شبكة روايتي الثقافية

شبكة روايتي الثقافية (https://www.rewity.com/forum/index.php)
-   روايات أحلام المكتوبة (https://www.rewity.com/forum/f203/)
-   -   145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (https://www.rewity.com/forum/t9536.html)

فرح 06-04-08 04:07 PM

145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة )
 
145 - وشم الجمر
سارة كرايفن
الملخص
إنها خائفة !… اعترفت هيلاري عارضة الأزياء المشهورة والساحرة لنفسها بذلك … ولكن لماذا ؟… ألم تقدر سنتان من الهروب على جعلها أقوى في مواجهة بروس جيلفورد وعلى تخليصها من ضعفها تجاهه .
هل ما يربطهما هو كما قال بروس ( جنون لا شفاء منه ) ؟
إذا كان الهروب لم يداو جراحها فهل تشفيها العودة إلى ناره وهو الذي يراها ( ربة الشر ذات الوجه الملائكي والروح الفاسدة ).
روابط كتاب الرواية
وورد
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
pdf
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي
txt
يجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفييجب ان ترد لمشاهدة المحتوى المخفي

فرح 06-04-08 04:08 PM

_ فتاة الكهرمان الحزينة
كانت مرهقة إرهاقاً شديداً تكاد تعجز معه عن وضع المفتاح في ثقب قفل الباب الأمامي …. كانت رحلة طويلة متعبة فلقد تأخر هبوط الطائرة بسبب الضباب وأصيبت إحدى الفتيات الصغيرات بالهستيريا من جراء الخوف فكان أن جلست معها هيلاري لتهدئ روعها .
أقفلت الباب خلفها حامدة ربها ثم وقفت تنظر حولها في غرفة الجلوس كانت نظيفة مرتبة إذا اعتنت السيدة نورتون بهذا ولكن الجو عابق برائحة العفن الذي ولده عدم السكن بها … فتحت هيلاري النافذة لتسمح لهواء مساء شهر كانون الثاني بالتدفق للداخل ارتجف جسدها قليلاً فهي ما تزال تحن لشمس الكاريبي لكن عقلها المتعب رحب بلفحة الهواء البارد .
كانت كومة الرسائل البريدية تنتظرها على طاولة الطعام الصغيرة وعندما دخلت إلى المنزل التقطت المزيد من الرسائل من صندوق البريد … لكنها تستطيع الانتظار للغد إنها بحاجة للاستحمام … دخلت إلى غرفة النوم وراحت تخلع ثيابها …السرير بالانتظار والأغطية مرفوعة إلى الوراء ترحب بها وثوب نومها حاضر نظفت وجهها من المكياج وهو عمل روتيني تقوم به حتى ولو كانت على وشك الموت ورمت نفسها على السرير وغطت في نوم عميق ….. تحركت مرة أو اثنتين ثم فتحت عينيها فانزعجت من الأصوات في الشارع ولكن هذه الأصوات لم تكن السبب باستيقاظها تمطت متكاسلة متكاسلة قبل أن تجلس متثائبة ولما ألقت نظرة على الساعة وجدت أنها نامت ساعة كاملة نهضت من السرير لتدخل الحمام نظرت إلى جسمها في المرآة … لقد كانت في الويست انديز مع العارضات الأخريات للقيام بعرض مجموعة من أفخم ثياب السباحة لمجلة أزياء شهيرة .
ولكنها لم تخطط لتصبح عارضة ولم تعتبر يوماً أن مظهرها الجميل وطلتها بهية … ولكن مع ذلك كان جول أول من اقترح عليها الفكرة وهي ما تزال تلميذة في المدرسة ..
جاء ليزور ابنة عمه جوليا التي كانت أفضل صديقة لهيلاري وصحبهما للغذاء معاً يومذاك كان اسماً لامعاً بالتصوير وما كانت هيلاري لتكون من البشر لو لم يتحرك غرورها لاهتمامه بها لكن وفي الوقت ذاته رأت حياتها تسير باتجاه مختلف .
والشكر عائد لجول الذي منحها أول فرصة حين اختريت الفتاة الكهرمانية للقيام بدعاية لسلسلة أدوات تجميل غالية الثمن ولعل ما ساعدها شعرها البني الذهبي الطويل وعيناها اللوزيتان المتسعتان اللتان تصبحان خضراوين أو ذهبيتين حسب اللون الذي ترتديه وكانت تجربة مذهلة لها أزياء غريبة صممت لها ألوانها ذهبية كهرمانية صفراء وكان تأثيرها أمام لون بشرتها العسلية مذهلة وكان وجهها يبرز من المجلات وتبدو فيها عينيها وكأنهما تتسعان على الدوام بلا نهاية أما الفم الرقيق فيتكور قليلاً بمزيج من البراءة والإغراء فسرت دار الأزياء الفرنسي النشوة والسعادة لزيادة مبيعاتها .
لكن جول نصحها بعدم المضي بذلك قائلاً : سيصبح ذلك سمة لكي وسيربط الجميع بينك وبين مستحضرات الأمبر فقط …نعم لا بأس بذلك لمدة قصيرة ولكن ماذا سيحدث لو ضجرت من العمل .. أو ضجروا هم منك …………
وكان أن عملت بنصيحته وتهافتت عليها العروض ولكنها أحبت العمل مع جول وستبقى شاكرة له للأبد.

استحمت وجلست تطلب الاسترخاء أمام النار .كانت السيدة نورتون قد ملأت البراد وسلال الخضار راحت هيلاري تشوي قطعت ستيك وأعدت السلطة التي تناسبها .
بعدما أكلت ونظفت المائدة حملت قهوتها إلى الأريكة مع رسائلها وكان معظمها فواتير ثم وجدت رسالة من لورنا .
نظرت هيلاري إلى الغلاف وإلى الخط المائل المألوف أنبأتها غريزتها أن لورنا ما كانت لتراسلها لولا وجود أزمة تعاني منها …ولا شك أنه أمر لا تريد سماعه…
إلا إن كان الأمر يتعلق بهوود استحوذ عليها إحساس بالذعر … لم يكن بخير مؤخراً وهذا ما تعرفه من رسائله القليلة النادرة . ظلت نظراتها شاخصة للغلاف والقلق على هوود يتصارع مع الرغبة في تمزيق الرسالة قبل أن تقرأها فهي غير مدينة لأختها غير الشقيقة بشيء .. بل الواقع معكوس .
لكن هود لم تلقى منه غير العطف والتقدير وهي مدينة له بشيء مقابل هذا أوه ليس بسبب المال الذي يضعه في حسابها في المصرف كل فترة لأنها قادرة على رده فهي لم تلمسه يوماً.
فتحت على مضض مغلف الرسالة وأخرجت الرسالة كان خط لورنا يملأ الصفحة :
حبيبتي هيلاري … احزري ماذا سأتزوج سأذهل الجميع وأفعل الصواب ولو لمرة واحدة أما العريس فهو تشارلي إيزيربلود بالطبع …آه يكاد أبي يطير من الفرحة العرس في الشهر القادم وأريد أن تكوني وصيفتي … وماذا في الأمر ؟ أرجوك قولي أنك ستقبلين حبيبتي أرجوك تعالي للمنزل هيلاري أحتاج إليك أتوقع أن أسمع منك …. مع حبي … لورنا.
لكن الصدمة وقعت على رأسها في آخر الخطاب : بالتأكيد سيقدمني بروس إلى العريس في الكنيسة .
جلست هيلاري جامدة تحدق في الرسالة ثم أطبقت يدها بشدة عليها فحولتها إلى كرة مجعدة وقالت لا يا إلهي . أجبرت التفكير أن لورنا ستتزوج من الشاب الذي حلم هوود بأن يكون زوجها لم ترى لورنا منذ سنتين عندما كانت هيلاري في الثامنة عشر ولعل أختها قد نضجت الآن لكن عندما تذكرت لورنا أختها المجنونة وجدت أن هذا غير معقول .
حاولت أن تتذكر تشارلز إيزيربلود لقد كان موجوداً دائماً وهما تكبران فوالده يملك الأراضي المجاورة ولكنه لم يؤثر قط في هيلاري .. كان أشقراً لطيفاً وثرياً جداً إنه صيد ثمين بالنسبة لمعظم الفتيات ولكن لورنا ابنة الصناعي الثري المدللة العنيدة … لورنا الشابة الصغيرة الجميلة المتألقة ذات الشعر الأسود الكثيف الأجعد ستتزوج من أجل الحب ولا تظن أبداً أن السبب رغبة العائلتين في زواجهما … أعادت تمليس الرسالة من غير وعي منها ثم راحت تعيد قراءتها إنه أسلوب لورنا ولكن أهذه رسالة عروس تشع سعادة ؟
أغمضت عينيها فمنذ ذهاب هيلاري البالغة عشر سنوات إلى ستونكليف للعيش هناك وهي تحمي لورنا ففي الليلة الأولى على ذهابها أجفلها فتح الباب في غرفة غريبة وسمعت لورنا تقول بصراحة : تقول السيدة ستالرت أنني كبيرة كفاية لأنام دون مصباح ولكنني خائفة من الظلام أيمكنني النوم معك أرجوك هيلاري أرجوك !
أمضت هيلاري ليلة غير مريحة … إذ كان السرير لا يتسع لشخصين وفي اليوم التالي حين علم هوود بالأمر أغرق بالضحك وأمر بنقل سرير لورنا إلى غرفة هيلاري ثم ارتد إلى والدة هيلاري مبتسماً : ألم أقل لك أنهما ستصبحان أختين !
كانت أمها أوليفا أرملة منذ خمس سنوات ولم يكن لديها مهارات تساعدها وكانت مضرة لقبول أي عمل وأن تكون ممتنة للسقف الذي يأويها حتى لو كان السقف لأخت زوجها وزوجها . أدرك جوش و ميلاني جيستون أن من دماثة الخلق القبول بأوليفيا وطفلتها في منزلهما والواقع أنهما لم يكونا ملزمين بإيوائهما وهذا ما كان يؤكدانه وقد جعلا الأمر يبدوا وكأنه دلالة إحسان وحدهما هي و أوليفيا يعرفان أن أمها تدفع إيجاراً سخياً .وذلك لم يكن كافياً وكثيراً ما سمعت عمتها تتذمر من ارتفاع الأسعار والتضخم المالي وكان عليها أن تتعلم إطفاء الأنوار لئلا تذهب الكهرباء سدى وكان محسوباً عليهما كمية الماء التي تستخدمانها في الحمام ومع الأيام كانت ترى وجه أمها يزداد مع الأيام يزداد تعب وهزيمة .
ثم اضطرت أوليفيا للعمل نادلة ليلية ومنذ ذاك الحين نادراً ما كانت تصل إلى المنزل قبل منتصف الليل وبما أنها بالأساس امرأة ضعيفة انهارت في النهاية وجيء بها للمنزل تذكر هيلاري غضب عمتها ولكنها اضطرت لإحضار الطبيب الذي قال أنها بحاجة للراحة وأنها بحاجة للابتعاد والراحة ولكنهما لا تملكان المال وفجأة حصلا على جائزة سندات التوفير ولم تكن ثروة كبيرة ولكنها كانت كافية لشراء تذكرة لرحلة بحرية في المتوسط بناء على نصيحة الطبيب ….
وحدث ما كان يتوقع فقد غضبت عمتها وزوجها وارتفعت الأصوات بالحديث عن الأنانية والطمع فيجب ترميم السقف ولكن أوليفيا هذه المرة لم تكن مستعدة للسماح لهما بالتسلط عليها فسارعت لحجز رحلتها البحرية ودفعت ثمنها …
وبعد أن عادت أمها ظهر في ابتسامتها عمق وبان في عينيها نظرة حالمة.
ثم وصل هوارد جيلفورد إلى المنزل كان طويلاً ضخم الجثة وجهه مربع يميزه شعر رمادي عند الفودين ابتسم لهيلاري وقال بلكنة شمالية :
مرحباً حبي … عندي فتاة أصغر منك بسنتين .
ردت هيلاري بابتسامة مترددة وأدركت أنه يريد أن تحبه لم تفهم السبب إلا بعد ابتعاد سيارته الجاكوار إذ صاحت العمة ميلاني كالعاصفة : يا للوقاحة كيف تجرؤين كيف تسمحين لهذا الرجل المغرم بك بالمجيء إلى هنا ………………
تورد وجه أوليفا لكنها ردت بهدوء : قبل أن تضيفي شيء أحب أ تعرفي أني و هوارد سنتزوج .
ارتفع صوت ميلاني لحد الصراخ : تتزوجان تتزوجين رجلاً قد إلتقيته في رحلة بحرية ؟ أنت لا تعرفين شيء عنه قد يكون متزوجاً … ولن تستفيدي بشيء
انتعش وجه أوليفيا بابتسامة : أعرف ما يلزم … إنه أرمل ماتت زوجته منذ أربع سنوات لديه ابن في الرابعة والعشرين ابنة في الثامنة …….. لعمله علاقة بالإلكترونيات ويعيش في يوركشاير ….هل من أمر آخر تريدين معرفته؟
أصبح وجه ميلاني أكثر تهجماً لعدم موافقتها على الزواج حتى يوم الزفاف وكانت ميلاني وزوجها المدعوان الوحيدين من جهة أوليفيا إلا أنه كان هناك عدد من الناس في مكتب الزواج يعرفون هوارد ويحبونه كما كان ظاهراً وقد توجهوا جميعهم إلى حفل الاستقبال الذي أقيم في فندق لندني .
وهناك كان في انتظارهما شاب أسمر طويل . فقال هوارد بسعادة : بروس .. تمكنت من المجيء !ارتد هوارد إلى أوليفا قائلاً : تعالي لأعرفك إلى ابنك الجديد كان في أمريكيا يدرس في الجامعة ولولا ذلك لإلتقيته من قبل .

فرح 06-04-08 04:08 PM

قال بروس : هذا ما يظهر أنه ما كان علي أن أدير لك ظهري لحظة .
تقدم يصافح أوليفيا ولكن هيلاري المترددة في الخلف عرفت بغريزتها أن هذا الأخ الغريب لم يقل كلمته على سبيل المزاح … كان يبتسم ولكن ابتسامته لم تكد تصل إلى عينيه …. حين شد هوارد هيلاري للأمام كانت يده ثقيلة ودافئة على كتفيها . وطافت عينا بروس باكتئاب وبعداء وارتد مسرعاً تاركاً هيلاري تفكر ( أنا لا أحبه وهو لا يحبني ).
سمعت أمها تقول لزوجها : إنه يشبهك .
وأرادت هيلاري الإنكار فهما غير متشابهين أبداً .
أوه .. كانا مديدي القامة أسمرين ولكن بروس نسخة أكثر نحولاً من والده الضخم ووجهه نحيل أيضاً وخطوطه متعجرفة أما هوارد فذو وجه لطيف .. وعيناه ليستا زرقاوين كعيني أبيه بل هما رماديتان وفمه قاس .
كانت تتطلع شوقاً لرؤية ستونكليف ……… المنزل الكبير الحجري الرمادي الذي أخبرها زوج أمها الكثير عنه وأرادت أن تلتقي بلورنا أيضاً .
كان هوارد قد قال لها : تشعر بالوحدة لأنه ليس لديها من تلعب معه وأرى أنك مثلها مستوحدة .
لكن كل البهجة والترقب اللذين كانت تحس بهما أصيبا بالكلل مع وصول هذا الغريب المعادي …ولم تعد واثقة من رغبتها في الذهاب إلى الشمال إلى ستونكليف ما دام هو ذاهب إلى هناك دنت منها العمة ميلاني وهي واقفة مع أمها وبما أنهما كانتا تقفان بمفردهما اغتنمت الفرصة وقالت بصوت كالفحيح : حسناً لا بأس بما فعلت لنفسك لعمله علاقة بالإلكترونيات …… حقاً ! ولكنك أغفلت ذكر المصنع الذي يملكه ……… و أعتقد أنك مسافرة إلى الشمال بدون إلقاء نظرة للخلف أو التفكير في من أطعمك وآواك عندما كنت لا تملكين شيئاً .
رأت هيلاري أمها تشحب وكل السعادة تتلاشى عن وجهها .
قالت بصوت منخفض : ميلاني أرجوك اخفضي صوتك لا أظنك ستصدقينني لكنني لم أعرف هذا قبل اليوم أوه …. عرفت أن هوارد ليس فقيراً …. لكن كل هذا ………
وضحكت ضحكة مؤلمة : كان هذا صدمة لي ……… بمقدار ما كان لك .
سخرت ميلاني : أوه بالتأكيد عرفنا دوماً أننا لسنا من مستواك … حتى أخي المسكين … فطالما كنت معجبة بنفسك وبجمالك وبرشاقتك ….. أنت أكبر من العمل أو الحاجة … حسناً … لن تضطري إلى إزعاج نفسك بعد الآن !
انتفضت هيلاري ففي صوت العمة ضغينة حقيقية ولاحظت أن بروس واقف بالقرب منه ومما يبدوا أنه سمع أطراف الحديث وإن لم يسمعه كله .
رأت زوج أمها يقترب مبتسماً فتحركت العمة بعيداً وغادرت المكان مع زوجها فأحست بالارتياح لأنها لن تراهما بعد الآن .
تعبت هيلاري من الحفل والوجوه الجديدة فدخلت لغرفة النوم المجاورة .. كان هناك أريكة قرب النافذة فاحتبت عليها يهددها صوت الضحكات المتعالية في الغرفة المجاورة .
لم تدر ما أيقظها ولكنها لما فتحت عينيها وجدت أنها ليست بمفردها فمن مكان قريب تهادى لها صوت رجل يقول : كانت مفاجأة للجميع ألم يخبرك ؟
لم يقل كلمة واحدة حتى آخر لحظة وهذا ما جعلني غير قادر على القيام بشيء ….
وكان هذا صوت بروس الذي بدا مشبعاً بالغضب وهو يتابع كلامه :
يا إلهي هذا طيش وجنون يأخذ عطلة ثم يعود بسكرتيرة ****ة تسعى وراء ثروته ومعها ابنتها ….. لا يتوقع أحد منه أن يكون ناسكاً ولكن ما كان مضطراً لدفع ثمن لهوه بالزواج .
أحست هيلاري بالغثيان لم تفهم ما كان يقال ولكنها تعرفت على الازدراء البارد في كلمتي سكرتيرة وابنتها فأرادت أن تقف وأن تهرع لبروس كي تلكمه وترفسه حتى يأسف لكلامه ولكنها عدلت عن ذلك كي لا يدخل الموجودين ويسألون عن السبب ولأفسدت سعادة أمها .
إنها عائلتها الجديدة التي سيكون بروس جزءاً مهماً منها وهو لا يحبهما ولا يريدهما.
دفنت وجهها في الوسادة ووضعت يديها على أذنيها وهي ترفض سماع المزيد .
في وقت لاحق عندما جاءت أمها و هوارد لأخذها إلى ستونكليف كانت هادئة وأحست بالراحة عندما علمت أن بروس عائد لأمريكا ولن ينضم إليهما .
كان عليها بالتدريج إعطاء بروس حقه فهو لم يسبب الأذى لأمها قط وكان مضطراً للاعتراف أن أمها ووالده سعيدين وكان مؤدباً دائماً ولم يكد يلحظ هيلاري أبداً بل لم يزعج نفسه بالتفكير بأخته لورنا التي كانت تعتبره بطلها ومثالها الأعلى .
لوت هيلاري شفتيها وهي تفكر لم يملك بروس أية عاطفة أخوية ……… كان له صديقات عديدات جاء ببعضهن لستونكليف حيث يمررن تحت نظرات هوود المقومة الناقدة لكن كان من الواضح أنهن للتسلية ولم يظهر أن بوس على علاقة جادة مع أية واحدة منهن .
محلياً كان بروس الفتى الذهبي المدير الإداري لمؤسسة جيلفورد التي كانت تتسع بسرعة كان هوود فخوراً به ويقول إن هذا الشبل من ذاك الأسد .
لكن هيلاري اعتقدت أن في الأمر أكثر من ذلك ففي روس قسوة هذا عدا كراهيتها له وعدم ثقتها به فهي لم ترى منه أي حنان أو عطف .
وفي السادسة عشر من عمرها توفيت أمها فجأة وهي نائمة وكان يومذاك مسافراً لكنه عاد لحضور الجنازة لكنها شعرت حتى وهو يقدم العزاء أن أفكاره في اتجاه آخر وأرادت أن تصيح في وجهه أنه ليس آسفاً أبداً . اعتمر كل العداء القديم في قلبها فردت عليه بشيء من البرودة وارتدت مبتعدة . وفكرت أنها لن تكرهه أكثر مما كرهته في تلك اللحظات لكنها الآن ترى العكس الآن .
استندت للأريكة وهي تفكر أنها يجب أن تراسل لورنا وتعتذر فلن تعود مادام بروس موجوداً .
أجفلها رنين الباب لأنها لم تتوقع زواراً . كشرت قليلاً وهي تفكر بمظهرها فوجهها خال من المكياج وشعرها معقوص للخلف ولكن الجرس رن بنفاذ صبر ولا جدوى من التظاهر أنها غير موجودة في المنزل فبمقدور أي كان رؤية الضوء من تحت عقب الباب .
دفعت الرسائل جانباً ونادت : حسناً …… أنا قادمة !
افتر ثغرها عن ابتسامة وهي تفتح الباب فمن المحتمل أن يكون الطارق ستانلي الذي هو معجب بها ومع أنها معجبة به فهي بعيدة كل البعد عن الوقوع بالحب .
بدأت : لقد فاجأتني في وقت غير مناسب ……. فأنا …….
\وتوقفت . ماتت الكلمات على شفتيها فقد رأت الطارق الواقف عند الباب بانتظار الدخول
قال بروس جيلفورد : مرحباً هيلاري )


انتهى الجزء الأول والحمد لله
وانتظروا الجزء الثاني
2_ غزو الشيطان
2_ غزو الشيطان
لم تستطع للحظات الحراك أو التفوه بكلمة شعرت أن أنفاسها مكتومة بشكل غريب ….. إنه كابوس …. لا شك أن بروس شيطان ابتدعته أفكارها … ففي الأشهر الماضية لم تسمح لنفسها التفكير به قط …ز لقد نحته بعيداً عنها ومحته من دماغها .
الآن أجبرت رسالة لورنا أبواب السد المحكمة الإغلاق على الانفتاح …. وهاهو الشيطان معها . شدت الباب تنوي صفقه في وجهه ولكن ترددها برهة أفشل حركتها فقد عرف ما تنويه ودخل الغرفة .
قال : اسمحي لي . وأغلق الباب بنفسه فأصبحا معاً .
قالت هيلاري من بين أسنانها : أخرج من هنا . رد ببرود كعادته : أخرج متى كنت مستعداً لذلك .. استرخي فكلما أسرعت في الإصغاء إلى ما جئت أقوله كلما أسرعت بالخروج وهذا ما نرغب فيه معاً .
قالت همساً : ماذا تفعل هنا بحق الله ؟
رد عليها بحدة : أنا لا أعد العدة لتنفيذ الهدف الشنيع الذي يخطر ببالك .. حباً بالله هيلاري ! اجلسي وتصرفي كإنسانة متحضرة .
بدأت ترتجف في داخلها وطوت ذراعيها على صدرها وقالت : ماذا تعرف عن التصرف المتحضر ؟ قل ما جئت من أجله واخرج من هنا . دنا من الغرفة يتجاوزها وجلس على كرسي قبالتها وقال :أنت دوماً مضيفة دمثة الأخلاق . أراك متوترة كثيراً… ما الأمر ؟ قلت إنني أزورك في وقت غير مناسب … ألديك أحد ؟ طافت عيناه عليها بوقاحة فتوردت غضباً وقالت : لا ليس لدي أحد . وكادت ترفس نفسها … ربما لو كذبت…… لرحل .
قال برقة : إذاًَ أنا محظوظ لأنني وجدتك بمفردك … فأنا أرغب في بعض القهوة .
وقفت للحظات تنظر إليه بعجز ثم ارتدت على عقبيها قاصدة المطبخ الصغير … كادت المنشفة حول شعرها تنزلق فانتزعتها بنفاذ صبر ورمتها إلى سلة الغسيل الصغيرة ثم وضعت على الصينية أكواباً من البورسلان ثم وضعت الحليب في إبريق صغير مماثل … ثم سمعت صوت صغير من ورائها فنظرت لتجد بروس واقفاً خلفها يراقبها .
قالت بصوت بارد اجتماعي : أتريد السكر ؟
ر

فرح 06-04-08 04:09 PM

رد ساخراً : ذاكرتك سيئة هيلاري … كم سنة عشنا معاً تحت سقف واحد وكم فنجان قهوة صببت لي ؟ لا … أنا لا أضيف السكر إلى القهوة وما فعلت يوماً .
تقدم إلى الأمام يحجزها بينه وبين رف المغسلة خلفها ثم مد يده يرفع ذقنها وراح ينظر إلى وجهها منتقداً
دفعت لمسته كل أطراف أعصابها للصراخ أرادت أن تضرب يده لتبعد يده عنها وتستخدم أظافرها وأسنانها للتخلص نفسها … ولكن لا فائدة إنه أقوى منها ولن يتوانى عن استخدام قوته .
قال برقة : لا تتغيرين أبداً أليس كذلك ؟ أذكرك في السنوات الماضية … مخلوقة عدوانية صغيرة كلها شعر وعينان .
ابتسمت ابتسامة جوفاء : غريب أن تقول أنت هذا كنت أفكر بالشيء ذاته بالنسبة لك … أوه لا أقصد الشعر بالتأكيد ولكن العدوانية والعينين لم تتغيرا قط ما زالتا باردتان .
ابتسم : باردتين ! أهذا هو رأيك فعلاً ؟ لا أظن .
تسارعت أنفاسها قليلاً : قد لا تحب سماع رأي الفعلي … والآن إن كنت تريد القهوة فالأفضل أن تتركني أعدها .
عندما قدمت القهوة كان جالساً قرب النار يدخن سيكار الذي كانت رائحته تعبق في أرجاء المنزل وضعت الصينية من يديها …. وسألت : ماذا حدث للسجائر ؟
لقد تخليت عنها منذ سنة ونصف …….. هل لديك اعتراض على ذلك ؟
لا ولماذا تسأل ؟ هز كتفيه : لأن السيكار لا يليق بهذا المكان إنه غزو رجولي لمحيط أنثوي بالكامل .. أو على الأقل هذا هو الذي خطر ببالي وقد أكون مخطئاً . قالت : ربما والآن أخبرني ما تريد مني .
لا شيء حبيبتي لا الآن ولا أبداً فلنؤكد هذا الأمر فلم آت للتطفل عليك لصالحي بل لصالح لورنا .
نظرت للرسالة المجعدة فتبع نظراتها فلما رأى حالة الرسالة أطبق فمه بشدة وقال : يبدو أني قمت بالرحلة سدى على أي حال سأقول ما جئت لأجله لورنا خائفة لأنها لم تتلق خبراً منك إنها يائسة فهي تريد أن تأتي لمساعدتها بالزفاف .
_ تلقيت الرسالة اليوم فقط كنت خارج البلاد ولم أعد إلا أمس .
_ لا يبدو أن الرسالة أثرت فيك .
قالت بلهجة لاذعة : انا وأنت نعرف أن لا مجال للعودة ويجب أن تقنع لورنا وأن تجد تفسيراً ما قد يرضيها .
_ لا أستطيع أن أجد تفسيراً يرضي هوود إنه لا يستطيع الانتظار لتعودي …
لاحظت بسخرية التردد الصغير وتساءلت عما إذا كان سيقول ( تعودين للبيت ).
سألته :وكيف حاله .فلم تكن رسائله كافية ولم تكن تكشف عن شيء وكانت هي بدورها ترسل له العذر تلو العذر حول عدم عودتها إلى يوركشاير .
رد بفظاظة : لو أردت أن تعرفي فعلاً لذهبت لرؤيته . وكيف تعتقدين حاله ؟ عالق في كرسي متحرك حتى لآخر عمره !
شهقت : مقعد متحرك ماذا تعني ؟
قال بقسوة : لقد أصيب بنوبة قلبية أقعدته جزئياً …. بإمكانه السير بضع خطوات بصعوبة … وهو قادر على استخدام يد واحدة .
هزت رأسها : قال إنه ليس على ما يرام لكنه لم يلمح قط إلى ……….
_ ولماذا يلمح ؟ لو كنت تهتمين لأمره لذهبت لرؤيته .
نظرت إليه : هذا تفسيرك أنت ……… لا تفسيره .
_ ربما .. كان دائماً ليناً معك … وكان على استعداد لتلمس الأعذار لك .. لن يكتب لك ويطلب أن تعودي لأنه مذعور من الشفقة . هو رجل قوي وجد نفسه أمام عجز جسدي لم يستطع السيطرة عليه أو التغلب عليه .. لديه ممرضة تعيش معه لكنه لا يطلب العون أو الشفقة من أحد غيرها. إنه يعتمد على عرس لورنا ليعيدك إلى ستونكليف كان بإمكاني أن أقول إنه أمل خائب .
أحست بحلقها ينطبق ويثقل : هذا غير صحيح … أنا أحب هوود .
_هذا ما ادعيته دائماً … فأنت تقولين إنك لا تطلبين شيئاً أكثر من أن تكوني ابنة له وأختاً للورنا ..حسناً .. هذه هي فرصتك الآن فكوني صادقة في كلمتك . أخذت تجادل نفسها مع أنه الآن لن يعرف ذلك .
_ليس الأمر بهذه السهولة فلدي عملي …. والتزاماتي .
التوى فمه : كما أوضحت سابقاً … لكن ألا تستطيعين إقناع من أنت معه على التزام أن لديك التزاماً مع هوود ؟ إلا إن كنت لا تنظرين إلى الأمر بهذه الطريقة أما بالنسبة لعملك فأعتقد أنه لن تضيره إجازة صغيرة من عرس لورنا .
قالت غاضبة : اهزئ بي كما تريد فهذه حياتي .. وأنا سعيدة بها … ماذا تنتظر مني أن أفعل .. أن أكون سكرتيرة ****ة كأمي ؟
_صعب ذلك في وقت تستطيعين فيه الاعتماد على ما لديك ! كيف يحب الرجل الذي يعيش معك أن يشاركك مع آلاف المعجبين ؟
تعمدت أن تقوده إلى الاعتقاد بأن هناك مثل هذا الرجل : إنه يعيش .
لن يفيدها أن تصرخ في وجهه أن وجهها وجسدها ملك لها وحدها وأنها أمام الكاميرا تلعب الدور الذي يمليه جول عليها لا أكثر ولا أقل ……….
استقرت عيناه على وجهها : حتى وشعرك مشعث كأذناب الفئران .. أنت مذهلة
أحست بتقلص في داخلها … لكنه رفع يده وقال : لا تجزعي قلت أنني لا أريد شيئاً منك فأنا أعني ما أقول جل ما أريده هو تعاونك معي لبضعة أسابيع .
ثم أضاف ساخراً : ولن تخسري شيئاً خلال هذه المدة … فسأعوض عليك .
قالت من بين أسنانها : ما أقدرك على إنزال قيمة الأشياء إلى مستوى المال اللعين !أنت تعرف ماذا يمكنك أن تفعل بمالك !
قال : وفري علي سماع هذا الغضب الأخلاقي .. أعرف أن هوود يدفع لك مبلغاً محترماً لتعيشي بالمستوى الذي أصبحت معتادة عليه ولا أستطيع منعه طبعاً ! ولكن تذكري أنه سيأتي يوم يتوقف فيه قطار هذا الكسب الغير مشروع… وإلى الأبد .
فكرت هيلاري بوحشية : في ذلك اليوم ستكون راضية إلى حد لا يوصف لأنها ستعيد كل بنس من ذلك المال.
ردت بخفة مصطنعة : تخيب أملي .. اعتقدتني مؤمنة مادياً مدى الحياة .. أما الآن فيجب أن أحذر لئلا أخسر جمالي .
قال بلطف : سأعتني بك بشكل عام . وضع كوب القهوة من يده ووقف : شكراً للقهوة سأعود بسيارتي غداً إلى يوركشاير وسأمر بك في منتصف النهار .
_ شكراً .. لكن لا .. شكراً .. لدي ترتيبات أقوم بها وهناك قطارات .
_ أجل : هناك قطارات لكن هوود سيظن أن من الغرابة ألا نسافر معاً .. أنا لا أنكر جاذبيتك ولكني واثق من وجود عارضات أخريات في لندن .
قالت : ثمة كثيرات . فرد : إذاً لا مجال للاعتذار . نظر إليها بهدوء : افعلي كما أريد … هيلاري .. وسأتأكد ألا يزعجك أحد في المستقبل وبعد الزفاف عودي إلى هنا وعيشي الحياة التي تليق بأهوائك … سأراك غداً … لا تجعليني أنتظر .
أملت أن تستيقظ فتجد أنه حلم أو كابوس وتحرك فجأة بقلق فاصطدمت يدها بكوب القهوة الذي لم تشربه والذي انسكب حول المدفأة .. نظرت لحظات إلى ما فعلت وأجبرت نفسها على مواجهة الواقع .
ستعود بطريقة ما إلى ستونكليف لتساعد لورنا على ترتيب عرسها … لا غرابة إذن أن يكون بروس ناجحاً في أعماله .. فما من عقبة تبقى في مكانها تحت ضغط قوته التي لا تقاوم .
حبست هيلاري أنفاسها من فكرة شلل هوود .. فهو لطالما كان قوياً وإيجابياً لذا سيضايقه هذا الضعف الجديد كثيراً ووجدت نفسها تتساءل متى حدث هذا بالضبط .
في الوقت عينه أقنعت نفسها بأن عليها ألا تشعر بالذنب ..فلو كان لاختفائها من ستونكليف شأن بما أصابه ولو من بعيد لذكر لها بروس ذلك … التوى ثغرها بابتسامة قاسية لا رحمة فيها … يا إلهي ما أشد ما كان سيرغب في ذكر هذا !
كان هوود مريضاً وكان بحاجة إليها .. لكن لماذا لم تخبرها لورنا هزت رأسها على حماقتها فلا شك أن لورنا كانت تطيع الأوامر ولا شك أن هوود أراد منها العودة من تلقاء نفسها … ولن يقبل من أحد أن يتوسل من أجله بمن فيهم بروس .
تقدمت إلى الهاتف تطلب رقم جول فأجابت فيرا التي تدفق صوتها حالما تعرفت إلى صوت هيلاري .
_ هل استمتعت بالرحلة ؟ هل أنت متعبة ؟ تعالي إلى العشاء غداً وأخبريني كل شيء .
_ سأحب هذا .. ولكنني لن أستطيع .. أهو في مزاج رائق فيرا ؟
_تقريباً … ولكن لماذا هل من خطب ؟
قالت هيلاري : أنا مضطرة إلى السفر لبضعة أسابيع .. هذا كل شيء.
_ هذا عذر كاف .. ماذا حدث ؟ لست .. مريضة .. أو شيء ما …
عرفت هيلاري المغزى الحقيقي من وراء السؤال اللبق .
_ لا شيء من هذا القبيل .. يجب أن أسافر إلى الشمال لأنظم عرساً عائلياً .. ابنة زوج أمي على وشك الزواج وثمة ذعر قائم .
سمعت فيرا تتحدث إلى شخص آخر ثم تكلم جول بحدة : ما هذا هيلاري ؟ قالت فيرا أنك مسافرة أنت تمزحين بلا شك . أجابته هيلاري : ليتني كنت أمزح .
…..سرعان ما شرحت له الموقف وتابعت : لكن هناك أكثر من العرس لقد عرفت للتو أن زوج أمي أصيب بالشلل ويريد أن يراني .
_ أوه … يا إلهي . صمت للحظات … ثم : أتعلمين أن هذا وقع في وقت غير مناسب أبداً ؟
_ صدقني لو استطعت التهرب لفعلت ولكنهم عائلتي .. وأنا مدينة لهم بالكثير .
_من الواضح أنك مضطرة .. لكن حباً بالله عودي في أسرع وقت ممكن .. فالذاكرة قصيرة في مهنتنا .. قلت إنها العائلة الوحيدة … ألم يكن فيها أخ كذلك أذكر أن جوليا ذكرته لي .
أجل .. وما زال .. لكنني لا أعتبره أخاً لقد ترعرعت مع لورنا .
_ لورنا المحظوظة .. قولي لزوج أمك إنه أحسن صنعاً في تربيتك … واتصلي بي حالما تعودين .
_ إنه وعد . و أعادت السماعة إلى مكانها .
ستكتب مذكرة لجوليا وستدفع للسيدة نورتون سلفاً وتعطيها التعليمات اللازمة في الصباح فلا مشكلة هنا.
ولكن الصعوبة كيف ستواجه كل ما ينتظرها .. أولاً .. لولا العرس لعقدت اتفاقاً مع بروس قائلة : أريد العودة أريد رؤية هوود وقضاء بعض الوقت معه لكنني لن أفعل هذا إلا إن ابتعدت عن ستونكليف .
لكن بسبب شلل هوود سيقدم بروس العروس إلى العريس فهذا هو التقليد .. لذا لا مجال لعقد صفقة .
لكن بروس لا يعقد الصفقات ولكنه يتخذ القرارات وينفذها بحسب مصلحته .. فإذا فاوض توقع أن يكون الرابح وهذا ما يحدث معظم الأحيان لقد أظهر لها بقسوة أنها لا تستطيع أن تكسب شيئاً حياله وما زالت تحمل آثار الجروح العاطفية التي تثبت هذا .
لم تنم عندما آوت إلى الفراش لكنها أقنعت نفسها بأنها ما كانت لتنام على أي حال لأنها لم تمارس تمارينها المعتادة ولم تحصل على هواء نقي يساعدها على النوم .
كان أمامها الكثير في الصباح لذا لا وقت لديها للتفكير .. وضبت أمتعتها وحاولت تناول الفطور وهي تعطي للسيدة
نورتون الدهشة تعليماتها ثم وجدت برنامج رحلة جوليا وراسلتها على عنوان المسرح الذي تعمل فيه الآن شارحة لها الأمر بسرعة .
هرعت للخارج لتضع الرسالة في صندوق البريد ثم عادت ولاحظت وجود سيارة متوقفة أمام مبنى الشقة كانت تعيش
فوق محل لبيع قطع صغيرة من الأنتيكات ومن الأثاث الأثري والمجوهرات ولا شك أن السيارة لأحد الزبائن ولكنها لا تظن هذا .
كان بروس بانتظارها في أعلى السلم .. ارتد بنفاد صبر يواجهها : كدت أظن أنك هربت مني .
_ كنت أبعث برسالة .
ولكن ليس هناك ما تعتذر عنه وهي لم تتأخر هو من جاء باكراً سبقته للشقة ..
فقال : إذا كنت جاهزة أرغب أن نغادر بسرعة .. لا تنذر التكهنات بحال الطقس بخير .
دخلت لغرفتها وانتعلت مداساً عالياً من الجلد الأحمر فوق الجينز العاجي اللون الضيق … وارتدت معطفاً مماثلاً فوق كنزة سميكة من الصوف وثبتت شعرها فوق رأسها إنه طراز متزمت ولكنه يظهر عظام وجنتيها ويخفف من بروز فكيها
التقطت الحقيبة وحقيبة الكتف التي تناسبها وخرجت لغرفة الجلوس حيث يقف بروس مرت نظرته على حقيبتيها .
_أهذا كل ما ستأخذينه ؟
_ إنه كاف لقد تعلمت السفر بأحمال خفيفة .
_ لكن ليس بمفردك . في كلامه الناعم حدة أغضبتها لكنها قررت تجاهله
التقط الحقيبة وقال أنه سيضعها في السيارة ريثما تتأكد من الأقفال .
كانت تحكم رتاج النوافذ حين رن جرس الهاتف الذي تناهى منه صوت ستانلي بلاكهام واضحاً على الخط : هيلاري أخبرني جول أنك مسافرة للشمال لوقت غير محدد ماذا يجري ؟
غار قلبها بسبب نبرة الحزن في صوته ولكنها تفهم حزنه فقد التقته منذ أشهر وتوافقا فوراً تقريباً .. ثم بدأ الجميع يتحدثون عنهما وكأنهما حبيبان وراحوا يدعونهما إلى المناسبات لم تكن هيلاري واثقة أن هذا ما تريده غير أنها كانت سعيدة إلى حد ما فكان أن سمحت لكل شيء بالمضي قدماً شرط ألا يبدأ ستانلي بالمطالب التي لا يمكنها الوفاء بها .
قالت : أنها حالة عائلية طارئة وقعت على رأسي فجأة آسفة لأنه لم تتح لي الفرصة للاتصال بأحد .
_لم أعتقد أنني مجرد أحد … هل ستغيبين مدة طويلة ؟
_أرجو ألا أغيب طويلاً .. سأبقى هناك الوقت اللازم ولن أطيل لحظة أطول لدي رزقي الذي علي أن أجنيه بعرق الجبين وكما ذكرني جول لديهم ذاكرة قصيرة في عالم الأزياء .
أصبح صوته دافئاً ومرحاً قليلاً : سيتذكرونك فأنا مثلاً لا أستطيع إخراجك من رأسي ليلاً ونهاراً.
هذا ما أقلقها قليلاً لكنها ابتسمت : ليت وكالات الدعاية في البلد تشعر بما تشعر به أتظن أن العدوى تسري .
أحست أن بروس عاد ووقف بالباب يراقبها بصمت ويصغي ولم تعد تسمع ما كان ستانلي يقول فاضطرت إلى التركيز على ما يقوله إن الأسمر القاتم وراءها شوش

فرح 06-04-08 04:09 PM

أفكارها وعقلها .
قال ستانلي بلكنة خاصة : سيكون الطقس رهيباً في الشمال في هذا الوقت من السنة والأرصاد الجوية تنذر بجو سيئ اليوم .. هل ستعتنين بنفسك حبي ؟
_ أجل سأعتني بنفسي . تسمرت لا تقوى على الحراك عندما أدركت ما قالت .. كانت الكلمات كمفتاح سري في عقلها أو سبباً لإطلاق الكوابيس المسجونة هناك وجدت أنها تمسك بسماعة الهاتف بقوة حتى ابيضت عقد أصابعها
وأجابت ستانلي بكلمات مفردة : نعم أو لا وكانت خلال ذلك تدعو الله أن يكون كل رد هو الرد المناسب لأن كلامه كان غامضاً لها . أخيراً قالت بمرح مجنون في صوتها : اسمع علي حقاً الذهاب أراك حين أعود .
ودعها ستانلي الذي بدا خائب الأمل فقد أمل أن تعطيه العنوان الذي ستذهب إليه أو رقم الهاتف ليتصل بها .
أعادت السماعة بأصابع مرتجفة ثم ارتدت ببطء تلاقت عيناها مع عيني بروس بدت عيناه باردتين مترقبتين فعلمت أن كلماتها أثارت في نفسه الذكريات أيضاً وفي لحظات لا نهاية لها أمسك الماضي الكئيب بخناقهما .
لو تراجعت لتقدم نحوها كنمر يلحق بفريسته .. لكن لا داعي للتراجع ففي ما قالته هذه المرة حقيقة ناصعة . إنها قادرة على العناية بنفسها وستفعل .. ولن يقدر أحد بمن فيهم بروس على أذيتيها .
جلست إلى جانبه بصمت فيما السيارة تنهب الأميال فوق الطريق الرئيسية وجدت هيلاري نفسها تكرر تلك الكلمات مراراً وتكراراً كأنها تعويذة ستحفظها سالمة .
3_ وشم النار
كانا قد انطلقا منذ ساعة ونصف ولكنها لم تدرك ذلك حتى شغل بروس ضوء إشارة التحذير ليبتعدا عن الطريق العام
فسألته بحدة : إلى أين تذهب ؟
_ لنأكل .. ثمة نزل أستخدمه دائماً غير بعيد عن هنا .
_ أيجب أن نتوقف أنا لست جائعة . قال ببرود : أجل أنا أنوي أن أتوقف .. فإن لم ترغبي بالانضمام لي فانتظريني بمفردك في السيارة .
ضمت هيلاري شفتيها بغضب لأنها لا تنوي أبداً الجلوس في السيارة .. فالقرية التي دخلاها أخيراً ساحرة منازلها جميلة
تتجمع حول مروج وبحيرة للبط .. أما النزل الواقع بعيداً عن الطريق قليلاً فهو عبارة عن مبنى طويل مطلي بالأبيض
حاولت فتح الباب دون جدوى فاستدار بروس وفتح لها الباب من الخارج .. كانت خائفة للحظة أن يساعدها على الترجل فهي لا تريده أن يلمسها ترجلت دون تلك الرشاقة التي اعتادت عليها فلاحظت الابتسامة الصغيرة الساخرة التي تلوي فمه.
وفيما كانا متوجهين إلى باب النزل ظهر كلب ألزاسي من وراء النزل وتوقف عندما رآهما ثم شنف أذنيه تسائلاً وحرك ذنبه قليلاً . صاحت هيلاري باندفاع ومدت يدها : ياله من كلب جميل !
تقدم الكلب يشم أصابعها ثم سمح لها بحك رأسه …….
قال بروس بفظاظة : أنت لا تتعلمين أبداً .. أليس كذلك يا هيلاري ؟
أمسك يدها وقلب راحتها لفوق ليشير إلى علامة بيضاء واهية وقال : ألم يعلمك كلب كايل نيوتن شيئاً ؟
تورد وجهها وهي تسحب يدها من يده .. حدث ذلك في أول صيف قضته في ستونكليف يوم ذاك رأت الكلب في الطريق خارج المنزل فهرعت إلى خارج البوابة تتوق لملاعبته .. حيث ارتد عليها مزمجراً وعض يدها وأدماها صرخت من الرعب أكثر منه من الألم .. بروس الذي كان في المنزل كان أول الواصلين إليها .. فارتمت عليه تنتحب وذراعاها تتعلقان به .. لكنه أبعدها عنه وصحبها بقسوة إلى سيارته ليقلها إلى المستشفى المحلي للاعتناء بالجرح وهناك حقنت بحقنة مضادة للكلب … كانت أسوء من العضة ذاتها تتذكر جلوسها باكية قربه في السيارة وتتذكر ما قاله لها بازدراء
و ببرود : ألا تعرفين أن من الخطر مد يدك إلى كلب غريب .. أيتها الحمقاء الصغيرة ؟
لم تقل يوم ذاك أنها تعرف القليل عن الكلاب فالعمة ميلاني لم تكن تملك أي نوع من الحيوانات الأليفة . كم كرهت بروس في ذلك الوقت لأنه لم يتفهمها .. إنه أسوء من ذلك الكلب !
ابتسمت للذكرى : لو كان كلباً شرساً لما تركوه يجوب المكان كما أني تعلمت الكثير عن الكلاب .. لكن الناس هم الذين لا أثق بهم .
وفيما تركت الكلب يبتعد ليرحب بالمزيد من الوافدين أضافت بعفوية :فحتى من يبدون متمدينين قد يتصرفون كالحيوانات أحياناً . عندما استرقت النظر إليه رأت أن كلماتها أصابت هدفها فقد شحب لونه فجأة وأصبحت عيناه كما الجليد عندئذ شعرت بالاكتفاء فتقدمته بالمسير .
داخل النزل وجدت أن المكان لم يتعرض لأي تغيير فالسقف ما يزال مدعوماً بعواميد خشبية ونار وحطب تشتغل بقوة في موقد حجري قديم ومقاعد من خشب السنديان الصلب المرتفعة الظهور تحيط بالمدفأة وأشار بروس إلى أنهما سيجلسان هناك .
أعطاها لائحة الطعام : ماذا تشربين ؟
_ عصير الطماطم فقط أرجوك .
كانت لائحة الطعام قصيرة وبدا أنها تتجنب الوجبات الدسمة والشواء وتركز على المعجنات والحساء الساخن البيتي
كحساء الخضار وتشكيلة من السندويشات .
قال بروس وهو يجلس إلى جانبها على المقعد :
_ الحساء هنا وجبة بحد ذاتها .. ولا شك أن هود قد طلب عشاءً للاحتفال الليلة .
ردت بلهجة تعمدت أن تكون مرحة : من أجل عودة الابنة الضالة المفضلة .. حسناً إذن سأتناول الحساء مع سندويش جبنة .
قال بروس مبتسماً للفتاة التي حملت طلباتهما وقال سأتناول مثل ما طلبته .
لاحظت هيلاري أن الفتاة ألقت عليه التحية وكأنها تعرفه خير معرفة وهذا ما فعالته زوجة صاحب المكان التي تخدم الزبائن وراء طاولة القهوة والعصير .
رشفت عصير الطماطم وحاولت تجاهل نظرات الفضول الموجهة إليها فقد أوشك الزبائن على التعرف إليها لكن لم تكن كل النظرات موجهة إليها فمعظم النساء كن ينظرن إلى بروس بإعجاب ظاهر ..ساحر حين يختار أن يظهر سحره
وهاهي النادلة الشابة واقعة تحت تأثير سحره لكن لم يرمها سوء حظها حتى الآن لترى حقيقته .. وليس لديها فكرة عما يخبئه تحت مظهره البراق المخادع سمعت هوود يوماً يقول لزميله بالعمل : بروس صديق وفي ولكنه عدو لدود أيضاً . حسناً هي خير من تعرف مدى سوء خلقه فقد كاد يحطمها .
قال لعلي لم أقاطع حديثاً مهماً عندما كنت في الشقة ؟
فتورد وجهها قليلاً : ليس بشكل خاص لقد قلنا ما نحن بحاجة لقوله قبل عودتك .
سألها : كان رجلاً ؟ ردت : أجل . قال : ذلك الرجل .. ؟ قالت : واحد منهم !
وكانت كذبة قد ترتد عليها .
_ لا تمنحين حظوتك على ما يبدو إلى شخص معين بشكل حصري ؟
أحست بالازدراء في لهجته .. لكن لماذا تهتم ؟ إنها لا تريده ولا تريد أن يحسن رأيه بها .؟
_ لا يتوقع أحد مني هذا … هل من غرض ما وراء هذا الاستجواب ؟
نظر إليها بقسوة : بالتأكيد أريد أن أشير إلى أن شقيقتي تمكنت خلال غيبتك من تحقيق الاستقرار في حياتها ولا أريد أن يكدر هذا شيء .
تسمرت هيلاري .. فقالت ببرود : لا أظن أن لي هذا القدر من التأثير في لورنا .
_ أظن أنك تقللين من قدر نفسك .
_ في هذه الحالة يذهلني أنك ضغطت علي لأعود معك .. كان يجب أن تبذل ما في وسعك لأبتعد للأبد إلى الأبد .
_ لو كان الأمر متروكاً لي وحدي لفعلت ذلك صدقيني هيلاري آخر ما أريده هو أن تعودي إلى حياتها .. إلى حياة أي من .. و أنا أعرف أنك تكرهين عودتك إلينا بمقدار ما نكره .
لم تحاول إخفاء السخرية من ردها : شكراً لك …..
_لقد بذلت جهداً كبيراً لأثني لورنا عن مراسلتك لكنها حين أشركت هوود في الأمر وقالت له أنها تحتاج إليك ولا تستطيع تدبير أمورها بدونك وجدت أن لا مجال لدي للمعارضة .
_ هذا غير عادي بالنسبة لك وأنت على حق لقد تجنبت الاتصال بك وتجنبت رؤيتك أو التكلم معك مرة أخرى لكنني ما كنت لأفسد علاقتي بأحد لو كنت مكانك بل سأفعل ما تطلبه لورنا ثم أعود إلى حياتي الخاصة .
_ طمأنني قولك هذا ولكن ماذا عن هوود هزت كتفيها : سأفكر بقصة ما ترضيه .. لا شك أنه كثيراً ما تساءل عن سبب ابتعادي كل هذه المدة فهل لي أن أعرف ما الذي قلت له هذا إذا قلت شيئاً .
_ أقل قدر ممكن ولكنه لم يكن شيئاً قريب من الحقيقة وهل تتصورين أني قادر على ذلك ؟ فضلت أن يبقى له بعض الوهم في نفس هوود عنا .. هل من شيء آخر تريدين معرفته .
_ لا شيء . لكن قلبها كان يخفق فالطريقة التي تكلم بها لا تبين لم يراهما أنهما افترقا بعنف ومرارة .. وكانت مسرورة لوصول الساقية التي حملت إليهما الحساء وسلة خبز … ولولا وجود الرجل المعادي الذي يجلس إلى جنبها
والمشاكل التي تنتظرها في يوركشاير لاستمتعت بالوجبة .
بعد صمت قصير قالت : أما تزال السيدة ستارلت تعد السلطة المطلقة في ستونكليف ؟
قدم لها طبق السندويشات ورد :إذا أحببت وصف الأمر هكذا .. لم تحبيها قط .. أليس كذلك هيلاري ؟
_ ليس كثيراً .. لكنها طالما أوضحت أن لا وقت لديها لي أو لأمي .
تقلص وجه بروس لحظات ثم قال : يجب أن تتذكري أنها مع عائلتي منذ زمن بعيد …
_من غير المحتمل أن تسمحوا لي بالنسيان .
بالعودة إلى الماضي تذكرت كم واجهت أوليفيا صعوبات في الأشهر الأولى على توليها شؤون المنزل كونها سيدة ستونكليف .. في البداية واجهت صعوبة في القبول بالتغيير وزاد من توترها السيدة ستارلت المعتادة على الاعتراض على أي اقتراح إذ كانت تقول بصوت وقح : كانت سيدة البيت تحب هذا بهذه الطريقة . .. لكن تدريجياً تعلمت الثقة بنفسها وبما أن هوود دعمها استولت بهدوء وحزم على زمام الأمور من السيدة ستارلت التي اضطرت إلى التراجع متذمرة .. لكن هيلاري بحساسيتها المفرطة أدركت أن السيدة ستارلت لن تتسامح أو تنسى بأن يحل مكانها كسيدة فعلية للمنزل . امرأة تعتبرها دخيلة .. عانت هيلاري في طفولتها بطرق كثيرة لكنها لم تكن الوحيدة فلم تكن السيدة ستارلت تهتم بلورنا أيضاً كانت تعتبر كالأطفال عوائق أمام إدارة المنزل فلورنا في مراهقتها تعرضت لنوبات اضطراب وصلت أحياناً لحد الهستيريا وتعتقد هيلاري أن ذلك عائد إلى قيام السيدة ستارلت بإجبار الطفلة على النوم في الظلام وهذا ما عرفته منذ وطئت قدماها ذاك المنزل كان الإقناع بالحسنى هو أنجح وسيلة معها لكن ما إن يحاول أحدهم فرض أي نوع من التسلط عليها حتى يأتي رد فعلها شديداً . وتتذكر هيلاري أن الشخص الوحيد الذي كانت لورنا تخاف منه هو بروس الذي طالما قلق عليها من تصرفها المتهور والذي كان مستعداً لتقديم التنازلات من أجلها في أكثر المناسبات .
إن عودة هيلاري إلى ستونكليف هي إحدى المناسبات تلك خاصة إذا أظهرت لورنا ميلاً للعودة للهستيريا وهذا سلاح لم تتردد قط في استخدامه .
تنهدت متسائلة عما إذا عرف تشارلي ايزيربلورد ما هو قادم … أم اكتشف تركيبة سحرية للسيطرة على لورنا الحب يجترح المعجزات … لكن ….
أحست فجأة أن بروس يتفرس فيها عاقداً حاجبيه في عبوس واضح . قالت : آسفة أقلت شيئاً كنت أفكر .
قال بصوت جاف : بل كنت ضائعة في أفكارك التي لم تكن لطيفة على ما يبدو .. سألتك إن كنت ترغبين في القهوة .
قضمت آخر قضمة في السندويش : أجل أرغب بالقهوة .. كانت الوجبة لذيذة ما أجمل هذا المكان وما أجمل القرية فهي تبدو مثيرة للاهتمام … ما أروع الإقامة فيها !
قال ببرود : أستطيع القول إن من الممكن تدبير أمر هذا .. فلا سياحة في هذا الفصل هنا .. ولا شك أن لديهم غرفاً شاغرة .
لما تلاقت عيونهما اتسعت عيناها بعدم تصديق صريح وغزا الدم وجنتيها
وقالت بصوت مرتعش : كنت أتحدث بشكل عفوي ولم أقصد بقولي أن أطلق لك دعوة .. ربما كان يجب أن أوضح لك هذا .
نظر إليها ساخراً : ربما … قد تكونين امرأة متحررة هيلاري .. ولكنك ما زلت مرغوبة وجميلة .. ولقد قلت في وقت سابق أن لا حق حصري لأحد عليك .. فهل تلومينني حقاً إن جربت ؟
كاد الغضب يهدد بخنقها ولكنها أجبرت نفسها على القول بهدوء : ألومك .. لا .. بل أحتقرك أجل والآن هل لنا أن نغير الموضوع أجد هذا الموضوع مقرفاً .
قال ساخراً هذا ما تقوله عادة العذارى المحتشمات لكننا نعرف أن هذا بعيد عن الحقيقة أليس كذلك يا هيلاري ؟
اشتدت قبضتاها بقوة وبدأ صدرها يعلو ويهبط ثم قالت متوترة : هل تذهب الآن أرجوك .. لا أرغب في القهوة .
_ كما ترغبين . أشار للساقية لتحمل إليه الفاتورة فاعتذرت هيلاري وتوجهت إلى الحمام حيث وقفت طويلاً وأصابعها تقبض على حافة المغسلة وعيناها تنظران إلى صورتها في المرآة .. ما جنته على نفسها بالموافقة على العودة لا بد أنها فقدت رشدها عندما وافقت . غسلت وجهها وسحبت نفساً عميقاً لتستعيد سيطرتها على نفسها إنها تكرهه تقرف منه فلماذا عندما ينظر إليها وإلى قدها تشعر بتحرك شيء في أعماقها ؟
أحست بالغثيان من الغدر الداخلي .. فالثقة بالنفس التي كسبتها في السنتين الماضيتين بدأت تهجرها ولكن لطالما كان لبروس القدرة على تحطيم ثقتها بنفسها لكن من المهم جداً عدم إظهار دليل على ذلك يجب أن تقنع بروس ونفسها أن ما تشعر به هو عدم الاكتراث وأن أشد ملاحظاته المؤلمة لا تؤثر فيها .
سحبت نفساً طويلاً وعادت إلى غرفة الطعام كان بروس واقفاً يتحدث لزوجة صاحب النزل ويبتسم .. وفيما كانت تنظر إليه أحست بجاذبيته لكن يجب ألا تدع نفسها تنسى الجرح الذي سببه لها منذ سنتين أبداً .
بدأ المطر يهطل إلى شكل قطرات كبيرة وباردة فبدت نذير شر .
كانت تراقب الطريق بشوق لكنها تمكنت من كبت الشوق بتذكير نفسها بأن من المستحيل أن تعود .
لكنها عادت وبصحبة الرجل الذي دفعها للهروب في هذه اللحظات فكرت أنها لا شك فقدت عقلها !
قال بروس فجأة : بإمكانك فتح عينيك الآن لقد وصلنا .


الحقيقة أحاول الكتابة بسرعة لأن الكهربا تنقطع عنا عدة ساعات وهذا ما يؤخرني
أطاعته لكنها انبهرت من الأضواء المتدفقة من الطابق الأرضي كان الباب الأمامي مفتوحاً على مصراعيه ورأت جسد لورنا النحيل يتراقص هياجاً .
_ آه هيلاري ! هيلاري ! ما أروع رؤيتك أيتها الماكرة كيف ترحلين دون أن تودعيني لقد اشتقت إليك !
عقدت ذراعها حول خصر هيلاري وأدخلتها إلى المنزل كانت السيدة ستارلت بالانتظار في الردهة وكالعادة بدت مرتبة في فستانها الكحلي أما تعابير وجهها فلم تشر إلى الترحاب ولا الرفض .
نظرت هيلاري إليها ببرود : مساء الخير سيدة ستارلت .
_ مساء الخير يا آنسة إن أحببت أن تلحقي بي لأريك غرفتك .
قاطعتها لورنا بنفاذ صبر :لا ضرورة لذلك فهي تعرف غرفتها ألا تتذكرين أنه بيتها ؟ ودادي يريد أن يراها فوراً فهو على أحر من الجمر منذ الغذاء … الحبيب المسكين .. هل أخبرك بروس بحالته .
تنهدت هيلاري : أجل لماذا لم تخبريني بذلك لورنا ؟
قالت بانفعال : لو فعلت لخنقني إنه يكره الشفقة ويكره أن يتنازل أحد من أجله يصر على القيام بأكبر قدر من حاجاته بنفسه وظنناه يبالغ في إظهار استقلاليته في البداية ولكن الطبيب قال أن لا بأس بذلك .
سحبت نفساً عميقاً وقالت : الآن أنت هنا وسيكون كل شيء على ما يرام لقد عدنا عائلة من جديد .
ردت هيلاري : حتى تتزوجي .
ضحكت لورنا مترددة : أجل …. هذا ما أعتقد لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة .
ضغطت هيلاري على ذراعها بمحبة : حبيبتي هل أنت سعيدة ؟
ردت لورنا بخفة : كأنني في الفردوس .. فتشارلي يعبد الأرض التي أسير عليها .
_ الواضح أنه زوج مثالي .. وأرجو أن يكون هذا الإخلاص متبادلاً .
_ طبعاً و إلا ما كنت لأتزوجه .
اقتادت لورنا هيلاري من الردهة إلى غرفة الاستقبال وهناك فتحت الباب بانفعال معلنة : هذه هي دادي .
لم يكن هوارد جيلفورد في الكرسي المتحرك بل كان واقفاً بصعوبة على قدميه يسند نفسه بصعوبة على عكازين ..
قال : هيل يا فتاتي العزيزة . وهرعت إليه وحين استطاعت الوثوق بصوتها قالت : هذا ما تفعله ما إن أدير ظهري .
قال بصوت أجش : هذا ما يبدوا .
وابتسم لها لقد فقد الكثير من وزنه وعلى وجهه خطوط قلق ومعاناة .
أردف : لكنني صممت أن أرحب بك وأنا واقف على قدمي وليس في هذا الشيء اللعين .
ونظر إلى الكرسي بغضب نظرت إليها هيلاري بانتقاد وقالت : تبدو أنيقة لماذا كل هذه الآلات ألن تريني كيف تعمل نظرت لورنا إليها بامتنان أما هوود فكان يحاول العودة إلى الكرسي ونظر إليهما باعتداد : أستطيع تدبر أمري كما تريان نحن لا نحتاج إلى الممرضة لماذا لا نصرفها من العمل ؟
انحنت لورنا تقبل رأسه : لأنني و هيلاري لن نستطيع خدمتك كما يجب ليلاً ونهار أنت لا تستطيع الحراك دادي وبدل طرد المسكينة يجب أن أقنعها يومياً بالبقاء .
تمتم وقد ازدادت نظرة الاعتداد بالنفس عمقاً : المرأة بلهاء أين بروس ؟
دخل بروس الغرفة : أنا هنا كنت أنتظر حتى ينتهي اللقاء .
نظر إليه والده عابساً : أوه ..؟ حسناً لدي ما أقوله لك لكما معاً أنا لست أعمى أو غبياً وأعرف أن مشاكل وقعت بينكما قبل أن ترحل هيلاري لا أدري ما السبب ولا أريد أن أعرف أنتما ناضجان الآن ولم تعودا طفلين ومن حقكما أن تختلفا إذا أردتما هذا لكنها عادت إلينا مرة أخرى إنها في بيتها حيث تنتمي وأريد نهاية لكل ما جرى مهما كان يجب أن ينتهي وأريد أن يعم السلام بينكما .
قال بروس ببرود إذن ليكن السلام شرط أن تكون هيلاري راغبة .
عندما مد يده تركت أصابعه تلامس أصابعها للحظة سريعة بإحساس مخدر وبعدم القدرة على الكلام .
_ هذا سلام جليدي قبلها وصالحها يا رجل من يراكما يظنكما غريبين .
وقفت هيلاري مشلولة من فوقها رأت وجه بروس محفوراً كالقناع وعندما انحنى نحوها أغمضت عينيها رفضاً لكنها

فرح 06-04-08 04:10 PM

أطاعته لكنها انبهرت من الأضواء المتدفقة من الطابق الأرضي كان الباب الأمامي مفتوحاً على مصراعيه ورأت جسد لورنا النحيل يتراقص هياجاً .
_ آه هيلاري ! هيلاري ! ما أروع رؤيتك أيتها الماكرة كيف ترحلين دون أن تودعيني لقد اشتقت إليك !
عقدت ذراعها حول خصر هيلاري وأدخلتها إلى المنزل كانت السيدة ستارلت بالانتظار في الردهة وكالعادة بدت مرتبة في فستانها الكحلي أما تعابير وجهها فلم تشر إلى الترحاب ولا الرفض .
نظرت هيلاري إليها ببرود : مساء الخير سيدة ستارلت .
_ مساء الخير يا آنسة إن أحببت أن تلحقي بي لأريك غرفتك .
قاطعتها لورنا بنفاذ صبر :لا ضرورة لذلك فهي تعرف غرفتها ألا تتذكرين أنه بيتها ؟ ودادي يريد أن يراها فوراً فهو على أحر من الجمر منذ الغذاء … الحبيب المسكين .. هل أخبرك بروس بحالته .
تنهدت هيلاري : أجل لماذا لم تخبريني بذلك لورنا ؟
قالت بانفعال : لو فعلت لخنقني إنه يكره الشفقة ويكره أن يتنازل أحد من أجله يصر على القيام بأكبر قدر من حاجاته بنفسه وظنناه يبالغ في إظهار استقلاليته في البداية ولكن الطبيب قال أن لا بأس بذلك .
سحبت نفساً عميقاً وقالت : الآن أنت هنا وسيكون كل شيء على ما يرام لقد عدنا عائلة من جديد .
ردت هيلاري : حتى تتزوجي .
ضحكت لورنا مترددة : أجل …. هذا ما أعتقد لم أفكر في الأمر بهذه الطريقة .
ضغطت هيلاري على ذراعها بمحبة : حبيبتي هل أنت سعيدة ؟
ردت لورنا بخفة : كأنني في الفردوس .. فتشارلي يعبد الأرض التي أسير عليها .
_ الواضح أنه زوج مثالي .. وأرجو أن يكون هذا الإخلاص متبادلاً .
_ طبعاً و إلا ما كنت لأتزوجه .
اقتادت لورنا هيلاري من الردهة إلى غرفة الاستقبال وهناك فتحت الباب بانفعال معلنة : هذه هي دادي .
لم يكن هوارد جيلفورد في الكرسي المتحرك بل كان واقفاً بصعوبة على قدميه يسند نفسه بصعوبة على عكازين ..
قال : هيل يا فتاتي العزيزة . وهرعت إليه وحين استطاعت الوثوق بصوتها قالت : هذا ما تفعله ما إن أدير ظهري .
قال بصوت أجش : هذا ما يبدوا .
وابتسم لها لقد فقد الكثير من وزنه وعلى وجهه خطوط قلق ومعاناة .
أردف : لكنني صممت أن أرحب بك وأنا واقف على قدمي وليس في هذا الشيء اللعين .
ونظر إلى الكرسي بغضب نظرت إليها هيلاري بانتقاد وقالت : تبدو أنيقة لماذا كل هذه الآلات ألن تريني كيف تعمل نظرت لورنا إليها بامتنان أما هوود فكان يحاول العودة إلى الكرسي ونظر إليهما باعتداد : أستطيع تدبر أمري كما تريان نحن لا نحتاج إلى الممرضة لماذا لا نصرفها من العمل ؟
انحنت لورنا تقبل رأسه : لأنني و هيلاري لن نستطيع خدمتك كما يجب ليلاً ونهار أنت لا تستطيع الحراك دادي وبدل طرد المسكينة يجب أن أقنعها يومياً بالبقاء .
تمتم وقد ازدادت نظرة الاعتداد بالنفس عمقاً : المرأة بلهاء أين بروس ؟
دخل بروس الغرفة : أنا هنا كنت أنتظر حتى ينتهي اللقاء .
نظر إليه والده عابساً : أوه ..؟ حسناً لدي ما أقوله لك لكما معاً أنا لست أعمى أو غبياً وأعرف أن مشاكل وقعت بينكما قبل أن ترحل هيلاري لا أدري ما السبب ولا أريد أن أعرف أنتما ناضجان الآن ولم تعودا طفلين ومن حقكما أن تختلفا إذا أردتما هذا لكنها عادت إلينا مرة أخرى إنها في بيتها حيث تنتمي وأريد نهاية لكل ما جرى مهما كان يجب أن ينتهي وأريد أن يعم السلام بينكما .
قال بروس ببرود إذن ليكن السلام شرط أن تكون هيلاري راغبة .
عندما مد يده تركت أصابعه تلامس أصابعها للحظة سريعة بإحساس مخدر وبعدم القدرة على الكلام .
_ هذا سلام جليدي قبلها وصالحها يا رجل من يراكما يظنكما غريبين .
وقفت هيلاري مشلولة من فوقها رأت وجه بروس محفوراً كالقناع وعندما انحنى نحوها أغمضت عينيها رفضاً لكنها أحست بقبلته وكأنها وشم ساخن .
قال هوود راضياً مبتسماً : هكذا أفضل .
قال بروس : سأذهب لأضع السيارة في المرآب .
وترك الغرفة بدون أن يلتفت إليها . نظر هوود إليه وهو ينسحب : ماذا دهاه الآن ستحمل السيدة ستارلت الشاي بعد لحظات .
ضحكت لورنا وقالت بمرح : كأنه بحاجة إلى دوش بارد تعالي فلنصعد إلى فوق ولنتأكد من وجود كل ما تحتاجين إليه قبل وصول الشاي .
في الطريق إلى فوق همست لورنا : ما كان كل هذا بحق الله هل كرهت بروس حقاً .؟
هزت هيلاري كتفيها وقالت مراوغة : بطريقة ما .
_ أعرف أنه قد يكون خنزيراً قذراً لقد أشعرني أني … أنني حشرة لكن ربما تحسن قليلاً مؤخراً أو أنا أصبحت أكبر سناً إذا لم أعد أخاف منه كما كنت .. أتذكرين ؟ ردت : أذكر جيداً .
ضحكت لورنا : طالما دافعت عني أليس كذلك يا حبيبتي فلم تخافي قط من بروس إذن ما الذي قاله لك ليجعلك تتركين البيت هكذا ؟ عم تشاجرتما ؟
اختارت هيلاري كلماتها بدقة :حسناً بإمكانك القول أنا تشاجرنا بسببك .
بدت لورنا مدهوشة : بسببي أنا ؟ لكن هذا رهيب لم يكن لدي فكرة أوه هيلاري .
ضمتها هيلاري قليلاً : لا يهم حبيبتي كما قال والدك لقد انتهى كل شيء الآن .
أو هذا ما آمله فجأة شعرت بالذعر أوه لماذا كان على هوود أن يقول شيئاً ؟
تابعت لورنا بإلحاح : لكنه مهم يجب أن تخبريني ماذا جرى هيلاري لي الحق بمعرفة السبب .
فتحت الغرفة التالية بعد غرفتها تلك التي سكنتها منذ كبرا عن المشاركة بغرفة واحدة ترددت هيلاري ثم توجهت إلى السرير تفتح حقيبة زينتها لتبدأ بإخراج مواد التجميل ثم قالت ببطء : يتعلق الشجار بالحفلات التي كنت تذهبين إليها وبتلك الزمر الفظيعة التي كنت تخرجين معها كان بروس على ما يبدو يلومني .
قالت لورنا ساخطة : هذا غباء . ثم برزت فكرة صدمتها ونظرت إلى هيلاري نظرة رعب : أكان يعرف بها آه يا إلهي لكنه لم يقل كلمة ولم يلمح تلميحاً أنه يعرف حتى حين داهمت الشرطة منزل هورلي وضبطتهم يدفنون الحشيش .
ارتعشت : أشكر الله لأنني لم أكن هناك تلك الليلة .
لكنك كنت هناك في ليال أخرى رغم كل ما قلته
هزت كتفيها بعدم ارتياح : حسناً أجل يرتكب المرء هفوات في مرحلة ما في حياته .
بدا رأس هيلاري يؤلمها فانتزعت الدبابيس منه وتركته ينسدل على كتفيها سألت : ليس جميع الناس فلم يحدث أن فعلت ولا أعتقد تشارلي فعل ذلك .
ضحكت لورنا : تشارلي ؟ يا إلهي إنه رجعي لقد نال يوماً مخالفة مرور بسبب ذلك وقوفه في مكان ممنوع فتصرف وأن ذلك نهاية العالم .
نظرت إليها هيلاري بقلق في صوتها رنة سخرية لم يفتها سماعها ..
قالت بلطف : ليس عيباً أن يتقيد بالقانون تعرفين هذا يا حبي فقلة من الناس هم هكذا في هذه الأيام .
أجل أعرف لكن فلنعد إلى ما جرى بينك وبين بروس هل قال إن ذهابي إلى تلك الحفلات هي غلطتك ؟
_ شيء من هذا القبيل . ردت لورنا : وتشاجرتما ؟
_يمكنك قول هذا اسمعي لورنا أفضل أن أفعل ما اقترحه هوود أن أنسى كل شيء .
اكتسى وجه لورنا الجميل تعبيراً شيطانياً : إذن سأسأل بروس .
نظرت هيلاري إليها برعب : لا ! لا لورنا يجب أن لا تسأليه إن تحدثت بهذا مع أي شخص فلن أسامحك وسأغادر البيت ولن أعود إليه ما دمت حية .
تلاشت كلماتها المقطوعة الأنفاس إلى صمت عميق وطويل ثم تكورت شفتا لورنا في صفير صامت ملؤه الذهول
قالت ببطء : أرى أنك تعنين ما تقولين أنا آسفة حبيبتي لن أقول شيئاً إذا كانت هذه رغبتك ولن أذكر الأمر مرة أخرى لكن لا تذهبي أحتاج إليك أحتاج إليك حقاً لن أتحمل ذهابك الآن .
ارتدت عنها فجأة : أراك في الأسفل بعد قليل .
وذهبت إلى غرفة نومها تقفل الباب المشترك بين الغرفتين .
أثارت المصالحة التي جرت بينها وبين بروس في الأسفل توترها ورفعت يداً إلى الخد التي لثمها عليه وكم دهشت لأنها لم تر علامة عليه تذكرت بقوة آخر مرة عانقها بقسوة غاضبة .
كل الدفاعات التي بنتها بكل حذر ضد الماضي ضد العنف وضد الألم والعذاب والبؤس بدأت تتداعى من حولها الباب السميك الذي تعلمت أن تقفله في رأسها تعطل .
هزت رأسها لتنفض عنها الصور التي بدأت تتراكم فيه لو تركت تلك الصور تأخذ مجراها لغادرت المكان حالاً وفوراً
لكن لورنا بحاجة إليها قالت لورنا إنها لن تتحمل أن تذهب مرة أخرى .
همست لنفسها بصوت مرتجف :
لكن … هل أتحمل أنا … البقاء ؟
4- الفجر الذي مات

فرح 06-04-08 04:10 PM

4- الفجر الذي مات
لم يظهر بروس عندما تناولوا الشاي .. فشعرت هيلاري بالراحة ولكنها مع ذلك كانت متوترة بحيث لم تستطع إعطاء حكم جيد على بسكوت السيدة ستارلت الهش الرقيق وعلى الكايك بالليمون عبس هوود عندما رأى قلة شهيتها وأحست أن لورنا تراقبها مفكرة في أكثر من مناسبة .
أفزعها أن تعرف أنه سيقام حفل صغير على شرف عودتها إلى ستونكليف لكنها حاولت إظهار حماس مقبول فالواضح أن لورنا خططت له عن طيب نية .
سألت : من سيأتي بالضبط ؟
_ حسناً .. تشارلي بالطبع ..
شخر هوود ساخراًَ وقال يقلدها : تشارلي بالطبع .. إن كمية الطعام التي يأكلها هذا الشاب هنا تجعلني أتساءل عما إذا كان عنده بيت يأوي إليه ؟
نظر إلى لورنا بمحبة وهو يتحدث ممازحاً ولكنها ابتسمت ابتسامة المجبر على إظهار السرور وكأن ما قاله أبوها نكتة تقال دائماً ؟
ارتدت إلى هيلاري : عدا تشارلي دعوت عائلة ميدوينتر تذكرينهما أليس كذلك ؟
ميدوينتر أتقصدين جون وآغنيس يا الله خلتهما في أفريقيا يساعدان بلداً ناشئاً في الوقوف على قدميه .
ضحك هوود بصوت مرتفع :هكذا كانا حتى أصبحت تلك البلاد لا تروق لآغنيس فعادا إلى الوطن .
أضافت لورنا بعفوية : لقد اشتريا منزل هورلي القديم يعمل جون في ليدز في منزل والد أغنيس .
علقت هيلاري : بكلمات أخرى عودة إلى الضوء .
قالت لورنا بشيء من الحدة ما هذا بغلطة جون فما دامت أغنيس ممسكة بزمام الأمور المالية فستبقى قادرة على فرض الشروط التي تريدها وتعرفين هذا .
هزت هيلاري كتفيها : بالضبط لهذا يدهشني أن تدعيهما الليلة لم تكن أغنيس الشخص المفضل لديك كما أذكر ولم تكن هكذا بالنسبة لي بالتأكيد .
نظرت إلى أبيها بحنان : لكن دادي يحبها ويستمتع بمغازلتها أليس كذلك يا حبيبي ؟
ابتسم هوود بهدوء : أغنيس امرأة جذابة تجيد لعب مثل هذه الألاعيب لكن هذا أبعد ما التزم به أما جون فهو ليس رجلاً سيئاً ولم يكن قط لكنني سأحترمه أكثر لو وقف بوجه أغنيس ووالدها بعض الأحيان .
ضحكت لورنا : لا تقل ذلك أمام هيلاري كانت تشعر بشيء تجاه جون ولعلها ما زالت دون أن تدري يجب أن نراقبهما عن كثب هذه الأمسية .
التوى ثغر هيلاري وهي تفكر بجون الذي كان لفترة ما مثالاً أعلى لتلميذة بشعره الأشقر وبقسمات وجهه النسرية الرومانسية لكن زواجه من المتعجرفة المتسلطة أغنيس شفاها بسرعة من مرض الحب ثم أكمل سفرهما إلى الخارج المهمة . قالت بخفة : فلنقل إنه لمن المثير للاهتمام رؤيته مجدداً .
وفيما كانت تتكلم ارتفع بصرها إلى ما وراء لورنا فرأت بروس واقفاً بالباب لم تعرف منذ متى وهو واقف هناك ولكنها علمت أنه سمع آخر ما تحدثت به وعرف على من تنطبق تسارع الدم إلى وجه هيلاري وهو ينظر إليها أرادت أن تقف لتقول له إن لا شأن له بما تقوله وأرادت أن تصرخ بهذا بأعلى صوتها لو لزم الأمر كما رغبت أن توضح له للمرة الأخيرة أن هذه العلاقة اندثرت وماتت بسبب قسوته أرادت أن تصيح هذه غلطتك وأرادت أن توجه إصبعها إليه متهمة كل ما كان في نفسي من حب و عطاء خنقته بيديك وبدل أن أشعر بالدفء بت أشعر بالمبالاة وأنت السبب بروس .
لكنها التقطت فنجان الشاي وطلبت من لورنا بهدوء أن تصب له المزيد .
ألقت نظرة أخرى فرأت أنه ابتعد بصمت كما جاء وكانت لورنا تقول : كان والدا تشارلي مدعوان لكنهما اتفقا مسبقاً على تناول العشاء مع أصدقائهما ولكنني واثقة أن السيدة ايزيربلود ستقيم إحدى حفلاتها الشهيرة على شرفك وأننت هنا هيلاري .
_ يبدو لي هذا مخيف .
ضحكت لورنا : حقا لا أدري كيف سأعيش معها خريجة معهد الطهو العالمي ورئيسة الجمعية النسائية وصاحبة الفوز بكؤوس تقدير في تنظيم الزهور إنها لائحة لا نهاية لها .
ضحكت متأثرة : يريد مني تشارلي أن أناديها أمي لكنني لا أستطيع أن أناديها أمي فهي مهيبة بحيث أعجز عن ذلك أتتصورينها تقوم بفعل بشري كإنجاب الأطفال ؟ أعتقد أنها طلبت تشارلي و ميريام بواسطة كاتلوج بريدي .
قالت هيلاري ببطء : مهيبة ربما لكنها ستكون أفضل بكثير لو ساعدتك في التخطيط للعرس .. بدلاً مني .
سارعت لورنا إلى العبوس عنيفاً : لا أريد من هو لي من عائلتي لا من عائلته والحمد لله لأن ميريام في أميركا ولولا ذلك لاضطرت إلى تحملها وهي تسير ورائي في الممر إلى المذبح وكأنها حصان عربة .
صدها صوت هوود :لورنا هذا غير عادل ميريام فتاة طيبة وليست أكبر منك أو من هيلاري .
قالت لورنا متمردة : لا شأن للحجم بهذا .
قاطعتها هيلاري بسرعة : إلى أي حد وصلت خطط العرس ؟ أو ليس من الأفضل أن تقيمه في عيد الفصح ؟ سيمهلنا ذلك مدة كافية ويكون الطقس أخف وطأة .
هزت لورنا كتفيها : أصبح الزواج في عيد الفصح أمراً عادياً فظيعاً ليتها تثلج فأنا أحب الثلج وكم أود لو أرتدي ثوباً مخملياً .
قالت هيلاري : هذا أحد الأشياء التي يجب أن نفكر بها لا بد أنك طلبت من السيدة انغلوز أن تصنعه لك هل انتقيت القماش هل بدأت القياس لأن …….
أخذت لورنا تدير خاتم خطوبتها الزفيري والألماس في إصبعها بقلق : في الواقع لا أريد منها أن تخيطه لي هيلاري بل أفضل ذاك المحل سيكبتون فمنه أستطيع شراء الفستان .
_ لكن السيدة انغلوز تخيط فساتين كل العرائس في المنطقة أولم تجرحي كرامتها ؟
_ أوه لا أظن ذلك لديها دائماً من العمل ما يفوق طاقتها لا أظن أنها ستلاحظ تمنعي عن الذهاب إليها .
لم ترد هيلاري التجادل معها ثم فكرت أن لورنا اختارت الدعوات وأرسلتها .
قالت : لن أدعو عدداً كبيراً من الناس فلا أريد أن ينقلب عرضاً عاماً وإن قللت العدد من جهتي فهذا يعني أن ايزيربلود سيحذون حذوي .
قالت هيلاري بهدوء : فهمت .
أو على الأقل بدأت تفهم لقد أرسلت لورنا لها صيحة القلب هذه لأنها تشعر أنها في معركة مع حماتها العتيدة بشأن الترتيبات وتريد من يدعمها ولكن هذا نذير لا يبشر بالخير للمستقبل وأملت أن تتوصل لورنا والتيا ايزيربلود إلى تفاهم معاً وإلا ستكون الحياة صعبة على تشارلي الذي يحبهما معاً .
أردفت لورنا : سنقيم حفل الاستقبال هنا لكن ما من مشكلة في هذا لأنني اتفقت مع مؤسسة تقديم طعام من هاروغات وهم من سيرتب كل شيء ولقد أرسلوا إلي قائمة الطعام ولكنني لم أطلع عليها فهل تشرف عليها دادي ؟
نظرت هيلاري إليها بحيرة إنها تتكلم بعفوية وكأنها تحضر لحفلة عادية لا حفلة زفافها حاولت أن تحمل كلماتها شيئاً من التشجيع : حسناً سنضع غداً بعض اللوائح ونرى ما يجب أن نفعله فيما بعد .. أعتقد أن دراسة لوائح الطعام تلك هي أول ما قد نقوم به ثم فستانك الذي ما إن نختاره حتى يتضح أمامي ما علي ارتداؤه .
_ ستكونين جميلة حتى لو ارتديت كيساً الآن هذه الفكرة لو كانت ميريام هنا لارتديتما كيسين ولو ضعت ميريام كيسها فوق رأسها .
صاح هوود : كفى .. الفتاة شقيقة تشارلي على أي حال ويجب أن تحسني الحديث عنها على الأقل من أجله لا وفري علينا سماع الانتقادات التافهة أيها الشابة .
قالت لورنا بخضوع مبالغ : حاضر بابا .
هز لها رأسه بسخط زائف وسأل : هل أخبرت هيلاري شيئاً عن الشقة ؟
_ أوه … لا … لم أخبرها .
سألت هيلاري : أي شقة ؟ هل يعني هذا أنك وجدت مكاناً تعيش فيه ؟
_ أوه لا شأن لي بهذا لكن أجل لدينا مكان خاص بنا ثمة بناء إسطبلات غير مستخدم في مؤخرة منزل المزرعة كان السيد ايزيربلود يصلحه للسكن لكن حين قررنا الزواج عرضا علينا أن نعيش فيه وكان عرضاً لم نستطع رفضه .
_ هذا رائع ! ألست سعيدة ؟
ردت لورنا بعدم حماس : بالتأكيد فذلك يعني أنني لن أضطر إلى العيش في منزل المزرعة وهذا هو البديل الوحيد .. سيكون البناء جميلاً بالتأكيد ولن نبخل عليه بشيء أنا و تشارلي محظوظان حتى الآن ستقومين بتبريجي في اليوم الكبير ..ألم تبريجيني هيلاري ؟ هل تستخدمين مستحضرات آمبر إنها جميلة أعشق العطر كلما ذهبت إلى سكولفيو أطلب من الفتاة أن ترشني من زجاجة التجربة . ضحكت : يوماً ستضطروني وسأضطر لشراء زجاجة .
_ لا داعي لكل هذا .. لدي زجاجة إضافية خذيها إن شئت
أرادت طرح المزيد من الأسئلة عن الشقة لكن بدا من الواضح أن لورنا تريد إقفال الموضوع .
بعدما ارتشفوا الشاي صعدت هيلاري إلى غرفتها تتذرع بالتعب ولكنها متعبة حقاً ومن اللطف أن تخلع نعليها وتستلقي فوق السرير لكن عقلها كان يفكر بلا كلل بحيث لم يسمح لها بالاسترخاء .
كانت قلقة من أمور لاحظتها على لورنا .. الواضح أن هناك خطباً ما وجل ما تأمله أن يكون هذا بسبب القلق التي تشعر به كل عروس .
غفت وإن بتقطع حتى حل موعد حمامها والاستعداد للعشاء .. كانت قد تعمدت حمل أقل قدر ممكن من الثياب لتبرز للجميع ولنفسها بأنها لا تنوي البقاء كثيراً لكنها جلبت معها فستاناً حريرياً بلون التوباز المتعدد الألوان طويل الأكمام ياقته مثلثة مشطت شعرها على طوله فتدلى حريرياً براقاً على كتفيها وأضافت قرطاً من حجر عين النمر إلى أذنيها وخاتماً مماثلاً في الإصبع الثالثة من يدها اليمنى .
عندما ألقت نظرة انتقادية على صورتها في المرآة شعرت بالرضى عن مظهرها ورأت أن الفتاة الكهرمانية الأمبر قد عادت مرة أخرى وأن هذه واجهة جيدة للاختباء خلفها .
لن يتعرف أحد من المدعوين في الأسفل إلى تلميذة المدرسة الخجولة التي عرفها معظمهم .. سحبت بضعة أنفاس عميقة طويلة تقوم بها عادة قبل الخروج إلى الكاميرا والمشاهدين ثم خرجت من غرفتها وتوجهت إلى غرفة الاستقبال .
الغرفة مضاءة بالمصابيح ومن الموقد الواسعة ترتفع ألسنة النار وقفت هيلاري بالباب لحظة تنظر إلى ما حولها فتعرفت إلى جون ميدونتر ما زال أشقراً جذاباً كما كان دائماً من الجهة الأخرى بدا تشارلي ايزيربلود الواقف معه كما كان دائماً ملاك الأراضي الثري المزارع الذي لا ذرة رقة في جسده أملس ممتلئ الجسم .
احتلت أغنيس ميدونتر الأريكة حيث راحت تتحدث إلى هوود بإعجاب كبير بدت أنيقة بفخامة ونحيلة رقيقة كتمثال عرض الملابس هو مظهر مخادع كلياً فأغنيس آخر من قد ينكسر .
رفع هوود نظره بعفوية ظاهرة : آه .. هيلاري عزيزتي … ادخلي … ادخلي … تعرفين الجميع هنا …
أغنيس أتذكرين ابن زوجتي ؟
_ آه أجل بالتأكيد إنها مشهورة كثيراً الآن .
بدا كلامها مشبعاً بالازدراء لكنها تقدمت مبتسمة ففي عالم أغنيس الشهرة تعني الظهور في صور المجلات في حفلات راقصة أوفي حفلات أعياد ميلاد ..
قاطعها جون : إنها أكثر من هذا … لماذا لم تحذرينا مسبقاً هيلاري أنك ستصبحين بمثل هذا الجمال .
ضحكت هيلاري التي أصبحت معتادة على مثل هذا التعليق بدون أن تعتز به أو تحرج .
_ ربما لم أكن أعرف … أو الأصح أنني أردت أن أفاجئكم جميعاً مرحباً جون .. تشارلي .. ما أروع رؤيتكما من جديد !
قال تشارلي بصراحة : إنه لمن الرائع حقاً أن نراك … وبما أنني صهرك فهل يحق لي بعناق . اتجه إليها يعانقها .
قال بروس : ماذا أجلب لك من شراب .
لم تكن حتى الآن قد ألقت نظرة أقل إحساس بوجوده لكنها عرفت أنه هناك منذ وقفت بالباب .. كانت حتى في صغرها قادرة على التقاط ذبذبات وجوده ربما هذا ما هو عليه الأمر حينما يكره المرء شخصاً آخر .. ربما قوة الكره تجعل المرء شديد الحساسية لوجود من يكره .. أو لغيابه .
طلبت عصيراً بصوت عادي غير مرتعش فذهب وعاد به .. تناولت الكأس من قاعدته لتتجنب ملامسته فرأت فمه يلتوي وكأنه عرف ما في نفسها .
مع أن الحفلة كلها فكرة لورنا إلا أنها وصلت متأخرة واعتذرت مبتسمة بثقة وكأن من المعتاد من ابنة هذا البيت أن تكون آخر الواصلين بدت صورة تلفت النظر بفستانها الكرزي ولكنها كانت تضع زينة كثيرة وهذا ما لاحظته عين هيلاري الخبيرة .
كان العشاء ممتازاً بطريقة عادية … حساء تبعه سمك مع صلصة بيضاء ثم لحم عجل طري مع بطاطا ذهبية .
لكن لم يعط أحد العشاء حقه غير هوود و أغنيس فتشارلي كان مشغولاً بمحادثة لورنا التي كان اهتمامها يتنقل بلا توقف من واحد إلى آخر حول مائدة العشاء جون الجالس قرب هيلاري تحدث إليها بمواضيع عديدة ولم تدر لماذا تشعر أن جون الحقيقي متوار مختبئاً في مكان آخر ربما في مكان سري من نفسه حيث لا مجال للوصول إليه .
لم يقدر شيء مما قالته أو فعلته أغنيس خلال العشاء أو قبل هذا في غرفة الاستقبال على تخفيف العداء الذي طالما أثارته في نفس هيلاري لكن هيلاري لا تعرف بالضبط السبب لمشاعرها هذه في مستهل حياتها كعارضة التقت من هم أسوء وألأم و أخبث وأثرى من أغنيس والحقيقة أنها كانت تتحملهن لكن أغنيس كانت قادرة دوماً على إثارة أعصابها .
عندما عادت النسوة الثلاث إلى غرفة الاستقبال بانتظار القهوة قالت أغنيس تسأل لورنا : هل قررتما أين ستقضيان شهر العسل ؟
هزت لورنا رأسها كتفيها : لقد ناقشنا المسألة .. ولم نتخذ قراراً ثابتاً .
ضحكت أغنيس ضحكة خافتة ضحكة لطالما كرهتها هيلاري .
_ حسناً الفراش فراش أينما كنتما حبيبتي إلى أي حال يبالغ الناس في تقدير شهر العسل أعرف أن شهر عسلي لم يكن جيداً فعندما ذهبنا إلى كاساو في شهر العسل تسمم جون من الطعام فكان أن ذهبت أستمتع بالتزلج على الماء .
قالت هيلاري بجفاء : كان ذلك ممتعاً بلا شك .
تطلعت عينا أغنيس الزرقاوان الشاحبتان إليها : ألم يكن هناك جدوى من أن نكون كلانا بائساً .
وارتدت إلى لورنا : تأكدي حبيبتي من اختيار مكان تتمكنين فيه من تسلية نفسك حتى لو كان العريس منحرف المزاج .
قالت هذا مبتسمة ولكن بسلاطة لسان ذات مغزى وكأنها تشير إلى أن تشارلي قد يخيب أمل عروسه الشابة انتظرت هيلاري من لورنا أن تهب للدفاع عنه .
لكنها لزمت الصمت وظهرت بقعتان حمراوان على خديها وزمت عيناها سخطاً وقفت هيلاري واتجهت إلى خزانة مرتفعة تحتوي على التسجيلات : هل لنا أن نسمع بعض الموسيقى ؟
ارتدت أغنيس تسند رأسها : إذا كنت راغبة بذلك .
_ هل من طلب محدد .
ردت لورنا : أحب موسيقى مندلسون ضعي لنا كهف فينغال هيلاري
_ لا أجدها فلنستمع إلى ريفال .
شغلت الموسيقى وسرعان ما صدحت الألحان الحنونة المشبوبة في أرجاء الغرفة . كانت غلطة فحالما سمعت الألحان المثيرة تعرقت يداها وغارت أسنانها داخل شفتها السفلى لم تفكر حين اختارت التسجيل أرادت التخفيف من الجو المشحون لكنها لم تنجح في غير نقل التوتر إلى نفسها .
كان شريط التسجيل شريطها وهو أحد الأشياء الكثيرة التي تركتها ورائها حين هربت من ستونكليف كان هدية عيد ميلادها السابع عشر من بروس ما زالت تتذكر دهشتها وسعادتها لأنها تلقت هدية منه مع أنها هدية

فرح 06-04-08 04:10 PM

شبه واجبة في عيد الميلاد أو في ذكرى مولدها وكانت المرة الأولى التي يختار فيها شيئاً يعرف أنها تريده هكذا وفي خضم سعادتها كبتت عدائها الغريزي وشكرته وهو أمر تمكنت من فعله بشيء من الارتباك والتلعثم .
كانت سنة غريبة مثيرة للاضطراب فيها كان مزاجها سيئاً يتقلب من تطرف عاطفي إلى آخر .. وكانت على استعداد للبكاء بمقدار ما هي على استعداد للضحك .
كان هوود متفهماً وقد عزا فرط حساسيتها إلى الحزن الذي مازال في نفسها بعد وفاة أمها لكنها الآن تعرف أن الأمر لم يكن بتلك البساطة .
وقتذاك أشعلت هدية بروس شيئاً عميقاً في داخلها .. شيئاً جديداً فتياً وجل ما عرفته أن إحساسها به كان يتزايد بألم فغالباً ما وجدت أنها ترهف السمع لسماع صوت سيارته وهي تدخل إلى طريق المنزل الداخلية …وما أكثر ما كانت تراقبه خلسة في الأمسيات حين يتحدث إلى هوود … وعندما كان يغيب في رحلة عمل كانت تحس بالضياع والخوف … وكأنها مرمية على طوف في بحر عاطفي .
حين اصطحب معه صديقته إلى المنزل عانت كثيراً وغدت لا تشارك لورنا بانتقاد نسائه الساخر .
خلال هذا العذاب كانت تسمع إلى التسجيل الذي أهداها إياه حتى حفظت حتى عن ظهر قلب كل نغم وكل رنة وكل إيقاع عندما كانت تصغي إلى لحن انبلاج الفجر كانت تحس وكأن الموسيقى تحتوي على كل ما تحس به وكأنها تشير إلى انبلاج فجر ما داخلها شيء رائع بل أروع من أن تفكر فيه .
الآن جلست تصغي وأظافرها تنغرز في راحتي يديها ورأسها يضج بدوار.
قال هوود بمرح عند الباب وهو يدفع نفسه للداخل : كالأيام الخوالي .
تورد وجه هيلاري حاما رأت بروس يسير وراء والده … وتقدم يقول : انبلاج الفجر في المساء ؟ لا أظن هذا .
ودنا من الجهاز يطفئه فترك بذلك صمتاً مؤلماً خلفه .. جعلها صوت عميق تدرك أن الجميع قادرون على سماع دقات قلبها البطيئة الغير منضبطة .
ثم جاءت السيدة ستارلت بالقهوة وفي هذا الوقت بدأت أغنيس بالتكلم بتشدق عن خطط والدها لتوسيع أعماله ومرت اللحظة الحرجة بأمان وصدحت الموسيقى مجدداً ولكنها في هذه المرة لم ترجع أحد لذكريات الماضي .
قالت لورنا فجأة : لو أرجعنا السجادة إلى الوراء لاستطعنا الرقص … فهل نرقص ؟
لم تشعر هيلاري بالرغبة بالرقص وكم ودت لو اعتذرت وانسحبت إلى غرفتها لتبقى هناك بهدوء حتى الصباح.. ولكن لو اعتذرت وانسحبت لانقطعت عرى الحفلة ولخاب

فرح 06-04-08 04:11 PM

أمل هوود هذا إن لم تقل شيئاً عن لورنا .
ما إن خلت مساحة كافية حتى عقد تشارلي ذراعه بتملك حول لورنا …

ضحكت لها أغنيس مجدداً : ما أروع أن يحب الإنسان !
ونظرت بتحد إلى بروس : حسناً حبيبي .. هل تذكر كيف كانت الأمور يوماً .
أدهشتها وقاحة تصرف أغنيس فسارعت تنظر إلى جون لترى ردة فعله .. ولكنه على ما يبدو غير ملاحظ أن زوجته تتعلق بعنق رجل آخر فشعرت مرة أخرى أن عواطف جون بعيدة كل البعد عن زوجته هل نسي ؟لعله غير مهتم بماضي زوجته وبالأخص بعلاقتها مع بروس .
نادت لورنا : جون … هيلاري لا ترقص .
توردت هيلاري حرجاً وانزعاجاً لأن جون دنا منها معتذراً فقالت : لا بأس جون كان يوماً مرهقاً لذا أفضل الجلوس بهدوء مع هوود .
أبعدت لورنا نفسها عن تشارلي المعارض وتقدمت إليهما : أوه لا تفسدي علينا مرحنا حبيبتي أنت تعرفين أنك تريدين مشاركته الرقص .
وارتدت إليه : كانت مغرمة بك بقوة يوماً .
امتقع وجه هيلاري بشكل مؤلم ولكنها قالت بهدوء : أنا لا أريد أن أرقص شكراً وأنا واثقة أن جون لا يريد سماع تفاصيل مملة عن أوهام أيام الدراسة .
تشدقت لورنا : ؟أوه لا أدري قد يجدها تفاصيل ساحرة لقد نسي الإحساس الذي يشعر به المرء عندما تعتبره كل امرأة رجل حياتها .
قال جون بقلق : إذا كان هذا ما تقولينه لورنا .. هل أجلب لك القهوة هيلاري ؟
رفضت بهدوء وجلست قرب هوود بعد صمت قال هوود بصوت هامس : لا أعرف ما يدور في خلد لورنا أحياناً إنها بحاجة إلى من يشد لها أذنيها … لكن تشارلي شاب مستقيم وطيب .. وإن كان هناك من يقدر على لجمها فهو القادر على ذلك …
_ أجل ………..
لكنها تمنت لو تكون مقتنعة ولو قليلاً .
توقفت الموسيقى و تغيرت الأسطوانة .. لتعلن لورنا : يجب أن نغير الشركاء تشارلي ارقص مع أغنيس وأنت هيلاري يجب أن ترقصي هذه المرة .. أقمنا الحفلة احتفاءً بك لا يمكنك الجلوس هكذا .
ابتسمت أغنيس : ولم لا قد تستمع بالتجربة الجديدة على أي حال لا أحد يرغب أن يبقى دائماً مركزاً للاهتمام .
وقفت هيلاري على مضض وهي تفكر بقبول دعوة جون لكن لم يكن جون من تقدم إليها ليأخذ يدها ويجرها إلى الرقص بل كان بروس .. تشنجت للحظات غير قادرة على السيطرة على نفسها .. ثم أدركت أن هوود يراقبها مبتسماً .. فأجبرت نفسها على الاسترخاء .
قال بصوت منخفض ساخر : هكذا أفضل … وكيف تستمتعين بالعجل المسمن ؟
ردت من بين أسنانها : هو طبق لا أحبه .
_ لسوء الحظ .. لكنك تجيدين التمثيل . أنت تفعلين هذا يومياً أمام الكاميرا وبإمكانك التمثيل الآن إكراماً لهوود .
_ أ،ا أمثل دور اللطيفة بروس … ألم تعرف ذلك ؟
نظر إليها وشفتاه مضمومتان بشدة .. وعيناه كقطعة جليد .. قال : لقد علق والدي أن اليوم شبيه بجو الأيام الخوالي
.. لكنه مخطىء فلا مجال للعودة إلى الخطى القديمة في هذا البيت .. وقعت أمور كثيرة غير مسموح بها فلا تفكري في المحاولة ؟
رفعت ذقنها بتحد : لا تقلقن .. حقاً ! أنت تعرف سبب وجودي هنا .. وما إن يتم العرس حتى أذهب اطمئن بالاً فلن أبقى هنا لحظة واحدة أخرى مهما فعل هوود لإقناعي بالعكس .
قال متجهماً : يسرني ما أسمع ولكن لدي كلمة أخرى هي بمثابة تحذير .. كنت مغرمة بجون وأنت تلميذة ولكنه اليوم رجل متزوج و أغنيس امرأة لا تتساهل في ممتلكاتها بسهولة .. مهما كانت قيمة هذه الممتلكات صغيرة بالنسبة إليها .
ردت بحدة : شكراً للتحذير … وهل تعتبرك أغنيس من ضمن ممتلكاتها … بسبب الأيام الخوالي ؟
أجاب بلطف : لا أظن أن ذلك شأن من شأنك .
ردت ساخراً : بكلمات أخرى المقاييس مزدوجة حية وبصحة جيدة وتعيش في ستونكليف .. وهذا جيد لك بروس .. أنت قانون بحد ذاته و أغنيس أيضاً .. وعلى هذا الأساس على الأقل متناسبان .
اسود وجه بروس غضباً ولكنه لم يرد انتهت الموسيقى فتحررت من بين ذراعيه وذهبت بحثاً عن قرصين من الأسبرين .
كان الطقس بارداً في الطابق العلوي فمكثت هناك فترة حتى تفعل الأقراص فعلها .. عرفت أن عليها أن تعود و إلا أرسل هوود من يبحث عنها .. كادت تبلغ منتصف منبسط الدرج حيث يستدير الدرج العريض حين سمعت لورنا يأتي من تحتها مباشرة : أوه حبيبي … حبيبي لا أستطيع الانتظار أكثر من هذا !
توقفت هيلاري التي أدركت أن خطواتها غير مسموعة بسبب السجادة السميكة .
إنه موقف محرج تزج به نفسها لذا سارعت للعودة للأعلى لكنها كانت تحس بالراحة فلورنا تحب حباً عميقاً وستتزوج تشارلي … وتعرف هيلاري سبب إصرارها على السرعة فهي لا تريد الترتيبات الصغيرة والمراسم والتقاليد التي تقيد كل شيء .
دخلت إلى غرفتها وأقفلت الباب ورائها ثم نظرت إلى صورتها في المرآة .. فرأت ما رآه الجميع فتاة الأمبر البهية الطلة
الواثقة من نفسها الفتاة التي يقبع العالم عند قدميها .
راقبت هذه الصورة قليلاً ثم أخذت الصورة بالتواري حتى لم يبقى سوى هيلاري … الوحيدة التعسة الخائفة !
5 _ لا خيار أمامها
استيقظت وهي تشعر أنها تختنق وكأن شخصاً وضع يده على فمها يكتم أنفاسها كانت الغرفة مظلمة فحدقت للحظات إلى الظلام بارتياح ثم حاولت تكييف نفسها .. ففهمت ما حصل .
كانت متعبة حين آوت إلى الفراش فنسيت إطفاء السخان الكبير أو فتح النافذة قليلاً والنتيجة أن الغرفة أصبحت كالفرن .
دفعت عنها الأغطية متنهدة وتوجهت حافية القدمين على السجادة فعالجت أمر السخان أولاً ثم فتحت الستائر السميكة لتصل إلى قفل النافذة .. إن الغرف المفتقرة إلى الهواء تولد في نفسها خوفاً مرضياً .
كان قفل النافذة قاسياً فكافحت لتفتحه فجأة أحست بحركة في الحديقة تحتها .. فحدقت إلى الأسفل فرأت طيفاً طويلاً يسير ببطء وبريق نار السيجار أمامه .
لم يكن هناك ما يدفعه للنظر لفوق أو ما يدعوه للظن بأن هناك من يشهد سهره مع ذلك ارتدت إلى الوراء خلف الستائر خافقاً قلبها خفقان شديداً .. فلقد صدمتها رؤيته مع أن عليها عدم الشعور بالصدمة فالسير لمسافات طويلة في الظلام وهو يعمل على حل مشكلة إما عملية وإما شخصية أمر لطالما عهدته من بروس … في الواقع بسبب هذا .
جمدت هيلاري في داخلها تحاول أن تقفل الباب الذي في رأسها لتحجب الذكريات التي تدفقت لكنها تبدو الآن أقوى منها أمامها أمور كثيرة تتعامل معها .. هذا المنزل .. والموسيقى .. والآن بروس ذاته يذرع الحديقة كما فعل منذ سنتين
عادت إلى الفراش مرتعشة فاستلقت تنظر إلى الظلال في الغرفة … ثمة فروقات بالتأكيد كان يومذاك يوماً صيفياً و كانت لورنا في الفراش بالغرفة المجاورة .
منذ عادتا من المدرسة و لورنا تسبب المتاعب .. فخلال الفصل الدراسي كانت تسيء التصرف مما أدى إلى مواجهات مع عدد كبير من موظفي المدرسة وأساتذتها وبسبب سلوكها عادت يوماً وهي تطالب بأن يرسلوها إلى مكان آخر و أقسمت ألا تعود إلى المدرسة في أيلول المقبل . كانت المدرسة جيدة وذات صيت جيد فقال لها هوود أن عليها البقاء فيها ثم أضاف بلهجة جليدية أنه يتوقع تقارير أفضل من سابقتها في نهاية الفصل القادم .
لكن لورنا صاحت أمام هيلاري حين أصبحتا بمفردهما : لن أعود … أكره المكان ! لقد سئمت ارتداء ذلك الزي الغبي سئمت أن يعاملوني كطفلة و أن يجروني إلى النوم في التاسعة والنصف ..
حاولت هيلاري أن تهدئ من روعها : لم يضرنا ذلك بشيء حقاً .
لكن لورنا رفض أن تهدأ : ربما عندما كنا صغاراً .. لكنني لست صغيرة .. أنا امرأة الآن .
كان هذا ادعاء دفاعي كررته أكثر من مرة في الأسابيع التالية .. حتى أصبحت هيلاري تخاف منه .. في البداية لم تربط تزايد تمرد لورنا بأسرة هورلي .. كانت لورنا التقت لوريس هورلي في ناد تنس محلي كانت تنتمي إليه مع هيلاري أثناء العطلات ومع أن لورنا كانت أصغر من لوريس إلا أنها كانت موهوبة في اللعب والواضح أنها اغترت عندما طلبت منها الفتاة الدخول معها في بطولة الأندية كشريك ثنائي .
لم تكن أسرة هورلي قد انتقلت إلى المنطقة منذ وقت طويل .. فالأب صناعي ثري والأم مصممة أزياء تقضي معظم وقتها في لندن وبسبب وضعهما أصبح منزلهما بيد روي و لوريس اللذين كانا يديرانه كما يحلو لهما كان منزلاً كبيراً أثاثه ضخم وهو يقع في بقعة جميلة فيه ملعب تنس ومسبح سباحة يمكن تسخين ماءها ولكن هيلاري وجدته جواراً مغماً للنفس ولعل السبب شعورها بمدى تأثيرهما السيئ في لورنا .
لكنها لم تجد طريقة لمنع لورنا من الذهاب إلى هناك كانت تذهب كل يوم للتمرن مع لوريس على التنس في ذلك الوقت وكتمت أمر وساوسها ولم تذكرها حتى لهوود ….
وبقيت مترددة حتى بعدما سمعت بعض الإشاعات عن أن الأخوين هورلي يقيمان حفلات صاخبة .. وماذا في هذا .. فكلاهما بلغا السن القانونية وكلاهما كبيران بحيث يحق لهما فعل ما يريدان كان محظوراً على لورنا الذهاب لحفلاتهما لأن هوود رفض أن تذهب لمنزل يغيب عنه الأبوان وطالما احتجت لورنا على هذا ولكن هوود كان مصمماً وحازماً .
أو على الأقل هذا ما كانت هيلاري تعتقده حتى أيقظها في أحد الليالي صوت وذهبت إلى غرفة لورنا لتجدها في الثالثة صباحاً في ملابسها وفي تلك اللحظة لاحظت أنها ليست بتوازنها .
_ لورنا .. أيتها الحمقاء ماذا يجري الآن ؟
ردت وعيناها غاضبتان عنيدتان : أوه لا تخترعي أغنية وترقصين عليها بما أني أبقى في ذلك السجن ثلاث أرباع العام يحق لي أن أستمتع بما تبقى من العام .
سألتها بمرارة : أهذه هي فكرتك عن المتعة ؟ التسلل للخارج والجميع نيام وخيانة ثقة أبيك فيك والعودة على هذه الحال .
ردت وبعنف : وماذا في هذا لم أصب بضرر فاصمتي إذن يا آنسة طهارة وتزمت .
_ شكراً لك . وارتدت لتذهب طارت لورنا في الغرفة تمسك ذراعها .
_ هيلاري ! آسفة .. لم أعن ما قلت .. أجل كنت أسهر ولم يحصل شيء أنا بخير حقاً و هوود لم يعترض يوماً على خروج إحدانا ..
_ في الناسبات وفي أعياد الميلاد وفي أيام الآحاد . إنما ليس حتى هذه الساعة المتأخرة .. أبداً .. أنت تحت السنة القانونية لورنا لم تبلغي السادسة عشر بعد فماذا كنت تفعلين هناك ؟
_ ليس ما تظنين هيلاري .. لن تخبري أبي .. لن تكوني شريرة إلى هذا الحد ! أردت بعض التسلية فقط وأنا أحب لوريس و إن كنت لا تحبينها لن أذهب ثانية أعدك بذلك شرط أن لا تخبري والدك

لانت هيلاري وهي تنظر إلى وجه لورنا الأحمر وإلى عينيها المشعتين .. عرفت أن عليها إخبار هوود لكنها عرفت كم سيتكدر وترددت لأنها تعرض علاقتها بلورنا للخطر كما أن لورنا وعدتها …
تنهدت : حسن جداً .. لن أقول شيئاً لدادي ولتكن المرة الأخيرة التي تقومين فيها بهذا لورنا الأخوان هورلي فاسدان وتدور حولهما شائعات وسخة .. إن عرف دادي أنك متورطة معهما سيهدم السقف على رؤوسنا .. ومن الأفضل أن تطلبي من لوريس إيجاد شريك جديد للتنس ..
دلت ابتسامة لورنا البشعة على أنها أكبر بكثير من عمرها : لا مشكلة ..ولا أظن لوريس مهتمة بالتنس على أي حال.
المشكلة أن منزل هورلي لا يبعد عن ستونكليف إلا عرض حديقتيهما المشتركتي الحدود .. لذا سهل على لورنا التسلل خارج المنزل والذهاب إلى هناك بدون أن يراها أحد .. لكن مع أن لورنا وعدت بعدم الذهاب لكن هيلاري تعتقد أن مثل هذا القرار يحتاج إلى تأكيد .
في اليوم التالي سارت هيلاري إلى المنزل أما لورنا فمكثت بالسرير مدعية أنها تلقت كمية كافية من أشعة الشمس في اليوم السابق والحقيقة أنها كانت تعاني من التعب من جراء السهر في الليلة السابقة .
شقت هيلاري طريقها حول جانب المنزل حيث المسبح الذي كانت لوريس وروي يتمددان قربه .. ومدت لوريس يدها ووضعت المنشفة على نفسها مبتسمة ابتسامة مصطنعة .
_ مرحباً ! إلام ندين بشرف هذه الزيارة ؟
قالت هيلاري بجرأة متجاهلة إشارة روي لتجلس : ما هي زيارة اجتماعية .. جئت أخبرك بأنني أعرف أن لورنا تحضر حفلاتكما و أنكما تشجعانها على أشياء يعرف الله ما هي وأقول لكي الآن إن هذا يجب أن يتوقف و إلا بلغت زوج أمي وعندئذ ستجدان نفسيكما في مشاكل لا تحلمان بها .
ابتسم روي وجرت عيناه على هيلاري بتقويم وقح : لا تخافي أيتها النمرة .. استرجعيها فهي لا تروق لمعظم الأذواق .. والآن هل تعرضين أن تحلي محلها ….
قاطعته ببرود لا … شكراً لك .
_ لا يا الأسف !
تبادل الشقيقان النظرات وتبادلا ضحكة اقشعر لها جسد هيلاري لكنها قالت بصوت أجش : شيء واحد آخر أرجو ألا تحاولا الاتصال بها بأية طريقة أو أن تقوما على تشجيعها على المجيء إلى هنا تحت أي ادعاء
قالت لوريس ساخرة : تخدعين نفسك حبيبتي إذا لم يكن حملك الوديع بحاجة للتشجيع بل الفكرة فكرتها نحن لا نقيم حفلات للأطفال والآن هل تستطيعين إيجاد طريقك إلى الخارج .
وارتدت مبتعدة .
وهي في منتصف الطريق المعشوشب الثاني بين المنزلين أحست بدافع للنظر للوراء فرأت أن روي لحق بها ووقف عند بوابة حديقتهم يراقبها ترددت قليلاً فلوح لها بيده ثم وضعها على فمه ليرسل إليها قبلة ساخرة .. فارتدت مبتعدة ببطء لأنها كانت تقاوم اندفاعاً يجعلها تريد الركض …
وعندما فتحت باب حديقتهم وخطت إلى دغلة الأشجار الشائكة وقعت يد على كتفها فصرخت لكن الراحة جعلتها تقول بضعف : أوه بروس أنت أجفلتني .
رد بصوت متجهم : هذا ما أراه .. أين كنت ؟
هزت كتفيها : أتمشى . _ وحدك ؟ . ردت طبعاً .
_ لا تكذبي علي هيلاري .. لقد رأيت وداع مرافقك من نافذتي التي تطل على الحقل .
همت بإنكار صلتها بروي حتى انتبهت أن بروس سيسألها عن سبب قيامها بزيارة ذلك المنزل الأمر الذي سيورط لورنا وهذا آخر ما تريده .
كانت عيناه كالعاصفة وهو ينظر إليها : لم أعرف أن هورلي من طرازك .
حاولت إبقاء كلامها مرحاً : في مكان مثل ستونكليف لا مجال لخيارات كثيرة .
التوى فمه بازدراء واضح : أعتقد هذا .. لكنني بدأت أعتقد أثق بعقلك ورجاحته هيلاري وأنا أسف لأني أخطأت .
ارتد مبتعداً عنها فودت بيأس أن تقول له الحقيقة ولكن في ظل هذه الظروف أصبح هذا مستحيلاً .
مرت الأسابيع الثلاثة التالية بهدوء وتغير الطقس وحل الشتاء فادعت لورنا أنها ضجرة وأن الحياة في ستونكليف أسوأ من الحياة في المدرسة الداخلية .
لكن بدا أن لورنا عند وعدها .. وعندما عرفت هيلاري من الشائعات أن الأخوين هورلي رحلا إلى لندن لزيارة أمهما شعرت بالراحة .
كانت عودة الصيف نذير خير ولم يعكر مزاج هيلاري شيء حتى سافر هوود إلى أمريكا في رحلة عمل .
تقلبت هيلاري في فراشها : ما أشد ما كانت غبية .
بدأ الكابوس بهدوء كان يوماً حاراً رطباً واعداً بالرعد وكانت لورنا فاترة الهمة تشتكي صداعاً لذا لم تدهش هيلاري حين قالت بعد العشاء أنها ستنام باكراً .
جلست هيلاري تستمع لموسيقاها المفضلة كانت غارقة بسماعها فلم تسمع صوت السيارة بل لم تدرك أنها لم تعد بمفردها حتى رفعت بصرها ووجدت بروس ينظر إليها لم تتوقع عودته قبل اليوم التالي ترجلت عن الأريكة صائحة صيحة صغيرة .
_ أوه لقد عدت لماذا لم تخبرنا لو علمنا لحضرنا لك العشاء … لكن
رفع يده متعباً : لا بأس لست جائعاً ستحمل السيدة ستارلت القهوة وبعض السندويشات للمكتبة .
استجمعت ابتسامة صغيرة : أوه إن كان هذا ما تريد .
يكفي هذا .. سأتركك الآن تستريحين … أين لورنا ؟
أحست فجأة بجفاف فمها فبللت شفتيها بلسانها : أرادت النوم باكراً .. لا داعي لتأكل بمفردك في المكتبة بروس بإمكانك أن تأكل هنا .
التوى فمه قليلاً : لم أظن أن رفقتي أمر مرحب به هكذا .
ردت بصوت هامس والرعدة تسري بجسدها : أنت من يتجنبني دوماً .
_ هذا تصرف شاذ مني هل أطلب من السيدة ستارلت إحضار الطعام لهنا ؟
_ ولم لا ؟
نظر إليها بروس نظرة طويلة غامضة ثم تقدم من الباب وخرج .
استندت هيلاري إلى وسائد الأريكة من جديد وأغمضت عينيها ولكنها شعرت بقلبها يخفق بشكل غريب لقد سبق أن كانت بمفردها مع بروس فهما يعيشان في المنزل نفسه هما جزء مت عائلة واحدة … ولكنها عرفت أن هذه المرة مختلفة .. ففي هذه المرة كان الخيار متعمداً من كليهما .
ابتلعت ريقها وأحست باندفاع الدم المجنون في شرايينها ثم وقفت لتتجه إلى الهاي فاي لتختار أسطوانة موسيقى .
عمت الموسيقى في أرجاء الغرفة فعكست التشوش العاطفي داخلها … ثم راحت تعد طاولة صغيرة قربتها من الأريكة ثم جلست تنتظر ويداها مطويتان في حضنها وقلبها يخفق بألم .
حين عاد بروس حاملاً صينية رأته في سروال رمادي و كنزة صوفية بدل تلك البذلة القاتمة التي كان يرتديها .
ارتفع حاجبيه حين شاهد الطاولة … وعلق : منظر منزلي .
تورد وجه هيلاري التي قالت بصوت منخفض : أنت تسخر مني .
وضع الصينية من يده : هذا غير مسموح ؟ حسناً .. ربما بسبب العلاقات القديمة هذا صحيح … قهوة ؟
هزت رأسها رفضاً … كانت ترتجف في أعماقها لذا ظنت أنها لن تستطيع حمل الفنجان بدون أن ينسكب منه السائل . لو كانت في أي وقت آخر لما همها الأمر أما هذا المساء فبدا أن لكل شيء أهمية بالغة .
قال بنفاذ صبر : يجب أن تتناولي شيئاً … أنت تخسرين من وزنك .
مد يده يرفع ذقنها وراح يتفرس في وجهها وكأنه لم يره من قبل : ما الأمر ؟
_ لاشيء .. أنا .. لم أكن أنام جيداً هذا كل شيء وأعتقد أن السبب هو الطقس الحار.
_ أو الضغط العصبي قلقة بشأن المدرسة ؟ بشأن المستقبل أم ماذا ؟
ابتلعت ريقها : لا … لا شيء . رد : فهمت .
صمت لحظات ثم ترك ذقنها وارتد يسكب القهوة في فنجانه ويمد يده لأحد السندويشات .
_ على أي حال … لماذا لا تسرين لي بشيء ؟ فلم أشجعك قط على هذا .
_ لا .
_ اكنني أستطيع أن أشجعك على الأكل … دجاج أم لحم ؟
تناولت سندويشاً أجبرت نفسها على أكله شعرت أنه يراقبها بعينين رماديتين باردتين مترقبتين .
حين أنهى طعامه أعاد فنجان قهوته وطبقه إلى الصينية ومال إلى الخلف مغمضاً عينيه وتحركت هيلاري لتعيد الصينية للمطبخ لكن يده أمسكت معصمها : اتركيها .. اجلسي واستريحي قليلاً .. تبدين وكأنك عالقة بين أسلاك شائكة .
عادت إلى الوسائد وراحت تعض على شفتها متوترة .. ففقد بدأت أطراف أصابعها تصرخ رعباً بسبب وجوده .
قالت وهي تحاول الحديث : أتظن أن العاصفة على وشك أن تهب ؟ إنها تهدد بهذا طوال اليوم … والهواء ثقيل .
قال بكسل : وهل تخافين من العاصفة ؟
وأخذت إصبعه تتحرك مداعبة معصمها من الداخل : ألهذا أنت متوترة ؟
جعلت المداعبة العفوية نبضاتها تتسارع بجنون … في الماضي لم يكن الجسدي بينهما … لذا لم يكن هناك سبيل لمعرفة ما إذا كان هذا تأثير لمسته الرقيقة لا …
قال برقة : أراك ترتجفين هيلاري … هل السبب قلقك من العاصفة .. أم السبب هو هذا ؟
مال إليها يعانقها عناقاً خاطفاً فشهقت شهقة كانت أشبه بدع

فرح 06-04-08 04:11 PM

بدعوة خرساء له فسحب نفساً حاداً وشدها إليه .
فجأة قست عينيه وسلب عناقه منها كل الوعي والتعقل .
لم تعد تشعر إلا ببروس وبيديه الممسكتان بها كان تجاوبها معه كاملاً .. إنه أمر تاقت إليه منذ أشهر طويلة دون أن تعرف هذا … أو تترف به .
كان عناقه عميقاً .. كانت كمن يسبح في مياه عميقة مليئة بالتيارات المجهولة …..
كرهته دائماً ولم تثق به قط مع ذلك فها هو يحرك أحاسيسها كلها لم تكد تستطيع التنفس أما عينيها فاتسعتا وبرقتا ببهجة … كانت تعي وهي في خضم تلاطم مشاعرها صوت الموسيقى انبلاج الفجر وهبوط الفرح .. في كل انبلاج للنهار … بين ذراعي بروس .
ثم … سمعت صوتاً آخر كان أشبه بماء بمياه باردة تسقط على رأسها … سمعت وقع أقدام السيدة ستارلت وهي تتقدم في الممر ثم تلا ذلك قرع الباب .
انكسرت العلاقة السحرية الحساسة التي كانت تربطهما وابتعد بروس لاعناً متمتماً . ممرراً أصابعه في شعره الأشعث .
قال بصوت متوحش : اجلسي جيداً ولملمي شتات مشاعرك .
وأطاعته هيلاري .. لكن السيدة ستارلت قرعت الباب مرة أخرى بنفاذ صبر أخيراً نادى بروس ادخل .
كان واقفاً قرب الباب الزجاجي ينظر للحديقة يرجع الستار بيده … دخلت السيدة ستارلت على عجل ثم توقفت : لم أعرف أن الآنسة هيلاري هنا … سيدي ؟
أحست هيلاري بتورد شديد بسبب الاستهجان الذي بدا في صوت المرأة .. رغم وجودها بطرف و بروس في طرف آخر …
قال بروس ببرود : هل هذا مهم ؟
_ المسألة أن هناك مكالمة هاتفية لها سيدي أظن أنكما لم تسمعا رنين الهاتف بسبب الموسيقى لما صعدت لغرفتها ولم أجدها اضطررت لإبلاغ المتصل أنها خرجت لتتمشى .
سألت هيلاري : من كان التكلم سيدة ستارلت ؟
_ إنه السيد روي هورلي آنسة هيلاري … طلب مني أن أقول لك أن الدعوة مازالت قائمة لهذه الليلة .
جمعت السيدة ستارلت الصينية وغادرت , فسأل بروس متجهماً : منذ متى تقبلين الدعوات من الأخوين هورلي ؟
_ أنا لا أقبلها .. ولا أدري ماذا يعني لا شك أنها مزحة سخيفة .
_لكنها واضحة لي .. من الواضح أن لديك موعداً معه الليلة .. يبدو أني أخرتك بكل أنانية عنه , أعتذر .
وقفت هيلاري : لكن هذا غير صحيح ! لست خارجة معه .. إنه لا يعجبني حتى .
_ بدا أنك على وفاق تام معه منذ أسابيع .. ومع ذلك تنكرين أية علاقة معه .. لماذا هيلاري ؟ هل السبب معرفتك أن هوود لن يوافق ؟
منذ لحظات كان معلمها الوحيد… لكنهما الآن بعيدين أميالاً أخرى … و ها قد عاد العداء القديم وعدم ثقة الواحد منهما بالآخر .
قالت غاضبة : لا بالتأكيد لن يوافق ولا أظنه يوافق على تصرفك معي قبل قليل … ولا أظنه يوافق على تصرفك معي قبل قليل .
رد ساخراً : إن هذا صحيح ! لقد جاءت السيدة ستارلت بالوقت المناسب هل من عادتك التصرف بهذا النحو ؟ إذا كان الأمر هكذا أنصحك أن تكوني أكثر حذراً خاصة مع هورلي والزمرة التي حوله .
رفعت ذقنها بتحد : شكراً للتحذير لكنه غير ضروري … لأنني قادرة على الاعتناء بنفسي .
ثم ارتدت تاركة الغرفة .
ظنت في البداية أن صوت الرعد هو الذي أيقظها .. فاستلقت في الظلام مسمرة تصغي إلى المطر وهو يقرع بشدة على نافذتها .. لقد انفجرت العاصفة ويبدوا أنها تمطر بَرداً .. كان نقر البرد على الزجاج كنقر الحصى .. وكأن شخصاً ما يرمي حفنة من الحصى الناعم .
دفعت عنها الأغطية وهبت من السرير فتحت النافذة تنظر إلى الخارج فشهقت بسبب اندفاع الهواء البارد الرطب البارد إليها … ومض البرق ..فظنت أنها رأت وجهاً بيضاوياً شاحباً يتطلع إليها بتوسل إليها .. وقبل انفجار الرعد سمعته يهمس هيلاري .
إنه صوت لورنا .. لكنها نظرت إلى فراشها في وقت سابق فرأتها فيه ..
ردت بصوت هامس : إني قادمة !
خرجت من غرفتها بدون خف أو روب ونزلت الدرج متوجهة إلى الباب الخارجي التي لاحظت أنه غير موصد بالرتاج .. حين فتحته رأت لورنا متكورة في الشرفة المسقوفة في الخارج وحولها معطف واق من المطر لكن كان وجهها مبللاً وقدماها حافتين موحلتين .
شهقت هيلاري : لورنا … ستصابين بالتهاب رئوي !
و أدخلت الفتاة المرتجفة إلى المنزل وهزتها …
_ أين كنت بحق الله ؟
نظرت إليها لورنا نظرة تثير الشفقة :
_ أوه هيلاري !
لا بأس عليك .. تعالي إلى فوق فوراً وتخلصي من هذه الملابس المبتلة … أين حذاؤك ؟
_ لقد رميته … خلعته لأستطيع الركض بشكل أسرع .. سمعت شخصاً يلحق بي فذعرت ورميته و .. كان حذائي الجديد العالي الكعب …و ..
قالت بلطف : لا بأس عليك حبي … لا بأس .. لا تتكلمي الآن فلنصعد لفوق وندفئك .
وفيما كانت تجر لورنا إلى فوق وجدت نفسها تتساءل ما الذي جعل لورنا تهرب حافية القدمين في العاصفة … أحست بيديها تتجمعان في قبضتين وهي تفكر في الأخوين هورلي .
حمدت الله لأن هوود ليس موجود بالمنزل فغرفته أقرب غرفة إليهما و لا شك أنه كان سيسمع الصوت .. فقد أجهشت لورنا بالبكاء بصوت عال .
وضعتها هيلاري في غرفتها ونزعت عنها ثيابها ثم وضعت عليها غلالة النوم و فتحت حنفية الماء الساخن في مغطس الحمام المشترك وعبأت زجاجة ماء حارة عندما حملتها إلى غرفتها أطلقت شهقة بسبب الشكل الذي لا يحرك ساكناً الملقى على فراش لورنا ..
قالت لورنا : استخدمت الوسائد الإضافية … عرفت أنك ستبحثين عني إن وجدت الفراش فارغاً .
أرجعت هيلاري الغطاء إلى الخلف ورمت الوسائد إلى الأرض : ذكية كم مرة لعبت هذه اللعبة القذرة ؟
_ إنها المرة الأولى … أعرف أنك لن تصدقيني … لكن …
_ ولماذا أصدقك ؟ لقد وعدتني ثم حنثت بوعدك .
وضعت زجاجة الماء الساخن في الفراش وأعادت الأغطية .
قالت لورنا بقلق : لم أقصد هذا .. كنت .. ضجرة .. عندما صعدت السيدة ستارلت لتقرع الباب عليك وقالت أن روي يتصل بك قررت الذهاب إلى هناك .. ولكنني لن أعيد هذا مرة أخرى .. ما جرى هناك فظيع لم تكن الزمرة العادية بل حضر أناس كبار .. لم يعجبوني .. قالوا أننا سنلعب بعض الألعاب .. وسألت أي نوع .. لأنهم بدوا لي كبار في السن فعلاًَ فضحكوا وقالوا أنها ألعاب لحفلة … وإنني سأستمتع بها .
وضعت يدها على فمها وأغمضت عينيها : حين أدركت ماذا كانوا سيفعلون .. وماذا يريدون أن أفعل .. ذعرت وهربت .. فلحق بي روي وأخذ يقول لي أشياء رهيبة . لقد إنني متزمتة سخيفة هادمة اللذات وأن علي أن أؤدي الغرامة لأنني لم أكن مدعوة .
صمتت وراحت تنظر إلى هيلاري وعيناها متسعتان .
لقد هربت .
أحست هيلاري بالغثيان لكنها ابتسمت بمرح وتشجيع وقالت بصوت هادئ : أحسنت صنعاً .. لقد انتهى الأمر الآن ولن تري أي منهما بعد الآن .
أدخلتها إلى المغطس الساخن حيث جعلتها تسترخي وبعد ذلك ساعدتها على تجفيف نفسها وكأنها طفلة صغيرة وألبستها بيجامتها .. بدت لورنا صغيرة بوجهها المتورد المتورد الممتلئ ذعراً .
قالت هيلاري : حاولي أن تستريحي حبيبتي يكاد الفجر يبزغ سأترك باب غرفتي مفتوحاً .. ناديني إذا احتجت لشيء .
أمسكت يد لورنا بيدي هيلاري بذعر : أريد شيئاً أريد حذائي … أرجوك هيلاري .. يجب أن تذهبي لتجلبي الحذاء .
_ سأجلبه ……… سأجلبه غداً .
_ لا الآن أرجوك اذهبي الآن إن تركته حتى الغد فقد يجده أحد سواك .. وقد يحمله إلينا فيعرف بروس الذي سيسارع لإخبار دادي .. أرجوك هيلاري .. أرجوك .. أحضريه لي .
أبعدت هيلاري نفسها بلطف .. لقد مرت العاصفة وانقطع المطر لكن التفكير في الذهاب إلى الخارج للبحث عن حذاء ضائع لم يرق لها البتة ..
قالت على مضض : حسن حبي … سأذهب الآن.
عادت إلى غرفتها وارتدت الفستان الذي كانت ترتديه في وقت سابق وانتعلت صندلاً له أربطة حول ساقيها .. بعد ذلك وجدت مشعلاً وارتدت معطف لورنا الواقي من المطر حول كتفيها قبل أن تنزل إلى الأسفل .
في هذه المرة وجدت الباب الجانبي مقفلاً والمزلاج عليه فعرفت أنها لم تقفله لأنها كانت مشغولة بلورنا فتحته بحذر ثم تركته مفتوحاً ستبحث بسرعة عن الحذاء وإن لم تجده ستبحث عنه بالصباح .
لكنها وجدت الحذاء دون صعوبة تذكر فعادت إلى المنزل بهدوء وأقفلت الباب مجدداً ووضعت المعطف و الحذاءين في غرفة الملابس في الأسفل وتوجهت إلى الدرج حتى أحست بيد تهبط على كتفها .. وصوت بروس يقول : أهلاً بعودتك .
كان غاضباً غضباً شديداً ولكنها رأت مع الغضب عاملاً آخر لم تستطع أن تحلله بسهولة أقلقها هذا فحاولت التراجع .. لكن قبضته اشتدت عليها حتى تأوهت ألماً .
كان يرتدي روب حمام وشعره مبلل و كأنه كان يستحم .
قال ببطء : تعجبت حين وجدت الباب الجانبي مفتوحاً غير مقفل بالمزلاج لكنني ظننت أن السيدة ستارلت نسيت إقفاله .. كان علي أن أعرف بعد تلك المخابرة .. هل استمتعت بالحفلة .. هيلاري ؟ تقول الإشاعات إنها حفلات صاخبة … لكن على أي حال لم أعتقد أنك حتى أنت


الساعة الآن 01:35 PM

Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.