آخر 10 مشاركات
71 ـ هل تجرؤين؟ ~ جيسكا ستيل (مكتوبة/ كاملة ) (الكاتـب : Just Faith - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          شهم الطبايع يا بشر هذا هو الفهد *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Aurora - )           »          تسألينني عن المذاق ! (4) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة قلوب تحكي (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          غسق الماضي * مكتملة * (الكاتـب : ريما نون - )           »          الإغراء الممنوع (171) للكاتبة Jennie Lucas الجزء 1 سلسلة إغراء فالكونيرى..كاملة+روابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          علي الجهة الأخري (مصورة) (الكاتـب : دعاء ابو الوفا - )           »          رغبة التنين (1) للكاتبة: Kristin Miller (رواية خيالية قصيرة) .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree3Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-10-15, 08:44 PM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Rewitysmile9 4-سيدة القصر الجنوبي- للكاتبة جانيت دايلي.ع.ق (كتابة /كاملة)**





سيدة القصر الجنوبي
للكاتبة : جانيت دايلي..عبير القديمة رقم (4)
بناء على طلب العضوة
Ndooosh151







الملخص
انتقلت جولي من بلدتها في داكوتا الجنوبية حيث اكملت
دراستها الجامعية الى لويزيانا بحثا عن جذورها في
ما اعتقدت انها منطقة اسلافها القدامى ولدى وصولها
ومباشرتها البحث عما جاءت من اجله, تفاجئها , في
غابة , في غابة كثيفة عينان سرعان ما تقع اسيرتهما
عينا رجل يدعى ستيف ... يتحول اسرها فيهما قصة حب
هادرة بالثقة والغيرة, بالفرح والشقاء, بالمتعه والعذاب .
وفي اطار هذه القصة الجارحة, يبدو على ستيف انه
لا يبالي, اذ كانت فتاة اخرى ظنت جولي انها تشاركها الرجل
الذي اعتبرته مرفأ لسفينة عذابها .
وتقرر جولي العودة من رحلتها في موقف مشحون بالانهيار.
وتعود هاربه... لكن الى اين ؟؟؟



روابط التحميل
وورد
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

pdf

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

txt

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ارجو ان تنال اعجابكم


ندى تدى and Ndooosh151 like this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 20-10-15 الساعة 12:47 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 09:28 PM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الأول
حيث تدق الاجراس::....
استسلم الجواد الابيض في المرقط على مضض لضغط اللجام وابتعد عن الاعشاب الخصبة , واخذ رأسه يتمايل في ايقاع وهو يخطو في تثاقل على الطريق .
لقد شهدت عيناه 15 ربيعا , ولم يعد يثب عل قائمتيه الخلفيتين مرحا, أو يرفع مقدمة بحركة مفاجئة ,كما اعتاد ان يفعل من قبل .
ولم يعد كذلك يدفع اللجام الحديدي من بين اسنانه.
لقد أصبح سمينا وكسولا خلال سني عمره, وبدا وكأنه يدخر طاقته ليطرد الذباب أوليتهم العشب الاخضر الطويل ,
لعله يكتسب القوة استعدادا لمواجهة فصل جديد من فصول الشتاء كما تعيشة ولاية داكوتا الجنوبية .
لم يكن الجواد بحاجة الى ان ينظر في التقويم السنوي ليعرف ان شهر ايلول أوشك على الرحيل .
كان يكفيه أن ينظر الى الاشجار بأوراقها الخضراء وقد طهرت عليها بقع ذهبية وبرتقالية ,
أو يرفع عينيه الى السماء ليرى الطيورتستعد للبدء في رحلة الهجرة مع المعاملات الاولى لبرد الشتاء.
وحقول القمح المجاورة للمرعى, المتموجة نضج محصولها وباتت السنابل الذهبية تتدلى على سوقها النحيلة .
كان الجو لا يزال دافئا خلال النهار ولكن الليالي لم تكن تخلو من الصقيع.
وبدا الجواد المرقط يتهيأ ليوطن جلده الخشن على احتمال الرياح الباردة الوافدة من الشمال الغربي.
وجاءت وخزة من كعب الحذاء لتضرب جانبه. وصهل الجواد ليعبر عن استيائه قبل ان ينطلق ليجري في اهتزاز.
كان الحمل على ظهره خفيفا واليدان اللتان تمسكان باللجام رقيقتين .
وارتفعت يد لتلمس رقبة الجواد في اطراء وتبع ذلك جذب للجام. وعاود الجواد الآخذ في الهرم الجري مسرورا.
ثم ما لبث ان عاد الى مشيته المتثاقلة .
وتنهدت الفتاة التي على ظهر الحصان العاري بعمق وتركت اللجام يتدلى أمامها, بينما وضعت راحتها اسفل ظهرها وتدلت ساقاها على جانبي الحصان
وجلست في استرخاء على ظهره العريض واغمضت عينيها البنيتين الرقيقتين وقد شعرت بالدفء يسري في صدرها وساقيها.
كان بصرها ينتقل في سرعة في ما حولها, مجرد رؤية دون ان ترى شيئا محددا .
كان قوامها معتدلا وشعرها بنيا دافئا مثل عينيها وقد بدا كثيفا, في قصة قصيرة تسمح لكثافتة وتموجه الطبيعي بأن يشكل وجهها البيضاوي .
وكانت ملامح هذا الوجه عادية بلا جمال صارخ وانما كانت تتمتع بصحة عامة تبعث الرضى
************
كانت جولي انطوانيت سميث في حداثتها تندب قلة حظها من الجمال الساحر, ولكن أباها كان يضمها بين ذراعيه في نوع من العناق الذي اعتاده
ويعمد الى اغاضتها بصوته الضاحك قائلا :
- ان لك عينين جميلتين ترين بهما, ولك أنفا تشمين به, ولك شفتين سخيتين تشكلان فمك الذي يتكلم ويأكل بطاقم اسنانك الابيض الناصع .
ثم يرفعهما الى اعلى فيما رأسها الى اسفل وينعم النظر في وجهها ويقول:
- ووفقا لأخر عملية حسابية قمت بها, فان لك 437نمشة ينبغي ان تشكري الله عليها لأنه نثر هذه الذرات الذهبية في وجهك .
ولكنها كانت تعبس وتقطب بسبب النمش الذي كان هناك وكأنه ليس هناك.
واذ ذاك أبوها يداعب ركن فمها ويجعلها تبتسم رغما عنها ثم يختتم حديثة بلذة النصر قائلا :
- واعطاك كذلك بعض الخطوط الغائرة الجميلة على ذقنك .
وكانت جولي تفهم ان اباها يتحيز اليها, ولكنها كانت تحس بارتياح كبير بعد تلك المداعبات.
وعندما كبرت ادركت انه كان يحاول ان يجعلها تشعر بالرضى وقد كفت منذ زمن طويل عن ان تلعن حظها من ذلك النمش وتلك الخطوط الغائرة في ذقنها.
كما تعلمت ان تقبل المداعبات البريئة التي تتعرض لها بسبب ذلك.
ورغم ان جولي قلما كانت تحظى باهتمام من الجنس الاخر, فان الرجال الذين كانوا يألفو بصحبتها
كانوا يجدون فيها فتاة دائمة الابتسامة الاصغاء والحديث,
وكانت من النو الذي يحن الى الجلوس الى أمه بينما تحرص صديقاتها على ارتياد الحفلات .
كانت جولي قد عادت الى بيتها بعدما امضت اكثر من3 سنوات درست خلالها البرنامج المقرر لـ 4 سنوات كاملة
واتمت تعليمها وحصلت على الدرجة الجامعية.
ولكن ماذا بعد؟ كانت تحس بشيء من عدم الارتياح وكان القلق يجيش في نفسها.
لقد عادت الى مسقط رأسها وبدا لها ان كل شيء قد تغير ,
بينما كان كل شيء على ماهو عليه: مسقط الرأس, 360 فدانا من الاراضي الزراعية على مسافة 60 ميلا
من يانكتون في ولاية داكوتا الجنوبية حيث ظل ابواها طوال 21عاما من حياتهما يفلحان تلك الارض وكانت حياة طيبة لكنها لم تكن تخلو من المصاعب احيانا
بسبب الطقس وأثره على المحاصيل.
ولكن .. تلك كانت حياة ابويها وليست حياتها هي .
وتوقف الجواد المرقط ليأكل بصوت طاحن من كتلة كثيفة من العشب ولكن جولي استحثته على السير وقالت :
- لو انك اكلت اكثر من ذلك يا كشاف لانفجرت معدتك .
واستجاب الحصان مطيعا وواصل السير متثاقلا . وتنهدت جولي وخاطبته:
- يالك من عجوز مسكين. لقد تغيرت انت ايضا مثلي . صدق من قال ..انك لن تستطيع العودة ثانية .
*********
وكان والدا جولي قد عاشا بمفردهما خلال السنوات الـ3 الاخيرة ولم يعودا قادرين على رعاية امور ابتهما.
فهما لا يستطيعان ان يعرفا بأنها قد اصبحت راشدة .
لقد تزوجت اختها التي تكبرها بعام واحد ورزقت طفلين وعاشت حياة تختلف تماما عن حياة جولي .
وادركت هذه ان كل شيء قد تغير حتى جون تالبوت ذاته.
رأت جولي سيارة جون البك اب تنتظر عند منعطف على جانب الطريق الزراعي, وكان بقامته الطويلة التي لفحتها الشمس
يقف على حافة حقل القمح وعضلات ذراعيه تلمع مع اشعة الضحى ورفع احد ذراعيه محييا
بينما ظهرت بين اسنانه واحده من سوق القمح ووجدته يخطو خطا واسعة الى حافة الحقل , واقتربت منه على ظهر حصانها
وامتدت يداه الغليظتان تحيطان بها وحملها الى الارض وخفض رأسه تجاهها يلتمس عنقها .
واستجابت جولي على فطرتها وقد احست به يقترب منها, وارتاحت الى بريق العاطفة البادي في عينيه السمراوين الذهبيتين والى ابتسامته
وهو يقول :
- هيه.. لقد مضى وقت طويل منذ خرجت اخر مرة الى المزرعه .
ووجدت جولي نفسها تلتصق بكتفه.وامتدت ذراعه القوية تشدها اليه وجعلت ذراعها تلتف حول وسطه
بينما اخذ الحصان يرعى وقد اغضى عنهما وهما يسيران في بطء تجاه حقل القطن.
واندمجت جولي في الحديث الذي يدور عادة بين سكان المنطقة:
- ان ابي يقول يقول ان موعد حصاد قمحك قد حان .
ونزع جون واحدة من سوق القمح قبل ان يجلس تحت ظليلة واخرج الحبات الذهبية من السنبلة وألقى باثنتين في فمه, وقال :
ما زالت فيه نسبة كبيرة من الرطوبة. وبعد يومين مشمسين يكون جاهزا للحصاد .
ودفع قبعته الى الوراء واضاف :
سوف يكون فصل حصاد طيبا .
وعلقت جولي قائلة :
- ان ابي يشكو الآما في كتفه ولابد ان المطر سيسقط قبل مساء الغد .
وابتسم جون وضمها بين ذراعيه وقال :
- بلغيه نيابة عني ان ينتظر يومين اخرين .
وهم بعناقها فأدارت رأسها ولمست شفتاه وجنتيها ولكنها افلتت منه وسألها في هدوء :
- ماذا بك يا جو ؟
تنهدت واجابت :
- لا ادري ... وادارت بصرها الى الوراء لتلقي عليه نظرة استطاع معها ان يلمح اثار الحزن .وواصل الحديث قائلا :
- لقد مضى اسبوع منذ قدومك. ألم تتلق أي رد على ططلبات العمل التي تقدمت بها ؟
- لم اتقدم بأي طلب للعمل .
وارتفع حاجباه بعض الشيء. وتنشقت انفاسها وهي تحول عينيها عن وجهه .
ولكنه كان يعرف الكثير عما تفكر فيه وقالت :
- لقد حصلت على الدبلوم بالفعل, ولكنني لا اعرف ماذا افعل بها ؟
عندئذ قال جون :
- يمكن متخرجات اقسام الاقتصاد المنزلي ان يصبحن زوجات ممتازات !
ورغم ان تعليقه كان يعني لها شيئا من المضايقة فقد عرفت ان العبارة كانت نوعا من جس النبض لعله يعرف رأيها .
ولكنها لم تستطيع ان تخبره صراحة انها لا تحبه , او على الاقل لم تكن تحبه بالطريقة التي تريد ان تحب بها الرجل الذي سيصبح زوجا لها .
كان جون حلم اية فتاة. فهو لم يكن جميل الطلعة فحسب بل كان صلبا يمكن الاعتماد عليه.
وكانت أي نظرة منها الى ملامحة الملوحة بأشعة الشمس تجعلها تعجب من نفسها ..
كيف لا تحرص على ان تفوز بالرجل الذي ظل ينتظرها 5 سنوات لم تكن تنكر ان جون له سحر يجتذبها اليه,
ومع ذلك لم تدق الاجراس ولم تسرع ضربات قلبها عندما امسك بيديها


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 09:30 PM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 19-10-15 الساعة 10:33 PM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 09:34 PM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2- ذو الصوت الغريب
كان كل اعتراض تثيره جولي يجد رداً منطقياً مقنعاً حتى وجدت نفسها تجلس إلى المكتب حيث بدأت خالتها تخطط معها للرحلة. كان من الضروري أن تذهب سيارة جولي الفولكس واجن الصغيرة للفحص الدقيق قبل الرحلة، بالإضافة إلى استكمال بعض الملابس. و كان من الضروري أن تجري بعض الاستفسارات حول مكان المبيت في أقرب مدينة إلى المستعمرة.
(كاميرون هول) بالإضافة إلى تقدير المبالغ المطلوبة للوقود و الطعام و المبيت.
و عندما رجعت أمها من المدينة كان قد تم وضع خطة الرحلة كاملة، و قامت الخالة بريجيت بعرضها عليها كأمر قد تم الاتفاق عليه.
و عندما رأت جولي كافة تكاليف الرحلة صدرت عنها أنة ألم و قالت:"إن أقل ما أقبله هو أن تأتي معي يا خالتي بريجيت لتستمتعي بعض الشئ، خاصة و أنت التي ستدفعين كل النفقات"
و ردت خالتها في حزم و سخرية:"ليس هذا هدف الرحلة. فالفكرة منها أن تخرجي وحدك و تستمتعي و لن يتحقق ذلك إن أصررت على أن تصبحي عانساً طوال الرحلة"
و لم تنجح أي محاولة في تغيير القرار الذي اتخذته الخالة. و وجدت جولي نفسها تستغرق في تنفيذ الخطة. و لم يمض أسبوع حتى كانت سيارتها قد أصبحت صالحة للرحلة، و وصلت إفادة تؤكد وجود أماكن للمبيت و أما الحقائب فقد تم حزمها. و عندما قادت على الطريق العام سيارتها بلونها الذي يشبه لون التوت البري أحست بأنها أيرة فيض من المشاعر.
كان هناك شئ واحد يمكن أن يعكر صفو الرحلة، و هو أنها قد لا تجد أثراً لكاميرون هول. فقد أوضح الرد الذي جاءها أن أماكن المبيت متوفرة و لكنه ذكر كذلك بأنه ليس لديهم معلومات عن مستعمرة تحمل اسم كاميرون هول. و أسرعت خالتها توضح أن كاميرون هول قد بيعت بعد الحرب الأهلية بوقت قصير بسبب الضرائب. و أثارت احتمالا بأن تكون قد أطلق عليها بعد ذلك اسم آخر. و كانت اعادة تسمية المستعمرة أمراً شائعاً في ذلك الوقت.
و رغم أن جولي كانت تريد أن تسرع في القيادة فقد استمتعت بوقتها و قسمت الرحلة إلى مراحل أكثر من أربعة أيام بقليل. و كانت تقود على مهل في الطرق الفرعية لتستمتع يالطبيعة الجميلة، و تجنبت الطرق الحديثة التي تتيح لها قيادة أسرع، و مع ذلك شعرت بنبض في قلبها يدق أكثر من العادة عندما دخلت سيارتها إلى حدود ولاية لويزيانا. و أحست كما لو كانت عائدة إلى وطنها.
و كانت الساعة السادسة مساء و كانت جولي على مسافة تقل عن المائة ميل من مقصدها. و لولا رغبتها القوية في أن تستمتع برؤية ذبك القسم الأخير من الرحلة خلال ساعات النهار لأكملت السير، و لكنها قادت السيارة على مضض نحو الطريق المؤدي إلى أحد الفنادق الصغيرة بعدما قررت أن تستيقظ في وقت مبكر من اليوم التالي لتستأنف الرحلة و لتستمتع بمنظر الريف الجميل دون خشية منها لدى حلول الظلام. و في الصباح اخترقت الغايات الوطنية حول الكسندريا و هبطت الطريق إلى أوبيلوساس و لافيت و استدارت بها الطريق إلى سانت مارتنفيل في آخر مرحلة من الرحلة.
كانت هناك لا فتة على الطريق وسط المدينة تدعوها إلى زيارة شجرة بلوط أيفانجيلين التي خلدتها أشعار لونغفيلو. و كان أمامها ثلاثة أسابيع للسياحة و كان عيها الآن أن تبحث عن مكان رخيص و مريح تقيم فيه.
و وقفت بسيارتها أمام أحد المطاعم و قررت أن تسأل أحد الأهالي لعله يدلها على مكان تستأجر فيه غرفة تخدم فيها نفسها و توفر أجر الفندق و نفقاته. و بعدما طلبت فنجاناً من القهوة سألت الفتاة إذا كانت تستطيع أن تجد لها مثل ذلك المكان، و قدمت إليها الفتاة أحد الصحف المحلية لكنها لم تجد بغيتها في القسم المخصص لاعلانات، و عندما عادت الفتاة و معها القهوة سألتها:"هل تعرفين وسيلة أخرى أبحث فيها؟"
و هزت الفتاة رأسها بالنفي و نظرت نحو الطاولة الكبيرة التي عليها المشروبات و تذكرت فجأة، كان هناك ثلاثة رجال يجلسون قرب الطاولة و قالت الفتاة:"ربما أجد لك مكاناً، دعيني أستوضح"
و اتجهت الفتاة نحو الرجال الثلاثة ربتت على كتف أحدهم و أخذت تحدثه و هي تشير إلى جولي، و لم تمض ثوان كان الشاب قد حضر في صحبتها إلى حيث تجلس و كانت عيناه الزرقاوان القاتمتان تتأملانها بينما كانت الفتاة تقدمه إليها:"هذا غي لوبلان يا آنسة. أعتقد أنه يستطيع مساعدتك"
و انسحبت الفتاة بعدما شكرتها جولي و قال الشاب:
"انني سعيد بمقابلتك يا آنسة"
و أدركت جولي من خلال ابتسامته أنه يريد أن يستأثر باهتمامها و قالت و هي تبتسم:"سمث.. جولي سمث"
و شجعها على الحديث فقال:"أخبرتني دينسي التي قامت على خدمتك هنا أنك تبحثين عن مسكن تقيمين فيه"
"نعم أبحث عن مكان أستطيع أن أستفيد فيه من تسهيلات المطبخ و لن تطول اقامتي أكثر من أسابيع قليلة، هل تعرف مكانا تتوفر فيه هذه الشروط؟"
و أجاب غي لوبلان في هدوء و ضحك عندما رأى حاجبيها يرتفعان بشكل ظاهر و قال:"بيتي.. حيث يعيش أبواي أيضاً"
و أضاف العبارة الأخيرة في لهجة مؤكدة ثم تابع يقول:"كانا في الماضي يأويان الغرباء و لو أنهما لم يستقبلان أحداً منذ مدة طويلة"
"هل تظن أنه يمكن اقناعهما بالسماح لي بالإقامة؟"
"أعتقد ذلك و لكن دعيني أصطحبك إلى هناك لتتحدثي بنفسك معهما. و لكن أحب أن أوضح أن في المكان حجرة نوم كبيرة، أما وجبات الطعام فتتناولينها مع الأسرة"
و أخذ يعاون جولي لتزحزح كرسيها إلى الخلف بعيداً عن المنضدة. و عندما تحسست حقيبتها لتدفع ثمن القهوة تدخل غي و وضع قطعة من النقود على المنضدة و أشار إلى القائمة على الخدمة لتأخذ النقود ثمناً للقهوة التي شربتها جولي و قال:"إنه شرف لي"
و عندما تركا المطعم أحست جولي أن من واجبها أن تتفحص الرجل الذي يسير إلى جوارها و قدرت أن غي لوبلان كان في بداية العشرينات من عمره كان نحيلاً و رشيقاً و شعره بني داكن أما ملامحه فكانت تتمشى مع نحولة جسمه. كان حاجباه قاتمين مقوسين و أنفه ارستقراطياً مستقيماً و فمه وسيماً. أما عيناه فكانتا تلمعان و تتلألآن و هما تعكسان الضوء. كان يلبس سروالاً قاتم اللون و قميصاً قنطياً زاهياً و مظهره يعكس إحساساً بالثقة و الارتياح. و أحست جولي أنه يدرك سحراً في نظراته يستغله كلما واتته الفرصة، و عرفت أنها ينبغي أن تحترس لذلك مستقبلاً إذا ما قدر لها أن تقيم معه في بيت واحد. كانت تعليماته محددة و هو يرشدها طوال الطريق إلى البيت. و كانت قد قدرت أنه ربما طلب أن يقود السيارة بنفسه، و لكنه علق بأنه يفضل النظر إليها على النظر إلى الطريق الذي يسيران فيه. و قال في النهاية:"البيت الأبيض على الناصية، هناك مكان للسيارات خلف المبنى"


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 09:35 PM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

و أحست بغرابة مخترج الكلمات من صوته، لم تكن لهجته كلهجة أهل الجنوب. و اتبعت تعليماته و سارت بالسيارة إلى وراء المبنى. لم تكد السيارة تقف حتى خرج غي و استدار ليفتح لها الباب و أحست بشئ من القصد الشخصي في مجاملته لها. و لم تدر كيف تتصرف إزاءه، و حاولت أن تمد يدها إلى مقبض الباب لكن يده كانت هناك قبلها و امتدت يده الأخرى لتقودها إلى البيت. كانت الغرفة التي دخلتها حجرة لمعيشة الأسرة فيها مقاعد بيضاء و أرائك كثيرة، و كانت هناك شجيرات تعكس الخضرة الطبيعية في المكان، بعضها يتدلى من السقف العالي في أوان معلقة بينما كان بعضها الآخر من فصائل شجرة المطاط ينمو في أحواض خشبية ضخمة وضعت على الأرض المغطاة برقائق الفلين فيما استقر بعضها الأخير على المناضد كنوع من الزينة. و لم يكن غريباً أن تعكس الحجرة الجو الاستوائي بالنسبة إلى الحرارة و الرطوبة اللتين تميزان مناخ لويزيانا. و بادرها قائلاً:"إذا انتظرت هنا فسأحضر والدي"
و أومأت بالموافقة، و ذهب ينقل الخبر، و وقفت جولي تحدق في الحجرة و تبدي ارتياحها إلى ما تراه. كان المبنى قديماً و لكنه معتنى به و يصعب تقديره، و سمعت طقطقة زوج من الأحذية آتياً من الردهة العريضة فتنبأت بعوة لوبلان و معه آخر.
"ها هو الضيف الذي أخبرتك عنه يا أمي"
و كانت هناك امرأة قصيرة لا تصل قامتها إلى خمسة أقدام تقف إلى جانب غي، كانت ممتلئة الجسم على نحو جميل و تبدو عليها الأمومة بشكل واضح، و كانت خصلات من الشعر الرمادي تبدو في الكعكة التي استقرت فوق رأسها. و مدت يدها الصغيرة إلى جولي و قد أشرق وجهها بابتسامة:"قال ابني أنك تريدين مكاناً للإقامة يا آنسة سمث"
و أومأت جولي و قد شدها الود البادي على وجه المرأة الأكبر سناً:"نعم"
ووجهت السيدة لوبلان الكلام لابنها مداعبة:"إنها أكثر سحراً مما ذكرت لي، ألذلك تحرص على أن تقيم معنا؟!"
و لم تستطع جولي أن تمنع احساساً بالخجل غمر وجنتيها، و لم تكن تريد أن تظن المرأة أنها تبدي أي نوع من الاهتمام نحو ابنها، و انطلقت من الأم ضحكة و ابتسمت باعتذار ثم قالت:"إنه مجرد مزاح، إن ابني يعتقد أن له اغراء لا تقاومه النساء، خذي حذرك من نزواته الغرامية و تجاهلي ثلثي كلامه المعسول"
و تنفست جولي الصعداء و قالت:"لديك حجرة تؤجرينها؟"
و ترددت، فقد تذكرت أنها لم تٍأل عن الايجار، و أحست بالاحراج فقد كانت تعامل كضيف و مع ذلك الرقم معقولاً في حدود طاقتها، لقد وجدت مكاناً للاقامة في مكان طيب و مع أسرة ودودة.
و تدخل غي متسائلاً:"قولي لي يا آنسة سمث، لماذا أخذت سانت مارتنفيل مكاناً تكضين فيه أجازتك؟ لماذا لم تختاري نيوأورليانز و هي أكثر تألقاً؟"
و أنبت السيدة لوبلان ابنها بقولها:"غي! إن لدينا الكثير يعجب الزوار، فهناك متحف المنزل الأكادي و سوق الحرفيين و متحف التراث الأكادي في لورفيل، و المناظر الفخمة في نيوأيبيريا، ثم ما رأيك في جزيرة آفري؟ و مدينة الطيور فيها و الحدائق البرية؟"
و وجهت الكلام لجولي:"لا تصغي إليه، هنالك الكثير الذي سيعجبك. و إذا أردت أن تزوري نيوأورليانز فهي رحلة قصيرة من هنا"
و أظهرت جولي موافقتها و ترددت في التصريح عن غرضها الأساسي ثم قالت:"هناك سبب آخر جعلني أحضر إلى هنا. فأحد أسلافي عاش في المستعمرة هنا و سميت بالفعل باسمه جولي أنطوانيت سميث و هي كاميرون هول، و ربما سمعتم بها؟"
و حبست أنفاسها بينما صمت الاثنان برهة قبل أن يجيبا، هز غي كتفيه ثم هز رأسه بالنفي و ابتسم ابتسامة طفيفة و لكن أمه لم تستسلم بالسرعة ذاتها و سألتها جولي:"هل تعرفيت أين موقعها من هنا؟ كل ما أعرفه أنها تبعد عشرة أو خمسة عشر ميلاً من سانت مارتنفيل"
و علقت المرأة في صوت ينم عن الحزن:"ليس هذا كثيراً. و لكن الزمن لم يكن رحيماً مع الكثيرين من المنازل القديمة، حتى إن لم يأت عليه النمل الأبيض أو النار أو القدم، سقط أمام الأعاصير أو زحفت إليه يد التقدم"
و تنفست جولي بعمق و قالت:"ألا تظنين أن هناك أملاً في أن أجد تلك المستعمرة؟"
و كان مظهرها يوحي بأنها لن تستسلم دون أن تبذل المحاولة و قال غي:"هناك بعض الأماكن القليلة المهجورة تنتشر في الريف"
و بدأت السيدة لوبلان تسأل من جديد:"ما الاسم مرة ثانية؟"
"كاميرون هول"
و التفتت إلى ابنها تسأله:"هل تعتقد أنه قصر ايتيان القديم؟"
و هزت رأسها ثم قالت:"لكن لا، كان هذا يحمل اسم المعبد لقد خلطت بين المستعمرة و بينه، و مع ذلك فإن غي مصلع على هذه المسائل. سوف نسأله لعله يعرف المكان الذي تبحثين عنه. و الآن لتستريحي في بيتنا، هيا يا غي أحضر حقائبها بينما أقوم بإرشادها إلى حجرتها، هل تأذنين بأن أناديك جولي؟"
و أعطت جولي مفاتيح السيارة إلى غي و صممت على أن يناديها باسم جولي. و بدأت تتبع السيدة لوبلان عبر الردهة العريضة إلى الدرج المؤدي إلى الطابق العلوي. و هنا لاح لها السر وراء اللهجة الغريبة في أسلوب لوبلان في الحديث، كانت اللهجة فرنسية و استفسرت جولي و هي تقبض بيدها على الدرابزين الخشبي:"هل عشت و أسرتك هنا منذ زمن طويل؟"
و أجابت السيدة لوبلان بسرعة:"في سانت مارتنفيل، كل حياتنا أنا و زوجي اميل، لقد اشترينا هذا المنزل بعدما تزوجنا بسنوات قليلة، كان زوجي بارعاً في مهاراته اليدوية، و رغم أن المنزل كان في حالة سيئة فقد عمل زوجي على اصلاحه حتى صار على الحالة التي ترينه فيها"
و أومأت جولي و قالت:"إنه جميل للغاية. هل جاءت أسرتكم من فرنسا أصلاً؟"
و استدارت السيدة لوبلان لتجيب عن السؤال بأسلوب مهذب في شئ من الثقة:"إنك لا تعرفين تاريخ لويزيانا"
و اجمر وجه جولي خجلاً و هي تجيب:"أعرف فقط ما يعرفه معظم الناس و القليل مما تحويه كتب التاريخ"
و أحست أنه فاتها القيام بشئ من الدراسة قبل أن تقوم بالرحلة إلى ذلك المكان.
"إذن فأنت لم تسمعي قصة الشعب الأكادي؟"
و هزت جولي رأسها و قالت أنها لم تسمع تلك القصة. و واصلت السيدة لوبلان:"لكنك سمعت بقصة الكاجون؟"
و ابتسمت السيدة لوبلان عندما أومأت جولي بالموافقة، و مضت تقول:"كان الأكاديون مهاجرين من فرنسا إلى كندا حيث أقاموا في نوفا سكوتشيا. و عندما طالبت انكلترا بمقاطعة كندا كانت تخشى المستعمرة الفرنسية الكبيرة، و لذلك خيرتهم بين العودة إلى فرنسا و الإقامة في المستعمرات الأمريكية. و اختار أكثر من نصفهم المستعمرات حيث انتشروا فيها و تشتت شمل كثير من الأسر و المحبين و ظل بعضهم يبحث لسنين قبل أن يجدوا أحبابهم. و بعد ذلك بنحو عشر سنوات هاجر أولئك الاكاديون إلى لويزيانا. و كان أصحاب المستعمرات الكبيرة قد استولوا على الأراضي الخصبة على ضفاف المسيسيبي، و لذلك استقر الاكاديون على طول الرافد، و بعدما اشترت الولايات المتحدة مقاطعة لويزيانا من فرنسا وفد الأمريكيون إلى الأراضي الجديدة و قابلوا تلك الشعوب الاكادية. و لكنهم نطقوا اسم الاكاديين بطريقة محرفة كاجون. و هكذا ترين أن أكاديين و كاجون هما لفظة واحدة و ترجع سلالة أسرتي إلى أولئك المستعمرين الأكاديين، فنحن أمريكيون من أصل فرنسي كندي"
و طقطقت السيدة لوبلان كلامها و قالت في اعتذار:"لم أكن أقصد أن ألقي درساً في التاريخ، و لا أريد أن أصدع رأسك قبل أن تنعمي بشئ من الراحة في حجرتك، تفضلي و اتبعيني"
و ابتسمت جولي و قالت:"أؤكد لك أنني لم أتصدع على الإطلاق بل كانت في ذلك فرصة كبيرة للتعلم. إن ما سمعته منك الآن يقنعني بأنني سأجد كثيراً من الاستمتاع"
"آمل ذلك"
و سارت المرأة أمامها عبر الردهة تتساوى في سعتها بالردهة السفلى و تابعت:"يقع الحمام عند نهاية الردهة أما حجرتك فهي هنا"
و فتحت أحد الأبواب و خطت إلى الخلف لتسمح لجولي بالدخول، و قالت:"هل تعجبك؟"
"إنها فسيحة للغاية"
و وجدت جولي نفسها في حجرة فسيحة ذات سقف مرتفع و لها نافذتان ضخمتان تمتدان من الأرض إلى السقف و في أحد الأركان كان مكتب صغير و كرسي بالاضافة إلى مقعد وثير له مساند مريحة و مصباح أرضي و سرير لفرد واحد، بالاضافة إلى تسريحة من خشب الاسفندان، و كانت هناك سجادات صغيرة ذات لون سماوي فاتح تنتثر على الأرض الخشبية المصقولة اللامعة تبرز ألوان الباستيل التي صنع منها فراش السرير و مساند المقعد. و كان الانطباع العام الذي يوحي به المكان هو السعة و الهدوء و الراحة. و أخذت السيدة لوبلان توضح:"كانت هذه حجرة ابنتي الكبرى قبل الزواج. إنها فسيحة ما يسمح لك بالحرية الشخصية دون أن تشعري بالضيق"
و شعرت جولي بارتياح أكبر عندما دلتها السيدة لوبلان على الباب المستتر الذي يؤدي إلى المرحاض الخاص بها. و سألتها:"كم طفلاً رزقت؟"
"خمسة. و اثنان من بناتي قد تزوجتا. أما كلودين فتعيش معنا بعضاً من السنة، و ابنتي الصغيرة ميشيل تعمل مدرسة هنا. و أخيراً الولد المدلل غي"
و أطل غي برأسه من الباب ضاحكاً:"الصغير المدلل، هل لي أن أدخل لا أريد أن أقطع الحديث إذا كنت تنوين أن تمتحنيني أمام الآنسة جولي سمث"
و غمزت السيدة لوبلان بعينيها و هي تقول لجولي:"ها هو ذا يعترف بأنه مدلل"
و أشارت يدها الجميلة إلى ابنها كي يدخل و هي تقول:"أدخل بالحقائب يا غي إنني أعرف أن هناك بعض المهام التي يجب أن تنجزها حتى تجد ضيفتنا الجديدة فرصة لتستريح"
و وضع غي الحقائب بالقرب من الفراش و قد استقرت عيناه القاتمتان على جولي إلى درجة جعلتها تعتقد أنه كان يريد أن يجعل قلبها يدق له.
و حاول أن يلفت النظر إلى كونه سوف ينصرف، و تنهد طويلاً و هو يحييها و يعد بأنه يتطلع إلى رؤيتها فيما بعد.
و عندما ترك الحجرة التفتت السيدة لوبلان نحوه و ضحكت و هي تقول:"إبني العاشق.. سأتركك الآن لتفرغي حقائبك و سنتناول وجبة باردة في الأولى بعد الظهر. و حجرة الطعام هي الثانية إلى اليمين بعد السلم".


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 09:59 PM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي



الفصل الثالث


شجرة الذكريات ..




تحدثت جولي في لهجة امتزج فيها السؤال و الا ستفسار فقالت :

"ألا تعمل في أي مكان يا غي "

ورد بسخرية وهو يدس يدها في حزم تحت ذراعه وهما يهبطان الممر الجانبي :

" أتكون جريمة كبيرة اذ لم أعمل ؟ "

"إنه يكون اهدارا "

" و هل يخيب املك اذا لم تكن لي مهنة معينة "

" و لماذا يخيب املي بسبب ذلك ؟"

" لأنني اعرف ما ذكرته أنك سليلة أسرة مكافحة ، ولذللك أي رجل يتكاسل يكون في رايك سيء السمعة و أنا أريد ألا تظني بي سواء . و أعترف انني اعمل محاسبا رغم أن عملي لا يزال محدودا "

كانت دهشة جولي تنعكس على وجهها ولم يكن بوسعها أن تخفيها ولم تكن تعتقد أن غي لويلان برقته و دمائته يمكن ان يشتغل وظيفة في المحاسبة ولو أخذ برايها لأختارت له وظيفة في مجال العام "

" أن الشكوك التي تر تسم على وجهك تجرح كبريائى ، أنني أعمل لنفسي وليس هناك من يسألني عن عملي سوى نفسي ، وأحصل على دخلا وفير مقابل وقت قصير أخصصه للعمل . وهناك اوقات أجد فيها نفسي مثقلا بالعمل وأوقات و أكثر لا يكون لدي فيها الأ القليل مما يشغلني . وفي الحالة الاخيرة أجد الفرصة لاصطحاب الصغيرات الجميلات عبر المدينة لمشاهدة المعالم الهامة . اليس ذلك رائعا في نظرك ؟"

و ابتسمت جولي ابتسامة ذكية أبرزت خطين شديدي الغور في وجنتيها وهي تقول :

" أعتقد انك تريد ان تظهر في مظهر الخبث مع أنك ليست كذلك تماما"

" أن النساء يحبين الخبثاء الذين لهم سحر الثمرة المحرمة . بالأضافة الى أن النساء يولدن ليقمن بالأصلاح ويجدن تلذذا في أن يصعبن مني رجلا شريفا .

أما اذ حدث عن الصواب فلا حيلة لي في ذلك لأنها طبيعة في "

وعلقت جولي : " و الأمان بالطبع في ان يكون حولك منهن الكثيرات "

و تعمد ان يسير في خطيء أبطأ وقال : " أعترف لك أن ظهري قد انحى من كثرتهن و تستطيعين ان تكوني منقذتي " .

و أطلقت جولي ضحكة نمت عن عدم التصديق وقالت : " أنا ؟ لماذا ؟ "

" لأنك تستطيعين ان تجعلي الرجل يتطلع الى التغير "

قال ذلك وقد بدا في نظرته شيء يدل على الجدية رغم الابتسامة الواضحة و ابتسمت جولي وقالت : " بعد واحد و عشرين عاما واظبت فيها على النظر الى المرآة أعرف تماما ان نصيبي من الجمال لا يمكن ان يثير اهتمام أي رجل وفرر على نفسك الاطراء لانه لن يجد في نفسي مكانا يا غي "

و تحدث غي في إصرار : " إنني اقول الحقيقة . لو أنك كنتى في قاعة مع أجمل النساء العالم سيظل وجهك يلح على ذاكرة أي رجل سوف يعاوده خياله الهاديء المثير . و أعترف أن في تعبيري بعض التناقض ولكن هذا هو السبيل الوحيد لوصف ذلك المزيج من النمش الباهت مع الخطوط التي تظهر في الوجه ومع العينين البنيتين الرقيقتين ، إنك تجعلين أي رجل يستغرق في التفكير عندما ينظر اليك "

وأومات جولي براسها قائلة :

" أنك تتحدث عن فتاة تأخدها الى بيتك لتقدمها الى امك "

كانت قد احست بصدق كلماته ولكنها شان كل النساء كانت تتمنى أن تكون من النوع الذي يخلب لب الرجال ويدير رأسه ليجعله يفكر في أي شيء دون ان يكون للزواج دخل في ذلك . وصحح لها غي في هدوء قائلا: " بل أقول الفتاة التي يزهو بها كل الزهو وهو يصتحبها الى امه "

" اعتقد انك تعاني عدم وجود منافس "

كان الحديث قد تركز حول المسائل الشخصية بطريقة لم يكن جولي تريدها وكان من الضروري تغير الموضوع ، وضحكت جولي ثم تابعت : " أين نحن الآن من شجرة البلوط ؟ "

" أنها عند الناصية المقبلة "

وسألها : " هل تعرفين قصيدة لونغ فيلو المسماة ايفا نجيلين ؟ "

" أعرف مغذاها فقط ، أذكر أن أيفانجيلين افترقت عن خطيبها غابريل وظلت تبحث حتى وجدته على فراش الموت في المستشفي "



" هل سمعتى القصة التي وراء القصيدة ؟ "

وعندما نفت استمر غي يقول :

" كانت احدى الاسر الاكادية قد تبنت فتاة يتيمة تدعى اميلين لابيس وقامت بتربيتها في منزل الاسرة في نوفاسكوتيا . وعندما بلغت الفتاة السادسة عشر كانت ستتزوج لويس أرسينو من القرية ذاتها وذلك في الوقت الذي يقوم الانكليز بنقل الاسر الاكادية خارج كندا . وحاول لويس ان تقاوم رحيله لكنه أصيب وأخرجه الانكليز . وهكذا افترق عن اميلين التي تم ترحيلها على سفينة أخرى فاستقر بها المقام ، وبالاسره التى كانت تبنتها ، في ولاية ماريلاند .

ولم يكن تعرف مصير لويس وبعد بضع سنين سمعوا عن استقرار بعض الاكاديين في لويزيانا ، و اصطحبت اميلين اسرتها الى هنا ، وعندها نزلت من القارب فوجئت بالرجل الذي عانت بسببه طوال تلك السنين تحت شجرة البلوط ضخمة ، ومع ذلك لم تتم سعادتها لان لويس كان قد ارتبط بامرأة أخرى . وتمضي القصة لتقول ان اميلين ظلت تتحدث عنه حتى وفالها كما لو كان قد مات أو انتقل الى ارض بعيدة . و أبطأ خطواته ثم توقف وأضاف : " ويقال أن هذه هى شجرة البلوط التي وجدت اميلين خطيبها عندها ثم فقدته " .

وراحت جولي تحدق الى شجرة البلوط الممتدة امامها بضخامتها التي جعلت الحديقة تتضاءل الى جانبها . و كانت مياه نهر صغير هاديء قد تتلألأ على البعيد . كأن المنظر يعبر عن كآبة صامتة في وسط المدينة ، وكانت هذه هي شجرة بلوط ايفانجيلين .

قال غي بينما كانت جولي تحدق في الشجرة بحجمها الكبير وأغصانها الضخمة : " أعتقد من السخرية أن يكون المبني الذي يضم متحف الأكادي هو ذاته الذي عاش فيه لويس و زوجته الجديده ، ولدينا مبني تذكاري لكل منهما "

وشقت جولي طريقها عبر العشب الأخضر الى المياه الباديه لهما وهي تقول " و النهر الذي في الجانب الآخر من الشجرة ؟ أليس ذاته الذي عبر فيه قارب اميلين "

" دعينى اصحح ما قلته إن هذا الرافد بل هو على وجه التحديد رافد تيشه "

وأدارت جولي عينيها المعبرتين عن الحيرة نحو الرجل النحيل بجوارها وقالت " يبدو لي كانه نهر صغير . كنت أعتقد دائما ان الرافد مستنقع أو على الاقل منطقة مستنقعات "

و أخذ غي يوضح في هدوء " إن احد الفرنسيين الأوائل اطلق عليه اسم مياه راكدة عندما رآه للمرة الاولي لأنه لا يبدو فيه أثر للتيار . و الحقيقة أن المياه تنساب فعلا لكنها قد تغير اتجاهها في وقت آخر لسبب غير واضح "

" إنه ينساب في أسترخاء على الطريقة الفرنسية . وكلمة تيشه فرنسية ، ولكن ما معناها ؟ "

" ليس بالظبط . أنها تحوير لكلمة هندية تعني الحية خففا الفرنسيون لسهولة النطق "

وتنهدت جولي و التفتت الى غي قائلة : " أمامي الكثير لأتعلمه "

" حسناً "

و التفتت اليه بسرور ودهشة قائلة " لماذا "

" اذا كان لديك الكثير لتتعلمه فيمكننا أن نقنعك بالأقامة فترة اطول .وهذا سعدني كثيرا "

قال ذلك وهو يحاول ان يؤثر فيها بابتسامة وفاجاته بسؤالها :" يا له من غرور ! "

وتوقفت احدى السيارات قرب حاجز المنتزه الصغير وراحت تطلق نفيرها حتى جذبت اهتمام كل من غي وجولي . و أخذت الفتاة ذات الشعر القاتم الجالسة الى عجلة القيادة تلوح لهما .

وقال غي " و الآن ، هل تصديقين مدى شعبيتي ؟"

وكان كتفاه قد ارتفعا في زهو وقد اسسسلم ساخرا للأقدار " وصاحت الفتاة التي تقود السيارة " هل تريدان ان أوصلكما الى البيت ؟"

و التفت غي الى جولي قائلا " انها مسافة طويلة هل تفضلين الركوب ؟ "

وعلقت جولي في لهجه مداعبة " لا أريد أن أتسبب في كرمشة ثيابك ، كما لا اريد أن أكون مثار حقد من جانب فتاتك "

و أجاب بالقدر ذاته من الفكاهة " اعتقد أنني استطيع أن أتعامل مع أمراتين في وقت واحد . ولقد نسيت أن اخبرك أنني كنت ماهرا للغاية في الشعوذة ."

" حسنا . سوف نركب معها الى البيت . انني اتوق الى رؤيتك تمارس غرامياتك . "



Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 10:02 PM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

وضحكت ، وقبلت أن تستند الى ذراعه وهو يسير بها الى السيارة . وبينما كان يساعدها على الصعود الى المقعد الأمامي علقت الفتاة قائلة " لقد أخذتما وقتا وطويلا قبل ان تحسما رايكم ! ألم تدركا انه لا يوجد في هذه المنطقة مكان للأنتظار ؟"
و أجاب غي " كنا نناقش ما اذا كنا نفضل العوده سيرا على الاقدام ."
والقت جولي عليه نظرة ، بعد التأنيب الذي لقيه من قائدة السيارة ، لعلها تفهمه أن وسامته لم يكن لها تأثير كبير على تلك الفتاة .
" في هذا الجو الحار تريد اللهو – لماذا ؟ ان المشى في الحر قد يوهن صحتكما بشكل ضار ."
وغيرت الفتاة ذات الشعر القاتم مقود السرعة وسارت وسط الطريق العام ، و اختلست نظرة قصيرة الى جولي تتفحصها فيما كانت الأخيرة تفعل الشىء نفسه ، وكانت قائدة السيارة على شى من الجاذبيه ، وكان شعرها البني
أكثر قتامة من شعر جولي دون أن يكون اه سواد شعر غي . كان متوسط الطول وفيه خط فارق على الجانب . وكان ينثني الى أعلى ليسهم في اكتساب وجهها النحيل جمالا ، وكانت تضع نظارة باطار مذهب أضفى على عينيها القاتميتين ضياء زاد من جمالها .
وابتسمت الفتاة ابتسامة سريعة وجهة الى جولى وهي تقول " اذا كان غي لايعينه أن يقدم كلا منا الى الاخر ى فلنفعل ذلك بانفسنا . انني شقيقته ميشيل "
" اسمي جولى سمث وقد استاجرت حجرة من أبويك لأيام قلائل "
قالت ذلك وقد ألقت نظرة جانبية على ملامح غي المهذبة . " لقضاء عطلة ام تتعتزمين الاقامة "
" عطلة ."
"و أخي العزيز جدا كان يصتحبك في جولة سياحية "
ونظرت ميشيل الى غي نظرة لها مغزاها رد عليها بملامح برئية ، اضافت في ابتسامة " كيف تنجح دايما في العثور على الجميلات ؟"
" انني مغناطيس ، وهن يجذبني كذلك . كيف حال التلاميذ الصغار المزعجين اليوم ؟"
ورفعت ميشيل عينيها تجاه السماء وهى تقول " لا تسأل !"
وظهرت على وجهها نظرة ساحرة حزينة وهي تلتفت الى جولي لتقول " أعمل هنا في التعليم ، هل تصدقين أن أحدهم قد أخرج الحرباء من الصندوق الزجاجي وصارت تتسلق السرير الخاص بأحدى التلميذات . ولقد سمعت من الصراخ اليوم ما سوف يظل صداه في أذني سنوات . وأظن ان الحرباء الصغيرة قد أحست ببالسعادة عندما أعيدت الى عالمها الزجاجي "
وقال غي لجولي " لا تصدقي هذه الشكوى ، فانها تحب عملها بالقدر الذى يغرم به الاولاد بالبنات "
وهزت جولى رأسها في أسف ، وقالت " ان عقلك يتجه دايما الى موضوع واحد "
وعلقت ميشيل موافقة بقولها " هل لاحطت انت ايضا ذلك ؟ "
" لقد جعلني اعتقد أنك واحدة من العديدات المتيمات به "
و اعترض غي قائلا " حسنا . أرجو ان تكفا الانتما الاثنتين عن مها جمة رجل مسكين اعزل . كيف يحتفظ جولى بتقديرها لى اذا ما عاملتني بهذه الطريقة الساخرة ؟"
وهمست ميشيل قائلة " طبيعة الرجل الهشة ! "
وضحكت جولى لذلك ، وصاح غي متصنعا الغضب " ألم تعلمك أمنا ان الهمس امر غير لائق ؟ أرجو يا جولى ان تتجاهلي ماقالته لك ."
وضحكت شقيقته ،وقالت " لابد ان تجد من يحذرها ضد سلوك شبابنا في الولايات الجنوبية "
* * * * * *
ووصلوا الى بيت لويلان و عندما اوشك غي ان يستانف شجاره مع شقيقته ظهرت الام عند قوس الباب الخلفي لترحب بهم . كانت تجربة غير عادة بالنسبة الى جولى و أحست بأنها تألف تماما اولئك الناس الذين لم يسبق لها أن تعرفت عليهم من قبل يوم . فتحوا قلوبهم واذرعتهم بالصداقة .
وأخذ غي يسأل " حسنا . ما رأيك في شقيقتي ؟"
و كانت ميشيل قد استجابت لأمها التي طلبت منها ان تحمل اوراقها الى داخل البيت ، و اجابت جولى في ابتسامة " إنها رائعة "
" هل تصدقين انها مولعه بمدرس التاريخ القديم و أن سقراط و يوريبيدس هما المنافسان لها "
ومثل قبضة موجهة اليه على سبيل المزاح قبل أن يضع حدا للمنافسة بيته وبين شقيقته عندما دخلت الام حجرة المعيشة . كانت تحمل صينية عليها ابريق ملئ بعصير الليمون وبعض الاكواب ، ولم يكن الامر يحتاج الى اقناع أي منهم بالمشاركة في الشراب المنعش . وقالت السيدة لوبلان " لقد تلقيت خطابا من كلودين اليوم سوف تعود الينا مع نهاية الاسبوع " وبدا أن غي لم يسعد بالخبر قد ظهر ذلك على ملامحه أكثرمما بدا على كلماته وهو يقول " وهل تطول اقامتها هنا؟" و أجابت الام " أعتقد انها ستقيم معنا حتى موسم الاجازات "
وبدأ الصمت يسودالمكان . وعلقت جولى قائلة " لابد انها تعمل في مكان ممتاز يسمح لها بان تستمتع بكل هذا الوقت " وبدات السيدة لوبلان توضح فقالت " ابنتى فنانة وتعرض لوحاتها في نيواورليانز خلال الأجازات في فصلى الصيف و الشتاء . أما الباقى السنة فإنها تمضيه هنا ترسم لوحات الكنفا الجديدة ليكون لديها باستمرار رصيد كاف " ونظرت جولى الى كل من ميشيل وغي تتوقع منهما ان يشعرا بالزهو الذي تشعر به امهما ، وقالت " لابد أنها ناجحة الى حد ما " واومات الام في سرعة وقالت " نعم ، انها كذلك ، وأكاد أقول إن اللوحات التي ترينها هنا من كلودين " وتذكرت جولى على الفور اللوحتين اللتين تزينان جدران حجرتها ، كانتا تمثلان
باقات من زهور الربيع بينها توافق و انسجام . ومع ذلك تختلف كل لوحة عن الاخرى في محتوياتها . وقد رسمت الزهور على ارضية لونها أزرق رمادى ، ونسقت الزهور في آنيتين صنيتين متماثلتين في الشكل ، يشيع فيهما اللون الازرق الفاتح . وقدرت جولى أنه اذا كانت كلودين هى التي رسمت تلك اللوحات فلابد انها فنانة ناجحة للغاية . وعندما سالت السيدة لوبلان عمن . رسم تلك اللوحتنين اكدت أنها كلودين . وكانت الام على استعداد للأستمرار في تمجيد انتاج كلودين لولا دخول زوجها .
كان اميل لوبلان ضيئل البنيه ويبدو كشاب نحيل القوام وكان شعره فيما مضى قاتما كشغر غي ولكن الشعر الابيض و الرمادي بدأ يزحف على جانبي رأسه وعلى مؤخرة رقبته . وبعدها حيا اسرته وطبع قبلة محبة على وجنة زوجته استدار نحو جولي مبتسما ومستفسرا " من الآنسة الجميلة التي تشرف حجرتنا يا جوزفين ؟ "
وبدات السيدة لوبلان بها كريما كباقي أعضاء الأسرة ، بل كان فيه وع من المداعبة الودودة كترحيب غي بهاقال " جولى انطوانيت . هذان الاسمان فرنسيان ربطا اسم آخر شائع الاستعمال مثل سمث "
وبدات جولى تشرح من جديد أسباب قدومها الى سانت مارتنفيل في محاولة للتعرف على مكان المستعمرة التي عاش فيها اجدادها ، الى جانب رغبتها في القيام بسياحة في المعالم المحلية . وكانت اجابة اميل لوبلان هي الاجابة غير المحددة كما فعلت زوجته وابنه من قبل عندما ذكرت جولى كاميرون هول وإن كان قد ابدى حماسه للمشاهد المتوفرة في المنطقة . وقال " ينبغي هنا أن نضع لك خطة لسياحة المنطقة حتى لا تفوتك شيء خلال اقامتك"
ونظر الى ابنه وابنته ليتحملا ذه المسؤليه ، واضافت السيدة لوبلان في حزم " لايزال هناك وقت لذلك فيما بعد يا بابا . و أعتقد ان جولى تفضل أن تكمل شرابها وتأخذ حماما قبل العشاء . فهى لم ترتح بعد رحلتها الطويلة ولم تتعود على الرطوبة العالية عندنا ولا ينبغي ان نفرض عليها خططنا بأي حال " وأوما الأب يقول " حقا، حقا "
و التفت الى جولى معتذرا لكنها اكدت له " انني غريبة تماما عن هذه المنطقة يا سيد لوبلان ، وأكون شاكرة حقا لو تفضلت بأي اقتراح "
" مع ذلك فإن زوجتي على صواب فهذه المناقشات ينبغي أن تؤجل الى ما بعد العشاء "
والتفت ذراعه حول زوجته وقال " ماذا ستقدمين لنا الليلة ؟ هل فكرت في طبق خاص لضيفتنا الجديدة ؟ "
" ليس الليلة . دعها تتعود على مناخنا أولاً ثم مطبخنا "
حاولت جولى ان تعبر عن الاحساس الذي تملكها وهو الشعور بالذنب لأنها أقلقت حياتهم . ولكن اعتذارها لم يكن له مكان ، فقد أكدت لها السيدة لوبلان انها لم تسبب لهم ادني قلق .
ولم تملك جولى إلا أن تستسلم ، فقد كانت هى الآخر تستمتع بدفء كبير في محيط الأسرة .


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 10:16 PM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4- عينان في الغابة


كان الصباح قد استسلم إلى شمس الضحى في اليوم التالي قبل أن تطمئن السيدة لوبلان إلى أن جولي قد زودت بما يلزمها من الطعام و الشراب و الكتيبات و التعليمات التي تمكنها من السياحة يوماً كاملاً، و جلست جولي في أمان خلف عجلة قيادة سيارتها و أخرجتها من الممر. لم تكن جولي تعرف وجهتها رغم الأماكن العديدة التي رشحت لها، و كان الجو ينبئ بطقس يميل إلى الحرارة. لذلك فضلت ألا تتجه نحو زيارة المتاحف. و اختارت أن تسلك الطريق الجانبية التي تحيط بسانت مارتنفيل، و تستكشف الطبيعة من منظور آخر غير القيادة على الطرق العامة. و كانت تعتزم التوقف فيما بعد، عندما يحل جو المساء اللطيف أمام المنتزه العام الذي يحمل اسم لونغفيلو.


و سلكت طريقاً يتجه من المدينة شرقاً و تركت وراءها سانت مارتنفيل. كان الطريق خالياً و تركت سيارتها تسير بالسرعة التي أرادتها تبطئ عندما يشد عينيها منظر يثير الاهتمام و تسرع لتجعل الرياح المتولدة عن حركة السيارة تداعب وجهها. كانت مزارع قصب السكر تنتشر في المكان و بعض جذوعه تعلو فتظلل السيارة، بينما بعضها الآخر لا يكاد يصل إلى النافذة. و انتشرت على جانبي الطريق منازل لم تكن تختلف في مظهرها عن امتثالها في مسقط رأسها، مع ذلك كانت من وقت إلى آخر تلمح بيوتاً تتكون من طابقين و قد تراجعت إلى الداخل بعيداً عن الطريق تاركة أمامها مرجاً أخضر يشقه طريق يؤدي إلى البيت تحدده صفوف من أشجار البلوط. و كانت تخفف السرعة في محاولة للعثور على أية محاولة للعثور على أية اشارة عن كاميرون هول، و لكنها كانت تصاب دائماً بشئ من الاحباط.


و استسلمت لرغبة استولت عليها تدفعها للقيام بشئ من المخاطرة. و تركت الطريق المرصوف إلى آخر تغلب عليه الأصداف البحرية، و زادت كثافة مزارع القصب على جانبي السيارة حتى أحست بأن جذوعه البارزة تكاد تبتلعها.


و بدت بعض أغصان الأشجار من بعد تمثل مرفأ الأمان بعد مزارع القصب الممتدة. و توارت جذوع القصب لتفسح مكانها لأشجار البلوط ترتفع في كآبة من مستقرها المائي تغطي أغصانها الطحالب الاسبانية. و بدت الزنابق المائية الجميلة تتصارع مع الطحالب لتبرز على سطح أوراقها الخضراء التي تستسلم للجزر الصغيرة من أعشاب المستنقعات و الأوراق ذات الرؤوس الناتئة من أشجار النخيل القصيرة بسعفها المروحية الشكل.


و أبطأت السيارة سيرها لتلقي جولي نظرة على الحياة البرية في المستنقع. و سمعت بعض الطيور تصفق بأجنحتها و لكنها لم تر أثراً للحياة. و خاب أملها فقد كانت تحلن برؤية تمساح بري و أقنعت نفسها بأن ذلك مستنقعاً صغيراً، بل مجرد مصفاة لا يمكن أن تأوي تمساحاً نظراً إلى قربها من مناطق السكن و على بعد أقدام أخرى كان المستنقع قد تحول إلى أرض للمرعى، و بدت قطعان الحيوانات ترعى العشب الكثيف في منظر لم تألفه جولي. و كانت تظن أن تلك الماشية تكثر في المناطق البرية من الولايات المتحدة، لا في ولاية لويزيانا.


و استدار الطريق في منعطف سهل حول المراعي و وجدت جولي إن على الجانب الآخر من الطريق خطاً متعرجاً من الماء سرعان ما اكتشفت أنه رافد كانت أشعة الشمس تسطع فوق سطحه بشكل جعله يعكس صفاء منظر هادئ. و كانت هناك رافعة تجرف من الشاطئ المقابل حيث كانت أغصان شجرة البلوط تتدلى فوق الماء.


و خطر لجولي أنه مكان رومانتيكي تسعد فيه بتناول طعام الرحلة الذي أعدته السيدة لوبلان. و كان هناك مدخل لبوابة على الجانب الآخر من الطريق يدعوها إلى أن تستفيد منه كموقف للسيارة حتى لا تعيق المرور، فأحسنت الاستفادة منه. و عبرت الطريق تحمل على احدى ذراعيها سلة الطعام و السجادة الصغيرة، و تحمل الذراع الأخرى الترموس و حقيبة يدها. و قفزت عبر حفرة مليئة بالماء كانت تفصل الطريق عن الرافد دون أن تزل قدمها أو يسقط شئ من يدها.


كانت وطأة حرارة الجو تنتشر عبر المكان، و كانت أي حركة تبدو بطيئة واهنة تشبه قوائم الرافعة التي ترتفع و تنخفض في وهن شديد. أما أصوات الطيور فقد خرست، و حتى صوت الماء الخافت و هو يعانق ضفة الرافد لم يكن مسموعاً.


و تجمعت حبات العرق على جبهتها لتفترس أطراف شعرها الهشة و تزحف إلى شفتها العليا حتى تسربت الملوحة إلى فمها. و انحنت على العشب القصير و فرشت السجادة الصغيرة و أخذت ترتب الأشياء إلى جانبها. كانت السيدة لوبلان قد وضعت في سلة الرحلة فوطة في كيس من البلاستيك استخدمتها جولي في إزالة آثار العرق عن وجهها، و أحست بالانتعاش عندما بدأت الرطوبة الجديدة تتبخر عن بشرتها.


و أحست بفتحة قميصها القصير المبطن بشريط من البلاستيك تضايقها فجذبت الكمين القصيرين إلى أسفل حتى بدا خط الرقبة مستقيماً من الكتف إلى الكتف. و خفضت رأسها إلى الوراء و عصرت الفوطة فتدحرجت قطرات من الماء فوق كتفيها تسلل بعضها إلى صدرها.


و أخذت عيناها تتفحصان المكان المحيط بها. و على أمتار قليلة كانت هناك شجرة بلوط صغيرة تركزت عيناها على أغصانها العليا و انتقلتا إلى الجذع ثم إلى أسفل الشجرة. و توقفت يدها فجأة عن الاستمرار في عملية الترطيب التي كانت تقوم بها، فقد وقعت عيناها على رجل كان يسترخي هناك. و سرت الدماء في وجنتيها من وقع المفاجأة، فقد كانت عيناه تتفحفانها في جرأة.


و أسرعت يدها تعيد كمي قميصها إلى وضعهما السابق، و أدرك الرجل أنها لاحظت وجوده فنهض على قدميه و خرج من ظل الشجرة ووقف على بعد خطوات منها و لم تملك إلا أن تتراجع إلى الوراء. و تحدث في اغراء قائلاً:"إنه ليؤسفني أن تحجبي هذين الكتفين الجميلتين"


و تسارعت دقات قلبها و امتدت يدها لتجمعا حاجياتها و تلعثمت قائلة:"إنني.. إنني آسفة.. لم أكن أعرف أن أحداً هنا.. سوف.. سوف أجد.. مكاناً آخر"


"لا حاجة بك إلى ذلك فأنل أرحب يأن تشاركيني الاستمتاع بمنظر ذلك الرافد"


كل شئ في صوته المهذب يجبرها على أن ترفع بصرها نحوه، ووجدت نفسها تحدق في عينين لم يسبق لها في حياتها أن رأت مثلهما في القتامة، و كانت تلمعان في استشارة من وراء ظلال رموش قاتمة مجعدة، و كان حاجباه و شعره بلون أسود أشبه بجناح غراب لامع و قد صبغت الشمس بشرته بلون بني يشبه خشب الساج. و لم يبد في ساقيه البارزتين من سرواله القصير أي اختلاف عن لون ذراعيه. كان طويل القامة و جسمه ممشوقاً يعكس انطباعاً عن قوة في ذراعيه دون بروز في العضلات،فيما كتفاه وسيمان عريضان. و لم يكن هناك أثر للترهل في مظهره و كان فخذاه مستقيمان، و عندما ابتسم كشف ثغره عن أسنان بيضاء كاللؤلؤة. و لاحظت جولي الخطوط الغائرة التي برزت على جانبي فمه. و قال:"أعد بأنني لن أضايقك"


و احمرت وجنتاها و قالت و هي تعرف أنها تكذب:"لم يخطر لي أنك تضايقني"


"كان ينبغي أن يخطر لك، فقد أحسست فعلاً برغبة في ذلك"


و ضاقت عيناه في خبث و هما تتفحصانها و هي في وضع الركوع. كانت جولي تتمنى أن تستنشق نفساً عميقاً و لكنها كانت تخشى أن يبدو عليها القلق الذي كان يساورها.و حاولت أن تسترجع ثقتها بنفسها و وجدت الشجاعة من جديد فقالت:"لا أريد أن أقطع عليك خلوتك"


"على العكس"


قال الرجل ذلك و مشى عائداً إلى مكانه أسفل الشجرة في وضع الاسترخاء الذي كان عليه، و استمر يقول:"إن جلوسك لتناول الطعام لن يؤثر على جلوسي لصيد السمك و يمكنك أن تبقي في المكان ذاته"


و امتد بصرها إلى الصنارة و الخيط المستندين إلى عصا قرب حافة الشاطئ و وجدت نفسها تقول في صراحتها المعتادة:"و لكن هذا الوقت من النهار ليس مناسباً للصيد، فالجو حار"


و علق قائلاً:"يبدو أن لك خبرة في الصيد"


و أجابت جولي و هي تبطئ من عزمها على الرحيل السريع:"بعض الخبرة"


و ابتسم في مواجهتها من جديد و قال:"إن لي نظرية حول الصيد في هذا الوقت من النهارأتحبين أن تعرفينها؟"


و قعدت على السجادة الغيرة و قالت:"و ما هي؟"


"أعتقد أن الأسماك الكبيرة الذكية تعرف أن الصيادين لا يخرجون إلى الصيد إلا في أوقات خاصة تتجنبها هذه الأسماك. أما في هذا الوقت الحار فإنها تبحث عن الطعام في مأمن من شباكهم"


"و هل تحققت نظريتك؟"


"كلا، و مع ذلك فهي فرصة لتدريب الديدان التي أستخدمها كطعم"


و قهقهت ساخرة، و لكن سرعان ما سكتت عندما انحنت قصبة الصيد انحناءة مضاعفة. و وقفت جولي ترقبه و هو يشد القصبة و قد استولى عليها شك حبس أنفاسها. و شد الخيط بقوة و جعله يستقر على الشاطئ. و أحس بشئ على نهاية الخيط فاتجه إليه و انحنى ليلتقطه بينما زحفت لتلقي نظرة عن كثب و صاحت:"يا لها من سمكة كبيرة!"


"إننا نسميها جراد البحر"


و أخذ يقلم زعانفها ثم وضعها في دلو صغير


"هذه جرادة البحر؟"

قالت جولي هذا و هي تحدق في السمكة و كانت الدهشة تبدو في صوتها لحجم السمكة الكبيرة الشهيرة جراد البحر. و سألها:"هل سمعت قصة الكاجون و هجرتهم من كندا إلى هنا؟"


و نظرت إليه في دهشة و هي تتعجب من صلة ذلك بسمكة جراد البحر و قالت:"نعم"


"و هل سمعت بأسطورة جراد البحر؟"


و أجابت جولي:"لا"


"عندما اضطر الأكاديون أو الكاجون إلى ترك كندا كان صديقهم المخلص جراد البحر يعيش في المياه المتجددة حول نوفا سكوتيا. و كره أن يراهم يهاجرون و لم يكن له مكان على ظهر السفن التي حملتهم بعيداً. و كان عليه أن يسير في أثرهم، و استمر يسبح المسافة كلها هابطاً بمحاذاة ساحل الاطلنطي إلى خليج مكسيكو حتى وصل أخيراً إلى رافد لويزيانا حيث أقام الأكاديون وطنهم الجديد. و كان للرحلة أثرها فقد أنقص التعب جراد البحر إلى ربع حجمها السابق.."




Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 10:23 PM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

و هنا كانت عيناه الزرقاوان القاتمتان تنظران إليها و قد تقوس أحد حاجبيه و كأنه يريد أن يتحقق مما إذا كانت تصدق أم لا. و أضاف:"هكذا تحكي أسطورة جراد البحر"


"حسناً، سواء كانت هذه الأسطورة حقيقية أم مجرد هراء عاطفي فإنني أحبها"


و تنهدت و قد بدا في صوتها شئ من الرضا، و عاد يسألها من جديد و قد بدا الخبث في عينيه:"هل نجحت القصة التي نحكيها لأطفالنا في أن تزيل قلقك بالجد الذي يقنعك أن تواصلي قضاء نزهتك الانفرادية هنا؟"




"نعم"


و بدا في صوتها شئ من الاضطراب عندما أسرت عيناه عيناها، و لكن جولي استطاعت أن تتحرر من تحديق عينيه و قالت:"إن لدي من الطعام الشئ الكثير، هل تحب أن تشاركني؟"




و علق قائلاً:"كنت أظن أنك لن تفكري أبداً في أن توجهي إلي هذه الدعوة"


"لم أكن أريد أن أكون أن أشتت انتباهك و أنت تحاول أن تثبت صحة نظريتك، و كنت أكره أن أكون سبباً في ضياع السمكة الكبيرة منك"


قالت ذلك مقهقهة و هي تعود إلى حيث كانت تستقر سلة طعامها، و تابعت:"بالطبع. لو أن السمك الكبير على ذلك القدر من الذكاء كما تظن فمن المحتمل أنه سمع نظريتك و بدأ يحتاط ضد حيلتك"


كانت قد أحبت صوته المرح أثناء الضحك و هو ينضم إليها في تناول الطعام، و مع ذلك كانت هناك أشياء عديدة حول ذلك الشخص الغريب الذي أعجبها إلى جانب نظراته الوسيمة المؤثرة. و رغم ذلك فإن أسلوبه الذي ينم عن الثقة الزائدة بالنفس و الذي بدا في قدرته على اعادة الطمأنينة إلى نفسها، جعل جولي تعتقد أنها أمام شخص يتفوق عليها في الخبرة. و لم يكن بوسعها أن تسمح لسحره الاحتيالي أن يتسرب إلى عقلها، و مع ذلك لم تستطع إلا أن تستجيب بابتسامة مماثلة عندما جلس على السجادة الصغيرة إلى جانبها، و وضعت رقائق البطاطس بينهما قبل أن تمد يدها لتخرج بقية الطعام. كانت هناك شريحتان من اللحم البقري المشوي قدمت إليه احداهما و احتفظت لنفسها بالأخرى، و قالت:"يمكنك أن تختر من التفاح أو البرتقال، أو من كليهما. و يوجد من كل زوجين اثنان هنا"



"هذا كثير. شكراً!"


و سادهما صمت و همخا يتناولان الطعام. منحهما الفرصة للاستمتاع بمذاقه الشهي. و وجدت جولي نفسها تضطر للاعتراف بأنها تستمتع بالوجبة، و أحست لأول مرة بحريتها في أن تكون على سجيتها و ألا تقيم وزناً لمشاعر أي شخص آخر مثل والديها أو جون.


و مدت يدها إلى الترمس تتناول كوباً من عصير الليمون. و أدركت أنه لا يوجد غير كوب واحد و ملأت الكوب و قدمته إليه، كما اقتسما الطعام. و عندما أعاد الكوب إليها بعدما شرب نصيبه، سألته جولي:"هل أنت أكادي؟"



"أنا أومن بفلسفتهم فقط"


"ما هي فلسفتهم؟"



"الأفضل أن تعيش حياتك لا أن تكتفي بأنك كائن حي. و الأفضل أن تغني لا أن تسب و تلعن. و الأفضل أن تعيش للحب لا للحرب. و في بساطة أكثر فإن الأكادي يحب القهوة الثقيلة و الضحك و الحديث و الغناء و الرقص و الأطعمة الدسمة و أكثر من ذلك كله يحب النساء"


"و لكنك لم تحدثني عن النساء الأكاديات هل يحببن هذه الأشياء أيضاً؟"



"انهن يضفن إلى القائمة الأطفال و الثرثرة و أزواجهن"


و اعترضت قائلة:"إن ذلك ليس عدلاً. لقد قلت أن الرجال الأكاديين يحبون النساء، و الآن تقول أن النساء الأكاديات يقتصرن على حب أزواجهن"


"عليك أن تأخذي في اعتبارك أن الأكاديين لديهم اهتمامات ترجع إلى أصلهم الفرنسي تجعلهم يقدرون جمال كل امرأة بصرف النظر عما إذا كانوا متزوجين أم لا"



كان بامكان جولي أن تستنتج أنه يتعمد أن يبدو كما لو كان مثيراً للغضب و مع ذلك أحست بأن كلامها مثير و لو بدرجة طفيفة. و قالت في لهجة تنم عن الاحتقار:"هه. ليظهروا بمظهر العاشقين العظام؟"



و أخذ البرتقالة التي كانت بيدها و راح ينزع قشرتها قائلاً:"إن الرجال الفرنسيين يعرفون أن النساء يزددن زهواً بالمديح و الاطراء، و قد يقول الرجل"إن شعرك كثيف لامع" و هو يحلم بأصابعه تمتد بين تجاعيده الناعمة"و إن النمش على بشرتك يجعلك تبدين في شباب دائم تتذكرين أيام الصيف المشمسة"! و تلك الأعين البنية الناعمة تذكره بأنثى الظبي التي تخش أن تدخل مرجاً غريباً" كان عيناه الزرقاوان تمعنان النظر في كل ملمح من الملامح التي يذكرها. و تابع:"و شفتاك المقوستان في استدارة جميلة رقيقة تعدان بعذوبة ما بعدها عذوبة"

كانت عيناه تحدقان فيها بشكل آسر لا يسمح لها بأن تتحول عنه. كانت البرتقالة التي نزعت قشرتها بين يديه فقطع منها شريحة و وضعها بين شفتيها، فانفتح فمها يتقبلها بطريقة آلية و قد أحست بأنها أكلت الثمرة المحرمة.

و أطلقت من حيث لا تدري ضحكة للتمويه حاولت معها أن تتخلص من عينيه المحدقتين. و شعرت بالرغبة في البكاء.


"من حسن الحظ أن ذلك الشاب الفرنسي ليس موجوداً هنا. إذ كنت سأشعر بالذنب لو أنني رفضت الاطراء الذي يقدمه لي من باب المجاملة"

"و هل بدا لك ذلك مجاملة؟"


"دعني أقول لك أن العبارة المنمقة كان فيها شئ من المبالغة الشعرية. و لكن الاطراء من أجل الاغراء غالباً ما يكون كذلك"

و ابتسم قائلاً:"إنك تتعمدين التقليل من قدر جمالك"

"أوه! إنني لا أتواضع إلى الحد الذي أتجاهل معه أن لي جمالاً على طريقتي الخاصة. و لكنني لست هيلين الجميلة فتاة طراودة"

"إن ما يرده الرجل من المرأة هو الحب و ليس الحرب. قد يذبل سحر المرأة إذا كان على الرجل أن يصارع منافسيه باستمرار ليثبت حبه"

"هل هذا اطراء معكوس تقلل من شأن الجمال و ترفع من شأن البساطة؟"

"لا، كنت أقول فقط أن الجمال الباطني أكثر سحراً من الجمال الظاهري"

كانت جولي قد نهضت على قدميها، و بدأت تحمل اللفائف المختلفة على ذراعيها. و كان الرجل يمتدحها لكنه لم ينجح إلا في أن تحس بمزيد من الضيق لنقص جمالها. كانت من قبل على ثقة كبيرة دائماً، و قادرة على أن تحتفظ بثباتها أمام أي رجل. أما هذا الرجل فكانت له جاذبية خاصة و مؤثرة إلى درجة كبيرة. فقد كان يبدو وسيماً حتى خشيت أن تتورط في أي مداعبة معه. و رأت أنه من الأفضل أن تهرب قبل أن تتورط في شئ تخشى عقباه.

"أرجو ألا تظن أنني أقتسم طعامي ثم أهرب و لكن من الأفضل أن أعود الآن"

و ابتسمت دون أن تسمح للمرارة في فمها أن تؤثر على كلمات الوداع.



"و لكن وقد ما بعد الظهيرة لا يزال ممتداً"

كان هو الآخر قد نهض على قدميه، و بدأ يختلس النظر إليها بطريقة تستحثها على البقاء.



"لكن أجازتي قصيرة"


قالت ذلك و الأسف بدا في التنهيدة التي أطلقتها. و مد يده ليأخذ سلة الطعام من يدها فشعرت بالأسف عندما كف عن الالحاح عليها في البقاء، فيما كان قد وقف ينتظر منها أن تسلك الطريق إلى سيارتها.


و عندما تم وضع كل شئ على مقعد السيارة الخلفي التفتت جولي، قائلة:"وداعاً"

و امتد اصبعه إلى وجنتيها و قال:"عليك أن تطلي سيارتك بطريقة تنسجم مع النمش على وجهك. عندئذ يكون كلاكما أنثى طائر جميل تستعد للعودة إلى مأواها"


"سيكون ذلك بدعة!"


قالت ذلك و هي لا تجرؤ على النظر إلى عينيه. و جلست خلف عجلة القيادة، و قالت:"شكراً على قبولك مشاركتي إياك مكانك المختار للصيد"


"شكراً على وجبة الظهيرة"


"حسناً. إلى اللقاء"

قالتها بالانكليزية، و بدت الكلمات مبهجة حتى على أذن جولي.
كانت جولي قد أدارت محرك السيارة و انطلقت بها. و خطر لها أن الفرصة للقاء ثان أمر بعيد الاحتمال. إذ كيف يتسنى لهما أن يتقابلا من جديد؟ لم يكن يعرف اسمها أو مكن سكنها، كما هي لم تكن تعرف شيئاً – عنه.


و كان ذلك الخاطر محزناً في حد ذاته.


Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-10-15, 10:33 PM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي




5- رعشة في المعبد

كان غي ووالده يحضران اجتماعا يعقده احد الاندية المحلية, وكانت السيدة لوبلان تزور قريبة لها كبيرة في السن.

وجلست ميشيل على الاريكة المغطاة بفراش ذي نقوش مربعة وحولها بعض الكراسات تقوم بتصحيحها بينما آلة التسجيل تملأ الحجرة بموسيقى مرحة. وجلست جولي تكمل رسالة كانت تكتبها الى خالتها بريجيت ولم تكن تستطيع ان تجعلها مبهجة مثل الرسائل السابقة .

كان شبح الوجه القوي بشعره الاسود القاتم وعينيه الزرقاوين يطل عليها باستمرار وكانت تحس بالاحباط لأنها لن تراه ثانية .

لقد سبق لها ان احتكت برجال على هذا القدر من الجاذبية وكانت تعج بنظراتهم حقا. ولم تكن تحس بالكآبة لافتقادهم ولكن الامر كان مختلفا مع هذا الرجل. لقد اعترفت لنفسها صراحة انه سحرها بما يعرفه عن لويزيانا وبما يتمتع به من مرح وفكهة. ولأنه لايحس بزهو او خيلاء. كان واثقا من نفسه ولم يكن متغطرسا يغيظ الآخرين او يسخر منهم. كان يعرف الكثير ولا يتباهى بما يعرف.

وحاولت تكف عن التفكير فيه فلم تعد بعد طفلة ولم تكن من النوع الذي يستسلم للاحلام .

واطلقت تنهيده عميقة سمعتها ميشيل فرفعت عينيها من وراء النظارة ذات الاطار المذهب وسألتها :

- هل تكتبين الى فتاك ؟

- لو بقيت فيّ ذره من العقل لكتبت له , ولكنني اكتب لخالتي .

- اجابتك توحي لي بشيئين: ان لك فتى وانك على خلاف معه .

- انت على صواب في كلا الاستنتاجين .

- هل تفتقدينه ؟

-لا . ولكن ضميري يؤنبني بين الحين والحين .

قالت جولي ذلك في ابتسامة حزينة .

- كان يحبك وانت لا تحبينه. وهذا يجعلك تشعرين بالقلق .

قالت ميشيل ذلك وهي تربت على اوراق في حجرها مالبثت ان رتبتها في كومة منظمة ثم وضعتها مع باقي الكراسات على جانب من الاريكة .

- ان لدى جون كل ما تحلم به الفتاة في أي شاب, فهو لطيف وحب ووسيم كنت اهتم به كثيرا ولكنني لم اشعر بالسعاده عندما كان يعانقني .

وضحكت جولي من نفسها وتابعت :

- انني لم اعثر بعد على فتى احلامي .

- طموح زائد !

قالتها ميشيل وهي تومئ برأسها .

- ماذا ؟

- طموح زائد ! شيء كثير .

كانت الكلمتان تعبران عن حقيقة مشاعرها تماما, ومع ذلك لم تكونا تقدمان لجولي تفسيرا محددا لما تبحث عنه. وبدا ان انسب شيء ان تعمل بنصيحة خالتها فلا تشغل نفسها بالمشكلة. وتترك للوقت حل كل شيء .

وقالت جولي :

- لقد في فكرت في الذهاب الى اوبيلوساوس غدا لأزور متحف جيم باوي ثم ازور مدينة لافاييت .

وتطرق الحديث في الذهاب الى ما يعجب السائح في كلتا المدينتين .

وعندما استقرت جولي في فراشها تلك الليلة عز عليها النوم وحاولت ان تشغل نفسها بالتفكير في برنامج اليوم التالي, ولكن عقلها كان مشغولا بشبح ذلك الرجل الغريب. ونامت نوما متقطعا وهي تتقلب في فراشها .

وخرجت جولي الى أوبيلوساوس ولافاييت لتستفيد طاقتها الجسمية والعقلية ونجحت في ذلك الى الحد الذي لم تستطع معه ان تتذكر اذا كان المنزل الذي على هيئة السفينة الغربية القةطية في اوستاوس أم في لافييت بينما كان في قرية اصغر حجما تسمى واشنطن.

وفي الصباح التالي انتزعت نفسها من الفراش انتزاعا فقد نامت نوما عميقا واستيقظت كما لو كانت تحت وطأة عقـــــــار مخدر .

كان فمها جافا وكان النوم مازال يلتصق بجفنيها الثقيلتين وهي تهبط الدرج. وجاء صوت السيدة لوبلان المرح يتردد في ابتهاج :

- صباح الخير .

والتفتت جولي بدهشة وعرفت مصدر الصوت عندما رأت السيدة لوبلان قرب باب المطبخ .

وقالت السيدة لوبلان :

- تجدين عصير البرتقال الطازج في الابريق والاكواب في الخزانة اليمنى فوق الحوض. ماذا تريدين للافطار ؟

- بعض الخبز والقهوة.

وسألتها السيدة لوبلان وهي تضع الخبز امامها وتعود الى الخزانة لتحضر القهوة:

- ما برنامجك اليوم ؟

واجابت جولي وهي ترتشف عصير البرتقال :

- لا شيء. لقد فكرت في الذهاب الى المنتزه العام هنا في سانت مارتنفيل .

- حسنا, لعلك تذكرين انني حدثتك عن واحد من اصدقائنا يمتلك مستعمرة قديمة .

وحاولت جولي ان تتذكر اسمه وقالت :

- اتيان .

- نعم لقد اتصل بي هاتفيا بالامس وذكرت له اننك تقيمين معنا وتودين رؤية المناظر هنا, وهو يرحب بزيارتك لمستعمرته اليو م.

- اليوم ؟ اليوم ؟.

لم تكن تعرف ما اذا كانت في حالة تسمح لها حقيقة بتمضية بعض الوقت مع رجل فرنسي ثؤثاؤ كبير في السن .

- لقد اقترح ان تكوني هناك حوالي الـ10 صباحا قبل ان تشتد وطأة الحر والحق انني لم اسئلة عن المكان الذي تبحثين عنه, ولكن من المحتمل انه يعرف شيئا .

- كاميرون هول ؟

حسنا لقد حسم الامر. كانت كاميرون هول السبب وراء حضورها وكان من الخطأ ان تفوت اول فرصة اتيحت لها للحديث الى شخص ربما يعرف عنها شيئا مفيدا .

- لقد اخبرته انني واثقة من انك ستذهبين. اليس كذلك ؟

وأومأت جولي موافقه وهي تقول :

- أوه ... كم اتمنى ذلك .

وابتسمت السيدة لوبلان وقالت :

- ان المعبد مستعمرة اتيان يقع على مسافة اميال من المدينة وسأكتب لك التعليمات التي تساعدك في الوصول الى هناك .











وعند الـ9.30 خرجت جولي قاصده مستعمرة اتيان ولم تكن قد استعادت سرورها وابتهاجها بالقدر الذي عرف عنها.

ولم تتخلص من تلك الكآبة حتى بعدما اكتشفت ان تعليمات السيدة لوبلان فاتها الى الطريق الذي قابلت فيه الرجل الغريب.

بل لقد غمرها الفرح بحماقة عندما قاتها تلك التعليمات الى منطقة اخرى من الريف فلم تكن راغبة في ان تعود الى المكان الذي يذكرها بالعينين الزرقاوين مرة اخرى .

كان هناك طريق ترابي يتفرع عن يسارها يحمل لافته كتب عليها طريق خاص. ممنوع المرور. وتنهدت جولي فقد كان ذلك شغلها عن عنائها عندما اقتربت من المكان المقصود.

كانت السيدة لوبلان قد اخبرتها ان المستعمرة ستكون على يسارها بعد مسيرة حوالي ريع ميل من المعطف في الطريق الترابي, وكان هناك سور متهدم يسير موازيا للطريق, وبدا السلك الشائك ينفصل في نقاط عديدة عن الاعمدة .

ومع ذلك لم تكن هناك فرصة ليجرؤ أي انسان على التعدي بالدخول الى الملكية الخاصة من خلال السور مالم يكن لديه منجل, فقد كانت هناك كروم واشجار نخيل شائكة ذات سقف مروحي قصير .

كان كل ما تستطيع جولي ان تراه من خلال الاشجار الكثيفة مجرد شبح لمبنى بوضوح من الطريق. وكان ذلك هو القصر المقام في المستعمرة ولكنه لم يكن يرى بوضوح من الطريق.

وكان هناك عمودان ابيضان يحددان المدخل الذي كان مغلقا بواسطة بوابات حديدية صنعت من قبضان متقاطعه .

وبدأت تحس بوضوح ان العز والابهة قد أدارا ظهرهما الى ذلك القصر. وفكرت في صاحب المستعمرة اتيان وتوقعت ان يكون شخصا شاذا غريب الاطوار .

واوقفت سيارتها الفولكس واغن على جانب الطريق الضيق ونزلت واتجهت الى البوابة وراحت تنظر من خلال القبضان محاولة ان تجد اثرا للحياة كان المكان يبدو مهجورا واستطاعت ان تجد الجرس يتدلى الى جانب احد العمودين وجذبت الحبل الملتصق به وتردد صوت الجرس قاطعا الصمت, وكان من المتوقع ان يؤدي ذلك القرع غير المنسجم الى ايقاظ أي شخص نائم. وخطت خطوات لتقف اما البوابة .

وسمعت حفيفا مفاجئا ينبئ عن شيء ينطلق دون ان يلاحظ, تبعه صوت دوامة هوائية تتجه اليها. وفجأة وجدت نفسها تحدق النظر في الانياب البيضاء المعبرة عن الغضب كشف عنها كلب مزمجر وضع رجليه الاماميتين على البوابة حتى اصبح على مستوى النظر معها. وقفز قلبها الى حالقها وتسمرت ساقاها وهي تحدق في كلب ألماني من كلاب الرعي. كان في سواده اشبه بليل بلا قمر ولا نجوم. لم تكن تلك هي التحية التي توقعتها ولم يكن ذلك هو الضيف الذي جاءت تزوره .

وعاد اليها الاطمئنان عندما ادركت ان الكلب لا يستطيع ان يتخطى البوابة . ولم يكن في نيتها ان تنظر من يكون السيد اتيان, او كيف يبدو انه سيكون .

وقررت العوده الى سانت مارتنفيل, وبينما كانت متجههة نحو سيارتها سمعت صوتا قويا يخاطب الكلب قائلا :

- بلاك اركع على الارض .




التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 19-10-15 الساعة 11:13 PM
Just Faith غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:52 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.