آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          بقايـ همس ـا -ج1 من سلسلة أسياد الغرام- للكاتبة المبدعة: عبير قائد (بيرو) *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          أهواكِ يا جرحي *مميزة & مكتمله* (الكاتـب : زهرة نيسان 84 - )           »          586 - حب لايموت - صوفي ويستون - ق.ع.د.ن ( عدد حصري ) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          602 - عودة الحب الى قلبي - كارول مورتيمر - ق.ع.د.ن *** (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          صفقة طفل دراكون(156)للكاتبة:Tara Pammi(ج2من سلسلة آل دراكون الملكيين)كاملة+رابط (الكاتـب : Gege86 - )           »          عالقة بشباك الشيطان (105) للكاتبة: Carole Mortimer *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )           »          معذبتي الحمراء (151) للكاتبة: Kim Lawrence *كاملة+روابط* (الكاتـب : Gege86 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-08-09, 02:59 PM   #21

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
افتراضي


نهاية الفصل الثالث


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 01-08-09, 03:02 PM   #22

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دينا راغب مشاهدة المشاركة
يعطيكِ العافية عزيزتى

اختيار موفق


الله يعافيك ويسلمك عزيزتي دينا
شكرا على المرور نورت الموضوع


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 01-08-09, 05:32 PM   #23

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

سلمت الايادي ياقمر ..بانتظار التكمله

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 03-08-09, 01:45 PM   #24

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 4 ـ إنذار القلب

4 ـ إنذار القلب

بعد صنع رجل ثلج مع ميلودي، وتحضير حساء حار وكعك طري مدهون بالزبدة، شعرت كيم بتحسن قليل.
وقفت عند الحوض تغسل أواني الشاي بعد أن أرسلت ميلودي إلى غرفتها لترتبها، فاعترفت بأنها تصرفت بشكل بالغ الحماقة لأنها وقفت هناك كشخص فقد إدراكه، وراحت تحدق في وجهه. ولكن ربما لم يكن يعلم ما تفكر فيه!
ذلك أنها هي نفسها لم تدرك ذلك إلا بعد أن أحجم عن معانقتها.
تنهدت بخفة وهي تنظر من النافذة إلى الحديقة الخلفية بعينين لا تريان، وبادلها الرجل الثلجي التحديق بعينين لا تطرفان.
الشيء الجنوني هو أنها لم تكن تريد منه أن يعانقها، خاصة في وضح النهار. كان هذا آخر ما تريده، فحتى لو لم يكن لوكاس كين رئيسها، لما فكرت في أن تنشئ معه علاقة ولو بعد مليون عام... لا هو ولا غيره. وخصوصا هو. فهو رجل مستبد، وبالغ القوة جسديا وذهنيا، وبالغ القسوة والبرودة والسخرية. وهو جذاب للغاية، بذلك حدثها صوت ضئيل في داخلها، ومدفوعا بضميرها الصادق.
آه.. مهما يكن... وغطست يديها في ماء الصابون الساخن، غاضبة من نفسها ومن لوكاس كين ومن العالم أجمع. لم تعد تفهم نفسها، وتلك هي المشكلة، أو ربما لم تعد تثق بنفسها. فهو لم يتقرب إليها... وفي الواقع، أظهر بوضوح، بعد ظهر ذلك اليوم، أنها لا تجذبه أكثر مما تجذبه ورقة خس... وهكذا عليها أن تتقبل فكرة أن المشكلة كانت مشكلتها هي وحدها.. وخفف هذا الإدراك عنها قليلا.
لسبب ما، كان تأثير لوكاس فيها أكثر من تأثير أي رجل آخر من قبل.
وجمدت يداها مرة أخرى وشردت عيناها. عليها إما مواجهة الحقائق وكبح مشاعرها الحمقاء، والحرص على ألا يتكرر ما حدث بعد ظهر هذا اليوم، وإما ترك العمل. كان الأمر بهذه البساطة. وإذا هي تركت العمل، فسيكون معنى ذلك الوداع للراتب الرائع، والوداع للسيارة، وربما أيضا الوداع للبيت، لأنها غير واثقة على الإطلاق من أنها ستحصل مرة أخرى على وظيفة كهذه. أيمكنها حقا أن تجد تبريرا لسلب ابنتها ميلودي ما بإمكانها أن تعده لها من مستقبل لامع؟ لمجرد أنها تجد رئيسها أكثر الرجال جاذبية منذ نزل آدم إلى الأرض؟ لا، ليس بإمكانها ذلك.
وعادت تغسل الأطباق بشكل آلي. عليها أن تذهب إلى العمل غدا وكأن شيئا لم يحدث. لقد اشتغلت ثلاثة أشهر وبإمكانها أن تتابع ذلك، على العقل أن يسيطر على الأمور.
كان رنين جرس الباب راحة لها من أفكارها، لكن حاجبيها ارتفعا وهي تذهب لتفتح الباب. لا يمكن أن يكون القادم سوى ماغي، لكن صديقتها نادرا ما تأتي دون إنذار مسبق. أتراها تشاجرت مع "بيت" مرة أخرى؟ يبدو أن الأمور تتجه من سيء إلى أسوأ، وهي تعلم أن ماغي قد قرب صبرها من النفاد بسبب عدم تمكنه من التصميم على الزواج. يا للرجال! وفتحت كيم الباب مقطبة الجبين.
أساس مشكلتها الحالية والحقيقية كان واقفا أمامها... ومضت لحظة لم تستطع أثناءها إلا الوقوف جامدة تحدق في وجه لوكاس وهي تقلد سمكة في الحوض، فتفتح فمها ثم تغلقه من دون سبب. وسمعته يقول ببرودة:" آسف لقدومي إلى بيتك بهذا الشكل، لكنني حاولت الاتصال بك منذ قبل السادسة. أظن أن الجو وتساقط الثلج مؤخرا قد عطل بعض خطوط الهاتف"
وحدقت إليه بجمود. لم تسمع رنين الهاتف منذ دخولها إلى البيت، وإن يكن نادرا ما يرن في الواقع.
سألها بصبر:" هل يمكنني الدخول؟"
فهتفت:" ماذا؟"
ثم تداركت نفسها وقد احمر وجهها: "آه، نعم. طبعا تفضل بالدخول"
بدا أسمر، كبير الحجم بشكل لا يصدق في البهو الصغير المدهون بلون القشدة. وعندما أشارت له بالدخول إلى غرفة الجلوس، أبقت بينهما مسافة، ثم انتقلت إلى الناحية الأخرى من الغرفة حالما تمكنت من ذلك، مبتعدة عن وجوده المثير لاضطرابها.
كان يلبس معطفا قاتم اللون فوق بذلته فزاد ذلك من تأثير مظهر الرجولة الفياضة منه، ما جعلها تتلعثم:" ألا... ألا تتفضل بالجلوس؟"
شكرها، ثم فك أزرار معطفه وجلس على الكرسي الذي أشارت إليه واضعا ساقا على أخرى بشكل رجولي تماما. ظنت أنها بحاجة إلى أربع عشرة ساعة على الأقل قبل أن تستطيع مواجهته مرة أخرى.
الذكرى المحرقة لما حدث بينهما بعد الظهر، وخفقان قلبها العنيد أخرسها تماما. لماذا هو هنا؟
وإذا بلوكاس يجيب عن السؤال الذي لم تتلفظ به قائلا بهدوء وبصوت جامد:" كنت أبحث عن التقرير المالي الذي أحضرته كلير اليوم. لقد وضعت عليه ملحوظة أطلب فيها منك أن تتثبتي من رقمين فيه، وافترضت أنك أجلت ذلك إلى الغد، لكنني عندما بحثت عنه على مكتبك لم أعثر عليه. وأنا بحاجة إليه لكي أنهي العمل عليه الليلة مع ملف كلاركسن "
ـ التقرير المالي؟ كان مع الأوراق التي أخذتها إليك بعد الظهر.
فقال بنفس الصوت الفاتر:" أعلم هذا. لقد نظرت فيه ووضعت الملحوظة ثم أعدته إليك مع الرسائل التي ستُرسل الليلة"
تابعت التحديق فيه، لكن ظنا فظيعا أخرسها عن الكلام.
لم يتغير التعبير في عينيه الفضيتين، كما لم يتكلم مرة أخرى. ولكن، بشكل ما، ورغم مظهره الهادئ الجامد، أدركت أن الظن نفسه ساوره. فسألته بفتور:" هل أنت واثق من أنك أعدته إلي؟"
فأومأ بالإيجاب.
ـ و... ولم تجده؟
فهز رأسه.
شعرت بالغثيان، وانقلبت معدتها رأسا على عقب. وقالت بتعاسة:" أنا لم.. لم أره"
ـ ماذا يعني هذا؟
أخافتها فداحة هذه الغلطة الشنيعة. لم يكن تفكيرها قويما عندما وضعت الرسائل في أغلفتها وهذا يعني أنها ربما وضعت التقرير في واحد منها. كان التقرير سريا ويشكل وثيقة لعدد من العملاء. فإذا وضع التقرير خطأ في إحدى تلك المغلفات...
لم تحاول كيم المراوغة، بل جذبت نفسا عميقا لم يخفف من عنف خفقان قلبها:" لا بد أنني أرسلته خطأ مع إحدى تلك الرسائل، أنا آسفة للغاية يا لوكاس"
ـ هل لديك فكرة في أية رسالة؟
أرادت أن تغمض عينيها وتعتصر يديها، أو على الأقل أن تتأوه بصوت عال، لكنها هزت رأسها والحزن في عينيها وهي تكرر:" أنا آسفة كثيرا... أنا آسفة حقا... لا عذر لمثل هذا الإهمال. وأنا طبعا، سأستقيل على الفور"
ـ أنا لا أريد منك أن تستقيلي، يا كيم، بل أن تفكري وتخبريني في أي رسالة وضعت ذلك التقرير اللعين
ـ لا أدري.
وجاء قولها هذا بما يشبه النحيب:" قد يكون في أي واحدة منها"
لم يعد صوته جامدا: " بما في ذلك الرسائل الموجهة إلى تيرنرز و بريدون؟"
ـ نعم.نظرت إليه بعجز. كيف أمكنها أن تكون عديمة المسؤولية، ومهملة هكذا؟ إنها النهاية، عليها أن تستقيل، حتى ولو لم يطلب منها ذلك حاليا، فهو لن يثق بها مرة أخرى أبدا.
عبثا حدثت نفسها بأنها كانت تعاني من أسوأ نوبة من الذعر عرفتها في حياتها، وأن السقوط بين ذراعيه ولو للحظات قصيرة، سبب لها من المشاعر ما لم تكن تتصور أنها ستشعر بها مرة أخرى... أو في الحقيقة، لم تشعر بمثلها قط، لأن غراهام، حتى أثناء أيامهما المرحة في الجامعة، لم يلهمها قط مثل هذه المشاعر.
لو يرغب لوكاس كين في سماع كل هذا، حتى لو استطاعت أن تخبره به، وهذا مستحيل بالطبع... وهي تفضل الشنق على ذلك، والغرق، والتقطيع إربا إربا.


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-08-09, 02:38 PM   #25

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 4 ـ إنذار القلب

ـ ماما.
عندما رأت كيم ابنتها واقفة عند العتبة، انتبهت إلى لوكاس وهو يرفع رأسه بحدة، لكنها سارت مجتازة الغرفة وهي تقول برقة:" لا بأس، يا حبيبتي، أنهي ترتيب غرفتك، وسأصعد إليك بعد دقيقة"
ـ لقد أنهيت ذلك.
كانت ميلودي قد أحست بشيء ما في الجو، فلم تقبل الابتعاد دون أن تحتج، فقالت تقاطع أمها وهي تنظر إلى العينين الفضيتين قائلة بصراحة الطفولة:" مرحبا. أنا ميلودي ألن"
ـ كيف حالك يا ميلودي؟ أنا لوكاس كين.
قالت ميلودي باهتمام:" أمي تعمل عندك"
أجابت كيم بلهجة غير عادية أثارت انتباه ميلودي:" هذا صحيح يا حبيبتي. اذهبي الآن واستعدي لأخذ حمامك"
ولسبب ما لم تستطع كيم تفسيره حتى لنفسها، لم تشأ لابنتها أن تتحدث إلى هذا الرجل. أومأت ميلودي التي تراجعت خطوة إلى الردهة لكن طبيعتها الودود وفضولها الطبيعي كانا أكثر مما تحتمل، فرفعت صوتها تخاطب لوكاس:" لقد صنعنا رجلا من الثلج وأكلنا كعكا بالزبدة مع الشاي. هل رأيت رجل الثلج؟"
ـ لم أره بعد لكنني أحب أن أراه. ربما بإمكانك أن تريني إياه بعد أن تنهي حمامك
قال هذا باسما وهو يبتسم لهذه الصورة المصغرة الفاتنة عن أمها الرائعة الجمال.
كان الأمر يخرج من يد كيم:" أنا لا أسمح لميلودي بأن تستحم بنفسها"
قالت هذا بسرعة، وهي تتمنى أن يذهب. فقد ذهبت الرسائل إلى البريد وليس بإمكانها أن تفعل شيئا الليلة لكي تصلح الوضع. ستستقيل، وتذوق الإذلال والتحقير وكل ما سينزله بها من عقاب غدا. لكنها لا تستطيع أن تحتمل رؤيته في بيتها، أو متحدثا إلى ابنتها. ذلك يجعله إنسانا... أكثر مما ينبغي.
ـ يمكنني أن أنتظر.
تحدتها عيناه الفضيتان لقول المزيد، فعلمت كيم أنه قرأ أفكارها مرة أخرى.
ـ ولكن لا بد أنك مشغول جدا...
فكرر قوله بنعومة:" يمكنني أن أنتظر"
ـ هل تحب الكعك بالزبدة؟
بدا واضحا أن ميلودي قررت أن حديث الكبار قد طال أكثر مما ينبغي:" بقي لدينا بعض الكعك ويمكنك أن تأخذ واحدة إذا شئت"
رفع لوكاس بصره من وجه ميلودي الحلو القاتم العينين إلى وجه أمها المذعور. ولاحظت هي أن فمه ملتويا وعينيه الفضيتين تلمعان بتسلية خفية وهو يقول بجد بالغ:" أنا أحب الكعك بالزبدة كثيرا. وبما أنني لم أتناول الشاي بعد، فهذا يبدو لي عظيما"
( عظيم) إنها ليست الكلمة المفروض أن يستعملها. ونظرت بعجز، إلى ميلودي، ثم إلى لوكاس الذي كان يبادل ابنتها الضحك، فأدركت أن هذين الحاذقين قد أخرجاها من حسابهما.
تمتمت بضعف:" ألم تأكل بعد؟"
فقال ساخرا:" لا يا كيم. لم آكل"
لم تصدق هذا! أي شيء في العالم جعلها في هذا الوضع؟
أخذت تسأل نفسها بقنوط وأضافت:" لدينا حساء ساخن وخبز وكعك بالزبدة والمربى"
استطاعت أن تقول هذا بشيء من الوضوح بالرغم من الشعور بالاختناق:" ولكن بإمكاني أن أحضر عجة أو بيتزا إذا شئت"
ـ بل حساء وكعك بالزبدة هو ما يعجبني.
كان يتحدث معها لكنه يبتسم لميلودي أثناء ذلك وهذا ما خطف أنفاس كيم.
رأت أن تعد طعام لوكاس قبل أن تأخذ ميلودي إلى الحمام، لكنها لم تشأ أن تترك ابنتها مع رئيسها. لم تشأ لهما أن ينسجما مع بعضهما البعض... أن تحبه ميلودي. كانت أفكارها تتسارع، فهي تريده منفصلا تماما في ذهنها. تملكها الذعر ولم تجرؤ على التساؤل عن السبب. كل ما كانت تشعر به هو أن هذا ضروري.
ـ أتريدين أن تأتي لتساعديني على أن نجهز الصينية للسيد كين؟
وبالرغم من رقة صوت الأم، أدركت ميلودي أنه طلب وليس سؤالا، فأومأت مطيعة.
انتبه لوكاس إلى ما تعنيه كيم بقولها ( السيد كين)، لكن عينيه تابعتا الابتسام للفتاة الصغيرة:" شكرا يا ميلودي، وأنا متشوق إلى رؤية رجل الثلج فيما بعد"
ـ كن مرتاحا وسأحضر لك قهوة حالا.
فاجأتها ذكرى حية لغراهام وهو يجرع نصف زجاجة فودكا، ثم يستغرب لماذا رفضت أن يأخذها مع ميلودي في السيارة إلى المتاجر. وقد انتهى ذلك بمشاجرة عنيفة، وضربها.
ـ كيم؟
لا بد أن شيئا من أفكارها بدا على وجهها، لأن صوت لوكاس كان شديد الاهتمام، فأدركت كيم أنها كانت تحدق إليه دون أن تراه. أحذت تغمغم بأنها نسيت موقد الغاز مشتعلا ثم هرعت إلى الردهة بسرعة مغلقة الباب خلفها.
وبينما راحت ميلودي تثرثر أثناء تسخين الحساء والكعك بالزبدة، كان عقل كيم يغلي. لن يظن أنها غير كفؤة وحسب، بل أنها مهملة في بيتها أيضا. فهي تترك الغز مشتعلا.
أرسلت ميلودي إلى الطابق الأعلى لتبدأ بخلع ملابسها ثم أخذت الصينية إلى غرفة الجلوس. اعترفت بصمت، وهي تدير مقبض الباب بأن الأمر سخيف حقا، ولكن الطريقة السهلة التي انسجم بها لوكاس مع الطفلة أزعجتها. وهو يزعجها دوما، لكنها لم تتوقع أن يعرف كيف يتحدث إلى الأطفال. كانت تظنه، مع الأطفال، أكثر برودة مما هو مع الكبار. لكنه كان مع ابنتها دافئا سهلا وقد تبددت كل صلابته الطبيعية، ولم يعجبها ما جعلها تشعر به.
عندما دخلت إلى الغرفة، كان لوكاس قد خلع معطفه وسترته، وأرخى ربطة عنقه. وعندما نظرت إليه جالسا مسترخيا أمام مدفأة الحطب، شعرت برعشة شملت كيانها.
ـ ما أجملها، كونها نارا حقيقية.
وكان صوته عميقا منخفضا وعيناه لا يُسبر غورهما.
أومأت كيم بتوتر، وهي تراه يستقيم فيي جلسته فشعرت بما يشبه الذعر وعيناها تتسمران على قوته وصلابته وقالت بتوتر:" أصحاب البيت السابقون لم يحبوا التدفئة الصناعية، وحذونا نحن حذوهم"
واحمرت وجنتاها وهي تناوله الصينية:" بوجود التدفئة المركزية البيت دافئ للغاية، لكن منظر النار مريح للغاية في ليالي الشتاء"
أدركت كيم أنها تسرع في كلامها. لكنها كانت من الاضطراب بحيث كان كلامها معجزة.
رائحتها أشبه برائحة التفاح والورد وبودرة الأطفال. أخذ لوكاس يفكر بذلك فيما جسده يتجاوب مع قربها منه بجوع وشغف بالغين، لكنه أبقى صوته هادئا وهو يقول:" هذا يبدو رائعا. شكرا"
ـ هذا أقل ما يمكنني عمله، في هذه الظروف.
انتبهت إلى أن هذا ليس ما كانت تنوي أن تقوله تماما، أو بالأحرى تنبهت لرد فعله على كلماتها البريئة... فقد رفع حاجبيه ساخرا، والتوى فمه مشيرا إلى أنه أخطأ في تفسير جوابها المهذب ما جعلها تفر هاربة من الغرفة كفأرة مذعورة.
حسنا، ما أحسن تصرفه هذا! واستندت إلى الباب الذي أحكمت إغلاقه وقد تملكها القنوط والانزعاج لعدم كفاءتها. إن الأحوال بينهما تتحول من سيء إلى أسوأ.
لم تخفف ميلودي كثيرا من سوء الوضع عندما جلست في حوض الحمام وأخذت أمها تساعدها في غسل شعرها، إذ قالت: " أنا أحب لوكاس"
كان هذا بيانا واضحا. وكانت ميلودي معتادة على البيانات الواضحة ونادرا ما كانت تغير رأيها.
فقالت كيم بصوت بالغ الهدوء:" السيد كين يا حبيبتي، يجب أن تدعيه السيد كين"
غضنت الصغيرة أنفها بحيرة:" ولماذا؟"
ـ لأن.. لأن هذا من باب التهذيب لأنه رئيس ماما.
ـ أنا إذن أحب السيد كين. وأنت يا ماما؟ هل تحبين السيد كين؟
ـ طبعا أحبه. هل تريدين البيجاما برسوم الدببة، أم برسوم الأزهار، هدية الميلاد من العمة ماغي؟
نجحت في إلهاء الطفلة، فقد كان هذا اقتراحا هاما يستدعي التفكير.


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-08-09, 03:06 PM   #26

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 4 ـ إنذار القلب

مضت عشر دقائق قبل أن تقود كيم ميلودي كملاك في بيجامتها المزينة بأزهار زرقاء صغيرة إلى غرفة الجلوس لتحيي لوكاس تحية المساء، ولكن كان لدى لوكاس وابنتها رأي آخر.
ـ أعجبتني بيجامتك.
كان هذا أول ما قاله لوكاس لميلودي، وما كان لأي شيء آخر أن يزيد احترامه في عيني ميلودي.
فاشتبكت عيناها الداكنتان الكبيرتان بالعينين الفضيتين:" اشترتها لي العمة ماغي. وبابا نويل اشترى لي خفي هذا وهدايا كثيرة كثيرة"
لوى لوكس وجهه بشكل مضحك:" يا لك من محظوظة. فهو لم يحضر لي شيئا"
ضحكت ميلودي بشكل تآمري:" هذا لأنك رجل كبير يا للغباء!"
ـ هل هذا هو السبب؟ لقد استغربت ذلك.
ازدادت ميلودي ضحكا. واقتربت لتقف بجانبه واضعة يدها على ركبته:" يمكنك أن تأخذ إحدى حبات الشوكولا التي عندي إذا شئت. عندي علبة كبيرة وأمي تسمح لي بواحدة فقط كل ليلة لأنها لا تريد أن تتسوس أسناني"
ـ يا لأمك الحكيمة!
كان لكل ذلك وقع الإنذار في ذهن كيم، ولكن قبل أن تستطيع قول شيء، كان لوكاس قد انحنى وحمل ميلودي يضعها على ركبتيه وهو يقول بصوت كالهمس:" ما أريده منك حقا هو أن تريني رجل الثلج فهل هذا يناسبك؟"
ـ نعم.
ولفت الطفلة ذراعيها حول عنقه تبادله الهمس:" اسمه لسيد ثلج. أنا أسميته بذلك"
ـ ليس هناك ما هو أحسن من هذا الاسم.
لم يعجب هذا كيم، لم يعجبها البتة. كانت قد مشطت ضفيرتها، وارتدت بنطلون جينز وكنزه قبل أن تذهب إلى الحديقة مع ميلودي. والآن ربطت إلى الخلف شعرها الكث، وقالت بصوت حاد:" أري السيد كين رجل الثلج، ثم إلى السرير يا حبيبتي"
فقال بصوت هادئ:" بل لوكس. يمكنك أن تناديني باسمي لوكاس يا ميلودي"
شيء ما في لهجته جعل قلب كيم يخفق.
ـ لكن ماما قالت...
والتفتت ميلودي إلى أمها مشوشة الذهن، فسألها لوكاس بنعومة:" نعم؟ ماذا قالت أمك؟"
ـ قالت إن علي أن أدعوك السيد كين لأن هذا أكثر تهذيبا..
فقال لوكاس بنفس النعومة:" ماما على حق. ولكن بم أنني طلبت منك أن تناديني لوكاس، فهذا عمل مهذب. اتفقنا؟"
ـ اتفقن
وأخذت تتلوى بسرور، مفتونة به بشكل واضح، أما كيم فأخذت تصرف بأسنانها غاضبة. ماذا يظن نفسه وهو يرابط هنا يأكل كما يشاء ويعاكس إرشاداتها لابنتها؟ ثم تذكرت سبب زيارته فتلاشى غضبها بالسرعة التي أتى بها.
لقد اقترفت غلطة لا تغتفر، ولديه كل العذر في أن يقتحم بيتها كالعاصفة هذه الليلة. لكنه، بدلا من ذلك، يبدو هادئا متعقلا بشكل محير. لم تكن تعلم ما سيقوله لها عندما يصبحان بمفردهما. لكنها لن تخطئ موقفه أمام ابنتها لأنها مدينة له بشيء من حرية التصرف.
بقيت تكرر هذا لنفسها بينما كان يقف، ثم يلف ميلودي بمعطفه قبل أن يخرجوا، هم الثلاثة، لزيارة السيد ثلج. وكانت ذراعا ميلودي تطوقان عنق لوكاس، لكن كيم رفضت طلب ميلودي أن يقرأ لها لوكاس حكاية قبل النوم.
ـ لا حكاية هذه الليلة يا حبيبتي.
واستلمت ميلودي من لوكاس حالما أصبحوا في أسفل السلم بعد عودتهم إلى البيت، ثم ناولته معطفه بابتسامة متوترة وهي تتابع:" أنا والسيد كين لدينا حديث خاص وهام عن العمل، ولهذا عليك أن تعدي مما بأن تكوني فتاة طيبة وتذهبي للنوم رأسا"
ضمت ميلودي شفتيها باستياء وهي تنظر إلى لوكاس من تحت جفنيها، لكنها عندما رأت الصلابة على وجه أمها، أذعنت ببشاشتها المعتادة.
توقفت كيم عند باب غرفة الجلوس لحظة قبل أن تفتحه شعرة بالغثيان. ثم سوت كنزتها، ومسحت يديها العرقتين ببنطلونها. إذا كان سيصيح بها أو يصرخ، أما ما كان فعل ذلك على الفور؟
عندما دخلت، كان عند النافذة، فقفز قلبها عندما التفت إليها:" لديك ابنة فاتنة. إنها فخر لك"
ـ شكرا لك.
وقفت كيم عند الباب، لا تدري ما إذا كان عليها أن تجلس أم تبقى واقفة. كان هذا بيتها... قصرها الصغير، لكنها شعرت وكأنها ضيفة فيه. كيف جعلها تشعر بذلك؟
ـ ألا تتذكر أباها أبدا؟
لم يكن هذا ما توقعت أن يقوله. وقرأ هو جوابها في إظلام عينيها المخمليتين. ربما ما كان له أن يذكر زوجها مرة أخرى. اعترف لنفسه، لكنه يريد أن يعرف المزيد عن هذه المرأة المتحفظة العسلية البشرة الذهبية الشعر، ولديه شيء يمكنه أن يستغله الليلة وهو شعورها بالذنب بسبب ضياع التقرير. لم يشعر بالندم لأنه فكر في هذه الطريقة، إذ في الأيام الأولى لالتحاقه بشركة الأسرة، كان أبوه قد علمه أن يبحث دوما عن نقطة الضعف في الخصم، ثم يستفيد منها، فوجد في نفسه استعدادا طبيعيا لمثل هذه القسوة.
وكيم هي خصم. وهو لا يعرف تماما كيف حدث ذلك، لكنه كان يعلم هذا بالغريزة. فقد رأته، لسبب ما، عدوا لها، وكان هذا يتعاظم أكثر فأكثر مع كل يوم يمر. ودست يديها في جيبيها:" أبوها؟ لا. إنها لا تتذكر غراهام"
ـ تعالي واجلسي، يا كيم.
وأشار إلى الأريكة بينما عاد إلى كرسيه. ومرة أخرى بدا وكأنها الضيفة وهو رب المنزل.
جلست على حافة الأريكة، ولكن عندما جذب كرسيه نحو الأريكة، جعله هذا قريبا منها للغاية فابتعدت في جلستها، وقالت بصوت رسمي متوتر:" أنا آسفة جدا بالنسبة إلى التقرير، يا لوكاس. إذا كان في المغلف الخطأ فأنا أعلم أي ضرر سيسبب لك هذا... ولهذا ما زالت استقالتي قائمة"
حدق إليها لحظة وهو يميل إلى الأمام ومرفقاه على ركبته. كان حريصا على ألا تلمسها، ولكن عطرها الدافئ ملأ الجو حوله، وكانت حواسه ترى كم تبدو أصغر سنا وشعرها منسدل على كتفيها على سجيته لكن المظهر خداع. فقد كان يشعر بتوترها واضحا.
قال بصوت هادئ عميق أبح قليلا، وبلكنة خفيفة ما سبب الارتجاف لأعصابها:" التحقت بشركة" كين الكتريكال" حال تخرجي من الجامعة. وكنت ما أزال غرا ساذجا لكنني كنت حريصا"
وابتسم لها. فأرغمت نفسها على مبادلته الابتسام وإن لم تتجاوز ابتسامتها شفتيها. وجدت مستحيلا عليها أن تتجاهل رجولته الفياضة.
ـ كان أبي رجلا انكليزيا حذرا أما أمي فكانت امرأة كولومبية مندفعة سريعة الغضب. وهكذا كان علي أن أتعلم كيف ألطف من جينات أمي المتفجرة، وأنحو نحو أبي في طبعه. وقد نجحت في معظم ذلك.
أومأت كيم. إذن لكنته هذه من أمه.
أدرك لوكاس أنه استحوذ على انتباهها، فعاد يقول:" على كل حال، في أول سنة لي في العمل عند أبي، كانت جينات أمي تسيطر. وأنا أفضل هذا التعبير كعذر على حماقة وجهل الشباب. فأقدمت على مجازفة كبيرة للغاية. ولم يكن ثمة ضرورة لها كما أظن، ولكن ربما شعرت بالحاجة إلى إثبات ذاتي. لا أدري. وعلى كل حال، كانت تلك غلطة هائلة كادت تدمرنا، تبدو غلطتك بالمقارنة معها، شيئا ضئيلا تافها ولم أقترف تلك الغلطة مرة أخرى قط"
كان ينظر إليها مقربا وجهه منها، وعيناه تتفحصان وجهها، ثم قال برقة فائقة:" وأنت لن تقترفي مثل هذه الغلطة بعد الآن، يا كيم"
ولأمر ما، أحست بأنه يتحدث عن أكثر من غلطتها بالنسبة إلى التقرير.
سحبت نفسا عميقا، وغالبت دموعا مفاجئة أوشكت أن تسيل من عينيها:" يسرني أن تفكر بهذا الشكل، لكنني أدرك أن هذا مربك لك جدا"
قالت هذا بفتور، وحرصت على أن تبقى ملتصقة بقضية اليوم، رافضة الاعتراف بأي مضمون خفي في ما يقول.
ـ أنا لا أرتبك بسهولة.
وابتسم وقد التوى فمه، دون وعي منه، بشكل ساحر فانحبست أنفاسها.
وهجنار المدفئة، والقوة والدفء والجاذبية التي لا تقاوم والمستمدة قوتها من مغناطيسيته السمراء، كل ذلك كان مغريا للغاية، خطرا للغية، فقفزت كيم، مثيرة دهشتهما معا، قائلة:" قهوة. سأحضر القهوة"
ـ رائع.
كان صوته طبيعيا وهو يقف بدوره ويمسك بيدها من دون أن يظهر على وجهه الغضب الذي شعر به لأنه أحس بها تتصلب مرة أخرى للمسته:" انسبي ذلك إلى زيادة الخبرة، يا كيم. تعلمي، خذي الإيجابي من الأمر ودعي السلبي، ولا تدعيه يعيقك"
كان يتكلم عن أكثر من مجرد العمل. فترددت ثم رفعت رأسها تقابل عينيه بحذر:" قول ذلك أسهل من فعله"
ـ ممكن
شعر بها ترتجف قليلا، فكبح دافعا قويا كان يحثه على أن يأخذها بين ذراعيه معانقا.. صدمته قوة مشاعره، فهو لم يصعب عليه قط التفريق بين المتعة والعمل، بل كان يزدري في الماضي الجمع بينهما.
بدا وكأن حرارة يديه تسربت إليها وسرت في أعصابها وكل كيانها فألهبت جسدها بتيار كهربائي غريب. ماذا سيكون شعورها عندما يعانقها شخص مثل لوكاس كين؟ تخلت عن مقاومة هذه الفكرة التي كانت تتملكها معظم الليالي. إنه يعرف كيف يحرك مشاعر أي امرأة وذك باد في عينيه، في جسده، وفي طريقة سيره وحركاته حتى...
سحبت يدها من يده، مخفية هذه الحركة بضحكة قصيرة متوترة:" هذا لن يجهز القهوة"
يبا للقهوة. وابتسم لها متهكما:" هل يمكن أن أساعدك؟"
أسدل أهدابه الكثيفة السوداء يخفي عنها مشاعره، وكان صوته منضبطا وهو يعود إلى الجلوس:" لا ضرورة للسرعة"
لا ضرورة للسرعة؟ عندما أصبحت في المطبخ، أراحت جبينها على جانب الخزانة البارد، وأخذت تتنفس بعمق لعدة ثوان. وكانت ساقاها ترتجفان ويداها ممتلئتين شوقا من لمسته.
ربما لم يكن مستعجلا، لكنها تريده أن يخرج من بيتها في أسرع وقت ممكن.
كان خطرا. وابتعدت عن الخزانة إلى النافذة تنظر منها إلى حيث كان رجل الثلج يقف بصبر في عالمه الأبيض المتجمد. وتذكرت كيف تعلقت ميلودي بلوكاس وهو يتحمس لما صنعتاه.
خطر جدا جدا! وضاقت عيناها، وشعرت بشيء بالغ البرودة يطفئ الحرارة في داخلها وهي تحضر القهوة.
لو أن غراهام لم يمت حينذاك، لتركته خلال أسابيع، إن لم يكن أيام، على كل حال. ذلك أن شتائمه لها عندما كان يسكر ازدادت فحشا. وحادثة التسوق جرت قبل موته بيوم واحد. كانت حينذاك قد علمت أن نهاية زواجهما وشيكة فهي لن تجازف بتعريض ميلودي للخطر.
لم تعد تحبه في تلك المرحلة. وبقيت أشهرا تمقته ولكنها بقيت معه لأنه هددها بإيذئها وإيذاء ميلودي فيما لو تركته.
وذلك الصباح حين ضربها قطع آخر خيط يربطها بذلك الزواج. صادف أنها هي التي كانت في خط النار حينذاك، وسوف تكون ميلودي في المرة التالية، وهذه الفكرة محبطة بالنسبة لها..
ولكنها لم تعد مضطرة إلى المغادرة، فقد مات غراهام. وبالرغم من كل ما كشفه موته، شعرت بقوة، وبعزيمة على بدء حياة جيدة لابنتها. والحياة الجيدة تعني ألا تعرض ميلودي للخطر مرة أخرى.. ألا تسمح لشخص ثالث بأن يقتحم حياتهما. الأصدقاء شيء آخر، فقد كانت ماغي صديقة رائعة. ولكن، رجل....
لقد ارتكبت خطأ فظيعا في اختيار زوجها، وليس بإمكانها أن تثق بأن ذلك لن يحدث مرة أخرى.
لقد أحبت ميلودي لوكاس، وربما كان لطيفا ودودا معها بسبب حادثة التقرير المالي. لكنها لن تجرؤ على أن تسمح لمثل تلك العلاقة بأن تنمو بينهما.
ستفعل أي شيء لأجله، وتقوم بأي شيء يستدعيه العمل.. فهي مدينة له بذلك على الأقل.. لكنها ستبقيه بعيدا عنها. قد يجعل الأشياء مربكة أحيانا، ولكنها ستجتاز ذلك إذا اقتضى الأمر.
أومأت بحدة لهذه الصورة الذهبية الشعر التي عكستها النافذة، ثم أنزلت الستارة المعدنية فجأة وأخذت تعد صينية القهوة وقد زمت فمها بحزم ما جعله يختلف تماما عن شكله الطبيعي الناعم.



***


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-08-09, 03:07 PM   #27

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
افتراضي

نهاية الفصل الرابع


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 03-08-09, 06:15 PM   #28

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

يعطيكِ العافيه على المجهود وتستاهلي احلى تقييم

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 03-08-09, 09:36 PM   #29

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنوته عراقيه مشاهدة المشاركة
يعطيكِ العافيه على المجهود وتستاهلي احلى تقييم



شكررررررررراا الله يخليكي ليَّ يا بنوتة يا أحلى من طعم التوت
يكفي مرورك وردك فهذا بالنسبة لي أغلى تقييم






na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 01:41 PM   #30

na3no3a
 
الصورة الرمزية na3no3a

? العضوٌ??? » 89513
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 292
?  نُقآطِيْ » na3no3a is on a distinguished road
B11 5 ـ دعوة على العشاء

5 ـ دعوة على العشاء


في الأسابيع التالية، اكتفى بسؤالها باختصار عن ميلودي، مبقيا علاقتهما مركزة على العمل.
كان التقرير المالي قد عاد خلالا يومين من صديق للوكاس، حائر نوعا ما، وكان ذلك أجمل حدث يمكن للوكاس أن يتوقعه.
مرّ شهر شباط بمزيد من الثلوج، ووقت قلق في المكتب بسبب العقد بينهم وبين كلاركسن. وكان الجو في آذار ألطف، ولكن مع نهاية الشهر وجدت كيم نفسها تتساءل عما إذا كانت علاقتها مع رئيسها المفعم بالحيوية هي فعلا من البرودة والانضباط كما تظنها.
لقد استطاع أن يتغلغل في أعماقها بشكل ما، فهو يملك روح فكاهة بالغة المكر، ولم يكن لينفر من السخرية على نفسه وهذا ما كان غريبا على كيم بعد غراهام المعتد بنفسه. ووجدت نفسها تضحك عشرات المرات يوميا.
وكان أحيانا يذكر حقائق صغيرة شخصية عنه وعن أسرته حتى في أكثر أوقات النهار انشغالا. أصبحت تعلم أن والديه يعيشان حاليا في فيلا تغمرها الشمس، وأن العديد من الأخوال والخالات وأبنائهم يقيمون حفلات عائلية جنونية عندما يزورون والديه في فلوريدا، وأن والده كان وحيد والديه وأقاربه الانكليز قليلي العدد.
كانت كيم تعلم أن لوكاس يقيم في منزله الريفي الواسع القائم بعيدا عن حدود المدينة، مع مدبرة المنزل وتشكيلة من القطط لمارتا، وكلبين ضخمين للوكاس.
لم تكن تعرفه مغرما بالحيوانات قبل أن يذكر لها وضع بيته، ولم تتوقع أن يكون من الرجال الذين يتعاطفون مع السيدات المسنات.
صورة ذلك الرجل الأعزب المستقل، الهادئ البارد المسيطر على مشعره والبالغ الثراء، اهتزت، وعندما ارتكبت تلك الغلطة بإظهار دهشتها والرأي الذي كونته عنه، اعترف لوكاس، بكل ظرف، بأنها لو عرفته منذ سنوات قليلة، لصُعقت.
كانت تريد، بل كانت بحاجة ماسة، للاحتفاظ به في صندوق أنيق في ذهنها ولكن ما يبدو واضحا أنه مصمم على الهروب منه. وبشكل ما، ودون أن تعرف كيف فعل ذلك، استطاع أن يرسم صورة في ذهنها مختلفة كليا عن تلك التي تريد أن تراها حين تنظر إليه. لو أنه يتحداها بشكل مباشر، لعرفت كيف تواجه لوكاس الرجل وليس لوكاس ملك المال الخالي من الرحمة. لكنه كان يتسرب إلى نفسيتها قطرة قطرة..
كان بالغ الذكاء، متصلبا في وضع الخطط. لقد رأته يفعل ذلك مرات كثيرة في العمل وعجبت كيف أن خصومه لم يكونوا واعين إلى ما يفعل، ولكن ما لم تدركه أنه لوكاس يمارس الشيء نفسه معها.
ولكن ألا تتصور كل هذا؟ وجلست في سيارتها عدة لحظات تفكر قبل أن تفتح الباب.. فمهما يكن، هي لا تستطيع أن تتخلى عن حذرها مع لوكاس... حتى ولا لحظة. كان هذا واضحا كالبلور.
كان الجو رطبا معتدلا لكن الهواء عاصف. ورغم أن موقف سيارتها كان على بعد ياردات قلائل من الباب الرئيسي للشركة إلا أن الريح أفلتت خصلات عدة من شعرها الذهبي الذي كان مربوطا بإحكام كالعادة على رقبتها.
كان تشارلي، الحارس، يقف في ردهة الاستقبال الخالية الهادئة... فقد كان الوقت مبكرا بالنسبة لبقية الموظفين، فقال لها على الفور:" الكهرباء مقطوعة، مع الأسف، يا سيدة ألن. كل الأنوار مطفأة والمصاعد متوقفة. لكنهم طمأنوني إلى أن الانقطاع لن يطول"
ـ شكرا. يبدو أن علي أن أستعمل السلم.
ومنحت الرجل العجوز ابتسامة عريضة قبل أن تتوجه إلى السلم خلف مكتب الاستعلامات المظلم على غير عادة، لتصعد السلم راكضة، وذهنها مشغول بأول ما عليها أن تفعله في الكتب من أمور ذلك النهار.
خرجت من باب الحريق إلى ممر الطابق الأعلى المضاء بمصباح الطوارئ الخافت، وما زال ذهنها مشغولا بعملها الوشيك، وإذا بها تندفع مباشرة إلى ذراعي رئيسها بقوة دفعتهما معا إلى الجدار البعيد. طوقها بذراعيه يحميها بحركة غريزية فالتصقت بصدره، وعندما رفعت إليه وجهها المتوهج اللاهث، وشعرها الذي شعثته الريح يحيط بخديها المتوردتين، لم يحاول أن يفلتها من بين ذراعيه.
الممر الخالي، الغياب الكلي لكل صوت أو حركة، جعل هذه اللحظة غير واقعية، أشبه بذكرى حلم غمض، وبدت جزأ من الحلم عندما أحنى رأسه وبدأ يعانقها عناقا طويلا، زاد من احتضانها ضاغطا بكفه رأسها من الخلف يحثها على مزيد من التجاوب مع عناقه الجائع... ولكنها في الواقع لم تفكر للحظة في مقاومته.
لقد استطاع ببراعته الفائقة أن يأخذ موافقتها بدون استئذان وبدون أن تستطيع الرفض. والآن، في آخر هذا الممر المعتم الساكن، امتزج الحلم بالحقيقة بفرح مدمر.
سرى الدم ساخنا في شريينها وألهب كل عصب في كيانها وعندما غمرت الفرحة قلبه وراح قلبها أيضا يعبر عن فرحته بنوع من الارتباك بسبب هذه الشاعر التي تملكتها فقدت كل فكرة عن المكان الذي تقف فيه. فقد كان عقلها ومشاعرها مأسورة تماما بالأحاسيس التي حركها فيها بسهولة فائقة. إنها العناق الذي لطالما حلمت به وهي مراهقة رومانسية قبل أن تعلمها الحياة أن هذه الأشياء غير موجودة إلا في دنيا الأوهام. لكن هذه كانت حقيقية. كانت موجودة الآن.
كانت تبادله عناقه بالطريقة التي كانت تقوم بها في أحلامها، من دون تحفظ.
إن ما تشعر به الآن فوق إدراكها... إنها السعادة... السعادة التي لطالما قرأت عنها ولم تتصورها قط بهذه الحرارة الملهبة، والمخيفة إلى هذا الحد.
لم تنتبه إلى تألق الأنوار المفاجئ بسبب أجفانها المغمضة، لكن صوت المصعد جعلها تفتح عينيها ذاهلة، أو ربما السبب هو أن لوكاس قال بصوت أبح وهو ما زال يحتضنها:" لقد عادت الكهرباء"
كانت ترتجف، كانت تعلم أنها ترتجف. شعرت برعب متزايد لاستسلامها لعناقه بمثل هذا الشغف، وبسبب شعورها بالحرمان... حرمانها من كل هذه المشاعر الآن.
ـ دع.. دعني.
وكان هذا همسا خافتا لكنه لم يناقشها، وبدت عيناه كالفضة اللامعة وسط خطوط وجهه الصلبة القاسية.
ـ كان هذا عملا غير مقصود يا كيم.
عندما انتفضت مبتعدة عنه، رافعة يديها إلى وجهها، طرقت سمعها هذه الكلمات. أتراه يقول إنه نادم؟ وحملقت فيه بعنف، وعيناها بركتان عميقتان من الحبر الأسود في وجهها الناعم المتوهج. ربما لكنها، من ناحية أخرى، قدمت له نفسها على طبق من وقليل من الرجال يمكنهم مقاومة هذه الفرصة.
ماذا كان ليحدث لو أن الكهرباء لم تعد في الوقت الذي عادت فيه؟
شدت يديها المرتجفتين بعنف إلى جانبيها، وهي تلحظ، بمزيد من الخزي، أن لوكاس كان هادئا تماما ومرتاحا، وجعلها شعورها بالإذلال تقول بصوت مر متوتر:" أتعني أنك شعرت فقط بحافز مفاجئ يدفعك لعمل سريع؟"
حالما أفلتت هذه الكلمات من فمها، تمنت لو لم تقلها... صدمها عدم تهذيبها، لكن الوقت كان قد فات. قالتها، نتيجة للألم والكرب... لكنها قلتها.
وثار غضب لوكاس. عرفت ذلك من إظلام ملامحه وتوتر فكه. لكن صوته كان مناقضا لوجهه وهو يقول ببرودة الثلج:" إذا كنت تعتقدين هذا فأنت تقللين من قدرك"
ردت عليه بحدة:" بل أنت الذي يقلل من قدري"
ـ أنت إذن مخطئة. لو كنت امرأة أخرى لما توقفت عند حدود العناق، صدقيني.
ماذا يعني بهذا؟ هل توقف لأنها لم تعجبه كثيرا أم لأنها سكرتيرته. أم ماذا؟ فقالت وحدة ومرارة:" هل تتوقع مني أن أكون شاكرة لك لأنك لم ترغمني؟"
ـ لم أرغمك على شيء فقد تجاوبت معي في كل لحظة منذ عناقك.
أصبح صوته الآن ناعما ساخرا بينما عيناه تتحديانها أن تجرؤ على الإنكار. فانفجرت متهكمة:" لا أظن ذلك!"
فقال وعيناه في عينيها:" لكنني أعلم هذا. إنما عندما ستتطور الأمور فلن يكون ذلك أثناء العمل وهذا وعد مني بذلك"
حدقت إليه وقد فوجئت وشعرت بخوف لم تعرفه في حياتها. ولكن ليس من لوكاس، وإنما من الشعور العميق الذي أثارته كلماته البطيئة. أرادت أن تكرهه أو على الأقل أن تنفر منه لكنها لم تستطع. كما أنها لم تستطع أن تدعي أنه ليس سوى شخص تعمل عنده ثم تصرفه من ذهنها حالما تغادر مبنى الشركة. فقد تسلل إلى حياتها بشكل أكثر مهارة من أن تستطيع منعه.
رفعت رأسها بتمرد:" سأستقيل"
ـ لا تكوني طفلة
وقبل أن تتمكن من قول شيء، مر بجانبها وفتح الباب المؤدي إلى السلم، تاركا إياها وحيدة ترتجف.
طفلة؟ وحدقت إلى الباب، وقد حيرتها هذه النهاية المفاجئة لما اعتبرتها أهم لحظة في حياتها. طفلة! كيف يجرؤ؟
وقفت لحظة أخرى، ثم أرغمت ساقيها المرتجفتين على السير إلى مكتبها حيث توجهت رأسا إلى غرفة استراحتها الصغيرة.


na3no3a غير متواجد حالياً  
التوقيع

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:05 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.