آخر 10 مشاركات
ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          503 - الحب يصنع المعجزات - ميرندا لى - ق.ع.د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          نبض قلبي/للكاتبة دانة الحمادي (الكاتـب : اريجو - )           »          لعنتي جنون عشقك *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          318 - أحلام علي صخرة الماضي - سوزان ستيفنز (الكاتـب : عنووود - )           »          399 - خفقات في زمن ضائع - ديانا هاميلتون ( تصوير جديد ) (الكاتـب : marmoria5555 - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree28Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-01-19, 11:47 PM   #1

latifa kar

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 371585
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » latifa kar is on a distinguished road
افتراضي واهتدت روحي إليك *مميزة ومكتملة*





السلام عليكم
هذه أول رواية لي على منتدى روايتي

واهتدت روحي إليك رواية بقلمي لطيفة قرناوط

الغلاف إهداء من وحي الأعضاء




الرواية نزلت ورقي يعني أنها مكتوبة وجاهزة وإن شاء الله مش رح يكون تأخير في تنزيل الفصول بإذن الله
فقط أني ربما سأتأخر في الرد عن التعليقات (إذا وجدت ) لأني لا أجيد التعامل بعد مع المنتدى يعني رجاءً اصبروا عليا حتى نتعلم
الرواية ليست حصرية للمنتدى لكنني أمنع نشرها في مكان آخر بدون أخذ تصريح صريح مني أنا كاتبتها

مواعيد تنزيل الفصول كل يوم ثلاثاء و جمعة

يوم الثلاثاء الساعة 22:00 (العاشرة مساءً) بتوقيت الجزائر، 00:00 (الثانية عشر) بتوقيت السعودية

ويوم الجمعة الساعة 20:30 (الثامنة و النصف) بتوقيت الجزائر 22:30 (العاشرة و النصف) بتوقيت السعودية



روابط الفصول

المقدمة والفصل الأول ... بالأسفل
الفصل الثاني
الفصل الثالث والرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الأخير والخاتمة




التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 16-03-19 الساعة 12:17 AM
latifa kar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-01-19, 12:59 AM   #2

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي


اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 06:55 PM   #3

latifa kar

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 371585
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » latifa kar is on a distinguished road
افتراضي

شكرا لك سأفعل بإذن الله

latifa kar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 09:00 PM   #4

بوفارديا

نجم روايتي و كنزسراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرةوقاصة هالوين وشاعرة متألقة بالمنتدى الأدبي

 
الصورة الرمزية بوفارديا

? العضوٌ??? » 422882
?  التسِجيلٌ » Apr 2018
? مشَارَ?اتْي » 1,592
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » بوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond reputeبوفارديا has a reputation beyond repute
¬» قناتك NGA
?? ??? ~
_سلاماً على الذين إن خاننا التعبير لم يخُنهُم الفهم ،وإذا أفسدنا مفرداتنا أصلحُوا نواياهُم🧡☺
افتراضي

السلام عليكم
موفقه ان شاء الله واهلا بك بيننا في المنتدى
لك مني خالص تحياتي


بوفارديا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-01-19, 09:02 PM   #5

رغيد

? العضوٌ??? » 206051
?  التسِجيلٌ » Oct 2011
? مشَارَ?اتْي » 135
?  نُقآطِيْ » رغيد is on a distinguished road
افتراضي

الف مبروك لطيفة بداية التنزيل .. بإذن الله تنال الرواية النجاح... خالص تهنئتي

رغيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-19, 12:00 AM   #6

latifa kar

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 371585
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » latifa kar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هدوئي حياتي مشاهدة المشاركة
السلام عليكم
موفقه ان شاء الله واهلا بك بيننا في المنتدى
لك مني خالص تحياتي
وعليكم السلام ورحمة اله وبركاته شكرا عزيزتي ربي يعزك


latifa kar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-19, 12:02 AM   #7

latifa kar

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 371585
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » latifa kar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قصص من وحي الاعضاء مشاهدة المشاركة

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html

واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا73, rola2065 ، رغيدا ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء


شكرا على الترحيب سأفعل بإذن الله


latifa kar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-19, 12:04 AM   #8

latifa kar

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 371585
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » latifa kar is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رغيد مشاهدة المشاركة
الف مبروك لطيفة بداية التنزيل .. بإذن الله تنال الرواية النجاح... خالص تهنئتي
شكرا رغيدا الله يبارك فيك وشكرا جزيلا حبيبتي على مساعدتك


latifa kar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-19, 11:59 PM   #9

latifa kar

كاتبة قسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 371585
?  التسِجيلٌ » May 2016
? مشَارَ?اتْي » 446
?  نُقآطِيْ » latifa kar is on a distinguished road
افتراضي الفصل الأول: واهتدت روحي إليك رواية بقلمي لطيفة قرناوط



إهـــــــــــــــــــــــ ــــــــداء

أولا و دائما لوالدتي التي تنير دروب دنياي ، لامرأة كانت و مازالت سراجا في ظلمة الحياة و قلبا دافئا في وسط برودة عالمنا ، إليك دائما و أبدا أهدي حروفي و كلماتي .
إلى والدي الذي سأبقى دائما و أبدا مدينة له بحروف أبجديتي
إلى أشقائي و شقيقاتي ، عائلتي و سندي في الحياة
لكل من دعمني حتى بكلمة و لكل من لم يدعمني حتى بدون أية كلمة ، فمن منحني كلمة منحني قوة الاستمرار و من حرمنيها منحني قوة التحدي و الثبات
لكل من آمن بقلمي و شجعني على المضي قدما في عالم الكتابة
لصديقات في عالم افتراضي ، شجعنني و هنّ يقنعنني بتميز حروفي
إلى عائلتي صغيرها و كبيرها ، إلى كل من يعرفني
إلى أدراجي التي مازالت تحمل الكثير من بوحي الذي لم يطلع عليه أحد و لم يؤمن به أحد سواي
إلى تلك التي ظلت تكتب و تكتب دون أن تمل أو تيأس على أمل أن ترى أحرفها النور يوما ... إلى نفسي المثابرة التي رفضت الاستسلام لليأس
إلى كل من قرأ أو سيقرأ يوما حرفا من أحرفي
أهدي روايتي هذه التي تحمل في طياتها واقعا مؤلما و أملا مفرحا

مـــقـــــدمــــة

الحياة رحلة طويلة أهم ما يميزها وجود من يهون مُرها بجانبنا ويشاركنا أفراحها حتى نتذوقها ونتلذذ بها، أحيانا تضع الحياة الفرح أمام عينيك، لكنك تتركه مكابرا وتسعى للبحث عن فرح لا يخصك.
مفاهيم خاطئة تعلمناها في دنيانا تجعلنا نترك الحلال البين ظنا أن الحب لا يكون إلا إذا اصطادنا، بينما الواقع أنه يمكن أن يأتيك بسيطا سهلا، لكنك ترفضه لأنك ترفض أن تفتح عينيك لتراه، ترفض أن تفتح له أبوابك الموصدة، وكأنك تطرده، وعندما تفقده تدرك فداحة خطئك وعظم خسارتك، فهل ستمهلك الأقدار وتعطيك فرصة استعادته، أم أن الوقت يكون قد فات وقد تسرب هو من بين أيامك.
هي أقدار نعيشها، ربما لا نفهمها في البداية لكنها لم توضع عبثا لأننا لم نخلق عبثا، هي أخطاؤنا ندفع ثمنها لنطهرها أو ربما لتطهرنا هي.

.........................

الفصل الأول:
سيارة حمراء فخمة بسطح مفتوح تقطع الطريق مسرعة غير عابئة بمن حولها، توحي للرائي بثراء راكباتها ولامبالاتهن، بها أربع فتيات تتطاير شعورهن في الهواء وكذلك ضحكاتهن التي امتزجت بموسيقى تكاد تكون صاخبة، يظن من يراهن أن السعادة المرسومة على وجوههن دليل سعادتهن، والظن غالب أن المال يصنع السعادة دائما وكذلك الجمال، دون أن يدرك أن المظاهر غالبا ما تكون خادعة وأن القلوب قد تحمل هموما كبيرة والأقدار قد تخبئ أوجاعا يمكن أن تكون قاتلة، وأنه لا المال وحده ولا الجمال يمكن أن يصنع السعادة.
أشار الشرطي للسيارة بالوقوف جانبا، نزل من دراجته النارية وطلب وثائق السيارة التي شرع في تفحصها وهو يقول:
ـ أهذه سيارتك ؟
ـ طبعا، أتظن مثلا أني سرقتها، الوثائق عليها اسمي وصورتي "سلمى كاميلي"
نظر الشرطي نظرة حادة إلى الفتاة وهو يقول:
ـ وتتحاذقين أيضا، يبدو أنك لا تقدرين حتى أنك أخطئت، لقد تجاوزت إشارة المرور بدون توقف
ـ وإن يكن، الطريق فارغة والسيارات جُعلت لنسرع بها عندما نكون متأخرين
ـ حقا؟ إنها معلومة جديدة
إبتسمت سلمى ابتسامة مصطنعة وهي ترد:
ـ فقد تعلمت شيئا جديدا اليوم
نظر إليها الشرطي شزرا، بينما ضربت ياسمين سلمى بقبضة يدها في أسفل خصرها كإشارة تنبيه واعتراض، وكانت أحلام ونادية في الخلف تتهامسان، فبينما كانت نادية تؤكد أن الشرطي سيسحب رخصتها، كانت تطمئنها أحلام أن والدها سيسترجعها بلا مشاكل.
عندما سمعتا صوت سلمى من جديد:
ـ إسمع، ما عليك إلا أن تحرر لي مخالفة، ستكون بذلك قد أديت عملك وأكون أنا قد ساهمت في إدخال مال للخزينة، هذا سيرضي الجميع
حدق الشرطي في وجه سلمى يرى استهتارها ثم سألها:
أنت ابنة كاميلي، صاحب شركات كاميلي
ـ أجل هي أنا
ـ تعرفين، لطالما احترمت والدك لأنه رجل نزيه، لكن احترامي له قلَّ لأنه ربى ابنة مثلك
استشاطت سلمى غضبا وهي تسمع هذا الكلام بينما علا صوتها:
ـ أنت تتجاوز حدودك، ألا تعرف مع من تتحدث؟
بينما كان الشرطي في غاية الهدوء وهو يسلمها وثائقها ومخالفتها ويخبرها أن رخصة قيادتها ستبقى محجوزة في مركز الشرطة، ثم ركب على دراجته النارية وانطلق
ـ لكن من يظن نفسه هذا الأحمق ليتحدث عن والدي هكذا
ـ جاءها صوت ياسمين محاولة تخفيف الوضع:
ـ دعك منه يا سلمى فقد انصرف
ـ الجبان، كان عليه أن ينتظر حتى أريه ما سيفعله والدي به
أحست نادية أن وجه سلمى تغير لونه وملامحه وأن ما قاله الشرطي سيفسد نزهتهن
ـ لا تدعيه يفسد يومنا يا سلمى، هيا انطلقي
ـ لقد أفقدني صوابي، لم أعد أرغب في الذهاب إلى أي مكان
تدخلت أحلام في الحديث:
ـ أرجوك يا سلمى لا تدعيه يفعل بك ذلك
ـ لا، سأوصلكن وأعود إلى البيت، لم أعد أرغب في الخروج
لم تأتِ احتجاجات الفتيات بأية نتيجة ولم تستطعن إقناع سلمى بالبقاء معهن.

عندما وصلت سلمى إلى البيت، وجدت كلبتها من نوع الإسبتز "راشتا " في استقبالها عند الباب، ما إن رأتها حتى أسرعت إليها وقفزت بين ذراعيها، أخذت سلمى في مداعبة فروتها الكثيفة والطويلة، ثم بدأت "راشتا " تلعق كف سلمى محاولة الوصول إلى وجهها وسلمى تمنعها
ـ لا يا راشتا، كفي عن ذلك، لست بمزاج حسن للعب معك الآن
لكن الكلبة واصلت في الإلحاح مما أثار غضب سلمى التي صرخت في وجهها:
ـ قلت كفى يا راشتا
توقفت الكلبة فجأة وقفزت إلى الأرض منكمشة تصدر صوتا يشبه الأنين
كانت سلمى تعرف هذه الوضعية جيدا وتفهم أن " راشتا " قد غضبت، نظرت إليها ثم ابتسمت، جلست على الأرض أمامها وهي تقول :
ـ حسنا تعالي إلى هنا
قفزت " راشتا " بين ذراعي سلمى حتى أرجعتها إلى الوراء مسقطة إياها على ظهرها تلعق وجهها، بينما تضحك سلمى وهي تقول :
ـ أنت مخادعة، توقفي الآن هيا توقفي
وقفت سلمى أخيرا موجهة كلامها لراشتا
ـ ابقي هنا، لا تصعدي إلى فوق، فهمت؟
انصاعت " راشتا " للأمر وتمددت مكانها، بينما اتجهت سلمى إلى الدرج المؤدي إلى الطابق الثاني من الفيلا، طرقت باب إحدى الغرف وفتحته ثم دخلت مسرعة وارتمت في حضن والدتها وهي تقول :
ـ ماما حبيبتي لقد اشتقت إليك
ـ يا لك من مخادعة، هل اشتقت إليّ في أقل من ساعة
رفعت سلمى رأسها تنظر إلى والدتها وهي تبتسم
ـ يا إلهي ألم تشتاقي أنت إليّ، لقد أخبرتني دائما أن الأم تشتاق إلى طفلها حتى وهي تراه
ضحكت الحاجة زكية وهي ترى شقاوة ابنتها ومكرها :
ـ هذا عن اشتياق الأم، نحن نتحدث عن اشتياقك أنت الآن
ـ فلنقل أني أعتبرك ابنتي، لذلك أشتاق إليك
ضحكت الحاجة زكية مرة أخرى وهي تقرص وجنتيّ سلمى بخفة
ـ أنت ماكرة، لا أستطيع أن أغلبك أبدا في الحديث
انفرجت شفتا سلمى عن ابتسامة عريضة، استدارت ووضعت رأسها على صدر والدتها ثم أخذت يد والدتها تحتضنها بين كفيها ووالدتها تسألها عن سبب عودتها باكرا
ـ أنا متعبة يا ماما
ـ لماذا يا حبيبتي ما بك ؟
أطلقت سلمى زفيرا طويلا ثم قالت:
ـ لقد مللت حياتي كلها
وضعت أم سلمى يدها الثانية على شعر ابنتها وأخذت تلامسه وتداعبه وهي تقول مشفقة عليها من هذه الحالة التي هي عليها منذ تخرجها من الجامعة :
ـ ولماذا يا حبيبتي، أنت فتاة شابة، جميلة ولديك أصدقاء كثيرون تقضين وقتك معهم وتستمتعين بالحياة، ما الذي ينقصك ؟
ـ كل يوم أرى نفس الأصدقاء ونذهب إلى نفس الأماكن ونتحدث في نفس المواضيع، لقد سئمت كل هذا
ـ وما الذي تريدين فعله غير هذا ؟
ـ لا أعرف، المشكلة أنني لا أعرف
أحست الحاجة زكية بأن هذا قد يكون وقتا مناسبا لتفاتحها في الموضوع الذي كانت تنوي الحديث فيه معها هذا المساء
ـ ولم لا تتزوجين ؟ ستتغير حياتك عندما يصبح لك زوجا وأطفالا، ليس هناك شيء في الدنيا يضاهي إحساس المرأة بحب زوجها وبأمومتها
فجأة تركت سلمى يد أمها، عدلت جلستها وهي تنظر إلى والدتها
ـ حب زوجها، أليس مهما للمرأة أن تحب هي أيضا زوجها
ـ بلى يا حبيبتي، إذا كانت تحس بحب زوجها فستحبه هي أيضا
ـ يبدو أنه لم يعد هناك في هذا الزمن رجل يستحق الحب
ـ لماذا تقولين هذا حبيبتي هناك الكثير من الشبان الملتزمين، مثل سمير، ما رأيك بسمير ؟
سألت سلمى في تعجب وقد اشتمت رائحة المؤامرة التي تحاك ضدها :
ـ ومن سمير هذا؟
ـ سمير ابن الحاج سيد علي، صديق والدك
ـ آه وما به سمير
ـ يا بنيتي لقد فاتح والده والدك في أمر زواجكما و ...
قاطعتها سلمى متذمرة :
ـ ولم يجد هو الجرأة ليفاتحني
ـ البيوت تدخل من أبوابها يا صغيرتي وإن كان قد فاتح والده والدك، فهذا يثبت حسن نيته وسلوكه
ـ لكنني لا أعرفه ولا أحبه
ـ الحب يأتي بعد الزواج عزيزتي
ـ لا ماما، كان ذلك في زمانكم، لا يمكن أن أتزوج رجلا لا أحبه، كما أنك تعلمين أن كل أبناء أصدقاء والدي هؤلاء، يريدون الزواج بي من أجل مال أبي
ـ يا بنيتي والد سمير رجل غني أيضا
أجل وأنا فرصته في مضاعفة ماله، ثم ماذا يعرف سمير هذا عني حتى يخطبني، بالكاد رآني مرتين أو ثلاث
ـ هذه المرات كانت كافية ليعجب بك، ثم أن هناك شيء اسمه الخطبة وستتعرفان فيها على بعضكما
ـ آها، إذن سأكون حقل تجارب لمن يريد أن يتنازل ليتزوجني
ـ ليس الأمر كذلك يا عمري، الخطبة شرع الله وهي لك وله، أنت أيضا ستقررين خلالها إذا كنت ستكملين معه أم لا
ـ ماما حبيبتي، أنت تعلمين أني أحبك جدا ولكن لن أتزوج من سمير هذا ولا من أي عريس يأتي به والدي
ـ والدك لم يأت بأحد، هم من يخطبونك لأنك تعجبينهم
ـ ماما، عندما أعجب أحدا لا يكون من معارف والدي وتكون له الجرأة الكافية ليسألني رأيي قبل أن يسأل والدي، حينها سأتزوجه لا تقلقي أنت واطمئني، وضعت قبلة على خد أمها واستدارت مرة أخرى لتحتمي بحضن والدتها مما يؤرقها.
.............................

داخل شركة مالكي وابنه، كانت السكرتيرة تطرق باب رئيسها، صاحب الشركة، فتحت الباب لتعلن أن السيد كاميلي يستأذن للدخول، وقف الرجل متجها إلى الباب وهو يخبرها أن صديقه لا يحتاج إلى الاستئذان، دخل سليمان وهو يرد:
ـ ليس الذنب ذنبها يا صالح، لقد أخبرتني بذلك لكن أنا من أصريت عليها
تعانق الرجلان وكل يربت على كتف الآخر ثم جلسا، يتبادلان الحديث والأخبار
ـ كيف حالك يا سليمان لقد اشتقنا إليك
ـ وأنا أيضا والله لكنك تعرف الأعمال وكيف حالك أنت؟
ـ نحمد الله على ما نحن فيه وكيف العائلة
ـ والله يا أخي تلك البنت تكاد تفقدني صوابي
ـ سلمى؟ ما الذي فعلته بك تلك الشقية ؟
ـ المشكلة أنها لا تفعل شيئا، مذ تخرجت من الجامعة وهي تائهة، تمضي أغلب الوقت خارج المنزل مع أصدقائها ولا تريد العمل معي، كما أنها ترفض كل خاطب يتقدم لها
ـ يا أخي إنها لا تزال صغيرة لم القلق؟
ـ عمرها خمس وعشرون سنة يا صالح، كما أني إذا عشت لها اليوم، فمن يضمن أن أعيش لها غدا
ـ أطال الله في عمرك يا رجل، أنت لا تزال بصحتك
ـ دعك من هذا يا صديقي، هذا عندما نريد أن نكذب على أنفسنا، أنت تعلم أني أعاني من ارتفاع الضغط والسكر، أنا وأمها لم ننجبها إلا في عمر متقدم ولم ننجب سواها، إذا ما حدث لي شيء فأنا سأتركهما وحيدتان في هذه الدنيا، مع شركاتي وكل هذا المال الذي لا تعرفان عنه شيئا، كيف ستتصرفان، لقد كلَّ لساني وأنا أطلب منها العمل معي لكي تفهم أمور الشغل وتتدبر أمرها بعدي، لكنها في كل مرة تتهرب من الأمر وكأن هذا المال لا يخصها
ـ أنت تتحمل جزءًا من المسؤولية يا سليمان فقد أفرطت في تدليلها ولطالما حذرتك من ذلك
ـ أعلم ذلك يا أخي لكنني أردتها أن تتمتع بالحياة، وما دام الله وهبني فلم أحرمها
ـ أنا لم أقل لك يوما أن تحرمها، وإنما أن تشعرها بنوع من المسؤولية وبتقدير ما لديها، أنظر إلى ابني محمد، رغم أن والدته توفيت وتركته لي صغيرا، إلا أنني كنت حريصا على تعليمه منذ صغره أن يتعب من أجل الحصول على ما يريده، أنت تعلم أن مالي كله سيعود إليه في النهاية، لكنني لا أريد أن يضيعه باستهتار أو لا مبالاة.
ـ معك حق يا صالح وقد حصلت على ابن رائع .
............................

كان طارق جالسا مع لبنى في ركن هادئ في آخر المطعم، ينظر إليها غير مصدق أنها قبلت أخيرا الخروج معه للغداء، مرَّ عليه شهران وهو يتتبعها ويلح عليها وهي ترفض رفضا قاطعا، مذ رآها أول مرة تتشاجر مع موظف الشباك لأنه رفض منح امرأة عجوز ورقة إدارية لأن استمارتها لم تملأ جيدا، أخبرته العجوز أنها لا تجيد الكتابة ولا القراءة وأن شابا كان هنا ملأها لها قبل أن يغادر، طلبت منه أن يعطيها استمارة أخرى ويملأها لها هو، لكنه أجاب بغلاظة أن ذلك ليس عمله وأنها تضيع وقته، تدخلت لبنى تقول له أن المرأة في مقام والدته ولا يضره شيئا مساعدتها أو على الأقل الحديث معها بطريقة جيدة، لكن الرجل نظر إليها شزرا وأجابها ألا دخل لها في هذا الحديث الذي لا يخصها.
اشتعلت لبنى غضبا وأعطته درسا في الأخلاق أخرسه، كان طارق في البداية ينظر إليها مستعجبا، ثم تحول تعجبه إلى إعجاب بهذه المرأة النارية المتمردة بعينيها المحمرتين غضبا رغم خضارهما وشعرها المرفوع في تجاهل بالنظارة السوداء التي تمسك مقدمته عن السقوط على عينيها، رغم بعض الخصلات المتمردة على جانبي وجهها، من غير وعي منه وجد نفسه يتبع سيارتها بسيارته إلى أن وصلت ودخلت بناية سكنية، بقي هنالك ينتظر بعض الوقت ويسأل نفسه كيف سيكون طعم هذا الصيد الجديد.
عرف طارق أثناء هذا اللقاء أن لبنى طبيبة أطفال، تخرجت حديثا وبدأت ممارسة عملها منذ وقت قصير، رغم أنها خرجت معه في موعدهما الأول، لكنها لم تتكلف في هندامها ولم تضع الزينة إلا أحمر الشفاه بلون وردي فاتح، على عكس كل من خرج معهن من قبل كانت تبدو مختلفة حتى في حديثها، لم يكن صوتها رخيما متعمدا فيه الدلال لتفتنه كما عهد من رفيقاته قبلا بل كان واثقا تبدو فيه الندية التي تختلط بنعومة الأنوثة، فاجأته بتوجيه سؤال صريح لا يحتمل إلا جوابا صريحا:
ـ ما الغرض من خروجنا مع بعضنا؟
ارتبك داخل طارق ولكن ذلك لم يظهر عليه، فلقد تعود السيطرة على نفسه أمام رفيقاته ولم يكن يعطي وعودا تمسكها عليه واحدة منهن
ـ التعرف على بعضنا
ـ وبعد ؟
ـ لماذا تريدين استعجال الأمور، دعينا نعيش اللحظة ونرى ما سيمنحه القدر لنا
ـ استقامت لبنى في جلستها ونظرت إلى عينيه تحاول قراءة شيء فيهما، لمحت شيئا يتراقص بداخلهما لم تستطع أن تجزم أكان اللهو أم الفرح هو من يتراقص بهاتين العينين العسليتين
ـ اسمع يا طارق منذ شهرين وأنت تلح للخروج معي في موعد وأنا أرفض، لا بد أنك فهمت أنني لست من الفتيات اللائي تستسغن الخروج واللهو مع الشباب وتضييع الوقت، لذا فأنا سأمنحك ثلاثة مواعيد هذا أولها لتقنعني أنك جدي ولترغبني في الذهاب معك بعيدا إلى أين تصل أية علاقة جدية بين رجل وامرأة.
سكتت قليلا تنتظر رده وهي ترى ابتسامته تنسحب من وجهه ثم أضافت:
ـ هذا إذا كنت جديا وإذا رغبت في المواصلة وإلا يمكنك الانسحاب من الآن
نظر طارق إليها، حمل مفاتيح سيارته ووضع نظارته يغطي بها عينيه ولبنى تنظر إليه متعجبة، وقف واستدار ماشيا تاركا إياها فاغرة الفم غير مصدقة لما يحدث.
خطى طارق بعض خطوات ثم نزع نظارته واستدار ينظر إليها، انفرجت شفتاه بابتسامة عريضة وهو يحاول جاهدا منع ضحكته أمام منظرها ذاك، عاد بخطوات مسرعة وجلس إلى الطاولة وهو يقول:
ـ كنت أمزح، كانت مجرد دعابة
أمسكت لبنى المنديل الذي كان مطويا على الطاولة ورمته على وجه طارق
ـ أول قاعدة: لا أحب الدعابات
اختفت ابتسامته في جدية واضحة وهو يقول :
ـ أول قاعدة: لا أحب أن تقلل امرأتي من احترامي
نظرت إليه في تحد وواصلت:
ـ ثاني قاعدة: لا أحب أن تناديني كذلك
أجاب بنظرة تماثل نظرتها المتحدية :
ـ ثاني قاعدة: أعدك أنك ستحبين ذلك
أجابته بنفس النبرة دون أن تشيح بعينيها:
ـ ثالث قاعدة: لست امرأتك
أجابها دون أن يرمش له جفن:
ـ ثالث قاعدة: ستصبحين امرأتي
فتحت فمها لتجيبه:
ـ راب ...
لكن صوت النادل قاطعهما :
ـ أتريدان شيئا آخر؟
نقل النادل نظراته بين طارق ولبنى ينتظر جوابا، لكنه أدرك من نظراتهما المتبادلة أنه جاء في وقت غير مناسب، استغل طارق الفرصة ابتسم للبنى وهو يسألها:
ـ أتريدين شيئا آخر، لديهم تحلية " تيراميسو " لن تجدي مثلها في أي مكان آخر
نظرت إليه غير مصدقة قدرته على قلب الأمور في ثانية، من التشنج إلى الابتسام وكأن شيئا لم يكن
ـ لا شكرا
نظر هو إلى النادل
ـ اثنان " تيراميسو "
ثم حول نظره إليها وهو يضيف في ابتسامته الساحرة التي يستعملها عندما يريد إقناع أنثى وإخراس احتجاجاتها:
ـ لن يضرك في شيء تذوقه.

............................

كان صالح جالسا في مكتبه مع ابنه محمد، يتبادلان أخبار العمل والورشات عندما أخبره والده أن البنك رفض منحهما القرض الذي طلباه، بحجة أن الضمانات غير كافية وقيمة القرض كبيرة، بدت عضلات وجه صالح مشدودة وهو يحاول السيطرة على قلقله أمام ابنه، ويخبره بضرورة إيجاد حل آخر بأسرع وقت، بادره محمد بالقول :
ـ لقد فكرت أنه ربما بإمكاننا أن نطلب من كاميلي الدخول كشريك مؤقت معنا في بعض المشاريع
ـ لكن سليمان رجل لا يحب الشراكة، كما أنه لا يحتاج لذلك أعماله تكفيه
ـ أعلم ذلك يا أبي ولكنه صديقك ورجل مضمون ليس هناك خطر المشاكل من جهته وربما سيرضى باستثمار ماله معنا لحل أزمتنا
ـ لا أظنه يوافق، ولا أظنني قادر على أن أطلب منه ذلك
ـ دعني إذن أتحدث معه أنا
ـ هو صديقي ولن يكون الأمر مناسبا أن أبعث له بولدي للتحدث معه في أمر كهذا
ـ إذن أذهب أنا معك، سنعرض عليه الأمر على أنه مشروع له أن يوافق وله أن يرفض
ـ بالمناسبة لقد زارني اليوم
ـ كاميلي؟ وكيف حاله
ـ يشكو من ابنته سلمى
ـ لماذا ؟
ـ إنها ترفض العمل معه في الشركة وترفض الزواج وكما تعلم هو ليس له وريث سواها
ـ لطالما أفرط هو في تدليلها، لماذا يفاجأ الآن أنها لا تملك أي حس بالمسؤولية
ـ ربما لأن العمر يتقدم به
ـ كان يجب أن يفكر في ذلك قبلا
..............................

كانت الحاجة زكية والحاج سليمان جالسان على طاولة العشاء في انتظار نزول سلمى
ـ هل فاتحتِها في الموضوع
ـ أجل، وهي ترفض الزواج به كالعادة
ـ هذه البنت ستفقدني عقلي يوما
ـ إصبر عليها يا حاج لازالت صغيرة ولا يمكن أن نضغط عليها في هذا الموضوع بالذات
ـ ربما خطؤنا أننا لا نضغط عليها في أي موضوع، هل أخبرتموها أن العشاء جاهز
ـ نعم لقد أخبرتها سعدية مرتين، لكنها عادتها ألا تعرفها ؟
ـ لكنها عادة سيئة وهي تعرف أن الانتظار يثير غضبي
ـ سعدية ... سعدية
ـ نعم يا حاج
ـ إصعدي إلى سلمى واطلبي منها النزول أخبريها بأنني غاضب جدا
ـ حسنا يا حاج
طرقت سعدية الباب ثم دخلت، كانت سلمى مستلقية على سريرها وعيناها معلقتان بالتلفاز تشاهد فلما أمريكيا بينما ترقد راشتا على حجرها
ـ ألا تملين من مشاهدة هذه الأفلام يا بنيتي
ـ وما يمكنني فعله غير هذا
ـ والداك ينتظران على طاولة العشاء، ووالدك غاضب جدا
قفزت سلمى من سريرها وهي تقول :
ـ إلا غضبه، لقد نزلت
نزلت درج السلم ركضا واتجهت إلى حيث يجلس والدها وهي تبتسم :
ـ لقد أتيت، أخبرتني سعدية أنك غاضب
نظر سليمان إلى ابنته محاولا ألا يبتسم، فلقد كانت سلمى نقطة ضعفه وكانت مجرد رؤية وجهها يبتسم يضفي السرور على قلبه
ـ نعم أنا غاضب، هل يصح أن تتركيني أنتظر هكذا إلى أن يبرد الأكل ؟
وقفت سلمى وراء كرسي والدها انحنت قليلا وأحاطت عنقه بذراعيها مقربة رأسها من رأسه
ـ أنت تعلم أني لا أستطيع أن أتحمل غضبك، لقد نسيت نفسي وأنا أشاهد الفلم
ـ هاته الأفلام التي لا تنتهي
ـ ليس هناك شيء آخر أفعله
وضع سليمان كفيه على يدي سلمى وهو يقول:
ـ يمكنك الذهاب معي إلى الشركة، هناك الكثير لتفعليه
ـ أبي أرجوك لقد تحدثنا كثيرا في هذا الموضوع وأنت تعرف رأيي فيه
ـ لكنه مالك، كل هذا سيؤول إليك بعد موتي
ـ وضعت سلمى قبلة على رأس والدها وقالت:
ـ أطال الله في عمرك يا والدي، لا تقل هذا الكلام
ـ لكنها الحقيقة يا بنيتي، يوما ما طال العمر أو قصر ستضطرين لتولي كل هذا، يجب أن تتحضري لذلك
ـ لكن الوقت لا يزال مبكرا على ذلك
عند ذلك تدخلت الحاجة زكية في الحديث وهي تعرف أن هذه المناقشة لن تفضي إلى أية نتيجة
ـ دعنا نتعشى الآن يا حاج فقد برد الأكل
ـ أخذت سلمى كرسيا وشرعت في الأكل عندما سمعت صوت والدها يقول:
ـ لقد زرت اليوم صالح
ـ أبو محمد
ـ نعم يا زكية، إن ابنه يمسك كل أعماله الآن، لقد خفف عليه محمد جزءًا كبيرا من المسؤولية
ـ لطالما كان هذا الولد صالحا، أمازال هادئا كما كان
ـ لقد رأيته قريبا، هو دائما بنفس ذلك الهدوء والأدب
ـ تقصد بذلك الملل والرتابة
لم تستطع سلمى منع كلماتها من الخروج من فمها ولم يستطع سليمان منع نفسه من لومها
ـ ليس لك حق في هذه، إنه ولد هادئ ومسؤول يقل أمثاله في هذا الزمن
ـ لا أقصد الإساءة يا أبي، لكن طالما كانت تصرفاته وسلوكه يجعلناه يبدو أكبر من عمره
ـ وماذا تريدينه أن يفعل؟
ـ أن يعيش حياته كما يعيشها كل الشباب الذين في سنه
ـ تقصدين أن يطيل شعره ويعلق حلقا في أذنه وسلاسل في رقبته مثل الكلاب، أو أن يتمايل في مشيته ويترك سرواله متساقطا، أو ربما يقضي حياته في اللهو والسهر
أجابته سلمى مستنكرة:
ـ ليس هذا ما يفعله الشباب
ـ وكأني لم أرهم
ـ ليس كل الشباب هكذا، كما أن هذا ليس ما عنيته، إنما هو جدي جدا وحازم إلى درجة تثير الغضب، على كل هذا ما أذكره منذ آخر مرة رأيته فيها مراهقا صامتا بشعر أشعت
ـ لا تنسي يا بنيتي أنه يتولى أعمال والده على صغر سنه، فهو لم يكمل الثلاثين من العمر ويتعامل مع أناس أكبر منه، عليه أن يكون جادا وصارما حتى يفرض على الناس احترامه
ـ وهكذا تريدني أن أكون عندما أعمل معك
ـ أنت تجدين الحجج دائما من أجل التهرب من العمل
تدخلت الحاجة زكية مرة أخرى:
ـ دعونا نكمل هذا العشاء الذي طال
#واهتدت_روحي_إليك
#لطيفة_قرناوط

noor elhuda likes this.

latifa kar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-01-19, 01:18 AM   #10

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

الف مبروك لطيفة منورة وحي الاعضاء و نتمتى لسمي كل التوفيق
سلمى فتاة مدلله و ده خطأ الأهل مش خطا منها و الحجة انها البنت الوحيدة و انها جات بسن كبير لكن للاسف هما كده بيضروها لان اكيد لو هما اتحملوا دلعها غيرهم مش هيتحمل
هنشوف سلمى و صديقاتها هيعملوا اية و اهاليهم كمان هيعملوا اية
بانتظارك


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.