آخر 10 مشاركات
أسيرتي في قفص من ذهب (2) * مميزة ومكتملة* .. سلسلة حكايات النشامى (الكاتـب : lolla sweety - )           »          حصاد الامس (الكاتـب : المســــافررر - )           »          77. متى تذوب الثلوج - سارة كريفن - دار الكتاب العربي (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ابو قلب حجر (الكاتـب : Maii Algahez - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          299 - اشواق مره - كيت والكر (الكاتـب : أميرة الورد - )           »          97 - اللمسات الحالمة - مارغريت روم - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )           »          نصال الهوى-ج4من سلسلة لعنات العشق-قلوب زائرة-للكاتبة:إسراء علي*كاملة+رابط* (الكاتـب : قلوب أحلام - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-11-09, 07:51 PM   #11

بنوته عراقيه

نجم روايتي وعضو بالسينما ورئيسه تغطيه و كاتب في الموسم الأول من فلفل حارThe Vampire Diaries

alkap ~
 
الصورة الرمزية بنوته عراقيه

? العضوٌ??? » 9075
?  التسِجيلٌ » May 2008
? مشَارَ?اتْي » 23,449
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Iraq
? مزاجي » مزاجي
My Facebook My Twitter My Flickr My Fromspring My Tumblr My Deviantart
?  نُقآطِيْ » بنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond reputeبنوته عراقيه has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   cola
¬» قناتك mbc4
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


يعطيك الف عافيه ..هالروايه من الروايات الي احبها

بنوته عراقيه غير متواجد حالياً  
التوقيع






رد مع اقتباس
قديم 07-11-09, 07:24 PM   #12

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

تحركت كاتريونا بغريزتها قائلة:
" وهل ...هناك عنوان جديد له؟".
" دعيني أتذكر بعضهم يترك العنوان وبعضهم الآخر لا يترك , فهناك من لا يريدون أن يتعقبهم أحد ,ولكنني موقنة أن الأمر ليس كذلك , أنتظري هنا حتى أتبين لك الأمر".
ووقفت كاتريونا وحيدة تغالب دموعها , ماذا لو لم يكن هناك عنوان؟ لا بد أن هناك بيتا للشباب يمكن أن تأوي اليه في الوقت الحاضر , ولعل السائق يعرفه , وهو يبدو رقيقا ,ومع ذلك ففي رأسها لا تزال تدوي كل التحذيرات من الثقة بالأجانب في المدن الكبيرة , لم تشعر بوحدة مثلما تحس الآن , حتى ولا في جنازة العمة جيسي , حيث كان تعاطف أهل القرية سندا لها , أما هنا فلا أحد لها أذا لم تستطيع أن تعثر على جيريمي.
عادت اليها المرأة تبسط ورقة قائلة:
" هاك أيتها الجميلة , السيد لورد ! بلموند عاردنز".
شكرتها كاتريونا وأخذت الورقة , وودت المرأة لا تزال تمد يدها , فتساءلت للحظة أذا كانت تريد منها أن تصافحها , ثم أدركت الأمر فنفحتها جنيها أختطفته المرأة ودسته في جيبها , رجعت كاتريونا الى التاكسي الواقف وأعطته العنوان الجديد , فقال وهو ينطلق:
" هذا مكان أنيق ممتاز بلموند غاردنز ".
أدركت كاتريونا لأول مرة قلة المعلومات التي تعرفها عن جيريمي , لقد كانت تعرف أنه أبن وحيد , وأن والديه على قيد الحياة , ولا شيء أكثر من ذلك , ولم يخطر لها خلال تلك الأيام المشسمسة السعيدة في أسكتلندا أن تتحرّ الأمر على نحو أكثر عمقا , فقد فضلت أن تتذكر دفء عناقه وبريق عينيه وهو يتطلع اليها بتلك الطريقة الخفية التي تعزلهما عن سائر العالم , هذه الأمور كانت تبدو على نحو ما واقعية بالنسبة اليها أكثر من أهتمامه بمعرفة عائلة جيريمي وأصدقائه, وسائر حياته في لندن التي لم تكن قد شاركت فيها بعد , وكانت تدرك بالطبع أنه سيكون لها وضع مماثل في حياته , أما الآن فهي ليست على مثل هذا اليقين.
وأدركت وهي تتطلع من نافذة السيارة أن المنطقة التي دخلتها الآن كانت أفضل بكثير من تلك التي أعتاد أن يعيش فيها جيريمي من قبل , كانت صفوف المنازل هنا عالية ومتسعة , وكانت الأشجار تحف بالشوارع في خطوط منسقة.
أنعطف السائق يمينا الى ساحة صغيرة في وسطها متنزه صغير مسور به مروج خضراء , ومقاعد وأحواض زهور , وكانت البيوت المحيطة به مرتفعة وأنيقة ذات أسوار حديدية مشغولة على نحو دقيق , ولكثير منها أحواض على النوافذ ملأى بالزهور , فلم تملك كاتريونا أن أطلقت صيحة سرور ودهشة فقال السائق وهو يتوقف:
" قلت لك ذلك , ها نحن قد وصلنا – رقم 11 – هل أحمل لك متاعك؟".
" كلا , أستطيع أن أتدبر أمري , شكرا".
بدأت كاتريونا تضطرب من جديد , وعندما مضى التاكسي وأختفى في منعطف , شعرت وكأنما فقدت صديقا لها , ونضح العرق في كفيها فمسحتهما في جانبي بنطلونها وهي تعلق حقيبتها على كتفها وتلتقط غيتارها , وحملقت في الواجهة البيضاء للبيت , وواجهها باب قرمزي اللون ولحظت وهي تعد درجات السلم الست النظيفة التي تقود اليه ,جرسا نحاسيا براقا تعلوه لافته في الجدار عليها أسم , تكاد حروفه السوداء أن تقفز اليها , وقرأت بأرتياح ج لورد , ضغطت على الجرس , وسمعت على الفور وقع خطوات داخل البيت وتقلصت عضلات معدتها , وبللت شفتيها الجافتين وهي تقاوم غريزة الفرار بأسرع ما تستطيع , بعد أن وصلت لمواجهة لحظة الحقيقة , لكن التي فتحت لها الباب هذه المرة كانت أمرأة صغيرة الحجم نظيفة الملبس في رداء أسود ومريلة , تطلعت اليها متسائلة , فحاولت كاتريونا أن تتحدث بثقة لم تكن تشعر بها:
"السيد لورد من فضلك".
نظرت اليها المرأة متفحصة , وقالت:
" لا أدري .... لست موقنة يا آنسة.... أهو يتوقع مجيئك؟".
" نعم".
قالت كاتريونا ذلك وهي تعذر نفسها لهذه الأكذوبة الصغيرة , فقد أبلغها جيريمي أن في وسعها المجيء في أي وقت.
" أرجوك أبلاغه بأن الآنسة موير هنا".
أبقت المرأة الباب مفتوحا , وتراجعت لتسمح لكاتريونا بالدخول قائلة:
" تفضلي يا آنسة موير , سأخبر السيد لورد , لعلك تودين ترك متاعك في البهو".
شعرت كاتريونا بالحرج لأن تفعل ذلك , كان البهو واسعا , جدرانه بيضاء لامعة وأرضية يتفاوت فيها اللون الأسود والأبيض , وكان ثمة خزانة منحوتة تستند الى أحد الجدران وتحمل فازة صينية طويلة , فوضعت حقيبة كتفها والغيتار في ركن كانت تأمل ألا يلحظ وجودهما فيه أحد , وتبعت المرأة الى باب على اليمين.
" هل لك أن تنتظري هنا يا آنسة؟".
أومأت كاتريونا برأسها بلا كلام , لم يسبق لها أن شهدت مثل هذه الغرفة , كانت الجدران مغطارة بورق من اللون البيج , يتكرر في السجادة السميكة , والستائر التي تصل الى الأرضية والمفروشات الفاخرة من نسيج مماثل تجتمع فيه ظلال الألوان الأحجار الكريمة الزرقاء والخضراء , وفغرت كاتريونا فمها لدى ما أحست به من تأثير أختلاط اللونين , برغم أن عمتها جيسي كانت تقول لها دائما أن الأزرق والأخضر لا يمكن رؤيتهما معا , كما دهشت بسائر قطع الأثاث القليلة , مثل بعض الموائد وخزانة من خشب الورد من الطراز القديم , ورف رخامي عند المدفأة يحمل مجموعة من تماثيل الكلاب الخزفية الصينية الرائعة.
شعرت كاتريونا كأنها مأخوذة , ما دخل جيريمي بكل هذه الرفاهية , أنها لم تفكر أبدا في أحتمال أن يكون ثريا , ولكنها لا تجد أي تفسر آخر لهذا الأسلوب من الحياة الذي يتجاوز كل ما يمكن أن تتخيله.
نظرت فيما حولها , لماذا جاءت؟ وأية حماقة أريكبت؟ ليس ثمة مكان لها هنا , كان التناقض بين أفلاسها وبين ما يحيط بها الآن مهينا لها , وأسوأ من هذا كله , فقد ترك حذاؤها علامة قذرة على السجادة!
أنبثقت الدموع من عينيها وسارعت نحو الباب , ولكنه فتح في الوقت نفسه تقريبا , وتوقفت كاتريونا وهي تشهق , فقد أطل عليها رجل طويل يرتدي روبا من الحرير الأسودوتتدلى من أحدى كتفيه بأهمال منشفة , وكانت قدماه وساقاه عاريتين , وقد تدلت على جبهته خصلة من شعره الأسود , رفع يده ولوّح بها في صبر نافذ , وتساءل بعينين رماديتين باردتين:
" من أنت؟".
كان الأمر أكثر مما تحتمل , الرحلة الطويلة , وقلة النوم , وخيبة الأمل الأولى , ثم الآن هذا الغريب يتفحصها بنظراته كأنها سلعة غير جذابة بقيت على مائدة البيع والمساومة , قال في صوت يماثل برودة عينيه:
" أغنانا كلامك! أنت يا آنسة موير.... تقولين أنني كنت أتوقع مجيئك؟".
قاومت كاتريونا دموعها التي كانتتنذر بالتغلب عليها تماما , وقالت في حزن:
"لست أنت.... بل جيريمي".
ألقى اليها نظرة طويلة , ثم أغلق الباب قائلا:
" جيريمي؟ كان يجب أن أعرف ... وماذا أتى بك الى هنا؟".
حدقت فيه بعجز تام , وقالت:
" ألا .... ألا يسكن هنا؟".
جاءها الرد قويا:
" كلا , بحق السماء , من أعطاك هذه الفكرة؟ سأدق عنقه اللعين أذا...".
" أوه , كلا ... كلا أنها صاحبة المنزل ... صاحبة المنزل القديم الذي كان يسكن فيه , قالت أنه ترك هذا العنوان بعد أن أنتقل اليه , وعندما رأيت أسمه على لافتة الباب , أعتقدت...".
وتضاءل صوتها وهو يتفرسها بتجهم:
" ليس أسمه أيتها الشابة ولكنه أسمي , وهذه شقتي , وفي آخر هذا البهو غرفة نومي التي أود أن أعود اليها الآن , بعد أن زال سوء الفهم البسيط هذا , لقد وافقت بالفعل على السماح لجيريمي بأن يكون بريده على هذا العنوان لبعض الوقت , ولكن كان هذا منذ أمد بعيد".
وفتح الباب وأبقاه هكذا في أنتظار مرورها , وأستطرد قائلا:
" وهكذا أذا سمحت بأخذ هذه الكومة الغريبة في ركن البهو , فأن في وسع كل منا أن يذهب في طريقه!".
وبرغم محنتها بدأت كاتريونا تغضب , ذلك أنه لم يسبق أن عوملت بهذه العجلة في حياتها من قبل , ولم تكن العمة جيسي لتسلك أزاء كلب ضال مثل هذا السلوك الذي يعاملها به , وكان رد فعلها الأول أن تفعل كما طلب , وأن تخرج من هذا البيت ومن حياته بدون أن تنظر الى الوراء , ومع ذلك فمن الواضح أن في وسعه مساعدتها في العثور على جيريمي , وهو أمر بدا لها أهم من أنقاذ كبريائها .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-09, 02:06 AM   #13

خريف الحب
 
الصورة الرمزية خريف الحب

? العضوٌ??? » 100525
?  التسِجيلٌ » Oct 2009
? مشَارَ?اتْي » 72
?  نُقآطِيْ » خريف الحب is on a distinguished road
افتراضي

وين التكملة....شوقتينا
وشكرا على الرواية


خريف الحب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-09, 12:36 PM   #14

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

قالت في أرتباك:
" آسفة لتطفلي , سأكون سعيدة لأن أدعك بسلام أذا ما أعطيتني العنوان الحالي لجيريمي".
قال بأقتضاب:
" محال , مع السلامة!".
واجهته كاتريونا على الفور وقد أسفرت عن ـستيائها:
" ماذا تعني؟ أتقول أنك لن تخبرني بمكانه؟".
قال بنعومة وكاتريونا تتوق الى صفعه بقوة على وجهه الأسمر الساخر:
"هذا تصور مطابق من جانبك , والآن , أمضي في طريقك يا أبنة العاصفة اليتيمة!".
" أنني لست...".
بدأت كاتريونا تفكر في حرارة , ثم لاح لها فجأة , في مثل هذه الضربة الصاعقة, أنه محق تماما , أنها الآن يتيمة , وتطلعت اليه في صمت كالبكاء ,وهي عاجزة عن منع دموعها من الأنهمار , قال في لهجة قارصة:
" أوه, بحق السماء , أتظنين أنني لم أتعرض لهذه الحيلة مائة مرة؟ أنها لم تفلح في الماضي أبدا , وأنني متأكد أنها لن تفلح الآن يا قرة عيني!".
قالت كاتريونا وهي تمسح عينيها بقوة بمنديل وجدته في جيب سترتها :
" لست قرة عينك! وأعتقد أنك خسيس حقير!".
" لست أشك في أنك تعتقدين ذلك, ولكن تذكري أنك جئت الى هنا بزعم كاذب , فلا تبدأي بالشكوى عندما تسوء الأمور".
وأشار لها نحو الباب , فصاحت محتجة:
" لم يكن زعما كاذبا , لقد سألت عن السيد لورد , وأعتقدت أنه سيكون جيريمي".
دفع شعره عن جبهته ,وقال في كلل:
" وبدلا منه كنت أنا , صدمة سيئة لك ولا شك, ونصيحتي لك أن تعودي من حيث أتيت بأسرع ما في وسعك , وأن تنسي ما حدث".
قالت بهدوء:
" لا أستطيع العودة , ثم أنني جئت الى هنا بطلب من جيريمي ولن أبرح حتى أقابله , ولن يكون مسرورا عندما أخبره بالطريقة التي عاملتني بها".
قالت ذلك في نبرة أنتقامية , ولكن بدلا من أن ينزعج , أبتسم أبتسامة باهتة, وقال:
" لا أظن أنني سأخاف كثيرا من هذه الناحية , أخبريني , لماذا تريدين لقاءه بمثل هذا الألحاح؟".
صعّرت له خدها قائلة:
" هذا شأني!".
"بالعكس , لقد جعلته شأني كذلك , هذا الى أن والدته تلح عليّ منذ سنوات لأن أهتم بالفتى , على نحو يناسب أهتمام العم بأبناء أخيه, أوه ... لقد نسيت , لم أقدم نفسي , أنا جيسون لورد عم جيريمي".
قالت كاتريونا بلا مبالاة:
" لم أعرف أن لجيريمي عما".
" لم يحدثني عنك أيضا , حسنا يا آنسة موير , أنني أنتظر".
دست كاتريونا يديها في جيبي سترتها لتخفي أرتعاشهما , وقابلت نظرة الأحتقار في عيني جيسون الرماديتين بوميض من عينيها الخضراوين , وقالت:
" لعله أيضا لم يبلغك بأننا نتبادل الحب , وأننا سنتزوج".
كان يرتكن بلامبالاة الى الباب , ولكنه تصلب عند هذه العبارة فورا , وتفحصها بنظرة مرة أخرى بنفس الأزدراء , ولكن بتقييم كأنه يكشفها , حتى أن حمرة الخجل تصاعدت الى وجنتيها , قال ببطء:
" أنت ستتزوجين جيريمي , ما الذي أوحى اليك بهذه الفكرة بحق الجحيم؟".
" هو نفسه في الصيف الماضي".
" يعني من وقت بعيد, فهل لي أن أسأل أين كان هذا التعاهد على الخطبة؟".
" في تورفيج, أنها قرية صغيرة على الساحل الغربي لأسكتلندا , وهي ليست معروفة تماما ,ولكن جيريمي عثر عليها وهو في جولته , وبقي بها".
قال في لهجة شبه وحشية:
" أراهن أنه فعل ذلك!".
قالت متوسلة:
"فهل تسمح لي الآن بمقابلته؟".
" كلا! بل أعتقد أنه ينبغي الآن أن تستخدمي تذكرة العودة الى تورفيج وأن تنسي تماما أنك عرفت جيريمي".
صاحت في غضب:
" لن أفعل شيئا من ذلك ! أن من حقي مقابلته, لقد جئت الى لندن وسأبقى فيها مهما قلت".
وقف أمامها وأمسك بذراعيها بأحكام ,وعيناه متجهمتان , وقال:
" أسمعي! أنني أقول هذا لصالحك , أنسه وعودي الى موطنك , ألا يمكنك أن تثقي بكلمتي وأن هذا أفضل ما تفعلين؟".
قالت في غضب:
" لن أثق بكلمتك حتى أذا قلت لي في أي يوم نحن من أيام الأسبوع!".
سقطت عنها يداه بسرعة جعلتها تهتز قليلا , وتشعر بدوار , فتساءل:
" ما بالك؟".
" أنني آسة , الجو هنا مفرط الدفء".
" ليس على هذا النحو , هل تناولت طعاما؟".
" تناولت بعض الشطائر في القطار".
تذكّرت بأعياء بأن هذا كان من وقت بعيد ,وقال ساخرا:
" لا بد أن هذا كان مريحا جدا , حسنا , يجدر بك أن تخلعي هذه السترة المفزعة وأن تأتي معي".
قالت بأمل:
" لنقابل جيريمي؟".
" كلا , لتتناولي بعض الطعام قبل أن يغشى عليك , وأريدك أن تغادري هذا المكان على رجليك , لا محمولة على نقالة!".
أوشكت كاتريونا أن تلقي بعرضه المهين في وجهه عندما خطر لها بالفعل كم هي جائعة , فتبعته في خضوع عبر البهو الى مؤخرة المنزل حيث يوجد مطبخ كبير براق.
كل شيء فيه يلمع وبه من الأجهزة ما لم تكن كاتريونا قد رأته الا في صور المجلات , وشعرت بنوع من الحسد , وبدا لها من الظلم أن تكافح العمة جيسي في حياتها , بينما يعيش هذا الرجل البغيض في جو من الرفاهية لا يحتاج معه الى رفع أصبعه , وما لبث أن نادى المرأة التي كانت قد أدخلت كاتريونا فجاءت مسرعة.
" السيدة بيرش و هل تستطيعين أعداد أفطار لهذه التافهة المتضوّرة؟".
وأشار الى كاتريونا أشارة عابرة جعلتها تشتعل غضبا , بينما أستطرد قائلا:
ستكونين آمنة مع السيدة بيرش , وسأنهي حلاقتي وأرتدي ملابسي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-11-09, 08:51 PM   #15

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

وأختفى بينما شرعت السيدة بيرش في أعداد المائدة والطعام , ونصحتها بالجلوس عندما وجدتها محتقنة الوجه, فأذعنت كاتريونا قائلة:
" لقد تلقيت نوعا من الصدمة".
" كان في وسعي أخبارك أنه لا يقابل أحدا في مثل هذا الوقت من الصباح , وعندما رأيت هذا الغيتار معك, قلت لنفسي أن هذه المسكينة ليس أمامها فرصة".
" غيتاري؟".
" أنه لا يقدم فواصل موسيقية يا عزيزتي , وكلها قضايا تجارية وأفلام تسجيلية , لقد ظننت أنك تعرفين ذلك".
حدقت فيها كاتريونا في حيرة تامة , فقالت في أستهجان:
" أنك تعرفين من هو , أليس كذلك؟".
" كل ما أعرفه أنه عم جيريمي".
" يا الله! أنه منتج تلفزيوني يا عزيزتي, وله برنامج هنا , والآن يعرض يوم الأثنين , وقد حصل فيلمه التسجيلي عن مدمني الخمر في العام الماضي على جائزة".
" أخشى أنني لا أشاهد التلفزيون , فليس عندنا جهاز".
ذهلت السيدة بيرش وكأن كاتريونا قد أنبثق لها فجأة رأس ثان , وقالت:
" وكنت أظن طوال الوقت أنك تزعجينه من أجل وظيفته".
أحمر وجه كاتريونا وقالت:
" كلا , لا شيء من ذلك".
وضعت أمامها كوبا من الغريب فروت وقالت:
" أنني مسرورة لذلك".
ثم أسرّت اليها بصوت منخفض:
" كلما علت شهرته يا عزيزتي ,كان ذلك أسوأ , أن كثيرا من الفتيات يعتقدن أن مفتاح الشهرة والحظ وغير ذلك بيده , فهو يعرف كثيرا من الناس في التلفزيون , وكلمة واحدة منه يمكن أن تفعل الأعاجيب , وأنني لمسرورة لأنك لست واحدة منهن".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-11-09, 06:48 PM   #16

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ما كادت كاتريونا تفرغ من طعامها , حتى عاد جيسون لورد, وكان في بذلته السوداء يبدو أكثر بغضا , وكافحت رغبة دفعتها للتراجع وهو ينزلق على مقعد قريب منها , قال في برود:
"هذا أفضل , فأنت تبدين اللآن أقرب الى البشرية!".
وضعت السيدة بيرش قدحين من القهوة أمامهما وأنصرفت, قالت كاتريونا في تصلب:
" لقد جعلتني ممتنة لك".
فقاطعها قائلا:
" ردي هذا الأمتنان أذا, من فضلك , بالعودة الى بيتك".
" ليس لي بيت!".
تحولت لهجته الى برودة الثلج مرة أخرى ,وهو يقول:
" لقد ظننت أنك ستنتقلين للأقامة مع أبن أخي؟".
قالت في تعاسة:
" كلا, لقد قلت لك , أننا سنتزوج".
تطلع بنظرة ذات مغزى الى يديها الخاليتين من الخواتم , وسأل:
" أنتما مخطوبان رسميا؟".
ترددت في بؤس , وهي لا ترغب في أن تشارك هذا الرجل ولو بجزء من سرها الثمين, ثم وفي بطء بالغ حلّت أعلى زرين من بلوزتها ذات الأكمام البيضاء وجذبت السلسلة الفضية التي تضعها حول عنقها , كان هناك جسمان معدنيان يتدليان منها , مفتاح صغير وخاتم فضي به حجر , أنها حلية رخيصة ولكن جيريمي كان قد أشتراها لها يوما ما في فورت ويليام, وقال لها هامسا وهو يضهها حول أصبعها ويقبلها :
" ألى أن أتمكن من شراء خاتم مناسب ".
وشعرت عندئذ بأنها كادت تموت من فرط السعادة ,وبدت بعض هذه الغبطة التي تذكرتها في وجهها وهي تمد راحتها المبسوطة بالخاتم الى جيسون لورد, وطال الصمت ثم قال بصوت خال من أية عاطفة:
" فهمت".
وتطلعت اليه في حيرة , ولكن عينيه كانتا مغلقتين وهو ينظر الى دخان سيكارته المتصاعد.
قالت وصوتها ينم عن التوسل :
" ستدعني أقابله , أليس كذلك؟".
أطفأ سيكارته بعنف مفاجىء وقال:
" أجل , أجل يا آنسة موير , لقد فزت, سآخذك اليه هذا المساء".
لم تصدق فوزها , ولكن هذا التأخير غير الضروري ضايقها في الوقت نفسه على ما يبدو , فتساءلت:
" لماذا ليس الآن؟".
" لأنه مسافر وسيعود الليلة , أن أمه ستقيم حفلا , ولم أكن أنوي الذهاب اليه, ولكنني سأذهب الآن , وسآخذك معي".
قالت كاتريونا على الفور:
" ولكنني لن أدعك تفعل ذلك".
لم يكن ذلك يجري على النحو الذي خططته للقاء جيريمي أن يتم اللقاء في حفل تبدو فيه متطفلة.
قالت:
" سأكون متطفلة على مثب هذا الحفل , ثم ليس لديّ ما أرتديه له".
" هذه هي الصيحة الخالدة للمرأة , ولكنها يمكن أن تكون صادقة في حالتك ,كما أنك لن تكوني متطفلة, ستذهبين كضيفة لي , أن ماريون تتوقع مني دائما أن أصطحب صديقة ما لحفلاتها".
شعرت كاتريونا بموجة نفور تتصاعد في أعماقها لفكرة أصطحابها كصديقة له , وقالت في أرتباك:
" أنني موقنة من أن هناك أناسا آخرين تفضل أصطحابهم".
رد على الفور:
" عشرات!".
ثم أنحنى الى الأمام فجأة, ولمست أصابعه الطويلة أنحناءة عنقها , وأجفلت وكأنما مسها لهب مفاجىء , ولكنه قال:
" لا تكوني حمقاء , أنني تواق فقط لأن أعرف ما هذا".
كان المفتاح الذي يشترك مع الخاتم في السلسلة , قالت في أضطراب :
" هذا هو مفتاح صندوق نقودي".
تساءل بحاجبين مرفوعين:
" صندوق نقود ! أي صندةق نقود؟".
وهكذا وجدت كاتريونا نفسها بحكم الظروف تخبره بأمر العمة جيسي وبيع بيت موير , وأستطردت:
" وعندما تمت تسوية كل شيء , كان لدي نحو مائتي جنيه , أنفقت بعضها على تذكرتي وسيارة التاكسي , ولكن الباقي في الصندوق في حقيبة الكتف".
" كنت تحملين كل ما تملكين من مال في هذه الدنيا وأنت تطوفين لندن هذا الصباح ! وماذا لو تعرضت للسرقة؟ أنت يا فتاتي العزيزة لا تؤتمنين على الخروج بمفردك!".
قالت كاتريونا في أستياء:
" أستطيع أن أرعة نفسي ونقودي ".
" أيمكنك ذلك الآن؟ بالفعل يمكنك على نحو يجعلك تخطئين الطريق الى شقة رجل غريب , وتتقدمين بكل أنواع المطالب , وتبقين لتناول الأفطار بدون أن يساورك خاطر عما ستضطرين الى أعطائه في المقابل".
" أنني مستعدة تماما لأن أدفع لك".
ولكنه أسكتها بوضع أصبعه على شفتيها المنفرجتين , فسرت فيها قشعريرة غريبة , وقالت لنفسها أنه لم يسبق أن لمسها أنسان تحتقره كما تحتقر هذا الرجل".
" ولكن , فلنفرض أنني طلبت الدفع عينا لا نقدا".
قال ذلك وعيناه تأسران عينيها , وأدركت تماما أن تنفسها قد أسرع بغير أرادة منها , ووجدت نفسها تقول في هدوء منعش:
" سأصرخ طلبا للسيدة بيرش".
" أنك تفترضين أنها ستكون في صفك , لعلها تكون كذلك , أنها ضعيفة أزاء الشاردين والضالين".
ثم بحركة لا مبالية أشعلتها غضبا ترك المفتاح والخاتم يسقطان في فتحة صدرها , وشعرت بدفئهما على نحو مزعج من أثر أصابعه , وأحست من جديد بتلك القشعريرة , قال وهو ينزلق عن كرسيه:
" حسنا , حان وقت ذهابي الى الأستديو , وذهابك الى الفراش على ما أظن".
شهقت كاتريونا قائلة:
" الفراش!".
" بالطبع , لا تقولي لي أنك نمت كثيرا في ذلك القطار ليلة أمس".
" لا , ولكنني لا أستطيع النوم هنا".
" ولم لا , أرجو ألا تبدأي في التصرف كعذراء مصابة بهستيريا , قلت لك أنني ذاهب الى العمل ,وسأجعل السيدة بيرش توقظك في نحو الثانية والنصف, ثم أحضر في الثالثة لأصطحبك للتسوق".
" التسوق؟".
" وهل يجب عليك أن تكرري كل كلمة أقولها؟".
قالت وهي تفكر في مالها القليل , وفي أنه ليس في وسعها أن تذهب الى جيريمي وهي خالية الوفاض تماما.
" ولكنني لست في حاجة الى التسوق".
" بل تحتاجين الى رداء للحفل".
قال ذلك ببرود , ثم أنصرف قبل أن تستطيع مجادلته , وبعد لحظة سمعت صفق الباب الأمامي , فأستندت الى المائدة ورأسها يدق , وضغطت بأطراف أصابعها على جبهتها وهي تطلق تنهيدة خفيفة , أنفيه كل ما يستحق الأزدراء ... بل أنه يستعذب على نحو شاذ أثارة أعصابها , ولم يمنعها من ألتقاط حاجياتها والفرار بأسرع ما تستطيع ألا خاطر ساورها بأنه سيأخذها الى جيريمي في المساء.
وما لبثت السيدة بيرش أن جاءت تدعوها الى النوم بصوت عطوف , ووجدت الفراش لينا ودافئا فتمددت فيه بأسترخاء وغفت.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-09, 09:23 AM   #17

غداف
 
الصورة الرمزية غداف

? العضوٌ??? » 40119
?  التسِجيلٌ » Aug 2008
? مشَارَ?اتْي » 1,240
?  نُقآطِيْ » غداف is on a distinguished road
افتراضي

مشكورهl

غداف غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-11-09, 09:22 PM   #18

القارئة111

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية القارئة111

? العضوٌ??? » 1292
?  التسِجيلٌ » Jan 2008
? مشَارَ?اتْي » 2,392
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » القارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond reputeالقارئة111 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

مشكورة يااموولة تسلم ايدك
وبانتظار التكملة :syria8::44:



القارئة111 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-11-09, 09:14 PM   #19

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- صفعة في القلب
وأيقظتها يد على كتفها , كانت السيدة بيرش تحمل صينية القهوة.
" سيعود السيد لورد قريبا, ولا بد من أستعدادك , فهو يكره الأنتظار".
تملكها أغراء بأن تعلن عدم أكتراثها بما يحب السيد لورد وما يكره , ولكنها أدركت أنها في هذه الظروف ستكون فظة.
" أن الحمام يقع عبر الردهة , وسأضع هناك مناشف نظيفة , أذا أردت أن تأخذي دوشا".
" أشكرك... لقد كنت بغاية اللطف".
" هذا من دواعي سروري , وأنني آمل أن نتقابل مرة أخرى يا آنسة , وأذا كان لي أن أقول...".
ثم أخفضت صوتها وأسرّت اليها قائلة:
" لو كنت مكانك لما أرتديت هذا الجينز , لست في الغرب هنا على أي حال , أنه مناسب لكيغز زود , لكنني لا أعتقد أنك ستذهبين هناك...".
قالت السيدة بيرش ذلك وأنصرفت, وفرغت كاتريونا من هوتها وأنزلقت من الفراش ,كان الجينز والقميص موضوعين على مقعد منضدة الزينة , فألتقطتهما وعلت وجهها علامات التمرد , كل ما لديها في حقيبة الكتف هو رداءان من القطن صنعتهما في الأسبوع الماضي , وبعض السويترات الصوفية, وما لبثت أن نفضت شعرها الأسود بقوة عن وجهها وخطت الى الحمام , كانت تسوي شعرها في شكل ذيل حصان عندما عاد جيسون لورد , سمعته يعبر البهو وهو يصفر ثم يتوقف خارج بابها قائلا:
" أأنت مستعدة يا آنسة موير؟".
" مستعدة تماما".
وألتقطت سترتها الدوفيل وخطت اللا البب , ولدهشتها لمحته يبتسم لها ساخرا عندما ظهرت في البهو , قال وهو يتفحصها:
" أنني أجد الفتاة التي تلتزم بمبادئها , تعالي يا سندريلالا , فسوف نذهب الى الحفل الراقص".
تبعته ودمها يغلي الى الباب الأمامي , وهبطت الدرج الى السيارة المصقولة ذات اللون البيج التي كانت في أنتظارهما ... وحاولت كاتريونا أن تلتفت الى كل منعطف تمر به السيارة , ولكنها سرعان ما تملكها الذهول , كانت الشوارع أوسع الآن , وحركة المرور أكثف, وظهرت المحال بدل المنازل وشاهدت كاتريونا من اللافتات التي تعلق عن المسارح والمطاعم مما لم تكن تحلم بوجوده أبدا , قالت تلقائية غريزية , وأن أسفت بعد ذلك لما تبديه من سذاجة :
" أنني لم أر مثل هذا العدد الكثير من الناس من قبل؟".
" في أيام الآحاد ستجدين الشوارع في مثل هدوء تورفيج".
وجدت كاتريونا نفسها بعد دقائق في محل ضخم, وكانت يد جيسون لورد تحت كوعها تدفعها حثيثا بين الجموع وهي ترمق المعروضات الفاخرة من الأيشاربات وحقائب اليد وتشم روائح وهي تمر في قسم التجميل , وقال جيسون:
" هل نصعد بالمصعد أو بالسلم الكهربائي , أنني آسف, فأنا أعاملك كطفلة ولكنك تبدين صغيرة جدا في هذا الجينز وشعرك معقود الى الخلف".
" أعرف, مثل الضالة الشريدة؟ ثم أنني لم أصعد بالسلم الكهربائي أبدا".
" هيا أذا , أستندي الي أذا شئت".
" الحاجز يكفي!".
وغاصت قدماها في سجادة كثيفة , وكانت ثمة موسيقى ناعمة تتردد , وفي كل مكان ملابس علقت على الموديلات , ومشبوكة على أطارات من الأسلاك , ومدلاة على حواجز وحوامل دائرية , وشعرت بأنها تحلم , ثم دهمها خاطر جعلها تضطرب فتعلقت بكم جيسون لورد وهي تقول:
" نقودي! لقد تركتها في حقيبة الكتف!".
ألتفت اليها وقال:
" حسنا , وماذا في ذلك؟".
" ليس معي ما يكفي لشراء شيء هنا!".
" لم أشر عليك أبدا بأن تحملي مالا كافيا , والآن تعالي , أن أمامنا الكثير , أولا- أننا لا نعرف أذا كنت ستجدين هنا ثوبا تحبينه".
شهقت كاتريونا قائلة:
" ولكن هنا مئات من الأثواب".
" أنت أمرأة غير عادية أذا كان هذا يشكل فارقا ما , آه , ها هو الشخص الذي نريده".
ودفعها نحو سيدة رمادية الشعر في رداء أسود أنيق , تقف بجانب حامل للمعاطف وهي تدرس بعض الأوراق".
" مرحبا يا سيدة كوثبرت , أننا في حاجة لمساعدتك".
" السيد لورد!".
أبتسمت المرأة أبتسامة ساحرة ثم أنطلقت منها صيحة دهشة وهي تلتفت نحو كاتريونا وتراها بملابسها تلك.
قال جيسون لورد وهو يمسك كاتريونا من كتفيها ويدفعها الى الأمام :
" أنها ستذهب الى حفل السيدة لورد معي , وليس لديها ما ترتديه , فماذا في وسعك أن تفعليه لها؟".
درستها السيدة كوثبرت وقد أحمر وجهها , وقالت بحذر:
"حسنا , هناك أمكانيات , ماذا تحتاجه؟".
قال جيسون لورد وهو يطلق كاتريونا ويتراجع:
" كل شبء , وشعرها يا سيدة كوثبرت أنني لا أعرف من يتولى زوجة أخي , ولكن...".
قالت السيدة كوثبرت:
" أنها الآنس باربارا , سأتصل تلفونيا بالصالون , وأرى أن كان في وسعها أن تحدد موعدا يدخل في قائمة مواعيدها".
قال وهو ينظر الى ساعته:
" جميل – نلتقي في المطعم بعد ساعتين؟".
" سأرسلها اليك هناك".
شعرت كاتريونا بالغضب يجتاحها من الداخل , كأنهما يتحدثان عن دمية من تلك الدمى الواقفة في أنحاء المحل! ثم من الذي سيدفع من هذا كله؟ لا بد لها أن تجد مكانا تعيش فيه حتى يتم زواجها من جيريمي ,وهي لا تستطيع أن تحمل أنفاق , ولو جزء يسير من مالها المحفوظ على رداء حفل لا تحتاج اليه , ولكن جيسون لورد كان في طريقه الى الأختفاء , وكانت السيدة كوثبرت تقودها الى غرفة تجربة الأزياء.
وقفت كاتريونا فيما بعد في المساء أمام المرآة في غرفة النوم الصغيرة بالشقة وهي تتطلع الى نفسها غير مصدقة , كان الرداء مثل خضرة عينيها , وكان صدره المنخفض موشى ببلورات متألقة وعلى الكتفين شرائط ضيقة من اللون نفسه , والجزء الأسفل من الساتان يصل الى الأرض ويخفي حذاء قدميها العالي الكعبين , وداخلها العجب وهي تفكر في أنها سندريلالا حقيقية.
وكان شعرها قد قص على نحو يشي بالخبرة , قد ترك ليسترسل ناعما ومتألقا الى كتفيها , ليلتف عند الطرفين , وماكياجها خفيفا , وقد أستخدمت فيه ظلال العين والماسكارا على نحو ما أرشدتها الفتاة في صالون التجميل , وشفتاها تبرقان بلون وردي خفيف , وعلى منضدة الزينة كانت حقيبة سهرة صغيرة مرصعة بالبللورات , فألتقطتها ووضعت على ذراعها دثار الكتف الذي كان في لون ثوبها , ومضت عبر البهو الى الغرفة التي قابلت فيها جيسون لورد من قبل , وكان يقف مستندا الى رف المدفأة وفي يده كأس , وتطلع نحوها فتوقفت في أضطراب وهي تنتظر أن يبدي ملاحظة شائكة , ولكن الصمت طال , وشعرت على نحو غريب بخيبة أمل.
دعاها الى تناول بعض الشراب فأعتذرت شاكرة وتناول منها الثار ووضعه على كتفيها , وشعرت بلمسته لبشرتها العارية , فتحركت بعيدا , ومضت بهما السيارة وقتا طويلا في صمت , وظلت تسترق النظر اليه ولكن عينيه كانتا مثبتتين على الطريق , فلم تر منه الا جانب وجهه الصارم, قالت:
" أن الثوب فاضح!".
قال بدون أن ينظر اليها:
" لا أقول ذلك , أنه يكشف قليلا فقط أكثر مما أعتدت , هذا كل شيء".
فقالت في حررة:
" أنني لم أعن هذا , وأنت تعرف ذلك... أنني أقصد الثمن!".
" لا تقلقي بشأنه , فهو يدخل في حساب الأسرة , أن لوالدة جيريمي حسابا هناك كما لا بد حزرت , ويمكننا أن نضيفه الى حسابها أذا كنت تفضلين ذلك".
" لن تفعل شيئا كهذا , أنك تسخر مني مرة أخرى".
" قللا ,لماذا لا تنسين مسألة الثمن هذه وتبدأين التفكير فيما ستقولينه لجيريمي ؟ من المؤكد أن هذا أهم من أي شيء آخر , ركزي على الحوار يا قرة عيني ... وأنسي كل شيء آخر".
" أتمنى ألا تناديني ب قرة عيني|!".
" أعرف ذلك , ولهذا , ي قرة عيني , أقولها أكثر!".
" كي تضايقني فقط؟".
" أنت تقتربين من الطعم بطريقة جميلة منتظمة!".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 12-11-09, 06:53 PM   #20

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

حملقت كاتريونا في الظلام عبر زجاج النافذة, كانت تعرف أن والدي جيريمي يعيشان خارج ستينز قرب النهر , وكانت تفترض أنه سيأتي يوم تألف فيه هذا الطريق ,والبيت الذي سيذهبان اليه , ولكنها الآن شعرت بضياع , وقد أفزعها أن تدرك أعتمادها المطلق على هذا الغريب بجانبها , لقد صدقت قوله أن هناك حفلا , ولكنه قد يأخذها الى أي مكان آخر.
أبطأت السيارة ثم أنعطفت عبر بوابة بيضاء لتسلك طريقا ضيقا , ورأت كاتريونا أنوار بيت كبير وسمعت وقع موسيقى منتظمة , وعندما أوقف السيارة وفتح لها الباب , ظلت ساكنة للحظة وهي تستجمع شجاعتها فتساءل :
" هل أنت باردة القدمين؟".
كان يسألها أن كانت خائفة , ولكنها تعمدت أن تسيء فهمه , وقالت:
" أنني أشعر بدفء تام , أشكرك".
وأطبقت يده على يدها وهو يساعدها على النزول من السيارة , وكادت للحظة أن تضغط على أصابعه مثلما يضغط على أصابعها , ولكنها تذكرت في الوقت المناسب من يكون , والمعاملة التي أضطرت الى تحملها من جانبه , فأنتزعت يدها بعيدا.
وذهلت عندما عادت الى صوته النبرة القاسية وهو يقول:
"تعالي أذا يا آنسة موير , هذا ما أردته , فأستمتعي به".
وقادها بحنكة بين مجموعات من الناس كانوا يتحدثون في البهو الى غرفة واسعة , ولاحظت كاتريونا أن هناك نوافذ فرنسية مفتوحة في أحد الجوانب تقودها على ما يبدو الى بيت كبير للنباتات , وقال جيسون:
" ها هو كليف , لا يمكن أبدا أن يكون بعيدا عن المشروبات, أستعدي يا قرّة عيني , أنت على وشك مقابلة أخي المحترم ,ووالد جيريمي".
وكان كليف لورد أقصر قليلا من أخيه , له شعر منحسر قليلا وكرش بدأ يبرز , وبدا أكبر سنا من جيسون , ولكن كاتريونا لمحت في أبتسامته بعض ما ذكرها بجيريمي , فهشت له.
" لا أظن أنني رأيتك هنا من قبل مع جيسون يا آنسة موير؟".
قالت وهي تبتسم له ووتجاهل أبتسامة جيسون الساخرة:
" أرجو أن تناديني بكاتريونا".
وغمغم جيسون لأخيه:
" لا أظن أنك تعرف كم تتشرف يا كليف , وعلى فكرة متى تكون اللحظة الكبيرة؟".
" أوه , عن قريب , ومع ذلك فأنني لا أرى حاجة الى كل هذه الضجة , لقد حدث نفس هذا الهراء في يوركشاير في الأسبوع الماضي , ولكنك تعرف ماريون لا أحد يغلبها بالطبع".
" بالطبع ... تعالي يا جميلتي لا نريد أن يفوتنا شيء".
شعرت كاتريونا بغضبها يتصاعد , وتساءلت:
" ما الخبر؟ أين جيريمي؟ لا بد أن أراه وحده بضع لحظات".
" سنراه الآن".
وجذبها عبر البهو الى غرفة غاصة بالناس ,وناولها بعض الشراب , وظهر كليف بجوارها متألقا وقال:
" والآن , علي أن أقوم بمهمتي".
ومضى بين الجميع ,وبينما كانت كاتريونا تلتفت الى جيسون , على شفتيها توسل بأن يصحبها فورا الى جيريمي , حط على المكان سكون مفاجىء , وتلفتت حولها في ذهول , وأخيرا لمحت جيريمي , كان يقف في نهاية الغرفة مع سيدتين , كانت أحداهما على ما أيقنت كاتريونا على الفور والدته , كانت طويلة شقراء الشعر , ترتدي ثوبا غاليا , وتتلهّى في عصبية بخواتمها , وأدركت كاتريونا في الوقت نفسه , وهي غير مصدقة, أن السيدة الأخرى , ولم تكن أكثر من فتاة في الواقع تتعلق بذراع جيريمي على نحو يوحي بالأمتلاك , وكان يرتدي بذلة المساء وقد حلق لحيته وقص شعره , وكان يبدو مختلفا عما تصورته كاتريونا وهي منزعجة , ثم ألتفتت الى الشقراء المكتنزة الجميلة بجواره وأبتسم لشيء تقوله , وجعلته هذه الأبتسامة يبدو لكاتريونا في صورة جيريمي المألوف المطمئن من جديد.
ورن صوت كليف في الغرفة:
" والآن أيها الأصدقاء , أرفعوا كؤوسكم , فسنشرب نخب جيريمي وهيلين ونتمنى لهما حياة مديدة وكل السعادة!".
وقفت كاتريونا فاقدة الحس , وأصابعها تقبل على كأسها بينما كان جيريمي ينحني ويقبل العروس , التي أبتسمت ورفعت يدها ليتمكن الجميع من رؤية الخاتم الماسي المتألق الذي يزين يدها.
أطلقت كاتريونا صيحة صغيرة مخنوقة , وأرتفعت بها الغرفة وأنخفضت وغامت , وسمعت صوت كأسها تتهشم على الأرض وهي تستدير وتجري , ولحقت بها الخادمة مستفسرة , بينما كاتريونا تجاهد لتجذب حلقة الباب الأمامي التي كانت بمثابة مقبض , ويداها تنزلقان وهي تشعر بهستيريا تتصاعد في داخلها , وأمسكت يدا جيسون بكتفيها , وقال بصوت هادىء:
" تعالي ألى بيت النباتات يا عزيزتي".
وكانت قبضته محكمة , وبدا لها أن محاولة التخلص منها كمحاولة التحرر من رذيلة ما , ولم يعد لديها القوة على الصراع , فتركته يقودها عبر الغرفة التي دخلاها في البداية , ورفع ستارا مخمليا طويلا فمرت كالآلة , ولو كانت الظروف عادية لأبتهجت كاتريونا وسط هذا الجو من الروائح والمشاهد الرائعة , المصابيح تتدلى من حبال ممتدة عبر السقف الزجاجي , وأضواؤها تنعكس من صفوف الأوراق والشتلات اللامعة ومن بركة صغيرة منخفضة وسمك صغير زاهي اللون بين الحصى والزنابق , وقفت كاتريونا تتطلع اليها وذهنها يرقب بأنهزام تام كل حركة سريعة وكل موجة مائية , ورغن الجو اللطيف المعتدل , فقد شعرت ببرودة الثلج.
دفع جيسون الى يدها بكأس شراب قائلا:
" أشربي هذه ولا تسقطي الكأس هذه المرة , فكؤوس الخدمة غالية الثمن , كما تدركين كأسكتلندية".
جرعت الشراب وشعرت بمرارته في حلقها وساعدها ذلك على مواجهة الموقف , فقالت وصوتها على وشك الأنهيار:
" لقد كنت تعلم , كنت تعلم؟".
فوضع قدمه على الحافة المنخفضة للبركة , وقال وهو يرتشف رشفة من كأسه :
" كنت أعرف بالطبع".
" ولم تخبرني؟".
" كلا".
فقالت هامسة وعيناها تغشاهما الدموع التي لم تسمح لها بالأنهمار:
" كيف يمكن أن تكون بهذه القسوة؟".
بدا وجهه غاضبا وهو يحملق فيها قائلا:
"كان لا بد أن أكون قاسيا لأكون عطوفا ! وقد بذلت جهدي لتخويفك , وحتى للتخلص منك , قلت لك أن تعودي الى أسكتلندا , ولكن لا... لم يكن شيء يعترض الآنسة كاتريونا موير, أليس كذلك؟".
قالت وهي تحاول السيطرة على صوتها المرتعش:
" ولماذا لم تخبرني بالحقيقة؟".
تطلع اليها بثبات وقال:
" لأنه لا يوجد كا كان يمكن أن يقنعك بأنها الحقيقة , لقد تصورت جيريمي في قالب البطل , وأنا بالطبع شرير المشهد , وكان يمكن أن تنبذي أي تحذير أقترحه اليك عن وجود هيلين بأعتبار أن له دافعا أبعد".
وقفت صامتة للحظة ممزقة بين صوتب ما قاله والشقاء الذي يوشك أن يغمرها , وكأنما أحس بصراعها فناولها منديلا أبيض , وكانت هذه الحركة التي تنم عن رعاية مفاجئة من جانبه بمثابة القشة الأخيرة , فأنحطت بجسمها على مقعد من البامبو المجدول وتركت الزمام لدموعها وفيما عدا تناوله لكأسها , لم يحاول لمسها , ولولا وهج ولاعته المفاجىء وهو يشعل سيكارته لما شعرت تقريبا بوجوده.
ولما عادت اليها سيرتها على نفسها وبدأ نحيبها ينحسر , أنتصبت في جلستها ببطء , وهي تخشى مراقبته لها وسخريته من منظرها المثقل بالهموم , ولكنه كان يجلس بجوار البركة يحملق في طرف حذائه , وجاهدت لتبدو هادئة.
" من هي من فضلك".
تطلع اليها قائلا:
" هيلين؟ أوه , أنها الفتاة الثرية المسكينة الأصل , والدها يعمل بصناعة الصوف والأسرة تقيم قرب براونود , وقد قابلت جيريمي في كيتزبول منذ نحو عامين".
" أذا كان قد عرفها طوال هذا الوقت , فكيف كان بوسعه أن يكون معي على الصورة التي أعرف؟".
هز كتفيه قالا:
"لم يكن لدي وقت أعطيه لجيريمي , كان مدللا على نحو ملعون عندما كان طفلا , ولست أعتقد أن كليف أدرك كم هو مدلل الا بعد فوات الأوان , أما ماريون فهي حمقاء الى حد ما , ولكنني ما كنت أظن أن مشاعرها يمكن أن تكون خخافية في أعماقها بوجه خاص , وربما يكون جيريمي قد أخذ منها هذا الجانب".
قالت بصوت مهتز:
" المسألة كذلك أذا".
فرد بخشونة:
"وماذا تريدين مني أن أقول؟ الأمر كله خطأ فظيع , أتظنين أنك أنت الفتاة التي أحبها , وأن ما عليك الا أن تعودي الى تلك الغرفة وأنت تبدين كالملكة , ليصبح لك على الدوام؟".
همست وشفتاها ترتعشان:
" لقد أحبني , أحبني , أعرف ذلك".
" ربما لفترة , أذا كان في هذا عزاء لك ,ولكنني أؤكد أنه حتى أذا كان أحبك كما تعتقدين , فأنه لم يكن ليتخلى عن مال هيلين من أجلك , ولم تكن ماريون لتدعه يفعل ذلك أيضا".
" أيها الشيطان!".
فأطلق ضحكة خفيفة قائلا:
" يا لسندريللا المسكينة ! قطعت كل هذه المسافة لتجد أميرها الفاتن قد تحول الى نبات اليقطينة , وعليها أن تعود الى بيتها مع ذي اللحية الزرقاء!".
حدقت كاتريونا في المنديل الذي كانت تمسك به , ولحظت في طرفه الحرفين الأولين من أسمه وتذكرت أن اسم جيريمي يطابق الحرفين , وبدأت عيناها تسحان بالدمع من جديد , فقال جيسون بحسم وهو ينهض:
" أوه ... لا ... لقد نلت من هذا ما فيه الكفاية يا آنسة موير, ولعلك قد رفعت من درجة الرطوبة هنا وقتلت الأنواع النادرة التي تملكها ماريون ,والآن لا بد أن نتحدث بصراحة".
قالت في يأس , وهي تلمي ثوبها بنفور:
" وهل هناك ما يمكن قوله؟ أنني لا أفهم لماذا جئت بي الى هنا على هذا النحو".
قال ببرود:
" أنك أذا أقل قدرة على التصور مما ظننت , أن هذا الثوب الذي ترتدين كان مجرد وسيلة للتنكر , هل تظنين أن أحدا هنا الليلة قد ألقى عليك نظرة ثانية الا لمجرد أنك فتاة بالغة الجاذبية؟ لو كنت قد أكتفيت بأعطاء العنوان لك وتركتك تظهرين بهذا الجينز اللعين وحقيبة الكتف تلك , لظلوا يتساءلون عنك وقتا طويلا ! أكان هذا ما تريدين؟ كان الجميع سيحدقون بك ويضحكون .... تأكدي من ذلك يا طفلتي , حسنا , لقد شعرت بمهانة , ولكن لا أحد يعرف ذلك سوانا .... وجيريمي على ما أظن , أعتقد أنه لمحك وأنت تخطئين في محاولة الخروج , وقد بدا كأنما هو مضروب بفأس لتوه , ولكن بالنسبة الى الآخرين , فأنت فتاة جيسون الجديدة , شئت أم أبيت".
" لا بد أن أنصرف".
" أمامنا أمور نناقشها الآن".
قالت بهدوء:
" ليس عندي ما أناقشك فيه يا سيد لورد".
فرمى بسيكارته ووطأها بقدمه قائلا:
" لا بأس , أنك متضررة وغاضبة لأنني أنزلتك من السماء السابعة بصدمة , ولكن الأمور كانت سترغمك على النزول يا كاتريونا ألا ترين ذلك؟ جئت الى لندن بمحض أرادتك , ورأيت جيريمي كما كنت تصرين , والآن حان الوقت لتجمعي شملك , أنت لا تبكين على جيريمي الآن , بل على الحب الأول وما يعنيه , حسنا , أن الحب الأول ليس هو كل شيء".
قالت بسخرية مريرة:
" أوه , أنني أصدقك , وموقنة أنك خبير , لا بد أن هذا الأمر يسري في العائلة!".
" حتى أذا كنت محقة فأنني على الأقل أدير شؤني مع نساء يعرفن جلية الأمر , فأنا لا آخذ الحلوى من الأطفال , الطفل وحده كان يمكن أن تنطلي عليه أفعال غرّ مثل جيريمي".
قالت في أعياء , وهي تمد يدها:
" ربما أستحق ذلك , وداعا يا سيد لورد".
فتجاهل يدها الممدودة وتساءل:
"كيف تنوين الأنصراف من هنا؟ وأين تفكرين في الذهاب؟".
أنتفضت كاتريونا قائلة:
" هناك سيارات تاكسي , وفنادق على ما أظن".
" هناك بالفعل , ولكن أذا كان لديك مال فقط , بينما بعش الفنادق المحترمة تود أيضا أن يكون معك متاع".
سكتت كاتريونا , بدا الأمر كلعبة الشطرنج مع خبير , كل حركة تحاولها كانت متوقعة مقدما".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:01 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.