آخر 10 مشاركات
مرحبا ايها الحب -عدد ممتاز- بوليت أوبري - روايات عبيرجديدة [حصرياً فقط على روايتي] (الكاتـب : Just Faith - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          كما العنقاء " مميزة ومكتملة " (الكاتـب : blue me - )           »          بعينيكِ وعد*مميزة و مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          مشاعر غامضة - ازو كاوود - ع.ج*كاملة * (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )           »          معاناة - ليني كولنس - ع.ج .. حصريا على روايتي** (الكاتـب : جروح - )           »          عذراء فالينتي (135) للكاتبة:Maisey Yates(الجزء 3 سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عشيقة ديسانتيس (134) للكاتبة: Maisey Yates (الجزء 2 من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          عروس أكوستا (133) للكاتبة:Maisey Yates (الجزء الأول من سلسلة ورثة قبل العهود) *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          [تحميل] أعشق آنانيتك عندما تتمناني لك وحدك ، للكاتبة/ &نوني بنت الجنوب& (جميع الصيغ) (الكاتـب : Topaz. - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > قسم ارشيف الروايات المنقولة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-12-13, 09:20 PM   #1

saberdoucen

? العضوٌ??? » 305032
?  التسِجيلٌ » Sep 2013
? مشَارَ?اتْي » 16
?  نُقآطِيْ » saberdoucen is on a distinguished road
Rewity Smile 1 الرواية البوليسية '' رجل من رماد '' بقلم Saberdoucen


الفصل الأول



كان الجو غائما ينبئ بليلة ماطرة . .


يجلس كنان على سطح منزله المطل على ارجاء مدينة ليفورنو التي تكتسي مع قدوم الليل حلة الظلام . .


يحمل الولاعة الملقاة بجانبه ويشعل سيجارة اخرى . . ثم يفتح مذكرته اليومية التي بين يديه و يكتب :


'' ما أقسى أن تشعر أنك لعبة . .


مسكين انت حين تظن أن المال يجعلك أذكى . .


ان القسوة تجعلك أقوى . .


وان الانتقام يجعلك انسانا . .


ستبقى مجرد دمية . . يلعب بها القدر . . ''


تسقط قطرات على صفحات المذكرة المشتعلة بكلمات الحزن والقسوة . . لم يكن المطر بل كانت دموع كنان تتناثر يمينا وشمالا على اسطر الصفحات


تكتب كلمات بحبر شفاف لا تقرؤها إلا عيون عاشت لحظات مؤلمة . .


يبتسم ذلك الشاب في استهزاء ثم يتمتم قائلا :


'' ربما الليلة ستكون آخر ليلة لك ايها الدمية كنان . . '' ثم ينهض وقد أغلق مذكرته و رمى سيجارته لتهوي إلى أسفل البناية .


تبرق السماء و يدوي رعد شديد يهز أطراف المدينة . حينها كان كنان في غرفته وقد انتهى من ارتداء ملابسه التي اعتراها سواد فاق ظلمة شوارع


المدينة . و كأنه على موعد للقاء شخص ما . .


يحمل كتابا كبيرا و يغلق باب غرفته بهدوء ثم يتجه نحو الباب . . حين مروره بالصالون رأى العم عصمان و هو رجل حفر الزمن على وجهه تجاعيد غائرة



ذو بشرة صفراء تحكي قصص السنوات السبعين نائما على الأريكة كالطفل الصغير . يسير نحوه بتأن حتى يغطيه جيدا لأن الجو كان باردا تلك الليلة و


عندما هم بفعل ذلك فتح العم عينيه وقال :


'' ابني أين أنت ذاهب في هذا الوقت المتأخر ؟


أبي أرجوك كم مرة عليك أن تسألني هذا السؤال ؟ لقد قلت لك أني أعمل ليلا . .


ابني لم تحدثني يوما عن عملك هذا ثم إني قد وجدت قطرات دماء على أحد سراويلك . . هلا شرحت لي ذلك ؟!


يتلعثم كنان في ذهول مما سمع و في حيرة كان يبحث عن كذبة يسكت بها ذلك العجوز . . فجأة يرن هاتفه لقد وصلته رسالة نصية من رقم مجهول . .


مفادها :


''tutto e pronto. .Hai solo un'ora per completare la missione''


'' اسرع معك ساعة لتنهي المهمة . . كل شيء جاهز ''


ماذا هناك يا كنان لقد تغيرت ملامح وجهك فجأة . .


لا عليك يا أبي انا بخير لكن علي أن اذهب الآن لقد تأخرت عن عملي . . تصبح على خير . .


انتظر ماذا ستفعل بذلك الكتاب الكبير هل هو جزء من عملك ؟


أبي أنت تعرف اني أحب القراءة هي تسليني في أوقات الفراغ . .addio papa


يخرج كنان من المنزل و يتجه يمينا في خطوات متأنية ،حينها بدأت قطرات بالنزول معلنة بدأ معزوفة المطر . .


على بعد أمتار من المنزل تتوقف سيارة اجرة بجانب كنان . . يكلمه السائق :


'' هل أنت ذاهب إلى مكان ما أيها الشاب ؟


نعم . . هلا أوصلتني إلى محطة القطار . .


طبعا اصعد يا سيدي . . ''


تسير السيارة في المدينة التي قد فرغت شوارعها من الناس هروبا من الأمطار . . يخاطب السائق كنان قائلا :


'' لقد حل الشتاء وحل موسم البرد القارص لا أحب لنفسي الآن من كأس شوكولا ساخن . .



هذا صحيح أنا أيضا احب شراب الشوكولا الساخن في مثل هذا الجو . .



يقول السائق :


'' يبدو أنك لست من إيطاليا لقد عرفت ذلك من لكنتك تبدو مختلفة . .


هههه هذا صحيح لطالما قال لي الناس هنا مثلما تقول . . أنا لست إيطاليا بل تركيا في الحقيقة لكن عندي الجنسية


الإيطالية أعيش هنا منذ سنوات طويلة واعمل في محطة القطار . .


هذا جيد . . يقولها في استغراب حتى أن تقاسيم وجهه لا توحي بالتصديق . .


وصلت السيارة إلى المحطة يسرع كنان في الدخول بسبب اشتداد هطول المطر و دوي الرعد و و وميض البرق . .


داخل المحطة يجلس رجل بعمر ال 50 سنة أو أكثر بقليل ينتظره و ما إن رأى كنان حتى قام يلوح له بيده ليراه . يومئ له كنان و يتقدم نحوه


ليجلسا معا على طاولة واحدة عندها يقول



أمبروجيو :


'' لقد تأخرت يا كنان لم يتبق وقت كثير سيأتي الرجل في أي لحظة . .


لا تقلق يا عزيزي سيكون قتله اسرع مما تتصور . . كل ما عليك هو قطع الكهرباء وان تنتظرني في الخارج بالسيارة كما اتفقنا . .


حسنا يا كنان لكن أريد عن أسألك عن شيء ما . .


ماهو ؟


بخصوص اجتماعنا بالسيد ماركو فيسكونتي حول عملية قتل ناظم الياقوتي اليوم ، لما أنهى كلامه طلب مني الخروج و


انفرد معك في مكتبه ، كأنه كلفك بمهمة ثانية . .


عماذا تتحدث يا امبروجيو لا يمكن أن يطلب مني السيد فيسكونتي شيئا كهذا . .


كنان أنا وأنت وكل الرجال الذين يعملون لدى السيد فيسكونتي دمى بالنسبة له ، وهذه الدمى تتحرك لتقتل كل من يسعى للقضاء على فيسكونتي أو


من يشكلون خطرا على حياته أو حياة عائلته . .



لكننا يخاف بعضناا من بعض ولا يأمن أحدنا الآخر . . لأننا ببساطة قتلة و أيدينا مضرجة بدماء الكثيرين حتى أصدقائنا و عائلاتنا . .


يقولها ببرودة و جفاف يصعقان كنان غضبا لكنه يخفي غضبه بذكاء . .


لقد مر أمام عينيه لوهلة طيف لصديق أبيه كان دائم التردد على بيته حين كان شابا صغيرا . ذلك الصديق الذي كان سببا في موت عائلة كنان حرقا . . أبوه

وأمه وأخته الصغيرة ذات 5 سنوات . . كل ذلك كان من أجل المال . . نعم المال . .



'' سيد أمبروجيو ليس لدينا وقت لمثل هذه النقاشات ، حتى إن كنت خائفا مني و قررت أن تقتلني لن تستطيع لأني الوحيد المكلف بقتل الياقوتي كما انك

لو قتلتني الآن لن تنجو من عقاب رجال فيسكونتي . . و أنا اعذرك على كل حال فحياتنا الآن مليئة بالخوف والخيانة والشك والغدر . . لكن اطمئن



لم يحن وقت موتك على يدي ربما بعد قليل يأتي دورك هههههههه . . يقولها مازحا



لن تقتلني قبل الرجل لقد بدأنا يا كنان لقد أتى . .


يقف كنان حاملا كتابه ويتجه للجلوس بمكان داخل المحطة أين يجلس رجل اصلع يشد شعره السفلي من الخلف يبدو في 50 من عمره


يحمل محفظة جلدية سوداء و يرتدي طقما اسودا كسواد عينيه ذو بشرة بيضاء . . حينها يصل امبروجيو إلى غرفة توصيل الكهرباء و ينتظر الاشارة . .


رن هاتف الرجل فأخرجه بسرعة و فتح المكالمة :


'' ألو . .


نعم سيدي أنا في محطة القطار . .


نعم إلى فينا . . نلتقي هناك حسب الموعد . .


مع السلامة سيدي . . ''


يقوم كنان من مكانه إلى دورة المياه . . لقد كانت خالية من الناس يفتح كتابه و يخرج منه مسدسا و كاتما للصوت و بينما يقوم بتركيبه


يتمتم بصوت خافت :



'' تريد الفرار إلى فينا الآن بعد كشفت خيانتك لماركو فيسكونتي ؟ ستموت لكن على طريقتي هذه المرة ''


ووضع المسدس على خصره و خرج عائدا إلى المحطة . .



'' على الركاب المتجهين إلى مدينة فينا التوجه نحو القطار حالا قبل انطلاقه ''


صوت في المحطة


يتقدم كنان ببطئ نحو السيد ناظم قائلا :


'' هذه آخر ليلة لك سيد ياقوتي استمتع بآخر لحظات حياتك . . ''


الفصل الثاني : آخر سيجارة . .


مع ارتداء النهار عباءة الليل حالكة السواد تشتد العاصفة في غضب و كأنها تستعد لفاجعة قادمة . .

داخل المحطة وحين يطلب من المسافرين التوجه نحو القطار فجأة تنقطع الكهرباء . . وسط هلع الناس وتعالي صراخ النساء والأطفال يتقدم كنان نحو ناظم الياقوتي ويضع المسدس على خاصرته قائلا :


'' سيد ناظم تفضل معي بهدوء لو سمحت . .


اذا لقد فضحت اليس كذلك ؟


سنتلكم في مكان آخر و سأعطيك مجالا للكلام . .


هل تعمل لدى ماركو أيها الشاب ؟


يومض البرق فجأة فيرى ناظم وجه كنان وقبل أن ينبس ببنت شفة يضع المسدس في فمه ويهمس في اذنه :


'' لو نطقت حرفا واحدا سأجعلك ترى ظلاما اشد من هذا . . ''


يومئ ناظم بالموافقة برأسه


يضع كنان المسدس على خصره ثانية ويقول :


'' تفضل معي وبهدوء لو سمحت اعدك أن الأمرسيكون سريعا لن أجعلك تتالم . . ''


وسط زحام الناس يسير كنان و السيد ناظم بخطوات متسارعة نحو الباب الخارجي حيث كان ينتظره امبروجيو داخل سيارة لامبورغيني . .


كنان : '' نحو شارع Grande '' غراندي'' هناك مرآب للسيارات القديمة وجهتنا هناك . .


تقلع السيارة بسرعة نحو الوجهة . .


في الطريق يسال امبروجيو ناظم قائلا :


'' اذن لقد كنت ذاهبا الى فينا ؟ هل كان موعدا للقاء حبيبتك الجديدة أم ماذا ؟ . . ويضحك ضحكة خفيفة . .


ان فيسكونتي رجل ماكر لقد استغل ضعفك أمام الحسناوات وحبك للمال و اللهو ليوقع بك . .


ناظم : اتظن أنك ستبقى حيا وان فيسكونتي سيبقي عليك ستموت حتما وعلى يد زملائك في العش ان لم تكن الليلة . .


حينها تقع عينا امبروجيو على عيني كنان الذي كان ينظر إليه في المرآة الداخلية . .


بعد دقائق في الطريق تتوقف السيارة عند المرآب فينزل كنان واضعا المسدس على رأس ناظم ثم يخاطب امبروجيو :


'' امبروجيو خذه إلى الداخل و كبله جيدا ولا تزح المسدس عن فمه حتى لا يصرخ . . سآتي بعد قليل . . ''


حسنا . .


يحمل كان الهاتف ليتصل بشخص ما . .


تييييييييييت . . تييييييييييييييت . . تييييييييييييت


نعم كنان . .


سيدي مهمتي الاولى انتهت مازالت المهمة الثانية . . ''


انهها بسرعة واياك أن تترك أثرا . .


لا تقلق سيدي كل شيء تحت سيطرتي . . ''


تيت . . تيت . . تيت


داخل المرآب يجلس الياقوتي على كرسي مكبلا و قد أدمي وجهه و وسط فمه خرقة من القماش الرث و يقف امبروجيو بجانبه منتظرا قدوم كنان واذا بهاتفه يرن . . لقد وصلته رسالة تقول :


'' احذر من كنان لقد كلف بقتلك الليلة . . ''


يفزع امبروجيو هلعا لقد صدق ما كان يعتقده حتى نظرات كنان له لم تكن توحي بالأمان . .


امبروجيو : '' لقد عرفت ذلك لكن لن تتمكن من قتلي يا فيسكونتي . . ستكون آخر من أحفر له قبرا بعد كنان . . ''


عبر دهليز مظلم تتعالى اصوات طقطقات حذاء قادمة ببطء ووسط الظلمة تظهر جمرة حمراء كأنها جمرة سيجارة . . يشعل كنان مصابيح المرآب الذي قد اعد فيه حبل على شكل مشنقة و يتقدم نحو السيد ناظم الذي ارتعبت فرائسه لهول الليلة لم يكن يتوقع ان تنتهي حياته البائسة التي بدأت من احياء الكوفة وسط العائلات اليهودية الفقيرة المنزوية بعيدا عن العرب . . لم يكن يتخيل لوهلة أن النعيم الذي وجده في ايطاليا سينتهي على حبل مشنقة . . كانت عيناه تعاينان الموت قبل قدومه . . كان يتذكر شايلا محبوبته ذات الشعر الذهبي والعينين الزرقاوتين بلون السماء . . ذات الجسد المثير والشفتين اللتين تضجان بالأنوثة . . شايلا تلك المرأة الحسناء التي طالما نهل منها كل الحنان الذي تكدست فوقه سنون من الحرمان و البغض والحقد و نظرات الازدراء في ربوع جزيرة العرب والعالم اجمع . ينحني كنان على ناظم و قبل أن يخاطبه اذا بمسدس يوضع على رأسه فيقول:


'' يبدو أني سأسبقك إلى العالم الآخر سيد ناظم ثم يبتسم ضاحكا . . ''


امبروجيو : '' أيها الشاب سبق و قلت لك أن القتلة المأجورين هم ذئاب في جلود البشر تتحرك في جماعات وتعيش

عالمامختلفا لكن لكل ذئب منها عالمه الخاص . . عالم مليء بالخوف من غدر بني عشيرته . . عالم مليء بالشك و

الظلام . .لا تظن أنك تستطيع قتلي بسهولة وأن حيلك ستنطلي علي يا عزيزي . . لقد دخلت عش الغراب منذ ثلاث سنوات فقط أما أنا فقد عملت فيه لسنوات جنيت فيها أموالا طائلة من أرواح من اقتلهم ولم يرف لي جفن ولم يتحرك لي شعور ولم

تأخذني رأفة بمن قتلتهم حتى احب الناس إلي و أصدقائي و زملائي في عملي . .


كنان : '' ههههههههه تعجبني برودتك سيد امبروجيو لا شك أنك قاتل خطير لكن غرورك هذا هو ما مكنني منك الليلة . .

عماذا تتحدث أيها الأحمق من منا لديه المسدس ؟ ههههههههههه انت تهذي من الخوف أم ماذا ؟

لكن قبل أن تموت قل لي لماذا اصدر فيسكونتي أمرا بقتلي . . أنا لم أخنه أبدا في حياتي . . يقولها في حيرة و يعتري وجه

غضب عارم . . ثم يصرخ قائلا : تكلللللللللللللللللللم . .

يومض برق شديد و يدوي رعد قوي . . يتخلله صرير رياح حاد . .

كنان : '' حسنا . . حسنا سأقول لك لقد وضعت كاميرا في المزهرية الموجودة في صالون قصر السيد

و قمت بوضع قليل من السيانيد السام مع السكر الذي قدمته انت مع القهوة للسيد فيسكونتي صباح الثلاثاء الماضي . .

تحمر وجنتا امبروجيو غضبا و تجحظ عيناه لهول ما سمع . .

امبروجيو :ما سبب اقدامك على فعل شيء مماثل ؟ أنت لم تكن عدوي داخل المجموعة ليس لي مصلحة لايذائك كما أني

لا احمل نية لقتل ماركو فيسكونتي ما الذي يدفعك لتوريطي . .

يخرج سيجارة من العلبة ويدخل جيبه ليخرج الولاعة واذا بكنان يولع له ويقول :

'' لا تتعب نفسك يا امبروجيو أنا اولع لك على الأقل آخر سيجارة لك . .

آخر سيجارتي لي ؟! يرفع رأسه ضاحكا في حالة هستيرية . .

حينها يخرج كنان مسدسا من الخلف ويضعه ببطء صوب قلب امبروجيو . .

فجأة تتوقف القهقهة وسط صمت مطبق لليل عدا صوت صرير الرياح . . ينزل امبروجيو رأسه ليرى ابتسامة عريضة

على وجه كنان . . يبادله بأخرى وينزع السيجارة من فمه وينفث الدخان في وجه كنان . . ويخاطب السيد ناظم :

'' يبدو أنك انت الذي سينجو هذه الليلة ونحن الاثنان سنموت معاً . . حسنا لننهي الأمر الآن يا كنان يكفيني ما عشته من

آلام . . يكفيني ما حصدته من ارواح . . يكفيني ما جنيته من أموال '' . . ثم يهم بإطلاق النار على رأس كنان ولكن هيهات

كان مشط المسدس فارغا من الرصاص . . يرجع خطوات الى الوراء وفي محاولات يائسة يجرب الاطلاق لعل رصاصة

تجود عليه بنفس جديد للحياة . . دون فائدة . .



يقع امبروجيو على ركبتيه معلنا اذعانه للموت ثم يدور بينه وبين كنان حوار قصير دام لدقائق ثم رفع كنان مسدسه

و وجه له طلقتين احداهما في الصدر والأخرى في القلب . . فوقع خارا جثة هامدة . . تسبح في دمائها الملوثة بالغدر و

الخيانة الخالية من مشاعر الانسانية . .



كنان مخاطبا الياقوتي : '' قف انت ايضا هيا . .

'' اصعد على الكرسي . . اسرع . . ادخل رقبتك في الحبل . . ''

يحرك ناظم رأسه وكأنه يريد قول شيء ما . . فينزع كنان خرقة القماش من فمه ليدخل في حالة من الجنون قائلا والخوف يعتري فرائسه :

'' ارجوك أيها الشاب ساعطيك كل ما تريد اتركني اسافر الى فينا ارجوك . سأوفر لك عملا معنا هناك . . ارج..... ''

يضع كنان المسدس على فمه ويقول :

'' أنت وسيلتي للدخول إلى السجن لا احتاج أموالك ولا عملك سأقتل كل من هم في طريقي فلا تتعب نفسك بالمحاولة ''

ثم يركل الكرسي من تحت رجليه ليتخبط ناظم في الهواء وبعد دقيقتين أو ثلاث أصبح كالكيس المعلق لا روح تسكنه . .

حينها يعود كنان أدراجه بعد ليلة دامية راح فيها امبروجيو القاتل المأجور لدى فيسكونتي ماركو و ناظم الياقوتي العميل

اليهودي العراقي لدى الموساد . .

الفصل الثالث '' البداية ''


بعيدا عن حياة الترف و السيارات الفاخرة و لباس الحرير و حفلات الأغنياء و لياليهم الحمراء يعيش الناس في الحارات الفقيرة والشوارع المهجورة حياة قاسية إن لم تخل من غداء خلت من عشاء هذا في احسن الحالات . . يعيش الناس وسط لهيب الجوع وبين نيران الجريمة في دهاليز الجهل حالكة الظلام . .

رستم ميكانيكي معروف في المنطقة يقصده حتى أغنياء المدينة لتصليح عرباتهم رجل استطاع الخروج من اوحال الفقر بتلك الحرفة ليعيل عائلته المكونة من زوجته نورة و ابنته ملك ذات 5 سنوات فتاة بعمر الزهور جميلة كأمها وذكية كأبيها و ابنه أسامة ذو 18 سنة طالب دراسته لم تكن احسن من لعبه كرة القدم حيث كان يلعب كرة القدم لوقت متأخر من النهار مع اصدقائه و زملائه في الدراسة . . و في أوقات فراغه كان أسامة يساعد والده في مهنته حتى أصبح ميكانيكيا محترفا مع الأيام . .


'' الثلاثاء 11 ديسمبر1997 ''



كان يوم عطلة لأسامة و كعادته هو الآن مع أبيه في الورشة يمسك مفكا ويقبع تحت سيارة اذا بشخص يدخل . .


'' ?rustom sei qui . .''

رستم هل انت هنا ؟


''ciao ambrogio . . che sorpresa!! ''

أهلا أمبروجيو يا للمفاجأة . .


يخرج أسامة ليرحب بضيف أبيه فاذا به يرى رجلا بعمر أبيه يرتدي طقما فاخرا و حذاء جلديا غالي الثمن لم يكن أسامة يشاهده إلا عبر التلفاز أو في المحلات الفاخرة . . إنه السيد امبروجيو رجل ايطالي صديق لرستم منذ سنوات كان يتردد على منزلهم كثيرا للزيارة لكنه انقطع فجأة . .

امبروجيو : '' اووه أسامة الصغير لقد كبرت كثيرا منذ آخر مرة رأيتك فيها اذا لا داعي للكلام بالايطالية لابد أنك لم تفهم شيئا مما قلناه هاهاهاها . .

أسامة :''Non signore ho capito molto bene la lingua italiana . .''

لا عليك سيدي أنا افهم جيدا اللغة الايطالية


أمبروجيو: '' اووووووووه هذا رائع لكن أين تعلمتها ؟ ''

أسامة:'' أنا أحب اللغة الايطالية هي احدى اللغات التي ادرسها "

امبروجيو:'' برافووو . . ستذهب معي اذا إلى ايطاليا هناك حياة أفضل تنتظرك ''

رستم :'' ابني اذهب و اطلب من أمك تجهيز الغداء هيا . . ''

امبروجيو:'' رستم لا تتعب نفسك . . ارجوك ساذهب إلى الفندق ''

رستم: ''. . ما هذا الكلام ؟ لن تذهب إلى أي مكان ستبقى عندي حتى تقرر العودة إلى بلدك ''

يدق أسامة الباب وحين تفتح له أمه يقول : '' أمي لقد أتى صديق أبي الايطالي و ابي يريد منك تحضير الغداء والفراش للضيف ''

نورة في ذهول يخبئ سرا : '' منذ متى حل علينا هذا أيضا ؟ ''

أسامة: '' أمي تبدين قلقة كأن قدومه لم يرق لك ؟ ''

نورة: '' لا عليك يا ابني كل شيء سيكون جاهزا . . ''


يخرج أسامة وعلامات الحيرة تغمره مما سمع من أمه . . و يعود للورشة حيث يجلس ابوه والسيد امبروجيو .جلس الى جانبها وراح بحدق في السيد امبروجيو لقد اعجبته اللكنة الايطالية التي تعبر عن الغنى والثراء الفاحش و عن حياة يملؤها الترف والبذخ . . تلك الحياة التي تشع من وجه امبروجيو و ذلك السيغار الغالي الذي يحمله بين أصابعه و يلوح به يمينا وشمالا كل هذا أسر ذلك الفتى وأصبح يحلم ان يصبح مثل صديق أبيه الإيطالي . .

رستم :'' امبروجيو هل تزوجت أم لا ؟ ''


امبروجيو: '' لا أنا استمتع بحياتي الآن ولا أريد أن يشاركني متعتي أحد . . وكما تعلم الزواج سيحرمني هذه المتعة أنا اسافر كثيرا وطبيعة عملي لا تسمح لي بالزواج كما أن النساء كثيرات أنا في غنى عن واحدة تنغص علي هذه الحياة ''


رستم ضااحكا :'' اذا قد تخليت عن تجارة السيارات ااااه لقد خسرت مصدر رزق كبير . . ''

امبروجيو: '' لا على العكس لقد وجدت عملا سهلا و يدر كثيرا من المال كما انني اعمل حسب الطلب وعادة ما يكون كل شهر مرة واحد أو كل بضعة أشهر . . ''

رستم: '' وماهو هذا العمل هل استطع ممارسته هنا ؟ ''

امبروجيو:'' طبعا بامكانك أن تمارسه هنا أو في أي مكان في العالم لكن عليك أولا أن تتعاقد مع اصحابه في ايطاليا وهم من يوجهونك ''

رستم :'' هلا شرحت لي اكثر عن هذا العمل فقد سئمت المفكات وصوت السيارات أريد شيئا مختلفا ومربحا ''

امبروجيو:'' لا استطيع فعل ذلك إذا أردت نعود معا إلى ايطاليا هناك ستفهم طبيعة عملي هذا من جهة ومن جهة أخرى تزور بيتي وتقوم بجولة حول ايطاليا ''

رستم : '' يا ليتني استطيع فعل ذلك لكن لا استطيع يا امبروجيو عائلتي تحتاجني و الحياة صعبة وأولادي صغار لا معيل لهم غيري أنت تفهم ذلك ''

امبروجيو : '' وما المانع احضرهم معك بيتي كبير بامكانك العيش هناك في ايطاليا أنا اتكلف بموضوع الإقامة لا تقلق عزيزي ''

رستم: '' شكرا امبروجيو هذا كرم كبير منك ''

امبروجيو: '' الحياة في ايطاليا أفضل بكثير . . هناك سيفتح لك المستقبل ذراعيه بصدر رحب خاصة في مهنتك انت تعرف أننا نصنع السيارات ونحن بحاجة إلى ميكانيكيين ماهرين . .''

بدأت الفكرة تعجب رستم لكنه لم يصرح بذلك وقال معقبا :

رستم: '' سأفكر بالأمر . . الآن دعنا ندخل لتناول الغداء لا شك انك جائع جدا ''


بينما يتناول رستم و امبروجيو الأكل دخل أسامة وأخبر اباه همسا أن أمه تطلبه .حينها اسأذن رستم وذهب ليرى ما الخطب تنتظر نورة زوجها وعلامات القلق بادية على وجهها و بمجرد أن دخل تقول له : '' رستم ما الذي أتى بهذا الإيطالي إلى بيتنا ؟ ''

رستم : '' نورة هذا صديقي و ليس له مكان يذهب إليه هنا ''

نورة: '' إنه يريد أن يأخذك إلى إيطاليا أليس كذلك ؟ ''

رستم: '' من الذي أخبرك بذلك ؟ ''

رستم: '' لا يهم من أخبرني هل هذا صحيح ؟ ''

رستم ضاحكا : '' نعم هذا صحيح لكن ما خطبك ألا تريدين زيارة ايطاليا ؟ لا أحد يرفض فكرة كهذه ''

نورة:'' عزيزي لا تسمع لكلامه يقولون أن إيطاليا مليئة بالجريمة وليست كما نتصورها نحن.''

'' لا عليك يا عزيزتي .امبروجيو شخص طيب و هو يحبني أنا متأكد من ذلك. لقد عرض علي السفر إلى إيطاليا للعمل في تركيب السيارات وسيقوم بتوفير عقد عمل لي مع احد المصانع الإيطالية المشهورة ''

'' لا أنا لست مرتاحة لذلك فلنبق هنا أنت ميكانيكي مشهور وما تكسبه يكفينا نحن لا نريد حياة الترف ''

رستم:'' ههههههههه حسنا كما تريدين يا حبيبتي ''


يعود رستم إلى الغرفة التي يوجد بها السيد امبروجيو واذا بقهقهات تعلو المكان . . يبدو الايطالي مستمتعا مع اسامة لقد ابهره ذكاؤه واعجبته مهارته في التكلم بالايطالية بطلاقة ملفتة . .

أمبروجيو :'' اااااه رستم ولدك رائع كم أتمنى أن ارزق بطفل بذكائه . . ''


رستم:'' هو كذلك لكن أنت لا تعلم أنه لاعب كرة محترف أليس كذلك ؟ ''


أسامة: ''اذا سأرافقك إلى ايطاليا لأصبح نجما كبيرا ''


رستم: '' هههههههههه حسنا لك ذلك يا عزيزي ''


امبروجيو:'' والآن اسمح لي يا رستم علي العودة إلى الفندق الآن لدي عمل مهم لأنجزه ''


رستم:'' حسنا سأزورك في الفندق يوم غد ''

حجز امبروجيو غرفة في أحد الفنادق الفخمة المقابلة للقنصلية اليونانية و حين دخوله المنزل وضع شريطا غنائيا ليستمع لموسيقاه المفضلة و بدل أن بضغط على زر التشغيل ضغط على زر التسجيل حينها رن الهاتف . . يضغط امبروجيو على زر تكبير الصوت وقال :


'' ألووو . . ''

'' امبروجيو هذا أنا جيوفاني . . ''

'' اااااه مرحبا جيوفاني . . ''

'' هل كل شيء على ما يرام ؟ . . لقد أرسلنا لك القناصة هل استلمتها ؟ . . ''

'' نعم جيوفاني لقد أخذتها في الميناء من رجلكم . . ''

'' جيد . . امبروجيو انتبه وكن حذرا لا نريد اخطاء هل فهمت . . ''

'' لا تقلق كل شيء يسير حسب الخطة لقد حجزت غرفة مناسبة و سأنفذ العملية ليلة غد . . ''

'' لا ترخ انتباهك . . قتل القنصل اليوناني ليس بالأمر السهل إن كشف أمرك نحن لا نضمن سلامتك . . ''

'' أنا ادرك الأمر لا تقلق . . ''

'' السيد ماركو يقدر مخاطرتك و يعدك بمكآفأة كبيرة إن نجحت في قتله. . ''

'' جيد مع السلامة الآن . . ''

يتوجه نحو غرفة النوم و يفتح الخزانة فاذا بداخلها حقيبة جلدية كبيرة تحتوي قناصة سوداء من نوع ''M24 '' مرفقة مع علب الرصاص الخاص بها و قفازات سود . . قناصة مع مكبر معد للرؤية الليلية . .هذا هو النشاط الذي تقوم به احدى عصابات المافيا في مجموعة من الدول الأوروبية هي فرنسا،ايطاليا،النمسا،اليو نان،المانيا،اسبانيا وبريطانيا وحتى بعض الدول الأخرى كتركيا والدول العربية كل منها يعمل تحت ظلال الموساد الاسرائيلي الذي يمدها بالمال مقابل تجنيد العملاء والايقاع بهم و تكوين فروع مختصة في تصفية من يعارضون مصالح اسرائيل أو حتى عملاءها إن قرروا التوبة من الخيانة . . حتى العلماء و الشخصيات السياسية وربما حصدت هذه الأيدي الدامية ارواحا بريئة ممن يركضون وراء لقمة العيش والتي قد ترميهم في دوامة الاحداث . . تطل الشمس معلنة بدأ يوم جديد وكما كان متفقا أتى رستم لزيارة صديقه وعندما وصل إلى الفندق سأل عن امبروجيو جيانو فدله الخادم إلى غرفته.حين دق الجرس فتح له امبروجيو وهو يحمل منشفة على كتفيه ، كان يستعد لأخذ حمام ساخن على ما يبدو حينها قال رستم :'' اااااه يبدو أني جئت في وقت غير مناسب . . ''

امبروجيو:'' ادخل رستم تفضل سآخذ حماما سريعا واعود في الحال لنسهر في الخارج . . ''


رستم:'' أووووكي هيا اسرع أنا لا أحب الانتظار طويلا . . ''

امبروجيو: '' ارجوك انتظرني هناك . . اجلس على الأريكة ''

ذهب رستم إلى الصالون بينما دخل امبروجيو إلى غرفته ليستحم . وأخذ يقلب الاشياء واحدا بعد الآخر تارة يحمل كتابا وأخرى قلما ثم جلس على الأريكة. لاحظ وجود آلة تسجيل على الطاولة الموجودة بجانبه فأخذه الفضول لسماع الموسيقى ريثما يعود صديقه فضغط على زر التشغيل وهنا كانت الصدمة لقد استمع إلى الحوار الذي دار بين امبروجيو و جيوفاني و سمع تفاصيل عملية قتل القنصل اليوناني في تلك الغرفة و الليلة . . كان ذهوله عظيما لهول ما علم به . . قام من مكانه فزعا ليخرج من الفندق لكن امبروجيو كان قد رأى المشهد وقام بجلب مسدس من غرفته و خاطبه قائلا :

'' توقف يا رستم إلى أين تخال نفسك ذاهيا ؟ ''

رستم:'' هل تريد قتلي أيضا يا امبروجيو ؟ لم أكن اعلم أنك بهذه الخساسة لقد خدعتني . . ''

'' رستم أنا لم اخدعك انت صديقي لكنه عملي لم ارد اخبارك عنه حتى لا تتغير نظرتك إلي . . ''

'' اسمع يا هذا أنا لا اعلم حتى ان كان اسمك حقيقيا أو خدعة كل ما اريده هو أن تبتعد عني وعن عائلتي اتفهم

لا علاقة لي بما تفعله ''

امبروجيو: '' ارجوك اهدأ الامر لا يستحق كل هذا الغضب ثم إني سأشرح لك الهدف من قتل القنصل اليوناني . . ''يقولها وابتسامة تعلو وجهه . .


رستم:'' لا ارى داعيا للضحك يبدو أنك معتاد على القتل وإلا لما كنت بهذه البرودة . . هذا مؤسف جدا لقد اصبح حصد الارواح عملا بالنسبة لكم هل هذه هي ايطاليا التي تريد مني العيش فيها ؟ ''

امبروجيو: '' عزيزي في هذه الحياة ذئاب وخراف و انت تختار من تكون . . إذا كنت ذئبا عليك أن تصطاد الخراف لتعيش وأما إن اخترت أن تكون خروفا عليك أن تعيش حياة الخوف و الرعب وأن تنتظر الذئاب كل ثانية لتفترسك . . هذا القنصل هو قربان سيقدم لقاء اعطاء الأزمة اليونانية التركية وتيرة أكبر أنا لا اعلم البغية الحقيقة من ذلك لكن هذا ما استطعت الحصول عليه من معلومات .ثم إن القنصل اليوناني لا يمت لك بأي قرابة ما الذي يجعلك تنتفض سخطا بهذا الشكل . . لطالما فكرت أن أضمك إلى مجموعتنا صدقني ستكسب أموالا طائلة وتعيش حياة مترفة وتستمتع بالجاه والنساااء هههههههه ألا تريد ذلك ؟ ''

رستم: '' أنت مجرم محتال أنا لن ألوث يدي بدم أي كان .ابتعد عني وعن عائلتي وقم بما تشاء اتفهم ؟ ''

تجحظ عينا امبروجيو وقد اعترى وجهه غضب عارم من كلام رستم ثم يدنو ليهمس في اذنه : '' صحيح أنك صديقي لكن لو تفوهت بحرف واحد سأقتلك أنت وعائلتك . . صدقني محوكم من الوجود أسهل عندي من شرب كأس من النبيذ . . '' يقولها بنبرة حادة مفعمة بالحقد والغل . . ثم يردف قائلا :

'' تفضل بالخروج اسرع . . ''

يخرج رستم من الفندق ليتجه مباشرة إلى بيته تاركا وراءه ذلك المجرم الذي ادعى صداقته لسنوات و قام بلعب دوره على أكمل وجه ليقوم بعمليات قتل في المدينة لسنوات محتميا بغطاء زيارة صديق . . في الفندق يجلس امبروجو على الأريكة يفكر في أمر رستم .لقد أصبح هاجسا هو الآخر قد يقوم بافشاء سر العملية للمخابرات فتفشل وتكون نهايته لقد وقع في حيرة بين أن يقتله أو يخلي سبيله و فجأة تذكر الشريط المسجل و حينما تفقد وجوده لاحظ احتفاءه من آلة التسجيل لقد أخذها رستم معه وذهب في تلك اللحظة علم امبروجيو أن موته قاب قوسين أو أدنى .حينها اسرع في ارتداء ملابسه للحاق برستم قبل وقوع ما لا يحمد عقباه . .

قريبا من البيت وقف امبروجيو ينتظر خروج رستم حتى يختلي به ويقتله هبل أن يكشف امره .حينها كان رستم قد اخذ الهاتف وطلب من احد اصدقائه هو مصطفى القدوم إلى منزله .بعد لحظات كان صديقه أمام بيته ينتظره وحين خرج تظاهر أنه يعطيه شيئا في يده ليوهم امبروجيو أنه يعطيه الشريط .قريبا من المنزل يشاهد الايطالي ما يحدث غاضبا دون أن يقوم بحركة واحدة لأن الشارع مليء بالمارة . . هو لا يستطيع قتله في تلك اللحظة كما أن الدليل أصبح بيد رجل آخر.

لقد تأزم الوضع بالنسبة له كثيرا و لم يبق كثير من الوقت لاغتيال القنصل اليوناني . .


الفصل الرابع '' الأولاد والآباء ''



بدأ الثلج بالهطول و أخذت الشوارع تخلوا من الحركة . . لقد غابت الشمس وبدأت أول خيوط الليل تغازل ضوء النهار، قريبا من بيت رستم يقف امبروجيو متخفيا بمعطفه يفكر في حل يخرجه من المأزق الذي وقع فيه. مصطفى صديق رستم يركب سيارته ويقلع مسرعا في طريقه لمبنى المخابرات ليبلغ عن ما علم به رستم.لكن في أحد الشوارع الخالية تتوقف سيارتان أمامه و في ذهول منه يحاول الرجوع إلى الوراء لكنه يفاجأ بسيارتين تسدان الممر يخرج رجال ملثمون حاملين رشاشات نحو مصطفى.بعد تفتيشه يجد أحد الرجال ورقة كتب فيها '' لدي معلومات حول رجل ايطالي يحضر لعملية اغتيال ليلة الغد '' فيضعونه داخل احدى سياراتهم و يقلعون.
في ذلك الوقت كان الظلام قد حل و هذا ماكان ينتظره امبروجيو ليخلص نفسه من مأزقه، يتحقق من مسدسه ثم يذهب إلى الجهة الخلفية من المنزل ليبحث عن طريقة يدخل بها إليه فيلمح نافذة المطبخ مفتوحة إنها سبيله الوحيد.يقترب امبروجيو من النافذة ببطئ وحين يهم بالدخول يوضع مسدس على رأسه فيتجمد ساكنا.

جيوفاني : '' امبروجيو أنا جيوفاني لا تقلق '' يرفع المسدس عن رأسه .

امبروجيو: '' جيوفاني ؟ ما الذي أتى بك اعتقدت أنك في ليفورنو ؟ ''

جيوفاني : '' هذه قصة طويلة لنكمل عملنا قبل أن يأتي أحد و نكمل حديثنا فيما بعد ''

امبروجيو : '' حسنا . . اسمعني رستم يعرف كل شيء بشأن العملية لكن بما أننا صرنا اثنين أنت خذ زوجته وانا آخذه هل
هذا مفهوم ؟ ''

يومئ جيوفاني موافقا. .

يدخل الرجلان بهدوء إلى المنزل حيث يجلس رستم و زوجته يحتسيان القهوة في الصالون.

نورة : '' عزيزي تبدو متوترا هل حدث شيء ما ؟ ''

رستم : '' لا تقلقي عزيزتي أنا أفكر بأسامة لم لم يعد إلى الآن ؟ ''

نورة : '' اووووووووووه أنت تعلم أنه يحب كرة القدم لقد ذهب للعب كعادته ''

رستم : '' لكنه تأخر اليوم لقد تأخر الوقت كما ان الجو بارد جدا في الخارج ''

نورة : '' أسامة اصبح شابا لا داعي لكل هذا القلق . . ااااه نسيت ألن تأكل طعام العشاء ألم تجع بعد ؟ ''

رستم : '' سأنتظر ابني و نأكل العشاء معا ، حسنا سأخرج قليلا ''.حين يهم بفتح الباب فجأة يسمع صوت فجان يكسر إنه لا يصدق ما يرى نورة واقعة تحت أيدي رجلين يرتديان معاطفا سودا أحدها صديقه جيانو امبروجيو والآخر جيوفاني روتشي القاتلان الايطاليان اللذان ينفذان عمليات قتل باسم مجموعة اليد الحمراء المنتشرة في اوروبا.

امبروجيو : '' ههههه جيوفاني دعني اعرفك بصديقي رستم انه ميكانيكي مشهور هنا لكنه رجل مشاغب هههههه ''

رستم : '' أيها الايطالي الحقير هل تحتمون بصدور النساء والأولاد في ايطاليا . . اتركها لا شأن لها معك ''

جيوفاني : '' اووووه يبدو أن لك لسانا طويلا لكن لا تقلق سأقوم بقطعه الليلة ''

امبروجيو : '' والآن قل لي أين الشريط قل أين خبأته ؟ ''

رستم : '' عن أي شريط تتحدث ؟ ''

امبروجيو : '' لست في مزاج يسمح لي بالمزاح معك يا هذا . . قل أين خبأت الشريط بسرعة ''

رستم : '' أرجوك امبروجيو لا شأن لنورة بهذا ارجوك اتركها وسأفعل كل ما تريد . . ''

يضع جيوفاني المسدس تحت ذقن نورة و يضعه في حالة الاطلاق و يقول :

'' اسمع ليس لدينا الوقت للعبث مع حثالة مثلك تكلم أين وضعت الشريط . . امبروجيو فتشه ربما خبأه داخل ملابسه ''

يتحسس امبروجيو ملابس رستم باحثا عن الشريط فيجده في الجيب الداخلي للمعطف فيضرب رستم بالمسدس على رأسه ضربة ترديه ارضا وبالمثل يفعل جيوفاني بنورة .

جيوفاني : '' أرى أن نكبلهما و نحرق المنزل بمن فيه حتى لا نترك أثرا للشرطة ليجدونا ما رأيك ؟ ''

امبروجيو : '' لديهم ابنة صغيرة ماذا نفعل بها هل نأخنا معنا ؟ ''

جيوفاني : '' اوووه امبروجيو منذ متى تفكر بهذه الطريقة ؟ هل اشفقت عليها ؟ طبعا ستموت مع والديها ''

امبروجيو ضاحكا : '' اذا سأحضرها من غرفتها لكن مازال ولده أسامة ألن ننتظره ؟ ''

جيوفاني : '' بالله عليك ليس لدينا وقت فلننه هذا الهراء بسرعة لقد سئمت أريد الذهاب إلى الفندق لأرتاح لقد وصلت قبلك
إلى هنا لأوفر لك الأمن والرجال لتقوم بعمليتك لكنك تبدوا عديم الخبرة كدت أن توقعنا في ورطة.أنت تعرف ماركو لو حصل شيء لا يريده ستكون قد حفرت قبرك ''

امبروجيو :'' حسنا لننه ذلك ''.

في ذلك الوقت أسامة عائد من الملعب مع أحمد صديق الطفولة يتكلمان . .

أسامة : '' الجو بارد جدا اليوم لا أصدق متى سأصل إلى البيت . . ''

أحمد : '' هههه أيها الطفل المدلل هل تشتكي البرد ؟ أنا لا أنام بتاتا من هنا سأذهب للميناء ستصل البواخر ليلا علينا
تفريغ الشحنات ''

أسامة : '' اووووف يا أحمد ألم تجد عملا غير هذا ؟ تعال وتعلم من أبي تصليح السيارات ثم يمكنك تأسيس عملك
الخاص.لن تضطر بعدها للسهر ليلا في هذا البرد القارص ''

أحمد :'' أنا أعيش وحدي منذ سنوات وقد تعودت على عملي ثم إني أفكر بالسفر إلى اوروبا على إحدى هذه البواخر.هناك لن تحتاج إلى العمل ليلا لأنك ستصبح غنيا في فترة وجيزة ، هناك ستتزوج أجمل جميلات أوربا صدقني هذا أصبح حلمي منذ مدة ''

أسامة : '' معك حق لو أنك ترى صديق ابي إنه رجل إيطالي غني جدا يلبس أفخم الملابس و يضع أغلى العطور ولديه سيارة فخمة اساسا هو تاجر سيارات لقد عرض علينا الذهاب إلى ايطاليا لكن أمي لم توافق '' يقولها عابسا.
يتوقف أحمد ثم يردف قائلا :'' إن أمك تبالغ لا توجد امرأة في الكون ترفض العيش في ايطاليا ، ما الذي يعجبها في هذه المدينة ؟ أيعجبها الفقر أم الجهل أم زوجها الذي يدخل إليها كل يوم متسخا بزيوت السيارات ؟ '' يضحك مستهزئا

أسامة :'' أحمد لا تتعد حدودك أنت تتكلم عن أمي وأبي وأنا لا اسمح لك بالاستهزاء بهما ''

أحمد : '' اعذرني يا صديقي لكن أنت تعرف أني أعيش وحيدا منذ أن فقدت عائلتي لم أعد أكترث لكلمة أم أو أب . . على كل حال لقد وصلت الميناء سأذهب لأجهز نفسي ستصل الباخرة في أي لحظة ''

أسامة :'' أحمد ربما لم يكن لك أخ من أمك و أبيك لكن كن على ثقة أنك أخي وإن لم تلدك أمي ''

أحمد :'' أنا أعلم يا أسامة وأنت أيضا أخي '' يعانق أحمد أسامة ويفترقان . .

قبل وصول أسامة إلى منزله وعلى بعد بضعة أمتار يسمع أصواتا تتعالى و صوتا كأنه صوت سيارة اسعاف يأتي من الشارع الذي يقيم فيه.يسرع في مشيته واذا جمع غفير من الناس يجتمعون حول منزله الذي استعرت فيه نار عظيمة.يركض مسرعا نحو البيت لكن رجال الاطفاء يمنعونه، هو لا يعلم بالتحديد ما يحدث لم يكن ينطق سوى كلمات ثلاث '' أمي أبي ملك ''.بعد صراع مع النيران تمكن رجال الاطفاء من اخراج رستم و نورة و الطفلة الصغيرة لكن القدر حال دون بقاء الأم والبنت على قيد الحياة أما رستم فقد كان في حالة خطيرة ربما قد تكون آخر لحظاته.اسامة لا يصدق ما يحدث أمامه ، من سيفعل شيئا كهذا بعائلته من سيفكر باحراق بيته . . كل هذه الاسئلة كانت تدور في رأسه وهو يرافق سيارة الاسعاف إلى المستشفى لانقاذ أبيه . . و غرفة الانعاش يجلس أسامة تائها تتقاذفه أمواج الحيرة حول ما حصل تلك الليلة وفجأة يتلكم رستم :

'' أسامة ، أسامة ، أسس . . ''

أسامة : '' ابي لا تضغط على نفسك ستكون بخير قريبا ''

رستم وهو يتكلم بصعوبة : '' أسامة امبروجيو . . ''

رستم : '' امبروجيو امبرو . . '' ثم يتوقف عن الكلام فجأة لقد أغمي عليه متأثرا بالحروق التي أكلت جسمه.عندما وصل سيارة الاسعاف يخرج الممرضون رستم سريعا إلى غرفة الانعاش وحين خرج الدكتور أخبر الولد أن أباه مغمى عليه لخطورة جراحه لكن حالته خطيرة جدا و أنه لا أمل له بالحياة. أسامة في تلك اللحظة شبه ميت لقد فقد أمه واخته الصغيرة في ليلة واحدة دون أن يعرف من كان وراء هذه الجريمة الشنعاء.حينها وصل أحمد إلى المستشفى ليرى أسامة وقد اصبح لونه بلون الرماد فخاطبه قائلا :

'' أسامة كيف حال عائلتك ألم يتأذوا ؟ ''

أسامة : '' من سيفعل هذا من ؟ من ؟ من ؟ ''

يدخل المفتش و معه عناصر من الشرطة فيخاطب أسامة :

'' ابني أنا آسف لما حصل لكن لو تفضلت نحن نريد أن تساعدنا في التحقيق لو سمحت حتى نعرف من قام بهذا . . أولا هل هناك أعداء لأبيك ؟''

اسامة : '' لا لا يوجد ''

المفتش : '' من تشتبه أنه قد يقوم بشيء كهذا ضدكم يا بني . . ''

اسامة : '' أنا لا اشتبه بأحد ''

المفتش : '' حسنا . . أرجوك احكي لي ما حصل منذ الصباح الىغاية أن خرجت أنت من المنزل ''

أسامة : '' أبي ميكانيكي ولدينا مرآب بجانب منزلنا في هذا اليوم كنت أعمل مع أبي صباحا إلى أن قدم إلينا رجل إيطالي
يدعى أمبروجيو . . '' قبل أن يكمل ستوقفه المفتش سائلا :

'' رجل إيطالي من يكون وكيف شكله ؟ ''

أسامة : '' اسمه امبروجيو رجل في الثلاثينات من عمره يرتدي لباسا فاخرا قال أبي أنه تاجر سيارات كبير في ايطاليا هو صديق قديم لأبي يتردد إلينا كل فترة للزيارة لا أكثر.لقد زاره أبي هذا اليوم على ما أظن أما انا فقد ذهبت للملعب مع أصدقائي ولما عدت وجدت ما وجدت . . ''

المفتش : '' هل تعرف أين يقيم هذا الرجل ؟ أعني بيتا أو فندقا ''

أسامة : '' هو يقيم الآن في فندق لكن لا اعرف اسمه بالضبط . . لكن لماذا تسأل عنه ام أنك تشتبه فيه ''

المفتش : '' هذا عملنا يجب أن لا نترك صغيرة أو كبيرة حتى نجد الجاني يا بني ''
في تلك اللحظة تطلب احدى الممرضات من أسامة الدخول لأبيه لأنه على وشك الموت ويطلبه في قبل أن يفارقه.على السرير ينام رستم و قد اعيته جراحه ينازع الموت وبالكاد يتلفظ اسم ابنه الوحيد :

'' أسامة . . أسامة . . ''

أسامة : '' أبي أنا بجانبك أرجوك لا تتعب نفسك ''

'' أمبروجيو . .أمبروجيو ''

أسامة : '' أبي أرجوك لا تضغط على نفسك ''

رستم : '' امبروجيو . . السيارة . . السيار . . . . . . ''

هذا هو القدر قد يأخذ أغلى ما لديك و هو بين يديك . . تلك هي الأيام أحيانا قد تبتسم لك ابتسامة الطفل البريء و أحيانا قد تنهش لحمك كالذئب الجائع . . لم يكن أسامة يتصور أن حياته السعيدة مع عائلته قد تنتهي بهذا الشكل . .


الفصل 5 : '' الاغتيال ''



توقفت الحياة عن النبض بالنسبة له هو الآن بدون أب ولا أم و لا أخت،يجلس أسامة في المقبرة بجانب عائلته كان الضباب يلف المكان منتشرا في الارجاء حتى أنه لا يستطيع أن يرى لأبعد من مترين لم يبرح مكانه منذ الليلة الماضية حين تم دفن جثث عائلته.كان طوال الليل يمسك رأسه بكلتا يديه وعيناه تدمعان حسرة على من فقدهم،لقد فقد حنان أمه و عطف أبيه و حب اخته الصغيرة . . أين سيذهب بعد اليوم ؟ هل سيكمل دراسته ؟ أم يعمل ؟ كل هذه الاسئلة تدور في رأسه . . غير بعيد يتكئ أحمد نائما بجانب صديقه هو الآخر بقي في المقبرة ولم يذهب إلى عمله حتى يواسي صديق طفولته في مصابه لأنه يعلم تماما ألم فقدان العائلة . .

بالرجوع إلى الأمس . .

بعد أن أضرم الايطاليان النار في بيت السيد رستم ركب الاثنان سيارة جيوفاني وعادا إلى الفندق الذي يسكن فيه امبروجيو ، كان الثلج قد غطى المكان و الطرقات قد خلت تماما من الحركة.داخل السيارة يشعل جيوفاني سيجارا من النوع الفاخر ويقول والدخان يخرج من فمه :



ما الذي حدث كيف قام رستم بتسجيل محادثتنا ؟



يرد امبروجيو بعد ان أصدر صوتا يدل على تفكير قصير: مممم لقد حدث ذلك بالصدفة حين هممت بوضع شريط لأسمع بعض الموسيقى حيث ضغطت على زر التسجيل بالخطأ و دون ان انتبه لكن ما شغلني هو مكالمتك لي. لكن بعدها انتبهت للشريط فأوقفت التسجيل في تلك اللحظة دق رستم باب غرفتي فنسيت أن اخبأ الشريط وذهبت لأستحم،لكني سمعت المكالمة بعدها بقليل لأن الصوت كان مرتفعا قليلا ثم قطع فجأة حين رجعت إلى الصالون تكلمت مع رستم وطلبت منه المغادرة لا أدري لمَ لمْ أقتله في تلك اللحظة يبدو أني أصبحت اشفق على غيري تبا . .



يرد جيوفاني باستخفاف : كم أنت غبي لا أدري هل كان من الحكمة ارسالك لقتل القنصل ''جورج ايراكلايس'' لقد اصبحت غير مؤهل لهذه العمليات لو كنت مكان السيد ماركو لكلفتك بالعمل في ايطاليا على الأقل لن تتفشى أسرارنا إن قبض عليه . .



يرمق امبروجيو جيوفاني بنظرة حادة يملؤها غضب عارم ويقول معقبا على كلامه : إن لم تتوقف عن التفوه بهذه الترهات سأجعلك تندم هل تفهم . .



يضحك جيوفاني بقوة على ما سمع و يقول : لا تنزعج أنا امزح و حسب أنا اعلم تماما أنك احد أكفأ رجال السيد ماركو وإلا لن يرسلك لعملية كهذه ، ينفث دخانا كثيفا ثم يردف : لكن ما يحيرني هو سبب التخلص من جورج في اعتقادي هو رجل مخلص ويقوم بعمله على أتم وجه . .



يرد امبروجيو : '' كان في البداية كذلك لكنه وقع تحت أيدي المخابرات التركية وهو يعمل جاسوسا مزدوجا، لقد أخبرني السيد ماركو أنه وراء تسريب معلومات عن اجتماع اليد الحمراء الأخير وقد قام بنقل بعض المعلومات حول نشاطها، لهذا وجب التخلص منه.اندهش جيوفاني لما سمعه وقال : '' هل دبرت خطة لقتله ؟ ''.



في تلك اللحظة توقف امبروجيو أمام الفندق إنه باء ضخم شاهق وفاخر ذو 5 نجوم يبدو أنه مخصص للأثرياء والشخصيات المهمة يقابله تماما مبنى السفارة اليونانية. فجأة تتوقف سيارة خلف سيارة امبروجيو ينزل منها رجل اصلع ذو شارب كث يبدو في الثلاثينيات من عمره يلبس معطفا رماديا و سروالا رماديا أيضا و تنزل من الجهة الأخرى شابة طويلة القامة شقراء ذات عيون سوداء فاتنة الجمال ساحرة القوام تتمايل يمينا وشمالا كأن وجهها قطعة من القمر تضع احمر شفاه شديد الحمرة وعلى رأسها قبعة نسائية فاتحة الزرقة ترتدي معطفا احمرا و وسروال جينز أزرق وحذاء نسائيا ذا كعب عال أحمر اللون أيضا تمسك يد الرجل و تطلق ضحكات خفيفة تصرخ بالدلال.حين مرورهما بجيوفاني وامبروجيو يمسك هذا الأخير معطفه وكأنه يخفي نفسه عنهما. فيخاطبه جيوفاني متعجبا :



'' ما بك لماذا تخفي نفسك بهذه الطريقة ؟ ''



. . يراقيب أمبروجيو الشابة و الرجل حتى دخلا إلى الفندق ثم يخاطب جيوفاني وقد رتب معطفه : '' هل رأيت ذاك الرجل ؟ إنه رجل أعمال تركي واسمه حسن فالانش لديه أحد أكبر مصانع الألبسة في هذه المدينة رجل منضبط و صارم في عمله لبق المعاملة كريم الطباع لكن كأي رجل في العالم لديه ثغرة واحدة هي حبه للهو والنساء لطالما نال أي امرأة رغب فيها لكن مع كريستين ههههههه ستكون نهايته '' يقولها بنبرة ماكرة . .



جيوفاني : '' أنا الآن لا أفهم شيئا مما تقول هلا شرحت لي أكثر ''. .



امبروجيو : '' لا داعي لذلك الآن سأشرح لك بعد المهمة سنلتقي في ليفورنو بعد يومين والآن اذهب غلى فندقك أنا متعب لقد كان يوما شاقا أريد أن ارتاح قليلا '' . .



امبروجيو :'' حسنا لك ذلك . . '' . بعد ان غادر جيوفاني إلى فندقه ينزل امبروجيو بعد ليلة دامية قضى فيها على من ادعى أنه صديقه لسنوات حتى يغطي على أعماله الاجرامية وهو الليلة يخطط لعملية أخرى للقضاء على '' جورج ايراكلايس '' اليوناني.



عند مدخل الفندق ترحب المضيفة بامبروجيو قائلة :'' عمت مساء سيد فابيو '' فيرد قائلا : '' عمت مساء آنستي شكرا '' . . عند مكتب الاستقبال يقف امبروجيو ليطلب مفاتيح غرفته التي حجزت باسم فابيو دي ماركا ،لقد غير اسمه و جنسيته إلى الاسبانية قبل مجيئه إلى المدينة حتى لا يكشف أمره . . يتكلم المضيف مخاطبا امبروجيو : '' تفضل سيد دي ماركا نتمنى لك إقامة مريحة بيننا ''



امبروجيو : '' شكرا لك هذا كرم كبير منك ، لا تنس احجز لي طاولة في البار الليلة تفضل '' يقدم للمضيف أوراقا نقدية اسبانية ويقول :'' تسل قليلا لابد أن عملك متعب . . ليلة سعيدة '' .يشكر المضيف امبروجيو متملقا :'' ااااه سيد فابيو شكرا جزيلا لم يكن هناك داع لهذا نحن نقدم خدمات متميزة للزبائن المتميزين أمثالك '' .. في ذلك الوقت كان امبروجيو قد استدار ليصعد إلى الجناح 310 أين يقيم . .



في الطابق السابع وبالتحديد في الجناح رقم 220 الذي يوجد تحت جناح امبروجيو مباشرة . يخرج السيد حسن من الحمام وهو يجفف شعره بالمنشفة، يرتدي ثوب حمام ازرقا و خفا باللون ذاته.على السرير تتمدد كريستين روزنبرغ الأمريكية كحورية على شاطئ البحر وشعرها الذهبي قد أخفى شيئا من وجهها الجميل كانت تفتن ذاك الرجل كل لحظة يراها فيها رغم أنه تعرف عليها منذ أشهر في تركيا حين قدمت طلبا لتعمل كسكرتيرة له في الشركة و بما أنها كانت عازبة و شديدة الجمال لفتت انتباهه منذ أن رآها أين قبل طلبها مباشرة وأصبح يغدق عليها بالهدايا و يخرج معها إلى الحانات و لأنها كانت حلوة المنطق و خرافية الحسن زاد تعلقه بها و أصبحت رفيقته الدائمة حتى حين قرر السفر إلى هذه المدينة أحضرها معه. ما إن رآها حتى ترك المنشفة تسقط وارتمى إلى جانبها وقال :'' لا أستطيع التصديق أنك انسان . . كيف لأنسان أن يكون بهذا الجمال ؟ ''



ترد كريستين بابتسامة تشق القلوب و هي تمسك بطرف من شار السيد حسن : '' وانا لا أصدق أن هذا شارب ؟ كيف لشارب أن يكون بهذا الطول ؟ '' ثم تنفجر ضاحكة . .



يضحك حسن لقولها ثم يردف قائلا : '' هل تعرفين شيئا ؟ أنا أندم كل يوم على كل يوم أمضيته دونك لم لم تأتي منذ زمن لماذا ؟ ''.



تمرر كريستين يدها الناعمة على خد حسن وتقول : '' لننس ما مضى المهم أنك بجانبي، ألن نذهب لحانة الفندق إنهم يقيمون حفلة الليلة ''.



يرد حسن و هو يمسك بطرف من خد الفتاة : '' طبعا سنذهب لقد حجزت طاولة لكلينا يا كريستي ''.



كريستين :'' اذا سأجهز نفسي لنذهب و أنت أيضا هيا أسرع ''.



في الطابق 8 يخرج امبروجيو وقد ارتدى طقما اسودا يبدو أنه ذاهب للحفلة المقامة في الحانة أيضا يمسك بيده سيجارا من نوع '' غوركا بلاك دراغون الفاخر '' ويضع عطرا رجاليا غالي الثمن لم يكن امبروجيو بالرجل الوسيم لكن أناقته كانت تلفت انظار كل من بالحانة و خاصة النساء كان يظهر هيبة رجل طاغية شديد السكون في معظم الأوقات لا يرافق أحدا يجلس على مقربة من طاولة البلياردو اللعبة التي يعشقها حد الادمان.في ذلك الوقت لمح دخول كريستين و السيد حسن إلى الحانة مرتدين ثيابا فاخرة،يتابعهما امبروجيو حتى جلسا على طاولتهما حينها وقعت عين كريستين على عينيه فغمزها كإشارة مبهمة ردت عليها بإيماءة وكأنها تفهم ما لمح إليه.



السيد حسن :'' ماذا تشربين يا عزيزتي كريستي ؟ ''.



كريستين :'' أريد كأسا من الصودا لا رغبة بالشرب هذه الليلة ماذا عنك ؟ ''.



السيد حسن : '' سآخذ ما تريدنه أنت وان كان سما هههههه ''.



ترد كريستين في دلال :'' اوووه حسن لا تقل هذا حسنا سأطلب الفودكا هل أنت موافق ؟ ''.



السيد حسن :'' طبعا أوافق ويا حبذا لو تلامس شفتيك حتى يزيد طعمها حلاوة ".



كريستين :'' ههههه لقد اصبحت مشاغبا هذه الأيام حقا أنت هلاك كل بنات حواء كل من تسمع كلماتك لن تستطيع المقاومة. حسنا لطالما سألت نفسي لم أمضي كل هذا الوقت مع رجل ذو شارب طويل مثلك لكن يبدو أن لسانك هو السبب. سأذهب لاحضار طلباتنا بنفسي لا داعي لطلب النادل ''.وحين همت بالوقوف القت بنظرة لامبروجيو واشارة برأسها وكأنها تطلبه فأشار برأسه وكأنه فهمها.عند الساقي طلبت كريستين كأسين احدهما صودا والآخر فودكا لحسن إلى أن وقف بجانبها امبروجيو وقال : '' مرحبا كريستين ''.



فردت : '' أهلا فابيو ''.



امبروجيو ضاحكا :'' ممممم أنت تؤدين دورك بشكل رائع.المهم ليس لدينا وقت حين تذهبين الحي عليه ليلعب البلياردو سأكون بانتظاره على الطاولة ''.



كريستين :'' أوكي افعل ذلك سأذهب الآن ''.ثم تعود إلى الطاولة، في تلك اللحظة يذهب امبروجيو لطاولة البلياردو ويبدأ اللعب إن يديه ساحرتان لا يكاد يضيع كرة واحد يبدو أن لديه خبرة كبيرة في اللعبة.بينما يشرب حسن الفودكا تقول له كريستين و هي تنظر إلى طاولة البلياردو :''حسن أنا اريد أن العب البلياردو هلا قدمت معي ؟''.



يرد حسن في ذهول :'' هذه أول مرة أرى امرأة تلعب البلياردو ! ''



كريستين :'' ههههههه الم تقل انك لا تصدق انني انس ؟ اذن تعال أريك ما تستطيع هذه المرأة فعله في العاب الرجال . .''.



تمسك يده بسرعة حتى انه بالكاد وضع الكأس على الطاولة واتجها نحو الطاولة أين كان يلعب امبروجيو و هو يقول : '' حسنا يا صديقي لم تبق لي سوى الكرة السوداء اختر انت أين اضعها ''.



الرجل :'' يا لك من رجل مغرور''و يرمي عصا اللعب حينها انفجر امبروجيو ضاحكا وهو يحرك رأسه متأسفا.



كريستين :'' مساء الخير سيدي هل أستطيع مشاركتك اللعب ''.



امبروجيو :'' طبعا آنستي الجميلة لك ذلك مع أني اشك أن مثلك تستطيع هزيمتي ''.



كريستين :'' ومن يدري لنعرف ذلك على الميدان ما رأيك ؟''.



امبروجيو:'' مممممم انت واثقة من نفسك أحب هذا النوع من النساء ".بدأ اللعب كريستين أيضا لاعبة محترفة لكن امبروجيو تعمد تركها تهزمه لم يصدق حسن ما رأته عيناه تلك الفتاة الناعمة استطاعت هزيمة رجل لم يقدر عليه امهر اللاعبين في الحانة.حين انتهت اللعبة امسك امبروجيو يد كريستين وقبلها ثم قال :'' أنا اعترف لك مرة ثانية أنت من النوع الذي أحبه من النساء كما أن جمالك يفوق خبرتك في اللعب صدقيني . . ''.



يغتاظ حسن لما يسمعه ولكن يكظم غضبه حتى لا يفسد فرحة حبيبته.ترد كريستين :'' ااااه لم الأمر سهلا أنت أيضا لاعب ماهر ''.



امبروجيو متجاهلا حضور السيد حسن :'' تفضلي معي لنشرب كأسا '' يمسك يدها و كأنه يأخذها للساقي.تنظر كريستين في عجب إلى حسن الذي أمسك امبروجيو من كتفه قائلا بنبرة عالية :



'' ما بالك أيها الرجل ألا تراني معها ؟ هل أنت اعمى ؟''.



امبروجيو :'' اااااه معذرة سيدي لم اعلم أنها برفقتك . . على كل فلترافقنا لنشرب كأسا ''.



يمسك حسن يد كريستين و يرفعها من يد امبروجيو ويرد :'' لا لن نذهب معك إلى اي مكان و اترك يدها و إلا سحقتك كالحشرة أتفهم ؟"ترك امبروجيو الفتاة و اتجه نحو طاولته مبديا بعض الخوف الزائف.



السيد حسن :'' كريستين هيا لنعد إلى الغرفة لم يبق لي مزاج لأبقى هنا ''.



كريستين :'' عزيزي لا داعي لكل هذا الغضب حسنا لا تنزعج لنغادر المكان''.و صعدا إلى جناحهما.

في الغرفة دخلت كريستين لتغير ملابسها و جلس حسن على السرير بانتظارها.فجأة دق الباب،و سمع صوت يقول :'' خدمة الغرف سيد حسن لقد احضرنا لك ما طلبت ''.



حسن متعجبا :'' لم أطلب شيئا انتظر قليلا . . كريستي هل طلبت شيئا ؟''.



كريستين :'' نعم حبيبي أرجوك اتكره يدخله''.عندما فتح حسن الباب وجد امبروجيو فقال :'' هذا أنت ماذا تفعل هنا ثم إين الخادم ؟''.لم ينبس امبروجيو ببنت شفة و احنى رأسه وكانه ينظر إلى شيء في الأسفل حينها نظر حسن ليرى ما الذي ينظر إليه فكان ما هز فرائسه إنه مسدس مع كاتم للصوت قريب منه فرفع رأسه بسرعة حينها وضع امبروجيو سبابته على فم حسن وهمس في اذنه :'' ادخل دون ضجة ''.اغلق امبروجيو الباب ورافق حسن إلى الصالون أين كانت كريستين تنتظره وقد ارتدت معطفا اسودا وسروال جينز ازرق مع قفازات جلدية و حذاء وكأنها تستعد للخروج.



امبروجيو :'' كريستين احضري شريط التسجيل وضعيها على آلة الفيديو ''.



حسن في ذهول :'' كريستي ما الذي يحدث ؟ ماذا هناك ؟ ''.



امبروجيو :'' لا تقلق سيد فالانش ستعرف بعد قليل ''. احضرت كريستين شريط فيديو وآلة تشغيل وعندما شغلت الفيديو كانت صدمة السيد حسن كبيرة لقد شاهد كل لحظة قضاها مع الجاسوسة كريستين روزنبرغ وسمع كل ما قاله عن المخابرات في بلده والمعلومات التي سربها حول نشاط بعض شخصيات الدولة التركية.لم يصدق أن حبيبته لمدة اشهر والتي كانت نديمته في كل خطوة يخطوها ماكانت سوى للايقاع به في شباك امبروجيو جيانو أحد رجال ماركو فيسكونتي رجل الاعمال الايطالي المشهور الذي يدير مجموعة من القتلة المأجورين عبر أنحاء اوربا يعملون تحت مجموعة تسمى " اليد الحمراء " هدفها تجنيد جواسيس وعملاء عبر انحاء العالم لقدموا معلومات حول نشاط الدول وأجهزتها الدبلوماسية و المخابراتية اضافة إلى تصفية خصوم هذه المجموعة و الخونة ممن يتخلون عن الوفاء لها.وقع السيد حسن على ركبتيه مذعنا لأجراس الموت التي دوى صوتها معلنا مأتمه في تلك الليلة إلى أن هزت خفقان قوي حين وضع امبروجيو المسدس على جبهته.



امبروجيو :'' كريستين خذي مفاتيح جناحي واحضري الحقيبة انها تحت سريري ''ورمى المفاتيح لتلتقطها كريستين ثم خرجت باتجاه الطابق 8 أين دخلت الجناح و حملت الحقيبة السوداء التي تحتوي على القناصة مع معداتها.حين رجعت إلى الغرفة كان امبروجيو قد اجلس السيد فالانش على كرسي موجها المسدس نحوه.فتحت كريستين الحقيبة أمام السيد حسن الذي قال وعلامات الخوف بادية على وجهه :'' وماهذا ايضا ؟ هل تريد قتلي بالقناصة ألم يكفك ما بيدك ؟''.



امبروجيو ضاحكا بمكر :'' كم أنت خفيف الظل سيد فالانش حتى وانت تموت هههههه.كريستين اعطه الصورة ''.



حسن :'' عن أي صورة تتكلم ؟''.تقدم كريستين صورة القنصل اليوناني '' جورج ايراكلايس ''وتقول :'' هذه صورة القنصل اليوناني هو الآن في اليونان و سيعود غدا ليلا ستقوم بقتله بهذه القناصة ''.



تجحظ عينا السيد فالانش ويردف قائلا :''' ما ما ماذا ؟ اقتل القنصل ؟ ولكن لماذا ما شأني ؟ ثم إن حياتي ستنتهي لو اكتشف أمري لا لا يمكن أن أفعل هذا ".



امبروجيو :'' اسمعني سيد فالانش الأمر ليس بيدك الآن نحن من يمسك زمام الأمور ثم إن حياتك رهن بأيدينا فإن لم يقتلك غيرنا سنقتلك نحن إلا إن نفذت ما نطلبه منك في تلك الحال ستذهب معنا إلى إيطاليا و سنعطيك أموالا لن تكسب مثلها أبدا في حياتك اضافة إلى أن كريستين ستبقى معك إلى الأبد''.



يقول السيد حسن و قد فقد الأمل في هذه الحياة :'' ومن يضمن لي ذلك ؟ ''.



امبروجيو :'' لا أحد يضمن لك ذلك لكن أنا أضمن لك أنك إن لم تفعل سأقتلك الآن و فورا وحتى وإن هربت سأقوم بارسال هذا الشريط إلى المخابرات التركية حينها ستكون ميتا لا محالة اذن اختر الموت هنا أو في تركيا أو الحياة في إيطاليا ''.



السيد حسن :'' لكن هناك مشكلة أنا لا أجيد استعمال القناصة '' يقولها مراوغا لعله يحصل على نفس جديد للحياة لكن كريستين تقاطعه قائلة:'' كف عن المراوغة لقد رأيتك تقتنص الأرانب في تركيا لم ينج أرنب واحد سقطت عليه عينك ''.



امبروجيو :'' سيد فالانش نحن نعلم كل شيء عنك ونحن متأكدون من عملك لذا ليس هناك داع للمراوغة، أنا لا أريد ان اطيل الكلام لذا اسمعني بانتباه ستقوم ليلا بمساعدة كريستين بقتل القنصل جورج.سيصل إلى هنا على الساعة 22:00 ليلا احذر لا نريد اخطاء.بعد ان تنهي العملية تنسحب انت وكريستين بهدوء من الفندق سأكون بانتظاركما خارجا.يمنع عليك الخروج نهائيا من جناحك اذا اردت شيئا اطلبه من خدمة الفندق و انتبه اذا تفوهت بكلمة واحد ستكون نهايتك هل هذا مفهوم ''



السيد حسن :'' حسنا ليكن ذلك ''.





مرت تلك الليلة و كأنها ألف عام على السيد فالانش وبقي طوال الليل مكبلا إلى كرسي تقابله الجميلة تحمل مسدسا ظلت تراقبه دون أن يغمض لها جفن،يبدو أنها مدربة على ذلك.بقيا على هذا الحال حتى حل الليل واصبحت الساعة تشير إلى 21:30 حينها فكت كريستين وثاق السيد فالانش ليجهز نفسه للعملية ارتدى لباسا أسود اللون حتى لا يرى في الليل وقام باخفاء وجهه بقناع اسود لا يظهر منه سوى الأنف والعينين وقام بتركيب كاتم الصوت على القناصة و منظار للرؤية الليلية وتقدم نحو النافذة المقابلة لمبنى القنصلية اليونانية تحت مراقبة كريستين.



في الخارج كان امبروجيو داخل سيارته على بعد أمتار من الفندق يراقب ما سيحدث إلى أن بدأت سيارات الأمن تتوقف أمام القنصلية لإجراء التجهيزات الأمنية قبل وصول القنصل من المطار.ليس للسيد حسن إلا فرصة واحدة يجب أن ينفذ العملية بسرعة لأن أي خطأ قد يتسبب في فسل العملية.في هذه اللحظة وصلت السيارات التي تقل السيد جورج ايراكلايس إلى مبنى القنصلية إنها اللحظة الحاسمة.يضع السيد فالانش عينه على منظار القناصة ويسدد نحو سيارة القنصل وبمجرد نزوله وبعد أن خطى الخطوة الأولى نحو مدخل البناية اخترقت رصاصة رأسه فأردي قتيلا يسبح في بركة من الدماء اختلطت بالثلج المتساقط حول المدخل.بدأ صراخ الحرس الشخصي يتعالى وعناصر الأمن الذي تجمعوا حول جثته وبعد دقائق أصبح المكان يعج بأفراد الأمن والشرطة للتحقيق في هذه الجريمة البشعة . .



في الجناح 220 وحين انهى السيد فالانش مهمته استدار قائلا :'' هيا علينا أن نخرج قبل أن يكتشف أمرنا لا شك أنهم سيقومون بتفتيش الفندق بحثا عن القاتل ''.لكنه فوجئ بالمسدس موضوعا على رأسه واذا بكريستين تطلق عليه طلقة واحدة اردته طريح الأرض جثة هامدة



وقالت :'' اووووف وأخيرا تخلصت منك يا ذا الشارب الطويل المقرف '' وبزقت عليه ثم خرجت من الغرفة مباشرة نحو سيارة امبروجيو ليتجها إلى فندق آخر سبق لأمبورجيو وأن حجز جناحا لكليهما فيه.



بعد يومين . . كان أسامة يجلس مع أحمد بالقرب من الميناء حتى لمح أسامة السيد امبروجيو يقود سيارته إلى جانبه امراة حسناء في تلك اللحظة تذكر كلمات أبيه قبل موته فأشار له ليلفت انتباهه لكنه لم يره فقال لأحمد :'' أحمد تعال معي لنذهب إلى مرآب أبي أريد ان اتحقق من شيء ما ''.



أحمد:'' ماذا هناك ؟''.



يركض أسامة نحو المرآب بسرعة دون ان يرد على صديقه،أحمد:'' هااااي إلى أين تذهب انتظر'' ثم يلحقه.حين وصل أسامة وأحمد إلى المرآب كان محترقا قليلا مقارنة بالمنزل الذي أصبح رمادا حينها دخل أسامة وهو يردد '' امبروجيو . . السيارة . . أمبروجيو . . السيارة '' أحمد لم يفهم فراح يشير بحاجبيه في إشارة إلى استغرابه من قول صديقه فجأة راح أسامة يتفحص آخر سيارة كان يصلحها أبوه ثم قبع تحتها فإذا به يجد شريطا مخبأ بطريقة ما داخل السيارة قام باخراج وراح يقلبه في استغراب نظر إلى أحمد و قال :'' أتعلم شيئا ؟ أبي قبل أن يموت كان يردد امبروجيو . . السيارة . . امبروجيو السيارة . . في البداية لم أفهم ما معنى هذا حتى رأيت ذلك الرجل الذي حدثتك عنه لا شك أن هناك أمرا يتعلق به في هذا الشريط لنرى ما الأمر هيا ''



أحمد :'' هلا شرحت لي قليلا انا حقا لا أفهم شيئا مما تقوله ؟ ''



أسامة :'' لنذهب إلى منزلك و ستفهم كل شيء ''




في منزل أحمد وضع أسامة الشريط فسمع المكالمة التي دارت بين جيوفاني و امبروجيو في اليوم الذي تم احراق منزله و اكتشف أنها وراء عملية اغتيال القنصل اليوناني . .




saberdoucen غير متواجد حالياً  
التوقيع
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
البوليسية, الرواية, بقلم, رماد, saberdoucen

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:08 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.