آخر 10 مشاركات
هل حقا نحن متناقضون....؟ (الكاتـب : المســــافررر - )           »          سجل هنا حضورك اليومي (الكاتـب : فراس الاصيل - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          جنتي هي .. صحراءُ قلبِكَ القاحلة (1) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          إلَى السماءِ تجلت نَظرَتِي وَرَنـت (الكاتـب : ميساء بيتي - )           »          54 - نصف القمر - أحلام القديمة - ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ثأر اليمام (1)..*مميزة ومكتملة * سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          قلوبٌ محرّمة على النسيان *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : بقايا بلا روح - )           »          347 - الراقصة و الارستقراطي - عبير الجديدة - م.د ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : lola @ - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-08-09, 04:07 AM   #11

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل الخامس


5-جرح في الذاكرة



كان الهدوء يعم الغرفة في القصر ، وانقلبت جولي على ظهرها في السرير ... ماذا تفعل ؟ وانقبض قلبها ، لقد كانت تستعيد كل هذه اللحظات من الماضي ، ولكن هذه اللحظات لن تفيد الحاضر ، ولن تقدم الاجابات عن سبب تعاسة انيتا، كل ما تفعله ان تثير ذكريات غير مريحة ابدا. وتبعث شعورا مؤلما بان الماضي لم يمت ، بل كان نائما...

وتذكرت كم كانت متكدرة لغضبه.. إذ قالت له:

_ انا اسفة، ولكن حتى ولو ماتقوله صحيحا ، فلا يحق لك ان تفترض...

_ إنه ليس افتراضا .. أنت تريدينني يا جولي ، كما اريدك تماما

_لا...

_ ماذا تعنين بلا ؟ هل تخيفك قلة صبري؟

_لا...أعني... أجل . راوول اريد العودة.

_ بعد قليل ....

وتجاهل احتجاجها وتقدم منها ، ورفع وجهها لينظر إلى عينيها.

فقالت:

_راوول

وتنفس بعمق وحاول اسكاتها:

_جولي!

وقطعت معانقته لها اية محاولة الاحتجاج ، وبعد قليل تركها، ومن خلال تورد وجهها الجميل عرف الجواب الذي كان يسعى اليه ، فاخذ يدها بيده:

_ تعالي.. سنسيرمعا.

وخلال فترة الصباح سارا في الحديقة ، يتبادلان الحديث حول خصوصيتهما الحميمة.. اخبرته عن انفصال ابويها ، عن ايامها في المدرسة ، عن الايام التي فيها لا والدها ولا والدتها لرؤيتها . وتصميمها العميق على النجاح في حياتها ، وتكلم راوول بخشونة عن خيبة اهل امه لان اكبر ابن في العائلة لم يتزوج بعد، واخبرها عن شقيقه الاصغر واخواته الثلاثة ، وكلهم متزوجون وعندهم عائلاتهم ، وعن منزله في ايطاليا ، حيث اسس الجد الاكبر لاسلافه مزرعة عنب ومعصرة . وتحدث عن بلده بفخر وعاطفة ، واصفا تلالها المليئة بالاشجار ، وربيعها البارد المثلج . والحقول الغنية المكسوة بالاعشاب حيث ترعى قطعان الماشية ، وعن الجبال والسواقي والانهار التي تجري بسلام تحت شمس ايطالياا لدافئة.

وفكرت جولي ، انها كان يجب ان تفهم من البداية ان علاقتها قد قدر لها بالفشل ، فعلى الرغم من حب راوول لانكلترا ، إلا انه كان متعلقا بجذوره الاجتماعية ، وهذا النوع من الالتزامات التي يتمتع بها شقيقه وشقيقاته تجدها جولي مخالفة تماما لمبادئها. ولكنها يومها قالت لنفسها إن الأمر لن يهم ، فما بينهما هو مجرد علاقة عابرة ، ومتى عاد الى وطنه فسينسى كل شيء عنها.

ومضى اليوم بسرعة. راوول ، على عكس جولي لم يكن عنده اي حرج في اظهار مشاعره امام آل ناور ، وكان قد استأجر سيارة لاستخدامها خلال اقامتها في انكلترا ، فأخذ جولي في نزهة لتناول الشاي في فندق على الشاطىء يبعد خمسين ميلا . وتصرف معها دون خطأ ، وفي طريق عودتهما اوقف السيارة إلى جانب الطريق والتفت إليها:

_متى سأراك ثانية ؟ الافضل ان تعطيني عنوانك كي اعرف أين اجدك

_ تستطيع الاتصال بي في مكان عملي فليس لدي هاتف حيث اعيش . وصاحبة المنزل لاتحب ان يتصل احد عبرهاتفها.

وأعطته رقم الهاتف، فقال :

_ ولكن عنوانك . اريد ان اعرف اين تعيشين، وليس مكان عملك .

_ لن يعجبك المكان .

_ دعيني احكم بنفسي ، هل ستخبريني ام احصل عليه من المكتب؟

فأعطته العنوان قائلة:

_ اذا اتيت بسيارتك فلا تلومني اذا سرقت!

ونظرت اليه بعينين مليئتين بالحيوية:

اريد ان اراك ثانية ، هل تاخذني غدا مساء، بعد العمل؟

خلال الاسابيع التالية ، مرت جولي بإرق مشاعر عاطفية عرفتها في حياتها ، وللمرة الاولى في حياتها تخلت عن متابعة دراستها لتكون مع راوول. بعدها تلقت دعوة من والدته لمرافقته الى وطنه.

فقد كانت ترغب في لقاء الفتاة التي احبها ابنها، ولكن جولي عرفت بان ما تريده حقا هو معرفة ما اذا كانت مناسبة اذا كانت مناسبة لتكون زوجة له.

حتى ذلك الوقت ، كانت مسالة الزواج بعيدة عن البحث ، على الاقل من جانبها ، ولكنها فجاة

اصبحت محور الدرس ، ووجدت جولي انها نفسها انها ليست مستعدة لهذه الفكرة بعد ، تماما كما عندما قابلت راوول قبل ستة اسابيع ، وكان عليها ان تقول له انها لا تتقبلها الان.

المشكلة ان جولي لم تكن متاكدة بعد انها تحب راوول ، على الاقل ليس بالطريقة التي يقول التي يقول انه يحبها فيها. فقد كانت ذكرى ما حدث لوالدتها. وذكرى ما مر بها خلال اقامتها في المدرسة جعلها تتعلق بحريتها . على كل . . ماذا تعرف عن راوول؟ ماذا تعرف عن حياته؟ وهل ستكون سعيدة حقا بالتخلي عن مستقبلها العملي من اجل الامان المشكوك فيه للزواج؟

وذات مرة كانت جولي على موعد للقاء راوول وقت الغذاء . ولكنها تلقت رسالة منه في الدقيقة الاخيرة يقول فيها انه على موعد عمل ، طالبا منها ان تنتظره في غرفته في الفندق. ولكن جولي كانت مضطرة للعودة الى المكتب لتعمل مكان فتاة اخرى غائبة ، فتركت له رسالة في الفندق بانها ستلتقيه فيما بعد.

وكانت الساعة تقارب السادسة عندما عادت من عملها الى فندقه . وكان راوول بانتظارها في غرفته ، وفتح لها الباب:

_ لقد تاخرت!

_اعلم ، وانا اسفة ، لقد اعطاني المدير بعض الرسائل لاطبعها قبل انتهاء الدوام بقليل. ثم لقد اخرني المطر. . .

_ لم يكن بامكانك ترك هذه الرسائل كما اعتقد.

_ لا . . كيف يمكنني تركها؟ هذاعملي.

- وعملك مهم لك ، أليس كذلك؟

- طبعا.

- وكم هو مهم؟

- لستأ فهمك. . .

- لقد سألتك كم هو مهم عملك؟ هل هو أهم منا؟ أهم من علاقتنا ؟ أهم مني؟

- راوول

- اريد ان اعرف يا جولي. . علي أن اعرف. قولي لي ان ما سمعته ليس الحقيقة . قولي لي ما تبنينه من مشاريع لنفسك ليس اهم ما في حياتك..

- لست افهم . . ماذا سمعت؟ وممن؟ لقد كنت اعتقد انك ستتناول الغذاء مع بعض رجال الاعمال... هل كانت هذه كذبة؟

- لا . . لم تكن كذبة ، رجل الاعمال الذي تعذبت معه كان روجر تاور.

- أوه . . والد أتينا.

- و كانت معه أنيتا أيضا.

ونظرت جولي الى يديها وكانتا ترتجفان:

- وماذا قالا لك؟

- لم يقل روجر شيئا .وماذا تتوقعين منه ان يقول؟ ولكن .

بعد انتهى الغذاء ، شاهد رجل اعمال يعرفه في المطعم وأراد التحدث معه ، وبقيت أنا مع انيتا.

- وهكذا اخذت تسليك.

وهل كانت تكذب؟ لو قلت لي ان كلامها ليس صحيحا، فساصدقك انت طبعا.

- ولكنك ستشك ، اليس كذلك؟ ولن تستطيع صرف النظر عما قالته دون توجيه الاتهام لي!

- انت تعرفين لماذا لا استطيع صرف النظر عما قالته ، منذ اسبوعين حتى الان ، وانا اقنعك بالذهاب معي الى ايطاليا ، للقاء عائلتي ، ولكنك لم توافقي ، بل انت تراوغين وتختلقين الاعذار ، مما يزيد يقيني بانك لن تفعلي.

- لااستطيع ان اخذ عطلة . . .

- ولماذا لا؟ وماذا يهمك لو طردوك اذا كنت ستتزوجيني؟

- اتزوجك؟

وابتلعت جولي ريقها بصعوبة ، فقال راوول بخشونة:

- بالطبع . . انت تعرفين بان هذه الخطوة التالية ، يالهي ، الا يمكنك التفكير؟ بعد كل ما بيننا ، هل ساكتفي باقل من الزواج؟

وهزت جولي راسها:

- ولكن . . الزواج. . .

وتقدم نحوها وامسك بذراعها بقوة آلمتها وتابع:

- جولي . . قولي لي إن مخاوفي ليس لها اساس ، لقد كدت اجن بعد ظهر هذا اليوم لعدم معرفتي ما اذا كانت تكذب ام لا . لقد قالت انك اخبرتيها بانك لا تنوين الزواج ، وان الجميع يعرف هذا ما عداي.

قولي ان هذا غير صحيح وساصدقك ! قولي انها تحاول اذيتك . جولي بحق كل القديسين ، قولي شيئا لتخرجيني من بؤسي!

وترددت في ان تجيبه طويلا ، وترددها هذا جعل راوول يحس ان كلام انيتا لم يكن دون اساس ، فصاح وهو يبتعد عنها:

- لقد كانت على حق. ياالهي . . لقد كانت على حق. ! وانا ، الغبي المسكين ، كنت احاول ان اجد الاعذار لك!

- لا. . .

وتقدمت منه محاولة عناقه ، ولكنه امسك بيدها وابعدها عنه:

- ماذا تعنين بقولك لا ؟ هل ستتزوجيني ؟ وهل ستقبيليني بالرغم من كل شيء؟


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 04:15 AM   #12

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس

وحركت جولي راسها من الجانب الى اخر:

- راوول. . يجب ان تعطيني وقتا. . .

- وقت؟ وقت ؟ وكم تحتاجين لتختاري بين حياتك وحياتي؟

- راوول . . الامر ليس هكذا. . .

- وكيف هو؟ اخبريني ! الست ثريا بما فيه الكفاية ؟ هل هذا هو الامر ؟ لو كنت مليونيرا هل كنت تنظرين الي بتفضيل اكثر؟

- هذا ليس عدلا ياراوول! انت لا تحاول ان تفهمني. . .

- اجعليني افهم.

- راوول . . لقد افترق والداي وانا فتاة صغيرة. والدي اراد حريته ، ولم يكن يهتم بما يحدث لنا. وكان على والدتي ان توفر وتقتصد كي نستطيع ان نعيش.

- وان يكن. . ما دخل هذا بنا؟

- انت لاتسهل الامور علي. . .

- ولماذا افعل؟

واحنت جولي راسها:

- انت لا تستطيع تصور ما جرى . . . ان تكون دون مال. . .

- ولكنك ذهبت الى مدرسة جيدة.

لان ابن عم والدتي اشفق علي ، واقسمت عندها أن لا. . . أن لا يفعل اي رجل بي مثل ما فعل والدي بامي. . .

-وهل تظنين انني قد افعل هذا؟

وامسك بكتفيها وادارها لتنظراليه.

- انا . . لست ادري. .

- ياربي. . .

راوول . . لقد كان والداي يحبان بعضهما عندما تزوجا ، يحبان ، بعضهما عندما تزوجا ، يحبان بعضهما حقا ، لقد قالت لي امي هذا ، وتركت المدرسة لتتزوجه.

- جولي . . هذا كان من عشرين سنة . .

- وهل تغير شيء ؟ المرأة لا زالت ضعيفة ياراوول . الزواج يجعلها معرضة لكل المشاكل ، الاطفال يجعلونها هكذا ايضا .

أحتاج إلى وقت . . .

- لا!

- لا؟

- بل اعتقد انك تفهمين . . ولن يكون هناك اي وقت ، لقد استمعت لما قلتيه ، واقول لك ، لن انتظر اكثر من هذا. انا آسف لما حدث لوالدتك ، ولكنني لا افهم ما دخل هذا بنا .

- راوول ، انا مثل امي . . الا ترى هذا؟ ولدي فرصة لمستقبل في عملي . . .

- كطابعة على الالة الكاتبة؟

- كبداية . . نعم . ولكنني لا انوي ان ابقى هكذا طوال حياتي . الدروس التي اتلقاها في الكلية . .

- اوه . . احتفظي لنفسك بهذه التفاصيل ! اتظنين انني اقبل بان اسمع شيئا عن عملك؟ انت غبية، ولقد جعلتيني ابدو غبيا ايضا. واستطيع قتلك لاجل هذا؟

و شعرت جولي بالخوف من تهديده ، بل لسبب اعمق ، ربما لاحساسها بانها مخطئة. فقالت متوسلة:

- راوول . . ارجوك . لا تكن قاسيا هكذا . انا احبك ، فعلا! ولكن انت تطلب مني الكثير. . . وخلال وقت قصير. . .

- ربما ليس هذا كافيا. . ربما تفضلين ان نتعاشر دون زواج . . هل هذه هي طبيعة العلاقة التي تفكرين بها؟

- اننا مع بعضنا، وهذا ما يهم.

- ربمال ك.اي نوع من النساء انت؟

- ماذا تعني. . يا راوول؟

- لقد قلت بنفسك، انك تحبينني ، وهذا شيء استطيع فهمه

- راوول. . لا تنظر الي هكذا! انا احاول ان افكر بالامر بطريقة متحضرة.

- وكذلك انا. وما هو اكثر تحضرا من ان نفترق كما تقابلنا؟ كأحباب!

- راوول. . يجب ان نتكلم اكثرعن هذا الموضوع. . .

- ليس هناك وقت للكلام .لقد تكلمنا بما فيه الكفاية.

وتقدم منها ممسكا بها والقاها فوق السرير، وتابع:

- لقدعذبتني بما فيه الكفاية ، وسافعل شيئا تتذكرينني منه طوال حياتك .

- وهل تريدني ان اكرهك طوال حياتي؟

- الكراهية افضل مما تفعلينه بي ، على الاقل الكراهية عاطفة نارية!

- اتركني ياراوول. . . أرجوك!

وعلم راوول بانها ادركت تصميمه فضحك عاليا:

- انت مذهولة !غاضبة! ولكنني لا اخاف الغضب. . .

- راوول لاجل الله!

وكأنه مل من لعبته ، فتراجع عنها.

- لماذا يبدو عليك الاضطراب هكذا؟ اليس هذا ما ترغبين به؟

- راوول. . . لا يمكن ان تكون جادا.

- ولكنني جاد. . فلماذا لا احصل عليك؟ هل تستطعين التفكير بطريقة افضل من هذه لتدميرالذكريات التي بيننا؟ ساعاملك كساقطة انانية ، كما انت عليه بالفعل!

وتاوهت جولي ، وقالت متوسلة:

- راوول . . لا تفعل هذا . . .

ولكن ، حتى وهو في ذروة غضبه ، لم يستطع انكار حقيقة مشاعره ، فتوقف عنفه ، وانتهى الامر بسرعة ، ولكنه لم يتراجع عنها . بل دفن راسه في شعرها ، مغمضا عينيه.

وتحركت جولي ، وفتح راوول عينيه ، ولم تكن تعرف ماذا تتوقع ان ترى في عينيه ، وبحركة اشمئزاز، ابتعد عن السرير. وسارنحو الحمام . والتفت اليها من فوق كتفه:

- اذهبي. . أخرجي من هنا ! عندما اخرج من الحمام ، لا اريد ان اراك !

وهي تفكر ، ادركت جولي ان الدعوة التي تلقتها، بعد فترة وجيزة ، لحضور زفافه مع انيتا ، هي التي آلمتها اكثر من اي شيء اخر. ربما ، لو ان راوول سافر الى بلده ، وتزوج فتاة ايطالية لكان ممكنا ان تبعده عن تفكيرها ، مع ان الامر كان مستحيلا ، ولكن ان يلجا الى انيتا ، ان يتزوج انيتا، وهي تعلم انه لم يكن ينوي ابدا ان يفعل هذا ، فقد شعرت بعذاب اليم، وهذا ما كان يقصده دون شك ، ولكن ما ازعجها اكثر ، هو مبلغ الالم الذي احست به ، مدى ما عانته بسبب عمله هذا.

ذهابها الى الكنيسة لحضور الزفاف كان القصد منه اعادة الطعنة له . وقتل اي عاطفة قد تكون بقيت في داخلها نحوه ، ونجح هذا الامر ، وتزوج راوول . . ولن تستطيع فعل شيء حول هذا الامر الان. وتركت الكنيسة بصمت ، قبل وقت طويل من توقيع العروسين على العقد . وانتهى الامر ، واصبحت حرة . ولوان هذه الحرية كانت فارغة ، الا ان الزمن كفيل بملء هذا الفراغ.

وهذا ما حدث . فعملها ونجاحها ، كانا كفيلين بارضائها ، ولا فائدة الان من ترك المشاعر الدفينة تدمر انجازاتها حصلت عليها بالعرق والتعب.

لقد انتهى الماضي بالنسبة لها. . . . ولقد طردت كل الاشباح. . ولم تعد تطاردها ، وعليها ان تتعلم كيف تواجه راوول دون اية عاطفة ، او ، فان عليها ان ترحل قبل فوات الاوان. . . .


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 04:21 AM   #13

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل السادس

6- قانون لا يرحم


القرع المتواصل على الباب اعاد جولي الى حاضرها . لابد ان احدا يفتش عنها , ربما راوول ليس مستعدا لأنتظارها كي يتحدث اليها حسب ما تريده هي .

- من الطارق ؟
وشعرت بالراحة عندما سمعت صوتا نسائيا يرد :
- انا ايما سنيوريتا.. انا اسفة الطعام جاهز .
- أي طعام ؟
ونظرت الى ساعتها لتجد انها تجاوزت الواحدة ! لقد مضى وقت طويل على موعدها مع راوول .
- آه ... الغداء ؟
- سي سنيوريتا الغداء .. هل ستأتين ؟
- آه .. اجل.. 5 دقائق فقط .
- 5 دقائق .
بعد 5 دقائق توجهت جولي الى السلم , كانت تسير واثقة من نفسها الآن , وتوقفت فجأة عندما وصلت الى الردهة . فقد ظهر راوول من غرفة على يمين السلم والتقت نظراتهما بنفور مشترك وقالت له :
- لم اكن ادري ان الوقت قد فات .
- ولكن فات , تأخرت كثيرا . هل نذهب لتناول الغداء ؟ زوجتي تنتظرنا . ستجدين انيتا ذات شهية مفتوحه وخاصة بالنسبة لشخص اعصابه محطمه .
وكانت انيتا تنتظر جالسه عند الطاولة , فقالت :
- ها انت هنا اذا ياجولي . اين ذهبت ؟ لقد كنا نتبادل حديثا حميما وما ان شعرت بالغثيان حتى ... .
- لقد شعرت بالصداع فذهبت الى غرفتي ونسيت الوقت .
وجلست جولي على المقعد الذي قدمه لها راوول فالتفتت انيتا اليه قائلة :
- هكذا اذا ... لقد ظننت انكما مع بعض .
ورد عليها راوول :
-ارى انك تحسنت كثيرا , وكالعاده تبحثين عمن تلومينه على ضعفك .
- راوول !
- صرخة انيتا المحتجه ادخلت الشفقة الى نفس جولي فأخذت تنظر الى طبقها ولم تعد تشعر بشهية للأكل . وعلى الرغم من كلام راوول القاسي , تناولت انيتا طعامها بشهية ومن وقت لأخر كانت جولي تركز نظرها على راوول وتسرع لأبعاد نظرها عنه عندما يلتفت .
وكأنه كان يعرف تماما بماذا تفكر , ومع انه لم يقل شيئا فقد كانت نظراته تظهر انه يعرف . ما من احد كان يبدو مريضا جدا منذ ساعات يمكن له ان يستعيد نشاطه سريعا هكذا .
كانت جولي مقتنعه ان انيتا لم تختلق مرضها ولكنها كانت تدرك ان شيئا حيويا ينقص تصرفاتها .
وحاولت انيتا ان تحافظ على الجو المريح .. فقالت :
- يجب ان نحاول جعل زيارتك لنا مسلية يا جولي . ليس هناك الكثير مما نعمله هنا . ولكننا على مسافة قريبة من فلورنسا وسينا والساحل هناك جميل جدا , اذا كان لا يزعجك وجود الناس .
- اوه ..حقا .. لا لزوم لتسليتي , فأنا سعيده بعد القيام بشيء ,ف أنت تعلمين ان حياتي كلها عمل في لندن , ومن الجيد ان ارتاح .
وقال راوول معلقا :
- يجب ان لا تنسي يا انيتا ان جولي تسافر كثيرا بسبب عملها . على كل .. نحن محظوظين لأنها وجدت وقتا لزيارتنا . ولايجب ان نتدخل في حريتها .
فابتسمت انيتا بسخرية :
- انا واثقة بأنك عرضت عليها ان تريها بلدك فلن ترفض يا راوول . اعرف انكما لم تفترقا كأصدقاء , ولكن هل لنا ان ننسى الماضي ؟
واجابها راوول متوترا :
- وماذا تقترحين , يا انيتا ؟ ان اتخلى عن عملي في هذا الوقت الاكثر اهمية في كل السنة ؟
فقالت جولي :
- اوه .. ارجوك ...
ولكن انيتا لم تدعها تكمل :
- ولماذا لا ؟ جوليو نيوكولاس قادر تماما على رعاية كرومك الثمينه لبضعة ايام .
- وهكذا لا استطيع مرافقتكما في رحلة حول توسكانيا ؟ لا اظن هذا يا انيتا فأنا لست دليلا سياحيا . وانا اكيد انكما ستجدان بيدرو مسليا لكما اكثر .
- ولكنني لا اريد بيدرو .
فهز راوول كتفيه :
- ولكن هذا ليس ما اعرفه .
ووضعت انيتا الشوكة من يدها .
- وماذا يفترض بهذا القول ان يعني ؟
- أي شيء تستطيعين استنتاجه يا انيتا .
واطبقت قبضتا انيتا بغضب :
- ايها ... القذر !
- لست انا القذر يا انيتا .
- كيف.. كيف تجرؤ ؟
وكادت جولي تموت من الاحراج وحاولت ان تقف:
- اذا عذرتماني ...
ولكن راوول قاطعها :
- انام ن سأطلب ان تعذراني سنيوريتا . انا تعب قليلا سأراكما عند العشاء .
وترك ذهاب راوول فراغا غير مريح , لم يبدو على انيتا انها مستعجله لملئه . وبدت مستغرقة في افكارها . ولكن بعد ان سحبت طبقا مليئا بالفريزر الايطالي الشهي نحوها قالت شارحه :
- راوول يغار كثيرا . انه لايهتم بي ولكم انا وحيده , ولكنني اذا حاولت ان اتصادق مع احد ...
- مثل بيدرو كازولي.
فهزت انيتا رأسها :
- لقد قابلتي بيدرو , وتعرفين كم هو ... فاتن , وكان لطيفا جدا ... معي ..
- لطيف ؟
- اجل لطيف. اعتقد انني لولا بيدرو لجننت .!
- ولكن هل هذا امر حكيم ؟ اعني معاداة راوول ؟ اذا كان لا يوافق على صداقتك ...
- كنت اعلم انك ستقفين في صفة .. انت لم تحاولي ان تفمهي.
- ولكنني احاول يا انيتا . مع انني لست افهم كيف يمكن ان يساعدك وجودي هنا .

- لن يسعدني بشيء اذا رفضت تقديم المساعده . هل فكرتي بما طلبته منك ؟ هل رأيت كم من الصعب عليّ الكلام مع راوول الا تستطيعين على الاقل ان تحاولي ؟

ووقفت جولي عن الكرسي ووضعت بيديها المرتجفتين في جيب بنطلونها . كانت تعرف ان هذا سيأتي , وما زالت غير قادرة على اجابتها , كيف ستتمكن من التحدث الى راوول ؟ كيف تعرض عليه قضية انيتا ؟ كيف تستطيع ان تطلب منه أي طلب . وهو يبدو بكل وضوح انه لم ينسى الماضي ولا سامحها به ؟ قالت :
- انيتا....
- اعلم ماذا ستقولين , ولن اقبل به , راوول سيصغي اليك .. ارجوك يا جولي , لا تتخلي عني ! انت الوحيده التي اثق بها .
وشعرت جولي بالراحة عندما ابلغتها انها ستذهب لترتاح بعد الغداء فهذا سيعطيها الفرصة لكي تستجمع افكارها .
وبعد ان صعدت انيتا الى غرفتها خرجت جولي الى الحديقة . كان السكون يعم القصر حتى الطيور بدت صامته في ظل سكون الجو .
وكان ازيز الحشرات هو الصوت الوحيد الذي استطاعت ملاحظته . وعبر النهر من تحتها , كانت الماشية ترعى بكسل , حتى السيارات القليلة التي كانت تمر على الطريق بدت وكأنها تسير ببطء .
عند المساء بدأت تحضر نفسها للعشاء على مضض و فذكرى ما حدث بين راوول وانيتا على مائدة الغداء كان لا يزال يشغل تفكيرها .
وارتدت بنطلونا حريريا ابرز جمال ساقيها ووارتدت فوقه قميصا دون اكمام له حزام ذهبي يظهر رشاقة خصرها . وكان الطقس حارا حتى انها كرهت ان تترك شعرها منسدلا على ظهرها و كما انها ملت من ربطه وراء رأسها فعقصته في رباط حريري الى خلف اذنها .
وكانت الساعه بعد الـ8 عندما بدأ تتنزل السلم وتسارعت دقات قلبها عندما رأت النور ينبعث من المكتبة , وتوقفت عند بابها , ونظرت الى الداخل .
جدران مليئة بالكتب كانت تشكل خلفية طاولة سنديان امامها مقعدان عاليا الظهر , ولكن الغرفة بدت خالية وكانت على وشك ان تبتعد عندما استدار احد المقاعد على محوره ونهض راوول واخذت عيناه الباردتنا تنظران اليها .
- هل استطع ان اقدم لك شرابا ؟
ودخلت جولي الى الغرفة رغما عنها .
- كامباري ارجوك .. شكرا لك .. اين انيتا ؟ الم تنزل بعد ؟
- لن تنضم الينا .. هل تربين ان اضيف الصودا؟
- قليلا منه فقط . هل هي بخير ؟ لا يمكن ان تكون مرضت ثانية ؟
- ليس حسب علمي . اسف اذا كانت رفقتي تضجرك و سوف اتأكد من تجنب كل ما قد يزعجك .
وتناولت جولي الكرب منه , ولكنها لم تتذوقه وقالت:
- انا آسفة .. علي انا ان اعتذر . لم اكن اظن ان وجودي هنا سيسبب الازعاج هكذا .



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 04:27 AM   #14

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل السادس

- ألم تكوني تعرفين ؟ ولكنني واثق بأنك كنت تعرفين تماما هذا . واتمنى منك ان تغادري بأسرع وقت ممكن .

والتقطت جولي انفاسها :
- اهذا ما كنت تريد قوله لي هذا الصباح ؟
- بين اشياء اخرى فأنت قد اعتدت عدم الاستماع الى ما اشعر به لذا أنا مضطره لأن اقول لك بأصرح كلمات ممكنه.
شعرت جولي بالغضب انها تحاول ان تختلق الاعذار لوجودها هنا لرجل يظهر لها بأنه لم يكن يريدها ان تأتي . وعلى الاقل على راوول ان يحترم صدقها . ام انه اصبح معتادا جدا على الكذب ولايستطيع ان يميز الحقيقة عندما يسمعها ؟ فقالت له بذهول :
- اعتقد انك قلت ما فيه الكفاية . فانا لا احب ان اكون هنا مثل عدم حبك لأن ترفقني . واستطيع التفكير بعشرات الاشياء التي يمكن ان افعلها في هذا الوقت !
- مع شخص آخر؟
قاطعها ساخرا , حتى انها فقدت اعصابها .
- اجل .. اذا كان يهمك ان تعرف . فأنا معتادة ان يعاملني الجميع على قدم المساواة معهم وليس بدرجة ادنى , يمكنك ان تمارس هذا مع انيتا , ولكنك لن تنجح فيه معي ! ولا عجب بأن تلجأ انيتا اليّ متوسلة للمساعده والدعم , يا آلهي .. انت شخص متسلط , اتعرف هذا ؟ تقف هكذا تملي قوانينك , وتتوقع من الجميع ان ينحنوا لطاعتك !
واصبحت ملامح وجه راوول مخيفة وخشيت بأن يقوم بعمل جسدي عنيف ضدها وتقدم نحوها ثم وكأن قوة داخلية قد لجمته ابتعد عنها .
ووصلت الخادمة لتعلن ان العشاء حاضر فتوجها الى غرفة الطعام , وجلست لوحدها مع راوول الى المائدة وتمنت لو انها كانت تعرف ان انيتا لن تكون معهما .
ولكن يبدو انها لم تكن تخشى ان تترك زوجها مع صديقتها لوحدهما وهكذا تركت الامر لجولي كي تختار ما ستقوله له .
كانت جولي تعلم بأن ليس عندها حظ كبير في التوصل الى تفاهم مع راوول هذا المساء فقد دمرت بنجاح اية فرصة , ونظرت اليه متعجبه كيف يمكن لأنيتا ان تتوقع منها النجاح معه .
بعد انتهائهما من تناول الوجبة الرئيسية قدم لها طبق من الفاكهة واخر يحتوي على مختلف انواع الجبن . وقرر راوول ان يكسر الصمت المتوتر بينهما فقال :
- هذا الجبن يصنع في مكان ليس ببعيد عن هنا , والجبن هو جزء مهم من الوجبات الايطالية, اضافة الى الحساء والمعكرونه وبالطبع هذا برفقة الشراب الجيد والحديث الجيد .
ونظرت اليه جولي نظرة ارتياب .
- انت تمزح بالطبع .
- الا تجدين الشراب لذيذا , انه من مزارعنا انا احبه دائما
- لم اكن اتحدث عن الشراب وانت تعرف هذا ... ماذا يفترض بي ان اقول ؟ هل اقول انني اسفة ؟ انني كنت فظة معك ؟ هذا صحيح , وانا اعرف هذا ... ولكنك جعلتني ....
- غاضبة ؟
- لا بل محبطة , فأنت لا تصغي الى المنطق . انت تقدم رأيك الخاص حول الوضع , وترفض التزحزح عن رأيك .
- اذا ... ستعقد هدنة بيننا ... هه ؟ يمكنك الاحتفاظ باسرارك وساحتفظ بأسراري , ولكن , الآن , لننسى خلافاتنا , ونتحدث في الامور غير الشخصية التي يتحدث بها شخصان لم يريا بعضهما منذ زمن طويل .
- وهل يمكننا ان نفعل هذا ؟
- نستطيع ان نحاول . تعالي ... سنتناول القهوة في المكتبة . كي تتمكن مارغو من تنظيف الطاولة .
وجلست جولي على المقعد المريح في المكتبة شاعرة بأن التوتر ما زال سائدا . هذه الهدنة تبدو هشة , ولا يمكن لها ان تنسى كم ان غضب راوول عنيف . ولكنها كانت تأمل بان تبعد تفكيره عن خلافاتهما , لهذه الليلة على الاقل , وغدا , ستفكربطريقة للحديث معه .
عندما استلقت في فراشها , بعد ذلك بوقت طويل اخذت تفكر لماذا اصبحت اقواله لا تقنعها كثيرا . وتنهدت . ربما ليس من الطبيعي ان تتساءل عن قناعاتها هنا . وقد اضطرت الى ان تكون برفقة رجل لم يشكل ابدا تهديدا لما تؤمن به . ولم يكن من فائدة الآن ان تتأسف على قدومها الى هنا .
فقد كانت انيتا يائسة وتهدد بالانتحار فكيف تستطيع تجاهل رجائها ؟ ولم تكن تعرف ما وصل اليه زواجها من راوول . واخذت تسوي الوساده تحت رأسها بيدها وتتحضر للنوم , غدا ستجد طريقة لتلبية مطالب انيتا .
ولكن هذا لم يحدث .
فعندما اتى الغد دافئ ومشمس مليئ بالامل وصلتها دعوة من راوول لزيارة المعصرة والكروم . وانهى دعوته التي اوصلتها ايما : هذا اذا كنت ترغبين , وخمنت جولي بانه يتوقع منها الرفض.
في الطابق الارضي جذبتها رائحة القهوة الى غرفة الطعام ولكن يبدو انها ستتناول الافطار لوحدها ووجدت مارغو تضع آخر اللماسات على المائدة :
- آه ..بونجورنو سنيوريتا .. الكونت يقول انك يجب ان تأكلي شيئا قبل ان تذهبي .. هل ترغبين بشيء اخر ؟
بوجود طبق مليء بالخبز المحمص وقطع منا لزبدة على طبق الى جانب المربيات التي ذاقت منها في اليوم السابق لم تستطع التفكيربأنها قد ترغب بشيء اخر .
- هذا عظيم يا مارغو .. شكرا لك .
وقالت لها مارغو وقد بدا الارتياح على وجهها .
- حسنا جدا ...
وفكرت جولي .. كيف يمكن لأنيتا ان تنفر من هؤلاء الناس الطيبين .
- اين الكونت دي فيلانو ..؟ ألن ينضم اليّ ؟
- الكونت تناول افطاره منذ ساعه سنيوريتا ... وداعا ...
وتمتعت جولي بوقتها فهذه المرة الاولى منذ اليوم السابق التي تستطيع فيها ان تتناول الطعام بسلام دون التوترالموجود دائما لدى مضيفيها , ولم تخدع نفسها بأن اليوم قد يكون مختلفا .
كانت تتناول ثاني فنجان قهوة . عندما وصل راوول ولكنه هذه المرة لم يحيها بعداوته العادية , وقال لها متسائلا :
- هل تركبين الخيل؟
- قليلا .
- اذا , اذا كنت جاهزة ؟
واختار راوول لها فرسا تدعى ليزا . وكانت جميلة جدا لونها كستنائي , طويلة الساقين ولكن سهلة الانقياد كما اكد لها . وقفز راوول على صهوة جواده الاسود , وامسك سائس مسن لجام الفرس بينما كانت جولي تمتطيها , وقال لها راوول :
- استرخي .. انت تمسكين اللجام وكأنك خايفة يفلت من يدك . لقد قلت لك ان ليزا لا تشكل خطرا عليك .. انها مسنة .. كيف تقولون انتم الانكليز ..؟ لقد تعلمت كل الحيل , اليس كذلك؟
- لست واثقة اذا كان هذا سيعجبني ام لا .
- هل ترغبين ان تركبي على ديايلو ..؟
- اذا كان ديايلو يعني ما افكر به ... لا..!
ونظرت من حولها بثقة اكبر وسألته :
- كم تبعد المعصرة ؟ هل تذهب الى هناك على ظهر الجواد دائما ؟
- احيانا اذهب , واحيانا لا , تعالي سنذهب من هنا .. سأريك الارض التي قاتل اسلافي وماتوا لاسترجاعها .
ومرت فترة الصباح بسرعة . لقد مضت سنوات لم تركب فيها جولي الخيل. ومع انها كانت تعتقد بأنها ستشعر بتصلب في جسدها في اليوم التالي , الا انها سريعا ما تخلت عن شعور التوتر ,
وبعد وقت قليل كانت تشجع ليزا لتجري وتظهرالانزعاج عندما ترفض الفرس المطيعة الانصياع لرغبتها .
في الغابة تحت القصر , كان الهواء لا يزال حارا ومنعشا . ولكن عند سفوح الجبال كانت الشمس ترسل اشعتها فوق العشب فتجعله لا معا .
وقادهما طريق عبر الغابة الى جلول من الكرمة مثقلة بالعناقيد المليئة بالعصير .. فدادين واسعه من الغرسات المنتجه للعناقيد تنشر غطاء فوق الارض المنحدرة يرعاها حفنة من العمال يسهرونعلى سلامة النباتات وخلوها من الحشرات والامراض , قبل ان يأتي وقت جمع المحصول وقال لها راوول :
- الا تعلمين ان ثاني اكسيد الكربون في الهواء هو الذي يؤثرعلى الاوراق وفي النهاية يوفر السكر في العناقيد ؟
وكانا قد اوقفا جواديهما . ونزلا عنهما سائرين بين الممرات في الكرم , واشار الى براعم ظاهرة على ساق الكرمة :
- انظري من المهم ان لا يسمح للعناقيد بأن تمتص الكثير منا لسكر قبل ان تنضج , ولكي ينجح الموسم يجب ان تفحص بشكل مستمر مستوى السكر في الثمرة , وهذه الايام , شكرا لله هناك وسائل حديثة لتحقيق النتائج المطلوبة . ولم تكن الامور سهلة هكذا من قبل.
- اعتقد انكم لم تعودوا تعصرون العنب بالطرق البدائية دوسا بالاقدام .
وكافأها راوول على كلامها بابتسامة جذابة .
- للأسف لا.. ولكن اذا كنت هنا وقت الحصاد فقد اتمكن من ...
واشاحت جولي بنظرها عن المشاعر التي لايمكن انكارها والتي برزت في عينيه السوداوين . هذه اللحظات كانت مشحونة بالخطر .
ولكي تتخلص من تسارع نبضاتها , تقدمت الى اقرب مكان ظليل مبني من الخشب , وكان فارغا وغيه بعض الصناديق الفارغة , بقيت من حصاد السنة الماضية .
- يجب ان نعود الآن .
صوت راوول من ورائها جعلها تستدير مجفلة:
- ما تعنينه اننا لا يجب ان نعود ...

وتجاوزته خارجه الى الشمس الساطعه هذه المرة لم تستطع ان تبعث الدفء فيها .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 04:34 AM   #15

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل السابع

7- كيف أسامحك ؟


فى وقت لاحق ذلك اليوم ، انفردت

انيتا مع جولى وأصرت على أن ترافقها فى حوله تسوق إلى قريه ( فاغيو رافينو ) ، وسألتها :

- عن ماذا تكلمتما ؟
- عن امور مختلفه .
وبالفعل كانت جولى تجد صعوبه فى تذكر ما تحدثا به بالضبط ، ولم يرتح ضميرها عندما لاحظت أن انيتا لم تظهر أى أثر للغيره ، بل على العكس ، بدت مسروره لأن راوول غير رأيه ورافقها ، ولكنها كانت خائبه الأمل ، لأن جولى لم تستفد من هذه الفرصه للتحدث مع راوول حول مشاكلها .
- أعتقد أن من الغريب أن تتمكنى أنت وراوول من قضاء وقتكما معا . . . أعنى بعد هذه السنين . أنا أعرف أنه لن يتمكن من مقاومه إغرائك .
- انيتا !
- لا يجب أن تبدى مصدومه هكذا يا جولى ، أنا لا أقصد أبدا أن هناك شيئا معيبا . . .
- أتمنى هذا !
- ولكن . . عليك أن تعترفى أنك لا زلت تجدينه جذابا . . أليس كذلك ؟
- لأجل السماء يا انيتا !
- حسنا ، هذا أمر حقيقى ، اختيارك أن تتنكرى لأنوثتك لا يعنى أبدا أنك صممتى على الرهبه يا جولى .
- لا . . لا يعنى هذا ، ولكن ليست حياتى خاليه من العلاقات الاجتماعيه ، حتى ألتفت لزوج فتاه أخرى للتسليه!
- أوه يا جولى ! أنا لا أشير إلى انك تفكرين بإقامه علاقه مع راوول أنا أحاول أن اكون واقعيه فقط ، على كل الأحوال إذا أصبحت أنت وراوول أصدقاء ، يمكن أن يصبح حديثك معه من أجلى أسهل بكثير .
- أنت مقتنعه حقا ، أنه يإمكانى إقناع راوول . . أليس كذلك ؟
- دون سائر الناس .
- وإذا رفص التحدث معى بالأمر؟
- ستجدين طريقه .
- انيتا ، قد لا اتمكن من هذا .
- إذا كنت تهتمين بى فستفعلين .
- إنها ليست مسأله اهتمام . متى كانت آخر مره حاولت فيها التحدث معه ؟
- لست أدرى ، بالأمس ، الأسبوع الماضى ، ماذا يهم ؟ لقد قلت لك . . .
- لا أستطيع التصديق بأنه عنيد هكذا . . .
- وكيف لك أن تعرفى ؟ هل سألته ؟
- انيتا استمعى إلى. . .
- لا . . انت استمعى إلى ، أخشى يا جولى ، أننى أؤمن بأن راوول تزوجنى ، ليعاقبنى فقط .
- هذا أمر سخيف يا انيتا !
- وهل هو سخيف ؟ بعض الأحيان أعتقد أنه لا يهتم بى أبدا .

واستقامت جولى فى جلستها إلى طاوله المطعم حيث تجلسان وتابعت انيتا تناول ما تبقى من طعامها .
- قد تظنين بأننى أكل كثيرا أيضا ، ولكن ألا يقولون بأن الأكل هو أحيانا نوع من التعويض .

- لن يساعدك لو أنك زدت من وزنك ، أليس كذلك ؟
- وزنى لم يزد بعد و قوامى لا يزال كما هو !
- طبعا أنت لم تخسرى جمال قوامك بعد ، ولكن . . .
- قد لا يرغب بى عندما اصبح سمينه !
- كل ما أحاول قوله . . .
- كل ما تحاولين قوله إن على أن أتابع فى الاستسلام لأنانيه راوول . هل تستطيعين مثل هذا ؟ هل تستطيعين أن تعيشى كما أعيش؟
- نحن لا نتحدث عنى .
- لا . . هذا صحيح ، ولكن ربما يجب أن نتكلم عنك . ربما يجب أن نفكربالأسباب الى تدفعك لعدم الرغبه فى مساعدتى .
- انيتا !
وتطلعت جولى بعينى انيتا بغضب ، وكأنما أدركت بأنها قد تمادت كثيرا فتغير التعبير على وجهها ، وقالت لجولى :
- أنا آسفه . . آسفه . لم أقصد هذا . . لم أقصد . أعرف أنك تفكرين بى، ولكنك لا تعرفين ما هى حياتى . .
ونهضت جولى عن كرسيها:
- أنا لن أعدك بشئ .
- ولكنك ستفكرين بالأمر .
- أنا افكر فعلا .
كان العشاء وجبه خفيفه تلك الليله . . ولاحظت جولى أن انيتا كانت تحاول جهدها أن لا توتر الجو ، وبدا راوول مستغرقا فى تفكيره .
وبعد أن انتهت الوجبه قال قبل أن يترك الفتاتين تتناولان قهوتهما :
- لقد اتصلت أمى بعد الظهر ، ودعوتها لقضاء بضعه أيام معنا ، أثناء وجود جولى ، وبما أنها تعرف المنطقه مثل ما اعرفها بالضبط . أعتقد بأنكما سترحبان بها بديلا عنى ، إذ على السفر غدا إلى روما .
- لا . . .
وقفت انيتا على قدميها قبل أن يكمل كلامه ، ثم ، وكأنما ادركت أن احتجاجها قد يساء فهمه، أضافت :
- أعنى أننى سأجئ معك إلى روما . أنا وجولى . وأنا . . أنا واثقه بأننا سنتمتع . . .
- لا أظن هذا . لقد دعوت جولى لقضاء عطله هنا يا انيتا . ولا أظن أن شوارع العاصمه الحاره هى المكان الذى ستتمتع به .

- لا تكن سخيفا يا راوول ،لا يمكن لك أن تنتظر من جولى أن ترتاح بصحبه والدتك . . . إنها امرأه عجوز !
وكان على جولى أن تتدخل ، ولكن ليس بالطريقه الى تتوقعها انيتا .

- انيتا ، صدقا . . . سأنتظر بفارغ الصبر أن ألتقى مع السنيورا دى فيلانو . . أرجوك لا تزعجى نفسك بسببى .

ورمقتها انيتا بنظره مجنونه ، وعيناها الزرقاوان الصافيتين تلمعان بدموع لم تكن مخفيه . وبدأت جولى ترتاب بأنها لم تحسن تقدير حاله توازن انيتا ، فحتى هذه اللحظات لم تكن تدرك مدى عدم استقرار أعصاب هذه المرأه . وبدا لها فجأه أن تهديدات انيتا بالانتحار ليست بعيده عن التصديق ، وقال راوول غير مكترث بانزعاج زوجته :
- مهما يكن الأمر ، لقد تمت الترتيبات ، وسوف نلتزم بها . وحان الوقت لتهتمى بشخص آخر غير نفسك ، ووالدتى كانت صبوره معك جدا فى السابق .
وارتجفت شفتا انيتا :
- لا اريدها هنا ! لا أريد هذه العجوز الكاذبه هنا ! إنها تكرهنى ، وأنت تعرف ، لماذا تفعل هكذا معى لتؤلمنى ؟
ورد عليها راوول بصوت حاد بارد كالثلج :
- لأؤلمك ؟ أنت لاتعرفين معنى هذه الكلمه !
ولاحظت جولى أن انيتا تترنح الآن بشكل ظاهر وخافت أن يجر غضب راوول صديقتها إلى حاله الانهيار فقالت :
- أوه . . أرجوكما . . . أنا واثقه أن انيتا لاتعنى ما تقول ، إنها منزعجه ، هذا كل شئ إنها مضطربه وأنا واثقه . .

وقال راوول بحده ، وهو يتوجه نحو الباب :
- لا تتدخلى فى هذا جولى . ! أنت لست من العائله ! وليس لك الحق بالتدخل بأمور لا تعنيك . أرجو أن تبقى آراءك لنفسك . . فأنت لاتعرفين شيئا !

وصفق الباب وراءه ، وراقبت جولى انيتا وهى تعود إلى الجلوس فى مقعدها ، ولم تكن تدرى من منهما يشعر بالأسوأ .
صحيح أن انيتا كانت ترتجف ، وأصابعها تتشابك ثم تنفلت ، مظهره اضطراب مشاعرها ولكن المشاعر التى اجتاحت جولى لم يكن ممكنا أن تكبحها .فقد شعرت بالغثيان، والدوار ، وقد صدمها الألم من صده لها .
وتأوهت انيتا قائله :
- لا فائده من الامر . . . لا فائده . . .
واعادت هذه الكلمات انتباه جولى إلى حيث هو وإلى ما يحدث . فمهما كان شعورها ، يجب عليها أن تهتم بمشاعر انيتا ، فجمعت قواها وقالت بهدوء :
- ما هو . . الذى لا فائده منه ؟ انيتا لايجب أن تتركى هذه النقاشات تكدرك . فكل المتزوجين لديهم خلافاتهم ، ولا يمكن أن تكون والدة راوول سيئه إلى هذه الدرجه .
- إنها سيئه . . سيئه ، إنها تكرهنى !
- لا تكونى سخيفه ، فالحماوات لا يكرهن زوجات أبناءهن ، قد لا يتوافقن تماما . . .
- نتوافق ؟ جولى أنت لا تعرفين شيئا . إنها امرأه فظيعه سوف تقلبك ضدى أنت ايضا .
- لن تستطيع . . ماذا تقولين ؟ هل تحاولين القول إن أمه هى التى قلبته ضدك ؟
- أجل . . أجل . . أوه يا جولى ، ماذا سأفعل ؟ إذا ذهب راوول إلى روما وبقيت أنت هنا ، فكيف ستتمكنين من التحدث معه ؟
- لن يبقى فى روما إلى الأبد ، أليس كذالك ؟
- أتعنين . . أنك ستبقين ؟ ولكننى ظننت أنك قلت . . .
- صحيح . . ولكن بإمكانى أن أبقى اسبوعا آخر .
- اسبوع ؟ أوه يا جولى لن تعرفى ابدا كم أنا شاكره لك ! انتظرى إلى أن يعرف راوول هذا ! سيكون . .
- غاضبا ؟



* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 04:40 AM   #16

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل السابع

- لا . . ولماذا يغضب ؟ لقد طلب حضور أمه لأجلك ، أو هكذا قال .

- حسنا أنا تعبه ، سأذهب إلى الفراش . . سأراك فى الصباح .
وراقبتها جولى وهى تخرج . . وقد حل الارتياح مكان التعبير الهستيرى السابق ، وحسدتها لمقدرتها على تغيير مزاجها بهذه السرعه . فهى لا تستطيع التصديق بأنها منذ دقائق كانت تتأرجح على حافه الأنهيار العصبى ، وأدركت جولى مدى حرج الوضع الذى تتعايش معه وبدا أن الأمور لن تتحسن أبدا .
فى اليوم التالى ، قررت جولى أن تتجول قليلا حول القصر ، بعد أن اعلنت انيتا رغبتها فى الراحه بعد الغداء . والتقت بالسائق بيدرو كازولى فى الباحه ، فعرض عليها مرافقاتها ، وقال بمرح :
- دون توتر . .

ورفع يديه عندما ظهر على وجه جولى تعبير متشكك حول مدى أمانته ، وأعجبها إشارته فوافقت .
وتركا القصر ورائهما ، متسلقين سفح جبل قريب ينفجر نبع عند حافته ، حول الصخور القريبه منه كانت تنمو الطحالب ، فتجعل المكان منزلقا ، وخلعت جولى حذائها ، وغمرت قدميها فى المياه البارده . من هنا يمكن رؤيها امتداد الوادى كله ، وجلست على حافه صخره ورفعت ركبتيها ، فقال بيدور بهدوء :

- يبدو عليك التوتر ، هل هناك شئ خاطئ ؟ تبدين مشدوده الاعصاب ، ألا تتمتعين بعطلتك هنا ؟
ونظرتإ ليه جولى بسرعه :
- ماذا ؟ أوه . . أجل . .
ولم تكن ترغب فى التورط بأحاديث شخصيه ثانيه ، فأكملت ببرود :
- كنت أتمتع بالمناظر . إنها رائعه تماما .
- إنها هادئه ، والكونت أفضل شخص يقدر هذه المناظر .
ورفضت جولى أن تلتقط الطعام . وأشارت إلى المنحنى الذى يرتفع نحو التل على يمينها .
- هذه هى الطريق إلى سانتو جيستينو أليس كذلك ؟ هناك كاتدرائيه جميله هناك ، وأعتقد أنك تعرف هذا ، فأنت عشت هنا طوال حياتك .
- وكيف تعرفين أين عشت طوال حياتى ؟ هل قالت لك انيتا ؟
- انيتا ؟ . . لا . . لماذا ، لماذا تظن أنها تتكلم عنك ؟
فهز كتفيه دلاله عدم الاهتمام :
- حسنا . . إنها لا تستطيع الكلام مع الكونت . . أليس كذلك ؟

- لماذا لا تستطيع ، وما هو الأمر الذى . . لا تستطيع التحدث به مع الكونت ؟
- حول المشروب التى اشتريه لها بالطبع سنيوريتا .

ولكن جولى ، تملكها شعور أنه لم يقصد هذا ، وهزت رأسها ، ثم أراحت ذقنها على ركبتيها ، وفكرت لماذا يزعجها تصرف بيدرو تجاه انيتا هكذا ، فلو أن راوول يشك بأى شئ بين زوجته وسائقه الوسيم ، لكان صرفه من العمل منذ زمن طويل ، ويبدو واضحا من تصرفات بيدرو أن هذا ليس واردا ، فالرجل شديد الثقه بنفسه ، وتساءلت فى نفسها لماذا وافقت على صحبته ؟ وسألها :

- لديك وظيفه فى انكلترا سنيوريتا ؟ دعينى احزر : أنت عارضه أزياء . . لا ؟
- أنا عارضه أزياء . . لا . . فى الواقع أنا موظفه فى مكتب ، وهذا ليس شيئا مبهجا ، كما اخشى .
وأطرق بيدرو :
- أوه . . هذا مؤسف . . يمكن أن تكونى عارضه أزياء رائعه ، كما أظن .
فردت عليه بحده :
- وأنت كذلك .
وأتت ضحكته عاليه وطبيعيه وقال :
- أظن أنك تؤمنين بالمساواه بين الرجل والمرأه ، سنيوريتا ، فهل هذا سبب عدم زواجك ؟ لايمكن أن اصدق أن رجلا لم يطلبك للزواج من قبل .
- وكيف تعرف أننى لن أتزوج من قبل ؟ أو مطلقه ؟ وبما أكون هذا فأنت لا تعرف .
فرفع كتفيه معترفا :
- هذا صحيح . . ولكن لا أعتقد أنك كنت متزوجه سنيوريتا . ربما لك عشيق، أجل ، ربما ، أكثر من واحد ، ولكن لا زوج .

وقفزت جولى على قدميها فجأه مسيطره على غضبها قدر الإمكان ، فآخر شئ تريده أن يذكرها أحد بعلاقتها مع راوول ، وعينا بيدرو كانتا لئيمتين كثيرا ، وفيهما كثير من المعرفه ، وخطر فى ذهنها أنه قد يكون يرتاب بشئ ما ، وكان هذا إضافه إلى كثير غيره يستوجب عودتهما إلى القصر فورا .
مع دخولهما إلى باحه القصر ، كانت الكونتيسه دى فيلانو تنزل من سيارتها الى تقودها بنفسها ، سياره مرسيدس قديمه الطراز ، ولكن فى حاله ممتازه ، وبدت قصيره ، مليئه الجسم قليلا وفى متوسط العمر . وتمتلك حضورا رائعا ، ولمعت عيناها السوداوان ، لمشاهده جولى و بيدرو المحمرى الوجه اثر تعبهما من السير . وأذهلت جولى نظره العداء التى ظهرت على وجه والدة راوول ، وتوترت أعصابها لانها تعلم أن العجوز تعرف تماما من هى ، وكان ممكنا لها أن تتذكر ، على كل، هو من أرادهما أن تلتقيا ، ولكن إذا كانت أمه تكره علاقتمها السابقه كما فعل هو ، فلماذا دعاها إلى هنا فى مثل هذا الوقت ؟

- أنت السنيوريتا فولروك . . أليس كذلك ؟
- أجل يا كونتيسه . . كيف حالك ؟ هل كانت رحلتك مريحه؟
- أنا أحب قياده السياره . . هكذا التقينا أخيرا . أنت لست كما تخيلتك أبدا .
- أنا آسفه لهذا .
- لا تأسفى . . فأفكارى عنك لم تكن لطيفه أبدا سنيوريتا ، ولكننى مجبره على القول إن راوول لم يبالغ بوصف جمالك.
- شكرا لك .
- هذا ليس إطراء يا سنيوريتا لقد كنت أعلق فقط على أسباب تعلق راوول بك . . إنه تعلق دمر حياته ، وهو لا يزال يدفع الثمن !
وقبل أن تستطيع جولى الرد على كلمات الكونتيسه التى تدينها ، استدارت الكونتيسه مبتعده ، متجاهله سخطها الذى أبدته بفتح فمها وأشارت إلى جوليانو ليحضرحقائبها ، وقالت وهى تصعد سلم القصر وراء الخادم :
- كيف حالك . . أين السنيورا ؟

وتبعتهما جولى ببطء ، غير راغبه فى أن تشارك فى الاستقبال الذى يسجرى بين انيتا وحماتها . ولكنها اعترفت لنفسها بأن صديقتها على حق : فوالدة راوول لا توافق ابنها أبدا على ذوقه بالنساء .
وشعرت بالراحه لعدم رؤيتها للزائره عندما دخلتا لقصر فلا بد أن جوليانو قد أخذ سيدته الكبيره إلى غرفتها . وهكذا صعدت هى أيضا إلى غرفتها .

العشاء كان سيقدم عند الثامنه كالعاده ، وحضرت حولى نفسها بحماس أقل من حماس الليله الماضيه ، فلقاء والده راوول بحضورانيتا لن يكون سهلا . وصممت على أن لا تترك العجوز ترهبها ثانيه ، ونظرت إلى نفسها فى المرآه قبل أن تخرج من الغرفه ، وتصورت بأنها تبدو هادئه ومحنكه ، ومع قليل من مظاهر الاسترجال ، ولكنها لم تكن تدرك أن ثنايا جسدها الجميل لا تترك أى مجال للشك فى نفس أى أنسان حول جنسها . ولكن ، هكذا ستحقق هدفها بإقناع والدة راوول أنها وجدت النجاح الذى كانت تسعى إليه على حساب ابنها .
بعد ثورتها الليله الماضيه ، بدت انيتا مستكينه بأدب . ولم تظهر أى اهتمام بحماتها ، وما كدن يتركن غرفه الطعام ، بعد العشاء ، حتى عرفت جولى السبب ، فقد كانت انيتا تشرب . وتجاهلت انيتا شهقه الاستغراب التى بدت من جولى ، وأمسكت بيدها وهزتها ، مبتسمه ، ثم تبعت حماتها إلى المكتبه ، ولكن بعد تأكدها من وجود صينيه القهوه ، اعتذرت لبضع دقائق ، ومضت ربع ساعه ، وعرفت جولى أنها لن تعود .
وقالت والدة راوول لجولى ، بعد أن لاحظت بأنها تستمر فى النظر نحو الباب :
- ليس عليك أن تبقى هنا سنيوريتا ، اذهبى ،أفعلى ما شئت . سأكون راضـيه ببقائى هنا . لقد جلبت معى تطريزى ، أترين ؟ الخياطه تسليه للمرأة العجوز ، وهو أمر لا ترغب واحده فى مثل ذكائك أن تفعل مثله .
وتنهدت حولى وردت عليها :

- لدى انطباع بأن من هن مثلى ، وفى ذكائى ، لا تنظرين إليهن بارتياح يا كونتيسه ؟
- وهل لاحظتى هذا سنيوريتا ؟

وانحنت العجوز لتفرش غطاءا أبيضا ، وأخرجت لفه من الخيوط الحريريه منحقيبه أمامها .
- لم أقصد بكلامى الانتقاد ، كنت فقط أقرر أمرا واقعا .
- كنت أطرز فى الماضى . عندما كنت صغيره يا كونتيسه . والدتى وأنا كنا غاليا نخيط ثيابنا بأنفسنا .
- حقا ؟ أنت تدهشيننى يا سنيوريتا ، لقد وجدت أنك وجدت طريقه أخرى لشراء ملابسك . هل الرجال عمى فى انكلترا؟
- هذا كلام عدوانى . لا أعرف ماذا تقصدين به سنيوريتا ، ولكن الفتيات فى بلادى لا يبعن أجسادهن عاده من أجل الطموح ! والدتى وأنا ، كنا فقيرتين ، وهذا صحيح ، بعد أن تركنا والدى لم يكن من السهل علينا أن نتدبر أمرنا ، ولكن حسب علمى ، لم تكن أى منا يائسه لدرجه أن تعرض نفسها فى الشارع !
لا بد أن عنف دفاع جولى أثر كثيره على الكونتيسه ، فعندما حاولت جولى أن تقف ، وضعت الكونتيسه يدها على كم ثوبها وقالت :
- انتظرى يا سنيوريتا ، أنا آسفه ، لم يكن يجب أن اقول هذا ، وأطلب منك السماح ، لا بد أن تعذرى لهفه أم عجوز على ولدها . من الصعب على أن اسامحك ، ولكن بما أن راوول قد سامحك ، فعلى الأقل يجب أن احاول .
- لست . . أدرى ما تعنين .
- أوه . . أظن أنك تدرين . لا يمكنك الادعاء بأنا لماضى لم يكن . وأخبرنى راوول كل شئ . ويمكنك أن تعرفى أنك لو لم تتخلى عنه لما كان الآن يعانى نتائج رده فعله .
وشعرت جولى يارتخاء فى اطرافها ، ولكن ذهنها ولسانها بقيا قويين ، وانتقت كلماتها بحذر وهى تقول :
- أنا لم اتخلى عن راوول كونتيسه ، هو من تخلى عنى .
- ما هذا الكلام السخيف ؟ هل تقولين بأن ولدى كاذب ، سنيوربتا ؟ لقد قال لى بنفسه إنك رفضت الزواج منه .
- أوه . . أجل . . أجل اعتقد اننى فعلت هذا ، ولكن هذا لا يعنى أننى . .

- بالنسبه لابنى يعنى الكثير ، فنحن عائله فخوره سنيوريتا . هل تعتقدين بأن راوول كان سيقبل العيش معك دون بركه الزواج؟
- أعرف بأنه لن يفعل .

- إذا ، لقد اخترت أن تعاقبيه لأنه رجل شريف .
- ليس الأمر هكذا ، أنت لا تفهمين يا كونتيسه ، أردت أن أكون مستقله ، أردت أن أثبت أننى قادره على إعاله نفسى مثل أى رجل . ولقد أثبت هذا . فلدى عمل جيد، ومستقبل جيد . . .
- من دون حب ! عجبا . . هل الأمر يستحق ؟
وتفرست جولى بها :
- أظن هذا .
- إذا أنت مغفله !
وغرزت الإبره فى القماش بغضب وتابعت :

- أرى الآن ما رآه ولدى فيك . . لماذا أرادك ، بدلا من هذه المخلوقه التى ليس لديها إيمان ، لديك الكبرياء والأمانه ، ولن تخونى مبادئك، وتختارى الطريق السهل فى الحياه ، ولكنك غبيه مع ذلك . وعاجلا أم آجلا ستدركين هذا !




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 04:47 AM   #17

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل الثامن

8-لماذا اتيتِ ؟


على الرغم من الخلافات العميقة بينهما , بدأت مشاعر جولي نحو والدة راوول تلين بالتدريج خلال الايام التي تلت .

ولأن انيتا اختارت ان تبقى في الفراش معظم الصباح وحتى وقت الغداء , فقد وجدت جولي نفسها تلازم الكونتيسة العجوز معظم الوقت , وكي لا تزيد الوضع توترا , حولت ان تبذل جهدها لتبدو ودودة معها .

فهي لم تكن موافقه على الطريقة التي تتصرف بها انيتا . وصارحتها بالامر ولكن انيتا بدت في اسوأ حال , وكان على جولي ان تغطي تصرفاتها .

ومع ان جولي لم تكن تظن ان ام راوول مستعده للقيام بدور الدليل لها اذا ارادت التجول في توسكانا كما قال ابنها , الا ان الكونتيسه بنفسها عرضت ان تأخذ جولي حيثما ارادت .

- انت تقودين سيارة , اليس كذلك سنيوريتا؟

واجابتها جولي بالايجاب , فهزت الكونتيسه رأسها برضى :

- اذن يمكنك ان تقومي بدور السائق . فأنا لا اقود السيارة الا في الحالات الاضطرارية وافضل ان اجلس في السيارة دون قيادتها .

- انا متأكده ان بيدرو....

كانت على وشك ان تقترح ان راوول قد يفضل ان يقود سائقه السيارة بدلا منها ... ولكن الكونتيسه قاطعتها :

- لن اسمح لذلك الشاب بأن يقود السيارة بي الى أي مكان .

ثم اضافت بسخرية :

- ولكن اذا كنت تفضلين هذا ....

ولم ترغب جولي ان تعلق بهذا الفخر فسارعت للقول :

- لا ...لا ... لقد فكرت فقط ....

- عندما ييكون الامر يتعلق بيدرو كازولي , انصحك بعدم التفكير والآن , اين سنذهب في اول نزهة لنا ؟

وهكذا ذهبتا الى سينيا , وزارتا الكاتدرائية هناك , ومعرض الفنون وقصربلازو بوبليكوه حيث تسلفنا البرج لتنظرا الي ضواحي محيطه , واحبت جولي البلدة , واحب الناس فيها , واعجبها اكثر الفن المعماري والهندسي الذي جعل من سينيا بلدة شهيرة .

ولم تكترث انيتا بحماس جولي عندما عادت الى القصر , وقالت لها , بعد ان ذهبت والدة راوول للراحه .

- كيف يمكنك قضاء هذا الوقت الطويل مع هذه العجوز الفظيعة ؟ انوي الاتصال براوول لأعرف متى سيعود , فلن اطيق ان اعامل كضيفة في منزلي !

- اظن بأنك تستحقين كل ما يحدث لك , فانت لم تجربي ان تتفقي معها , اليس كذلك ؟ امابالنسبة للسماح لها باعطاء الاوامر للخدم ... فأنت لا تهتمين بالمسائل المنزلية .

- لقد قلتلك , الخدم منقلبون ضدي .

وهزت جولي رأسها مجيبة :
- اظن انك انت من قلبتهم ضدك , فمن الواضح انك لا تحبينهم وتتركينهم يعرفون ذلك . لو انك ...

- اذا لقدا نقلبت ضدي ايضا !

وانفجرت انيتا بالبكاء .

- كنت اتساءل كم سيطول الامر قبل ان تنقلبي ضدي . ماذا قالت لك هذه العجوز ؟ ماذا قالت لك عني ؟ انها تكذب , كلها اكاذيب انها كانت دوما تكرهني ... دوما !

- اهدأي ... اهدأي . انا لم انقلب ضدك يا انيتا . لاتبدأي بقول هذا ثانية , كل ما اشير اليه انك لم تحاولي التوافق مع حماتك ... اليس كذلك ؟

- ولماذا افعل ؟ انا اعرف ماذا تفكر بي . واعرف لو ان الطلاق ممكن في ديانتهم لشجعت راوول عليه . ولكن الطلاق هنا ليس مقبولا . والزواج لا يمكن ان يفسخ في حال حصول اجهاض واحد , اليس كذلك؟ لا ... راوول مضطر للبقاء معي . والافضل له ان يعرف هذا .

- ماذا تعنين ؟

ازعجتها لهجة الحقد في صوت انيتا . كانت وكأنها تحاول التلميح الى شيء ما . ولكنها لم تستطع تصور ما هو .

واجابتها انيتا وقد قررت انها قالت ما فيه الكفاية :
- لا يهم . انا ذاهبة الى غرفتي , لماذا لاتأتين معي ؟

- لا ... شكرا .

وبقيت جولي حيث هي , عدم اكتراث انيتا الواضح بكل شيء اشعرها بالالم . وقالت لها انيتا وهي تسير نحو الباب :
- كما تشائين . ولكن لا تلوميني على ما انا عليه . بل لومي هذا الوغد المتكبر الذي هو زوجي . لوميه على الورطه التي انا فيها !

- اية ورطة؟

- وماذا تظنين ؟

- اتعنين ... شربك ؟

- وما غيره !

وفتحت الباب وخرجت .

في الايام التي تلت , خرجت جولي مع والدة راوول وتجولتا في القسم الشمالي من توسكانيا .فزارتا ايمبولي وسيرتالدو وبوغيبوتسي , وميناء بيوميبنو الذي يؤدي الى جزيرة البا . ولكن المكان المفضل لجولي كان فلورنسا مركز حضارة اوروبا لمئات السنين , حيث توجد بعض اكبر الاعمال الفنية . اليوم الكامل الذي امضياه هناك لم يكن كافيا لتزورا جميع المتاحف والكنائس والقصور والمعارض الفنية .

في ذلك اليوم , صممت جولي ان تتحدث الى الكونتيسه بخصوص زوجة ابنها . وعندما اقترحت الكونتيسه ان تذهبا الى احد المقاهي حيث تتناولان فنجان شاي وترتاحان , اغتنمت جولي الفرصة فقال :
- كم منا لمؤسف ان لا تكون انيتا معنا .

ولكن الكونتيسه رفضت ان تبتلع الطعم فتحدثت بموضوع مختلف :
- لا اظن بأنني سرت طويلا هكذا منذ ان كبر ولدي الصغير .
ولكنني تمتعت بالسير يا جولي . وانا شاكره لك من اجل هذا .

- اوه ارجوك ...

وسرت جولي لأن محاولتها زج اسم انيتا لم يجعل الكونتيسه تعود لمناداتها رسميا بسنيوريتا . فمنذ يومين الى الآن وهي تناديها جولي , وهكذا كانت علاقتهما قد اصبحت دافئة .

ولكن من الصعب التظاهر ان انيتا ليس لها وجود , فتنفست جولي عميقا , وحاولت ثانية :
- انها ليست سعيدة , وانت تعرفين هذا , اتمنى لو تحاولين فهم حالتها يا كونتيسه .

انها تحاول ان تتصرف بشكل صحيح .

- هل تظنين هذا ؟

ولمعت عينا الكونتيسه , ثم وكانها ادركت ان صداقتهما قد وصلت الى ابعد من المعرفة العادية ,اضافت:
- لا اريد ان اتشاجر معك يا جولي , الايام التي مضت كانت مدعاة سعادة لي , اكثر مما كنت اتصور , فلا تفسديها بالتحدث عن انيتا . انها لا تهمك بشيء . للأسف , انها مشكلة راوول , وراوول وحده . الامر عائد اليه ليقرر ماذا سيفعل بها .

- وماذا يجب ان يفعل بها ؟ اخشى انني لا افهم !

- ولكنك تعرفين ما بها ... اليس كذلك ؟

وبللت جولي شفتيها بلسانها :
- وما بها؟

- لاتكذبي عليّ يا جولي . انت هنا منذ ... اسبوع ؟ 8 ايام ؟ بالتأكيد روت لك انيتا , خلال هذا اسرارها , انت افضل صديقه لها .

- ربما .

- اذا , ما الذي يمكن ان يقال اكثر؟

- اتعنين ان راوول يعرف ايضا ؟

- وهل تشكين في هذا ؟ مهما كانت صفات ولدي , فليس من بينها الغباء . وبالطبع يعرف . اتصور ان القصر كله يعرف.

وامسكت اصابعها بطرف الطاولة بقوة واردفت :
- لن اسامح زوجي ... ابدا !

- زوجك ؟ اخشى انني لم افهم ما دخل زوجك ؟ لقد توفي منذ زمن بعيد .

- انها خطايا الاباء .. انت تعرفين المثل , بالتأكيد , ولا يمكن ان يكون المثل اصدق مما هوعليه في هذه الحاله .

مهما ستكون النتيجه على جولي ان تحاول لمصلحة انيتا مره اخرى :
- الا تظنين ان على راوول ان يمنحها فرصة اخرى ؟

- فرصة اخرى ؟ ماذا تقولين ؟ هل عليه ان يسامح وينسى ؟ اوه لا سنيوريتا . انت تطلبين الكثير . عندما ... مات الطفل كان من الممكن ان يسامحها يومها . ولكنها لم تقنع , وعليها الآن ان تلوم نفسها للنتائج .

- ولكن هل الامر سيء في ان ترغب بطفل. كنت اظن انك ....

- وهل تسألين عن هذا ؟ يا الهي ... خذيني الى المنزل سنيوريتا لا ارغب في متابعة هذا النقاش .

وصل راوول الى المنزل عند المساء وتمنت جولي لو انه لم يختر هذه الامسية للعودة فالجو كان باردا بين النسوة الثلاث , وشعرت بالاسف لهذا العام بعد الايام السعيده التي قضتها مع الكونتيسه

ولكن , ما من شك في ان راوول قد يرتاب كثيرا فيما لو عاد ووجد ان والدته وجولي من افضل الاصدقاء .

خلال تناول العشاء تحدث بشكل خاص تقريبا مع والدته , ارتاحت جولي لهذا . ولكن بعد انتهاء الطعام لم يذهب للراحة كعادته , بل انضم الى جولي ووالدته في غرفة الجلوس ليشرب القهوة

وانضمتا ليهم انيتا التي ظلت صامته طوال العشاء . وتناولت فنجان القهوة الذي قدمته اليها حماتها , بأدب مفتعل كانت طوال السهرة ترمي العجوز بنظرات حاقدة .

ولكنها جلست الآن برزانه طفلة في ضيافة خاصة ومظهرها البريء يحفي ما يكمن تحته . وسألت راوول :
- هل كانت رحلتك موفقة ؟

- بطريقة معقولة .

وكان واضحا انه لا يريد ان يتابع هذا الحديث , وكأنما فهمت انيتا هذا فغيرت الموضوع :
- لقد اشتقنا اليك ... لقد كانت جولي بالامس تقول ان القصر يبدو فارغا من دونك , ومن المؤسف انك اضطررت للسفر في وقت كنت انت وهي تبدأن بمعرفة بعضيكما من جديد .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 04:54 AM   #18

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل الثامن

ولم تدر جولي من كان المحرج اكثر , راوول , الكونتيسه ام هي . وليس صحيحا انها قالت هذا , وانيتا تعرف , فلماذا تكذب مثل هذا الكذب الصريح ؟ وقال راوول اخيرا :
- اظن بأنك تبالغين يا انيتا , فأنا واثق ان الانسة فولورك لم تقل شيئا كهذا .

- ولماذا تدعوها الانسة فولروك ؟ انت دائما تناديها جولي . من الغباء ان تدعوها بأسم اخر بعد ما كان بينكما .

- انيتا !

- انيتا !

جولي وراوول صرخا معا , ولكن انيتا لم تتراجع :
- لا تتظاهرا بأنكما مصدومان هكذا . كلنا نعرف بانني اقول الحقيقة . واين الضرر بهذا ؟ فأنا لا اشير الى ان بينكما شي الآن .

ولكن هذا ما كانت تقصده وجولي تعرف هذا , استطاعت ان تلاحظ من تعابير الكونتيسه انها انزعجت من تصرفات انيتا , ومع ان راوول كان صارما اكثر في اخفاء مشاعره الا ان غضبه على زوجته بدا واضحا .

وابتسمت انيتا وتابعت :
- على كل ... لقد عدت الآن , وهذا ما هو مهم , اليس كذلك ؟

وانهت فنجان القهوة ووضعته على الطاولة :
- هم ... لقد كان لذيذا , ولكنني اظن ان عليّ الذهاب الى غرفتي الآن فأنا تعبة ... عمتم مساء.

وانصرفت بصمت وبعد ان اغلقت الباب وراءها , ساد الصمت ولكن , بعد ذلك , وكانما هي ايضا تعبت فجأة , نهضت الكونتيسة واقفة . وقالت بالانكليزية اكراما لجولي :
- سنتحدث بالامر صباحا .

ووقف راوول ليفتح الباب لها وقال :
- امي ...

فوضعت الكونتيسه يدها على ذراعه :
- لا بأس ... لا بأس ... ليس الامر مهما .

- لا ؟ ليلة طيبة ماما .

- ليلة طيبة يا عزيزي.. ليلة طيبة يا جولي .

ووقفت جولي بينما كان راوول يغلق الباب .

- اعتقد ان علي ّ ان اذهب ايضا . انا آسفة ... لو ... ان ... ما قالته انيتا احرجك واحرج والدتك , ولكن ...

واسند راوول ظهره على الباب , مغلقا عليها طريق الخروج وسألها :
- ألم يحرجك الامر ؟ ألم يحرجك جنون زوجتي بأن عندك دوافع شخصية كي ترغبي في عودتي ؟ ألم تغضبي ؟

وتسارع الدم في شرايينها قليلا :
- لا ..

- لا ؟

- لا .. فأنت تعرف ان كلامها غير صحيح , وانا واثقة ان والدتك لم تنخدع ايضا .. انيتا كانت تتلاعب محاولة , محاولة ان ...

- ان تبعد الانتباه عن نفسها ... ربما ؟ لقد قالت لي امي انك دافعتي عنها .

- والدتك؟ .. انا ...

لقد تحدثنا في وقت مبكر , قبل ان تحضري الى العشاء , وقالت لي ايضا انكما قضيتما اوقاتا كثيرة معا خلال الايام الماضية .

- اوه ... اجل ... لقد كانت لطيفة جدا .

وحدق بها بعينيه السوداوين .
- كان رأي امي انك كنت تشفقين عليها .

- لا ... ابدا .. كانت نزهاتنا مدعاة سرورمشترك , انها شخصية رائعه . وتحرك راوول مبتعدا عن الباب .

- انيتا الم ترافقكما . لقد قيل لي انها امضت معظم وقتها في الفراش .

- وهل وضعت عليها من يراقبها ؟ بالتأكيد ... انها ....

- لم اطلب مراقبتها . ولكن يجب ان تفهمي ان هناك اشخاصا في القصر همهم الوحيد هو اخباري عن نشاطات زوجتي خلال غيابي .. هل فهمت ما اعنيه ؟

- ليس عليك ان تصغي لهم .

- لا يمكن ان تكوني جاده , هل اقول لهم ان هذه الاشياء تزعجني ؟

- اذا انيتا على حق فالخدم لا يحبونها .

- الخدم لا يكرهونها يا جولي , انهم فقط لايحترمونها .

- وغلطة من هذه ؟

وبدا الغضب في عيني راوول .
- وهل تشيرين الى ان هذه غلطتي ؟

- حسنا .. اليست كذلك ؟ اعني .. الن يكون وضع انيتا اكثر امانا لو ... لو ان لديها طفل؟

وقطع راوول المسافة بينهما بسرعه مخيفة , وحدق بعينيها :
- هل تعنين ما تقولينه ؟ هل تريدين وضعي في هذه الحالة , دون ادنى شفقة؟

- شفقة ؟ لقد تزوجتها , اليس كذلك ؟ لقد جعلتها زوجتك ! الا يعطيها هذا بعض الحقوق عليك في هذا البلد الشديد التدين ؟ ام ان الولاء هنا مخصص للكنيسه والقديسين فقط؟

وامتل أوجه راوول بالغضب وقال بصدمة :
- كيف تجرؤين على مثل هذا القول ؟ كيف تجرؤين على التحدث معي حول الولاء ؟

- انها زوجتك يا راوول , وقد حملت بطفلك ! الا يعني هذا شيئا ؟

- اجل ! يجب ان يعني شيئا , بل لقد عنى شيئا . ولكن ألم تسألي نفسك ابدا لماذا تزوجت انيتا ؟

- اعتقد ...

- نعم ؟ .. ماذا تظنين ؟ ربما تظنين بأنني وقعت في حبك ثم في انيتا خلال اسابيع ؟

- حسنا ...

- او ربما انني تزوجتها كي انتقم منك , او انني حكمت على نفسي بالارتباط مدى الحياة لمجرد ان ابعث الغيرة فيك ! هل تصورتي ابدا انني لم احبك ؟ وان مشاعري فارغة كما كانت مشاعرك تماما ؟

- راوول ...

لا ... لم يكن الامر هكذا ! لم يكن لدي رغبة في الزواج من انيتا , ولم اكن اهتم بالزواج من احد . ليلة تركي الفندق , كانت مشاعري هي مجرد احتقار لنفسي أني سمحت لأية امرأة ان تملي عليّ ما افعل !

لقد كرهتك يا جولي .. ولكنني كرهت نفسي اكثر . ولقد دفعتيني انت لأن افعل ما فعلت , ولقد حولتني الى .. الى حيوان , دافعه فقط الغيرة والغضب . انت كنت السبب , ولكنني انا الملوم لترك نفسي انخدع .

وحاولت ان تبتعد عنه ولكنه امسكها بكتفيها ليمنعها :
- سوف تستمعين الي .. يجب ان تسمعي ماسأقوله لك . ثم تقرري من هو المذنب منا .

- وهل هناك داعي لهذا؟

- هكذا اظن . ليلة غادرت الفندق , كنت بائسا . كراهية النفس هي اسوأ المشاعر المدمرة . وهكذا لجأت الى الشرب وكنت ولا ازال واعيا عندما اتصلت بي انيتا , واستطعت ان اقول لها ان ما بيني وبينك قد انتهى . صديقتك اتصلت لتعرف مدى نجاح مكيدتها . كانت ذكية جدا . لقد طلبت التحدث معك اولا , ولم اكن ساعتها في حاله تسمح لي ان انكر بأنك تركتيني.

- ومع ذلك .

- انتظري !

وحفرت اصابع راوول في لحم ذراعها .
- عندما اكتشفت انك اصبحت خارج الصورة , كانت بعد ربع ساعه عند بابي .

- لا !

- بل اجل .. ولكن لا تظني الظنون , فلم يحدث شيء بيننا , ولم اكن ساعتها قادرا , كيف اقول ؟ ان البي رغباتها , ولكن والدها لم يكن يعرف هذا .

- والدها ؟

- للأسف نعم , شخص ما , وتستطيعين اكتشاف من هو , قال له اين توجد ابنته , وعندما وصل الى الفندق تأكدت انيتا من ان يجدها عارية تقريبا , والنتيجة كانت محتومه .

- ولكن ...

- في ذلك الوقت ما كنت لأهتم , اعتقد انه كان علي انكار كل شيء ولكن عقلي رفض العمل , وفي وقت لا يذكر جرى ترتيب الزواج . وهذا ما كانت انيتا تبغيه , واعتقدت ان هذا ما كانت والدتي تريده , وبما انني وانت ..

وتوقف فجأة , ويده لا تزال ممسكة بكتفها لتمنعها من الحركة :
- ربما لم اكن واثقا تماما من ان الامر سيؤلمك , ولكنني كنت مخطئا فالامر لم يهمك ابدا اليس كذلك ؟

وتسارع تنفس جولي وقالت :
- راوول ...

- اجيبيني عليك اللعنة !

- انا ... انا ... لا استطيع .. لا استطيع !

- ولماذا لا تستطيعين ؟ هل ستكذبين عليّ مرة اخرى ؟ هل ستقولين لي بأنك ستغيرين رأيك ؟ هل ستقولين لي انك ندمت على تركك لي ؟

- انا .. لم اتركك يا راوول .

- وماذا تسمين ما حصل ؟

- لقد قلت لك انني بحاجه الى المزيد من الوقت !

- كان هذا عذرا .

- لم يكن هكذا . لم اكن ادري ما افعل . بعد ان طردتني من الفندق ...

- تعنين بعد ان اغتصبتك ؟ بعد ان دمرت الشيء الشريف الوحيد الذي كان بيننا؟

- انت لم تغتصبني , وانت تعرف بأنك لم تكن قادرا على فعل هذا لقد اظهرت لي حبك ...

- كما اود ان اظهره لك الآن . وكما اود ان افعل منذ رأيتك في المطار .

- لا ... يا راوول .

- بل نعم يا راوول ...

- لا ....

- ولكنك اتيت الى هنا وانت تعلمين كم سيعذبني هذا .

- لا .. لقد دعتني انيتا .

- ولماذا تظنين ان انيتا دعتك , اذا لم يكن لتعذبني ؟

- راوول ... انيتا يائسة !

- مثلي تماما . مثلي تماما يا جولي .

واشاحت بوجهها عنه ولكن يداه امسكتا بوجهها وادارتاه نحوه ثم جذبها نحوه وتأوه قائلا:
- لا تقاوميني يا جولي .

- راوول .....

ولكن قواها خانتها . وهمس لها :
- جولي لماذا جئت الى هنا ؟

كلمات راوول المحطمة مزقت قلب جولي . لم يكن لها الحق بأن تأتي الى هنا . وليس لها الحق بأن تكون بين ذراعيه ليس لديها الحق , وهذه غلطتها وحدها .

لقد اتخذت قرارها منذ 5 سنوات يومها اختارت مستقبلها العملي لأنها كانت تعتقد بان هذا ما تريده . ولا فائده الآن من تبرير عملها بالاعتراف بانها قد اخطأت .

كان يمكن ان لا يتزوج انيتا يومها , بل يتزوجها هي , وتعرف هذا دون ان يقول لها احد . انه لايزال يرغب بها , وهذا صحيح , ولكن لن تستطيع ان تأمل بمشاركته حياته , او ان تحمل بأطفاله .

وبقوة فائقة سحبت نفسها بعيدا عنه , ثم , وبعد ان وقف هناك ينظر اليها , وضعت اللمسات الاخيرة لإنهاء المهزلة :
- صدقا يا راوول , ليس بامكانك ان تتذمر من تصرفات انيتا , اذا كنت انت بنفسك لا تستطيع الالتزام بالقوانين !


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 05:03 AM   #19

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل التاسع

9-هل تستطيع الهروب؟

وسافرت جولي في الصباح التالي ، قبل أن تستيقظ انيتا ، ولحسن حظها لم تشاهد راوول ، وكانت على وشك المغادرة دون إفطار عندما
التقت بالكونتيسة .
- هل أنت راحلة ؟ سأطلب من جوليانو أن يحضر لك حقيبتك ، أتصور أنك بحاجة إلى سيارة توصلك إلى المطار .
- يمكن أن أتصل لإحضار تاكسي . أليس هناك تاكسيات في القرية .
أرجوك أن لا تزعجي نفسك بسببي يا كونتيسة . أفضل أن أذهب بأقل إزعاج ممكن .
- أتصور هذا . لكن لا أظن أن ولدي سيوافق على أن تكوني تحت رحمة التاكسي .
لذا سأوصلك بنفسي إلى بيتزا .
- أوه . حقاً ..لا أعتقد أن راوول سيوافق على هذا أيضاً .
- سيوافق بسرور ..وليس علي أن أفكر بما يوافق عليه ولدي أو لا يوافق بالنسبة لما أعمله
يا جولي ، هيا سنشرب القهوة ونأكل بعض الكروسان .
ولم تكن جولي قد ركبت مع الكونتيسة وهي تقود من قبل ، وأقلقتها طريقة قيادة المرأة العجوز . ولكن ، تدريجياً ، عاد تفكيرها نحو ما حدث بينها وبين راوول , من العبث التظاهر بأنه قد يتغلب على صدمته لما حدث .
فتصرفها معه لا بد أنه دمر كل أثر للعاطفة التي كان يشعر بها نحوها .
ولا فائدة من أن تقنع نفسها بأنها فعلت هذا لصالحه، فهو لن يسامحها أبداًُ ، ولن تستطيع أن تسامح نفسها . ماذا فعلت به،ماذا فعلت لكليهما ؟ هل يمكن لها أبداً أن تعوض عن أخطاء الماضي ؟
- هل قررت السفر بسبب ما قالته أنيتا بالأمس ؟
سؤال الكونتيسة الهادئ ، أعادها فجأة إلى الإحساس بمكان وجودها ،وحاولت جودي بسرعة أن تجد عذراً لقرار مغادرتها .
- أوه . لا . أعني أن هذا سيكون سخيفاً . أليس كذلك . على كل الأحوال انيتا هي التي طلبت مني الحضور إلى هنا .
- هذا ما عرفته ، ومع ذلك فقد حدث شيء جعلك تغيرين رأيك
- أغير رأيي يا كونتيسة ؟
- طبعاً ..فلو كنت تنوين السفر منذ الأمس ، لكنت أخبرتني ؟
- لقد ظننت أن هكذا أفضل .
- أفضل لمن ؟ لك ؟ لأنيتا؟ لولدي ؟
- لنا جميعاً كما أعتقد ..
وأشارت إلى برج يبدو عن بعد :
- أليست هذه كنيسة جميلة ؟ هل تعرفين أسمها ؟ لا أذكر أنني رأيتها من قبل .
- لاتحولي تغيير الموضوع يا طفلتي . هل ولدي ملام حول قرار سفرك ؟
لا يجب أن تتركي ما يقوله يزعجك . راوول لن تكن حياته سهلة خلال الخمس سنوات الماضية .
أليس من الطبيعي أن تظهر مرارته في بعض الأحيان .؟
- لا ..لا ألوم راوول .
- وهل تلومين انيتا ؟
- لا ..بل ألوم نفسي ! لو لم أنفصل أنا و راوول .
- يا طفلتي اسمحي لي .. هذه سخافة !
- ولماذا تكون سخافة ؟ راوول مؤمن بهذا .
- و هل قال لك ؟
- بين ..عدة أمور .
- مع ذلك فهي سخافة .
- ولماذا ؟
- يا عزيزتي جولي ، لا يمكن أن تكوني ملومة لما حصل بعد أن افترقتما .
راوول لم يكن طفلاً ، لقد كان ....راشداً . ولم يكن مضطراً للزواج منها بعد أن تخليت عنه .
- ولكن ...
- أعلم أن أنيتا كانت تغار منك ، فهي ليست غبيه لتعترف بهذا ، ولكن تصرفاتها لن تترك أي شك
بأنها كانت ستفعل أي شيء في مقدورها لتفرق بينكما .
- وإن كان ...
- لا يمكن الإنكار أن الوضع كان يمكن أن يختلف لو لم تتدخل أنيتا .
- من يعلم . . كنت أرغب كثيراً في استقلاليتي ، لا أنكر هذا .
ولكن لا أعلم إذا كان لديّ القوة لتركه لو لم يجبرني على ذلك ..
- صحيح ..من يدري ؟ ..لا يمكن لنا أن نتحمل مسؤولية ما هو مقدر .
وتطلعت جولي بوالدة راوول :
- شكراً لك ..
- لا تشكريني ..ولكنني لا زلت أعجب لماذا أحضرتك أنيتا إلى هنا .
وأتساءل ماذا وعدتيها أن تفعلي .
- ولماذا ؟ لقد وعدت فقط بمساعدتها ، وماذا أستطيع غير هذا؟
وأبعدت الكونتيسة نظرها عن الطريق لتحدق بجولي طويلاً .
حتى أن جولي اضطرت إلى إمساك المقود بنفسها ، وبعدها أعادت العجوز
أنتباهها إلى الطريق ، وقالت وهي تهز رأسها :
- لست أدري كيف أفهمك يا سنيوريتا ، أحياناً أظن أنني كنت مخطئة بخصوصك . وأحياناً أتساءل إذا ما كنت أعرفك حقاً !
- ولماذا يدهشك أنني أردت مساعدة أنيتا ؟ نحن صديقتان ..
وقالت الكونتيسة وهي تختار كلماتها بحذر :
- قولي لي يا سنتيوريتا ..هل أحببت ولدي حقاً ؟
- يجب أن تكوني تعرفين بأنني أحببته .
- إذا ، بحق الله ، لماذا تكرهينه الآن ؟
- أنا لا أكرهه ..
- ولكنك تريدينه أن يعترف بأبوة طفل ليس طفلة !
وفتحت جولي فمها مندهشة .
- ماذا ؟
- أوه ..لا تظهري أنك مصدومه هكذا ! لقد قلت إنك تعرفين كل شيء عن أنيتا .
ولكنك بالطبع لا تعرفين وإلا لما صدقت أن الطفل كان لراوول ؟
وشعرت جولي أنها على وشك الإغماء . داخل السيارة كان حاراً ،مع أن النوافذ كانت مفتوحه ، وكان قميصها ملتصقاً برقبتها وظهرها
من العرق . ولكنها الآن تشعر بأن جسدها كله يتعرق .
الشحوب الفجائي لوجه جولي ، والإشارات الواضحة بأنها على وشك فقدان وعيها ،
دفع بالكونتيسة لتوقيف سيارتها .
- ألم تكوني تعلمين ؟ ولكن عن ماذا كنت تتكلمين بالأمس ؟
أعتقدت أنك تعرفين بما بينها وبين بيدرو . وما الذي برأيك قد يسبب عاراً أكثر من هذا ؟
وأحست جولي بجفاف فمها ، ولكن بعد بضع دقائق استطاعت أن تتكلم :
- لقد كنت أظن ، كنت أظن أنك تتحدثين عن شرب أنيتا ، ولم أكن أعرف ..
لم أربط هذا أبداً .. ولا غثيانها في الصباح ..مع حملها بطفل .
- إذا ، فأنت ساذجة جداً . أو ، أن شعورك بالذنب أعماك عن أي شيء آخر .
- أنا أسفة !
- وكذلك أنا .

إذا ..هذا ما كنت تقصدينه بأن راوول يعرف، وأن الجميع يعرفون ؟
- بالطبع .
- أنيتا و ..وبيدرو ؟
- هو شقيق راوول . . زوجي جعل إحدى العاملات في المطبخ حاملاً ..
- إذا .. لهذا السبب بيدرو .
- متعجرف ؟ أجل ..هل تستطيعين تصور ما شعرت به يوم وصلت ورأيتكما معاً ؟
- ما كان يجب عليك أن تقلقي عليّ يا كونتيسة ، لقد عملت بين الرجال من أمثال بيدرو كازولي ،
وهذه إحدى حسنات العمل ، إذ تتعلم المرأة أن تكون حذرة مع هذا الصنف من الرجال .
وقالت الكونتيسة بمرارة :
- رجال من أمثال زوجي ، أوه لقد كنت أحبه كثيراً، ولكنني لم أكن عمياء عن أخطائة .
وآسف أن أقول ، إن أنيتا لم تتعلم من أخطائها .
وفركت جولي راحة يدها على ركبتها :
- لم أستطع فهم ما كانت تريده مني .
ولا أنا ، وأنت الآن تقولين إنك لا تعرفين الحقيقة . إلا إذا كانت
قد فكرت أن تجدي لها طريقة للتخلص من الطفل ، كما فعلت في السابق .
- ولكن هل كانت غلطتها لموت الطفل السابق ؟
- في ولادته ميتاً لا ، ولكن في موته . إنها مسؤولة عما حدث ، لا بد أن راوول أخبرك بالأمر .
كانت مسألة مريعه .
- ولكن راوول لم يقل لي حقاً . بيدرو هو من أخبرني في الصباح التالي لوصولي . قال لي إنه كان هناك طفل ومات .
- هل قال هذا ! لقد كان دائماً يغار من راوول مع أن ولدي يعيله منذ فترة طويلة .
وماذا قال لك ؟ هل ذكر الشكوك حول أبوية الطفل ؟
لا عجب أن يكون راوول مليئاً بالمرارة هكذا ، لقد أتت بها أنيتا إلى القصر تحت حجة كاذبة ، ورغم المشاعر التي أحست بها تجاه راوول ، إلا أنها أدركت أن لا مجال أمامها سوى أن تسافر .
ولم توافقها الكونتيسة إلى داخل المطار . وودعتا بعضهما في الخارج .
امرأتان كان يمكن أن تكونا قريبتين . ولكن بينهما الآن هوة كلاهما لاتستطيعان أن تقطعاها .
- ساقول لراوول كل شيء . ليس بأنك تحبينه . فأنا متدينة ولن أفعل هذا ، ولكنني سأقول له بأنك لم تكوني تعلمين بحالة أنيتا ، ربما سيعطيه هذا بعض العزاء .
وارتجفت جولي بينما كانت المرسيدس القديمة تبتعد عنها .
فكلمات بسيطة سبرت الكونتيسة أعماق قلبها ، وتركتها عرضة لأي شيء ..
وصلت جولي في وقت متأخر بعد الظهر إلى شقتها ، غير متوقعه
أن تجد السيدة باتس هناك ، ولكن السيدة كانت تشاهد التلفزيون عندما سمعت مفاتيح جولي
يدور في قفل الباب الخارجي .
ورحبت بها بحرارة ، وأدارت التدفئة المركزية لتتغلب على برد هذه الأمسية .
-أرى أنك أخترت الليلة الخاطئة للعودة ، ولا يبدو عليك الراحة أيضاً .
هل أنت واثقة أنك كنت مسافرة ؟
وضحكت جولي ، ولكن قلبها لم يتجاوب ، وكأنما أحست السيدة باتس بهذا فتوقفت عن المزاح .
- أنا واثقة أن ما أنت بحاجة إليه هو وجبة طعام ساخنة ، أخلعي هذه الملابس عنك ، وسأحضر لك شيئاً تأكلينه .
- أو هيا سيدة باتس ، حقاً أنا لست جائعة . ربما سندويش فقط وفنجان شاي .
لا أظن أن بإستطاعتي أن أكل أكثر .
- جسناً ..إذا كان هذا ما تريدينه .
- أجل ..ولكن بعد ثلاثة أرباع الساعة ، فأنا بحاجة إلى حمام ساخن أولاً .
وحاولت جولي وهي مسترخية في المياة الدافئة المعطرة أن تبعد عنها التفكير
براوول وأنيتا والكونتيسة العجوز . ولكن هذا كان مستحيلاً ، فقد ظل يشغل تفكيرها ما قد يكون فعله راوول وأنيتا بعد سفرها المفاجئ ، وتوقعت أن يكون راوول مسروراً بذهابها ،
ولكنها لم تكن واثقة مما ستشعر به أنيتا ، وتمنت أن لا تتصرف بحماقة بعد أن أصبحت لوحدها .
فلو قامت بعمل ما لجذب الإهتمام لها ، فعليها أن لا تلوم سوى نفسها . ولكن أتستطيع فعلاً
أن تصدق بأن راوول يجهل تماماً وضعها ؟ ومالذي دفعها لأن تتورط مع بيدرو وكازولي ؟
إذ لا تستطيع جولي أن تصدق بأن رغبتها بطفل هو الذي دفعها إلى ذراعي رجل آخر ..
وشعرت بغرابة وهي تصعد إلى سريرها ثانية . ولكنها كانت سعيدة لاستعادة نمط حياتها العادي . ستكون مرتاحه تماماً عندما تعود إلى مكتبها .




* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-08-09, 05:11 AM   #20

* فوفو *

نجم روايتي


? العضوٌ??? » 6485
?  التسِجيلٌ » Apr 2008
? مشَارَ?اتْي » 93,121
?  نُقآطِيْ » * فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute* فوفو * has a reputation beyond repute
Elk الفصل التاسع

فعلاقتها النشيطة مع زملائها هي ما تحتاجه لتطرد الشعور بالإحباط الذي سيطرعليها ، وأجبرت نفسها على التفكيربالحملة الدعائية الجديدة ، وبمستقبلها العملي .
*** صب باتريك دورلاند فنجان القهوة لها وقال وهو يقدمة لها :
- إنه نجاح كبير ..أتعرفين هذا ؟ أظن أن زملائي سوف يكونونسعيدين جداً . فالمستحضر الجديد سيحطم كل التوقعات .
- أتظن هذا ؟
وحدق بها رئيسها وهي ترتشف القهوة .
- ألا تظنين أنت هذا ؟ ألا تشعرين بأن في يدنا ورقة رابحة ؟
جولي ، النجاح كله بين يديك الآن ، فلا تفتر همتك!
- أوه ، لست كذلك . ولكنني فقط لا أحب أن أستبق النجاح .
- ليس للأمر علاقة بموعد إطلاق المستحضر ، اليس كذلك ؟
أنت لم تكوني على طبيعتك منذ عدت من إيطاليا . ما الامر يا جولي ؟
لقد قلت إن صديقتك استعادت عافيتها . هل لا زلت قلقة عليها ؟
- أقلق على أنيتا؟ لا ..أنا لست قلقة من أي شيء .
- ولكن هناك شيء يا جولي . وأعلم هذا ، فلم يعد عندك نفس الحماس المعتاد .
أنا لا أقول إن عملك قد تأثر .
فأنت تركزين عليه كثيراُ . ولكن ، بكل صراحه لقد بدأت أقلق عليك ، منالواضح أنك فقدتي الكثير من وزنك . وأريد أن أعرف السبب .
- لا تكن سخيفاً يا باتريك . لقد كنت أتبع حميه خاصة . هذا كل شيء . الطعام الأيطالي لم يكن
مناسباُ أبدا لقوامي .
- جولي . توقفي عن هذا ! أعرفك جيداً ، يا آلهي ..لقد عملنا معاَ منذ سنه .
وكنت أظن أننا أصدقاء .
- نحن أصدقاء . لطيف منك أن تهتم بي ، حقاً ، ولكن ..إنها مسألة شخصية يا باتريك ، مسألة عليّ أن أهتم بها بنفسي .
وعليّ أن أعطي نفسي الوقت اللازم . حقاً ، أنا لست على وشك ترك الشركة .
- حمداَ لله على ذلك ! ألا تريدين أن نتحدث بالأمر ؟ ألا تظنين أن راياً ثانياً قد يساعدك ؟
وترددت جولي قليلاً ، ثم قالت :
- لا أظن .
من الواضح أنه رجل . هل هو شخص التقيته في إيطاليا ؟
- يمكنك قول هذا .. هل تمانع لو ذهبت الآن يا باتريك ؟ لدي بداية صداع .
- لقد كنت سأطلب منك تناول العشاء معي . لا أعتقد بأنك ..
- أفضل أن لا أفعل . أفضل النوم باكراً . لقد كان نهاري متعباً اليوم.وأحتاج إلى إعادة شحن بطارياتي .
- أتمنى أن أصدق هذا . لقد مضى عليك أسبوعان هكذا . إلى متى سيستمر هذ ا؟
- أتمنى لو أعرف ، سأراك يوم الأثنين يا باتريك . وشكراً على كل شيء.
ولم يكن باتريك هو الوحيد الذي كان قلقاً عليها . بل أن السيدة باتس كانت قلقة أيضاً .
لذا أخذت تعتني بوجبات طعامها وتقدم لها ألذ المأكولات .
ولكن شهية جولي لم تتحسن ووجدت من الصعوبة أن تقوم بالمحاولة .
باتريك على حق ، لقد فقدت حماسها ، لكل شيء .
وبدت حياتها، التي كانت مليئة ، فارغة الآن بشكل مرعب .
هذا المساء ، كان عند السيدة باتس أخباراً مزعجة . لقد وصلها أتصال هاتفي ، من إيطاليا .
وقالت السيدة باتس على مضض :
- تلك المرأة التي كانت تتصل من قبل . لقد قلت لها إنني لا أعرف متى ستعودين.
وخلعت جولي حذاءها ودخلت غرفة الجلوس .
- لماذا قلت لها هذا يا سيدة باتس ؟
وأنشغل فكرها بهذا التطور الجديد ، المتأخر ، لقد توقعت أن تتصلبها أنيتا منذ أسبوعين ، فلماذا أنتظرت كل هذه المدة ؟
- لم أكن أعلم إذا كنت تريدين أن تتحدثي معها يا آنسة فولروك . أنا ..لقد قلت إنها ستتصل ثانية غداً .
وأعتقدت أن هذا أفضل .
وجلست جولي على الأريكة ، وأخذت تعبث بشعرها ، ثم أحست أن غضبها على السيدة باتس قد تلاشى ، فقالت:
- ربما تكونين على حق ، أنا متعبة هذا المساء، وستكون السنيورا دي فيلانو ملحاحة كثيراً .
- هذا ما أظنة أيضاً . والآن ، لقد حضرت لك وجبة سمك لذيذة هل تفضلين معها الهليون أم القنبيط ؟
وأختارت جولي نوع الخضار ، واستقلت بحدة على الأريكة .
إذا .. لقد أتصلت أنيتا ! بعد أسبوعين من الحيرة عما يمكن أن يكون حدث لها .
لقد أختارت أخيراً أن تعلمها .
ومع أنها لم تكن متلهفة لهذه المكالمه ، إلا أنها تعرف بأنها محتمه . عاجلاً أم أجلاً
يجب أن تتكلم معها ، وربما بعد أن ينتهي الأمر ، تستطيع التخلص من يأسها واضطرابها .
ورن جرس الهاتف ، أثناء تناول جولي العشاء ، ومع أن السيدة باتس قالتبأن أنيتا لن تتصل قبل الغد ، إلا أن جولي توقعت أن تكون هي ، لذا لم تندهش عندما أكدت لها مدبرة المنزل الخبر .
- هل تريدين التحدث معها الآن؟
جولي كانت تميل إلى الرفض ، إلا أنها هزت رأسها موافقه :
- يجب أن أفعل ..شكراً لك سيدة باتس .
وانتظرت جولي حتى خرجت مدبرة المنزل ، ثم تنفست نفساً عميقاً :
- مرحبا أنيتا ..ماهذه المفاجأة ؟ لم أتوقع منك أن تتصلي .
- ألم تتوقعي ؟ كنت واثقة أنك تتوقعين أتصالاً مني .منذ أسبوعين ، نعم . لقد توقعت منك ردة فعل على سفري ، ولكن الآن ..
- أنت تعرفين ما حدث . لقد كنت غاضبة جداً منك ،حقاً ..أن تهربي مني هكذا .
- أنا لم أهرب منك بالضبط يا أنيتا . لقد كانت حماتك تعرف ،لقد أعتقدت أنه الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله .
- صحيح ؟ لم أكن أدرك أنك حساسة لهذه الدرجة يا جولي .
- وماذا تعنين ؟
- غضبك لما قلته ، بالطبع . وأظن أن هذا هو سبب شعورك بالحاجة للسفر .
- لقد كذبت علي يا أنيتا . لقد جعلتني أجيء إلى ( فاغيو ) بإدعاء غير صحيح أبداً .
لقد قلت إنك يا ئسة للحصول على طفل ، ولكنك لم تقولي إنك تحملين بواحد الآن !
- إعتقد بأنك خمنت هذا .
ولدهشة جولي لم يبدو على أنيتا أي قلق ، بل تابعت :
- ذلك النهار عندما تقيأت ، ظننتك عرفتي .
- وكيف لي أن أعرف ؟
- ظننتك خبيرة بهذا الأمر يا جولي . ظننتك امرأة خبيرة بالحياة .
- ولكنك قلت لي أن أتوسل لراوول لصالحك !
ونتنهدت أنيتا :
أوه ..نعم . لقد قلت لك هذا ، أليس كذلك ؟ ولدرجة ما كان هذا صحيحاً .
ولكنني كنت أعلم أنني لو أخبرتك الحقيقة قبل أن تغادري انكلترا ، لما كنت أتيت أبداً .
- بالتأكيد !
- تبدين غاضبة جداً يا جولي ..
- أنا فعلاً غاضبة ، كيف استطعت فعل هذا يا أنيتا ؟ كيف أستطعت ؟
تريدين مني التدخل لصالحك من أجل طفل رجل آخر ؟
- أعتقد أن حماتي العزيزة قالت لك هذا . تفهمين الآن سبب عدم رغبتي بأن تأتي هذه العجوز الشمطاء إلى هنا . كنت أعلم أنها ستسمم أفكارك عني .
وغضبت جولي :
- أنيتا . لا يمكن أن تتوقعي من والدة راوول أن تسامحك لما فعلت !
- ولماذا لا ؟ بيدرو أبن زوجها ، مثله مثل راوول .
وشعرت جولي بالقرف والغثيان :
- إذاً ، كنت تعرفين هذا !
- بالطبع ، إنه شيء معروف للجميع ، منذ أن وظفه راوول كسائق له ، لم يبق الأمر سراً .
-أوه ..أنيتا .
- لا تكوني محافظة هكذا يا جولي . فحياتك لم تكن دون أخطاء لن تستطيعي أنتقادي لارتكابي غلطة واحدة !
- غلطة واحدة !
- حسناً ، غلطتين . أظن أن العجوز أخبرتك عن الرجل الآخر .
الطفل لم يكن أبنه مهما قالت .
وابتلعت جولي ريقها . إذاً هذا ما كانت تلمح إليه الكونتيسة .
كان هناك رجل آخر في حياة أنيتا قبل بيدرو كازولي وتلك العلاقة انتهت بمأساة ، بموت ولد راوول .
ولم يعجب أنيتا صمت جولي ، وأسرعت لتبرير نفسها:حسناً ، لم يكن بمقدوري الإحتفاظ بالطفل، لم أستطع فعل شيء .
الطرقات هنا خطرة ولو كنا نعيش في روما كما كنت أرغب .
لما خسرت الطفل ، ولكن ماكسيم كان يقود بسرعة ، و..
ووضعت جولي يدها المرتجفة على حنجرتها وصرخت :
- ولكن ماذا ؟ لماذا فقدت الطفل ؟ ظننت أن هذا واضح . لقد حصل حادث سير .
- أعني لماذا فعلت هذا ؟ لقد تزوجتي راوول يا أنيتا ! وأنت أردت أن تتزوجيه ..لأجل السماء ،
ماذا حدث لك ؟
- قلت لك ..لقد كرهت الإقامة هنا . كرهتها ! ليس هنا أي مرح ، ولاشيء تستطيعين فعله ..
- ولكنك كنت تعرفين هذا قبل أن تتزوجي راوول .
- وكيف لي أن أعرف ؟ كان شخصاً مختلفاً في لندن . بدا لي خطراً ، ومثيراً ، ولكنني سئمت !
وهزت جولي رأسها ، لم تعد تريد أن تسمع المزيد . لقد كان الأمر أسوأ مما تصورته .
وتذكرت كيف اتهمت راوول بالتسبب في عدم احترام الخدم لها .
وشعرت بالخجل المرير ، وتابعت انيتا دون اكتراث :
- على كل حال ، لا يمكنك التحدث عن هذا . فأنت لم تقيمي مدة طويلة هنا .
أليس كذلك ؟ لقد اختلقت عذراً سريعاً لتسافري .
- لم أختلق أية أعذار يا أنيتا .
- أوكي . . .لقد سافرت في مطلق الأحوال . والواقع يبقى كما هو ،لنتقبلي بأن تحبسي في قصر خلال كل حياتك !
وبللت جولي شفتيها . لو أتيحت لها الفرصة . إنها تعرف بأنها قد تتخلى عن كل ما تملك في سبيل أن تبدأ من جديد .
وقررت أنيتا أن في صمتها الجواب الكافي .
- إذاً ، ستكونين مسرورة لو علمت أن زيارتك قد أفادت على كل الأحوال .
- أفادت ؟
- أجل ، لقد وافق راوول أخيراً أن أعيش في الشقة في روما .
إنه نوع من التسوية . إنه يعرف أنه لا يستطيع طلاقي .
ولكنه لا يرديني أن ألد الطفل في ( فاغيو ) لذا سأسكن الشقة في روما .
على الاقل إلى ما بعد ولادة الطفل . وهذا سيعطينا وقتاً لدرس الأمور .
- فهمت .
- كل هذا بفضلك . أعني ، كنت أعتقد بأنه سيطردني ، وإلى الجحيم بمبادئة الدينية .
لا بد أنك قلت له شيئاً أصاب وتراً حساساً فيه .
لقد أبلغني بقراره هذا الصباح ، وكما تتصورين ، كنت سعيدة .
سأغادر في نهاية هذا الأسبوع . وأريد أن أقول أنني شاكره لك !
***


* فوفو * غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.