آخر 10 مشاركات
23 - امرأة تحت الصفر - راشيل ليندساى ( إعادة تنزيل ) (تم تجديد الرابط ) (الكاتـب : * فوفو * - )           »          في غُمرة الوَجد و الجوى «ج١ سلسلة صولة في أتون الجوى»بقلم فاتن نبيه (الكاتـب : فاتن نبيه - )           »          93- الشمس والظلال - آن هامبسون - ع.ق ( نسخه أصلية بتصوير جديد ) (الكاتـب : angel08 - )           »          مرت من هنا (2) * مميزة *,*مكتملة*..سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          القرار الصعب (ريما وعبد المحسن) / للكاتبة روح الشمالي ، مكتملة (الكاتـب : أمانى* - )           »          تائــهــة في عتمتـك (الكاتـب : نسريـن - )           »          أعاصير ملكية (57) للكاتبة: لوسى مونرو (الجزء الثاني من سلسلة العائلة الملكية) ×كاملة× (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          حب في عتمة الأكــــــاذيب " مميزة و مكتملة " (الكاتـب : Jάωђάrά49 - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-06-08, 09:54 AM   #1

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
B10 114-وكان الصيف.(مكتوبة/ كاملة )**




رح نزل رواية جميلة بتمنى تنال اعجابكم



الملخص:
وحيدة, ودون مال, سرت بيلي كثيرا بوظيفة السكرتيرة التي عرضها كاتب السيناريو " كنت تايلور" ولكن بعد رحلة السفر المتعبة, لم تلق الاستقبال الذي كانت تتوقعه.
"انت, سكرتيرتي؟ ولكني كنت قد طلبت رجلا! حتى الان هذه اول مرة اسمع بفتاة تدعى بيلي"
ورغم عدوانيته, وخلال فصل الصيف ,وقعت في حبه,لكن ماهو سره؟لماذا يعيش منفيا في هذه الجزيرة؟.




روابط الرواية
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي
محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 04-05-16 الساعة 01:41 PM
lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:55 AM   #2

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

لو موجودة قولوا لي اوقف
شكرااااااااااااااااااااا



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 04-05-16 الساعة 01:42 PM
lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:55 AM   #3

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الاول



كان المطر يتساقط غزيرا, وبيلي تحاول ان تميز طريقها. كان ذلك مستحيلا, فحولها الظلام التام يمزقه بين الحين والاخر لمعان البرق, للمرة العاشرة, حاولت ان تدير مفتاح الكونتاك, لاشيء. لابد ان البطارية لاتعمل, ماهذا النحس! وبيأس شديد, اخذت تفكر بحل , فالوضع يتفاقم مع كل لحظة اكثر واكثر....
على كل حال, الذنب ذنبها اذ وجدت نفسها وحيدة في ظلام الليل, وعلى طريق خالية! لقد مرت منذ ساعتين بمدينة صغيرة, كان يجب ان تتوقف فيها وتقضي الليلة في احد فنادقها ثم تستأنف رحلتها في صباح اليوم التالي مرتاحة ونشيطة, كانت قد غادرت نيويورك مع الفجر قاصدة النوبزنسويك, في كندا.لايزال امامها عدة كيلومتراتوهي لن تستطيع المتابعة, كم هي غاضبة من نفسها. وقبل سقوط المطر, تمكنت بيلي من التمتع بجمال المناطق التي مرت بها. وخاصة المناطق الخضراء حول نهر سان لوران.وكانت المناظر الرائعة قد جعلتها تنسى تعبها. وكان لكل قرية كنيسة صغيرة وساحة محاطة بالمنازل الصغيرة المنتشرة بين الصخور الحمراء.
كما وان بيلي نسيت فورا ضجيج المدينة وازدحام الشوارع وابواق السيارات. تركت كل هذا خلفها لتكتشف هدوء وجمال النيويرنويك....ولكن الان ومع هذا المطر الغزير, ومع سيارتها المعطلة, شعرت بيأس قاتل.
لاتظهر اية بلدة على مرمى نظرها...هذا سؤ حظ كبير...
اشعلت مصباح الجيب وفتحت الخريطة... يبدو انها لاتزال بعيدة عن المرفأ الفين,اخر محطة في رحلتها , ومن هناك, تستقل سفينة الركاب الى هيدان ايسلاند, الجزيرة الضائعة,وتصل اخيرا الى هدفها, ماذا افعل الان؟
اتحاول الوصول الى المدينة سيرا على الاقدام, ام تنتظر على امل ان تمر سيارة من هنا؟لكنها لم تلمح خيال سيارة منذ اكثر من نصف ساعة! يجب ان تتخذ قرار, فالعاصفة قد تشتد اكثر يالها من ملابس لمجابهة ليلة كهذه!كانت قد اشترت هذا الثوب بالامس فقط, وهو يتناسب بلون الزهر الفوشيا مع شعرها الاسود وعيونها اللوزية, ورغم ثمنه المرتفع الذي يفوق امكانياتها , اشترته على امل ان تنال اعجاب رئيسها الجديد, ولكن من المستحيل ان تخطو خطوة واحدة في هذه الطريق بهذا الثوب وبصندلها العالي الكعبين. فانحنت
على المقعد الخلفي وبحثت في حقيبتها.بعد دقائق،وبجهدكبير، نجحت في ارتداء بنطلون جينز وقميص قطني وانتعلت اسبدرين رياضي. لم يكن معها مظلة تحميها من المطر، ومن المتسحيل ان تحمل معهل حقيبتها الثقيلة. يجب ان تترك كل شيء في السيارة. وبسرعة.
جمعت بعض الضروريات كالملابس الداخلية وشورت وقميص اخر واوراقها الثبوتية . وضعتها في حقيبة صغيرة وتفحصت الخريطة مليا قبل ان تفتح باب السيارة.
تأملت الطريق قليلا،وبعد تردد قليل، خرجت في الظلام وكأنها ترمي نفسها في الماء المثلج.
وبلمح البصر، تبللت بالمياة من رأسها حتى اخمص قدميها. والتصق شعرها الطويل بخصلاته المبللة على وجهها. اعماها المطر، فأخفضت رأسها وتقدمت في سيرها.
وصلت الى تقاطع طرق، فقرأت اللوحة وسلكت اتجاه اليسار نحو المرفأ الغين، لايزال امامها ثلاث كيلومترات!
هيا، تشجعي ، قالت لنفسها، ولكن صوت الرعد القوي جعلها تنتفض مذعورة وتسقط في حفرة مليئة بالماء، يا الهي،لم يكن ينقص سوى هذا! واصبح حذاءها يشبه مركبين في وسط بحيرة يحيط بهما الماء من كل جانب. وحقيبتها التي امتلأت بالماء، اصبحت تثقل كتفها وتؤلمه. ولكن مالذي دفها لمغادرة مدينتها ومحيطهاالمألوف لتضيع في هذه المنطقة الخالية من كندا. كانت
حالة الطقس تشبة حالتها الفكرية.هل المنطق هو الذي دفعها لمغادرة نيويورك؟ انه الحاجة للمال، بكل بساطة، كيف تعوض عن فقدان جدها الذي تركها منذ مدة ليست ببعيدة.
ابتسمت بمرارة ، للاسف لايمكنها ان تعتمد سوى على نفسها، بالنسبة لكل شيء. فهي وحيدة في هذا العالم، منذ وفاة جدها في السنة الماضية، فوجدت نفسها تحتفل بعيد ميلادها الثالث والعشرين وحيدة بدون عائلة... فسالت الدموع على وجهها وامتزجت بالمطر.
جدي، جدي كم كنت احبك... مسكين جدها! كان يعتقد انه امن لها كل شيء قبل اختفائه. وكان قد اوصى لها بكل ماكان يملكه مع انه لم يكن بالشيء الكثير.
عاشت بيلي معه عدة سنوات دون ان يلمح لها عن وجود اخوة له ... ولكن ما ان علن خبر وفاته، حتى حضر رجل يحمل دليلا قاطعا على انه اخوه، وعلى ان ميراث جدها كله اصبح ملكا له وبعقد بيع شرعي موقع منه منذ اربعة اعوام ... وكانت بيلي قد تحققت من عقد البيع واستشارت محاميا، وللأسف كانت الاوراق صحيحية ، ولا يمكن لبيلي ان تفعل شيئا حيال ذلك، فاضطرت للاستسلام.
الاشهر التالية، علمتها مواجهة قسوة الحياة وعدم الشكوى. الماضي قد مضى. ويجب عليها الان ان تنظر الى المستقبل فقط. فهي لاتزال شابة تنبض بالصحة والعافية والذكاء.
قررت ان تعتمد على نفسها،والعمل لايخيفها، وكان جدها قد ترك لها رغم كل شيءميراثا ادبيا لايمكن لاحد ان يسلبها اياه. انه الفكر المتقد، وعادة الاعتماد على النفس والمزاج والمرح والميل للضحك. انها صفات لاتقدر بذهب العالم كله.
وبدأت البحث عن عمل، ففي نسيان الماضي، كانت تستقل الباص لان سيارتها كانت معطلة،فوجدت صحيفة يومية نسيها احد الركاب، وعندما تصفحتها، لفت نظرها اعلان"نبحث عن سكرتيرة ذات خبرة، ومستعدة لقضاء فصل الصيف في جزيرة معزولة . في كندا".
الراتب المعروض بدا لها مغريا بالنسبة للراتب الذي تكسبه في فيرفيلدا اكادمي، مدرسة الصبيان حيث تعمل بيلي سكرتيرة في الادراة.
وتتابع دروسها الليلة ، وفي الصيف، كانت تعمل في منتجع لقضاء الاجازات في شمال الولاية. ولكن هذا الراتب لايبلغ ربع المبلغ الذي يعرضه هذا ااعلان. واذا قبل طلبها لهذه الوظيفة، ستتمكن اخيرا من شراء سيارة جديدة.
وفي نفس اليوم، طبعت رسالة ترشيحها لهذه الوظيفة، وبعد شهر ،وصلها الرد. لقد قبل طلبهاوارفقت الرسالة بخريطة تدلها على الطريق التي ستسلكها حتى الجزيرة هيدن. سرت بيلي كثيرا بهذا الخبر، المغامرة، والتجديدوفي النهاية مبلغ كبير من المال.اما الآن ، فهي تسير تحت المطر الغزير وبظلام الليل، وبدأ المستقبل يبدو لها اقل رومانسية،الوحل يملأ الطرقات، واصبحت تجد صعوبة اكبر في التقدم الى الامام. وفجأة لمحت من بعيد انوار ضعيفة. مرفأ الغين، واخيرا!لقد نجحت بقطع الكيلومترات الثلاثة.فحملت الحقيبة باليد الثانية،وسرعت خطاها.
بين المنازل الاولى، رأت دكان مظلما، فقربت انفها من الزجاج ... لا احد ...فتابعت سيرهاالى ان وصلت الى محطة للوقود.
" مساء الخير، انسة انه طقس سيء لايناسب التنزه"
قال لها الرجل بلهجة كيبيكية.
"اوه! الحمدلله انت لم تقفل حتى الان!"
واخيرا وجدت احدا! كانت بيلي سعيدة جدا برؤية كائن بشري في هذه المنطقة في آخر العالم لدرجة انها كادت ان تتعلق بعنقه.
وكان المطر يزاداد اكثر واكثر, والرجل في متوسط عمره، فدعاها للدخول، احست بيلي فجأة بأنها ستقع من التعب، فتركت حقيبتها في الزاوية، ورمت نفسها على كرسي قديم.
"تعطلت سيارتي على بعد ثلاثة كيلومترات من هنا اعتقد انها البطارية.... ايمكنك اصلاحها؟"
"بامكاني المحاولة، انا صاحب محطة الوقود الوحيد في هذه المنطقة"قال الرجل مبتسما.
"لكن جاري ميكانيكي بارع سنرى ماذا يمكننا ان نفعل لك صباح غد الى اين انت ذاهبة؟"
كان الرجل يكلمها ويتأمل قامتها الرقيقة، وكان يبدو عليها انها تزور المنطقة للمرة الاولى، ومن لهجتها يعرف المرء فورا انها اميركية.
"انا ذاهبة الى جزيرة هيدن. اتعرف اين تقع؟"
"انها على بعد كيلومترين في البحر. لكنك تأخرت على موعد اخر سفينة لنقل الركاب. لقد انطلقت الفاري منذ ساعة".
"اوه لا!" صرخت بيأس . ووكانت رسالة استخدامها قد حددت لها مواعيد انطلاق الفاري. لكنها لشدة حماسها لم تهتم بهذا الامر.
"ايوجد مكان في هذه المدينة يمكنني ان اقضي الليلة فيه؟"
سألته بقلق. ولكن عندما رأت الرجل يحك رأسه مفكرا ، شعرت بمزيد من اليأس
"يوجد فندق صغير ، لكنه ممتلئ في مثل هذا الموسم السياحي... لكن لاتقلقي، انسة". وكان قد لاحظ ارتباكها ، فأسرع يطمئنها.
"سأتصل بجو. وانا متأكد انه سيوصلك الى جزيرة هيدن بمركبه".
وبينما دخل الى الغرفة المجاورة ليستعمل الهاتف ،حاولت بيلي ان تسيطر على توترها وتصلي للسماء كي يقبل جو.
انها بأمس الجاجة له، فامكانياتها المادية لاتسمح لها باستئجار غرفة في الفندق.
عاد الرجل بعد دقائق والابتسامة تنير وجهه.
"ليس عليك سوى ان تسلكي هذا الشارع ثم تنعطفي يسارا، فتصلين الى رصيف المرفأ، ستجدين مركبا كبيرا، لن تتوهي عنه ، لان جو يضيء الانوار.انا آسف لانني لا استطيع اصطحابك بسيارتي، ذلك لانه لايمكنني ترك المحطة..."
"بالتاكيد.... انت تعلم ، قليل من السير ايضا لن يؤثر بي ، فملابسي مبللة كثيرا!"
"بامكانك ترك مفاتيح سيارتك، وسنذهب غدا لاحضارها الى هنا".


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:56 AM   #4

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثاني:


"هذا لطف منك، شكرا... ولكني لا اعلم متى سيمكنني ان اعود".قالت له وهي تناوله المفاتيح،ثم ترددت قليلا،وهزت كتفيها واضافت:"اذا كانت البطارية بحاجة للتغيير،فافعل،وانا بحاجة لسيارة اعود بها الى نيويورك، سأدفع لك الحساب فور تمكني من العودة الى المدينة. ولكن اذا كانت السيارة بحاجة لاصلاحات اخرى، افضل ان تعلمني بالامر قبل ان تفعل.... لا اعتقد ان امكانياتي تتحمل كثيرا من المصاريف"
قالت له ممازحة، ربت الرجل على كتفها عندما لاحظ ارتباكها.
"لاتقلقي، انسة، اكتبي لي اسمك على هذه الورقة،لايوجد هاتف في جزيرة هيدن.سأنتظر مرورك شخصيا لتطلعيني على قرارك،اذا كانت مشكلة السيارة كبيرة".
كتبت بيلي ملاحظاتها،ثم مدت يدها نحو الرجل.
"شكرا لك ، سيد...."
"غانيون،الفونس غانيون".
"شكرا سيد غانيون. انا ادعي بيلي اندرز".
"عمت مساء انسة اندرز. اتمنى لك حظا موفقا هنا!".
"عمت مساء انسة اندرز.اتمنى لك حظا موفقا هنا!"
من جديد عادت بيلي للسير تحت الامطار، والهواء البارد يعصف بشدة، وما ان وصلت الى رصيف المرفأ، حتى ثنت انفها: ان رائحة شهية تصل الى انفها،انها رائحة السمك،بالتاكيد. لكنها تجاهلت هذه الرائحة رغم احساسها بالجوع الشديد . وبحثت عن المركب الذي كلمها عنه السيد غانيون. وقبل ان تشاهد المركب،اقترب منها رجل وحمل حقيبتها وساعدها على الصعود الى مركبه.
"مساء الخير ،انسة، انت تريدين الذهاب الى جزيرة هيدن. اليس كذلك؟"
"نعم، واكون ممتنة لك اذا اوصلتني بأسرع وقت ممكن" اجابته مبتسمة.
كان الهواء قد خف، لكن المطر لايزال غزيرا، وبيلي ترتجف. فرفع الرجل احد المقاعد، واخرج منه حراما صوفيا ناوله لها.
"تفضلي انسة، لفي هذا حولك، الطقس بارد وقد تكون الرحلة قاسية بهذا الوقت".
جلست بيلي على المقعد، وغطت نفسها بالحرام .لم يكن يوجد غرفة في هذا لمركب، وليس امامها سوى ان تتجمل بالصبر. وتصلي للسماء كي لاتطول هذه الرحلة.... وكي تلهي نفسها اخذت بيلي تفكر بعشاء ساخن وبحمام دافئ وبسرير مريح ينتظرها في اخر هذه الرحلة.
انطلق المركب ببطء، ولكن ما ان خرج جو العجوز من المرفأ حتى اطلق العنان لمحركه. فارتج المركب وارتفع ضجيج المحرك واقتحم المركب الامراج، احنت بيلي راسها بين كتفيها، وشدت الحرام حولها.
ومع كل اهتزاز كانت معدتها تقفز في بطنها... وامسكت المقعد بيديها محاولة الحفاظ على توازنها.. ولم تعد تفكر سوى بشيء واحد: الوصول الى اليابسة، وبأسرع وقت ممكن ، قبل ان ....
كيف يمكن للعجوز جو ان يقود مركبه بهذا الطقس؟ واخيرا وصل المركب الى الجزيرة الغارقة في الظلام. فقطنور واحد يلمع في البعيد عندما توقف المحرك، احتاجت بيلي بعض الوقت لتتأقلم مع الصمت الجديد.
ذ" الا يوجد منازل اخرى سوى منزل السيد تايلور".
"اهو ذلك المنزل المضاء هناك؟".
"نعم، هل ينتظرون وصولك نعم ... لكنهم لا ينتظرون وصولي هذا المساء ... كان يجب ان اصل صباح غد".
حمل الرجل حقيبتها وقفز الى الرصيف لخشبي، ثم مد يد نحوها
" هل سترافقني؟" سألته بقليل من الامل.
"لا، انسة ، سأتركك هنا"، وعاد الى المركب.
"ليس عليك سوى ان تسيري مباشرة نحو الضوء. وانتبهي اين تضعين اقدامك. الظلام شديد...."
"كم تريد ايجار هذه الرحلة؟"
"لاشيء، تصبحين على خير ، انسة ".
" شكرا لك ".
ارتفع صوت المحرك في الظلام الى ان بدا يخف تدريجيا.
حملت بيلي حقيبتها وبدا لها انه لايوجد طريق ، لاشيء سوى اعشاب مبللة واشجار.... تحسست طريقها، وفجأة غارت الارض تحتها، وغرزت قدمها ووجدت نفسها في الوحل حتى ركبتيها.
وقعت حقيبتها من يدها. ولم يكن بامكانها ان تر ابعد من خطوة واحدة. فحركت يديها في الهواء على امل ان تمسك بشيء ما . وبسرعة امسكت بغصن شجرة منخفض. لشدة خوفها، تذكرتحكايات سمعتها في طفولتها: حكايات مخيفة عن رمال متحلاكة... فحاولت ان لا تتحرك للحظات طويلة. وعندما تأكدت انها لا تغوص اكثر ، حاولت النهوض ممسكة بالغصن الى ان نجحت في الخروج من هذه الحفرة. ثم حملت حقيبتها وتقدمت في الظلام.
كانت تشعر بان الاشجار تقترب منها متخذة خيالات مخيفة، والهواء يعصف بين الاغصان، فاحست بيلي بان عظامها ترتجف بشدة.
بعد قليل، بداالضوء اقرب . الحمدلله، لقد وصلت اخيرا. اقتربت اكثر ، وشمت رائحة الدخان. رائع! نار المدفأة بالتأكيد...الدفء، الملابس الجافة، السرير المريح...لقد وصلت وانقدت نفسها! تسلقت درجات السلم، ودقت على الباب الخشبي الكبير. بعد لحظات من الانتظار فتح الباب.
"من؟" سأل صوت حاد وعميق. وظهر رجل طويل امام الباب.
رمقها الرجل بنظرة حادة، يبدو ان بيلي ازعجته وهو لم يحاول اخفاء غضبه. تأملها بصمت، ولاحظ خصلات شعرها الملتصقة بخديها، وملابسها المليئة بالوحل.
"انا.... انا هنا من اجل العمل ...." قالت له متعلثمة.
"اسف. هذا ليس مكتب توظيف للعاطلين عن العمل ، كيف وصلت الى هنا؟ سباحة؟" سألها باشمئزاز وهو ينظر الى ملابسها المتسخة بالوحل.
"ام انك كنت تحاربين؟؟" اضاف باحتقار.
نظرت بيلي اليه بيأس عندما رأت انه يحاولاقفال الباب بوجهها.
"ايه انتظر لحظةّ! لقد جئت من اجل الوظفية . امنحني فرصة لاريك الرسالة!"
وفتحت حقيبتها بحثا عن اورقها، ثم نظرت اليه وعلامات النصر على وجهها."
"هاهي، بامكانك قراءتها!"
سحب الورقة من بين يديها واستدار لجهة النور ليلقي نظرة عليها. تأملته خلسة ولاحظت ملامح وجهه القاسية. شعرت امامه بالضعف...كانت ذقنه طويلة وكانه نسي عادة الحلاقة. له جبهة عريضة، وقد لوحت الشمس بشرته،وكان يرتدي قميصا مجعوكا وبنطلون جينز قديم. بعد لحظة ، رفع رأسه ونظر الى بيلي وكأنه لايصدق عيونه.
"انت بيلي اندرز؟"
"نعم " رفعت رأسها بتحد.
الان ، قد يقرر ان يسمح لها بالدخول. لكنه بدل ذلك، اعاد اليها الرسالة.
"كيف وصلت الى هنا؟"
" وصلت على متن مركب جو العجوز".

هل رحل؟"
"نعم... بعد ان دلني على الطريق لماذا؟"
فابتعد وقطب حاجبيه اكثر وسمح لها بالدخول.
"حسنا... يجب ان تقضي الليلة هنا. لايوجد وسيلة اخرى تعودين بها الى المدينة في مثل هذه الساعة.... سأشير للفاري كي تتوقف وتصطحبك صباح غد".
"لاصطحابي! انا لا افهم شيئا".
ووضعت حقيبتها في المدخل واسنانها تصطك من البرد. في زاوية الغرفة،كانت النار تتأرجج في المدفأة، فنظرت بيلي اليها طويلا... بدا على الرجل انه قرأ افكارها.
"يجب ان تبدلي ملابسك"قال وهو ينظر الى حذائها الملئ بالوحل."اهذا كل ما تحمليه معك؟"سألها وهو يشير الى حقيبتها الصغيرة.
"نعم، لقد تعطلت سيارتي على الطريق قبل وصولي الى مرفأ الغين، فاضطررت لترك امتعتي فيها".
"اتبعيني من هنا". وسار امامها الى ان وصل الى احدى الغرف واشار الى الحمام المجاور.
"الافضل ان تأخذي دوشا. سأبحث لك عن شيء ترتدينه".
وامام باب الغرفة عاد والتفت نحوها.
"متى تناولت الطعام اخر مرة؟"
"لست ادري. هذا الصباح بدون شك..." ولم تكن قد تحركت وقد اربكها برودة استقباله لها.
"ساعد لك شيئا سريعا". ثم خرج واغلق الباب وراءه.
ظلت بيلي مسمرة مكانها مضطربة . لماذا هذا الغضب؟ لقد ازعجته بوصولها؟ هل قطعت عليه... ولكن لا ، لقد كان وحده في المنزل . هل ايقظته من نومه؟ هناك انس يكونون بمزاج متعكر جدا اذا ايقظهم احد من نومهم فجأة... على كل حال، بالحكم عليه من خلال ملابسه،لايبدو انه كان ينتظر احد مهما هذا المساء! ولكن اذا كان حارس المنزل فقط؟ في هذه الحالة، قد لايكون يرغب برفقتها حتى عودة صاحب المنزل.
فكرت بيلي بهذه الاحتمالات ثم هزت كتفيها...
ستعرف كل شيء لاحقا,ثم دخلت الى الحمام, وخلعت ملابسها المبللةووقفت تحت الدوش وتنهدت بعد ان شعرت بالتحسن.
عندما خرجت , وجدت روب حمام ينتظرها على السرير. لكن مقاسه كان كبيرا جدا عليها.
نشفت شعرها بالمنشفة ثم ارتدت الروب ولفته جيدا حول جسدها... نظرت الى المرآة...اوه, منظر مخيف... انها اشبه بالاقزام السبع!
رائحة القهوة ارشدتها الى المطبخ. لكنها ايضا شمت رائحة شيء يحترق, دفعت الباب ودخلت , فالتفت الرجل ونظر اليها دون ان يقول اية كلمة.


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:56 AM   #5

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثالث:

تأمل شعرها الطويل الرطب, جسدها الصغير المخفي تحت هذا الروب الواسع, بينما كانت قطع التوست تحترق ببطء. وفجأة , تذكرها, وسحبها بسرعة وبدا ينظفها من السواد.
" هذا كل ما يمكنني ان اقدمه لك". قال لها بجفاف.
وقدم لها معه البيض المسلوق الذي يشبه الحجارة...
تشجعت بيلي, والتهمت طعامها بسرعة. كانت جائعة جدا لدرجة انها تسطيع ابتلاع اي شيء.
قضت على طبقها , ثم اخذت تدفء يديها حول فنجان القهوة الذي شربته بتلذذ كبير, شعرت ببعض الراحة.
كان الرجل لايزال واقفا قرب المغسلة يصب جام غضبه على كل الادوات التي تقع تحت يديه . نهضت بيلي.
اقتربت منه ونظفت طبقها وفنجانها.
" شكرا". قالت بهدوء.
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها, بل نشف يديه وخرج بسرعة. تبعته بيلي الى غرفة الجلوس.فوجدته يقف امام المدفأة يتأمل النار بوجه عابس.
" اسمع, لقد لاحظت ان وصولي سبب لك مشكلة...." كيف يمكنها تمالك نفسها امام مثل هذا الرجل المتعجرف؟ اضافت بجفاف.
" ولكن السيد تايلور بمكانه ان يؤكد لك فور عودته انه استخدمني".
التفت الرجل نحوها بنظراته الغريبة الغاضبة, ونظر مباشرة الى عينيها دون ان يحاول اخفاء غضبه.
"انا الكونت تايلور.... لكن , يا انسة انت كاذبة ومخادعة.."
" عفوا؟"
وحبست انفاسها. اذا هذا المتعجرف العدائي هو رئيس عملها!
" لقد تفحصت طلب توظيفك بكل عناية" قال بجفاف " ولكن لم يكن فيه اي شيء يلمح الى انك امرأة".
في هذا الروب الواسع, طبعا لم تكن بيلي تبدو جديرة بهذه الوظيفة... ومع ذلك , رفعت رأسها عاليا.
"لا ارى اي سبب يجعل كوني امرأة غير جدير بعملي!.".
" انت لا ترين , حقا؟ قد يكون بامكانك ان تشرحي لي لماذا لم تشيري في رسالة ترشيحك الى انك امرأة!"
اجابها والشرر يتطاير من عينيه.
" كنت قد اعطيت تعليمات صارمة لسكرتيرتي لكي تهتم بكل الطلبات. كنت اريد رجلا قادرا على تحمل قضاء فصل الصيف على هذه الجزيرة المعزولة. رجل, هل فهمت؟ لكنك لم تشيري الى انك امرأة حتى انك لست امرأة لست سوى فتاة صغيرة طائشة!"
ابعدت بيلي نظرها عنه, وتقدمت بضعة خطوات نحو النافذة في الخارج, وكان الظلام حالكا, وكانت بيلي قد اعتادت منذ مدة طويلة على اسمها الغريب ولدرجة انها لم تتصور للحظة انه سيسبب اشكالا. اذا , كان يتوقع وصول رجل؟ وهي التي كانت سعيدة جدا بعثورها على عمل مثير ومختلف ... لو كانت تشك بذلك ! ثم شدت على قبضتي يديها وقالت بيأس.
" انا افهم. كنت تريد رجلا سكرتيرا.... انا اسفة, لم اكن ابدا انوي خداعك, ولكني كنت اعتقد ان الاعلان موجه للجنسين.... وعندما قرأت الصحيفة, قررت فورا ان ارسل بطلبي ودون ان استفسر اكثر. هذا هو الامر بكل بساطة".
وتجرأت على النظر اليه وتلقي نظراته القاسية هيا , هذا سهل جدا! جدي لنفسك تبريرا اخر الغريب بالامر , انني عندما تحققت من مركز عملك السابق, قيل لي ان الفيرفيلد اكادمي هي مدرسة للصبيان... وكيف صادف ان متجع وانواي حيث كنت تعملين في الصيف يكون مخيما للصبيان ايضا! آسف, انا لا ابتلع قصصك هذه".
"حسنا, ولكن للاسف , هذه هي الحقيقة! لم اكن انوي خداعك, صدقني . انا اعمل في مدرسة للصبيان منذ ثلاثة اعوام, واقضي الصيف في منتجع وانواي وهذا كله صحيح, لايوجد اي خداع! اوه! لقد اكتفيت من رواياتك. انا متعبة جدا ولايمكنني متابعة النقاش . فكر كما يحلو لك, هذا كله سواء بالنسبة لي".
رمقها بنظرة قاتلة.
"انا متأكد انك ستتمكنين من ايجاد غرفتك وحدك, اسنة اندرز.سأشير للفاري كي يتوقف غدا ويصطحبك الى المدينة". وكان صوته هادئا لكنه قاطع كالسكين.
"عظيم! سأرحل غدا! ولكنك ستدفع لي تكاليف سفري. سيارتي معطلة ولست املك فلسا! لقد انفقت كل ما كان لدي كي اصل الى هنا , تصور". قالت له باصرار.
تخفضت راسها للحقيقة, لم يكن بامكانها حبس دموعها التي تزاحمت في مقلتيها.
ساد صمت ثقيل بعد اعلانها هذا.وهربت بسرعة الى غرفتها , بينما كنت لم يتحرك من مكانه.
رمت الروب السخيف على الكرسي, ونامت على السرير وغطت نفسها جيدا.
ماهذا النحس!لقد افسدت كل شيء, وفات الاوان لاسترجاع وظيفتها في مخيم وانواي. ومن المؤكد انهم وجدوا بديلا لها هناك, كيف يالهي ستكسب عيشها خلال هذه الاشهر الثلاثة؟ بدون هذا العمل الذي كانت تعتمد عليه, لن تتمكن من العيش, انه سوء حظها. كما وانه لن يكون بامكانها العودة الى نيويورك لانها اجرت شقتها لشهرين عندما علمت بان طلبها قبل! كانت قد امنت بدوث معجزة عمل براتب مغر طوال فصل الصيف...
ماذا ستفعل الان؟
وقبل ان تنام من شدة تعبها, لاحظت ان النور لايزال مضاء في الغرفة الاخرى. وسمعت الرجل يروح ويجيء بخطوات غاضبة كما يفعل الاسد الجائع في قفصه.
استيقظت بيلي في صباح اليوم ولاول وهلة, لم تدر اين هي... وفجأة , هبت جالسة وقد استيقظت تماما هذه المرة, وعاد مشهد مساء الامس الى ذاكرتها.
وكانت قبل ان تستسلم للنوم , وقد قلبت المشكلة على كل وجوهها دون ان تتوصل الى حل لها. لم يبق امامها سوى العودة.
على امل ان يحالفها الحظ بإيجاد عمل مؤقت ريثما يبدأ العام الدراسي من جديد. ولكن اين ستسكن؟ على كل حال, لديها بعض الصديقات, وبقليب من الحظ, ستقبل احداهن ايوائها ريثما تخلو شقتها... وما ان وضعت رجلها على الارض حتى تعثرت بحقيبة ملابسها.
ها ان النهار يبدأ بداية سيئة... فأخذت دوشا سريعا, وارتدت الشورت والقميص الذين احضرتهما معها.
وتركت شعرها الطويل يسترسل على كتفيها, ثم جمعت ملابسها الموحلة وحذاءها وكانت قد لمحت من النافذة آلة لغسيل الملابس خلف المنزل.
خرجت الى الحديقة, ووضعت ملابسها في الغسالة الاوتوماتيكية.
بعد قليل, اخرجت ملابسها من الغسالة, وبحثت عن مكان تنشرها فيه. فلم تجد غير درابزين الشرفة واغصان الاشجار القريبة.


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:57 AM   #6

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الرابع:

ثم وضعت حذاءها الرياضي بعض ان غسلته جيدا على درجات السلم, وعادت الى المطبخ حافية القدمين, وبحثت في الثلاجة عن شيء تأكله, فإذا كان هذا المتعجرف مصر على طردها خالية اليدين, فعلى الاقل, يجب ان يقدم لها فطورا. لن ترحل ومعدتها خالية ابدا, فحتى المحكوم عليهم بالاعدام يحق لهم بوجبة اخيرة...
ثم ابتسمت بمرارة , هذا صحيح, انه يحكم عليها بالاعدام!
ولحسن الحظ , وجدت البيض والجبنة والمرتديلا في الثلاجة. ووجدت مقلاة تحت المغسلة, فقررت ان تعد عجة بالبيض كي تنس طعم العشاء الذي اعده ذلك الرجل الفظيع مساء امس. وراقبت التوست جيدا, وحصلت على عجة لذيذة رائحتها شهية.
وقررت ان تتناول طعامها بهدوء , طالما ان كل شيء يسير بشكل سيء, فلن يحصل ماهو اسوأ منه, المشكلة الاصعب الان هي في الصمود حتى يحين موعد الرحيل. هذا العمل كان يمثل ضربة حظ بالنسبة لبيلي بعد اشهر قضتها في التقتير والتقشف ... وها هي الان تجد نفسها تعود لنقطة الصفر.
وكان الطقس جيدا اليوم والشمس مشرقة, ستكون رحلة العودة اجمل بكثير من الرحلة الاولى... ثم تنهدت بمرارة , لماذا تفسد لذة هذه الوجبة بالافكار القاتمة؟ وابتسمت فجأة وهي تتخيل وجه كنت تايلور عندما ستقول له صفاته السيئة! كيف لا وقد جعلتها تقطع كل هذه المسافة لكي يرمي بها في اول فيري كأنها كيس غسيل وسخ! طبعا لانه يعتقد ان الرجل وحده قادر على القيام بالاعمال التي سيطلبها منه.... ياله من رجل غير طبيعي!
وامام فكرة الشتائم التي ستكيلها له, شعرت بيلي ببعض الراحة. فحملت طبقها الى غرفة الطعام ووضعته على الطاولة الكبيرة قرب النافذة المطلة على البحر الرائع. ليس فطورها فقط سيكون لذيذا. بل المنظر ايضا رائع , كل هذا كاف لتهدئة الاعصاب المتوترة.
ولكن ما ان وضعت الشوكة في صحنها حتى سمعت صوت غليان الماء في ابريق القهوة. فأسرعت الى المطبخ لتعد قهوتها.
ولكن وللاسف , لم تجد البن لا بأس بفنجان من الشاي... وعادت الى غرفة الطعام ولكنها تجمدت امام الباب.
انه كنت تايلور جالس مكانها يلتهم طعامها بشهية.
"هاي! انه فطوري!".
"لابأس به ؟ انه شهي!".
"اليس هذا طبقي؟ لقد وضعته في مكاني".
" في مكانك ام في غير مكانك, انا لست معتادة على تحضير الطعام لاناس لا اعرفهم. اعد الي فطوري!" ثم وضعت كوب الشاي من يدها.. وسحبت صحنها من امامه.
" اسمعي ". قال وهو يبتلع اخر لقمة نجح في سلبها.
" سأعرض عليك فكرة, طالما انني بدأت بتناول العجة, دعيني انهيها, وسأعد لك البيض المسلوق فيما بعد اتفقنا؟"
كادت بيلي ان تخنقه.
"بالتاكيد لا ! فبعد وجبة مساء امس, اشك بمواهبك في فن الطبخ, سيد تايلور..." ثم نظرت مباشرة الى عينيه واضافت:" وكي اقول الاشياء بصراحة وبأسلوبك مطبخك قذر جدا!"
وبدأت بتناول طبقها, ثم نظرت اليه خلسة, فرأت انه لم يبعد نظره عنها ولا عن العجه...
لقد افسد شهيتها للطعام بنظرة اليها هكذا! وبعد لحظات , وبانزعاج شديد, استسلمت وواقفت على ان يشاركها طعامها.
ابتسم كنت ابتسامة النصر ولم يرفض, بل اقترب منها واكلا بصمت. ثم حملت بيلي كوب الشاي وشربته وهي تتأمل مياة البحر التي تتلألأ تحت شمس الصباح انه منظر جميل جدا ... هل تأتي الى هنا كل صيف؟"
"لا , وانا لا اتي من اجل التمتع بالمناظر", قال لها باستخفاف." بل لكي اكون وحدي".
"الاحظ ذلك.." وكانت متأكدة انه لايرغب بالكلام عن نفسه, ولا بأن يكون لطيفا. كل مايريده هو ان يتخلص منها وباقرب وقت ممكن. فنهضت وحملت صحنها ودخلت الى المطبخ. فتبعها كنت بسرعة .
" اسمعي , انسة اندرز.. لقد فكرت بكل ماقلتيه لي مساء امس, بالنسبة لسوء التفاهم حول اسمك ... اريد ان اصدق بانك صادقة". ثم ابتسم واضاف:" كل هذه القصة , مدرسة الصبيان وخيم الترفيه واسمك الذي يدل على المذكر , كل هذا يبدو سخيفا."
"سصخيفا , نعم ! كان يجب ان اكون اكثر حذرا , وخاصة امام هذا الراتب المغري الذي تعرضه! بالنسبة لك لا يستحقه سوى رجل , على كل حال انه مبلغ لم يعرض على منذ ان بدأت العمل. كم هو جميل لو كان صحيحا... تفضل بقبول اعتذاري بالنسبة لاسمي السخيف . وكفى".
ولشدة غضبها, ادارت له ظهرها وبدأت تجلي الاطباق وتصدر ضجيجا يدل على غضبها.
" لمعلوماتك, انسة اندرز, هذا الراتب كانت تتقاضاه سكرتيرتي المعتادة, انا سيد عمل متطلب جدا, اريد سكرتيرة متفرغة, تكرس كل وقتها للعمل, وتضحي بساعات الفراغ وتتخلى عن حياتها الخاصة, الافضل ان اعيد السيدة هلين".
" وماذا حصل لها؟"
" ستصبح جدة للمرة الاولى, لقد ذهبت لقضاء الصيف في سيتل كل تكون الى جانب ابنتها اثناء الوضع. افضل ان تعتبرها اجازة طويلة, والا تتخلى عني للابد".
" هلين... ياله من اسم سخيف... لرجل!"
" الا يمكنك ان تكفي للحظة عن مزاحك السخيف, انسة اندرز؟"
" ولكني حرة, سيد تايلور, حرة! طالما انك لم تواقف على استخدامي, فأنت لايحق لك ان تملي علي تصرفاتي!"
همّ كنت ان يتركها ويخرج من المطبخ, لكنه فجأة توقف... فنظرت بيلي الى الاتجاه الذي ينظر اليه, واصابها الارتباك والحرج.. ان الدانتيل التي كانت قد نشرتها على احد الاغصان , طارت مع الهواء وحطت على حافة النافذة والهواء ينفخها كالبالون. نظر كنت اليها نظرة استفهام.
" لقد.... لقد استعملت الة الغسيل هذا الصباح... ولكنني لم اجد حبالا, فعلقت ملابسي في الخارج و...يبدو ان الهواء هو الذي...."
" مثيرة جدا , اتنوين تركها هناك طويلا! هذا لطف منك ان تفكري بالترفيه عن الرجال الغابات بإثارة مشاعرهم, ولكن كان بامكانك ان تعلقيها جيدا..." ورمقها بنظرة حادة وخرج مسرعا وصفق الباب وراءه بعنف.


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:57 AM   #7

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الخامس:

خرجت بيلي وجمعت ملابسها قبل ان يبعثرها الهواء اكثر , وعادت الى المنزل كي تستعد للرحيل.
وفي الممر الذي يبن الغرف, مرت امام باب غرفة كنت. المنظر الذي رأته سمرها مكانها. وكان اعصارا خرب محتويات الغرفة, الاوراق موزعة في كل ارجائها, والسرير متلئ بالاوراق ويضعها على مكتبه, ثم حمل مجموعة اخرى , لكنه قبل ان يضعها , نشرها الهواء في زوايا الغرفة الاربع, حبست بيلي ضحكتها, ودخلت لمساعدته.
" ماكل هذا؟" سألته بسخرية وهي تحاول ترتيب الاوراق.
" انه عملي... او مابقى منه" اجابها غاضبا.
تفحصت بيلي احدى هذه الاوراق فوجدتها مليئة بالكلمات الممحية والمكتوبة من جديد والمحاطة بالحبر الاحمر, وبعض الفقرات مسطر تحتها , وثلاثة ارباع الكلمات لايمكن قراءتها.
" اذا كانت هذه نموذجا عما تكتبه عادة". قالت بيلي بسخرية."
"اخشى ان لايكون الالهام سهل معك..." ابتسم كنت وهو يرتب اوراقه.
" تقصدين الفوضة , اليس كذالك؟ هل فهمت الان لماذا ادفع مثل هذا الراتب المرتفع. والا لكانت سكرتيرتي رحلت منذ مدة طويلة. فخطي ليس واضحا ولا مرتبا. وعندما اطبع على الالة الكاتبة, لايكون الوضع افضل.
وعندما اكتب , املا الصفحات والصفحات, دون ان اتوقف, وانا اكتب وامحي وابدل الكلمات..."
" ماذا تعمل انت بالتحديد, سيد تايلور؟"نظر اليها للحظة وكانه يزين سؤالها, ثم هز كتفيه " حاليا , انا اكتب سناريو لفيلم سيخرجه رينولدز ستنديش, يجب ان يكون جاهزا قبل نهاية شهر اب".
حبست بيلي انفاسها, رينولدز ستنديش المخرج الاكثر شهرة في هوليود! وهذا الرجل الذي يقف امامها هو الذي يكتب له السيناريو... اذا لهذا السبب يطلب سكرتيرة كفؤة. ثم وضعت الاوراق على المكتب وخرجت بهدوء. بعد ساعة كانت بيلي تضع جقيبتها على الشرفة, وذهبت لاحضار حذاءها الذي تركته سنشف على درج المطبخ, وعندما انتعلته, رفعت راسها, فتفاجأت بكنت يحمل علما اصفر يلوح به من على سطح المنزل.
" ماذا تفعل؟" سألته وهي ترفع رأسها نحوه وتحمي مقلتيها من الشمس.
" انها اشارة للفاري, وانا الوح له بالعلم كلما اردته ان يتوقف".
لابأس بهذه الفكرة. قالت بيلي لنفسها, على هذه الجزيرة, بدون هاتف , وبدون جيران.... ولكن ماذا يفعل كنت تايلور اذا تعرض لجروج خطيرة؟ كيف يطلب المساعدة؟ ثم هزت كتفيها, هذه ليست مشكلتها.
وبعد قليل ستصبح بعيدة جدا في طريقها الى مخيم وانواي, والراتب الذي ستتقاضاه هنا زهيد جدا بالنسبة لما كان سيقدمه لها السيد تايلور.
قامت بيلي بجولة حول المنزل, وقطفت زهرة برية, واتجهت نحو الشاطئ, والاعشاب التي اخافتها جدا ليلة امس تبدو اليوم رائعة تحت ضوء النهار, وعلى الشاطئ جمعت بعض الاصداف المتعددة الاشكال, ووضعتها في جيبها وعادت الى المنزل.
الجزيرة كانت هادئة جدا, فتنهدت بيلي بحسرة , كم كانت تتمنى لو تقضي الصيف هنا ... وعندما وصلت الى الشرفة , استقلبها كنت بجفاف.
" لقد وصلت الفاري".
التفتت بيلي نحو الشاطئ, فرأت باخرة كبيرة تقترب بسرعة, حمل كنت الحقيبة ونزل باتجاه الشاطئ تتبعه بيلي .... توقفت الباخرة بعيدا وارسلت مركبا صغيرا. التفتت بيلي نحو كنت ودمت يدها لتحمل حقيبتها, لكنها تفاجأت عندما رأته يصعد معها الى المركب.
"لم اكن اعلم انك سترافقني...."
"يجب ان اشتري بعض التموين بين الحين والاخر".
اجابها بايجاز. وعندما صعدوا الى الباخرة, استند على الداربزين بينما جلست بيلي بعيدا عنه, وحاولت ان تتمتع بهدوء هذه الرحلة.
كان الهواء لطيفا, لكنه رمى الزهرة البرية التي كانت قد نسيتها في شعرها قرب كنت. التقطها هو وشم عطرها ثم رماها في البحر. فهزت بيلي كتفيها وادرات وجهها.
وفوقهم كانت رفوف النورس تترك الهواء يحملها, وشاهدت بيلي بعض الصايدين يرمون شباكهم, وتتجمع حولهم الطيور على امل ان تحصل على نصيبها من الغنائم, وهي الجهة الاخرى ترتفع الشواطئ الصخرية التي بلون البريك الاحمر. انها جزيرة الامير ادوراد.
اقتربت الفاري من المرفأ الغين بعد ان مرت على شواطئ خالية من اي اثر للبشر وتنتشر فيها المغاور الصخرية ... اخفضت بيلي رأسها بحزن عندما تذكرت ما ينتظرها اثنتا عشرة ساعة من السير في طريق متعبة تصل بعدها الى نيويورك, حيث الناس المتسارعون وضجيج السيارات والهواء الملوث ... كيف واين ستجد عملا؟ يجب ان تكون سعيدة جدا اذا وجدت عملا كخادمة او كبائعة ...يحب ان تهتم بهذه المشكلة فورا كي تجد لها مسكنا. لقد ذابت كل امكانياتها المادية كما يذوب الثلج .... واجتاحها يأس كبير ... وتاهت في افكارها, ةولم تنتبه لكنت الذي كان يراقبها منذ بعض الوقت. توقفت الباخرة, وبدأ السواح يتزاحمون فرحين وكأنهم في عيد ... امسكت بيلي حقيبتها وتبعت السواح ونزلت. وكانت دهشتها كبيرة عندما رأت كنت ينتظرها في الاسفل .
" اين تركت سيارتك؟"
"على الطريق, ولكنني تركت المفاتيح مع السيد غانون, لابد انه احضرها لكي يصلحها".
"انت من النوع الحريص, اليس كذلك؟"
"يجب ام اكون كذلك,سيد تايلور".
"بدون شك هناك عشرات الرجال ينتظرون كلمة منك لتقديم المساعدة"قال لها بسخرية.
"انت مخطئ, فأنا قادرة على التصرف وحدي" فنظر اليها لحظة, ثم قطب حاجبيه.
"انا اسف .. لم اكن اقصد جرح مشاعرك".
ثم اتجها نحو الكراج, واستقبلهما السيد غانون بالترحيب
" هاقد عدت , انسة اندرز؟"
"بوقت قصير لم اكن اتوقعه"اجابته ونظرت نحو كنت الذي ظل صامتا, "اذا, سيد غانون, السيارة؟"
"للحقيقة ... هناك اشياء عديدة بحاجة للتصليح, ولم اعرف من اين ابدأ ..."
" ارهن انها لم تكن البطارية...." اجابته بيلي منتهدة." اوه, نعم ... ولكن هذا ليس كل شيء!"
احست بيلي بان شجاعتها خانتها.
"هيا, تابع, ماذا هنالك ايضا؟"
"اولا يجب استبدال هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا هذه البطارية لان حالتها لاتسمح بشحنها. ولكن هناك ايضا الشمعات, وبدون هذاكله, لن تنجح سيارتك بالسير خطوة واحدة".
"ايمكنك اصلاحها؟"
"نعم , ولكن يجب ان اطلب بعض القطع من الولايات المتحدة".
" وهل سيحتاج هذا لوقت طويل؟"
"اسبوع تقريبا".
" ماذا ؟ اسبوع؟" صرخت بيلي بدهشة.
"اوه اكثر". تدخل كنت.
"تلك هي سيارتك, اليس كذالك؟"
"نعم" اجاب بيلي بيأس.
"برأيي, من الافضل ان تشتر سيارة جديدة."


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:58 AM   #8

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السادس:

رمقته بيلي بنظرة حادة " هذا ما انويه, سيد تايلور, ولكن فور حصولي على المال! انت تجهل بانه يوجد اناس لايستطيعون دفع ايجار سكنهم..."
"اعذريني, لم اكن اريد ان اكون فظا, ولكن حقا ارى ان المال الذي ستدفعينه على اصلاح هذه السيارة سيذهب سدى".
ادرات بيلي وجهها " كم يكلف كل هذا , سيد غانون؟"
"لحظة, لاحسب لك كل التكاليف".
حاول كنت التدخل, ولكنها لم تسمح له بذالك..
"على كل حال , سيد غانون, ليس لدي خيار اخر ... استبدال البطارية والشمعات فقط, وعندما سأصل الى نيويورك سأقوم ببقية التصليحات . متى ستنتهي منها؟"
"بعد ساعة او ساعتين. ولكن لايمكنك الوصول الى النيويورك بهذه السيارة. قد تتعطل في طريق معزولة كما حصل معك بالامس".
"شكرا على النصيحة , سيد غانون, ولكن لايمكنني ان افعل غير ذلك"
ثم خرجت وهي على وشك الانهيار, ورمت حقيبتها في السيارة. بعد لحظات انضم اليها كنت.
" اعرف مقهى صغير قريب من هنا, هيا بنا نشرب القهوة".
تركته بيلي يقودها نحو المقهى الذي كان يديره رجل وامرأة مسنان.
استقبلتهما فتاة شابة وارشدتهما الى احد الطاولات.
"سنأخذ فنجانين من القهوة". قال لها كنت.
"فنجانين من القهوة ياجدي!" نادت الفتاة بصوت مرتفع.
من انقباض وجه بيلي , اعتقد انها ستبكي. كانت تعض على شفتها لتتمالك نفسها, ظل كنت يراقبها بتأثر صادق.
"مالذي يقلقلك , انسة اندرز؟"
"لاشئ ... فقط هذه الفتاة تنادي جدها ... كما كنت انا انادي جدي..."
"كنت تناديه ..."
"لقد مات العام الماضي!" ثم اخفضت رأسها واضافت:" كان كل عائلتي, لم اكن اعرف احد غيره, هو الذي اشرف على تربيتي".
"اذا هذا هو السبب الذي دفعك نحو الاستقلالية والاندفاع!"
"ماذا؟" صرخت بحده وقد جعلها الغضب تنسى همها.
" كيف تجرؤ"
"انت لا تشبهين احدا, بيلي اندرز . لا اعرف اية امرأة اخر تقود سيارتها المعطلة في طريق خالية, ولاتملك اية فكرة عما تفعله بعد ان خسرت عملا كانت تعتمد عليه بعد ان قطعت مسافة طويلة جدا ..."
لم تجبه بيلي , ولم تكن ترغب بالنقاش, كانت تشعر بالتعب والانهيار.
احضرت الخادمة القهوة , فقدم لها كنت فنجانا وقال لها بهدوء:"انسة اندرز ... لدي اقتراح ..."
فرفعت نظرها نحوه بحذر.
"انا بحاجة لسكرتير فورا , وليس لدي متسع من الوقت لانشر اعلانات في الصحف من جديد , لدي عمل يجب ان انهيه في مدة محددة, وانت لديك سيارة معطلة تعمل قبل ايام طويلة..."
نظرت بيلي الى مقلتيه مباشرة, وظلت على موقف الحذر , فهي لم تنس استقباله السيء لها مساء امس " كنت اعتقد انك تريد رجلا"
"طبعا انا بحاجة لرجل! ولكن الوقت يمر بسرعة يجب ان انهي السيناريو وليس لدي دقيقة اضيعها. كنت قد طلبت رجلا كي لا اجد نفسي مع احدى الخادمات اللواتي لايعرفن عدد
اصابعهن. وخلال هذه الايام الاخيرة, تكدست اوراق كثيرة بحاجة للطبع وانت لست من النوع الضعيف, اشعر بانك ستعرفين كيف تتأقلمين دون مساعدة احد".
"والراتب الشهري؟" سألته وكانت قد وضعت في راسها ان هذا الرجل لايغير رأيه ابدا.
"سيكون نفس الراتب الذي اشير اليه في الاعلان, ولكن قبل ان تتخذي قرارك, اريد ان اشير الى بعض التفاصيل. اولا, انا لا اتقيد بساعات عمل محددة اكتب في اي وقت, واحيانا اقضي الليل كله اكتب واصله بالنهار دون توقف, عموما, انا اسهر كثيرا وانام قبل الظهر, واحيانا انام على مكتبي مدرة اربع وعشرين ساعة متواصلة من شدة التعب. انا لا احتمل اي ازعاج, ولهذا السبب اخترت هذه الجزيرة, فرنين الهاتف, وصوت التلفزيون وحتى مجرد زيادرة بسيطة تجعلني افقد اعصابي. انا رجل متطلب وفظ جدا اذا سارت الامور على غير ما اتمناه. ويجب على سكرتيرتي ان تتحمل مزاجي, وتتحمل العزلة, وقد تضطر لاعادة الطبع اكثر من مرة, اريد ان تتم طباعة الفقرات باسرع وقت ممكن كي اتمكن من قراءتها وتصحيحها قبل البدء بالمشهد التالي!"
كانت مقلتيه تظهر فقدان صبره... بدون شك , انه كما يصف نفسه! بالنتظار جوابها , التفت نحو النافذة يتأمل المارة دون ان يراهم وكأنه تأئه في عالمه الخاص, شعرت بيلي بانه وان كان يجلس قربها, الا ان عقله هناك في تلك الجزيرة حيث ينتظره عمله.
فاجأها وهي تنظر اليه خلسة , فأخفضت نظرها واحمر وجهها , وبدا على كنت انه وجد لذة برؤيتها ترتبك. ولم يبعد نظره عنها, فحاولت ان تركز اهتمامها على اي شيء في الشارع....
هذا ليس كل شيء . ليس لدي وقت اضيعه في اللباقة , انسة ادرز, واحيانا تمضي ايام عديدة لا احلق فيها ذقني , وقلما يهمني ما البسه من ملابس , واحيانا كثيرة انسى ان اتناول طعامي ... اذا ارتكبت اية غلطة, سأقتلع مقليتيك , واذا لزم الامر , سأجعلك تعملين اربع وعشرين ساعة بشكل متواصل, وعندما سينتهي كل شيء , ستكرهينني كثيرا , انسة اندرز, وهذا لايهمني , كل مايهمني هو ان ينتهي هذا السيناريو بموعده . ايناسبك هذا البرنامج ؟"
شعرب بيلي بالتحدي خلف السخرية, فقررت ان تقبل التحدي.
"من يسمعك , يفهم انه حقا ناد رائع لتمضية الاجازة في جزيرتك الحالمة, كيف يمكنني المقاومة؟ على كل حال... ليس لدي خيار اخر." اضافت بمرارة.
"ولا انا ايضا".
لم يكن بامكان بيلي الرفض. كما وانها لاتحب هذا الرجل ولا ترغب بقضاء الصيف وحدها معه, لكن الرفضيعني الكارثة, لانها ستضطر للسفر بسيارتها المعطلة, وسترمي نفسها في البؤس اكيد .. فمدت يدها نحو كنت الذي لازال يراقبها.
تردد لحظة , ثم شد على يدها بسرعة وكانه يريد التخلص من عمل مرهق, ثم وقف بسرعة.
"بما اننا اتفقنا ! هيا بنا لنشتري بعض الحاجيات ثم نحضر امتعتك من الكراج."


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:58 AM   #9

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل السابع:

تبعته بيلي , وبعد ان اشتريا بعض التموين عادا الى الكراج.
"اريد ان اقول للسيد غانون ان يطلب لي القطع التي تحتاجها سيارتي" قالت له بتردد.
"لاضرورة لذلك , لقد سبق وطلبت منه ان يفعل".
"ماذا! وكيف عرفت انني سأقبل عرضك؟"
"حساب بسيط , فالحل المنطقي الوحيد هو في ان تقولي نعم . والان هيا بنا لنسرع قبل ان يفوتنا الفاري"..
"لم يكن يجب عليك ان تفعل ذلك , سيد تايلور" اجابته غاضبة.
"انا اتخذ قراراتي وحدي, واعتقد انه سبق لي ان اخبرتك بذلك".
ادار كنت وجهه وابتسم.
وفي طريف العودة , بدأت بيلي تشعر بسعادة امام فكرة العودة الى هذه الجزيرة المعزولة, سيكون بامكانها التنزه بحرية واكتشاف جمال هذه المناطق , ثم القت نظر نحو الرجل الذي يجلس امامها . يبدوا انه ليس لديه سوى فكرة واحدة : العودة الى جزيرته واستئناف عمله ... وفجأة شعرت انه قد يكون اسوأ مما ذكره , شيء ما ينبئها بأنها ستندم كثيرا على قبولها هذا العمل.
فور وصولهما , املى كنت عليها تعليماته الصارمة, وكانت تستمع اليه باهتمام ولم تكن تتوقع ان تجد نفسها على تلة من الاوراق كهذه.
"هل فهمت؟"
"فهمت ما تنتظره مني ... اعتق ذلك , سيكون لدي طبعا بعض الاسئلة اطرحها عليك كي اتمكن من التصرف في هذه الغابة الكثيفة من الاوراق. ولكني اعتقد انني سأحسن التصرف."
" عظيم .... ولكن بما اننا سنقضي الصيف تحت سقف واحد , فأنا لا انوي الاستمرار بمناداتك انسة ادرز, ساناديك بيلي , وافضل ان تناديني كنت ".
" حسنا ... حسنا ... كنت". ولفت نظرها عنوان السيناريو ." الحرية الاخيرة"... قالت بكل احترام فكاتب هذه القصة هو كنسنغتون مارتن.
" هل سبق ان قرأتها؟"
" نعم , احببتها كثيرا! وانت تعمل عليها؟ ولكن لماذا لا يقوم المؤلف بهذا العمل بنفسه؟"
تأمل كنت وجهها للحظة ثم اجاب بجفاف:" قد يكون مشغولا باعداد مسلسل جديد من اروع القصص , تقول الشائعات انه ليس عليه سوى ان يجلس امام ورقه وتأتيه الافكار وحدها ..." ثم ضحك بمرارة "الا اذا لم يكن قد وقع تحت سحراحدى هذه المخلوقات اللواتي يملان حياته".
"نعم , لقد سمعت عن علاقاته الغرامية المتعددة ولكن لاتقلل من شأنه , كنت . برأيي هو من افضل كتابنا".
"يجب ان تكوني من هواة المطالعة كي تصدري مثل هذا الحكم الواضح!" اجابها بسخرية.
"اقرأ مايكفي لا علم اذا احب ام لا".
" هل قرأت كتابه الاول؟"سألها بجدية مفاجئة
"نعم, ولقد اعجبني كثيرا . وتمتعت بكل فقراته, وانا بغاية الشوق لارى ما ستفعله بهذه القصة ! لابد انك ستقوم بتغيرات كثيرة من اجل السينما".
"تقريبا, وبما ان بعض الادوار سبق ان وزعت فيجب ادخال بعض التعديلات على السيناريو كي يناسب بعض الشخصيات. ولكن الجوهر سيبقى كما هو."
" هذا افضل, انا لا احب ان يطرأ تغيرات مهمة تسئ الى جوهر العمل". ثم ابتسمت واضافت:"تصور ان هذا الكتاب لم يكن يفارقني في ليال طويلة , وها انا من سيطبع السيناريو! يصعب علي تصديق ذلك""اعذريني الان, العمل ينتظرني . قومي بجولة في المنزل واختاري الغرفة التي تعجبك, ستجدين آلة الطباعةوبعض الادوات في المكتب الامامي".
وعندما همت بالخروج , استوقفها مجددا
"لايهمني كيف تقضين وقتك عندما تنهين العمل الذي اطلبه منك , لا يوجد كثير من التسلية هنا , لاراديو ولا تليفون, ولايزورنا احد غير جو العجوز. بامكانك السباحة , والاستمتاع بأشعة الشمس , ولكن ليس لدي مركب تستعملينه في نزهاتك, وسيكون عليك اعداد وجباتك بنفسك".
لم تتحمس بيلي كثيرا, ولكن كلمة اليأس لاتعني شيئا بالنسبة لها , وبعد ان زارت المنزل كله , اختارت لنفسها زاوية على الشرفة مقفلة بالزجاج.
لكنها منارة وتصلها اشعة الشمس طوال النهار, كما وانها بعيدة عن غرفة كنت , كي تتمكن من الطباعة دون ان تزعجه, وبعد ان استأذنت كنت, نقلت الى مكتبها الجديد كنبة مريحة وطاولة صغيرة وكل ماتحتاج اليه في عملها.
وبينما هي ترتب مكانها, تفاجأت بكنت يتأملها بصمت.
"ان عثرت علىهذا القميص؟" سألها بجفاف عندما رآها ترتدي احد قمصانه القديمة.
"لقد وجدتها في احد الغرف . ايزعجك انني استعرتها؟"
"لا...لا ... انه قميص قديم , لكنني تفاجأت برؤيتك ترتدينه".
رفع كنت يده عن كم القميص فجأة وعقد حاجبيه .
"سأبدا بعملي, لقد اضعت الكثير من الوقت".
تبعته بيلي بعينها, وهي تداعب كم قميصها, وعندما انتبهت لما تفعله, انتفضت مذعورة, مالذي دفعها لاستعارة قميصه؟ لماذا شعرت فجأة بهذه الحرارة القوية؟.
مع مرور الايام , اصبح مكتب بيلي مريحا اكثر, انه يعكس شخصيتها المرحة, وكانت كل يوم تجمع باقة من الازهار البرية تزين بها المكان, وكانت تجمع اثناء تنزهها بعض الاصداف والاحجار الجميلة تضعها على الطاولة الزجاجية.
الاعمال الطارئة اصبحت بالنسبة لبيلي نوعا من الروتين.
وقد تبدلت حياتها المنظمة وقفا لمزاج كنت الذي كان يعمل حتى ساعات الفجر , ودائما يرمي نفسه في سريره في نفس الوقت الذي تستيقظ هي فيه.... واحيانا كثيرة كان يضع في مكتبها الاوراق التي انهاها خلال الليل, ولكن احيانا اخرى, كان ينام بين اورقه المبعثرة فتضطر بيلي للدخول على اطراف اصابعها كي تأخذ حصيلة عمله اليومي.
ورغم تحفظها لم تكن قادرة على ابعاد نظرها عن قامة الرجل النائم الذي يدس راسه في الوسادة, وكان ينام اكثر الاحيان في شورته القصير وعاري الصدر دون ان يشعر باي شيء حوله, ولهذا كانت بيلي تدخل بحذر كل لاتزعجه في نومه. واحيانا, كانت تقف طويلا تتأمل عضلاته القوية ... وكتفيه العريضين وبشرته البرونزية , وصدره الذي يرتفع مع تنفسه بشكل يفتن الفتاة, كان ينام كطفل برئ بعد نهار طويل في اللعب.
للحقيقة, لم يكن كنت جميلا بكل معنى الكلمة , وكما ان شعره الاشقر الفوضوي بحاجة لحلاق ماهر, ومن يرى ذقنه الطويلة, يظن بأنه نسي عادة الحلاقة.... ومقليته! لم تكن خضراء ولا زرقاء , بل هي صفراء مثل عيون هر اشتعل فيها الغضب.


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-06-08, 09:58 AM   #10

lebanon cat

? العضوٌ??? » 10676
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 54
?  نُقآطِيْ » lebanon cat is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الثامن:

تاملت بيلي خصرة النحيف رغم اهماله لنفسه ، كان لديه اناقة طبيعية وسحر خاص . لكنه فظ، عيند ... باختصار هو اخر رجل كانت بيلي تفكر بقضاء الصيف معه!.
والغريب بالامر ، ان كنت كان رجلا فوضويا جدا, كانت ملابسه تبقى اياما حيث يتركها. وهناك دفاتر في كل زوايا الغرفة, والاقلام مرمية على الارض، وبينما يعتمد ا:ثر الناس المحتضرين على وجبة الغذاء، كان هو يأكل بنهم في الصباح.
وبالمقابل كان يظهر منتبها لاقصى حد فيما يخص مهنته ، كان البريد يصله بصورة منتظمو الى مرفأ الغين ثم يحمله اليه جو العجوز كلما مر بالجزيرة او كلما التقاه كنتوهو يقوم بالتسوق في المدينة.
كان يصر على ان يسلمه جو البريد بيده . وكان قد نبه بيلي عدة مرات الى هذه النقطة.
"حتى ولو كنت نائما عندما يصل جو ، يجب ان يصعد ويسلمني البريد بنفسه ، دون ان يمر عليك . هل هذا واضح ؟".
وكثيرا ما تساءلت بيلي عن سبب تكتمه ، قد يكون ذلك بدافع الحذر كي لا تفوته اية رسالة هامة ، من رينولدز ستنديش مثلا...
ولم يكن كنت يظهر سوى اثناء تناول وجبات الطعام ، وكل ما كان يهمه السيناريو والبريد عندما يصل.
احيانا كانت بيلي ايضا تنام متأخرة ، او تستيقظ في منتصف الليل . ولكن مهما كانت الساعة ، كانت ترى النور مضاء في غرفة كنت وتسمع خطواته العصبية . بعد عدة ايام على هذا المنوال ، اصبحت خطواته هذه مألوفة لديها، لدرجة انها اصبحت تشعر براحة عندما تسمعها في سكوت الليل.
كفتاة نشأت في ضجيج المدينة ، تفاجأت بيلي بتأقلمها السريع مع الوحدة في هذه الجزيرة ، وتعلمت الاستماع لزقزقة العصافير ، واخيرا، اكتشفت الهدوء.
وذات صباح ، فاجأها كنت وهي تراقب شروق الشمس .
"اوه! ماذا تفعلين هنا باكرا؟"
"لم استطع النوم اكثر ، كما وان منظر الصيادين رائع ، فلم استطع مقاومة هذا المسرح الصباحي...."
"انت ايضا تحبين هذا؟" سألها بهدوء.
احنت رأسها بصمت ، يبدو انهما يتشاركان نفس المشاعر نحو البحر ... هذه الفكرة ادفأت قلبها.
"اكثر هؤلاء الصيادين هم من الاكاديين . اتعرفين قصتهم؟"
اشارت له بيلي بالنفي . ولم تكن تجروء على الكلام كي لا يلاحظ ارتباكها... كان قريبا جدا منها.
"اجدادهم ينحدرون من اصل فرنسي، وهم اناس فخورون جدا بأنفسهم . وعلمهم نفس العلم الفرنسي بالاضافة لنجمة مذهبة وخط ازرق يمثل نجمة ماريا. نجمة البحر ... فقط لو كان لدي متسع من الوقت ... ان قراهم الصغيرة ستعجبك كثيرا . يقدمون هناك اشهى انواع السمك ... اذا تقدم سير العمل قليلا, قد نقوم بجولة على احدى تلك القرى ". ولاحظ ابتسامتها المشرقة.
"انا ايضا احب ان آخذ اجازة اليوم ، ولكن لدي الكثير من العمل...." ثم عاد الى المنزل ببطء وكأنه مرغم على ذلك.
تبعته بيلي بنظرها وكان قد اعجبها كلامه عن الصيادين، فهو بكلامه عنهم يجعلهم يبدون وكأنهم حاضرون امامه كما لايفعل اي كاتب اخر ... وجو العجوز يعود في اصله الى الاكاديين


ولهذا السبب يحبه كنت ، يبدو انه يحترم تقاليدهم وتراثهم، وتذكرت بيلي ليلة وصولها الى مرفا الغين ، كيف حاول غانون وجو مساعدتها.
تابعت بيلي جولتها على طول الشاطئ لكنها لم تستطع ابعاد افكارها عن الرجل الجذاب الذي تعمل عنده ، القوي الصلب المتعجرف . ولكن خلف هذه الاقنعة، اكتشفت بيلي لتوها احترامه لشعب بلد يحبه. قد يكون ايضا يملك حنانا لاشياء اخرى ، ولكن كل هذا مدفون في اعماق اعماق كيانه.
عند الظهر ، استبدلت بيلي ملابسها بالمايوه البيكيني.
وتمددت على الصخور ساعتين تتمتع بأشعة الشمس والهدوء . وكانت بشرتها قد اكتسبت بعض السمرة خلال نزهاتها الطويلة في هذه الجزيرة ، وكانت دائما تتجول مرتدية شورت قصير وقميص قطني تعقده تحت صدرها كي تتمتع اكثر بحريتها مع الطبيعة.
اماكنت ، فكان ينزل الى البحر في فترة بعد الظهر ويسبح مسافة بعيدة بمايوهه الصغير ثم يقوم بنزهته وحيدا على طول الشاطئ.
كانت بيلي تتجنب ازعاجه لانها كانت تشعر بحاجته للوحدة ، ولكن كان يحصل احيانا ان يلتقيا .
بعد ظهر هذا اليوم ، كانت بيلي لاتزال مسترخية على صخرتها تحت اشعة الشمس ، وفجأة سمعت ضجة جعلتها تنتفض. فكان كنت واقفا في الماء ، ووجهه على مستوى وجهها ...
"كنت اعتقدك نائمة ..."
"كنت تمكنت من ذلك ... لو انك اخترت مكانا آخر تسبح فيه ". اجابته متعلثمة وهي تتابع اصلاح مايوهها.
تابع كنت النظر الى حركات يديها ... فأدارت مقلتيها وقد احمر وجهها . ساد صمت مزعج . واخذت تبحث بيأس عن شيء تقوله.
"الشمس تلوح بشرتك وتجعلها كالثمرة الناضجة". قال لها كنت باعجاب.
لم تجرؤ بيلي على ان تقول له رأيها به ، وانت ايضا تشبة الها اغريقيا...
"وانت لا بأس بك ... وكانك لا تقضي الليالي في النضال مع الكلمات".
"انا اتحارب مع الكلمات ، انا!" سألها متظاهرا بالغضب.
"ياصغيرتي ، اعلمي انك امام عبقري .ونحن العباقرة لا نتعذب في ايجاد الكلمات ، انها تسيل من افواهنا الذهبية ، كما يسيل الخمر من الجرار".
انفجرت بيلي ضاحكة ، لم يسبق لها ان رأته يمزح يهذا الشكل ... ثم اضاف كنت مبتسما:" ولكن بما ان العبقيرية في اجازة الان ، فأنا اتحداك في السباحة حتى تلك الصخور هناك".
قفزت بيلي عن الصخرة ، وكانت سباحة ماهرة، ولكن لا امل لديها للتغلب على كنت الذي قطع المسفة بلمح البصر وبدون مجهود كبير . وصلت بيلي بدورها، فانحنى كنت وحملها كالريشة الخفيفة.
ضربتها موجة قوية ، فضمها كنت اليه كي تجد توازنها...
احست الفتاة بتيار كهربائي يجتاحها .... ونظرت اليه وهي ترتعش وكانت مقليته تشرق ببريق الرغبة.
"اتشعرين بالبرد؟" سألها واخذ يدلك كتفيها كي يدفئها، ثم دلك ذرعيها.
"لا!" اجابته بسرعة وهي تشعر بارتباك شديد
"الان افضل؟" وعاد يدلك كتفيها، شعرت بانفاسه على عنقها.
"لا!" اجابت وقد جف حلقها.
"لا؟" وانزلقت يداه على عنقها ناعمة رقيقة ، فاجتاحتها انفعالات ممتزجة بالخوف والحذر وازداد اضطرابها. فأمسك كنت وجهها بين يديه وتأملها قليلا وكأنه يحاول قراءة افكارها, وببطء اسند شفتيه على شفتيها


lebanon cat غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
183 - يهدينى صيفا - كاثرين جورج monaaa منتدى روايات أحلام القديمة 1536 04-04-24 12:46 PM
وكان حلم رونق الروح القصص القصيرة (وحي الاعضاء) 17 07-07-10 03:54 AM
العنايه بالشعر صيفا روح المسا قسم الشعر 6 22-08-08 02:04 PM


الساعة الآن 08:28 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.