آخر 10 مشاركات
سيدة القصر المظلم *مكتملة * (الكاتـب : CFA - )           »          236-واحة القلب -جيسيكا هارت -عبير مكتبة مدبولي (الكاتـب : Just Faith - )           »          1-لمن يسهر القمر؟-آن هامبسون -كنوز أحلام قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          الضحية البريئة (24) للكاتبة: Abby Green *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          هل يصفح القلب؟-قلوب شرقية(33)-[حصرياً]للكاتبة:: Asma Ahmed(كاملة)*مميزة* (الكاتـب : Asmaa Ahmad - )           »          ستظل .. عذرائي الأخيرة / للكاتبة ياسمين عادل ، مصرية (الكاتـب : لامارا - )           »          كوابيس قلـب وإرهاب حـب *مميزة و ومكتملة* (الكاتـب : دنيازادة - )           »          إلى مغتصبي...بعد التحية! *مميزة ومكتملة *(2) .. سلسلة بتائل مدنسة (الكاتـب : مروة العزاوي - )           »          على أوتار الماضي عُزف لحن شتاتي (الكاتـب : نبض اسوود - )           »          [تحميل]رواية قل متى ستحبني؟!!/ للكاتبة شيماءمحمد ShiMoOo، مصرية (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-10, 07:35 PM   #21

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


وشعرت بأن هناك شيئا مبهما يدور في ذهن أندرو , لذلك فضلت عدم الأجابة المباشرة على سؤاله , وأكتفت بالقول:
" الحقيقة أنه لم يكن له خيار أبدا , لقد قررت العودة الى الفندق.... وأنتهى الأمر عند هذا الحد".
" يا لك من أمرأة قوية الأرادة".
كانت أبتسامة أندرو التي رافقت عبارته الأخيرة صادقة ودافئة , فهو ليس من النوع الذي يلح في أسئلته , لكن كيلي قررت الأيضاح أكثر , فقالت:
" لم يكن غاري قادرا على العودة معي , فهو مرتبط بموعد في دوربان اليوم ".
غير أنها لم تقتنع شخصيا بهذا العذر لهذا أضافت مغيرة الحديث:
" والآن حدثني عن نفسك وعن هذا المؤتمر".
أخبرها أنه مهندس مدني يعمل في بناء الطرقات والجسور , وقال لها أن المؤتمر يتناول آخر أستجد في تقنية هندسة الطرقات والمشاريع المماثلة , وأشار الى أن مسؤولياته العملية تستغرق كل وقته , وهو مضطر للسفر كثيرا ... ولذلك لم يتزوج حتى الآن , أما في الرحلة الحالية فهو يعمل مستشارا في مكتب هندسة , وقد بدأ يشعر بضرورة الأستقرار العائلي.
كان يتكلم ببساطة وأرتياح , غير أن الرسالة التي أراد أيصالها الى كيلي كانت واضحة , أنه أعزب , وأذا ما كانت هي غير مرتاحة لخطيبها... فهو مستعد لبدء علاقة جدية.
لكن كيلي لم تستجب لحديثه , ومع ذلك رأت نفسها تقارن بين الرجال الثلاثة. غاري يحيطها دائما
بالأثارة والمغامرات والمرح , ونيكولاس يشعرها بالتوتر سواء تحدث اليها أو لمسها ...... أما مع أندرو فهناك الهدوء والحديث الرصين الممتع.
ووجدت كيلي نفسها تحدق مرة أخرى في خاتم الخطوبة وتتساءل: لو أنها حرة الآن فكيف تتصرف مع أندرو ؟ هل تتقدم نحوه كما تقدم نحوها ؟ هل تشعره أنها مهتمة أيضا؟ لقد كانت تؤمن دائما بالحب الرومنطيقي طريقا الى الزواج , وهذا الحب هو الذي دفعها نحو غاري , أما الآن, وهي تنظر الى وجه المهندس الشاب , فقد أدركت أن الحب مع رجل مثل أندرو يمكن أن ينمو بعد قيام العلاقة.
ومن بين أمواج الأفكار المتلاحقة في ذهنها , طفا على السطح وجه ساخر قاس , وللحظات طغى هذا الخيال على المهندس الشاب الذي يجلس الى جانبها ويتكلم دون أن تعي شيئا مما يقول , وجاهدت كيلي كي تركز أنتباهها على أندرو طاردة من ذهنها خيالات نيكولاس المشاكس.
وفجأة, لعلعت ضحكة عالية جعلت كيلي تتسمر في مكانها , فقد كانت سيرينا تستمتع بوقتها الى أبعد الحدود , بعد أن خرجت مع نيكولاس من صالة الطعام الى الشرفة..... وجلسا في مكان قريب من أندرو وكيلي.
ومن غير أن تدري تغير مزاج كيلي رأسا على عقب , فبعد أن كانت مرتاحة هي وأندرو في هذا الليل المنعش , باتت تشعر بثقل غريب يربض على صدرها فيجعل أنفاسها صعبة وقاسية , وأخذت تتساءل عما أذا كان نيكولاس قد رآها على الشرفة , وماذا يهم لو رآها ؟ فهو يبدو منشغلا عن الدنيا كلها بتلك المرأة التي أسمها........ سيرينا.
ومرة أخرى جاهدت كيلي لتركز أنتباهها على أندرو , وراحت تتحدث اليه في مواضيع مختلفة كالموسيقى والكتب والرسم , لتكتشف أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بينهما , وكان من الممكن أن تنتهي السهرة جميلة هادئة كما بدأت ,لولا وجود نيكولاس وسيرينا المفاجىء على الشرفة.
وشيئا فشيئا بدأت الشرفة تودع روادها , وأخذ الضيوف ينسحبون الى غرفهم طلبا للنوم , وأستعدادا لمهمات اليوم التالي , البعض سيقضيه في مناقشات وحوارات تتعلق بالأعمال , وآخرون سيذهبون في نزهات ريفية ساحرة , وما أن أعلنت كيلي عن رغبتها بالنوم , حتى هب أندرو واقفا معربا عن أستعداده لمرافقتها الى كوخها ... لكنها صدته بلطف ودلال.
سارا معا حتى نهاية الممر خلف الفندق, وعندما وقفا لألقاء تحية المساء , أنحنى أندرو على جبينها , وقبله قائلا:
" نامي جيدا يا كيلي".



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-10, 08:04 PM   #22

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

4- مناورات ليلية
لم تعد كيلي الى الكوخ فورا , فهي لا تشعر بالرغبة في النوم , بالرغم من أنها هي التي أقترحت أنهاء السهرة مع أندرو على الشرفة , ولذلك أتجهت نحو الحدائق الصامتة المحيطة بالفندق من كل النواحي , في محاولة للأنفراد بنفسها والتفكير بأحداث اليوم العاصفة.
صحيح أنها كانت مرتاحة مع أندرو الذي عرف كيف يخفف التوتر عنها ويعيد الأبتسامة الى وجهها المتعب ,لكن الأمر في النهاية أصبح أصطناعيا ومزعجا , خاصة بعد مجيء نيكولاس وسيرينا , المهم الآن أنها وحيدة , وتستطيع أن ترخي أعصابها المشدودة وتفكر بهدوء.
كان الطقس باردا الى حد ما , ون أن يؤثر ذلك عليها, كم تختلف هذه الليلة عن الليلة السابقة , فبالأمس كانت السماء مشحونة بالغيوم , والجبال تبدو كالأشباح تراقب الحادث غير المتوقع الذي ذهب ضحيته جورج المسكين.
أربع وعشرون ساعة مضت على بدء رحلة العودة من الجبل , كيلي وغاري وألكسندر وشيلا في مجموعة ,ونيكولاس ورجاله يحملون جورج الجريح في مجموعة أخرى , وبالنسبة الى كيلي تبدو هذه الساعات وكأنها أيام طويلة لما شهدته من تطورات متعاقبة .
عثرت كيلي في سرها على مقعد جانبي تظلله أغصان شجرة متدلية , فجلست عليه , المشهد من هنا رائع في النهار فهو يطل على الوديان والينابيع التي لا تعد ولا تحصى , لكنها لم تأت الآن لتأمل الطبيعة , بل هي لا ترغب حتى في الذهاب الى الكوخ المخصص لنومها... وبالتحديد الى غرفة نوم جورج وماري , فهناك ستشعر أكثر بغربتها , وستعود اليها مشاعر الذنب والحزن.
قادها تفكيرها الى جورج نفسه, وكيفية وقوع الحادث , طيلة السنوات الماضية كان مال أبيها هو العامل الرئيسي في حياتها , وهو متوفر دائما بدون أن تفكر فيه أو تسعى اليه, وما يعنيه لها أنه قدرة شرائية لا تحد, وفي الوقت نفسه يملك تأثيرا سحريا في فتح الأبواب الموصدة , ومع أنها لم تفكر كثيرا في الشؤون المالية من قبل , ألا أنها تدرك الآن أن مال أبيها كان الكلمة السحرية ( أفتح يا سمسم) التي لا يعصى عليها شيء... حتى الناس.... فدائما كانت تجد من يغدق عليها الأهتمام ويسعى الى صداقتها تحقيقا لمصالح ذاتية معينة.
الحادث الذي وقع بالأمس هزها من الأعماق , ولأول مرة في حياتها تستنتج أن المال الذي لا يستعمل في مكانه المناسب يمكن أن يعطي نتائج عكسية , فعندما عرضت على جورج مبلغا أعلى بكثير مما هو متعارف عليه , أنما كانت تعزف على الوتر الحساس في مثل وضعه المالي المتدهور بحيث لم يستطع الرفض رغم المخاطر المحدقة بالرحلة , ولن عفيها من المسؤولية كونها فعلت ذلك من أجل غاري , بل أن ذلك يزيد الأمر سؤءا , فهي تدرك الآن أنها عرّضت حياة رجل للخطر لمجرد أن خطيبها أراد الفوز برهان ما!
ربما لن تعود الى هذه المنطقة مرة أخرى ,لكن ما حدث خلال هذين اليومين سيترك بصماته واضحة في حياتها لمدة طويلة جدا , لقد تغيّرت بشكل أو آخر وهي مضطرة للأعتراف بأن مشاعرها نحو غاري, رغم حبها له , لن تظل كما كانت عليه من قبل , ستحاول ألا تثير مأساة الفندق أمامه كي لا تثير غضبه , غير أن هذا لن يمنعها من رؤية الجوانب السيئة في شخصيته بالأضافة الى المزايا الحسنة جذبتها اليه, ومن الأشياء التي ستلاحظها تهوره الزائد عن اللزوم...
تساءلت كيلي بأستغراب : هل لعب هذا اليوم دور المحرض على التفكير وأستعراض المشاعر؟ فكرت كثيرا بأندرو , أنه ناضج, حساس وذو حديث ممتع, قد لا يكون جذابا ومرحا مثل غاري, غير أنه جذاب بشكل أو بآخر .... أضافة الى أنه صاحب شخصية مستقلة يمكن أن تسعد أية أمرأة ستشاركه حاته في المستقبل .
هناك أيضا نيكولاس , وهما حاولت وجربت , فأنها لن تستطيع أبعاده عن ذهنها.
أن شخصيته المسيطرة قادرة على أقتحام أفكارها حتى في أحرج الأوقات , وهو يجمع في ذاته كل الصفات التي تكرهها: مكابر, مخادع ومسيطر, ولعله كسب هذا المزايا من حياته المستقلة القائمة بذاتها , ووجدت كيلي نفسها تتساءل عما أذا كان نيكولاس فان ميجدين قد مر بمرحلة المراهقة؟فرجل في مثل صلابته وجديته لا يعقل أن يكون عرف حياة المرح التي تتميز بها سنوات المراهقة , من المؤكد أن نيكولاس يحب المخاطرة , لكنها المخاطرة التي يقرر هو قبولها بعد أن يكون قد درس كافة تفاصيلها ... وهي لن تكون أبدا على حساب أنسان آخر.
أما كيف تعرف كيلي كل هذه التفاصيل عن الرجل الذي تكره , فهذا ما لم تستطيع الأجابة عليه, الشيء الوحيد الذي بات مؤكدا هو أنها تجري مقارنة بين غاري من جهة وأندرو ونيكولاس من جهة أخرى , ولشد ما آلمها أن يحتل خطيبها في الحالتين المرتبة الدنيا.
أحست كيلي بشيء يتحرك قرب قدمها , وفجأة قفز جسم لزج على ساقها , فأطلقت صرخة رعب خفيفة , ومن حيث لا تدري جاء صوت ساخر أعتادت عليه مؤخرا:
" أنها ضفدعة".
أستدارت بعنف والخوف يملأ كيانها ,وهي تجاهد لكبت صرخة حشرجة في صدرها , وأخيرا وجدت الكلمات لتقول:
" كيف عرفت؟".
" أنني مزارع كما تعرفين!".
خطت خطوة عاجلة الى الوراء وقالت:
"وأين الآنسة دي ياغر؟".
" لقد ذهبت الى البيت".
|" وهل تعيش قريبا من هنا؟".
" مزرعتهم مجاورة لمزرعتي".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-10, 08:33 PM   #23

همس الشفاة

? العضوٌ??? » 92501
?  التسِجيلٌ » May 2009
? مشَارَ?اتْي » 625
?  نُقآطِيْ » همس الشفاة is on a distinguished road
افتراضي

يسلموووووا امل وننتظر التكملة بفارغ الصبر

همس الشفاة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-10, 08:59 PM   #24

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أنهم جيران أذن , وهذا يعني أن سيرينا زائرة دائمة لمزرعة نيكولاس , أن الأمر واضح جدا من خلال طريقة أقترابها منه هذا المساء , ولكن لماذا يزعجها ذلك؟".
" لقد قالت أنكما على موعد؟".
رد بصوت كسول:
" مجرد فيلم سينمائي في القرية".
تابعت كيلي الحديث وكأنها تستدرجه للأعتراف:
" أنت لم تذهب لأن الوقت متأخر , ولا شك أنها أنزعجت من ذلك؟".
أجاب بهدوء:
" سيرينا تنزعج؟ أبدا, فهي تفهم وضعي , على كل ليس هذا موعدنا الأول... ولن يكون الأخير".
ورغما عنها , أحست كيلي بطعنة في صدرها عندما سمعت الكلمات الأخيرة , لم يكن هناك سبب لذلك , فهي لم تغيّر نظرتها الأولى لنيكولاس , وكل ما فعله وقاله منذ تعرفت عليه أمس , يجعلها تزداد كرها له وأبتعادا عنه ,ويضاف الى ذلك أنها مخطوبة لرجل آخر وستتزوج قريبا.
وأنقذها صوته من حيرتها وتساؤلاتها عندما قال:
" وأنت كيف كان موعدك؟".
وللحظات أحست كيلي بالحيرة:
" موعدي؟ آه... تقصد السهرة مع أندرو لانغ؟ أنها لم تكن موعدا أبدا".
أجابها متسئائلا:
" حقا؟ خيّل أليّ أنكما أتفقتما على موعد بعد العشاء, وحيث أن الرجل لم ينضم الى زملائه في سهرتهم , فقد كان ينتظرك ولا شك! ".
ووجدتها فرصة للهجوم عليه:
" وماذا ينيك في الأمر؟".
رد بلا مبالاة :
" لا يعنيني أبدا , لكنني أتساءل عن موقف خطيبك من ذلك؟".
علقت بهدوء:
" غاري يثق بي تماما ... وقد أكدت لك ذلك من قبل".
قال ساخرا:
" هذا ما قلته بالفعل".
حبست كيلي أنفاسها وهي تقول:
" لماذا تكرهنا الى هذا الحد؟".
رد نيكولاس بأندهاش:
" أكرهكم ؟ أنا لا أكرهك يا كيلي , ولا أكره غاري أيضا ".
" لكنك تحتقرنا!".
ظلت نبرة صوته قاسية وهو يقول:
" لنقل أنني لا أحترم الناس الذين يعيشون عالة على الأخرين ".
سألته والغضب يغلي في دمها:
" هكذا ترانا أذن؟".
" ماذا تسمين الرجل الذي يستعمل خطيبته الثرية لشراء كل ما يريده ؟ ثم يقبل أن تستعمل المزيد من مالها حتى يريح ضميره وضميرها؟( وأضاف بعد تردد) أو أنك تريدين أراحة ضميرك فقط؟".
وعندما لم يسمع منها جوابا, أضاف:
" أن صمتك هو الجواب الحقيقي".
ردت بمرارة واضحة:
"لن أحاول أن أدافع عن غاري أمامك , لكن هل تعتقد أنني عالة أيضا؟".
" وماذا غير ذلك؟ هل قمت طيلة حياتك بعمل حقيقي مفيد غير ما فعلته اليوم؟".
خيم الصمت مرة أخرى , ليس هناك فائدة من أخباره عن العمل الخيري التطوعي الذي تقوم به أربعة أيام في الأسبوع , حيث تزور المستشفيات لراية الأطفال المرضى ومساعدتهم في دروسهم وهواياتهم , أنه لن يصدق ... حتى لو فعل, فأن ذلك لن يغير شيئا.
وفاجأها بسؤال مس جانبا حقيقيا في علاقاتها مع الآخرين :
" وهل تعرفين فعلا طبيعة الناس الذين تتخذينهم أصدقاء لك؟".
فأجابت بتردد:
" في بعض الأحيان , لكنني أعرف أن غاري يريدني لشخصي وليس لمالي".
توقعت أن يرد عليها بتعليق قاس ساخر , فأستعدت له , لكنه ظل صامتا ... فأضافت تقول:
" وأنت يا نيكولاس , هل يعني لك شيئا كوني أبنة روبرت ستانويك؟".
وجاء الجوال اللامبالي:
" لا شيء على الأطلاق... هل أزعجك ردي؟".
ردت ببساطة:
" أبدا".
وأستغربت في أعماقها كيف أن أجابته أسعدتها بدل أن تغضبها , فبعد سنوات من العلاقات مع أناس كانوا يطلبون رضاها لمجرد أنها أبنة الصناعي الثري , أصبحت تفرح أذا وجدت شخصا لا يهمه من أمر ثروة عائلتها شيء على الأطلاق , ولشدة خوفها ودهشتها وجدت أنها تتمنى لو أستطاعت الأرتماء بين ذراعيه بهدوء وحنان , ولكن كيف يحدث هذا ,وهي التي تفاخر صديقاتها بعقلانيتها وسيطرتها على نفسها؟ أن هذا الرجل يملك سحرا يجعل من الصعب على أية أمرأة مقاومته.
وللخروج من هذه الأفكار والمشاعر المتضاربة , قالت وهي تجاهد لأخفاء أضطرابها:
" تصبح على خير ... أنا ذاهبة للنوم الآن".
قال وهو يقترب منها:
" طالما أننا ذاهبان الى المكان نفسه , فلا بأس من أن نترافق!".
جمدت كيلي في مكانها وقد علتها الدهشة والحيرة , أن الكوخ في الجهة الأخرى من الفندق , فماذا يقصد بالضبط؟ لقد كانت ماري واضحة تماما عندما أكدت لها أن نيكولاس سينام في الفندق , لذلك قالت:
" لم أفهم ما قلت".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 14-01-10, 09:02 PM   #25

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أجابها بضحكة خفيفة ممزوجة برنة سخرية واضحة:
"حقا؟ أننا سننام في الكوخ نفسه!".
صرخت بلا شعور:
" لا".
رد دون أن يخفي ضحكته:
" بلى!".
وجدت صعوبة في أيجاد الجملة اللازمة , لكنها قالت:
" ماري, قالت.... قالت أنك ستنام في الفندق".
هز رأسه موافقا وقال:
" أنا متأكد أنها قالت ذلك".
حدقت فيه بعدم تصديق قائلة:
"لقد كذبت علي؟".
أجاب بسخرية متعمدة:
" لا داعي للتأثر والأنفعال ,كنت أنوي فعلا النوم ي الفندق , لكن عروسا وعريسا جائا قبل العشاء بحيث لم يبق لي مكان".
سألته بأستغراب:
" وهل كان لديهما حجز؟".
"لا".
" كان بأمكانك رفض طلبهما".
رد بنعومة وهدوء:
" هذا قرار غبي , فالفندق يحتاج الى كل قرش , وخاصة الآن ( ثم وضع يده على ذراعها متابعا) هيا بنا يا كيلي , لقد تأخر الوقت".
أنتزعت ذراعها من يده دون أن تنبس ببنت شفة , أن لمسته مؤثرة بشكل لا يوصف , وهي لا تستطيع التفكير ومشاعرها مضطربة , وبعد لحظات قالت:
" أنني أرفض النوم معك".
أجابها وهو يضحك:
" أنا لم أقترح ذلك ,مع أن الفكرة لا بأس بها, فأنت امرأة جميلة... ولا شك أن أندرو لانغ أكد لك خلال السهرة!".
أنتفضت غاضبة وهي تقول:
"أن أندرو لانغ رجلمهذب ولطيف".
" لست متأكدا أنه كذلك في كل شيء!"
قالت بصوت يشبه الفحيح:
" أنك رجل كريه للغاية , ولن أسمح لك أن تنام معي يا سيد نيكولاس".
أجاب بنعومة:
" ليس معك يا عزيزتي.... بل في الكوخ نفسه".
وأضطرت كيلي الى أستعمال أسلوب آخر:
" أرجوك يا نيكولاس... أنا لا أستطيع ... فماذا سيقول غاري أذا عرف ذلك؟".
" خطيبك لم يظهر أي أهمام حتى الآن .... ولست أرى سببا يدفعه للغيرة اليوم".
وعاودت كيلي الى لهجة الهجوم قائلة:
" أنك تنتهز كل فرصة لأحتقاره , لكنه يساوي عشرة من أمثالك يا نيكولاس فان ميجدين ,على كل حال , هذه المناقشة عقيمة ولن تحل أي شيء".
وتكلم نيكولاس هذه المرة بصوت قاس وحازم:
" فيما يخصني شخصيا , لا أعتقد أن هناك شيئا يحتاج الى حل".
" أنت تعرف أنني لن أمضي اللليلة معك في ذلك الكوخ مهما كلف الأمر!".
" وأنت تعرفين أن كل غرف الفندق مشغولة( ثم قال بعد تردد) وطالما أن فكرة مشاركتي الكوخ غير مستحبة لك , فما رأيك بسؤال أندرو لانغ ما أذا كان يرحب بك في غرفته؟".
قالت وهي تكبت غضبها:
" لا أستطيع أن أفعل ذلك".
ومرة أخرى تعود السخرية الى صوته:
" ولم لا؟ طالما أنه لطيف كما وصفته , فأنه سيحمي لك كرامك ... هذا أذا كان عندك شيء منها بعد!".
كانا قد وصلا الى الكوخ في هذه الأثناء , وعند عتبة الباب أستدارت كيلي بعنف وقد أثارتها حتى الصميم العبارة الأخيرة التي نطق بها , قالت:
" ماذا تقول أيها المجنون؟".
" أقول أن أدعاء الفضيلة لا يناسبك مطلقا".
" أذهب عني الآن".
لكنه أزداد أقترابا وهو يقول:
" أفتحي الباب يا كيلي".
" لا , أبدا".
" حسنا جدا".
ودون أن يعطيها مجالا للمناورة , أمسكها بأحدى يديه وأبعدها , في حين عملت اليد الأخرى على فتح الباب , وبحركة أستعراضية مفاجئة , أنحنى نيكولاس جانبا مفسحا لها مجال الدخول وهو يضحك , عندها وجدت كيلي الفرصة سانحة ,فما أن خطت الى الداخل حتى أسرعت تغلق الباب ... لكن ذلك الرجل المتوحش كان أـسرع, فوضع قدمه في الطريق مقاوما محاولات كيلي لطرده الى الخارج , ولم يستغرق الأمر أكثر من ثوان معدودة ......وكان الأثنان قد أصبحا في الداخل.
حتى طريق النجاة الى غرفة النوم أصبحت صعبة , أذ أن نيكولاس حدس ما تفكر كيلي فيه لذلك وقف بينها وبين آخر منفذ لها , وقفت كيلي هناك وهي ترتجف خوفا وأنفعالا ,وبعد لحظات أستطاعت أن تقول:
" أرجوك يا نيكولاس".
رد عليها ساخرا:
" أرجوك يا نيكولاس! تترجينني على ماذا؟".
لم تكن هناك أية علامات للتراجع على وجهه , فملامحه صلبة قاسية لا تعرف الرحمة ولا الهوادة , ويظهر أنه مصمم على أمر ما .... وليس بأستطاعة أحد أم يمنعه عن تحقيفه.
ودون أن تدري , ورغم المقاومة العنيفة التي أبدتها , حملها نيكولاس بين ذراعيه كطفلة صغيرة وسار بها الى غرفة النوم ,ولم تجد كيلي في وضعها هذا الدموع سلاحا تواجه به قسوة الرجل ولا مبالاته عندما ألقى بها على السرير وكأنه يرمي بغرض مهمل لا قيمة له.
وقف نيكولاس هناك وهو يرقب دموعها المنسكبة ثم قال:
"أهدئي أيتها الصغيرة... فأنا لن أتعرض لك بسوء , ( وقال بعد تردد) تصبحين على خير يا كيلي".
أستردت كيلي أنفاسها وسألته بدهشة مشوبة بالأرتياح:
" هل ستعود الى الفنددق؟".
" ليس ناك غرفة كما تعلمين , وللمعلومات فقط , فأنا أفضل النوم على الأريكة في غرفة الصالون ( ثم أستدار وهو يقول) نامي جيدا يا كيلي ستانويك!".
ثم أغلق الباب خلفه بهدوء.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-10, 12:59 AM   #26

امراة بلا مخالب

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية امراة بلا مخالب

? العضوٌ??? » 60605
?  التسِجيلٌ » Nov 2008
? مشَارَ?اتْي » 22,356
?  نُقآطِيْ » امراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond reputeامراة بلا مخالب has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلمى يا امولة على الرواية الحلوة زيك
تسلم ايدك يا قمر


امراة بلا مخالب غير متواجد حالياً  
التوقيع


سألوني لماذا رأسك مرفوعة و عيونك قوية
قلت عفوا..... كلنا بشر
لكن
جنسيتي مصرية ...

********
سأغيب عن المنتدى لفترة طويلة ... افتكرونى بالخير ...
رد مع اقتباس
قديم 15-01-10, 08:35 PM   #27

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

5- لم تكرهني
ظلت كيلي مستلقية دون حراك لمدة طويلة , تسرح نظها في الحديقة الممتدة عبر النافذة المفتوحة على مصراعيها , خيّل أليها أن ساعات مضت عليها , وهي تعيد التفكير في أحداث الأمسية العاصفة.
عقلها الواعي يؤنبها على سماحها لنيكولاس بأن يفرض عليها نفسه بهذا الشكل , ويدعوها لأن تترك الفندق بأسرع
وقت ممكن هربا من الرجل الذي تكرهه وتخشاه , لكن كان هناك جانب آخر من نفسها يدعوها الى العكس تماما , ففي أعماق مشاعرها , تحس كيلي لأول مرة بوجود رجل أستطاع أن يفجر فيها أحاسيس الأنوثة الكامنة , وهي تتمنى لو يظل الى جانبها طيلة الوقت.
في المجتمع الذي عاشت فيه كيلي حياتها , كانت النسوة يعشن حياتهن كما يحلو لهن , أما هي فتعتبر أن الحب شرط أساسي وأولي لأية علاقة بين رجل وأمرأة , ومن هنا مبعث الحيرة في نفسها : أذ كيف تريد هذا الرجل أن يظل الى جانبها وهي لا تحبه ... بل لا يمكن أن تحبه أبدا؟
ترى ماذا سيقول نيكولاس لو عرف أحاسيسها هذه؟ هل سيواجهها بالنظرات الساخرة نفسها التي أعتادت عليها منذ لقائها الأول به ؟ لكنه لن يعرف أبدا ., فبمجرد عودة ماري أندرسون من المستشفى , ستغادر كيلي الفندق ... ولن تراه بعد ذلك على الأطلاق.
وأخيرا جاء ملاك النوم , لتغرق في سبات عميق بعد نهار مليء بالأحداث والمشاغل , ولم تدر كم من الوقت مضى على نومها , لكن رائحة القهوة تنبعث من غرفة الجلوس حيث ينام نيكولاس.
وبصعوبة بالغة جلست في سريرها وهي تفرك عينيها علها تستيقظ نهائيا , وعندما نظرت حولها بعد لحظات , وجدت نيكولاس يقف الى جانبها وفي يده فنجان القهوة!
سألته بجفاء وهي ترفع الغطاء الى عنقها:
" ماذا تفعل هنا؟".
" لقد حان وقت الأستيقاظ".
أعترضت قائلة:
" أنني متعبة , وما زال الوقت مبكرا".
قال دون الأنتباه الى أعتراضها:
" أنها الساعة السادسة تقريبا , وهذا وقت ذهابك للعمل ".
أثار جوابه البارد غضبها , فصرخت آمرة:
" هيا أخرج من هنا".
لكنه لم يتزحزح من مكانه , وأمام عناده الصلب , رأت كيلي أن تغير لهجتها فقالت متوسلة:
" أنني متعبة, لقد كان الأمس يوما طويلا شاقا".
أجابها بصوت لا يحمل أية مشاعر:
" واليوم سيكون أطول, هيا أشربي القهوة يا كيلي ,وبعد ذلك ستشعرين بالأنتعاش".
ومع أنها كانت بأمس الحاجة الى فنجان قهوة , ألا أنها لم تشأ أن تقبل عرضه كي لا يعتبر ذلك أنتصارا أضافيا له , فقالت:
" لا, لن آخذ فنجانك , وأنا مصممة على النوم لساعة أخرى على الأقل ,والآن هلا تكرمت وخرجت من هذه الغرفة؟".
رسم نيكولاس أبتسامة خبيثة ساخرة على طرف شفتيه وهو ينظر اليها بعينين عمليتين ثاقبتين , وقال بعد تردد:
" هكذا أذن, أنت تفضلين أستعمال الأساليب القاسية , أنني أتساءل ما أذا كان السيد غاري سلون يعرف هذه الميزة في شخصيتك".
وعلى حين غرة , سحب الغطاء بقوة , وجذبها من ذراعها...بحيث صارت على الأرض , وبمزيج من الفزع والألم صاحت:
" دعني أيها المتوحش".
رد بعنف:
" هل تعتقدين أنني أفكر بأشياء أخرى؟ لا يا كيلي , فهناك عمل كثير ينتظرنا ".
ثم قادها أمامه ناحية الحمام وأضاف:
" هيا أغتسلي وأستعدي".
أجابته بمرارة:
" أنت تشعر بالسرور عندما تعاملني بهذا الشكل , أليس كذلك؟".
قال بلا مبالاة:
" أهكذا ترين الأمور ؟ ربما هي المرة الأولى في حياتك التي تعاملين فيها مثل بقية البشر العاديين".
لا شك أنها المرة الأولى التي تتعرف فيها الى شخص مكابر ومغرور مثل نيكولاس ,و من أعماقها جاء صوت خافت ليهمس , أنها المرة الأولى أيضا التي تواجه رجلا قادرا على الوقوف أمامها ندا لند , كل الذين قابلتهم من قبل كانوا يحلمون بالزواج من أبنة المليونير الكبير , فهم يريدون تحقيق طموحاتهم في الحياة دون تعب , بل عن طريق المصاهرة من ثروة جاهزة , أما نيكولاس فهو مختلف , ولعله حقق ما يريد من خلال مزرعته التي يبدو أن أعمالها ناجحة , وحاولت كيلي أن تقنع نفسها أن غاري , مثل نيكولاس , غير مهتم بثروتها الطائلة ألم يؤكد لها هذا الأمر مرارا من قبل؟ ألم يتصرف معها على ذلك الأساس ؟ لكن الشيء الذي يختلفان فيه هو أنها لم تشعر أبدا بالأحترام لغاري ... في حين أن نيكولاس فرض عليها أحترامه بالقوة.
وتحت المياه الدافئة المنعشة راحت كيلي تفكر: هل أحب نيكولاس أمرأة ما في حياته؟ هل وجدت المرأة التي أستطاعت أن تخترق جدار مشاعره القاسية ؟ ربما هي سيرينا دي باغر ؟ أنها جميلة فعلا ,بالرغم من بعض البرود في طبعها.
وعندما تتزوج سيرينا نيكولاس , هل ستتعرض على يديه للقسوة التي عرفتها من خلال اليومين الماضيين ؟أم أنه سيحبها ويقدرها ويكون الصدر الرحب الذي ترتاح اليه أذا ما تعرضت للمصاعب؟
أن نيكولاس قوي وجذاب , هذه حقيقة لم تستطع كيلي التهرب منها رغم كرهها له , وأية أمرأة تفوز به, ستعيش في نعيم من الحب والحنان والأمان , ويبدو حتى الآن أن سيرينا هي تلك المرأة , لكن, لماذا تتكرر هذه الطعنة في صدر كيلي كلما تذكرت سيرينا ؟ هل هي الغيرة؟ من المستحيل أن تغار منها ... وهي لا تحب نيكولاس!
أسرعت كيلي تنهي حمامها , وتنشف جسمها بقسوة وكأنها تردد في نفسها أن الأمر غير معقول, فهي لا تحب نيكولاس ولن تحبه أبدا .
وقبل أن تغادر الحمام تعمدت أن تلقي نظرة أخيرة على نفسها في المرآة , وتضع بعض الظلال الخفيفة من الماكياج , ثم شدت الحزام على خصرها ... مطمئنة الى أنها ,هي أيضا , جميلة وفاتنة وتفيض أنوثة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-10, 08:36 PM   #28

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

كان نيكولاس ينتظرها في الحديقة , وعندما خرجت من الباب شاهدته قرب جدول الماء , مديرا ظهره الى الكوخ بحيث لم يشعر بوجودها , ظلت واقفة هناك للحظات تطيل التحديق في القامة الممشوقة أمامها , لكن نيكولاس أستدار بسرعة , وسار نحوها وهو يتفحص بدقة كل تفاصيل ملابسها ووجهها وجمالها , وعندما وصل اليها , سألته بدلال:
" هل أجتزت فحصك الدقيق؟".
ضحك بهدوء قائلا:
"طبعا فأنت أمرأة جذابة جدا".
وأفلت منها الكلام دون أرادة:
" هل تعتقد ذلك حقا؟".
" أذا أردت أثباتا لذلك , فسأفعل فيما بعد".
ثم قال بلطف غير معهود:
" خذي معك كنزة يا كيلي , فالصباح بارد في هذه المناطق".
سارا معا الى الفندق , وكيلي لم ترفع عينيها عن الأرض , ترى لماذا شعرت بأرتفاع في معنوياتها للملاحظة اللطيفة التي أبداها قبل قليل, أنها غير معنية بالجواي , المهم الآن أنها مرتاحة ومسرورة ... وخائفة في الوقت نفسه , أذ من الغريب أن تستطيع كلمات قليلة من نيكولاس أن تقلب مزاجها رأسا على عقب , وأهم من كل هذا أن لا يعرف هذا الرجل القاسي حقيقة ما تشعر به وهو معها!
كانت الحياة قد بدأت تدب في الفندق عندما وصلا اليه ,خاصة في المطبخ حيث تجري الأستعدادات لتقديم طعام الأفطار , وعلى المدخل ألتقيا بخادمم يحمل عدة فناجين من القهوة بأتجاه الأكواخ تلبية لطلبات الضيوف.
فتح نيكولاس باب المكتب وأضاء النور في داخله , ثم أبلغ كيلي أن موظف الأستقبال سيداوم عند الساعة التاسعة , وعليها هي أن تتولى المهمة حتى موعد مجيئه , خاصة أن بعض الزبائن يمكن أن يغادروا الفندق في أية لحظة الآن , وبعد أن شرح لها كافة التفاصيل الأخرى , تركها هناك وغادر الى أعماله.
وما هي الا لحظات حتى دفق الشغل عليها , ودون أن تدري وجدت نفسها تفكر ماري ,فمما لا شك فيه أن تلك المرأة الرقيقة كانت تعمل فوق طاقة البشر , خاصة أنها في الأشهر الأخيرة من الحمل ,ومن هنا يمكن فهم المشاكل الكثيرة التي سببها غياب جورج عن الفندق, وهذا التفكير نفسه , أعطى كيلي نوعا من الأرتياح... فهي تقدم لماري مساعدة لا يمكن لأي مبلغ مالي أن يفيها حقها .
عند الساعة التاسعة جاء موظف الأستقبال برفقة نيكولاس , الذي أخبرها أن بأستطاعتها ترك المكتب والأنضمام اليه لتناول طعام الأفطار , وكانت على وشك مغادرة المكتب عندما رن جرس الهاتف, فرد موظف الأستقبال ثم قال:
" الخط لك يا آنسة ستانويك".
ولعلع صوت عاليا صاخبا:
" كيلي, ماذا يجري هناك بحق السماء ؟ لقد قلقت عليك!".
شعرت كيلي بالندم وهي تقول:
" غاري , أنا آسفة ... كان يجب أن أتصل بك".
" ولماذا ما زلت في الفندق؟".
" أنها قصة طويلة ".
وترددت وهي تنظر الى نيكولاس الذي أستند الى الباب ينتظرها , ثم أضافت:
" أنني أساعدهم في الفندق!".
صرخ بنفاذ صبر:
" ماذا؟ لقد فهمت أنك ستعطين العائلة بعض المال وتعودين؟".
" حسنا , هذا صحيح.... لكن ماري أندرسون يجب أن تكون الى جانب جورج الذي سيجري عملية جراحية اليوم".
" وما هي علاقة ذلك ببقائك هناك؟".
" أنني أقوم بأعمالها في الفندق!".
وأزداد صراخ غاري بحيث سمعه كل من في المكتب:
" أسمعي جيدا يا كيلي.... أنك تجعلين من نفسك ضحية ".
بدأت أعصاب كيلي تتوتر , وظهر هذا واضحا من قبضة يدها التي تعصر السماعة , وقالت:
"نحن مسؤولون عما حدث يا غاري ,ولولا وجودنا هنا , لما تعرض جورج لذلك الحادث المؤسف".
" كان سيحدث في وقت آخر , أنه مدير الفندق وصاحبه , أليس كذلك؟ ما كان يجدر بك العودة من الأساس يا كيلي ... وأنني أستغرب كيف يجرؤ هؤلاء الأشخاص على تشغيلك بمثل هذه السهولة".
وجاهدت كيلي كي تبقي صوتها منخفضا وهادئا ... وحازما في الوقت نفسه:
" هم لم يطلبوا ذلك ,ومهما يكن , فأن قراري صحيح مئة في المئة".
خيم الصمت للحظات , ثم قال:
" ومتى ستعود ماري؟".
" اليوم مساء على ما أعتقد".
" وعندها ستعودين فورا الى دوربان؟".
وأستغربت كيلي كيف أن أجابتها جاءت باردة وغير متحمسة :
" طبعا.... طبعا".
وفجأة تغيرت لهجة غاري الغاضبة لتحل محلها تلك النبرة المراهقة التي أعتادتها منه:
" أنني مشتاق اليك يا حبيبتي".
وعضت كيلي شفتها وهي وهي تشعر بالأحراج أمام نيكولاس :
" وأنا أيضا يا عزيزي".
" أذن عجلي في العودة , فهناك حفلة كبيرة ستقام يوم السبت , ولا يمكنك تفويتها أبدا".
"سأكون هناك ... وداعا يا غاري".
وضعت سماعة الهاتف بيد مرتجفة , ثم أدارت وجهها ناحية النافذة بعيدا عن نيكولاس الذي لم يبعد نظره عنها طيلة المكالمة , وبعد أن أستردت هدوءها قالت:
" هيا بنا الآن".
وعندما أصبحا في الخارج , أستدارت الى نيكولاس وقالت بعنف:
" هل فكرت لحظة أنني أرغب في الأنفراد خلال حديثي الهاتفي؟".
أجابها بلا مبالاة:
" طبعا فكرت!".
" أذن لماذا لم تفعل الشيء الصواب , وتركتني وحدي؟".
" وجدت الحوار مهما جدا ... فبقيت".
ولم تستغرب كيلي رده , فكل ما قاله وفعله حتى الآن كان المقصود منه أهانتها وأذلالها , لذلك قالت بمرارة:
" لا شك أنك أستمتعت به جيدا؟".
علق بأبتسامة ساخرة:
" الى أبعد الحدود ... فقد كان حوارا كاشفا لأشياء كثيرة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-10, 08:41 PM   #29

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أي أنسان آخر غير نيكولاس كان سيعتذر عما حدث , لكن هذا الشخص لا يشعر بأي ندم , ولذلك لا فائدة من متابعة الحديث مع صخر أصم لا يتأثر بشيء.
وعندما وصلا الى طاولة الطعام , توقفت قائلة:
" لا أظن أنني راغبة في تناول الأفطار".
قال نيكولاس وكأنه يستمتع بالموقف كله:
" أظن أنك ستأكلين".
" لا , سأراك في المكتب بعد الأكل".
" حقا؟".
ثم وضع يده على ذراعها بغتة , وجرها أمامه بلطف ,فألتفتت اليه هامسة:
" نيكولاس....".
قاطعها مبتسما:
" طعام الأفطار يا كيلي".
" أنني .... أنني لست جائعة فعلا".
تابع كلامه بصوت آمر لا يعرف المساومة :
" مع ذلك ستأكلين , هناك عمل كثير ,ولن تستطيعي الصمود حتى آخر النهار أذا لم تأكلي شيئا الآن".
همست بحدة:
" ألا تفهم؟ أنني أرفض أن أتناول الطعام معك!".
تصلبت عضلات وجهه وهو يقول:
"أتركي هذه الأنفعالات لخطيبك , فهي لا تؤثر بي أبدا , والآن هيا الى الطاولة فالخدم لن ينتظروا الى ما لا نهاية".
سألته بمرارة:
" هل تحصل دائما على ما تريد بهذا الأسلوب الشرس؟".
أبتسم بسخرية وقال:
" بعض الأحيان".
ولم تدر ما الذي دفعها الى طرح السؤال التالي عليه:
" وهل تستعمل أساليب رجل الكهف مع سيرينا دي ياغر؟".
أبتسم بهدوء وهو يحدق فيها :
" سيرينا! لست مضطرا لأستعمال هذا الأسلوب معها".
وأضطرت كيلي للصمت أمام هذا الرجل القاسي, لكن نيكولاس تابع مبتسما:
" أنت تغارين منها؟".
ردت عليه بعنف متعمد:
"أغار! يا ألهي, أنت لست الرجل الأقسى الذي قابلته في حياتي فقط ,بل الأكثرهم خداعا أيضا ".
وضحكت بصوت مرتفع قبل أن تضيف والغصة تكاد تخنقها:
" يمكن لسيرينا أن تأخذك ... فلست أرغب فيك حتى لو كنت آخر رجل في هذا الكون!".
أطال نيكولاس التحديق في عينيها مباشرة , ودون أن تغيب عن شفتيه تلك الأبتسامة الساخرة ,ثم قال:
" هل تقولين الحق؟".
ثم أضاف بقسوة:
" أتعرفين ما أنت بحاجة اليه يا كيلي؟".
ولم تستطع كيلي أن تواجه نظراته الحادة لمدة طويلة , فعمدت الى مشاغلة نفسها بالعبث بالسكين الموضوعة على الطاولة أمامها , كيف يجرؤ هذا الرجل على أنتهاز كل الفرص لأذلالها؟ كيف يجرؤ على التهجم عليها وعلى خطيبها بهذا الشكل؟
وأخيرا أستجمعت شجاعتها لتقول:
" طبعا أنا أعرف ماذا أريد , أريد أن أترك هذا الفندق وأنضم الى خطيبي , وأكثر من ذلك , أريد التأكد من أنني لن أراك بعد ذلك أبدا... بدا...".
ثم أضافت بصوت متهدج:
" أنني أنتظر بفارغ الصبر عودة ماري من المستشفى!".
وعلى نقيض ما توقعت , رأته يضحك بصوت مرتفع وقد أنفرجت شفتاه عن أسنان ناصعة البياض , أنها تكره هذا الرجل بشكل لا يوصف , فالمشاعر التي يثيرها فيها لا يمكن أن تكون الا الكره العظيم... أو الحب الكبير , وهي تعرف أنها لا يمكن أن تحبه.
ومرت الدقائق وهما يتناولان الطعام بصمت متوتر , كانت كيلي خلالها تفكر بأسئلتها حول سيرينا وأجوبته لها , لقد أتهمها بالغيرة من سيرينا , لكنها نفت بشدة , ومع ذلك فهي تعرف أن هناك شيئا من الصحة في أتهامه , آه لو يبقى تعاملها معه على أساس التعاون في الفندق فقط , لربما أستطاعت أن تمضي بقية هذا اليوم على خير ريثما تعود ماري ... وترجع هي الى دوربان لتنسى كل ما حدث لها هنا.
كانا على وشك الأنتهاء من الطعام , عندما جاء ريئيس الخدم يسألهما عن حاجة ما , كان يريد أن يعرف طريقة ترتيب الطاولات أستعدادا لحفل غداء يقيمه المؤتمر غدا ,ولم تكن كيلي لتهتم بالحديث الدائر بين الرجلين بأعتبار أنها ستكون غدا بعيدة مئات الأميال عن الفندق ومشاغله .
غير أنها لم تستطع أن تتجاهل قدرة نيكولاس على التعامل مع المسألة , فعلى الرغم من أنه مزارع في الأصل وموجود في الفندق للمساعدة في وقت الحاجة فقط, ألا أن الحلول التي قدمها تظهر كم هو قادر على التعاطي مع مختلف الظروف والسيطرة عليها.
وأنتبهت كيلي الى أنها أكتشفت الآن جانبا آخر من شخصية نيكولاس , فهو معها ساخر ,أرعن , مغرور , ومع ماري لطيف ومتفهم , أما مع كبير الخدم , فهو حازم ومدرك وذو سلطة مؤثرة , وأستغربت كيف أن هذا الأكتشاف جعلها تشعر بسعادة غامضة لم تعرف لها معنى.
وتساءلت في سرها : هل هو قاس معها فقط ؟ لقد رفضت ماري الأعتقاد بقسوته ورعونته, في حين أن سيرينا تعامله برقة ومحبة وأحترام... ومرة أخرى أحست بتلك الطعنة التي لا تعرف الرحمة , فأزاحت طاولتها ونهضت واقفة وهي تقول:
"أنني ذاهبة لتغيير أغطية الأسرة".
ودون أن تنتظر منه جوابا سارت بأتجاه الباب غير عابئة بنظرات نيكولاس المندهشة!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 15-01-10, 08:45 PM   #30

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


6- مشاعر متضاربة
أمضت كيلي الساعتين التاليتين منهمكة في ترتيب الغرف وتغيير المناشف وأغطية الأسرة والوسائد , وبين الحين والحين الآخر تقديم خدمات عاجلة لبعض الضيوف, وشيئا فشيئا , أخذ تقديرها لماري يزداد , بقدر ما أزداد أنشغالها في أمور الفندق المتنوعة والكثيرة , فتلك المرأة , حتى في شهور المل الأخيرة , أستطاعت أن تدير الأمور بتنظيم تحسد عليه.
أحست كيلي بعد الأنتهاء من تغيير أغطية الأسرة بتعب كبير في ظهرها نظرا لكثرة أنحنائها , لذلك قررت الخروج الى الحديقة علّها ترتاح قليلا قبل أستئناف العمل , كان الهدوء مخيما في الخارج بعد أن توجه جميع النزلاء الى أعمالهم ورحلاتهم , والأهم أن نيكولاس لم يكن لينغص عليها حياتها كالمعتاد , وهذا يعني أن بأستطاعتها الأرتياح حتى الظهر , موعد الأشراف على تقديم الغداء.
لم يمض على جلوسها تحت الأشجار أكثر من عشرين دقيقة , حتى تناهت الى مسامعها أصوات رجال يتضاحكون ويتناقشون , وألتفتت لترى أن المهندسين المؤتمرين قرروا رفع مؤتمرهم لدقائق معدودة بهدف الراحة من عناد المناقشات والأبحاث العويصة.
وفجأة أقترب منها أندرو قائلا:
" كيلي , هل أستطيع الأنضمام اليك؟".
" تفضل....".
سألها وهو ينادي أحد الخدم:
" ماذا تشربين؟".
" شيء بارد جدا !".
نظر اليها مليا وقال:
" يظهر أنك كنت تشتغلين بنشاط؟".
" الحقيقة أنني مشغولة جدا".
" لقد بحثت عنك في غرفة الطعام حوالي السابعة والنصف ".
رفعت كيلي وجهها الى الشمس وهي تشعر بالهدوء والراحة :
" كنت في المكتب.... لقد أستيقظت في الساعة السادسة صباحا".
علق بصوت قاس:
" يبدو أن السيد فان ميجدين يحاول أن يرهقك تعويضا عن الحادث ... بل يبدو أنه مستمتع بتعبك وعنائك!".
وأستغربت كيلي كيف أسرعت تدافع عن نيكولاس بشكل غير مباشر:
" أنني فقط أقوم بالمهمات التي تقوم بها ماري عادة".
" ربما, لكنني أتعقد أن فان ميجدين يجد سرورا في اقسوة عليك".
وأنتبهت كيلي الى أن لهجة أندرو أصبحت أكثر حدة , فأستدارت نحوه لترى شفتيه مزمومتين غضبا وعضلات وجهه متقلصة من الفندق , ومرة أخرى تجد نفسها تقارن بين أندرو وغاري , فهذا الرجل هادىء الطباع على نقيض المراهقة الدائمة لخطيبها التي راقت لها في مرحلة ما , لكن تلك الرحلة كانت محكومة بمرض أمها ,حيث أضطرت الى لعب دور سيدة البيت لعشرات من رجال الأعمال الذين يتوافدون على منزلهم العائلي .... وعندها دخل غاري الى حياتها دون أن تهتم كثيرا ببعض جوانب شخصيته.
ولكن ماذا عن أندرو مقارنة ننيكولاس ؟ الرجلان يبدوان في العمر نفسه تقريبا , كما أنهما صاحبا شخصيتين قويتين , وناجحان تماما كل في حقله, غير أن أندرو يملك شيئا من رجولة نيكولاس وقوته وجاذبيته ,ويضاف الى ذلك السحر الذي تشعر به كيلي مع ذلك المزارع القاسي الذي لا يوجد أبدا مع المهندس الأنيق الناجح.
لماذا هذا الأصرار على المقارنة؟ ومن أين يأتي هذا الصوت غير المعقول الذي يؤكد لها أن نيكولاس أفضل بكثير من أندرو ... رغم أنها تريدأن تقنع نفسها بالعطس؟
ولم ينقذها من تساؤلاتها وحيرتها ألا مجيء الخادم بالمرطبات التي طلباها , من الضروري ألا تترك لأفكارها أن تجرفها في متاهات خطيرة لن تؤدي ألا الى المصاعب , فحتى لو كانت فعلا منجذبة ناحية نيكولاس ,فليس هناك أمل يرجى , فهي مخطوبة لرجل آخر وتخطط للزواج منه, ومن ناحية أخرى , فأن نيكولاس لم يخف أحتقاره لها وعدم أهتمامه بها ... حتى لو كانت هي مهتمة به .


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.