قضية طويلة للنقاش

[الفضاء الواسع]

بسم الله الرحمن الرحيم


أحبائي وحبيباتي أعضاء وعضوات هذا المنتدى المميز مساكم الله بالخير .

الحقيقة أني أرغب في طرح قضية للنقاش تهم الأناث أكثر من الذكور وهي تهم أكثر سكان منطقة الخليج العربي أكثر من باقي الدول العربية بحكم تقارب العادات والتقاليد بدول الخليج العربي .


هذه القضية هي قضية الأفراح وبالتحديد ( ماذا يحدث داخل صالات الأفراح النسائية ؟)

أخترت هذا الموضوع للنقاش بعد أن كدت أن أنساه لأنه عاد يطل علي برأسه القبيح من جديد بعد أن كدت أن أضمن تلاشيه من حياتي بالمرة .

أنا ( وأعوذ بالله من كلمة أنا ) مثلي مثل كل الناس أحب التفرج والنظر ومتابعة المناظر التي تأتي أمامي لمدة لا تزيد عن دقيقتين ليأتي منظر آخر , هذه بحد ذاتها متعة حقيقية يعطيها الله عز وجل للانسان ويحاسبه عليها يوم القيامة , نعمة النظر يوم أن تكون جالس في مكان , وأنت جالس تتابع أمامك المناظر , يا لله ما أجملها من متعة ( اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا ما أحييتنا , وأجعله الوارث منا ) فما بالك لو كانت هذه المناظر حقيقية وليست مناظر شاشة سينمائية أو صور ألبوم كاميرا أو مناظر لوحات جدارية , المناظر الحقيقية لأناس أو حيوانات أو بلدان أو مصانع أو منشئات تستلزم منك المشاركة إذا دعت الحاجة لذلك , ومن هنا يتولد الإحساس بلذة الحاسة ( حاسة البصر ) وقد تؤدي بك إلى إتاحتك الفرصة لباقي الحواس بالمشاركة الفعالة فيشعر الإنسان حقا بإنسانيته وبأن الله قد كرمه على باقي المخلوقات ( ولقد كرمنا بني آدم )


طيب , مابالكم لو كانت المناظر الحقيقية التي تمر أمام ناظريك هي مناظر لأناس ( بني أدميين ) من لحم ودم .
إن هذا أرقي رفاهية وتدليل لحاسة البصر عندك حيث تمتع عينك برؤية أناس وهبهم الله العقل والفهم والادراك وأنت تتوقع منهم ألا يظهروا أمام عينك ليغثوا قلبك ويجلبوا لك الملل . لذلك تجد الناس في كل أقطار الأرض والمعمورة يدفعون أموالا لا يسألوا عنها بعد ذلك ولا يستخسرونها في أنفسهم يدخلون إلى مسارح ليشاهدوا بعيونهم بشر يتحركون على خشب مسرح هنا وهناك في مسرحية تجعل مشاهديها يضحكون ( كوميدية ) أو مسرحية تجعل مشاهديها يبكون أو يظهر عليهم انفعال مما ( تراجيدية ) .
كما أن الناس يدفعون المال لتمتيع حاسة البصر لحضور فنون أخرى مثل : عرض أزياء , مشاهدة لوحات فنان ما في معرض معين , مشاهدة عروض سيرك محلي أو عالمي , مشاهدة ألعاب ساحر ما ( ألعاب خفة ) , مشاهدة عروض مهرجان ما , مجرد مشاهدة معروضات تعرض في سوق ما سواء بنية الشراء أو بدون وجود تلك النية ( قد يغير الشخص رأيه في آخر الأمر ويشتري من شدة جمال المعروض وكل ذلك تم عن طريق حاسة البصر ) , .................................................. ............إلخ إلخ .

إلى هنا لا توجد نقاط نختلف عليها . ونحن سكان منطقة الخليج العربي عندما يعلن فلان كزوج لفلانة تبدأ نكبة حقيقية , أي والله نكبة حقيقية , لأن هذا الإعلان لا يتم إلا بعد أن تخرج أرواح أناس لفرط التعب والمشقة والتكاليف التي أرى أنا أنه لا داعي لها وهنا تبدأ قضيتنا .

أول المنكوبين الزوج نفسه والغالب أن يكون شاب , والأعم الأغلب أنه شاب من ذوي الدخل المحدود , أي أنه في بداية الطريق لتكوين نفسه ,هو يرغب في الزواج فهذه غريزة جعلها الله عند كل البشر , وذلك لتعمير الأرض عن طريق الناس الذين سيأتون عن طريق الزواج , المسكين هل أجرم عندما رغب في الزواج ؟ يبدو أنه كذلك لأنه بمجرد ما يبدأ في التفكير بالزواج يأتيه وبدون أن يتعب نفسه هم لا يعلم به إلا الله .
تبدأ رحلة البحث عن عروس:heeheeh: ( وسأتخطى هذه النقطة لأنها ليست موضوع نقاشنا وإلا والله لو فتحنا باب النقاش فيها لشابت رؤوس أطفال ) وبعدما يجد العروس تبدأ مشاوير من نوع آخر , إيحاد مكان السكن المناسب , إختيار الأثاث من ...إلى , إختيار القصر المناسب الذي سيعلن فيه للناس أن فلان صار زوج فلانة , ويتم فيه كذلك زف فلان إلى فلانة أو زف فلانة إلى فلان , و إجتماع أولئك الذي سيشهدوا بذلك على وليمة العرس ( والتي هي أسوأ طعام كما قال لنا رسولنا الكريم حيث يدعى إليها الأغنياء الشبعانون ويحرم منها الفقراء )

لو كان الزوج غني وأهله أغنياء لظهرت مشكلة البطر في كل شيء , في القصر المستأجر واختيار المغنية ( لا بارك الله فيها ) , في لباس أهل الفرح , في اختيار أصناف الطعام المقدم , في اختيار الفقرات التي ستسلي الحضور بين وصلات المغنية مثل اختيار الفرقة الفلانية المغربية , أو تلك الفرقة المحلية المسماة بكذا وهكذا .

ولو كان على قد حاله فياهلاكه , لأنه سيدخل إلى عش الزوجية التي مفترض فيه أن يكون عش السكينة والطمأنينة وراحة البال سيدخل إليه وباله قلق وخاطره مكسور بسبب تراكم الديون عليه والتي سيكون آخر سداد لها قبل وفاته بعام ألأو أقل والله أعلم .

ولننتقل الآن إلى أنه والحمد لله استطاع فلان هذا العريس أن يتمم أموره وينتهي من بيته ويستأجر قصرا وتشتري أمه وخواته وخالاته وعماته وجداته وبناتهن فساتينهن مع اكسسوارتها وجزمها ( أكرمكم الله ) ودبروا فلوس الكوافيره وحجزوا الطقاقة ( المغنية يعني ) ودفع فلوس العشا ( والله مسكين ) وطبعا أمه لا تريد للفرح أن يكون أي كلام فأتت بالفرقة الفلانية بمبلغ ثلاث آلاف ريال ( للفقراء ) وخمسة وأنت طالع ( للقادرين ) ودفع المسكين فلوس زفة العصير وفلوس زفة الحلاوة وفلوس زفة القهوة وفلوس زفة ثلاجات الشاي وفلوس زفة ثلاجات القهوة وفلوس زفة عروسة الرفد ( والله لو بعد قليل سمعنا بزفة الشباشب وزفة الكراسي ماتعجبنا ) هذا كله فقط في صالة النساء , ماذا لو تكلمنا عن داخل صالة الرجال , صحيح أن تكاليفه أقل لكن تظل تكاليف تقصم الظهر فضلا على أنه الآن صاروا يتعاقدوا مع فرق شعبية تحيي لهم ليلة الفرح الميتة من كثرة الديون على المسكين .

وندخل الآن إلى صالة النساء وسأنقل لكم الصورة كواحدة من المدعوات وسأتكلم باستخدام الفعل الماضي .

أنا مدعوة أتيت مع معارفي اللواتي أتيت معهن , قبل ما آتي أقسم بالله كدت أن امتنع عن الحضور أكثر من مرة لأن التي اتصلت علي قالت لي : ترى يافلانة لا تنسي لاتلبسي الفستان الموف لأنه ظهرت به في الفرح الفلاني ولا الفستان الكحلي لأنك ظهرت به في الفرح كذا ولا الفستان الأصفر لأنك كذلك ظهرت به في الفرح كذا . طيب بالله ماذا أصنع وزوجي رجل على قد حاله , وافتراضيا أني أستطيع أن اشتري الفستان ألا يعد هذا تبذيرا واسرافا أن اشتري فستان لليلة واحدة ولساعات محدودة وبمبلغ لا يقل عن خمسمائة ريال حتى ألبسه فأنال رضا واستحسان ناس مثلي .المهم دبرت الفستان , أتاني هم من نوع آخر , التسريحة والمكياج, واضطررت أن أدفع مبلغ وقدره حتى أكون مهيأة لحضور تلك الساعات القليلة , وتهيأت وجاءت الطامة الثالثة , الاكسسوار لابد أن يكون عندك اكسسوار وإلا سيقطع رأسك ولا ليس أي إكسسوار لا بد أن يناسب الفستان وهكذا دفعت مبلغ لشراء اكسسوار يناسب ذلك الفستان المشؤوم واشتريت حذاء ذا كعب عالي السجن في معتقل جوانتانامو أرحم من لبسه ورحت للكوافيرة فقامت بعملها على أكمل وجه فخرجت من عندها وأنا أشبه الارجوز والله, ووصلنا بعد أن ركبنا السيارة وقطعنا طريق طويل الله أعلم بطوله وأول ما دخلنا كتدت طبلة أذني تنخرقق من صوت الصارخة أقصد المغنية الذي لو أردت تعذيب أحدهم فأحضره وسمعه صوتها ووالله سيفضل أن تنهي حياته ولا يستمر في هذا العذاب المهم اشترطت علينا أكبرنا ألا نجلس في مكان قريب من السماعات حفاظا على طبلة أذننا ألا تنخرق ( مع العلم أنها كادت أن تنخرق ونحن مازلنا عند الباب ) وألا نجلس عند التكييف حتى لا نتجمد وتصاب أحدنا بأمراض روماتيزم العظام وهكذا اخترنا المكان المناسب ( أو الذي ظننا أنه مناسب ) وبدأت مراحل العذاب , ليلة مرعبة والله , بدأت النساء يتوافدن , الشكل واحد , فساتين باهظة الثمن , تسريحات مموهة مضللة أغلبها توصيلات وشعر مستعار , جركل من الأصباغ على الوجوه , عطورات غالية الثمن تختلط برائحة العرق التي تأتيك من هنا وهناك , مشيات متمايلة لنساء يرتدين كعوبات بعضهن لم يتعودن على لبسه , وتبدأ المجاملة أهلا ياحبيبتي ,وقبل صفراء قاتلة , مين هذا , ومين هذي , وجلسنا وبدأت المطربة عمله ومع كل بداية أغنية أقسم بالله أقفز لا شعوريا من على الكرسي من رعب الصوت وتنظر إلى الكوشة عشرات النساء اللواتي بمنظر واحد يتمايلن ذات اليمين واليسار وهن فرحات منتشيات بأنفسهن كونهن يهززن هذا الجسد الذي يمتلكنه وكأنهن أحرزن بطولة العالم في لعبة من ألعاب الألمبياد ويقل الاكسجين في المكان , أجساد عارية أنفاس مختلطة , نساء بمنظر واحد , كل ذلك دفع فيه مال ومال كثير فقط لنقول لهؤلاء أن فلان متزوج من فلانة والأمر أسهل من ذلك وأبسط والله , وكلما أطفأت أنوار القاعة فرحنا فرحة يعقبها حزن لأننا حسبنا أن العريس والعروس سيزفان والحقيقة أنها زفة العصير أو زفة القهوة أو زفة الشاي وليست زفة العريس والعروس ومع تعالي الصخب تضطر أن تخرج العدة المكونة من حبوب الاسبرين للقضاء على الصداع الذي بدأ معك من أول مادخلت القاعة وبطانيتك الصغيرة التي تستعملها لتغطية كتفيك وظهرك اتقاء للفح الهواء البارد القادم من التكييف وسدادات الأذن التي تسد بها أذنيك بين حين وآخر للتقليل من قوة صخب الصوت المصبوب في أذنيك من المطربة وملهيات أخري كأن تقلب في جوالك لتنشغل عن مناظر من المفترض أن تمتع بها ناظريك وهي في الحقيقة سبب لاصابتك بكوابيس ستحتاج لشهر على أقل تقدير لتتخلص منها , وأخيرا يزف عريس الغفلة على ربة الصون والعفاف ( والتي دفعته إللي وراءه وقدامه حتى يظفر بها ( ( أقسم بالله لو خالها تكرف خمسين سنة لقدام يادوب توفي حق سنة ) وينطلق الناس كقاذفة الألغام نحو البوفيه ( كأننا في مجاعة أفريقيا ) وترى تلك التي كانت تهز وتهز وتهز قبل قليل وتقول أنت في نفسك ماشاء الله عليها خسرت سعرات حرارية في عملية الهز ( الرقص ) تراها تأكل ( ماشاء الله عليها ) لها ولقبيلة كاملة فتعوض السعرات التي فقدت وتركب فوقهم كذا عشرة كيلوات من السعرات الحرارية وينطلق المسكين بعروسه وهو ينظر إليها في السيارة لا يستطيع أن يميز الموقع الحقيقي لعظمة أنفها من كثرة المساحيق والاصباغ على وجهها , ووالله واحد يحكي ليلة زفافه يقول بت تلك الليلة نحاول أنا وزوجتي خلع الأظافير العيرة التي ركبتها على أظافرها والحمد لله بعد ماتغسل وجهها يا يصاب بالفرحة لأن الحقيقة أهدأ وأجمل أو يصاب بحزن وغم لأن الأصباغ أفضل ولو أنها لم تضع تلك الصباغ على وجهها لما مر بكل تلك المشاعر والأحاسيس , وينتهي الناس من ملأ بطونهم ( بعضهم يقف على الطعام الرز واللحم وتتناول الملعقة وهي واقفة وتظل تحشي في بطنها وتحشي أقسم بالله لو أنت ابن أبيك زحزحها من مكانها , ماتقدر , وتبدأ بعد ذلك الاتصال بأحدهم لترجع لبيتك والأغلب أن ترجع عند الفجر , بعده ولكن ليس قبله بوقت طويل ( الله يرحم أفراح زمان في البيت وما يجي الساعة 12 إلا والفرح خلص تماما والعريس مع عروسه من زمان ) وعندما ترجع تلحق تصلي الفجر وتنام لك ساعتين علشان وراك يوم جديد أنت شخص فيه مطال بمسئوليات كثيرة كل ذلك فقط ليقال فلان تزوج فلانة .

أعرف طولت لكن بالله ماالحاجة لكل تلك المصاريف ؟ لم لا تتم الأفراح بأقل التكاليف ؟ لم لا تنتهي الأفراح مبكرا , أنا لا أقول الساعة 11 أو 12 حتى لا يقال متعصبة ولكن أقول مبكرا بحيث يتسنى للعروس والعريس العودة للبيت الجديد ويتسنى لأهل الفرح لملمة أمورهم ويتسنى للناس العودة إلى بيوتهم في وقت ملائم , لم لا تقام الأفراح في البيوت ؟ لم يرفض الناس الافراح الاسلامية سواء في الكلمات أو حتى في استخدام الالات الايقاعية ؟ لم لا يلبس الشخص اللبس الذي يعجبه حتى لو كان بسيطا للغاية ولا يعد فستان سهرة أو ثوب سهرة ؟ لم لا يستغني الناس عن المظاهر التي كانت سبب في شقائهم ولم تأتهم ولا بأي مقدار من الفرحة ؟ لم لا تزين العروس داخل بيت أهلها وبالمواد الطبيعية كالحناء والاشياء التي تزيد جمالها ؟ولم ؟ ولم ؟ ولم؟

هذا موضوع كبير ومفتوح وقابل للنقاش من الكل , ليس فقط من سكان الخليج بل حتى من كل رواد المندى من سائر المناطق العربية الأخرى , ردوا علي , أخبروني ما الجاوزات الموجود ة في أفراحكم , مالسلبيات في تلك الأفراح , وما اللايجابيات ؟

دعونا نشبع هذا الموضوع نقاشا وإحاطة من كل جوانبه وأكون شاكرة لو أثريتم هذا الموضوع بآراءكم المتنوعة ورمضان كريم وشكرا .

طرحي وكتاباتي : الفضاء الواسع .