آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          رواية قصاصٌ وخلاص (الكاتـب : اسما زايد - )           »          المستفيد الحبيب - أن هامبسون - عبير - عدد ممتاز (الكاتـب : pink moon - )           »          1117 - الفترة التجريبية - كاى ثورب - عبير دار النحاس (كتابة/كاملة)** (الكاتـب : samahss - )           »          4 - سيدة القصر الجنوبي - جانيت دايلي (الكاتـب : pink moon - )           »          3- من اجل حفنة من الجنيهات - كاي ثورب - ع.ق (تصوير جديد) (الكاتـب : Gege86 - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )           »          حــــصاد مــــاضي...روايتي الثانية *متميزة&مكتملة* (الكاتـب : nobian - )           »          6 - رجل بلا قلب - ليليان بيك - ع.ق (الكاتـب : angel08 - )           »          عشق من قلـب الصوارم * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : عاشقةديرتها - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > منتدى روايات (عبير- احلام ) , روايات رومنسيه متنوعة > منتدى روايات عبير العام > روايات عبير المكتوبة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28-01-12, 09:03 PM   #1

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
:jded: 51- البحر الى الأبد- رابيكا كاين- روايات عبير القديمة(كتابة / كاملة )




51- البحر الى الأبد- رابيكا كاين- روايات عبير القديمة


الملخص

كان والدها كل شيء في حياتها ،ماتت امها فتولى الأب رعايتها واحتضانها وابقاها معه في تاهيتي رافضاً نصائح جدتها بارسالها الى انكلترا لتعيش في كنفهما .. وهكذا نشأت تينا وترعرعت في الجزر الاستوائيه يقبع في صدرها حنين دائم الى شئ ما تجهله وخوف مقيم في المستقبل المجهول ،كانت مغامرتها الأولى مع بيارالشاب الفرنسي الذي يهوى الايقاع بالنساء في حياته ... ثم وضع القدر في طريقها رجلاً قوياً غامضاً هو ماكس ثورنتون , عاملها كما يجب أن تعامل . وهي تحتاج الى تجارب كثيرة قبل ان تنضج وشاء القدر كذلك ان يختفي والد تينا الرسام جان ريمون في البحر وأن يبعث جداها اليها برسالة يطالبان فيها بعودتها الى انكلترا ، وهكذا عادت الحيرة والإرتباك والتردد تسيطر على تينا هل ترحل الى أنكلترا؟ هل تتخلى عن كل احلامها في تاهيتي ؟ ثم هل تستطيع الفتاة الساذجة المترددة أن تتخذ قرارها النهائي أم أنها ستترك هذه المهمة الشاقة لغيرها !




محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي

ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة Just Faith ; 01-04-19 الساعة 02:18 AM
أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-12, 02:32 PM   #2

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

1- العناق الأخير

في صباح جميل ومشمس ، عكرت الطائرة المحلقة الآتية من الجهة الشرقية صفو الجزيرة بدوي محركاتها ، حلّق عصفور ملوّن تبعه رف كثيف من العصافير وهي تزقزق ، وأخيرا إستيقظت الجزيرة.
على الشاطىء الرملي الفارغ ، برز شبحان جامدان ، الرجل يحيط بذراعيه كتفي رفيقته ، حركت الفتاة شفتيها لكن صوتها لم يسمع إذ خطفه دوي الطائرة التي باتت قريبة من الشاطىء وفجأة أفلتت الفتاة من عناق رفيقها وقالت :
" لا يا بيار!".
" لكن ، حبيبتي....".
كان يضحك محاولا التمسك بها ، ثم أضاف:
" أريد فقط .. ستندمين على ذلك بعد رحيلي ".
" لا ، إتركني!".
كان جسمها الصغير يكافح بقوة وهي ترتدي بزة السباحة البيضاء.
" لا يهمني الا أراك بعد الآن ! ابدا!"
" أبدا ؟ يا لهذه الكلمة الرهيبة!".
كانت تحاول جاهدة كبت دموعها وكانت تحفر الرمل بقدمها ، وكان يسخر منها وقال:
" إ ن حبّك لي ضئيل ، ايتها الإنسانة الفظة!".
" وأنت كذلك ، ايها المدعي! ولماذا أحبك بعد الآن ؟ هل أنت وحيد زمانك ، يا بيار لامونت؟".
إن خبث كلامها يتناقض ولهجة بيار المتملقة ، كان يصغي الى كلمات العتاب في مرح ووقاحة.
" لكن ، أمس ، كنا أقرب الصدقاء ، ومنذ الصباح وأنت تحاولين الدخول في معارك معي ، اين هي تلك الفتاة الصغيرة المرحة التي عرفت ؟ هل أنت غيورة بسبب...؟".
إرتفع صوتها ، لكن دوي الطائرة حمل معه بقية الجملة ، وفي غضب ، هربت وراحت تركض على طول الشاطىء.
" تينا ، تينا ، عودي!".
قام بخطوة ، ثم عدل عن المتابعة ، راح يتأمل الشبح الصغير يبتعد وإذا بالطائرة فوق رأسها ، مثل طائر ضخم ،ومن بعيد توقفت تينا لتتامل الطائرة اللماعة ، لكن وكأنها شعرت بالذعر أمام ظل الطائرة الكبير ، عادت تتابع ركضها المضطرب.
تلاشى الضجيج ، وإختفت الطائرة التي ستحط بعد قليل في مطار تاهيتي
راحت تينا تتأمل قمم جزيرة كالوها المظلمة وهي الأصغر في مجموعة الجزر القائمة على هذه البقعة من العالم والجبال البارزة المنبثقة من البحر تبدو وكأنها تتوج الجزيرة تتويجا أبدا.
لا احد يلحق بتينا ، لن تسمع بعد الآن كلام الشاب الفرنسي المالوف ، لن يراها في هذه الحالة التعيسة ن وإستعادت انفاسها مكملة سيرها.
في هذا المكان حيث الصخور تحد الشاطىء وتقترب الى المياه الهادئة لهذه المنطقة البحرية الخضراء الصافية.إلتفتت الى الوراء فلم تجد اثرا لبيار ، أكملت سيرها وهي تجر قدميها ، وإجتازت اسوار الصخور ، ومشت على الزبد الأبيض قرب الأمواج اخيرا ، صعدت نحو الأشجار وتركت نفسها تتهاوى على الأرض من دون حراك ، فاخفت وجهها بين ذراعيها ، لماذا كل هذا الألم؟ إنها تسخر من عودة بيار الى فرنسا.... إنها غبية لتحزن وتتأسف بهذا الشكل ، ظنت ان في عيني الرجل شغفا بها ، والأحلام الصغيرة الحمقاء أضرفت مخيلتها.
تصرفت بسذاجة كبيرة حمقاء ! كيف كان في إمكانها الإعتقاد بأنها أغرته؟ وتلك الأيام الماضية وهي تنتظره في ماهاثيا.
إرتجفت شفتاها ، حاولت كبت قلقها وغمّها وهي تلطم الرمال بمعصميها ، إذا كان هذا هو الحب ، فلم تعد تريده! ستترك بيار وشأنه ليرحل الى أوروبا ! إجتازتها قشعريرة وراحت تجهش بالبكاء.
أشجار النخيل تحدث صوتا خفيفا لمرور الريح ، الشمس تلمع من خلال الأوراق المخرّمة ، وهناك خلف البحيرة ، الأمواج تتكسر وتقع ستائر واسعة من الزبد على تشعبات المرجان ، لكن تينا لم تكن تسمع شيئا ، ولا ترى شيئا ، ولا حتى الخطوات المقتربة منها ، ولا الظل الذي إنعكس عليها ، بصورة مفاجئة.
إنحنى الرجل نحوها ولمس كتفيها ، إنتفضت وإلتفتت ووجهها مبلل بالدموع ، سأل بصوته الرجولي الثاقب:
" أعتقدت... لكن ، ماذا حدث لك؟".
راحت ترشقه بنظرات حادة مستغربة ، وبدات ترتجف لكن الخوف إضمحل ، كان جسمها قد إمتلأ رملا ، قطب الرجل الغريب حاجبيه وسالها:
" ما بك ؟ هل أنت مصابة بجروح؟".
" إذهب عني ! لا تتدخل في شؤوني ، لماذا يهمك أمري؟".
كانت تكرهه كما تكره العالم كله في هذه الحظة بالذات.
" إذهب عني ! طلبت منك أن تذهب".
" ليس في نيتي أن أذهب من هنا".
تريّث قليلا قبل أن يضيف في حدة:
" إن هذه الأرض التي تجلسين عليها ملكي ، وسيغطيها الفيضان إذا واصلت البكاء ، في اي حال ، من أنت؟".
لم تجب، فأمسكها بذراعها ، فلم تتحمل ذلك ، ورفسته بعنف وقالت:
" دعني وشاني ، لا يحق لك أن تتهمني بانني أهدد شاطئك الوسخ بالفيضان".
ومن خلال الدموع لم تكن تميّز شكل الرجل ، لم تكن ترى سوى شبح يعوم في الفضاء ، إنتابها الغضب فإنتفضت واقفة وصرخت:
" إذهب عني!".
راحت تزعق بقوة ، فإقترب منها ، فلطمت صدره بمعصميها ، لم تعد قادرة على ضبط إنفعالاتها والسيطرة على تصرفاتها ، كانت تتمنى شيئا واحدا : أن يتركها الرجل وحدها ويذهب.



أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-12, 07:36 PM   #3

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

أمسك بمعصميها وحاول تهدئتها ، لكنها إستمرت تقاوم لتتخلص من قبضته بلا جدوى ، كان متمسكا بها كالقيد وهي تتخبط مثل نمرةهائجة تتحرك وترفس بقدميها ،وفجأة شعرت بصفعة تحرق وجهها.
وضعت يدها على خدها وقالت حانقة:
" ماذا فعلت؟".
" أنت فتاة مجنونة حقا!".
" لقد صفعتني ، كيف تجرات على ذلك؟".
" إنها الطريقة الوحيدة التي ينبغي إستعمالها مع الفتيات المصابات بالهستيريا مثلك".
" لست مستهترة ، أنت المسؤول ، لم أطلب منك أن تتدخل في شؤوني".
"ولكن أنت التي بدات بضربي".
حاولت صفعه لكنه إبتعد عنها في الوقت المناسب ،وفي غضب كبير أخذت تركض على طول الشاطىء.
صرخ الرجل بكلمات لم تفهمها ، كانت تركض ولا تعي شيئا ، غلا غضبها ، ثم تعثرت قدماها على صخرة رملية ، كان الرجل الغريب ينظر الى ما يجري وتينا لا تتحرك ، إقترب منها وسال :
" هل انت بخير؟".
لا جواب ، إقترب منها خطوة وسألها:
" بماذا تشعرين؟".
" لا أدري".
" هدّئي اعصابك وإلا تركتك هنا مع مزاجك السيء".
كان صوته ساطعا مثل صفعته ، وفي صعوبة حاولت الوقوف ، لكنها لم تستطع وسقطت من جديد على الرمال.
" أعتقد أنك أصبت بجراح".
قالت وهو يتفحص كاحلها.
" لا أبالي ، إذهب عني!".
" ايتها الحمقاء الصغيرة ، يجب علاجك في الحال ، هل في إمكانك الوقوف؟".
هزت راسها سلبا ونظرت حولها : الفندق والحديقة بعيدان جدا ، امام عينيها يمتد فقط البحر والرمال والشمس والقمم الزرقاء.
لم تكن تعرف هذا المكان ، لم تستكشف مع فاي وبول وبيار سوى ضواحي مرفأ كالوها الصغير ، وعندما إقترحت المجيء الى هنا حبا بالمغامرة قال لها بيار إن المكان لا يرتاده احد وأنه الإمتداد النهائي للمزروعات ، كلما تذكرت بيار إزدادت آلامها ، شعرت بأنها وحيدة ، متروكة ، فجأة سألها الرجل الغريب:
" اين تسكنين؟".
" ولا في أي مكان".
كاحلها يرلمها ، تحسسته وصرخت:
" آه ، يا إلهي !".
وضع الرجل الغريب يده وقال في غضب:
" إنك حقا طفلة ! هيا قولي من أين جئت".
" لا أدري".
" يا لها من مصيبة ! هل أنت بلا عائلة ، بلا اصدقاء ، بلا منزل؟ اظن انني لا أصدقك يا آنستي الصغيرة".
" لست مضطرا لأن تصدقني".
عادت الدموع تنهمر من عينيها ، فأخفت وجهها بيديها وقالت في أسى:
" لا أريد أن أعود الى هناك ، أريد ان أموت".
ران صمت طويل قطعه الرجل قائلا:
" لا اصدق ما تقولين ... هل تتمنين الموت حقا؟".
" كيف لك أن تعرف إذا كنت اتمنى الموت ام لا ؟".
" انت على حق ، لا يمكنني أن اعرف ذلك ، لكنك الآن في حاجة الى مساعدة حتى وإن كنت تكرهين ذلك".
مدّ اليها يده وقال:
" هل تسمحين؟".
تفرّست تينا به وقبلت مساعدته مرغمة ، وعيناها محمرتان من الدمع ، سالها:
" اين تسكنين؟".
" أنا لست من هنا ، إنني اعيش في تاهيتي ، أتيت الى هذه الجزيرة لزيارة فاي ، لقد تزوجت حديثا وهي تدير الفندق هناك".
"فهمت الآن ، الفندق بعيد من هنا ولا يمكنك العودة اليه وحدك وأنت على هذه الحال".
" يجب ان أعود الى هناك ، لم أكن أدرك انني إجتزت كل هذه المسافة واصبحت بعيدة جدا عن الفندق".
" السبب انك كنت غاضبة جدا ، عديني ألا تتصرفي هكذا من جديد ، إذا ساعدتك في العودة الى الفندق".
كان صوته وكأنه آت من بعيد ، وبينما كان يسندها ، إسترخت متعبة ، لكنها ظلت متقلّصة الأصابع ، متعلقة بكتفيه القويتين ، يجتاحها شعور غريب ، لم يسبق أن أغمي عليها ، أدرك الرجل ان قواها بدأت تخور فراح يشجعها قائلا:
" تعلقي بي جيدا ، المكان ليس بعيدا كثيرا".
الرمال تمر تحتها ، وبدا العالم كله في عينيها وكانه غير واقعي ، الأشجار تتشابك لتشكل فضاء أخضر تلمع فيه بقع الشمس ، الطريق تتعرّج ، يحدها من كل جانب جدار من النباتات الإستوائية.
وعندما توقفا لم تكن لديها أية فكرة عن المسافة التي إجتازتها وهي متعلقة بكتفي الرجل.
إنتهت الطريق بسلالم وعرة محفورة في الصخور ، عضت على شفتيها وحاولت مواجهة الأمر ، ولكن يدين نشيطتين تمسكتا بها لترفعاها عن الأرض.
كان يتكلم بصوت أكثر نعومة ، يرتج بعمق أكبر في الصدر حيث وضعت تينا راسها.
أدركت خطورة حالتها وخيبة أملها وإستسلمت الى قوة هذا الرجل الملتهبة ، تذكرت والدها ، كان يحملها هكذا ويهمس في أذنيها كلمات ناعمة ، إنه فنان ، لو رآها على ما هي عليه الآن ، لكان تصرّف بالطريقة نفسها لكان حملها وهو يتسلق سلالم الفيللا ، متعبا ، ولكان قال وهو يعانقها : ( إنك خفيفة مثل ريش العصفور).
حملها الرجل الغريب الى الشرفة ، هناك باب كبير ، والى اليسار مقعد من قش مغلف بالوسائد البيضاء... وضعها الرجل الغريب على المقعد ثم توجه نحو الباب وقال:
" سأعود في الحال".
لم تتحرك تينا ، كانت تتامل إمتداد البحيرة : بساط من الحجارة البلورية المنثورة هنا وهناك ، وسد المرجان يبدو كانه يتلقف هذه الحجارة ، ما من كائن حيّ يعكر صفو هذا المشهد الرائع ، لا نسيم ولا ريح ، اشجار النخيل جامدة لا تتحرك ، كل شيء يشبه لوحة إنطباعية ،والدها يحب الهدوء ، لكن ماذا سيكون رأيه لو رآها هنا ، كانها ماخوذة بهذا الرجل الغريب الغامض ، الشبيه ببطل أسطوري!


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-02-12, 07:40 PM   #4

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي


إنتفضت عندما سمعت صوتا يرتفع قربها ، فتنبهت كل حواسها ، عادالرجل في هدوء وصمت فلم تسمعه ، كأس مثلجة فيها شراب لم تذقه من قبل أعادها الى الواقع ، عبست وهي ترتشف محتويات الكأس ، فقال الرجل:
" اضفت الى الشراب ماء الزهر ، عن كيم يعد القهوة".
" ارجوك لا تعد القهوة خصيصا من أجلي".
" انا معتاد على تناول القهوة في مثل هذا الوقت من النهار".
وضع كرسيا قربها وجلس وقال:
" دعيني الان ارى كاحلك".
ما أن لمس قدمها حتى راحت تئن فسألها:
" هل تؤلمك؟".
" قليلا... هل تظن بأنني كسرت كاحلي؟".
" لا أظن ، قد يكون تمزقا بسيطا".
دخل شاب صيني حاملا وعاء أزرق ومنشفة صفراء ، اعطاهما للرجل الذي قال:
" شكرا يا كيم".
كان في الوعاء قطع من الثلج ، ومن دون أن ينتظر بلل المنشفة بالماء المثلج ثم وضعها على كاحل تينا ، إجتاحها البرد ، أجرى لها الرجل تدليكا دقيقا ثم لف الكاحل بمنديل مليء بقطع الثلج فصرخت:
" لكن الثلج سيذوب بسرعة".
رفع الرجل قدم تينا فوق بعض الأرائك وقال:
" إشربي كأسك ".
" شكرا ، إنني آسفة لأنني أزعجتك".
كانت تتكلم بسرعة وتتحرك ، فأمسك بها ليمنعها من الوقوف وقال:
" لا تتحركي من هنا ما دمت لا تشعرين بتحسن".
" لكن الثلج بدأ يذوب وسأبلل المقعد".
" هذا لا يهم إهداي".
تبعت نظراته وأدركت حالها التعيسة ، كانت مليئة بالرمل وعلى جسمها بقع الطحلب ، بزة السباحة البيضاء التي كانت ناصعة عندما راحت تتمشى مع بيار ، فقدت الان رونقها.
تركها بيار تهرب ، حدث لها كل شيء بسببه ، عضّت على شفتيها ، لقد اصيبت وألقت بنفسها في أحضان رجل غريب مثل هرّة متوحشة.
بدات تتمنى لو أنها لم تأت الى هذه الحياة !
" هل تشعرين بالبرد؟".
" كلا".
كانت تحدّق في الأرائك البيضاء وهو ينظر اليها ، وفي صمت تطلعت الى رؤوس الأشجار ثم إلتفتت نحوه.
عيناه الرماديتان تعكسان الهدوء والصفاء ، وأدركت فورا أنه يحاول ان يكون لطيفا معها ، ارادت ان تشرح له سبب تصرفها الاواعي عندما كان على الشاطىء ، كانت تحس برغبة في الصراخ ، لكن لا شيء يخرج من فمها ، كانت ترغب في الشعور بالإطمئنان والإرتياح ، ولاحظت فجأة قوته الناضجة ونظراته المتفهمة ، فإحمرت خجلا وأقنعت نفسها بأن إحمرار وجهها عائد الى الحرارة التي تنبعث في اعماقها.
أحضر كيم على صينية فضية فناجين القهوة المصنوعة من الخزف الصيني
" شكرا يا كيم".
كان الرجل الغريب يدير لها ظهره ، شعره الأسود الكثيف وكتفاه العريضتان كلها تدل على مقدرته ، وكانت يده تتنقلان بدقة وإنتباه ، إنهما نظيفتان تشيران الى انه لا يستعمل الآليات والشحوم ، لم يكن يرتدي ملابس السياح الفاقعة ، ولا بذلة رجل الأعمال النيقة ، إنما يرتدي سروالا من الكتان البيج وسترته كاكية ذات أكمام قصيرة ، ليس هو إذن برجل أعمال او ضابط أو مزارع ، ليس فقيرا ولا سائحا ،من هو إذن ؟ من دون شك إنه إنكليزي ، رغم أن عدد الإنكليز ليس كبيرا في هذه الجزر.
قدم لها فنجان قهوة ، ثم قدّم اليها صحنا وضعت فيه الحلويات والبسكويت حتى لا تحرك ، تناولت قطعة حلوى وقالت:
" شكرا".
راح يحتسي قهوته في صمت ، فجأة قالت تينا بإستغراب وخجل:
" آه ! لقد اكلت تقريبا كل الحلوى ، من دون أن أعي ذلك".
" لا شك انك كنت جائعة!".
" من دون شك ! لم آكل شيئا منذ الصباح ، لقد خرجنا للسباحة ، لا شك أنك تعتبرني فتاة لا تطاق ، اليس كذلك؟".
" إن هذه الحلوى هي خصيصا لك ، أرجو أن تأكليها كلها".
" صحيح ، هل في إمكاني ذلك؟".
" طبعا ، وهذا فنجان قهوة ىخر".
ثم إستدار يحدق في البحر وسالها:
" هل تشعرين بتحسن الآن؟".
حاولت النهوض للذهاب ، لكن لذهولها ، اوقعت محتوى فنجانها على الوسائد ولم تعرف ماذا تفعل ، ارادت تنظيف ما فعلته فقال لها:
" إتركي كل هذا ، الأمر ليس خطيرا للغاية".
" بلى ، دعني أنظف الأوساخ التي سببتها".
راح يتفرس فيها وهي ارادت الإختفاء ويداها المرتجفتان وضعتا الفنجان على الصينية ، راح يلامس شعرها ويقول:
" هل يستحق كل هذا العذاب؟".
" من؟".
" ذاك الذي كنت تهربين منه....".
" لم أكن هاربة من احد".
كانت مرة أخرى على وشك البكاء ، لكنها تقلّصت وشعر كم هي قوية خيبة أمل هذه الفتاة.
إعذريي ... اعتقدت أنك... كم عمرك ؟".
" اي عمر تعطيني؟".
" 14 سنة ونصف".
شعرت انه يسخر منها فقالت:
" سابلغ السادسة عشر في شهر نيسان / أبريل".
" بل نحن الان في شهر مايو / ايار ، هكذا إذن ، انت في الخامسة عشرة اليس كذلك؟ وهذا الشاب فرنسي ، اليس كذلك؟".
" كيف عرفت؟".
" سبق ورايتكما معا الأسبوع الفائت ، كنتما في الباخرة ، بصراحة لا أحد ذلك الإنسان الذكي الرائع".
" كيف تجرأت وراقبتنا ؟ كانت المرة الأولى التي......".
" يعانقك.... نعم ، عرفت ذلك".
أزاحت نظرها عنه كي لا يلاحظ توترها ، رىهما في عناقهما ، في اللحظة التي إعتقدت أنها ستكرس حياتها لحب بيار ، لكن فجأة ، أبعدها بيار عنه ، شيء ما ابعدها عنه ، ربما خوفها من عناق آخر ، لن تشعر بعد الآن بمثل هذه السعادة وهذه النشوة.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-12, 07:51 PM   #5

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

" كنت عاقلة إذ تخلصت منه ، هل تعرفين أنه أكبر منك بثماني سنوات على الأقل".
" هذا غير صحيح ، كيف تجرؤ على قول مثل هذا الكلام؟ ليس كبيرا جدا بالنسبة اليّ ، انت تتكلم مثل أبي!".
" إن والدك لا شك رجل فطن ونبيه ! هل يعرف ان إبنته تغازل شابا فرنسيا بدل الذهاب الى المدرسة؟".
نهضت وقالت :
" والدي يعرف تماما من أنا ! إنه يثق بي ، قهوتك لذيذة ، لكن إستقبالك ليس كذلك!".
" الحقيقة تجرح ، الإنكليز ليسوا ساحرين كالفرنسيين ! حسنا ، يكفي ما قمت به ، حاولي أن تمشي لتري وضع كاحلك".
أطاعته من دون ان تلاحظ أنه يامرها ، كان يراقبها ، كانت تتأرجح ، فقال:
" آسف لأنني صفعتك منذ قليل".
لم يكن في وجهه اي اثر للسخرية ، قطف غصنا من شجرة الزيتون المتدلية فوق الشرفة وقدمها اليها فقالت:
" شكرا لا داعي لذلك".
" خذيه ، هذا الغصن يعني اننا تصالحنا وأن السلام يعم المكان".
ثم قطف زهرة وقدمها اليها ، إنها رمز الحب ، وضعتها في شعرها وإبتسمت فقال :
" أخشى ان اقول لك ان عليك الإنتظار قبل ان تضعي زهرة الحب الحقيقية".
" لا أحب رائحة زهرة الحب ، إنها قوية ، عمتي ويني تقول أن هذه الزهرة تسبب لها صداعا قويا ، لكنها جميلة وعطرها لذيذ".
" الزهرة هي رمز الحب سيعلمك ذلك وستتذكرين أن شابا فرنسيا جعلك يوما تبكين".
نظرت تينا الى البعيد وقالت :
" سيعود الى بلاده غدا ، وسيتزوج من حبيبة طفولته ، إنه زواج مصلحة كما هي الحال في العائلات الكبيرة".
" نعم ، اعرف ذلك ".
" كان يحبني وكان يذكر ذلك في رسائله ... تلك الرسائل الجميلة!".
وتوقفت ثم تابعت تقول:
" وذات يوم ، عاد ليساعد بول في الفندق ، كان يقول انه وقع في غرام هذه الجزر ، لكن.....".
توقفت عن الكلام من جديد بعد أن شعرت بعجزها عن متابعة الحديث تقلصت عندما تذكرت عناق بيار وكلماته ( إنها المرة الأخيرة يا حبيبتي الصغيرة عما قريب ساصبح رجلا متزوجا).
رفعت راسها بفخر ، لن تسمح بعد الان لأي رجل في العالم أن يدعها تبكي من اجله ، قالت:
" لا أبالي لغيابه ، عليّ الإهتمام بابي ، إنه في حاجة اليّ".
" إنك تحبين والدك كثيرا ، أليس كذلك؟".
" ليس هناك من هو افضل منه في العالم كله!".
إستراحت في الكرسي الهزاز وشعرت بإرتياح وقالت:
" إنه يتمتع بذكاء كبير ، إنه جان ريمون ، الرسام المشهور ، هل سمعت عنه ؟".
إلتفت الرجل الغريب اليها وقال:
نعم ، لقد سمعت عنه ، أود أن ارى رسومه مع أنني لست خبيرا بالرسم ، إنه يعيش في تاهيتي ، على ما اظن؟".
" نعم ، لكنني جئت الى هنا كي أرى فاي وبول وحسب".
" نعم ، لقد سبق وقلت لي ذلك".
" إنهما متزوجان منذ ثلاثة اشهر ، كانت فاي جارتنا وهي بالنسبة اليّ الأخت التي لم أحصل عليها ، إنهما يسكنان في منزل في قرية أكايا ، ويودان تحويله الى فندق ، السيّاح يزداد عددهم يوما بعد يوم ، إن بول شقيق بيار".
" وانت ، اليس لديك اخوة؟".
ظلت تينا لحظات طويلة صامتة ، كانت تتامل الخنشار الأخضر والورد الأحمر ، الحديقة رائعة وتنحدر بلطف نحو البحر.
" إننا وحيدان ابي وأنا... أمي ماتت وهي تضع أختي، لم يتمكن الأطباء من إنقاذهما ...".
ران صمت قطعه الرجل الغريب سائلا:
" كم كان عمرك عندما ماتا؟".
" سبع سنوات".
تذكرت هذه المرحلة من طفولتها وكأن شيئا غير منتظر جعلها تضطرب وتقول:
" هذا يبدو لي قريبا جدا وبعيدا جدا ، في الوقت نفسه ...لكن حان وقت الذهاب ، سيفكرون أنني إختفيت أو تهت".
" سأوصلك على دراجتي النارية، ما رأيك؟".
" لا أريد إزعاجك أكثر".
" لا ، لن تستغرق الطريق أكثر من عشر دقائق ".
دخلت الى الغرفة الأخرى وإجتازت الصالون المفروش ببساطة ثم بهوا كبيرا إنتهى بها الى الخارج ، توجها نحو الحديقة وكانت الدراجة النارية القديمة في إنتظارهما ، تنشقت عطرا جميلا وسألته:
" هل هذه رائحة الفانيللا؟".
" نعم".
لم يبد مكترثا بالحديث عن المزروعات ، مما فاجأ تينا قليلا.
هذه هي إذن المزروعات المشهورة التي لم تكف فاي عن التحدث عنها ، إنها تشمل نصف الجزيرة ، لكن هذا الغريب لا يبدو مزارعا ابدا.
قال وهو يقدم لها سترة زرقاء.
" خذي هذه ، إرتديها فوق بدلة السباحة ، لا يمكنك ان تذهبي هكذا على الدراجة ".
السترة كانت واسعة فإضطرت الى طي أكمامها الكبيرة قبل الجلوس على المقعد الخلفي وراءه ، شعرت بإنزعاج لوجودها قربه وكأنها تلتصق به.
" يمكنك ان تتمسكي بي إذا كنت خائفة ، لن أسرع".
هزت راسها من دون أن يراها ، لكنها لم تجرؤ على التمسك به.
إجتازت الدراجة النارية مكانا تجتاحه الأشجار والنباتات والعرائش والدوالي المتشابكة بعضها ببعض ، اقراط الموز تبرز هنا وهناك وأوراقها الطويلة جعلت تينا تتعلق بصدر السائق.
" اما قلت لك1".
أخيرا إقتربا من الفندق ، فقالت تينا:
" يمكنك أن تنزلني هنا ".
" لم أكن أنوي الذهاب ابعد من ذلك!".
" عفوا... لا أعرف إذا كان بيار.....".
من دون كلمة أوقف المحرك وقال :
" هيا إنزلي ، سأتركك هنا".
" اشكرك كثيرا ، يا سيد.... لكن لا أعرف إسمك !".
" هل للأسماء أهمية؟ تذكري فقط ما قلت لك".
إبتسم فقالت:
" لقد علمتني الكثير يا سيد... سأحاول التفكير بما قلته لي".
" بعد سنوات ، ستحبين عددا لا بأس به من الرجال ... وتنسين بيار".
" ابدا !".
عضّت على شفتيها فقال:
" هل تراهنين على ذلك؟".
" كلا ، هل تسخر مني؟".
كانت غاضبة وهي تصافحه ، فإختفى في سحابة غبار من دون أن يلتفت وراءه .
" يا له من نسان".
بقيت تينا مكانها مذعورة ، مزقت المنديل الأبيض حول كاحلها في غضب ، ولاحظت أنها ما تزال ترتدي سترة الرجل الغريب ، دخلت الى المنزل ولحسن حظها لم تر أحدا يعترض طريقها ، اغلقت باب غرفتها وشعرت أخيرا بالأمان ، الحق على بيار ، ثم هذا الرجل الغريب ونصائحه المتتالية....
كل هؤلاء الرجال بجاذبيتهم ونصائحهم ! إنها تكرههم.


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-12, 08:43 PM   #6

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

2- بعد ثلاث سنوات

كان العيد رائعا!
تركت تينا نفسها تسقط في المقعد ، كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل ، المدعو الأخير وهو جوي طبعا ذهب لتوه ، وإنغلق الباب على الضجة المرحة ، لم يبق إلا العمة ويني وإبنتها فاي ، التي كانت توضب الكؤوس ، وكذلك هذا الرجل المشعّ ، جان ريمون الذي كان يحشو غليونه للمرة الأخيرة وهو يتامل إبنته بحنان ويقول:
" هل أنت سعيدة؟".
رمقت فاي بنظرة متآمرة وقالت :
" نعم ، اريد ان يبدأ كل شيء من جديد !".
" آه لا ! كيف تشعرين وانت الآن في سن الثامنة عشرة؟".
" رائعة!".
" هل انت غيرك عندما كنت في السابعة عشرة؟".
" مختلفة تماما".
كانت تينا سعيدة وهي تقول:
" إنه أجمل يوم في حياتي! ".
" إنني سعيد من أجلك ، يا إبنتي الحبيبة".
نظرت تينا الى الأشخاص الثلاثة الذين يبتسمون لها، فتأثرت وراحت ترى من جديد حفلة عيد ميلادها الرائعة التي كانت تتويجا للحب الذي يجمعهم ، إنهم يدللونها وتينا سعيدة بحظها الكبير.
وعندما توجهت العمة ويني الى المطبخ قالت تينا لوالدها:
" لقد فعلت الكثير من اجلي اليوم ، يا أبي ، ولا أعرف كيف أشكرك ، أو بالأحرى ، كيف أشكركم جميعا".
أجابها في صوت مرح:
" هل انت متأكدة أنك تستحقين ذلك؟".
رمقته تينا بنظرة مليئة بالعتاب ، كانت ترى بعض السخرية في عينيه ، أخذت تلملم الكؤوس بعصبية وقالت:
" لدي أب قلبه من رخام ! ستكون أنت المسؤول إذا إستيقظت في مزاج سيء".
" إنظروا الى هذه الكذابة الصغيرة !".
لم تكن قادرة على ان تحس مرحها ونشاطها ، فقالت:
" ابي عليك أن تهيء حقائبك ! غدا ستسافر في الطائرة الأولى ، لا تتباطا ".
بدات تينا تنظف كل شيء تساعدها فاي وقالت:
" من زمان لم نتمتع بيوم عطلة ، هذا ليس سهلا والفندق مليء بالسياح".
وافقت تينا ، في كالوها الفندق يستقبل مجموعة من السياح الأميركيين أتوا خصيصا لقضاء نهاية الأسبوع في هذه الجزيرة الصغيرة ، إضافة الى أن بول مضطر لأن يهتم بتوأميه ، فلم يتسن له حضور حفلة عيد ميلادها ، وفاي لا تصدق متى يحين موعد عودتها للإنضمام الى زوجها وولديها ، كانت ترتب الطاولة بسرعة وتبتسم وتقول:
" إنك لم تأت لزيارتنا هذه الأيام الأخيرة... لا شك أن جوي شاب جذاب".
" جوي لا يجذبني ابدا ، إن تفكيري محدود للغاية !".
" وأنت ، ألست في سنه ؟ انا اراه شابا لطيفا ، والان حان وقت الإخلاد الى النوم ، ستخبريني قصصك الغرامية وأنت في فراشك ، لقد مضى وقت طويل من دون أن اهتم بأختي الصغيرة!".
في هذا المساء ، إلتقت فاي وتينا مرة أخرى في الغرفة نفسها التي كانت تجمعهما عندما كانتا لا تزالان صغيرتين ، وحيث كانتا تتبادلان الأسرار ، أما اليوم فليس لدى تينا شيء تخبره عنها وعن جوي.
" جوي يهتم بالفنون ، إنه يامل ان يسمح له والدي بمتابعة دراسته في هذا الإتجاه ، وهذا هو السبب الذي من أجله يأتي جوي دائما لزيارتنا".
" كان ينظر اليك بطريقة مختلفة ، هذا المساء ، لقد سمعته يقترح أن تسمحي له بالسهر على المحترف خلال غياب والدك ".
" إنه يعتبر نفسه شخصا مهما ! يعتقد أنه يؤثر على والدي بسبب عدد اللوحات التي يبيعها الى السياح".
كانت تينا متحمسة ، لكن عدم مبالاتها بجوي ، امر واضح وظاهر.
فجاة سطع على الجدار بريق أحمر متأرجح ، لا شك أنها شعلة النار الموقدة على الشاطىء ، وسمعت اصوات الغيتارات وبدأ الغناء ، اغمضت تينا عينيها ، فقالت لها فاي:
" آسفة ان عيد ميلادك ليس غدا ، لكان تسنى لبيار أن يأتي لحضوره ونحتفل بعودته في الوقت نفسه".
تقلّصت تينا ... وتمسكت بالغطاء وقالت :
" في كل حال كان من المستحيل الإحتفال بعيد ميلادي من دون وجود والدي معي وهو ذاهب غدا".
" نعم ، بالطبع".
" لم يكن بإمكان والدي أن يبقى يوما واحدا ، يجب ان يصل الى سان فرانسيسكو في الغد ، عليه أن يشرف على تنظيم معرض لرسومه في هونولولو ، كنت أود الذهاب معه ، لكنني مضطرة لأن ابقى في المحترف ، إضافة الى اننا في حاجة الى المال".
" وجوي؟".
" إنه ذاهب هو الاخر".
ران صمت تبعه تحرّك في السرير من جانب فاي التي ما لبثت أن سالت تينا:
" ألا تؤثر عودة بيار عليك في شيء؟ لم تقولي شيئا عندما كنا نتحدث عنه اليوم !".
" لا ! ".
" ألا تتذكرين إذن الإحساس الذي كنت تشعرين به إتجاه شقيق زوجي؟".
" لم يسبق أن إنجذبت الى ايّ رجل !".
" آه ، يا لذاكرتك الضعيفة !".
كانت فاي مرحة مما أزعج تينا التي قالت:
" في أي حال ، لا اريد أن أتذكر هذا الرجل الذي عذّبني كثيرا".
" لكن ، هذا هو الحب ، يا عزيزتي ! إنه ليس متعة ، بل تعهد وإحترام ! ".
" آه صحيح ؟ لكن أبناء تاهيتي لا يحبون هكذا ، إنهم سعداء وطبيعيون أكثر منا".
" أنت لست تاهيتية !".
" ولدت هنا ، إذن أنا تاهيتية بالولادة".
وضعت فاي رأسها على الوسادة وقالت:
" يوم تقعين في حب رجل ، آمل أن يتمتع هذا الرجل بقوة ليستطيع ان يتحمل مزاجك الغريب وتدمير أفكارك الخاطئة".
" ارجو ألا تعظيني يا فاي ! لست أكبر مني سوى بثلاث سنوات ، صحيح أنك إمرأة متزوجة وام لولدين ، لكن هذا لا يعني أنك مؤهلة لأن تقدمي لي النصائح !".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-02-12, 09:29 PM   #7

عاشقه الهوي

? العضوٌ??? » 134831
?  التسِجيلٌ » Jul 2010
? مشَارَ?اتْي » 61
?  نُقآطِيْ » عاشقه الهوي is on a distinguished road
افتراضي

اين باقي القصه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

عاشقه الهوي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-12, 08:12 PM   #8

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

نهضت فاي من سريرها ووقفت قرب سرير إبنة خالها وقالت:
" تينا ! إنني اسفة ، لم أكن أريد إنتقادك".
" قلت أن افكاري تافهة وحمقاء ! إنك تعاملينني كأنني ما أزال فتاة صغيرة ، لقد أصبح عمري 18 سنة".
" لقد دللك والدك كثيرا ، ونحن ايضا.....".
تنهدت فاي ثم إستطردت :
" أنت على حق بالنسبة الى اختي الصغيرة ، ثلاث سنوات ليست شيئا ، لكن الزواج والأولاد وخبرة هي أهم واعظم من السنوات".
بهذه الكلمات سكتت فاي ، فقالت تينا :
" عفوا ! إن ما قلته كان نتيجة التسرّع".
" لا باس".
وضعت فاي يدها على كتف تينا وقالت:
" كان نهارا طويلا ، علينا ان نستريح وننام".
وافقت تينا وتكوّمت بين الأغطية ، لو عرفت المرأة السبب الحقيقي لإنزعاجها لكانت سخرت منها ، لكنها لم تعرف شيئا عن مغامراتها السابقة.
" عندما يعود والدك من رحلته ، لماذا لا تاتين لزيارتي ولقضاء بضعة ايام معنا ؟ والدتي تهتم به".
شعرت تينا بالإحراج ، فاسرعت فاي تقول :
" هل تعرفين أن بول طلب مني ان أدعوك ؟ قال لي إذا لم تتوصل تينا الى تسلية بيار ، فلا أعرف من يمكنه أن يقوم بذلك ! لم يسبق ان إمتدحني أحد من قبل".
" انا؟....... إنني .... آه ! لا".
" بلى... بلى... كان بيار دائما نقطة ضعفك ، اليس كذلك ؟ حتى ولو كان قاسيا إتجاهك ،ن بول متضايق مما جرى بين بيار ومادلين ، لم يكن زواجا ناجحا ، وبيار رفض المصالحة ولهذا السبب قرر العودة الى هنا والعيش معنا".
لم تقل تينا شيئا ، إن ذكرى بيار توقظ فيها الألم وهي لا تريد أن تراه ، تابعت تقول:
" ليس في جزيرة كالوها ما يسلّي، هناك كورين ، لكنها ليست من نوع النساء الذي يحب، إنه في حاجة الى إمرأة تستطيع إسعاده ".
" لا أجد نفسي شجاعة بما يكفي لأقوم بهذا الدور ، لم أكن سوى فتاة صغيرة عندما إلتقينا ، ربما لن يعرفني".
" سنرى ذلك غدا ، هل تعتقدين حقا انه نسي فتاته الشريرة ".
" فتاته الشريرة؟ اهكذا كان يسميني؟".
" في كل حال ، كنت تبدين هكذا ! لقد رفضت ان تودعيه في المطار ، ما الذي جعلك هكذا؟".
" لا أذكر شيئا وافضل ان أنام قبل بزوغ الفجر !".
سالتها فاي بلطف:
" ستاتين معنا لحضاره من المطار ، اليس كذلك؟".
"نعم".
وراحت تينا في سبات عميق، إن أحداث النهار انستها عودة بيار ،عليه أن يساعد أخاه في الفندق لمدة لا تقل عن السنة".
كانت في ما مضى سعيدة لرؤياه ، اما اليوم ، فلا يشكل بيار بالنسبة اليها إلا ذكرى مريرة لحبها الأول الحزين ، إن حبها إنطفأ الى الأبد.
خلال فترة قبل الظهر ، لم يتسن الوقت لأن تفكر في بيار ، سفر والدها كان بالفعل هاجسها الول ، إن هذا الفنان الهادىء أصبح فجأة سريع الغضب إتجاه الأمور العادية ، كالبحث عن جواز سفره ، او تذكرة السفر أو الشيكات... وبمساعدة العمة ويني وجهود تينا وصل جان ريمون الى المطار ومعه كل المستندات والحقائب اللازمة ، لم يبق لديه غير وقت قصير لتوديع إبنته العزيزة ، وتحذيرها من بيع بعض اللوحات المهمة مهما كان السعر المعروض ، ونبّهها ألا تنسى أن ترد على رسالة نسيها تطلب منه كتابة مقال عن الرسام غوغان المشهور...
وعدته ألا تنسى شيئا وبعد القبلات وكلمات الوداع ، صعد جان ريمون الى الطائرة مع المسافرين .
عادت تينا الى المنزل لتساعد الخادمة فيوليت في توضيب المحترف ، وفي نهاية فترة قبل الظهر كانت منهكة تعبة.
فاي وبول ذهبا للقيام ببعض المشتريات ، رفضت تينا تلبية دعوتهما لتناول الغداء برفقتهما ، لأن الوقت لا يسمح لها بذلك ، ففضلت أن تتركهما لوحدهما ، وإكتفت بتناول سندويش وإحتساء الليموناضة ، ثم أخذت دوشا وركبت دراجتها متوجهة الى صالة العرض لتلقي نظرة على لوحات والدها.
في المعرض أبرز اعمال الفنان ، وفي زاوية معدة على الطريقة التاهيتية كان أضخم إنتاجه معروضا.
عندما يتغيّب والدها ، يصبح في إمكان تينا أن تأخذ حريتها في تنظيم المكان كانت تعرض هنا وهناك الأشياء المنحوتة ، كالرموح ، والطبول .... ولا تنسى أن تزين الجدران بالعقد المصنوعة من الأصفاد.
أما اليوم ، فقد إكتفت بترتبب لوحات والدها ووضع علب التلوين في أماكنها وهكذا متى عاد ، يبدأ العمل إذا كان مزاجه يسمح له بذلك...
كان الإقبال عاديا على شراء لوحات جان ريمون ،ومع ذلك كان على تينا أن تدهن المحترف وهذا العمل سيشغلها طيلة فترة بعد الظهر وسيحل الليل بدون أن تشعر بالفراغ.
تذكرت لقاءها المنتظر مع بيار ، لكن لم تعد تلك الفتاة الصغيرة الساذجة ، في الحقيقة ، إنها لا تبالي كثيرا إن هي رأته من جديد أم لا.......
توقفت عن العمل وأعدت لنفسها فنجان شاي ، لم يبق لديها إلا القليل من الوقت للعودة الى المنزل والإستعداد لإستقبال فاي وبول ، كانت تفضل لو انهما ذهبا من دونها فهي تريد البقاء هنا في المحترف.
اخيرا نهضت وغسلت الفنجان واقفلت الباب وإستقلت دراجتها.
بينما كانت تقود دراجتها سارحة في أفكارها ، توقفت قربها سيارة وخرجت منها فاي التي كانت ترتدي بزّة بيضاء وتشد شعرها بربطة سوداء ، راحت تتأمل ملابس تينا ، سروال جينز وردي وقميص معرقة قذرة.
" اين كنت ؟ إنتظرناك مدة طويلة !".
" كنت انظف المحترف ، لأنه كان في حال يرثى لها !".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-02-12, 08:47 PM   #9

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

فهمت تينا معنى نظرات فاي ، لا يمكنها الذهاب الى المطار بهذه الملابس الوسخة.
" آه ، المعذرة ، لقد مرّ الوقت بسرعة لماذا لا تذهبان من دوني؟".
اطلّ بول من نافذة السيارة وقال:
" طبعا لا ، هل هناك أي مانع لذهابك".
" ماذا؟ صحيح يا تينا إنك تبالغين ! ما زال لدينا بعض الوقت لنذهب الى منزلك !.
" لا داعي لذلك ! إنني أحب عفوية تينا ".
أخرج بول منديله وراح يمسح بقع الوسخ عن جسم تينا وقال :
" لا تتحركي ، اعتقد أن لي الحق في أن أفعل ذلك ".
ضحكت تينا وقالت في نفسها : يا لتصرف بول البريء ، ثم قالت :
" شكرا يا بول ، والان ساسرح شعري وينتهي الأمر".
اعطتها فاي علبة حمرة الشفاه ، لكن تينا رفضت أن تضعه وإكتفت بتسريح شعرها الطويل الذي ينسدل بشكل شلالات شقراء على كتفيها ، فاي التي كانت ترتدي ثيابا أنيقة ، نظرت اليها مستغربة وودت لو ان بإمكانها ان تأخذها الى المنزل وتساعدها على إرتداء ملابس نظيفة وأنيقة ، بول كان هو ايضا يرتدي بزّة انيقة وقميصا بيضاء ورمادية ، فجأة تساءلت تينا هل كان من الأفضل ان ترتدي فستانا في هذه المناسبة ، إبتسمت ، قبل ثلاث سوات ، كانت قد امضت النهار كله في إختيار ما ترتديه وتزين وجهها ، ووالدها كان يكره ان يراها واضعة الكحل والحمرة على وجهها ، كم كانت تافهة في سن الخامسة عشرة!
بدات تينا تشعر بعصبية عندما إقتربت من المطار ، وبينما كان بول يركن سيارته ، حطت الطائرة ، ووصلوا الى الداخل في الوقت المناسب لخروجالركاب ، شاهدت بيار وسط مجموعة الناس وإستعدت للسيطرة على أي إضطراب أو إنفعال في داخلها ، لكنها لم تشعر بشيء من هذا ، لم يتغيّر بيار عمّا كان عليه وهوما زال يحافظ على إبتسامته التي كانت تجذبها ، وبعد أن قبل بول وفاي إلتفت نحو تينا وأمسك بيديها وقال :
" هذه هي تينا ، كم كبرت !".
" ليس تماما".
طبع قبلة صغيرة على خدها ، فلم تشعر بشيء ، وطبعت هي قبلة على وجهه وفجأة تقلصت.
من وراء كتفي بول فوجئت بنظرة رمادية ، كان الرجل يتكلم مع اصدقاء له ، لكن نظرته كانت مسمّرة على تينا.
أبعدت يديها عن يدي بيار ، وعرفت من هو هذا الرجل ، إنه ذلك الرجل الغريب الذي إلتقته قبل ثلاث سنوات والذي وجهت اليه كلاما جارحا عل الشاطىء الفارغ لأنه رآها تبكي الما ، ومع ذلك ساعدها وأحاطها بعنايته ، وها هو الآن يتذكرها ويعرفها .
كان يحدق في بيار ثم بتينا من جديد كأنه يرى وجهها الصغير المعذّب وأحذيتها المثقوبة، كان يود أن يقول لها شيئا ، لكنه ادار وجهه عنها وإبتعد بخطوات عريضة بدون ان ينبس بكلمة.
لم تصغ تينا لما كانت فاي تقوله ولم تشعر بالذراع التي أمسكت بها .
" تينا ! إعتقدنا انك رايت شبحا ما ؟".
" لا , لا".
إستعادت وعيها وبيار يرغب في تناول العشاء في احد المطاعم قبل التوجه الى كالوها ، لكن بول وفاي مترددان في إتخاذ قرار.
" لا تهتما للموضوع ، أعتقد أن في إستطاعتكما الإتكال على روزا وجول للإهتمام بالفندق ، اليس هذا صحيحا؟".
قالت تينا:
" إن بول ثابت القدم ورابط الجأش وهو أفضل منك!".
" أما زلت تتذكرين ؟ أما زلت لا تثقين بي ! لنذهب لزيارة العمة ويني".
أمسك بفاي من جهة وتينا من جهة أخرى وتوجه الى الخارج بينما كان بول يهتم بنقل الحقائب.
وصل الجميع الى فيللا العمة ويني التي كانت بإنتظارهم ، إنها تحب بيار حتى الجنون وهو لا يتوقف عن إطرائها ، وإغتنمت تينا هذه الفرصة للإنسحاب كي تغير ملابسها.
كان الليل قد هبط عندما وصلت الى البنغالو المقفل في غياب والدها ، اخذت دشا سريعا وإرتدت فستانا مخرّما بلون حجر الجاد الذي يليق بها تماما ويظهر أناقتها وجسمها الجميل ، زيّنت وجهها ، كان يلمع احيانا في عينيها الخضراوين بريق إستخفاف وإحتقار ، وغريزيا عرفت أن بيار يشتهيها ، قررت ان تدعه يتصرّف كما يرغب ، كي يكتشف بنفسه خطاه ، لم تعد تلك الفتاة البريئة التي هجرها.
كانت محقة في تفكيرها ، منذ وصولهما لم يكف بيار لحظة واحدة عن عن إحاطتها بلطفه والتغزل بها ، ولما وصلوا الى المطعم ، كانت تينا تكاد تطير فرحا ، وكانت مدينة تاهيتي في كل رونقها ، الفتيات المغطاة بأكاليل من الزهر ، والقيثارات وكل سحر الليل في هذه المنطقة الإستوائية ، تركت تينا نفسها تسترخي كأنها إحدى النساء الثريات النازلات من يختها لتتذوق الأشياء الغريبة الساحرة.
همس بيار في أذنيها بينما كانا يرقصان:
" كم تغيّرت ! إنني لن امل من وجودي هنا ، بين تاهيتي وكالوها ".
" ظننت انك تعاني من آلام الحب؟".
" ومن يستطيع تخفيف ألامي؟".
أجابت في جفاء:
" ليس عندي الموهبة للقيام بذلك".
تأملها وقال :
" كم كبرت ، يا قمري الصغير".
" إنني ادعى تينا".
أوشكت القطعة الموسيقية على الإنتهاء ، عنصر الدهشة فعل مفعوله ، لم تكن تينا على إستعداد لتجعل بيار يشعر بأنها تريد أن تتجاوب معه ، هل لديه قلب يحن ، هذا الشاب الجذاب؟


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-02-12, 09:27 PM   #10

أمل بيضون

نجم روايتي وعضوة في فريق الروايات الرومانسية المكتوبة وفراشة عبير المكتوبة

 
الصورة الرمزية أمل بيضون

? العضوٌ??? » 77031
?  التسِجيلٌ » Feb 2009
? مشَارَ?اتْي » 7,187
?  نُقآطِيْ » أمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond reputeأمل بيضون has a reputation beyond repute
افتراضي

ومن دون أسف ، عادت الى طاولة بول ، كلهم يضحكون فرحا ، وتينا لبت دعوة بيار الى الرقص من جديد.
" هناك أمر أريد ان أبحثه معك".
ومن دون إنتظار ردة فعلها ، اخذها بعيدا عن حلبة الرقص ثم أزاح الستائر السميكة التي تغطي باب الحديقة ، هناك مجموعة من الأصدقاء يتنزهون تحت الأشجار المعطرة ، والمصابيح تعكس نورا ورديا ناعما ، توقف بيار وراء سبيل تتساقط منه المياه بشكل شلالات ، حدّق فيها بعينيه الداكنتين فسألته بفارغ صبر:
" إذن ما هو السر؟".
" حبيبتي ، لم تعودي كما أنت عليه ، سبق وقلت لك هذا الكلام مرات عديدة منذ أن وصلت".
كانت تضحك سرا وأضافت :
" هل كنت تظن أنك ستجد الفتاة الصغيرة الساذجة التي عرفتها منذ ثلاث سنوات يا بيار لامونت؟".
" كلا ! لكنني كنت آمل أن تسامحيني".
" انا أسامحك ؟ ماذا تعني؟".
" واأسفاه ! ماذا عليّ ان افعل؟".
" لا شيء ، كفى ، إننا ندور في حلقة مفرغة".
ارادت الذهاب ، لكن قبل أن تتقدم خطوة واحدة ، أمسك بذراعها وأوقفها مكانها في قسوة وقال:
" إذا كان صعبا أن أخبرك ما يجول في قلبي في طريقة لائقة ، فسأجد طريقة أخرى... إنني أعرف جيدا انك كنت تحبينني منذ ثلاث سنوات ، هل نسيت ذلك".
" لا ، لم انسى ! لكن لم يعدهناك شيء نتحدث فيه بشأن هذا الموضوع المؤسف ، دعني".
حاولت التخلص من قبضته ، لكن بلا جدوى ، لم يكن يصغي اليها ، كان يمسكها بكل قواه.
" ربما كنت ما تزالين صغيرة ، لكنك كنت تحبينني ، هل كنت تريدين ان اغريك انت الفتاة الصغيرة".
" كنت مستعدا لذلك، أليس كذلك؟".
" لا".
ضغط من جديد على يدها ، كان في إمكانها أن ترى أسنانه البيضاء بين شفتيه الساحرتين.
" لم أنس ما حصل في الماضي ، وإنني آسف لذلك".
" إنني لا اصدقك ، إنك شاب عاطفي ، لم تكن قادرا على مقاومة رغبتك في إستمالتي حتى ولو كنت في نظرك ساذجة في كل حال ، لم أكن لحسن الحظ سوى فتاة صغيرة".
" ماذا تعنين ؟".
" اريد ان أقول ان ذلك اتاح لي ان أفكر وألا أتعذب ، والآن إتركني اريد أن أعود الى طاولة بول".
تطلع بيار الى وجه تينا المحتقن ، ثم تمسك بها وجذبها بقوة وعانقها .
كانت تينا تتخبّط محاولة التخلص منه ، لكنه كان يضغط عليها بكل قواه ، وأخيرا توصلت الى الإبتعاد عنه وقالت:
" هل صرت مجنونا ؟ إذهب عني ، هل تسمعني ، إذهب عني".
" هل فهمت ايها السيد؟ ! ".
خرجت هذه الكلمات في صوت هادىء ، فقال بيار :
" من أنت؟".
" هذا لا يهم ، دعها وسانها ".
عرفت تينا هذا الصوت ، إنه الرجل الغريب يقف بينها وبين بيار .
" يبدو أنك إحتجت الى وقت طويل كي تتعلمي الدرس ، إلتحقي بأصدقائك ولا تجبريني الى التدخل مرة ثالثة".
تفرست تينا فيه لحظة ،مرة أخرى إنه الشاهد الوحيد على كل ما عانته وتعانيه من إهانات وقالت:
" شكرا ، ولكن لن يكون هناك مرة ثالثة".
أجابها ساخرا :
" إنني أتحداك ، هل تراهنينني على ذلك".
شعرت وكأن الدموع تحرق عينيها وقالت :
" لا ، لا اريد المراهنة".


أمل بيضون غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:55 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.