آخر 10 مشاركات
أحبك لآنك أنتَ"قصة قصيرة"..للكاتبة only girl.. كامله** (الكاتـب : ميرا جابر - )           »          خريف الحب / للكاتبة خياله،،والخيل عشقي (مميزة) (الكاتـب : لامارا - )           »          217 - عيون الحب - كاثرين ارثر - مكتبة مدبولى - اعادة تنزيل (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رغبات حائرة (168) للكاتبة Heidi Rice .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          ليلة مصيرية (59) للكاتبة: ليندسي ارمسترونج... (كاملة) (الكاتـب : monny - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          لاجئات بيت الحكايا (3) * مميزة ومكتملة * .. سلسلة بيت الحكايا (الكاتـب : shymaa abou bakr - )           »          تجري في دمي(35)للكاتبة:Michelle Reid(الجزء الثاني من سلسلةعرائس راميريز)*كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-06-09, 01:26 AM   #1

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
Rewitysmile9 241- ليزي يا حبيبتى - ديبورا مايلز(كتابة /كاملة)**


[rainbow]


241- ليزي يا حبيبتى - ديبورا مايلز

الملخـــــــــــــــــــص


علي متن الباخرة ليفياثن التي تنقلهن إلي استراليا , وجدت ليزي صعوبة في حماية أختها جان من تحرشات جوناثان غراي , الفاتن الجذاب.
وعندما عرض هذا الأخير عليهما المساعدة في إيجاد عمل لهما في سيدني , رفضت ليزي قبول عرضه بكبرياء ولكن ,هل كانت مصيبة عندما استمعت لكبريائها !
ماذا يخبئ لهما هذا العالم الجديد؟
وفجأة أحست بأنها ستلتقي بجوناثان , هذا الغريب الذي تكرهه...


[/rainbow]

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 07-07-19 الساعة 11:39 PM
ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:28 AM   #2

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول



كانت ليزي تائهة في تأمل المحيط الواسع وهي تفكر في الماضي


(( أريد السفر , ورؤية العالم )) كثيرا ما كانت تردد هذا الكلام إمام والدتها وخاصة عندما أدركت القدر المظلم الذي ينتظرها .


(( إذا اذهبي , واهتمي بأختك الصغيرة )) أمرتها والدتها .


كانت ليزي في الخامسة عشر من عمرها عندما توفيت والدتها بعد أن أنهكها التعب والحرمان , ووضعت أختها الصغيرة جان في دار للأيتام , أما هي فكانت تعمل منذ سنوات عديدة وبفخر في تلميع الفضيات وتنظيف المفروشات عند اللايدي هاستنغ , وكانت الطباخة تعلمها القراءة وتقول لها دائما (( مع بعض التدريب , يمكنك إن تصبحي مدبرة منزل ممتازة )) .



وكان البحارة يغسلون سطح الباخرة بالماء , بينما آخرون يتسلقون ويلفون الحبال , ويتنشقون الهواء المحمل بطعم الملح , ولم تكن الباخرة ليفيا ثن جديدة , فلقد سبق أن عملت كثيرا علي خط الهند قبل أن تبدأ رحلاتها نحو استراليا .


(( يا الهي ! البحر شديد جدا )) قالت لها جان وهي تراقب بعيونها الزرقاء المتسكعين القريبين منها . وبهذا الوقت اقترب رجل متوسط العمر , ينوء تحت سيوفه الثقيلة , وانحنى .


(( جان , القليل من التهذيب لو سمحت ! )) .


وكانت ليزي دائما تراقب أختها التي تصغرها بثمانية أعوام والتي سببت تصرفاتها الكثير من الهموم لأختها منذ الإبحار . وكان مالك الباخرة سيدفع للفتاتين علاوة , وكانت السفن في ذلك العهد تعج بالمهاجرين من هذا النوع .



وفي المستعمرة الجديدة , كانت النساء اقل عددا بكثير من الرجال , وكانت الحكومة الانكليزية تشجع هجرة الانكليزيات , لأن شوارع لندن ودور الأيتام ودور العجزة المزدحمة , تدفع الكثيرين للهجرة إلي استراليا , وكان العمال يزاحمون النساء , وكانت استراليا حلم اليتيمين .


((تحديد أجورنا , أنت تتخيلين كثيرا )) قالت ليزي لأختها بعد ظهر يوم الأحد ,في ساعة فراغهما .


((هناك وفرة من الأزواج ! لكنها هي الجنة علي الأرض )) أجابتها جان بعيون مشرقة .


لم تكن الفتاتان قد ترددتا طويلا , فمع نظام العلاوة هذا , السفر مؤمن للمهاجرين , ويكفي إن يوفروا المال الضروري لتناول الطعام علي متن الباخرة .


علي كل حال ماذا ستخسران ؟ فمنذ طفولتها , و ليزي تعمل من الصباح حتى المساء , دون إن تحصل علي يوم إجازة , وكانت في صغرها تساعد والدتها في ترقيع الملابس البالية , لكي يربحوا ثلاثة فلسات يوميا تساعدهن علي البقاء علي قيد الحياة , وعندما بلغت الخامسة من عمرها , عملت في مصنع , وفي سن العاشرة , حالفها الحظ في إن تخدم في منزل عائلة غنية , حيث بقيت حتى سن الرابعة والعشرين , وسوء حالتها الصحية , دفعت برب عملها لأن ينقلها إلي احد المأوي , وهناك أمضت عدة أسابيع حتى شفيت من حمي قوية , ثم عملت في قسم الغسيل في هذه المؤسسة .


أما جان , فعملت كخادمة في سن الثانية عشرة , لكنهها علي عكس أختها , كانت تكره الأعمال المنزلية , وفي سن السادسة عشرة تمردت وهربت عدة مرات ما اضطرها لقضاء عدة أشهر في التأديب .


((أنك تدفعين بي إلي الموت )) قالت ليزي عندما زارتها ذات مرة . و أقسمت جان وهي تبكي بأن لا تنحرف مرة ثانية عن الطريق المستقيم , ولكن ليزي كانت تعرف ضعف أختها الصغيرة أمام مغريات المدينة الكبيرة . وكانت جان تأمل أن تجد في استراليا عملا لها حيث لا يعلم أرباب عملها الجدد بتصرفاتها الماضية .


ولكن و علي مثن الباخرة واجهت ليزي صعوبات لم تكن تتوقعها , فبالإضافة للمهاجرين الفقراء , كانت الباخرة تنقل عشرين شخصا من الأثرياء الذين يقصدون سيدني والذين ينزلون في مقصورات فخمة .


وكانت جان جميلة جدا , و الإعجاب الذي أحاطها به كل الرجال جعلها واثقة من نفسها , و لم يكن بإمكان ليزي أن تبعد نظرات البحارة والمسافرين الأثرياء الذين يلاحقون أختها بنظراتهم , ولهذا كانت تضطر للبقاء بجانبها .


((أنك تشجعينهم )) .


(( نحن نتكلم فقط )) أجابتها جان (( كما و أنهم أناس من طبقة جيدة , مما تخافين ؟ )) سألتها جان بتعالي , وكانت تعتبر نفسها أكثر نضجا من أختها الكبيرة ثم أضافت .


أنت تغارين مني علي ما يبدو )) . ))



لكن الغيرة شعور لطالما كانت ليزي تتجاهله , و كانت تعتبر أن أختها لا تزال صغيرة يجب حمايتها , و أحيانا تندم ليزي لأنها لم تسافر وحدها , لكنها عندما تنظر إليها وهي نائمة ينفتح قلبها بحب كبير لها , و من غيرها يمكن أن يحل مكان والدتها التي ماتت باكرا ؟ .


(( لقد أكد لي السيد غراي أنك إذا كنت تريدين بإمكانه أن يجد لي عملا , و لكنك تبدين جافة معه ,


وهو يشعر بأنك تكرهينه )).


و كان غراي منذ إن صعد إلي الباخرة و هو يحاول التحرش بجان , و لقد سبق لليزي أن التقت بهذا النوع من الرجال في المنزل الذي كانت تعمل فيه , و ذات مرة قبلها رجل من النبلاء في الممر .


كيف يمكنها أن تنس طعم قبلاته علي خدها , ولمسات يديه علي صدرها ؟ وهي لا تزال تشعر بالخجل كلما تذكرت ذلك .


و هي لا تستطيع أن تفعل شيئا أمام تلميحات هذا المسافر في الدرجة الأولي , وطوال الرحلة و هي تراقب أختها و السيد غراي هذا . لأنها تعتقد أنه رجل خطير , وبالطبع جان مفتونة بهذا الرجل الذي لم تر من قبل رجلا فاتنا مثله , ولكنها ليست الفتاة القادرة علي الوقوف بوجه هذا الرجل .


(( انك تغارين لأنه يجدني مثيرة جدا , هذه هي الحقيقة , وهل الذنب ذنبي إذا كنت أجمل منك بكثير ؟)) صرخت جان بوجه أختها .


أحست ليزي بألم كبير , و ابتعدت عن أختها بصمت , و جلست علي سريرها نعم , أن أختها محقة , فهي شاحبة و لا تحب شعرها الأسود , و لا أنفها المستقيم , لا عيونها اللوزية , لماذا أرادت السماء أن تمنحها تعابير وجه جدي وحازم ؟. وبعد قليل انضمت إليها جان .


(( سامحيني ليز , أؤكد لكي إنني لا اهتم للسيد غراي أبدا ... لقد جاء السيد غراي )).


رفعت ليزي عينيها , ورأت رجلين ينزلان الدرج المؤدي إلي الأسفل , وكان السيد غراي يعمل في استراليا , ومعه صديقه السيد جازون ويلسون الذي كانت ليزي تفضله علي غراي .


أسرعت جان وسلمت علي الرجلين بمودة , و ابتسم غراي لجان ابتسامة عريضة , وردت له جان الابتسامة بدلال.


(( الطقس جميل , و خاصة منذ وصولكما ... وأنا أفضل أن أكون بعيدا عن هذه الباخرة ,


في مكان أقل ... ازدحاما...)) قال غراي.


(( لست أدري ما الذي لا يعجبك في هذه الباخرة )) أجابته ليزي و كأنها لم تفهم معنى كلامه (( أنها مريحة جدا )).


و أحمر وجهها عندما لاحظت أنهم ينظرون إليها كلهم , فرفع غراي حاجبيه.


(( ليز . هذه الباخرة يجب أن تكون للهدم الآن )) .


و التقت نظرات ليزي بنظرات جوناثان غراي الذي كان يتأمل الفتاتين فلم تخفي نظرات ليزي عدوانيتها له , و احمر وجهها .

(( أنا لا أصدق أنكما شقيقتان )) قال غراي بسخرية ,

(( إنكما مختلفين جدا ... كما يختلف الليل عن النهار ...)).

(( جان تشبه والدتنا )) قالت له ليزي بعصبية .

(( أنا بالكاد أذكرها )) قالت جان (( و ليزي كانت دائما أمي وأختي بنفس الوقت )) .

(( جازون بإمكانك الثرثرة قليلا مع الآنسة بانيستر , بينما أقوم بنزهة قصيرة مع جان )) قال جوناثان لصديقه .

(( و لكن , لست علي موعد مع الآنسة ماك فارلان ؟)).

فضحك جوناثان بشكل أهان ليزي .

(( الآنسة ماك فارلان ترغب بالزواج مني )) أجابه جوناثان بوقاحة (( للأسف , أنا لست رجلا من هذا )) .

(( أرجوك جوناثان , أحفظ لسانك أمام النساء )) .

(( أوه , اعذريني آنسة بانيستر )) قال جوناثان وهو يخرج برفقة جان .

(( اعذري صديقي , آنسة بانيستر , انه لم يكن يريد أن يصدمك ...))

(( أتعتقد ذلك ؟))

(( انه لا يسخر من أفكار الآخرين , و هذا شيء جيد و آلا يقلقنا أن يظهر ذلك ؟ هذا دائما يؤثر علي سعادتنا , جوناثان غراي هو صديقي , وأنت ذكية جدا , آنسة بانيستر ... أنا ... لا استطيع أن أقول نفس الشيء عن أختك ...))

(( أنها لا تزال صغيرة ))

(( جوناثان يحب رفقة النساء , ويجب علي أختك أن لا تعلق أهمية كبيرة علي ... ملاطفته , نعم هي صغيرة ومعجبة بنفسها , وصديقي رجل يصل دائما لأهدافه , وهو لا يفكر لحظة بنتيجة تصرفاته , ويجب أن نعترف بان أختك ترمي نفسها بين ذراعيه )).

عقدت ليزي حاجبيها .

( أتعني أن يتلاعب بأختي دون أن يفكر بما سترتب علي تصرفاته ؟)).

(( بالتأكيد , وهو سيحاول إن يفتنها حتى قبل انتهاء هذه الرحلة )).

شحب وجه ليزي , وكانت تعرف أن أختها لن تقاوم غراي وان غراي سيعتدي عليها بكل سهولة .

(( شكرا لأنك أخبرتني بذلك ))

تنهد جازون وشعر بالراحة , بالطبع هو معجب بهذه الفتاة , وهو يشعر بالغيرة من صديقه , فنظرت ليزي إلي سطح الباخرة حيث تتنزه أختها وجوناثان , فرأته يقبل وجهها ويضحكان معا , فقررت بغضب كبير أن تمنعه بأي ثمن عن إلحاق الضرر بأختها .

وفي الليل انتفضت ليزي من كابوس أيقظها مرعوبة , فالتفتت ومدت يدها في الظلام إلي وسادة جان , فلم تجدها , فارتعشت من الخوف و القلق و لقد تجرأت أختها واتفقت علي موعد في الليل مع غراي علي سطح الباخرة , وكانت تعلم انه لا يسمح للمهاجرين بالصعود بعد حلول الظلام .

فانتعلت حذاءها بصمت وسارت علي رؤوس أصابعها بعد أن وضعت شالا علي رأسها وكتفيها , كان السطح خاليا , لا يسمع فيه سوى صوت المحركات , وضحكات البحارة من بعيد فوقفت علي حافة الباخرة وهي تفكر بخوف عن وجود أختها بهذا الوقت .

(( جان ؟)).

التفتت ليزي فجأة وتعرفت علي وجه جوناثان رغم الظلام , وقبل أن تتمكن من التلفظ بأية كلمة اقترب جوناثان منها وضمها بين ذراعيه , وفجأة وجدت نفسها أسيرة أمام صدر الرجل القوي.

(( اعتقدت انك لن تأتي أبدا , وأنا سعيد لان أختك الفظة لم تتمكن من منعك من لقائي )).

أحست ليزي بغضب كبير وضمها جوناثان إليه أكثر , وشمت الفتاة رائحة عطره الجميلة .

(( لقد ارتديت ملابس رقيقة لهذه المناسبة , هذا لطف منك )).

وقبلها علي وجهها ثم انقض علي شفتيها وشيئا فشيئا أصبحت قبلاته حارة ومتطلبة , فأحست ليزي بالعار , لكنها ترددت قبل أن تقطع سحر هذه اللحظات , واخذ جوناثان يداعب كتفيها فحاولت الابتعاد عنه .

( أوه , لا , لن تهربي مني بسهولة )) وعاد يبحث عن شفتيها ففتحت فمها لتعترض لكنه تناول شفتيها وقبلها بحرارة , جعلت الفتاة تشعر بميل للاستسلام له , وبادلته القبلة بالقبلة .

(( هكذا أفضل , أنت ترغبين بي أكثر مما ارغب بك , أليس كذلك يا جميلتي ؟)).

فانتفضت ليزي بيأس وتخلصت من التيار المؤلم والرائع بنفس الوقت الذي يحملها .

(( انك فاسق فاجر , وكنت تنوي الإيقاع بأختي , ولكن لا تحال مرة ثانية التهجم علي )).

فضحك جوناثان , وأخذت تتأمله بدهشة .

(( أنا أسف ... أنا ... الم تعجبك الطريقة التي لعبت فيها هذا الدور ؟ ولقد عرفت انك أنتي, ولعبت دوري جيدا )).

(( أكنت تعرف إنني ... إنني ...)).

(( بالطبع , فأنت أطول منها , ومن الصعب المزج بينكما , ولكن لماذا حللت مكان جان ؟ الكي تضحي بنفسك مكانها ؟ وألان اعترفي انك كنت سعيدة بين ذراعي ))

(( أفضل أن اقبل مسخا علي تقبيل شخص مثلك )).

(( حقا؟ ولكن يجب إن تكوني ممتنة لمنحك فرصة أن تصبحي عشيقتي )).

(( كيف يمكنك أن تفكر للحظة بأنني اقبل مثل هذا العرض المهين ؟)).

ومن جديد عاد جوناثان للضحك.

(( هيا , آنسة يانيستر , فكوني صادقة واعترفي بأنك أعجبت بهذا السوء تفاهم ...)).

(( أنت مخطئ , ووقاحتك تتخطي الحدود )).

(( إن أختك اصدق منك , فهي لا تخفي طبيعتها الحقيقية تحت مظهر من الفولاذ مثلك )).

(( أنا أكرهك , ولم يسبق لي أن التقيت بمدع مثلك )).

( ما هذا الحماس , ولكنني أميل إلي الصفات المنفعلة , والناس المتقلبون يجذبونني كثيرا , وأنا أجدك مثيرة جدا , ولكنك تكرهينني , وهذا ما يعطي زخما أكثر لعلاقتنا )).

فحاولت ليزي أن تهرب منه , لكنه ضمها من جديد وأرغمها على مبادلته قبلات أخرى .

(( دعني أرجوك )) صرخت وعيونها تتلألأ بالدموع .

فتأملها قليلا , تحت ضوء القمر , واعتقدت أنها سمعته يتنهد نادما علي موقفه .

(( حسنا , كما تشائين , شكرا لرفقتك الرائعة)) واختفى في الظلام , وتركها ترتجف من الخوف والخجل .

يا الهي كيف استطاعت أن تتصرف بهذا الفسق ؟ أي شيطان تلبسها ؟ كيف سمحت هي ليزي بانيستر لهذا الرجل بان يتجرا ويلمسها .



ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:30 AM   #3

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-3-



أيقظتها أختها في منتصف الليل .

(( ليزي , هل أنت مريضة ؟ إنك ترتجفين )).

(( لا ... أنا ... أنا ... ولكن أين كنت ؟)) سألتها بصوت مرتفع فتراجعت جان إلي الخلف مذعورة , واستيقظت بقية النساء اللواتي يشاركن هذه الغرفة وبدأن بالاعتراض .

(( كنت أتمشي قليلا , ألا تثقين بي ؟ فأنا لست طفلة وأعلم جيدا العمل الجيد من العمل السيئ)).

تنهدت ليزي براحة كبيرة , إذن أختها ليست كما كانت تعتقدها , ولكن كيف دفعت هي نفسها في هذا الفخ ؟.

وعندما استيقظت في اليوم التالي , أحست بصداع كبير , فاصطحبتها جان إلي السطح لكي تتنشق الهواء النقي , ولم تكن ليزي ترغب في رؤية جوناثان مرة ثانية , ومع ذلك كانت تعلم بأنها لن تتمكن من تجنبه طوال الرحلة , فقررت أن تتصرف وكأن شيئا لم يحصل , فجلست علي صندوق , وأغمضت عينيها , بينما ابتعدت جان وأخذت تراقب البحارة وهم يصطادون السمك .

(( آنسة بانيستر ؟)).

انتفضت ليزي مذعورة عندما رأت جوناثان يجلس بقربها , فتراجعت قليلا وكأن النار ستحرقها .

(( هل أنت بخير ؟)) سألها ضاحكا .

(( إنني بخير )) أجابته متلعثمة وقد أحمرت وجنتاها .

(( أتعلمين أنك حقا مدهشة ؟ لو أنك فقط تبدلين هذه الملابس التعيسة بآخري زاهية الألوان ... أنا أتخيلك بثوب من الحرير الأزرق , ممددة وسط الوسائد التي من ريش النعام )).

غضبت ليزي وهبت واقفة .

(( لن اسمع المزيد من كلامك )). فنهض بدوره.

(( اعذريني , آنسة بانيستر , هذا استطراد بسيط , للحقيقة أنا جئت اعرض مساعدتي )).

(( مساعدتك؟ انك تدهشني ...)).

(( أنها الحقيقة , فأنا اعرف أناسا كثيرين في سيدني , وبإمكاني مساعدتك في إيجاد عمل )).

(( أنا أتصور نوعية العمل الذي تفكر به في رأسك )) أجابته بسخرية.

(( انه ليس عرضا غير شريف )) اعترض غاضبا (( علي كل حال , انك لست من النساء اللواتي أتمني أن تكون عشيقتي , وليس من السهل إيجاد عمل في سيدني , وانأ لأول مرة أفكر في عمل الخير , فلماذا لا تستغلي هذا الشعور الطارئ)).

(( منك أنت ؟ أنا لن أقبل كوب ماء حتى ولو كنت أموت من العطش , هل هذا واضح ؟)).

فعقد حاجبيه , وانحني قليلا .

(( حسنا , أتمني لكي حظا موفقا , ولكن اذكريني عندما تكونين وحيدة في فراشك )) أضاف وكأنه يقصد إيلامها (( فأنت مخطئة لأنك لا تستغلي فرح الحياة ...)).

رمت نفسها علي السرير وهي تشعر بالدوار , لطالما كان الجميع يعتبرونها هادئة ومتزنة , وهاهي فجأة أمام رجل يجعلها تكتشف حقيقة طبيعتها , أنها تشعر بالعار من تصرفها المفضوح مع هذا الرجل المتحرر جدا , والذي تكرهه.

لقد ربحت هي هذه الجولة , ولكن لماذا تشعر بأن المباراة لم تنتهي بعد ؟

بعد أيام قليلة , دخلوا إلي مرفأ سيدني , فأسرع الركاب ليتأملوا هذه الأرض الموعودة , ولأول مرة منذ وقت طويل , عادت الابتسامة إلي وجه ليزي , فضمتها جان إليها بمحبة .

(( أوه ليزي, وأخيرا وصلنا )).

وبدأ الركاب بالنزول وأسرع بعض الرجال يقدمون عروض العمل علي المهاجرات , وعندما انضمت إليهم ليزي وأختها , لم يجدا لهما وظيفة شاغرة , وعرض عليهما أحد التجار الكاجو عرضا دنيئا فقررت ليزي مغادرة المكان بأقصى سرعة .

وسارت الفتاتان في أزقة ضيقة تحملان أمتعتهما بشجاعة وسط نظرات المتسكعين , وبعد قليل أصبحتا في شارع كبير حيث المنازل جميلة والمارة أكثر احتراما , ومرا أمام ثكنة للجيش , ثم اشترتا خبزا و جبنه وأكلتا وهما تتابعان سيرهما و بعد الظهر بدأ اليأس والتعب يبدو عليهما .

(( أوه , جان , لم أكن أعتقد أن الأمر سيكون بهذه الصعوبة )).

(( نحن لم نسأل عن العمل سوى في عشرة محلات , لا تيأسي ليزي , فأننا سنجد عملا بالتأكيد)).

(( لا يزال لدينا ما يكفينا لمدة أسبوع )) وتذكرت ليزي عرض جوناثان غراي , ألم تخطيء عندما رفضت ؟ وكانت قد لاحظته أثناء النزول من الباخرة يتحدث مع صديقه جازون ويلسون , وكانت في الأيام الأخيرة تراه لكنه لا يكلمها ولا يكلم جان أيضا , وكانت أحدي المهاجرات أصيبت بالحمى خلال الرحلة , لكنها رفضت استدعاء الطبيب خوفا من أن يمنعوها من النزول ... وبهذا الوقت تعثرت ليزي بحجر.

(( انتبهي , ليزي , إنك متعبة , ألم اقل لكي أن لا تقربي من تلك المرأة المريضة )).

(( لا تقلقي , تعالي لنسأل في هذه المصبغة )). نظرت إليهما صاحبة المحل بشفقة.

(( أنا آسفة , وأنصحكما بركوب الباخرة والعودة إلي بلدكما فكل يوم يصل المئات , ولا يوجد عمل للجميع وأكثرهن ينتهي أمرهن بشكل سيء...)).

(( فخرجتا بيأس كبير , وسالت دموع جان فطمأنتها ليزي وتذكرت من جديد عرض جوناثان , فإذا ماتتا من الجوع , فهذا سيكون بسببها , آه , فقط لو أن ....

وفجأة سمعتا صوت خلفهما , فالتفتتا فإذا بشاب يسرع نحوهما وهو يرفع قبعته المليئة بالغبار , ويتجه نحوهما.

(( عفوا آنساتي , لقد سمعتكما تتكلمان في المصبغة ... فأنا أبحث عن فتاة تساعدني , أنا املك فندقا علي بعد بضعة كيلومترات من هنا , ولست متزوجا , ما رأيكما ؟ سأقدم لكما المسكن والغذاء)) .

(( ولكنك قلت أنك بحاجة لفتاة واحدة )) قالت له جان .

(( نعم لست أدري ماذا أقول ...)).

(( أرجوك , فأنا لا يمكنني أن اترك أختي )).

(( حسنا. أنا موافق , و بإمكانكما أن تثقا بجوني دونف والفندق اسمه شوب دي بانيارد )).

حملت ليزي حقيبتها وتبعت جوني دونف وجان الذين يثرثران وكأنهما علي معرفة قديمة, وأدركت أن أحلامها تبددت , وشعرت بأنها ستفقد وعيها عندما صعدتا في عربة جوني دونف , و بسرعة اجتازوا المدينة وأصبحوا في الريف.

وعند غروب الشمس وصلوا إلي الفندق , وكان بقربه مسقاه ومربط للخيل وكان الكوخ مؤلف من الأثاث المتواضع جدا , اتكأت ليزي علي الباب و وندمت لأن كبريائها الأحمق منعها من قبول عرض جوناثان غراي .

أما جان فكانت قد بدأت بترتيب الحقائب بحماس كبير , هل الحب يجعلها عمياء وبعد تناول العشاء الخفيف نامت ليزي دون أن تبدل ملابسها .


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 01:31 AM   #4

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-4-





وفي الصباح الباكر لم تستطع النهوض من الصداع والجفاف في حلقها , واعترتها رعشة , وتذكرت السنة الماضية التي لا تزال حية في ذاكرتها , وتمنت الموت , لكن ماذا سيحصل لجان إذا لم يكن هناك شخص يسهر عليها , وأخيرا نجحت ونزلت من السرير و وكان جوني قد أشعل الموقد , ابتسمت جان لأختها بحماس.


( لو تدرين ليز, السيد دونف لديه مشاريع كبيرة ...ولكن ... أنت شاحبة , أجلسي , سأحضر لكي الفطور )).


(( أن أختك أظهرت أن أعمال المطبخ هي من اختصاص النساء , كم كنت أتمني لو كانت معي منذ وصولي إلي هنا)).


وبعد قليل اعتذرت ليزي وخرجت , فتبعتها جان ووجدتها محمومة وكانت قد أصيبت بمثل هذه الحمى في السنة الماضية في المأوي وهاهي الآن مريضة من جديد وبدون وجود طبيب في الجوار.


(( اتكئي علي , يجب أن تنامي )).


(( ماذا يجب أن افعل ؟)). سألت جان جوني دونف الذي كان أمام المنزل .


(( لا تقلقي , اجعليها تنام وغطيها جيدا )).


ساعدت جان أختها وعادت إلي جوني .


(( أنها بحاجة لطبيب , جان , و لكن لا يوجد أطباء سوى في سيدني , ولا يمكننا أن نأتي بأحدهم ألا لقاء مبلغ كبير , لا نملكه لا أنا ولا أنتما ...)).


(( يا الهي , ماذا سنفعل ؟)).


(( سأطلب من الصيدلي أن يصف لها دواء)).


(( أنك رجل عظيم , جوني )) ووضعت يدها علي ذراعه فنظر إليها قليلا ثم طبع قبلة علي شفتيها وعندما ابتعد فكرت جان بلطفه واستقامته وأدركت أنها أخيرا وقعت في الحب الحقيقي .


ثم عادت إلي أختها وحاولت أن تسقيها فوجدتها قد ازدادت حرارتها وأنها تتنفس بصعوبة فقلقت جدا وبعد قليل سمعت وقع حوافر خيل تقترب من الفندق فخرجت واعتقدت أن جوني قد عاد وبسرعة لاحظت أن الحصان ليس حصان جوني .


(( سيد غراي !)) قالت جان بدهشة وقلبها يدق بسرعة .


(( جان بانيستر !ماذا تفعلين هنا ؟)).


(( أنا... أنا ... أوه لو تدري ! أن أختي مريضة جدا أنها ...)) وسالت الدموع علي خديها .(( يا الهي أنها نائمة وأعتقد أنها ستموت )).


(( إهدائي كنت ذاهبا إلي بيسورست وتوقفت هنا لكي أشرب شيئا أحضري لي كوبا من البيرة ريثما ألقي نظرة علي أختك الكبيرة)).


وضع غراي يده علي جبين ليزا وهو يتأملها بانتباه .


(( يبدو أنك بحالة سيئة جدا آنسة بانيستر )).


عند سماع اسمها فتحت ليزي عينيها وأرادت أن تتكلم لكنها لم تستطيع فتناول غراي كوب ماء بالقرب من سريرها ورفع رأسها ليسقيها .


(( ليزي بانيستر هل تسمعيني؟)). وبدأ يضع علي جبينها فوطة رطبة ورغم الغشاوة التي تعمي بصرها شعرت ليزي بلمسة يده وسمعت صوته الذي أحيا لديها الأمل والقوة للمقاومة ونجحت أخيرا في الكلام .


(( أنا لا أريد أن أموت)).


(( من تكلم عن الموت ؟)).


تأملته ليزي قليلا.


(( يجب علينا أولا أن نخفض حرارتك , وبعد ذلك سنعمل علي شفاءك )) وبهذا الوقت ناولته جان كأس بيرة فشكرها ولاحظ الدموع في عينيها.


(( لا تبكي هيا ساعديني)).


لاحظت ليزي أنهما يخلعان عنها ثيابها فحاولت منعهما لكن جهودها ضاعت سدى لأن غراي كان يمسكها بقوة.


وبعد قليل اجبرها علي شرب كوب من الماء فنظرت إليه بكره ولاحظت أنه يبدو عليه التعب وأن شعره منفوشا ودون أن تدري اعترتها رعشة قوية وسالت دموعها.


( أرجوك لا تدعني أموت )) وفجأة أنحني جوناثان غراي وقبلها بلطف علي شفتيها .


(( لن تموتي , اطمئني فالقديسون فقط يموتون بسن الشباب )).


(( وكيف عرفت أنني لست قديسة ؟)).


((أنت قديسة؟ أوه ليزي!)) و غطاها بشرشف رقيق.


(( كيف استطعت أن تجدنا؟)) سألته بصوت ضعيف.


(( مجرد صدفة كنت متوجها إلي مزارعتي في بتسورست وتوقفت لكي أشرب بعض البيرة)).


وظل بجانبها إلي أن غفت .


(( لقد سخنت لك الماء إذا أردت الاستحمام لقد عاد جوني بدون طبيب طبعا لكنه أحضر معه دواء)).


(( لا ضرورة لهذا الدواء لقد خفت حرارتها وهي تنام بهدوء أما أنا فأني أموت من الجوع )).


فابتسمت جان لأنها رأت غراي يقبل ليزي وهي تهم بالدخول إلي الغرفة.


وظلت جان بجانب أختها إلي أن فتحت عينيها فوضعت يدها علي جبينها.


(( أنا سعيدة لأنك تحسنت )).


(( هل عاد جوني ؟)).


(( نعم وهو آسف لأنه لم يجد طبيبا , هل أنت جائعة ؟)).


((أشعر فقط بالعطش)).


(( ينصحك السيد غراي بشرب الكونياك)).


((حقا)) سألتها ليزي بجفاف .


(( اسمعي أنسي اتهاماتك له لقد أثبت حسن نيته وأنقد حياتك ))ثم تركتها وذهبت لتحضر لها الكونياك.


تنهدت ليزي وكانت بالطبع تشعر بالامتنان نحو جوناثان ولكن هذا لا يدعوها لتغيير رأيها به, فهي لم تنس أنه قبلها كيف تجرأ علي استغلال ضعفها ثم فتح الباب فجأة.


(( كيف حالك آنسة بانيستر ؟)).


(( أنا بخير)) ردت بانزعاج (( لقد عدت إلي طبيعتك)) قال غراي لها ضاحكا (( أنتي مستعدة لإهانة كل الرجال الذين يتجرؤون علي الاقتراب منك وكفى لماذا أنت عاقدة الحاجبين ليزي ؟ يبدو أنه من الصعب تغييرك)) قال وهو يهز كتفيه ((حسنا لقد أضعت ما يكفي من الوقت معك , يجب علي أن أعود الآن )) و اتجه إلي الباب فنادته ليزي وأدركت أنه يجب عليها شكره .


(( سيد غراي )).


فالتفت نحوها.


((أنا ... أنا ... سامحني أنا ممتنة لك لأنك ...)).


وفجأة لاحظت أن جان ألبستها قميص نوم شفاف عاري الصدر والكتفين وبسرعة رفعت الشرشف حتى ذقنها وأحمر وجهها فابتسم غراي وقال لها :


(( أتشعرين بالخجل , ولكن ردة فعلك جاءت متأخرة ,آلا تدري أنني رأيتك مساء أمس بملابس أرق من هذا القميص )).


((ماذا؟ ماذا تقول ؟)).


(( إذا من الذي عراك من قميصك ؟ من الذي رطب جسدك بالماء من رأسك حتى أخمص قدميك ؟أهو جني نزل من السماء؟)).


(( أوه , لا ليس أنت ...)).


(( بلي ...بلي ليزي...)).


فاحمر وجهها وتذكرت الآن ...


(( وأضيف أنك كنت رائعة هكذا من كان يعرف ماذا تخفي هذه الملابس البالية


التي كنت ترتديها ؟)).


((كيف تجرؤ؟)) سألته غاضبة عندما لاحظت أن اضطرابها يسليه.


((أكنت تفضلين أن أدعك تموتين يا لكي من محتشمة .والآن إلي اللقاء ليزي)).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 12:56 PM   #5

mariooma

? العضوٌ??? » 57160
?  التسِجيلٌ » Oct 2008
? مشَارَ?اتْي » 174
?  نُقآطِيْ » mariooma is on a distinguished road
افتراضي

رووعة ......... كملي لو سمحت

mariooma غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:06 PM   #6

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-5-




ظلت ليزي ممددة تفكر بيديه وهي تلامس جسدها وارتعشت لا تدري لماذا،علي كل حال ليس الذنب ذنبها إذا أضطرتها الحرارة المرتفعة لأن تسمح له بذلك،ولكن يجب الاعتراف أنه لولا وجوده لكانت ماتت بالطبع وعادت إلي النوم ولم تستيقظ إلا بعد الظهر،فأخبرتها جان بأن غراي رحل ولن يعود قبل أسابيع للاطمئنان عليها.


(( لقد قال غراي بأنك تتمتعين بإرادة قوية. . .لكنك فظة)).


((هل تجرأ؟)).


ابتسمت جان وتساءلت عن موقفه الغريب فهو مشهور بميله لإغراء النساء.لكنه لم يحاول استغلال الموقف ومرت الأيام وتحسنت حالة ليزي بسرعة وزاولت عملها في الفندق ،وكانت جان تستقبل المسافرين وتشجعهم بالابتسام ولم يكن جوني يبتعد كثيرا عن الفندق أما ليزي فكانت دائما تحاول حماية أختها من النزلاء رغم أنها لاحظت أن أختها قد تغيرت طباعها اللاهية.


وذات يوم اصطحبها جوني إلي البلدة المجاورة وفي طريق العودة أخافها بكلامه عن عصابات اللصوص وقطاع الطرق .


(( أنهم خطيرون ومنذ سنوات قتلوا عائلة بكاملها وفي العام الماضي خطفت امرأة في الطريق نحو بون ريس ولكن الجنود يقبضون عليهم في أكثر الأحيان )).


فما كان من جان ألا أن التصقت به من شدة خوفها.


((لا تقلقي أنا أحميكي جان وأعرف كيف أستعمل البندقية)).


(( آه ... هل سبق لك أن كنت في الجيش ؟)) سألت جان بقلق .


لم يجبها جوني فورا .


(( لا لم أكن جنديا أنا... أنا... كنت محكوما واتهمت بالسرقة. في البداية عملت في المرفأ في تفريغ السفن ،وبعد ذلك أخلي سبيلي تحت شروط وأعفي عني بعد عام ،فاشتغلت عند رجل شريف إلي أن جمعت بعض المال وأسست هذا الفندق المتواضع وأنوي أن أوسعه في المستقبل )) تأملته جان قليلا ثم وضعت يدها علي ذراعه.


(( بالنسبة لي جوني هذا لا يهمني فأنا ارتكبت أشياء مماثلة ... لكن إذا علم الناس بأنك كنت محكوما عليه سابقا فإنهم سيتجاهلون فندقك ))قالت ليزي غاضبة.


(( ليزي ! جوني إنسان شريف وقد أظهر طيبة معنا وخاصة معك أنتي... و... )).


فابتسم لها جوني وداعب خدها بيده.


وكان الفندق يستقبل يوميا الزبائن وجان تستقبلهم بلطف رغم قلق ليزي، وبعد أسبوعين كانتا الفتاتان تتنزهان قرب الفندق وقفت جان ونظرت إلي ليزي.


((كنت أريد أن أعلمك بموضوع منذ أيام ... ليز...لقد طلب جوني يدي للزواج . وهذه أغلى أمنياتي)).


أطرقت ليزي تفكر محكوم عليه في عائلتنا ما هذا ؟.


(( أسمعي يا عزيزتي إذا قررت الزواج منه فأنا لا أعارض لأنني لا أريد سوى سعادتك، ولكن كنت أتمنى زوجا أفضل منه )).


(( أفهميني ليز)) قالت لها غاضبة(( كان بإمكان جوني أن يخفي عنا هذه الحقيقة وأنتي لا يمكنك أن تلوميه علي صراحته . وهل نسيت أنني كنت في الإصلاحية؟)).


(( أن وضعك مختلف عن وضعه)).


(( أنتي قاسية ليز ولكني أحبه هل تفهمين ذلك ؟ فكري قليلا بوالدنا... )).


(( والدي و ما دخله بهذا الموضوع لقد مات في حادث)).


(( أنت مخطئة ليز لقد قالت لي والدتي الحقيقة ذات يوم عندما أغضبتها يوما لا أريد أن تلقي مصير والدك و قريبا سيقضون عليكي وستموتين خلف قضبان السجن )).


فشحب لون ليزي .


(( لا هذا غير صحيحا )).


((أنها الحقيقة بعينها نحن لسنا أفضل من جوني )).


(( أنه لطيف طيبا وصريح , ماذا تريدين أكثر من ذلك؟)).


ركضت جان لتزف النبأ لجوني فتبعتها ليزي وهي تفكر لماذا أخفت عنها والدتها الحقيقة وأدركت في قرارة نفسها السبب , ذلك لأن والدتها كانت تعتبرها صاحبة عزة نفس وكبرياء وتريد أن تعيش بكرامة.


(( ليزي ... لقد أخبرتني جان أنك لا تعارضين زواجنا و أنا سعيد جدا و نريد أن يتم الزواج بأقرب وقت ممكن )).


وفي اليوم المحدد كان كل شيء قد أصبح جاهزا و بينما ذهب جوني ليأتي بالكاهن أخذتا الفتاتان ترتبان المنزل وترتديان ثيابهما .


(( أنني أسمع حوافر حصان أبقي هنا كي لا تلوثي ثوبك )) قالت ليزي لأختها .


وفي الخارج رأت ليزي حصانا أسود يتطاير خلفه الغبار والفارس مرتديا بذلة سوداء أنيقة .أنه جوناثان غراي فسلمت عليه ليزي ببرود.


(( تبدين بصحة جيدة هذه المرة ... لكنك لا تزالين نحيفة و أنا أفضل أن ترسلي شعرك علي كتفيك فرفعه هكذا يجعلك تبدين حازمة ...)).


(( قد تكون ترغب بالشراب ولكني أحذرك أن أختي ستتزوج اليوم ونحن بانتظار الكاهن والمدعوين ...))


بهذا الوقت نزل جوناثان عن حصانه وأخرج علبة من حقيبته .


(( أعلم بذلك آنسة بانيستر .لقد كانت أختك لطيفة وأرسلت لي دعوة ... وكنت في أخر مرة تركت لها عنواني صدفة ... ألن تدعيني للدخول ؟)).


بهذا الوقت ظهرت جان أمامهما وأسرعت نحو جوناثان .


(( آوه سيد غراي ! أنا سعيدة جدا لرؤيتك )).


قبل جوناثان جان علي خديها وقدم لها هديته .


(( آوه شكرا تفضل وستحضر لك ليزي شرابا منعشا )).


ابتعدت ليزي بخطى بطيئة وهي لا تدري لماذا ترتبك كلما رأت هذا الرجل . يا الهي لماذا وجهت جان إليه دعوة؟ وعندما عادت تناولت جان منها الكوب وناولته لجوناثان بابتسام .


(( شكرا هذا حقا ما أحتاج إليه كان يجب علي أن أسرع كي أصل بالوقت المحدد )).


(( أعذرني سيد غراي لقد نسيت شيئا سأعود بعد قليل )).


وخرجت جان من الصالون وتركتهما وحدهما .


(( ماذا ستفعلين بعد الزواج ليزي ؟)).


(( لم أفكر بذلك حتى الآن )).


(( لن تبقي هنا فجان هي سيدة المنزل الآن وسيكون من الصعب عليك العيش هنا )).


(( أهتم أنت بشؤونك الخاصة أرجوك !)).


(( لدي فكرة آنسة بانيستر دعيني أتكلم فأنا بحاجة لفتاة تهتم بمنزلي ... و بي شخصيا . مدبرة منزل إذا شئت وسأدفع لك راتبا جيدا . وستعتادين علي عملك الجديد بسرعة )).


(( مدبرة منزل؟... كنت أعتقد أنك بحاجة إلي شخص ... أقل ...)).


(( يا الهي ماذا تقولين ؟)).


(( أليس ها صحيحا ؟)).


(( أسمعي لا تعقدي الأمور هنا ليسوا بحاجة لك . وأنت تبحثين عن عمل وعن مسكن وأنا أقدم لك الاثنين معا بالإضافة لراتب جيد . ويكفي أن تجيبي بنعم أو لا فقط )).


(( أيمكنني أن أعطيك جوابي بعد الزواج؟)).


(( حسنا)).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:08 PM   #7

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-6-




وبعد قليل عاد جوني مع الكاهن و بدا المدعون يتوافدون وخلال الحفلة سالت دمعة علي خد ليزي من شدة انفعالها .


(( لا تقلقي ليزي فقريبا سيأتي دورك أنت )) قال لها جوناثان مبتسما .


فلم تجبه ليزي و أخذت تتأمل الراقصين علي أنغام لاعب الغيتار . وكان جوني يراقص زوجته وهو يضمها إليه وينظر إليها بحنان كبير . فتنهدت ليزي و أخفضت رأسها ...


وبعد قليل أقترب منها جوناثان و مد يده نحوها .


(( هل ترقصين آنسة بانيستر ؟)).


(( شكرا لك ولكنني أعتبر الرقص تسلية مبتذلة و ....)).


وقبل أن تنتهي من كلامها جعلها تنهض فصفق الجميع لها فشعرت بالحرج وتراجعت للوراء .لكن جوناثان جذبها إلي وسط الراقصين .


(( لن أسامحك أبدا )) قالت له باضطراب .


فضحك وأرغمها علي أتباع حركاته .


(( لا يجب علي رجل نبيل أن يضم فتاة هكذا , هل تسمعني ؟)).


(( أنا لست أطرشا هيا أيتها المحتشمة أنسي هذه التفاهات المزروعة في رأسك فباستطاعتك أن ترقصي أفضل من أختك )).


ولمحت ليزي أختها جان تبتسم لها وتشجعها . وبعد قليل انسجمت وتركت نفسها تتمايل علي أنغام الموسيقي .وفجأة وجدت نفسها قد أصبحت في الخارج وجوناثان لا يزال يضمها بين ذراعيه.


(( هل فكرت بعرضي ؟)).


(( أنا لم ...)).


(( هيا ليزي لا خيار لديك فأنت لن تريني كثيرا إذا كان هذا ما يقلقك فأنا أعمل طوال النهار وعندما أعود أكون متعبا وغير قادر علي النقاش مع أحد . فلا داعي للخوف مني )).


(( أنا لا أفكر بهذا !)).


((إذا ليزي أنا أنتظر ردك ....)).


(( رغم عرضك فأنا أعترف بأن عرضك هذا جاء بالوقت المحدد أنا موافقة علي القيام بأعمال مدبرة المنزل عندك )).


(( إذا سأمرك بعشرة سنوات من الأشغال الشاقة )) أجابها مداعبا وهو لا يزال يضمها بين ذراعيه.


لم تجبه ليزي و تساءلت ماذا ستكون ردة فعله إذا علم أن والدها توفي في السجن .


(( ليز لم يسبق لي أن عرفت امرأة لها مثل هذه الرموش الطويلة )) ثم طبع قبلة علي خدها .


(( دعني أرجوك )).


(( كم أتمني معرفة الرجل الذي سيتمكن من الاقتراب منك )).


(( علي كل حال ليس من الخطر أن يكون أنت )) قالت له ليزي .


(( لو رغبت بذلك فأنك ستخضعين لكل رغباتي )).


(( هذا سيدهشني !)).


فرفع وجهها نحوه وقبلها علي فمها .


(( إذا أردت الوصول لشيء أو لأحد فلا شيء يقف في طريقي )).


(( أنت لا تتخيل أبدا أن ....)) و ابتعدت عنه .


(( لو كنت أريد عشيقة لبحثت عن امرأة تجيد هذا الدور ولما بحثت عن امرأة فظة مستعدة لمهاجمتي في كل لحظة علي كل حال أنا بحاجة لمدبرة منزل لا أكثر )).


(( ليزي! سيد غراي! )) ندهت لهما جان وهي علي عتبة الباب . فاتجه جوناثان نحوها .


(( نادني جوناثان فقط . كنت أتناقش مع أختك ولقد قبلت أن تعمل عندي كمدبرة للمنزل )).


(( ليزي , لا تظني أنك مضطرة للرحيل فأنا و جوني سنكون سعيدين ب......))قالت جان لأختها بصدق و انفعال .


(( أعلم يا عزيزتي و أنا ممتنة لكما ولكنكما لستما بحاجة لفم أخر لإطعامه . وأنا سأزعجكما )) قالت لها ليزي بحزم .


(( نحن سنرحل من الآن ولا ضرورة لكي نتأخر أكثر )) قال جوناثان .


(( حسنا سأعد حقيبتي )) وتركتهما ليزي وحدهما .


(( جوناثان أتعدني أن تهتم بها ؟))سألته جان بقلق .


(( ألا تثقي بي جان ؟)).


(( ليزي ليست مثلي وأحيانا تتصرف كالأطفال وهي صريحة وتكون أحيانا فظة لكنها شريفة و ...)).


(( لا تقلقي )) قال لها جوناثان وهو يقبل خدها (( أعدك بأنني لن أؤذيها بالإضافة إلي أنني لا تنقصني الرغبة)).


ابتسمت جان ودخلت لتساعد أختها .


(( ليز ... هل اتخذت قرارك النهائي ؟)).


(( نعم ... والسيد غراي سيفهم بسرعة معنى أن تكون المرأة مناسبة ... وقد يندم علي اقتراحه هذا ...)).


وبعد قليل ساعد جوني ليزي في الركوب علي الحصان خلف جوناثان .


(( ضعي يديك حول خصري آنسة بانيستر )) قال لها جوناثان مبتسما .


(( هل هذا ضروري حقا؟)).


ألقت ليزي نظرة أخيرة علي أختها وزجها وما أن ارتفع الغبار خلفهما حتى أحست برغبة في البكاء .


(( لا تبللي جاكيتتي أرجوك )) قال لها جوناثان ضاحكا.


(( أنا ...أنا أكرهك )).


(( أهكذا تكلمين رب عملك ؟)).


(( أنا قلقة علي جان هل أنت تعلم بأن جوني كان سجينا؟)).


(( أري هذه المسألة تقلقك كثيرا )).


(( أجد أن هذا مؤسفا فقط )).


(( أكنت تتمني أن تتزوج من رجل غني يضربها ويهينها ؟)).


(( لم أكن أقصد أنك لم تفهم معني كلامي )).


(( أذن حاولي أن تكوني أكثر وضوحا)).


ظلت ليزي صامتة وشيئا فشيئا هدأ غضبها فألقت رأسها علي كتفه ونامت .ومع الفجر أستيقضت , فناولها جوناثان سندوتش من جبنه أكلته بشهية .


(( لقد نمت جيدا آنسة بانيستر )).


(( أيمكنني أن أمرن ساقي قليلا ؟)).


(( أصبري قليلا )).


واقتربا من غابة صغيرة فأوقف حصانه فنزلت ليزي و ابتعدت قليلا خلف الأشجار ثم عادت ورأته يدخن سيجارا .


(( يوجد هنا بعض الماء بإمكانك غسل وجهك )) ثم نهض وركب حصانه وساعدها فركبت خلفه وتمسكت به جيدا كي لا تقع .


(( لا يزال أمامنا هذا الجبل لنقطعه قبل وصولنا أرأيت هذه الأحجار الرملية ؟ أنها تشكل حاجزا طبيعيا وعندما يكون الطقس سيئا يكون عبورها صعبا جدا )).


(( أليست هذه عقابا للمحكومين بالأشغال الشاقة ؟)).


(( أتخافين من اللصوص ؟)) سألها بسخرية (( أذن مدي يدك إلي الحقيبة التي علي اليسار ماذا تجدين ؟)).


(( بندقية !)).
(( إذن اطمئني )) قال لها ضاحكا .


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:09 PM   #8

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-7-





أخذت ليزي تصلي لكي تنتهي هذه الرحلة بسلام .


وعند الظهر توقف جوناثان قليلا وأشعل نارا ليشوي اللحمة وساد بينهما صمت طويل . فنهضت ليزي وقامت بجولة قصيرة , وأمام المناظر الجميلة بدأت ترتاح لهذا البلد وعندما عادت كان جوناثان قد حضر الشاي .


(( أعتقد أن عاصفة تقترب هل تخافين الرعد والبرق آنسة بانيستر؟ )).


(( أنا لا أبدا )).


(( نعم فأنت لا تخافين شيئا )) أجابها بسخرية .


(( منذ متى وأنت تعيش في استراليا سيد غراي ؟)).


(( منذ خمسة عشرة عاما تقريبا وجئت و أنا في العشرين من عمري , و أنا لا أغادرها ألا بسبب الأعمال و للحقيقة أن عملي يعرف صعودا وهبوطا ... وأنا الآن أربي الأغنام . العمل قاس , لكنه يدر علي جيدا , وأفكر أحيانا بأن أبيع كل شيء . ولكن يجب أن أفكر بالاستقرار مع أن فكرة الزواج وإنجاب الأطفال لا تستهويني أبدا )).


(( هذا لا يدهشني بالنسبة لرجل دون جوان مثلك )).


(( إذا كانت ذاكرتي جيدة آنسة أنت لم تنجحي بالأمس في إسكات ذلك الطفل الصغير الذي كنت تتخيلينه )).


(( و أنا متأكدة أنك ستكون أبا ممتاز لأنك استطعت إسكاته فورا )) أجابته ضاحكة .


(( لماذا لم تتزوجي بعد ليزي ؟)).


(( عندما كنت شابة لم تسمح لي الظروف أما الآن فلقد أصبحت كبيرة جدا )).


(( حقا وهل أنت في التسعين من عمرك ؟)) ثم ابتسم وأضاف (( لا مغامرات ؟ لا آلام ؟ لا حبيب هرب في ليلة العرس ؟)).


(( يبدو أنك عشت تجارب عديدة )).


(( أنتي تدهشيني آنسة بانيستر أتودين أن أروي لكي كل مغامراتي الدنيئة ؟)).


(( أنت تعلم بأنني لا أرغب بذلك )).


(( أذن مرة أخري )).


أحست ليزي بالمرارة وجلست خلفه علي ظهر الحصان وهي تفكر أنها مدبرة منزله فقط . وعادته لا تعنيها إذا كانت النساء تقعن في غرامه , فهن أحرار لكنها لن تفعل مثلهن .


وفي الليل وصلا إلي فندق فيكتوريا . وكان البرق قد بدا يلمع في السماء , واستقبلتهما صاحبة الفندق السيدة دريسكول بالترحيب ؟ وكان جوناثان يبدو منهكا وذقنه طويلة أما ليزي فكانت تشعر بأنها مليئة بالغبار وبحاجة فقط للاستحمام وللنوم .


(( سيكون لدي أعمال في صباح الغد , وإذا أردت بإمكاننا أن نلتقي علي الغداء )) قال لها جوناثان وترك صاحبة الفندق ترافقها إلي غرفتها .


وفي اليوم التالي استيقظت ليزي وغيرت ملابسها وسرحت شعرها وتناولت فطورها في غرفتها وبعد قليل نزلت إلي البهو فاستقبلتها السيدة دريسكول بالابتسام .


(( لقد خرج السيد غراي باكرا هل ستلتقيه أثناء الغداء ؟)).


(( بدون شك )).


(( السيد غراي زبون دائم لدينا وأنا أفرح كثيرا عندما أراه فهو جذاب ولطيف وفاتن )).


تساءلت ليزي هل هذه السيدة هي أحدي ضحاياه ؟ وكانت تعلم أن هذه السيدة تموت لكي تعرف من تكون ليزي وبعد قليل خرجت ليزي لتقوم بجولة في البلدة وكانت قد سمعت أن بيسورست كانت حامية للجند وقضت بعض الوقت في تأمل واجهات المحلات المليئة بالملابس الأنيقة وقبعات الريش الرائعة وشعرت بالخجل من ملابسها المتواضعة , فجأة تذكرت كلمات جوناثان : أنا أتخيلك بثوب من الحرير الأزرق . ممددة علي وسائد من ريش النعام ...


وبعد قليل لاحظت أن جوناثان يسير برفقة فتاة رائعة الجمال . ورأته يقف وينحني قليلا ويطبع قبلة علي فم رفيقته . فغضبت كثيرا دون أن تدري السبب , يا له من فاسق أن السيدة دريسكول علي حق , وعندما عادت إلي الفندق أسرعت علي الفور إلي غرفتها لكي تهدئ أعصابها .


وفي وقت الغداء وجدت جوناثان يبدو عليه الإشراق .


وليس من الصعب تكهن السبب فتناولت ليزي طعامها بدون شهية .


((آنسة بانيستر , هل أنتي مستاءة أم مريضة ؟)).


(( للحقيقة لست جائعة هذا كل ما في الأمر )).


(( لن نتابع رحلتنا قبل صباح الغد , وهكذا سنضطر لقضاء ليلة أخري في هذا الفندق .أترغبين بزيارة المدينة ؟)).


(( لا شكرا)).


(( كما تشائين )) أجابها وقد تبدل مزاجه (( سأتناول العشاء في الخارج وسأطلب منهم أن يحضروا لكي العشاء إلي غرفتك )).


(( حسنا والآن أعذرني )) ثم نهضت لكنه أستوقفها .


(( آنسة بانيستر أتريدين دفعة مسبقة من أتعابك ؟ فقد تكونين ترغبين بشراء بعض الملابس الجديدة ...أو أي شي أخر .....)).


(( مدبرة المنزل ليست بحاجة لزخرفة النسائية التافهة )) قالت له بلطف ثم اتجهت إلي غرفتها.


وبعد الظهر شغلت نفسها بالقراءة لكنها في الحقيقة كانت تفكر بجوناثان وهو يقبل تلك الفتاة الجميلة الشقراء فمن المؤكد انه سيتناول العشاء معها .... وقضت ليزي ليلتها وهي تفكر بجوناثان وقررت أن تحافظ علي دور المدبرة فقط و إذا أرد أن يلعب دور الدون جوان فهو حر في حياته . وتذكرت كلام الطباخة عند آل هاستينغ حيث كانت تعمل (( يجب أن نكون مهذبين في كل الظروف . ولا دخل لنا بما يفعلونه . فنحن هنا لخدمتهم . ويجب أن نبقي بعيدين ونتجنب الهزار والآلفة معهم )).


وفي الصباح سمعت ليزي طرقات علي باب غرفتها .


(( آنسة بانيستر ؟)).


(( صباح الخير سيد غراي )) قالت له بأدب بلهجة الخادمة المؤدبة.


(( هل أنت مستعدة ؟ سنتناول الفطور ثم نتابع رحلتنا )).


(( نعم سيد غراي )).


بدا جوناثان مندهشا وتأملها ثم سألها (( بماذا تفكرين ؟ تبدين عابسة )) قال لها عندما تبعته إلي السلم .


(( أنا ؟ لا شيء ...)).


(( قد تكونين نادمة لأنكي لم تقبلي مقدما عن أتعابك ؟)).


(( بالتأكيد لا . فأن ملابسي تناسب جدا عملي الجديد )).


وتناولا الفطور بصمت و ليزي بدأت تفتقد لأختها وتشعر بدونها بالضياع .


(( أنها المرة الثالثة التي أسمعك فيها تتنهدين , آنسة بانيستر أيمكنك أن تشرحي لي ...)).


(( أعذرني سيد غراي لم أنتبه كنت أفكر بأختي )).


((لا داعي للقلق فهي سعيدة بالطبع وقادرة علي التصرف بدونك )).


(( شكرا لك )) ونهضت فجأة (( سأنتظرك في الخارج )).


وكانت تشعر بأن النيران تشتعل بداخلها لماذا يفقدها هذا الرجل السيطرة علي نفسها . والأسوأ من ذلك أنه علي حق فقد أثبتت جان قدرتها علي الاهتمام بزوج ومنزل .


وأصبحت الآن بالغة و مسؤولة وعلي ليزي أن تفكر بمستقبلها هي و امتدت يده إلي كتفها فجأة فانتفضت.


(( هل سنتابع رحلتنا ؟ أم أنك غيرت رأيك ؟)).


فتساءلت الفتاة هل ندم لأنه أستخدم فتاة جدية مثلها ؟.


(( أنا ألتزم دائما بكلامي )).
(( هذه نقطة جيدة )).



ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:10 PM   #9

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-8-




وأجتاز المدينة ومرا أمام بار فناداه صوت أنثوي أنها فتاة ترتدي ملابس غير محتشمة ومنحنية علي نافدة الطابق الأول وتشير له بيدها لكنه رد جوناثان التحية دون أن يتوقف . ولكن ليزي تعرفت علي الفتاة بسهولة , رأتها مع جوناثان .


(( أنها أحدي صديقاتي )) قال لها جوناثان لكنها لم تجبه (( أدائما مستاءة ليزي ؟)) سألها مداعبا .


(( أنا لا أستطيع الحكم علي أحد )) أجابته ببرود .


(( لكن صمتك أبلغ من النقد اللاذع ! ألا تعلمين حقا من هذه الفتاة و ....)).


(( ولست أرغب بمعرفتها )).


(( بدون شك تفضلين أن تتركي الزمام لخيالك . آه , أنا أعرف هذه العوانس وأفكارهن العنيدة عن العفة !)).


(( أنت حر بالتعرف علي من تشاء ولكن أعلم أن ملابسها وشكلها ... بغاية الاستهتار )).


(( آه ...أنا أجدها مثيرة ... وأنا متأكد أنك سترتدين بنفس طريقتها ...)).


(( لن أتركك تهينني طويلا !)).


(( حسنا حسنا , أهدأي ولنغير الموضوع قولي لي أين تعلمت هذه المهنة ؟ لقد كلمتني أختك عن مكان في لندن ...)).


(( نعم لقد تعلمت لمدة ثماني سنوات عند اللورد هاستينغ , وبدأت كعاملة في المطبخ ثم تعلمت القيام بكل شيء وكنت سأصبح في رتبة أفضل لو لم أقع مريضة و اضطر للرحيل ....)).


(( الرحيل؟)).


(( نعم وقضيت عاما في المأوي , ولكنه كان مريحا أؤكد لك ذلك . وعندما شفيت منحوني عملا لديهم و ....)).


(( أتقصدين أن أصحاب المنزل وضعوك في المأوي عندما مرضت ولم تعودي قادرة علي العمل ؟)).


(( وماذا كان بإمكانهم أن يفعلوا غير ذلك ؟)).


(( أتجدين أن هذا طبيعيا !)).


(( وكيف كان بإمكاني أن أعترض كنت مريضة جدا )).


(( كم أتمني أن أقول لهؤلاء الناس رأيي بهم وأقسم لك أنني سأفعل !)).


وبعد صمت قصير أصبحا في سهل واسع تمتد فيه المزارع الخضراء .


(( أنها منطقة رائعة تشبه الجنة )) قالت ليزي بإعجاب .


(( لست الوحيد التي تفكرين هكذا فالجبال الزرقاء تشبه الجنة الموعودة والكثيرون يتمنون المغامرة بالوصول إليها )).


(( ألا يوجد أراض تكفي الجميع ؟)).


(( للأسف لا )).


ثم وصلا إلي حقل يعمل فيه عمال كثيرون تحت المراقبة رجل يركب حصانه .


(( لم يكن لنحقق شي لولا جهود المحكوم عليهم بالأشغال الشاقة ويبدو أن هؤلاء التعساء هم هنا من أجل خدمتنا وليس من أجل تنفيذ أحكامهم )).


(( ألا تزال مزرعتك بعيدة ؟)).


(( سنرتاح قليل ونريح الحصان . وبعد ذلك نتابع رحلتنا وسنصل قبل حلول الظلام )).


وعندما نزلا في الفندق طلب جوناثان لنفسه كوبا من البيرة .


(( ماذا تريدين أن تشربي آنسة )).


(( بإمكانك أن تنعشي نفسك في الغرفة الصغيرة هناك لقد طلبت منهم أن يحجزوها لكي )).


(( آوه شكرا )) واحمرت وجنتاها.


(( يبدو أنك متعبة )) ثم رفع وجهها نحوه (( هل أنتي بخير )).


(( نعم سيد غراي أنا صلبة أكثر مما كنت أعتقد )).


ثم دخلت إلي الغرفة وغسلت وجهها جيدا وتنهدت وتساءلت ماذا يصيبها ؟ لماذا فقدت هدوءها ورقادها , وفجأة دخلت فتاة إلي الغرفة.


(( لقد طلب مني زوجك أن أطمئن إذا كنت بحاجة لشيء )).


(( آوه أنا ...)).


(( بإمكانك أن تتمددي علي هذا السرير لساعة أو لساعتين هذا ما قاله لي . لأنكما لن تتابعا السفر في هذا الحر )).


(( أنا لست زوجة )) قالت لها ليزي بحدة .


(( أكنت زوجة أم لا فهذا لا يعنيني )) أجابتها الخادمة مبتسمة .


(( أنا ... أنا مدبرة منزل السيد غراي )).


(( مثلي تقريبا )).


(( هل أنتي مهاجرة ؟)).


(( لا كنت محكومة بسرقة ونقلت إلي هنا و قضيت عدة أشهر في سيدني ثم عملت في هذه المدينة في محل لبيع الحلوى . وبعد أن أفلس صاحب المحل عملت هنا )).


(( يبدو أنه من السهل وجود عمل هنا)).


(( نعم أذن أنتي مدبرة منزل السيد جوناثان غراي ! نعم ... لقد سمعت الكثير عنه ألا يزال يحب أنجيليكا بيلي ؟)).


(( لست أدري )) أجابتها ليزي بدهشة .


(( آه أنتي لا تعرفين ؟ لقد رأيتها هنا ذات مرة كانت فخورة بنفسها كأنها الدوقة وهي رائعة الجمال ولكن ... أخيرا ... ألا يهمك هذا )).


(( لا وأنا أشعر بالتعب سأستلقي قليلا ...)).


(( حسنا سأتركك الآن )).


(( فليعلمني السيد غراي عندما يريد أن يرحل )).


((آه . أهو السيد غراي نفسه الذي معك ؟ اعتقدت أنه أحد مستخدميه الآن فهمت ...! إذا من الطبيعي أن تفتن به كل النساء )).


وصلا إلي المزرعة مع مغيب الشمس وكان المنزل يقع علي رابية منخفضة .


(( أكل هذه لك أنت ؟))سألته ليزي مندهشة.


(( نعم )) أجابها ضاحكا (( أقدم لكي أل ايكاليبوس مزرعتي )).


(( مساء الخير سيد غراي )).


(( مساء الخير رالف أهتم بالحصان )).


نزل جوناثان ثم مد يده نحو ليزي وضمها إليه ثم أنزلها إلي الأرض فتعثرت رجلها وكادت تقع لو لم تتمسك بسرعة بجوناثان أمام نظرات رالف .


ثم تبعثه إلي المنزل حيث كانت سيدة شابة تنتظرهما أمام الباب .


(( مساء الخير سيد غراي )).


(( مساء الخير . جيزي زوجة رالف أنها الطباخة وتهتم بكل شيء ريثما أجد فتاة مثلك تحل مكانها)).


رغم تعبها الشديد لاحظت ليزي نظرات الكره في عيون جيزي .


((تفضلي آنسة بانيستر إلي الصالون ريثما نحضر الشاي.لابد أنك جائع سيد ؟)).


(( قليلا جيزي, غدا صباحا تعطي الآنسة بانيستر كل المعلومات, وهذا المساء يجب أن ترتاح )).


(( بالطبع سيد )) وابتسمت له ابتسامة حنونة تقريبا ثم نظرت إلي ليزي بكره.


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-06-09, 05:11 PM   #10

ماندو
 
الصورة الرمزية ماندو

? العضوٌ??? » 85350
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 241
?  نُقآطِيْ » ماندو is on a distinguished road
افتراضي

-9-



اقتربت ليزي من الموقد وهي تفكر بجيزي هذه أنها تبلغ الثلاثين من العمر لكن ابتسامتها غريبة حقا.


(( لقد طلبت أن يحضروا لكم الشاي . وسأعود أنا إلي المنزل )).


(( شكرا لكي جيزي )).


ثم حرجت جيزي وكان يبدو شكلها أن مجيء ليزي لا يعجبها.


(( لكنها لم تقل لي أين هي غرفتي )) قالت ليزي لجوناثان .


(( سأدلك عليها بعد العشاء)).


(( لست جائعة أيمكن أن يحضروا لي الشاي بغرفتي ؟)).


(( بكل سرور )) أجابها عندما لاحظ شحوب وجهها .


وكانت غرفتها في ممر خارج المنزل ففتح لها الباب ودخلت وهي تبتسم .


(( ألا تعتقد أنني ... هذا ... هذا )).


(( آه ليزي لو ترين وجهك الآن مضحك جدا !)).


(( من الغريب أن يكون لديك مثل هذا السرير الغريب )).


(( كان موجودا هنا عندما اشتريت المنزل )).


وكان السرير يشغل نصف مساحة الغرفة .


(( ولكن أين ستنام أنت يا سيد غراي ؟)).


(( ليس بعيدا جدا ولم هذا السؤال هل ستقترحين علي أن أقاسمك السرير ؟)).


فأغلقت الباب بوجهه غاضبة ما أن سمعت خطواته تبتعد حتى أفرغت حقيبتها وارتدت قميص النوم وسرحت شعرها الطويل واستلقت علي السرير . وتساءلت لماذا أختار لها جوناثان هذه الغرفة كي يزورها كما يفعل دائما مع خادماته دون أن يراه أحد ؟ وبعد قليل سمعت طرقا علي الباب واعتقدت أن الخادمة جيزي تحضر لها الشاي .


(( أدخلي )).


لكنه كان جوناثان وقد فتح أزرار قميصه كلها نظر إليها للحظة دون أن يلفظ كلمة واحدة وهي لا تزال ممددة علي السرير وشعرها منتشرا حول وجهها وكأنها أميرة .


(( لما هذه الدهشة , تبدين وكأنك قد رأيت شبحا)).


(( أو رجل فاتن فاجر )) أجابته وقلبها يدق بسرعة .


(( لقد نسيت أن أقول لكي بأنني سأنتظرك في الساعة الثامنة من صباح الغد لكي أسلمك عملك رسميا )).


(( حسنا سيد )) ولكن لماذا ينظر أليها هكذا ؟ ألم يسبق له أن رأى سيدة في سريرها . ولكن كيف يمكنها أن تطلب منه الخروج دون أن تظهر قلة أدب؟.


(( هل أنتي مرتاحة هنا أكثر من المأوي ؟)).


فتساءلت إذا كان قدم لها هذه الغرفة كمكافأة لإقامتها في ذلك المأوي ؟ أم أن لديه أفكار أخري في رأسه .


(( نعم , أنا أفضل بكثير مما كنت عليه في المأوي , ولكني متعبة الآن و .....)).


وبهذا الوقت شعرت بشيء يزحف علي ساقها , فصرخت وكانت تخاف كثيرا من الحشرات , وبسرعة أقترب منها جوناثان , فتعلقت بعنقه مذعورة.


(( يا ألهي , ما بكي , ليزي ؟)).


(( لست أدري ماذا يوجد في سريري )).


فرفع الغطاء عنها بتردد ووجد عنكبوت كبير , فأبعده وداس عليه, ثم نظر أليها وضحك عندما رآها منزوية عند حافة السرير , ثم تأملها بحنان وضمها أليه .


(( ليزي )) وأخذ يبحث عن شفتيها.


وبسرعة بادلته ليزي القبلة , و أخذت ترتعش تحت لمساته , وأحاطت عنقه بيديها, بينما تمدد فوقها وفتح أزرار قميص نومها , فحاولت أن تبتعد عنه لكنه منعها.


(( آوه, لا , يا الهي لا يجب )).


(( ليزي , كم أنت رائعة )) وقبلها من جديد .


رائعة... فأغمضت عينيها , لماذا أستخدم هذه الكلمة ؟ ألكي يهدأ من خوفها ؟ و أية امرأة أخري تنهار عندما يقول لها دون جوان كجوناثان هذه الكلمة .


ثم خلع قميصه وأخذت ليزي تتلمس ظهره , وبحركة لطيفة جدا , أخدا يداعبها.


(( أنك رقيقة جدا )) قال لها بين قبلتين (( وشعرك ... آوه ليز )).


أرادت الفتاة أن تقول له بأنه أمضي الليلة الماضية مع فتاة شقراء بملابس مثيرة , وأنه مغرم بأنجيليكا بيلي , وأن جيزي أيضا مفتونة به .... ولكن كل شيء لا يهم الآن مع قبلاته ولمساته اللذيذة , وهي الآن علي وشك أن تفقد عقلها ...


وفجأة سمعت ضجة خفيفة , ففتحت عينيها ورأت وجه ميري أمام الباب , فوضعت الخادمة الصينية من يدها وهربت بسرعة .


ولم يكن جوناثان قد لاحظ شيئا , فشعرت ليزي بالخجل والخوف , يبدو أن حذرها خانها في هذا الوقت , فابتعدت عنه بعنف وغطت نفسها جيدا بأصابعها المرتجفة.


(( لا , لا )) صرخت وجوناثان يتأملها بحيرة كبيرة , (( لا , إذا كنت تعتقد أنني هنا لمتعتك , فأنت مخطئ , لا تعتمد علي لكي أكون عشيقتك)).


(( أنا لم أقترح عليك مثل هذا الشيء )).


وكان جوابه كالصاعقة علي قلبها , كان بإمكانه أن يقول بأنه يحبها , بأنه لم يستطع مقاومة رغباته ... لماذا الحياة ليست عادلة كما تقرأ في الروايات ؟)).


(( أخرج من هنا )).


فحاول أن يضمها من جديد , لكنها تراجعت واستعدت لمهاجمته .


(( ليز , يا صغيرتي ,لماذا هذا التغير المفاجئ , كان يبدو لي أنك ترغبين بي أيضا و ...)).


(( هيا, أخرج من هنا فورا , أنا امرأة شريفة ... والآن أختفي من أمامي بسرعة )) قالت له بغضب كبير ورمته بالوسادة علي وجهه .


(( حسنا , حسنا , أنا ذاهب )) قل لها بحدة (( لحسن الحظ , يوجد الكثيرات اللواتي لا يصرخن مثلك , أيتها الحية الصغيرة)).


(( أفعل ما يحلو لك , فأنا لست مهتمة)).



وعندما أغلق الباب خلفه،أجهشت باكية، كيف نجح بأن يجعلها تنسي نفسها؟ وأخيرا اكتشفت العالم الرائع بالأحاسيس التي كانت تجهلها ، والتي كانت تحذرها منها ليا ، الطباخة عند آل هاستينغ ، والأسوأ من ذلك أن الخادمة ميري فاجأتهما بهذا الموقف الفاضح .


و ليزي تعرف جيدا ثرثرة الخدم ، وغدا ستدخل إلي مكتب جوناثان والجميع قد أصبحوا علي علم بهذا ، وبمثل هذه الظروف لن يكون عملها في أدارة المنزل سهلا ، ثم نهضت وسكبت لنفسها كوبا من الشاي ، وفكرت أنه سيكون من الأفضل لها أن تتجاهل كل ما حدث ، وسينسي الجميع هذا الحادث ، ولكن الشائعات في مثل هذا البلد تسري بسرعة.


في صباح اليوم التالي ، أستيقضت ليزي وسمعت ضجيجا في المنزل وتذكرت ليلة الأمس ، وأحمر وجهها، فنهضت ووقفت أمام النافدة تتأمل الريف.


وبعد قليل دخلت ميري وهي تبتسم بخجل ، وحملت لها الماء الساخن ، فغسلت وجهها وارتدت ثوبا بنيا ورفعت شعرها، وتساءلت أمام المرأة ، هل سيصدق أحد قصة ميري؟ ورافقتها ميري حتى غرفة المكتب فدخلت ليزي بعد أن أخذت نفسا عميقا.


((صباح الخير سيد )).


(( صباح الخير ، آنسة )) أجابها ورفع نظره عن البريد (( لقد طلبت من جيزي أن تريك كل المنزل ، ألن تجلسي؟)).


(( أفضل أن أبقي واقفة؟)).


(( كما تشائين ، ها قد جاءت جيزي )).


ماندو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:25 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.