آخر 10 مشاركات
جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          594- فراشة الليل -روايات عبير دار ميوزيك (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          ☆باحثاً عن ظلي الذي اختفى في الظلام☆ *مميزة و مكتملة* (الكاتـب : Ceil - )           »          أجمل الأسرار (8) للكاتبة: Melanie Milburne..*كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          شعر ثائر جزائري (6) *** لص ذكي سارق عجيب *** (الكاتـب : حكواتي - )           »          تناقضاتُ عشقكَ * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : ملاك علي - )           »          219 - صديقان ...وشيئا ما - جيسيكا ستيل (الكاتـب : Fairey Angel - )           »          رواية صدفة للكاتبة : bella snow *مميزة و مكتملة * (الكاتـب : bella snow - )           »          خادمة القصر 2 (الكاتـب : اسماعيل موسى - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-12-09, 11:54 PM   #1

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
Rewity Smile 2 517 ـ زواج متسرع .. ليز فيلدينغ ق.ع.د.ن(كتابة / كاملة **)






"زواج متسرع"

للكاتبة ليز فيلدنغ

العنوان الأصلي للرواية

instant fire

الرواية دى شوفتها فى منتدى كتبتها بنوته اسمها جوجو
مشوفتهاش قبل كده لو عجبتكم يابنات انزلها

ملخص الرواية:

قالت "ولكن الناس لا يتزوجون بدافع الإعجاب!"
أجابها: حقا؟ وماذا غير ذلك يدفعهم إلى الزواج؟
ابتسم وتابع قائلا: إنني أريدك يا جو وعندما رأيتك مع بيتر لويد هذا النهار شعرت بمدى إنجذابي نحوك.
قالت معترضة: هذه سخافة.
قال بلطف: أقنعيني إذن.



رابط الرواية

محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى and SAMAR-YANA like this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 14-06-16 الساعة 05:28 PM
monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 01:53 AM   #2

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

تصاعد رنين جرس الباب ملحا. تململت جوانا في سريرها متذمرة فقد كانت صممت على أن تمضي صبيحة هذا اليوم السبت متكاسلة في فراشها حيث أنها كانت أول عطلة تأخذها منذ أسابيع وما لبثت أن تناولت رداءها المنزلي كي تضعه على جسمها وهي تصرخ قائلة: ها أنا قادمة!
ابتسم ساعي البريد عندما فتحت الباب وهو يقول: أنا آسف لإزعاجك آنسة غرانت ولكن هناك رسالة مستعجلة تحتاج إلى إمضائك.
أخذت جو منه الرسالة بعد أن وقعت بإمضائها, ابتسم الساعي مرة أخرى وهو يقول: شكرا يمكنك الآن أن تعودي إلى فراشك. نظرت إلى مبتعدا ثم عادت تنظر إلى المغلف السميك في يدها لابد أن ثمة شيئا هاما في داخله, وفتحته لتخرج منه ورقة واحدة قرأتها بسرعة ثم قطبت حاجبيها, كانت الرسالة من مكتب شركة محامين يقدم عرضا مغريا لشراء العدد الكبير من الأسهم التي ورثتها عن أبيها.
أعادت قراءة الرسالة للمرة الثانية لم يكن ثمة اسم الشاري وإنما "وصلنا عرض من شخص بأن .." وهذا كل شيء هزت جو كتفيها ثم ألقت بالرسالة بعيدا لكي ترد عليها فيما بعد. إن شخصية الشاري لا تهمها لأن أسهمها من شركة ريدموند للبناء ليست للبيع.

"أنت يا فتى!"
ألقت جو نظرة ساخطة من فوق السقالة. إنه أحمق آخر قصير النظر يظنها فتى لأنها تقف إلى ناحية البناء. ولكنها مع هذا أخذت تتفحص باهتمام ذلك الرجل الذي كان واقفا في الساحة وبالرغم من بعد المسافة فقد استطاعت أن ترى أنه طويل القامة يرتدي بذلة من التوبيد جميلة التفصيل. كان يبدو على وجه العموم أنيقا لا تشوبه شائبة.

رفع يده يقي عينيه من أشعة الشمس وهو يصرخ مجيبا : أريد السيد جو غرانت هل هو عندك هناك؟.
ردت عليه قائلة: ها أنا نازلة إليك.
وهبطت الدرجات مسرعة لتستدير إلى حيث واجهت الرجل الغريب ذاك وكانت على صواب بالنسبة إلى طوله, إذ وجدته يفوقها طولا بحيث أنها وهي التي يقارب طولها المئة والسبعين سنتيمترا وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إلى وجه لوحته الشمس لرجل تستدعي شخصيته الاهتمام, ذي عينين زرقاوين تتألقان بالحيوية وتتناقضان مع شعر أسود مجعد لم يكن يبدو عليه القابلية للخضوع لأية قصة أو تسريحة مهما بلغت مهارة الحلاق. وأخذت عيناه الزرقاوان تحدقان فيها بحيرة وكأنه شعر أن ثمة خطأ في مفهومه نحوها, لا يدري ما هو بالضبط.
اهتز اعتدادها وثقتها بنفسها وأخيرا جاء صوتها الذي كان حادا لدرجة صعقت لها وهي تقول: حسنا؟
بدت على جبينه تقطيبة بسيطة وقال برقة نفذت إلى أعماق نفسها: اسمي تاكيراي وأريد أن أرى جو غرانت, لقد أخبرتني فتاة في المكتب أنه يعمل هنا.
وضعت جو يديها في جيبي سروالها بحركة صبيانية دون وعي منها ثم مشت مبتعدة عنه وهي تناديه من فوق كتفها قائلة : يمكن أن تتفضل إلى هذا المكتب يا سيد تاكيراي.
أجاب متباطئا في اللحاق بها: لقد سبق وذهبت إلى ذلك المكتب ولكنه لم يكن هناك. قالت جو وهي تفتح باب المكتب ثم تنتظره: لا بأس سيكون هنا.
ثم دخلت المكتب بينما هز كتفيه وتبعها. خلعت قبعتها الخشنة وقد داخلها سرور الظفر وهي تسمع هتاف الدهشة من ذلك الرجل لدى رؤيته لشعرها الكث الكستنائي الفاتح وهو يتناثر حول وجهها ثم استدارت تواجهه قائلة: إنني جو غرانت يا سيد تاكيراي والآن ما الذي تريده بالضبط؟
بدت في عينيه ابتسامة وهو يعترف بغلطته قائلا: ثمة أمور كثيرة في فكري, ربما تتقبلين اعتذاري المتواضع؟
أجابت: ربما. ولكنها كانت تشعر بإظهار التهذيب الهادئ.
سألها: هل يحدث عادة مثل هذا الخطأ؟
أجابت: كثيرا جدا ليس ثمة سبب لتظن في نفسك الغباء!
قال: أوه إنني لا أشعر بذلك حتى أجمل امرأة قد تبدو كالرجل إن هي ارتدت مثل هذه القبعة والجاكيت.
لم يفتها تهكمه المبطن وهو يلمح إلى أنها ما دامت غير جميلة جدا فمن المنطقي أن يخطئ هو بهذا الشكل.
قالت له: ربما من الأفضل أن تدخل في الموضوع يا سيد تاكيراي.
سألها: أي موضوع يا آنسة غرانت؟
أجابت: لقد كنت تبحث عني وها أنك وجدتني الآن.
تلاشت الابتسامة عن وجهه واتخذت ملامحه سمت الجد وهو يقول: آه تعنين ذلك الموضوع حسنا الموضوع يا آنسة جو غرانت أنني جئت لأدعو صاحب هذا الاسم إلى الغداء ما قولك؟" قطبت جو جبينها بدهشة وهي تقول: الغداء؟" ولماذا تريد دعوتي إلى الغداء؟
نظر إلها وقد ازداد التصميم في عينيه وسألها: وهل تدهشك مثل هذه الدعوة؟" كان ثمة هالة من الجاذبية تحيط به وأدركت هي بشيء من الإثارة أنه يعبث معها.
أجابت: إنك تدهشني طبعا لأنك لا تعرفني.
قال: هذا صحيح وإنني أعترف أن جو غرانت الذي أبحث عنه هو رجل ملتح ضخم الجسم في الخمسين من عمره ولكنني سعيد جدا بأن تكوني ممثلة له.
فجأة جلست جو وهي تقول: إنني لست ممثلة له, بل أنا أقرب الناس إليه ذلك أن أبي قد توفي.
بانت في صوته صدمة وهو يقول: هل توفي جو؟ ولكنه لم يكن كبير السن!
وبدا عليه الأسى بشكل واضح وهو ينظر من النافذة لبرهة ثم ما لبث أن نظر إليها وكأنه رآها لتوه ثم سألها: هل أنت ابنة جو؟ صاحبة تلك الصورة الموضوعة على مكتبه؟ ولكنك كنت تضعين نظارة طبية؟!
تذكرت جو تلك الصورة المفزعة التي يحيط بها إطار قديم والتي كانت مدفونة تقريبا في الفوضى التي كان غارقا فيها مكتب أبيها. وقالت: نعم لقد كنت أضع نظارة مسكين أبي لقد كنت عادة أتجنب أن تؤخذ لي أي صورة فوتوغرافية ولكن لم يكن ثمة مهرب من أن تؤخذ لي صورة في المدرسة واضطرت أمي إلى شرائها , لم تضعها بقرب صورة شقيقتي.
قال: أحقا؟ ولماذا كان ذلك؟
هزت كتفيها قائلة: إن لشقيقتي هيثر شعرا أجعدا وأسنانا منتظمة وجميلة وعيني سليمتي النظر ولكن أبي أشفق علي ووضع صورتي على مكتبه.
نظر إليها بعيني تنطقان بالثقة بالنفس ثم سألها: أنا متأكد من أنك تسلمين هذه الأيام لأختك صلاحية استخدام أموالها آنسة غرانت؟
ابتسمت بهدوء وهي تقول: أخشى ألا يكون الأمر كذلك يا سيد تاكيراي ذلك أن هيثر ما زالت تمثل الجمال في الأسرة بينما علي أنا أن أتعامل مع العقل.
قال: مسكينة أنت !
تصلب جسدها وهي تقول على الفور: إنني لا أريد شفقة من أحد سيد تاكيراي. وما لبثت أن تضجر وجهها غضبا إذ انتبهت إلى تسرعها الغبي وهي ترى الضحك في عينيه . إن هذا الرجل لن يتدخل في حياتها محطما الحواجز التي تقيمها حولها كثمن لقبولها في عالم الرجال.
قال: إنك في حاجة إلى تقوية تقديرك لنفسك وأرجو أن لا يسيئك قولي هذا. ولكنني أوافق معك أنك لست في حاجة إلى شفقة مني أو من غيري." وقبل أن تجيبه كان هو قد غير الموضوع قائلا: لقد قال جو عند ذاك أنك ستتابعين عمله وقد ظننته في ذلك الحين يمزح.
قالت: هذا صحيح يا سيد تاكيراي وعندما أدرك غلطته كان الأوان قد فات لكي يفعل أي شيء بذلك الشأن.
سألها: وهل حاول ذلك؟
أجابت وهي تتذكر الزهو الذي ساد ملامح أبيها يوم تخرجت من الجامعة: لم يحاول بشكل كاف." بان عليه التفكير وهو يقول: فهمت."
كانت تظن أنه بعد أن اكتشف أن مهمته فاشلة لابد سيستأذن خارجا. ولكنه بدلا من ذلك قال: إنني شديد الأسف لما سمعته عن موت جويا آنسة غرانت ما الذي حدث؟" وكان يبدو على وجهه الاهتمام البالغ مما جدد آلامها وبعث غصة في حلقها وأخذت تحدق في البرنامج الموضوع على مكتبها إلى أن استطاعت أن تتمالك دموعها فلا تنهمر.
عادت جو من ذكرياتها لتنظر إله قائلة: لقد كان في سيارته عندما أصابته ذبحة قلبية قبل ثلاث سنوات.."
قال: إنني آسف. إنني لم أعلم بذلك إذ كنت في الخارج أعمل في كندا وعندما ابتدأت أجدد العهد بمعارفي القدماء اتصلت هاتفيا بمكتب ريدموند سائلا عن أبيك فأجابوني ..." قاطعته قائلة: لا بأس إنها غلطة بسيطة وهي تحدث دوما لقد تعودت على ذلك. " ومدت يدها إليه مصافحة بابتسامة شابها أسى خفيف: جوانا غرانت"
كانت قبضته قوية, قبضة رجل جدير بالثقة , قدم نفسه قائلا: كلايتون تاكيراي"
قالت: حسنا إني آسفة إذ جاءت رحلتك إلينا خائبة يا سيد تاكيراي.
قال وقد بان العزم في عينيه: إنها لم تكن خائبة" نظر في عينيها فأسرعت تشيح بناظريها عنه بعيدا وهي تقول: ليس في إمكاني أن أكون بديلا كاملا من أبي"
قال: لقد كنت أحب أباك وأعجب به يا جوانا ولكنني أظن أن الغداء معك سيكون ممتعا خصوصا إن استغنيت عن حمالات السروال!"
قالت معترضة: ليس عليك أن تدعوني فلا تكن أحمق , لا ينبغي علي ..." سألها: لم لا؟
أجابت: لأن .." وسكتت لم يكن هناك أي سبب في الحقيقة عدا عن أنها تبالغ في سبيل الاحتفاظ بسكينتها النفسية.
ابتسم وكأن في استطاعته أن ينهي المعركة التي تدور في أعماقها وقال: أرغمي نفسك على ذلك يا جوانا.
قالت: إنني أشكرك" وهكذا وجدت نفسها تقبل الدعوة دون أن تفهم تماما السبب في ذلك غير مدركة أنه رجل لا يقبل كلمة لا جوابا.
قال: إن هذا من دواعي سروري وقد حجزت مائدة في مطعم جورج في طريقي إلى هنا. فقد كنت مصمما على دعوة أبيك.
قالت مازحة وهي تميل برأسها جانبا: حقا؟ من الأفضل إذا أن أغير حذا العمل هذا ولكن ليس عليك أن تكلف نفسك يا سيد تاكيراي فما أنا إلا مهندسة هنا وعادة أتناول سندويشا وقت الغداء." أشرق وجهه ضاحكا للتغضن زوايا عينيه وفمه وهو يقول: إنني لست باحثا عن عمل يا جوانا كما أن أصدقائي يدعونني كلاي. سأنتظرك في السيارة بينما تقومين بإصلاح شأنك كما تريدين." خلعت حذاء العمل من قدميها لتضع بدلا منه حذاء ذا كعب عال. ومررت على سروالها الرمادي الفرشاة وهي تتمنى لو أن لديها تنورة في المكتب لترتديها بدلا منه. لقد فضلت عند شراء تنورتها الصوفية الناعمة العاجية اللون أن تضمن فيها الراحة أكثر من الزي الذي ترتديه. ولكن كنزتها كانت جميلة على الأقل. يمتزج فيها اللونان الوردي والأبيض والتي كانت هدية من أختها الكبرى هيثر التي كانت تدير متجرا للأزياء والتي كانت تحرص على إضافة لمسات أنثوية إلى خزانة أختها جو التي لم تكن تحوي سوى ثياب العمل الخشنة. وأزاحت جانبا التقويم السنوي الذي يغطي المرآة التي كانت قد تخلت عنها في عالم الرجال هذا الذي تعيش فيه ثم ألقت على نفسها نظرة معترضة. قالت تحدث نفسها بحزم وهي تهز كتفيها: لا تخدعي نفسك يا جو فهو لم يدعك للغداء إلا لأنه يعرف أباك فلا تدعي الأفكار الحمقاء تراودك" ومطت شفتيها ساخرة من نفسها ولكن لابد أن هيثر كانت ستشعر بالسرور وهي ترى أختها تطيل وقوفها أمام المرآة تصلح من شعرها وزينتها.




monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 01:56 AM   #3

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



فتح لها كلاي باب السيارة حيث اطمأن إلى راحتها قبل أن يتخذ مقعد القيادة ولاحظت هي الأعين التي تراقبها باهتمام من مختلف الأنحاء وعرفت أنها ستكون عرضة للألسن لأيام عديدة بعد ذلك من قبل زملائها الرجال الذين يعملون معها على السقالات إذ يمدون أيديهم لمساعدتها بأدب مبالغ فيه.
قال: الأمر نفسه كان سيحدث من قبل زملاء العمل لو كنت أنت رجلا اصطحبتك فتاة وربما أسوأ"
ضحكت هي قائلة: هل تحصل معيشتك من وراء قراءة الأفكار؟!" أجاب: كلا ولكنني كنت مهندس بناء أيضا"
قالت وهي ترمقه بنظرة جانبية من تحت أهدابها الكثيفة: أحقا؟ هذا صحيح" فقد كانت تعمل مع أبيها في البناء أثناء عطل الصيف الطويلة من الجامعة وكانت تعرف طريقته في العمل فقد كان يستغل أقل خطأ ليجعل من مقترفه موضع سخرية وهزء. وكانت تكره هذا الأسلوب ولكن هذا خشن من شخصيتها . هدرت سيارة الأوستن بخفة وهو يتوجه بها نحو الشارع الرئيسي, قالت جو: إنها سيارة جميلة" أجاب: نعم كانت لأبي, إنه لم يستعملها كثيرا مؤخرا ولكنه لم يقبل أن يبيعني إياها إلا بعد أن تأكد من أن عمري كاف لأجعله يثق بي" سألته: وكم عمرك؟ أجاب: ثلاثة وثلاثون. ما رأيك؟ لقد أراد العجوز أن ينتظر عاما آخر ذلك أنه لم يمتلك سيارته الأوستن الأولى إلا في الخامسة والثلاثين ولكنني أرغمته على تسليمي إياها بعد أن هددته بشراء سيارة بي. إم. دبليو."
دخل في هذه الأثناء موقف سيارات مطعم جورج. حدق فيها كلاي لحظة ثم قال "معك حق طبعا, فهذا مجرد غداء فقط ولكنني سأعطيك فكرة عن موضوع العشاء"
قبل أن تستطيع استجماع أفكارها كان قد فتح باب السيارة لها ولم ينطقا بكلمة وهو يقودها إلى داخل المطعم وبنظرة من كلاي إلى النادل سارع هذا يقودهما إلى مائدة بجانب نافذة تطل على النهر.
بقيت تحدق من النافذة إلى ذلك المنظر أو أي شيء يجعلها تتجنب النظر في ذلك الوجه المقابل لها . لقد أمضت حياتها العملية مع الرجال وكان من النادر أن يعوزها الأمر إلى كلمة واحدة معهم ولكنها لا تجد الآن شيئا لتقوله. لكن مشكلة كهذه لم تكن تضايق كلاي الذي قال: دعيني أحاول أن أقرأ أفكارك مرة أخرى" واتسعت عينا جو الرماديتان . لم تكن الأفكار التي تعتمل في ذهنها من النوع الذي تحب أن يقرأه.
سألها ببشاة: البط؟
قالت في محاولة لتلطيف الجو: هل هذا يعود إلى التدريب أم إلى قوة الملاحظة؟"
أجاب مشيرا إلى الطيور في النهر: قوة الملاحظة. بدا لي إعجابك بها فتساءلت عما إذا كنت تودين واحدا منها لغدائك"
وناولها قائمة الطعام متابعا قوله: أو ربما تريدين إلقاء نظرة على أنواع الطعام هنا" عندما عاد النادل إليهما كانت قد اختارت ما تريد بهدوء. سألها: أتريدين أن تشربي شيئا؟" عصير الأناناس من فضلك" وأدلى كلاي بطلبه إلى النادل طالبا مياها معدنية لنفسه.
سألته: لقد قلت إنك قادم لتوك من كندا؟ ماذا كنت تعمل هناك؟" كانت تحاول أن تجعل جو الحديث طبيعيا.
أجاب: كنت أعمل. لقد كانت أمي كندية – فرنسية وعندما توفيت أدركت أنني لا أعرف عنها وعن وطنها سوى القليل فأردت أن أتعرف إلى كل ذلك.
عادت تسأله: هل أنت في عطلة الآن؟" تردد برهة قبل أن يقول: لبس تماما, ولكنني أبحث عن أصدقائي القدامى وعندما قالت موظفة الاستقبال في شركة ريدموند أن جو كان يعمل هنا كان من السهل علي أن أجرب حظي في أن أجده حيث يقوم البناء نظرا لقربه من منزله. لقد اشتريت كوخا على ضفاف النهر في ناحية كاملي عندما كنت هناك في عطلة الأعياد."
حسنا هذا شأنه هو فما الذي دعاها لأن تثرثر فرحة كالأطفال قائلة: إنني أعشق تلك الناحية كاملي, فهي ما زالت تمثل جمال الطبيعة الفطري الذي لم يلحقه التشويه."
قال دون أن يلحظ ما أصابها من إثارة: نعم ولهذا السبب اشتريته وقد تبدو هذه حماقة إذ أن مكتبي في لندن وكان يناسبني أكثر لو اشتريت شقة هناك ولكنني لم أستطع مقاومة جمال ذلك الكوخ , إنه قديم وفي حاجة إلى اصلاحات كثيرة ولكنني أظن ذلك جزء من روعته , لقد انتهى ترميمه الآن وهو صالح للسكن ولكنني ما زلت مخيما بجانبه حاليا."
سألته: إذا فأنت لن تعود إلى كندا؟" أجاب: ليس في المستقبل المنظور على الأقل" لحظها بنظرة ثاقبة وهو يسألها هازئا: هل سرك هذا؟" أنقذها مجيء النادل بالطعام من الارتباك في الجواب ونظرت إلى سمك السلمون الذي وضعه أمامها وقد شعرت بالاشمئزاز من لونه الوردي نفس اللون الذي كان يصبغ جبينها.
قال وهو يقدم الطبق: سلمون؟ إنني مسرور جدا به"" نظرت إليه لتكتشف أنه لم يكن يسخر منها كما ظنت وأن ابتسامته كانت للطعام.
ازدردت ريقها وهي تتناول منه الطبق سائلة: هل عملت مع أبي مدة طويلة؟" أجاب: كان أول مدير مشاريع أعمل معه, التحقت بشركة ريدموند عقب تخرجي من الجامعة ووضعت تحت إمرته في العمل وكنت بذلك محظوظا جدا لا بد أنك تفتقدينه كثيرا." قالت: نعم إنني أفتقده لقد كنت أريده لكي.." وسكتت إذ كان ما تعنيه شأنا خاصا لا تحب أن تشارك فيه أحد أو تتحدث فيه علنا. أحس بأنه دخل خطأ , منطقة خطرة من مشاعرها فغير الموضوع حيث أخذ يصف حياته في كندا والبلاد نفسها حتى بدأت أخيرا تسترخي في مكانها.
عندما قدمت القهوة اتكأ في مجلسه إلى الخلف وأخذ ينظر إليها جادا وهو يسألها: ما هي خطتك المهنية للمستقبل؟ يا جوانا؟ إنك طبعا لن تبقي في البناء" أجابت بزهو: إنني أول امرأة استخدمتها شركة ريدموند كمهندسة بناء وقد قررت أن أكون أول امرأة يستخدمونها مديرة للمشاريع"
إذا كان قد شعر بالدهشة لجوابها هذا فإنه استطاع إخفاءها ولكن سؤاله التالي أوضح تفهما منه لما يمكن أن ينطوي تحت هذا القرار من مشكلات إذ قال: أتظنين أن هذا العمل يترك مكانا لحياة خاصة بك؟" أقرت قائلة: ليس كثيرا" عاد يسألها: ولكن ماذا بالنسبة إلى الزواج وإنشاء أسرة؟" أجابت: إن الرجال يستطيعون القيام بالأمرين في الوقت ذاته" لم تكن غريبة مثل هذه المناقشات فقد اعتادت شقيقتها الكبرى دوما أن تحاول إقناعها بأن تتخذ مهنة تقليدية حتى أنها عرضت مرة أن تسجل هذه المناقشات على آلة تسجيل كي تستمع إليها ولو مرة واحدة يوميا وذلك تجنبا لها للمضايقة, ولكن عبثا فمنذ وقت طويل توقفت هيثر عن محاولة تغيير أطباع شقيقتها وتكتفي حاليا بأن تثابر على تقديم الثياب الجميلة لها من متجرها لكي تحسن من مظهرها.
أجاب كلاي: هذا صحيح ولكن الرجال لا يحبلون وصعود السلالم ونزولها طيلة النهار بالنسبة إلى امرأة حامل يسبب مشكلات لها ألا تظنين هذا؟" لكن لما كانت جو غير مصممة على الزواج في المستقبل المنظور فقد تجاهلت السؤال وألقت نظرة إلى ساعتها قائلة: يجب أن أعود فقد تأخرت" نظر إليها كلاي لحظة مفكرا ولكنه لم يتابع الموضوع بل بالعكس, أشار إلى النادل طالبا قائمة الحساب ثم سألها: وبالنسبة إلى العشاء أين سأوافيك بالسيارة؟" حملتها دهشتها لرغبته في أن يراها مرة أخرى على أن تطلق ضحكة حائرة وهي تقول: ليس ثمة حاجة لذلك يا كلاي لقد كان لطفا منك أن تدعوني مرة إلى الغداء." مال إلى الأمام قائلا:إنني لم أحضرك إلى هنا لأكون لطيفا إنني أرغب في رفقتك يا جو غرانت لقد كنت أنت من اشترط ذلك في البداية طبعا, ربما غيرت رأيك"
" لكنني لم ..." وأحجمت جوانا عن إنكارها وهي تقف, لقد كان حوارا سخيفا ولم يكن في نيتها الاستمرار فيه , ونهض كلاي بدوره بينما ابتسمت هي قائلة وهي تمد يدها إليه برزانة قائلة: لا أريد أن أستعجلك وأشكرك على هذا الغداء. لن أزعجك في توصيلي إذ يمكنني أن أستقل سيارة أجرة إلى عملي." هز يدها صامتا بينما اجتازت هي قاعة الطعام قاصدة مكتب الاستقبال لتستعمل الهاتف, وأخذت تفتش في حقيبتها بضيق , وكان هو مستندا إلى الجدار يراقبها فقال: أيمكنني أن أقدم إليك بعض القطع النقدية الصغيرة؟" قالت ببرود: كلا شكرا" ولكن لما لم تجد شيئا منها في حقيبتها غيرت رأيها فقالت بحدة: نعم" قال برقة وهو يقدم حفنة من قطع النقد الفضية : لن تصل أية سيارة قبل عشر دقائق لماذا تعارضين أن أوصلك بسيارتي؟" رفضت أن تبادله نظراته وهي تختار قطعة العشرة بنسات ثم طلبت بغضب رقم مركز التاكسي في الهاتف. كان الهاتف يرن في أذنها "مركز التاكسي أية خدمة؟" قالت جو متجاهلة الرجل الواقف إلى جانبها: أريد سيارة إلى مطعم جورج بأسرع وقت ممكن" قالت الفتاة: إننا مشغولون قليلا الآن ولا يمكننا تأمين ذلك قبل عشرين دقيقة"
هتفت هي: عشرون دقيقة !
تناول كلاي السماعة من يدها وقال " لا ضرورة لذلك شكرا"
ثم وضع السماعة قائلا لها: لا يمكنني أن أجعلك تتأخرين عن العمل خاصة بالنسبة إلى وقتك في مواعيدك. وأعدك بأن تكوني آمنة معي فلا تخافي"
قبل أن تقول شيئا كان قد فتح الباب مسرعا بها نحو السيارة , جلست جو على المقعد الجلدي وهي تشعر بصعوبة في تنفسها, كانت دوما متمالكة الأعصاب في العمل ماعدا أثناء زيارة مدير المشاريع. ولكنها لا تدري لماذا فقدت سيطرتها على أعصابها عندما دخل كلاي تاكيراي مكتبها. إن كلمة "آمنة" غير صحيحة أبدا صحيحة أبدا ذلك أنه كان رجلا مزعجا لدرجة خطيرة.
لم يدر بينهما أي حديث وهما يخترقان الطريق الريفي شعرت جو بالارتياح أخيرا وهي ترى أعمال البناء تلوح لها من بعيد ودخل كلاي إلى الساحة ثم توقف.
كان كلاي يهز رأسه وهو يميل ليفتح لها باب السيارة وبقيت هي لحظة دون حراك وقد ساورها الارتباك تماما وقال: حسنا هل ستبقين جالسة هنا طيلة بعد الظهر؟ كنت أظنك في عجلة من أمرك"
أجابت وهي تحاول جمع شتات نفسها: نعم أشكرك مرة أخرى على الغداء"
ترجلت من السيارة ثم أسرعت باتجاه مكتبها رافضة أن تستلم للدافع الذي كان يغريها بالنظر إلى الخلف.
لم يتصل هاتفيا بها إلا يوم الخميس وكان قد مضى أسبوع بكامله . عندما سمعت صوته الخفيض يقول" جوانا"
قالت بمثل لهجته" كلاي"
قال لها: كيف حالك يا جوانا؟ " وأمكنها أن تتصور اللحظة الفكهة في عينيه تلك.
أجابت هي " إنني بخير شكرا , وأنت؟ هل تستمتع بإجازتك؟"
أجاب: ليس كثيرا فقد كنت في ميدلاند طيلة الأسبوع في عمل ولكن يمكنك أن تنسيني مشقة كل ذلك , إنني أدعوك إلى العشاء الليلة"
قالت متجنبة الرد" لماذا أنا؟" لم تكن تريد أن تظهر شوقها البالغ لهذه الدعوة.
ضحك قائلا" هل ستأتين؟"
دار صراع في نفسها بين عقلها ورغبتها للتغلب الرغبة أخيرا بقولها" بكل سرور"

نهـــاية الفصل الأول



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 06:22 AM   #4

RoseDew2011

نجم روايتي وعضوة فى فريق المكتبات.

alkap ~
 
الصورة الرمزية RoseDew2011

? العضوٌ??? » 45339
?  التسِجيلٌ » Sep 2008
? مشَارَ?اتْي » 6,928
?  مُ?إني » السعودية
? الًجنِس »
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » RoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond reputeRoseDew2011 has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   ice-lemon
¬» قناتك carton
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

شكرا كتير حبيبتي كل شيء منك حلو

RoseDew2011 غير متواجد حالياً  
التوقيع

اللهم عليك بالطاغية قاتل أطفال الحوله وكل من يسانده .. اللهم عليك به وباتباعه بكل مكان اللهم ارنا فيه وبزمرته وعصابته عجائب قدرتك .







رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 04:14 PM   #5

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندس مشاهدة المشاركة
شكرا كتير حبيبتي كل شيء منك حلو
شكرااااااااااا سندس منورانى ياقمر


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 04:45 PM   #6

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الثاني


كان الوقت متأخرا عندما أوقفت جو سيارتها وراء المنزل القديم قرب سوق المدينة وود هيرست, دخلت إلى الشقة الواقعة في الطابق الأول والتي استأجرتها أثناء مدة العمل ثم ألقن بمشترياتها على مائدة المطبخ.
لم تضيع وقتا طويلا في الحمام ثم جففت بسرعة شعرها الكثيف الأشقر الغامق ذا التموجات الفاتحة لكثرة بقائها خارج المنزل. لقد سبق وتساءلت فيما مضى كيف تبدو إن جعدت شعرها مثلما تفعل شقيقتها ولكن ما لبثت أن اقتنعت أن هذه الأشياء ليست لها فقد كان أنفها بارزا قليلا وفمها أكبر مما ينبغي وقد أخبرها الحلاق بلطف وكانت في الرابعة عشرة من عمرها حين جاءت إليه ليصلح النتيجة الفظيعة لمحاولة أختها هيثر أن تجعد لها شعرها في المنزل.بأن تجعيد الشعر هو فقط لتلك الفتيات اللاتي ليس في ملامحهن صفات مميزة ولكنها لم تصدقه عند ذاك. ولكنها الآن تطلب طرازا لشعرها هو أكثر من مجرد قصة كل ثلاثة أسابيع لتحتفظ بمظهره الحسن.
عندما رضيت عن مظهر شعرها أمضت وقتا أطول من المعتاد في صبغ أظافرها بلون وردي فاتح, ذلك أنها قررت أن تكون هذه الليلة جوانا غرانت! أما جو مهندسة البناء فيمكنها أن تتوارى هذه الليلة.
كانت ملابس المساء عندها قليلة ولكنها لم تتردد طويلا فارتدت تنورة واسعة من الجورجيت ذات لون رمادي فاتح فوقها بلوزة بكمين طويلين وألوان رمادية ووردية مع لمسات فضية. ووضعت في أذنيها قرطين ورديين بأسلاك فضية ثم تأملت نفسها راضية عن مظهرها. وفكرت بشيء من التسلية ربما تصادف بعض زملائها هذه الليلة وسيكون من الصعب عليهم تمييزها بهذا المظهر الجديد عليهم.
انتعلت حذاء رماديا منخفض الكعب وكانت تدور حول نفسها أمام المرآة عندما تصاعد رنين جرس الباب. وقفت لحظة وقد شعرت بالضعف وعدم الثقة بنفسها ثم خوفا من أن يسأم من الانتظار أسرعت تفتح الباب.
كان كلاي بقامته الفارعة ومظهره البالغ الأناقة في سترته السوداء متكئا إلى حاجز السلم ينظر إلى مقدمة حذائه, وارتفعت عيناه عندا فتح الباب وابتسم, محدقا في تلك الفتاة الواقفة عند الباب.
سألته جو أخيرا تخترق الصمت: هل هذه الأزهار لأجلي؟" انحدرت أنظاره إلى أزهار وردية وكأنه لا يستطيع التذكر من أين أتى بها, ثم عاد ينظر إليها وقال: أظن أنها لأجلك" قالت: أدخل سأضعها في الماء, أتريد أن تشرب شيئا؟"
تبعها إلى المطبخ وهو يقول: كلا شكرا " وأخذ يراقبها وهي تضع الأزهار في وعاء عميق مملوء بالماء. استدارت إليه تقول: ما أجملها من أزهار! شكرا يا كلاي."
تقدم نحوها خطوة وهو يقول: هذه أنت الآن يا جوانا ولن يخطئ أحد أبدا فيظنك فتى هذه الليلة" ثم ابتعد عنها قائلا: حسنا , فلنخرج"
"إلى أين نحن ذاهبان؟"
"إلى مكان صغير أعرفه قرب النهر" كان وصفه هذا يقلل من شأن ذلك المطعم الجميل المطل على النهر وأخبرته برأيها هذا عندما جلسا هناك . قال وقد بدا عليه الذهول: ظننت أنه ربما يعجبك الحضور إلى هنا"
قالت: إنه رائع الجمال"
استدار ينظر إليها قائلا: نعم إنه كذلك"
جاءهما صوت النادل يقول " هل تتفضلان بالحضور إلى مائدتكما يا سيدي؟"
أعاد هذا الصوت كلاي إلى واقعه فاجتاز وجوانا قاعة المطعم جاعلين رؤوسا عديدة تستدير لتنظر إليهما. كانت جوانا في العادة تضطر إلى إخفاء طولها حين تسير مع رجل ما فهي لا تنتعل مطلقا كعبا عاليا, وكان عليها على الأقل أن تتراخى في وقفتها, حسب قول أبيها. والآن وهي بجانب قوام كلاي القوي حيث قمة رأسها تصل إلى أذنه كانت تمد قامتها بحرية شاعرة بالسرور لإدراكها أنها محسودة من نصف الحاضرات إن لم يكن أكثر.
فيما بعد لم تستطع أن تتذكر حتى نوع الطعام الذي تناولته ولا الحديث الذي تبادلاه , كل ما تذكره هو حديثه عن شيء يتعلق بدائرة استشارية بدأها في كندا وخطته لتوسيعها إلى بريطانيا ثم وجه كلاي في ضوء الشموع تحديق عينيه بعينيها ثم كلماته وهو يقول: فلنذهب"
جلست في مقعدها في السيارة متكورة إلى جانبه وكأنها تعرفه منذ سنين ولم تفكر في المكان الذي كانا ذاهبان إليه ولم تهتم ما دام هو معها. وتوقفت السيارة ورفعت رأسها متسائلة: أين نحن؟"
"أنت في منزلك يا سيدتي الجميلة, أين تتوقعين أن تكوني إذن؟"
أخفى الظلام احمرار وجهها ثم دعته أن يساعدها في الترجل من السيارة :"سأوصلك إلى الباب"
في أعلى السلم استدارت إليه تسأله:"أتريد فنجانا من القهوة؟"
قال: أظن يكفيني الإزعاج الذي سألاقيه أثناء النوم يا جو"
"يجب أن أذهب"
قال: لا تجعلي الأمر صعبا علي" رفعت ناظريها إليه لكنه بدا شارد الذهن بعيدا عنها وفتشت في حقيبتها عن مفتاحها ليأخذه ويفتح الباب.
سألها: هل يمكنني رؤيتك غدا؟"
رفع يده قائلا باختصار: سآتي عند الساعة السابعة" ثم ذهب دون أن يلتفت إلى الوراء.
تساءلت جو وهي تقف تحت الدش عما كانت تفكر فيه بالضبط قبل ظهور كلاي تاكيراي في حياتها ما دام ظهوره منذ أسبوع.
قطع هذه الأفكار قرع جرس الباب فوضعت على جسدها معطف الحمام ثم خرجت لترى القادم. توجهت إلى الباب تفتحه لتجد ساعي البريد يحمل في يديه رسالة وهو يقول: إنني آسفة يا آنسة غرانت إنها رسالة أخرى مسجلة تستدعي
سألها كلاي: ألن تفتحي الرسالة؟ يبدو أنها مستعجلة"
أجابت: إنني أعرف ممن هي , إنها من شخص يريد أن يشتري أسهمي التي ورثتها وقد سبق وأخبرتهم أنني لن أبيع"



monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 04:49 PM   #7

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



قال: لعلهم رفعوا قيمة المبلغ في هذه الرسالة"
قطبت جبينها قائلة: أتظن هذا؟ إنني أعجب للسبب الذي يدعوهم إلى الشراء؟" وتعلقت عيناها لحظة على المغلف ثم استطردت: ربما يجب أن أعرف السبب"
قال: انسي هذا , إن هذا غير مهم" رفعت عينيها إليه فتلاشى من ذهنها كل ما يتعلق بميراثها.
أخيرا قالت: علي أن أستعد للذهاب إلى عملي يا كلاي"
توقف برهة مقطبها حاجبيه ثم هز كتفيه قائلا: "طبعا عليك ذلك بينما أن أعيقك عن الاستعداد" ومشى نحو الباب يمسك بقبضته بشدة وكأنه يفكر في شيء. وعندما عاد ينظر إليها كان العزم كان العزم مرتسما على ملامحه وهو يقول" أرى أن نتناول العشاء في الكوخ هذه الليلة"
كانت نظراته غامضة وهو يقول ذلك لكن لم يكن هناك وقت للتفكير فأجابت بصوت لا يكاد يسمع" هذا جميل جدا"
بعد خروجه وقفت في القاعة لحظة طويلة تحاول تمالك مشاعرها ثم استدارت تستعد للذهاب إلى عملها فوقعت عيناها على الرسالة , مدت يدها تتناولها ثم مزقت غلافها بنفاد صبر, لقد كان الحق مع كلاي فقد ارتفع المبلغ المعروض وتفجر سرور لا معنى له في نفسها وهي تلمس صحة توقعاته.

وصل كلاي عند الساعة السابعة تماما وأحذ من يدها الحقيبة الجلدية ثم أقفلت الباب خلفهما وفتحت حقيبتها لتضع فيها المفتاح وهنا رفعت ناظريها لتراه يراقبها, سألها: هل أحضرت كل شيء؟"
أجابت: نعم, شكرا" وشعرت بوجنتيها تلتهبان وهي تتبعه نحو السيارة.
كان الكوخ قديما جدا ورائع الجمال, مبنيا من القرميد وكانت الحديقة مهملة ولكن العمل كان قد ابتدأ في تهيئة الأحجار لعمل ممرات وإصلاح بيت الحمائم المهدم.
ساعدها على الترجل من السيارة, وقفت تنظر قائلة: إنه جميل"
كانت أرضية المكان قد جددت ولمعت وفرشت بسجاد فارسية ملونة. سألها: هل تشعرين بالجوع؟"
هزت رأسها نفيا وهي تقول: ليس تماما, أيمكن أن تريني أنحاء المكان؟"
قال فجأة: هذا هو المكتب" وفتح بابا إلى اليسار وقادها على غرفة مربعة تكومت على أرضها بعض أوراق الجدران وتابع: كنت أرى أي نوع من الورق أكثر ملاءمة" والتقط عدة قصاصات ووضعها على الجدار وأحيرا قالت مشيرة إلى إحداها: لقد أعجبتني هذه" قال: إ1ن استقر الرأي عليها" نظرت حولها ثم قالت: ولكن .. الرأي رأيك"

قال: نعم أعرف ذلك" وأمسك بالباب لتمر منه وعندما مرا بأبواب مغلقة قال بلا اهتمام: وهذه غرفتا المخزن والمعاطف, وهذه غرفة الصباح"
قالت: إنه كوخ عالي المستوى" وأبدت إعجابها باللونين الأبيض والأصفر الذين يعكسان أشعة شمس الصباح , ثم عبرت الغرفة إلى باب آخر ففتحته وخرجت إلى الحديقة وهي تهتف: إنك عند النهر! إنني لم أدرك هذا"
ثم نزلت مسرعة إلى فسحة صغيرة معشوشبة يتوسطها حوض صغير. قال: هنالك مرسى للزورق خلف تلك الشجيرات ولكن السقف متهدم" سألته: هل ستعيد بناءه؟"
أجابك ربما, أتظنين أن المكان دافئ إلى درجة كافية لكي نتناول فيه عشاءنا؟"
قالت: آه نعم لدي كنزة في حقيبتي" قال: اذهبي لإحضارها ريثما أحضر الطعام"
قالت: ولكنك لم تكمل الطواف بي في المكان" ثم تمتمت لو لم تتفوه بكلمة إذ قال: أمامنا المساء بطوله فلا تكوني لجوجة يا جوانا أعدك بأنني سأريك كل شيء"
وقفت برهة في القاعة وهي تجاهد في استرداد أنفاسها , من الحماقة أن تشعر بمثل هذه العصبية والانفعال وهي في الرابعة والعشرين!
دخلت غرفة المعاطف حيث وجدت حوضا غسلت فيه وجهها بالماء البارد وبدت لها عيناها بضعف حجمها في المرآة كما كان لونهما قاتما بشكل غير طبيعي.
كان قد فرش قطعة قماش تحت شجرة صفصاف تحجبهما فروعها المتدلية عن أعين الفضوليين في الزوارق المارة في النهر.
قال وهي تجلس على البساط إلى جانبه: لقد قامت السيدة جونسون بعملها بشكل رائع"
قالت متسائلة: السيدة جونسون؟"
أجاب: نعم إنها تطبخ وتنظف وترعاني كما ترعى الأم أطفالها"
فكرت جو في تلك المرأة التي تطبخ له وتساءلت كم من المرات فعلت ذلك.
سألها: كيف حال تشارلز ريدموند هذه الأيام؟"
قطبت جبينها قائلة: تشارلز؟ لعلك تعرفه إنه يتماثل للشفاء"
قال: أتظنين أنه قد يتقاعد؟"
قالت: أشك في ذلك لأن الشركة هي حياته" كانت مسرورة بالحديث عن الأمور العادية, ولم تقف لتفكر في أن شؤون رئيسها في العمل هي موضوع شاذ يتحدثان فيه. ثم ابتدأت تستمتع بالطعام في النهاية بينما كانت شمس أيار – مايو تغيب شيئا فشيئا وراء الأشجار ثم هبطت درجة الحرارة فجأة.

قال لها وهو يقودها إلى الداخل: هيا لقد أبقيتك في الخارج مدة طويلة حتى أصبحت ترتجفين من البرد, أدخلي من هنا" ودخل معها من باب إلى اليمين ثم أضاء النور في غرفة الجلوس. كانت الأرض مفروشة بسجادة سميكة زرقاء بينما كانت أريكة كبيرة مريحة قائمة أمام الموقد وخلفها كنبة من طراز القرن الثامن عشر وبجانبها كرسي هزاز منجد بالجلد. وانحنى يوقد المدفأة.
وقفت أمام المدفأة الكبيرة المبنية من القرميد تراقب اللهب المتراقص وهي تتساءل بعصبية مفاجئة عما إذا كانت قد تصرفت بحماقة مطلقة. إن لها من وظيفتها ما يبقيها راضية قانعة.
جاءها صوته يعيدها إلى واقعها: جوانا؟" وأدركت حينذاك وهي تقف إلى جانبه أمام الموقد لماذا يرتكب الناس الحماقات!
واجهته شاحبة الوجه قائلة: هل يمكنني أن أتصل هاتفيا لأطلب سيارة أجرة؟ من الأفضل أن أعود إلى البيت"
قال بصوت بان فيه الأسف البالغ" إنني آسف يا جوانا"
"ليس من الضروري الحديث عن كل هذا يا كلاي"
هرعت إلى غرف المعاطف التي كانت ككل الغرف الأخرى تعمها الفوضى ورائحة الدهان. كانت التركيبات الكهربائية وغيرها كلها جديدة ولكن أحجار القرميد كانت كلها ما تزال في صناديقها مرصوفة بجانب الجدران وكانت الأرض عارية. لقد انتقل إلى المنزل منذ مدة قريبة إذ سبق وقال أنه يسكن في خيمة بالقرب من الكوخ.
عندما خرجت وجدت كلاي في انتظارها, فسألته: أين يوجد الهاتف؟"
قال: ليس من الضروري أن تذهبي يا جوانا, عل نستطيع تبادل الحديث؟"
قالت: الحديث؟" ما الذي عندهما ليتحدثا عنه؟ واستدارت مبتعدة عنه رافعة رأسها بكبرياء قبل أن يتملكها الضعف وهي تقول: أفضل أن تستدعي سيارة لأجلي"
قال: ربما معك الحق, لم يعد ثمة وقت الآن, سأصطحبك بنفسي"
قالت: لا حاجة لأن تزعج نفسك"
" هناك كل الحاجة يا جوانا فلا تجادليني"
لم تستمر في الاعتراض إذا شعرت أن ذلك لا معنى له, ولكنها نفضت يده عن ذراعها عندما حاول إمساكها إثر تعثرها في الممر غير الممهد في الظلام.
أصر على توصيلها إلى باب بيتها, فتحت الباب ثم استدارت إليه جاهدة لكي ترسم على شفتيها ابتسامة وهي تقول: وداعا يا كلاي"
قبل أن تستفيق من دهشتها لرقته في وداعها كان قد استدار هابطا السلم وركضت هي إلى النافذة في الوقت الذي كان يصفق فيه باب السيارة بعنف. ولكن السيارة بقيت واقفة مدة طويلة جعلتها تعتقد أنه سيعود فيخرج منها, ولكن ما لبثت السيارة أن انطلقت بكل هدوء لتتوارى في الشارع.
كان يوم الاثنين يوما سيئا للعمل, أمضت عطلة نهاية الأسبوع مع أختها متجنبة التفكير في شيء, وللمرة الأولى تذمرت من ساعات العمل الطويلة في عمل لا يلائمها, لقد جعلت من نفسها حمقاء تماما بالنسبة إلى كلاي تاكيراي, وعليها أن تعيش ذكرى مذلتها تلك مدة طويلة ولكن من الأفضل أن تهمل التفكير في ذلك.
غاص قلبها بين ضلوعها وهي تسمع صوتا يفاجئها قائلا: صباح الخير يا جو" ذلك أن زيارة من المدير كانت آخر شيء توده ذلك الصباح.
التفتت إلى ذلك الشخص المتكلف الأناقة ثم تكلفت ابتسامة وهي تقول: مرحبا بيتر, لم نتوقع عودتك قبل الغد, هل استمتعت بإجازتك؟"
أحاب: كانت رائعة, شكرا لك, لقد كانت رحلة ممتعة إلى الجزر اليونانية في شهر أيار-مايو كان يجب أن تأتي معي"
لم يكن يتحدث عابسا تماما ولكن كان يخفي استياءه من كونه يعمل مع امرأة في مركزه هذا متظاهرا بالغزل.
هزت كتفيها متنهدة: لابد أن يبقى من يرعى العمل, وأنا متأكدة أن صحبة زوجتك هي تعويض كاف. هل تريدني أن أقوم بجولة معك؟"
أجاب: كلا, فالوقت اقترب من موعد الغداء. لقد جئت فقط لآخذكم إلى الكافتيريا لتناول المرطبات كشكر لكم لاجتهادكم في العمل أثناء غيابي. وسأوصلك معي" وقادها نحو سيارته.جاهدت جو في أن تمنع نفسها من الصراخ ليس لأنه قام بشيء يستوجب الشكوى, ولكن من طريقة سيره إلى جانبها بشكل يسيء إلى سمعتها, وكأنه يملكها, وفي كل مرة يكون هناك من يراهما, مما يعطي انطباعا بأنها تخصه.
توجهت جو نحو نافذة قرب المدفأة, وكلنه قادها نحو زاوية منعزلة قائلا: سيعلو الضجيج هناك عندما يمتلئ المكان"
لم يكن يبدو عليه الاهتمام بها وإلا لكان عليها على الأقل أن تظهر الشكر والعرفان, ولكنه كان يريد فقط أن يفهم الناس أنها مفتونة به.
سألها قائلا: والآن أخبريني يا عزيزتي, عن كل م احدث أثناء غيابي, هل كان ثمة مشكلات؟"
ابتسمت قائلة: لا شيء مهما, كان بإمكانك أن تبقى أسبوعا آخرا في اليونان"
قال: ما كنت لأستطيع البقاء كل هذا الوقت بعيدا عنك"
شعرت بالارتياح وهي ترى الباب يفتح في الزاوية , لابد أنهم رجال قادمون من البناية, ولكن القادم كان كلاي تاكيراي حيث وقف يسد الباب جامدا ينظر إليهما.
وتقابلت أنظارهما, ثم تقدم كلاي خطوة إلى الأمام وقد ظهر الغضب على وجهه.
بشكل متعمد تماما, استدارت جو نحو بيتر وابتسمت في عينيه اللتين بان فيهما الفزع, وهي تقولك إنني مسرورة"
لم تدر قفزة أي منهما كانت أكثر عنفا, هل هو بيتر الذي قفز واقفا على قدميه دهشة, أم هي التي قفزت ذعرا لفقة الباب العنيفة خلف كلاي تاكيراي؟
كان الوقت متأخرا عندما عادت جو إلى البيت, وكانت الحقيقة أنها لم تشأ العودة إلى شقتها الخالية, ذلك أنها أثناء العمل كان لديها ما يشغلها عن التفكير على الأقل, وفي النهاية ابتدأت صور الأشياء تتراقص في عينيها, وخشيت أن تسقط على مكتبها نائمة, وأوقفت سيارتها الميني الفضية ثم صعدت السلم بهدوء.
كانت قريبة من قمة أعلى عندما انتبهت إلى شيء يسد طريقها, فبقيت لحظة تحدق في تلك الساقين الطويلتين اللتين تسدان عليها الطريق دون أن تفهم,
ارتفع صوت كلاي يقول متهما: لقد تأخرت, والساعة الآن التاسعة مساء"
نظرت إلى ساعتها فقط لكي تحول وجهها عنه, فلا يرى لمحة السرور في ملامحها لرؤيته, وقالت: لقد تأخرت في عملي"
قال وقد توترت عضلات فكه: لقد رأيتك تعملين في وقت الغداء, من يكون ذلك الرجل؟"
لقد فات وقت الندم على حماقتها, فقد كان تصرفها بالغ السوء في الحقيقة, جعلها تتوقع أن يجعلها بيتر تدفع ثمن موقفها ذاك غاليا عندما يتجاوز الصدمة ولكن الوقت لم يفت على استعادة شيء من احترامها لنفسها.
سألته: ماذا حدث يا كلاي؟ هل غيرت رأيك؟"
وقف قائلا: ليس هذا المكان الذي يدور فيه مثل هذا الحديث"

قالت: هذا هو المكان الوحيد الذي عليك أن تدلي فيه بأي حديث لأن عندي..." وأشاحت بوجهها كيلا يرى الكذب في عينيها.
اقترب منها وهو يقول: هل أنت حقا متقلبة بهذا الشكل؟"
اضطرت إلى النظر إليه فعاد يسألها: من هو ذلك الرجل؟"
ونظرت إليه لحظة ثائرة تتحداه أن يحملها على الكلام, وازداد هو من اقترابها منها مرددا: من هو يا جوانا؟" كان يتحدث ببطء وهدوء يتناقضان مع التحدي الصارخ في عينيها.
قالت: إنه بيتر لويد مدير المشاريع" ازداد توتر فكه وأغمضت هي عينيها متابعة: لقد وصل لتوه عائدا من عطلته"
" لقد بدا عليك السرور البالغ برؤيته"
"أحقا كنت كذلك يا كلاي؟"
قال: ربما, إنه لم يبق هناك طويلا؟"
اتسعت عيناها دهشة وهي تقول: هل بقيت لكي تتجسس علي؟" ثم لمع الغضب فيهما وهي تتابع: كان يجب أن تبقى مدة أطول لكي ترى إن كان سيعود"
تراجع خطوة إلى الوراء قائلا: كلا, كلا, أنا لم أفعل ذلك, لقد كنت غاضبا جدا فلم أثق بقدرتي على قيادة السيارة فجلست في السيارة في الموقف مدة وهذا كل شيء, فرأيته يترك المكان وبعد ذلك بمدة قصيرة عدتم جميعا إلى العمل في البناء"
"إنني لم ألاحظ سيارة الأوستن في الموقف"
هز رأسه قائلا: كانت في حاجة إلى بعض الإصلاحات فاستعرت سيارة من أحدهم. اسمعي جو, من الغباء أن نتجدث هنا ألا يمكننا ذلك في الداخل؟"
ترددت لحظة ثم هزت كتفيها دون اكتراث, وفتحت الباب قائلة: ولم لا؟ أنا أعلم أنني سأكون بأمان بصحبتك"
ألقت حقيبتها على الأريكة ثم استدارت تواجهه قائلة: أليس كذلك؟"

نهــــاية الفصل الثاني




monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 05:00 PM   #8

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الثالث


أجاب وقد بدا وكأن حجمه يملأ غرفة الجلوس" ربما. هل أكلت؟"
أجابت: إنني لست جائعة يا كلاي, إنني متعبة فقط وكل ما أريده هو أخذ حمام سريع ثم أذهب إلى فراشي, فقل ما تريد أن تقوله الآن ثم أذهب"
قال بحزم: بل عليك أن تأكلي! اغتسلي ريثما أعود بالطعام"
ارتدت بسرعة سروالا بلون العاج وهي ترتجف, وفوقه كنزة من الصوف واسعة باهتة اللون كانت يوما لأبيها وكانت تشعر بالراحة عندما ترتديها وهي حزينة.
ما إن فتحت باب غرفة النوم حتى سمعت صوت المفتاح في الباب وبرز منها كلاي حاملا كيسا من البلاستيك وهو يقول: لقد أخذت معي مفتاحك, فأرجو ألا يكون هذا قد ساءك"
قالت محتجة: كنت أظنك ستحضر شيئا هنا, كان في استطاعتي صنع شيء من العجة أو ما شابه"
قال: لقد قلت إنك متعبة! هل عندك شوكة للقلي؟"
أجابت: كلا للأسف فأنا أستعمل سكين أو شوكة عادية" وبدت على شفتيها ابتسامة, فهز رأسه قائلا: هذا شيء تقليدي"
قالت بحدة: لقد اكتشفت مؤخرا أن تخطي الروابط التقليدية ليس جيدا بالنسبة لكرامتي!"
ابتسم قائلا: أعدك بأن أبذل جهدي لإصلاح ذلك"
ألقى مجموعة مجلات على الأرض وهو يقول بابتسامة جافة: مجلة المهندس الجديد حتى كأنني في منزلي!"
قالت: سأبحث لك عن عدد من مجلة فوغ النسائية إن كان هذا يريحك أكثر!" ولكنة تجاهل قولها ذاك وابتدأ يخرج عددا من أطباق الألمنيوم ويصفها على طاولة القهوة المغطاة بالزجاج وقال مقترحا: هل ينبغي وضع صحون؟"
قالت باستياء: هل أخبرك أحد بأن لك عقلا مدبرا يا كلاي تاكيراي؟"
أجاب: إن التدبير هو ما أحسن يا جوانا غرانت, فلأفضل أن تعتادي على ذلك!"
ردت بحدة: نعم يا سيدي!" ثم أحضرت صحنين وبعض الشوك والملاعق من المطبخ. ملأ أحدهما بالطعام ثم قدمه إليها, فنظرت إلى الطعام باشمئزاز قائلة: لا يمكنني أن آكل كل هذه الكمية"
قال وهو يشرع في الأكل: أقنعيني بأنك تناولت وجبة كاملة هذا النهار, وأنا سأسامحك بنصف هذه الكمية"
قالت: لا أظنك تضع في الاعتبار كعكة حلوى مقلية" فتوقف عن غرف الأرز في صحنه كي يناولها شوكة, ولم تعد هي إلى الاحتجاج إذ أن الأكل على الأقل يمنع الحديث.
عندما انتهت سألها: هل تريدين المزيد؟" هزت رأسها قائلة: كلا, شكرا" أرغمت نفسها على الابتسام وهي تتابع: كنت أكثر جوعا مما تصورت" ثم أخذت ترفع الأطباق إلى المطبخ ويبدو أنها وجدت من السهل عليها أن تسأله وهي منشغلة, فتابعت تقول: ربما في إمكانك الآن أن تخبرني عن سبب وجودك هنا"
ابتسمت لنفسها وهي تتابع: كلما تقدم الإنسان في السن تصبح الأمور أكثر صعوبة, إذا أنه يصبح أكثر تطلبا في الاختيار, ثم يأتي رجل يحوي كل المواصفات , رجل يملك من الخبرة ما يجعله مختلفا عن غيره"
أسبلت يدها إلى جانبها وهي تهز كتفيها دون اكتراث: "إنني آسفة إذ عقدت الأمور التي لا بد أنك كنت تعتبرها سهلة بسيطة"
قال بدهشة بالغة: ولكن لابد أنك قابلت الكثير من الرجال"
ابتسمت وقالت: أجل, لقد كان أصدقائي يعتقدون أنني اخترت دراسة الهندسة لأبقى قريبة من الرجال, ولكن الحقيقة أنني في الجامعة لم أجد وقتا لكي أتورط بمثل تلك العلاقات , كان ثمة الكثير مما يجب علي النجاح فيه!"
قال: وبعد تخرجك؟ هل بقي أمامك الكثير مما يجب عليك النجاح فيه؟"
أجابت: الغزل ممنوع أثناء العمل يا كلاي, خاصة إذا كان الجد مطلوبا من الإنسان, إن الأمر ليس بمثل هذه السهولة"
قال: ذلك يبدو سهلا جدا!" وتوقف حين رآها تبتعد عنه مسرعة إلى غرفة الجلوس حيث ألصقت وجنتها بزجاج النافذة البارد وهي تنظر إلى الخارج دون أن ترى شيئا. وقال: إنني آسف يا جو وقد كانت النتيجة خطأ ولكن المسألة كانت تبدو سهلة أليس كذلك؟ فهذا الشعور لم يكن من جانبك فقط, إذا إنني شعرت بالإعجاب نحوك منذ رأيتك"
نظرت إليه بارتباك وقالت: أنت تفاجئني يا كلاي, هل تعني ما تقول حقا؟"
أجاب: طبعا أعني ما أقول, ما رأيك في أن نمضي يوما كاملا معا؟ إن يوم الجمعة يناسبني تماما, وسيكون قد مر على تعارفنا أسبوعان, وهذا أدعى للاحترام, أظنني أستطيع أن أستغني عن يوم بكامله من أجل عرسنا!"
قالت وهي تظن أنها لم تسمعه جيدا" عرسنا؟"
"حسنا, هل تقبلين طلبي الزواج منك؟"
"أي طلب؟!"
"هو هذا! تزوجي مني يا جوانا غرانت"
"إن هذا ليس طلب زواج يا كلاي, إنما هو أمر!"
سألها: ألا تفضلين الزواج؟"
أجابت" إنني لا أكاد أعرفك"
قال: ولكنك لم تكوني تعرفينني أيضا يوم الجمعة الماضية عندما قبلت دعوتي للغداء"
احمر وجهها غضبا وقالت: كان ذلك أمرا مختلفا"
قال: كلا, لم يكن الأمر مختلفا أبدا"
تنهدت قائلة: لا أدري في الحقيقة ماذا أقول"
قال: ليس ثمة ما يقال بعد الآن يا عزيزتي, لقد أجبتني وانتهى الأمر!"
قالت: ولماذا يا كلاي؟ إن الناس لا يتزوجون بدافع الإعجاب"
قال: أحقا؟ ولماذا يتزوجون إذا؟" ابتسم وتابع قائلا: إنني أريدك يا جو, وعندما رأيتك مع بيتر لويد أدركت مدى انجذابي نحوك"
قالت باحتجاج: ولكن هذه سخافة!"
قال: أهي كذلك؟ أقنعيني إذا؟" كانت عيناه قاتمتين من شدة العاطفة, ثم تنفس عميقا مرتجفا وهو يقول: الجمعة؟"
أومأت برأسها دون أن تستطيع الجواب, قال: سأمر عليك عند الساعة التاسعة والنصف صباحا لنختار الخاتم, لا تتأخري"
كان أسبوعا غير عادي, فقد اتصلت بمكان عملها لتسأل إن كان في إمكانها أن تأخذ بقية الأسبوع جزء من عطلتها السنوية, ولكنها لم تخبر أحدا عن السبب في ذلك, لأنها كانت دوما تحرص أن تجعل عملها بمعزل تام عن حياتها الشخصية, ولم تجد حاجة إلى تغيير عادتها تلك لا لشيء إلا لأنها كانت مقدمة على الزواج.
أما أسرتها فقد كانت مسألة أخرى, ولكن جو نجت من العاصفة التي أثارها عدم قبول أمها بهذا الزواج السريع, وهي تقول"هذا جنون يا جو!" ولم تكن أمها قط تدعوها باسمها جوانا, بالعكس من أبيها وأختها أحيانا, وتابعت: ماذا بالنسبة إلى مهنتك؟ طوحك؟"
ابتسمت شقيقتها ابتسامة ذات معنى وهي تقول: دعيها يا أماه, وإن كنت لا أختلف معك في وجهة نظرك بوجه عام"
وقالت لأختها: أتريدين أن أساعدك في اختيار ثوب الزفاف؟"
قبلت جو ذلك شاكرة. كانت شقيقتها هيثر التي تكبرها بعشرة أعوام والتي كانت تعمل في محل أزياء سابقا قد أنجبت توأميها ثم أصبحت مالكة لمتجر خاص بها. لقد بحثت في أزياء الزفاف المختزنة من العام الماضي, واختارت لجو ثلاثة أثواب أحضرتها صباح الأربعاء لأختها لتقيسها.
قالت هيثر عندما اختارت جو طقما عاجي اللون من الحرير: هذا رائع يا حبيبتي! فليس كل امرأة في استطاعتها أن ترتدي هذا الزي ولكنك تمتازين بخصر نحيل" ورفعت برقة ياقة الجاكتة العريضة لتحيط وجه جو وهي تقول: إنها ياقة رائعة ومن حسن الحظ أن قياسك سهل, فأنت حافظت على رشاقة قوامك مدة ثلاث سنوات, والتي عشت فيها وحدك, فكيف في الثلاثة أيام القادمة؟ هل ستلبسين قبعة؟ جربي هذه"
وضعت جو قبعة صغيرة لتعود فتخلعها قائلة: لا أظن ذلك, فإنني أرى القبعات لا تلائم شكل رأسي"
ضحكت هيثر وقالت: جربي هذه على كل حال, فربما تناسبك, والآن أغمضي عينيك!" وشدت القبعة على رأس جو بشريط حريري وقالت: والآن أنظري إلى نفسك!"
فتحت جو عينيها لتفاجأ بالفتاة الغريبة التي طالعتها في المرآة وقالت هيثر مبتسمة: إنها جميلة, أليس كذلك؟ يخفيك إخفاء لجمالك تحت قبعة أبيك القديمة التي تخفي شعرك طول النهار, ولا شك أن كلاي رجل ماهر إذ اكتشف جمالك المخفي هذا!"
"لقد خلعتها فعلا يا هيثر"
"هل أخبرك إلى أين ستذهبان في شهر العسل؟"
أجابت: لن يكون لنا سوى عطلة نهاية الأسبوع فقط, إذ أنه هنا في عمل"
"لعله عمل هام لكي يجعلكما تتخليان عن شهر العسل"
أجابت جو"هام جدا" وابتسمت تلقائيا, إذ أن الحقيقة هي أنها لم يكن عندها فكرة عن نوع ذلك العمل.
قال والد كلاي لجو بطريقة مفرحة: تبدين بالغة الروعة يا عزيزتي, إنني مسرور جدا إذ لم تجعليه ينتظر طويلا!"
قالت جو: إنني .. لقد كان مصمما جدا.." واحمر وجهها, فقال الرجل المسن وهو ينظر إلى ابنه بحنان: أحقا؟ أتمنى لكما السعادة, إنني أذكر عندما..."
قال كلاي: ليس ثمة ضرورة لذكريات الطفولة يا أبي, إذا لم يكن لديك مانع" وأخذ بيد جو مبتعدا بها عن تلك الجماعة الصغيرة من الأقرباء والأصدقاء الذين جاءوا لحضور الزفاف وهو يقول لها" لم أجد فرصة كي أخبرك كم تبدين رائعة!" وألقى نظرة على الضيوف ثم همس في أذنها: أليس ثمة طريقة نهرب فيها من الغداء؟"
قالت تغيظه: لم العجلة بينما أنت الذي كنت تصر على الانتظار؟" قال: حتى الآن لا أعرف السبب!"




monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 05:06 PM   #9

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي


أخيرا انتهى الغداء وقطعت كعكة الزفاف وودع العروسان المهنئين.
قاد كلاي السيارة في الطرق الريفية ليتحول إلى الطريق المؤدي إلى النهر حيث الكوخ, وعندما وصلا أوقف السيارة وقد ساد الصمت أرجاء المكان.
نظر كلاي إلى عروسه باسما: مرحبا بك في منزلك يا سيدة تاكيراي"
سألته وهو يساعدها في الترجل من السيارة" هل لديك مانع في أن أحتفظ باسم أسرتي غرانت؟"
سألها وهو مقطب الجبين: أتريدين أن تحتفظي باسمك؟ هل عندك اعتراض على اسمي؟"
قالت وهي تسدل جفنيها أبدا يا كلاي فهو اسم رائع, ولكن اسمي أسهل بالنسبة للعمل, هذا إلى أنني قد تزوجتك لأجل اقتناعي بك وليس لأجل اسمك" وتضرج وجهها. قال: هكذا إذا؟" وما لبث أن هز كتفيه ثم سارا معا يجتازان الطريق, وفتح كلاي الباب ثم التفت إليها وعلى فمه ابتسامة خفيفة وهو يقول: هل أحملك مجتازا بك العتبة؟ أم أن اعتبارك للأنوثة يستنكر ذلك يا آنسة غرانت؟"
سألته: ولماذا يفعلون ذلك؟" وسكتت فجأة وهي ترى في عينيه بريقا وهو يقول: لأن عادة حمل العروس لاجتياز عتبة الباب تعود إلى أيام رجل الكهف"
أطلقت ضحكة قصيرة حائرة وقالت: ربما علينا نحن الاثنين أن نخطو فوق العتبة لنثبت بذلك المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة"
سألها: ألا تريدين هدية عرسك؟" وأخرج من جيبه علبة فتحها بدت فيها سلسلة مع قلب ذهبي صغير فكتوري الطراز وهو يقول: كانت هذه لأمي" هتفت " إنها رائعة يا كلاي! شكرا لك"

مر يومان على زواجهما وهما في غاية السعادة, شعرا فيهما أنهما تقاربا من بعضهما أكثر من قبل وازداد حبهما بشكل واضح. قال لها بأسف صباح اليوم الثالث: لقد انتهى شهر العسل وعلي أن أذهب إلى العمي يا عزيزتي, وليساعدني الحظ!"
قالت متسائلة: العمل؟" ثم انتفضت جالسة وكأنما أصابتها صدمة وهي تهتف" كلاي! اليوم هو الاثنين"
قال لاويا شفتيه: نعم إنه الاثنين"
سألته: كم الساعة؟"
"إنها السابعة, ولكن لا حاجة بك إلى أن تنهضي"
قال وهو يجلس عاقدا يديه خلف رأسه" تتأخرين؟" وأخذ ينظر إليها وهي تنتقل بين الأدراج.
"إلى أين أنت ذاهبة؟ هل قررت الذهاب برحلة للتسوق مع هيثر الحلوة؟"
"لا تكن أحمقا يا كلاي! فأنا ذاهبة إلى العمل"
عثرت على سروال الجينز فرفعته من الدرج وراحت تسأله: هل هذا لي أم لك؟"
واستدارت إليه لتجده هادئا ساكنا, فهتفت به: ماذا جرى؟"
قال: إنني لم أدرك أنك تنوين الإسراع بالذهاب إلى العمل, ظننتك ستبقين إكراما لي عدة أيام أخرى!"
ابتسمت وقالت له: ابق معي وأنا أنظر في هذا الأمر"
قال لها: آسف يا جو, لقد أنذرتك!"
قالت تستدرجه: لابد أن عندك شيئا خاصا؟"
قال: سأعود بأسرع ما يمكن, أعدك بذلك, هل أنت مصممة على الخروج؟"
قالت: ليس هذا مناسبا للحياة العملية"
قال: أحقا؟ ظننتك ستجدين في شخصي عملا يستغرق طيلة يومك"
" ولماذا ظننت هذا يا كلاي؟"
قال: لا أستطيع تصور ذلك إنها تخيلات دون شك"
قالت: إنني لا أصلح لعمل المنزل, حتى عندما كنت فتاة صغيرة كنت أحسن صنع فطيرة من الطين أفضل من فطيرة أصنعها في المطبخ! فما الذي يمكنني عمله في البيت طيلة النهار؟"
نهض وهو يقول: لقد تصورتك دوما يا عزيزتي مرتدية المئزر تمسحين الغبار من غرفة النوم وتخبزين فطيرة التفاح و ..." اتسعت عيناها هلعا وهي تقول: كلا إنك لم تتصورني كذلك!"
ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة وهو يقول: ليس كذلك بالضبط , فإن السيدة جونسون تقوم بهذه الأعمال كأحسن ما يكون" وكانت جو قد قابلت السيدة التي تدير شؤون الكوخ وأكدت لها أنها لن تنتزع منها دورها هذا.
وفجأة ظهر الجد على وجه كلاي وهو يقول: ولكن حديقة المطبخ في حاجة إلى نزع الأعشاب الضارة منها"
قالت: إنني آسفة, إذ لا أميز العشبة الضارة من زهرة الأوركيد"
قال: ذلك سهل يا عزيزتي, إذ أنت انتزعتها ونمت ثانية تكون عشبة ضارة أما إذا انتزعتها ولم..."
أكملت قائلة: ولم تنم ثانية فهي أوركيد"
قال: حسنا لقد كانت تجربة حسنة, ولكن بالنسبة إلى الزواج من امرأة عاملة فسيأخذ التعود على ذلك وقتا"
فألقت السروال من يدها واندفعت إليه, ولكنه أمسك بها قائلا: إن عندي أنا أيضا اجتماعا مبكرا كما أنك ستتأخرين عن عملك, تتأخرين جدا!" ثم دفعها بحزم في اتجاه الحمام وهو يقول: لا تمكثي طويلا آنسة غرانت"

على مائدة الفطور كانا يمثلان شخصان غريبين, كان كلاي يرتدي بذلة داكنة أنيقة وقميصا مخططا, بينما جوانا ترتدي سروالا جينز وكنزة واسعة ذات ماض مجيد.
سألها: في أي ساعة تكونين في المنزل؟" أضافت جوانا تفاحة إلى صندوق غدائها ثم فكرت قليلا قبل أن تجيب: غلي أن أنهي إخلاء شقتي, أظنني سأنتهي منها في فرصة الغداء, إذ أنها أصبحت فارغة تقريبا ولكننا في حاجة إلى بعض التسوق لأن الثلاجة فارغة تقريبا"
قال وهو يخرج محفظته من جيبه: ستكونين في حاجة إلى بعض النقود" وناولها بعض الأوراق المالية قائلا" خذي هذه حاليا ريثما أخصص لك حسابا في البنك لمصروف البيت"
قالت: لا أحتاج إلى ذلك يا كلاي, علينا أن ندخر جزءا من النفقات"
لم تتغير ملامحه وشعرت أنها قالت شيئا أغضبه, فعادت تقول" أقساط مثلا" وأدركت أنها حالما نطقت بتلك الكلمات أنها غير واثقة من حقيقة وجود أقساط أو غير ذلك, في الواقع سواء كان ثمة أقساط على الكوخ أم أي شيء آخر.
فهذا لا يعني شيئا بالنسبة إلى كلاي تاكيراي, سوى أنها تحبه دون غاية, ولكنها لم تكن تريده أن يظن أنها تزوجته لكي تعيش معه على حسابه.
لاحت في عينيه ابتسامة وهو يقول" شكرا لما تقدمينه, ي اجو ولكنني أظن أن في إمكاني تأمين حياة مريحة لنا نحن الاثنين, وإلى جانب هذا فأنت لن تبقي على الدوام فتاة عاملة, أليس كذلك؟ إذ عندما يبدأ الأطفال في التوافد لن يكون في إمكانك المساهمة في دفع .. ألأقساط"
قالت وقد شعرت بشيء من الضيق" أطفال؟ ها أنني أدرك الآن أنك لا تعني تنظيف الحديقة فقط من الأعشاب الضارة الذي علي القيام به!"
قال: سأرى من سيقوم بذلك, سأعود إلى البيت حوالي السابعة, هل تريدين أن تحضر لنا السيدة جونسون شيئا للعشاء؟"
قالت من دون تفكير" سأطبخ أنا"
قال وهو ينظر إلى ساعته: افعلي ما تشائين, علي أن أذهب الآن, انتبهي إلى نفسك"
ركبت جو سيارتها متجهة إلى عملها ولكنها عندما وصلت وجدت أنها لم تنتبه إلى العشرة كيلو مترات التي اجتازتها وهي تفكر: (عندما يبدأ الأطفال بالتوافد) لقد تكهنت أمها بأنه يريد أن يؤسس أسرة حالا, ولكنها اعتبرت هذه الفكرة سخيفة, فالرجل في رأيها لا يريد أسرة والأطفال هم من تتوق إليهم المرأة, ويراها الرجل ثمنا لمنزل يأوي إليه, وطعاما جاهزا على المائدة وزوجة تشاركه حياته, لقد عملت مع الرجال طوال اليوم وسمعت الأشياء التي يتناقلونها وعرفت ماذا يصنعون أثناء ساعات الغداء عندما تكون نساؤهم منهمكات في رعاية الأطفال وأعمال المنزل. حتى أن زوج أختها قد حاد عن الطريق القويم عندما تضخم جسمها أثناء حملها بالتوأمين, وتوقفت عن التفكير, هذا لا يهم إذ أنه لن يحدث لها مطلقا.
تنهدت وهي تصرف ذهنها عن كلاي وحبه واضعة التفكير فيه جانبا حيث يجب أن يبقى, مذكرة نفسها بأنها امرأة عاملة, ولكن فصل حياتها الخاصة عن حياتها العملية كان أسهل عليها حينما لم يكن لديها حياة خاصة.
أمضت الصباح غارقة في مشكلات لم يكلف أحد نفسه عناء الاهتمام بها أثناء غيابها. عندما أراد بيتر لويد دعوتها إلى تناول طعام الغداء, شعرت بالسرور لوجود عذر عندها لرفض هذا العرض وذلك بقولها دون تفكير" إنني أخلي آخر ما في شقتي من أشياء"
سألها باهتمام غير متوقع"تخلين شقتك؟"
أجابت: نعم, أرجو المعذرة فليس عندي وقت كاف"
قال: دعي مكتب شؤون الموظفين يعرف عنوانك الجديد, كما أنني أريد رقم هاتفك"
أجابتك إن رقم هاتفي لم يتغير, إذ أن لدي هاتف جيب" وطبعا ما كانت لتعطيه رقم هاتف الكوخ, وأسرعت مبتعدة وهي تشتم نفسها لعدم انتباها قبل أن يوجه إليها أسئلة أخرى.


نهاية الفصل الثالــــث


monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 25-12-09, 06:06 PM   #10

monaaa

نجم روايتي وعضوة في فريق التصميم

 
الصورة الرمزية monaaa

? العضوٌ??? » 4165
?  التسِجيلٌ » Mar 2008
? مشَارَ?اتْي » 12,874
?  نُقآطِيْ » monaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond reputemonaaa has a reputation beyond repute
افتراضي



الفصل الرابــــع


فكرت جو بسعادة في أن الحياة الزوجية هي أجمل كثيرا من حياة الوحدة ذلك أن أفضل طريقة لبدء عمل اليوم هي أن تستيقظ في الصباح لترى الرجل الذي تحب يبتسم في وجهها.
قال لها كلاي بصوت أجش: إن عملي اليوم هو في المنزل, فلا تستعجلي في الذهاب." كان الإغراء في البقاء بقربه كبيرا ولكن هذا اليوم كان غير عادي ويجب أن تكون قوية. فضحكت وقالت محاولة أن تهرب من طريقه: آسفة, فقد اخترت اليوم الخطأ" ولكنه حاول أن يثنيها عن قرارها, فقالت متوسلة"أرجوك يا كلاي عندي اجتماع الساعة الثامنة وأريد أن يكونوا عني انطباعا حسنا"

أظلمت عيناه وقال: في هذه الحالة من القسوة أن أؤخرك مع أنه في أيامي أنا لم يكن مهندسو البناء يدعون إلى اجتماعات" قالت: لقد ترك المهندس الأعلى العمل وأنا أقوم مقامه" كان من الضروري أن يعلم أهمية ذلك بالنسبة إليها, وتابعت قائلة: إنني سأقدم طلبا لنيل وظيفته, لأن لي في ذلك نفس الحق الذي يتمتع به أي شخص آخر ولهذا يجب أن أترك لديهم انطباعا جيدا"
لم يجب, ولو لم تجد الأمر سخيفا لأقسمت على أنه كان غاضبا, وابتسمت مترددة وهي تقول: كلاي, لا أستطيع أن أتأخر"

أجابها دون أن يبتسم: إذا كان الأمر يمثل هذه الأهمية لديك فالأفضل أن تذهبي"
قالت: لا تدع أمامي خيارين يا كلاي!" فاستدار إليها بوجه خال من التعبير وهو يقول: هل صعب عليك الاختيار؟"
لم تكلف نفسها عناء تحضير الفطور, وصفقت الباب خلفها بعنف وهي تتوجه نحو سيارتها لتقودها إلى عملها خلف ستار من الدموع. كانت غاضبة منه لعدم تفهمه لكنها كانت أكثر غضب من نفسها دون أن تدري لماذا.
بدا الاجتماع طويلا, فقد كان عقل جو عند كلاي تتساءل عما تراه يفعل, وانتهى الاجتماع أخيرا وأعلن أحد الأشخاص للجميع أن ثمة فرصة لغداء مبكر.
عندما خرجا من الاجتماع كان بيتر لويد بقربها يسألها" هل أنت قادمة يا جو؟"
لقد أعطت عن نفسها انطباعا حسنا بالرغم من ذهولها العقلي, وأدخل الارتياح البهجة إلى نفسها لتقولله بابتسامة عريضة: لقد أمضيتم مدة طويلة في فحص بياناتي ستستمتع بالغداء أكثر إذ ليس عليك أن تفكر مرتين قبل أن تلقي النكتة!" إن في إمكانها أن تستفيد من وقتها هذا في الذهاب إلى المنزل ومصالحة كلاي, ولكن رؤيتها لكلاي عندما استدارت أعفتها من الذهاب إلى البيت.
كان كلاي يرتدي سروال جينز ضيقا وقميصا أبيضا فضفاضا مما أعطاه مظهرا مماثلا نوعا ما, لمظهر قرصان القرن السابع عشر. وكان مستندا إلى سيارة الأوستن وقد عقد ذراعيه فوق صدره وهو يراقبهما وقد بدت نذر الشر على ملامحه, وخفق قلبها لرؤيته فتركت المجموعة لتتقدم نحوه.
قالت: مرحبا يا كلاي, ما أجمل أن أراك!"
قال لها دون أن يبدو عليه السرور: حقا؟" وفتح باب السيارة لها لكي تصعد بنظرات آمرة , وعندما اتخذت مقعدها بجانبه لم يعد إلى الكلام إلى أذا ا استدارت السيارة إلى مكان هادئ حيث أوقفها تحت بعض الأشجار ثم استدارت إليه قائلة: حسنا, ماذا تريد؟"
أخذ يحدق أمام من خلال زجاج السيارة وقد اشتدت قبضته على المقود, ثم قال: لست متأكدا تماما مما أريد, إنني أعلم أنني جئت لأعتذر عما حدث هذا الصباح. لقد أردتك أن تبقي بجانبي إن هذا مفهوم ولكنه ليس صوابا تماما"

ألقت إليه نظرة متشككة وهي تقول: كلا, ليس صوابا تماما" لقد بدا منطقيا ولكنها لم تكن مقتنعة فقالت: إذا تأخر رجل في عمله كما ترى فلا أحد يقول شيئا ولكن علي أنا أن أكون.. حسنا , ليس علي أن أفعل هذا .. أليس كذلك؟"
تابع كلامه متجاهلا ما قالت: ثم إذا بي أتواجه مع زوجتي ... زوجتي العاملة, العاملة المهنية إلى درجة تفضل أن يظن الناس أنها غير متزوجة والتي يجب أن لا تتأخر عن الاجتماعات مهما كان الأمر"
قالت بهدوء تام جاهدة ألا ترفع صوتها: أخبرني يا كلاي, ما الذي تعترض عليه أكثر من غيره؟ ما الذي ستفعله بي يا كلاي؟ هل ستنهرني كتلميذة مدرسة عابثة؟"
ظل يحدق فيها بنظرات مليئة بالغضب ثم تمالك نفسه بجهد وقال: لن يكون في ذلك فائدة, إذ أعلم أنك لن تخافي مني أو من أحد غيري, ولكنني أملك سلاحا واحدا, نعرف نحن الاثنين أنه لا يمكنك مقاومته"
حدثت نفسها التي اهتزت من الغضب لشكوكه تلك, إن عليها أن تقاوم, ولكنها عندما رأيت نفسها ضعيفة أمامه لم تعد تفكر بشيء, وعندما تركها وإمارات الفوز تكسو ملامحه, جلست تغالب دموعها وقد شعرت بالمذلة للسهولة التي استطاع بها أن يسيطر عليها.





monaaa غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.