آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > روايات اللغة العربية الفصحى المنقولة

Like Tree1Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27-02-15, 11:05 AM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 ندى.....الفجر الحزين / للكاتب محفوظ أيوب ، فصحى مكتملة



،

،
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،
نقدم لكم رواية
ندى.....الفجر الحزين
للكاتب / محفوظ أيوب
،
،
قراءة ممتعة لكم جميعاً........
،

ندى تدى likes this.

لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:27 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقول همسة غرام ناقلة الرواية لعالم الشبكة العنكبوتية التالي:

اليوم أحضرت لكم رواية عن جد رائعة وان شاء الله راح تعجبكم
أنا شاريتها وبعد ما انتهيت من قراءتها فكرت اعرضها عليكم
اسم الرواية : ندى .. الفجر الحزين
المؤلف : محفوظ أيوب

وهي رواية حوارية لليافعين.
المكان : منشورات دار علاء الدين .. سوريا – دمشق
ونبدأ
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:29 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل 1
،
عندما تهب النسائم الشرقية في المساء ...
تغرد العصافير الصغيرة .
والأزهار الجميلة تفتح أهدابها
وتنشر في الكون أريجها .
وحين يرتدي الليل حلته السوداء ...
المزركشة بالجواهر المتألقة ...
يهبط السكون إلى الأرض ...
ويعم الهدوء ...
في أرجاء بلدتنا .
هناك قريبا من بيروت ...
في أحضان الجبل الأخضر الأشم ...
تعشعش منازل بلدتي الجميلة .
حيث ولدت ونشأت ...
ورقص قلبي للحب أول مرة .
كنت أدرس في بيروت ، لان مدرسة البلدة الناشئة لا تضم إلا المراحل الإعدادية .
واليوم عدت إلى بلدتي لأقضي عطلة منتصف العام مع أهلي ، في منزلنا الهادئ ذي الغرف الثلاث المتجاورة . اثنتان منهما يضمهما بهر صغير ، والغرفة الثالثة مستقلة تقريبا عنهما .
وحالما دخلت دارنا الواسعة جذب انتباهي رجل غريب ، يجلس أمام الغرفة المستقلة ... وانشغلت عنه لما هب والدي ووالدتي وأخوتي ليسلموا علي ويرحبوا بي ثم أدخلوني إلى غرفة العائلة والفرح يغمر وجوههم . وبعد ان ارتحت قليلا سألت :
- يوجد في الدار رجل غريب
أجاب والدي :
- هذا جارنا استأجر تلك الغرفة التي يجلس أمامها .
- لماذا أجرتم الغرفة ؟
- هكذا أرادت والدتك ، متذرعة بحجة إننا نتسلى مع الجيران ، ونربح بعض النقود .
- ولكنني احتاج لهذه الغرفة في نهاية السنة الدراسية ، عندما احضر لاستعد للامتحان ، وقد طلبت منكم مرارا الا تأجروها .
ردت والدتي :
- وجدناهم عائلة لطيفة ، ولا يمكن أن يضايقونا ، فأجرناهم الغرفة .
- لكنهم يضايقونني ، واحتاج إلى غرفة خاصة ، ولا أستطيع أن ادرس بينهم .
- كل الأولاد يدرسون بين أهلهم ، وستعتاد أنت أيضا .
- قال والدي لوالدتي :
- قلت لك إن (( سمير )) يحتاج للغرفة ، وأصررت على تأجيرها .
أجابت والدتي :
- إن (( سمير )) يقضي أكثر أيام السنة في بيروت وفي الصيف تكون المدارس قد أغلقت أبوابها ، ويرحل جيراننا عنا .
سألت :
- يرحلون !... إلى أين ؟
قالت والدتي :
- إلى بيروت ، لأنهم من سكانها .
- من هؤلاء الجيران وما هو عملهم هنا ؟
- رجل عجوز وزوجته ، وابنتهما التي تعمل معلمة ، وبصحبتهم ابنة أخ هذا الرجل .
- أي عائلة كبيرة مؤلفة من عدة أفراد ، ولن تكون الأمور سهلة معهم .
- إنهم لطفاء جدا ، وستغير رأيك بعدما تعرفهم .
رددت بغضب :
- لا أظن إن رأيي سيتغير وأنت تريدين تبرير عملك بقولك هذا .
- إذا لم يعجبوك سنطردهم .
- وما هو ذنبهم لكي تطرديهم ... أما كان من الأفضل أن لا نتورط معهم ونؤجر غرفتنا ؟
قال والدي :
- لا تنزعج يا سمير ... لن يحدث إلا ما يرضيك ، ويريحك .
قلت :
- دعوا الأمور تسير في مجراها ، وسنجد فيما بعد مخرجا لها .
وانصرفت إلى اللهو مع إخوتي ، وصرت أداعب أختي الصغيرة والحزن باد ٍ على وجهي ، والوضع بأكمله مكفهر .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
وبهذا قد أكملت معكم الفصل الأول وانتظروني في الفصل الثاني اللي راح يكون حافل بالأحداث ..
تقبلوا تحياتي
همووووووووووسة



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:30 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل 2
،

،

استمر الجو خانقا ، يشوبه التوتر والانفعال حتى حل الليل . وحين اشعلنا مصباح الغاز وجلسنا بقربه نتحدث ، قرع باب غرفتنا و أطلت منه فتاة رائعة الجمال . سمراء اللون . سوداء العينين ، ملامحها دقيقة وناعمة . أنف مدبب ، شفاه رقيقة خمرية اللون ، شعر أسود فيه بعض التجاعيد الخفيفة . مع مسحة من البراءة تكلل ما فيها ، ألقت التحية بصوت هادئ خجول :

- مساء الخير
رد أهلي :
- أهلا بك يا ندى ... تفضلي .
بقيت في مكانها و سألت :
- هل حضر سمير من بيروت ؟
أجابت والدتي :
- نعم
- يريد عمي وعائلته أن يحضروا لتحيته والسلام عليه .
- أهلا وسهلا تفضلوا متى شئتم .
- سأخبرهم بذلك .
وانصرفت وتركتني مذهولا أمام هذا الجمال الجذاب ، وهذه البساطة والعفوية ، وما لبث أن سألت :
- من تكون هذه الفتاة .
أجابني والدي :
- إنها ابنة اخ الرجل الذي رايته في الدار .
- وكيف عرفت أنني سأحضر من بيروت ؟
- نحن قلنا لهم .
وبينما كنا نتحدث عن ندى دخل أهلها ز ألقوا التحية ، وسلموا علينا مع تحية خاصة إلي ، وقام والدي بتعريفي بهم ، بادئا بالرجل :
- هذا جارنا أبو أنور ، وأبنته المعلمة سهير و ابنة اخيه ندى .
أضاف مشيرا الي :
- وهذا ابننا سمير .
قلت مرحبا :
- أهلا وسهلا ... شرفتمونا ... تفضلوا ...
جلسا وقالت سهير :
- تعتذر والدتي عن الحضور لأنها مريضة قليلا ، و تأمل أن يشرفنا سمير بزيارته لنا .
قال والدي :
- سلامتها أم أنور ... ماذا بها ؟
- قليل من البرد .
- خير إن شاء الله .
وساد صمت قليلا كنا خلاله يتفرس بعضنا بعض . وبدا لي جارنا أبو أنور شيخا تجاوز الستين ، أشيب الشعر ، متوسط الطول ، ضعيف البنية . وابنته سهير ، بيضاء اللون مع شيء من الشحوب ، عريضة الوجه ، أنفها صغير ، فمها واسع ، شفتاها ممتلئتان ، يضج الجنس في صدرها الكبير ، لا تخلو من جاذبية وفتنة . و أثناء عملية التفرس لاحظت أن (( سهير )) تحدق إلي ، وكان أبو أنور منصرفا إلى الحديث مع والدي ووالدتي ، وندى تجلس بهدوء و أدب مع شيء من الحياء والحذر .
قدمنا لهم القهوة وبعض الحلويات التي أحضرتها معي من بيروت ، وقال أبو أنور :
- من واجبنا أن نسهر معكم بمناسبة حضور سمير ، ولكن مرض أم أنور سيضطرنا للعودة الى غرفتنا ، ونفضل أن تشرفونا اليوم بزيارتكم ، وعندما تشفى نرد لكم الزيارة .
ووجه السؤال الي قائلا :
- ما رأيك بهذا يا سمير ؟
ارتبكت قليلا :
- لا بأس .. أنا موافق
- حسنا ... إننا في انتظاركم .
تدخل والدي :
- إن أم أنور مريضة ويستحسن أن نؤجل الزيارة إلى وقت آخر
أجاب أبو |أنور :
- ليس بها مرض يمنعها من السهر ، و ألحت علينا لإحضاركم معنا .
- سنذهب للسهر عندكم .
- أهلا بكم .
- قد نتأخر قليلا ريثما نتناول العشاء مع سمير .
- تأخروا بقدر ما تشاؤون ، و احضروا في الوقت الذي يناسبكم .
ثم استأذنوا وانصرفوا .


،،،،
وهكذا خلصت معكم الجزء الثاني والمزيد من الأحداث المشوق في الجزء الثالث بالذات

هموووووووووسة



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:32 AM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الثالث
،
،
كانت الغرفة غارقة في ضوء المصباح و في إحدى زواياه استلقى سرير بسيط ، تمددت عليه العجوز شائبة الشعر ، بيضوية الوجه طويلة الأنف ، تكاثرت في وجهها التجاعيد ، و أحاطت بعينيها الصغيرتين ، وبرقبتها القصيرة التي استقرت فوق جسم يبدو أنه صغير . وحين أبصرتها استجمعت نفسها في أعلى السرير ، وانبسطت أساريرها ، وانطلق لسانها مرحب بنا :
- أهلا وسهلا .. أهلا بك ... يا سمير ... اقترب مني ... أنا مشتاقة لك .
اقتربت من سريرها ، وسلمت عليها ، وجلست على كرسي قريب منها ، وجلس والدي ووالدتي بجوار ندى على بساط فرش فوق ارض الغرفة ، بينما استقرت سهير على كرسي بجانبي ، وقعد والدها قريبا من سرير زوجته .
وسألت أم أنور :
_ كيف حال بيروت في هذه الأيام ؟
أجبت :
- بخير .
- والله ... اشتقنا لها .
- بيروت ممتعة .
قال أبو أنور :
- أنا لم أحب هذه المدينة .
سألت باستغراب :
_ لماذا ... يا عمي أبا أنور ؟
- لأنها صاخبة والحياة فيها معقدة .
- هذه حالة كل المدن
- لذلك أفضل حياة الريف .. لأنني ريفي ، وقضيت طفولتي وجزء من شبابي في هذه القرية .
- في قريتنا هذه !
- نعم ... أنا في الأصل ، من سكانها .
- لماذا تركتها ؟
- بسبب الظروف القاسية التي مرت بها بعد الحرب العالمية الأولى ، عندما ساد فيها الفقر والجوع هاجرت مع أخي ، والد ندى ، إلى أمريكا ، وبعد ان جمعنا بعض المال عدنا ، وكنت قد ترجت أم أنور وهي من بيروت ، وتفضل أن تسكن فيها ، كما أن وفاة أخي وابني أنور هنا جعلتني أفضل الابتعاد عن هذه القرية ، ولاسيما انه ليس لنا أقرباء ولا ممتلكات تغرينا بالبقاء هنا .
- ألا يوجد لكم أقرباء هنا أبدا ؟
- قليل جدا ... وقرابتنا لهم بعيدة ... لان جميع أقربائنا هاجروا ولم يعودوا ، كما أن والديَ توفيا بعد هجرتنا مباشرة .
قالت والدتي :
- إن الإنسان الطيب كل الناس أقرباء له ، وانتم أناس طيبون .
وحاولت أم أنور الابتعاد عن هذا الحديث المحزن ، و سألتني :
- في أي مدرسة تتعلم ... يا سمير ؟
- في مدرسة ابن خلدون .
- لم اسمع بهذه المدرسة من قبل .
- إنها من أكبر مدارس المدينة و أفضلها ، ولا بد أنك قد رأيتها ، وربما لم تنتبهي إليها .
- أين تقع ؟
- في الجانب الشرقي من ساحة البرج .
- هل أنت مرتاح فيها ؟
- كثيرا ، وهي من أفضل المدارس بناء و أساتذة وطلاب .
وقالت سهير :
- سمعت والديك يقولان إنك طالب داخلي فيها .
- نعم .
- ألا تضيق ذرعا بالحياة الداخلية ؟
- بل أحبها كثيرا رغم انها تحد من حريتنا .
_ إن بقاء الإنسان داخل الجدران لمدة طويلة هو عملية رهيبة .
- لا ريب في هذا ، ولكن حياتنا في المدرسة ليست كذلك ، ونقضي جزءا كبيرا من وقتنا في حدائق المدرسة وباحاتها حين يكون الطقس مناسبا ، ونتسلى مع زملائنا لأن عددنا كبير يقرب مئة طالب داخلي ... ويسمح لنا بالخروج كل يوم أحد وخميس ،وطيلة يوم الجمعة .
- الذي يرى مدرستكم من الخارج يظن أنه لا يوجد فيها باحات وحدائق . لانها محاطة بالبناء من كل جانب .
- حقا ... إن سورها المرتفع لا يكشف عما في داخلها ، الذي يضم باحتين وحديقتين ، تخصص باحة وحديقة لكل طابق من الطابقين اللذين تتألف منهما المدرسة .
- في أي طابق يوجد القسم الداخلي ؟
- غرف النوم موجودة في الطابق الأعلى ، وغرف الطعام وقاعات الدروس في الطابق الأول .
- والطلاب غير الداخليين أين يتعلمون ؟
- كلنا نتعلم معا في القاعات نفسها ، وعندما تنتهي الدروس يذهبون إلى منازلهم ، ونبقى نحن في المدرسة .
وسألت ندى بحياء ، وتردد :
- هل يقدمون لكم طعاما جيدا ؟
- ليس كما ينبغي . أحيانا يكون الطعام سيئا ونضطر لتركه .
- هكذا كان يحدث معنا ايضا لما كنت في المدرسة الداخلية . وقد يقدمون لنا العام نيئا أو فاسدا .
صرخت أم أنور بندى :
- ما هذا الكلام ؟ ... اسكتي أنت ... كل ما يقدم من طعام هو خير وبركة .
دهشت وقلت :
- إن ما تقوله ندى صحيح ... والطعام الذي يقدمونه ، أحيانا قد يكون في منتهى السوء ، وليس هذا خيرا وبركة .
تدخلت سهير لإنقاذ الموقف وسألت :
- أي مواد الدراسة تفضل ... يا سمير ؟
- جميع المواد سوء بالنسبة لي ، وإن كنت أميل إلى الأدب أكثر من غيره .
- أستطيع ان أساعدك في هذه المادة إذا احتجت للمساعدة .
- هل أنت مختصة في الأدب العربي ؟
- لا ... أنا معلمة للمرحلة الابتدائية ، وكنني مولعة بالأدب ، وأكثر من مطالعته .
- أكون شاكرا لك لو ساعدتني في هذا المجال ، لان استاذ الأدب العربي في مدرستنا ، لا يكف عن توبيخنا ، لضعفنا في هذه المادة .
- سأخصص بعض الوقت لإعطائك دروسا في الأدب العربي .
- شكرا لك .
- ما هو الوقت الذي تراه مناسبا لمثل هذه الدروس ؟
- سنتفق عليه فيما بعد
وانقضت بقية السهرة في أحاديث مماثلة

>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>

وانتظروا الجزء الرابع الذي سيكون متجدد نوعا ما
هموووووووسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:35 AM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء 4
،
،
ملأ جيراننا كل جوانب عقلي ، وصارت نفسي مشغولة بهم تبحث عن أجوبة لعديد من الأسئلة ، ولاسيما عن ندى . وفي المساء انتهزت فرصة فراغ والدتي من عملها وسألتها :
- هل كنت تعرفين أن أبا أنور من بلدتنا ؟
أجابت :
- طبعا ... كان منزلهم القديم قريبا من منزل أهلي .
- وتعرفين والد ندى ؟
- أعرفه جيدا .
- كيف مات ؟
- أصيب بوباء لعين انتشر في ذلك العام ، وقضى على حياة الكثيرين .
- مسكينة ندى .
- حقا ... تثير الشفقة .
- لماذا عاملتها أم أنور بقسوة أثناء السهرة ؟
- لا أدري ... كأنها ليست على وفاق معها .
- ولكنها لم تقل ما يستدعي إسكاتها بتلك الطريقة الخشنة .
- لعلها تتبطر على هذه الفتاة التعسة .
- لأنها يتيمة ؟
- بل لأنها سيئة الحظ منذ ولادتها ... وحياتها سلسلة من المصائب . بعدما فقدت والدها اضطر أخوتها أن يقدموا بمختلف الأعمال ، لكي يوفروا لقمة العيش لهذه العائلة البائسة . وما لبثوا أن هاجروا إلى أمريكا ، عندما أعيتهم الحيلة في توفير حياة كريمة لهم . وتركوا ندى ووالدتها لقمة سائغة للجوع والتشرد والذل .
- كيف كانتا تعيشان ؟
- صارت والدتها تعمل خادمة عند بعض الأثرياء في بيروت ، وسعت حتى أدخلتها إلى ملجأ للأيتام هناك .
- وعمها أبو أنور ... لماذا يرعها .
- لأنه فقد جميع ثروته التي أحضرها من المهجر في المضاربات التجارية ، ولم يبق لديه ما يسد به رمقه . وهو كما تلاحظ يعيش عالة على راتب ابنته التي بذل كل جهده ، ليجعلها معلمة .
- وكيف قبل الآن أن يرعى ندى ؟
- لان الميتم يرعى الأطفال إلى سن معينة ، وبعدئذ عليهم أن يدبروا شؤونهم بأنفسهم . ولما بلغت تلك السن اضطر أن يرعاها .
- كان يجدر بوالدتها أن تصطحبها معها لبيروت .
- قد يكون ما تحصل عليه من أجر لا يمكنها من توفير منزل مناسب لهما ، كما لا تستطيع اصطحابها معها إلى منازل السادة الذين تعمل عندهم .
- لماذا ؟
- خوفا عليها من النفوس الشريرة ، أو ربما لا يقبلون بها .
- يا للمسكينة ما أشقى حياتها .
- إنها تمزق القلب .
- أرجوك .. يا ماما .. أن تساعديها كلما استطعت دون أن تجرحيها .
- صدقني ... يا بني ... أعاملها كواحدة من أخواتك ... وجميع عائلة أبي أنور قد أصبحت جزء من عائلتنا ، رغم المدة القصيرة التي قضيناها معا . نشاركهم في الطعام ، ونسهر معهم في أغلب الأحيان ، و نساعدهم في مختلف الأمور .
- قولي لأم أنور ان لا تعاملها بقسوة .
- أحيانا ألفت نظرها إلى ضرورة معاملة ندى كابنة لها ولكن ندى غريبة عن أم أنور ، ومن حقها أن تنظر إليها كعبءتحمله دون مبرر .
- وأبو أنور ألا يحسن معاملتها ؟
- لم أره يسيء إليها أبدا .
- أظنها تنسجم مع سهير أكثر من الجميع .
- ليس تماما ، إن (( سهير )) أكبر سنا منها بعدة سنوات ... وتقضي أكثر الوقت في المدرسة ، وحين تعود تنصرف إلى شؤونها الخاصة ، بينما تهتم ندى بأمور المنزل .
- ألا يساعدونها ؟
- من الذي سيساعدها ؟ ... عمتها وزوجته شيخان مسنان ، وسهير مشغولة في شؤون المدرسة .
- وندى أليست طالبة ؟
- بلى ... التحقت بالمدرسة الأهلية بعد أن وافقوا على إعفائها من الرسوم
- وفي أي صف هي ؟
- لا أعرف ... اسألها عندما يأتون الليل للسهر معنا .
- هل سيأتون اليوم أيضا .
- إذا شفيت أم أنور يأتون إلينا ، و إن بقيت مريضة نذهب للسهر معهم .
- ومتى تدرس ندى ما دمتم أكثر الأيام على هذه الوتيرة ؟
- عادة نسهر في إحدى الغرف وتبقى ندى وسهير وبعض أخوتك في غرفة أخرى ، وكل من تنهي عملها تحضر إلى مكان السهرة .
- ليتهم يأتون اليوم للسهر عندنا .
- لماذا ؟
- لأننا كنا البارحة عندهم ، ولا أحب أن نضايقهم اليوم أيضا .
- لا أهمية لذلك ... نحن لا نضايقهم أبدا . ولا نبخل عليهم بشيء ، وقد فتحنا لهم بيتا ووضعنا كل ما فيه تحت تصرفهم . وقابلوا حسن معاملتنا بمعاملة أفضل
- إنهم جماعة طيبون .
- ستحبهم أكثر حالما تتعرف بهم جيدا .
- هذا ما أرجوه

وبهذا نكون قد كملنا الجزء الرابع .. والجزء الخامس سيكون جزء أفضل انتظروني فيه مع أحداث التقلبات

همووووووسة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:51 AM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء 5
،
،
المطر ينهمر ...
والسماء غاضبة .
لكن دفء سهرتنا جعلنا ننسى غضب السماء .
كنا نتحلق حول المدفأة ...
وما إن شعت الحرارة في الغرفة ...
حتى ابتعدنا إلى الزوايا ...
نتجاذب مختلف الأحاديث والحكايات .
واستطعت أن أحظى باهتمام ندى ،
التي تجلس بجانبي ،
وصرنا نتبادل الأحاديث والنظرات .
كانت ندى في البدء حذرة خجولة ،
وما لبث أن انسجمت مع ما أثيره من أسئلة واستفسارات :
- كيف حال المدرسة الأهلية في البلدة ... يا ندى ؟
أجابت :
- لا بأس بها ... ولكن مدارس المدينة أفضل .
- في أي مدارس المدينة كنت تتعلمين ؟
- في مدرسة باحثة البادية .
- وهناك كنت تعيشين ؟
- لا ... أتلقى الدروس فيها ثم أعود إلى الميتم القريب ، لأقضي فيه بقية اليوم .
- ولا تخرجين منه أبدا ؟
- كان محظورا علينا أن نخرج منه إلا للضرورات القصوى .
- إذن كانت حياتكن قاسية فيه .
- أجل... ونتألم كثيرا بعد العودة من المدرسة ، حين نلاحظ زميلاتنا كيف يذهبن إلى منازلهن ليحظين بمختلف أنواع التسلية والرعاية ، ونحن نعود إلى ملجئنا ، لنهتم به ونقوم بجميع أعماله
- هل كانت لك رفيقات كثيرات هناك ؟
- يبلغ عددنا عشرين تقريبا ... واللواتي يتعلمن معي في المدرسة لا يتجاوزن التسع .
- إن وضعنا في مدرستنا يختلف عن وضعكن من بعض النواحي .
- لماذا ؟
- لأن عددنا كثير ، ونبقى دائما معا . ومع ذلك أشعر بشيء من الضجر بعد انصراف الطلاب النهاريين ، إذ لا يسمح لنا بالخروج في هذه الفترة من المدرسة ، ووقت المطالعة لا يكون قد حان . ونقضي ثلاثة أرباع الساعة متنقلين بين أطراف سور المدرسة وحدائقها .
- متى تبدأ مطالعتكم المسائية ؟
- في الخامسة .
- إنه الوقت الذي نبدأ فيه ... وكم تدوم ؟
- تدوم ساعتين ، ثم نذهب لتناول العشاء والاستراحة لمدة ساعة نعود بعدها لنطالع ساعة أخرى ، ويحين موعد النوم .
- ونحن نطالع ساعتين ونصف ، ونتناول العشاء ، ونقوم بالأعمال التي تكفلنا بها المشرفة على الميتم ، حتى ننتهي منها نذهب إلى النوم .
- في أي وقت ؟
- لا يوجد وقت محدد ... ما دام هناك عمل يجب أن نسهر لننجزه .
- لاشك أن حالتكن أصعب من حالتنا بكثير .
- طبعا ... أنتم في مدرسة تدفعون تكاليفها . ونحن يتامى .
وبعد فترة سألت :
- في أي صف أنت يا ندى ؟
- في الصف الثامن ... وأنت ؟
- في الصف العاشر ... و إذا كنت تواجهين أية صعوبات ربما أستطيع مساعدتك .
- شكرا ... لا أريد أن آخذ من وقتك لأنك بحاجة إليه ، كما أن (( سهير )) تساعدني أحيانا .
- يبدو أن كلا منا سيستعين بها ... وقد تطوعت لإعطائي بعض الدروس في اللغة العربية .
- سنفتح مدرستنا هنا .
ضحكنا ... وقالت ندى :
_ أتفضل بيروت على البلدة ؟
- نعم ... و أنت ؟
- وأنا أيضا ، ورغم أن حياتي فيها كانت قاسية جدا أحن إليها .
- تحنين إلى المدرسة أم إلى المدينة .
- للمدرسة و للمدينة .
- حياة المدن أفضل من حياة القرى .
- لكل منها حسناتها .
- القرية في الشتاء لا تطاق ... مطر ... وطين ... وظلام .
- والمدينة ... ضجيج ... وصخب ... وازدحام .
- أتفضلين فصل الصيف في بيروت ؟
- نعم ... باستثناء فترات الحر الشديد إذ نذهب إلى بعض المصايف .
- هل تفكر عائلة عمك في الاستقرار هنا ؟
- لا ...
- لم ؟
- لأن (( سهير )) لا تطيق حياة الريف ، وتسعى لكي تنقل إلى بيروت .
- لعلها محقة في هذا .
- إن مجال المدينة أوسع ، وهي تطمح إلى مستقبل أفضل ، وتستطيع أن تتابع دراستها بسهولة هناك .
- وأنت ... ألا تطمحين إلى عمل ما في المستقبل .
- أنا ! ... مصيري في كفة الأقدار .
- لماذا ؟
- وضعي مختلف عن أوضاع الآخرين . ويمكن أن أكف عن الدراسة في أية لحظة . لأنني أحمل عمي فوق طاقته ، وقد أذهب لمساعدة والدتي في بيروت .
- ربما تحصلين على عمل مناسب إذا تابعت دراستك .
- طريقي شائك و معقد جدا .
شعرت بأسى رهيب ... وصمت ... إلى أن سألت :
- وأنت ماذا تطمح أن تكون ؟
- طبيبا أو ضابطا في الجيش .
- اختيارك جيد .
- أيهما تفضلين ؟
- الطبيب.
- وأنا أميل إلى هذا العمل أكثر ، وإن تعذر الحصول عليه سأختار الطريق الآخر .
- لا أجد مبررا لتعذره ما دمت طالبا مجتهدا ، كما سمعت من أهلك ، وحالتكم المادية تسمح باستمرار دراستك .
- يفضل والدي أن أعمل في التجارة ، وقد يضغط علي لاختيار هذا الطريق ويرفض استمرار تعليمي ، وعندئذ سأختار الجيش .
- لا بأس بعمل التجارة ... ولكن الطب أفضل .
- عندما أنال شهادة الدراسة الثانوية ، أحدد أي مهنة سأختار .
- لا تبدل اختيارك الأول .
- سأحرص عليه
ثم وقف أبو أنور واستأذنا بالانصراف ... وذهبوا جميعا وندى معهم .

.................................................. .................................................. ....

وهكذا قد أكمل معكم هذا الجزء وان شاء الله يكون قد أعجبكم يا رب
وانتظروني في الجزء السادس
هموووووووسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:55 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الــ 6
،
،

انتهت العطلة ، وسأعود إلى المدرسة بعد أن قضيت عدة أيام تكررت فيه السهرات واللقاءات ... اصطحبت صديقي نادر وركبنا سيارة إلى بيروت . بقيت طيلة الطريق صامتا حزينا ، ونفسي مضطربة تفور كفقاقيع الماء الذي يغلي ، وخنجر مدبب يسند رأسه على قلبي . كانت السيارة مزدحمة بالركاب ... يثرثرون ... يضحكون ...يدخنون . فتحوا النوافذ رغم الرياح الباردة ، وصار بعضهم يردد أغنية بصوت بشع . كنت مشغولا عنهم ، ونفسي ممتلئة تماما ولا مكان فيها لشيء آخر .
وحين بلغنا المدرسة أسرعنا إلى المهجع . وضعنا أمتعتنا فيه ، ونزلنا إلى الباحة ، حيث التقينا ببعض الزملاء الذين وصلوا حديثا ... سلمنا عليهم ... وتحدثنا قليلا ... ثم اصطحبنا بعضهم الى السينما ، لأننا في مثل هذا اليوم الذي نحضر فيه من السفر ، نكون أحرارا حتى الساعة التاسعة مساء . كنت صامتا في أغلب الأحيان ، ولم أنطق بكلمة واحدة أثناء فترة الاستراحة . وعندما عدن إلى المدرسة وقفنا بعض الوقت في الممر الطويل . وكان نادر قد تذمر من حالتي . جذبني إلى جانب وسألني :
- ما بك يا سمير ؟
أجبت :
- لا أدري .
- أنك في حالة غير طبيعية .
- أشعر بهذا .
- ألا أستطيع ان أعرف السبب ؟
- أنا لا أعرفه .
- بحق صداقتنا أخبرني عما بك ، لأنني أتألم لألمك .
- لو كنت أعرف السبب لأخبرتك به .
- إذا كان هناك امر خاص لا بأس أن تصمت ، أما إذا احتجت مساعدة ما فأخبرني .
- أقسم لك بأنه لا يوجد شيء معين .
- هل قضيت العطلة بصورة سيئة ؟
- لا ... بل استمتعت بها كثيرا .
- ما الذي يزعجك إذن ؟
- لا عرف ... أشعر برغبة شديدة في البكاء .
- البكاء ! ... كأن شيئا مزعجا قد حدث لك أو لأهلك .
- لم يحث شيء من هذا أبدا .
- تكاد تفقدني عقلي .
- ليتك تتركني و شأني ، ما زلت لا أعرف ما بي .
- لنذهب إلى النوم .
- هذا خير ما نفعله

وهذا الفصل السادس القصير قد انتهى



هموووووووووووووووسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:57 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الجزء الــ 7
،
،
قضيت يوما آخر شاردا ... صامتا ... حزينا . استفدت فيه قليلا من الدروس ... وكنت حريصا على الوحدة والانفراد . حتى إذا جاء المساء ، وحان وقت المطالعة ، جلست إلى طاولتي أنظر في الكتاب ولا أقرأ . استأذنت من الأستاذ المراقب ، وخرجت إلى الباحة ، ولما طال غيابي تبعني وصار يبحث عني ، إلى أن وجدني وصرخ بي :
- سمير .
- نعم ... يا أستاذ .
- ماذا تفعل هنا ؟
- أرتاح قليلا .
- هيا عد إلى المطالعة ... إن زملائك يدرسون و أنت تضيع وقتك .
عدت إلى قاعة المطالعة ، وجلست ، في مكاني ، بجانب نادر الذي قال همسا :
- إنك تخيفني يا سمير ... هل أطلب من الأستاذ أن يساعدك ؟
- لا ... لا يستطيع أن يساعدني .
فتحت كتابيي وبدأت أقلب صفحاته ، ووجدت في كل الصفحات صورة واحدة ، وعلى جميع الأسطر الكلام الذي يدور في رأسي . وعندما انتهت فترة المطالعة الأولى تناولت قليلا من عشائي ، ثم قصدت أحد أطراف الباحة . وما لبث نادر أن تبعني ، وحين أقترب مني سأل باستنكار:
- هل أتركك وحدك ؟
أجبت :
- لا ... يسرني أن تكون معي .
- وإذا بقيت معك ، ستبقى صامتا ؟
- لا ... سنتحدث .
- هيا ... أخبرني عما بك .
- لا أري ماذا أقول لك ... لعلي مصاب بما يسمونه الحب .
ضحك نادر بصوت مرتفع :
- ماذا! ... الحب !
قلت بغضب :
- ما الذي يضحكك ؟
رد :
- أنا آسف .
- لا تتأسف ... حقا إن أمري مضحك .
- أين التقيت بالحب ؟
- في دارنا .
- كيف ؟
- وجدت عند أهلي جيرانا ، ومنذ رأيتهم و أنا مشغول بهم .
- أرحت قلبي وكدت أن تمزقه . إذا كان ما بك هو الحب تكون المشكلة قد هانت كثيرا .
- لا أعتقد أن الأمر هين .
- أنا لم أقابل الحب بعد ، و أتصوره شيئا مضحكا و لذيذا .
- ربما تكون مخطئا .
- أنت أدرى بك ... ما اسم حبيبتك ؟
- لا تأخذ هذا الموقف الساخر مني .
- لا أسخر ... كل ما فيه أنني قد ارتحت ، و أوشكت أن تفقدني صوابي بسبب أمر تافه تقول إنه الحب .
- لنترك الحديث في هذا الشأن إلى وقت آخر .
- كما تشاء .
- ولنعد إلى المطالعة ... حان وقتها .
- هيا بنا .
،
،
وانهيت بذلك معكم الفصل لسابع وانتظروا الفصل الثامن الذي سوف يكون اطول قليلا مما اعتدتوا عليه
همووووووووسة





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 27-02-15, 11:59 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي



الجزء الـــ 8
،

،
تهدأ اللوعة مع الأيام ...
والافكار تبقى طويلا مشغولة .
تمر الأسابيع ...
وصورة ندى معي دائما .
ندى في قاعة الدرس ...
ندى في المطعم ...
ندى في غرفة المطالعة ...
ندى في السرير .
عيونها السوداء ترمقني ...
شفاها الرقيقة تحدثني ...
جسمها النحيل يتكأ على صدري .

وكانت صورة سهير تطل أحيانا . وتختفي في الوقت المناسب لأقضي مع ندى أمتع اللحظات .
ويسبح الخيال في عوالم عجيبة .. أحاديث ... سهرات ... حفلات ... مشاوير .
تحلو الوحدة ... ويهجرني النوم ... ويلفني شعور عذاب و إن كان ممزوجا بالمرارة .

تسير الأيام ببطئ نحو نهاية العام ...
كأنها عجوز تمشي فوق أرض جليدية .
كنت أدفعها بشدة .

وتأبى إلا أن تستند على عكازها في كل لحظة و تزحف ببطء شديد .

حتى إذا ما اقتربنا من النهاية كان صبري قد نفذ ، وما عدت أحتمل الأيام القليلة الباقية .

وجرت العادة في بلادنا أن ننقطع عن المدرسة قبل الامتحانات الأخيرة بمدة طويلة ، ونذهب إلى منازلنا لنستعد له .

وحدث في هذا العام أن التقت فترة الانقطاع مع العيد الكبير ، في منتصفها تقريبا .

وفي أحد الأيام قل لنادر :
- لقد انتهت المناهج ، ونضيع الوقت عبثا . وأغلب الأساتذة لا يعطونا دروسا ، بل يطلبون منا أن نعيد قراءة الدروس أثناء الحصص ، ومن الافضل أن ننقطع عن المدرسة .
أجاب :
- ولكن الإدارة قد حددت موعد الانقطاع في يوم السبت المقبل .
- دعنا نحاول الحصول على أذن بالانقطاع المبكر .
- لا أظنهم يوافقون .
- ربما يتساهلون معنا
- لا بأس .. ممن سنطلب الأذن ؟
- لنحاول أولا مع المدير بهجت أفندي وإذا فشلنا نقوم بمحاولة أخرى مع المدير .
- أفضل أن أبقى عاما آخر هنا ، ولا أقابل نائب المدير .. أنسيت فظاظته وخشونته ؟
- أخشى إن طلبنا أذنا من المدير و رفض أن تغلق الأبواب في وجهنا .
- البقاء مع الشيطان خير من مقابلة بهجت أفندي ... ولا أطيق رؤية هذا الوجه العابس ذا الخدود الغائرة ، ورأسه الضخم الذي يخالط الشيب شعره . وأتخيل أنه سيحرك شدقيه الواسعين ، ليقول لنا ويده ترتجف و قامته القصيرة تنتفض :
- لن أسمح لكما بالذهاب ... هيا انصرفا من أمامي .
- انا أطلب الأذن منه إذا دخلت معي إلى غرفته .
- بشرط الا اقول أي كلمة .
- سأقول كل شيء .
- و أنت الذي تدخل أولا .
- سأدخل قبلك إن وعدتني بان تتبعني .
- سافعل ذلك .

سرنا باتجاه غرفة بهجت أفندي ، نقدم رجلا ونؤخر الأخرى حتى أصبحنا عند مدخلها ، وكدنا نعود من حيث أتينا ، لكنني تشجعت ، وقرعت الباب ، ثم دخلنا .

كان بهجت أفندي يجلس وراء مكتبه ممسكا ريشة في يده .
رفع بصره إلينا و أغمض عينيه قليلا . اقتربنا منه ، وصرنا على مسافة مناسبة عندئذ سأل بخشونة :

- ماذا تريد يا سمير أنت ونادر ؟
قلت بلهجة مرتجفة :
- نريد أذنا بالسفر .
- إلى أين ؟
- إلى بلدتنا .
- لماذا ؟
- لنقضي أيام العيد مع أهلنا لأنه يبدأ هناك قبل بدئه في المدينة .
ترك طاولته واتجه صوبنا ، وهو يهز يده :
- طلاب كسالى ... طلاب سيئون ... تسيرون على منطق العواطف لتضيعوا أوقاتكم الثمينة . أتظن أني لا أعرف هذه الحيل ؟ ... كنت طالبا مثلكم و أعرف كل شيطناتكم ... هيا ... انصرفا من وجهي .
خرجنا نتدافع ونتعثر بأقدامنا ، وقال نادر :
- كنت أتوقع هذه النتيجة ... يا له من إنسان قاس ... كيف تعاشره زوجته و أولاده ... ولماذا لا يطردونه من البيت ؟
قلت :
- لا تيأس ... بعد قليل ينصرف ، ونحاول مرة ثانية مع المدير .
- لن أحاول مع أحد .
- سأدخل عليه وحدي ، و أطلب أذنا لكلينا .
- هذا شأنك .

انتظرنا إلى وقت الظهر ، وكان من عادة المدير أن يبقى ليشرف على غذائنا . وعندما انصرف بهجت أفندي قصدت غرفة المدير ، ووجدته واقف أمام النافذة ، ينظر إلى الحديقة بعينيه الوديعتين . ولما شعر بوجودي التفت إلي :

- هل تريد شيئا يا سمير .
- أريد أذنا بالذهاب إلى البلدة .
- لماذا ؟
- لأن العيد يبدأ عندنا قبل المدينة ، وأهلي يرغبون في أن أحضر معهم .
- متى تريد الذهاب ؟
- اليوم ... إذا سمحت .
- لا بأس ... مع السلامة .
- سيذهب نادر معي .
- أيريد ذلك أيضا ؟
- نعم .
- حسنا ... ليذهب معك .
- شكرا ... شكرا جزيا لك .
خرجت مسرورا لأزف البشرى إلى نادر ، وحين سأل :
- هل وافق المدير ؟
أجبت :
- نعم
- هيا بنا نجهز أمتعتنا .

وهرعنا إلى المهجع ، حيث ربطت أحزمة محفظتي، التي وضعت فيها جميع أمتعتي منذ الصباح ، استعدادا لمثل هذه لفرصة ، وانتظرت (( نادر )) حتى أكمل إعداد أمتعته ، ثم حملنا محافظنا ... وغادرنا المدرسة

.....................
انتظروني في الجزء التاسع لترون اجمل الاحداث مع سمير وندى

همووووووووسة




لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.