آخر 10 مشاركات
يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          176 -البَحث عن وهم ..عبير القديمة ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : Shining Tears - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          411 - سارقة القلوب - جاكلين بيرد (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree32Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-07-09, 02:59 AM   #21

ЄҺểểяΨ
 
الصورة الرمزية ЄҺểểяΨ

? العضوٌ??? » 9097
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 809
?  نُقآطِيْ » ЄҺểểяΨ has a spectacular aura aboutЄҺểểяΨ has a spectacular aura about
افتراضي


Thanxxxx :45:

ЄҺểểяΨ غير متواجد حالياً  
التوقيع


الشعبية :
هي أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك
كما يحبونك عندما تتسلمه

رد مع اقتباس
قديم 13-07-09, 11:50 AM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

3- قبلت عرضك
أنتهت العملية الجراحية , وبعد دقائق قليلة , وصلت جنيفر كالأعصار الى غرفة الأنتظار لتقول لفلورا أنهم بصدد أيصال آلان الى غرفته, وأن سير فران يريد التحدث اليها , كانت فلورا فريسة أحاسيس داخلية حزينة , هل فشلت العملية؟ هل يريد سير فرانك منها أطلاع آلان بهدوء على هذا الخبر تاسيء؟
راحت تذرع أرض الغرفة بخطى واسعة, ينخر قلبها القلق , وكانت الدقائق تمر ولا يزال فرانك لم يظهر بعد, أستمرت العملية ساعات عديدة , وخلال هذا الوقت كانت تأمل في حدوث المعجزة , أما الآن فكل ما تريده هو رؤية آلان والتأكد أنه لا يتألم.
أنفتح الباب ودخل سير فرانك وعلى وجهه ملامح متعبة:
"آه, آنسة مينارد , أشكرك لأنتظارك ! أود أن أكلمك في شأن آلان".
أنتظر منها الجلوس , فقرأت على وجهه المتعب علامات القلق , يداها مشدودتان على تنورتها , تنتظر ما سيقوله.
وما لبث أن أعلن بحدة:
" تمت زراعة القرنية في العين اليمنى , وكنت أنوي في الأيام المقبلة أن أباشر العمل في العين اليسرى, لا شك كنت تعرفين, والآن يعرف ذلك أيضا, أن العملية ستتم على مرحلتين".
هزت فلورا رأسها دليل الأيجاب , ثم تابع سير فرانك كلامه:
" بعد أن أجريت العملية في العين اليمنى , فحصت اليسرى بدقة...".
ثم توقف عن الكلام لبعض الوقت, فأنقبضت فلورا وسألته:
" و...؟".
هوى في المقعد ثم قال:
" أخشى ألا يكون التشخيص مشجعا...".
" هل تريد القول أن ألآن لن يستعيد نظره ثانية؟".
تردد وراح يبحث عن الكلمات التي تخفف الصدمة عليها:
" العين اليسرى متلفة , لكني كنت متأكدا أنها ليست متضررة بشكل يتعذر معه معالجتها , أما اليوم , فقد أكتشفت أنها ملتهبة قليلا , وعليّ أولا القضاء على هذا الألتهاب قبل الأستمرار في المعالجة , هذا يعني تأخير المرحلة الثانية من العملية الجراحية لبعض الوقت, لهذا السبب طلبت أن أحدثك , يا أبنتي العزيزة , لقد حققت أعجوبة مع آلان , في الأسابيع الماضية , وأريد أن أتأكد أنك ستبقين هنا ما دام هو في حاجة أليك, وأن تكوني بجانبه عندما أخبره كل هذه التفاصيل , وما أنوي فعله".
كان صوت الجراح يخترق الضباب ويرن في أذنيها رنة حزن , وراحت تتصور حالها مكان آلان وتتساءل: هل من العدل أن يتحمل عذاب سبع عمليات جراحية, ليصل في النهاية الى نتيجة سلبية كهذه؟ ألم يكن من الأفضل لو ترك بدون أي أمل؟ بدلا من أن يفرض عليه هذا التوتر المستمر بين الأمل واليأس؟ شعرت بالغضب والأسف وراحت تهاجم سير فرانك:
" لماذا ترك كل هذا؟ لماذا تظل تقدم اليه الوعود , وأنت تعرف أن لا شيء يمكن فعله في هذا الصدد؟".
أجابها في هدوء:
" هناك شيء يمكن فعله دائما , يا أبنتي العزيزة, لولم نكن نتمتع بهذا اليقين نحن الأطباء لما أجرينا أية عملية جراحية على الأطلاق, خيبة الأمل هذه تؤسفني أنا أيضا , وأرجوك أن تصدقيني , أنها فقط خيبة أمل... وأرجوك أن تساعدي آلان على تصديق ذلك أيضا , بعد سنة أو ربما أقل يمكنني أن أنهي العملية بنجاح هذه المرة, لكني في حاجة أليك لتقنعي آلان بأن لا يستسلم لليأس , هل يمكنني الأتكال عليك؟".
" لن يصدقني , لا الآن ولا في أي يوم , أنا متأكدة تماما من ذلك".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-09, 02:36 PM   #23

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

شعرت فلورا بأن كلامها أفتر حماس فرانك, فسكت ثم قال:


" أذا, نطلب من الله أن يساعده ويساعد عائلته! والدته تعز علي كثيرا وكذلك كان والده, ولا شيء يفرحني سوى أن أتمكن من أعادة النظر اليه, لكن أذا كان ما تقولينه صحيحا, فمن المستحيل أذا أن أصل ألى هدفي ".


قالت فلورا والدموع تترقرق في عينيها:


" سأفعل كل ما في وسعي لأقناعه , لكن أذا رفض , أرجوك ألا تشعر بأنك مسؤول عن هذا, في المستقبل , عندما يتغلب على خيبة أمله, ربما يقبل حينئذ أن يقوم بمحاولة جديدة".


ربت على يدها وقال:


" أنت فتاة رائعة جدا, يا فلورا, لم أعد أستغرب لماذا يشدد وجودك من عزيمته , وأني متأكد من أنك أذا بقيت خلال الأشهر المقبلة الصعبة , فسوف تنقذينه من هذه الورطة , أما اذا كان ذلك مستحيلا , فلا يبقى لدينا سوى الأمل في تغلبه على خيبة الأمل ويتوصل ألى نتيجة حكيمة".


قبل عودتها الى منزلها, سمح لفلورا بأن ترى ألان في غرفته, لقد أكد لها سير فرانك أنه ما زال تحت تأثير المخدر, ولن يستعيد وعيه الا بعد ساعات, وأنه في حاجة ألى عناية فائقة , وأن الزيارات ممنوعة عليه.


وما أن دخلت فلورا غرفة المريض , حتى صوبت نظرها الى الوجه الراقد على الوسادة البيضاء , الضمادات تغطي عينيه , والركائز تجعل رأسه جامدا , وللمرة الأولى كانت أصابع يده الطويلة الشديدة الحساسية , ممددة بجانبه على السرير بدون حركة.


كانت فلورا في الغرفة ذلك الصباح عندما قرر سير فرانك أخبار ألان عن نتيجة الأبحاث , حدث ذلك بعد أسبوع من العملية , لم يكن ألان في سريره , أنما كان جالسا في كرسي قرب النافذة , ومئزره الغامق يزيد من شحوبه , وخلافا لجميع النصائح , كان قد أزاح الستائر , وأشعة الشمس تسطع على شعره وتدفىء ملامحه القاسية بنورها العسلي, ثم قام بحركة عبّر فيها عن أنزعاجه من أستمرار وجود الضمادات على عينيه , وتشنجت فلورا , لدى دخول سير فرانك الغرفة.


أقترب من ألان بخطى وفاجأه قائلا:


" أعتقد يا ألان أن الوقت قد حان لمحادثة صغيرة".


شعر ألان بعداء مباشر وقال بصوت حاد:


" لا شك, لنتحدث أذا , أذا كان الحديث ينهي هذه المسرحية الهزلية التي تحملتها طيلة هذا الأسبوع!".


ردد سير فرانك بلهجة معقدة:


" مسرحية هزلية؟".


لم تكن فلورا مستغربة عندما أجابه ألان بصوت بارد:


" هل تعتبرني أنسانا أبله؟ هل تعتقد أنني لا أعرف الأشارات الحسية المباشرة , فأن لطفك الزائد والقلق في صوتك , يكفيان لتحذيري ! فضلا عن محاولات فلورا المستمرة لمواساتي من دون أظهار ذلك, أنها تعرف أيضا , أن العملية الجراحية كانت فاشلة , فكل تعبير في صوتها , أعرفه تمام المعرفة , لقد فضحتها شفقتها العميقة التي تشعر بها أتجاهي , في مئات المرات , وبطرق عدة".


أن حقده العنيف ويأسه المميت جعل فلورا والسير فرانك يلتزمان الصمت , وفي عينيها المليئتين بالدموع كانت فلورا تنادي سير فرانك بصمت, لكن هذا الأخير هز كتفيه معلنا عن ضعف عزيمته , مما جعلها تكاد تخنق بكاءها في حنجرتها , وفي هذه المرة أيضا , أظهر ألان حساسيته المرهفة أذ قال:


" لا تذرفي دموعك من أجلي, لا أريد شفقتك! من الآن فصاعدا سوف أستسلم وأعيش حياة رجل أعمى , وأتعلم لغة البريل , وأنتقل مستعينا بعكازة بيضاء , كما يجب علي أن أتقبل الشفقة ومظاهر اللطف من الجميع... لكن ليس منك أنت يا فلورا , أبدا! يجب أن تبقي صادقة أتجاهي , هل تفهمين؟ واذا أكتشفت مرة وأحدة , أنك كذبت علي , فسيكون ذلك اليوم كارثة حقيقية عليّ".

يون سي likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-09, 04:19 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أستعادت فلورا هدوءها وقالت:

" لا يمكنني الكذب عليك أبدا يا ألان , ويجب أن تصدق كل ما سأقوله لك الآن , ما زال هناك أمل في شفائك, كان سير فرانك يحاول أن يطمئنك أن في وسعه بعد عدة شهور, أنهاء المرحلة الثانية من العملية بنجاح أكيد, عليه فقط معالجة ألتهاب بسيط , قبل أن يستأنف برنامج عمله في المرحلة الثانية , وبعدها كل شيء سيتم كما يجب, أرجوك , يا ألان أن تسمعه , أني أتوسل أليك!".
وكان جوابه بأن رفع يديه الى عينيه شاتما, وخلع عنهما الضمادات , ورماها أرضا , ثم رفع رأسه في عزم , رافضا كل الحجج بعد خيبة الأمل القاسية.
وخلال الأسابيع اللاحقة , لم يقم سير فرانك وفلورا أي أعتبار لرغبة ألان بعدم السماح لأحد في أستئناف الحديث حول مسألة مرضه, لكن ألان تمسك بعناده وتصلبه , وبدأ يسترجع قراه تدريجيا, ومع أقتراب موعد رحيله , فهم سير فرانك وفلورا أن عليهما تقبل فشلهما, غير أن فلورا كانت تشعر بوجود أمل خفي بأن ألان سيشعر أنه في حاجة لرؤية كل الأشياء التي أعتاد رؤيتها قبل الحادث , فلن يتحمل الأعتماد على حواسه الأخرى.
ولما سمح له سير فرانك بأستئناف النزهات التي كان يقوم بها, عادت الحياة الى مجراها الطبيعي من جديد, وكانت فلورا تمضي أوقات بعد الظهر برفقته , لكنها لم تتجرأ على التحدث اليه عن أمكان أجراء عملية جراحية أخرى, خوفا من أن يجرحها غضبه الذي يزداد مع تحسن صحته وأستعادة قواه.
وخلال فترة النقاهة , أصبح ألان بالنسبة الى فلورا زائرا مداوما , وبدأ والداها يشعران أتجاهه بمحبة كبيرة , ومن جهته كان يبدو متحمسا برفقتهم. وخلال أحدى زياراته , وبينما كان جالسا في الحديقة برفقة فلورا , يتمتعان معا بنعومة الطقس وعذوبة الهواء , فاجأها ألان سائلا بلهجة عادية:
" فلورا , هل توافقين على الزواج مني؟".
كان ممددا على كرسي طويل مريح , يمضغ عودا من الحشيش الأخضر , لا شك أنه أحس بأستغراب فلورا التي همست تقول:
"ماذا ... ماذا قلت؟".
رفع رأسه في حركة متلهفة ورمى عود الحشيش وقال:
" أنا بحاجة أليك يا فلورا, لا أستطيع العودة الى فرنسا , من غيرك , أتعدينني , على الأقل بالتفكير في الموضوع؟".
راح قلب فلورا ينبض بسرعة فائقة , حتى أنه خيل أليها أن كل أعضاء جسمها ترتجف بشدة أنها تحبه كثيرا الى درجة أنها مستعدة لأن تضحي بحيلتها من أجله , لكنه كان يظهر لامبالاة عندما طلب منها أن تصبح زوجته , فتحت فمها لتقول له أنها تحبه كثيرا, لكنه تابع حديثه بهدوي:
" سيكون زواجنا زواج مصلحة, لا أكثر ولا أقل , لن أطلب منك أكثر مما تقدمينه الى الآن , وما قدمته خلال الأسابيع الماضية , لقد أصبحت بصري الذي خسرته , وبفضلك أشعر وكأنني قد أستعدت بصري, كما أنني أعدك , أنك أنت أيضا سوف تحققين مكسبا من هذا الزواج".
ولما هدأت نيران كرامتها , أحست بسعادة خجولة ويائسة لم يكن في وسعه رؤية مدى تأثير كلامه عليها , هذا العرض الجاف والبارد للزواج منها , كان بالنسبة لها, أقصى العذاب الذي يمكنها أن تتحملع حتى الآن , وودت عزاءها الوحيد بأنها متأكدة تماما من أنه يجهل حقيقة عواطفها , ظل رأسه منحنيا , كأنه يصغي أو يحاول أدراك ردة فعلها , وهي ظلت جامدة تنتظر هدوء توتر أفكارها وحتى تستعيد السيطرة على نفسها مرة ثانية.
سألها فجأة :
" هل ما زلت هنا؟".
كانت كلماته تنم عن مدى حاجته الماسة اليها , وأرادت فلورا لطبيعتها المتسامحة أن تنسى ما ينطوي عليه عرضه المفاجىء لتحتفظ فقط بندائه اللاواعي وطلبه مساعدتها , فأجابت وهي تحاول التحدث في صوت هادىء:
" نعم, ما أنا ما زلت هنا".
أسترخى وأرتسمت على شفتيه أبتسامة صغيرة ثم قال:
" هذا أفضل , كنت أخشى ألا تكوني قد سمعت ما قلت, أذا ما هو جوابك يا فلورا؟ هل تقبلين بالزواج مني والعودة معي الى فرنسا؟".
أجابت في صوت خفيض جدا:
" نعم".
كبرت أبتسامته وقال وفي صوته بعض السخرية:
" شكرا, لقد كنت أتصور أن هذه الفكرة ستروقك".
حاولت فلورا جاهدة المحافظة على برودة أعصابها ,و ولتتذكر مدى حزنه ووحدته وحتى خوفه العميق الذي لا يريد أظهاره , منذ سنتين وهو يعيش أملا في أستعادة بصره, والآن , مات الأمل في داخله , ولكي يجابه المستقبل , فهو في حاجة الى مرساة , ألى أحد يفهم حاجاته ولا يتطلب منه أي عاطفة أو شعور ما , تذكرت فلورا كلمات سير فرانك:
" أني متأكد من أنك اذا بقيت معه خلال الأشهر المقبلة , الصعبة فسوف تنقذينه من هذه المحنة , ربما ما تفعله تضحية كبرى , وربما يكون ذلك جنونيا تتحمل وحدها نتائجه , لكنه طلب منها مساعدته وحبها له كبير الى حد أنها عاجزة عن رفض ما طلبه منها.
رفع حاجبيه في سخرية وسألها في صوت فاتر:
" تعجبك أذا فكرة أن تصبحي كونتيسة؟".
نظرت نحوه في أستغراب , لكنها تذكرت أنه لن يراها وتلعثمت وهي تقول:
" كون... كونتيسة؟".
قال وهو يضحك في أشمئزاز:
" هه! هه! هل تريدين الأدعاء أنك لا تعلمين حقا , أنك سوف تصبحين كونتيسة بزواجك مني؟ ستأخذ والدتي لقب كونتيسة بالتقاعد ... ولا شك أنها ستكون مسرورة ومرتاحة لتنقل اليك العبء كله, وحسب ما أتذكره , قالت مرة أنها متعبة من مسؤولية تنظيم جميع الأمور في القصر ولا شك أن مجيئك سيجعلها تتمتع ببعض الراحة".
شعرت فلورا بما يشبه الهلع يجتاح كيانها , قالت:
" لست أفهم شيئا , أتريد القول أنك أنت الكونت ألان تريفيل وأنك تملك قصرا؟ أذا كان الأمر كذلك فلا يمكنني قبول عرضك.... أن فكرة أن أصبح كونتيسة ترعبني! أرجوك , قل أن كلامك مزحة...!".
" كلا, لست أمزح, أن لقبنا من أقدم الألقاب في فرنسا , وقصر الزهور بناه أسلافي , في القرن الثاني عشر".
تنهدت فلورا مرتعبة:
" لكن لماذا , لم تقل لي ذلك من قبل؟".
سكت قليلا قبل أن يجيب:
" كنت أعتقد أنك تعرفين جيدا من أنا , لم يكن ذلك سرا فالجميع في المستشفى يعرفون من أكون , وبعض الممرضات كن يتجرأن بوقاحة وينادونني: الكونت الذي لا يطاق".
تذكرت فلورا أنها سمعت من جنيفر تعبيرا بهذا المعنى , وفي ذلك الوقت أعتقدت أنهم لقبوه بالكونت بسبب تصره الوقح والمتعجرف , ولم تعرف ألا الآن بالذات أنه حقيقة كونت, بكل ما في الكلمة من معنى.
عاد ألآن ليقول بلهجة معبرة:
" أن والدك على علم بذلك, هو أيضا , لقد أخبرته أني الكونت تريفيل , وذلك منذ أيام قليلة , عندما قررت طلب يدك, كان يجب أن أبدو أمام عائلتك أنني قادر على الأهتمام بك كما يجب".
" آه, ألان".
لم تستطع منع نفسها من الأبتسام أمام التعبير اللطيف, أن والدها , لا يعلق أهمية على الفوائد المادية , وما يهمه هو أن يعرف هوية الرجل الذي يرغب في الزواج من أبنته , هل هو يحبها , أم لا.
عرأف ألان الذي يتمتع بموهبة غريبة في أدراك ما تشعر به فلورا تماما , أن الفتاة في حيرة , فقرر على الفور تغيير الموضوع فقال:
" كفانا كلاما في هذا الموضوع , لقد قبلت العرض ولن أدعك تغيرين رأيك, يجب أخبار والديك بهذا القرار , ثم نهتم بالأجراءات اللازمة لهذا الزواج , أني أصر على الأحتفال به هنا في أنكلترا , وهكذا يمكنني أن أقدمك الى قصر الزهور على أنك زوجتي ... الكونتيسة تريفيل الجديدة!".
شعرت فلورا بالشكوك تستيقظ في داخلها , وفي أنزعاج عميق, رأته يرسم أبتسامة غير محببة , أبتسامة رجل وجد ضالته في طريقه ليصفي حساباته القديمة , لقد وجدت قليلا من الأرتياح لدى طلبه الزواج منها لأنه في حاجة اليها , وأنها تتساءل من سيكون ضحية الأنتقام الذي يحيكه ألان , في قصر الزهور , شعرت بدمها يتجمد لمجرد التفكير أنه يستعملها كسلاح لينفذ مآربه , أنها تحبه , وسواء شاءت أم أبت , فهي ستظل تحبه الى الأبد , لكن هذا لا يمنعها من رؤية أخطائه بوضوح , أنه أنسان قاس , حاقد , متغطرس , لا يشعر بأدنى أنفعال , أنه كل هذا , ولهذا السبب بالذات قبلت عرضه , ألان , الكونت تريفيل , يركض وراء خسارته , وهي تعرف أنها لن تتخلى عنه ما دام هناك أمل لمساعدته على الشفاء وأستعادة بصره!
جوابه بأن رفع يديه الى عينيه شاتما, وخلع عنهما الضمادات , ورماها أرضا , ثم رفع رأسه في عزم , رافضا كل الحجج بعد خيبة الأمل القاسية.
وخلال الأسابيع اللاحقة , لم يقم سير فرانك وفلورا أي أعتبار لرغبة ألان بعدم السماح لأحد في أستئناف الحديث حول مسألة مرضه, لكن ألان تمسك بعناده وتصلبه , وبدأ يسترجع قراه تدريجيا, ومع أقتراب موعد رحيله , فهم سير فرانك وفلورا أن عليهما تقبل فشلهما, غير أن فلورا كانت تشعر بوجود أمل خفي بأن ألان سيشعر أنه في حاجة لرؤية كل الأشياء التي أعتاد رؤيتها قبل الحادث , فلن يتحمل الأعتماد على حواسه الأخرى.
ولما سمح له سير فرانك بأستئناف النزهات التي كان يقوم بها, عادت الحياة الى مجراها الطبيعي من جديد, وكانت فلورا تمضي أوقات بعد الظهر برفقته , لكنها لم تتجرأ على التحدث اليه عن أمكان أجراء عملية جراحية أخرى, خوفا من أن يجرحها غضبه الذي يزداد مع تحسن صحته وأستعادة قواه.
وخلال فترة النقاهة , أصبح ألان بالنسبة الى فلورا زائرا مداوما , وبدأ والداها يشعران أتجاهه بمحبة كبيرة , ومن جهته كان يبدو متحمسا برفقتهم. وخلال أحدى زياراته , وبينما كان جالسا في الحديقة برفقة فلورا , يتمتعان معا بنعومة الطقس وعذوبة الهواء , فاجأها ألان سائلا بلهجة عادية:
" فلورا , هل توافقين على الزواج مني؟".
كان ممددا على كرسي طويل مريح , يمضغ عودا من الحشيش الأخضر , لا شك أنه أحس بأستغراب فلورا التي همست تقول:
"ماذا ... ماذا قلت؟".
رفع رأسه في حركة متلهفة ورمى عود الحشيش وقال:
" أنا بحاجة أليك يا فلورا, لا أستطيع العودة الى فرنسا , من غيرك , أتعدينني , على الأقل بالتفكير في الموضوع؟".
راح قلب فلورا ينبض بسرعة فائقة , حتى أنه خيل أليها أن كل أعضاء جسمها ترتجف بشدة أنها تحبه كثيرا الى درجة أنها مستعدة لأن تضحي بحيلتها من أجله , لكنه كان يظهر لامبالاة عندما طلب منها أن تصبح زوجته , فتحت فمها لتقول له أنها تحبه كثيرا, لكنه تابع حديثه بهدوي:
" سيكون زواجنا زواج مصلحة, لا أكثر ولا أقل , لن أطلب منك أكثر مما تقدمينه الى الآن , وما قدمته خلال الأسابيع الماضية , لقد أصبحت بصري الذي خسرته , وبفضلك أشعر وكأنني قد أستعدت بصري, كما أنني أعدك , أنك أنت أيضا سوف تحققين مكسبا من هذا الزواج".
ولما هدأت نيران كرامتها , أحست بسعادة خجولة ويائسة لم يكن في وسعه رؤية مدى تأثير كلامه عليها , هذا العرض الجاف والبارد للزواج منها , كان بالنسبة لها, أقصى العذاب الذي يمكنها أن تتحملع حتى الآن , وودت عزاءها الوحيد بأنها متأكدة تماما من أنه يجهل حقيقة عواطفها , ظل رأسه منحنيا , كأنه يصغي أو يحاول أدراك ردة فعلها , وهي ظلت جامدة تنتظر هدوء توتر أفكارها وحتى تستعيد السيطرة على نفسها مرة ثانية.
سألها فجأة :
" هل ما زلت هنا؟".
كانت كلماته تنم عن مدى حاجته الماسة اليها , وأرادت فلورا لطبيعتها المتسامحة أن تنسى ما ينطوي عليه عرضه المفاجىء لتحتفظ فقط بندائه اللاواعي وطلبه مساعدتها , فأجابت وهي تحاول التحدث في صوت هادىء:
" نعم, ما أنا ما زلت هنا".
أسترخى وأرتسمت على شفتيه أبتسامة صغيرة ثم قال:
" هذا أفضل , كنت أخشى ألا تكوني قد سمعت ما قلت, أذا ما هو جوابك يا فلورا؟ هل تقبلين بالزواج مني والعودة معي الى فرنسا؟".
أجابت في صوت خفيض جدا:
" نعم".
كبرت أبتسامته وقال وفي صوته بعض السخرية:
" شكرا, لقد كنت أتصور أن هذه الفكرة ستروقك".
حاولت فلورا جاهدة المحافظة على برودة أعصابها ,و ولتتذكر مدى حزنه ووحدته وحتى خوفه العميق الذي لا يريد أظهاره , منذ سنتين وهو يعيش أملا في أستعادة بصره, والآن , مات الأمل في داخله , ولكي يجابه المستقبل , فهو في حاجة الى مرساة , ألى أحد يفهم حاجاته ولا يتطلب منه أي عاطفة أو شعور ما , تذكرت فلورا كلمات سير فرانك:
" أني متأكد من أنك اذا بقيت معه خلال الأشهر المقبلة , الصعبة فسوف تنقذينه من هذه المحنة , ربما ما تفعله تضحية كبرى , وربما يكون ذلك جنونيا تتحمل وحدها نتائجه , لكنه طلب منها مساعدته وحبها له كبير الى حد أنها عاجزة عن رفض ما طلبه منها.
رفع حاجبيه في سخرية وسألها في صوت فاتر:
" تعجبك أذا فكرة أن تصبحي كونتيسة؟".
نظرت نحوه في أستغراب , لكنها تذكرت أنه لن يراها وتلعثمت وهي تقول:
" كون... كونتيسة؟".
قال وهو يضحك في أشمئزاز:
" هه! هه! هل تريدين الأدعاء أنك لا تعلمين حقا , أنك سوف تصبحين كونتيسة بزواجك مني؟ ستأخذ والدتي لقب كونتيسة بالتقاعد ... ولا شك أنها ستكون مسرورة ومرتاحة لتنقل اليك العبء كله, وحسب ما أتذكره , قالت مرة أنها متعبة من مسؤولية تنظيم جميع الأمور في القصر ولا شك أن مجيئك سيجعلها تتمتع ببعض الراحة".
شعرت فلورا بما يشبه الهلع يجتاح كيانها , قالت:
" لست أفهم شيئا , أتريد القول أنك أنت الكونت ألان تريفيل وأنك تملك قصرا؟ أذا كان الأمر كذلك فلا يمكنني قبول عرضك.... أن فكرة أن أصبح كونتيسة ترعبني! أرجوك , قل أن كلامك مزحة...!".
" كلا, لست أمزح, أن لقبنا من أقدم الألقاب في فرنسا , وقصر الزهور بناه أسلافي , في القرن الثاني عشر".
تنهدت فلورا مرتعبة:
" لكن لماذا , لم تقل لي ذلك من قبل؟".
سكت قليلا قبل أن يجيب:
" كنت أعتقد أنك تعرفين جيدا من أنا , لم يكن ذلك سرا فالجميع في المستشفى يعرفون من أكون , وبعض الممرضات كن يتجرأن بوقاحة وينادونني: الكونت الذي لا يطاق".
تذكرت فلورا أنها سمعت من جنيفر تعبيرا بهذا المعنى , وفي ذلك الوقت أعتقدت أنهم لقبوه بالكونت بسبب تصره الوقح والمتعجرف , ولم تعرف ألا الآن بالذات أنه حقيقة كونت, بكل ما في الكلمة من معنى.
عاد ألآن ليقول بلهجة معبرة:
" أن والدك على علم بذلك, هو أيضا , لقد أخبرته أني الكونت تريفيل , وذلك منذ أيام قليلة , عندما قررت طلب يدك, كان يجب أن أبدو أمام عائلتك أنني قادر على الأهتمام بك كما يجب".
" آه, ألان".
لم تستطع منع نفسها من الأبتسام أمام التعبير اللطيف, أن والدها , لا يعلق أهمية على الفوائد المادية , وما يهمه هو أن يعرف هوية الرجل الذي يرغب في الزواج من أبنته , هل هو يحبها , أم لا.
عرف ألان الذي يتمتع بموهبة غريبة في أدراك ما تشعر به فلورا تماما , أن الفتاة في حيرة , فقرر على الفور تغيير الموضوع فقال:
" كفانا كلاما في هذا الموضوع , لقد قبلت العرض ولن أدعك تغيرين رأيك, يجب أخبار والديك بهذا القرار , ثم نهتم بالأجراءات اللازمة لهذا الزواج , أني أصر على الأحتفال به هنا في أنكلترا , وهكذا يمكنني أن أقدمك الى قصر الزهور على أنك زوجتي ... الكونتيسة تريفيل الجديدة!".
شعرت فلورا بالشكوك تستيقظ في داخلها , وفي أنزعاج عميق, رأته يرسم أبتسامة غير محببة , أبتسامة رجل وجد ضالته في طريقه ليصفي حساباته القديمة , لقد وجدت قليلا من الأرتياح لدى طلبه الزواج منها لأنه في حاجة اليها , وأنها تتساءل من سيكون ضحية الأنتقام الذي يحيكه ألان , في قصر الزهور , شعرت بدمها يتجمد لمجرد التفكير أنه يستعملها كسلاح لينفذ مآربه , أنها تحبه , وسواء شاءت أم أبت , فهي ستظل تحبه الى الأبد , لكن هذا لا يمنعها من رؤية أخطائه بوضوح , أنه أنسان قاس , حاقد , متغطرس , لا يشعر بأدنى أنفعال , أنه كل هذا , ولهذا السبب بالذات قبلت عرضه , ألان , الكونت تريفيل , يركض وراء خسارته , وهي تعرف أنها لن تتخلى عنه ما دام هناك أمل لمساعدته على الشفاء وأستعادة بصره!

يون سي likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-09, 07:07 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- رغبة الأنتقام
بعد مرور ثلاثة أسابيع , تم الزواج بين فلورا وألان , في كنيسة القرية الصغيرة , التي كانت شاهدة على طفولة فلورا وأصبحت بعد ذلك محور حياتها , لم ترتد لهذه المناسبة الثوب الأبيض الطويل . ولم تحمل باقة الزهور المعطرة , ولم تضع نقاب العروس , بل كانت ترتدي بذلة بيضاء قصيرة, وقبعة عادية متناسقة , وتحمل بين يديها كتاب الصلاة المغلف بالعاج, لكنها لاحظت رغن أضطرابها أن الكنيسة كانت مزينة بمختلف أنواع الزهور ذات الرائحة العطرة والألوان الزاهية , تلمع على الأثاث المصنوع من خشب الجوز الداكن , أبتسمت وهي تعرف جيدا أن والدتها هي التي قامت بتزيين الكنيسة , أنها مبادرة تمردية ضد قرار ألان القاطع بالأمتناع عن أقامة عرس أحتفالي.
كانت فلورا شاكرة لواليها لطفهما وجهدهما الكبير في أخفاء قلقهما العميق أتجاه مستقبل أبنتهما الوحيدة .
لم تكن تحدث أي صوت وهي تتقدم في بطء متأبطة ذراع سير فرانك , لكنها رأت ألان يرفع رأسه كأنه سمعها تقترب, ويلتفت نحوها , كان يبدو عليه الأرتياح في الظاهر , مد يده وشبكها بيدها , أي أنسان لا بد أن يدهش لدى رؤية تصرفات ألان الواثقة , لكن فلورا رأت أرتعاشة عصبية في زوايا شفتيه تدل على محاولته كبت غضبه , فلم تندم لتخليها عن الأحتفال والبذخ المألوف في مثل هذه المناسبات , من أجل تجنيبه هذه المحنة الطويلة.
كان ا؟لأحتفال بسيطا وقصيرا , ذهب الجميع الى القاعة الملحقة بالكنيسة لتناول الغداء , جنيفر التي كانت شاهدة زواجهما , مع سير فرانك , كانت الوحيدة التي أعربت عن فرحها , وساعدت ثرثرتها على أضفاء جو البهجة على الأحتفال , وبرغم توتره أظهر ألان لطفه أمام الحاضرين , لكن عندما حان الوقت للذهاب الى المطار , ترك نفسه ينزلق في مقعد السيارة التي وضعها سير فرانك تحت تصرفهما , وهمس قائلا:
" يا ألهي, أنني سعيد أن كل شيء أنتهى! لم أعد قادرا على الصبر دقيقة واحدة أخرى!".
لم ترد فلورا , أنها الآن وحدها مع الرجل الذي وعدت, منذ ساعات قليلة , بأن تحبه , وتحترمه وتتبعه , فجأة تملكها الذعر , محبسها الذهبي الثقيل كان بمثابة سلسلة تربطها به مدى الحياة , كانت ترغب في سحبه من أصبعها ورميه من نافذة السيارة.
لا بد أن ألان شعر بعصبيتها وحالتها النفسية , فراح يحدثها في هدوء ويقول بلطف:
" قريبا نصبح في طريقنا الى فرنسا, أني متأكد من أن الرحلة ستعجبك, هل قلت لك أن هناك طائرة خاصة تحت تصرفنا؟".
لم تستطع النطق , فأكتفت بهز كتفيها , فتابع ألان حديثه:
" عندما أتصلت بوالدتي هاتفيا لأعلمها أننا سوف نسافر عندما تتوفر لنا أماكن في الرحلات العادية , أخبرتني بعرض قدّمه جيراني بأن يضعوا طائرتهم الخاصة تحت تصرفي".
قالت فلورا في صوت خفيض:
" لجيرانك طائرة خاصة؟".
" نعم , أنهم أصحاب مصانع كبرى , يملكون قصرا بالقرب من قصرنا, يقطنونه أشهرا قليلة خلال السنة كلها , وقد بنوا مدرجا وأشتروا طائرة , وهكذا يستطيعون السفر متى أرادوا وبالسرعة المرجوة , لكن السيد شيسينيه يستعمل الطائرة من أجل القيام بأعماله العديدة , وهذا يعني أن أمتلاكهم لطائرة , ليس ترفا كما ظننت ".
تنهدت فلورا:
" آه , أنني أفهم الآن, أنها تلائمهم وتريحهم".
أعتبر ألان أن جوابها ساخر , فعاد الى صمته وأستعاد نظرته الداكنة ولم يقم بأي جهد ليسري عنها من جديد.
وبعد ساعتين , عرفت فلورا للمرة الأولى في حياتها ما يمكن أن تعنيه كلمة ترف , ساعدهما سائق سير فرانك لأنجاز الأجراءات , ثم عهد بهما الى قبطان الطائرة , وهو شاب فرنسي , فراح يدلهما على الطريق التي تأخذهما الى المدرج حيث رأت فلورا طائرة, عنابية اللون ذات شكل متناسق , وراحت تتساءل كيف يملك هذه الطائرة أنسان واحد , وقامت مضيفة بمساعدة ألان على تسلق سلم الطائرة وأدخلتهما بعد ذلك الى غرفة فاخرة وواسعة في ذات الوقت , تسع ثمانية أشخاص , مقاعدها من الجلد الثمين , وفي الأرض سجادة عنابية سميكة , وبعد أن أطلق زفرة أرتياح , سقط ألان في مقعده وأمر المضيفة:
"عندما تقلع الطائرة , أحضري لي شيئا أشربه".
" بكل تأكيد يا سيدي , وهل ترغب السيدة في شيء هي أيضا؟".
السيدة! الصدمة أفقدت فلورا النطق , ولأول مرة فهمت أنها دخلت الى حياة ألان بصورة نهائية , كانت المضيفة تنتظر بصبر, لكن صوت ألان الملح , أنتزع المرأة من حلم اليقظة الذي تعيشه وسألها طالبا منها جوابا سريعا:
" فلورا؟ أين أنت؟ لماذا لا تردين؟".
" أني هنا بقربك يا ألان , كما سأظل دائما".
وراء النظارات السوداء تصعب قراءة ما في عينيه , لكن عندما بدأ يسترخي في مقعده , رأت فلورا أبتسامة ترتسم على شفتيه.
وبدورها أسترخت , وحل مكان القلق الذي يعتريها نوع من الأرتياح , أنها سفرتها الأولى وأطلالتها الأولى على عالم جديد يبدو مليئا بالوعود المدهشة والساحرة , وخلال الرحلة كانت تحدق من خلال نافذة الطائرة بين سماء جامدة وبحر هائج , لكن للأسف , بينما كانت تنتظر بفارغ صبر أكتشاف فرنسا , تكدست الغيوم أمام عينيها ,ولمدة طويلة لم تكن قادرة على رؤية المنظر المعروض تحت أجنحة الطائرة.
وعندما جاءت المضيفة لتقدم لها الطعام اللذيذ , قالت لفلورا , أن الطائرة تحلق الآن فوق ساحل البحر األأبيض المتوسط وقالت لها بأن الغيوم ستختفي بعد قليل وسيكون في أستطاعتها أكتشاف أجمل مناظر المنطقة , ألان ظل صامتا , لا يتدخل في الحديث , كما رفض مد يده الى الطعام وأكتفى بأحتساء القهوة , وبدأ يتوتر شيئا فشيئا مع مرور الوقت , أخيرا , عندما أعلن الطيار قائلا:
" نستعد للهبوط , سيدي الكونت".
شدت قبضة ألان على الفنجان في قوة جعلته يتحطم في يده .
" ألان ! هل جرحت؟".
أنحنت فلورا لترى عن كثب ماذا حل بيده , لكنه ترك حطام الزجاج يتناثر ثم وضع يده المتشنجة داخل جيب سترته , وهو يقول بلهجة آمرة :
" لا شيء".
كان وجهه خاليا من أي لون والعرق يتصبب على جبينه:
" أرجوك لا تتصرفي في تكلف".
لم يكن لديها الوقت للمناقشة , أذ وصلت المضيفة لتتأكد بنفسها من وضع أحزمة الأمان , لكن قلب فلورا هبط بسرعة مع هبوط الطائرة التي ستعيدهم الى الأرض من جديد.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 13-07-09, 08:06 PM   #26

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيكِ العافيه ..بانتظارك

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-07-09, 02:46 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كانت على وشك الأنهيار فلم تنتبه الى حديقة البناء الأنيق حيث هبطت الطائرة , لكنها شاهدته من بعيد وقالت لنفسها أن مالكي هذا المكان أشخاص محظوظون وأثرياء , ثم جلست مع ألان في المقعد الخلفي لسيارة ليموزين فخمة, وكانت السيارة تسير بسرعة كبيرة من خلال المناظر الخلابة التي لم ترها من قبل الا على شاشة السينما , الى يسارها , وبعيدا وحتى الأفق, تنتصب الجبال المغطاة بالثلوج, والى يمينها البحر الأزرق , وكانت الطلايق تتعرج بين التلال المزروعة صعترا ووزالا ومردقوشا وأكليل الزهر , منازل صغيرة مختبئة حتى سقفها داخل غابات الصنوبر ومجاري المياه الضيقة تسيل في أعماق الوديان , ومجموعة متناسقة لتؤلف أريجا لا يمكن أن يصنعه أحد.
أنها بحق كالجنة بما تحمله الكلمة من معنى , وكانت السيارة تمر من وقت الى آخر , أمام فيلات جميلة مبنية في وسط الحدائق الرائعة حيث أشجار النخيل والزهور الغريبة , وفي كل مكان أشجار السرو والشربين , تنتصب عالية كأنها تلتصق بالسماء.
كانت فلورا ترغب في الصراخ من فرط أعجابها أمام كل منظر جديد, لكن ألان يبدو كئيبا , متوترا , مما أثبط من عزيمتها وحيويتها , فظلت ساكتة , مكتوفة اليدين , تحتفظ لنفسها بتأثير المناظر الساحرة عليها.
وما أن خفت سرعة السيارة لتدخل بين جدارين من الحجارة الثقيلة المشبكة بقضبان الحديد, حتى عادت فلورا الى الواقع في عنف جعل قلبها يقفز من مكانه , هل هذا حقا منزل ألان... البناء الضخم الذي يترايى لها من بعيد يوحي بأنه قلعة , ومع مرور الزمن أكتسبت أسواره لونا عسليا , لكنه لم يفقد شيئا من عظمته , القسم المتوسط المستطيل , يلتصق بالزوايا الأربع لأبراج متصلة , ولن تستغرب فلورا أذا رأت الحراس في بذلاتهم الرسمية يرفعون أسلحتهم , أو أذا سمعت طلقات المدفع تحيي وصولهما , ولما أقتربت السيترة راحت فلورا تميز مجموعة من الناس مجتمعين في الساحة المتوسطة وعلى بعد بضعة أمتار حاجزان من الرجال يحملون أبواقا , وما أن ظهرت السيارة حتى أعطيت الأشارة , وأذا بالرجال يعزفون لحنا حماسيا على شرف الكونت وزوجته الشابة, كان هذا الأحتفال كبيرا وتقليديا لدرجة أن فلورا أعتقدت أنها أنتقلت الى القرن الثاني عشر , لم تعد تستغرب تصرفات ألان, أن تعجرفه اللاواعي ليس ناتجا عن غروره , أنما هو نتيجة طبيعية لتربيته.
أصوات الأبواق جعلت ألان ينتصب , راح يشد على فكيه ويحاول أستعادة برودة أعصابه أمام هذه التجربة التي تنتظره , منذ سنتين وهو يصر على عدم العودة قبل أستعادة بصره , لكنه قرر في النهاية التخلي عن أمنيته وكبريائه , كان قلب لورا ينزف شفقة عليه , لكنها رفضت أظهار أنفعالاتها , لأنها لم تنس الأهانة التي تعرضت لها في الماضي , لذلك كبتت قلقها وقالت بهدوء:
" ما هذا الأستقبال يا ألان! أنه لشيء عظيم أن ينتظر عودتك هذا الجكع الغفير من الناس".
لاحظت مجموعة صغيرة تقف على درج مدخل القصر.
" أعتقد أنني أرى والدتك , تبدو نافذة الصبر ومتلهفة".
" ومن معها؟".
طرح هذا السؤال في صوت مبحوح , فحدقت فلورا جيدا في هذه المجموعة الصغيرة , وقرب شبح المرأة المسنة النحيلة , وقف رجل يصغر ألان بسنوات قليلة وفتاة شابة, فلورا على وشك وصفهم لزوجها عندما خففت السيارة سرعتها , وتوقفت , قفز السائق من مقعده ليساعدهما على النزول.
صرخة كبيرة تعبر عن الفرحة خرجت من الحضور , وفي أحترام وضعت فلورا يدها تحت أبط ألان لتساعده في الدخول الى المنزل , وفوجئت لقبوله مساعدتها من غير أن يكفهر وجهه أو يقطب حاجبيه , وللمرة الأولى فضّل تحمل تدخلها بدلا من أثارة السخرية أذا تعثرت قدماه أمام هذا الجمهور الغفير.
وأندفع الموجودون نحوه , لنساء والفتيات , معظمهن يرتدين الثياب السوداء والمناديل أتقاء لحرارة شمس ذلك اليوم , الأولاد ذو البشرة السمراء يمسكون بأيدي آبائهم , العجائز يخلعون قبعاتهم أحتراما للكونت الشاب , الذي لا شك أن الجميع يحبونه.

يون سي likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-09, 06:19 PM   #28

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يسلمووو على المجهود..بانتظارك والله يعطيكِ العافيه

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 14-07-09, 06:25 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وتألقت ملامح ألان بأبتسامة عفوية حقيقية شاهدتها فلورا للمرة الأولى , كان يرد على كل صوت بأسم الشخص الذي يناديه , كأنه يرى ويعرف كل واحد, أندست بين الجمع أمرأة مسنة حتى وصلت الى المقدمة , وأذا بها تتمسك به وهو مار بقربها , كانت الدموع تنهمر بغزارة على وجهها الأسمر المتجعد , وصرخت تقول:
"آه, يا ولدي ألان المسكين".
كانت فلورا تفهم بصعوبة ما تقوله هذه العجوز , لكن لم يكن هناك مجال للشك في العطفة الجياشة التي كانت تعبر عنها, وتخوفت فلورا من ردة الفعل التي يمكن أن تصدر عن ألان حيال هذا , لكنه مد يده باحثا عن يد المرأة العجوز ولما شد عليها , أجاب بلطف:
" شكرا , يا عجوز فيكتوريا , شكرا لتعاطفك ومحبتك".
وما لبث أن تحرر من قبضته وأكمل سيره.
ولما وصلا الى مقربة من عائلة ألان , كانت فلورا تحبس دموعها, ولحسن حظها , وقبل أن تلفت أنتباه زوجها أن عليه تسلق السلالم , نزل الشاب الذي كان يقف قرب الكونتيسة الأم السلالم مسرعا:
" أهلا وسهلا يا ألان! لقد طال غيابك!".
وتأبط ذراع ألان ليساعده على تسلق الأدراج.
وما أن سمع ألان صوت الرجل حتى غابت الأبتسامة عن شفتيه وأجابه بلهجة تدل عن حقيقة عواطفه أتجاهه.
" الفأر لا يحب عودة الهر , يا لويس , ألا أذا أعتقدت أن ذكائي ذهب مع نظري؟".
" أهكذا يا ألان, ترد على تحية أبن عمك؟".
أنحنى الرجل أمام فلورا في أحترام, ولاحظ عينيها الكبيرتين وتجعيدة فمها الحزينة ,وبعد تقطيب حاجبه , هز كتفيه وأبتلع خيبة أمله وقال مبتهجا:
" تبدو زوجتك تحت تأثير الصدمة , أرجوك يا ألان أن تطمئنها , قل لها أنني لست أنسانا سيئا كما ستعتقد عندما سمعت كلامك".
قام ألان بتقديم نسيبه في لهجة يغلب عليها الأحتقار:
" فلورا , أقدم اليك أبن عمي لويس , أذا كنت أنسانة عاقلة , فلا تكترثي بما يمكن أن يقوله , لا شك في أنه رجل مسالم , لكنه لن يتردد في أضاعة وقتك وأعتماد الكذب ليبرر تصرفاته".
ألقت فلورا نظرة متعاطفة أتجاه لويس , لكنها أدارت رأسها بعد تحية مقتضبة , أذ أنها شعرت بالحرج أمام أبتسامته الوقحة , وشعرت بأرتياح عندما وصلا أمام والدة ألان , كانت جامدة تتبع بنظرها كل خطوة من خطوات أبنها , كانت تشجعه وتسانده بسكوتها ألا يتعثر قبل وصوله اليها , وكانت فلورا مقتنعة بأن والدته على وشك التخلي عن وقارها والأندفاع أمامه ومعانقته , لولا وجود مشاهدين عديدين , لكن في مثل هذه المناسبة , كانت تكبت أندفاعها الغريزي وتتصرف كما يجب أت تتصرف الكونتيسة الأم.
وشعرت فلورا ببرود لدى تفكيرها بأن الجميع ينتظرون منها مثل هذا التصرف الأرستقراطي , فهي تعرف أنها لن تستطيع تحمل عبء بهذا الثقل.
" ولدي الحبيب!".
مد ألان ذراعيه نحو والدته التي أقتربت منه في نفس الوقت , وتعانقا طويلا ثم أبعدها عنه وأستدار نحو فلورا التي أسرعت تضع يدها الباردة في يده.
قال ألان ببساطة:
" أمي , لا شك أنك مشتاقة للتعرف الى زوجة أبنك, فلورا , هذه أمي, آمل أن تحبيها بقدر ما أحبها أنا".
كانت لحظة حارة ومؤثرة , وبرغم أضطرابها , تنبهت فلورا للزفرة الناقمة التي أطلقتها الفتاة التي كانت في أنتظار عودة ألان , وأدركت أنه هو أيضا سمعها , أذ أنقبض فجأة وأستدار .

يون سي likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-07-09, 07:47 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وهنا لم تعد فلورا تتذكر ما قالته لوالدة زوجها , ولا حتى ما ردت به حماتها , كانت تعرف أنهم أستقبلوها بحرارة وحنين, وكآبة في ذات الوقت . وتبين لها أنه من السهل عليها أن تحب الكونتيسة المسنة . لكن ذهنها كان منهمكا بتفاصيل اللقاء بين ألان والفتاة التي أحدث وجودها تأثيرا كبيرا عليه, كانت الفتاة تتمتع بجمال فاتن, سمراء داكنه, شفتاها مليئتان وناعمتان كالمخمل , كانت قامتها قصيرة وترتدي فستانا أنيقا.
أبيض اللون , لا شك أنها أشترته من دور الأزياء الرفيعة في باريس, كانت تفرس في وجه ألان , بدون أخفاء ذعرها وغضبها أمام خبر زواجه المفاجىء لها , دام الصمت وقتا طويلا قطعه ألان قائلا:
" أنت سولانج؟".
تشنجت فلورا وهي تحس في صوت ألان ببعض القسوة وتابع يقول في أنشراح يشوبه الكدر:
" سولانج , أحب أن أقدم أليك زوجتي ... الكونتيسة نريفيل الجديدة!".
أنها اللحظة التي كان ألان ينتظرها منذ البداية ! لأسباب تجهلها كانت الفتاة الجميلة هي الضحية التي ستسقط فريسة أنتقامه.

يون سي likes this.

أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.