|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
28-01-12, 09:44 PM | #1 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 24 - ضحيّة ! آن هامبسون - روايات قلوب عبير القديمة (كاملة)** 24 - ضحيّة ! آن هامبسون - روايات قلوب عبير القديمة الملخص يجب أن نرفق بالأشياء الرقيقة الهشّة لأنها سهلة الإنكسار ، هذه القاعدة الصحيحة إنسانيا غير متبوعة دائما ، فالجمال الطاغي غالبا ما يدعو الى الخدش والتجريح ، ولكنه لا يعرف إلا أنه يتمرد إذا وجد نفسه في غابة من المخالب...ألانا الجميلة تحاصر في كل مرة ، ظروفها تدفعها بشكل أعمى الى ذراعي المصيدة التي تنتظرها ، المرة الأولى نجت بشكل قدري ولكنها في المرة الثانية أدركت أن القدر نفض يديه من قصة حياتها وعليها أن تواجه وضعها المعقد ، بكل ما أوتيت من دراية .... وأنوثة ، عليها أن تواجه كونون مافيليس ، اليوناني الذي أرادها لأسبابه الخاصة وإستعمل لذلك نفس الطرق التي يستعملها صياد متمرس للوصول الى فريسته..... روابط الرواية [/CENTER] التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 28-04-16 الساعة 12:34 AM | ||||
30-01-12, 10:53 PM | #4 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| 1-ألانا قررت أن تبقى وحيدة بسبب الصدمات المتتالية التي جعلتها تشك في الزواج وترفض كونون مافيليس وحبه الصادق ، وتتمنى أن تعرف الآن ، ماذا فعلت به الأيام؟ " هل تقبلين الزواج مني؟". كان ماكس هو الذي يسال ، ومن غير ان تدري ، تراءى لآلانا ذلك اليوناني الجميل ، ذو القوام الطويل الرشيق ، الذي مضت ثماني سنوات منذ صدته نهائيا ، وخرج من حياتها الى الأبد. ومع ذلك فهي لا زالت تستعيد صورته ، كان اسمر اللون مهيبا ، بهي الطلعة ، تبدو على وجهه علامات الصدق والقوة ، لم تعبث بفتنته تجاعيد الهموم ، ولا مرارة الخيبة والفشل. أما عيناه الرماديتان فقد كانتا داكنتين تميلان الى السواد ، ثاقبتين يشع منهما الذكاء ، يبدو الصدق في أعماقهما ، والثبات في نظراتهما. فكه كان مشدودا قويا ، ولكن كثيرا ما يتراخى عندما يرسل الضحكات المرحة ، كما أن وجهه كان يبدو فيه اللين والرقة دائما ، خصوصا عندما كانت تداعب الإبتسامة شفتيه. إنه اجمل من شاهدت في حياتها ، لم تره فتاة إلا وتمنت الزواج منه ، هذا ما لم تستطع ألانا أن تنكره ، ولكنها مع ذلك رفضته ، رفضته لا لأي سبب ، إلا لموقف إتخذته هي ضد الزواج ، بسبب فشل زواج أختيها ، فأختاها فتاتان جميلتان فاتنتان ، تزوجت كل منهما زواجا موفقا ، كما كان يبدو في حينه. فقد تزوجت أختها سالي من شخصية مرموقة ، رجل ذي لقب رفيع ، كثير الغنى ، أما أختها الثانية ماجي فقد كان زوجها مخرجا سينمائيا واسع الثراء أيضا. وكانت والدتها السيدة ولتوورث ، تقول لها ، ( أتمنى لك زيجة جيدة مثل اختيك ، وعندئذ أكون اسعد ام في العالم). ولكن على غير ما كانت تتوقع الوالدة ولأسفها الشديد فإن زواج إبنتها ماجي باء بالفشل ، فقد احب الزوج إمرأة أخرى ، مقتنعا ان المال يمكن أن يعوض عن الخيانة الزوجية ، فاعطاها منزلا ودخلا ثابتا تعيش منه مدى الحياة. ولما كانت ماجي تحب هذا الزوج الخائن ، فقد أصيبت عند معرفتها بهذه الكارثة بآلام مبرحة ، أدت الى إصابتها بإنهيار عصبي لازمها أكثر من سنتين. أما الأخت الثانية سالي ، فبعد زواجها بخمسة شهور ، إكتشفت أن لا توافق بين طباعهما ، وتأكدت انهما لا يمكن ان ينجحا في حياتهما معا ، ولذا تم الإنفصال بينهما برضى الطرفين. ولما عرفت آلانا بفشل زواج أختها سالي أيضا ، قالت لأمها: " لن اتزوج يا أمي وسأبقى عزباء، فاي معنى في أن يقيم المرء علاقة ليس لها من الحظ أن تدوم إلا مؤقتا ؟ لا ، لن أفعل ذلك". " على أية حال ، فكلتاهما أثريتا بالزواج ، ولن تضطرا الى العودة الى العمل ثانية ". لم تعلق آلانا على كلام أمها ، ولكن لم يكن الزواج في رأيها وسيلة للإرتزاق ، فهي من هذه الناحية تحظى بوضع جيد كسكرتيرة السيد ماكس نيولاند ، رجل الأعمال الناجح البارز الثري. كانت أعماله الواسعة تحتم عليه التنقل خاصة في أوروبا ، والشرق الأوسط ، وآلانا ترافقه دائما ، ففي ذات يوم المح لها ماكس حول إمكانية زواجها وتركها العمل معه ، ولكنها أخبرته بأنها مقتنعة بحياتها ولا تفكر بالزواج مطلقا. وماكس هذا كان يعيش نمطا من الحياة مليئا بالحيوية والنشاط ، فقد كانت له علاقات متتالية مع فتيات فاتنات ، أولئك اللاتي يصادف ان يلتقي بهن بحكم عمله، أو أثناء رحلاته. وآلانا بوصفها سكرتيرته الخاصة كانت مطلعة على جميع تصرفاته ، وكان عليها ان تكذب في كثير من الأحيان ، لتحرر رئيسها من مواعيد ندم على تحديدها ، كما أنها إعتادت على رئيسها وأساليبه ، فكلاهما يفهم الاخر جيدا. ولم ينس ماكس ان يدعو آلانا نفسها في عديد من المرات ، الى حفلات رقص ، أو فنادق فخمة لتناول طعام العشاء ، حتى أنه قال مرة لصديق له: " إن كنت ساتجاهل آلانا ، وأحتفظ بها للعمل فقط ، فإنها ستتركني بلا شك ، ولا أكتمك فأنا لا أستطيع أن أقوم باعمالي من دونها ، والحقيقة لا يمكن لأية سكرتيرة أن تحل محلها أو تصل الى مستواها في الكفاءة والفعالية ،والبراعة والذوق". ذات مرة ، كان ماكس في اليونان لشراء بعض الأراضي والممتلكات ، ترافقه سكرتيرته الجميلة ، وهي بعد في الثامنة عشرة من العمر حيث إلتقت بذاك الشاب الجميل المهيب كونون مافيليس ، إبن ووريث المليونير مصدّر الفواكه وزيت الزيتون ، كونون وهو في الخامسة والعشرين ، اعجب بآلانا وأحبها حبا عظيما ، ولم يتوان عن طلب الزواج منها. لا شك أن آلانا أخذت بجماله وراقت لها خصاله ، ولولا زواج أختيها الفاشل ، الوهم الذي سيطر عليها ، وجعلها تشك في جميع حالات الزواج ، والقرار الذي إتخذته بان تبقى عزباء ، لكانت قبلت عرضه بلا تردد ، ولكنها رفضت طلب كونون وصدّته بحزم. قابل عذرها بكثير من الغضب المليء بالشك وعدم التصديق ،عندما قالت أنها لا تريد أن تخوض مجازفة بدورها ، وقد رأت ما حل باختيها وزواجهما الذي تحطم. فقال منفجرا ،وهو يحملق بها غاضبا: " أنت تعنين أن رفضك هذا فقط بسبب فشلهما؟". أجابت : " نعم كونون ، هذا ما أعنيه بالضبط". وأخذ كونون يحاول جاهدا إقناعها قائلا : " إنني أحبك آلانا ، وأنا أشعر بأنك ستحبينني أيضا ، زواجنا سيكون موفقا ، وافقي على طلبي ، وسأتجاوزهذا الرفض ، سأعاملك بكل الحب واللطف والرقة كما تحب الفتيات الإنكليزيات ، دعينا نتزوج وأذهب بك الى جزيرتي ، جزيرة رائعة الجمال ، خلابة المناظر ، جزيرتي هي الجنة بعينها ، هناك النخيل والأزهار ، والجبال ، والبحر الأزرق الناعم ، هناك بيتي ، فيللا ليس هناك ما يضاهيها روعة وجمالا". توقف لحظة ثم أضاف بإبتسامة مشجعة: " دعيني أجعلك سيدة تلك الفيللا ، ارجوك يا آلانا ، أنا اطلب منك برجاء أن تقبلي الزواج مني". ولكن آلانا بقيت قاسية القلب لا تلين. | ||||
31-01-12, 08:34 PM | #6 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| لم تحفظ إسم الجزيرة، وكثيرا ما كانت تعجب إن كان كونون يعني بالفعل ما وصف به جزيرته ، أم أنها كباقي الجزر العديدة المنثورة تتألق كالأحجار الكريمة فوق مياه بحر إيجة الزرقاء؟ كم كانت تتمنى ان تعرف ، كيف اصبح كونون الآن ، وما فعلت به السنون ؟ هل تزوج؟ هل كوّن أسرة؟ وإن كانت في نفسها تظن انه قد تزوج ، فهو شاب تتهافت عليه الفتيات ، بالإضافة الى أنه ورث أباه بعد وفاته ، وأصبح واحدا من أغنى أغنياء اليونان ، هذا ما علمته من ماكس الذي كان يعرف حكايتها مع كونون. " الانا.....". قطع صوت ماكس المنخفض الواضح على آلانا تأملاتها فرفعت اليه نظراتها مبتسمة ، وتابع: " لقد سألتك اهم سؤال في حياتي ، آلانا ، هل تقبلين الزواج مني؟". هزت رأسها وهي لا تزال تبتسم له إبتسامة حلوة عذبة ، وقالت : " أأتزوج من مغازل مثلك؟ عليك ألا تبحث في امر الزواج مطلقا ، فمثلك لن يكون زوجا مخلصا ابدا". " حقا لي علاقاتي العاطفية الكثيرة كما تعلمين ، ولكنني الآن اصبحت في السابعة والثلاثين ، ومستعدا للإستقرار ، وإنجاب عدد من الأطفال ، وأنت ، آلانا ، اصبحت في السادسة والعشرين ، وآن الوقت الذي فيه تستقرين ،وتكوّنين أسرة". " انت تعرف رأيي من ناحية الزواج". " يا ألهي ، ألا زلت تتشبثين برايك ، بسبب فشل زواج اختيك؟ دعينا الان من قصتهما ، ولنبحث في أمر أنفسنا ، ولا يجب أن ندع أخطاء الاخرين تنعكس على حياتنا". " انا لا أستطيع ان أتزوج ، ماكس ، أرجوك ، إنس أنك سالتني ذلك ، دع صداقتنا المتينة التي دامت ما يقرب من السنوات التسع ، على ما هي عليه". " كان هناك فاصل في هذه الفترة ، وإن كنت اكره ان أذكّرك به ، ذاك الفاصل هي فترة زواجك". " كفى ! ". صرخت آلانا وقد صعد الدم الى وجنتيها ، وتابعت: " إنه لقبيح منك أن تذكّرني بذلك !". وتوقفت عن الكلام تستعيد بعض المشاهد من حياتها مع ذاك البغيض ، هوارد بيومنت ، ثم أضافت: "كانت مجرد فترة قصيرة حررتني منها رحمة القدر". " تحرر سريع ومحظوظ ". وغرق ماكس في خضم افكاره ، وعيناه الزرقاوان عالقتان بآلانا ، فلاحظ حمرة خديها التي كانت كافية لتزيد من جمال قسمات وجهها ، إرتفاع خديها ، غمازة ذقنها ، نعومة عنقها ، عيناها الزرقاوان الواسعتان ... كل ما فيها في منتهى الروعة. وبعد فترة قصيرة عاد الى الكلام: " إنها اربعة شهور فقط ، نعم لقد كان الحظ حليفك ، آلانا". كانا في قاعةالإنتظار في فندق سافوي ، ينتظران عميلا يأمل ماكس ان يبيعه فيللا في مالطة ، فحدقت آلانا في وجهه وقد ملأت المرارة والكآبة عينيها الجميلتين ، وهي تقول: " هل تظن ذلك يبدو أنك نسيت سبب زواجي ، نسيت أنني أجبرت على ذلك الزواج من ذلك الرجل فاقد الضمير ، المجرد من المبادىء الأخلاقية. قطب ماكس ما بين حاجبيه وقال: " أظن أنني نذل ، في نبش هذه القصة الان ، أو في أي وقت آخر ، ولكنني اردت فقط أن أذكّرك ، أنك تزوجت من قبل...". قاطعته آلانا غاضبة: " هل تظن أنني بحاجة الى تذكير؟". توقفت عن الكلام وقد تمثلت صورة كونون أمام عينيها ، عندما رفضت طلبه الصادق المتحمس ، لا شك أن الأقدار كانت تقف ضدها وتركتها تتمسك بقرارها ، أن تبقى وحيدة ، ثم تساءلت في نفسها ، ترى هل عرف كونون أنها تزوجت أخيرا؟ تملكها شيء من الخوف وهي تتخيل غضبه وهياجه إذا عرف ذلك ، كما إرتجفت لتصورها إدانته المروعة لها ، والتي تستحق في نظره ، الحكم عليها بالموت. الزواج ! يا لها من سخرية ، من البداية حتى النهاية ، سبب رهيب هو الذي إضطرها ان تقبل بما عاهدت نفسها أن ترفضه مدى حياتها ، ولكن القدر يحكم على المرء أحيانا بما لا يطيق. نعم لقد تزوجت آلانا ، تزوجت لأنه لم يكن أمامها إلا أن تفعل ذلك ، من أجل أخيها التوام. حدث مرة ان أخاها كان في عطلة جامعية ، فعمل مع هوارد بيومونت التاجر والممول المشبوه ، وسوس له الشيطان ، فإختلس مبلغا من المال ، وإكتشف هوارد الأمر ، وصمم أن يقدمه للقضاء. جاء داريل الأخ الى اخته بالدموع ، وعلى الفور ، صممت آلانا ان تقابل هذا المدعوهوارد بيومونت. كان هوارد رجلا بدينا ، ذا سمعة معروفة مع النساء ، سرعان ما عرفتها آلانا ، مترهل الجسم ، له أنف منتفخ ، وشفتان غليظتان نتنطقان بالشر ، وعينان ضيقتان مليئتان بالخبث. راته شخصا مثيرا للإشمئزاز ، اكثر من أي مخلوق على وجه الأرض ، وبالتأكيد مقابل طلبها ، طلب من آلانا الزواج...... تطلعت آلانا نحو ماكس ، ورأت تطلعاته المتسائلة ، التي تجاهلتها وهي تتذكر مقابلتها الأولى مع هوارد بيومونت. كم عانت آلانا من المرارة وأحتراق القلب ، والخوف المريع قبل أن تقرر قبولها النهائي لطلبه ، وكانت صحة والدتها المتدهورة سببا في تعجيل إتخاذها ذاك القرار ، فقد كانت تعاني مرضا في القلب ، يمكن ان يقضي عليها إذا تعرضت لصدمة ، وعرف هوارد ذلك وراح يهدد آلانا بالذهاب الى امها وإخبارها بقضية أخيها. اخبرها هوارد أن عقوبة أخيها السجن لمدة خمس سنوات على الأقل فهو قد زوّر أكثر من تسع شيكات ، بالإضافة الى انه إختلس من خزنته الألوف من الجنيهات ، خسرها جميعها في مضاربات هوجاء ، ولا شك أن هذه الرواية ستقضي على الوالدة. | ||||
01-02-12, 08:36 PM | #8 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| كان ماكس يتحرك بقلق ينتظر ردا على سؤاله الذي طرحه عليها ، وعاد يسألها: " أنا أسالك لماذا تزوجت من هذا الرجل؟". " أظن أنني المحت لك عن ذلك". " تلميح ! قلت انك أجبرت على الزواج ، وهذا كل شيء ، أما لماذا أجبرت ، فأنا لا زلت اجهل ذلك". لاحظت آلانا شيئا من الإستياء والغضب في نغمة صوته ، وتذكرت رفضها الخوض في مسألة زواجها ، بعد ان المحت له بالسبب ، ولكن يبدو ان تلميح آلانا لم يكن سهل القراءة ، ولذا أجابت: " اخي هو السبب". قررت آلانا أن تخبره بكل شيء ، خصوصا أن أخاها الان في أميركا ، يعمل كمستشار في مؤسسة مرموقة ، وعلى اية حال فإن آلانا تثق بماكس وتأتمنه على أهم اسارها ، وتابعت: " مرة عمل أخي مع هوارد اثناء إحدى العطل الجامعية ، فسرق منه بعض المال ، واسوا من ذلك فقد زور بعض الشيكات". " يا الله ! لم أكن أوقع شيئا من هذا ! ولو عرفت لكنت قدمت المساعدة ". سكت لحظة ثم تابع وفي صوته رنة عتاب: " آلانا لماذا لم تأتي الي؟". " كنت أتيت لو حصل ذلك الآن ، اما في ذاك الحين... ماكس ، كنت موظفة جديدة عندك". ظل الغضب والإستياء باديين على وجهه ، وقال : " لماذا بحق السماء لم أصر على معرفة السبب في حينه؟". هزت ألانا كتفيها وقالت : " لم يعد الأمر مهما". " الان ليس مهما ، ولكنه كان كذلك في ذاك الحين ، فكري فط لو أنه لم يصب بذاك الحادث.... او أنه لم يمت ، كم كنت ستعانين ، مع أنه كان يمكنني ان أمنع ذلك". " ماكس لم كل ذلك ؟ فالقصة إنتهت ومضت وأصبحت الان تاريخا ، فلماذا تلوم نفسك الى هذا الحد؟". إنطلقت من ماكس ضحكة رقيقة وقال: لا لشيء ، الحق معك". سكت ماكس لحظة ، اشار خلالها لأحد المستخدمين يطلب بعض المرطبات ثم قال يذكّر آلانا: " إنك لم تجيبيني على سؤالي الأساسي ، ألانا ، حقا إنها غلطتي ، فانا الذي خرجت عن الموضوع ، ومرة أخرى ، هل تقبلين الزواج مني ؟ فكلانا يعرف الآخر معرفة تؤكد أن زواجنا سيكون موفقا". سألت آلانا بإستغراب: " وهل هذه المعرفة تكفي ؟ ألا يجب أن يحب أحدنا الاخر؟". " أظن انني احبك.....". أفترت شفتا آلانا عن إبتسامة حلوة عذبة وهي تقول: " تظن ؟ إنني أتساءل كم من الزيجات نجحت في مثل هذه الحال؟". " على الأقل أنا صادق". ثم سكت برهة ، وقد أشرق وجهه بإبتسامة رقيقة ، نظرت آلانا اليه متفحصة ، فقد كان وجهه مريحا كالمعتاد ... عريض الجبين ، ذا شعر اشقر خفيف ، ولم تستطع آلانا ان تنكر ولو بينها وبين نفسها أنه رجل جذاب مما جعله محبوبا عند النساء ، كان أنيقا في ملبسه ، يملك سيارة فخمة فضية اللون وبيتا على أحدث طراز مفروشا بأجمل الأثاث ، تحف به جنائن فسيحة رائعة الجمال ، كما أن هناك مسبحا فسيحا رائق المياه مدهونة أرضه وجوانبه بلون أزرق صاف أخاذ ، وهو يمتلك ايضا كثيرا من ال****ات الأخرى هنا وهناك. تابع ماكس كلامه قائلا: وماذا عن مشاعرك نحوي ؟ أنت لا شك تميلين الي ، ألا تظنين أنه بشيء من المحاولة ، يمكنك أن تشعري نحوي بنوع من العاطفة؟". بقيت الإبتسامة تعلو شفتيه ، وأيقنت ان رفضها سيغضبه أكثر مما يؤلمه ، فقالت : " لن أتزوج أحدا يا ماكس". كان صوتها هادئا كعادته وهي تضيف ، أنه يضيع وقته سدى ، وإذا كان بالفعل يريد الزواج ، فهناك عشرات النساء ، يمكنها أن تسميهن له ، يسعدهن أن يتقدم اليهن بهذا الطلب. " هل أنت جادة برفضك؟". فأجابت بشيء من الغضب: " عزيزي ماكس ، لا شك أنك ترى ذلك". أخذا يشربان ما قدم لهما ، وماكس ينظر الى الكأس التي بيده ، متفاديا نظرات آلانا ثم قال : " إذا تزوجت إمرأة أخرى ، فإنها ستعترض على وجود سكرتيرة جميلة جذابة مثلك معي". نظرت ألانا اليه بإرتياب وقالت : " هناك إمرأة في ذهنك". صمتت لحظة ثم تابعت : " وأنا لدي فكرة عمن تكون ". " حاليا أنت المرأة التي في ذهني". " ولكن هناك أخرى تاتي في المرتبة الثانية ، اليس كذلك؟". خرجت من صدر ماكس تنهيدة خفيفة ، ورفع الكأس الى شفتيه ، وفجاة نظر الى ساعة يده ، وقال بإنفعال: " أين ذاك العميل الذي ننتظره ؟ لماذا تتأخر النساء هكذا دوما عن مواعيدهن؟". " لأنهن يبذلن وقتا أطول في العناية بمظهرهن". " في هذه الحالة عليهن ان يبدأن بالإستعداد في وقت مبكر". كان إقتراحه منطقيا ، ولكنه عاد يقول: " على اية حال ، دعينا نعود مرة أخرى الى السؤال الهام في قضية زواجي ، فقط كنت اقول ... أنه إذا تزوجت من غيرك فساقع في مشكلة إذا إحتفظت بك". " عندئذ ستستغني عني ، أليس كذلك؟". نطقت بتلك الكلمات بهدوء ، ولكن فكرة تركها ماكس أزعجتها كثيرا ، فهي لم يسبق أن قامت بعمل آخر ، ومن الممكن ألا تعرف شيئا من أعمال المكاتب الأخرى. لقد سافرت آلانا كثيرا مع مديرها ، مما هيأ لها معرف بلدان عديدة، فكان ذلك ممتعا لها وباعثا على إسعادها ، وماكس لم يحدث مطلقا أنه وجد خطأ في أي عمل قامت به . | ||||
02-02-12, 11:52 PM | #10 | ||||
نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة
| كان يستشيرها ويعتمد عليها في أمور كثيرة ، حتى انه كان يقول انه لن يرى أية سكرتيرة أخرى تستطيع أن تمل مكانها بنجاح. وبعد فترة صمت قصيرة ، عادت تقول : " أنا لا ارغب في التفكير بانك ستتزوج إمرأة تغار مني". " إذن إقبلي بي ، آلانا ، ودعينا نستمر معا الى الأبد". رفعت آلانا حاجبها المقوس الناعم ، ونظرت اليه قائلة: " الى الأبد؟ظننت انك تريد أن تنشىء اسرة". " بالتأكيد ، وسيكون لنا طفل أو إثنان ، إن رغبت". " آسفة ماكس ، لن يغريني أي شيء ". قطب ماكس حاجبيه وتأوه ، ثم قال بيأس : " أظن انه من الأفضل ان اتخلى عن فكرة الزواج". نظر اليها ، الى شعرها العسلي الطويل ، وعينيها الأخاذتين ، ووجهها الذي يفيض نضارة وجمالا ، الى يديها الناعمتين ، أظافرها اللامعة ، ثم اضاف: " شيء جميل ان يكون لي إبن وريث ، فأنا املك مالا وفيرا ، ولكن ليس لي من أتركه له ". " قلت الحق ، شيء جميل أن يكون لك إبن". قالت ذلك توافقه على رأيه ، وهي تذكر أنها في كثير من المرات كانت ترى ماكس يداعب ابناء الآخرين ، وتابعت: " الواقع كما قلت ، فليس لك من تترك له أموالك". " والأعمال العظيمة التي حققتها ، وبنيتها بنفسي ، حتى أصبحت من أفضل الشركات التي من نوعها وأكثرها إحتراما في لندن ، أفليس من المحزن أن تنهار بعد رحيلي؟". فقالت له بلطف: " أمامك متسع من الوقت ، فانت لا زلت في أوج الشباب ، وستبقى فتيا ولو بعد عشر من السنين". لوى شفتيه ، وقال: " لن أكون فتيا بالقدر الذي تظنين ، سأكون في السابعة والأربعين ، يا عزيزتي". " هذا العمر ليس متقدما بالنسبة للرجل ، فهذه الأيام تختلف عن أيام القرون الوسطى". " شكرا لك على مجاملتك ولو أنني أشك فيها". لم تقل ألانا شيئا ، وبعد فترة صمت عاد ماكس يقول لها ، أن هناك في ذهنه إمرأة أخرى يمكن ان يتزوجها ، إذا إستمرت هي على رفضه ، وتابع وقلبه يخفق بالأمل: " ولكن سأنتظر ن فمن المؤكد ان تغيري رأيك". ولكن أمله مات والى الأبد عندما هزت راسها بالنفي ، وهي تؤكد له قائلة: " لن يكون الزواج من نصيبي ، ماكس ، فأنا فتاة عزباء ، واريد أن أبقى كذلك على الدوام". والآن جاء دور ماكس ليهز راسه ، وكأنه كان مكرها على تلك الإيماءة ، وكذلك الكلمات التي فاه بها بعد ذلك ، كانت تبدو كأنها تخرج من فمه عنوة ، وهو يقول: " سوف تقعين في الشبك في يوم من الأيام، يا فتاتي ، وبما انني متأكد من ذلك ، فعلي أن أخطط منذ الان ، لليوم الذي ستتركينني فيه". " ماكس ، ارجوك ، كن عمليا ، أنت تعرف جيدا أنني لا أريد أن أتركك ، وإذا حصل وذهبت ، فهذا يعني أنك أنت الذي تريد ذلك ، وهذا ما ستفعله إذا تزوجت من مارلين تشاندلر...". " كيف عرفت ان هذه هي التي اعنيها؟". " لأنها هي التي ما زالت تحوم حولك ، ولأنها الوحيدة التي تظهر غيرة مني ، أما الأخريات فقد كن يقبلن بي منذ البداية ويقتنعن بوجودي هنا ، ويبدين لي المودة في كثير من الأحيان". توقفت ألانا قليلا عن الكلام ،وهي تطيل النظر في وجهه ، ثم تابعت: " ماكس ، أنا لا أقصد ان اقول شيئا ينتقص من قيمة مارلين ، ولكن كل ما أريد قوله ان غيرتها كانت دائما بادية للعيان". " أظن أنك لا تعتقدين أنها مناسبة لتكون المرأة الثانية في ذهني". إبتسمت ألانا وهي تفكر في مارلين الفاتنة ، وتتساءل ، ماذا سيكون تأثير هذه المناقشة عليها لو كان بإمكانها أن تسمعها ؟ وقالت: " ماكس ، إنها مشكلتك ، انت الذي تعرف إن كانت مارلين مناسبة لك أم لا ". صمت قصير مر بينهما ، ثم تابعت: " إن نظرة النساء للنساء تختلف عنها عند الرجال ، مارلين لا تحبني ، وهذا لا يعني أنها خبيثة أو حقودة ، او أي شيء آخر من هذا القبيل، من الممكن ان احس نحوها بالمثل ، لو كنت مكانها". سكتت ألانا برهة ، ولما لم تسمع منه تعليقا على كلامها ، اضافت قائلة: " نعم ، يجب أن نفترق إذا تزوجت منها ، وكذلك يجب ان أبدأ بالبحث عن وظيفة". قطب ماكس حاجبيه ، وخرجت من صدره تنهيدة حرّى ، ثم قال : " لا بد انني ساتزوج في يوم من الأيام". " إنك لم تجبني على سؤالي". خرج صوتها لطيفا ناعما ، وهي تتابع وتسأله: " هل أبحث عن وظيفة أخرى؟". خيّم عليهما صمت طويل ، ثم قال متذمرا : " إذا جاء أحد ، فلن أقف في طريقك ، ولكنني أريدك ان تبقي أطول مدة ممكنة". " إذن ستتزوج مارلين ، أليس كذلك؟". " نعم ، أظن ذلك". " في هذه الحالة ، من الأفضل أن أبحث عن وظيفة منذ الآن ، لأنه في اللحظة التي ستلبس فيها مارلين خاتم الخطوبة ستطلب منك ان تتخلص مني". ولما لم يبد ماكس إحتجاجا سريعا على ذلك ، كان من الواضح انها لم تخطىء الحكم ، بالنسبة الى إمتعاض مارلين من مكانة ألانا عند ماكس وصداقته لها. | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|