آخر 10 مشاركات
مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مشاعر غامضة - ازو كاوود - ع.ج*كاملة * (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          معاناة - ليني كولنس - ع.ج .. حصريا على روايتي** (الكاتـب : جروح - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات أحلام العام > روايات أحلام المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-11-17, 03:12 AM   #1

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
Flower2 61 - لو تحكي الدموع -مارغريت روم -(كتابة /كاملة)


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






ازيكم أعضاء روايتي الحلوين والحلوات
اليوم مبارك بجد علينا وعليكم
عشرأعوام أكمل منتدنا من سنينه عشرة
قراءة ممتعة لكم جميعا






61 -لو تحكي الدموع - مارغريت روم

رويات احلام

الملخص :

" لقد شاهدت هالة الإنتقام ترفرف فوق رأسك منذ أن وقفت على عتبة باب القصر كملكة ، ولكن هذا لن يقلقني فقبل وقت طويل ستغادرين و انت تتجرعين مرارة الندم "

لم تردع هذه النبوءة رواينا عن المضي في مخططها فعهد السحرة قد ولى ، وهي قد اقتحمت قصر " الطاعون الاسود " اللورد كالدونيان ، و أوقعته في حبائلها ، ولم يبق إلا انتظار اللحظة المناسبة لتقطف ثمار انتقامها .

ولكن لماذا هذا الصوت الضعيف في أعماقها يحذرها : هذا اللورد اخطر مما تظنين و إذا وقع فلن يكون وحده !


محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



الرواية منقولة شكرا لمن كتبها

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 27-11-17 الساعة 07:15 AM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:40 AM   #2

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

1 -الانكليزية الباردة
شدت راوينا قبضتها علي المشتريات المتنوعة التي تحملها بين يديها و راحت تشق طريقها صعوداً على السلالم المفضية إلى شقتها .
كان الانزعاج و العبوس باديين عليها بسبب تعطل المصعد مرة أخرى.
وهذا ما لا تواجهه في مدينة عالمية كبروكسل التي هي مكان عملها حالياً فلو حدث في بروكسل ما يحدث هنا الآن لسارع المسؤولون إلى حلها ، وفي الواقع الخدمات التي تقدم هناك قد تصل إلى درجة الدلال ، و كيف لا يكون ذلك والخدمات إنما تقدم للنخبة الراقية من وزراء السوق المشتركة و سكرتيراتهم .. و هلين احداهن .
ما إن بلغت باب شقتها حتي حلت البسمة مكان عبوسها ، وقالت لنفسها و هي تفتش عن مفاتيحها " يا لي من محظوظة لأنني وجدت وظيفة كهذه ، أجد فيها المتعة بدل الرتابة في بعض الأعمال .. فالجهد للوصول إلى أعلى سلم العمل السكرتاري هو تحد مثير و ليس بنزهة رتيبة كما يظنها بعضهم ! " ترددت لحظة .. فقد التقطت أذناها نغماً مخنوقاً يأتي من خلف الباب المقفل .. هناك من يدير اسطونتها المفضلة أوه.. ليس هوارد ثانية .
فتحت الباب و دخلت بسرعة ، ثم وضعت ما بين يديها من مشتريات في الردهة و أسرعت إلى غرفة الجلوس متسائلة .
- مرحبا أختي !
----------------------------------------
لوح هوارد بيده متكاسلاً ، و لكنه لم يحاول إزعاج جسده النحيل الممدد بالعرض على المقعد ذي الذراعين ، وتابع تلويح ساقيه في الهواء مع النغم الموسيقي .
تقدمت لتطفئ جهاز الاسطونات دون أن تزعج نفسها بالرد ثم استدارت بسرعة لتواجهه :
- لم انت هنا هوارد .. أعرف أنك تعمل في مكان ما في براري اسكتلندة ؟
اطلق ضحكة مستهترة صغيرة ولكن نظرتها الثاقبة التقطت عدم ارتياحه .
- تحسيناً لمعلوماتك الجغرافية قومي بجولة في الجزر البريطانية عوضاً عن التسكع في " مناطق غربية " صحيح ان دمفري شاير في اقاصي الغابات ولكنها ليست في البراري الاسكتلندية الشمالية ، بل هي على رمية حجر من الحدود الانكليزية .
ردت بجفاء :
-هلا زدتني و اخبرتني بما حصل لوظيفتك .
صعد سؤالها المركز الاحمرار إلى خديه فراح يمعن النظر فيها بشئ من الاضطراب ، وكأنه يتسأل أي مدى سيجرؤ علي اختيار صبرها معه .. فأخته غير الشقيقة رغم محبتها له بدأت مؤخراً تظهر له نفاذ صبرها منه بسبب تنقله الدائم من عمل لآخر . و أخيراً قرر تبني دور الولد الضائع الذي لم يفشل يوماً في كسب عطفها .
- بصراحة يا أختي ، لم تكن وظيفة ، بل سجن .. فقد كان رب عملي السابق طاغية يحمل عقلية القرون الوسطى . عقلية اسلافه الذين كانو يمكلون الخدم و الأتباع و يخضعونهم لإمرتهم و طاعتهم ممارسين عليهم السيطرة المطلقة الكاملة . المركيز كالدونيان ، إيرل روزمور ، هو رجل كريه شرير يحجب نفسه عن المجتمع الحديث كما كان أجداده يحمون أنفسهم من أعدائهم . فالخدم يقومون بدوريات على حدود أملاكه ، لإبعاد الغرباء غير المرغوب فيهم . ومع أنه مجبر لأسباب اقتصادية ، على فتح أبواب حصنه وأراضيه للعامة و لكن التواريخ و المواعيد تنفذ بدقة لئلا يكون هناك خطر أن يواجه العامة من الزائرين . أما حقوق موظفيه فهو يصرف النظر عنها بإشارة من إصبعه و أما يكون للموظف حياة خاصة ، فهذا امر بعيد المنال لا مجال البحث فيه! ، فلموظف الذي يدخل عتبة داره ويصبح في عداد الساكنين فيه ، حُكم عليه بحياة عبودية يحاسبه الماركيز على أدق تحركاته ، ويتوقع منه أن يكون ممتناً للهواء الذي يتنفسه تحت سقف إحسان السيد للمسود .
قالت راوينا محتجة لأنها تعرف مدي ميل شقيقها للمبالغة :
-ليس هناك من هو سيء إلى هذا الحد .
-ألا تصدقين قولي ؟ !
حين هب واقفاً وعلى وجهه السخط ، أحست أنها مجبرة على تصديقه لأن أخاها لا يستسلم عادة إلي نوبات غضب عفوية بل على العكس فطبيعته باردة خاملة إلى درجة كانت تتوق معها إلي هزه غضباً .
قال متهماً :
-انت لم تصدقيني يوماً حتى و نحن صغار ، كنت تميلين إلى تصديق أخصامي على تصديقي . وليتك تحكمين علي الوقائع بنفسك ..لو سافرت إلى اسكتلندة و سألت عن املاك كالدونيان لقيل لك ما قيل لي " اوه ! انك تسألين عن بيت الطاعون الأسود !"
حين انفجر غاضباً ، غاصت في المقعد امامها محاولة التفكير في الموقف ... كانت فرحتها بالعودة إلى الوطن قد تلاشت بفعل قوله مع أنها منذ أشهر وهي تتطلع للعودة إلى شقتها التي أسستها بحب لتكون منزلاً لها ولأخيها الأصغر منها .. لم يكن قد بلغ الخامسة عشرة حين توفي الله والده و والدتهما التي ماتت قبل زوجها بأشهر . أما هي فكانت في العشرين ، فتاة متشبثة بأعتاب الحياة ، في حوزتها شهادة سكرتاريا و في قلبها توق للخطو إلى عالم العمل يومذاك نصحها زوج أمها :
-لا تتمسكي بأول وظيفة تعرض عليك . تمهلي و انظري إلى ما حولك ثم اختاري بحذر .
------------------------------------
ولكن الظروف في النهاية حكمت أن يكون الراتب في الطليعة اهتماماتها . فمع وجود أخ غير شقيق في الخامسة عشرة من عمره و مبلغ قليل من المال بل اقل من قليل كان قد ترك لهما ، لم تستطع الانتظار لتختار.
اسندت رأسها إلي ظهر المقعدها ، تنظر ببطئ إلى ما يحيط بها . في غرفة الجلوس هذه أثاث كانت قد عمدت خلال سنوات إلى شرائه أما المقاعد البيضاء الباهتة الثلاث فمن الأشياء القليلة التي بقيت لها من منزلها القديم . وأما السجادة البنية ، الطويلة الأهداب ، المرقشة بلون عاجي ، فكانت تبذيراً كبيراً ، و تذكر أنها اشترتها بالتقسيط لمدة سنتين شعرت بالذنب لأن زوج أمها و أخاها لم يوافقا على مبدأ التقسيط . ثم تدريجياً مع ازدياد راتبها ، أضافت بعض اللوحات المختارة إلى جدران الشقة العادية ، وهذه الستائر المخملية الفخمة إلى النوافذ ، و مؤخراً ، بعدما أصبح السفر إلى أوروبا جزءاً من عملها ، اشترت قطعاً فخمة من البورسلان و الزجاجيات ، و مجموعة من أشياء غير عادية اعجبتها .
أجفلها صوت هوارد الذي انتشلها من أفكارها :
-آسف لأنني صرخت في وجهك يا أختي .. أنا فظ أناني . أنت دون شك تعبة بعد رحلتك . اتودين أن أحضر لك العجة و بعض السلطة ؟ لن أتاخر أكثر من عشر دقائق .
أنها تسامحه دائماً كلما ابتسم لها ابتسامة تشجيع أو لوى رأسه بهذه الطريقة:
-شكراً لك هوارد سيكون هذا رائعاً . فلنحضر الطعام معاً . سأحضر السلطة ، أما أنت فتقلي البيض و بهذا نجد وقتاً لنتابع اخبارنا .
كان كلما تحرك احداهما في المطبخ الصغير دفع الآخر بمرفقه .. و لكنهما كانا مسرورين لأنهما معاً مرة أخرى بعد ستة أشهر من الفراق .
-كم ستمكثين هذه المرة ؟
- ثلاثة أشهر ، فلم يكن رب عملي السير دوغلاس على ما يرام مؤخراً ، وقد نصحه الطبيب بأن يأخذ عطلة طويلة . كنت مستعدة للاستمرار في العمل عوضاً عنه حتى يعود ، ولكنه و اللايدي ليستر ، رأيا أنني بحاجة إلى الراحة بمقدار حاجتهما إليها، ويجب ان اعترف انني لم اجادلهما في هذا .. فلقد كانت حياتنا مرهقة في الأشهر الماضية ، فقد تركت اللايدي ليستر منزلها لتهتم ببعض الشؤون العائلية فاضطررت لتمثيل دور المضيفة في مناسبات اجتماعية عديدة كان من العسير إلغاؤها . فما رأيك بالعمل المضني طوال النهار ثم الاهتمام بالجانب الاجتماعي حتي ساعات الصباح الاولى ، كنت أشعر بالإعياء التام لذا تطلعت شوقاً إلى الراحة و الاسترخاء في شقتنا ، ورغبت في زيارة الأصدقاء ، و الإخلاد إلى النوم قبل العاشرة كل ليلة .
نظر إليها بقرف :
-يا إلهي .. ما هذه الطريقة لقضاء عطلة ! هذا البرنامج الذي يدفعني إلى الجنون !
- أجل .. أعرف هذا يا عزيزي .. و لكن وجهات نظرنا لم تكن يوماً واحدة ! فأن أعتبر التسكع عملاً كريهاً أما أنت فينعشك وكذا الحال بالنسبة للعمل ، ففيما اجد المتعة فيه تجده أنت شراً لا بد منه .
هز رأسه موافقاً :
- أنت على حق . لكل منا طريقة مختلفة في التفكير و التصرف ايضاً غير متشابهين ، و هذا ليس عجيباً لأن كل منا أب مختلف .
--------------------------------------
توقفت عن تقطيع الخس ، و تغصن جبينها عبوساً :
-كنت أذكر نفسي دائماً بهذا الواقع ، لقد ترملت أمي و هي صغيرة جداً ، ولم أكن سوى طفلة حين تزوجت مرة أخرى ، وكان والداك هو الأب الوحيد الذي عرفته . كنت بالخامسة من عمري عندما ولدت انت ..أذكر يومذاك أن " دادي " فرح كثيراً وقد رماني بالهواء إلي أن صرخت طلباً للرحمة ، ومع ذلك لم يظهر يوماً في تلك السنوات ما يدل على إنه يفضل أحدانا على الآخر . كان يقسم كل شئ بيننا بالتساوي : حبه ، وتفهمه ... و ...
قاطعها هوارد و المرارة في صوته تكبح ما تبقي من كلامها .
-كل شئ عدا ماله . لا تنكري أنه كان علي أفضلية فقد ألحقك بمدرسة خاصة و لم يكتف بذلك ، بل أصر "دادي " ان تدرسي دورساً خاصة في السكرتاريا .. أما أنا فحرمت من أصدقائي الذين ترعرعت معهم ووضعت في مدرسة رسمية كنت فيها غريباً عن الأساتذة و التلاميذ في آن . لقد خرجت من المدراس الخاصة و ما فيها من أساتذة أكفاء و زججت في مدارس يزيد عدد التلاميذ في الصف الواحد على ثلاثين تلميذاً و المميز فيها أن التلاميذ لم يكن لديهم الرغبة أو القدرة على التعلم أما الأساتذة فكانوا يكافحون أوضاعاً شاذة لا تقهر للاحتفاظ بعملهم .
بقيت راوينا صامتة جامدة بحيث ظهرت صورة متكاملة للتحفظ ، ثم قالت بصوت أجش :
-اعرف انك تكدرت كثيراً حين تركت المدرسة الخاصة . لكنني لك أكن اعرف أبداً مدى تأثرك ..إنما لا تلم "دادي " على ذلك فهو لم يمت بإرادته و اختياره .
رد بقسوة :
- ولم يختر كذلك ان يوفر احتياطات وقائية لعائلته . كان أنانياً حين رتب شؤونه بحيث نستريح في حياته و نشقي في مماته ، الا تظنين هذا ؟
همست ببؤس :
-لم يكن يعتقد بل على الأرجح لم يفكر في انه سيموت صغير السن كما فعل .
-ربما لا .. لكنني كنت افكر فيه أثناء تنقلي من عمل إلى لآخر في ذلك ، و ليس غريبا أن افكر فيه و انا أرى نفسي غير قادر على تحقيق ترقية لأنني لا املك مؤهلات أو علاقات مدرسية أو غير مدرسية مهمة لها تأثيرها في الوصول غلي وظائف هامة في المدينة .
-المقدرة و التصميم يتغلبان على كل العوائق .. كان يمكن أن أجلس نادبة حظي لاعنة قدري السيء و أقضي ما تبقي من حياتي في العمل في أول وظيفة مملة لكنني التحقت بمدرسة ليلية حتي اتقنت ثلاث لغات ، ثم تركت أذني مشنفتين و عيني مفتوحتين حتي عثرت أخيراً على وظيفة عظيمة .. ان كان الرجل ماهراً في عمله فلا هم ما لون ربطة عنقه ؟
- من السهل ان تجد المرأة في هذه الأيام وظيفة اما الرجل فيعسر عليه إذ يعاشر غير رفاق السوء ، كما عليه ان يكون مقبولاً في دوائر خاصة . ولايهم إطلاقاً إن كان له عقل أو قدرة او تصميم بل المهم ان يدعمه أشخاص من ذوي القيمة و هذا يذكرني بخدمة اريدها منك . ولكن فلنحمل أولاً هذا الطعام الى المائدة ولنتحدث أثناء الوجبة.
أحست راوينا ان السلطة اللذيذة والأومليت الشهية ستصدمها ، فأخذت تتلاعب بها بالشوكة و السكين ، تفكر وجلة في ما سيطلبه منها فبسبب تلميحات سابقة ، استطاعت أن تقدر موضوع الطلب المقبل ، و خشيت من عواقب رفضها ، الذي يتشكل منذ الآن في رأسها.
--------------------------------
كانت شهية هوارد عظيمة وهذا غريب بالنسبة لشخص نحيل مثله .
سألها فجأة :
-هل حملت معك هدايا من بروكسل لم تخضع لرقابة الجمارك ؟
-اجل .. بعض العطور و علب السيكار. تركتها في الردهة .. اخبرني المزيد عن رب عملك الأخير .. عن عائلته .. هل زوجته خاضعة له وهل اولاده بلا شخصية ؟
رد بازدراء :
-كان يمكن أن يكونوا كذلك لو كان له زوجة و اولاد . إنه يعيش حياة النساك داخل حصنه الحجري المنيع مع قبيلة من المحليين الذين يقومون على تأمين احتياجاته و احتايجات الصبي .
-الصبي ... ؟
-طفل في الخامسة من عمره هو ابن اخيه ، على ما اعتقد . اخيه الأصغر سايتون الأحمر.
ظنت انه يسخر منها فزجرته:
-لا تمزح هوارد ! أنا حقا مهتمة بمعرفة أخباره .
-صديقني اختاه ... يجب أن تختبري ذاك الوضع الإقطاعي لتصدقي ! هناك حقا سايتون الأسود و سايتون الأحمر ... يقول السكان هناك إن هذين الأخوين يظهران من وقت الى آخر في العائلة، الكبر دائماً هو الأسود ، و يكون اسمر اللون أسود الشعر ، ويطلق عليه " الطاعون الأسود " أما الثاني فيكون إما أشقر أو أحمر الشعر و لكنني لم أر قط الأخ الأصغر الذي يقال إنه منبوذ لا يملك مالاً و يحاول رمي سبب تعثر حظه على اخيه الأكبر .. لكن كفى كلاماً عن عائلة سايتون وما ورثوه من القاب عديدة . لقد قطعت كل صلة لي بتلك العائلة ، و سأكون سعيداً إن لم تقع عيناي ثانية على سايتون الأسود.
- حسناً، فلنتناول القهوة في غرفة الجلوس ، ولا تزعج نفسك بتنظيف الصحون فسانظفها لاحقاً .
لم يطرق هوارد الموضوع الذي شغل رأس أخته طوال الوقت ، إلا بعد ان تمدد في مقعد مريح ، و أشعل سيكاراً من أحد العلب التي جلبتها معها . وعندما سأل كان سؤاله أشبه بالعفوي :
-ايمكنك استخدام نفوذك لدى اليسر دوغلاس ليستر من أجلي ؟ أعلم أنه في الوقت الحاضر مشغول بشؤون السوق المشتركة ، و لكنه مدير عدة شركات و أحسبه إن طلبت منه بلطف سيؤمن لي وظيفة ما في مكان ما.
هذا تماما ما توقعت ، وعلى أساس هذا رتبت مناقشتها معه .. فقالت بلطف لئلا تجرح مشاعره :
-آسفة هوارد ،لقد ناقشنا هذا الأمر سابقاً . و الجواب ما زال " لا " وكما قلت سابقاً ، أكره أن أفرض نفسي على رب عملي .
مال إلي الأمام بغية المزيد من التأثير :
-لا تطلبي منه ذلك كسكرتيرة بل كصديقة ، إنه يقدرك كثيراً وقد اعترف أكثر من مرة بأعتماده الكامل عليك . بل سمعته مرة يتغني بمدحك أمام زميل له قائلاً : " تملك راوينا مقدرة فائقة و إخلاصاً لا شك فيه ، و هذا في بعض النساء مخيف ولكنها تقوم بكل سحر الأنثي "
ارتفع ذقنها الصغير بعناد ، و لمعت عيناها العنبريتان :
-وماذا ... ؟ اتقول إن عليّ الضغط عليه ليجد لك عملاً ؟
-----------------------------------
بلغ سخطه حداً كبيراً دفعه إلي إطفاء السيكار بغضب :
-لا تكوني سخيفة ! لا أطلب منك إلا تلمحي له تلميحاً، استخدمي سحرك انوثتك ، إبكي قليلاً على كتفه و صبي متاعبك و قلقك من شقيقك الأصغر الذي يملك مواهب كثيرةو الى من يحتاج من يساعده في ارتقاء أولى درجات السلم . لا أطلب منك إلا فرصة ... فرصة واحدة أختاه !
هبت علي قدميها واقفة و راحت تذرع الغرفة في محاولة لتنفيس الغضب الذي بدأ يتعقد في داخلها ... وما هي إلا لحظات حتي ارتدت على عقبيها نحوه تهاجمه :
-انت لا تعرفني إن ظننت أنني قد أغوص إلى هذا الدرك ، فرب عملي يضع في اولويات مقدرتي و مواهبي ، و قدرتي على مواجهة المشاكل ببرود و هدوء و تعقل . فكيف ستكون ردة فعله ، لو انهرت فجأة على كتفه و سالت دموعي ؟ استخدم خيالك هوارد ! لن أبدو حمقاء فقط ، بل سيحس السير دوغلاس بالإحراج !
تقدم إليها ليقف غير بعيد عنها بحيث يتسنى له ان يمعن النظر في وجهها المضطرب . كان الشبه الخارجي بينهما و هما يقفان معاً ضمن دائرة ضوء المصباح المعلق فوق رأسيهما ، ظاهراً . فلكل منهما شعر اشقر فضي و جسد نحيل و لكن فيما كان فمه رقيقاً ، كان فمها مكتنزاً يدل بأدل طريقة على التصميم الذي ينعكس أيضاً في عينيها العنبريتان اللامعتين لمعان الكهرمان و هما تتصادمان مع عينيه الزرقاوين الشاحبتين قال بعد صمت و كأنه يتهمها :
-لن يكون أبداً كالحرج الذي يصبني و انا أقف في نهاية صف طويل ممل ! أنت قاسية أنانية راوينا .. فكل ما تريدينه وقع بين يديك مباشرة : وظيفة مهمة وسفر الى الخارج و راتب جيد يخولك الحفاظ على هذه الشقة التي سمحت لي بشهامتك بمشاركتك إياها .. يا لك من محظوظة ! محظوظة جدا يا أختي .
-وكلما عملت إزداد حظي و عظُم
قاطع سخريتها بحدة :
-وفري عليّ سماع هذا ! لو كان وضعنا معكوساً و كنت أنا من جنى فوائد التعليم الكثير الكلفة ، لما جعلتك تتوسلين فتات مائدتي ! لو أن لي وظيفة محترمة لاستطعت أن أحصل على شقة لنفسي ، و لكان في جيبي مال و ها أنا بدأت اشك انك تفضلين ان ابقى كما انا معتمداً كل الأعتماد على إحسانك . أتشعرين و الحال هذا التفاخر ؟ هل أنت واحدة من النساء المكبوتات المحتاجات إلى الشعور بأن الآخرين بحاجة إليهم ليرضين غرائز الأمومة المحبطة ؟ أنت جميلة يا أختي ..أعترف لك بهذا و مع ذلك ، لم أر لك صديقاً دائماً و لم أشهد لك علاقة أقمتها .. فهل أخبرك السبب ؟ إن برودتك و رفعة منزلتك اللتين تظهرينهما هما تصدان الرجال .. و يجب أن تخلصي نفسك منهما ،أما أنا فلست مستعداً لانتظار وقوع الأعاجيب . سأقطع الرباط الذي يربطني بميدعتك و مئزرك . أريد حريتي . أريدها الآن ! صديقني ..و عليك لصالحك أن تساعديني في الحصول عليها !
*************
نهاية الفصل الاول


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:40 AM   #3

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

2 - الطاعون الأسود
لم يغمض لراوينا تلك الليلة جفن لأن تبدل تصرفات هوارد نكأ جرحاً مؤلماً عليها أن تعاين خطورته . فالنجاح كما اكتشفت في بداية حياتها المهنية ليس السبيل الأفضل للصداقة ، بل الكراهية و الضغينة ، و الخبث و تعمد الأذى هي الثمن الذي يجب أن يدفع المرء لمجرد الجرأة على الحلم ، فما بالك بتسلق القمة ، إن الصداقة عند راوينا تعني الالتزام التام و الأخلاص الصرف و المشاركة بالفرح في السراء و الأحساس بالشفقة العميقة في الضراء و لكنها وجدت الصداقة في مفهوم الآخرين مختلفة.
كانت سهام الغيرة قد تركت آثارها في مشاعر الرقيقة حتي تراجعت في النهاية إلى قوقعة من عدم الاهتمام المنعزل ... إنها تضع ثقتها في شخص واحد تعلم حقاً إنه يهتم بها : هوارد . ولكنه هو أيضاً خان ثقتها به ... إن غريزتها دفعتها للتخفي وراء واجهة باردة من اللا مبالاة أثناء حوارهما ،أما الآن وهي في عزلة غرفتها فقد اطلقت العنان لدموعها الحارقة و كان أن هزت التشنجات جسدها النحيل المتمدد فوق الفراش و راحت تغرق في موجات متلاحقة من الذهول و الأرتباك ، تحس إنها خائفة ، مهجورة و إنها قطعة من حطام بشري يتلاطم علي الصخور بلا مرساة .
حين انضمت في الصباح إلي هوارد لتناول الفطور ، كانت قد استعادت هدوءها ظاهرياً و كان الذنب الذي يشعر به يجعله متوتراً . و لكن البسمة اضاءت عبوس وجهه حالما قالت له بصوت متزن خفيض :
-قررت أن افعل ما طلبته مني .. سأتصل بالسير دوغلاس لأسأله إن كان قادراً على إعطائي بضع دقائق من سفره إلى منزله الريفي .
-هذه انباء رائعة يا أختي !
تحرك نحوها ، لكنها تجنبت عناقه و ذكرته في الوقت ذاته ببرود :
-لكنني سأقوم بذلك بدون قناعة لذا أريد وعداً منك ، وعد شرف ، أن تبذل جهدك للنجاح في العمل الذي قد أنجح في تأمينه لك بمساعدة السير دوغلاس .. فليس مستقبلك وحده في خطر ، بل مستقبلي أنا ،فإن فشلت بعد توصيتي بك فلن استطيع الاستمرار في العمل لأنه عندما يراني أهلاً للأحكام الصائبة .
-أعدك أختاه .. لا داعي للخوف من هذا . فلا احتاج إلا لبداية حقيقية تخولني الانطلاق ، و سأثبت لك أنك لست الوحيدة في العائلة من يستطيع الوصول الى القمة !
رد السير دوغلاس بنفسه حين اتصلت بمنزله :
-راوينا عزيزتي .. بالطبع سأقابلك .. فوراً إذا أستطعت . وينفرد تقول إن عليها توضيب الحقائب و هذا يعني أن أمامي ساعتين قبل السفر .
تعلثمت راوينا و هي تشكره و لكن بعدما أقفلت السماعة أسرعت تطلب سيارة أجرة . و ما هي إلا ربع ساعة حتي كانت أمام منزل السير دوغلاس اللندني الأنيق ، و ما هي إلا لحظات أخري حتي كانت تدخل مكتبه حيث كان ينتظرها .. ألقى عليها نظرة حادة حاذقة تشير إلى أنه فهم أن سكرتيرته الهادئة عادة ، في حالة عصبية مجهدة .. و لكنه لم يشير إلى هذا بل تريث حتى جلست و قال لخادمه :
-أحضر لنا القهوة و البسكويت ، أرجوك روبرت .
-------------------------------------
لوح بيده رافضاً احتجاجها ، وترك الحديث يدور بينهما حتى عاد الخادم و بعد ذلك استقر في مقعده و قال يحثها :
-ما الأمر يا أبنتي .. أهنالك ما يقلقك ...؟
ارتشفت جرعة من القهوة ، ثم وضعت فنجانها على الطاولة قريبة فعاودت تغطية عصبتها بصوت مبالغ في مرحه ، رن مزيفاً في أذنيه ، فبدأت بلاعتذار :
-أحس أن وجودي هنا عبء ثقيل سير دوغلاس . لقد كنت لطيفاً معي دائماً في الماضي و كريماً و متفهما أيضاً و أحس بالخجل لأنني سأقدم على طلب معروف منك .
مال إلى الأمام يشجعها :
-لم تتلقي مني شيئاً لا تستحقينه ، أنت تسيئين تقدير قيمتك لديّ .. الغبي وحده لا يكافئ موظفة قديرة كفؤة مساعدة مثلك ..فلولا أخلاقك الجميلة ..و استعدادك لتحمل المسؤوليات إلى ابعد مما هو متوقع من سكرتيرة ، لوجدت الأشهر الستة الماضيه عبثاً لا يطاق يا عزيزتي ، أنا مدين لك بالكثير ، لذا سيكون مطلق طلب تطلبينه سبيلاً لأقدم لك مساهمة صغيرة تخفف من عبء ما أكن لك من أمتنان .
طفرت الدموع في عينيها و لكنها كبحتها بسرعة ووجدت نفسها غير قادرة على الكلام أما السير دوغلاس فشغل نفسه بملء فنجانه ثانية و لكن فضوله أثاره قلق الفتاة التي شاركته علاقة الرئيس بالمرؤوس و مع ذلك بقيت بالنسبة له لغزاً مغلقاً .
في البداية تردد في قبول اقتراح زوجته القاضي بأن يطلب راوينا بمهام المضيفة اثناء غيابها فقد تعلم خلال سنوات عمله الطويلة ان من الحكمة إبقاء كل الموظفين علي مسافة من الصداقة .
ففي الماضي أساء الكثيرون ممن منحهم بعض الصداقة اليه ولكنه اكتشف ان الامر مع راوينا هو العكس فهي التي تركت حواجز التحفظ بينهما ، و ملأت فراغ الذي خلفته زوجته ، واكتسبت التقدير من ضيوفه الاثرياء بسبب الطريقة التي لبت فيها حاجاتهم . ومع ذلك ، و على الرغم من اعتماده هذا عليها ، لم تتخط الحد بالتطفل على علاقتهم و اعمالهم .
عندما بدأت تجبر نفسها تدريجياً على الكلام ، كان اهتمامه قد زاد ..قالت مترددة :
- لا ادري اذا كنت تذكر ان لي اخاً نصف شقيق هو اصغر مني .
هز رأسه نافذ الصبر لتتم كلامها وقال معلقاً :
- كان في الخامسة عشر حين مات ابواكما . اليس كذلك ؟ و منذ ذلك الحين وضعت على عاتقك مسؤوليته .
ابتلعت ريقها بصعوبة :
-أجل .. و لكن لسوء الحظ ، لم انجح في حمل مسؤولياتي . فمع انه يملك عقلاً راجحاً كات تعليمه قليلاً . ظل اخي حتى مات والده في مدرسة خاصة و لكن بعد وفاة والده لم اجد الا راتبي و بما انه لم يكن يستطيع تغطيه نفقات المدرسة الخاصة ، اضطررت للاعتماد على التعليم الرسمي . و بالطبع هزه هذا الانتقال وهو حتى الآن على الرغم من بلوغه العشرين عاماً ما زال يشعر بالاحباط و السخط غير انه مقتنع بأن له القدرة على النجاح لو حصل على فرصته لاثبات نفسه للآخرين .
بدأ السير دوغلاس يرى الصورة فتنهد بارتياح :
-يا فتاتي العزيزة .. هل المعروف الذي تطلبينه هو حقاً هذا الأمر الصغير ، في ان اجد عملاً لأخيك ؟
-----------------------------
اتسعت عيناها العنبرتيان ولول مرة منذ ان بدات تتكلم ، رفعت رأسها تسأله باضطراب :
- امر صغير؟ سير دوغلاس .. ليس لديك فكرة عما يعنيه له هذا الامر بل عما يعنيه لكلينا !
- اذن ن يجب ان نري ما نستطيع عمله . قلت انه في العشرين ؟ فيم برع ؟
- برع دائماً بالارقام .
-واين عمل آخر مرة و في اي مجال ؟
بدات الحيرة عندما راي الاحمرار الذي اجتاح وجنتيها .
- عمل آخر مرة عند الماركيز كالدونيان .. كان مساعد مدير الأملاك .
ارتفع رأس السير دوغلاس بحدة :
-ماركيز اوف كالدونيان ؟ هذا بحد ذاته توصية كافيه . سكوت صديق قديم .
-سكوت ؟ لا .. اظن ان اسمه سايتون .
- صحيح ياعزيزتي إنه سكوت سايتون .. و عائلة سايتون من اقدم العائلات بين قبائل اسكتلندة . عندما ورث القصر و الاملاك كان كل شئ على وشك الإفلاس . نعم لا انكر انه كان هنالك ارث عيني كبير ، الا ان سكوت اصرّ علي الاحتفاظ به .. وهذا ما كان . قصر كالدونيان ليس فقط اكثر القلاع التاريخيه جاذبية ، بل هو الآن جزء من املاك تعتبر عالمياً مثالاً على الديناميكية في الادراة . وقد تبين لحسن الحظ ان سكوت زراعي قديم يميل الى تطوير العمل . ولقد قام بمشروع طموح يقتضي اعادة تشجير منطقة الغابات ، و تحديث المزارع ، و مشكور على ما قام فبفضله اضحت املاك كالدونيان املاك زراعية مزدهرة ،لاشك في ان اخاك اخبرك بذلك ، فما من احد عمل مع سكوت الا و اضطر الى الاعجاب بشجاعة هذا الرجل و تصميمه .
كان في كلام السير دوغلاس علامة استفهام ، و لكنها قررت تجاهلها . فلن تتمكن من الاعتراف بان هوارد قد اساء وصف رب عمله السابق .. و الامر محير .. وظلت على حيرتها حتى تذكرت ان السير دوغلاس ينظر الى الماركيز من زاوية رب عمل لا من زاوية الموظف و هذا يعني انه لا يعرف شيئاً عن تصرفات هذا الماركيز مع من يعملون عنده من سيئي الحظ !
جلس السير دوغلاس وراء مكتبه :
-و الآن الى العمل ! قولي لاخيك ان يحمل هذه الرسالة الى مؤسسة محاسبة سأدون اسمها و عنوانها على الغلاف . آسف لانني لن اتمكن من الحضور و لكن لا تخافي ساكتب في الرسالة توصية لرئيس المحاسبين و هي ستكون سبيلاً ليتلقى افضل معاملة . لقد اعلن عن الوظيفة ، لذلك سيواجه منافسة ، طبعاً .. انما قرار رئيس المحاسبة سيكون النهائي . ان قدم اخوك الانطباع الحسن ساعده هذا الكتاب و اعطاه خطوة لنيل الوظيفة .
ردت بصوت مرتجف ، و قد بدأ السير دوغلاس بالكتابة :
-شكراً سير دوغلاس .. إنه .. بل اننا مدينان لك .
-هراء ما تقولينه يا عزيزتي ، فإن كان يملك نصف ما تملكين من مزايا فسيكون كسباً لاية مؤسسة .
اعطاها الرسالة، فالتقطت حقيبتها بسرعة لئلا تؤخره اكثر من هذا ولكنه عندما كان يرافقها نحو الباب سألها و كانه يفكر :
-بالمناسبة هل ستمكثين في لندن طوال اجازتك ؟
-اجل . اتصور هذا .. فليس لدي خطط محددة.
قطب قليلاً :
-المسألة كل المسألة انني اريد معرفة مكانك فيما اذا جد شيء عاجل . لدي عنوانك ولكن ان قررت الابتعاد فاتركي عنوانك مع روبرت احتياطاً .
--------------------------------------
ابتسمت :
- سافعل طبعاً .
استدارت قبل ان تخرج من منزله قائلة :
- لكن ارجو الا يحصل هذا .. فانت و اللايدي ليستر بحاجة الى اجازة بعيداً عن اية مقاطعة.
-و انت كذلك يا عزيزتي .. و انت كذلك .
لم تكد تستطيع الانتظار حتى العودة الى هوارد .. كانت تمسك بالغلاف في يدها و كانها تخشى ان تفقده ان وضعته في حقبية يدها و عندما وصلت امام منزلها ركضت ترتقي الادراج ثم دخلت الى الشقة كالعاصفة . كان هوارد يجلس ساهماً يحدق الى الخارج النافذة و لكن حين ظهرت تلوح بالرسالة تحت انفه و كانها علم الانتصار ، هب على قدميه واقفاً على وجهه مزيج من التوقع و عدم التصديق . حين قرأ العنوان على المغلف ، عاد ليغرق في مقعده مصدوماً لا يستطيع الكلام فقالت تحثه :
-حسناً .. هل لاقت المؤسسة اعجابك؟
-لاقت اعجابي ؟ السؤال يجب ان يكون اذا كنت انا سلاقي اعجابهم ! انها اكبر مؤسسة محترمة في المدينة .
ضحكت على تعبيره الوجل ، و قالت مازحة :
- اليس هذا ما كنت تطلبه ؟
-طبعا .. ولكن هذه المؤسسة تطلب مواصفات عالية في موظفيها يا اختي ! ماذا نا فشلت ؟
جلست تواجهه و قد تهجم وجهها فجأة :
-سيكون لك المساعدة و التشجيع فهذا ما اكده السير دوغلاس لي وستبدأ من الاسفل ، طبعاً . لكن ان كان عملك مرضياً فلن يكون هناك حدود لما ستصل اليه من مركز . عدني ارجوك بالمحافظة على الوظيفة و ابذل جهدك من اجلي و اجلك . هه ؟
لم تشك في صدقه حين وعد ، بصدق الاطفال :
-لاتخشي شيئاً يا اختاه .. هذه فرصتي الكبرى ، اعدك انني لن افسدها .
امضيا نهاية الاسبوع سعيدة و لكنهما كانا قلقين يحاولان بشتي الطرق ملء الفراغ القائم بين الجمعة و الاثنين . في هذه الاثناء اصرت راوينا على قضاء الوقت بسعادة بعيداً عما قد يعكر صفو هذه السعادة فكان ان قبلت اقتراح هوارد بالاحتفال بتلك الامسية و القيام بجولة على اماكن لم يرياها منذ الطفولة ،اما يوم الاحد فقاما برحلة الى بريتون لزيارة اصدقاء ظلا عندهم حتى منتصف الليل .
عندما عادا الى الشقة قبلها هوارد على جفنيها المثقلين بالنعاس :
-تصبحين علي خير ...اختي! مازال امامي تسع ساعات لاكتشف مصيري ! اذهبي الي النوم .. ولكن اضطرابي سيمنعني من النوم لذا سأقرا قليلاً .
كانت متعبة و لكن سعيدة ، فتوجهت الى غرفة نومها غير انها التفت اليه تحتج :
-هوارد ! يجب ان تستريح . سيكون المسؤولون في المؤسسة انطباعهم الاولي عنك غداً و لا اريد ان تقوم بالمقابلة و الدوائر السوداء حول عينيك ..
-بل سأكون متفجراً حماسة . صدقاً ، انا منفعل انفعالاً كبيراً سيمنعني من النوم .. اريد فقط ان اجلس بهدوء لاتذوق طعم الفرصة المثيرة .. فالنجاح لا يبعد عني سوى ساعات ! و من اليوم فصاعداً ستتخد حياتي منحني جديداً يدفعني الى القمة .
احست راوينا بشئ من الفخر ، حين انطلق في الصباح التالي الى موعده . و على الرغم من قلة الساعات التي نام فيها بدا مشرقاً يقظاً لامع العينين . كانت بذلته المكوية تستقر على جسده النحيل الذي يجعل من ارخص الثياب انيقة . اذا كان المظهر وحده هو المقياس فسيحصل على الوظيفة دون عون السير دوغلاس ..
------------------------------------------
وقفت تراقبه من النافذة و هو يستقل التاكسي الذي سرعان ما ابتعد عند المنعطف . و كانت اناملها بطريقة لا شعوريه تتقاطع برجاء و قد ظلت على هذه الحال حتى عاد بعد ساعة . لم تدرك انها ما تزال واقفة حيث هي متوترة منتظرة حتى سمعت مفتاحه يدور في قفل الباب .
صاحت بصوت حاد :
- حسناً؟ كيف تم الأمر ؟
تقدم منها فلاحظت ان الكثير من الحيوية هجرت خطواته .
-جيدة .. الى حد ما .
-لكن .. ؟
جلس في مقعد قبل ان يرد :
-انهم يطلبون كتاب توصية من رب عملي السابق .
تنفست الصعداء وتقدمت منه تشجعه :
- هذه ليست مشكلة بالتأكيد. فان كنت قد اديت عملك بشكل مرضي . فلا شك ان المركيز سيذكر ذلك في توصيته . ما من رجل يترك الامور الخاصة تسئ الى مستقبل رجل اخر . و من المستحيل ان يكتب توصيه تحط من قدرك لمجرد عدم اتفاقكما .
رد ساخراً و عيناه تعكسان الخوف الصرف :
- الن يفعل ..؟ سنعرف قريباً ، فسيراسله رئيس المحاسبين الليلة .
بعد مرور اسبوع بدا انه لن ينتهي ، وصلت الرسالة ، رسالة قصيرة رسمية تشكر لهوارد تقدمه للعمل ، مرفقة باسف لان المركز لم يعد شاغراً .
كانت راوينا في الخارج تتسوقحين وصل البريد وعندما عادت وجدت الشقة خاويه ، و الرسالة مرمية على السجادة بازدراء ، التقطتها و قرات الجمل المهذبة ثلاث مرات قبل ان تستوعبها تماماً . كان شعورها الاولى الشفقة الخالصة على هوارد .. ثم الخوف .. فهو في الوقت الحالي يتارجح علي الخط الرفيع الذي يفصل بين الاستقرار و عدم النضوج .. و هذا الاحباط يدفعه الى سلوك السبيل الخطأ و قد يرسل طبيعته السريعة الثأر للتارجح فوق سلك مرتفع .
بدات داخليا
يدأت داخلياً تميز غيظاً، حدقت الى الورقة المطبوعة على الآلة الكاتبة ، فتراءت لها الفسحات البيضاء بين الاسطر ، يد سايتون الاسود او من يطلق عليه القريون " الطاعون الاسود " ..ان نفوذه وحده قادر على التغلب على نفوذ السير دوغلاس .. وهو بكل تأكيد كتب اتهاماً مشيناً بحق موظفه السابق .. انه كما قال هوارد ، طاغية دون رحمة ، مجنون سلطة ، لا يتردد في تمزيق نسيج حياة رجل شاب لمجرد اشباع ضغينته الحقيرة .
بعد نصف ساعة ، وصل هاورد الى البيت و لكنها سمعت صوت العاصف يدعو شخصاً للدخول :
-ادخل توبي .. لن أتاخر في توضيب ثيابي اكثر من دقيقة .
غاص قلبها .. توبي كوينز هو القلائل الذين عاد هوارد الى مصاحبتهم بعد فراقه عنهم في المدرسة الخاصة ، و هو شخص لا شخصية له ، مدلل غني لكن لا اصدقاء له يعرفه معهم . و كانت قد اعتقدت ان هوارد تخلى عن صداقته منذ امد طويل .
تحققت اسوأ مخاوفها حين دخلا معاً الى غرفة الجلوس ووقفا امامها تجتاح وجهيهما ابتسامة بلهاء فبادرت اخيها بازدراء :
- اكنت تتسكع معه !
- صحيح تماماً .. اختي الكبيرة و السبب وجيه جداً . اطمئني لا حاجة بك بعد الآن الى دس انفك الانيق في شؤوني فانا راحل ..!
-------------------------------------
شهقت :
-راحل ؟ لكن الى اين ؟
رمي ذراعاً على كتفي توبي :
- في عطلة مع صديق قديم طيب .. هذا .. في جولة طويلة متطفلة الى اوروبا .. لذلك لن استطيع ان اقول لك الي اين .. او متي سأعود .
- لا هوارد .. يجب الا تفعل هذا ! سأدير عملاً اخر .. فرصاً اخرى .
نحاها جانباً ، و تقدم الى غرفته و بدأ يرمي اغراضه كيفما كان في حقيبته فقال له توبي و هوي يتكئ الى جانب الباب :
- لن تحتاج الى الكثير يا بني بنطلون جينز و بضع قمصان تكفي .
راحت راوينا مذعورة تتوسل هوارد حتي يبقى و لكنه ادار اذناً صماء الى كلامها و نصائحها بالابتعاد عن الذهاب لئلا يقع في ورطة كبيرة فيجد نفسه دون مال يحمله الى بلاده و لكنه قال لها قبل ان يخرج :
- لدى توبي من المال القذر ما يكفينا .
ثم اردف بصوت قاسٍ :
- ابتعدي عن طريقي يا اختي .. فانا ذاهب .. من يعلم ربما الى الابد . لقد سئمت حتى الموت من هذه البلاد اللعينة وروابط الوراثة الضيقة ، و المجتمع المعادي الذي ما ان تزعج احدهم فيه حتى ينزعج الاخرون .. و لقد انتقم مني ذلك الطاعون الاسود ولن اتمكن من الحصول على وظيفة لائقة في نطاق نفوذه لذلك يستحسن ان اسافر .. وداعاً اختاه .. سأراسلك .
بعد ساعات من البكاء راحت تعيد ترتيب ادراج خزانته فوجدت الصحيفة لابد انه دسها بين اغراضه حين غادر اسكتلندة . كان عمرها لا يقل عن اسبوعين ، مليئة بالاخبار المحلية و بمقلات زراعية ، و اعلانات مبوبة كان احداها مميزاً لانه كان مربعاً بارزاً يضع كلمات جافة متسلطة كالرجل الذي طلب نشرها :
" مطلوب سكرتيرة للعمل في املاك ريفية نائية ليس فيها اضواء او تسلية ابداً . مطلوب من الكفؤات التقدم للعمل علي ان تتم المراسلة على العنوان التالي : قصر كالدونيان دمفري شاير "
اعادت قراءة مرات ومرات حتى استوعبت الرسالة . و عندها هدأت مشاعرها المنفعلة المتقدة و راحت تلح عليها شوقاً للانتقام....
******* ******
نهاية الفصل الثاني


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:41 AM   #4

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي



التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 20-12-17 الساعة 10:15 PM
Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:42 AM   #5

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

4 - لعنة الساحرة
بعد اسبوع على هذه الاحداث ، فوجئت راوينا ، لأنها وجدت نفسها ما تزال موظفة عند المركيز ، فبعد انفجارها الغاضب المتهور الذي ندمت عليه فيما بعد ،توقعت ان يتخلص منها في الصباح التالي و لكن لسبب حيرها سمح لها بالبقاء .
كانت أليس تردد اماها مثلاً مأثوراً يقول : هناك اكثر من طريقة لسلخ القطة ! و لقد فسرت راوينا هذا التعبير على ان هناك طرقاً مختلفة لاتمام اي عمل و فيما يختص بالقصاص ثمة طرق كثيرة لتنفيذ و المركيز يعرفها كلها .
ظلت اسبوعاً كاملاً تواجه معركة ارادات فمن جهته مال لدفعها الى العمل حتى الاعياء و من جهتهتا صممت الا يشعر بالرضى عندما يسمع كلمة احتجاج تقولها . صبيحة يوم الاثنين تبعت طيفه المتهجم الى مكتبه و هناك اشار الى طاولة مكدسات بالملفات : فواتير ، ايصالات ، كشوفات حساب و آلة تسجيل تحتوي شريطاً طافحاً بالرسائل ، هذا عدا شريطين آخرين حافلين ايضاً بالرسائل كانا قرب الآلة.
رمى لها دفتر عناوين امام الآلة الطابعة ، ثم دخل غرفة مكتب مجاور ، قائلاً بإبتسامة مخادعة خبيثة :
- نادني ان احتجت شيئاً .
ولقد احتاجت و لكنها لم تناده.
كافحت لتفك رموز عمل لم تعتد عليه فامعنت النظر و الدراسة لئلا يجد سبيلاً الى اي شكوي . قضت الأيام الاولي محبطة احباطاً تاماً لكنها تدرجياً راحت تحمل اليه اكواماً من البريد الجاهز و كانت في كل مرة تعود دون ان يقول لها كلمة تقدير و دون ان يشكو ان عملها ،وما ان حل يوم الجمعة حتى وجدت انها بدأت تتمتع بمهارتها في انجاز هذا العمل الصعب و ما عزز غرورها كسبها جميع الجولات في هذه المعركة .
في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعة الحار الرطب دخل مكتبتها يعرج . . فحضرت نفسها تلقائياً للمعركة و راحت تنظر الى جسده البرونزي المفتول العضلات التي برزت تحت قميص من الحرير مفتوح الياقة . نظرت اليه بعيني قطة مرتابة و لكن فروها عاد الى نعومته عندما سمعته يقول :
- توقفي عن العمل اليوم فالطقس اللعين حار جداً، ثم يبدو انك قد انهيت معظم العمل المتاخر .
كانت جملة متكلفة ولكنها تكاد ان تكون تقديراً ! الاان قوله هذا لم يمنعها من الرفض الذي قصدت منه الأساءة و العناد.
- سأكمل العمل فترة اخرى . . . هناك ...
- بالله عليك ! وفري عليك هذا التظاهر الانوثي بالتضحية و افعلي ما اقول ! ضعي الغطاء على الآلة الكاتبة و اذهبي .. الآن !
هبت على قدميها واقفة بخوف مخز و لكن ذلك لم يمنعها من رفع رأسها بشموخ قبل ان تخرج لتواجه ابنسامات رجال كانو يعملون قريباً بحيث استطاعوا سماع اوامر السيد ترن عبر نوافذ المكتب المفتوحة و لكن الابتسامات كانت ابتسامات اشفاق كما اكتشفت فحين مرت بجماعة تنشر الاخشاب قال احدهم و هو المسؤول :
- لو سلكت هذا الطريق آنسة وصلت الى سقيفة صيفية تطل على شلال.. و هي ابرد منطقة في الاملاك كلها اؤكد لك .
---------------------------------
تضرج وجهها فقد اثارتها الكلمة اللطيفة الاولى التي تسمعها منذ اسبوع:
- شكراً لك . . اقلت من هنا ؟
- اجل آنسة، في الممر اسهم تشير اليه و لكن لا يسمح للزائرين بدخول السقيفة الصيفية ،فلإنها قديمة جداً يجب ان تحمى من الضرر ان انتظرت لحظة احضر لك المفتاح، فأنا واثق ان صاحب السعادة لن يمانع.
و فيما تنظر بريبة الى ظهره الذي كان يعطيه للمكتب، ترددت لانها توقعت ان يرفض صاحب السعادة و لكنها دهشت حين عاد الرجل وهو يحمل لها المفتاح :
- هاك آنسة ..تأكدي من اقفال الباب ثانية و اعيدي المفتاح الى السيد بعد عودتك .
كان الطريق يمر في غاية بهيجة، سارت فيه راوينا ببطء، تنشق عبير زهر الشجيرات الكثيفة حولها، عندما وصلت وعلى غير توقع الى وهاد منخفضة مكسوة بازهار برية عطرة الرائحة اغرتها نفسها باستكشافها ما بعد الممر لكنها قاومت اندفاعاً الى الهيام على وجهها في احضان العشب المرتفع لئلا تضيع في هذه الأملاك الضخمة التي بدت لها بلداً بحد ذاتها .
راح الممر يرتقي صعوداً، ثم انجلى عن فسحة احتل وسطها بناء مستدير ذو سقف مخروطي الشكل.. تقدمت منه بفضول و استغراب و قد حيرها تركيب الجدران ذات المنظر غير مالوف ثم اقتربت لتلمسها و عندها شهقت بذهول لانها اكتشفت ان هذه الجدران مصنوعة من القش .. كان البناء عبارة عن هيكل متين محبوك يعلوه سقف من قش كذلك .
فتحت الباب بلهفة و دخلت و سرعان ما انجذبت الى فتحة لها شكل نافذه خالية من الزجاج ،نظرت الى الخارج فسحرها منظر ممر صخري يضيق في اسفله الذي يقبع عند شلال يترقرق مندفعاً نحو الصخور المنتشرة حوله .
في هذه اللحظات احست بالرضى و بالسعادة العامرة ،كان الجو حولها ساحراً فقد رأت في هذا المنزل قروناً من التاريخ النضالي الممزق، كما رأت فيه واحة امن لمن سكنه من عائلة كالدونيان فهو مكان يأو اليه سوى اشخاص مرحين سعداء.. مكان ،ربما شارك فيه زوجان فرحة الاتحاد مجدداً بعد طول فراق، مكان كان الاحبة فيه يلتقون و الاطفال يلعبون .
تمطت باسترخاء و كسل ... انها نعمة من الله ان تأخذ قسطاً من الراحة من جبل المراسلات الضرورية لإدارة مثل هذه الاملاك الواسعة . فامتداد و تنوع مصالح السعادة ادهشها من خلال الرسائل التي مرت بها علمت الي اي مدى يستغل املاكه.. فالغلال التي تجمع من الاراضي تنقل الى معامل و اسواق و الملفت للنظر ان الخدم و التابعين وظفوا فقط لتأمين الخدمة الجيدة للزائرين الذين يودون التمتع بصيد السمك و الذين ينفقون مالاً وفيراً مقابل الامتيازات التي يتلقونها لايجاد ما يحبونه اصطياده في انهر مليئة بالسمك على انواعه و لكن لبعض هؤلاء الزائرين هوايات اخرى تنحصر في التفتيش عن الصيد البرّي و هم لقاء السماح لهم بالتجول في الاحراج و الوديان يدفعون ثمناً باهضاً ايضاً.
ان مبلغاً ضخماً من العائدات يتدفق على خزينة القصر من الزائرين الذين يتوافدون من كل حدب و صوب لإبداء إعجابهم بالقصر من الداخل و لكنهم اثناء تجولهم في القصر يشترون المرطبات و الكتب و الصور و اشياء يدوية الصنع و وشاحات صوفية حيكت يدوياً كما يشترون في تلك الاثناء حيوانات حفرت على رؤوس ذكور غزلان المحفورة في الخشب كذلك ،هذا عدا الحلي المميزة او الحلويات اللذيذة التي تصنعها ايادي عمال الاملاك و زوجاتهم .
---------------------------------
حين قاطع صوت احلام يقظتها، انتفضت متسائلة من هو صاحب هذا الجسد النحيل الصغير الذي ظهر وكأنه اختراع خيالها .. لكنه ليس خيالاً .. فها هو يحييها مرة ثانية.
- مرحباً.. انا ريموس سايتون، من انت ؟
- اسمي راوينا هافرشام و انا اعمل لدى صاحب السعادة .
لم يظهر وجهه الضغير الوقور الدهشة او الاهتمام ان هذا الواقف امامها لا يزيد عمره عن الستة او السبعة اعوام ولكنه رغم ذلك ليس فيه ذرة من الطفولة، فهو يبدو رغم شعره الاحمر كبرفيسور وقور.
- فهمت.. انت إذن سكرتيرة عمي سكوت الجديدة .
- وهل صاحب السعادة عمك ؟
هذا هو ابن الاخ الذي ذكره هوارد اذن، ابن اخ المركيز و الغريب انها لم تصادف احداً منهما في الاسبوع الماضي ،ولكن من اين لها رؤيتهما و العمل كان يبقيها في المكتب طوال النهار ،اما في الليل فكانت وجبات طعامها تقدم لها في غرفة صغيرة في الطابق السفلي وكانت كل مساء تشعر بالسعادة عندما ترمي نفسها في الفراش باكراً قدر المستطاع لتستعيد قوتها لعذاب اليوم التالي .
مدت يدها تقاوم ابتسامة :
-كيف حالك ريموس ؟ انا سعيدة بالتعرف اليك .
امسك يدها و هزها قليلاً :
- وانا سعيد ايضاً.
كان هدوءه الوقور موروثاً ، و ليس تظاهراً كما ظنت في البداية لذا وجدت تصرفاته غريبة جذابة حذرة كعادة اطفال الاقطاعين و هذا ما احزنها بطريقة ما .
دنا منها لينظر ايها بعينين واسعتين قبل ان يسأل باهتمام يكاد يكون ابوياً :
- ايعجبك العمل عند عمي ؟ يعجب العمل بعض الناس و لا يعجب بعضهم . هذا يعتمد علي ما اذا كانو يقفون الى الجانب الصحيح ام الخاظئ .
- انا .. اجد العمل مسلياً .
بدا خائبا الامل :
- الست خائفة منه .. اذن ؟
- يا الهي ! لا ! وهل يجب ان اخاف منه ؟
هز رأسه :
- اظن هذا يقول ابي ان على من يعمل عند عمي سكوت ان يكون جلده سميكاً كجلد وحيد القرن و ان تكون قوته قوة ثور ..و انت تبدين رقيقة لطيفة و هو سيء الطباع ،انما هذه ليست غلطته في الواقع كل ذلك بسبب اللعنة .
- اللعنة ؟
- اجل .. لعنة عائلة سايتون .
اعتدل في وقفته فنظرت اليه مذهولة مما تسمع .
- لقد اخبرتني ماريان كل شئ عنها .. فإحدي جداتها كانت ساحرة ..اتعلمين هذا ؟
حين هزت رأسها نفياً سارع ليوضح لها الأمر :
- اجل ..و بسبب جرائمها في الشعوذة ربطت الى وتد حتى خنقت ثم احرقت ..و تظن ماريان ان جدتها هذه هي التي رمت اللعنة على عائلة سايتون ..و لو كانت ماريان موجودة قبل مئات السنين لأحرقت على الارجح مربوطة على وتد ..فهي تملك قدرة الاستبصار و التنبؤ المسبق بما سيحدث .
--------------------------------------
- اوه ... لا اعتقد ذلك ...
لكن احتجاجها قطع :
- لقد عرفت بموت كلبي الصغير اخبرتني انه سيموت قبل اسبوع ! يجب الا تهزئي من قدرات السحرة ! هذا ما فعله اجدادي و لذا اصبح عمي سكوت اعرج !
اتسعت عيناه و هو يتكلم فسارعت راوينا تحتج خجولة من نفسها لانها سمحت لطفل بالتمادي الى هذا البعد :
- اوه ... حقاً ..
لكن عناد سايتون اظهر نفسه من الذقن الصغير الذي ارتفع عندما لاحظ عدم تصديقها له فقال مصراً :
- منذ قرون بعيدة استخدمت عائلة سايتون كالدونيان جدة ماريان بسبب قدرتها على قراءة الغيب مستشارة ..بعد استعادة الملك تشارلز الثاني عرشه عام 1660 استدعي زعيم عائلة سايتون الى لندن ليقوم بعمل خاص بالدولة تاركاً زوجته في القصر و بما ان زوجها تأخر في اتمام عمله طلبت اللايدي سايتون عرافتها ان تقول لها ماذا يفعل زوجها .. في البداية رفضت ان تقول .. و لكن اللايدي اصرت على المعرفة و مع ذلك اصرت على الرفض حتى قالت الحقيقة اخيراً اثناء اجتماع قامت به عشيرة سايتون في القاعة الكبرى في قصر كالدونيان .
" سيدك لا يفكر فيك و لا في اولاده و منزله . انا اراه يحيط ذراعيه سيدة شقراء واضعاً يدها على شفتيه !" ولأن اللايدي كانت تشك في هذه الحقيقة المخزية غضبت فصبت حقدها علي العرافة المسكينة و حكمت عليها بالموت بسبب تنجيمها فاخذت المسكينة تتوسلها لانقاذ حياتها و لكن حين رأت ان اللايدي سايتون لن تغير رأيها .. تكهنت لها بالمزيد و كان بمثابة اللعنة .
اردف الصبي بصوت مرتعش بارد بعث القشعريرة الي نفس راوينا :
" انني اري المستقبل البعيد و اقرأ فيه ان هناك سقوطاً مريعاً لمن يضطهدني ..اري ان في كل جيل من اجيال العائلة " سايتون الاسود " و " سايتون الاحمر " الاحمر سيتملك السحر و الفتنة تعويضاً عن قلة ثروته ..اما الاسود فسيرث كل ما يحق للابن البكر اضافة الى حمل كبير من سوء حظ اخيه و الدليل الذي يعرف به كل واحد منهما التشوه فالاحمر سيحمل اصبعاً مشوهاً و الاسود ستكون قدمه مشوهة ... ! "
رفع يده ليبرز اصبعاً ملتوياً امام عينيها :
- الست محظوظاً لانني ولدت احمر ؟
غطت راوينا عينيها بيديها خائفة وجلة :
- توقف عن هذا !
احست بالغضب الشديد من ماريان التي ادخلت الى رأس هذا الطفل مثل الخرافات الخيالية التي راح يكررها كالببغاء و لكن سايتون الاحمر نظر اليها بخبث راضياً عن عنف ردة فعلها .
- قلت لك لاتسخري ! انت تصدقيني الآن .. اليس كذلك ؟
- اصدقك ؟ انا لم اسمع قط مثل هذا القدر من الهراء ! سأكلم ماريان في هذا الصدد فلا يحق لها ان تملأ رأسك بمثل هذه القصص السخيفة !
------------------------------
فيما كانت تهب واقفة شعرت لسبب مجهول بأنها ثأرة ثورة لا تطاق اما هو فوقف يواجهها قائلاً :
- انها ليست سخافات .. حينما اصبح صاحب السعادة فسأشرف بنفسي على معاقبتك بسبب ما قلته !
على الرغم من حداثة سنه او ربما لهذا السبب بالذات احست راوينا ان مثل هذه العجرفة يجب الا تمر بدون ردة فعل .
- حين تصبح صاحب السعادة ؟ لكن هذا امر بعيد الاحتمال فعمك ما زال شاباً و هو دون شك سيتزوج و يرزق اطفالاً ستكون لهم الافضلية.
نظرته المحقرة لها و الساخرة منها لم تهيئها نفسياً لرده فعله المفاجئ :
- عمي سكوت لن يتزوج ادباً .. ما من امرأة ترضى بحمل طفله المشوه حتى ولو تمني ذلك ..و هو لن يفعل .
اغضبها رأيه الواعي و تماسكه غير الطفولي هذا التصريح الاخير لا يمكن ان يكون استظهاراً عفوياً و لا يمكن ان يتوصل اليه بقوة منطقه .. بل لا بد ان يكون نتيجة استراقه السمع لاحاديث الكبار .. الكبار الذين كان عليهم ان يكونو اكثر حكمة و تعقلاً لئلا يضعوا مثل هذه الافكار المشينة في رأس طفل صغير وحيد ،يُترك كثيراً لأفكاره الخاصة حيث يدفعه السأم الى اخذ اقوال الخدم علي محمل الجد .
وضعت يدها فوق كتف ريموس بقوة جعلته يئن ألماً، فقالت آمرة و لهيب الغضب يحذره من العصيان :
- اصحبني الى والدتك .. لدي كلمات اقولها لها .
رد عابسا :
- لا تعيش والدتي معنا .
- والدك اذن .
فجأة سقط قناع النضج عن وجهه و اصبح صبياً صغيراً مضطرباً و قال متعلثماً :
- لست واثقاً اين اجده .. ثم هو لا يحب ان ازعجه .
- و انا واثقة انه لا يحب ان تزعجه ! .
و تلاشي غضبها عندما رأت الاسنان الصغيرة تعض على الشفة السفلي المرتجفة ، فأنحنت تحضنه قائلة ، بعدما قررت تغيير اسلوبها معه :
- دعنا نلعب لعبة التفتيش عن الكنز و إن اول من يجد اباك منا ، تتحقق له امنية !
بدا لحظات مشتت الافكار ، كان كأن جزءاً منه يبحث عما تبقى له من نضوج مصطنع و الأجزاء الاخرى تميل الى لعب العاب الطفولة و فازت الطفولة :
- حسناً .. أظنه في المسبح، تذكري ان اول من يجده هو الرابح !
عندما انطلق راكضاً تبعته و هي لا تدرك اخطار الاحساس بمثل هذه المشاعر القوية من الغضب بسبب " سايتون الأسود " الرجل الذي اقسمت ان تكرهه !
*****************
نهاية الفصل الرابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:42 AM   #6

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

5- الاسد المجنح
خرج ريموس من الغابة الى حديقة ورد غارقة بأشعة الشمس فمر بملعب تنس ثم اختفى داخل بستان و كانت راوينا في إثره طوال الوقت تشاهد جسده الصغير و هو يسير ملتوياً بين اشجار الفاكهة و لكنه حين دار حول صف من اشجار كبوش العليق البري غاب عن بصرها اما صوته المنفعل فظل يقودها الى مكانه و مان ان وصلت الى فسحة خالية شاهدته يقف فيها امام حافة مسبح قديم الطراز لم يكن سوي حفرة عميقة في الأرض يحيط بها بضع احجار وردية اللون كحجارة القصر ،و ست درجات خشبية تقود الى الماء الذي على الرغم من حرارة اليوم بدا بارداً بسسب افتقاده الى اشعة الشمس .
كان جسد نحيل يشق الماء عندما سمع صاحبه الصوت المنفعل الصادر عن الطفل ،ارتفع رأسه الاحمر البراق فوق الماء و بدا صاحبه السباحة نحو الدرج الخشبي .
- لقد ربحت آنسة هافرشام .. لقد رأيته اولاً .. و سأنال امنيتي !
- اجل عزيزي .. ستحصل على ما تريد .
ربتت رأسه بمحبة عن غير وعي تتساءل و المواجهة الآن كانت وشيكة كيف ستصيغ احتجاجها الغاضب بدبلوماسية ،حين سمعت صفير الاعجاب ادارت رأسها بأتجاه والد ريموس التقدم نحوها .. قال لابنه مهنئاً :
- حسناً فعلت يا بني الكبير، اما زال هناك جنيات جميلات في اعماق الغابة ؟
حاولت راوينا السيطرة على تضرج وجهها فنظرت الى الرجل بثبات و عندما أطمأن قلبها لما راته ، فقد اعتلت هذا الوجه ابتسامة فاتنة تعبرعن تاثير صاحبه بما يراه، كانت عيناه مرحتين عابثتين واثقتين مع ان عليهما ان تكونا مرتبكتين و هما تجولان على جسدها النحيل بعد تجربتها مع كلمات الغزل التي كانت تتلقاها من الاستقراطين الشبان .استطاعت مواجهته باتزان بحيث ادرك على الفور ان سيل سحره و فتنته قد ارتد عنها اسرع من تبخرالبخار الماء عن جسده تحت اشعة الشمس الحارقة ، فارتدت بسمته قليلاً وهو يمد يده ليتناول المنشفة هازاً كتفه هزة خفيفة توحي بانه يقنع نفسه بأن ليس بالأمكان اكتساب كل شئ !
لوت فم راوينا شبح ابتسامة ملؤها الريبة، ليس هذا الرجل بمقاتل فهو يحب ان تقع الاشياء بين يديه ،و هو قطعاً ليس من عيار اخيه الذي لا يقهر .
رنت ضحكة ريموس المفعلة بالغبطة :
- انها ليست جنية ابي .. هذه الآنسة هافرشام سكرتيرة عمي سكوت !
- صحيح! كنت سأقسم ... ! حسناً! علي اي حال كيف حالك آنسة هافرشام سمعت منذو اسبوع بوصولك لكنني بدأت أظن ان معلومات مغلوطة اين كنت مختبئة بحق الله ؟
قاطعه ريموس :
- وجدتها في السقيفة ابي .. و تسابقنا بحثاً عنك و لقد كسبت ،لذلك سأحصل على امنية !
رفع حاجبه متسائلاً و تمتم :
- بحثاً عني ؟ هذا يرضي غروري !
--------------------------
ردت بسرعة :
- اجل .. لدي ما يدفعني الى التحدث اليك .
ابتسم لها :
- نادني جاك .. و انا سأناديك ... ؟
- راوينا .
- حسناً راوينا .. ان انتظرت بعض الوقت ريثما ارتدي ملابسي تحظي مني على كامل اهتمامي و انت ايها الشاب الى الغداء .. الم يحن موعد غذائك ؟
عكس وجه الصغير خيبة امله و لكنه لم يحاول المجادلة . راقبته يسير على مضض نحو القصر فاحست مجدداً بتصاعد غضبها .. فالصبي مهجور منقطع عن المجتمع و كأنه يتيم .
حين عاد والده مرتدياً ثياباً بسيطة ابرزت احمرار شعره الذي اشعلته اشعة الشمس بعدما جففه ، لم تضيع وقتها بل تطرقت الى صلب الموضوع و لم تتريث حتى يقعد الى جانبها على مقعد خشبي .
- تعرفت علي ابنك قبل اقل من ساعة و مع ذلك احس بالقلق عليه ،اتدرك ان الطفل يأخذ اشاعات و أقاويل الخدم على محمل الجد ؟ و ان ماريان قد ملأت رأسه بقصص خرافية يصدقها و يراها الحقيقة الأكيدة ؟
ضرب جاك ركبتيه مطلقاً صيحة ضاحكة :
- اهذا كل شئ ؟ يا الهي قصص ماريان جزء من ميراثنا ،نشأت و سكوت معها و لم تضرنا بشيء، اؤكد لك ان الصبي سيتعلم عما قريب التفريق بين الواقع و الخيال .
- لكن ، اليس ظلماً تركه يصدق انه يوماً سيصبح وارث هذه الأملاك ؟ اليس ظلماً ان يصدق تلك التخيلات التي توحي بأن عمه لن يتزوج ابداً بسبب لعنة خرافية سخيفة ؟
سرعان ما عبس جاك :
- هل اخبرك ذلك الشيطان الصغير هذا حقاً ؟
- اجل .. و اشياء اخرى كثيرة .
- حسناً .. اشكرك على ما اخبرتنيه .. سأسعى جاهداً لأفهمه أن يُبقي الشؤون العائلية سراً في نفسه في المستقبل .
- ليست هنا القضية ! الأ تري ان الصبي في الواقع يؤمن بهذه الخرافات ! لذا من المهم توضيح الأمر له بحذر ،وذلك بان تؤكد له أن الشائعات التي سمعها ليست سوى اكاذيب .
رد برصانة صارمة خطفت انفاسها :
- لكنها ليست كذلك ! اللعنة في عائلة سايتون موجودة . و سكوت اوضح منذ سنوات طويلة نيته الأكيدة بأنه لا يتزوج . و انا اعرف اكثر من اي شخص آخر ، ان هناك فتاة حاولت المستحيل ليغير رأيه و كادت تنجح ..لكن لسوء حظها تمسك سكوت بأفكاره ،في اللحظة الأخيرة فتزوجتني انا ردة فعل علي ذلك ، و لم ينجح زواجنا . بعد ولادة ريموس بسنة طلبت حريتها ، و اردات العودة الى عملها و لكن الواقع انني لم اكن املك منافسة مواصفات سكوت .. وكان علي ان اكون اذكى فلا احاول منافسة اخي .. فحتي في طفولتنا كانت صنارته هي السباقة الى اصطياد افضل السمك و كان جواده الاول في الوصول خط النهاية و بندقيته الاسرع في اصابة الهدف . و ما كنت اغلبه الا حين يتطلب الامر القدمين و هو كان دائماً حساساً من عجزه لذا لم يحاول قط القيام بما لا يستطيع ،و كان ان وضع الزواج في هذا الاطار و بناء على ذلك سترين ان ريموس مع الوقت سيصبح وريث هذه الاملاك .
-------------------------------
مررت يدها على عينيها بذهول ، و قالت :
- لست واثقة من فهمي لك ،انت لا تلمح بكل تأكيد الى ايمانه بأن سبب اعاقته هي اللعنة ؟ لا ..هذا بكل بساطة غير ممكن فشقيقك ذكي بل كلاكما ذكي !
- عزيزتي راوينا .. لا علاقة للذكاء ابداً بالأمر .. خذي .. انظري بنفسك .
مد لها يداً برونزية كاملة التكوين بأستثناء اصبع مشوهة بطريقة غريبة ..فهزها الغضب من الضرب المستمر علي وتر ارث صغير وقالت هازئة :
- هذا لا شئ ! ان معالجة هذا الأصبع في الصغر امر سهل ،هل عاينك طبيب يوماً او عاين اخاك ؟
بدت عليه الصدمة و التراجع امام منطقها البسيط و قال :
- لا.. لكن كل جيل من آل سايتون يتوقع ان...
- بالضبط ..و هو مكتوب في شعار العائلة: صدّق انك تملكه و ستملكه .
جعله عنفها يرفع رأسه بحدة :
- يا الهي! انت عنيفة ! انت محارة باردة لها لب من نار و انا شاكر لك اهتمامك بنا او .. ام أن الاهتمام ليس بعائلتي بل بفرد من افرادها ؟ ليتني اعرف سر جاذبية اخي التي يجذب بها النساء اليه .
وقفت تقاوم ارتجاف الغضب :
- اهتمامي بعائلتكم هو اهتمام ناظر اذهلته خرافاتكم و تعلقكم بها، يبدو هنا ان لكل شخص جذوراً مدفونة في الماضي و اصراراً علي التعلق بمحظورات كان يجب ان تدفن مع مثيريها منذ قرون !
نظرت الى القصر الرامي ظلاله فوق البستان المدثر بنور الشمس ثم قامت بأشارة يأس :
- استطيع فهم طبيعة الحجر و العقد التي لا تتحرك ولا تتغير .. ولكنني لا استطيع فهم ركود عقول الرجال .. في الثلاثمئة سنة الماضية خارج سكون قصر كالدونيان تغير العالم كثيراً، اتدرك هذا ؟ اتدرك ان اول انسان وطئت قدماه القمر ، تمتد جذوره الى مكان ليس ببعيد من هنا ؟
التوت شفتاه :
- بلي .. ذكريني ان اريك الشجرة التي غرسها نيل ارمستونغ في حديقة القصر حين زاره منذ سنوات ..و يجب ان افند مزاعمك بأننا متخلفون لقد حول أملاكه الى مكان عرض.. مستغلاً كل قطعة يملكها للكسب ، فحتى بيتنا تحول و يتحول مرتين في الاسبوع الي سير لتسلية السواح الناظرين ببلاهة .
لم يردعا عن الرد طعم المرارة في رنين صوته :
- اري ان اخاك يكره ما يفعل اكثر منك و لكن يبدو ان ما سمح به شر لا بد منه .
اكد جاك كلامها بضحكة :
- بمقدورنا الاعتماد على المنطق و رأي سكوت مهما كانت النتائج غير مرضية: كم اتمني لو اراه مرة واحدة فقط يعاني مما تعانيه مخلوقات الله علي الارض من عذاب و احباط ،على اية حال الجوع يرشدني الى ان وقت الطعام قد حان و انا اصرّ على ان تنضمي الينا لتناول الطعام في المستقبل .
هزت رأسهخا بالرفض و لكنه قاطعها قبل ان ترد :
- بلي ! تناول الطعام مع اخي النكد الطبع امر لا يحتمل في اي وقت كان و لكن تناوله مع امراة جميلة ذكية امر لا يستطيع التفكير فيه ..ارتدي ثوباً لعوباً و قابليني بعد نصف ساعة لتناول المرطبات قبل الطعام .
-------------------------------
يملك جاك القدرة على القاء الأوامر كأخيه حين يرغب لذلك بعد خمس دقائق وجدت راوينا نفسها تبحث في خزانة ملابسها عابسة قليلاً، لان ليس امامها خيار كبير و لكن اخيراً قررت ان ترتدي ثوباً من الجيرسيه الرائع، ثوب يصرخ طلباً لجسد لا شائبة فيه و حين يجد من يقدره حق قدره يكافئ من يرتديه مكافأة عظيمة . بعدما رمت قماشه الابيض على جسدها وقفت و كأنها شمعة رقيقة يعلوها رأسها فضي الشعر ،تلمع فيه عينان كهرمانيتان مائلتان الى الصفرة تحت قوس من الاهداب الناعمة التي ترف بجمال و اناقة ، كرفيف نور الشمعة .. راوينا فتاة بطبعها تحب العزلة و لكن حتى شخص مثلها قد يتوق الى عشاء مع ناس بعد اسبوع من العزلة المرهقة لاعصابها و لكن الرفقة لن تكون كلها رائعة ،فأحدهم مرضي و احدهم كريه قررت: صاحب السعادة لن يكون مسروراً بهذا .. لكن هل يرضى عن شيء ابداً ؟
و ما خيب املها انها قابلته اولاً حينما دخلت القاعة الكبيرة ، كان يقف و ظهره اليها و يداه في عمق جيبي سرواله اما اهتمامه فانصب على تمثال برونزي، التقط نظرها منظر جسدي إمراتين احدهما عند الاقدام و الاخر بين ذراعي رجل مسيطر .. عندما سمع وقع اقدامها استدار اليها فجأة فاضطربت و لكنها جمعت شتات اعصابها و قالتك مبتسمة تشير الى موضوع اهتمامه :
- يبدو مثيراً للأهتمام .
لم تكن تعابير وجهه الباردة اقل هولاً من رده المتهجم :
- انه رمز (اغتصاب نساء سابينا ) .. من صنع الفنان ( جيوفاني بولونجا ) .
تحرك جانباً حتى تنظر الي تأثير الأجساد البرونزية التي تبرز التناقض بين النساء الرافضات المقاومات و بين مغتصبيهن و لسبب ما احست بالحرج ، فأعرضت عنه نظرها فقال و كأنه يتسلى :
- هل آذى المنظر مشاعرك ؟
ردت ببرود :
- تؤذيني دائماً المظاهر الوحشية . لم استطع يوماً ان افهم ماذا يحصد الرجال من اكتفاء من نصر جسدي بحت !
- لكن يقال ان نساء سابينا كن يتمتعن بمثل هذا !
- وهل هناك امرأة عاقلة تستمتع بعبوديتها ؟ و هل يمكن ذلك لرجل ؟
- لا ... ولكن الجبن في النساء كثير و في الرجال قليل ، اما الخوف من العبودية فهو يديم العبودية .
تراجعت امام كلامه المشبع بالأزدراء ، لكنها احست بأنها مجبرة على الرد :
-لم تعد النساء خائفات من الرجال !
قطب ينظر الى نحولها الذي يشبه نحول الشموع .
- على هذه النقطة لا اوافقك الرأي . فالنساء عبدات مشاعرهن ، لا يرضين حتى يجدن وليفاً يضعن علي اكتافه احمالهن، اما الرجل فيقدر حريته، حب امرأة هو القيد و على الرجل ان يبقى دائماً على حذر ان يصبح عبداً على مضض .
نظرت راوينا الى وجهه المشبع بالأزدراء تتساءل اذا كان يقول حقيقة مشاعره ام انه خلق من حوله سداً، يخفي وراءه مطالب رجل ممتلئ رجولة و لكن صوته قاطعها قبل ان تفهم .
- لقد ابدى اخي رغبة ان تشاركينا العشاء .. و بما أنك جئت حاضرة مستعدة فهذا يعني لا اعتراض لديك ؟
عندما كانت تتقدمه الى غرفة الطعام احست بثورة الغضب مما اوحاه صوته من انها تمنت ذلك، و لكن بما انها لا تستطيع المجاهرة بالدفاع عن شئ لم يذكر ، لم تستطع سوى ان تعض شفتيها وهو يرافقها الى حيث ينتظر اخوه .
-----------------------------
احست بالغربة بسبب جلوسها بين رجلين، احداهما احمر كالنار و الآخر اسود كالخطيئة . و لكنمها كانا يرتديان ثياباً رسمية، فالسترة رسمية و ربطات العنق سوداء و القميص ابيض و هي جميعها تبرز القسمات السمراء اما هي فكانت بينهما نحيلة بيضاء كالشمع، جليلة ساكنة و مع ذلك احست بأنها غير قادرة على الانسجام مع طبيعة مرافيقها المتناقضة .
كانت الغرفة المكسوة جدرانها بألواح السنديان المصقول في الاصل ردهة، فلها مدخل من الفناء الخارجي يمر عبر باب ضخم صلب من السنديان يقع من الداخل بين مدفأتين حجرتين .. و كانت على الجدران لوحات لأفراد العائلة ، على كل واحدة منها لوحة نحاسية صغيرة حفر عليها اسم صاحب الصورة و لقبه و مولده و وفاته و كان فيها طاولة خشبية بيضاوية الشكل وضع في وسطها الشمعداتان توأمان عليهما نقش حروف رمزية متشابكة و تاج . اما النور فتصاعد من الشموع طيبة الرائحة، يلمع نورها الأصفر على الأوعية و الكؤوس الفضية المزخرفة و للأوعية حمالتان حفر عليها شكلان احدهما صورة لراس حصان خرافي له قرن حاد و الآخر لحيوان مفترس برزت بوضوح مخالبه و بانت انيابه المكشرة بعدائية شرسة .
ارنجفت ارتباكاً تفكر، كم يلائم رمز الحصان الوحيد القرن جاك .. فالحصان الخرافي هو الحيوان الوحيد الذي تطوع لمهاجمة فيل و لكنه كان يقع في الفخ حين يرى عذراء شابة في خطر، فيسارع لرمي نفسه عند قدميها واضعاً نفسه تحت رحمة صياديه، اما سكوت فلا يمكن الا ان يكون ذلك الحيوان الشرس المكشر الأنياب سليل الاسود و النسور كما تقول الأسطورة و هو حيوان نبيل كان يستخدم شعاراً للأمراء لذا كان يحفر على دروع العديد من العائلات النبيلة في اوروبا .
قدم لهم العشاء على اطباق فضية و عندما لاحظ جاك دهشة راوينا نقر على الطبق الثمين بأظافره :
- لا تظهري هذا القرف ايتها الساحرة الفضية.. انما نستخدمها للمنفعة و المناسبات و ليست تقليداً لأسلافنا المبذرين، لقد استخدمت ماريان و مساعدتها الكثير من الاواني الخزفية و اتلفتاها حتي لم يعد لدينا خيار الا استخدام هذه، فالفضة لا تنكسر .. مثلك انت .. انه يخبئ قسوته تحت مظهر مخادع من الرقة .. اتعلمين ان العلماء القدامى كانو يظنون ان الفضة هي ممثلة القمر ؟
سأل صوت كريه :
- قمر الصيادين ؟
مد سكوت يده الى علبة الملح و هو يلقى نظرة لاذعة على راوينا فأحست بان عنقها واقعة تحت مخالب نسر ... رد جاك ساخراً من التشبيه :
- راوينا الصيادة ؟ لا يمكن هذا، انها من البشر .. الآن اتقبل هذا الواقع! فهي على الرغم من مظهرها الطاهر مهتمة بعمق بمصلحة الاخرين .. هذا ما اظهرته لي قبل ساعة اضف الى ذلك انها امرأة عصرية تزدري الخرفات الدائرة حول عائلتنا .
قطع سكوت إجاصة بطريقة حادة عمداً .
- لم اكن على علم ان منا اهل هذا البيت من يحتاج الى اهتمام الآنسة هافرشام .
ثم اردف بتعالي السيد يشغل نفسه بشؤون اتباعه :
- هل لي ان اعلم اسم السيء الحظ الذي اثار شفقتك ؟ وما مشكلته ؟
---------------------------
علق بعض الدخان المعطر المنبعث من الشموع في حنجرتها ، فعجزت للحظات عن الرد شهقت تقاوم احساس ضيق خانق.
- انه .. انه ابن اخيك .. لكن بعدما تحدثت الى ابيه، لا اري حاجة الى ازعاجك بالمسألة .
اتسعت فتحات انفه ووضع السكين من يده ثم مال الى الامام لاضفاء المزيد من التأثير :
- انا المسؤول عن تصرفات شؤون كل فرد في هذه الأملاك آنسة هافرشام .. ان جاك لا يحمل مسؤولياته الأبوية على محمل الجد، لذا اذا كان هناك من مشكلة تتعلق بالولد ان تسمحي ببحثها معي .
اتجهت عيناها مذعورتان فوراً الى جاك .. و لكن رأس الحصان وحيد القرن ظل مطأطئاً .. ثم و كأنه أحس بحيرتها رفع راسه و لكن دون ان يكون في عينيه اثر للمقاومة :
- اذا كان هكذا حال سكوت فمن الافضل ان يكون ظهرك عريضاً فما دمت قادراً على وضع كل جرم يرتكبه شخص ما على عاتقك فأتسأل كيف لك ان تنام ليلاً و انت تفكر في الاضرار الني سببها احد موظفيك .. ذاك الرجل الذي كان عيوبه واضحة للجميع ، الا لك .
ارتاعت راوينا و لكنه لم يذكر اسماً، لماذا يجتاحها الخوف ؟ ظهر البياض على عقد اصابع سكوت و هو يشد على جوزة و حين انكسرت احدثت صوتاً اجفاهما كلاهما
قال سكوت :
- اعترف انني مذنب بالنسبة للخطأ الذي ارتكبته في المسألة التي تشير اليها ..لقد زرع فينا و لأجيال طويلة عدم الثقة بإنكليزي و لكنني للأسف تجاهلت النصيحة مرتين !
افرغ الجوز من القشرة ببطء و نظر الي راوينا بحدة احست معها بأنه يطعنها .
- لهذا السبب ستجدني في المستقبل اشد حذراً و اكثر انتباهاً.. بشان الغرباء من اهل الحدود .
****************
نهاية الفصل الخامس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:43 AM   #7

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

6 - الهدنة
تسلل ريموس بحذر الى مكتب راوينا في الصباح التالي و هو اشبه بكتلة صلبة من التوتر المرتجف ،فعلمت انه يسير علي ارض محرمة عليه نظر بقلق الى باب المكتب المجاور و قال هامساً :
- آنسة هافرشام ! متى احصل على امنيتي ؟
- اجلس لتناقش الأمر .
- علي الا اقعد فقد يدخل عمي سكوت .
- صحيح .. انما ماذا لو قعدت ؟
- طلب مني البقاء بعيداً عنك قائلاً انك موظفة و علينا الا نعاملك و كأنك فرد من افراد العائلة .. لا افهم كيف ان مجرد التحدث اليك يجعلك من العائلة . الا يجب ان يتزوجك عمي اولاً ؟
-لا سمح الله !
اجفله ردها الشرس . و لكن قبل ان يتابع كلامه اردفت :
- انس عمك سكوت الان، لقد خرج الى احدى المزارع ولن يعود قبل موعد الغداء ...اخبرني ما هي امنيتك ؟ فاذا كانت ممكنة اسع لتحقيقها .
عندما زال عنه خطر وجود عمه صعد ريموس الى الطاولة ليجلس عليها ثم انطلق بحماسة في شرح مشروعه ..
- ارغب في رؤية عائلة هلينغ مرة اخرى، ارجوك آنسة هافرشام. لم ار هذه العائلة الا مرة واحدة و كنت سعيداً برؤيتها و قد وعدني عمي سكوت باصطحابي اليهم ثانية و لكن ليس لديه وقت .. لذلك ان استطعت ..
ضحكت لتوقف من حماسه :
- مهلك لحظة ! والآن اخبرني ببطء اين تعيش هذه العائلة و كيف نصل اليها ؟
- لست واثقاً بالضبط .. في مكان ما من الاملاك لكن عمي سكوت يعرف اين تماماً .
- اوه .. اذن، انا آسفة ريموس لكن ..
ظللت عينيه غيمة اسى، فابتلع ريقه بصعوبة ثم انزلق عن الطاولة متوتراً بسبب الاحباط و قال وهو يكاد يبكي :
-الكبار لا يفون بوعدهم ابداً .. و لكنني ظننت .. طننتك مختلفة .
ارتد بحدة و ركض ليخرج و كاد يغيب قبل ان يوقفه صوتها اليائس :
- ريموس.. هل انت متأكد ان عمك فقط يعرف مكان هذه العائلة ؟ الا يمكن ايجاد شخص اخر يعرف الطريق ؟
- انهم لا يخرجون الا عندما يطلب عمي ذلك فالجميع يخشاه .
نظرت الى جسده المتصلب فأدركت ان خطوة واحدة او كلمة خاطئة ستحطم ثقة الطفل بالطبيعة البشرية ،يبدو انه عانى كثيراً من الرفض في الماضي ،و هي لا ترغب ان يضعها في صف الكبار الذين لا يعتمد عليهم .
- حسنا ريموس . سأتحدث الى عمك حالما يصل، انما لا اعدك بشئ ! سأبذل قصارى جهدي فقط .
- شكراً لك آنسة هافرشام قولي لعمي انني سأكون هادئاً و طيباً جداً جداً .
--------------------------------------
حين ركض مبتعداً، حاولت العودة الى عملها .. لكن تفكيرها رفض التخلي عن التفكير في هذه العائلة الخاصة التي لا تتخلى عن وجودها الا امام شخص واحد ،هم بالطبع لا يستطيعون رفض مقابلة السيد، لانه صاحب الملك و له الحق في دخول منازلهم متي شاء مع ذلك فعزلتهم التي فرضوها علي انفسهم اذهلتها... فارتجفت تحس باضطراب و الحيرة لمجرد التفكير في الالتقاء بهم و لكن كيف ستطلب هذا المعروف من السيد .
لم تكد الفواتير تختفي من امامها حتى وصل السيد ليعاين بنظراته تقدمها في العمل و كالعادة تلقت تحذيراً مسبقاً انباتها بوصوله فبل ان تسمع صوته ،رفعت رأسها واذا تراه واقفاً في الباب المفتوح ينظر اليها عبر الفسحة الفاصلة بين مكتبيهما ، هذه الفسحة التي لا تنتمي الى مكتب احد منهما و التي يكره كلاهما عبورها .
- لدي بضع رسائل امليها عليك و لكن بما انني اراك مشغولة بالعمل فسأعود لاحقاً .
على الرغم من كلامه اللطيف احست بانه يلومها فردت على الفور :
- امليها عليّ الآن لا امانع . سأوجل هذه التي ليس لدي سواها . انا اعمل بسرعة تحت ضغط العمل .
رد بجفاء :
- اذن يجب ان ازيد ضغط العمل عليك دائماً .
تنحى جانباً لتمر به الى مكتبه .. و كان املى ما املاه بسرعة و حزم و اختصار فلم يستخدم كلمتين حين تفي الواحدة بالغرض، فهو واثق مما يريد ان يعبر عنه لا يحتاج الى المراجعة او التغيير و لا بكلمة او بفاصلة ،عندما انتهى كانت اصابعها تقبض على القلم بشدة لا شعورياً ، لكنها تمسكت بجو الثبات، و لم تعطه ما يدل على راحتها التي احست بها حين توقف عن الاملاء .
وقف متمتماً بطريقة كريهة :
- يجب ان يكون هذا ضغطاً كافياً آنسة هافرشام و ان لم يكن اخبريني .
- اوه ..
كان التعبير المختصر كافياً لايقافه عن التوجه الى الباب فهي عادة كانت تسبقه دائماً بالعودة الى كتبها و تصرفها ذاك دليل واضح على مقتها لصحبته، اما الآن فارتفع حاجبه بتساؤل متعجرف :
-نعم ؟ الديك مشكلة ؟
- اجل .. لدي مشكلة . انما لا علاقة لها بالعمل .
رد بلهجة نفاذ صبر :
- حسناً ؟
ايها الوحش المتعجرف !
التقط الرسالة التي ارسلتها عيناها ،فالتوت شفتاه ..فمن العسير التظاهر بالرضى عن رجل تمقته .
- بالأمس اجريت و ريموس سباقاً خسرته .
-لا استغرب ذلك فانت تبدين من الذين يدعم الخاسرين دائماً .
تجاهلت سخريته و اردفت :
- وعدته ان ينال امنيته اذا وجد والده اولاً . كنت اود التحدث اليه بشأن ريموس .
- لا حاجة للأعذار لا تهتمي بأسباب ملاحقتك لأخي افهم ان ريموس تمكن من ايصالك له ،و هو الآن يطالب بأمنيته !
- اجل و هنا يأتي دورك .
- انا ؟
- يريد زيارة السيد و السيدة هلينغ و عائلتهما و يصر على انك الوحيد القادر على ايصالنا الى منزلهم.
------------------------------------
اقسمت برهة ان بريق الضحك لمع في عينيه قبل ان يطبق حاجبي النسر ليتفوه بما فيه هزء و سخرية :
- هذا صحيح .. زرنا العائلة مرة ، و لقد تكلم عنها كثيراً منذ ذلك اليوم و لكن لسوء الحظ لم اتمكن من توفير الوقت اللازم للقيام بزيارة ثانية و هذه هي طريقة " السعدان " الصغير لاجباري .
تنهدت براحة :
- اذن ستصحبنا .
- بل سأحصب ريموس
يعرف تماماً هذا المتوحش الكريه انها تكره صحبته ! وقفت و جسدها الوقور مشدود من جراء الاهانة التي تلقتها :
- هذا يناسبني تماماً .. فليس لدي رغبة في التعرف الى عائلة مضجرة اخرى من عائلات الحدود .
لكن ريموس لم يكن مستعداً لقبول التنازل، و اوضح رأيه بعاصفة حادة في ذلك المساء سعي اللورد اليها و هو يقود الولد الثائر من كتفه و قطع الغرفة و هو يعرج و توجه نحو النافذة التي كانت تجلس عندها تتأمل الحديقة .
قالي بجفاء :
- يبدو اننا اصطدمنا بجذع شجرة يا آنسة .. ريموس مصر على ان ترافقيه كجزء من المكافأة و بما ان الرهان كان بينك و بينه اشعر ان الامر متروك لكما لحله .
تخلص ريموس من قبضة عمه و اسرع اليها يرجوها :
- ارجوك آنسة هافرشام قولي انك سترافقينا الآن ،و في هذه اللحظة.. يجب ان نصل الي هناك قبل حلول الظلام و الا خرجوا !
- خرجوا ؟
ارتابت في امر هذه العائلة التي تتجنب نور النهار و تحب التجول ليلاً و نظرت الى اللورد فوجدت تعابير وجهه متحفظة ..و لكنها احست بأنها مدينة للوفاء بالوعد .
- حسن جدا سأحضر معطفي .
كانو ثلاثياً صامتاً شق طريقه بأتجاه الغابة حيث اطبقت عتمة المساء عليهم و هم يسيرون في ممرات صامتة هادئة و كأنها دهاليز مدفن في كاتدرائية مظلمة.. سار ريموس بينهما و يد صغيرة في يد راوينا و الاخري في يد عمه وجدت الشجاعة لتسأل :
- الن يعترض هؤلاء الناس على زيارتنا في منزلهم من دون دعوة ؟
توقف ريموس فجاة وكاد يفقدها توزنها :
- ناس ؟ انهم ليسوا ...
قاطعه عمه بوقار متهجم :
- لا احسبهم يدعوننا الى العشاء .
فجأة تداعى ريموس الى الارض و هو كتلة ضاحكة فنظرت راوينا باستغراب الى اللورد و شاهدت انه كذلك يجد صعوبة في كبح ابتسامته رفعت الريبة رأسها لتسأل بعجرفة :
- ايحاول كلاكما التلاعب بي ؟
بدات فعلاً تحس بالغباء.. فمن الواضح انهما كليهما يتمتعان بأخفاء سر على حسابها التقط اللورد ابن اخيه و اخذ ينفض الغبار عن ثيابه.
- نحن مضطران لاخبارها ريموس.. اتشرح لها انت ام اشرح انا ؟
كان ريموس متعباً من الضحك فلم يستطيع الكلام و كانت دموع الضحك تنحدر على وجنتيه و ضحكته الطفولية ترن كالجرس في الغابة الصامتة .. ولكنها حتى في تلك اللحظة من الاذلال رات ان اللورد قد بدا اصغر عمراً عندما ارتدي وجهه مظهر الضحك .
-------------------------------
- عائلة هيلينغ هي عائلة " غريرات " و منزلها هو الحجر ..وبما انها حيوانات تنشط ليلاً فقط ،فنحن مضطرون للجلوس خارج حجرها قبل المغيب فللغرير حاسة شم قوية و اذا شم رائحتنا لن يخرج.. انه يعرف وجود الانسان اذا مر في طريق يسلكه و مع ان نظره ضعيف فأقل حركة تزعجه، لذلك يجب ان نبقى صامتين هادئين لتمر قربنا دون ان تعرف بوجودنا .
حدقت راوينا اليه تكره ابتسامته و مع ذلك و بسبب مرح الموقف لم تستطيع ان تغضب .
- اوه .. فهمت .. بالطبع !
و بدات تضحك ..و سرعان ما اغرق الثلاتة في الضحك حتى ازعجت اصواتهم الطيور في اعشاشها و المخلوقات في مخابئها و ما ادهشها ان لصاحب السعادة ضحكة جذابة و هي كثير من الاوقات كانت تحكم على الرجال من خلال ضحكاتهم و ذلك قبل ان تعرف شيئاً عنهم ..كان هذا التناقض محيراً لها.. فهي تجد من المستحيل ان تغضب من شخص شاركته ضحكة .
كان اللورد اول الصامتين و قال بوقار :
- اجد روحك المرحة مدهشة آنسة هافرشام ومع انني كنت اظن ان الانكليز يفتقرون الى هذه الميزة . لقد قال احدهم يوماً اننا خلقنا في هذا العالم لنضحك ففي الجحيم لن نستطيع الضحك و في الجنة الضحك غير ملائم .
مسحت راوينا عينها :
- ان هذا لصحيح !
ثم و لسبب مجهول لم تستطع الا ان تضيف بلسان لاذع :
- ما زال امامك امل لورد كالدونيان فحيث المرح توجد القدرة على التساهل .
- ناديني سايتون، فهو الاسم المفضل لدى الموظفين . انا اكره الرسميات بمقدار كرهي لرفع الكلفة .
هزت رأسها وقالت تحاول التهرب من موضوع الاسم .
- اخبرني المزيد عن عائلة " الغرير " ! تبدو عائلة جذابة .
- اجل.. انها كذلك و تستحق الجهد لرؤيتها.. فحين نتغلب على بعض الصعوبات نستطيع دراستها عن كثب، لا اعتقد ان في الكون حيوانات مثيرة مثلها، سنصل قريباً الى احد الجحور ..فهي تمكث عادة في الغابة و لكن يمكن ايجادها كذلك بين الشجيرات الشائكة على ضفاف الانهر ..سيكون الدليل الاول على وجودها كمية كبيرة من التراب ،ففي الربيع و الخريف تظهر اكوام من التبن ازيلت من الجحر لتستبدل بأخرى طازجة ..انها تستخدم الجحر نفسه منذ مئات السنين و تتمدد تحت الارض كثيراً .
تدخل ريموس :
- الغرير نظيفة جداً آنسة هافرشام و هي تنظف جحورها بأنتظام.. بعضها يفضل العشب والآخر يحب اغصان الشجر.. انها تحتضن كومة كبيرة بين قوائمها و تستلقي على ظهرها لتزحف نحو الجحر لقد راقبتها تفعل ذلك في ايلول الماضي، اليس كذلك عمي سكوت ؟
- اصمتا الآن علينا من الآن فاصاعداً ان نلوذ الى الصمت .
كان امامهم التراب كوماً كوماً.. و ممرات متقاطعة تقود الى مكان غير محدد تحرك الثلاثة بهدوء قدر مستطاع و لكن فجأة اوقف اللورد راوينا و اسند ظهرها الى الشجرة ثم كمن مع ريموس امام دغل من الشجيرات و صمت الجميع بصبر ينتظرون .
مرت نصف ساعة قبل ان تظهر الغريرات التي تعالى صراخها الحاد و قد ظل هذا الصراخ مستمراً فترة حتى ظهر الذكر الذي راح يشم الهواء بريبة قبل ان يفسح الطريق امام الانثى التي بعد ان اطمأنت الى ان كل شئ على ما يرام راحت تدفع جراءها الى الخارج .
-------------------------------
تسمرت راوينا في مكانها مبتهجة تراقب حركات العائلة ..في البدء تمتعت بحك جلودها بشكل مثير ،ثم قررت الجراء ان تلعب.. فراحت تقفز على بعضها بعضاً تختبئ و تبحث عن المختبئ و تصرخ بمرح و كل ذلك تحت انظار امها .
بعد ساعة كاملة اخذت الاجساد السمينة الرمادية القاتمة ذات الوجوه المخططة بالابيض تختفي عائدة الى الجحر عندما اشار اللورد اليهما بالبقاء صامتين فسار الثلاثة على اطراف اصابعهم حتى وصلو الى الممر الي يقضي الى خارج الغابة و لحظئذ انطلق ريموس بالكلام :
- الم يكن هذا رائعاً آنسة هافرشام ؟ الم تحبي الجراء ؟ ان عمرها لا يتجاوز الثمانية اسابيع و هي تتعلم التجول وحدها .
ردت حالمة لا تريد ان تكسر السحر الذي يلفها بالأكثار من الكلام :
- اجل عزيزي .
و كأنما حس الاثنان بمشاعرها فعادوا الى القصر بصمت ، صمت غير متوتر او مقيد بل حميم عميق تشاطروه بسعادة و عندما وصلو الى القاعة الكبيرة افترقو و كان ان تطوعت راوينا بأصطحاب الصبي الناعس الى غرفة نومه.. و عندما ارتد اللورد على عقبيه الى مكتبه حيث ينتطره العمل تمكنت راوينا من التلفظ بكلمات الشكر :
- شكراً لك لسماحك لي بمشاركة في هذه التجربة الرائعة .
ارتفع رأسه و قد عاد اليه دور صاحب السعادة المتعجرف الذي لا يلين :
- اعتبر هذا تعويضاً عن افتقار القصر الى اسباب التسلية العصرية آنسة هافرشام حتى لو كان لتيسليتنا هذه ميزة خاصة فمن سوء الحظ انك ستغادرين قريباً.. فما لدينا من عروض تسلية هو موسمي كما شاهدت و لا يمكننا استعراضها كلها امامك في شهر واحد .
ارتقت الدرج و هي تشعر بأنها تلقت مداعبة على خد و صفعة على الاخر فذكرت نفسها بأنها تكره هذا الرجل من كل قلبها ان ينتهي عملها في قصر كالدونيان قبل انتهاء الشهر .
نهاية فصل السادس


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:43 AM   #8

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

7- نبؤة الشر
بعد مرور ثلاثة اسابيع اصبح العمل في المكتب رتيباً بحيث اعتادت عليه ، و لكنها لم تقترب من حل مشكلتها ، و لا اقتربت من ايجاد طريقة للأنتقام من صاحب السعادة .
كانت تدرس المسألة في الأوقات التي كانت تجد فيها بعض الراحة و التي ازدادت بعدما وثقت نعم الثقة بكفاءتها . فقد كان الرجل حصيناً جداً كالقصره .. فجسدياً كان محمياً بجيش من العمال الذين اكتشفت انهم يضحون بحياتهم لأجله .. انا معنوياً فكانت تحميه قوقعته القاسية و اكتفاؤه النفسي التام . و لم يعد لديها الا امل وحيد و هو اعتماده علي مهارتها اكثر فأكثر .. صحيح انه لم يقل هذا اطلاقاً ولكن دلائل التوتر تلاشت من عينيه و فمه و اصبحت السرعة التي ينهي بها عمله اخف حدة .. و اللحظات التي يتوقف فيها للتحدث و المزاح مع الرجال باتت الآن من الظواهر اليومية .
لم يكن في نيتها ان تخفف عنه حمله، و مع ذلك حصل ذلك و لكن ما العمل و شهر التجربة يكاد ينتهي ، فلم يبقي امامها الإ خمسة ايام لتعد خطتها .
كانت غارقة في التفكير و الدرس حين قرع جاك الباب بخفة ليدخل و لكن ابتسامة الترحيب اختفت علي وجهها حين لاحظت عبوسه و قلقه .
- راوينا ، هلا اعطيتني بضع دقائق من وقتك ؟
-اجل ، طبعاً . هل حدث شيء ؟
- ارجو ان لا . ولكنني لست واثقاً .. انه ريموس . تطلب ماريان الا اقلق . ربما من السخف الشك في كلامها بعدما ربتني و ربت سكوت و بعدما رعتنا في طفولتنا . موظفونا يعتبرونها كانهة الحكمة بالنسبة لتشخصيها للأمراض . ولكني رغم ذلك ..
- أتريد رأيي ؟
- لو سمحت ، انما احذرك اولاً بأن ماريان لن ترضى .
كانت قد زارت غرفة الصبي مرة من قبل ، في ذلك اليوم صدمها الجو الرطب البارد الذي رأته في الغرفة . وها هي الآن اثناء دخولها اليها من جديد تشعر بوخز في ذراعيها اللتين راحت تدلكهما .
كان جسم ريموس الصغير النحيل مختفياً في سرير ضخم ، مدثراً بكومة من البطانيات الثقيلة . وكان رأسه الصغير ذو العينين البراقتين شديد الاحمرار ، وقد بدا احمراره واضحاً اما بياض الوسادة .. وكانت ماريان تجلس تحيك الى جانبه و كأنها عنكبوت اسود ضخم ، تحيك الفخ حول ذبابة عالقة في خيوطها .
ما إن شاهدها الصبي حتى قال بصوت متحشرج :
- آنسة هافرشام ، حنجرتي تؤلمني .
اسرعت اليه :
- حقاً حبيبي ؟ لا شك انك التقطت انفلونزا و هذا ليس عجيباً ! .
استدارت غاضبة الى جاك :
- اليست هناك غرفة مريحة اكثر من هذه ؟
قبل ان يرد وقفت ماريات لتقول :
- كانت غرفة الصغار دائماً في البرج المستدير و قد توارثها صبيان سايتون جيلاً اثر جيل .
وردت راوينا بخشونة :
- ليس عجيباً ان عاش منهم القليل .
-------------------------------
تطلعت الى النوافذ فلم تجد سوى نافذة واحدة لا تعدو ان تكون شقاً مستيطلاً وهو الى ذلك عال وان تجرأت الشمس على ان تنفذ ، صدتها ستارة سميكة سوداء تهمس رسائل النحس اثناء تمرغها على حجارة الجدران الخارجية . اما الارض فكانت تغطيها قطع رقيقة مبعثرة من السجاد على احدى هذه القطع خزانة ثياب طويلة استقرت خلفها بقعة سوداء .
تقدمت نحوها :
- ما هذه ؟
ثم ارتدت بعنف وهي تصيح :
- انها رطوبة ! الماء يجري فوق الجدران ! .
صاحت ماريان :
- ليس هناك سوي هذه البقعة .. وهي هنا منذ سنوات طويلة .
تحرك جاك بقلق متمتماً :
- انها على حق .. كنت و سكوت نستخدمها لبل الطوابع .. كي نوفر على انفسنا لعقها .
سوت راوينا وقفتها و قد راعها هذا الاهمال ، وجعلها تتساءل كيف بالله عليهم تمكنت اجيال آل سايتون من العيش هنا . قالت بحزم :
- لو كنت مكانك يا جاك ، لأستدعيت الطبيب ... انا متأكدة انه سيوافقني الرأي بشأن نقل الطفل الى غرفة ادفأ و بأسرع ما يمكن .
استطال عنق ماريان و كأنها حية كوبرا على وشك الهجوم :
- طبيب ؟ ما من طبيب داست قدماه قصر كالدونيان فطالما اعتنيت بالمرضى هنا ، وهذا ما فعلته امي و من قبلها جدتي ! .
تجاهلتها راوينا و صبت اهتمامها كله على وجه ريموس الصغير المتألم منتظرة من جاك التكلم . لقد اعطته رايها و القرار اليه الآن .
- اوه .. ماريان لا اعتقد ان استدعاء الطبيب مرة واحدة يضر بشيء . سأذهب لأتصل بالطبيب حالاً .
وهرع خارجاً وكأنه خائف من شجار وقع بين نسوة ، وشعر بالإحراج لأنه اضطر الى تأييد جانب على آخر . حين اقفل الباب وراءه تطلعت عينا ماريان وهما تقذفان الشرر الى راوينا :
- كنت اعلم منذ دخلت هذا القصر انك تقصدين الشر ..
كان صوتها شريراً مخيفاً كالموت، فسبب جواً من الذعر مر على وجه ريموس الشاحب :
- اتيت بهدف الاذية .. احسست بهذا فوراً .. رأيتك تقفين على عتبة القصر و كأنك الملكة بوديسيا ، ملكة القبائل الانكليزية التي ثارت على الرومان ، والتي سعت وراء اعدائها مقسمة على الثأر لما اوقعوه بعائلتها .. شاهدت بوضوح تام هالة الانتقام ترفرف على رأسك ، وشاهدتك تلعقين شفتيك و كأنك تتذوقين اولى قطرات الانتقام الحلوة . ولكنني لم اقلق ، لن اقلق .. فقدرتي على الرؤيا تقول لي انك وقبل مضي وقت طويل ستغادرين وانت تحملين مرارة الندم !
ارتجفت راوينا رغم ايمانها بسخافة ما تقول . ايمكن ان يكون للسحرة وجود .؟ فقد تحدث الامور ضمن هذا الجو الغريب حسبما تكهنت العجوز . لكنها سرعان ما هزت رأسها تنفض عنها شباك الخوف الذي رمته ماريان على احاسيسها .
حينما وصل الطبيب تنفست صعداء ، كان شاباً يشغل مكان احد الاطباء المحليين . هذا ما اخبرها به عندما كان ينتظر ان ينضم اليه ممرضات من المستشفي متخصصات في معالجة الاطفال . ارسل كلامه المبهج للنفس ماريان الى المطبخ تتمتم بحنق و تحذر من مغبة الثقة بالهواة . قال الطبيب :
- يا الهي ، هل هذه غرفة اطفال ام زنزانة ؟ ماذا فعلت ايها الشاب لتستحق عقاب التسمر على آلة التعذيب ؟ .
-----------------------------------
تخلص بحركة عنيفة من نصف ما دثر به ، ثم دس يده تحت الغطاء الاول بحثاً عن معصم ريموس و رفعه :
- آه ! لا ارى اصفاداً ! .
اطلق ريموس ضحكة ضعيفة ، اما الطبيب فراح يفحص نبضه ، ثم بدأ بلطف يفحص الاصبع الصغيرة المشوهة ، كان قد انهى فحص الاصبع عندما دخل جاك :
- انا والد ريموس .. جاك سايتون . وانت دكتور .. ؟
تبسم الطبيب :
- يونغ .. اي الشاب ، بالاسم و الطبيعة كما ارجو .
- كيفك حالك دكتور .. ماذا عن الولد . هل حالته خطرة ؟ .
- لا .. ابداً .. اتسمح لي بكلمة ... ؟
واشار الى الباب، فقال جاك قبل ان تجلس راوينا قرب ريموس على السرير :
- وانت كذلك راوينا ! بما ان الطبيب هنا بناء على الحاحك ، اظن انه من الافضل ان تسمعي ما سيقول .
تأكدت من راحة الولد الشاعر بدوار قبل ان تلحق بهما الى الخارج ، و احست بالفخر حين قال الطبيب :
- قبل ان اعطي اي تحليل ، يجب ان اجري بضعة فحوصات مخبرية ، انما ذلك بعد ان تحسن حاله . في هذه الاثناء ، وقبل اي شيء ، يجب نقله الى مكان ملائم . يجب ان اعترف انني وجدت هذا الجناح اختياراً شاذاص لتربية الاطفال .. انه منقطع تماماً عن دفء الشمس بسبب الاشجار التي تعزله عنها .
هز جاك كتفيه :
- اننا نتبع بكل بساطة التقاليد . وهذا الجناح مستخدم للاطفال قبل وقت طويل من وجود الاشجار .
- ان هذا مثير للاهتمام !
فيما هما سائران في الممر راحت راوينا تنصت الى الطبيب وهو يتحدث الى جاك باستغراب :
- انا مهتم جداً بتاريخ المنطقة سيد سايتون و أجد تقاليدها و عاداتها ساحرة ، انا من غلاسكو ، لذلك اراني لا افهم القصور و الاملاك الواسعة و تقاليد الحدود ..
قررت راوينا ان غرفة ارتداء الثياب الملحقة بغرفة نومها ستفي بالغرض ، فهي مناسبة لأقامة ريموس فيها . انها صغيرة و غير معزولة ، وبما انها في مؤخرة القصر فهي تتلقى اكبر قدر من حرارة الشمس ..
اما السرير المفرد الصغير فيتسع للصغير الذي سيبدو فيه وكأنه فرخ بط داخل عشه و الاهم من ذلك انها هي نفسها موجودة قربه لمساعدته اذا اراد شيئاً خلال الليل .
نسيت تماماً واجباتها الاساسية المهجورة في المكتب و بدأت تنفض الغبار و تعيد ترتيب الاثاث .. وكانت قد انهت عملها حين سمعت وقع اقدام ثابتة و مسرعة في الممر ، ترافقها رنة عرج .
توترت غريزيا توتر الارنب يشعر بصائده .
هاجمها بسرعة النسر حالما وقع نظره عليها :
- آنسة هافرشام ! لماذا تركت المكتب دون عناية و الهاتف بلا من يجيب على المكالمات ؟
ارتفعت يدها الى فمها و اتسعت عينياها العنبريتان بعدما ادركت خطورة اهمالها .
- اوه ! انا آسفة .. كان يجب ان اجد من يرد على الهاتف . لكن الامور تسارعت فنسيت .
- اي نوع من الامور ؟ .
------------------------------------
في تلك اللحظة لاحظ منفضة الغبار في يدها ، ثم لاحظت عيناه المتسائلتان الحائرتان بقعة غبار على انفها و المنديل الاصفر اللماع على شعرها .
- لماذا تقومين بتنظيف البيت .. هل ماريان مريضة ؟
- لا .. ليست ماريان المريضة .
انتزعت المنديل و هزت رأسها لتطلق العنان لشعرها فقال نافذ الصبر :
- من إذن ؟
- ريموس .. اضطررنا الى استعداء طبيب .. لا تقلق ، لا شيء خطير .. مجرد رشح و قد اقترح الطبيب نقله الي غرفة ادفأ لذلك فكرت ..
- يبدو انك تفكرين كثيراً فينا مؤخراً آنسة هافرشام .. هل في نيتك ان تجعلي من نفسك ضرورة لا تستغني عنها ، ام انك فضولية بطبعك ؟ .
ارتدت عنه غاضبة :
- كنت انفذ اوامر الطبيب لورد كالدونيان .. ولكن اذا كان هذا رايك .. فخذ ! .
رمت المنفضة الى قدميه و اكملت :
- قم بالعمل بنفسك ! من الآن و صاعداً لن اقوم الا بالعمل السكرتيري .. واذا احتجت الى اي مساعدة من نوع آخر فعليك ان تتوسلني !
بدا راضياً :
- جيد .. بما اني لا اطلب منك منة او معروفاً آنسة هارفشام عليك متابعة العمل الذي وظفتك من اجله و اتركي ادارة المنزل الى من هم اكفأ منك .
صاحت به و قد مسها عدم امتنانه :
- تعني ماريان كما اعتقد ؟ .
- بالضبط .. كيف تجرؤين على المساس بمركزها و استدعاء الطبيب ؟ لم نحتج نحن السايتون بفضل مهارة ماريان و رعايتها و رعاية اسلافها الى طبيب .
بدت عليها دلائل الدهشة وعدم التصديق :
- ابداً ؟ اتقول لي لورد كالدونيان , ان عائلتك منذ اجيال قابعة في جهل مطبق جعلها تضع صحتها و صحة اطفالها بين امرأة عجوز معتوهة تملأ رأسها الخرافات ؟ قل لي .. حين كنت وجاك صغيرين ألم تتعرضا للانفلونزا ، اما اصبتما بحمى و انفلونزا كحال ريموس الآن ؟
- مرات عدة . ان ماريان كانت تشفينا من هذه الامراض البسيطة بوضع زجاجة الماء الساخن على اجسادنا و الاكثار من الاغطية و من الشراب الساخن .
عندما ترسخت فكرة الكلام الذي قاله ذهنها ،ظلت وقتاً طويلاً صامته حتى نفذ صبره :
- ان انهيت امعانك بي ، اتسمحين بنزع هذه النظرة البلهاء عن وجهك و العودة الى المكتب ؟. تركت لك شريطين سجلت عليهما رسائل اريدها مطبوعة و جاهزة للتوقيع بعد ساعة .
- ولكن ماذا عن ريموس الذي سيستقيظ عما قريب ؟ ان الطبيب طلب نقله من البرج المستدير ، في اسرع وقت .
صاح ببرود :
- سيبقي الصبي حيث هو .
- لكنك لا تستطيع مخالفة نصيحة الطبيب وان خالفته كان ذلك غباء اجرامياً .
اشاحت بصرها عن وجهه الكريه وهي تشعر بالغضب يتطاير كالصواريخ وماذلك الا لأن معاناة الطفل ستطول بسبب تصرفات رجل مجنون ، مصمم على تنفيذ ما يريد.
------------------------------------
صاحت به :
- بربري حدودي ! لن ترضى نفسك حتى يصبح الولد مقعداً مشوهاً مثلك !
حالما انطلقت الكلمات المرعبة احست بالخجل المرير ، اما هو فبدا على وجهه النحيل الصدمة ، ما من رجل يبدو كما تراه في هذه اللحظة الا بعد طعنة خنجر او طعنة سيف مؤلمة , ومن المستحيل ان يبدو كذلك بسبب لسان امرأة .
شد يده حتى ابيضت مفاصل اصابعه فعلمت راوينا انها تمادت كثيراً وقررت الفرار وكادت تنجح حتى مد يده بسرعة مذهلة و امسك كتفها ليدفعها ثانية الى الغرفة ، فوقعت على ركبتيها فوق الارض .
وراقبته برعب وهو يركل الباب قبل ان يتقدم اليها لترفعها يداه الساحقتان من كتفيها حتى تقف مستقيمة، كانت اصابعه الطويلة القاسية تحفر لحمها الطري ، تنغرز بلا رحمة .
كانت هذه الحركة الاتصال الجسدي الاول بينهما ، فصدمتها لمسته و ارسلت الرعدة الى اوصالها ملاعبة شبكة اعصابها خانقة انفاسها .
- لقد حذرتك مما قد يحدث لو اصررت علي تحدي سلطتي ، الم احذرك ؟ يروقني عنادك آنسة هافرشام .. لا شيء احب لي من ترويض ماهو غير مروض و من تعليم الجواد الاصيل حتى يحني ركبتيه .. ومن تدريب الصقر حتى يذعن على معصمي .. ومن تعليم المرأة المقاومة من اجل لمسة مني .. وهذه الاشياء جميعها تمتعني !
كانت قوة الاسد في قبضته وهول النسر في انحناءة رأسه . اخفض رأسه شيئاً فشيئاً حتى شاهدت رعبها منعكساً في عينيه .. تمتم مقترباً اكثر :
- آسف لأنني خيبت ظنك بتكريس نفسي للعفة ، انا لست براهب آنسة هافرشام ، بل انا ككل الرجال حين اثار اعض !
اثبت كلامه بالانقضاض عليها فراح يتذوق صفاءها بوحشية متعمدة ، مجبراً اياها على التجاوب ليحصل على اقصى سعادته بأخذ ما كافحت طويلاً لتكبحه .. اكتسحتها قشعريرة هائلة ، اهي احتجاج ام ضعف ؟ لكن لم يكن لديها وقت لتحلل الامر فقد استمر الاغواء مدنساً معه برائتها . مقتحماً اماكن سرية في قلبها ، جسداً و روحاً .
عارضاً امامها تقنية متفوقة جعلتها تحس ان هفوة واحدة من ارادتها قد ترميها الى هوة الاحاسيس النساء .
كانت مقطوعة الانفاس ومع ذلك ، احست بالصدمة حين ابتعد عنها و قد ماتت الشعلة المتوحشة في عينيه ، لتترك وراءها دخاناً خطيراً .. بدت الصدمة عليه ايضاً حين همس في اذنها :
- ايتها الساحرة الفضية ، هل ارسلت الى هنا لزيادة عذابي ؟ .
ورماها بخشونة عنه . فترنحت تنظر اليه بكراهية و لكنها لم تلبث ان تعمدت مسح فمها بظاهر يدها مظهرة القرف في عينيها ايضاً .. فقال ضاحكاً :
- هل كرهت عناقي لك الى هذه الدرجة ؟
- انا اكره المعاملة الخشنة ، خاصة على يد .. يد ..
- عاجز ؟ يسرني ان تجدي عناقي هذا مقرفاً ، فعلى المرء ان يتأكد من ان العقاب يساوي الجرم .
رفع يده بتحية ساخرة و ارتد على عقبيه منصرفاً ، ظلت بلا حراك وقتاً طويلاً تنتظر فيه ان تهدأ اعصابها المتقدة و ان تبرد احاسيسها المشتعلة ، وبعدما هدأت قليلاً قعدت على كرسي شاعرة بالعزاء بسبب المعلومات التي كشفها لها عدوها عندما هاجم دفاعاتها .
انه معرض للخطر مهما ظن نفسه منيعاً ، فلديه ضعف الرجال و اساسه بقرب المرأة يثيره، وشعوره بالبشرة الناعمة و الشفتين المرتجفتين يعذبه .
ها هي الطريقة الفضلي لتنفذ انتقامها الذي ستواجهه اليه بالتظاهر بالرغبة فيه حتى اذا ما ايقن انه كسب المعركة تقلب الطاولات على رأسه السلتي البربري !
***
نهاية الفصل السابع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:45 AM   #9

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

8 - اجنحة الحب
فتحت راوينا الرسالة بدون تفكير .. كان يجب ان تنفصل هذه عن الرسائل الاخرى قبل ان تصل اليها ، وليس حتى تفتحها لتعرف انها رسالة خاصة . كانت الكلمات ملتهبة في مقدمتها السبب في الاسراع الى طيها ثانية و اعادتها الى المغلف :
- حبيبي سكوت !
جعلت الكلمات قلبها يخفق وانفاسها تنقطع . امسكت الرسالة بدهشة بين اصابع مرتجفة ، اما سبب دهشتها فجرأة اية امرأة على ادعاء صلة حميمة مع رجل قلبه من حديد .
سحبت نفساً عميقاً ، بل ان تشجع نفسها لتقرع الباب المؤدي الى مكتبه . انها المقابلة الاولى بينهما بعدما حصل في الامسية السابقة ..
كان رأسه الاسود الشعر محنياً فوق كومة من الاوراق ، ولكنه ارتفع بحدة حين كلمته بلهجة عذبة لا تفضح شيئاً من التقلص الذي اصاب معدتها او من الضعف الرهيب الذي حل في ركبتها .
- سكوت .. ارجو ان تسامحني .. لقد فتحت هذه الرسالة خطأ .
تجاهل يدها الممدودة و ركز عينيه السوداوين على وجهها ، وكأنه قادر على اكتشاف السبب الكامن وراء تقدمها الودي غير العادي . لم تجد صعوبة في جعل وجهها يتضرع حياء او في ادعاء الارتباك و الخجل . ولكن الجزء الاصعب كان اخفاء الكراهية التي كانت تلمع في عينيها الصادقتين و عرفت انها نجحت حين ابتسم ابتسامة مغرور ساحر :
- لا بأس في هذا ... راوينا .. ربما هي رسالة من احدى عماتي الكثيرات .
---------------------------
اظهر تركيزه على لفظ اسمها قبولاً بأن يستخدم اسمه .. وكان عليها ان تجبر نفسها على عدم الفرار عندما ارتدت على عقبيها لتخرج .. كان قلبها يخفق بجنون ، وكانت الدماء تخضب وجنتيها بحمرة الخجل و العار .. ماهذه اللعبة الغبية التي بدأتها ؟ وكيف ستنتهي ؟
- مهلك لحظة راوينا .
احست بأن قدميها التصقتا بالارض عندما اطاعت اوامره , انتظرت حتى وصل اليها .. وما اذهلها و ارعبها إحاطته لها بذراعيه وهو يشرح لها قائلاً :
- هذه الرسالة من سيبيل ، زوجة جاك .
(حبيبي سكوت !) ما زالت الكلمات مطبوعة في رأسها ..
و تابع :
- لقد دعت بطريقتها المتهورة بعض الاصدقاء للانضمام اليها في العطلة هنا .. الآن فقط ، وبعدما فعلت ما فعلت ، فكرت ان من المناسب ان تكتب لتسأل عما اذا كانت الزيارة مناسبة .
لم تكد تفهم ما يقول لأن عقلها كان مشغولاً بأمور اخرى : مشغولاً بالطريقة المتملكة التي يمرر بها يده على كتفيها و مشغولاً بغمزة عينه التي افهمتها انه لم يقع بعد ولكنه قرر اللعب حتى تتوقف اللعبة عن اثارته .. شهقت قائلة :
- هذا امر رائع لك .. لجميعكم ، خاصة ريموس .. لاشك في انه مشتاق الى امه كثيراً .
خف توتر اعصابها حين ابتعد عنها عابساً :
- الصبي لا يعي وجودها تماماً .. سيبيل جذابة جداً ، امرأة مذهلة ولكنها خالية من مشاعر الامومة . لا .. ان كان هناك من سيرحب بها فليس ريموس طبعاً .
فجأة احست بالقلق على جاك ، فسألته بحدة :
- وماذا عنك ؟
بدا دهشاً :
- انا ؟ اوه .. فهمت .. لقد اخبرك جاك بعلاقتي القديمة بها ولكنني في الواقع لا اعترض على مجيء سيبيل الى القصر متى شاءت ، بل انا ارحب دائماً بزوجة اخي ، انما هناك عقبة واحدة .. فسيبيل تقول انها تنوي المجئ الى القصر قبل ضيوفها بأيام لتمهد لهم الطريق ولأنها لا تتفق ابداً مع ماريان ، اتسائل عما اذا كنت تمانعين في ان تساعديها ؟ سيبيل رائعة في تنظيم الحفلات ، وانا اثق بأنها تريد تنفيذ شئ ما اثناء وجودها عندي حتي اكون صادقاً اقول انني اهوى ان يرفل هذا المكان القديم بحلة فاخرة مرة اخرى .. اريد منك ان تري القصر حيث كما كان على عهد والديّ الذين كانا يستقبلان الناس دائماً في القصر حيث كانت تصدح الموسيقى و يرقص فيه الراقصون تحت الثريات المشعة المضيفة سحراً اضافياً عندما تشع على المجوهرات و الحرير الناعم و على النار الزرقاء .. نعم .. لقد عملنا طويلاً وجاهدين في قصر كالدونيان ، ويجب ان ناخذ قسطاً من الراحة .. ما رأيك راوينا .. اترغبين في المساعدة ؟
جعلها نطقه اسمها تخجل فتمتمت :
- اجل .. سأفعل ما استطيع .
لم يظهر ريموس رغم تحسن صحته حماساً يذكر عندما سمع ان امه آتية بل قال لراوينا انه سعيد لوجوده في الغرفة المجاورة لغرفتها .
- افضل ان اكون معك راوينا .. امي لا تلازمني كثيراً حين تكون هنا ، بل تحدث الضجيج ، واذا حاولت محادثتها تطلب من الابتعاد عنها . هي ليست مثلك .. انت لطيفة .. لماذا لا تتزوجين عمي سكوت فتمكثين معنا الى الابد ؟
--------------------------
وبخته بعناد :
- كف عن هذا ! .
عندما رأت تعابير وجهه البائسة عذبها ضميرها فقد كان صوتها اكثر حدة مما قصدت .. ولكنها كانت قد اصبحت اكثر من حساسة حتى لمجرد ذكر اسه عمه !
طبعت قبلة على جبينه :
- نم يا حبيبي . كلما اسرعت بالشفاء تمكنت من الذهاب الى المدينة . يريد الطبيب يونغ ان تزوره في عيادته اتذكر .. و اريدك ان تكون في صحة جيدة لتجول بي في المحلات الموجودة هناك حين نذهب .
- اعدك بأنني سأكون في صحة جيدة ، مازالت حنجرتي ملتهبة قليلاً جداً و لكنها غداً ستكون افضل حالاً .
- فلنمهلها حتى آخر الاسبوع لنثق اكثر بشفائها .
مرت بجاك اثناء توجهها الى المكتب فرأته يذرع القاعة الكبرى وهو ساهم .. وكان عليها ان تبتسم لشبهه الكبير بأبنه الصغير .
- مرحبا جاك ، لم كل هذا التهجم كله؟ .
لم يرد الابتسامة :
- الم تسمعي الخبر ؟
- خبر قدوم زوجتك ؟ الست مسروراً ؟
- ولماذا اسر ؟ انها تأتي فقط من اجل ان تكون قرب سكوت .
- آسفة جاك .. ان هذا مؤلم حقاً لك ؟؟ اليس هناك فرصة للعودة ؟
- ما دام اخي غير مرتبط فمستحيل . من المؤلم الوقوف جانباً لمراقبة المرأة الوحيدة التي احببتها ، ام ابني ، ترمي نفسها على رجل آخر ! ولكنني لا استطيع لوم سكوت فهو لم يشجعها قط . فمنذ زواجنا كان تصرفه معها صحيحاً . بل فلنقل ان اهتمامه كان اهتمام العم بزوجة ابنه .. ولكنها لم تتخلى عن الامل بأن يغير رأيه .
- ان هذا امر محبط لكيلكما .. لكن ربما كان الامر هذه المرة مختلفا .
- ربما .. اذا طارت الافيال . ولكن ان اظهر سكوت اهتمامه بامرأة اخرى .. فسيردعها ذلك .. سيبيل مقاومة ، لكنها عملية ، اذا اصبح ما تريده خارج منالها اقتنعت بما يليه ، لقد حدث هذا مرة ، ويمكن ان يحدث ثانية ..
كان كمن يركل حجراً خيالياً فوق الارض .. فتركته لتسرع الى مكتبها ، تتساءل لماذا سمحت لنفسها ان تتورط الى هذا الحد بشؤون عائلة لا تشفق عليها شفقة حقيقية . انها عائلة افرادها متعجرفون ، مغرورون متعودون على الافتخار بأنفسهم منذ الولادة وعلى رمي الاوامر ، لا على تلقيها .. فلماذا تشعر بالاسى على مشاعر احدهم ؟ انها آسفة اسفاً صممت معه على فعل ما باستطاعتها لمساعدته !
دخلت مكتب سكوت ، يساعدها قلبها المتطاير اشفاقاً على جاك ، وانطلقت تتهجم عليه :
- لقد تركت جاك من هنيهة، انه متكدر جداً بسبب زيارة زوجته ، واظن من المخزي ان يعاني لعلمه انها قادمة من اجلك انت فقط ! بأمكانك مساعدته لو جعلتها تدرك انك لا تهتم بها . ولكنك عوضاً عن ذلك تشجعها ! لا تنكر ! قرأت عنوان رسالتها بدون قصد طبعاً .. لكن ..
- و لكن عقلك قفز الى استنتاج خاطىء !
ارجع كرسيه الى الخلف لينظر بأمعان .
- تري هل شعرت بالغيرة ؟ راوينا ؟ لقد كان الطريق امامك فسيحاً خالياً حتي الآن مع رجلين حساسين جداً . ربما لا تروقك فكرة مشاركتنا مع امرأة اخرى ؟ .
----------------------------------
تذكرت في الوقت المناسب دورها الذي تبنته فأخفظت عينيها و رمشت باهدابها بطريقة انيقة ثم همست :
- انا .. الا يحق لي ان .. اغار ؟
شدت على اسنانها غيظاً وقد احست به يقترب .. وانتظرت . وقف على مقربة شديدة منها ولكنه لم يلمسها .. حين تكلم بدا كلامه مشبعاً بغضب ساخر :
- كما سبق ان قلت لك . انا لا اسمح لأية امرأة بالمطالبة بحق عندي . ان اقصى ما انا مستعد له هو عبث بسيط لا ارتباط فيه .
حين رفعت اصبعه ذقنها رأته عابساً :
- لا اراك ممن يسيطر على مشاعره . اتعرضين مشاعرك دائماً بمثل هذا التهور ؟ الهذا السبب حضرت الى هنا من المجهول بدون كتاب توصية او تعريف ؟ اكنت هاربة من مشكلة عاطفية ما كان يجب ان تحدث ؟
- لا !
كان نكرانها السريع احتجاجاً لا بد منه ضد اتهاماته و دفاعاً ضد التواء شفتيه المزدرتين لها ، ثم هزت كتفيها .. فماذا يهمها رأيه ؟
ذكرها صوت داخلي صغير هامساً :
- بل يهم كثيراً .. هذا ان اردت فعلاً خداعه !
ولكنها حتى من اجل هوارد غير مستعدة الى ان يظنها المركيز عابثة فكان ان قالت كحل وسط :
- لا بد لي اذا وجدني الرجال جذابة .. فلم اقصد ان الفت انتباههم .
ادهشها رده :
- اصدقك . ولكن تصرفك البارد الذي يقول للرجل (لا تلمسني) ، هو ما يثير اهتمام الرجال ولكن هناك استثناء .. بالامس مسحت وجهك و فمك بعد معانقتي لك . و اليوم تلمحين الى انك لن تنفري بعد الآن .. فأي الموقفين اصدق ؟
احست بتوتر شديد لأضطرارها الى النظر الى عينيه مباشرة و الى القول كذباً :
- كان تصرفي بالامس ردة فعل طبيعية تبدر عن امرأة تحتضن بالقوة .. ولكنني رغم ذلك احسست احساساً رائعاً ، احساساً لم اتمكن من نسيانه .
همس لها :
- احساساً جميلاً . وكأنما احدهم اعطاك اجنحة ؟ يسمي بعض الناس هذا الاحساس حباً .. راوينا . فماذا تسمينه ؟
حدقت اليه و كلها امل الا تكون معاناة قوبه منها و خطورة لمسة يده و تهديد فمه المقترب منها حملاً تحتمل بدون مقابل .. قالت متوسلة وهي ترتجف :
- انا .. انا لست واثقة .. فلننتظر قليلاً .. و لنعط انفسنا وقتاً لنعرف .
تمتم :
- الوقت يشفي الانسان من كل شيء ، حتى من حياته , ربما انت على حق .
عندما سمعت دقة خفيفة على الباب شعرت بالراحة فأسرعت تفتح الباب وهناك وجدت احد العمال :
-اتسمحين يا آنسة بالقول للسيد ان زوجة اخيه وصلت وهي تسأل عنه ؟ .
صاح سكوت :
- ماذا . ابهذه السرعة ؟ .. اللعنة !
-----------------------------
كان يمسك بمرفقها بقوة وهو يقودها الى مقدمة القصر حيث كانت السيارة صغيرة تقف امام المدخل . كان جاك هناك يفرغ الحقائب من الصندوق و فتاة تتكيء بلا اهتمام الى عمود حجري مبتسمة بنفاذ صبر .
- كن محترساً يا جاك .. انها جديدة !
جاء صوته من عمق الصندوق :
- يا لها من حقيبة لعينة . كيف وضعتها هنا ؟ الم يكن بأمكانك ارسال بعضاً منها في شاحنة ؟.
- حبيبي .. لقد وصلت لتوي من اوروبا ، منذ يومين فقط . ولم ازعج نفسي بافراغ الحقائب .. لا شك ان بعض ملابسي مشعثة و لكن اليس ما تزال هنا تترأس فرقتها من النساء الممتازات ؟
- لفرقة نسائها الممتازات عمل اهم بكثير من كي ملابسك .. لماذا لا تحاوين القيام ببعض اعمالك بنفسك حبيبتي ؟ لا بد ان تجدي عملاً تستطيعين القيام به دون ان تتسخ يديك الوردتين البيضاوين .
ارتعبت راوينا فقد كانت كلماته مشحونة بالسخرية ، فكيف بالله يمكن ان تعود المياه الى مجاريها وهو يصر على تصرفه هذا معها ؟ وذلك قبل ان يحصل شرخ في علاقتهما يعجزان عن اصلاحه .
- سكوت .. حبيبي ...!
كانت عينا سيبيل اللامعتان بالبهجة مسمرتين على وجهه ، وكأنهما تودان استيعاب كل تعبير من تعابيره ، وكل جزء بسيط من مظهره :
طوله و نحوله و مشيته الواسعة المستعجلة قليلاً و رأسه الاسود المتفاخر ، الذي تضيئه الآن بسمة ترحاب , هرعت اليه بذراعين ممتدتين متجاهلة يده التي مدها للمصافحة رامية نفسها عليه ، لافة ذراعيها حول عنقه ، معانقة اياه بلهفة وشوق حتى شعر جاك و راوينا بالاحراج . كان من الصعب معرفة من تخلص من الاخر اولاً .. ولكن سيبيل بدت مترددة تكره الابتعاد فتعلقت بذراع سكوت غير مهتمة ابداً بالاخرين .. و قالت :
- لماذا لم ترد على رسائلي ؟ كنت اراسلك مرة في الاسبوع ، ولم اتلق منك الا رسالة قصيرة كتبتها على عجل .
- كنت مشغولاً .
احست راوينا بالغضب بسبب لهجته المتسامحة ..
- مشغولاً حتى عني ؟ لن اصدق هذا يا سكوت !
قاطعها جاك و هو يستشيط غيظاً :
- وماذا عن رسائلي لك يا زوجتي الحلوة ؟ ما هو العذر الذي لديك لعدم الاجابة عنها و عدم الاهتمام بصالح ابنك ؟
- انت معه .. اليس كذلك ؟ لماذا يفترض الجميع ان حمل الطفل في احشاء امراة يورث بشكل آلي مشاعر الامومة . انا .. لم اعرف امي يوماً . ومع ذلك عشت ! ولكن والدي لم يكن يوماً ظلاً لرجل آخر !
غطت على شهقة راوينا الغاضبة احتجاجات سكوت الحادة :
- الا يمكنكما التوقف عن المشاحنة ولو لدقيقة ؟ ريموس لما يستعد صحته . سيبيل انه مازال في فراشه ولكنني واثق انه يتوق الى رؤيتك .
تركزت عينا راوينا على وجه سيبيل .. فأذهلها جمالها و لكنها احست بالكره بسبب انانيتها عندما قالت سئمة :
- ايجب ان اهرع اليه الآن ؟ لقد انتظرت طويلاً حتى اتحدث الى سكوت .. فلندخل الى مكتبك حيث نجد الراحة .
توسلت عيناها الزرقاوان وهي واقفة كعارضة ازياء تشمخ برأسها الذي حركت الريح خصلات شعره و الصقت الفستان بثنايا جسدها الرائع . كان تعي التأثير الذي تلقيه على الرجلين معاً .
--------------------------------
لم يدل صوت سكوت الكسول المتشدق بنعومة ، على القنبلة التي كان سيرميها :
- قبل ان ندخل .. اريد ان اقدمك الى عضو في منزلنا .. راوينا .. راوينا اريد ان تلتقي بزوجة اخي سيبيل .
هزت سيبيل رأسها بكسل ، ولكن البسمة اعتلت وجه سكوت عندما اردف :
- سيبيل .. هذه راوينا هافرشام .. خطيبتي !
نهاية الفصل الثامن


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
قديم 26-11-17, 06:45 AM   #10

Just Faith

مراقبةومشرفةسابقة ونجم روايتي وكاتبة وقاصة وملكة واحة الأسمر بقلوب أحلام وفلفل حار،شاعرة وسوبر ستارالخواطر،حكواتي روايتي وراوي القلوب وكنز السراديب

alkap ~
 
الصورة الرمزية Just Faith

? العضوٌ??? » 289569
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 145,786
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » Just Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond reputeJust Faith has a reputation beyond repute
?? ??? ~
جروبي بالفيس (القلم وما يهوى)https://www.facebook.com/groups/267317834567020/
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

9- هل تنتهي اللعنة ؟
كانت ممتنة و مصدومة من الحل الذي ابتكره سكوت لحل المشكلة سيبيل ، ولكنها مع مرور الايام لم تجد سهولة في تقبل ذراعه الملتفة بحب حول كتفيها ، او في احتمال نظرات هيامه حين تكون معهما سيبيل التي ما ان تغيب عنهما حتى يعود الى طبيعته ، ورغم مثابرتها على نزع سلاحه كانت تشك في انها تتقدم بسرعة الى اي مكان .
ولكن وصولها الى لعب دور خطيبة سكوت حقق بعض النجاح .. فلم تعد تحرشات سيبيل وقحة و صريحة ، مع ان عينيها بقيتا تنظران اليه بجوع و صوتها ظل يداعبه ، لكن اثار العاطفة الأخرى كانت مقيدة ولو مؤقتاً ، فسيبيل كما ترى راوينا لم تنخدع تماماً ، وكانت تختار توقيتها ، كي تقنعه ان التحالف غير المتناسب لن يطول .
تأكدت مخاوف راوينا بعد مرور يومين ، حين توقف سكوت يوماً عن الاملاء ليقول لها :
- يجب ان نحضر لك هدية الخطوبة .. كانت سيبيل تطرح اسئلة ذات مغزى ، ولعلها عندما ترى ما يدل على صحة خطوبتنا تزول شكوكها .
رفعت راوينا رأسها وقد وجهت القلم في يدها بطريقة متوترة .
- بكل تأكيد لا ارى حاجة للمضي في هذه التمثلية الى هذا الحد ؟
- بل هناك حاجة . وانا اري من المستحسن ان تحصلي على بعض مجوهرات العائلة حين ترحلين لتكون ذكرى ، ام تفضلين ان يبقي الامر ذكرى مربكة بسبب ما كان يمكن ان يحدث ؟
-----------------------------------------
احمر وجهها بشدة ولكنها تمكنت من ابتلاع رد عنيف مذكرة نفسها ان سيبيل ليست الوحيدة التي يجب ان تنخدع ، فكان ان تبنت تعبير من جرحت مشاعر سكوت عميقاً .
- انت قاس يا سكوت .. لماذا لا تثق بي الى هذا الحد ؟
اطلق صيحة ساخرة وفيما كان يعمل ، راحت اصابعه تعبث بشعره ، فتساقطت على جبينه خصل سوداء اعطته مظهر شاب خليع .
- اتجرؤين على السؤال ؟ انت امرأة ذات ماضي وانت الى ذلك انكليزية .
كانت هذه الفرصة التي انتظرتها طويلاً و بصبر ، فعندما سألت عن اخر شخص انكليزي عمل في القصر ، اجاب جاك بهزة كتف لا مبالية :
- اخر مساعد لسكوت ترك العمل وهو موضع نقمة .. يومذاك كنت غائباً .. ولم اسمع سوى شائعات .
ثم سألت سكوت بحذر :
- لماذا تكره الانكليز هكذا ؟ اليس هناك الطيب و الفاسد في كل الاعراق ؟
- بكل تأكيد .. ويمكنني تعداد بعض اصدقائي الانكليز الجنسية ولكن بعد دراسة حذرة لأخلاقهم ، وبعد الاطلاع على تاريخ عائلتنا تبين لي الى اي مدى قد يكون الانكليز منافقون والي اى مدى قد يصلون في انتقامهم .
ذعرت داخلياً ومع ذلك تجاهلت همساً داخلياً يحثها على الحذر و تاعبت :
- وماذا عنكم يا اهل اسكتلندا ؟ وماذا عن اصراركم على ابقاء الحياة لمآسي الماضي ؟ اليس من الافضل دفنها مع امواتكم ؟
ضاقت عينياه فظنت في لحظة ذعر انه فهم اهتمامها شخصي لا موضوعي . بدت عيناه تنبشان في عمق روحها وهو يرد عليها :
- كنا لنفعل لو سمح لنا . ولكن لسوء الحظ ، العيوب التي وضعتها في لائحة موجودة اليوم في طباع الانكليزية كما كانت تماماً منذ قرون .. في الواقع .. مؤخراً ..
صمت فجأة وكأن ذكرى سيئة ازعجته :
- ولكن ، يكفي ، تلك المسألة لا تستحق النقاش .. تعالي الى مكتبي متي كنت جاهزة ، في البلدة صائغ رائع سيتمكن من توفير ما تريدين .
- اوه .. ولكن موعد ريموس مع الطبيب اليوم ! يريد اجراء فحوص تامة له .
اظهر عبوس حاجبيه معارضته للفكرة .. ولكنه لم يعترض بل قال :
- انت عنيدة و مثابرة .. اصررت في البدء على ان يغير غرفة نومه .. والآن تصرين على هذا ! على اي حال ، لا استطيع الا ان اشكر لك اهتمامك بمصلحة الصغير الذي اوافق على ان نصحبه معنا ، مستغلاً وجودكما عند الطبيب لأتمام بعض الاعمال .
حين اصطحبت ريموس الى الطبيب بعد الظهر تبين لها ان لا حاجة لبقائها مع الصغير فقط قال الطبيب بمرح :
- لا داعي الى الانتظار آنسة هافرشام اذا كان لديك ما تشترينه .. خذي وقتك ، فبأمكان ريموس اللعب مع اطفال شريكي في الحديقة .
- لكن ، قد يحتاج الي .. انه مرتبك قليلاً .
ضحك ودفعها بلطف نحو الباب:
- لا تجزعي .. اعدك بأن اجعله يعتقد ان ما سيحدث لعبة ، و اذا كان هناك ما اريد معرفته اطرحه عليك حين تعودين .
------------------------------
احست انها غير مرغوب فيها ، فعادت الى سكوت المنتظر في السيارة و قالت بجفاء :
- لا يحتاج الي .
واحست بتزايد توترها حين ضحك عالياً :
- يبدو ان روح الامومة فيك قد اهينت عزيزتي .. ومن الواضح ان الوقت قد حان ليكون لك اطفال .
كانت البلدة الريفية رغم صغرها جوهرة كاملة . يقطعها نهر الى نصفين ، يتصل احدهما باالآخر عبر جسرين ، يسبح تحتهما الاوز الناظر الى الناس و المتنازل بكبرياء ليقول فتات الخبز الذي يرميه الجالسون على مقاعد خشبية كبيرة على ضفتي النهر .
كانت راوينا قد مرت بالبلدة اثناء توجهها الى قصر كالدونيان ، و قد تمنت يومذاك لو سنح لها الفرصة لتستكشف الشوارع الضيقة المنتشرة على محاذاة النهر ،والمؤدية الى مركز التسوق المكتظ بالسواح التائقين الى شراء قمصان التارتان الشهير في اسكتلندا ، و قماش التويد الصوفي و قمصان الصوف المحبوكة في جزيرة فاير .. وشغل الابرة محلياً باسم فلوورين و الي التطريز الناعم .
توقفت خارج محل يتوسط معروضاته وشاح صوفي رائع تشبه حياكته خيوط العنكبوت .
احس سكوت انه فقد مرافقته . فتوقف ثم تراجع ، وقال معلقاً :
- ارى انك تبدين اعجاباً بوشاح شهير معروف عندنا باسم شيتلاند . وهو يزن حوالي اونصتين و نص ، يخضع الى اختبار قديم لمعرفة قوته و متانته و ذلك بتمريره في خاتم الزواج . مازلت الطريقة الصنع متوارثة من الجدات الى الحفيدات ، و الشيء نفسه ينطبق على هذا القماش الصوفي المعد لصيادي السمك .. فالمناطق عندنا تلتزم بمصنوعاتها الاصلية خاصة ، فجزيرة (لويس )مثلاً تقدم تصاميم اسمها (نوافذ الكنيسة) و (مخالب الكركند) اما منظقة (ايرسكاي) فمشهورة بتصميم (شجرة الحياة) و (رباطات الحب) و التصاميم جميعها هي رمز للأغراض التي صنعت من اجلها .
تشجع عندما رأى اهتمامها الشديد فأردف مبتسماً :
- هذه التصاميم تسافر مسافات بعيدة مع بنات الصيادين في رحلاتهن على ظهر المراكب من اجل تنظيف السمك . و اثناء السفر تلتقي البنات بمسافرات من مناطق اخرى فيتبادلن التصاميم .. في هذه الايام الالوان كثيرة و متنوعة ولكن قماش صيادي السمك هذا ، من جزيرة (ايريكي) وهو يُحاك دائماً بأدق الابر اما الالوان فأما ان تكون خضراء دكناء او سوداء . لأن لكل عائلة تصميم خاص بها ترين ان الناس يتعرفون الى اجساد الصيادين الغرقى في البحر من قماش ثيابهم .
كانت راوينا تفكر في كلامه حين توقف بها امام واجهة مختبئة بعيداً في شارع فرعي . ولكن ما ان دخلا ، حتى ظهرت المعاملة الممتازة فقد اسرع سيد عجوز الى تحتيهما ، انحنى باحترام كبير انما بدون ما يدل على الخضوع .
- لقد اوليت مؤسستنا شرفاً كبيراً لورد كالدونيان و ارجو ان نتمكن من خدمتكم .
- ارجو هذا سيدفروبيشر .. هذه الآنسة هافرشام خطيبتي وهي ترغب في اختيار هدية الخطوبة .. الديك ما هو مناسب ؟
- بكل تأكيد .. اتفضل السيدة الشابة بروشا بدلاً من خاتم الخطوبة التقليدي ؟
من الطبيعي ان تبدو راوينا حائرة فأردف الرجل :
- استطيع ان اقول من تعابر وجه خطيبتك سيدي اللورد ان زواجك سيكون زواج الشوك بالورد .. اليست السيدة انكليزية ؟
----------------------------------
- نعم هي انكليزية سيد فروبيشر .. اقترح ان تريها ما هو موجود لديك و دعها تختار بنفسها .
أدخلا الى غرفة داخلية معزولة قعدا فيها امام طاولة راح العجوز يضع على مخمل اسود مجموعة مختارة من البروشات المثيرة و كان العديد منها يحمل رسم الصليب السلتي الذي شاهدته رواينا محفورة على حجارة القصر القديمة ، و على ما حوله , كان بعضها كبيراً ذا نقوش عميقة لها شكب اوراق الشجر ، ولكن الوحيد الذي اخرج شهقة فرح من شفتيها بروشاً فيه قلبان متشابكان يربطهما تاج . تبادل سكوت و العجوز الابتسام حين مدت يدها لتضعه في راحتها .. قال السيد فروبيشر ضاحكاً :
- انه اختيار ممتاز آنسة هافرشام ، انه بروش " لاكنبوث " .. وهو عادة يهدى عند الخطوبة ، ولكنه يعتبر تقليدياً تعويذه من السحرة ..
جعلها خجل عامر لا تقوى على النظر الى سكوت .. اعادت البروش الى مكانه و قالت :
- يبدو فريداً من نوعه و جميلاً ولكنني افضل ما هو ارخص ثمناً .
حل صمت و ذهول فأدركت متأخرة غلطتها .. فمن غير المحتمل ابداً ان يتردد المركيز كالدونيان امام ثمن هدية عروس المستقبل!
ولكن سكوت قال بنعومة :
- سنأخذه .. ان الانكليز يؤمنون ان الاسكتلندي يقبض بشدة على ماله و علينا من قبيل الواجب سيد فروبيشر ان نثبت بطلان هذه الخرافة .
لم يدرك السيد العجوز ان الضحكة التي تلت انما كانت تغطية لأستياء سكوت , و حرج راوينا العميق . كانت على استعداد للقبول بخاتم متواضع على ان ترده له حين تغادر القصر ولكن البروش ذا القلبين المتشابكين كان اشبه برمز لالتزام الشخصي .. ولآنها كانت تعلم ان اي احتجاج سيسبب المزيد من الاحراج لاذت بالصمت حتى تمت عملية الشراء .. ولكنها اثناء ذلك عزت نفسها بالتفكير ان البروش سيؤمن لها حاجزاً من ماريان الساحرة .
بناء على الحاحها اوصلها الى خارج العيادة الطبيب .. ثم تركها هناك ليكمل ما لديه من عمل و قال واعداً :
- لدي فقط زيارة واحدة خاطفة .. سأكون معك و مع الصبي بعد نصف ساعة .
كان الطبيب يونغ ينتظرها . حينما وصلت ادخلها الى عيادته وهناك تناهى اليها من الحديقة صوت ريموس و قهقهاته . سألت :
- ماهي الاستنتاجات التي توصلت اليها ايها الطبيب ؟
تفرس فيها جيداً قبل ان يرد بسؤال مضاد :
- كم تعرفين عن ظروف الصبي آنسة هارفشام ؟ وعن عائلة سايتون بوجه عام ؟
- ليس كثيراً . كل ما اعرفه عبارة عن معلومات متناثرة تلقيت معطمها من والد ريموس و من مدبرة المنزل و من الصبي نفسه .
- هممم .. ريموس ثرثار صغير .. اليس كذلك ؟ كم من المصداقية يمكن ان تضعها على معتقداته المذهلة ؟
تنهدت راوينا :
- اكان يخبرك عن لعنة العائلة ؟ انها خيالية طبعاً . ولكن الجميع يصدقها حتى صاحب السعادة !
- خيالية ؟ اعتقد ان وصفها بالمذهلة انسب .
شهقت :
- انت لا تصدق بكل تأكيد !
-----------------------------
ابتسم ورفع يده وكأنه يرد هجومها ساخراً :
- مهلك .. مهلك آنسة هافرشام . اسمعيني قبل ان تلقي محاضراتك المتعلقة بساخفة الايمان بالقصص الخرافية .. اتعلمين ان الفلكور الشعبي اثار اهتمامي الى درجة اني قمت بدراسة عنه .اجد الاغاز تضايقني كما تضايق حبة رمل المحارة ، انت مستعدة لصرف النظر عن قصة لعنة سايتون على انها قصص عجائز خرافية ، ولكن قبل هذا اطرحي على نفسك هذا السؤال : هل هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الناس في القرون الماضية كانو اكثر سذاجة و ميلاً للتصديق مما نحن اليوم ؟ هم مثلنا عرضة للمخاوف و القلق . لذلك لجؤوا الى قوة الخيال لتفسير ما هو ابعد من حدود معرفتهم .
لوحت بيدها احتجاجاً :
- صحيح ولكن ، لا يمكنك ان تصدق ..
- اتؤمنين بالاشباح آنسة هارفشام ؟
استوت في جلستها و الانكار متجمد على شفتيها و لكنها تذكرت ترددها و خوفها يوم سارت في ممر مظلم قاتم طويل في القصر المرعب .
- آه . لا .. بلى !! لست واثقة ..
ضحك :
- آه .. هكذا اذن . انت كالعديد منا يؤمن بالاشباح و ينكرها انت مستعدة لنكران وجودها ومع ذلك تكرهين البقاء وحيدة ليلة واحدة في منزل يقال انه مسكون .. اليس كذلك ؟
حين هزت رأسها بخجل ، تابع راضياً بأنه نجح في اثبات وجهة نظره :
- يكمن اهتمامي في الخرافة التي تتصل بالطب .. لقد اثبتت ابحاث طبية اجريت اخيراً مقدرة بعض الوصفات على الشفاء التي تصفها النساء القرويات من الاعشاب للشفاء . فأوراق الصفصاف مثلاً تستخدم من قبلهن لمعالجة الحمى ، و الادوية التي اساسها السلسيك اسيد اليوم تستخدم للغرض نفسه و مستحلب شجيرة الساحرة ، الصفراء الزهر ما زال مستخدما لتخفيف الآم الرضوض و التواء المفاصل .. و البنسلين يذكرنا بالكمادات التي كانت تستخدمها الساحرات من الخبز او الخميرة و الجزر و الخضروات الآخرى .. هكذا ترين ان لا فائدة من الاستهزاء .
بدت عليها الحيرة :
- ولكن .. ما علاقة هذا كله بلعنة عائلة سايتون ؟
- العلاقة عزيزتي ، قد تكون في واقع ان ما ينظر اليه الآن على انه لعنة كان اصل منذ قرون . فقد تحمل الاجيال المتعاقبة مرضاً بسيطاً مرده انا الوراثة او محيط معين .
راحت تستجمع المعلومات في رأسها :
- اتعني .. ان عاهة اللورد يمكن ان تكون ...
- خللاً تشنجياً في العضلات . اما سببها ان لم اكن مخطئاً فالاصرار الغبي على استخدام غرف النوم الرطبة في الطفولة .
ذعرت راوينا و صعقت ثم بدأت تتمتم :
- كان عند العائلة منذ قرون عداء للطب لذا اعتمدوا على وصفات كانت تضعها ماريان و اسلافها .. ولكن ذلك كله غير منطقي خاصة ان عرف ان احدى جدات ماريان هي التي انزلت اللعنة بالعائلة !
----------------------------
- في عصر غارق بالخرفات ، حين كان الناس يؤمنون بالسحر و الشعوذة كان يمكن لطب الساحرات ، مهما كان اساسه ان يسبب لعنات مختلفة . و الساحرة البارعة قادرة على استغلال الظروف لتلقي لعنة . تذكري يا عزيزتي ، كانت الساحرات بسبب اقبال الناس عليهن رئدات الطب الحديث . لا شك انه كان لدى اسلاف ماريان القدرة على معرفة نقطة الضعف في اية عائلة ولا شك ايضاً انهن كن يتمسكن بها ليطلقن لعنة وفي غياب شخص عاقل يقول ان افراداً سابقين من العائلة كانوا يعانون من المرض نفسه كن يحققن غايتهن . فمن المعروف اليوم ان الخوف و التوتر او اي ضغط نفسي اخر قد ينتج عوارض مؤلمة و ان افضل علاج في مثل هذه الحالات ، موجه الى العقل لا الى الجسد .. قد تكون تعويذات الساحرات بلا فائدة للعلاج الجسدي ولكنها علاج فعال للعقول .
تراجعت راوينا في مقعدها مشتتة الفكر من منطقه و مطمئنة في الوقت نفسه لأنها فهمت الآن فقط لماذا كان تأثير سكوت في عقلها .
- اشرح لي ايها الطبيب ؟؟ ماذا يعني هذا كله بالضبط .
- لا اقدر ان اكون متأكداً مئة بالمئة الآن .. لكنني واثق ان لعنة عائلة سايتون هي في الواقع نوع نادر من مرض العضلات بدأت في وقت مبكر من الطفولة . وتؤثر اكثر ما تؤثر على الذكور و تظهر تشوهات، اما في اصابع اليد او في اصابع القدم .
تسمرت عيناها :
-هل يمكن شفاؤها ؟
اطلقت نفساً عميقاً حين هز رأسه :
- اجل آنسة هارفشام . فبسماعدة التدليك ، و الحركة و جلسات كهربائية تم تسجيل حالات شفاء كبيرة .
****
نهاية فصل التاسع


Just Faith غير متواجد حالياً  
التوقيع
//upload.rewity.com/uploads/157061451865811.jpg[/IMG]ستجدون كل ما خطه قلمي هنــــــاااااااااااا[/URL][/FONT][/SIZE][/B]
الشكر لصديقتي أسفة التي دائماً تشعرني بأن هناك من يشعر بدون شكوى



سلسلة حد العشق بقلوب أحلام

رواياتي السابقة بقلوب أحلام
أنتَ جحيمي -- لازلت سراباً -- الفجر الخجول
هيـــامـ في برج الحمـــامـ // للكاتبة: Just Faith *مميزة
فراء ناعـــمــ (4)- للكاتبة Just Faith-

عروس الأوبال - ج2 سلسلة فراء ناعم- * just faith *
سلسلة عشاق صنعهم الحب فتمردوا "ضجيج الصمت"

ودي مشاركاتي في سلسلة لا تعشقي اسمرا
https://www.rewity.com/forum/t326617.html
https://www.rewity.com/forum/t322430.html
https://www.rewity.com/forum/t325729.html
ودي رسمية
https://www.rewity.com/forum/t350859.html

خواطري في دعوني أتنفس
ديوان حواء أنا !!

شكرا نيمو على خاطرتك المبدعة
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:03 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.