135- ضوء آخر النفق- روز ماري كارتر - عبير القديمة (كتابة /كاملة )

[أمل بيضون]

اعطاها جونى الثقة فى نفسها ، ولكنه اخفق فى اشعال نار الشوق فى اعماقها كما فعل دين 0 فجونى لايملك تلك الرجولة الخارقة التى يتحلى بها دين 0 لكن ليس من العدل ان تقارنهما ، هكذا فكرت روبين فى ذهنها 0
مستحيل انها وقعت فى حب دين 0 فما تعرفه عن الحب هو انه شعور موجود فى عالم العواطف ، لكنها لم تعرفه بعد بل ستجده يوما ما 0 فربما ما تشعر نحو دين ليس افتنان واعجاب بجماله الخارجى ، فهو فعلا رجل جذاب يكفى ان ينظر اليها ليجعل قلبها يخفق بسرعة جنونية 0
لكن الحب اهم من ذلك ، وما تشعر به نحو دين لايمكن ان يكون الحب الحقيقى ، بمعناه الكامل 0 صوت باطنى فى داخلها كان يهمس بأنه الحب 0 ولم تستطيع روبين اسكات هذا الصوت بل رضخت له فى النهاية اجل هى تحب دين 0 عرفت ذلك منذ وقت طويل لكنها ابت ان تستسلم لهذه الفكرة ، ربما ولد حبها له حين انقذها من المتشرد الخطير ، او ربما منذ رأته لأول مرة حين زارت مزرعة الجبل الأزرق 0 لكن مهما كانت الحقيقة فلا امل لها بالنجاة ، فالطريق مقفلة امام حبها 0 اذ سيتزوج دين كلاريسا يوما ، وعلى روبين ان تخضع لمرارة هذا الواقع وتحاول التغلب عليه 0 فالمرة القادمة حين يأتى موعد الدفع ستذهب شخصيا الى مزرعة الجبل الازرق لتواجه دين فهى لن تستطيع ان تتجنبه الى الابد 0
وفى اليوم المعين انطلقت روبين فى طريقها الى مزرعة الجبل الازرق 0 لم تلمح دين فى الحقل ، وتساءلت اين ستجده 0000 ربما فى المنزل 0 تركت فلاش فى الاسطبل واقتربت من الشرفة وهناك لمحتهما 0 كانت روبين تقترب من الخلف ولاحظت انهما يتناولان القهوة ويتحدثان 0 همت روبين بابلاغهما عن وجودها حين سمعت اسمها يذكر خلال حديثهما 0 كانت كلاريسا تخاطب دين ، فاختبأت روبين وراء الشجرة تستمع : انه يوم الدفع اليس كذلك ؟ تباعا لرقصتها معك خلال الحفلة ، ينتابنى شعور انها ستأتى شخصيا اليوم لتدفع القسط 0 وتوقفت كلاريسا قليلا ثم اطلقت ضحكة عالية واضافت ، يا مسكين 0 لااعلم ما الذى يجعلك تهتم لامر طفلة فى سن الدراسة ، باتت روبين مصدر احراج ، الا تعتقد ان على التحدث اليها ؟
وضحك دين ولم تنتظر روبين لسماع جوابه 0 بل انصرفت بصمت شديد ، تماما كما اتت ، ولم تنتبه لارتعاش جسمها الا حين اعتلت صهوة حصانها وعادت ادراجها 0 على الاقل لم يعلم دين وكلاريسا بوجودها ، فهى لن تحتمل احراجا اضافيا 0
وصلت حقل مزرعة كرانيتكوب ولمحت اخيها يقطف ثمر المانغو فنادته وسلمته المال ، ثم راقبته بحزن وهو ينطلق ناحية مزرعة الجبل الازرق 0 عادت روبين الى المنزل ، حيث ارتدت ثياب العمل وانهمكت فى احضار الماء من النهر 0 ارادت ان نسيان نفسها وتعاستها ، فيا لها من غبية لتعتقد ان مشاعرها نحو دين سرية ، لا يعلم بها احد 0 اذن يجد دين وكلاريسا ان الأمر مضحك 0 ودبرا لها لقاء مع جونى ، ارادا الهاء الفتاة الصغيرة بدمية جديدة 0 اللعنة عليهما 000 والتهمها غضب شديد 0 لكن الغضب شعور يمكنها تحمله بينما لا تقوى على تحمل اى شخص يهزأ منها ويضحك على تصرفتها0
ستجد طريقة لتبرهن لدين انها ليست طفلة ولن تسمح له بان يهزأ منها ابدا بعد الآن 0

[maabazar]

شكرا جزيلا .... ممكن اعرف طريقة تنزيل الرواية كاملة؟

[أمل بيضون]

8-وغربت السعادة 0000

دفنت روبين نفسها فى عملها 0 كانت تستيقظ قبل شروق الشمس وتذهب الى فراشها بعد ان ينام الجميع 0 فبعد سماعها كلمات كلاريسا الجارجة التى تبعتها ضحكة دين الساخرة ، كرست روبين وقتها بكامله للعمل 0 ولم تسمح لنفسها بالراحة الا حين يزورها جونى 0 كان يأتى فة عطلة الاسبوع فقط اذ يصعب عليهزيارتها خلال الاسبوع بسبب ضيق الوقت 0 اصطحبها مرارا الى دار السينما ليلة السبت ، وصادفا مرتين دين وكلاريسا 0 اظهرت لهما كلاريسا لطفا عارما مطلقة تعابير اطراء على نجاح علاقتهما وكيف انهما يشكلان ثنائيا رائعا 0 استجابت لها روبين بابتسامة صفراء مظهرة انها وجونى من اعز الاصحاب 0 فروبين حريصة على كتم حقيقة شعورها تجاة دين الذى لم يزل صامدا لا يتغير 0 لكن دين لم يزل مصرا على التظاهر بالغموض وفى كل مرة قابل فيها روبين ، بقيت ملامح وجهه جامدة مجردة من اى تعبير 0 ربما انه لا يبالى ، هكذا فكرت روبين بذهنها 0
جلست روبين تعد حسابات الشهر الذى انتهى وفوجئت بأن انتاج المزرعة ، اورد مبلغا محترما من المال 0 اذ كان لديها ما يكفى لدفع قسط الرهن ، واعادة الماء الى المزرعة 0 لم تصدق روبين عينيها ، اطلقت هتافا عاليا جعل آنا تسرع من المطبخ لتستفهم عما يجرى ، فبشرتها روبين بالخبر وشرعتا ترقصان من الفرح 0 انضم اليهما ميكى وتيموثى 0 ثم اسرعت روبين الى الهاتف واتصلت بجونى واخبرته،ثم سألته عن موعد زيارته الى المدينة واخبرها انه ينوى الذهاب فى الغد ويسره اصطحابها0
وفى اليوم التالى ، وبعد ان انهت عملها ، استعدت روبين ليوم من اسعد الايام التى عرفتها منذ وفاة والديها 0 احست بنشوة الانتصار وكأنها حققت معجزة 0 وعادت الى ذهنها ذكرى العمل الشاق الذى قامت به يوما بعد يوم ، لسقى الزرع وكسب عيشها وعيش اسرتها 0 فاليوم اجمل يوم مر عليها منذ زمن 0 ارتدت الفستان الزهرى الذى سبق ان ارتدته فى الحفلة وسرحت شعرها 0 وظهر فى عينيها الخضراوين بريق من السعادة 0 فكل شئ حولها يوحى بالفرح شئ واحد فقط ينغص تفكيرها 0000 لا لن تدعه يحطم غبطة هذا اليوم ، فبالنسبة الى روبين المستقبل اهم وهو يبتسم لها الآن 0 رأت مزرعة كرانيتكوب تزدهر من جديد باشجار الليمون ، وتخيلت لون العشب الأخضر الخصب الذى سيعم ارجاء المزرعة مالا اكثر 0 وذلك يعنى ان آنا وتيموثى وميكى سيمكنهم ان يفكروا جديا بمستقبلهم ، وما يحلمون بتحقيقه ، اما هى ! فلا تعلم مصيرها بعد 0 انها تحب كرانيتكوب وخاصة الآن ، اذ تعلقت بها اكثر من اى وقت مضى ، فقد اعطت كل ما لديها من تضحية لانقاذ المزرعة من التلف الكامل 0 والآن عاد الأمل ، فبامكانها تحويل ارض ذابلة جافة الى حقل غنى بالزرع 0 لكن هل سيسعدها انفرادها بالمزرعة بعد ان يرحل الجميع ؟ لا 0000 لم تحسب ان يكون مستقبلها قاتما لهذا الحد 0 كانت تفكر بدين ، فهو ينجح دائما بالتسلل الى افكارها لكن عليها صده ولن تسمح لنفسها بفقدان فرح هذا النهار 0
سمعت صوت سيارة جونى فأسرعت الى الخارج لتقابله 0
-تبدين فاتنة 0
برقت عيناه وبدت ابتسامة على وجهه 0
-شكرا جونى فانا اسعد انسانة اليوم 0

[أمل بيضون]

انطلقا معا نحو المدينة 0 اوقف جونى سيارته فى ناحية من الشارع الرئيسى مخصصة لوقوف السيارات 0 وبعد ان اتفقا على التقابل قرب السيارة بعد انتهائهما من عملهما ، انطلقا كل واحد فى سبيله 0 اسرعت روبين الى مركز البلدية ، حيث قدمت طلبا لاعادة الماء الى المزرعة ودفعت المال المطلوب 0 وحال انتهائها خرجت وهى فى نشوة من الفرح 0 اوقفها صوت مألوف انتفض له قلبها 0 انه صوت دين مورناى يناديها ، فالتفتت ناحية الصوت وقد شحب لونها فابتسم دين قائلا : ما بالك ؟ ارأيت شبحا ؟ تسارعت الكلمات الى شفتيها ثم قالت : لا ابدا 0 لاشى فيه يوحى بانه شبح ، بل انه حقيقى بقامته الطويلة وكتفيه العريضتين ، وعينيه المفعمتين بالحياة وشعره الاسود : اذاهبة الى مكان معين ؟
-لا 000 اعنى نعم 000
كم تمنت لو انها لم ترتبك 0
-حسبت انك قصدت المدينة فى مهمة خاصة اليوم ، تبدين ساحرة 0
-شكرا دين 0 انت على صواب ، انى فى مهمة خاصة 0
وابتسمت بطريقة فاتنة مغرية فقال دين : اين تعلمت هذه الابتسامة ؟ تعالى اخبرينى عن تفاصيل مهمتك خلال تناولنا طعام الغداء معا 0
ترددت روبين قليلا اذ تذكرت سخريته منها خلال حديثه لكلاريسا ، وارادت رفض دعوته لكن جزءا آخر منها كان يدفعها للقبول بقوة ، جعلتها تنسى حقدها عليه ، فسعادتها اليوم تغطى على اى شعور اخر 0
كان المطعم قرب المكان الذى اوقف فيه جونى سيارته مما يعنى ان روبين لن تضطر الى المشى مسافة طويلة بعد الغداء للقاء جونى 0
لم تقصد روبين هذا المطعم من قبل ابدا 0 ادهشها اناقة المكان وحسن الذوق فى الاثاث ، انه بلا شك باهظ الثمن 0 اختار دين طاولة فى زاوية منعزلة 0
بادرته روبين الحديث قائلة : انك لطيف اليوم على نحو استثنائى 0
ضحك دين واجاب : انه ثوبك الجميل الذى يجعلنى اعاملك بلطف 0
-المطعم هنا فى غاية الجمال 0 اتحضر كلاريسا اليه خلال وجودكما فى المدينة ؟
تجهم وجهه وضاقت عيناه ثم اجاب : احيانا 0
ثم ظهرت ابتسامة ساخرة على وجهه واضاف : اتمانعين ؟
-لا ابدا 0
-لنتكلم عن موضوع اهم اذن 0 لماذا اتيت اليوم الى المدينة ؟
-ساخبرك بعد الغذاء 0
وقام دين باختيار اطباق الطعام وكانت جميعها لذيذة وشهية ، ثم نظر الى روبين وقال متفحصا وجهها البهى : كبرت بسرعة يا روبين الصغيرة 0
كم تكرة هذه العبارة لكنها اليوم لم تمانع لسماعها بل احتفظت بابتسامة على وجهها ، مما اسعد دين وهم باختيار شراب مرطب لكليهما 0

[أمل بيضون]

راحت عينا روبين تتفحصانه ، تنقل نظرها فوق وجهه الاسمر الفاتن وحاجبيه السوداوين بشعرهما الكثيف ، وعينيه الرماديتين الغامضتين متذكرة عطاءه الدافق السخى ، وعناقه الذى لم ولن تنساه ابدا 0 وادركت روبين بفخر واعتزاز انها برفقة اجمل رجل موجود فى القاعة 0 عادت الى ذهنها حقيقة شعورها نحوه 0 فهى تحبه كما لم تحب اى رجل آخر فى حياتها 0 فهو اول رجل ايقظ فيها شوقا لأن تكون امرأة بكل ما فى الكلمة من معنى ، وستحبه الى الابد حتى لو تزوج كلاريسا يوما 0 فذلك لن يقضى على حبها له ، ولن تستطيع ان تتزوج احدا غيره 0
مستحيل ان تقبل مشاركة حياة رجل آخر فى حين انها تحب دين ولا ينبض قلبها الا لأجله 0
وصل الطعام وشرعت روبين تتناوله بشهية 0 لاحظت ان دين كان بطئ فى الاكل واعتقدت انه ربما لا يشعر بالجوع ، التقى نظرهما مرارا 0 كانت تبدو فى عينيه نظرة غريبة فشلت روبين فى حل لغزها 0 وبعد انتهائهما من الأكل اتى الخادم لاخلاء الطاولة 0
فبادرها دين : حسنا يا آنستى ، اخبرينى الآن ، ما هو سبب زيارتك للمدينة اليوم ؟
امتدت يده تلمس يدها بنعومة ولطف ، واحنت روبين رأسها بخجل مترددة بافشاء سرها 0 -روبين ما زلت انتظر ردا على سؤالى 0
-ولكن 0000
عجزت روبين عن فهم السبب وراء ترددها لاخباره 0 ربما لأنها ليست واثقة من ردة فعله 0 لكنها جمعت شجاعتها وقالت : قدمت طلبا اليوم لاعادة الماء الى المزرعة 0
لم يجب 0 سحب يده عن يدها وجمدت شفاه 0 اعتقدت روبين لبرهة انه لم يسمعها 0 ثم نظرت اليه بذعر 0 كانت تعتقد ان الخبر يسعده 0 فصاحت قائلة : الم يسعدك هذا الخبر ؟
-تحكمين على قبل ان اتفوه باى كلمة 0
اغرقت عينا روبين بالدموع وكبتت تنهيدة من الألم والحسرة ثم قالت : لكن لماذا لا تعبر عن سعادتك لسماع هذا الخبر ؟
-لأنى اراك تورطين نفسك فى مأزق بعد مأزق 0
-ماذا تحاول ان تقول ؟
-روبين كفى عن الصياح الا اذا كنت تريدين من الموجودين فى هذه القاعة ان يستمعون اليك 0
-دعهم يستمعون اذا وجدوا الحديث مشوقا 0 اريدك ان تشرح لى ما عنيت بقولك 0
-قلت لك من قبل ما اعتقد عن حياتك فى كرانيتكوب 0
كان صوته هادئا ، متزنا فأجابت روبين : اتعنى اننا شلة اطفال لا يدركون ما يفعلون 0
-لا افكر انكم انجزتم عملا ضخما لم اعتقد انكم تقدرون عليه 0
-اذن ؟
-لكنكم ما زلتم صغارا 0 اتعتقدين ان اعادة الماء الى المزرعة سيحل جميع همومكم ؟ لا 000 فقريبا او بعيدا سترضخين لحقيقة الأمر ، وهو عجزك عن الاعتناء بالمزرعة كما يجب 0
-كنت اعتقد انك تدرك حقيقة الوضع الذى انا فيه 0
-بكل تأكيد 0
اذن تعلم جيدا ان على الاحتفاظ بالمزرعة ، والا سأتشرد انا واسرتى 0
-عرضت عليك سابقا ان تأتى واسرتك للعيش معى ، وما زال العرض سارى المفعول 0
نظرت اليه بذعر 0 كيف لها ان تعيش فى مزرعة الجبل الازرق فى ظل احسان السيد مورناى ؟ مما يعنى انها ستضطر لاظهار الامتنان باستمرار! وكيف لها ان تعيش تحت سقف واحد برفقة كلاريسا ؟ وكرانيتكوب ماذا سيحل بها ؟ وقال دين مورناى وكأنه قرأ افكارها : طبعا 0 ما زلت اريد شراء مزرعة كرانيتكوب 0
-وبسعر رخيص جدا كما اعتقد 0

[أمل بيضون]

-سأدفع لك الثمن الذى تستحقه المزرعة 0
- قلت لى مرة انك رجل اعمال 0000
كان صوتها مرتبطا وعيناها دامعتين 0 كانت تعتقد ان هذا اليوم من اسعد ايامها وانها ستتذكره طالما هى على قيد الحياة 0
ربما لن تنسى هذا اليوم ، لكن ليس لأجل الفرح الذى وهبها ، بل لأنها اكتشفت دين مورناى على حقيقته ، وادركت انها فقدت آخر انسان وثقت به 0 كان يراقبها بدهشة وكأنه يدرك الصراع الذى يمزق افكارها فقال : صحيح انى رجل اعمال لكن 0000
-وترى اننى واسرتى شلة اطفال يمكنك الاحتيال عليهم 0
-روبين كفاك هراء 0
-اقول ما اشاء فمنذ البداية وانت تعاملنا كأطفال ، خاصة انا ، لأننى كنت على اتصال معك بين الحين والآخر 0 اعتبرتنى الغبية الكبيرى 0( روبين الصغيرة ) 0 كم امقتك حين تنادينى بهذه العبارة 0 لاشك انك وسيدتك شاركتما لحظات مزح وضحك كلما تحدثتما عنى 0
وتدفقت الكلمات من فمها بسرعة وغضب بينما دين يراقبها بصمت وهدوء وقال : اذن كنت تستمعين الى حديثنا !
-طبعا 0
واطلق ضحكة ساخرة ثم اجاب : الا تعلمين ان من يتصنت لحديث الاخرين ، لا سيما ان ما سيسمعه عن نفسه لن يكون مسرا 0
-ربما 0 لكن من الافضل ايضا معرفة الحقيقة 0
-اخبرينى يا روبين هل استمعت لما قلته انا لكلاريسا ؟
-لا 0 لم احتج لسماع جوابك 0
وقفت روبين حين اقترب الخادم ليقدم القهوة لكن روبين ادارت ظهرها وهمت بالرحيل فناداها دين قائلا : روبين لم تتناولى قهوتك 0
-اشربها بمفردك 0
وخرجت من المطعم ولم تنظر خلفها ابدا ، كانت تخشى ان تكون نظرة دين ساخرة لا مبالية فلن تحتملها ، ولم ترغب بأن يرى الدموع التى فاضت من عينيها 0
كان جونى ينتظرها قرب السيارة وحين رآها تقترب هرع نحوها قائلا : روبين ما بالك ؟ هل انت بخير ؟
-نعم هيا بنا لنرحل 0
-حسنا 0
وتوجها الى السيارة وحين جلست روبين القت نظرة سريعة ناحية المطعم ، ورأت دين يخرج منه وينظر حوله عابسا ثم رآها برفقة جونى وشرع يقترب منهما ، حين وضعت روبين ذراعها فوق كتف جونى وقالت : جونى عانقنى بسرعة 0
-ماذا ؟ هنا ؟
-نعم 0
-حسنا كما تريدين 0

[أمل بيضون]

وجذبها جونى نحوه وعانقها 0 تصنعت روبين السرور ، ولمحت دين واقفا امام السيارة ينظر اليهما بسخط ، فرفعت رأسها نحوه وقالت : انك تزعجنا 0
-لم اعلم انك تستمتعين بالعناق علنا 0
وادار ظهره ورحل 0 سألها جونى والدهشة تغمره : ما معنى كل هذا ؟
-لا شئ يدعو للقلق 0
فحاول جونى معانقتها من جديد لكنها صدته قائلة : لا ارجوك 0
-طلبت منى معانقتك لا حراج السيد مورناى ؟
-لا جونى 0 انك لا تعلم تفاصيل الحادثة 0
-صحيح 0 لنذهب اذن ونتناول شرابا مرطبا ونتحدث بهدوء 0
آخر ما كانت تريده روبين هو الذهاب برفقة جونى للتحدث 0 ارادت العودة الى المنزل والاختلاء بنفسها 0 ندمت على تصرفها نحو جونى الذى استعانت به مؤقتا لتثير غضب دين مورناى 0 فجونى لا يستحق هذه المعاملة ابتسمت له وقالت : حسنا لنذهب سيسعدنى ذلك 0
فوصلا الى مقهى صغيرة تغص بالتلامذه وصادفت روبين العديد من زملائها الذين عرفتهم منذ ايام الدراسة 0 كان من المتوقع ان تسعد روبين لرؤيتهم من جديد ، لكن لسبب ما غادرتها سعادتها ، وحاولت بيأس ان تتظاهر بالفرح 0 كم ارادت ان تختلى بنفسها وان تبتعد عن هذا الحشد ، فحاولت لفت نظر جونى اليها عله يصطحبها الى المنزل ، فرأته منهمكا بالتحدث الى حسنا شقراء يبدو انه متمتع برفقتها ، وحين التقى نظره بنظر روبين اشارت له روبين عن رغبتها بالرحيل فاستأذن من صديقته على مضض 0
تساءلت روبين عما اذا كان جونى يحاول مبادلتها معاملتها له بالمثل 0
كم كانت غبية حين اعتقدت ان هذا اليوم سيكون اسعد يوم مر عليها منذ اشهر عديدة 0 فمنذ ان التقت بدين عند الظهر تغير كل شئ وانقلب حظها رأسا على عقب 0 يبدو ان حياتها الآن تعقدت من جديد وهذه المرة بشكل مختلف 0

[بنوته عراقيه]

مشكوره يالغاليه ..بانتظار التكمله

[جورجينا]

سلمت ايديكي

[ЄҺểểяΨ]

مشكورة ياعمري

بانتظارك