحدة تحملها الى الوطن منذ بداية الرحلة البحرية لكن لماذا يحجب عنها هو أيضا طبيعة عمله وسبب قيامه بهذه الرحله 0
قالت : ليس لي أقارب 0
ورأت تقطيبة مفاجئة على حاجبيه وسأل : على الاطلاق ؟
: لي نسيب على درجة بعيدة من القرابة على ما أعتقد0
:وأبواك ؟
أخبرتة بشأنهما ولاحظت اهتزازة خفيفه لرأسه ولمحت عطف وأضافت :كنت أود أن يكون لي أخوة وأخوات 00هل لديك أنت ؟ .
لي أختان وأخ واحد 0أبواي أيضا على قيد الحياة وفي صحة جيدة يسعدني ن أقول ذلك0
ورده
قايين
والتقط كأسه واخذ رشفة ثم واصل كلامه :
: أختي الكبرى فيكي متزوجة ولها طفلان جميلان 0 وأختي الصغرى خطبت أخيرأ وتعمل ممرضة وستتزوج طبيبا 0»
: وأخوك ؟
غامرت بهذا السؤال وهي تتسا ءل إذا كان ذلك الحديث
سيلقي الضوء على مهنة غارث 0
: إنه في التاسعة عشرة فقط0ومازال يدرس في الجامعة 0
ومن دون أن تدرك نبرة اللهفة الي تسللت الى صوتها قالت `: يبدون جميعا عظماء انة نوع الأسرة الذي كنت أود ان أنتمي اليها0
وابتسم ابتسامة ماكرة ورد قائلا:
: كانت هناك مشاحنات لأسباب تافهه ونحن صغاروخاصة بين فيكي وبيني فهناك فارق عام واحد 0
ورمق وندي من فوق حافة كأسة لحظة طويلة قبل ان يسأل : اتعيشين وحدك إذن ؟
: كنت 000
وتوقفت وهي تفكر مليا عندما ادركت بصدمة 0بسيطه ماكانت على وشك أن تكشفه عن أنها باعت البيت وإلاثاث قبل أن تبدآ الرحلة البحرية 0

:كنت ؟
سألها بنعومة بينما كانت نظرته المركزة مازالت تدقق في وجهها وأردف : . ومع من تعيشين الآن ؟
وافتعلت ابتسامة مشوشة وردت قائلة:
: ما قصدت قولة أنني كنت أعيش وحدي حتى اشتركت 0في هذا الرحلة 0
:فهمت0
هل لاحظ لحظة اضطرابها ؟ أعتقدت أنة لم يلحظها مما اراحها وسأل :
:هل تسكنين شقة ؟
والدتي تركت لى منزلا0 :
وحبست أنفاسها واثقة أنة سيوجة مزيدا من الأسئلة لكن في تلك اللحظة سمعا مارجي وخطيبها اللذين جلسا على المقعدين الخاليين المصنوعين من الخيزران وقالت مارجي:
:أف 00الجو حار دينبي أحضر لي شرابا أرجوك0
وكانت مارجي ودينبي محملان بآلاغراض الثقيلة فوضعاها على الأرض الى جوار كرسيهما0
وجاء المضيف الصيني في الحال ثم ذهب لطلب المشروبات وقال دينبي الذي كان وجهه الممتلىء محمرا ومبللا بالعرق :
:ماذا فعلتما خلال النهار؟
وما لبث أن أضاف سائلا وندي:
:عجيبا كيف استطعت أن تحافظي على هذا المظهر المسترخي الجميل ياعزيزتي؟
وضحكت وأكدت له أنهأ رغم ما يبدو عليها من مظاهر الاسترخاء فهي في الواقع تشعر بالحرارة الى درجة كبيرة وقال غارث ردا على سؤال دينبي :
: كنا نقوم بجولة في أحدى سيأرات الباص وأنتما ماذا كنتما
تفعلان ؟
وحدج مارجي بنظرة وهو يقول :
: نتسوق واذا استمر التسوق هكذا سنحتاج الى شراء نصف دستة أخرى من حقائب الملابس لنضع فيها كل شيء تذكروا أنه مازالت أمامنا زيارات لليابان وهاواي وكاليفورنيا 00
وسحب منديلا من جيبة ثم بدأ يجفف جبهة وأكملت مارجي بضحكة شيطانية :
: 00 والمكسيك وبالباو وقرطاجة ثم نعود الى مينا ء ايفرغليدز ثم نيويورك وشيربورغ وساوثهامبتن0
: وحينذاك ستكون السفينة مضطرة الى القاء بعض ثقلها 0في البحر 0
وضحك الجميع واعترفت مارجي بأن بعض الاشياء التي اشترتها سينتهي بها الامر الى ان تصبح عديمة الجدوى 0
لقد أنقذ تدخل مارجي ودينبي وندي من اسئلة غارث في الوقت الحالي لكنها كانت تعلم أنه ينوي معرفة المزيد عنها 0هل يمكنها أن تظل متنبهة لأسئلته من دون أن تزجره وهو أمر لاتفكر فيه على أيه حال 00يمكنها فقط أن تأمل لو ان المعلومات التي سردتها بالفعل كافيه لأرضائه إنها أولا وقبل كل شيء لا تعني شيئا بالنسبة اليه لذلك فليس من الملائم أن يتآبع اهتمامة لمعرفة أكثر مما عرف بالفعل 00000
وبقيت مارجي ودينبي معهما بقية اليوم وعادوا جميعا الى الباخرة لتناول العشاء0لكن في الأمسية التالية انضمت وندي وغارث الى فريزر وصديقته لتناول العشاء الذي قدم على الطريقة الصينيه فوق زورق بخاري طاف بهم في جولة بهيجية حول ميناء هونغ كونغ الساحر0 وكانت الانوار تتلألأ من المباني وعلى طول الساحل ومن السفن ومن الزوارق الصغيرة والزوارق البخارية وغيرها من السفن التي يعيش فوقها الآف الصينين وينامون 0 أنه الشرق الساحر البهيج::
وفي اليوم الرابع استقلوا الاوتوبيس المائي لذي نقلهم من المينا الى عرض البحر لأنهم قرروا أن يقوموا بالرحلة التي تستغرق النهار كله في ماكادولإلتا سي كيانغ حيث علم غارث أنها مكان شهير يرتبط بأشياء مثل تهريب المخدرات وكازينوهات القمار وبعد الغداء اتجهوا.الى المعبد الصيني وعادوا الى السفينة قبيل الثامنة وبعد ثلاث ساعات كانوا فوق سطح الباخرة البيضاء الضخمة في طريقها الى اليابان .حيث كانت ستصل بعد يومين ونصف عند ذلك يكون انقضى شهران على ابحار الباخرة ولا يبقى الا نحو،شهر واحد قبل أن تنتهي الرحلة هل سترى نهاية الرحلة تساءلت وندي لقد استعدت , بالطبع لمثل هذا الحدث رغم أنها لم تكن تتوقع حقا أن ترى أبدا سواحل وطنها مرة اخرى 0عندما
وقفت في ذلك اليوم من يناير / كانون الثاني فوق سطح السفينة تماما كما تفعل الآن مع جموع الناس حولها وشاهدت ميناء السفن في ساوثهامبتن وهو يتضاءل عن بعد حسنا لو عادت لن تكون لديها مشكلات لأن الدكتور هويتيكر سهل لها كل شيء
وأبعدت تلك الافكار عمدا وهي مصممة على ألا تسمح لها بأن تتسلل الى ذهنها مرة أخرى أذ لافائدة من التفكير في مصيرها سواء كان الموت سيأتيها وهي فوق سطح السفينة ام في انكلترا 0
وسرعان ما اتضح ان غارث فضولي بشأنها فقد أظهر اهتماما أكثر بها مما يبعث على الراحة وسأل اسئلة ارغمتها على التهرب من الرد والنتيجة أنة أصبح حائرا إزاء افتقارها الى الصراحة ل وفي بعض المناسبات كان الفتور يسود بينهما لكنه سرعان ما كان يمر ويصبح عالم وندي كله ورديا من جديد0
وفي أحد الايام بينما كانت وندي ومارجي تنتظران جنبا الى جنب في صالون تصفيف الشعر بادرت مارجي بالكلام فقالت :
: انا متأكدة يا عزيزتي أن غارث يحبك وأذا لم يطلب منك قريبا جدا الزواج به فلن يكون اسمي مارجي سترومبرغ0
وردت وندي:
: انه لا يحبني اخبرتك من قبل بما قاله فريزر عن أن أن غارث أعزب بالسليقة0
وبطريقتها المعتادة التى لاتنم عن الاهتمام قالت مارجي: لا يبدو عليه القلق من أنه قد لا يحبك أطلاقا ربمآ لا تهتمين به كما أتصورك ؟ .
ماذا تقول ردا على ذلك ؟ لم تستطع وندي أن تنفي انها تحب غارث كما انها لا تقدر على العكس وتوصلت الى حل وسط بقولها: .
: إن الاعجاب بشخص لا يعني حبه أعترف بأنني معجبة جدا بغارث لكن أن أكون مجنونة بحبه000
وهزت كتفيها بلامبالاة كما لو كانت تريد أن تعطي
تأثيرا مضاعفا لكلماتها 0وقالت مارجي.إن هذا امر مؤسف أنها أصيبت بخيبة أمل شديدة لأنه لن تكون هناك خطبة بين الاثنين وهما في السفينة
وفي المواني التي زارتها السفينة كانا معا طول الوقت وكان هناك قدر كبير مثير من مشاهدة المناظر الطبيعية وعندما رست السفينة في كوبي صعدا الى جبل روكو لألقاء ، نظرة على المدينة من فوق وشاهدا المعابد وتماثيل بوذا . والاماكن المقدسة والمعالم البارزة الأخرى وفي يوكوهاما حضرا حفل عشاء يطلق علية اسم سوكياكي حيث قامت . فتيات الفرقة الراقصة الغيشا بتسلية الجمهور وهن يرتدين رداء الكيمونو الملون وقدمن عرضا رقيقا بمراوحهن الصلبة ذات الألوان البراقة 0
طول الوقت لم يفترقا ومع ذلك لم تلمس وندي ان غارث ينظر اليها على أنها أكثر من رفيقة لطيفة يتمتع معها . بالمباهج التي توفرها الرحلة البحرية وبعد تلك المعلومات فيما يتعلق بأسرتها لم يذكر إطلاقا اي شيئ عن حياتها الخاصة وخيل اليها أن هذا يرجع الى تحفظها فيما يتعلق بشؤونها الخاصة مع ذلك كان فضوليا 0أحست بفضوله فيما يتعلق بوجودها في الرحلة لكنه لم يسألها عن ذلك وهكذا مرت الايام سريعة للغاية0
والآن لم يعد باقيا إلا اسبوعان
إنني أتطلع بشوق لمشاهدة هونولولو0:
أخبرته بذلك في اليوم السابق لوصول السفينة الى الميناء كانت تخشى ألا تبقى على قيد الحياة حتى تراها لأن نوبات الصداع أصبحت أقسى واكثر حدوثا واكتشفت ان الحبوب التي معها لم تعد مؤثرة الآن كما كانت في البداية وسلمت بأن النهاية ستأتي في اي وقت »
: كذلك أنا 0
قال غارث والتقت عيناها بعينيه كم كانت نبرة صوته غريبة وغامضة 0
:أجل يا عزيزتي وندي إنني اتطلع بترقب شديد الى تلك الزيارة سأصطحبك الى هاواي0
" الى-؟ لكنني لم احجز تذكرة يا غارث أعتقد انني ذكرت هذا لك"
"بل حجزت"
وابتسم لها وتحول قلبها الى بهلوان يقفز» فكم ستكون حياتها مدهشة لو أمكن لها أن تصبح زوجته وحملقت فيه ثم احمر وجهها خجلا لأنه دفع كل هذه الأموال من أجلها 0
"هل حجزت للرحلة الجوية ؟ وأوما بالايجاب وكان وجهه خاليا من أي تعبير وأحست بأنه يخطط لشيء وسألت :
"لماذا تفعل هذأ ؟
ورفع حاجبيه قليلا وهو يقول : لماذا ؟
وتوقفت لحظة :
"يخالجني شعور مضحك000
اعترفت بذلك وقد أفلتت منها ضحكة خفرة وهي تلاحظ أنه يبدي بعض البهجة الآن : .
" أشعر بأنك 00بأنك تخطط لشيء ما0"
وضحكت عيناه وحبست أنفاسها فكم يبدو جذابا وهو ينظر اليها هكذا 00
اليست مؤامرة يا عزيزتي""
ورفع يده بغطرسة عندما رآها تفتح فمها لتقاطعه 0
"دعينا ننتظر لنرى"
" ننتظر لنرى؟000 هاتان الكلمتان لهما مغزى00 إنها لا تشك في ذلك لكنها لا تعرف لهما معنى حتى في أوسع أحلامها
وهكذا لم يكن باستطاعتها إلا أن تلهث وتحدق فيه غير مصدقة عندما علمت بنيته أخيرا0
طارا الى جزيرة كايواي - أو الجزيرة الخضرا ء كما تدعى لأنها أكثر جزر هاوا ي خضرة وأبحرا بالزورق البخاري الى كهف فيرن غروتو أو كهف الرخس البديع وهو كهف ابدعتة الطبيعة وسط منطقة استوائيه شديدة الخضرة تتدلى عليها نباتات الرخس
ورده قاييـــن
0
وهنا في مكان هادىء ء طلب منها غإرث أن تتزوجه وقال بلهجة مفعمة بالمشاعر الرقيقة : إنني أحبك يا وندي في البداية حاولت ألا أفعل ذلك عندما اعتقدت انك لينيز ما فارو كما لم تكن لدي أية رغبة في الزواج...
0
وهنا توقف عن الكلام وابتسم لها ثم مضى يقول : لكنني تعلمت كيف أحبك رغم كل هذه الأشياء ومع ذلك كنت أقاوم وأقاوم شيئا أصبح بسرعة أقوى مني, اوقعتني في أسر سحرك ياوندي لذلك يمكنك أن تتصوري مدى راحتي عندما اكتشفت أنك لست لينيزما فارو0 وتوقف لحظة ثم قال :
:كل هذا أصبح ماضيا الآن ياعزيزتي والمستقبل وحده هو الذي يهمنا0
:المستقبل ؟ أسبوعان 0
وقفزت الى شفتيها ضحكة هستيرية لكنها كبحت جماحها 000 أسبوعان أو ربما ثلاث 000 أربعة على أكثر تقدير وأخذ قلبها يدق بعنف وكل عصب في جسدها يرتجف اصبحت آحاسيسها مضطربة للغاية إنها تتساءل . الآن لماذا لم تتوقع هذا ؟ كانت عيناه تنطقان برقة لآ متناهية أحيانا وكثيرا ما اتسم صوته بالحنان ومع ذلك لم تفطن0 معتقدة أن هذا الموقف الخاص اتخذه لسبب واحد فقط أنة يستطيع الاستمتاع الى أقصى حد بكل ذرة سعادة من 00هذه العلاقة فوق سطح السفينة 0كم كانت عمياء واشتد غضبها من نفسها داخل أعماقها غضبها من أنها فعلت الشئ الذي كانت ترغب بلا جدوى في ألا تفعله : تركته يقع في حبها لقد أنقذت شو لكن غارث الذى أحبت بهذا العمق آذته لا 00في هذه المرحلة المتأخرة يمكنها أن تفعل شيئا يمكنها أن تعآمله معاملة سيئه وتتحدث بطريقة ساخرة عن افتراضه بأنها ستقبل عرضة بالزواج لن تترك حبه يترعرع ستدمره وتطأه وتقتله 00
إن هذا سيؤذيه مؤقتا ولا شك في أنه سينال من كبريائه لكنه سينجو من ضرر دائم وفجأه تراءى لها انها عندما
تموت سيدرك حينئذ السبب في معاملتها إياه بعد أربعة أيام عندما ترسو في كاليفورنيا أجل كان هذا هو الرد يمكنها ان تبرق الى الدكتور هويتيكر لتبلغه بأنها عائدة الى الوطن في وقت مبكر عن المتوقع وحينئذ سيعد كل شيء لدخولها الى دار التمريض , هل سيكون لديها المال الكافي لمصاريف عودتها ؟
؟ قدرت انه سيكون معها فقط المبلغ الكافي لذلك0
"وندى عزيزتي أين أنت ؟ إن عرضي بالتأكيد لم يكن مفاجأة تامة لك لابد أنك أدركت أنني كنت ازداد اهتماما بك ؟
وبدا انه منزعج قليلا وصرخ قلبها مما توشك أن تفعله ونظرت الى وجهه ولخوفها من أن تخونها شجاعتها تكلمت بسرعة وهي تضفي على صوتها رنة ازدراء :
: أتزوجك ؟ ما الذي أوحى اليك بأنني سأفكر في ذلك ؟ اولا أنني لا أحبك ثم إنك لست النوع الذي يناسبني على الاطلاق عندما أختار زوجا لي00هذا كل ما في الأمر0
وافتعلت تعبيرا بالدهشة لأنه اعتبر مسألة اهتمامها به من المسلمات وأضافت :
: انا لم أظهر أي بادرة تشير الى أنني أكن لك أية مشاعر غير الصداقة على الأقل هذا ما أذكره00
الحيرة وعدم التصديق والألم تجمعت كلها في تعبيره وهو ينظر اليها 0وكانا يقفان في الكهف وقد تدلت فوق رأسيهما نباتات الرخس الرقيقة 0كان منظرا رقيقا رومنسيا 000 وبشجاعة أمسكت دموعها التي تجمعت في سحابة رقيقة خلف عينيها لكنها اضطرت أن تشيح بسرعة حتى يمكنها ذلك0
:ألا تحبينني؟
وكان صوتة مكتوما وادركت انه يجد صعوبة في مجرد النطق بالكلمات
ايمكنك أن تقولي بكل أمانة أنك لا تحبينني؟
وهز رأسه كما لو كان يريد أن يبعد الآثار ألمدمرة لكابوس مزعج0
: بالتأكيد يمكنني0!
وتعجبت كيف كان صوتها بمثل هذا الثبات
.:أجل بالتاكيد غارث لقد افسدت كل شيء 0
وصرخت بغضب : كانت الأمور لطيفة 00غزل السفينة الذي اعتقدت أن كلينا ينعم به لماذا تفسده بالواقع في حبي؟
وأخذ شريان في رقبته ينبض بشدة عندما تدفق الدم فيه وعلى جانبي ظهرت تجاعيد صغيرة داكنة وسط اللون البرونزي الجذاب
: غزل 00
وأصبحت عيناه الداكنتان باردتين الآن وهما تلمعان مثل قطعتين من الصلب تم شحذهما حديثا 0
:إذن كان الأمر بالنسبة اليك هكذا ؟
وابتلعت ريقها بتشنج وهي تحاول أن 0تزيح ألما فظيعا انتاب حلقها وبدأ رأسها يؤلمها الى حد ما أيضا لكنه كان ألما فاترا بدون تقلصات يمكنها أن تتحمله0
:هذا ما قلت 0
ألقت هذه العبارة وهي تتعجب من تماسكها الظاهري حين كان قلبها في الداخل يتفتت وهمست لنفسها وكل عقلها وجسدها يعانيان من ألم مبرح عزيزي غارث 00 لم تبق في حياتي إلا بضعة أسابيع علي الأكثر ويمكن ان تكون بضعة أيام فقط 000لماذا أحببتني وتريد آن تتزوجني؟ ثم قالت بصوت عال :
:انت أفسدت كل شيء كان يمكننا أن نمضي معا فترة أطول نستمتع فيها برفقة بعضنا البعض لكن الآن 00
وسمحت لصوتها بأن يخفت وخفضت رأسها غير قادرة على تحمل التعبير الفظيع في عينيه 0وقالت اخيرا في قوة : يبدو أنني اعتبرت أشياء أكثر من اللازم أمرا مسلما به 0
: فعلت ذلك في الواقع !
أغفر لي وأنسي الموضوع 0
ووقفت لحظة صامتا وتلفت حولها في الكهف الخلاب المكان الجميل الذي اصطحبها اليه ليعرض عليها الزواج وتداعى قلبها وبذلت جهدا خارقا في منع نفسها من أخباره بالحقيقة لكنها امتنعت وهي مقتنعة بأنها الوسيلة الوحيدة لإنقاذه من الألم 0 يجب ان يفقد حبه لها بسرعة , وهناك وسيلة وحيدة لذلك , هي ان تعامله ببرودة وتخبره بأنها لاترغب في ان تستمر الصداقة بينهما 0


ورده قاييـ،ن

نولا ٢٠٠٠ likes this.

ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-08, 05:36 PM   #16

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

بداية النهاية-9


وفي الأمسية التالية جلست وندي في البار مع مارجي ودينبي وراقبت غارث يرقص مع نيكول فبعدمإ تلقى ضربة مدمرة لكبريائه برفض وندي عرضة الزواج منها , ومعاملتها بعدئذ بدأ الآن يخفف ألمه بالانغماس في التقرب من فتاة القت بنفسها عليه منذ البداية 0 والواضح ان نيكول من ناحيتها تشعر بالانتصار فان تعبيرا خبيثا يخيم على وجهها كل مرة تلتقي فيها عيناها بعيني وندي0كم هو قليل ذلك الذي تعرفه هذه الفتاة انها تكإد لا تدرك أن غارث يستغلها ويحآول أن يعوض بعض السلوى برفقتها0
أما نسبة الى غارث فأنه لا ينظر الى وندي إطلاقا الا عندما يضطر الى ذلك حول المائدة وأصيبت مارجي باحباط حتى أنها كانت على وشك البكاء عندما سألت وندي عن الأمر وحاولت بطريقتها الفجة ان تقود الاثنين الى استئناف الحديث 0
" الشراب جيد بصفة خاصة هذه الليلة الا...تعتقد ذلك ياغارث ؟ وأنت يا وندي أليس كذلك؟
واومأ كلاهما بالموافقة بدون كلام وحاولت مارجي مرة أخرى أثناء الغداء في اليوم التالي وتحدثت وندي اليها فيما بعد بهذا الشان و أخبرتها بأنها هي وغارث تشاجرا ولا مجال للصلح بينهما 0
لكن يا عزيزتي انا واثقة انه يمكن اصلاح الأمر ,"
كنتما في منتهى السعادة"
ونظرت بعينيها اللامعتين الى عيني وندى ومضت تقول : اهناك شيء ما تخفينه , أليس كذلك يا وندي ؟
واعترفت وندى وقد ابيض وجهها وهي تشعر بألم مبرح في رأسها 0وبعد فترة تردد قصيرة ’ اعترفت بأن هناك شيئا لآ تريد ان تتحدث بشانه0 وأضافت :
"ولكن أرجوك لا تسأليني عنه يا مارجي انه شيء لا يمكنني مناقشته ليس في هذا ألوقت على أية حال0
ونظرت اليها مارجي وفجأة فاضت عيناها بالشفقة واكدت متجاهلة توسلات وندي:
"يبدو إنك واجهت مأساة كبرى في حياتك ,أدركت ذلك وتذكرت تلك النظرة الهائمة في عينيك ألم تقولي انك ستتذكرين أنني وضعت نفسي في تصرفك0
سؤال - ادركت وندي – واثقة -أن اصرار مارجي هذه المرة ليس من قبيل الفضول فهي في هذه اللحظة ليست الشخصية الفضولية الثرثارة التي تعودت أن تراها لكنها كانت مستعدة لتقديم المساعدة 0 واعترفت وندي بعدما ترددت فترة طويلة ء بانها ستشعر بارتياح كبير لو تحدثت مع مارجي وطلبت منها أن تكون مستعدة لو حدث شيء لكن لحظة التردد مرت سريعا , وهزت راسها وعادت تقول :
"لا تسأليني عن الأمر لا أستطيع أن أتحدث بشأنه في الوقت الحالي"
ولم تدرك أن التغيير المؤلم ظهر مرة أخرى في عينيها الجميلتين وبدأت تشعر بالدوار نتيجة الألم في رأسها وأصبحت ترى الاشياء. القريبة منها كما لو كانت تسبح في الظلام هل هذه هي النهاية ؟ لا يجب ألا تلقى حتفها فوق السفينة لو انها تركت السفينة في كاليفورنيا من دون أن تخبر أحدا إلا مراجع الأوراق والحسابات فان غارث لن يعرف أبدا لماذا رحلت 0ولن يعلم أبدا بموتها الذي ستخبر به موظف الحسابات ؟ ستقول ان لها أقارب في كاليفورنيا وترغب في البقاء عندهم فترة من الوقت أجل هذا سبب معقول لكن ينبغي أن تتخلف عندما تخرج مارجي ودينبي لزيارة معالم المدينة وسيكون هذا صعبا الأن لأن مارجي مصممة على أن ترافقها اذ قالت : لأنه لا يصح ان تكوني وحدك ياعزيزتي.0
حسنا مازال هناك يومان باقيان وأحست وندي بأنها ط واثقة من قدرتها على التعلل بعذر مقبول لعدم مرافقتها مارجي وخطيبها الى بيفرلي هيلز وهوليوود يوم رسو السفينة 0 كان المقرر أن تبحر السفينة في السابعة من الأمسية نفسها وعندما يحين موعد العشاء لن تكون موجودة 00
سينتظرون بعض الوقت قبل بدء الطعام ثم تسأل مارجي أو ربما فريزر- المضيف اذا كانت الانسة براون مريضة فى غرفتها ولأنه يكون علم مسبقا بأنها تركت السفينة سينقل هذا النبأ اليهم ستصاب مارجي بألم بالغ لكن فريزر لن يفكر كثيرا في وندي لانها رحلت بلا كلمة 0ماذا عن مشاعر غارث ؟ رأت وندى أنه سيكون فرحا لأنه يواجهها على المائدة بعد الآن فرحا لأن الموضوع اختفى من حياته الى الابد - وقطع صوت مارجي عليها أفكارها حين
سألت : هل أنت بخير ياعزيزتي؟
والتفتت وآرغمت شفتيها على ابتسامة لكنهما سرعان ما تجمدتا لأن الألم في رأسها أخذ يتزايد الآن واصبح يدق بجنون يؤثر على ثبات نظرها واجابت وهي تنهض من مقعدها :
" أشعر بصداع خفيف أودا ان أستلقى برهة 0
" صداع ؟ معي العلاج المناسب ياعزيزتي0
ومن دون لحظة تردد فتحت مارجي حقيبة يدها وسحبت زجاجة صغيرة وهى تقول : انه دواء مدهش سآستدعي المضيفه ليحضر لك كوبا من الماء " لا شكرا لك يا مارجي0لكن ينبغي الا أتعاطى هذه الحبوب اني لدي حبوب أخرى في غرفتي0
ورده قايين –
" لا يمكن أن تكون مفيدة هذه ا ! انها تشفي الصداع في ثوان أيها المضيف تعال0
"مارجي أرجوك0
ووقفت وندى وهى تشعر بانها قد تنهار في أية لحظة الآن وشعرت لأول مرة بالغضب من السيدة الأميركية وقالت أفضل أن أتعاطى حبوبي الخاصة 0
هل ستفعلين ؟"
وتدلى وجه مارجي الجميل 0وتمنت وندي لو عالجت الموقف بحذر أكبر لكن الألم كان يعصف بها واصبحت رغبتها الملحة الوحيدة ان تذهب الى غرفتها وتلقي برأسها على الوسادة وغمغمت :
" انني آسفة0
ومن دون أن تنطق كلمة أخرى استدارت وابتعدت
وحالما دخلت غرفتها لم تستغرق وقتا بل تناولت الحبوب فورا يجب أن تعيش يومين آخرين على الأقل يجب 000لا شيء في حياتها كلها كان عاجلا بمثل هذه الرغبة في ان تترك السفينة وهي حيث ينبغي ان تنقذ غارث بأي ثمن ولو أنها في قرارة نفسها كانت مستعدة لأن تفارق الحياة الآن لأن الحياة لم يعد لها معنى بعدما افترقت عن غارث
ولأنها كانت مرهقة من الألم استلقت فترة طويلة تحاول ألا تفكر في ما كان يمكن ان يحدث لو لم تكن في هذه الحالة غارث يحبها ويريدها زوجة 000وقطعت أفكارها وحاولت أن تنام لكنها لم تستطع كبح إلحاح الأفكار في ذهنها 0ورأت نفسها عروسا مشرقة في ثوب الزفاف إلأبيض تحف بها شقيقتا غارث وشقيقه يقوم بدور إشبين العريس انها جزء من أسرة يحبها أفرادها ويرحب بها والدا زوجها اللذان أصبحا والديها هي من الآن فصاعدا 000الى أي مدى يمكن أن تكون الحياة سعيدة
"لكننى عشت00
وبخت نفسها عندما فرت دموع اليأس من عينيها وأخذت تتدفق فوق وجنتيها البيضاوين 0

عشت منذ اللحظات التي أصبح فيها غارث مهتما بي
حقا كانت الأسابيع الأولى مؤلمة قليلا عندمإ: تجفل في مواجهة سخريته وازدرائه وكبريائه كان واقعا تحت سوء فهم معتقدا انها ليست سوى لينيز مافارو الشهيرة بسوء السمعة ولا عجب انه حاول الابتعاد لكنه وقع تحت سيطرتها واخبرها بذلك حين كانا معا في الكهف 0هل حدث هذا منذ يومين ونصف فقط ؟ يبدو كأنما مرت اشهر عدة منذ افترقا 0منذ قال وداعا بتلك اللهجة القاطعة فوق سطح السفينة بعد لحظات من صعودها اليها اثر عودتهما من هاواى فقد اتخذ موقفا صارما، ونظر اليها لحظة صمت اتسمت بالبرود قبل ان يردد وداعه الأخير.00 الاخير.... اجل 000كان الأخير! وانسحب مبتعدا وهي واقفة هناك تتسارع دقات قلبها الى حد انها في غمرة يأسها الفظيع كانت سترحب بالنهاية لو أتت حينذاك 0
وأخيرا نامت لكنها فور استيقاظها استحوذت عليها أفكارها مرة أخرى أجل تلك الاسابيع الاولى كانت مؤلمة الى حد ما ومع ذلك كانت راضية بالموقف قانعة لم يكن يحبها رغم أنها بدأت تحبه ولكن بعدما علم انها ليست لينيز مافارو تغير موقفه تماما إزاءها صار الحبيب الكامل 0 الحبيب اللطيف الرقيق الذي اعتزم ان يجعلها زوجة له 0
ونهضت من الفراش وهي مصممة على عدم البكاء مرة أخرى واغتسلت وغيرت ملابسها واستخدمت بعض المساحيق في تلوين خديها وشفتيها ومشطت شعرها بقوة ثم 00غادرت غرفتها لتتجه الى غرفة الملكة حيث كانت تعرف أنها ستجد مارجي ودينبي وقد رحبت برفقتهما فابتسامتهما بلسم لأساهآ 0ودققت مارجي النظر في00وجهها باهتمإم بالغ بعدما سالتها اذا كان الصداع قد زال وقالت بلهحة اتهام :
- وضعت بعض المساحيق على وجهك هل انت مريضة ؟
-
وابتسمت وندي لا شك في أن هناك شيئا في مارجي سترومبرغ المهرجة الفضولية يحبب الناس فيها 0
"لا 0لست مريضة ومع ذلك وضعت بعض المساحيق
على وجهي لأنني لاحظت انني شاحبة 0الصداع يجعل المرء شاحبا أليس كذلك ؟
"لم يجعلني شاحبة أبدا ليس الى الحد الذي لاحظه وعلى كل فما دمت تشعرين بأنك على ما يرام فهذا ما يهم هاهو ذا المضيف فاطلبي ما تشاءين هذه الشطائر لذيذة والفطائر ايضا رائعة ينبغي أن نطلب طريقة صنع بعضها ألا تعتقدين ذلك ؟ أو ربما لا تقومين كثيرا بصنع المأكولات بنفسك ؟ كنت أفعل ذلك 000ولكن
وتلاشى صوتها الى حد الصمت عندما تلاقت عيناها بعيني غارث وهو يمر وقد سارت نيكول الى جواره وتحركت شفتا وندي في حركات متشنجة 0 وتحولت عينا نيكول الداكنتان المزهوتان فوق وجهها بينما تحركت شفتاها أيضا بسخرية لكن وندي التفتت بسرعة الى الناحية الأخرى وهى تشعر بالغضب لأنها بارتعاشة شفتيها - كشفت أنها متألمة لوجود غارث مع فتاة أخرى واستطاعت مارجي أن تلمس بسرعة الى أى مدى تألمت وندي لكنها واصلت الحديث السابق قائلة : الم تعودي تفعلين ذلك ؟ أتوقع على أي حال أنك سوف تقومين بشرا ء الحلوى اللذيذة
وشعرت وندي بالامتنان لها وابتسمت في وجهها وشكرتها بعينيهآ وقالت وهي تلاحظ أن دينبي ينقل بصره من إحداهما الى الأخرى في حيرة :
" من السهل هذه الأيام شرا ء فطائر لذيذة0
وتساءل دينبي بخشونة :
"ما هذا ؟ من يريد أن يتكلم عن الفطائر؟
وبالكاد سمعتة وندي لأن عينيها كانتا تتابعان ظهر غارث المعتدل العريض وهو يسير بترفع نحو طاولة يقف بجوارها أحد المضيفين على استعداد لتلبية الطلبات 0وجلست نيكول اولا ثم جذب غارث كرسيا وجلس وطلب الشاي وكادت وندي تبكي وهي تتذكر المرات الهادئة الودية التي تناولا فيها الشاي في هذه الغرفة الجميلة ويبدو أنه شعر بأن
نظراتها مركزة علية لأنه
اختلس النظر تجاهها وأدارت نيكول رأسها متتبعة اتجاه نظرته وارتسمت على شفتيها ابتسامة خبيثة وتحدثت الى غارث وابتسم لها ثم أدار مقعده بحيث صار ظهره ناحية وندى وأبتلعت الغصة التي أصابت حلقها وأحست بأنها فقدت شهيتها لكن ينبغي أن تأكل شيئا لأن مارجى كانت ستعلق لا محاله لو قالت فجأة انها ليست جائعه 0
وعندما كانت مارجي ووندي ودينبي في الملهى الليلى في ساعة متأخرة من تلك الامسية ينظرون الى حلبة الرقص قال . دينبى: لم يبق إلا اسبوعان فقط كم مر الوقت سريعا 0
عندما فكرت في البداية كيف اقضي ثلاثة اشهر فوق سطح السفينة كنت أشعر أنني سأمل البحر قبل نهاية الفترة بوقت طويل وابتسمت مارجي ابتسامة عريضة وهي تقول :
"ولكن حينئذ لم تكن تعرف أنك ستقابلني 0
وضحك ونظر اليها بحنان وقال : أتمنى لو تزوجنا فوق السفينة
اليست معنا الوثاثق المطلوبة ياعزيزتي سنتزوج فور وصولنا الى الوطن 0
وشعرت وندي بأن عليها ان تبدي بعض الاهتمام بحديثهما فسالت :
متى تعودان الى الولايات المتحدة ؟ وقال دينبي وهو ويتناول بعض الفطائر:
"سنعود بعد شهر تقريبا ننوي.القيام بجولة انكلترا أولا0
وتمهل برهة ثم قال :
"ما هي مشروعاتك ياوندي؟ هل لديك شيء خاص ؟
وهزت راسها وقالت انها ليست لديها أية خطط خاصة 0
وقالت مارجي:
"نود ان تزورينا 0
والتفتت وندي وقد بهتت من هذه الدعوة غير المتوقعة
وأضافت مارجي:
"سنقيم في تكساس لأن دينبي له طفلان هناك وله بيت فيه مستأجرون في الوقت الحالي لكنهم سيرحلون عندما يعلمون أن دينبي يريد استعادته هل ستأتين الينا يا وندي؟
ماذا ينبغي أن تقول ؟ اسهل طريقة أن تقول : نعم فهذا هو الرد الذي سيفرح الاثنين لكن ما الذي سيعتقدانه عندما تختفي في كاليفورينا ؟ وردت بنعومة:
"انكمآ تخجلان تواضعي بدعوتكما لكنني أخشى ألا يكون لدي الوقت ولا المال لرحلة مثل هذه0
وفكرت انه لا أكاذيب في هذا القول فتلك هي الحقيقة التي لا سبيل لإنكارها ليس لديها الوقت ولا المال لذلك0
"يا للخسارة0
قالت مارجي ذلك وأخذت عيناها الفاحصتان تستقران على وجه وندي ثم أضافت :
"ينبغي أن نظل على اتصال ياعزيزتي وأعتقد أن الوقت حان لتبادل العناوين أليس كذلك ؟ سنتراسل وعندما يتوفر لديك الوقت والمال ينبغي أن تاتي لزيارتنا 0من المحتمل ان نكون في انكلترا قرب نهاية العام القادم هل يمكننا البقاء معك فترة من الوقت ؟ أعرف أنك بعت بيتا لكنك ما زلت بالطبع تملكين واحدا للاقامة فيه 0
والتقطت مفكرة صغيرة وقلما من حقيبة يدها ونظرت الى دينبي قائلة :
"اكتب أنت عنواننا لوندي لا أعرفه بعد 0 أجل أخبرتني به لكنني نسيته
وحولت اهتمامها الى وندي تنتظر منها أن تذكر عنوانها 0 وبللت وندي شفتيها وهي تبحث بعنف في ذهنها عن وسيلة تخرج بها من هذا المأزق واملت عنوان دكتور هويتيكر وهي موقنة بأن هذا أفضل شيئأ يمكنها أن تفعله فعندما يتلقى رسالة من مارجي سيرد عليها ويخبرها بما حدث
وفي الصباح التالى ذهبت وندي الئ مائدة الافطار مبكرة
بشكل خاص وهي لا تتوقع ان ترى أحدا ممن تعرفهم لكن
لدهشتها كانت مأرجي جالسة أمام المائدة تثرثر مع المضيف
الذي غادر المكان حالما رأى وندي تقترب وما كادت تجلس
حتى بدأت مارجي تتكلم : لن يمكنك تخمين ما اكتشفت يا وندي لقد إستيقظت منذ فترة طويلة 00
" منذ فترة طويلة ؟ لماذا ؟
" كنت أتجول في أنحاء السفينة فقد أردت ان إعرف ماذا في الجانب الآخر من ذلك الباب التالي لمكتب موظف الحسابات00
وتوقفت عن الكلام لحظة وانتظرت حتى مر أحد الأشخاص من جانب المائدة ثم قالت :
" لا اريد أن يسمعني أحد انها مؤامرة من جانبي منذ البداية0
" لكن لماذا يا مارجي؟
"وددت أن ألقي نظرة خلف ذلك الباب."
"لكنه مكتوب عليه كلمة خاص 0لم تدخلي00هل فعلت ؟
"خاص ؟ انك تعرفينني ياعزيزتي000 ينبغي أن أغوص في أعماق أي شيء يحيرني وقد لآ أنجح دائما لكننى دائما احاول 00
واضطرت وندي الى الضحك رغم تعاستها وطلبت من مارجي أن تستمر فقالت " قدرت أن ليس هناك أحد في تلك الساعة من إلصباح دفعت الباب فانفتح أجل فلم يكن مغلقا بالمفتاح .وتسللت الى الداخل هناك ممر بأبواب علئ الجانبين 00احزري ماذإ ؟ إحدى الغرف هناك هي غرفة القبطان الخاصة الصغيرة ليست مقره الرسمي الذي يعرفه الجميع لكنها غرفة صغيرة يمكنه يذهب اليها وهو واثق أن احدا لن يزعجه 0
وقالت وندي بفضول : كيف عرفت أنها غرفة القبطان الخاصة ؟
"لأنني شممت رائحة القهوة اللذيذة فقررت أن أختلس نظرة خلال فتحة الباب وهناك كان القبطان يجلس 0
وردة قاييــــن

"وماذا في ذلك ؟"
"كنت على وشك العودة عندما سمعت صوته وأدركت انه لابد ان يكون برفقة شخص ما 0
وتوقفت بحركة مسرحية وتجهمت وندي في حيرة وهي تنتظر أن تواصل كلامها :
"اعرف أنك تفكرين انه ليس هناك شيئأ غريب أن يكون مع القبطان شخص ما لتناول قهوة الصباح الباكر؟
"أجل هذا ما كنت أفكر فيه بالضبط 0
"أنتظري حتى تعرفي ضيفه الديك أية فكرة من يكون ؟
"لا ليست لدي اية فكرة على الاطلاق وأنا في غاية الفضول لأعرف0
" انك تسخرين مني 0
ثم ضحكت مارجي وقالت في هدوء وهي تضغط على كل كلمة :
صديقنا غارث ريفرز !
واشاحت وندى بوجهها ورددت : غارث ؟ غارث كان مع القبطان ؟
" مع القبطان ! ألم أخبرك منذ البداية بأن غارث شخصية هامة ؟
ماذا لديك لتقوليه في هذا ؟
" لا أرى أنك برهنت على رأيك هل كون غارث يحتسي القهوة مع القبطان يعد برهانا على أنه شخص هام ؟
" هل ندعى نحن الى غرفة القبطان ؟
" لا00لكن 00
"ولا تسعة وتسعون وتسعة أعشار في المائه من الركاب الآخرين فوق هذه السفينة اقول لك ان غارث شخص هام !
" ربما يكون صديقا للقبطان لكن هذا لا يجعله آليا رجلا ذا اهميه 0
"لو كان صديقا للقبطان لعرفنا بذلك قبل الآن0
وكانت وندى تميل الى الموافقة على هذه العبارة لأنه ببساطة لو كان غارث صديقا لدعي لتناول العشاء على مائدته قبل الآن بفترة طويلة كما دعيت شخصيات اخرى0
" مازلت لا ارى كيف يمكنك ان تستنجي ان غارث شخصية هامة 0
قالت وندي ذلك رغم انها بدأت تعتقد بينها وبين نفسها انه كذلك 0
0 وردت وندى فى جدية :
"أى شخص عادى فى سفينة بهذه الحجم لا يقوم بزيارة غير متوقعة
للقبطان ليتناول قهوة الصباح الباكر0
"لا ارى انه قام بهذه الزيارة من دون توقع ليس في مثل
تلك الساعة المبكرة لابد انه دعى 0
"وهكذا اذا لم يكن صديقان ومع ذلك دعي لتناول
القهوة فهذا يبرهن على انه شخص هام لا يا عزيزتي لا
تقاطعينى بعد لأن فكرة خطرت ببالي هذه اللحظة : القبطان سمع للتو بأن غارث شخص هام إنني اتعجب فقط من يكون غارث ؟ ألن يكون مثيرا لو أنه شخصية ذات اسم كبير كدوق حقيقي00أو دوق مليونيرا0
وهزت وندي رأسها وقالت بتأكيد:
- ليس دوقا 0
" لايمكن ان تكوني متأكدة من ذلك 0لماذا : ينبغني ان تعترفي بأن اساليبة ارستقراطية للغاية انسيت - فيما يبدو - ما قاله فريزر عنه وهو أنه مرهق بالعمل منذ سنين0
" نعم 00نسيت ذلك يا عزيزتي0
وضمت مارجي شفتيها وأضافت بعد فترة صمت قصيرة :
"كان ينبغي لي ان اتذكر هذا 0 أليس كذلك ؟ خاصة انه كان يطرأ علي بالي دائما عندما أشعر بإلحيرة ازاء غارث 0
وأضافت بغموض وكانها تناقش نفسها :
"إذن رائي أن غارث مدير اعمال كبير او شيء من هذا القبيل 000ولكنه في هذه الحالة لا يكون شهيرا 0
هذه فكرتك فقط انه شهير0
وتجهمت مارجي قائلة : إنه يحيط نفسه بجو من العظمة0

واضطرت وندي للضحك من هذه العبارة لكن

مارجى استمرت :
"هذا ليس أمرا مضحكا أكره ان أكون عاجزة عن اكتشاف الامور0
ومرت بالقرب من المائدة امرأة زرية الثياب في نحو الخمسين من عمرها وحالما ابتعدت غيرت مارجي الموضوع 0وأخبرت وندي بأن هذه المرأه اشتركت في الرحلة لأنها ربحت أكثر من خسين ألف جنيه من المراهنات على نتائج مباريات كرة القدم وأضافت فى اشمئزاز:
"إنها امرأة وضيعة 0آرملة مستعدة لتعاطي الخمور حتى تلقى حتفها مبكرا انها جريمة ان يكسب أناس مثلها اموالا طائلة كتلك 0
وكان غارث يقترب ولم تقل الاثنتان شيئا أكثر من ذلك لكن كانت مارجي خلال الإفطار تختلس اليه نظرات خفيفة , وأخيرا قال وقد أكتسى صوته بنبرة خشنة : ما الغريب في يا مارجي؟ هل تركت جزء من معجون الحلاقة على طرف أنفي أو شيئا من هذا القبيل ؟
واحمر وجه مارجي خجلا وقالت :
"هذا ليس لطيفا منك يا غارث كنت فقط أنظر اليك0
"لماذا ؟
إنك كثير التدقيق هاهو ذا فريزر قد حضر صباح الخير يا فريزر0 هل نمت جيدا ؟
"جيدا جدا كالمعتاد ضميري مستريح وهذا كل مافي الأمر كما تعرفين0
وجلس ثم نفض فوطته وفردها فوق ركبته وأمسك بقائمة الطعام :جريب فروت - كورن فليكس لحم وبيض سجق وطماطم حلقات من الخبز الطازج والزبد خبز محمص ومربى 0 أعتقد أنني سأتناول بعضا من مربى الكرز الأسود لأنني لم أذقها بعد فوق هذه السفينة وهتفت مارجي: " لن تاكل كل هذا وأن فعلت فلن تحتاج لشيء آخر طول اليوم 0
"هكذا سيكون لدي وقت اكبر للتجول في انحاء الجزيرة فأنني أبحث عن التحف القديمة 0
" حاذر فإن كل شىء مزيف هذه الايام 0
واومأ غارث برأسه عند هذا القول وهو يتجنب عيني
وندى كالمعتاد0
"شرآء التحف في أي مكان من غير التجار المعروفين مقامرة كبيرة جدا فقد وصلت عمليات التزييف حتى أن الخبرا ء يخدعون أحيانا 0
وسألته مارجي في فضول :
"هل تجمع التحف القديمة ؟
"كنت محظوظا بوراثة كل ما احتاج اليه 0
اجابها وهو يلتقط سكينا ليمسح بها الزبد على الخبز المحمص واكل قليلا ولا حظت وندى تلك البداية بغض النظر عن الوجبة نفسها ففي الإفطار تناول قطعتين من الخبز المحمص واحتسى فنجانا واحدا من القهوة وأضاف يقول :
"أحيانا أختار القطعة لمجرد أن أضيفها الى مجموعتي لكن جمع التحف ليس بأية حال هوايتي كما هو الحال بالنسبة الى بعض الناس0
ورمق وندي كما لو لم تكن موجودة على الاطلاق واستفسر من مارجي إذا كانت هوايتها جمع التحف0
فأجابت بالنفي لكن لرغبتها في أشراك وندي في الحديث ابتسمت لها وسألت :
"هل تجمعين التحف يا عزيزتي؟
ومن دون تفكير قالت وندي إنها ذات مرة بدأت في جمعها لكن منذ بضعة اشهر قررت الا تشتري شيئا آخرا 0
وأضافت " لدي بعض القطع الجميلة من روكنغهام0
"روكنغهام ؟ تلك أشيا ء يصعب اقتناؤها هذه الأيام اجل أعتقد هذا 0
وظهرت الظلال في عينيها لحظة عندما تذكرت ابن العم
المجهول الذي لابد أن يرث قريبا صندوقي ممتلكاتها وقد تركتهما مع الدكتور هويتكير0
تساءل فريزر:
" مالذي جعلك تتوقفين عن هذا الجمع ؟
" الأشياء غالية جدا الآن 0
وعند هذه اللحظة وصل أفطار فريزر , وترك الموضوع ولم يثره مرة أخرى مما جعل وندي تشعر بالأرتياح 0


وردة قايين

نولا ٢٠٠٠ likes this.

ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-08, 05:38 PM   #17

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي



الجراح المجهول -10


وبعد الأفطار مباشرة ذهبت وندي الى مكتب موظف الحسابات وأبلغت المسؤول هناك بعزمها على مغادرة الباخرة في لوس انجلوس , فقال بتجهم :
" هذا قرار مفاجئ , فالركاب الذين يعتزمون النزول في أي من الموانئ يبلغون شركة البواخر عادة , في بداية الرحلة 0
" انا آسفة للأزعاج , لكن من الضروري جدا ان اترك السفينة غدا 0
" فهمت , سأبذل كل ما في وسعي , وعليك حزم جميع امتعتك وأعدادها0
وقالت : نعم انها ستكون مستعدة 0
سيكون الرحيل نهائيا هذه المره , نهائيا تماما 0
وعندما عادت الى غرفتها بدأت في حزم أمتعتها وهي تفكر : الى حد أصبح هذا لاجدوى منه لأنها لن تحتاج مرة أخرى الى كل هذه الثياب , فملابس المساء – مثلا – يمكنها أن تخرجها وتلقي بها
وهي باهظة وقالت بفتور :
"سأفكر في هذا في الصباح فأنا الآن لا أستطيع ان افكر في شي أ إطلاقا 0
وكان حزم الأمتعة لآ يتطلب وقتا طويلا لذلك انجزت جزء من المهمة ثم ذهبت الى "القاعة الزرقاء " لتناول قهوة الصباح
وكان اول شخص قابلته هو شو الذي تقدم اليها وقال :
"إذن فقد رفضك ؟ حسنا لقد رفضتني لأجله وهكذا لقيت فقط ما تستحقين0
وكانت شاحبة لكنها متماسكة وتجاوزته وجلست وجاءت قهوتها بعد دقائق من طلبها وجلست وحدها وهي تحتسيها وتفكر في غارث والأسابيع السعيدة التي قضياهآ معا وفكرت فى مسندي الكتب الجميلين اللذين اشترتهما له وراودها الأمل ان يحتفظ بهما وأن يذكر في بعض الأحيان الذكريات السعيدة فقط وكانت ترتدي السوار والخاتم هديتي غارث اليها0
ورده قايـين
وأقبل مع نيكول ,والتقطت وندي كتابها وهي تشعر بالامتنان لانها أحضرته معها أية راحة يوفرها كتاب في موقف مثل هذا وفتحت في هدوء وبدأت تقرأء او بمعنى أصح تتطلع في الصفحة المطبوعة لأن القراءة كانت مستحيلة اذ هناك الكثير تفكر فيه فان حزم امتعتها شغلها كذلك فكرة أنها تصبح وحيدة تماما في لوس أنجلوس سيكون لزاما عليها أن تبرق الى الدكتور هويتيكر وتسأل عن موعد الطائرة ثم تذهب الى المطار ومعها أمتعة كثيرة ,اذن ما الذي ينبغي أن تفعله ؟ الأفضل أن تتركها وراءها في الفندق لو ذهبت الى الفندق0
"ينبغي أن أذهب الى فندق ,لأن لن تكون هناك رحلات جوية غدا لأ أعتقد هناك رحلات"
ثم هناك مقابلة صديقيها مارجي ودينبي هذا المساء أثناء العشاء وهي تعلم أنها تقوم بخدعة قذرة إزاءهما0
أجل كل هذا تراكم عليها وعلاوة على ذلك تشعر بالقلق أن تكون مع أغراب عنها عندما تأتي النهاية 0فوق السفينة
كانت ستكون واثقة من وجود احد ممن تعرفهم معها في النهاية - غارث 000راودها الأمل في وقت من إلاوقات 00ان يكون هو 0ثم تلاشى هذا الأمل 000وصارت تريد مارجي0 لكن ربما اتمكن من العودة الى انكلترا ينبغي أن أكون قادرة على ذلك لأنه لا يزال أمامي أسبوعان آخران وربما. .. أكثر قليلا0
وعلى أية حال ينبغي أن تكون مستعدة لأن حسب الأخصائي الدكتور هويتيكر لايمكن التكهن متى تأتي النهاية بالتحديد0
وسمعت صوتا تعرفه تماما وضع حدا0لجميع 0 افكارها . التعسة 0 وكانت النظرة التي منحتها لمارجي نظرة امتنان عميق مصحوبة باحدى ابتسامآتها البهيجة "مارجي؟ إنني سعيدة جدا برؤيتك 0

ونظرت اليها مارجي بشيء من الحيرة وقد ارتسم على وجهها تعبير غريب وقالت : احقأ ؟ أهناك شيء يضايقك ؟ لا شيء فقط كنت متضايقة من البقاء وحدي 0
""
وجلست مارجي على مقعد وهي تشير بيدها للمضيف : 00ذهب دينبي الى المزين لذلك جئت لتناول فنجان قهوة وأدركت أن لدي شيئا أود اخبارك به ! صاحب صالة البنغو للمقامرة كسب آكثر من ألف جنيه في الليلة الماضية في أحد الكازينوهات اكتشفت ذلك بالصدفة 0واضطرت وندي الى الضحك وهي تقول " مارجي انك شخصية فذة ولا سبيل لتقويمك 0
"اتعتقدين أن دينبي سيتضايق مني في النهاية ؟
" ليس هو فانك ستحافظين على حيويته0
وردت مارجي ضاحكة : وعلى تزويده بالمعلومات 0
ووصلت قهوتها وجلست صامتة تحتسيها لبضع لحظات ثم قالت أخيرا بنبرة يغشاها الاسف : أتمنى لو جئت معنا الى هوليوود 0
" سبق أن شرحت لك فأنا أريد البقاء وحدي فترة
من الوقت0
"اننا نحترم رغبتك لكننا نود ان تكوني معنا0
وابتلعت وندي ريقها بصعوبة وهي تشعر بشناعة ما تفعله مع هذين الشخصين الرائعين لكن لا طريقة اخرى على الاطلاق وستفهم مارجي ودينبي فيما بعد عندما يتلقيان رسالة من الدكتور هويتيكر
ثم قالت :
"إنك لطيفة جدا يا مارجي"
وبعد ن فرغتا من قهوتهما قالت مارجي: ما الذي ستفعلينه الآن ؟ مارأيك في القاء نظرة على المحلات آلتجارية ؟
"اجل سيكون هذا أمرا سارا"
أى شيء لتهرب من بقائها وحيدة لانها ستصبح وحدها قريبا عندما تبحر السفينة بدونها تاركة اياها فوق ارض أجنبية0
وكانت المحلات حافلة باشياء رائعة تغري أي شخص معه اموال لينفقها لكن وندي ومارجي كانتا تتجولان فقط ولا تشتريان شيئا 0وقالت مارجي:
" لا أستطيع ان أقول إنني سأشعر بالأسف عندما تنتهي هذه الرحلة "
كانت البداية رأئعة كذلك منتصف الرحلة لكن عندما اقتربنا من نهايتها تشعرين بأنك 000حسنا 000لست متبرمة تماما لكن ليس لديك شعور المتعة الذي كنت تحسين به في الموانىء التي زرناها في البداية 0أليس كذلك ؟ وأومأت وندي بالأيجاب وقالت :
"أجل"
"كاليفورنيا - مثلا - انني أتطلع بشوق الى بيفرلي هيلز وهوليوود لأنني لم أرهما إطلاقا لكنهما ليستا مثل بآلي او هونغ كونغ0
" لا 0 0لان غارث كان معها في تلك الأماكن وقالت : هذه الاماكن ليست غريبة 000هذا هو السبب هل تذكرين كورا ساو؟ ألا يبدو كانها مرت فترة طويلة جدا منذ كنا هناك ؟
"نعم"
وتذكرت وندي ان تلك كانت البداية فقد استهل غارث اليوم بدعوتها الى مشاركتها سيارته وأضافت :
" فعلا يبدو كان دهورا مرت0
لم يكن قد مر إلا أسبوعان فقط على مغادرتهم . ساوثهامبتن ثم قضت شهرين رائعين برفقة غارث وصداقته والآن كل شيء انتهى وقررت وندى أن تتغيب عن الغداء لأنها ارادت ان تستكمل حزم أمتعتها قبل العشاء وبعده سيكون الحفل الراقص البديع ولن ينتهي إلا بعد منتصف الليل وعرفت بحدسها أنها لن تنام كثيرا هذه الليلة لذلك الأفضل آن تبقى. في رفقة أولئك الذين تعرفهم بدلا من أن تعتذر مبكرا وتستلقي ساهرة تفكر في حالتها وتتامل كيف ستنصرف وحدها غدا 0
وكما حدث من قبل توجهت الى العشاء مرتدية "البيلوس"واتجهت كل العيون اليها وسارت متمهلة عبر قاعة الطعإم الى مائدتهم عالية الرأس بينما كان قوامها البديع يتهادي في ثوبها الجميل وكان الاختلاف الوحيد بينها هذه المرة ! والمرة السابقة تلك النظرة الهائمة التي قالت مارجي انها تبدو في عينيها 0وذلك التعبير الحالم المراوغ الذي يلمح إلى وجود سر دفين في اعماق قلبها كذلك كان هناك نوع من الاستسلام الفاتر0مدفونا في أعماق عينيها البنفسجيتين الجميلتين 000الإستسلإم المعبر عن اليأس 0
ونظر اليها غارث وهي تجلس واصبح واضحا لديها انه رغم محاولاته فهو لا يستطيع أن يرفع عينيه عنها
وتحركت شفتاها لتسمح لابتسامه هاربة بأن تظهر0 ورأت عينيه تضيقان وفمه ينقبض ثم ادار رأسه متحدثا إلى صديقه 0
وهتفت مارجي بنبرة اعجاب عميقة :
"" عزيزتي تبدين جميلة أليس كذلك يا غارث ؟ انها اجمل فتاة في هذه القاعة 0
وحدث انه في هذه اللحظة بالذات كانت نيكول تمر فتوقفت وظهرت على وجهها نظرة حاقدة لكن تعبيرها تغير تماما عندما التقت عيناها بعيني غارث فابتسمت له وهي تستعرض كل فتنتها لم تتحرك عضلة واحدة في وجهه وواصلت الفتاة سيرها وأعقب ذلك صمت غريب وأحمر وجه وندي ارتباك لكن الحمرة التي كست وجنتيها أكسبتهما نضرة ورونقا وعندما تلاشت بقي الجمال وأصبحت بشرتها كالمرمر في نعومتها 0
وكان العشاء وجبة هادئة لكن وندي ظلت طول الوقت واعية لعيني غارث اللتين اختلستا النظر اليها من حين الى آخر وبدا كأنه يبحث عن شيئأ ليس واثقا منه 0وانتابها انطباع فضولي غامض بانه لا يشعر بالعداء تجاهها كما كان في الأيام الثلاثة الماضية وكان انطباعا محيرا فلم تكن لديها اية أدلة واضحة 0
ورده قايين
ولم يكن غارث ولا فريزر يرتديان ملابس تنكرية اذ قرر كل منهما ارتداء سترة العشاء التقليدية أما مارجي فارتدت الثوب الذي ارتدته من قبل - ثوب مدام بومبادور الذي يناسبها الى حد كبير0
وأثناء العشاء بدأت وندي تشعر بشيء مختلف تماما عن أي شيء شعرت به من قبل لم يكن رأسها هو الذي يؤلمها لكن أطرافها أصبحت خائرة القوة وعندما التقطت شوكتها رأت يدها ترتعش وجلست ساكنة تماما لكن لم يحدث شيء جذري, وشعرت أنها بخير أثناء بقية الوجبة وفي النهاية نهضت وهي تبدو في شكل ملكي هزيل وقد شحب وجهها ورقت حركاتها 0
" ورده قايين "
وفي ساحة الرقص طلب مرافقتها شاب كان يحسد غارث طول مدة مرافقته لوندي ولم تكن وندي تعرف ذلك لكنه اخبرها بصراحة:
" منذ فترة طويلة وانا أريد أن أرقص معك وأخيرا اتتني الفرصة "
وابتسمت له لكن قلبها كان مع غارث ونظرت حولها لكنه لم يكن موجودا كم بدا وسيما هذه الليلة كان لون قميصه الأبيض الناصع يتعارض تماما مع سمرة بشرته الداكنة 000ألم يقل فريزر أنه أرهق بالعمل والهدف من هذه الرحلة هو استعادة نشاطه حسنا لا يمكن أن يكون أكثر صحة مما يبدو عليه الآن.
واخبرها الشاب بأن اسمه ستيفن وعندما توقفت الموسيقى بقي بجوارها واضطرت أن تبتسم فالواضح أنه لا ينوي تركهآ دون حراسة خوفا من ان يآتي شخص آخر ويطلب منها مراقصته
وكانت الرقصة التالية "الفالس " ولاحظت وندي لدهشتها أن نيكول واقفة وحدها الى جانب القاعة ومرة آخرى إلقت نظرة حولها وكان غارث هناك يقف على إحدى الدرجات المؤدية الى المنصة التي يجلس فوقها أعضاء الفرقة الموسيقية يتحدث مع القبطان 0 هل راتهما مارجي؟ سألت وندي هذا السؤال لنفسها وهي تتوقع ان تظهر السيدة الاميركية فجأة.. وتربت على كتفها وتصيح بنبرة انتصار: ها هو ياعزيزتي ماذا قلت لك ؟ انه شخصية هامة 0
وسرحت افكار وندي من غارث الى الرجل الذي يتحدث معه ,سرحت لأن العب ء الثقيل المريع لما ستفعله يضغط عليها بكل أثقاله مرة أخرى ومهما حاولت لا تستطيع ان تمنع نفسها من التفكير فيما ستواجهه هناك 0 الصعوبة الحقيقية في مغادرة السفينة وحمل حقائب عديدة معها وهي صعوبة لم تواجهها عندما ركبت السفينة لأن كل امتعتها الثقيلة سبقتها الى ظهر السفينة قبل وصولها هي إلى ساوثهامبتن ثم كان هناك قلقها بشأن المال المتوفر لديها وهل سيتبقى لها شيء لاقامتها بعدما تحذف منة أجر عودتها جوا الى الوطن ينبغي لها أن ترسل برقية الى الطبيب : وتوقفت أفكارها فجأة وهي تلتوي بين ذراعي ستيفن وضغطت رإحة يدها على جبهتها وهي تئن أنينا مكتوما وقالت متوسلة :
"أنا 000 أنإ 000 غرفتي000 ينبغي0إن . اذهب 00.الى00 غرفتي0
"هل انت مريضة ؟
"أجل 000أنا 000مريضة 000أرجوك أن توصلني"00
وافلتت منها صرخة حادة عندما وخزها الألم المخيف في رأسها وشعرت أن كل قطرة دم هربت من وجهها وشفتيها ومن خلال الضباب الذي غشي عينيها رأت وجه الرجل الذي احبته وشعرت بذراعيه تمسكان بها وترفعانها وكانت واعية لأصوات الهمهمة المذعورة ومارجي ودينبي وهما يندفعان نحوها 000واعية لالتفاف الثوب اليوناني الجميل على الرجل الذى يحملها برقة كما لو كانت دمية من الخزف 000وسمحت لرأسها بأن يستقر فوق كتفه وهي تصرخ مرة أخرى عندما انتابها الألم الفظيع في رأسها 0وسمعت صوتا يسالها: هل لديك بعض الحبوب ؟
كان صوت غارث سريعا لكنه أجش في الوقت نفسه وفكرت 000هل هو غارث ؟ انه يبدو مختلفا اجل 000في غرفتي
وفقدت ألوعي حينئذ لكن ليس لمدة طويلة 0 وفتحت عينيها وسألت :
"أين أنا ؟
"في مستشفى السفينة "
ونظرت الى وجهه ورأت انه داكن مجهدا وكان شخص ما يتحدث اليه الآن طبيب السفينة والقبطان نفسه 0 وصدر صوت ضعيف من بين شفتيها وهي تحاول جاهدة أن تكبت صرخة ألم فى الوقت الذي أحست بخوف شديد وهمست : غارث أريدك قريبا مني عندما 000عندما تاتي النهاية .
ورأته من خلال الضباب مجرد شبح لا أكثر لكنها شعرت بذراعه وقالت :
" لم أعد خائفة على الاطلاق0"
وحتى الآن والألم المريع يخرق رأسها نجحت في أن تمنحه إحدى ابتساماتها البديعة
" نسير باقصى سرعة وبذا ينبغي أن نصل الى لوس أنجلوس حوالي الخامسة صباحا"
" ليتني اتمكن فقط من ان اجري الجراحة "
" مستحيل يا سيد ريفرز ليست لدينا المعدات اللازمة لمثل هذا النوع من الجراحات 0"
كلمات 000ماذا تعني ؟ مازال شبحا لكنها سمعت صوته يقول شيئا عن إجرا ء جراحة وقالت بصوت واهن لكنه مفهوم : إنها النهاية 0ليس هناك امل 000إنها النهاية لكنني لست خائفة .

ورفعتها ذراع ورات شبح كوب ماء وسمعت يقول : القرص ياعزيزتي وابتلعته وهي لا تكاد تعي أن شخصا ما لا بد انه أرسل الى غرفتها لاحضار الأقراص ورفع غارث كوب الماء الى شفتيها ورشفت بعضا من محتوياته واعيدت برقة الى الوسادة وقالت : الست خائفة لن أكون خاثئفة اذا بقيت معي يا غارث ؟ لا استطيع أن أراك جيدا لكن يبدو انك انت 0
" إنني هنا ياحبيبتي ولن أتركك 0
" الدنيا تسود امام عيني "0
وأدركت ان يدها في يده وقالت مرة ثانية :
"الدنيا تسود أمام عيني 0
" يا إلهي كيف لا يمكنني أن اجري الجراحة هنا ؟
صدرت هذه الكلمات من اعمق أعماقه
غارث 000جراح !
"إنني آسف يا سيد ريفرز لكن ليس هناك ما نستطيع ان نفعله اكثر من هذا 0 سترسل المستشفى في لوس أنجلوس . سيارة إسعاف الى الميناء لقد ابلغوا باللاسلكي كما تعلم"
هل كان هذا صوت القبطان ؟ علمت وندي أنه هو:
"لا جدوى من الجراحة "0
هل كان هذا صوتها هي؟ .يبدو مهزوزا0 وغير واضح وتجهمت عندما عاودها الألم 0 أصبح الآن فاترا وعلى هيئة نبضات متتالية لان مفعول القرص بدأ يسري0
" قيل لى انه ليس في مقدور أي شخص أن يفعل شيئا "
وخفت صوتها وشعرت بقبضة يد غارث وقد التفت اصابعه حول أصابعها وبدا الألم يتلاشى أيضا وشعرت بالهدوء العميق يسري داخلها 00كانت تلك هي النهاية لأنها شعرت الظلام يجتاحها بسرعة أكثر
"غارث 000ابق معي"
"سأبقى يا حبيبتي"
وتلاشى صوته المهزوز الخفيض وسط حالة اللاوعي المتزايدة .التي تجتاحها وأصبح الرجال الآخرون في الحجرة مجرد ظلال تتحرك أمام نظرها المغلف بالضباب وهمست وهي تمسك بيد غارث بقوة:
"زال الالم ولن يعود مرة أخرى"
"القرص هو الذي أزال الألم ياحبيبتي"
وأغمضت عينيها وقالت :
"إنني أحبك يا غارث"
"عزيزتي لا تتركيني تماسكي بضع ساعات أخرى أقول, تماسكي"
وكان صوته عنيفا وآمرا الآن وحتى وهي في حالة تشبه اللاوعي أدركت أنه يعاني من ألم كبير وقالت وهي تعطيه بأعجوبة واحدة من أبهى ابتساماتها التى يعرفها جيدا عزيزي غارث ليس هناك ما يستطيع احد ان يفعله كنت اعرف عندما جئت الى السفينة بأنني في الغالب لن أتركها حيه0
"توقفي ! أقول توقفي "
سيد ريفرز ينبغي أن أسألك"00
" اهدأ000وأسرع أكثر بالله عليك0
وفتحت وندي عينيها هل كان غارث يحدث القبطان ؟ وحذرته وقد أجبرت ضحكة أن تظهر فوق شفتيها: يمكنه أن يقيدك بالأغلال0
ومن خلال الضباب الذي غلف عقلها ادركت أن نوعا من الحركات المضطربة تجري خارج الباب 0 ثم سمعت صوت مارجي وهي تطلب الدخول وتقول :
" إنهآ صديقتي الصغيرة لذلك فانها تريد أن تراني بالطبع 0 قالت انها ستفضي الي بسرها , لكن يبدو لم يكن لديها الوقت الكافي 0"
" سيدة سترومبرغ عليك ان تذهبي"
أكان هذا صوت القبطان ؟ واكتست جبهة وندي0بتقطيبة عميقة 0
"أحسست بأن هناك شيئا ما لكني لم افطن لحظة واحدة
أنها ستموت "
وتوقفت مارجي لحظة ثم قالت بنبرة أكثر نعومة وتوسلا : دعني أراها أرجوك ينبغي ألا تموت دون ان اراها 0
وتحدث غارث بنبرته الهادئة المهذبة " وندي لن تموت يا مارجى وعلى أية حال وبإذن القبطان يمكنك الدخول لحظة 0 أعتقد أنها ترغب في ذلك0
" لكنني سأموت ! ينبغي ألا يراودك الأمل هكذا يا غارث ليس مقدرا لنا ان نكون معا 0
ولم تستطع أن تراه لكنها أحست بأن وجهه صار أكثر شحوبا من أى وقت " ينبغي أن تفعل شيئا لتجعله يدرك مدى اليأس من حالتها وقالت :
" ليس هناك أحد على استعداد لإجراء .الجراحة لآني ببساطة لا املك فرصة للبقاء0"
" منديات ليلاس "
" ورده قايين "
وجاء صوت مارجي. "عزيزتي 0"
وسرت وندي اذ سمح لمارجي بالدخول ومضت مإرجي تقول : فهمت الآن لماذا بعت بيتك00
وتوقفت وقد أدركت فجاة .. ان هذه ليست هي الطريقة المثلى للحديث وعلى الأقل الى وندي: غارث سأخبرك بكل شيء فيما بعد 0
وتجهمت وندي آتخبره ببيع بيتها لتشترك في الرحلة البحرية ؟ لم تكن تعتقد أن غارث يهتم بأمور كهذه وتحدثت مارجي ثانية لكن كلماتها كانت غير واضحة :
"علمت من أول الرحلة أنك شخص هام لكنني لم أكن أحلم بأنك سير جيمس ريفرز جراح الأعصاب المعروف"
وأصبح الظلام شبه كامل وأمسكت وندي بيد غارث بقوة أكبر من أي وقت وبشجاعة رسمت ابتسامة على شفتيها وهي تقول :
"إني راحلة 0000"
واجتاحها هدوء جميل لانها أصبحت في فراغ لا يمكن للألم أن يمسها فيه وفكرت وسط الضباب : إنني لم انقذ غارث بعد كل محاولاتي فسيحزن لأجلي00
لكنها كانت خارج أي وعي حيث يمكن للإسى أن يسيطر على مشاعرها وكانت تغوص بسرعة ى الى أعماق النسيان حيث لا شيء يمكن أن يقلقها بعد ذلك0
وكانت عيناها مغمضتين وعندما خبت لديها آخر فكرة سمعت غارث يقول :
"تماسكي000أقول لك أنك ستتماسكين"
ثم لم تسمع شيئا اخر
وفتحت عينيها وأخذت تحدق في السقف وطرف حاجبها في تقطيبة وهي تحاول أن تركز أجل مرت باحدى حالات اللآوعي لكن كآن من المنتظر أن تكون هذه هي الأخيرة 0
كم من الوقت مر عليها وهي غائبة عن الوعي؟ فكرت أنه ليس كبيرا لأنها لا تزال فوق السفينة ولاحظت الضوء الخافت والجدران البيضاء0وبدأ الظلام يهبط مرة أخرى وأدارت راسها لترى غارث يجلس هناك فوق كرسي بجوار الفراش رأسه بين يديه , انه إخصائي الدماغ المعروف السير جيمس ريفرز الرجل الذي أمره أطباؤه بالراحة لأنه كان يعمل فوق طاقته عبر سنوات عدة 0 كان قدره ثمينا جدا بالنسبة لزملائه وحركت يدها وفي الحال أحست بلمسة غارث القوية الدافئة غارث ينبغي أن يكون اسمه سير جيمس غارث ريفرز أو انتحل فقط اسم غارث ؟ قال انه سيجري الجراحة لآ 0على الأقل اعتقدت قال ذلك 0لكنهم لا بد أن يكونوأ قد وصلوا الى المستشفى في لوس أنجلوس أولا 0وكان الضوء مزداد مرة أخرى
خفت وترك أشباحا ووصل صوت اليها : هل تشعرين بأي الم ياعزيزتي ؟
ورسمت شبه ابتسامة على شفتيها وقالت : لا إنني أشعر باسترخاء جميل "
وكانت . هذه الكلمات تستهدف طمأنته لكنه . لدهشتها تجهم بشدة وقال وقد اختفت النبرة اللطيفة من صوته وأصبح جافا " فقط تماسكي بعد ساعتين أخريين أو نحو ذلك سنكون في لوس أنجلوس وسأجري الجراحة "
" لا امل هناك لقد اكدوا لي ذلك "
ورد بخشونة " هناك أمل دائما0
" لكن يا عزيزي غارث "
وتوقفت كلماتها عندما زاد الضغط على يدها اذ كانت اصابعه تشدد قبضتها عليها وكرر:
" هناك امل دائما ينبغي ألا تياسي فاليأس موقف من إلعقل , يجب أن تقاوميه 0
كان بوسعها أن تفهم مشاعره وأحاسيسه القوية العنيفة في هذا الموقف الذي يتهدد حياة حبيبته 0انه لم يستطع ان يفقد الأمل وعرفت أنه جلس هناك بلا حراك وهو يحثها على التماسك قائلا " انها ينبغي أن تعيش انها سوف تعيش "
"سأتماسك سنكون هناك خلال ساعتين كما تقول ؟
" نحو ذلك وحينئذ ينبغي لنا أن ننقلك الى المستشفى "
ونظر اليها نظرة حب ورقة واحترام عميق وقال وقد أخذ صوته يرتعش مشحونا بالعواطف
"انت فتإة شجاعه "
" ستنقذني على ما أعتقد "
"ضعي ثقتك في ياعزيزتي وسيساعدني هذا في مهمتي"
وكأن جميع ألمعنيين بألأمر في حالة استعداد عندما رست السفينة ولم يسمح لأحد بالنزول الا بعد ان أنزلت وندي على نقالة وهي فى حالة لآ نصف وعي وظل غارث ممسكا بيدها طول الطريق الى المستشفى وقد اصبح متوترا وشاحبا بعض الشي وبدا أكبر بعشر سنوات فكرت في ذلك وهي تبذل جهدا يائسا لقمع صرخات الالم التي ارتفعت آلى شفتيها لأن القرص الذي أخذته عندما عاودهآ الألم منذ نحو ساعة لم يعد يجدي لكنها بين حين وآخر كانت تسمح لأنة ألم خفيضة أن تفر من بين شفتيها لان الألم الفظيع الناجم من الضغط على راسها كان فوق طاقة احتمالها
وحالما أصبحت داخل المستشفى نقلت الى مركز الاشعة لكنها لسبب ما بعدها نقلت فوق عربة بعجلات حوالي ياردة فقط توقفت الممرضة التي كانت تدفع النقالة وغابت لبضع ثوان وحينئذ سمعت وندي صوت غارث وهو يتحدث مع احد الاطباء
" رأيت صور الأشعة التي التقطت من قبل أرسلها طبيبها الى القبطان 00جميع الظواهر تدل على أن حالتها ميؤوس منها لكنني أرى أن هناك فرصة ضئيلة وأملي أن يسمح لي بإجرا ء الجراحة0
وعادت الممرضة ولم تسمع وندي شيئا آخر0
وعادت الى وعيها بعد بضع ساعات واستلقت برهة وهي تشعر بدوار وعدم ادراك ثم وضعت يدها على رأسها وأدركت أنها ملفوفة في الضمادات لكنها لم تتذكر شيئا مما حدث بعدما عادت الممرضة وبدأت تدفع عربة النقالة الى قاعة الأشعة 0
وكان عقلها لا يزال مهتزا وأفكارها مشتته لكنها عرفت أن العملية الجراحية أجريت ولا تزال حية 0
وكان غارث هناك عندما فتحت عينيها بعد مدة طويلة وجهه الحبيب لا يزال قاتما متوترا لكن عينيه كانتا تشعان لها بنظرة رضى عميق و الانتصار والابتهاج والتواضع كلها كانت مكتوبة هناك في قسماته ورسمت وندى ابتسامة على شفتيها الجامدتين الجافتين وقالت ببساطة وفي صوت واهن :
"أشكرك يا غارث"
" شكرا لك ياعزيزتي بصمودك 0لم يعد هناك خطر الأن 00لا خطر 00هل حدث أن تلقى اي شخص كلمتين اخريين بمثل هذه الفرحة والامتنان ؟
ورقدت هادئة لحظة طويلآ وهي تتمتم بالصلاة شكرا على نجاتها0
" لا خطر 00
كررت الكلمتين مرة أخرى وابتسمت عيناها وشفتاها بتلك الطريقة الرائعة الخاصة بها وحدها أما ابتسامة غارث فلم تكن وشيكت الظهور وعرفت بالحدس أنه يستحيل عليه ان يبتسم فكان غارقا في التفكير ولم تعرف إلا فيما بعد الى اي حد كانت قريبة من ألموت أثناء الجراحة 00كيف كان الخيط الذي تتعلق به حياتها دقيقا رقيقا رفيعا0 وإخبرت فيما بعد ايضا بحالة الهذيان التي انتابتها أثناء العملية حيث كانت0
حياتها معلقة في كفة الميزان مرة أخرى
0"هناك دواء خآص جدا ولحسن الحظ أنه متوفر هنا في المستشفى هذا الدواء سيضمن اجتيازك مرحلة الخطر بسلام »
ورده قاييــن
وعاد صوته الآن الى طبيعته وبدأ وجهه بستعيد نضارته وأضاف برقة : " نامي يا حبيبتي سنتكلم عندما تصبحين أقوى قليلا 0"
" آسفة اذ تسببت في تألمك كان ذلك ضروريا ألا ترى ؟0
" قلت نامي أنت بحاجة الى النوم يإ حبيبتي 0"
" هل يمكنني أن أسأل منذ متى وانا هنا ؟
" منذ يومين "
"هل كنت فاقدة الوعي طول هذه المدة ؟
وبدأ جفناها ينسدلآن وراقبها في صمت وأدركت أنه لن يرد على أية أسئلة أخرى وغلبها النوم سريعا واحاطها بسلام وساعدها على الشفاء 0
ولم يسمح لها غارث أن تتكلم باسهاب إلا بعد أيام عديدة اخرى وكانت لا تزال تحت رعايته إلا أن جراح الأعصاب بالمستشفى الذي لم يقبل أن يبقي في الظل رغم انه سمح لغارث بإجراء الجراحة , كان يزورها من حين الى آخر لمجرد الاطمئنان على تقدمها وسمعته يتحدث مع غارث ذات مرة خارج باب غرفتها حيث ظنا أنها نائمة يتحدثان عن المعجزة التى حدثت فى المستشفى - وكان الجراح المقيم هو الذي ذكر الكلمة وجاء تعليق غارث الهادىء:
"كانت لديها ارادة الحياة ليس لي اي فضل في انقاذها0
"وماذا عن الفترة التي كانت غائبة فيها عن الوعي؟ إرادة الحياة لم تكن تعمل حينئذ0
" " ورده قايين "
"قبل ذلك اوضحت لها أنها يجب أن تتماسك وفعلت"
ونظرت وندي الى الباب الذي كان مشقوقا وقالت بنعومة : لا تطنب كثيرا في شجاعتي كنت أشعر بخوف فظيع لكنني أدركت انني لن اكون خائفة لو كنت معي في النهاية0"
تلك الليلة قرر ان يقضي معها ساعة أو نحو ذلك بعدما أكلت بشهية لإرضائه 0والتقط يدها في يده وهو يقول : لماذا لم تفضي الي بسرك ؟
"لم يكن باستطاعتي التحدث عن الأمر الا ترى أنني كنت اتمتع بأي شيء تقدمة لي الحياة ؟ لو تحدثت عن مصيري لأفسد ذلك كل شيء
وقاطعها قائلا:
"لكنه لم يكن سيفعل نظرا لما كانت عليه الأمور 0"
" يبدو أنك نسيت أنني لم اكن اعرف من أنت أنت الذي كنت تقوم بالرحلة متنكرا ومع ذلك كنت فظيعا معي عندمآ كنت تشك في أنني لينيز مافارو0"
"هذا مختلف تماما - فلينيز مافارو لم تكن المرأة التي أرغب في اتخاذها زوجة واذ كنت واقعا في حبها 00
" يآ إلهي"00
لم تستطع مقاومة مقاطعته وقد أضاءت عيناها بروح الدعابة 0ونظر اليها بحدة وقال :
"ذكريني ان أضربك عندما تشفين تماما 0"
وضحكت مرة اخرى وقالت : لا يمكنك أن تخيفنى بتهديدات مثل هذه 0"
"ارى انني سأواجه بعض المتاعب ؟
لم تفتها نبرة الاغاظة في صوته :
" ما زال امامك الوقت الكافي لتغير رأيك بشأن 00بشأن 000 »
وتلاشى صوتها واصبح صمتا مرتبكا عندما ادركت ما كانت على وشك ان تقوله 00
" بشأن عرضي عليك بأن تصبحي زوجتي؟ لا خوف بخصوص ذلك
يا وندي فأنت الفتاة المناسبة تماما لي..
وارخت رموشها الجميلة وحدقت في ملاءة السرير وهي تتلهى بحافتها والشئ الوحيد الذي استطاعت أن تقوله هو
" لا استطيع ان اصدق ان هذا كله حقيقي 0"
وردا على ذلك رفع وجهها و أمسك بذقنها في راحة يده وقرأت في عينيه ما كان على وشك أن يعبر عنه
"لأنني أحبك وأريدك زوجة لي لا حاجة لأن تقولي لي انك ستتزوجينني لأنني أعرف أنك تحبينني وقد أحببتني منذ وقت 0
ولم تخطىء اللمحة المفاجئة في صوته وتكدرت عندما مرت بخاطرها ذكرى إيذائه 0وحاولت أن تشرح وأن تخبره كيف أرغمت على رفض شو لأنه أصبح متعلقا بها أكثر من اللازم وواصلت بدون تفكير
" معك شعرت بأن الأمر لا يهم لأنك لن تتالم اعتقدت أنك تغازلني فقط "
" ربما كنت في البداية "
" عندما اعتقدت انني لينيزا0"
"هذا صحيح »
" بالطبع لم أكن اعرف في ذلك الوقت انك تظنني لينيزا0
" كلا 00لم تكوني تعرفين "
وجعلها شيء ما في نبرته تنظر اليه نظرة شك وقالت :
"إنك تجد شيئا للمزاح على حسابي0"
" ليس هناك شيء من هذا القبيل اننى منصت بكل اهتمام "
" لو كنت ستضحك مني "
" بل أضحك معك ياعزيزتي لكن أرجوك استمري انني تواق الى إلرد على عديد من ألأسئلة المثيرة كنت تقولين إنك اعتقدت انني أغازلك؟
0وتوقفت وهي تفكر في هذا الوجة الآخر له 0فقد كان يتمتع بروح دعابة كبيرة
"لانني اعتقدت أنك تغازلني شعرت بانني استطيع أن استغلك لو كنت تعرف ما أعني ؟
"لدي فكرة واضحة عما تعنين0"
"اعتقدت أنك ستكون قادرا على توديعي عندما يحين وقت
فراقنا"
"اعتقدت بالطبع أنك ستعيشين حتى نعود الى انكلترا ؟
وتذكرت الآن أنه تلقى بعض المعلومات عن حالتها من طبيبها وكانت تنوي أن تسأله عن ذلك من قبل ولكن لم تكن هناك فرصة وردت :
لم اكن واثقة كنت آمل بالطبع في أن أحيا :
"وماذا كنت تنوين عمله حينئذ؟ أخبرتني مارجي بأنك بعت بيتك للاشتراك فى هذه الرحلة 0
"كنت ساذهب الى دار للرعاية وكان طبيبي يرتب لي كل شيء0 "
لم تعرف مدى الأحترام العميق الذي صار يكنه لها للطريقة التي تقبلت بها مصيرها واستعدت بهدوء لمواجهة كل الاحتمالأت
"الواضح أنك لم تعرفي أن طبيبك أخبر القبطان بحالتك الخطرة ؟
وهزت وندي رأسها ومضى يقول إن هذا كان ضروريا متى يمكن لطبيب ألسفينة ان يلاحظها بدقة 0
" الطبيب كان يعرف حالتي طول الوقت ؟
"الطبيب والقبطان تقريرك وصور الاشعة سلمها أيضا طبيبك 0
"سمعتك مصادفة تخبر الطبيب بأنك رأيت صور الأشعة وكنت أنوى أن أسالك من ذلك وأومأ وقال :
"علم القبطان اخيرا بان هناك جراح أعصاب في السفينة وطلب مني مقابلته له جناح صغير بعيد عن مقره العادي ودعاني الى هناك لتناول قهوة الصباح الباكر معه عندما رآني آلليلة السابقة وقال ان المسأله عاجله وطلب مني الحضور الى جناحه صباح اليوم التالي وهذا ما فعلته , وشرحت له أنني أقوم بالرحلة بأسم عادي السيد ريفرز لأنننى لا أريد أن يعرفني أحد ,اذ جئت للراحة 0
وتوقف لحظة واخبرته كيف انهأ هي ومارجي كانتا تتوقان لمعرفة مهنته وقالت ضاحكة :
" سئل فريزر مباشرة , أجل من جانب مارجي واخبرها بانك تقوم بالرحلة لأن طبيبك الخاص امرك بالراحة لفترة طويلة "
وبدا مبتهجا واعرب عن رأيه في أن مارجي انتكست لأنها عجزت عن اكتشاف المزيد عنه 0
" قال فريزر إنك كنت مرهقا بالعمل منذ سنوات "
ونظرت وندي اليه لكنه لم يعلق بشيء ثم أشار الى حديثه مع القبطان وقال انه رغم أنه طلب من القبطان معرفه اسم السيدة مثار المناقشة الا ان القبطان رفض اعطاءه إيإه »
قائلا ان رغبة صاحبة الحالة هي ان يظل امرها سرا لكن لو حدث لها أي شيء وهي فوق السفينة فانه سيطلب من غارث أن يكون مستعدا للمساعدة اذا أمكن ذلك 0
"أعترف بأنني أنظر الى كل امرأة تقترب مني نظرة فاحصة "
" هناك اوقات كنت فيها تبدي قلقك علي بوضوح وينبغي ان أعترف بانك كنت تبدو كطبيب في مناسبة أواثنتين لكن هذا كان قبل ذلك الحديث بينك وبين القبطان 00
وحدق فيها وحينئذ فقط أدركت أنها زلت بلسانها وسال : كيف عرفت متى تم الحديث ؟
وتوقفت لكنها أخبرته بأن مارجي وهي تتجول في انحاء السفينة في ذلك الصباح الباكر قررت أن تكتشف ما ورا ء ذلك الباب آلخاص واستدركت : "لكن من الواضح أنها لم تسمع عما كان الحديث يدور00
قالت إنها تشعر بالحيرة بخصوصك وبخصوصي انا ايضا"
"تحدثنا انا وهى حديثا مطولا"
كان هذا كل ما قالا لكن وندي استطاعت أن تتصور أن مارجي اخبرته بكل شيء يدور في خلدها واستطرد غارث بمرح :
"حول تلك الأوقات التي كنت أبدو قلقا فيها كان الطبيب هو الذى يتحرك بداخلي كان وجهك يشحب احيانا وطبيعي أن ألاحظ ذلك لكن كان مستحيلا أن أعرف أنك تشكين من شيء خطير اذ كنت تبدين في غاية الصحة 0 اعتقد انه في الفترات التي كنت تقضينها في غرفتك كنت تعانين من الالم في راسك ؟
"أجل هذا صحيح "
" لم يكن ينبغي ان تحتفظي بذلك لنفسك لو كنت فقط ذكرت شيئا لى
وتوقف وهز كتفيه بلا مبالاة وقال وهو يبتسم : لا يهم كل شيء أصبح الآن في الماضي ستشفين بسرعه ياعزيزتي ثم تصبحين تحت رعايتي بقية حياتك"
وردت ابتسامته وساد الصمت لحظة طويلة في الغرفة وبعدها قالت :
" رأيتك مع القبطان قبل ان أمرض بلحظات 00 هل كان أعني00"00
"بعد ابلاغه بأنك ستغادرين السفينة في لوس أنجلوس قرر إخباري بأنك الفتاة التي حدثني عنها 0كآن قلقا بشأن قرارك المفاجىء0 ولهذا تشاور معي0 اعتقد أنه ينبغي اقناعك بالبقاء فوق السفينة لأن الواضح أن طبيبك أبلغه بأنه ليس لك اقارب الا ابن عم من بعيد 0 وهكذا عرف انك تكذبين عندما قلت ان لك اقارب في لوس أنجلوس 0"
ورمقته بنظرة الاحساس بالذنب وقالت :
"اعتقدت أنني أفعل الأفضل لم أكن ارغب في أن تصاب بألم يا غارث"
"لكنك تاخرت والألم اصابني بصورة سيئة للغاية "
"لم اكن أريد أن تعلم أنني سأموت"
واستدارت لتنظر اليه 0ورأى عينيها تلمعان
بالدموع وارتعشت قائلة "
"عزيزي غارث لم أستطع أن أفكر بأية طريقة أخرى 000
وانحدرت دمعة على خدها واحضر منديلا وجففها به ثم مد ذراعه وقربها من صدره وهو يغمغم 0
"لا تزعجي نفسك بهذا لم يكن ينبغي لي أن أقول شيئا عن مشاعري 0
"لكن كان ينبغي بالطبع ان تقول "
وعندما لم يعلق بشيء واكتفى بضمها الى قلبه أخبرته كيف كانت تحس عندما اعترفت بعد وهي في حالة اللاوعي الجزئي بأنها تحبه وقالت "عرفت حينئذ أن الوقت متأخر لحمايتك من الالم , وبدا لي .. أنه ينبغي أن أخبرك بحبي لك 0
"كنت أعرف بالفعل هل تعتقدين أنني لم أفهم في اسرع لحظة يمكن تصورها السبب في قرارك بمغادرة السفينة 0؟
" بالمعلومات التي كانت لديك لأبد ان هذا كان واضحا 0"
ولم يقل غارث شيئا وكان قانعا بان يضمها الى صدره بهدوء وقد التصق خده بخدها وفكرت فى المستقبل ودهشت
من أنها لا تزال حية وأنها هي و غارث سيصبحان قريبا زوجين" ووضعت يدها على الضمادات المحيطة براسها وقالت متسائلة "
"أليس لى أى شعر على الاطلاق ؟
سألت هذآ السؤال لانها رأت بعيني خيالها صورة حفلة زفافها وتجهمت عندما فكرت في انها سترتدي شعرا
مستعارا 0
"أخشى أن يكون شعرك قد حلق تمامأ لم يكن فقده ذا قيمة "
"لا , الواقع أنه لم يكن كذلك 00 كنت فقط أفكر في 000
واجتاحها الخجل فآسكتها0 لكن غارث عرف ما كانت تعنيه فقال :
"الصدمة التي يصاب بها الجهاز العصبي بعد عملية كهذه كبيرة الى درجة ان المريض يحتاج الى ستة اشهر كي يستعيد صحته تماما , سنعلن خطوبتنا فور عودتنا الى نكلترا لكن بقدر ما كنت اتمنى ان نتزوج بسرعة علينا ان ننتظر سيوفر لك هذا ايضا الفرصة لكي ينمو شعرك ولكي تتعودى على أساليبي الآمرة أيضا"
وقطعت وندي صمتا طويلا قائلة :
"هل ستظل دائما تعمل فوق طاقتك كما تفعل الآن ؟
" لن أضطر الى ذلك فهناك اثنان آخران من جراحي الأعصاب في المستشفى الآن لذلك لا يمكن أن اظل أعمل كما كان يحدث طوال السنوات الاربع أو الخمس الماضية "
وشعرت بالسعادة تغمرها من رده اذ لم تكن تريد ان يضيع صحته بالعمل المرهق ورغم أنها كانت أمينة بما فيه الكفاية للأعتراف بأنها أنانية بعض الشيء فانها كانت تريد بالفعل أن يظل زوجها معها أطول وقت ممكن0
" فريزر قال انك كنت ترهق نفسك بالعمل أربع عشرة أو ست عشرة ساعة في اليوم لمدة سبعة أيام في الاسبوع أحيانا "
قال بحدة :
"فريزر يتكلم أكثر من اللازم"
لكن وندي كانت واثقة أن فريزر قال الحقيقة وعلى أية حال فقد شعرت بأن غارث متردد من سماع أي شيء آخر عن الموضوع لذلك تجاوزته وسألت عن السفينة والناس الذين اقامت معهم علاقات صداقة فقال لها :
"مارجي أصيبت بأسى فظيع لكنني أرسلت رسالة الى القبطان وسيذيعها في مكبر الصوت بأن العملية نجحت فهناك بالطبع كثيرون فوق السفينة يرغبون في معرفة احوالك 0
وقالت موافقة "
"أجل فريزر وصديقته ودينبي ومارجي بالطبع 0"
وتوقفت عن الكلام وقد استغرقت في التفكير بالآخرين الذين أقامت معهم صداقات ثم قالت :
"جميعهم سيعرفون بما فعلت"
واكتفى غارث بالابتسام وأدركت مرة أخرى أنه لا يرحب بمزيد من الحديث عن هذا الموضوع وبعد لحظة
قال بحزم : حان الوقت لترقدي الان 0غدا قد أسمح لك بالنهوض0"
" حقا ؟ 00"
" لمدة نصف ساعة فقط , وفقط اذا كنت فتاة طيبة ورقدت
الآن "
"سأ فعل 00"
وفعلت ذلك في الحال رغم أنها شعرت بانها ابعد ما تكون
عن الارهاق 0
ورده قايين
"طابت ليلتك ياحبيبتي العزيزة سأراك في الصباح
وهمست برقة وهي تنظر اليه بعينين براقتين من فوق
الوسادة : طابت ليلتك 00 ان الحياة جميلة حقا شكرا لانك أعدتها
لي 0
ولم يقل شيئا وعبر من الباب ثم أغلقه خلفه فى نعومة 00 .
"ورده قاييـن"
وتزوجا بعد ذلك بسته اشهر في كنيسة لطيفة في قرية "بورتونويل" حيث يعيش والدا غارث وأشترى غارث بيتا جميلا 0مبنيا بالحجارة على مسافة غير بعيدة منهما وكانت الشمس تشرق من سماء صافية الزرقة عندما خرجت وندي من الكنيسة لتواجه مع زوجها عددا من الات التصوير بعضها في أيدي الصحفيين وبعضها في أيدي اصدقاء او اقارب وبعضها في أيدي إطفال 0
" قفا جانبا قليلا ياعزيزتي000.كنت دائما اعرف بأنكما ستصبحان زوجين رائعين 000دينبي000انت على حق في التقاط صورة لهما من هذه الزاوية الجانبية آمل ان تكون قد وضعت فيلما جديدا في آلة التصوير00"
"عمي غارث وعمتي وندي00هلا تمسكان أيديكما بعضها البعض ؟ 0
" وندي يجب ان تبتسمي00"
وتكتكت آلة التصوير مع فريزر حين أطاعته
وابتسمت ابتسامة أخرى وقالت فيكي بنبرة اعتذار:
"ألا يمكن ان ألتقط صورة ؟ أنا واثقة من انكما متعبان0"
"كلا على الاطلاق"
قال غارث ذلك بلهجته الهادئة وقبلت والدته وجنتى العروس بينما التقط أبوه صورة سريعة لهما 0 وطول ذلك الوقت كان مراسلو الصحف يدونون الملاحظات لكن اخيرا انتهى كل شيء واصبحت العروس والعريس وحدهما في غرفتهما في فندق سافوي بلندن حيث كانا يقضان الليلة الاولى من شهر العسل قبل أن يطيرا الى فيدجي , حيث كانا سيقضيان الأسابيع الثلاثة التالية0
" كم كان يوما رائعا "
قالت وندي اذ شعرت بأن عليها أن تفوه بشئ عندما أصبحت تشعر بخجل شديد مفاجيء ثم استطردت :
" كل شيء مر بهدوء والشمس أشرقت وكان الجميع سعداء ألم تكن والدتك رائعة في ثوبها المرجاني؟ حفل الاستقبال كان 000 وسمحت لصوتها بأن يتلاشى عندما لمحت التعبير الساخر في عيني زوجها الذي قال بنعومة:
" أجل ياحبيبتي000كل شئ كان كاملا ومع ذلك لدي اشياء أخرى اكثر أهمية للتحدث بشانها في الوقت الحآلي00 عروستي الجميلة – مثلا"
" لم أكن في حياتي فخورا كحالي عندما خرجت من الكنيسة بعدما اتخذت منك زوجة"
كانت في صوته الآن نبرة فخر بينما أطلت من عينيه نظرات حب عميق ورقة جعلت أنفاسها تتوقف00
ولان العواطف ملكت عليها كل كيانها فجاة فقد التصقت بة بشدة ودفنت وجهها في صدره 00


تمــــــــــــــــــــــــــــــــــــت

" ورده قاييـن""

نولا ٢٠٠٠ likes this.

ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-01-08, 05:46 PM   #18

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

اتمنى ان تنال الرواية على اعجابكن


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-02-08, 01:56 PM   #19

cartonat

? العضوٌ??? » 1865
?  التسِجيلٌ » Feb 2008
? مشَارَ?اتْي » 737
?  نُقآطِيْ » cartonat is on a distinguished road
افتراضي

مشكورة يا وردة على القصة الرائعة
نولا ٢٠٠٠ likes this.

cartonat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-02-08, 10:57 PM   #20

ورده قايين

? العضوٌ??? » 213
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 327
?  نُقآطِيْ » ورده قايين is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة cartonat مشاهدة المشاركة
مشكورة يا وردة على القصة الرائعة
العفو عزيزتي ومشكورة على ردك هذا اول رد لهذه الرواية مع ان الكثير من البنات طلبوها مني !!!!!


ورده قايين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
9 - قلب في المحيط - آن هامبسون - ع.ق (اعادة تصوير) سنو وايت منتدى روايات عبير القديمة 1715 20-02-24 11:59 AM
75 - أرياف العذاب - آن ميثر - ع.ق ( كتابة / كاملة )** لورا روايات عبير المكتوبة 657 15-02-24 03:19 PM


الساعة الآن 02:43 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.