27-02-15, 11:05 AM | #1 | |||||||||||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| ندى.....الفجر الحزين / للكاتب محفوظ أيوب ، فصحى مكتملة
| |||||||||||||
27-02-15, 11:27 AM | #2 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تقول همسة غرام ناقلة الرواية لعالم الشبكة العنكبوتية التالي: اليوم أحضرت لكم رواية عن جد رائعة وان شاء الله راح تعجبكم أنا شاريتها وبعد ما انتهيت من قراءتها فكرت اعرضها عليكم اسم الرواية : ندى .. الفجر الحزين المؤلف : محفوظ أيوب وهي رواية حوارية لليافعين. المكان : منشورات دار علاء الدين .. سوريا – دمشق ونبدأ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،، | ||||
27-02-15, 11:29 AM | #3 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الفصل 1 ، عندما تهب النسائم الشرقية في المساء ... تغرد العصافير الصغيرة . والأزهار الجميلة تفتح أهدابها وتنشر في الكون أريجها . وحين يرتدي الليل حلته السوداء ... المزركشة بالجواهر المتألقة ... يهبط السكون إلى الأرض ... ويعم الهدوء ... في أرجاء بلدتنا . هناك قريبا من بيروت ... في أحضان الجبل الأخضر الأشم ... تعشعش منازل بلدتي الجميلة . حيث ولدت ونشأت ... ورقص قلبي للحب أول مرة . كنت أدرس في بيروت ، لان مدرسة البلدة الناشئة لا تضم إلا المراحل الإعدادية . واليوم عدت إلى بلدتي لأقضي عطلة منتصف العام مع أهلي ، في منزلنا الهادئ ذي الغرف الثلاث المتجاورة . اثنتان منهما يضمهما بهر صغير ، والغرفة الثالثة مستقلة تقريبا عنهما . وحالما دخلت دارنا الواسعة جذب انتباهي رجل غريب ، يجلس أمام الغرفة المستقلة ... وانشغلت عنه لما هب والدي ووالدتي وأخوتي ليسلموا علي ويرحبوا بي ثم أدخلوني إلى غرفة العائلة والفرح يغمر وجوههم . وبعد ان ارتحت قليلا سألت : - يوجد في الدار رجل غريب أجاب والدي : - هذا جارنا استأجر تلك الغرفة التي يجلس أمامها . - لماذا أجرتم الغرفة ؟ - هكذا أرادت والدتك ، متذرعة بحجة إننا نتسلى مع الجيران ، ونربح بعض النقود . - ولكنني احتاج لهذه الغرفة في نهاية السنة الدراسية ، عندما احضر لاستعد للامتحان ، وقد طلبت منكم مرارا الا تأجروها . ردت والدتي : - وجدناهم عائلة لطيفة ، ولا يمكن أن يضايقونا ، فأجرناهم الغرفة . - لكنهم يضايقونني ، واحتاج إلى غرفة خاصة ، ولا أستطيع أن ادرس بينهم . - كل الأولاد يدرسون بين أهلهم ، وستعتاد أنت أيضا . - قال والدي لوالدتي : - قلت لك إن (( سمير )) يحتاج للغرفة ، وأصررت على تأجيرها . أجابت والدتي : - إن (( سمير )) يقضي أكثر أيام السنة في بيروت وفي الصيف تكون المدارس قد أغلقت أبوابها ، ويرحل جيراننا عنا . سألت : - يرحلون !... إلى أين ؟ قالت والدتي : - إلى بيروت ، لأنهم من سكانها . - من هؤلاء الجيران وما هو عملهم هنا ؟ - رجل عجوز وزوجته ، وابنتهما التي تعمل معلمة ، وبصحبتهم ابنة أخ هذا الرجل . - أي عائلة كبيرة مؤلفة من عدة أفراد ، ولن تكون الأمور سهلة معهم . - إنهم لطفاء جدا ، وستغير رأيك بعدما تعرفهم . رددت بغضب : - لا أظن إن رأيي سيتغير وأنت تريدين تبرير عملك بقولك هذا . - إذا لم يعجبوك سنطردهم . - وما هو ذنبهم لكي تطرديهم ... أما كان من الأفضل أن لا نتورط معهم ونؤجر غرفتنا ؟ قال والدي : - لا تنزعج يا سمير ... لن يحدث إلا ما يرضيك ، ويريحك . قلت : - دعوا الأمور تسير في مجراها ، وسنجد فيما بعد مخرجا لها . وانصرفت إلى اللهو مع إخوتي ، وصرت أداعب أختي الصغيرة والحزن باد ٍ على وجهي ، والوضع بأكمله مكفهر . ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، وبهذا قد أكملت معكم الفصل الأول وانتظروني في الفصل الثاني اللي راح يكون حافل بالأحداث .. تقبلوا تحياتي همووووووووووسة | ||||
27-02-15, 11:30 AM | #4 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الفصل 2 ، ، استمر الجو خانقا ، يشوبه التوتر والانفعال حتى حل الليل . وحين اشعلنا مصباح الغاز وجلسنا بقربه نتحدث ، قرع باب غرفتنا و أطلت منه فتاة رائعة الجمال . سمراء اللون . سوداء العينين ، ملامحها دقيقة وناعمة . أنف مدبب ، شفاه رقيقة خمرية اللون ، شعر أسود فيه بعض التجاعيد الخفيفة . مع مسحة من البراءة تكلل ما فيها ، ألقت التحية بصوت هادئ خجول : - مساء الخير رد أهلي : - أهلا بك يا ندى ... تفضلي . بقيت في مكانها و سألت : - هل حضر سمير من بيروت ؟ أجابت والدتي : - نعم - يريد عمي وعائلته أن يحضروا لتحيته والسلام عليه . - أهلا وسهلا تفضلوا متى شئتم . - سأخبرهم بذلك . وانصرفت وتركتني مذهولا أمام هذا الجمال الجذاب ، وهذه البساطة والعفوية ، وما لبث أن سألت : - من تكون هذه الفتاة . أجابني والدي : - إنها ابنة اخ الرجل الذي رايته في الدار . - وكيف عرفت أنني سأحضر من بيروت ؟ - نحن قلنا لهم . وبينما كنا نتحدث عن ندى دخل أهلها ز ألقوا التحية ، وسلموا علينا مع تحية خاصة إلي ، وقام والدي بتعريفي بهم ، بادئا بالرجل : - هذا جارنا أبو أنور ، وأبنته المعلمة سهير و ابنة اخيه ندى . أضاف مشيرا الي : - وهذا ابننا سمير . قلت مرحبا : - أهلا وسهلا ... شرفتمونا ... تفضلوا ... جلسا وقالت سهير : - تعتذر والدتي عن الحضور لأنها مريضة قليلا ، و تأمل أن يشرفنا سمير بزيارته لنا . قال والدي : - سلامتها أم أنور ... ماذا بها ؟ - قليل من البرد . - خير إن شاء الله . وساد صمت قليلا كنا خلاله يتفرس بعضنا بعض . وبدا لي جارنا أبو أنور شيخا تجاوز الستين ، أشيب الشعر ، متوسط الطول ، ضعيف البنية . وابنته سهير ، بيضاء اللون مع شيء من الشحوب ، عريضة الوجه ، أنفها صغير ، فمها واسع ، شفتاها ممتلئتان ، يضج الجنس في صدرها الكبير ، لا تخلو من جاذبية وفتنة . و أثناء عملية التفرس لاحظت أن (( سهير )) تحدق إلي ، وكان أبو أنور منصرفا إلى الحديث مع والدي ووالدتي ، وندى تجلس بهدوء و أدب مع شيء من الحياء والحذر . قدمنا لهم القهوة وبعض الحلويات التي أحضرتها معي من بيروت ، وقال أبو أنور : - من واجبنا أن نسهر معكم بمناسبة حضور سمير ، ولكن مرض أم أنور سيضطرنا للعودة الى غرفتنا ، ونفضل أن تشرفونا اليوم بزيارتكم ، وعندما تشفى نرد لكم الزيارة . ووجه السؤال الي قائلا : - ما رأيك بهذا يا سمير ؟ ارتبكت قليلا : - لا بأس .. أنا موافق - حسنا ... إننا في انتظاركم . تدخل والدي : - إن أم أنور مريضة ويستحسن أن نؤجل الزيارة إلى وقت آخر أجاب أبو |أنور : - ليس بها مرض يمنعها من السهر ، و ألحت علينا لإحضاركم معنا . - سنذهب للسهر عندكم . - أهلا بكم . - قد نتأخر قليلا ريثما نتناول العشاء مع سمير . - تأخروا بقدر ما تشاؤون ، و احضروا في الوقت الذي يناسبكم . ثم استأذنوا وانصرفوا . ،،،، وهكذا خلصت معكم الجزء الثاني والمزيد من الأحداث المشوق في الجزء الثالث بالذات هموووووووووسة | ||||
27-02-15, 11:32 AM | #5 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء الثالث ، ، كانت الغرفة غارقة في ضوء المصباح و في إحدى زواياه استلقى سرير بسيط ، تمددت عليه العجوز شائبة الشعر ، بيضوية الوجه طويلة الأنف ، تكاثرت في وجهها التجاعيد ، و أحاطت بعينيها الصغيرتين ، وبرقبتها القصيرة التي استقرت فوق جسم يبدو أنه صغير . وحين أبصرتها استجمعت نفسها في أعلى السرير ، وانبسطت أساريرها ، وانطلق لسانها مرحب بنا : - أهلا وسهلا .. أهلا بك ... يا سمير ... اقترب مني ... أنا مشتاقة لك . اقتربت من سريرها ، وسلمت عليها ، وجلست على كرسي قريب منها ، وجلس والدي ووالدتي بجوار ندى على بساط فرش فوق ارض الغرفة ، بينما استقرت سهير على كرسي بجانبي ، وقعد والدها قريبا من سرير زوجته . وسألت أم أنور : _ كيف حال بيروت في هذه الأيام ؟ أجبت : - بخير . - والله ... اشتقنا لها . - بيروت ممتعة . قال أبو أنور : - أنا لم أحب هذه المدينة . سألت باستغراب : _ لماذا ... يا عمي أبا أنور ؟ - لأنها صاخبة والحياة فيها معقدة . - هذه حالة كل المدن - لذلك أفضل حياة الريف .. لأنني ريفي ، وقضيت طفولتي وجزء من شبابي في هذه القرية . - في قريتنا هذه ! - نعم ... أنا في الأصل ، من سكانها . - لماذا تركتها ؟ - بسبب الظروف القاسية التي مرت بها بعد الحرب العالمية الأولى ، عندما ساد فيها الفقر والجوع هاجرت مع أخي ، والد ندى ، إلى أمريكا ، وبعد ان جمعنا بعض المال عدنا ، وكنت قد ترجت أم أنور وهي من بيروت ، وتفضل أن تسكن فيها ، كما أن وفاة أخي وابني أنور هنا جعلتني أفضل الابتعاد عن هذه القرية ، ولاسيما انه ليس لنا أقرباء ولا ممتلكات تغرينا بالبقاء هنا . - ألا يوجد لكم أقرباء هنا أبدا ؟ - قليل جدا ... وقرابتنا لهم بعيدة ... لان جميع أقربائنا هاجروا ولم يعودوا ، كما أن والديَ توفيا بعد هجرتنا مباشرة . قالت والدتي : - إن الإنسان الطيب كل الناس أقرباء له ، وانتم أناس طيبون . وحاولت أم أنور الابتعاد عن هذا الحديث المحزن ، و سألتني : - في أي مدرسة تتعلم ... يا سمير ؟ - في مدرسة ابن خلدون . - لم اسمع بهذه المدرسة من قبل . - إنها من أكبر مدارس المدينة و أفضلها ، ولا بد أنك قد رأيتها ، وربما لم تنتبهي إليها . - أين تقع ؟ - في الجانب الشرقي من ساحة البرج . - هل أنت مرتاح فيها ؟ - كثيرا ، وهي من أفضل المدارس بناء و أساتذة وطلاب . وقالت سهير : - سمعت والديك يقولان إنك طالب داخلي فيها . - نعم . - ألا تضيق ذرعا بالحياة الداخلية ؟ - بل أحبها كثيرا رغم انها تحد من حريتنا . _ إن بقاء الإنسان داخل الجدران لمدة طويلة هو عملية رهيبة . - لا ريب في هذا ، ولكن حياتنا في المدرسة ليست كذلك ، ونقضي جزءا كبيرا من وقتنا في حدائق المدرسة وباحاتها حين يكون الطقس مناسبا ، ونتسلى مع زملائنا لأن عددنا كبير يقرب مئة طالب داخلي ... ويسمح لنا بالخروج كل يوم أحد وخميس ،وطيلة يوم الجمعة . - الذي يرى مدرستكم من الخارج يظن أنه لا يوجد فيها باحات وحدائق . لانها محاطة بالبناء من كل جانب . - حقا ... إن سورها المرتفع لا يكشف عما في داخلها ، الذي يضم باحتين وحديقتين ، تخصص باحة وحديقة لكل طابق من الطابقين اللذين تتألف منهما المدرسة . - في أي طابق يوجد القسم الداخلي ؟ - غرف النوم موجودة في الطابق الأعلى ، وغرف الطعام وقاعات الدروس في الطابق الأول . - والطلاب غير الداخليين أين يتعلمون ؟ - كلنا نتعلم معا في القاعات نفسها ، وعندما تنتهي الدروس يذهبون إلى منازلهم ، ونبقى نحن في المدرسة . وسألت ندى بحياء ، وتردد : - هل يقدمون لكم طعاما جيدا ؟ - ليس كما ينبغي . أحيانا يكون الطعام سيئا ونضطر لتركه . - هكذا كان يحدث معنا ايضا لما كنت في المدرسة الداخلية . وقد يقدمون لنا العام نيئا أو فاسدا . صرخت أم أنور بندى : - ما هذا الكلام ؟ ... اسكتي أنت ... كل ما يقدم من طعام هو خير وبركة . دهشت وقلت : - إن ما تقوله ندى صحيح ... والطعام الذي يقدمونه ، أحيانا قد يكون في منتهى السوء ، وليس هذا خيرا وبركة . تدخلت سهير لإنقاذ الموقف وسألت : - أي مواد الدراسة تفضل ... يا سمير ؟ - جميع المواد سوء بالنسبة لي ، وإن كنت أميل إلى الأدب أكثر من غيره . - أستطيع ان أساعدك في هذه المادة إذا احتجت للمساعدة . - هل أنت مختصة في الأدب العربي ؟ - لا ... أنا معلمة للمرحلة الابتدائية ، وكنني مولعة بالأدب ، وأكثر من مطالعته . - أكون شاكرا لك لو ساعدتني في هذا المجال ، لان استاذ الأدب العربي في مدرستنا ، لا يكف عن توبيخنا ، لضعفنا في هذه المادة . - سأخصص بعض الوقت لإعطائك دروسا في الأدب العربي . - شكرا لك . - ما هو الوقت الذي تراه مناسبا لمثل هذه الدروس ؟ - سنتفق عليه فيما بعد وانقضت بقية السهرة في أحاديث مماثلة >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> وانتظروا الجزء الرابع الذي سيكون متجدد نوعا ما هموووووووسة | ||||
27-02-15, 11:35 AM | #6 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء 4 ، ، ملأ جيراننا كل جوانب عقلي ، وصارت نفسي مشغولة بهم تبحث عن أجوبة لعديد من الأسئلة ، ولاسيما عن ندى . وفي المساء انتهزت فرصة فراغ والدتي من عملها وسألتها : - هل كنت تعرفين أن أبا أنور من بلدتنا ؟ أجابت : - طبعا ... كان منزلهم القديم قريبا من منزل أهلي . - وتعرفين والد ندى ؟ - أعرفه جيدا . - كيف مات ؟ - أصيب بوباء لعين انتشر في ذلك العام ، وقضى على حياة الكثيرين . - مسكينة ندى . - حقا ... تثير الشفقة . - لماذا عاملتها أم أنور بقسوة أثناء السهرة ؟ - لا أدري ... كأنها ليست على وفاق معها . - ولكنها لم تقل ما يستدعي إسكاتها بتلك الطريقة الخشنة . - لعلها تتبطر على هذه الفتاة التعسة . - لأنها يتيمة ؟ - بل لأنها سيئة الحظ منذ ولادتها ... وحياتها سلسلة من المصائب . بعدما فقدت والدها اضطر أخوتها أن يقدموا بمختلف الأعمال ، لكي يوفروا لقمة العيش لهذه العائلة البائسة . وما لبثوا أن هاجروا إلى أمريكا ، عندما أعيتهم الحيلة في توفير حياة كريمة لهم . وتركوا ندى ووالدتها لقمة سائغة للجوع والتشرد والذل . - كيف كانتا تعيشان ؟ - صارت والدتها تعمل خادمة عند بعض الأثرياء في بيروت ، وسعت حتى أدخلتها إلى ملجأ للأيتام هناك . - وعمها أبو أنور ... لماذا يرعها . - لأنه فقد جميع ثروته التي أحضرها من المهجر في المضاربات التجارية ، ولم يبق لديه ما يسد به رمقه . وهو كما تلاحظ يعيش عالة على راتب ابنته التي بذل كل جهده ، ليجعلها معلمة . - وكيف قبل الآن أن يرعى ندى ؟ - لان الميتم يرعى الأطفال إلى سن معينة ، وبعدئذ عليهم أن يدبروا شؤونهم بأنفسهم . ولما بلغت تلك السن اضطر أن يرعاها . - كان يجدر بوالدتها أن تصطحبها معها لبيروت . - قد يكون ما تحصل عليه من أجر لا يمكنها من توفير منزل مناسب لهما ، كما لا تستطيع اصطحابها معها إلى منازل السادة الذين تعمل عندهم . - لماذا ؟ - خوفا عليها من النفوس الشريرة ، أو ربما لا يقبلون بها . - يا للمسكينة ما أشقى حياتها . - إنها تمزق القلب . - أرجوك .. يا ماما .. أن تساعديها كلما استطعت دون أن تجرحيها . - صدقني ... يا بني ... أعاملها كواحدة من أخواتك ... وجميع عائلة أبي أنور قد أصبحت جزء من عائلتنا ، رغم المدة القصيرة التي قضيناها معا . نشاركهم في الطعام ، ونسهر معهم في أغلب الأحيان ، و نساعدهم في مختلف الأمور . - قولي لأم أنور ان لا تعاملها بقسوة . - أحيانا ألفت نظرها إلى ضرورة معاملة ندى كابنة لها ولكن ندى غريبة عن أم أنور ، ومن حقها أن تنظر إليها كعبءتحمله دون مبرر . - وأبو أنور ألا يحسن معاملتها ؟ - لم أره يسيء إليها أبدا . - أظنها تنسجم مع سهير أكثر من الجميع . - ليس تماما ، إن (( سهير )) أكبر سنا منها بعدة سنوات ... وتقضي أكثر الوقت في المدرسة ، وحين تعود تنصرف إلى شؤونها الخاصة ، بينما تهتم ندى بأمور المنزل . - ألا يساعدونها ؟ - من الذي سيساعدها ؟ ... عمتها وزوجته شيخان مسنان ، وسهير مشغولة في شؤون المدرسة . - وندى أليست طالبة ؟ - بلى ... التحقت بالمدرسة الأهلية بعد أن وافقوا على إعفائها من الرسوم - وفي أي صف هي ؟ - لا أعرف ... اسألها عندما يأتون الليل للسهر معنا . - هل سيأتون اليوم أيضا . - إذا شفيت أم أنور يأتون إلينا ، و إن بقيت مريضة نذهب للسهر معهم . - ومتى تدرس ندى ما دمتم أكثر الأيام على هذه الوتيرة ؟ - عادة نسهر في إحدى الغرف وتبقى ندى وسهير وبعض أخوتك في غرفة أخرى ، وكل من تنهي عملها تحضر إلى مكان السهرة . - ليتهم يأتون اليوم للسهر عندنا . - لماذا ؟ - لأننا كنا البارحة عندهم ، ولا أحب أن نضايقهم اليوم أيضا . - لا أهمية لذلك ... نحن لا نضايقهم أبدا . ولا نبخل عليهم بشيء ، وقد فتحنا لهم بيتا ووضعنا كل ما فيه تحت تصرفهم . وقابلوا حسن معاملتنا بمعاملة أفضل - إنهم جماعة طيبون . - ستحبهم أكثر حالما تتعرف بهم جيدا . - هذا ما أرجوه وبهذا نكون قد كملنا الجزء الرابع .. والجزء الخامس سيكون جزء أفضل انتظروني فيه مع أحداث التقلبات همووووووسة | ||||
27-02-15, 11:51 AM | #7 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء 5 ، ، المطر ينهمر ... والسماء غاضبة . لكن دفء سهرتنا جعلنا ننسى غضب السماء . كنا نتحلق حول المدفأة ... وما إن شعت الحرارة في الغرفة ... حتى ابتعدنا إلى الزوايا ... نتجاذب مختلف الأحاديث والحكايات . واستطعت أن أحظى باهتمام ندى ، التي تجلس بجانبي ، وصرنا نتبادل الأحاديث والنظرات . كانت ندى في البدء حذرة خجولة ، وما لبث أن انسجمت مع ما أثيره من أسئلة واستفسارات : - كيف حال المدرسة الأهلية في البلدة ... يا ندى ؟ أجابت : - لا بأس بها ... ولكن مدارس المدينة أفضل . - في أي مدارس المدينة كنت تتعلمين ؟ - في مدرسة باحثة البادية . - وهناك كنت تعيشين ؟ - لا ... أتلقى الدروس فيها ثم أعود إلى الميتم القريب ، لأقضي فيه بقية اليوم . - ولا تخرجين منه أبدا ؟ - كان محظورا علينا أن نخرج منه إلا للضرورات القصوى . - إذن كانت حياتكن قاسية فيه . - أجل... ونتألم كثيرا بعد العودة من المدرسة ، حين نلاحظ زميلاتنا كيف يذهبن إلى منازلهن ليحظين بمختلف أنواع التسلية والرعاية ، ونحن نعود إلى ملجئنا ، لنهتم به ونقوم بجميع أعماله - هل كانت لك رفيقات كثيرات هناك ؟ - يبلغ عددنا عشرين تقريبا ... واللواتي يتعلمن معي في المدرسة لا يتجاوزن التسع . - إن وضعنا في مدرستنا يختلف عن وضعكن من بعض النواحي . - لماذا ؟ - لأن عددنا كثير ، ونبقى دائما معا . ومع ذلك أشعر بشيء من الضجر بعد انصراف الطلاب النهاريين ، إذ لا يسمح لنا بالخروج في هذه الفترة من المدرسة ، ووقت المطالعة لا يكون قد حان . ونقضي ثلاثة أرباع الساعة متنقلين بين أطراف سور المدرسة وحدائقها . - متى تبدأ مطالعتكم المسائية ؟ - في الخامسة . - إنه الوقت الذي نبدأ فيه ... وكم تدوم ؟ - تدوم ساعتين ، ثم نذهب لتناول العشاء والاستراحة لمدة ساعة نعود بعدها لنطالع ساعة أخرى ، ويحين موعد النوم . - ونحن نطالع ساعتين ونصف ، ونتناول العشاء ، ونقوم بالأعمال التي تكفلنا بها المشرفة على الميتم ، حتى ننتهي منها نذهب إلى النوم . - في أي وقت ؟ - لا يوجد وقت محدد ... ما دام هناك عمل يجب أن نسهر لننجزه . - لاشك أن حالتكن أصعب من حالتنا بكثير . - طبعا ... أنتم في مدرسة تدفعون تكاليفها . ونحن يتامى . وبعد فترة سألت : - في أي صف أنت يا ندى ؟ - في الصف الثامن ... وأنت ؟ - في الصف العاشر ... و إذا كنت تواجهين أية صعوبات ربما أستطيع مساعدتك . - شكرا ... لا أريد أن آخذ من وقتك لأنك بحاجة إليه ، كما أن (( سهير )) تساعدني أحيانا . - يبدو أن كلا منا سيستعين بها ... وقد تطوعت لإعطائي بعض الدروس في اللغة العربية . - سنفتح مدرستنا هنا . ضحكنا ... وقالت ندى : _ أتفضل بيروت على البلدة ؟ - نعم ... و أنت ؟ - وأنا أيضا ، ورغم أن حياتي فيها كانت قاسية جدا أحن إليها . - تحنين إلى المدرسة أم إلى المدينة . - للمدرسة و للمدينة . - حياة المدن أفضل من حياة القرى . - لكل منها حسناتها . - القرية في الشتاء لا تطاق ... مطر ... وطين ... وظلام . - والمدينة ... ضجيج ... وصخب ... وازدحام . - أتفضلين فصل الصيف في بيروت ؟ - نعم ... باستثناء فترات الحر الشديد إذ نذهب إلى بعض المصايف . - هل تفكر عائلة عمك في الاستقرار هنا ؟ - لا ... - لم ؟ - لأن (( سهير )) لا تطيق حياة الريف ، وتسعى لكي تنقل إلى بيروت . - لعلها محقة في هذا . - إن مجال المدينة أوسع ، وهي تطمح إلى مستقبل أفضل ، وتستطيع أن تتابع دراستها بسهولة هناك . - وأنت ... ألا تطمحين إلى عمل ما في المستقبل . - أنا ! ... مصيري في كفة الأقدار . - لماذا ؟ - وضعي مختلف عن أوضاع الآخرين . ويمكن أن أكف عن الدراسة في أية لحظة . لأنني أحمل عمي فوق طاقته ، وقد أذهب لمساعدة والدتي في بيروت . - ربما تحصلين على عمل مناسب إذا تابعت دراستك . - طريقي شائك و معقد جدا . شعرت بأسى رهيب ... وصمت ... إلى أن سألت : - وأنت ماذا تطمح أن تكون ؟ - طبيبا أو ضابطا في الجيش . - اختيارك جيد . - أيهما تفضلين ؟ - الطبيب. - وأنا أميل إلى هذا العمل أكثر ، وإن تعذر الحصول عليه سأختار الطريق الآخر . - لا أجد مبررا لتعذره ما دمت طالبا مجتهدا ، كما سمعت من أهلك ، وحالتكم المادية تسمح باستمرار دراستك . - يفضل والدي أن أعمل في التجارة ، وقد يضغط علي لاختيار هذا الطريق ويرفض استمرار تعليمي ، وعندئذ سأختار الجيش . - لا بأس بعمل التجارة ... ولكن الطب أفضل . - عندما أنال شهادة الدراسة الثانوية ، أحدد أي مهنة سأختار . - لا تبدل اختيارك الأول . - سأحرص عليه ثم وقف أبو أنور واستأذنا بالانصراف ... وذهبوا جميعا وندى معهم . .................................................. .................................................. .... وهكذا قد أكمل معكم هذا الجزء وان شاء الله يكون قد أعجبكم يا رب وانتظروني في الجزء السادس هموووووووسة | ||||
27-02-15, 11:55 AM | #8 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء الــ 6 ، ، انتهت العطلة ، وسأعود إلى المدرسة بعد أن قضيت عدة أيام تكررت فيه السهرات واللقاءات ... اصطحبت صديقي نادر وركبنا سيارة إلى بيروت . بقيت طيلة الطريق صامتا حزينا ، ونفسي مضطربة تفور كفقاقيع الماء الذي يغلي ، وخنجر مدبب يسند رأسه على قلبي . كانت السيارة مزدحمة بالركاب ... يثرثرون ... يضحكون ...يدخنون . فتحوا النوافذ رغم الرياح الباردة ، وصار بعضهم يردد أغنية بصوت بشع . كنت مشغولا عنهم ، ونفسي ممتلئة تماما ولا مكان فيها لشيء آخر . وحين بلغنا المدرسة أسرعنا إلى المهجع . وضعنا أمتعتنا فيه ، ونزلنا إلى الباحة ، حيث التقينا ببعض الزملاء الذين وصلوا حديثا ... سلمنا عليهم ... وتحدثنا قليلا ... ثم اصطحبنا بعضهم الى السينما ، لأننا في مثل هذا اليوم الذي نحضر فيه من السفر ، نكون أحرارا حتى الساعة التاسعة مساء . كنت صامتا في أغلب الأحيان ، ولم أنطق بكلمة واحدة أثناء فترة الاستراحة . وعندما عدن إلى المدرسة وقفنا بعض الوقت في الممر الطويل . وكان نادر قد تذمر من حالتي . جذبني إلى جانب وسألني : - ما بك يا سمير ؟ أجبت : - لا أدري . - أنك في حالة غير طبيعية . - أشعر بهذا . - ألا أستطيع ان أعرف السبب ؟ - أنا لا أعرفه . - بحق صداقتنا أخبرني عما بك ، لأنني أتألم لألمك . - لو كنت أعرف السبب لأخبرتك به . - إذا كان هناك امر خاص لا بأس أن تصمت ، أما إذا احتجت مساعدة ما فأخبرني . - أقسم لك بأنه لا يوجد شيء معين . - هل قضيت العطلة بصورة سيئة ؟ - لا ... بل استمتعت بها كثيرا . - ما الذي يزعجك إذن ؟ - لا عرف ... أشعر برغبة شديدة في البكاء . - البكاء ! ... كأن شيئا مزعجا قد حدث لك أو لأهلك . - لم يحث شيء من هذا أبدا . - تكاد تفقدني عقلي . - ليتك تتركني و شأني ، ما زلت لا أعرف ما بي . - لنذهب إلى النوم . - هذا خير ما نفعله وهذا الفصل السادس القصير قد انتهى هموووووووووووووووسة | ||||
27-02-15, 11:57 AM | #9 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء الــ 7 ، ، قضيت يوما آخر شاردا ... صامتا ... حزينا . استفدت فيه قليلا من الدروس ... وكنت حريصا على الوحدة والانفراد . حتى إذا جاء المساء ، وحان وقت المطالعة ، جلست إلى طاولتي أنظر في الكتاب ولا أقرأ . استأذنت من الأستاذ المراقب ، وخرجت إلى الباحة ، ولما طال غيابي تبعني وصار يبحث عني ، إلى أن وجدني وصرخ بي : - سمير . - نعم ... يا أستاذ . - ماذا تفعل هنا ؟ - أرتاح قليلا . - هيا عد إلى المطالعة ... إن زملائك يدرسون و أنت تضيع وقتك . عدت إلى قاعة المطالعة ، وجلست ، في مكاني ، بجانب نادر الذي قال همسا : - إنك تخيفني يا سمير ... هل أطلب من الأستاذ أن يساعدك ؟ - لا ... لا يستطيع أن يساعدني . فتحت كتابيي وبدأت أقلب صفحاته ، ووجدت في كل الصفحات صورة واحدة ، وعلى جميع الأسطر الكلام الذي يدور في رأسي . وعندما انتهت فترة المطالعة الأولى تناولت قليلا من عشائي ، ثم قصدت أحد أطراف الباحة . وما لبث نادر أن تبعني ، وحين أقترب مني سأل باستنكار: - هل أتركك وحدك ؟ أجبت : - لا ... يسرني أن تكون معي . - وإذا بقيت معك ، ستبقى صامتا ؟ - لا ... سنتحدث . - هيا ... أخبرني عما بك . - لا أري ماذا أقول لك ... لعلي مصاب بما يسمونه الحب . ضحك نادر بصوت مرتفع : - ماذا! ... الحب ! قلت بغضب : - ما الذي يضحكك ؟ رد : - أنا آسف . - لا تتأسف ... حقا إن أمري مضحك . - أين التقيت بالحب ؟ - في دارنا . - كيف ؟ - وجدت عند أهلي جيرانا ، ومنذ رأيتهم و أنا مشغول بهم . - أرحت قلبي وكدت أن تمزقه . إذا كان ما بك هو الحب تكون المشكلة قد هانت كثيرا . - لا أعتقد أن الأمر هين . - أنا لم أقابل الحب بعد ، و أتصوره شيئا مضحكا و لذيذا . - ربما تكون مخطئا . - أنت أدرى بك ... ما اسم حبيبتك ؟ - لا تأخذ هذا الموقف الساخر مني . - لا أسخر ... كل ما فيه أنني قد ارتحت ، و أوشكت أن تفقدني صوابي بسبب أمر تافه تقول إنه الحب . - لنترك الحديث في هذا الشأن إلى وقت آخر . - كما تشاء . - ولنعد إلى المطالعة ... حان وقتها . - هيا بنا . ، ، وانهيت بذلك معكم الفصل لسابع وانتظروا الفصل الثامن الذي سوف يكون اطول قليلا مما اعتدتوا عليه همووووووووسة | ||||
27-02-15, 11:59 AM | #10 | ||||
مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام
| الجزء الـــ 8 ، ، تهدأ اللوعة مع الأيام ... والافكار تبقى طويلا مشغولة . تمر الأسابيع ... وصورة ندى معي دائما . ندى في قاعة الدرس ... ندى في المطعم ... ندى في غرفة المطالعة ... ندى في السرير . عيونها السوداء ترمقني ... شفاها الرقيقة تحدثني ... جسمها النحيل يتكأ على صدري . وكانت صورة سهير تطل أحيانا . وتختفي في الوقت المناسب لأقضي مع ندى أمتع اللحظات . ويسبح الخيال في عوالم عجيبة .. أحاديث ... سهرات ... حفلات ... مشاوير . تحلو الوحدة ... ويهجرني النوم ... ويلفني شعور عذاب و إن كان ممزوجا بالمرارة . تسير الأيام ببطئ نحو نهاية العام ... كأنها عجوز تمشي فوق أرض جليدية . كنت أدفعها بشدة . وتأبى إلا أن تستند على عكازها في كل لحظة و تزحف ببطء شديد . حتى إذا ما اقتربنا من النهاية كان صبري قد نفذ ، وما عدت أحتمل الأيام القليلة الباقية . وجرت العادة في بلادنا أن ننقطع عن المدرسة قبل الامتحانات الأخيرة بمدة طويلة ، ونذهب إلى منازلنا لنستعد له . وحدث في هذا العام أن التقت فترة الانقطاع مع العيد الكبير ، في منتصفها تقريبا . وفي أحد الأيام قل لنادر : - لقد انتهت المناهج ، ونضيع الوقت عبثا . وأغلب الأساتذة لا يعطونا دروسا ، بل يطلبون منا أن نعيد قراءة الدروس أثناء الحصص ، ومن الافضل أن ننقطع عن المدرسة . أجاب : - ولكن الإدارة قد حددت موعد الانقطاع في يوم السبت المقبل . - دعنا نحاول الحصول على أذن بالانقطاع المبكر . - لا أظنهم يوافقون . - ربما يتساهلون معنا - لا بأس .. ممن سنطلب الأذن ؟ - لنحاول أولا مع المدير بهجت أفندي وإذا فشلنا نقوم بمحاولة أخرى مع المدير . - أفضل أن أبقى عاما آخر هنا ، ولا أقابل نائب المدير .. أنسيت فظاظته وخشونته ؟ - أخشى إن طلبنا أذنا من المدير و رفض أن تغلق الأبواب في وجهنا . - البقاء مع الشيطان خير من مقابلة بهجت أفندي ... ولا أطيق رؤية هذا الوجه العابس ذا الخدود الغائرة ، ورأسه الضخم الذي يخالط الشيب شعره . وأتخيل أنه سيحرك شدقيه الواسعين ، ليقول لنا ويده ترتجف و قامته القصيرة تنتفض : - لن أسمح لكما بالذهاب ... هيا انصرفا من أمامي . - انا أطلب الأذن منه إذا دخلت معي إلى غرفته . - بشرط الا اقول أي كلمة . - سأقول كل شيء . - و أنت الذي تدخل أولا . - سأدخل قبلك إن وعدتني بان تتبعني . - سافعل ذلك . سرنا باتجاه غرفة بهجت أفندي ، نقدم رجلا ونؤخر الأخرى حتى أصبحنا عند مدخلها ، وكدنا نعود من حيث أتينا ، لكنني تشجعت ، وقرعت الباب ، ثم دخلنا . كان بهجت أفندي يجلس وراء مكتبه ممسكا ريشة في يده . رفع بصره إلينا و أغمض عينيه قليلا . اقتربنا منه ، وصرنا على مسافة مناسبة عندئذ سأل بخشونة : - ماذا تريد يا سمير أنت ونادر ؟ قلت بلهجة مرتجفة : - نريد أذنا بالسفر . - إلى أين ؟ - إلى بلدتنا . - لماذا ؟ - لنقضي أيام العيد مع أهلنا لأنه يبدأ هناك قبل بدئه في المدينة . ترك طاولته واتجه صوبنا ، وهو يهز يده : - طلاب كسالى ... طلاب سيئون ... تسيرون على منطق العواطف لتضيعوا أوقاتكم الثمينة . أتظن أني لا أعرف هذه الحيل ؟ ... كنت طالبا مثلكم و أعرف كل شيطناتكم ... هيا ... انصرفا من وجهي . خرجنا نتدافع ونتعثر بأقدامنا ، وقال نادر : - كنت أتوقع هذه النتيجة ... يا له من إنسان قاس ... كيف تعاشره زوجته و أولاده ... ولماذا لا يطردونه من البيت ؟ قلت : - لا تيأس ... بعد قليل ينصرف ، ونحاول مرة ثانية مع المدير . - لن أحاول مع أحد . - سأدخل عليه وحدي ، و أطلب أذنا لكلينا . - هذا شأنك . انتظرنا إلى وقت الظهر ، وكان من عادة المدير أن يبقى ليشرف على غذائنا . وعندما انصرف بهجت أفندي قصدت غرفة المدير ، ووجدته واقف أمام النافذة ، ينظر إلى الحديقة بعينيه الوديعتين . ولما شعر بوجودي التفت إلي : - هل تريد شيئا يا سمير . - أريد أذنا بالذهاب إلى البلدة . - لماذا ؟ - لأن العيد يبدأ عندنا قبل المدينة ، وأهلي يرغبون في أن أحضر معهم . - متى تريد الذهاب ؟ - اليوم ... إذا سمحت . - لا بأس ... مع السلامة . - سيذهب نادر معي . - أيريد ذلك أيضا ؟ - نعم . - حسنا ... ليذهب معك . - شكرا ... شكرا جزيا لك . خرجت مسرورا لأزف البشرى إلى نادر ، وحين سأل : - هل وافق المدير ؟ أجبت : - نعم - هيا بنا نجهز أمتعتنا . وهرعنا إلى المهجع ، حيث ربطت أحزمة محفظتي، التي وضعت فيها جميع أمتعتي منذ الصباح ، استعدادا لمثل هذه لفرصة ، وانتظرت (( نادر )) حتى أكمل إعداد أمتعته ، ثم حملنا محافظنا ... وغادرنا المدرسة ..................... انتظروني في الجزء التاسع لترون اجمل الاحداث مع سمير وندى همووووووووسة | ||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|