آخر 10 مشاركات
369 - جزيرة الحب الضائع - سارة مورغن (الكاتـب : سماالياقوت - )           »          203 -حب من أول نظرة / سالى وينت ورث )(كتابة /كاملة **) (الكاتـب : Hebat Allah - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          مستأجرة لمتعته (159) للكاتبة Chantelle Shaw .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          غريق.. بين أحضانك (108) للكاتبة: Red Garnier *كاملة* (الكاتـب : Gege86 - )           »          للحب, الشرف والخيانة (101) للكاتبة: Jennie Lucas *كاملة* (الكاتـب : سما مصر - )           »          الإغراء الحريري (61) للكاتبة: ديانا هاميلتون ..كاملهــ.. (الكاتـب : Dalyia - )           »          25 - أصابع القمر - آن ميثر - ع.ق ( نسخه اصلية بتصوير جديد) (الكاتـب : angel08 - )           »          ❤️‍حديث حب❤️‍ للروح ♥️والعقل♥️والقلب (الكاتـب : اسفة - )           »          ..خطوات نحو العشق * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : smile rania - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى الروايات والقصص المنقولة > منتدى الروايات العربية المنقولة المكتملة

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-10-16, 02:12 PM   #1

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
Rewitysmile25 حب تحت الرمال / للكاتبة Fallen Angel ، مصرية مكتملة






بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نقدم لكم رواية
حب تحت الرمال
للكاتبة Fallen Angel



قراءة ممتعة للجميع.....





لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-16, 10:46 AM   #2

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

رابط لتحميل الرواية

هنـــــــــــــــــــــــ ـــــا



بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمه

عن الحب الأول ............ سأروي

حين يصبح الواقع أجمل بكثير من الأحلام

و لكن

هيهات ان يستمر ذلك الجمال

لانه حتما سيأتي الاختبار

فهل سينجو الحب و يصحو من تحت الرمال ؟






التعديل الأخير تم بواسطة فيتامين سي ; 18-11-22 الساعة 04:10 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-10-16, 10:47 AM   #3

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الفصل الأول

¤ جارتي الصغيره ¤

-------------------------------------------------

كانت فاتن غارقة في نوم هانئ ، عندما أيقظتها طرقات متتاليه على باب الشقه ، تثائبت منزعجه من ذلك الطارق ، هل يستحق الأمر القادم بخصوصه كل تلك الضجه ، أزاحت الأغطيه و نزلت من فراشها متأففةً من غياب والدتها المستمر ، و اضطرراها إلى تولي كل كبيره و صغيره بشأن حياتهن اليوميه ، ألقت نظره سريعه في المرآه و همت بتصفيف شعرها المشعث من أثر النوم ، و لكن مع ازدياد الطرقات عنفا ، آثرت أن تذهب و تفتح الباب بحالها تلك ، فذلك القادم المزعج لا يستحق أن تتهندم من أجله .

خرجت من غرفتها و اتجهت لتفتح الباب و لكن عندما أدارت القفل كانت الطرقات قد توقفت ، فتحت الباب ، و نظرت لليمين ثم اليسار ، لترى على يسارها أنبوبة البوتاجاز ، اذن قد مل فتى الأنابيب من الانتظار ، و تركها وحيده لمصيرها مع تلك الأنبوبه ، ربما المره القادمه لن تعطيه الثمن مسبقا ، فذلك سيجعله ينتظر و يقوم بتركيبها ، أما الآن عليها أن تصلي من أجل حدوث معجزه لتستطيع تركيبها بالطريقه الصحيحه.
تقدمت محاولة حمل الأنبوبه و إدخالها إلى الشقه ، و لكنها أنزلتها على الفور و قالت بصوت منزعج : هو انتي مش ناويه تعملي رجيم و تخسي شويه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

أغلق يحيى باب الشقه خلفه ، و تسمر في مكانه ، فلقد رأى جارتهم الجديده تحاول فاشله حمل الأنبوبه و إدخالها إلى شقتها ، هم بالتقدم و مساعدتها ، و لكنه توقف بعد أن سمعها تحادث تلك الأنبوبه.

لم يتمالك يحيى نفسه و انفجر ضاحكا على منظرها و دعابتها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤¤

استدارت فاتن على الفور لدى سماعها ضحكة أحدهم ، لترى شابا طويل القامه يقف على باب الشقه المجاوره لشقتهم ، و ابتسامه عريضه تزين ثغره .

شعرت فاتن بالاحراج الشديد لبلاهتها ، و مما زاد إحراجها هو تحديق ذلك الشاب فيها بشده ، و في هذه اللحظه حاولت العمل بنصيحة والدتها التي و منذ دخولها في طور النضج ما فتأت تعطيها دروسا في كيفية التعامل مع الرجال .

و أحد دروسها تلك ، هي مبادلة النظرات و بقوه مع أي رجل يقوم بتفحصها ، و إن راقها ما رأت تنتقل للدرس الثاني و هو كيفية الايقاع به ، فبنظر والدتها الرجال ما هم الا وسيله للحصول على أهدافنا في الحياه ، و عند تحقيق الهدف ، علينا الانتقال لرجل آخر ليحقق لنا أهدافاً أخرى .

تنهدت فاتن ، و قامت بالتحديق في متفحصها الشاب جدا ، فعمره بالتأكيد لا يتجاوز الثانيه و العشرون الا أنه عريض البنيان ، طويل القامه ، و ملامح وجه وسيمه للغايه، بالرغم من أنفه الذي يوحي بالعجرفه ، على عكس عيناه اللذان تشعان دفئا بلونهما الاسود الحالك ، الذي يضاهي لون شعره الكثيف المتمرد على جبينه البرونزي اللون ، و لكنه بالتأكيد وسيم جدا ، و على مقياس والدتها سيحصل على عشرة كامله بالنسبه للوسامه و المظهر خاصه مع ارتداءه هذه البدله الداكنه .

عضت على شفتها السفلى ، و تحسست جبينها الذي ارتفعت حرارته نتيجه لتطبيقها نصيحة والدتها .

ثم رفعت يدها لا إراديا و كأنها تريد تبرير موقفها مع الأنبوبه ، ثم أنزلتها سريعا إلى جانبها و قالت : أصلها تقيله اوي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

اختفت الابتسامه عن ثغر يحيى فور استدارة جارتهم الجديده ، فلقد هاله ما رأى ، أو بالأحرى راقه ما وقعت عليه عيناه ، فجارته و التي يبدو أنها بالكاد أتمت عامها الثامن عشر ، جذابه للغايه ، و رغم تشعث شعرها و تنافره الا أن يحيى تمنى أن يمرر أصابعه خلاله و يعيد ترتيبه من جديد ، فذلك الشعر الأبنوسي ينبىء بملمس ناعم جدا ، يتناسب مع نعومة ملامح وجهها الرقيقه ، الذي يتوسطه أنف صغير مشاكس و فم وردي ، أما عيناها فاحتار ما لونها ، و عند تلك الفكره ، انتبه للخطأ الجسيم الذي اقترفه ، فلطالما غض يحيى بصره عن الفتيات العاديات منهن و الجميلات.

هز يحيى رأسه و أخفض بصره ، مستغفرا ربه في السر.

قال يحيى : طب أنا ممكن أساعدك .

قالت على الفور : ياريت ، و الا مش هاقدر اعمل اكل انهارده.

أومأ يحيى برأسه ، تقدم خطوات قليله ثم حمل الأنبوبه و قام بدخول الشقه ، و لكنه توقف عندما سمع خطواتها تتبعه، وضع الأنبوبه أرضا ، ثم استدار قائلا : هو في حد غيرك جوه .

أجابته بالنفي ، ليقول : يبقى يا ريت تستنى بره على الباب لغاية أما أركب الأنبوبه.

نظرت له باستغراب ، فقال بارتباك : يعني عشان ميصحش أدخل البيت و انتي لوحدك.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤

أومأت فاتن برأسها محرجه ، ليتسدير جارها و يختفي داخل المطبخ ، و بعد انتظار دام حوالي خمس دقائق ، عاد ليظهر من جديد قائلا : هو المفتاح فين ؟

سألت فاتن بعدم فهم : مفتاح الشقه ؟

ابتسم يحيى و قال : مفتاح الأنبوبه .

قالت فاتن : ثوان و أجبهولك ، و بعد دقيقه عادت و في يدها المفتاح : اتفضل .

تناول المفتاح منها ، و بقى متسمرا مكانه على باب الشقه من الخارج.

قالت فاتن و قد أدركت سبب تردده : متقلقش أنا هاستنى عالباب من بره ، بس أصلك .. يعني واقف فالوش و مش عارفه أخرج.

حينها تراجع يحيى إلى الخلف ، خرجت و من ثم دلف هو إلى الداخل .

و بعد حوالي خمس دقائق ، أنهى مهمته و قال : أنا ركبتهالك و تقدري تتفضلي جوه .

تمتمت فاتن : استني بره ..اتفضلي جوه ، كأنها شقة اللي خلفوك..

قال يحيى : بتقولي حاجه !

قالت فاتن بسرعه و بصوت مليء بالتهكم : بقول متشكره جدا ، أنا لو قعدت من هنا لبكره مش هاقدر أشكرك كفايه .

فطن يحيى لنبرتها الساخره فقال : لو عايزه تشكريني بجد يبقى تلبسي اسدال قبل ما تفتحي الباب.

و انطلق مغادرا إلى عمله.

تثاءبت فاتن محدثه نفسها : اسدال ، أنا سمعت الكلمه دي قبل كده !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤

بقيت ليلى في فراشها مدعية النوم ، و دعت ربها أن يغادر خطيبها سريعا حتى لا تضطر إلى الجلوس معه و تحمل ثقالة دمه و سخافته .

طرق أحدهم باب غرفتها ، بالتأكيد تلك والدتها .

دلفت خديجه إلى الغرفه قائله : ليلى ، اصحي بقى عشان تفطري مع خطيبك .

لم تجب ليلى ، أزاحت خديجه الغطاء عن وجه ابنتها و قالت : و بعدهالك يا ليلى ، ميصحش كده ، كفاية امبارح نمتي بدري و مقعدتيش مع خطيبك اللي جاي مخصوص مالبلد عشان عيد ميلادك.

جلست ليلي في فراشها و قالت برجاء : أرجوكي يا ماما ، أنا مش بطيقه و لا بطيق اقعد معاه خمس دقايق على بعض.

قالت خديجه : يا بنتي هو اللي نبات فيه هنصبح فيه ، تميم مش بس خطيبك ، ده كمان ابن عمك ، يعني لو فسختي الخطوبه ابوكي هيخسر عمك للأبد، يرضيكي ده.

قالت ليلى بحزن : لا ميصحش يخسروا بعض ، المفروض أنا اللي أخسر حياتي كلها .

قالت خديجه بعتاب : طب اديله فرصه ، اقعدي معاه ، و انتي و شطارتك تقدري تغيريه زي ما انتي عايزه .

قالت ليلى بتهكم : اغير ايه و لا ايه بس يا أمي ، ده احتمال أبوالهول ينطق ، قبل ما تتغير فتفوته في سي تميم ده.

قالت خديجه بنفاذ صبر : طب وافقتي ليه مالأول .

ضحكت ليلى بمراره و قالت : وافقت ليه ، يا ماما انا كان عندي خمستاشر سنه وقت ما اتفق عمي مع بابا على الخطوبه ، كنت فرحانه إني هابقى عروسه ، و هالبس دبله و أعيش قصة حب زي باقي البنات ، مكنتش مستوعبه يعني ايه جواز و اختيار شريك الحياه.

قالت خديجه بتردد : و دلوقتي فضالك سنه و تتخرجي ، و زي ما اتفق باباكي مع عمك هيتم الجواز ، جايه بعد كل السنين دي تغيري رأيك و تبقى سيرتك على كل لسان فالبلد.

مسحت ليلى عبره سالت على وجنتها و قالت : طب ثوان و هاخرج افطر معاكو .

أومأت خديجه برأسها و خرجت ، لتترك ليلى خائبة الأمل في والدتها ، فرغم طيبتها و فطرتها السليمه الا أن المحور الأول في حياتها هو إرضاء زوجها و إطاعته في كل كبيره و صغيره ، لاغية أي عقل أو منطق آخر ، فحتى التعاطف مع ابنتها يجب أن يحصل على التصريح و التأييد من والدها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

جلس يحيى على مكتبه في إحدى المصالح الحكوميه التي حصل مؤخرا على وظيفه فيها بعد تسوية والده للمعاش و التوسط لدى رئيسه في العمل لتوظيف يحيى ، وظيفه لم تكن ضمن أحلام يحيى أو أهدافه ، فالعمل الحكومي روتيني و ممل للغاية ، تجلس طوال النهار للتسامر مع زملاء العمل و تناول المشروبات المختلفه و من ثم المغادره دون تحقيق أي إنجاز يذكر.

و لكن و رغم رفض يحيى لفكرة والده ، إلا أن الأخير قام بالتنفيذ و الحصول على تقاعد مبكر ، ليفاجيء يحيى و يضعه في خانة اليك ، فوالده عبدالرحمن رضوان رجل صالح و لكنه متمسك بعادات و مفاهيم و موروثات قديمه ، و من الصعب تغييرها ، لذا آثر يحيى أن يرضي والده باستلامه هذه الوظيفه ، و حينما يحقق هدفه سيتركها حتما ، مثبتا لوالده صواب قراره من البدايه .

قراره بالعمل الحر ، فلقد اتفق هو و صديقيه المقربين مالك و أنس على إنشاء شركتهم الخاصه بالبرمجه ، و لحسن الحظ مكتبه الحالي يحتوي على جهاز حاسوب يستطيع من خلاله أن يتم عمله مع صديقيه ، و حين انتهاء الدوام يمر على مقرهم المتواضع للتواصل معهم .
نعم ، لن يستغرق وقتا طويلا في هذه الوظيفه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

جلست إنجي الشريف مستسلمه لخبيرة التزيين التي أخذت تحرك أدواتها بخفه على وجهها، محاولة خلق صوره فنيه بديعه ، لتظهرها أصغر من أعوامها الأربعين بكثير ، فالدور الجديد الذي ستلعبه يدور حول فتاة في الخامسه و العشرين ربيعا .

قالت صفا خبيرة التزيين : ها ايه رأيك يا مدام انجي .

نظرت إنجي في المرآه بتمعن ، ثم قالت بامتعاض : شفايفي معووجه كده ليه !

لوت صفا شفتيها دون أن تلاحظها إنجي و تمتمت : معووجه من البتاع اللي نفختيها فيه .

ثم قالت بصوت عال : حالا هازبطهم يا مدام .

أمضت صفا حوالي نصف ساعه أخرى مولية اهتمامها لشفتي إنجي التي قالت بعد انتهاءها : بجد تحفه .

ابتسمت صفا و قالت : قمر يا مدام قمر .

بعد مغادرة مزينتها ، تطلعت إنجي إلى مرآتها بحسره ، فقبل أعوام مضت كانت لا تحتاج إلى كل تلك البهرجه لتبدو جميله ، و لكن اليوم و بعد أن تسللت خطوط الزمن الى وجهها ، أصبحت تحتاج إلى كم هائل من الرتوش التجميليه ، فتلك الخطوط لا ترحم أحدا ، و الأدهى من ذلك هو سوء حالتها الماديه و التي جعلتها غير قادره على اللجوء للجراحات التجميليه لتخفي آثار الزمن عن وجهها الذي كان يوما حديث الناس و الصحافه نظرا لتصدره أفيشات الأفلام و تترات المسلسلات و أغلفة المجلات المختلفه.

حكيم هو من قال أن دوام الحال من المحال ، فجمالها آخذ في الرحيل ، تماما كرحيل زوجها الأخيرعنها بعد أن نصب عليها في مبلغ كبير و احتال عليها و استولى على شقتها الفاخره التي كانت تقطن بها معه و مع ابنتها فاتن ، مما اضطرها الى الانتقال لذلك الحي المتواضع و تلك الشقه الوضيعه .

تناولت هاتفها و طلبت رقم ابنتها ، التي ردت على الفور : الو ازيك يا ماما .؟

قالت انجي : كويسه ، أنا بكلمك عشان هتأخر اوي و عايزه تحضريلي مشاوي خفيفه و ضروري طبق سلطه كبير عشان الريجيم يا حبيبتي.

قالت فاتن : حاضر يا ماما ، و طالما هتتأخري يبقى أنا هانزل اشتري الحاجات ع المغرب كده ، يكون الحر خف شويه.

قالت انجي : طب كويس ، واوعي تخرجي مبهدله زي عوايدك.

قالت فاتن بانزعاج : ياماما هو أنا خارجه لمناسبه ، ده أنا هاروح السوبرماركت .

قالت انجي آمره : اسمعي الكلام ، لازم تكوني أنيقه على طول ، مش جايز حد مريَش يشوفك و يُعجب بيكي ، اوعي اوعي تلبسي الكوتشي و الجينز ، نقيلك جيبه من بتوعي و لا أي فستان كيوت من القصيرين اللي عندي.

قالت فاتن باستسلام : حاضر يا ماما .

قالت انجي قبل أن تنهي المكالمه : و متنسيش تحطي ميكب .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

ارتدت ليلى حجابها مخفيه خصلات شعرها السوداء الناعمه ، ثم جلست أمام مرآتها و التقطت الكونسيلر محاولة إخفاء الهاﻻت السوداء تحت عينيها بنية اللون ، هالات تكونت نتيجه لسهرها البارحه تتحدث مع صديقتها أماني على الفيس بوك ، حديث أدى بدوره الى اتفاقهما على التلاقي اليوم لحضور أحد الندوات التي تعدها كلية الصحافه و التي طالما تمنت الالتحاق بها كأخيها لؤي و لكن والدها كان له رأي آخر ، فالصحافه و الاعلام مجال لا يناسب الفتيات ، و بيده قدم التنسيق لكليه الاداب ، لتتخصص في اللغه العربيه .

وضعت الكونسيلر جانبا ، و أضفت بعض اللون إلى وجنتيها و ثغرها ، ثم تأكدت من احكام لفة حجابها الداكن اللون و الذي يبرز لون بشرتها القمحيه برقه.

خرجت من غرفتها و اتجهت إلى الشرفه حيث أعدت والدتها الفطور لها و لخطيبها .

وجدته منخرطا في تناول الطعام ، و كالعاده مرتديا قميصا يحتوي على ألوان الطيف بكاملها و مشمرا أكمامه ، تلاقت أعينهما ليقول : صباح الخير يا بنت عمي .

دخلت الشرفه و ردت : صباح النور ، و اسفه مقدرتش أقعد معاك امبارح كنت تعبانه شويه.

قال تميم بخبث: بكره أما يتقفل علينا باب واحد هأعرف ازاي امشيكي عالعجين متخلبطيهوش .

تأففت ليلى و قالت : أنا مش قلتلك ميت مره مش بحب الهزار السخيف ده .

لعق تميم أصابعه بطريقه مقززه و قال : و مين قال إن ده هزار يا ست ليلى هانم ، أنا صبرت عليكي كتير و على معاملتك اللي من فوق دي ، بس هانت كلها كام شهر و أطلع القديم و الجديد على جتتك .

وضعت ليلي يدها على خدها و قالت : ده كلام يطلع من واحد المفروض متعلم و بيعرف ربنا.

ضحك تميم بسخريه و قال : العلام حاجه و اللي بين الراجل و مراته حاجه تانيه خالص.

أومأت ليلي برأسها فلا فائدة من الجدال معه ، عليها أن تغامر اليوم و تُحادث والدها بشأن إنهاء هذه الخطبه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

في مبنى الجامعه التقت ليلى بصديقتها أماني ، و اتجهتا لحضور تلك الندوه.

و في القاعه جلست ليلى بالقرب من أخيها لؤي .

قال كِنان الجالس بجوار أخيها من الجهه اليمنى : ازيك يا آنسه ليلى .

أجابت ليلى بصوت خفيض : الحمد لله .

قال لؤي منزعجاً : هششش الندوه هتبدأ عايز اسمع.

فأخيها لؤي شغوف جداً بدراسته ، و حريص على الحصول على أعلى التقديرات ، لإثبات نفسه أمام والده الكثير المتطلبات ، و خاصه بعد تعثر لؤي في شهادة الثانويه العامه و رسوبه لسنتين متتاليتين.

سنتان اضُطر فيها والده إلى تقبل وجود صديقه الانتيم كِنان في بيتهم لمساعدته على المذاكره ، فكِنان أنهى الثانويه العامه بامتياز و مرتبه أولى على الجمهوريه ، تعرف عليه لؤي من احد مواقع التواصل الاجتماعيه حينما اراد بعض الدروس الخصوصيه ليجد اعلانا من كنان عن امكانية تقديمه بعض الدروس للطلبه باسعار مخفضه للغايه ،حينها لجأ له لؤي و اصبحا منذ ذلك الحين صديقين مقربين نظرا لشغف الاثنين بالصحافه و الاعلام ، ليصبح كِنان الاستثناء الوحيد ، فلطالما منع عبدالرحمن ابنيه من احضار اي اصدقاء للبيت خوفا على ليلى ، و نظرا لتمسكه بعادات و تقاليد بلدتهم الصغيره ..

تنهدت ليلى و استرقت النظر إلى صديق أخيها لتُفاجأ بنظراته المصوبه نحوها ، أدارت وجهها بسرعة محرجه من تصرفها ، و خجلى من تحديقه بها.

لكزت ليلي صديقتها أماني الجالسه بجوارها و همست : أنا عايزه اطلع بره.

قالت أماني مستنكره : هو احنا لحقنا نعد يا بنتي.

قالت ليلى بفروغ صبر : أنا ماشيه.

نهضت من مقعدها و تبعتها أماني مرغمه .

قالت أماني بضيق : مالك ، مش جيتي عشان تشوفي حبيب القلب ، ايه اللي حصل!

شهقت ليلي و قالت : ايه الكلام اللي بتقوليه ده !

ردت أماني بهدوء : يا بنتي مش عليا الكلام ده ، الانكار مش هيفيدك ، و الواد مُز و يتحب فعلا.

ابتسمت ليلى و قالت : و الله انتي رايقه و فايقه .

قالت أماني : طب عيني فعينك كده.

قالت ليلى على الفور : اهو ، مالها عيني بقى.

نظرت أماني لصديقتها نظره المتيقن و قالت : تعالي نقعد هنا.

جلستا على أحد المقاعد و قالت ليلى : مش عارفه يا أماني حاسه إني فورطه كبيره.

سألت أماني : احكيلي ...

قالت ليلى : أصل زي ما انتي عارفه مش بطيق خطيبي خالص ، و حاولت كتير ألمح لبابا و أكلمه في الموضوع بس هو محكم رأيه و شايف إنه مصلحتي فالجوازه ديه ، و يحيى و لؤي كفايه اللي هما فيه ، انتي متتخيليش بابا ازاي بيضغط عليهم و بيدخل في كل قرار بياخدوه و لازم رأيه هو اللي يمشي ، فمش عايزه أدخلهم كمان في مشاكلي.

صمتت لتستحثها أماني على الحديث : و بعدين ، أنا حاسه إنك عملتي عمله مهببه .

قالت ليلى بخجل : أصلي ...

قالت أماني : أصلك ايه يا بت ما تنطقي ، سرك في بير.

قالت ليلى بحرج : مش عارفه ازاي لقيت نفسي بضيف كِنان عندي ع الفيس ، و بقينا نتكلم تقريبا كل يوم .

صفرت أماني بخفه و قالت : يا نهار مِلون ، ضفتي صاحب أخوكي ، و المنيل عادي كده يكلم أخت صاحبه ، وأنا اللي كنت فاكراه أرجل من كده بكتير.

قامت ليلى بضرب صديقتها بالكشكول الذي تحمله بيدها و قالت : اسمعي ، هو ميعرفش إنه أنا ، بس دلوقتي شاكه إنه عرفني .

حدقت فيها أماني قائله : مش فاهمه ، ابسلوتلي مفهمتش المقطعين اللي فاتوا دول ، نزلي الترجمه بسرعه.

تأففت ليلي و قالت : أصلي عملت اكاونت جديد مش باسمي و ضفت كِنان عليه ، و هو قبل طلب الصداقه ، لكن ميعرفش أنا مين ، مرضتش أقوله اسمي ، و امبارح قررت إني خلاص مش هاكلمه تاني ، و زي ما انتي عارفه سهرت معاكي ع الفيس ، بس مش عارفه أما شفته انهارده حسيت إنه عرفني و عنيه كأنها بتسألني ليه مردتش امبارح على مسجاته.

ضربت أماني كفاً بكف و قالت : عنيه بتسألك ، ده انتي واقعه لشوشتك ، يا بنتي غلط جداً اللي بتعمليه ده.

قالت ليلي بحسره : أعمل ايه مش لاقيه حد يفهمني ، و لا يُقف جنبي ، و مش عارفه امتى اتعلقت بيه ، يمكن لأنه بقى يجي عندنا البيت كتير و يمكن عشان بيحب الصحافه و الأخبار زيي ، يمكن بلاقي معاه حلمي اللي مقدرتش أحققه ، مش عارفه ، مش عارفه.

ربتت أماني على كتفها و قالت : طب و أخوكي يحيى مش بتقولي قريب منك و بيفهمك ، ليه متتكلميش معاه.

قالت ليلي : ما قلتلك كفايه مشاكله مع بابا ، و بعدين ده على طول مشغول بيخلص شغل الحكومه اللي بابا أجبره يقبله و بعديها بيروح عالشركه اللي عاملها مع صحابه حتى الاجازات بيقضيها فشغله ، مبعرفش أتلم عليه.

قالت أماني بهدوء : شوفي يا ليلي استمرارك مع خطيبك غلط ، و اللي عملتيه مع كِنان أكبر غلط.

قالت ليلى : طب ادعليلي انهارده هآخد حبوب الشجاعه و أحاول أتكلم مع بابا بخصوص تميم .

قالت أماني بحب : ربنا معاكي ، و ضروري تطمنيني ، هاستنى منك مكالمه .

أومأت ليلي برأسها و اتجهتها لاستكمال محاضراتهن لهذا اليوم.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤

خرج يحيى من الشقه محل شركته الصغيره مع صديقيه مالك و أنس ، اختار أن ينزل الدرج فمصعد البنايه المهترىء يستغرق وقتاً طويلاً في الصعود و الهبوط ، ناهيك عن تعطله المستمر ، وصل إلى أسفل الدرج ليسمع أصواتاً تأن من الألم ، توقف و أطرق السمع ، ليكتشف خطأه فتلك الأصوات تأن و لكن بالتأكيد ليس من الألم ، هم باستكمال سيره ليسمع صوت أنثوي يقول : أنس كفايه كده ، حرام عليك .

شعر يحيى بالضيق الشديد من تصرفات صديقه أنس ، فمن حوالي أسبوعين قام أنس بإحضار إحدي الفتيات إلى الشقه مقر عملهم ، لينهره كل من يحيى و مالك على فعلته تلك ، و لكن يبدو أن عتابهم معهم لم يأت بنتيجه مثمره ، فقط اضُطر صديقهم إلى تغيير المكان.

هز يحيى رأسه ممتعضاً و أكمل طريقه .

و في سيارة الأجره رن هاتفه ، أجاب على الفور : الو .

قالت خديجه : يحيى يا بني ، معلش لو هاتعبك بس كنت عاوزاك تجبلي كام حاجه من السوبرماركت .

حفظ يحيى طلبات والدته عن ظهر قلب أو هكذا ظن ، وبعد توقف السياره ، ترجل منها و دلف إلى السوبرماركت القريب من بنايتهم .

اتجه إلى القسم المخصص للمنظفات لإحضار حاجيات والدته ، بحث عن الأصناف التي طلبتها ، و لكنه كعادته احتار أيَاً يختار منها ، بقى دقيقه يُقيم الأنواع المعروضه على الأرفف ، عندما قرر أخيراً الاتصال بوالدته لمساعدته كعادتها في انتقاء صنفها المفضل.

أخرج هاتفه ، ليفاجأ بصوت أنثوي يقول : ده أفضل نوع ، بيشيل البقع و ريحته حلوه جداً.

التفت تجاه الصوت ، ليرى جارته الصغيره ، صغيره السن و الحجم أيضاً ، فبإمكانه بكل سهوله أن يضعها في عربة المشتروات كما يفعل الآباء مع أطفالهم الصغار ، و لِمَ العربه بإمكانه أن يضعها في جيبه و يغادر السوبرماركت ، ابتسم لهذه الفكره ، هل هي فعلا ضيئلة الحجم لهذه الدرجه أم يُهيأ له ذلك بسبب ضخامة بنيته هو شخصياً.

تفحصها قليلا لتختفي ابتسامته ، و يحل مكانها العبوس بسبب ذلك الفستان الذي ترتديه ، فستان قصير جداً بالكاد يصل إلى ركبتيها ، و بدون أكمام ، و يكشف كثيراً من معالم أنوثتها .

غض بصره للمره الثانيه هذا اليوم و استغفر ربه ، لتقول جارته : أنا بس حبيت أساعدك زي ما ساعدتني الصبح.

ثم أضافت : صدقني ده أحسن واحد فيهم .

عاود يحيى النظر إلى الرف ، و التقط الصنف الذي أشارت عليه باستخدامه و قال باقتضاب : متشكر.

قالت فاتن : العفو ، على ايه .

ثم تنحنحت ، ليعود يحيى بنظره إليها متسائلاً : افندم؟

قالت فاتن بحرج : معلش لو تجبلي واحد أنا كمان ، يعني عشان مش هقدر أطوله و انت بسم الله ما شاء الله طويل اوفر ، و اتبعت كلامها بضحكه صغيره.

ابتسم يحيى رغماً عنه، و التقط واحداً آخر ووضعه في عربتها.

قالت فاتن : ميرسي .

أومأ يحيى برأسه و حرك عربته ليغادر قسم المنظفات ، و كذلك فعلت فاتن.

ليعودا و يلتقيا عند موظف الماليه ، وضعت فاتن عربتها أمام عربته ، و اصطفت بجواره ، ثم قالت بصوت خفيض : ممكن أسألك سؤال ؟

نظر يحيى لها بطرف عينه ، ثم قال : ممكن !

سألت فاتن باهتمام : هو مش الاسدال بيلبسوه في الحج ؟

أعطاها يحيى كامل انتباهه و قال : ياريت لو حابه تهزري يبقى تختاري حاجه مناسبه .

عقدت فاتن حاجبيها و قالت : مين قالك إني بهزر !

قال يحيى : اتفضلي ، دورك .

زمت فاتن شفتيها و تقدمت لدفع ثمن مشترواتها .

حين خروجه من السوبرماركت آثر يحيى عبور الشارع و السير على الضفه الأخرى ، بعيدا عن جارته الصغيره ، و بعيدا عن المزيد من الذنوب ، فعيناه اليوم مصرتان على التحديق فيها و التأمل في كينونتها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤

وجدت فاتن صعوبة كبيره في حمل أكياس مشترواتها و السير بهذا الحذاء ذو الكعب العالي جدا ، ترنحت قليلا و كادت أن تسقط ، لولا يد غليظه قامت بإسنادها في اللحظة الأخيره .

يتبع



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 31-10-16, 11:00 AM   #4

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثاني

¤ عِطرُ الربيعِ ....أنتي ¤

---------------------

وجدت فاتن صعوبة كبيره في حمل أكياس مشترواتها و السير بهذا الحذاء ذو الكعب العالي جدا ، ترنحت قليلا و كادت أن تسقط ، لولا يد غليظه قامت بإسنادها في اللحظة الأخيره .

تطلعت إلى الرجل الذي قام بإسنادها و قالت : ميرسي لحضرتك .

كانت ذراعه ما تزال تطوق خصرها ، أرادت إزاحتها و الابتعاد عنه ، و لكنها لم تعِ كيف ، فيداها مشغولتان بتلك الأكياس ، عوضا عن ذلك قالت بحزم : قلتلك ميرسي و تقدر تكمل طريقك .

قال مبتسما : ميصحش ، لازم أوصلك لحد البيت ، هاتي عنك .

و مد يديه ليلتقط الأكياس ، لتقول فاتن : مفيش داعي ، و ميرسي مره تانيه .

ثم أكملت طريقها ، لتلاحظ سيره بجوارها ، أسرعت فاتن خطاها ، فقام بالمثل ، ثم و على حين غره التقط أحد الأكياس من يدها ، لتصرخ فاتن قائله : يا أستاذ عيب كده .

قال الرجل : بالراحه عليا يا طعمه ، أنا قصدي شريف ، ثم أضاف ضاحكا : أنا طالب القرب من جمال سيادتكم .

نظرت فاتن للرجل و للكيس الذي أصبح بحوزته ، تنهدت و آثرت عدم افتعال مشكله معه و أكملت مسيرها ، و لكنه لم يفهم الرساله بعد ، بل استمر في تتبعها و محاولة التلاطف معها .

أسرعت فاتن أكثر ، لتتعثر و تسقط أرضا ، و لسوء حظها قام ملاحقها بمساعدتها مره أخرى ، و لكن هذه المره بقيت يداه مطبقتان على خصرها .

صاحت فاتن بعنف : يا حيوان شيل إيدك .

قال الرجل مبتسما : تؤ تؤ ، بس برده طعم و انت متعصب .

و قال صوت ذكوري آخر : شيل ايدك ، أحسن ما أقطعهالك .

التفت الرجل بعد أن أرخى قبضته عنها و قال : و مين بقى حضرتك ، محامي بنات الليل !

شهقت فاتن ليقوم جارها بلكم الرجل قائلا : غور من هنا لاحسن أرتكب فيك جريمه الليلادي .

قال الرجل بعد أن عاد لتوازنه : و على ايه ، ثم ألقى نظره متفحصه ناحيتها و قال : ملكيش فالطيب نصيب .

و استدار مغادرا ، لتقول فاتن : ميرسي اوي ، ده واحد متخلف .

قال يحيى بغضب : ما انتي لو كنتي لابسه حاجه عدله مكنش أتعرضلك .

قالت فاتن بامتعاض : تقصد ايه ، أنا السبب في سفالته !

قال يحيى بغيظ : لا هو سافل بالفطره ، ليه بقى تديه سبب تاني يسمحله يتطاول بيه عليكي .

قالت فاتن بحنق : تاني أنا السبب .

قال يحيى بفروغ صبر : هو انتي مسمعتيش شبهك بمين .

تنهدت فاتن و قالت بحرج : لا سمعت و ميرسي إنك فكرتني .

قال يحيى : مش قصدي أدايقك .

ابتسمت فاتن ، ثم انحنت لتلتقط حاجياتها التي بعثرت في الأرض نتيجه لترنح معاكسها و إسقاط الكيس الذي كان بحوزته .

قال يحيى بحده بعد أن كشف انحناءها عن مفاتنها : بجد ميصحش كده....

قالت فاتن : هو ايه اللي ميصحش .

هز يحيى رأسه و قال : أصل ...استني أنا هالمهوملك .

قالت فاتن : مفيش داعي .

قام يحيى على عجاله بجمع حاجياتها التي بعثرت في الارض ثم قال بعصبيه : خلاص اهم و ناولها الكيس ، ثم قام بالتقاط أكياسه هو الآخر .

قالت فاتن : ميرسي مره تانيه ، تعبتك معايا .

قال يحيى باقتضاب : العفو ، ثم أكمل مسيره ، و كذلك فعلت فاتن ليسيرا متقاربين .

تعثرت فاتن مره أخرى بسبب كعب الحذاء ، ليقول يحيى : هاتي عنك .

قالت فاتن بتردد : مفيش داعي ، كلها خطوتين و نوصل .

أصر يحيى ، فاستجابت له محرجه ، قال بعد أن دلفا إلى مصعد البنايه : طالما مش بتعرفي تمشي بيه ، بلاه أحسنلك .

زمت فاتن شفتيها و قالت : لا أنا بعرف أمشي بيه كويس جدا ، بس عشان شايله حاجات تقيله .

خرجا من المصعد ، ليوصل يحيى الأكياس إلى باب شقتها قائلا : تحبي أحطهوملك جوه .

تناولت فاتن الأكياس من يده ، ثم قالت: هو انت....

لم تكمل فاتن جملتها ، فلقد استدار جارها مسرعا باتجاه شقتهم ..

تمتمت فاتن : يعني كان مصمم يساعدني و دلوقت هيعمل نفسه تقيل و لا ايه حكايته ده ..

دلفت فاتن الى الشقه محتاره من تصرف جارها الشاب ، فلقد دافع عنه و اصر على مساعدتها و من ثم رحل فجأه .. فكرت في نفسها : اهو في رجاله بتساعد لله يعني ، مش على راي ماما لازم يكون ورا مساعدتهم غرض او مصلحه....

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

استلقى كِنان على سرير صديقه لؤي محدقا في السقف ، و مذعورا من القرار الذي عزم عليه ، و لكن عاطفته تجاهها طغت على أي ذرة تفكير أو حتى تعقل .

قال لؤي مستنكرا : ايه مش هتقولي رأيك فالمقاله اللي هانزلها على مجلتي ؟

استفاق كِنان من شروده ، و عاد بانتباهه إلى صديقه لؤي ، الذي طالما طلب مشورته في مقالاته التي ينشرها على مجلته الالكترونيه و التي قام أخوه يحيى بتصميمها له .

قال كِنان معتذرا : معلش يا صاحبي ، حالا هقراها ، بس الأول ممكن أدخل الحمام .

قال لؤي : ما تروح يا بني .

تنحنح كِنان و قال : عادي يعني ..

قال لؤي : هو انت أول مره تعملها هنا ، و بعدين هما قاعدين في الصاله و ليلى فاوضتها .

أومأ كِنان برأسه و خرج من غرفة لؤي .

أغلق باب الغرفه و أسند رأسه على الحائط المجاور ، محاولا التقاط أنفاسه ، استجمع شجاعته ، و سار في الممر المؤدي إلى غرفتها ، طرق الباب .

قالت ليلي بصوت مرتفع : اتفضل .

أخذ كِنان نفسا عميقا ، و أدار مقبض الباب ، وقف لثوان يتأملها منغمسه في كتابة شيء ما على حاسوبها .

استدارت قائله : في ايه... ثم توقفت عن الحديث و فغرت فاهها مصدومه .

أغلق كِنان الباب خلفه و قال : ليلي أنا ..

نهضت ليلى من مقعدها مفزوعه و قاطعته قائله : انت اتجننت ، ايه اللي بتعمله هنا !

قال كِنان بصوت خفيض : طب أعمل ايه ، بقالك أسبوع مش راضيه تكلميني .

قالت ليلى باضطراب : أكلمك ده ايه ، هو أنا في بيني و بينك كلام أصلا .

قال كِنان بعصبيه : بلاش شغل العيال ده معايا .

و لدهشته قامت ليلي باللطم على وجنتيها قائله : أبوس ايدك ، أبوس ايدك اخرج بره .

قال كِنان برجاء : هاخرج بس قوليها .

قالت ليلى بذعر : أقول ايه ...

قال كِنان: انتي عِطر الربيع ، مش كده..؟؟؟؟

نظرت ليلى له متردده ، قال كِنان: أرجوكي .

أومأت ليلى برأسها ، ليقول كِنان : طب شيلي البلوك اللي عملتيه .

قالت ليلى : أرجوك اخرج بره ، انت مش عارف لو حد منهم شافك هنا هيحصل ايه .

قال كِنان: طب أوعديني تشيلي البلوك ، و ترجعي تكلميني من تاني .

قالت ليلى : أوعدك ، أوعدك ، بس يلا أطلع من هنا .

قال كِنان بسرعه : الساعه تمانيه ضروري نتكلم ، ها .

أومأت ليلى له ، ليخرج من غرفتها مسرعا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

وقفت فاتن أمام خزانة والدتها ، محتاره أي تلك الأثواب سيليق بها أكثر ، و تمنت لو أن باستطاعتها أن تقضي ليلتها هنا بدلا من الذهاب مع والدتها إلى حفل افتتاح فيلمها الجديد ، فتلك الحفلات لم تعد ترق لها ، صحيح أنها في معظم الأحيان تلتقي بكبار النجوم و الاعلاميين و الذين يعاملونها بلطف شديد ، و لكن مؤخرا أصبح حضور تلك الحفلات بمثابة كابوس بالنسبه لها ، و السبب ....

قالت انجي بضيق : ايه لسه مخترتيش واحد ؟

قامت فاتن بالتقاط أحد الفساتين بسرعه و قالت : اهو يا ماما ، هالبس ده .

قالت انجي : طب يلا بسرعه ، خميس هيجي بعد شويه يوصلنا .

ارتعدت مفاصل فاتن فور سماعها اسمه و قالت : يا ماما أنا مش بحب الراجل ده ، و خلاص معدتش رايحه معاكي .

قالت انجي بعصبيه : حبتك عقربه يا شيخه ، ده اللي هينشلنا من الشقه الحقيره دي ، و تقوليلي مش بحبه.

قالت فاتن محاولة التخفيف عن والدتها : و مالها الشقه دي ياماما ، و الله جميله ، و بعدين لما ان شاء الله الفيلم بتاعك ينجح ، أكيد الشركه هتنتجلك المسلسل و هتاخدي فلوس كتير و نقدر ننقل من هنا .

قالت انجي متأففه : طب يلا البسي ، و لا عايزاني أركب معاه لوحدي .

أطاعت فاتن والدتها ، غير قادره على تركها تذهب بمفردها بصحبة ذلك الرجل البغيض خميس النونو .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

أضاء اسم عِطر الربيع على صفحته من جديد ، ابتسم كِنان و على الفور أرسل لها : بحبك يا ليلى بحبك.

صفعت ليلى نفسها و أرسلت : ايه الكلام اللي بتقوله ده بس ....!

كتب كِنان: طب اديني رقم الفون بتاعك ، عشان أفهمك .

كتبت ليلى : مش هينفع .

كتب كِنان: كده هتخليني اكرر اللي عملته انهارده.

كتبت ليلى : يا نهار اسود ، انت عايز تودينا في داهيه .

كتب كِنان: اديكي قولتيها ، تودينا يعني احنا ، يعني انا و انتي بقينا في مركب واحده ، أنا هاكتبلك رقمي و ارجوكي ترني عليا دلوقتي ، و هاطلبك و نتفاهم .

بقيت ليلى دقائق تحدق في الشاشه أمامها ، تنظر إلى الرقم ، و بعد تردد كبير أمسكت هاتفها و طلبته .

قام بإلغاء الاتصال ، و بعد ثوان وجدت رقمه يضيء شاشة هاتفها ، ضغطت رد و قالت بصوت مرتعش : الو .

قال كِنان بصوت أجش : السلام عليكم .

- و عليكم السلام و رحمة الله .

- ازيك يا ليلى .

- مرعوبه .

- أرجوكي متخافيش ، أنا مستعد أقف قصاد الدنيا كلها عشانك .

- يا كِنان كلامنا مع بعض غلط ، أولا أنا مخطوبه و ثانيا انت صاحب أخويا و لو لؤي عرف هتخسروا بعض للأبد.

- جايه تقولي كده بعد ما علقتيني بيكي و مشاعري مبقتش فايدي .

- أنا آسفه ، مكنش قصدي و مكنتش أعرف إنك بسهوله هتعرف أنا مين .

- و اديني عرفت ، و خلاص معدش ينفع تستمري مع خطيبك ، ليلى انتي لازم تسيبيه.

- بالسهوله دي ....!

- وايه اللي يمنع ، أنا اللي فهمته من كلامك إنك تعيسه معاه ، ايه يجبرك تكملي فالخطوبه دي ؟

- أنا لما فتحتلك قلبي ، مكنتش أعرف إنك هتتعلق بيا و كمان تعرف أنا مين ، فأرجوك أي حاجه قلتها و أنا متخفيه باسم عطر الربيع ضروري تنساها .

-مستحيل أنسى ، ليلى أرجوكي تاخدي خطوه ، أنا مقدرش آجي و أتقدملك و انتي مخطوبه .

- يا كِنان ، أنا كلمت بابا بدل المره ألف و مش مقتنع برأيي و مصر إني بدلع و مش عارفه مصلحتي .

- طيب أنا هأكلم لؤي .

- أوعى تعمل كده ، أنا هحاول مع بابا تاني .

- طب أنتي عندك محاضرات بكره ؟

- أيوه ، ليه ؟

- عايز أشوفك .

- بلاش و النبي حكاية إننا نتقابل ، أنا مهما كان مخطوبه و كمان مش حابه أخون ثقة أهلي فيا .

- أحنا مش هنتقابل و نتكلم ، أنا بس عايز أشوفك و اطمن عليكي من بعيد لبعيد .

- طب أرجوك توفي بوعدك ، و متحاولش تكلمني .

- حاضر .

أغلق كِنان الخط ، و تنهد بحرقه ، داعيا الله أن ينزل الصبر على قلبه ، لتحمل هذا الوضع ، فمن أحبها قلبه مرتبطه رسميا برجل آخر ، رجل على حسب وصفها له يفتقد أدنى مستويات التفاهم معها ، و الأدهي أنه لا يتحلى بأي نخوه أو مروءه ، سخر كِنان من نفسه فأي نخوه يمتلكها هو و قد قام بمشاغلة أخت صديقه المقرب، أليست هذه تعد خيانه من الدرجه الأولى ، و لكن نيته و قصده شريفان ، فحالما تنهي خطبتها سيتقدم لها رسميا ، و تساءل كنان ما الذي سيحل به إن رفض والدها فسخ الخطبه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

احتضنت ليلى هاتفها ، واضعه إياه بالقرب من صدرها ، و همست : و أنا كمان بحبك.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

قال أنس لصديقيه المنكبين على كتابة أكواد البرمجه : مين فيكو هيروح الافتتاح ؟

قال مالك : أنا مش هاقدر و بعدين مش الفكره فكرتك ما تروح انت .

ضحك أنس بتهكم و قال : الليله مشغول ، مستني مكالمة زبون مهم من الخليج و احتمال كبير يمولنا بفلوس كتير .

قال يحيى : أصلا هنروح نعمل ايه ، ندلل على نفسنا .

قال أنس بعصبيه: ندلل ، انت مهندس انت ، اسمها نعمل دعايه و تسويق لشركتنا .

سأل مالك : و ايه علاقة شركتنا بالأفلام ؟

قال أنس : يا نهار أسود ، احنا مش افتتحنا موقع للتواصل بين الشباب ، اهي شركات الأنتاج ممكن تدفعلنا فلوس اد كده عشان تروج لأفلامها بين الشباب ، و كمان ممكن يطلبوا نعملهم تصميمات للأفيشات و حاجات كتير.

سأل يحيى : بس انت ازاي قدرت تجيب دعوه للحفله دي .

قال أنس بعد تفكير : عندي طرقي الخاصه.

لم يشأ اخبارهم بأنه حصل على الدعوه من أحد الموظفات بالمونتاج التابع لتلك الشركه ، و التي حصلت على دعوتهم بطرق بالتأكيد ملتويه من أجل إرضائه ظنا منها أنه سيقوم بالفعل بالتقدم لخطبتها ، غبيه ، هل يوجد رجل عاقل يرتبط بفتاه تتجاوز بحريه معه دون أي رباط رسمي بينهما .

تنهد مالك و قال برجاء : روح انت يا يحيى و ريحنا من زنه ، الله لا يسيئك.

أطرق يحيى مفكرا ، ثم قال : بس بشرط ، احنا مش هنقبل نعمل دعايه الا أما نتأكد إن مضمون الفيلم محترم و هادف .

ضحك أنس بسخريه و قال : مش هنقبل ، حسستني إنهم ما هيصدقوا و هيمسكوا فينا بأيديهم و سنانهم .

قال يحيى بجديه : بكره يحصل ، أنا أحلامي فوق السحاب و إن شاء الله هأحققها .

قال مالك و أنس بصوت واحد : بركاتك يا سيدنا الواثق .

ضحك يحيى لدعابتهم المعهوده ، و التي انبثقت نتيجه لايمانه المستمر بشركتهم ، فحينما تهبط همتهم و تصعب عليهم المشاكل ، يقوم بتحديهم لاخراج أفضل ما لديهم ، و حثهم على الايمان المستمر بقدراتهم ، كما آمن هو بأن بامكانه بدء مشروعهم رغم عدم اقتناعهم في البدايه ، لكن ها هم الآن في مقر شركتهم الصغيره .

قال يحيى : أديني العنوان و ربنا يسهل

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

كانت نوف تجلس بين أحبائها العصافير، تدندن معهم بصوتها العذب ، و الذي ورثته عن والدها ، فهد الشيمي .

فتحت نوف قفص عصفور الكناري ، بعد أن لاحظت اختفائه ، لتجده ملقى في قاع القفص ، فاقدا للحياه .

أغلقت نوف القفص ، حزينه على حالها و حال أحبائها العصافير الصغيره ، فحتى تلك الكائنات الرقيقه لم تسلم من الشر الكامن في قلب زوجة أبيها ، فهذا هو العصفور الخامس الذي يموت لها خلال أسبوعين .

تنهدت و حاولت طمأنة نفسها بأنها قريبا سترتاح من شرورها ، فلقد وعدها أنس ، حال تحسن حالتهم الماد.....
يتبع.......



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 02-11-16 الساعة 11:09 AM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 28-04-22, 09:01 PM   #5

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

حب تحت الرمال
الحلقة 3

¤ تحت الاختبار ¤

---------------------------------------------------------------

استقل لؤي المصعد برفقة جارتهم الفنانه إنجي الشريف و على ما يبدو ابنتها ، حاول لؤي عدم التحديق فيهما و إزعاجهما و لكنه لاحظ نظرات جارته المصوبه نحوه ، ابتسم و قال : ازيك يا مدام انجي !

ثم أضاف عندما بقيت محدقه فيه : أنا لؤي، ساكن فالشقه اللي جنبكو على طول .

قالت إنجي بعد لحظات من التحديق المستمر في وجهه : واو انت وشك فوتوجينك خالص .

ازدادت ابتسامة لؤي و قال : شكرا لمجاملتك الرقيقه دي .

ضحكت انجي بدلال و قالت : لا بجد ، انت أمور اوي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

نظرت فاتن إلى الشاب الذي يتشاركهم في المصعد ، و بالفعل والدتها معها حق ، فبعيونه الزرقاء و شعره الأشقر الداكن باستطاعته أن يكون نجم السينما القادم ، و لكن ليس مظهره ما لفت انتباهها ، بل كلامه .

سألت فاتن : هو انت تقرب ليحيى ؟

قال لؤي باستغراب : أيوه ، يحيى أخويا ، هو انتي تعرفتي عليه ؟

قالت فاتن : أيوه ، ساعدني مره و ركبلي الأنبوبه .

ابتسم لؤي : هو كده يحيى ، خدوم جدا .

سألت فاتن : هو أخوك الكبير مش كده ؟

أجاب لؤي : فعلا .

توقف المصعد ، قال لؤي : السيدات اولا ، اتفضلوا .

ابتسمت فاتن و قالت : ميرسي يا أستاذ لؤي ، و خرجت من المصعد برفقة والدتها ، التي لكزتها و قالت : لو حابه تكلميه شويه ، خليكي ، ثم غادرتها مسرعه .

قال لؤي : أستاذ ايه ، قوليلي لؤي كده من غير ألقاب .

قالت فاتن : غريبه ....!

سأل لؤي : هو ايه اللي غريب ؟؟؟

قالت فاتن : أصل أخوك زعل أما ندهته باسمه كده من غير ألقاب .

قال لؤي مستنكرا : لا ملوش حق ، بس هو أصله محبكها زياده عن اللزوم .

قالت فاتن : طب عن اذنك بقى .

أومأ لؤي و قال : تصبحي على خير .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

قالت فاتن لوالدتها معاتبه : انتي أحرجتيني اوي يا ماما .

قالت انجي : ازاي يعني ، مش فاهمه ....!

قالت فاتن مقلده والدتها : لو حابه تكلميه ، خليكي .... ده سمعك و ابتسامته كانت من الودن للودن .

ضحكت انجي و قالت : و ماله ما يسمع ، و بعدين سيبك ايه رأيك فيه ، مش واد مُز برده .

قالت فاتن بانزعاج : مُز لنفسه ، أنا مالي بيه ، و كنتي عايزني أكلمه ليه أصلا .

تنهدت انجي بضيق من ابنتها ، ثم قالت : يعني عشان تتعرفي على ناس جداد و يبقالك صحاب هنا .

قالت فاتن : بس أنا مبحبش أصاحب ولاد ، كلهم زي بعض ، أول ما تقولي لواحد فيهم صباح الخير يفتكرك معجبه و هات بقى تسبيل و حركات رخمه من بتاعتهم .

لوت انجي شفتيها ، فالطريق أمامها طويل و شاق لتعديل سلوك ابنتها ، و تعليمها طرق و مكائد النساء لجذب الرجال ، أرادت اليوم أن تضع حجر الأساس بحثِها على محادثة جارهم الوسيم ، حتى و إن كانت إمكانياته الماديه متواضعه ، الا أنه سيكون خطوه في طريق ابنتها لفهم الرجال و كيفية التعامل معهم ، فإن بقيت على حالها تلك منغلقه على نفسها لن تكتسب الخبره المطلوبه لايقاع الرجال في شباكها و الظفر بحياه ناعمه مرفهه .

قالت انجي بخبث : طب و أخوه ده اللي ساعدك فالانبوبه، امور كده زيه ؟

قالت فاتن بارتباك : لا مش شبهه .

لاحظت انجي على الفور ارتباك ابنتها ، فقالت : اها مش شبهه ، يعني شكله وحش .

قالت فاتن على الفور : لا بالعكس .

ابتسمت انجي و قالت : بالعكس ازاي يعني ، مش بتقولي مش شبهه .

قالت فاتن بحرج : يعني أقصد إنه ...

قالت انجي : اها فهمت هو مش اشقر زي اخوه ، بس مينمعش هو امور كمان .

قالت فاتن بضيق : ممكن بقى نبطل كلام عنهم .

ابتسمت انجي ، فذاك الشاب على ما يبدو قد حاز على إعجاب ابنتها ، الآن عليها أن تقنعها بالمضي قدما و إبداء اهتمامها به ، و البدء في مشوار اصطيادها للرجال .

رن هاتفها ، نظرت إلى الرقم و تأففت ، فالمتصل هو خميس النونو ، صحيح أنه يمتلك الملايين و معجب بابنتها ، و لكن بسذاجة ابنتها الحاليه لن تستطيع الحصول على فلس واحد من تلك الملايين ، عليها أولا أن تفهم كيفية التعامل معهم ، لذا لا بد الآن من إعطاء هذا الرجل اللحوح بعض المسكنات كي ينتج لها مسلسلها القادم .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

حيا لؤي والديه الجالسين في الصاله ، ثم سأل : يحيى فاوضته ؟

قال عبدالرحمن : أيوه ، بس كنت بتتكلم مع مين عالباب .

قال لؤي مبتسما : مع جارتنا الفنانه و بنتها .

قال عبدالرحمن بتهكم : فنانه ! ، ثم أضاف : و بعدين أنا مش محرج عليكم من يوم ما جُم ملكوش دعوه بيهم .

قال لؤي : هو أنا عيل صغير حضرتك هتقولي أكلم مين و مكلمش مين !

شهقت خديجه و قالت : لؤي ، عيب كده ، أتأسف لوالدك حالا .

قال لؤي بامتعاض : حقك عليا يا بابا ، أنا بس أقصد إنه مفيش داعي حضرتك تقلق .

قال عبدالرحمن : أنا عارف مطلعتش زي أخوك يحيى ليه .

قالت خديجه بعد أن رأت الألم على وجه ابنها : الاتنين بسم الله ماشاء الله ربنا يخليهوملك يشرفوا بلد بحالها .

ثم نهضت و ربتت على يد لؤي و قالت : هو بس بيقول كده عشان مدايق منك .

قال لؤي باقتضاب : طب تصبحو على خير ، أنا هاخش أنام تعبان و مجهد .

و في غرفتهم ، وجد يحيى كعادته منكبا على كتابة أكواده البرمجيه .

قال يحيى : ايه بابا كان بيزعئلك ليه ؟

قال لؤي بخبث : أبدا ادايق عشان كلمت البت جارتنا .

استدار يحيى لمواجهة أخيه و سأل : تقصد مين ؟

قال لؤي متصنعا اللامبالاه : بنت الفنانه ، اسمها ايه يا ربي ..

قال يحيى بضيق : تقصد فاتن !

قال لؤي مبتسما : فاتن ايه ، اعتقد اسمها انجي ، انجي الشريف .

قال يحيى : أنا قصدي بنتها اسمها فاتن .

قال لؤي : اه هي اسمها فاتن بقى ، بس البت شكلها بتعزك اوي .

سأل يحيى باهتمام : بجد ؟

قال لؤي ساخرا : جد ايه يا أهطل ، دي بتقول عنك رخم و قفل و كلك غلاسه .

قال يحيى بضيق : هي قالتلك كده !

قال لؤي : لا طبعا ، بس أنا فهمت كده من سياق الكلام .

ثم أضاف : و مالك مهتم اوي بيها .

قال يحيى : و لا مهتم و لا حاجه ، بسأل عادي يعني .

ضحك لؤي و قال : على أخوك الكلام ده ، فضفضلي و متتكسفش .

قال يحيى بجديه : و الله انت فايق و رايق .

لم يشأ لؤي ترك الموضوع فقال : عموما شكله كده هيبقى حب من طرف واحد ، بجد البت مش طايقاك انت عملتلها ايه يا كابتن ؟

دلفت ليلى إلى الغرفه و سألت باهتمام : حب ايه ده اللي من طرف واحد ...؟

قال لؤي مدعيا الجديه : انتي يا بت مش مفروض تخبطي قبل ما تدخلي .

قالت ليلى : الباب مفتوح يا فكيك .

ثم أضافت : بابا عاوز يكلمك يا يحيى .

قالت ليلى بعد أن خرج يحيى : حب ايه ده اللي كنتو بتتكلموا عليه ..؟

قال لؤي بامتعاض : بطلي تحشري نفسك فكل حاجه كده ، و عيب تسألي على الحاجات دي أصلا.

ضربته ليلى بالوساده و غادرت الغرفه محدثه نفسها : امال لو عرفت إني بكلم صاحبك هتقول عليا ايه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

صباح جديد ، و لكنه مختلف بالنسبه لديما ، فاليوم ستودع صديقاتها مؤقتا بسبب سفرها مع والديها إلى مصر ، من أجل إجراء جراحه في قدم والدها و التي اصيبت اثناء تأديته لعمله في مقر الامم المتحده لاغاثه اللاجئين الفلسطينين في قطاع غزه ، فوالدها تمت ترقيته للعمل كمدير لاغاثة اللاجئين و تم ابتعاثه الى فلسطين ، نظرا لتفانيه الواضح و اخلاصه الشديد في مساعدة المحتاجين .

و منذ خمس سنوات انتقلت حياتهم بشكل جذري هنا في فلسطين ، مما اضطرها ايضا الى التسجيل باحدى المدارس الخاصه ذات التكلفه العاليه جدا ، و لكن نظرا لانها الابنه الوحيده لوالديها لم يكن يمثل لهم ذلك اي عبء البته ، و لكن يبقى الاشتياق الشديد لمصر و اقاربهم و خاصه خالتها واولاد خالتها خديجه...

قالت ديما لصديقتها إيمان : مش هوصيكي ، ضروري تكتبيلي الحاجات المهمه في الكراسه دي .

قالت إيمان : هما كلهم كام يوم اللي هتغيبيهم ، ما تقلقي ما راح يفوتك شي .

ثم أضافت : و شو هالصوره اللي ماسكتيها ، مين هدول...؟

أجابتها ديما مرتبكه : دول قرايبنا .

ضحكت إيمان و قالت : ام ممم مش عارفه حاستك معجبه بقرايبك دول .

قالت ديما بحرج : دول زي اخواتي .

سألت إيمان : طب شو اسمه ؟.... و أشارت باصبعها على الصوره .

قالت ديما : ده لؤي و التاني يحيى ، و البنوته ليلى ، ولاد خالتي .

قالت إيمان : كتير امور لؤي ، بتعرفي شبه ليوناردو دي كابريو .

ضحكت ديما و قالت : اكمنه أشقر يعني ، ده هو وجه الشبه الوحيد.

قالت إيمان متنهده : و عيونه الزرق كمان ، يا بختك .

قالت ديما : طب اتعدلي بقى كمان شويه الميس هتيجي .

وضعت ديما الصوره في حقيبتها ، و ابتسامه عريضه تزين ثغرها ، فغدا ستراه ثانية .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

خرجت انجي من الشقه مرتديه فستانا يصل إلى ركبتيها ، و يبرز مفاتنها بشكل صارخ ، وقفت تنتظر المصعد ، و بعد ثوان فُتح و خرج منه عبدالرحمن الذي قال باستياء : استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.

ضحكت انجي و قالت : زي ما انت يا عبدو متغيرتش فتفوته .

قال عبدالرحمن بسخريه : كفايه علينا تغييرات حضرتك ، و يا ريت مطوليش في القعده هنا .

قالت انجي بتهكم : متقلقش ، أول ما ربنا يعدلها همشي و ابقى اكسر ورايا قله .

قال عبدالرحمن : طب اتاخدي شويه عايز اعدي .

أفسحت انجي الطريق له ، ثم قالت : امبارح قابلت لؤي ، ده طالع شبهك الخالق الناطق .

تسمر عبدالرحمن في مكانه و قال : ولادي ملكيش دعوه بيهم ، و حسك عينك تحتكي بحد منهم .

أومأت انجي و قالت : يبقى ابنك بجد ، أنا لما شفته شبهت عليه ، حتى لما قال أنه ساكن جنبنا برده كدبت احساسي ، افتكرته ساكن في الشقه التانيه ، و رغم إن أنا اللي اخترت اسمه ، برده مكنتش عايزه أصدق .

قال عبدالرحمن بفروغ صبر : انتي عايزه ايه دلوقت ...؟

قالت انجي بحسره : و لا حاجه ، بس لما شفتك حسيت بشوية شجن ، ادي كل الحكايه ، متقلقش محدش فيهم هيعرف حاجه ، و كلها كام يوم و باذن الله همشي من هنا ، ادعيلي بس انت ظروفي تتحسن .

قال عبدالرحمن : ربنا يهديكي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

لبس يحيى بذلته و التي أشتراها والده ليرتديها خصيصا في وظيفته الجديده ، نظر في المرآه و واسى نفسه ، فإطاعة الوالدين و برهما من أولويات أخلاق المسلم الصحيح ، و لكنه في نفس الوقت تمنى لو أن باستطاعته أن يوصل وجهة نظره و أهدافه لوالده بطريقه تُرضي كلاهما ، تنهد و أمسك بالفرشاه ليهذب شعره قليلا ، ثم وضعها و خرج من غرفته.

على مائدة الافطار ، قال عبدالرحمن : ايه يا يحيى ، مش عوايدك تفوتك صلاة الفجر في المسجد .

يحيى : معلش راحت عليا نومه ، بس الحمدلله صليته فوقته .

قالت خديجه مبتسمه : الحمد لله ، و متنساش انهارده تميم عازم ليلى عالعشا بره ، ضروري الساعه سبعه تكون هنا ، عشان تروح معاهم .

قال يحيى : حاضر يا أمي .

قالت ليلى : لو مشغول ، بلاش نأجلها ليوم تاني .

قال يحيى : لا أبدا ، متقلقيش.

عضت ليلى على شفتيها ، خائبه من فشلها في التهرب من لقاء تميم .

ثم قالت : مش خالتو هتوصل انهارده ، ميصحش أخرج و مسلمش عليها .

قالت خديجه : ما جوزها عنده حجز في المستشفى و هيوصلوا و يروحوا هناك على طول ، وهروح أنا و لؤي ونجيب ديما تبات معانا انهارده .

قالت ليلى : طب هاروح معاكو عشان ميصحش لازم اسلم عليهم .

قال عبدالرحمن بعصبيه: و خطيبك ده اللي جاي مخصوص مالبلد عشانك ، يصح تكسفيه .

صممت ليلى مستاءه .... ثم قالت بشجاعه : بابا لو سمحت بعد ما نخلص اكل ، انا حابه اكلمك فموضوع خاص شويه...

قال عبدالرحمن : خلصت اهو ..تعالي ورايا البلكونه...

نهضت ليلى من مقعدها ، ليهمس يحيى : موضوع ايه ده يا ليلى ...؟

فكرت ليلى قليلا ، ثم آثرت عدم اخبار يحيى بنيتها فسخ الخطوبه ، حتى لا تسبب له مشكله إن رفض والدها ، فيحيى سوف يقف في صفها بكل تأكيد، و لكنه لا تريد أن تثقل عليه بمشاكلها هي الاخرى....

لذا اجابت بمرح : ابدا عايزه زياده فالمصروف يا هندسه

ابتسم يحيى ثم اخرج من جيبه بعضا من النقود : طب خودي دول..

ابتسمت ليلى ثم اخذت النقود قائله بمرح : بس لو مكنتش تحلف !

ضحك يحيى لتقول ليلى : عن اذنك بقى ، بابا زمانه بيتسناني

جلست ليلى على المقعد المقابل لولداها في الشرفه و قالت على استحياء : بابا انا بعد اذنك مقدرش اكمل فخطوبتي مع تميم ..

عبدالرحمن بلامبالاه : ايه هو زعلك فحاجه ، قوليلى و انا املصله ودانه العبيط ده..

ليلى : اهو قولتها انت يا بابا ، عبيط ، مش حكايه مزعلني فحاجه ، بس احنا مختلفين جدا ، و مفيش بينا اي روابط مشتركه ، هو فوادي وا نا فوادي..

عبدالرحمن بعصبيه : ايه الكلام اللي بتقوليه ده ، و عايزاني اقول لاخويا ايه ، بنتي مش عايزه ابنك عشان مختلفين ، و ما طبيعي تختلفوا هو راجل وانتي ست ..

ليلى : يا بابا انا مش مرتاحه...

قاطعها عبدالرحمن : بلاش دلع البنات المرىء ده ، انا اديت كلمه لاخويا ، و تميم مش مقصر فحاجه ، اعمل كذا جيب سوي مش بيتأخر عننا ، و اللي نعرفه احسن من اللي منعرفوش ، و انا ادرى بمصلحتك وكلام فالموضوع ده مش عايز، هتعملي زي ماكنتي بتزني تدخلي اعلام ، و اديك ماشيه زي الفل فكليتك...

ليلى باعتراض : بس ده جواز و دي حياتي كلها..!

عبدالرحمن : و انا ادرى بمصلحتك ...و كلام فالموضوع ده مش عايز نهائي....انتي فاهمه..

ليلى باستسلام : ايوه يا بابا ...فاهمه...

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

ارتدت فاتن بنطال جينز و تيشيرت ، ثم انتعلت حذائها الرياضي و حملت معها حقيبتها و خرجت للذهاب إلى كليتها.

و في موقف الركوب ، أحست باقتراب أحدهم منها .

قال يحيى بارتباك : صباح الخير .

التفتت فاتن لتجد جارها الشاب يحيى ، أخفت دهشتها و حاولت التصرف بلامبالاه ، فهي بالتأكيد لا تريده أن يعلم كيف أزعجها المره الماضيه بكلماته .

ردت بهدوء : صباح الخير يا أستاذ يحيى .

قال يحيى مبتسما : شكل طريقنا واحد .

أومأت فاتن ، ثم قالت : هو انت لسه بتدرس ؟

ثم ندمت فورا على سؤالها ، و تذكرت ضيقه الشديد من تقربها منه .

ضحك يحيى و قال : لا ، بس شغلي قريب من الجامعه.

ثم سأل : هو انتي سنه كام ؟

أجابت فاتن : سنه أولى .

توقفت إحدى الباصات ، لتدلف إليه فاتن وتجلس بجوار احدى النوافذ..

لحق بها يحيى ، ليجلس بجوارها ثم قال : هو انتي بتدرسي ايه .

قالت فاتن بامتعاض : مفيش داعي .. صممت ثم قالت مشيره بيدها بينهما : مفيش داعي لده .

سأل يحيى بضيق : تقصدي ايه ..؟

أجابت فاتن : يعني أقصد إنه واضح جدا ..صمتت لتبتلع ريقها ثم أضافت : مفيش داعي للحوار ده كله .

قال يحيى بعدم فهم : حوار ايه ..

قالت فاتن بتلعثم : يعني أقصد أنك تسلم عليا و تكلمني يعني عشان احنا جيران ، مفيش داعي للمجاملات دي.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

أحس يحيى بالاحراج الشديد ، فجارته الصغيره معها حق فلا مبرر لحديثه معها الآن ، و لكنه بمجرد رؤيتها تملكه حافز شديد للتقرب منها و الحديث معها ، ربما أراد فقط أن يطيب خاطرها ، بسبب إحساسه بحرجها من انتقاده لتصرفاتها...

قال يحيى بتفهم : معاكي حق ، و آسف لو أزعجتك بكلامي ، ثم أشاح بوجهه للأمام شاعرا بالضيق من نفسه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

نظرت فاتن لجارها العابس شاعرة بتأنيب الضمير ، و لكنه أحرجها بشده المره الماضيه ، فماذا توقع !

تذكرت نصائح والدتها : شدي و أرخي .

خبطت جبينها بيدها ، محاولة طرد أفكار والدتها عن عقلها ، فتلك النصائح في حال أرادت الايقاع بأحدهم و الارتباط به ، و هي بالتأكيد لا ترغب بالارتباط بجارها الشاب أو أي شاب آخر حاليا ، و حتى إن أرادت الارتباط لن تطبق نصائح والدتها نهائيا ، فتلك النصائح تحتاج شابه جريئه و قوية الشخصيه كوالدتها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

استرعى انتباه يحيى حركة جارته الطفوليه ، نظر لها بطرف عينه لثوان ، ثم قال : شكلك نسيتي حاجه ؟

أجابته بسرعه : لا أبدا ، أنا بس كنت بهش دبانه معديه كده .

ابتسم يحيى و قال : اها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

ابتسمت فاتن بدورها ، محاوله تطبيق نظرية والدتها : شدي و ارخي ، أما نشوف يا ست ماما .

قالت فاتن : ممكن أسألك سؤال ...؟

ازدادت ابتسامة يحيى و قال : عن الاسدال برده.

نظرت فاتن لجارها مندهشه من تبدل مزاجه ، هل والدتها معها حق ، فتلك المره الأولى التي يبتسم لها بغبطه شديده ...

قالت فاتن مبتسمه : لا ، بس أنا مكنتش بهزر المره اللي فاتت .

قال يحيى : يعني بجد انتي مفكره الاسدال بس بيلبسوه في الحج .

أومأت فاتن ، ليقول يحيى : انتي بتخلصي محاضرات امتى ؟

سألت فاتن : و ده علاقته ايه بالاسدال .

قال يحيى بغبطه : لو بتخلصي الساعه احدعشر ، هاخدك محاضره هتفهمك الاسدال بيلبسوه امتى .

ابتسمت فاتن : محاضره بحالها عشان الاسدال ده .

قال يحيى بجديه : طبعا ، انتي شكلك محتاجه تعرفي حاجات كتير.

قالت فاتن بحماس : و انت بقى اللي هتعرفني الحاجات دي .

أجاب يحيى : لو مكنش عندك مانع ، أنا مستعد أساعدك .

قالت فاتن بخيبه : بس أنا بخلص الساعه واحده .

ثم استدركت نفسها و تذكرت انتقاده لها البارحه ، فقالت : عموما كده كده مقدرش أروح معاك ، أنا معرفكش كفايه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

ذهل يحيى من نفسه ، و عرضه على جارته ، أين الحدود التي وضعها لنفسه في التعامل مع الفتيات ، حتى و إن كانت نيته خيرا ...هل أراد بعرضه هذا وضعها تحت الاختبار و التيقن من حدسه عنها ، فما يراه امامه ينبؤه بانها فتاه متحرره للغايه ، اما احساسه فيخبره بملايين الاشياء المتناقضه

قالت فاتن مخرجه إياه من ضيقه : بس أنا ممكن أزوغ ، لو المحاضره اللي بتقول عليها جامده يعني ..

شعر يحيى بخيبه كبيره منها ، فا هي عادت لتوافق على الذهاب معه و بكل سهوله .

قال يحيى بعصبيه : هو انتي مش قولتي قبل شويه انك متعرفنيش كفايه ، ايه اللي غير رأيك !

قالت فاتن باستغراب : و انت متعصب كده ليه ، مش انت اللي طلبت اروح معاك المحاضره .

تنهد يحيى و قال : معاكي حق ، بس انا اصلي مش عايزك تزوغي من المحاضرات .

ابتسمت فاتن و قالت : متقلقش ، أصلا أنا نفسي أسقط و أترفد من أم الكليه دي .

شعر يحيى بالانزعاج الشديد ، فيبدو أن جارته الصغيره متسيبه من كل النواحي .

قال يحيى بضيق : طب مش لما تترفدي تبقى بتخيبي أمل أهلك فيكي .

ضحكت فاتن و قالت : لا ده انت تحفه .

ثم أضافت : ايه رأيك تزوغ انت كمان مالشغل ، و اعزمك عالفطار !

ارتبك يحيى من عرضها هذا ، أراد الموافقه و تمضية المزيد من الوقت برفقتها ، و لكن ....

قالت فاتن تستحثه على الموافقه : بس ساعه واحده يا كابتن ، و هترجع للشغل صاغ سليم ، ها قلت ايه !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

بقيت لثوان تنظر إليه منتظره قراره ، لم تدرِ فاتن ما الذي دفعها لتصرفها ذاك ، ربما طريقته في الحديث معها ، تاره برفق ، و تاره أخرى بضيق و تعال ، أرادت أن تتيقن هل هو كباقي الرجال ، يسهل التلاعب بهم و تغيير مبادئهم كما أخبرتها والدتها ....أرادت أن تضعه تحت الاختبار
قال يحيى بتردد : معلش مش هاقدر ...

قالت فاتن على الفور و بدلع زائد : طب عشان خاطري .

ثانيتين هي المده التي انتظرتها فاتن لتعرف مدى صحة نصيحة والدتها و التي طبقتها للتو ، قليل من الدلال و تحصلي على ما تريدين منه.

ابتلع يحيى ريقه ، ثم قال : بس بشرط .

ابتسمت فاتن ، ثم قالت بمرح : و كمان هتتشرط ، ما علينا ، شرط ايه ده...؟

قال يحيى : أنا اللي عازمك .

صفقت فاتن بخفه و قالت بحماس : اوكي.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

"ليلى ..."
استدارت ليلى لدى سماعها صوته ، و قالت : انت ايه اللي مشيك ورايا ، مش وعدتني مش هنتقابل .

قال كِنان : مش قادر يا ليلى ، حاسس اني هاموت لو مشفتكيش كل يوم .

قالت ليلى برجاء : كِنان احنا في الشارع ، حد يشوفنا ، أنا مش ناقصه مشاكل الله يخليك .

قال كِنان : طب تعالي نعد فالكافيه اللي هناك ده ، أرجوكي أحنا لازم نتفق هنعمل ايه .

قالت ليلى : مفيش حاجه اسمها نعمل ، خلاص بابا مصر على رأيه...

يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 17-09-22 الساعة 09:37 PM
لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-22, 09:44 PM   #6

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلقة 4

¤ حبيبي المجهول ¤

----------------------
تحولت نظرات الفزع في عيني ليلى إلى الاستغراب الشديد ، لدى رؤية الفتاه المرافقه لأخيها ، دققت النظر ، إنها بالتأكيد ابنة جارتهم الفنانه ، و التي أوصاهم والدهم بعدم الاحتكاك بها.

قال كِنان محاولا طمأنتها : احنا فزاويه بعيده و مظنش هيشوفنا .

قالت ليلى : ربنا يستر ، ربنا يستر .

قال كِنان المعطي ظهره للباب : أنا هابص أشوف لو ممكن تخرجي من غير ما ياخد باله.

استدار كِنان ببطء شديد ، ثم قال بحنق : فاتن !

سألت ليلى على الفور : انت تعرف البنت اللي قاعده معاه دي .

التفت كِنان لليلى و قال بضيق : هو اخوكي مصاحبها !

قالت ليلى بحنق : معرفش ، و كويس إنك عرفتني قعدتنا مع بعض دي معناها ايه .

قال كِنان بأسى : حرام عليكي ..انتي اصلك مش فاهمه حاجه .

قالت ليلى بارتياب : أفهم ايه ، و بعدين هو انت كان في بينك و بين البنت دي حاجه ....؟

صمت كِنان ، لتقول ليلى : سكت ليه ...

ثم أضافت بحرقه : عارف لو مكنتش خايفه يحيى يشوفني ، مكنتش استنيت هنا ثانيه واحده.

قال كِنان بغضب : و أنا لو مكنتش خايف عليكي كنت قمت جبتها من شعرها .

قالت ليلى بتهكم : الله و كمان بتغير عليها ، ده أنا طلعت أكبر مغفله فالدنيا .

قال كِنان بحرج :مش عارف أقولك ايه ، فاتن دي تبقى أختي !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

شعرت فاتن بالخزي الشديد من تصرفاتها مع يحيى قبل قليل ، و تساءلت هل بدأت فعلا تتأثر بنظريات والدتها ، ألم يحذرها أخاها كِنان من ذلك عندما أصرت على الاستمرار في العيش معها ، و لكن هل والدتها بالفعل كما يصفها كِنان ، أم أنه يبالغ فقط ، ففي النهايه هي لا تؤذي أحدا ، أما عن اعتراضه على استمرارها في التمثيل فذلك ناتج عن ضيق أفقه و عدم تفهمه لرسالة الفن الساميه كما أقنعتها والدتها.

سأل يحيى : تحبي نفطر ايه ...؟

فاتن بحرج : أنا كلت قبل ما أخرج .

ضحك يحيى و قال : و أنا كمان فطرت قبل ما أخرج .

قالت فاتن : يبقى خلاص خلينا نمشي .

قال يحيى بضيق : هو احنا لحقنا نقعد .

قالت فاتن بخجل : أصلي حاسه إنه قعدتنا كده غلط .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

تنهد يحيى مرتاحا ، و محتارا في نفس الوقت ، فقلبه يخبره بأنها ليست بالتسيب و الاستهتار الذي عادة ما توحيه تصرفاتها ، أما عقله فيخبره بأن مضمنوها كغلافها و لا داعي لتعليق نفسه بها ، فلا يوجد هناك أمل بتغييرها .

سأل يحيى برفق : طب ليه أصريتي إننا نيجي هنا ...؟

رفعت فاتن كتفيها و قالت : مش عارفه .

قال يحيى : طب تحبي تعرفي رأيي .....؟

أومأت ، فقال : أنا شايف إنك مش عارفه انتي عايزه ايه و بتتأرجحي ما بين الصح و الغلط ، و ده طبيعي للي في سنك .

قالت فاتن بحزم : بس دلوقتي أنا عارفه عايزه ايه بالظبط.

سأل يحيى باهتمام : و ايه بقى اللي عايزاه .

قالت بغبطه : عايزه أروح معاك ندوة الاسدال .

ضحك يحيى و قال : على فكره هي مش بالظبط ندوه عن الاسدال .

سألت فاتن : امال عن ايه !

قال يحيى : لما تحضريها هتعرفي .

قالت فاتن بضيق : بس لسه فاضل أكتر من ساعتين ، و أنا مش حابه أروح لوحدي .

قال يحيى : ما أنتي هتروحي معايا .

قالت فاتن بحرج : لا كده هتضطر تستأذن من شغلك تاني ، و أنا مش حابه أعطلك .

قال يحيى بمرح : ما أنا خلاص هازوغ النهار كله .

ابتسمت فاتن و قالت : طب أنا دلوقتي هاروح الكليه و انت بقى هتعمل ايه فالساعتين دول .

قال يحيى بثقه : هاجي معاكي و أحضر المحاضرات بتاعتك عشان أعرف انتي ليه نفسك تسقطي و تخلصي من أم الكليه دي .

ثم سأل : مقولتيش انتي بتدرسي ايه ؟

أجابته : تمثيل .

قال يحيى بانفعال : و طالما مش حابه المجال ده ، ليه تدخليه أصلا .

ضحكت فاتن برقه و قالت : أعمل ايه ، أنا مش غاويه فن و لا تمثيل ، بس ماما أصرت إني أدخل التخصص ده ، و توسطتلي جامد عشان يقبلوني عندهم فالقسم .

قال يحيى بغيظ : و ايه اللي يخليكي توافقي على كلامها ، طالما مش حابه يبقى خلاص حولي لكليه تانيه .

قالت فاتن بيأس : بالسهوله دي .

قال يحيى : طبعا ، اسمعي أحنا هانروح انهارده و نسأل لو ينفع تحولي كليه تانيه دلوقتي .

ثم أضاف : بس انتي عايزه تدرسي ايه ؟

قالت فاتن : انا كنت حابه ادرس لغات ، بحب اتعلم لغات جديده.

ابتسم يحيى و نهض من مقعده قائلا : طب يلا بينا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

سألت ليلى باستغراب : أختك ازاي ، أنا اللي أعرفه إنه عندك أخين و مهاجرين في كندا .

قال كِنان: دي أختي من أمي ، بابا بعد ما مراته اتوفت ، اتجوز أمي .

قالت ليلى : يعني مامتك تبقى الفنانه انجي الشريف .

أومأ كِنان و أضاف : أيوه ، بس للاسف مليش علاقه بيها نهائي أو بالأحرى هي مش عايزه حاجه تربطها بيا .

قالت ليلى : طب ليه كده !

قال كِنان: أصلها شايفه جوازها من أبويا الله يرحمه كان غلطه ، كانت لسه مبتدئه في التمثيل و بابا كان صحفي كبير ، فاستغلته عشان تشهر نفسها ، لكن لما اتجوزوا و شافت حالته الماديه مش بالصوره اللي كانت متخيلاها طلبت الطلاق ، بس للاسف وقتها كانت حامل ، المهم اطلقوا و لما ولدت ، رمتني لبابا و عمرها عمرها ما حتى غلطت و سألت عليا .

قالت ليلى : انت عارف انها من كام شهر جت و سكنت هي و بنتها في الشقه اللي جنبنا .

قال كِنان: اللي فهمته آخر مره اتكلمت مع فاتن ، انه جوزها الاخير نصب عليها و اضطروا ينقلوا في شقة أهلها القديمه ، بس مكنتش أعرف إن الشقه في نفس العماره بتاعتكو .

قالت ليلى : طب و أختك ، سايبها كده ، متزعلش مني يا كنان بس أنا شفتها كذا مره و بتبقى يعني مش عارفه أقول ايه .. هدومها و لبسها ..

قاطعها كِنان: أنا أول ما خلصت كليه ، عرضت عليها تيجي تعيش معايا ، خاصه بعد وفاة بابا بقيت لوحدي في الشقه ، بس هي رفضت و قالت إنها متقدرش تسيب مامتها لوحدها ، و احنا عمرنا ما كنا قريبين من بعض ، أنا بالصدفه عرفت أن ليا أخت ، و ماما مكنتش بتحب آجي و أزورهم ، بس أنا قلت دي صلة رحم حتى لو هما مش مرحبين أنا لازم أعمل اللي عليا ، و بعدين حاولت كتير معاها لغاية أما خلاص مبقتش قادر أتعامل معاهم و أشوف الغلط و أسكت عليه ، فقطعت معاهم خالص .

قالت ليلى : بس احنا بقالنا سنين نعرفك ، أقصد يعني لؤي و انت صحاب جدا ، ليه مش بتقول إنها مامتك.

قال كِنان: ده موضوع محبش حد يعرفه ، هو انتي عمرك ما شفتي أفلامها.

أومأت ليلى و قالت : معاك حق ، فعلا أفلامها حاجه صعب جدا ، بس انت كده عقدت الحكايه جدا.

قال كِنان: ازاي يعني ..

قالت ليلى : بابا لو عرف إنها مامتك عمره ما هيوافق عليك ، هو في نظره الراجل اللي ملوش كلمه على أهله يبقى مهواش راجل ، وا نت دلوقتي تعتبر الراجل بالنسبه لمامتك و أختك.

قال كِنان: و هو ايه اللي هيعرفه ، بلاش نتوقع البلا قبل وقوعه.

قالت ليلى : انت مش شايف يحيى بيبصلها ازاي ، أنا أول مره أشوفه بيبص لبنت كده ، ده على طول بيغض البصر، و مش بعيد يكون عايز يرتبط بيها رسمي.

استدار كِنان ثانيه ، ثم ضرب المنضده بشده ، لتقول ليلي : شفت انت مدايق ازاي عشان أختك ، اللي بتقول قطعت علاقتك بيها ، ايش حال أخواتي أنا ، قعدتنا و كلامنا ده غلط.

كِنان: أنا آسف ..

ليلى : اهم قاموا اهم ...

قال كِنان بعد أن خرج يحيى و فاتن من المقهى : خليكي انتي هنا ، ثوان و راجعلك ، ها.

قالت ليلى بعتاب : انت ناوي على ايه....؟

كِنان مطمئنا : هتأكد إنهم مشيوا عشان تقدري تخرجي.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

و على بوابة المقهى شعر كِنان بالعجز الشديد ، فا هي أخته في الطريق للسير على خطى والدتهم ، دون أن يستطيع فعل أي شيء حيال ذلك ، أغمض عينيه متجنبا النظر إليها برفقة يحيى ، هز رأسه ، لقد حاول انتشالها من ذلك المستنقع و لكنها أبت ترك والدتها ، لقد أدى واجبه و انتهى الأمر .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

ركبت ديما في السياره مع خالتها و ابن خالتها لؤي بعد أن اودع والدها المستشفى لاجراء الفحوصات اللازمه للعمليه و بقيت والدتها مقيمه معه في غرفة المشفى...
قال لؤي مازحا : لسه كلبوزه زي ما انتي.

ارتبكت ديما من دعابته ، فلطالما كانت طفلة سمينه ، و لكن اليوم و بعد أن أتمت عامها الخامس عشر ظنت أنها فقدت الكثير من الوزن ، و استطاعت أن تمحي صورة الطفله السمينه من حياتها و إلى الأبد ، و لكن يبدو أن فتى أحلامها لا يرى ذلك.

قالت خديجه : كلبوزه ده ايه ، دي ديما زي القمر.

قال لؤي : بس برده كلبوزه ، وبعدين مالك ساكته كده ، اوعي تكوني جعانه.

قال دعابته ثم انفجر ضاحكاً.

قالت خديجه معاتبه : و بعدين يا لؤي .

قالت ديما مصطعنه المرح : سيبيه يا خالتو ، أنا مش بدايق من هزاره.

قال لؤي : شفتي اللي بدافعي عنها ، اهي قالتلك اطلعي منها انتي.

قالت ديما : لا مش قصدي كده.

ربتت خديجه على يدها و قالت : أنا فاهمه قصدك يا حبيبتي متقلقيش .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

استيقظت نوف على صوت هاتفها معلنا وصول رساله جديده ، أزاحت الغطاء و تناولت هاتفها ثم ابتسمت بعد أن قرأت محتوى الرساله المرسله إليها من أنس ، و التي يطلب منها أن تحادثه وجها لوجه حتى تكون أول ما تقع عيناه عليه هذا الصباح.

و قبل أن تدلف إلى الحمام ، توجهت إلى حاسوبها و قامت بفتح برنامج السكايب ، لتجد أنس بانتظارها قبلت طلب المحادثه و أضاءت كاميرا الحاسوب الخاص بها.

قال أنس : صباح الجمال يا أجمل نوف في الدنيا.

قالت نوف بخجل : جمال ايه بس و أنا شعري منكوش كده.

قال أنس : امممممم منكوش و لا متسرح برده طعمه.

قالت نوف : طب يلا بقى عشان تشوف شغلك.

قال أنس : كده بسرعه زهقتي مني ، طب أنا ماشي اهو و مخاصمك كمان.

قالت نوف على الفور : لا مش قصدي ، ارجوك متزعلش مني.

قال أنس بخبث : لو مش عايزاني أزعل يبقى تسمعي الكلام.

سألت نوف باهتمام : كلام ايه....؟

قال أنس : مش انتي قولتي امبارح أنك هتخرجي انهارده و تعملي شوبنج .

قالت نوف : مزبوط.

قال أنس : طب أنا هبعتلك صورة موديل عايزك تجيبي زيه و تلبسيهولي لما نتكلم الليله.

قالت نوف بمرح : بس كده ، من عنيا ، ابعتلي الصوره يلا.

قام أنس بإرسال الصوره ، لتفتحها نوف ثم تشهق : لا مش هاقدر ألبس حاجه كده ادامك.

قال أنس بغضب : طيب ، و أنهى المكالمه دون أي كلمة أخرى .

و على الفور اتصلت به نوف ، رد قائلا : طالما زعلي هين عندك كده بتتصلي ليه.

قالت نوف : حرام عليك ،أنا قولت ايه يزعلك.

قال أنس : عشان مش بتسمعي الكلام.

قالت نوف : طب خلاص خلاص ، هاشتري الموديل و أمري لله.

قال أنس بضيق : أما نشوف .

أغلقت نوف الخط غير مقتنعه بما وعدته به ، و لكنها لا تقوى على خصامه ، فآخر مره تخاصما فيها لم يحادثها لمدة شهر كامل و ذلك بسبب رفضها أعطاءه قبله على الهواء كما طلب منها ، تنهدت نوف ساخره من نفسها، فتلك القبله قربت بينهما أكثر فأصبح حديثه معها يوميا، و لم تعد تخجل من إرسال تلك القبلات له ،بل و رأت السعاده في عينيه ، طبعا معه حق ، عليها أن تفعل الأشياء التي تسعده فذلك سيقربهما من بعض بصوره أسرع.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

دلفت فاتن إلى قاعة الندوه برفقه يحيى بعد أن عادا من الجامعه دون ان تتقدم فاتن بطلب النقل و ذلك لعدم احضارها اي اوراق ثبوتيه ....
اقتادها يحيى ليجلسا في الصف الثاني ....
قالت فاتن : مش هتقولي الندوه دي مين الشيخ بتاعها و عن ايه.

ضحك يحيى و قال : انتي فهمتي الحكايه كلها غلط ، مفيش شيخ و لا حاجه.

قالت فاتن بانزعاج : طب ما تفهمني بدل ما انتي سايبني كده.

قال يحيى : دي ندوه الجمهور بيشارك في تجاربه فيها و كله بتمنه.

تأففت فاتن و قالت : برده مش فاهمه ، بلاش أسلوب التنقيط ده و قولي الحكايه من طأطأ لسلامو عليكو.

ابتسم يحيى و قال : و عليكم السلام.

ضربته فاتن بخفه على كتفه و قالت : أنا الحق عليا اللي سمعت كلام واحد معرفوش كفايه.

قال يحيى : بس أنا حاسس كأننا نعرف بعض من زمان.

ابتسمت فاتن بارتباك ليقول يحيى : أنا هأشرحلك الندوه دي عن ايه ، شوفي يا ستي ، احنا كشباب مشاكلنا كتيره و كلنا بنبقى عايزين حد يسمعنا و يفهمنا ، و أوقات كتير الواحد لما بيتكلم.

يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 17-09-22, 09:57 PM   #7

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلقة 5

¤ حب من طرف واحد ¤

--------------------------
صعد يحيى إلى المنصه لتسجيل اسمه ، و على الفور تقدم المضيف لتحيته ، قائلا للحضور : دلوقتي هيُلقي البشمهندس يحيى عبدالرحمن ، اللي رجعلنا بعد غياب طويل ، و أحب أعرف الناس الجداد هنا ، إن يحيى من مؤسسي الندوه ، بس الشغل خده مننا شويه ، و من غير كلام كتير ، ايدك ع الخمسه جنيه يا هندسه .

ضحك الحضور ، و قام يحيى بوضع الخمس جنيهات في الإناء الزجاجي ، ثم تقدم باتجاه المايك ، و قال : أول حاجه أنا بعتذر على غيابي الكتير ده ، الشغل خدني زي ما قال مصطفى ، و الحقيقه معنديش حاجه جديده أقولها ، و مش عايز أقلب في الدفاتر القديمه ، فعشان كده كلامي هيكون مرتجل ، أتحملوني .

و شرع في الالقاء خاصته ، قائلا : بقالي كتير مضحكتش
مفرحتش
مدايقتش
مزعلتش
حتى متعصبتش

قال أحد الحضور بصوت عال : مكلتش مشربتش منمتش

ضحك يحيى مع الحضور و قال : أنا حذرت و قولت ارتجال .

صاح الحضور : كمل كمل ..

قال يحيى : بقالي كتير
متحيرتش
مغضبتش
بقالي كتير و عندي نفس الاحساس
مضغوط مشغول ، مش قادر أحس بأي حاجه
الليل شبه النهار
التعب زي الراحه
بكره زي بعدو
مضغوط مشغول مش قادر أحس بأي حاجه
أو مش فاضي أحس بأي حاجه
و كله ده عشان ايه
عشان أحقق حلمي
عشان أحس إن طموحي ممكن يبقى واقع
و في وسط كل ده ، تهت مني و بقيت
بقيت
مضغوط مشغول مش قادر أحس بأي حاجه
لغاية
لغاية من كام يوم
رجعت من تاني
أضحك
أفرح
أتنرفز
أدايق
أتحير
رجعت أحس من تاني
صحيح إني لسه
لسه مضغوط و مشغول
بس الجديد إني بقيت حاسس بحاجات كتير
حاسس ان بقى عندي قلب جديد
قلب فرحان و مدايق و ملهوف و خايف ووو
ومليان احساسات كتيييييييييير
صحيح مضغوط و مشغول
بس دلوقت حاسس
حاسس بحاجات كتير

صفق الحضور و معهم فاتن ، التي نهضت من مقعدها سعيده بالقائه البسيط و المعبر.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

قالت شيرين لصديقتها سلوى بعد انتهاء الندوه : ايه مش هتروحي تسلمي عليه !

قالت سلوي بضيق : مش عارفه ...

قالت شيرين مشجعه : يا بنتي متبقيش سلبيه كده ، اتحركي خدي خطوه .

قالت سلوى بعتاب : ما أنا خدت خطوه قبل كده و النتيجه كانت زفت فوق دماغي .

قالت شيرين بتعاطف : ده كان قبل ما تتغيري و تبقي البشمهندسه سلوى منصور اللي الفيس كله بيسأل و بيطالب يسمعها .

قالت سلوى : و عشان كده مش عايزه أرجع لحاجه أنا ما صدقت أنساها .

قالت شيرين : متكدبيش على نفسك ، انتي عمرك ما نسيتيه ، و الا ليه بترفضي شلال العرسان الي بيتقدمولك .

قالت سلوى : طب ليه هو ميجيش و يسلم ..

قاطعتها شيرين : انتي عبيطه ، مش شايفه البت اللي واقفه جنبه ، أكيد عامله عليه حصار أرض جو .

قالت سلوى بمراره : و هو مبسوط و عاجبه ، احنا مالنا .

قالت شيرين بعتاب : مالنا ، بقى شاب زي يحيى و بأخلاقه و تفوقه تاخده واحده زي دي ، ده حتى يبقى حرام و لا يجوز .

قالت سلوى : بلاش نحكم على الناس بالمظهر ، انتي ناسيه احنا كنا بنلبس و بنتصرف ازاي قبل ما ربنا يهدينا .

قالت شيرين : لا لا عمرنا ما كنا كده ..

ابتسمت سلوى بخبث و قالت : انتي هتضحكي على مين يا بت انتي ، ده احنا دافنينه سوا .

هتفت شيرين : اوبا ، سابته اهي ، يلا انطلقي ..

سلوى : و انتي مش هتيجي تسلمي عليه .

شيرين : هآجي ، بس ازبط المُزه الاول .

سلوى بانزعاج : تقصدي ايه ...؟

شيرين : ملكيش دعوه ، يلا قبل ما ترجع ، و دفعتها باتجاه يحيى الواقف بجوار بعض زملائهم في الكليه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

شاهدها و هي تتقدم بخجل في اتجاه مجموعتهم ، ابتسم يحيى للتغيير الذي طرأ عليها ، و لكنه سرعان ما تذكر آخر لقاء بينهم لتنطفىء ابتسامته و يحل مكانها الحرج.

قال مصطفى الواقف بجواره : أهلا بنجمة الفيس و الندوات .

ضحكت سلوى و قالت : بلاش الاوفر ده .

قال مصطفى : طب عن اذنكو ، هاروح ااوفر ع الناس اللي هناك ، و كذلك فعل زميلهم أحمد ، و كأنهم اتفقوا على تركهم بمفردهم .

قال يحيى : ازيك يا بشمهندسه ، و ألف مبروك على النجاح اللي حققتوه في الندوه .

ابتسمت سلوى و قالت : الله يبارك فيك ، و كويس إنك لسه فاكرنا و ياريت مجيك ده يتكرر كتير.

ابتسم يحيى بدوره و قال : معلش مضغوط في شغلي ، و انتي بتشتغلي في شركة باباكي .

قالت سلوى : مؤقتا ، لحد ما الاقي شغلانه في تخصصي .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

وقفت فاتن أمام المرآه تعدل من هيئتها ، لتقول الفتاه الواقفه بجوارها على مرآة الحمام الثانيه : احم احم .

التفتت فاتن باتجاهها ، فسألت : هو انتي تقربي ليحيى ....؟

قالت فاتن : لا احنا جيران ، ثم سألت : و انتي كنتي زميلته فالكليه !

أجابتها : أيوه و اسمي شيرين ، و انتي .

ردت : فاتن .

ضحكت شيرين و قالت : فاتن المشروع الجديد .

ابتسمت فاتن غير مستوعبه دعابتها و قالت : مشروع ايه !

ردت شيرين مبتسمه : مشروع يحيى الجديد للاصلاح و التهذيب .

ثم أضافت : هافهمك ، يحيى أصله غاوي النصح و الارشاد للبنات اللي يا عيني زيك ، انتي مسمعتيش سلوى منصور انهارده ، اهي كانت تقصده بالفارس اللي قابلته و قدر يغيرها ، بس للاسف بعد نجاح مشروعه بتيجي النهايه و يبتدي يدور على مشروع جديد و هكذا .

حملت حقيبتها ، ثم قالت : يعني نصيحتي متعلقيش نفسك بيه اوي يا حلوه ، لانك بالنسباله مجرد لعبه أو تحدي بيحب يكسبه بينه و بين نفسه و بالمره ياخد فيكي ثواب.

قالت كلماتها تلك و غادرت تاركه فاتن مصدومه و محتاره ، فأي صوره تلك التي يراها يحيى بها تجعله عازم على تغييرها ، هل هي لعبته الجديده كما قالت زميلته ، شعرت فاتن بالحرقه و طعم غير مستساغ في فمها ، و لكن الحق كل الحق عليها ، لم وافقت أصلا أن تأتي برفقته ، لم اختارت أن تثق به ، تنهدت ساخره من انزعاجها من غايته ، ألم تكن هذا الصباح عازمه على إخضاعه لنظريات والدتها ، حسنا الجزاء من جنس العمل كما يقولون ، كلاهما أراد التقرب من الآخر لأجل تحد داخلي ، لملمت أغراضها في حقيبتها عازمه على المغادره دون رفقته .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

كانت سلوى مندمجه مع يحيى و حديثه عن شركته الصغيره ، عندما أتت شيرين بجوارهم و قالت : ازيك يا يحيى ، و الله عاش من شافك .

رد يحيى : ازيك انتي ، و آسف إني مش بآجي كتير ، بس الشغل بقى .

قالت سلوى بحماس : أصل يحيى عمل شركه صغيره مع مالك و أنس .

قالت شيرين على الفور : طب ما ينوبك فيا ثواب و تشغلني معاكو .

قال يحيى معتذرا : أدعلينا الشركه تقف على حيلها و انتي هتكوني أول حد نعينه ، بس حاليا مفيش إمكانيات توظيف .

قالت سلوى بدورها : احم احم و أنا كمان عايزه احجز مكان ، أصل شغل بابا بتاع الاستيراد و التصدير مليش فيه و اخواتي قايمين بالواجب .

ابتسم يحيى و قال : دي حاجه تشرفني أكيد و دعواتكو بقى .

شاهدت سلوى انطفاء ابتسامته ، ثم قال باضطراب : طب عن اذنكو يا جماعه .

تابعته بنظرها ، لتراه يلحق بالفتاه التي أتى برفقتها و التي على ما يبدو في طريقها لمغادرة القاعه .

قالت شيرين بعد أن رأت الضيق باد على محيا صديقتها : و الله ما تيجي حاجه جنبك ، مش عارفه ايه اللي عاجبه فيها .

قالت سلوى : يمكن شخصيتها ، أخلاقها ، بس في النهايه احنا مالنا ، ربنا يوفقه .

قالت شيرين بامتعاض : آه يا قلبي ، و الله انتي عبيطه .

ثم قالت مبتسمه : بصي بصي ، شكلهم بيتخانقوا .

قالت سلوى بعتاب ناجم عن معرفتها لأساليب صديقتها : انتي قولتيلها ايه !

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

رفعت شيرين كتيفيها و قالت ببراءه : و لا حاجه !

فصديقتها بالتأكيد لن توافقها على تصرفها قبل قليل ، و تابعت بابتسامه عريضه نتائج فعلتها ، محدثه نفسها : المثل بيقول اسعى يا عبد و أنا اسعى معاك ، أما أقعد حاطه ايدي على خدي و أسيب حب حياتي يهرب ادام عنيا ، ده العبط بعينه ، و يمكن لو يحيى ارتبط بسلوى ، قلب اللي بحبه يفضى و ياخد باله مني ، يا رب .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

تنهدت سلوى و تابعت مشاهدة فارسها ينخرط في جدال مزعج مع رفيقته للندوه ، و بدون أن تعي ترقرقت العبرات في مقلتيها ، متنميه أن تتخلص قريبا من حبها له ، ذلك الحب الذي يجعلها تغبط تلك الفتاه حتى في هذا الموقف و الذي يبدو فيه غاضبا منها و بشده ، فالغضب أهون بكثير من شعوره باللامبالاه تجاهها ، فلا أصعب من الحب من طرف واحد ، تمتمت : ياربي امتى هارتاح من قلبي ده.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

للمره الثالثه على التوالي يرن هاتفها و يضيء برقم كِنان ، و لكن بعد الذي حدث هذا الصباح ، اتخذت قرارا بالابتعاد عنه ، على الأقل حتى تُنهي خطبتها ، و لكن للقلب رأي آخر ، أدمعت عيناها و في اتصاله الرابع ، أجابت بصوت خفيض : كِنان أرجوك ، أنا تعبت ....

كِنان : أنا بس حبيت اطمن عليكي ، يعني عشان الموقف اللي حصل انهارده .

ليلى : أنا كويسه ..

كِنان :طب متنسيش طلبي ، بكره هآجي و آخد منك الأوراق المهمه .

ليلى : مش هاقدر ..

كِنان : أرجوكي تسمعي الكلام ، و أنا بس هآجي اخدهم و امشي ، مش هاتكلم معاكي ، أوعدك.

ليلى : حاضر .

كِنان بفرح : طب انتي في البيت .

ليلى :أيوه ، ليه ...؟

كِنان : طب ايه رأيك نتكلم سكايب ...

ليلى :معلش عندي مذاكره كتير ، مش هاقدر .

سمعت صوت أخيها لؤي مناديا : ليلى ..

قالت ليلى بذعر: ده لؤي بينده عليا مضطره أقفل ، باي.

دخل لؤي غرفتها قائلا بمرح : العشا اتحول لغدا.

قالت ليلى : هاا..

لؤي : صحصحي معايا ، يحيى اتصل بيقول مش هيقدر يجي معاكي انتي و تميم عالعشا ، فطلب مني اروح معاكو ، و بما اني معزوم على حفلة بالليل ، كلمت تميم و هنخرج دلوقتي و تتغدو سوا .

ليلى بضيق : ما كنت اعتذرت منه و خلاص .

لؤي : آه ، عشان الحاج أبوكي يقطمني ، و بعدين أنا متفق مع الواد وائل و كنا هنتغدى بره ، فمش هاكون عزول هاقعد على طربيزه مع صحابي و انتو طربيزه لوحدكو ، يلا عيشي بقى .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

دلفت ديما إلى غرفة ابنة خالتها ليلى ، حيث ستشاركها فيها طوال مدة إقامتها في مصر .

قالت ديما بعد أن لاحظت احمرار عيني ليلى : انتي كنتي بتعيطي يا ليلى !

قالت ليلى بصوت مخنوق : محدش حاسس بيا يا ديما ، محدش .

ديما باهتمام : ليه ايه اللي حصل ؟

ليلى : مش هتفهمي انتي لسه صغيره على وجع القلب ده .

ديما مبتسمه : يبقى لسه متعرفيش بنت خالتك ، ثم أضافت بمرح : أنا سابقه سني بمراحل .

ابتسمت ليلى و قالت : طيب بس أوعديني الكلام ده يفضل بينا .

ديما : أوعدك ، ها احكيلي .

ليلى : أنا بحب واحد تاني غير خطيبي ..

شهقت ديما ، لتقول ليلى : مش قلتلك لسه صغيره .

ديما : تاني صغيره ، و بعدين معاكي حق أنا الكام مره اللي شفت تميم فيهم مستريحتلوش خالص .

دخلت خديجه الغرفه لتقطع عليهن استرسالهن في الحديث قائله : برده ضاربه بوز ، حرام عليكي افرديها شويه.

ليلى بحزن : يا ماما مش قادره ، ده بني ادم لا يطاق ، كله كلامه دبش و تهديد و حاجات تطهق .

خديجه : يا حبيبتي كل الرجاله كده ، و هنا يجي دورك و شطارتك و ازاي تقدري تطبعيه بطبعك ، و ده مش بيجي بوش البومه اللي عاملاه ده ، بيجي بالكلمه الحلوه .

قالت ديما متسائله بحرج : يعني يا خالتو البنت اللي لازم تبتدي تبين اهتمامها .

خديجه : طبعا ، الراجل بيشقى و يتعب و يحب يرجع بيته يلاقي هدومه نضيفه ، أكلته جاهزه ، الدنيا رايقه ، كفايه الضغط اللي عليه بره ، كمان هيبقى مش مرتاح في بيته .

أومأت ديما برأسها ، و قد عنت لها أفكار كثيره ، ثم قالت : طب أنا هاخرج عشان تلبسي براحتك .

خديجه : خديني معاكي يا بنتي ، و انتي يا ليلى يا ضنايا ربنا يهديكي.

في الصاله وجدت لؤي جالسا يقلب في قنوات التلفاز ، جلست على المقعد المجاور له ، سأل لؤي و نظراته ما زالت مصوبه باتجاه التلفاز : ليلى جهزت ...؟

أجابت ديما : لا لسه شويه .

ثم سألت : انتو هتروحوا فين ؟

قال لؤي محاولا استفزازها : رايحين نتغدى ، بس متقلقيش مش هننساكي هجبلك طبق كشري و أنا جاي.

ابتسمت ديما بحرج و قالت : لا متشكره ، أنا أصلا بعمل دايت .

ضحك لؤي و قال : هو انتي من دلوقتي شايله الهم .

سألت ديما : هم ايه ؟

نظر لها لؤي و قال مبتسما: شايله هم العريس ، و الحموات اللي بينقوا العروسه عالفرازه و طبعا مش لازم تكون تخينه و الكلام ده ، بس خليكي كده أحسن ، أساسا أنا مش متخيل إنك تتخطبي و تتجوزي و الحوار ده كله.

قالت ديما بحرقه : لا متقلقش ، أنا كل همي دلوقتي مذاكرتي و بس ، الحاجات دي مش بفكر فيها .

قال لؤي مداعبا : اوعى تكوني زعلتي مني أنا بهزر .

رفعت ديما كتفيها ، وقالت باقتضاب : لا مزعلتش و لا حاجه .

قال لؤي : طب بما إنك مهتمه اوي بمذاكرتك ، ايه رأيك إني هاخدك معايا الجامعه بكره و اهو تتعرفي على كليتي يمكن تعجبك و نبقى زمايل .

ابتسمت ديما و قالت بمرح : طب خالتو هتوافق إننا نروح لوحدنا .

سأل لؤي : و مش هتوافق ليه ...؟

قالت ديما بتلعثم : يعني عشان ميصحش ، يعني ..

قال لؤي مندهشا : هو ايه اللي ميصحش !

قالت ديما مبتسمه بخجل : مش انت او يحيى لازم تخرجوا مع ليلى و خطيبها ، عشان ميصحش ، و انا و انت كمان ميصحش نخرج لوحدنا ...

ضحك لؤي بشده ، و قال : هو في حد هايفكر إني ممكن ابص لواحده مفعوصه زيك ، ده انتي طلعتي تحفه.

قالت ليلى التي دلفت لتوها إلى الصاله : أنا جهزت اهو .

خرج لؤي برفقة ليلى لملاقاة خطيبها في المطعم ، تاركا ديما لأفكارها ، عادت مره أخرى إلى غرفة ليلى ، نظرت في المرآه ، متسائله لما نعتها لؤي بالمفعوصه ، ربما بسبب بيجامتها المليئه برسوم الكارتون ، و تذكرت ما فعلته البطله في أحد المسلسلات الاجنبيه لجذب البطل إليها ، و على الفور أغلقت باب الغرفه بالمفتاح ، ثم بحثت في الأكياس الموضوعه في طرف الغرفه و الخاصه بجهاز ليلى ، التي رفضت إطلاعها على محتواها متحججه بأنها تخص الفتيات اللواتي على وشك الزواج .

فتحتها كيسا تلو الآخر ، محتاره أي تلك القطع تختار ، فجميعها فاضحه للغايه ، و في النهايه انتقت بيبي دول أسود اللون ، نعم ، فالألوان الداكنه تظهرها أنحف ، أعادت الكيس إلى مكانه ، و من ثم خبأت البيبي دول في الرف المخصص لملابسها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

مرر مالك سهم الماوس على مربع إضافة صديق ، ثم أبعده ، ليعود و يمرره مره أخرى على نفس المربع الأزرق ، و لكن ما الجدوى من إضافتها ، حتى و إن كان قلبها خاليا ، ستظل مشكلة الفرق في المستوى المادي بينهما ، فوالدها ملتي مليونير ، و بالتأكيد لن يقبل بمصاهرة شاب في بداية حياته ، و خاصه إن كانت أسرته من الطبقه الوسطى ، أغمض عينيه قليلا ، ليعود و يفتحهما على صوت أنس : اهو ضفتهالك يا عم .

نظر مالك إلى شاشة الحاسوب ليصيح قائلا : ايه اللي انت هببته ده .!

جلس أنس على مكتبه و قال : بسرعلك المسائل ، و لو تحب اديك دروس كمان ازاي توقعها، بنت الباشا دي.

مالك بغضب : أنا غلطان أساسا إني حكتلك .

أنس مبتسما : أنا عارف إنك انت و يحيى سركو مع بعض ، الا الحاجه دي يا جدع .

ضحك و أضاف : هتقوله أنا بحب البنت اللي كانت راميه نفسها عليك و انت مش معبرها ، الصراحه شكلك هيبقى وحش جدا .

قال مالك بعصبيه : متتكلمش عنها كده ..

قاطعه أنس : ليه عشان دلوقتي اتحجبت و بقت تدي البنات مواعظ و حكم ، يا بني مش بعيد تكون بتعمل كده على أمل إن يحيى يديها ريق حلو .

مالك بحسره : ده مش صحيح ، احنا بقالنا فتره ملناش أي احتكاك بزمايلنا فالكليه .

لؤي بخبث : طب أنا عندي فكره تقربك منها .

مالك بتردد : أنا خلاص شلتها من دماغي .

أنس : بامارة ايه ، ده انت بتخش البيج بتاعها مية مره فالدقيقه ، اسمع ..ايه رايك تطلب منها تيجي تشتغل معانا ، يعني مش شغل شغل ، مثلا تقولها ممكن تيجي تساعدنا ساعه كل يوم ، تطوع يعني ، بما اننا مش قادرين نوظف حد ، و هي كده كده مش هتفرق معاها الفلوس .

قال مالك بعد تفكير : احنا فعلا محتاجين حد يساعدنا ، خاصه انه يحيى عنده شغل الحكومه و مش بيكون موجود على طول .

أنس : يعني هنضرب عصفورين بحجر واحد .

مالك : بس يا ريت انت اللي تعرض عليها الموضوع .

أنس : و لا يهمك ، دلوقتي هاكلمها .

أومأ مالك معيدا نظره إلى شاشة الحاسوب ، و في قلبه أمل كبير بنجاح فكرة أنس ، و متمنيا ان يصبح حبه لها متبادلا وليس من طرف واحد فقط ...

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

لم يفهم يحيى سبب تكدرها ، فقبل قليل كانت تشع فرحا ، قال بغضب : ممكن أفهم واخده فوشك و رايحه فين؟

فاتن بلامبالاه : أبدا زهقت و عايزه أروح .

يحيى : طب مش كنتي تقوليلي ، عشان أوصلك .

ضحكت فاتن و قالت بتهكم : توصلني بايه ، عربيتك الb m!

يحيى بضيق : انتي ايه اللي حصلك ...؟

قاطعته قائله : مصدعه و عايزه أروح ، عن اذنك !

يحيى بعصبيه : أنا مبحبش الأسلوب ده ، لو في حاجه دايقتك يا ريت تكوني صريحه و تقولي ، أما شغل العيال ده مش بفهمه و لا بطيقه.

تأففت فاتن و قالت : و المصحف مصدعه ، عايزني أقولك ايه ، اخترع حاجه عشان تصدق .

قال يحيى : أولا بلاش تحلفي بغير الله ، ثانيا صحيح أنا معنديش بي أم ، بس الأصول بتقول زي ما جيتي معايا ، ملزوم أروحك .

ضحكت فاتن برقه ، و قد تبدل مزاجها بعد أن رأت الاهتمام الصادق في عينيه ، ثم قالت : طب يا أستاذ ملزوم ، اتفضل روحني .

أومأ يحيى ، و خرجا من القاعه لتقول فاتن مذكره إياه بكلماته: مش صاحبتك و لا حاجه !

نظر يحيى لها مستفهما ، لتقول: سلوى منصور ، اللي كانت واقفه معاك قبل شويه.

ابتسم يحيى و قال : انتي شاغله نفسك بيها ليه !

قالت فاتن : أبدا ، بس مش عارفه كده جالي إحساس إنها كانت تقصدك بكلامها .

قال يحيى مبتسما بخبث : يعني انتي شايفاني فارس من زمن الفرسان زي ما قالت .

قالت فاتن مداعبه : تؤ تؤ أنا أقصد مجهول .

ضحك يحيى و قال : بقى كده ، طب مجهول ده حسب كلامها اتجوز ، ثم رفع كفيه و قال : و انا زي ما انتي شايفه سنجل .

ضربت فاتن جبينها بأناملها و قالت بطريقه مسرحيه : فاتتني ازاي ، ده أنا ذكيه جدا .

ضحك يحيى و قال بعد أن توقفت إحدي سيارات الأجره لتقلهم : معلش مش bm بس هتقضي الغرض .

سألت فاتن بعد أن ركبا السياره : هو انت زعلت ...؟

يحيى : لا ابدا ، هازعل ليه ، انتي من حقك ترتبطي بواحد عنده بي ام ، و يعملك كل اللي نفسك فيه ، و أنا إن شاء الله هاشتغل بايدي و سناني عشان أحققلك كل اللي بتتمنيه ...

قاطعته فاتن مصدومه : مش فاهمه ، هو انت عايزنا نرتبط !

يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 09:54 AM   #8

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلقة 6

¤ حب مُتَسَرِّع ¤

-------------------------------------------------

نظر يحيى لفاتن التي فغرت فاهها مصدومه ، فمعرفتهما لا تتعدى أيام ، أحس فيها بمشاعر لم يختبرها من قبل تجاه أي فتاه ، مشاعر جعلته بدون وعي يتلفظ بما قاله قبل قليل ، لم يستطع الاجابه على سؤالها العفوي فورا ، عليه البوح لها بمشاعره بطريقه مقنعه .

قال يحيى محدثا السائق : لو سمحت ، على جنب يا اسطى .

أوقف السائق السياره ، ناوله يحيى الأجره ، ثم قال : احنا محتاجين نتكلم .

ترجل من السياره و تبعته فاتن ، و التي بدا عليها الاحراج الشديد .

يحيى : تعالي نقعد هنا ...

سارا في صمت حتى جلسا على مقعد في أحد الحدائق العامه ، تنحنح يحيى قائلا : أنا مش عارف ابتدى ازاي ، بس من يوم ما شفتك و في حاجه شدتني ليكي جدا ، ومش عارف ليه قلبي اتعلق بيكي بسرعه ، بس اللي أعرفه إني عمري ما حسيت بالمشاعر دي قبل كده .

صمت لحظه ، ثم أضاف : فاتن أنا عارف إننا يمكن مش شبه بعض في حاجات كتير ، بس أوعدك إننا خطوه خطوه هنفهم بعض ، و نوصل لمكان نبقى احنا الاتنين واحد .

راقبها و هي تفرك يديها بتوتر ، ليقول : آسف ، مش عارف أرتب الكلام بس باختصار أنا بحبك و عايز آجي و أطلب ايدك من باباكي .

نظرت له بارتياب و قالت : انت بتتكلم جد !

قال يحيى بجديه : طبعا .. قاطعته فاتن قائله : هو انت لحقت تعرفني عشان تحب...

لم تكمل جملتها ، ربما بسبب الحرج ، قال يحيى : أيوه بحبك ، ثم أضاف بمرح : ايه مسمعتيش عن الحب من النظره الأولى .

حينها نهضت فاتن من مقعدها قائله بسرعه : أنا لازم أمشي دلوقتي .

أمسكها يحيى من مرفقها قائلا برجاء : أنا عايز اسمع ردك .

تسمرت في مكانها للحظات ، ليقول يحيى : أرجوكي ، متسبنيش متعلق كده .

عادت للجلوس مره أخرى ، قالت و هي تزيح خصلات من شعرها خلف أذنيها : مش عارفه أرد أقلك ايه .

يحيى بتوتر : تقولي اللي حاسه بيه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

أحست فاتن بالاحراج الشديد ، و الحيره ، هل تخبره باحساسها كما طلب منها أم تستمع لنصائح والدتها ، و التي تحثها على إخفاء مشاعرها و اللجوء للمناورات .

قالت فاتن : انت فاجئتني ، ثم أضافت بثقه : أنا لسه معرفكش كويس .

يحيى بحرج : معاكي حق ، بس الخطوبه معموله عشان نتعرف على بعض ..

قاطعته فاتن : و خطوبه ليه ، احنا نتعرف على بعض الاول ، و بعدين نقرر لو حابين نكمل و نتخطب .

يحيى بتكدر : بس كده ميصحش ، ثم أضاف : هو انتي ارتبطتي بحد قبل كده ....؟؟؟

أجابت فاتن : لا عمري ، ثم سألت : و انت ؟

رد يحيى مبتسما : لا عمري ، ابتسمت فاتن و قالت : و لا سلوى منصور؟

ضحك يحيى و قال : يادي سلوى منصور ، خلاص مش هاخدك هناك تاني .

قالت فاتن على الفور : لا أرجوك أنا نفسي أروح تاني .

يحيى بجديه : أنا لو عليا هاخدك تحضري كل ندوه ، و أعملك أي حاجه بتحبيها ، بس انتي تديني فرصه.

عادت فاتن لتزيح شعرها خلف أذنيها ، ليعود و ينسدل مخفيا وجهها مره أخرى ، قال يحيى بعد أن طال الصمت بينهما : أنا كده فهمت ، و يلا بينا هاروحك .

قالت فاتن بحرج : فهمت ايه ...

قال يحيى بضيق : اللي انتي حاسه بيه ، و آسف إني أحرجتك .

نهض من مقعده ، لتقول فاتن بتلعثم : انت شكلك فهمت غلط .

استدار يحيى ناظرا لها و الأمل يملأ عينيه : يعني انتي مستعده تديني فرصه ....؟

أومأت فاتن برأسها ، و نظرها مصوب إلى الأرض من فرط إحراجها ، قال يحيى : طب خلاص اديني رقم باباكي و أنا هاكلمه .

قالت فاتن بحزن : بابا ...بابا ...مسافر ومش بيسأل عني ، يعني علاقتنا مش زي اب ببنته .

صمت يحيى محتارا هل يسألها عن السبب ثم آثر أن يؤجل هذا الحديث لوقت آخر عندما يشعر بأنها تستطيع الوثوق به ، قال : أنا آسف ، بس أوعدك إني هاكونلك كل حاجه ، أب و أخ و صديق ، و عمري ما هاخذلك أبدا .

حاولت فاتن جاهده السيطره على مشاعرها ، وضعت يدها على فمها لتسترد أنفاسها، فحديثه الرقيق و مشاعره الواضحه أربكتها ، كما أنها تأكدت من عدم صدق تلك الفتاه ، فا هو يطلب ان يتقدم لها رسميا ، اي انه لا ينوي التلاعب بها او جعلها مشروعا او تحديا خاصا به كما اشارت زميلته ...

قالت فاتن بعفويه : أنا عمر ما حد كلمني كده .

ابتسم يحيى و قال : و إن شاء الله عمر ما حد هيكلمك كده ، ثم أضاف بمرح : الحاجات دي هتسمعيها مني أنا و بس .

ضحكت فاتن برقه ، ليقول يحيى : طب دلوقتي محتاج تحدديلي معاد مع ماما عشان آجي و أطلب ايد حضرتك .

أومأت فاتن ، ثم قالت : يلا بقى أنا لازم أروح.

قال يحيى بتردد : طب أنا لازم آخد نمرتك ، عشان أعرف احدد المعاد.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

دلفت ليلى برفقة لؤي إلى المطعم حيث كان بانتظارهم خطيبها تميم ، الذي قام باختيار مائدة في المنتصف ، جلست في المقعد المقابل له بعد أن استأذن لؤي ليجلس مع صديقه .

قال تميم بعد أن ترك النادل قائمة الطعام : متطلبيش حاجه غاليه ، أنا وسطي اتقطم من المصاريف بتاعتك .

قالت ليلى بحنق : مصاريف ايه دي، و بعدين هو أنا طلبت منك تعزمني ، أما حاجه غرييه .

قال تميم : اتكلمي عدل أحسنلك .

أومأت ليلى برأسها و آثرت الصمت على أن تدخل في جدالاته السخيفه ، ثم ابتسمت عند حضور النادل .

و قالت : أنا عايزه الطبق السبيشل بتاع النهارده ، و كمان هاتلي أغلى طبق حلو عندكو .

لاحظت نظرات تميم الحانقه تجاهها ولكنها لم تأبه ، أرادت أن تغيظه بطلبها ذاك ، و قررت من الآن فصاعدا ستتعمد فعل كل ما يُكدره ، و ربما سيدفعه ذلك إلى فسخ الخطبه .

قال تميم بعد انصراف النادل : أنا فاهمك كويس ، العبي غيرها .

انزعجت ليلى بعض الشيء لفهمه خطتها ، و سألت : انت مطلبتش حاجه ليه ...؟

قال تميم مبتسما : كفايه اللي طلبتيه ، و لقمه هنيه تكفي ميه .

قالت ليلى بضيق : تقصد ايه !

قال تميم بنشوة المنتصر : يعني هنآكل أنا و انتي من نفس الطبق السبيشل الغالي اللي طلبتيه يا خطيبتي العزيزه.

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

و على مائدة قريبه من أخته و خطيبها جلس لؤي برفقة صديقه وائل منشغلين في الحديث عن آخر مشروع لهما في الكليه ، ليباغتهما صديقهما كِنان بحضوره ، و الذي جذب أحد المقاعد و جلس بجوارهما قائلا : طلبتو الاكل و لا لسه.

أجابه لؤي : هو انت مش قلت مش جاي معانا.

كِنان : غيرت رأيي ، عندكو مانع .

وائل مازحا : مانع ايه بس ، طالما هتدفع الحساب اتفضل اهلا و سهلا.

قال كِنان مدعيا الضيق : هو انا خلفتكو و نسيتكو ، كل واحد يدفع عن نفسه.

لؤي مبتسما : يا ساتر .

استمر الثلاثه في المزاح ، إلى أن لاحظ كِنان ليلى الجالسه على بُعد مائدتين منهم ، و الأدهى أنها كانت برفقة خطيبها .

قال كِنان لصديقيه : أنا هاروح الحمام ، و نهض مسرعا من مكانه .

و في الطرقه المؤديه إلى الحمام ، أمسك هاتفه و كتب " هي دي المذاكره اللي وراكي !" ، ثم وقف و الغضب يتآكله .

أتاه الرد سريعا : " أعمل ايه ، غصب عني ، أرجوك متزعلش".

كتب بسرعه : " لو خايفه على زعلي ، يبقى تروحي و دلوقتي حالا ".

أرسلت ليلى : " مقدرش ، هاستنى لؤي يخلص الأول و هاروح معاه " .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

راقبها تميم و هي تبعث رساله تلو الأخرى و على محياها الاضطراب الشديد ، لقد أحس منذ فتره بتغيرها الكبير تجاهه ، صحيح أنها دوما ما كانت تعامله بجفاف و برود ، و لكن في الشهور الماضيه لاحظ تبدل أسلوبها معه ، و كأن هناك شيء كبير تخفيه .

جز على أسنانه ، و جذب الهاتف منها بعنف ، لتقول بارتباك : ايه اللي بتعمله ده ...؟

ارتباكها زاد شكوكه ، عبث بهاتفها متنقلا بين الرسائل ، حاولت جذب الهاتف منه ، و لكن دون جدوى فلقد أحكم قبضته عليه قائلا : انتي خايفه كده ليه ..؟

و في نفس اللحظه ، أعلن هاتفها وصول رساله جديده ، لتقول ليلى : لو سمحت هات الموبايل ، دي واحده صاحبتي و عايزني فحاجة طارئه.

لم يعبأ تميم بطلبها ، فتح الرساله و قرأ : " انتي عارفه انك كده بتموتيني و انتي قاعده معاه ، أرجوكي اتحججي بأي حاجه و امشي "
غلى الدم في عروقه ، قرأ الرسائل المبعوثه من ذلك المرسل و المسجل على هاتفها باسم دموع ، ليشتاط غضبا فوق غضبه .

قال تميم بعنف : بتستغفليني يا واطيه .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

شعرت ليلي بالذعر الشديد ، نهضت من مقعدها و همت بالمغادره حتى لا يحدث تميم فضيحه لهم أمام الملأ ، و لكنه أمسك بمعصمها بشده و قال : رايحه فين ، ده أنا انهارده هربيكي من أول و جديد.

نهض بدوره و مازال مطبقا بقبضته على معصمها ، و جرها باتجاه مائدة أخيها لؤي ، الذي ما إن رأى الذعر باديا عليها ، انتفض من مقعده قائلا : مالك يا ليلى حصل ايه ؟

قال تميم : حصل ده ، ثم ناوله الهاتف ، و قال : شوف أختك المحترمه بتعمل ايه..

أمسك لؤي الهاتف ، ثم قال لصديقه وائل بحرج : أنا مضطر أمشي .

سارت الثلاثه باتجاه المخرج ، و فور خروجهم قال لؤي : اظن ميصحش اللي عملته ده ..

قاطعه تميم و قال : مش تقرأ المسجات اللي على موبايل أختك الأول ، و بعدين تبقى تقولي ايه اللي يصح و ايه اللي ميصحش.

قال لؤي بغضب : كلامنا ميبقاش في الشارع و ادام الناس زي ما عملت فالمطعم ، في بيت نتكلم فيه .

قال تميم بحده : عموما أنا كلامي هيكون مع عمي ، و استدار مغادرا المكان .

نظر لؤي لليلى التي وقفت تغالب دموعها ، و قال : أنا مش محتاج أفتش وراكي ، أنا عارف أختي كويس ، و اتفضلي الموبايل اهو ..

أمسكت ليلى بالهاتف ، و قالت بتلعثم : ده زميل كان بعتلي بيسأل عن حاجه في......

قاطعها لؤي : مش محتاجه تبرري حاجه ، أنا ثقتي فيكي كبيره جدا ، و يلا بينا خلينا نروح و أوعدك هأكلم بابا و أشرحله كل حاجه .

أومأت ليلى مبتسمه لتفهم أخيها للموقف و ووقوفه بجوارها ، و لكنها شعرت بتأنيب الضمير نتيجه لثقته المفرطه بها ، ثقه لا تستحقها بالتأكيد .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

وضعت نوف أكياس المشتروات على سريرها ، و ركضت مسرعه باتجاه الحاسوب الخاص بها ، فالساعه شارفت على السادسه موعد حديثها مع أنس ، فتحت الحاسوب ، و بالفعل وجدته منتظرا على برنامج السكايب .

قبلت طلب المحادثه ، و حيته قائله : هاي .. ازيك يا أنوسي ..

ضحك أنس و قال : أيوه كده ..خليكي دلوعه و فرفوشه ..

ابتسمت نوف بخجل ..

تنهد أنس بشده و قال : وحشتيني يا أحلى نوف فالدنيا..

نوف : ما أنا لسه مكلماك الصبح ، لحقت اوحشك ..

أنس : طبعا ، قوليلي اشتريتي الفستان اللي طلبته منك .

أجابت نوف بتردد : أيوه ، بس ...

أنس بحده : مفيش بس ، اوعي تزعليني منك ، أنا نفسي أشوفه عليكي ..

نوف : معلش خليها مره تانيه .

أنس متصنعا الزعل : أنا كده عرفت قيمتي و غلاوتي عندك ، و خلاص اعتبري ده آخر طلب مني ، و ربنا يوفقك .

نوف بذعر : لا لا أرجوك متزعلش ..أنا بس مكسوفه منك ..

أنس : في حد يتكسف من حبيبه اللي هيبقى كل دنيته ، طب لو انتي معملتيش الحاجات اللي بحبها ، حاضطر ابص بره ، هتخليني اعمل حاجات حرام و متصحش ..

نوف بتردد : انا مش عايزاك تبص لحد غيري ، ده انا اموت ، خلاص ثوان هألبسه و آجي أوريهولك ..

و بعد دقائق عادت نوف مرتديه ذلك الفستان ، الذي بالكاد يصل إلى ركبتيها ، و يبرز مفاتنها بشكل فج .

جلست نوف أمام الحاسوب غير قادره على رفع عينيها باتجاه أنس ، بقيت على حالها تلك لثوان ..

صفر أنس جاذبا انتباهها : ايه الطعامه دي ، كنتي عايزه تحرميني من الجمال ده كله ..

نظرت نوف له بخجل : بجد ...!

أجابها : طبعا ، و استمر يُمطر عليها سيلا من الكلمات المعسوله و الغزل الصريح ، جاعلا قلبها يخفق بشده متناسيا أي منطق ، و لاغيا فطرتها السليمه و التي ترى تصرفها خاطئا جدا .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

ترجلت فاتن من سيارة الأجره بعد أن توقفت أمام البنايه حيث تقطن هي و يحيى ، الذي تبعها قائلا : تحبي أوصلك فوق !

نظرت فاتن له بعدم فهم ، و سألت : ازاي يعني ... ثم أضافت : هو انت مش هتطلع بيتكو !

يحيى : لا .. أنا هاروح الشغل .

فاتن : شغل ايه الدوام أكيد خلص .

يحيى :لا مش شغل الحكومه ، أنا رايح شركتي .

ابتسمت فاتن و قالت باعجاب : هو انت عندك شركه ؟

أومأ يحيى مسرورا ، فقد لاحظ نظرة الاعجاب في عينيها .

هتفت فاتن بغبطه : طب ما تاخدني معاك ، أتفرج على شركتك .

فرك يحيى جبينه و قال بحرج : خليها وقت تاني .

أومأت فاتن بخيبه ، ليقول يحيى : أحم ،..أنا هاطلع اوصلك ..

نظرت له بطرف عينها ، و التزمت الصمت مغتاظه من رفضه اصطحابها معه إلى شركته ، ألم يعدها قبل قليل أن ينفذ كل طلباتها ، و أن يفعل ما بوسعه لإسعادها ، ربما هو مثل كل الرجال ، و نظريات والدتها تنطبق عليه أيضا ، تمنت لو استمعت لنصائح والدتها ، و عذبته قليلا قبل أن تبدي موافقتها على الارتباط به ...

هزت راسها نادمه ، و أكملت مسيرها إلى داخل البنايه بجواره ، مفكره : " ماما معاها حق ، اول ما يحس انك معجبه بيه ، يتقل ....امال ليه رفض ياخدني الشركه ، انا فعلا عبيييييييطه ".

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

في المصعد ، أحس يحيى بانزعاجها لرفضه اصطحابها معه إلى الشركه ، قال محاولا تطييب خاطرها : معلش أصل الشركه فشقه و مكان بعيد عن هنا ، و كمان مفيش بنات بيشتغلوا معانا ، فمش هيكون لطيف لو خدتك دلوقتي معايا .

أومأت له بصمت ، فأكمل : و بعدين هي مش شركه شركه ، احنا يدوب لسه بنبتدي ...

قاطعته فاتن بحده : خلاص فهمت ...

يحيى بضيق : يا ريت تتكلمي بأسلوب أحسن من كده !

فُتح باب المصعد ، خرجت فاتن مسرعه ، تبعها يحيى قائلا :استني أنا بكلمك ...

لم تعبأ فاتن و أكملت سيرها ، اغتاظ يحيى منها بشده ، قبض على معصمها ليوقفها ، لتهتف : لو سمحت شيل ايدك !

أرخى يحيى قبضته ، ثم قال : لما أكون بكلمك ، تقفي تسمعي و متمشيش الا ما اخلص كلامي !

نظرت فاتن بتحد ، ثم قالت بسخريه : و ده من ايه إن شاء الله !

جز يحيى على أسنانه و قال بغضب : قلتلك اتكلمي باسلوب كويس .

عقدت فاتن ذراعيها أمام صدرها : و ماله أسلوبي بقى !

قال يحيى بجديه : انتي لو عايزه علاقتنا تنجح يبقى لازم يكون في بينا احترام اولا ، و أساس الاحترام ده انك مهما حصل متعليش صوتك و احنا بنتناقش ، و لا تسبيني و تمشي ، البنت مهما حصل مش مفروض تعلي صوتها على الراجل .

فغرت فاتن فاهها مصدومه ، ثم انفجرت ضاحكه : بجد انت تحفةةةةةةة...

قال يحيى بخيبه : الظاهر إني اتسرعت .. من فضلك تنسي اي حاجه قولتها الساعات اللي فاتت .

شاهد يحيى الصدمه تكسو ملامحها الرقيقه ، ثم انفجرت بالبكاء ، و من ثم هرولت مسرعه إلى الشقه و دلفت إلى الداخل بعد أن أسقطت المفتاح من يدها مرتين ، ووقف هو متفرجا على المشهد الذي لم يتعد الثوان ، و في الثوان التي تلت بقي متسمرا في مكانه ، لقد وقع في حب طفله ، فتصرفاتها ليست مستهتره ، بل طفوليه و عفويه ، و خير دليل على ذلك هو عدم قدرتها على السيطره على مشاعرها و انخراطها في البكاء قبل قليل .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

أنهت ليلى مسح جميع الرسائل الوارده من كِنان على هاتفها ، و كذلك أزالت مكالماته من سجل الهاتف ، و تنفست الصعداء ، و لكن ليس لمده طويله ، فلقد رن هاتفها مضيئا برقم كنان .

أجابت بتردد :كنان ...

كِنان: ليلى ، انتي كويسه ، بقالي نص ساعه بحاول اكلمك و تليفونك مغلق ..

ليلى : معلش مش هاقدر اكلمك دلوقتي ..

قاطعها كنان : يعني ايه مش هتكلميني ، أنا مت مالقلق عليكي ، وائل قال إن الزفت خطيبك عملك مشكله ..

ليلى : أصله شاف المسج بتاعتك ، و دلوقتي هيقول لبابا و يعملي مشكله ..

كِنان بغضب : اما

يتبع...



لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 09:59 AM   #9

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي

الحلقة 7
¤ صدمه ¤

--------------------------

ندم يحيى على تصرفه المتهور مع فاتن ، أولا لقد تسرع في طلب الارتباط بها ، صحيح أنها حركت بداخله مشاعر قويه و لكن كان عليه أن يتريث قبل أن يصارحها ، و ثانيا وجب عليه أن يكون أكثر صبرا و مقدرة على احتوائها ، نظرا لصغر سنها و قلة خبرتها في الحياه عموما ...

قطع عليه حبل أفكاره ، سؤال صديقه مالك : ايه يا يحيى ، سرحان في ايه ...

طرقع يحيى أصابعه و أجاب بتردد : مش عارف أقلك ايه ...

ابتسم مالك قائلا : مش عارف تقولي ايه ، اوعى تكون الحكايه تتعلق بالجنس الناعم ..

عقد يحيى حاجبيه مفكرا ثم أجاب : مش عارف..

قاطعه مالك مداعبا : هو انت كل شويه هتقولي مش عارف ، انجز ...هي مين و فين و ليه و امتى و ازاي ...

ابتسم يحيى : قولي الاول ، هو السن بيفرق فالحاجات دي ...

سأل مالك : ليه هي عندها كام سنه ...؟

أجاب يحيى : أنا بتكلم بشكل عام ...

قاطعه مالك منزعجا : هو انت مش بتثق فيا و لا ايه ، بلاش اللف و الدوران ، أصلك مفضوح اوي و باين انك وقعت وقعه جامده ..

تنهد يحيى ، ليقول مالك : هي ايه المشكله فسنها ، اكبر منك ...

يحيى : لا العكس ، أنا حاسس إنها لسه طفله ..

مالك : طفله ازاي ، كام سنه يعني ...

يحيى : اعتقد سبعتاشر تمناشر سنه يمكن ..

مالك : هي صغيره فعلا ، بس عادي يعني فرق السن ما بينكو مش كبير هما خمس سنين بالكتير..

أومأ يحيى ، ليعود مالك بالسؤال : ايه لسه في مشاكل تاني ...

يحيى بضيق : أنا عكيت الدنيا خالص...

مالك : لا دي الحكايه محتاجه قعده و تفكير قوم بينا نروح ميدنايت ..

أومأ يحيى ثانيه ، و خرج برفقة صديقه إلى مقهى ميدنايت ، عل الحديث معه يخفف قليلا من الضيق الذي يجثم على صدره ..

وفي المقهى ، وضع مالك قهوته على المنضده بعد أن رشف القليل منها وقال : ها احكيلي ، عكيت الدنيا ازاي؟

مط يحيى مرفقيه إلى الامام و قال غير راغب في ابداء الكثير من التفاصيل : ابدا اعجبت ببنت ، بس هي مختلفه عني فكل حاجه ، و اهلها متحررين بزياده و هي كمان ، بس معرفش ليه قلبي اتعلق بيها بصوره مكنتش اتوقعها و بالسرعه دي..و لئيت نفسي بعرض اني اتقدملها بس حسيت اني اتسرعت ...

ليقول مالك : فعلا انت اتسرعت ، بس هي اسمها ايه ؟

يحيى بعصبيه : هيفرق معاك اسمها فايه ...

مالك بعد تنهيده طويله و محاولا اغاظة يحيى : بلاش اسمها ، طب ممكن أعرف لون عينيها ايه !

يحيى : أنا الحق عليا اللي حكتلك ، و نهض من مقعده عازما على المغادره ، ليوقفه مالك قائلا من بين ضحكاته : اعد يا بني ، بهزر ...

جلس يحيى بعد محايلات عديده من مالك ، الذي بادر بالحديث : لو عايز الحق ، انت اتسرعت فعلا ، و معتقدش ان اللي انت فيه ده حب ..

يحيى : ايوه أنا عارف إني اتسرعت ، بس أنا فعلا شكلي حبيتها بجد .

مالك : لا لا حب ايه ، هي بالعربي كده و بصراحه يعني عجبتك ، تقدر تقول دخلت دماغك بس مش أكتر .

صمت يحيى ليكمل مالك : يعني حسب كلامك هي فري اوي ، و مش شبهك فأي حاجه ، ايه اللي هيخليك تحبها و تبقى عاوز ترتبط بيها و في المده القليله دي....

يحيى : ما احنا لما نتعرف على بعض هاقدر اخليها تتغير خصوصا انها لسه صغيره و معندهاش تجارب ، و معندهاش حد قدوه ينصحها و لا يبينلها الصح مالغلط.

مالك : يبقى على بركة الله ، خد وقتك و اتعرف عليها زي ما هي اقترحت و لو شفت انك تقدر تكمل معاها ، ساعتها يا سيدي روح اتقدم و اطلبها رسمي .

يحيى بتردد : بس انا بحب كل حاجه تكون فالنور و مش حابب انها تعمل حاجه من ورا اهلها بسببي ، و بعدين ما انت عارف انا مليش فجو الارتباط ده.

مالك : مين قالك انها هتخبي على اهلها ، واضح من كلامك انها من عيله متحرره ، و بعدين تعال هنا هتتقدملها دلوقتي ازاي اصلا ، هو انت تقدر على تكاليف الخطوبه و اللازي منه ..

يحيى : معاك حق ، ازاي مفكرتش فالحاجات دي قبل كده ..

ضحك مالك : عشان مفتون بالبنت دي ، فلغيت عقلك تماما .

نظر يحيى لصديقه متعجبا كيف أجاد اختيار تلك الكلمه المقاربه لاسم فاتنته و في نفس الوقت تصف حالته بدقه ، بالفعل هو مفتون بجارته الصغيره فاتن .

قال مالك : طب معلش بقى انا مضطر امشي عشان هاروح بابا من المستشفى...

فلقد اجرى والده عمليه بسيطه الاسبوع الماضي..

قال يحيى : طب انا جاي معاك و بالمره اطمن على الحاج..

مالك بحرج : انا هاروحه البيت ، وانت عارف الحاج محرج عليا اجيب صحابي البيت و لا انت ناسي ..

فلمالك خمس اخوات شقيقات، ابتسم يحيى متذكرا أول زياره لبيت مالك ، حين توافدت شقيقاته لتفحص صديق اخيهن الأكبر و الذي و لاول مره يحضره الى البيت ، و كانت المره الأخيره ، فلقد أخبره مالك على استحياء بأن والده تكدر بشده من زيارته و ذلك خوفا على اخواته ، حينها تفهم يحيى الموقف ، فوالده ايضا جعل من المحرمات احضاره هو و اخيه اي صديق للبيت ما عدا كِنان و الذي كان استثناء بسبب حاجة لؤي لمساعدته في الدراسه بعد فشل الاخير لمرتين متتاليتين في الثانويه العامه ، و من يومها لم تطأ قدمي يحيى بيت مالك و لا العكس...
ابتسم يحيى متعجبا كيف جمعه القدر بصديق يشبهه من كل النواحي الماديه و الاجتماعيه..و مع ذلك آثر عدم ذكر معلومات محدده عن فاتن فلربما لم يوفقا معا ....

يحيى : طب سلملي عليه جدا

مالك : الله يسلمك...

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

دلف عبدالرحمن إلى غرفة ابنته ليلى و الغضب يكسو ملامحه الجاده ، قال موجها حديثه لديما : خالتك عايزاكي فالمطبخ ..

ديما بصوت خفيض : أنا هاروحلها حالا ..

أغلق عبدالرحمن الباب خلفها بعنف ، حينها ارتعدت مفاصل ليلى ، بالتأكيد تميم أخبره عن رسائل كنان ..

تراجعت ليلى إلى الخلف مذعوره : بابا من فضلك تسمعني ..

نفث عبدالرحمن بفروغ صبر : اسمع ايه ، سفالتك و قلة أدبك ، الظاهر إني معرفتش اربي كويس ..

ليلى : ده كداب ، و انا خلاص مش عايزه اكمل معاه يا بابا ..

عبدالرحمن بغضب : هتكملي و رجلك فوق رقبتك ، مش كفايه بعد اللي شافه و لسه مستعد يتجوزك .

ليلى بغضب مماثل : شاف ايه المتخلف ده ..

قاطعها عبدالرحمن : مش عايز رغي كتير ، و من هنا لغاية اما تروحي بيته مفيش خروج الا وقت الامتحانات ، و موبايلك مش هيرجعلك الا لو خطيبك وافق ..

ليلى بحرقه : يا بابا أرجوك تسمعني....

عبدالرحمن : انتي اللي من هنا و رايح تسمعي و تنفذي و بدون نقاش ، فاهمه !

ليلى برجاء : لا يا بابا أنا بني ادمه و ليا كيان و عقل افكر بيه و اكيد ليا رأي و لازم حضرتك تسمعني ...

عبدالرحمن : ما انا كنت فاكر كده لكن للاسف خيبتي املي و ثقتي فيكي.

تحركت ليلى خطوتين للامام لتواجه والدها قائلة : بابا أرجوك متغصبنيش أعمل حاجه تزعلك مني ، ..

قاطعها عبدالرحمن ضاغطا على مرفقها بشده : انتي هتهدديني ..يا خسارة تعبنا انا و امك فيكي..

ثم اضاف : لو سمعت بس كلمه منه انك مزعلاه فحاجه ، الكليه دي مش هخليكي تعتبيها تاني لا فامتحانات و لا غيره...انتي فاهمه

ليلى : فاهمه يا بابا فاهمه

ثم غادر غرفتها كما أتى غاضبا و بشده ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

تسللت أشعة الشمس لغرفة نوف معلنة صباحا جديدا ، تمطت نوف في فراشها متذكرة أن عليها اليوم الاستعداد لاستقبال ضيوف والدها القادمين من لندن ، حيث سيأتي صديق والدها منذ الطفوله سالم عبدالعزيز و برفقته زوجته جيداء و ابنه الأكبر تركي .

بعد أن أنهت روتينها الصباحي ، اتجهت إلى المطبخ لإعطاء التعليمات للخدم لتهييء الغرف التي سيقيم فيها الضيوف ، و التأكد من إعداد طعام كاف لهم ، فزوجة أبيها و فور علمها بقدومهم أصرت على السفر لتمضية بعض الوقت لدى أهلها ، لتريح نفسها من عبء الضيافه ، تنهدت نوف متحسرة على أبيها ، و حظه السيء مع زوجاته ، سواء والدتها أو زوجته الحاليه حصه ، و لكنها سرعان ما ابتسمت لدى تلقيها رساله من أنس ، قرأتها و أسرعت إلى غرفتها ، فكما اعتادت منه ، أراد أن تكون أول ما تقع عليه عيناه هذا الصباح .

فتحت حاسوبها و شغلت الكاميرا : صباح الخير أنوسي ..

أنس متثائبا : صباح الحب و الجمال يا أحلى نوف ...

لاحظت نوف كدمه سوداء على عينه اليمنى لتسأل بقلق : وش صايرلك ..؟

أنس : واحد ابن حرام اتهجم على بيتنا و هددنا بالسلاح و لما حاولت أمنعه اعتدى عليا بس ربنا ستر .

شهقت نوف و قالت مفزوعه : ده كان ممكن يقتلك و تروح فيها و هو اتهجم عبيتكو ليه ...

قاطعها أنس : أصله جاي يسرق ، و للأسف خاد الفلوس اللي استلفتها منك ..

نوف : فداهيه الفلوس المهم إنك بخير .

أنس : فداهيه ايه بس ، دي فلوس ناس و لازم توصلهم فمعاد محدد و الا هاقع فورطه .

نوف بلهفه : و لا يهمك أنا هحاول ابعتلك غيرهم ، بس أطلب من بابا الاول ..

أنس : لا لا مفيش داعي ، أنا هادبر أموري ..

نوف : هادبرها ازاي يعني

أنس : مش عارف ، بس مش معقول هارجع تاني استلف منك .

نوف بعتاب : انت مش قلت امبارح اننا واحد و مفيش فرق بينا ، يبقى خلاص فلوسي هي فلوسك ..

أنس : معاكي حق ، و ربنا يقدرني و اردهوملك يا أحلى ما في حياتي ..

تنهدت نوف ، ليستغل أنس الفرصه : الليله كانت صعبه اوي عليا ، ممكن نوف حبيبتي توريني حاجه حلوه تخفف عني ...

نوف بحب : من عيوني حاضر ..

أنس : طب يلا ..

نوف : يلا ايه ...

أنس : انتي نسيتي اللي اتفقنا عليه امبارح ..

نوف : اه ، بس مش عارفه ، حتى لو مش حرام أنا بتكسف جدا ..

أنس بضيق : براحتك ، و الحمد لله اني عرفت غلاوتي عندك ، و اد ايه بتثقي فيا ..

نوف بحزن : أرجوك متزعلش ، انا مقدرش على زعلك، ده انت الحاجه الوحيده الحلوه فحياتي .

أنس بامتعاض : ما هو باين ...

نوف : يعني حبي مش هيبان الا بالحاجات دي .

أنس محاولا اقناعها :طبعا ، انا عايز احس انه مفيش فرق بينا ، عايز احس انك بتثقي فيا ، عايز احس اننا قريبين من بعض و مفيش بينا رسميات ، و مش عايز اضطر ابص لواحده غيرك ، عايزك زي ما انتي ماليه قلبي و كياني كمان تملي عيني و معملش حاجه حرام و اعد ابص على دي و دي ، انتي مش عارفه البنات عندنا بيعملوا البدع فنفسهم و انا مش عايز اضعف و اخون ثقتك فيا .

نوف : انا بس ..

أنس بغضب : تاني بس ، ده انا بشتغل ليل نهار عشانك ، مش حاسس بطعم حاجه عشانك ، وانتي بتبخلي عليا بالحاجه البسيطه دي ، ليه مش عايزه تريحيني ، حرام عليكي ..

نوف : طب انا مش هقدر فيس تو فيس كده ، بجد صعب عليا ..

أنس بلهفه : يبقى خلاص ابعتيلي صوره و شويه شويه هتاخدي عليا و مش هتتكسفي ..

أومأت نوف قائله : بس يعني مش هتفكر فيا بطريقه وحشه ..

قاطعها أنس : اوعي تكملي كلامك ، احسن بجد هتزعليني ..

ابتسمت نوف ، و بعد عدة دقائق ابتسم أنس لدى تلقيه صورة نوف المتجرده من ملابسها المحتشمه و مرتديه قطعتي الملابس الداخليه فقط، و ابتسم أكثر عند انهائه المحادثه ، فلقد وقعت في يده و تبقى فقط بعض الرتوش لاتمام الاحكام على هذه الفريسه ، نهض من مقعده و اتجه إلى الحمام ليغسل الماكياج الذي وضعه على عينه لاتقان الدور .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

ابتلع يحيى ريقه و تقدم إلى ناصية الشارع حيث تقف منتظره الباص ، و عندما أصبح خلفها تماما ، تنحنح قائلا :صباح الخير .

استدارت و ألقت عليه نظره ، ثم عادت تنظر للامام دون أن ترد تحيته .

تقدم يحيى قليلا ليقف بجوارها : فاتن متعمليش زي العيال ، احنا محتاجين نتكلم .

جزت فاتن على أسنانها ، محاولة اظهار عدم المبالاه به كما نصحتها والدتها ، و لكن رغما عنها لم تستطع السيطره على أعصابها ، فقالت بغيظ : اهو أنا كل تصرفاتي زي العيال ، شوفلك حد كبير و روح كلمه .

توقف الباص لتستقله على الفور و تبعها يحيى متخذا مقعدا بجوارها ، و قال بعد أن استمرت في التحديق في النافذه متجاهله وجوده : مش انتي وعدتيني تديني فرصه ..

التفت لتنظر إليه بعيون دامعه : انا بعمل بالظبط زي ما طلبت مني ، ثم أضافت مقلده صوته : ارجوكي تنسي اللي قولته الساعات اللي فاتت ، ثم أكملت : و اديني نسيت .

عادت فاتن تنظر من خلال النافذه ، لاعنة دموعها التي أبت أن تبقى في مكانها ، فنزلت منسابه ببطء على وجنتيها ، مسحتها بسرعه و حاولت استحضار كلمات والدتها التي حثتها على البقاء قويه لامباليه .

دموعها أصابته في مقتل ، فللمره الثانيه يشاهدها تبكي و بسببه ، لم يستطع كبح مشاعره و التريث كما خطط البارحه ، ليقول بلهفة العاشق النادم : فاتن أنا آسف ، أرجوكي بلاش دموع ، انتي مش عارفه منظرك ده بيعمل فيا ايه ..

قاطعته فاتن : خلاص خلاص و بعدين وطي صوتك انت عايز تفرج الناس علينا ..

تتبع يحيى نظرات فاتن القلقه ، ليلاحظ الشاب الواقف على مقربه منهم ، و الناظر بتركيز شديد في اتجاههم ، او بالأحرى في اتجاه فاتن ، أشار ناحيته هاتفا : بص ادامك يا أخينا ...

ارتبك الشاب المرتدي زي أحد المدارس الخاصه و أشاح بنظره بعيدا عنهم ، ليعود يحيى محاولا تبرير موقفه و لكنه توقف حينما لاحظ الجينز الذي ترتديه فاتن و الممزق من موضع ركبتيها ، و بغضب : ايه اللي انتي لابساه ده ..

فغرت فاتن فاهها مندهشه من تبدل مزاجه ، فقبل قليل كان يستعطفها أن تسامحه ، و الآن غاضب منها و بشده ، رفعت كتفيها بلامبالاه قائله : انت هتعمل زي ماما ، و بعدين انت مالك ، لبسي ميخصكش فحاجه .

أخذ يحيى نفسا عميقا محاولا السيطره على غضبه : بس أنا عايزه يخصني ..

سألت فاتن بعدم فهم : هو ايه ده !

ابتسم يحيى و قال : لبسك هدومك مذاكرتك عيلتك انتي و كل حاجه تخصك ، عايزها تخصني أنا كمان ..

ابتسمت فاتن رغما عنها و لكنها استدركت نفسها ، فقالت : اه و بعد شويه تغير رأيك ، لا يا عم خلينا جيران و بس.

قال يحيى على الفور : و أنا موافق ..

ارتبكت فاتن و شعرت بالخيبه من إجابته ، قالت محاوله إخفاء تكدرها : عظيم ..

يحيى مرواغا : طب طالما احنا جيران ممكن بقى اطلب منك طلب صغير جدا خالص .

أومأت فاتن ، ليقول يحيى : أنا مش عايزنا نبقى جيران زي أي جيران ..

ابتسمت فاتن : فزوره دي يعني ..

ابتسم يحيى بدوره : شوفي أنا حاسس إننا تسرعنا جدا ، توقف عن الكلام ، ثم أكمل : أقصد يعني فطلبي منك إننا نرتبط و احنا لسه مش فاهمين بعض كويس ..

صمت متنهدا ، لتقول فاتن : أنا فهمت خلاص ، و مش زعلانه ، انت اكتشتفت إني عيله و مفيش فيا مواصفات البنت اللي بتتمنى ترتبط فيها عاد...

قاطعها يحيى قائلا بلهفه : بالعكس انتي فيكي كل حاجه أنا بتمناها ...

ابتلعت فاتن ريقها و أشاحت بوجهها خجلى من تصريحه .

تتبع يحيى حركتها و هي تفرك يديها بقلق ، ليعود و يلاحظ بنطالها الممزق ، تأفف ممسكا بحقيبتها وواضعا إياها على ركبتيها ، حينها عادت تنظر له متسائله ، ليقول : كده أحسن ..و مش عايزك تلبسي البتاع ده تاني ..

ضحكت فاتن : البتاع اللي مش عاجبك ده آخر صيحه و ماركه غاليه كمان ..

ضحكتها أسرته ، و لكن حديثها سرعان ما أعاد الضيق إلى صدره ، فمن الواضح أنها معتاده على نمط حياه معين ، و بامكانياته الحاليه ربما لن يستطيع أن يكفل لها نفس المستوى من الرفاهيه .

لاحظت فاتن تغير مزاجه للمره المليون فقالت : على فكره انت مودي اوي ..

ابتسم يحيى : و دي حاجه كويسه و لا وحشه .

وضعت فاتن سبابتها على شفتيها مدعيه التفكير : امممممم مش متأكده .

يحيى : يعني دي حاجه تحبي أغيرها و لا عادي ممكن تتعايشي معاها ..

ضحكت فاتن برقه و قالت محاولة استفزازه : انت بتقول كلام غريب اوي ، اتعايش معاها ليه يعني ، احنا جست جيران ، مودي مش مودي دي حاجه متخصنيش .

فطن يحيى لمحاولتها ، فقال بجديه : لا احنا مش جست جيران ، بس أنا عارف إني اتسرعت لما طلبت إننا نرتبط ، و ده عشانك انتي ، أنا حاسس إني فاجئتك بمشاعري و انتي مقدرتيش تستوعبيها او تستوعبي ...

صمت محاولا انتقاء مفرداته ، ثم أكمل : أقصد يعني انتي لسه صغيره و معندكيش خبره تخليكي قادره تستوعبي يعني ايه ترتبطي بشخص اللي هيكون شريك حياتك ، عشان كده أنا وافقت قبل شويه على طلبك إننا نفضل جيران و بس ، لكن الحقيقه أنا بس كنت بطاوعك عشان تاخدي وقت و تتأقلمي من غير ما أضغط عليكي ..

حاولت فاتن تذكر ما نصحتها به والدتها ، و لكن كل تلك الدروس تبخرت تماما من عقلها أمام حديثه الصريح و لهفته الواضحه في نبرته و نظراته لها .

ابتسمت فاتن بحرج ، ليتشجع يحيى : بصي ، أنا عندي فكره كويسه جدا و هتوضحلك ازاي تعرفي لو انتي فعلا مقتنعه بيا و تقدري تكملي بقية عمرك معايا ..

سأل يحيى بعد أن التزمت الصمت : ايه مش عايزه تعرفيها ...

قالت فاتن دون تفكير : لا ده أنا هموت و أعرفها ..

ضحك يحيى : بعد الشر عليكي ..شوفي كل واحد فينا هيقول للتاني ايه اللي مبدئيا معترض عليه فشكله و شخصه .

سألت فاتن : طب اتفضل ابتدي انت الاول ..

قال يحيى : بصراحه لبسك ..

أرجعت فاتن شعرها خلف أذنيها و قالت بحرج : عشان بلبس زي الولاد ، مش بنوته يعني ..

يحيى : ولاد ايه بس ..!

قاطعته فاتن : أصل ماما دايما تقولي كده و إني لازم ألبس فساتين و حاجات تبين إني بنوته .

توقف الباص لتقول فاتن بخيبه : يي وصلنا ..

تأفف يحيى بدوره : هو احنا مش اتفقنا إنك هتحولي لكليه تانيه .

أومأت فاتن ، ليقول : خلاص خلينا ننزل نشوف الاجراءات و بالمره نكمل كلامنا .

نظرت له فاتن بتردد : لكن انت عندك شغل ..

قاطعها يحيى : الشغل ده مش مهم بالنسبالي ، و يلا بينا كده هتتأخري ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

جلست ديما في المدرج بجوار لؤي مبهوره بالكم الهائل من الطلبه ، قالت مستفسره : انت تعرف الناس دي كلها ....!

ضحك لؤي : ايه يا بنتي انتي عامله كده ليه..؟

ديما ببراءه : كده ازاي يعني !

لؤي : زي الفلاح اللي نازل المدينه لأول مره ..

عبست ديما و قالت : اخص عليك ، أنا كنت بهزر ، أكيد يعني مش هتعرف الناس دي كلها !

لؤي : طووويب..

ضحكت ديما : طب فين اسمه ايه صاحبك... كِنان..!

لؤي بامتعاض : أولا كِنان خلص كليته ، ما انتي عارفه اني عدت الثانويه مرتين ، ثانيا انتي مالك و ماله عايزه ايه يعني ..

ديما بحرج : لا أبدا ، بس كان نفسي أشوفه..

قاطعها لؤي : نعم ، نفسك تشوفيه ليه إن شاء الله..

ديما : أصل ليلى دايما بتجيب فسيرته و إنكو صحاب اوي..

نظر لؤي لها بتمعن و قد اعترته شكوك كثيره ، سأل محاولا استدراج ديما في الحديث : بتقول عنه ايه بالظبط..؟

أحست ديما و كأنما أفشت لتوها سر ابنة خالتها ، حتى و إن كانت ليلي لم تبح لها باسم مَن تحب إلا أنها استنتجت من حديثها المستمر عن كِنان بأنه ربما هو مَن استطاع أن يحرك مشاعرها بالرغم من خطبتها لرجل آخر .

أجابت ديما محاولة تصحيح الموقف : أبدا يعني انتو وهو صحاب وإنه كان بيساعدك فالمذاكره و كده.

ثم أضافت بارتباك ، بعد أن أحست بعدم اقتناعه : والله كلام عادي جدا...

ارتباكها عزز الشكوك لدى لؤي ، أراد أن يستدرجها لتفصح عن المزيد ، و لكن لم تواتيه الفرصه فقد حضر الدكتور طالبا الصمت من الجميع و الانتباه .

و بعد انتهاء المحاضره ، وقف لؤي لتبادل الملاحظات و النقاش مع زملائه ، أما ديما استأذنت للذهاب إلى الحمام ، و حين عودتها وجدت لؤي يتبادل الحديث معطيا ظهره لها ، و لكن هذه المره مع فتاتين ، ربما زميليته أيضا.

أرادت ديما التقدم و الانضمام لهم ، فبالتأكيد لن يعارض وجودها كما فعل قبل قليل عندما تحدث مع زملائه الأولاد ، و لكن استوقفها سؤال إحداهن للؤي : و ايه البت اللي جايبها معاك دي ، أوعى تكون الجو الجديد ، كده هازعل .

ضحك لؤي مجيبا : بقى أنا هابص للتريله دي ، حضرتها تبقى بنت خالتي و شبطت فيا عايزه تشوف الكليه .

لم تصدق ديما أذنيها ، هل قال فعلا عنها ذلك اللفظ المهين أم فقط هُيء لها .

قالت الفتاه: بس هي اموره ميمنعش..

ضحك لؤي ثم قال :ايه احنا هنفضل نتكلم عنها ، أخباركو انتو ايه ؟ .

أرادت ديما البكاء و لكن لا لن تقف هنا تبكي و تشعر بالأسى على نفسها ، قريبا ستثبت له بأنها ليست كما وصفها ، ربما ما زالت صورتها القديمه محفوره في ذاكرته و ملابسها الفضفاضه و التي تصر والدتها على ارتدائها لها هي من تخفي ملامح جسدها الجديد.

وقفت تنتظره ريثما ينهي حديثه ، عندما سألها احدهم : ديما ، مش كده ؟

نظرت ديما إلى يمينها و سألت باستغراب : انت عرفت اسمي ازاي!

أجابها : أبدا ، سمعت الواد اللي ماشيه معاه بيندهك ، و لو عايزه رأيي سيبك منه .

سألت ديما باهتمام : انت بتقول كده ليه .

رد عليها : زي ما انتي شايفه البنات حواليه كتير و كل يوم ماشي مع بنت شكل.

ديما بخيبه : انت بتتكلم جد !

أومأ لها ، ثم قال : بقولك ايه ، عندك فيس.

نظرت ديما له بتردد : انت بتسأل ليه...؟

رد : عشان أضيفك عندي و أثبتلك إن كلامي عنه صحيح.

هزت ديما رأسها بالنفي : لا معلش أنا معرفكش و مش بضيف ولاد عندي.

قال بغضب : ليه هو أنا مشبهش .

توترت ديما و حاولت الابتعاد عنه ، لتفاجىء به يضغط على مرفقها بشده : استني انتي رايحه فين

قالت ديما بهلع : سيب ايدي ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

قالت هبه للؤي مداعبه : الحق الجو بتاعك بيخونك ...

نظر لؤي لها بعدم فهم ، لتقول : قريبتك ، بص وراك.

استدار لؤي بسرعه ، ليعتريه الغضب الشديد ، و فور رؤيته قادما اختفى الشاب و بسرعه .

لؤي بغضب : مين ده اللي كنتي واقفه معاه...؟

ديما بتلعثم : معرفش ..

لؤي بحنق : متعرفيش ، امال واقفه بترغي معاه كده عادي عندك تكلمي حد متعرفيهوش

ديما : ده هو اللي جه و كلمني ، و كنت مدايقه جدا

لؤي : اه ما هو باين

ديما : الله انت محموق كده ليه ، ده حتى شكله يعرفك

لؤي : و افرضي يعرفني ، ده ميمنعش ان وقفتك و كلامك معاه غلط

ديما : يعني هو يعرفك بجد !

تأفف لؤي : أنا الحق عليا اللي جبتك معايا ، اتفضلي يلا هنروح..

ابتسمت ديما من انفعال لؤي ، هل يعني هذا انه يشعر بالغيره ، تمتمت : يارب يا رب...

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

فور عودتها ....وقفت ديما أمام مرآه الحمام تنظر إلى هيئتها الجديده ، فلقد ارتدت البيبي دول الخاص بابنة خالتها ليلى ، و الذي أظهرها أكبر بكثير من أعوامها الخمس عشر ، التقطت صوره على هاتفها بمظهرها الحالي و ابتسمت ، فقريبا جدا سيراها لؤي بشكل مختلف .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

قال يحيى بعد ان وصلا المكتب الخاص بتقديم طلبات التحويل من كليه لأخرى : هاتي الورق بتاعك انا هاخش و افهم ايه الاجراءات اللي لازم تعمليها ...

قامت فاتن بالعبث بمحتويات حقيبتها مخرجه رزمه من الاوراق ..ثم قالت : اهم ، بس كده هاتعبك معايا

يحيي بابتسامه : تعبك راحه ...

ابتسمت فاتن ، ليقول يحيى بمرح : خليني الاول اشوف مجموعك كان عامل ازاي فالثانويه

ضحكت فاتن و قالت : لا ده انا شطوره خالص ..

ابتسم يحيى ، ثم امسك باحدى الاوراق ، لتلاحظ فاتن اختفاء ابتسامته تدريجيا، ليحل مكانها نظره مليئه بالصدمه...

قالت فاتن بمرح : ايه كنت فاكرني فاشله مثلا ، لا ده انا كنت دحيحه اووووووووي

نظر لها يحيى ثم قال مصدوما : انتي ازاي تخبي عليا حاجه كده ..!

فاتن : اخبي ايه ، ما الشهاده ادامك اهيه

يحيى بغضب كبير : اسمك ...فاتن ميخائيل اندراوس

ثم أكمل بحرقه : و سايباني آخدك ندوات واكلمك عن الاسدال ، وبعدين ازاي توافقي نرتبط اصلا ...
تنهد مضيفا بغضب : انتي ايه معندكيش ذرة عقل ....!

يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 18-09-22, 10:16 AM   #10

لامارا

مراقبة عامة ومشرفة منتدى الروايات المنقولة وعضو فريق التصميم و كاتبة في قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية لامارا

? العضوٌ??? » 216
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 87,659
?  نُقآطِيْ » لامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond reputeلامارا has a reputation beyond repute
افتراضي


الحلقة 8

¤ و العينُ تزني ¤

--------------------------
نظرت فاتن له باضطراب و قالت بتلعثم : اااصل

يحيى بغضب : اصل ايه ....

فاتن بهدوء : يا ريت بس تبطل زعيق ...انت فاهم غلط

يحيى : ازاي يعني ، فاهم غلط ، مش ابوكي مسيحي ؟؟؟

فاتن : اعتقد ..

قاطعها يحيى : يعني ايه تعتقدي ؟

فاتن : طب اديني فرصه اتكلم ، كل حاجه هتقفش عليها كده ، وبعدين انا مسلمه زيك متقلقش و سبني افهمك

تنهد يحيى و قال : اتفضلي

فاتن : بص انا قولتلك قبل كده انا تقريبا مفيش علاقه مع بابا ..

يحيى بفضول : طيب ليه ..؟

فاتن : عشان هو مش عايز ..

يحيى : برده مش فاهم .

فاتن : انا هاقولك حكايته مع ماما و يمكن تفهم ، بابا اصلا مش مصري

يحيى مقاطعا : امال ايه...؟

فاتن : تاني اديني فرصه اشرحلك

يحيى : اسف ، كملي

فاتن : بابا ايطالي ، هو و ماما اتعرفوا على بعض في مهرجان فينسيا للافلام ، كانت ماما مشاركه بفيلم ليها هناك ، يعني اول ما بدأت تاخد ادوار كويسه و كده ، و هناك قابلت بابا برده كان لسه فبدايته و بيشتغل مخرج ، و حبو بعض و اتجوزوا ...و بعدين مع اختلافهم فشل الجواز فشل ذريع واطلقوا

يحيى : و ازاي مامتك تتجوز مسيحي !

فاتن : ما هو اسلم علشانها ، و بعدين اطلقوا و هي حامل ، و ساعتها رجع تاني لديانته ، و ماما قالتلي انه كان رافض الحمل و عشان كده اطلقوا ...و ادبست هي معايا

يحيى بضيق : يعني ايه ادبست ..انتي بنتها

ثم اضاف : و باباكي دلوقتي مفيش بينكو اي اتصال ؟

فاتن بحزن : يعني يمكن شفته مرتين تلاته ، لما كان بينزل هنا لشغل ، و اكن جاي يقابل واحد صاحبه يعد يحكيلي حكايات عنه و عن ماما... و دلوقتي مش بنتكلم خالص

صعق يحيى من حديث فاتن عن والدها و مما صعب عليه الامر لمجرد حتى التفكير و مصارحة والديه بنيته للارتباط بها ، و لكن ما افجعه حقا هو نبرة الحزن التي تتملك منها كلما تحدثت عن والدتها..مما أكد شكوكه بشأنها....

قال يحيى محاولا التخفيف عنها : انا برده اول ما شفتك قولت البنت دي شكلها طلياني فرنساوي... حاجه كده شغل بره...

ضحكت فاتن برقه ، ليقول يحيى : طب خلينا نشوف هنعمل ايه في طلب النقل بتاعك ...

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

أنهى يحيى معظم الاجراءات الضروريه لانتقال فاتن إلى كلية الألسن ، و حاول تشجيعها بعد أن صارحته بتخوفها من معارضة والدتها للفكره ، قال بعد أن اتخذا طاولة في كافتيريا الجامعه : هي أكيد لما تلاقيكي مبسوطه و بتجيبي تقديرات كويسه ، أكيد هتعرف إنك خدتي الخطوة الصح ، بس الحكايه محتاجه وقت و انتي شدي حيلك و عوضي المحاضرات اللي فاتتك .

ابتسمت فاتن : متقلقش أنا من الناس الدحيحه و إن شاء الله هاقدر أعوض اللي فاتني ، بس الأول ادعيلي إن طلبي يتقبل .

ابتسم يحيى بدوره : لا متقلقيش انتي ، طلبك إن شاء الله هايتقبل ، و بعدين في أسوء الحالات لو متقبلش دلوقتي ، الترم الجاي أكيد هيقبلوكي ده شيء مفروغ منه .

فاتن بامتنان : ميرسي جدا إنك ساعدتني و آسفه عطلتك عن شغلك .

ثم أضافت بارتباك : تقدر دلوقتي تتفضل تروح شغلك ..

قاطعها يحيى : ايه زهقتي مني ، و بعدين أنا قلتلك الشغل ده مش مهم بالنسبالي ..

فاتن : شركتك هي المهمه ، صح كده ..

أومأ يحيى : بالظبط ، بعدين احنا لسه مكملناش كلامنا ، مش هتقوليلي ايه اللي مش بيعجبك فيا ؟

فاتن بتلعثم : يعني مش عارفه ..

شعرت فاتن بالاحراج الشديد لعدم قدرتها على الاتيان بشيء يعيبه ، نظرا لانبهارها بشخصه و شكله ، و حتى الآن لم تستوعب بعد بأن شخص بنضوجه و عقله أُعجب بها ..

يحيى : امممم لو مقلتيش حاجه هتخليني اتغر ، أو أسوء ، هافكر إني مش فارق عندك ..

فاتن على الفور : لا ازاي ..

ابتسم يحيى لردها الصريح ، و ابتسم أكثر عندما لاحظ احمرار وجنتيها خجلا مما قالته .

يحيى بعد تفكير : طب بلاش عيوب ، قوليلي انتي شايفاني ازاي ؟

فاتن بعفويه : أنا شايفاك حد كبير و بتعرف كل حاجه و بحسك بتفهم جدا ، عندك مبادىء و طموح و حاجات كتيييير ، و مش عارفه ازاي انت اصلا بتفكر ترتبط بيا ، حاسه إني حاجه هبله كده جنبك .

لم يتوقع يحيى أن تكون إجابتها بتلك الصراحه أو العفويه التي لامست قلبه ، فإن كانت لديه مخاوف بشأن تسرعه في الحكم على مشاعره تجاهها ، فكلامها الآن بدد كل تلك المخاوف .

خانته الكلمات ، بقى محدقا فيها ، لتقول بحرج : ايه كلامي دايقك !

أجابها يحيى : بالعكس ..

سألته : طب قولي انت ليه مش بتحب طريقة لبسي ..

يحيى بعد تفكير : بصي أنا شايف نأجل كلامنا دلوقتي عن لبسك ..

فاتن مداعبه : كلامنا عن لبسي ، الظاهر إن لبسي ده موضوع حساس جدا و خطير .

يحيى مبتسما : ما هو دلوقتي مش هينفع أطلب منك تغيريه الا لما نرتبط رسمي ..

فاتن مستفهمه : لا عادي ، و بعدين أنا تقريبا دلوقت فهمت ، انت تقصد يعني اتحجب ، صح !

يحيى بتردد : طب هو انتي مفكرتيش فالحجاب قبل كده .

رفعت فاتن كتفيها و أجابت : بصراحه لا ، بس لو انت مصر ، ممكن أجربه ..

يحيى بضيق : أولا انتي لو هتتحجبي لازم يكون عشان انتي مقتنعه بالحجاب ، مش تلبسيه يومين و لو معجبكيش تقلعيه ..

فاتن مبتسمه : امممم شكل الموضوع ده مهم اوي بالنسبالك ، طب خليك جدع و اقنعني بيه ..

يحيى بجديه : أرجوكي متهزريش فالموضوع ده ..

أومأت فاتن : آسفه ، بس أوعدك إني هافكر جديا فالموضوع ، ايه رأيك بقى .

ثم أضافت : يلا مش هتفك التكشيره دي بقى ..

ابتسم يحيى : و أنا هاساعدك و إن شاء الله هتلبسيه باقتناع .

ضحكت فاتن : عارف حتى لو اقتنعت ، هاعمل ساعتها ايه فماما ، دي طردت اعز داده عندي عشان مره نصحتني وكلمتني عن الحجاب و كانت عايزاني ادخل فجروب لتحفيظ القران..

أحس يحيى بالضيق الشديد ، لأنه و عن قصد أراد أن يتناسى حقيقة والدتها ، و لكنها ستبقى موجوده على الدوام شاء أم أبى .

يحيى محاولا تحفيزها : المهم انتي تقتنعي و لو اقتنعتي هيبقى سهل عليكي تقنعي والدتك باذن الله .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

أشرفت نوف على إعداد مائدة العشاء لضيوف والدها ، سالم عبدالعزيز و ابنه تركي ، أما زوجته جيداء ففضلت المكوث في بيت أهلها ، و احتارت نوف هل تجلس و تشاركهم العشاء ، أم الأفضل أن تمكث في غرفتها ، لم تطل حيرتها كثيرا فلقد أصر والدها على حضورها العشاء ..

التزمت نوف الصمت ، مفضله الاستماع إلى حديث والدها مع صديقه ، ليقول تركي : ايش فيك نوف ، ليش ما تحكين ...

رفعت نوف كتفيها بلامبالاه : ابدا ، حابه اسمع و ما عندي شي قوله ..

تركي مبتسما : معقول في بنت ما عندها شي تقوله ، انا اخواتي ما يبطلون كلام ، يا ريت جبتهم معي يتعلمون منك شوي ...

ضحكت نوف برقه : الله يخليهم الك ...

تركي : طيب انتي شنو تدرسين ..

نوف : بيزنس ..

تركي باعجاب : و انا كمان درست بيزنس ، يعني حتى الحين بينا شغلتين مشتركتين .

نوف باستغراب : ما فهمت شنو الشغله الثانيه ..

تدخل والد تركي مداعبا : انكو الاتنين ما تحبون الكلام و الرغي الكتير ..

ابتسمت نوف ناظرة لتركي الذي بادلها الابتسامه ، ثم أشاح بوجهه بعيدا بطريقه أثارت استغرابها ..

لينتهي العشاء و هو على حاله تلك ، و كأن شيئا أقلقه أو عكر مزاجه ، انتقل والدها مع ضيوفه إلى الشرفه لتناول القهوه التي أعدتها خصيصا بناء على رغبة والدها ، كانت في المطبخ عندما دق أحدهم الباب مستئذنا ..

التفتت لتجد تركي يقف على الباب واضعا يديه في جيبي بنطاله و ناظرا للأرض بشكل ملفت للانتباه..

سألت نوف بحرج : خير ، تبغي شي أحضرهولك ..؟

تركي و مازال ينظر للأرض : عم طلال ، تعرفينه صديق والدك ، جه الحين ، و والدك بعثني مشان اخبرك تعملي حسابه فالقهوه معنا ..

أومأت نوف ، ثم استدركت أنه لن يرى حركتها تلك بسبب نظره المصوب للأرض ، فقالت : تكرم ، دقايق و القهوه تكون جاهزه ..

تركي : طب انا هاستنى فالصاله مشان اخد القهوه ، اول ما تخلصي نادي علي ..

نوف : لالا ما تعذب حالك ، أنا راح جيبها لعندكم ..

حينها رفع عينيه عن الأرض لتلتقي نظرته الحرجه بنظرتها المتسائله ، ليقول : احم، ما اعرف كيف اقولك ، بس يا ريت تعدلين حجابك ..

فغرت نوف فاهها ، ثم قالت مدافعه بعد أن تحسست حجابها : حجابي زين و فمكانه ..

عقد تركي حاجبيه ، قائلا بضيق : من ورا ، شعرك كله نازل على ظهرك و من احنا نتغدى ، و من ثم خرج مسرعا.

بعد خروجه ، قامت نوف بتعديل حجابها بعد أن أعادت تجميع شعرها في شنيون بسيط كالذي صففته هذا الصباح و لكن باحكام هذه المره حتى لا يعود و ينسدل من جديد دون أن تشعر به ، فعلى ما يبدو أن ضيف والدها شديد الملاحظه و أيضا الضيق من رؤيته لانفلات شعرها دون قصد منها .

أعدت القهوه ، و اتجهت إلى الشرفه حيث يجلس والدها برفقة ضيوفه ، حيتهم و وضعت القهوه منصرفه بسرعه بعد أن وصلتها رساله من أنس يطلب منها أن تحادثه فورا ...

و في غرفتها ، أضاءت حاسوبها و الكاميرا لتحادث أنس الذي بدا عليه الضيق ..

أنس باقتضاب : ازيك ..

نوف بقلق : الحمد لله ، انت اللي ازيك ، شكل في حاجه مدايقاك ..

أنس : أصل الناس عايزه فلوسها و زي ما انتي عارفه الحرامي خاد كل اللي حيلتي ..

شهقت نوف : يااه ده انا نسيت اطلب من بابا ، بس و لا يهمك الليله ان شاء الله هاطلب يحولي فلوس عحسابي فالبنك ، و بالكتير يومين و يكونوا عندك ..

ابتسم أنس : ربنا ما يحرمني منك يا أحلى و أجدع نوف فالدنيا ، أنا من غيرك مسواش حاجه ..

ابتسمت نوف ، ليقول أنس : ايه بقى مش هتشيلي البتاع ده عن شعرك ، عايز امتع نفسي بجمالك ..

لثوان تذكرت نوف انزعاج تركي من رؤيته لجزء من شعرها ، و لكنها سرعان ما نحت تلك الحادثه من رأسها ، و قالت : معلش أصل عندنا ضيوف ..

أنس : طب عظيم ، كده باباكي مشغول و انا و انت يا جميل نقدر ناخد راحتنا ..

نوف بضيق : بالعكس ، انا مضطره انهي الاتصال لان بابا هيحتجاني ، يعني عشان اشوف طلبات ضيوفه ، اصل الست حصه راحت عند اهلها و مش بتسمح للخدامه تعد هنا الا للمغرب طالما هي مش موجوده فالبيت

أنس متأففا : طب اول ما تفضي كلميني ، ضروري ..

أومأت نوف منهية الاتصال بعد أن سمعت نداء والدها .

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

دقات قلوب تعشق للمره الأولى ، ، تتقلب ما بين الغبطه و الخوف ، خوف من أن يتحكم العجز من عدم المقدره على تغيير الواقع ، و تغيير أفكار متأصله في قلوب أخرى تدق بالحب لنا و لكن حب من نوع آخر ، ربما في أحيان كثيره يتجاهل حقنا في الاختيار ....

ابتسمت ديما الجالسه بجوار ليلى تتبع ما تكتبه الأخيره على صفحة الفيس بوك ، ثم قالت بحزن : كلام جميل اوي يا ليلى ، بس ليه حاسه انك فقدتي الأمل ....

تنهدت ليلى بأسى : ما انتي شفتي بابا حبسني هنا ازاي ، ومصمم اتجوز الزفت اللي اسمه تميم..

أطرقت ديما مفكره : طب تحبي اكلم ماما و بابا يكلموا عمو عبدالرحمن...

قاطعتها ليلى : لا يا قمر متشغليش بالك انتي لسه صغيره عالهم ده ، و بعدين تعالي هنا انتي مش كنتي عايزه تسجلي رقم يحيى و لؤي عندك ، اجري هاتي الموب بتاعك عشان تسجليهم..

ابتسمت ديما و اسرعت لاحضار هاتفها لتسجيل الأرقام ، أو بالأحرى رقم لؤي ، فلقد أحرجت أن تطلب رقمه وحده لذا اضطرت أن تطلب رقمي ابني خالتها حتى لا تثير الاستغراب لدى ليلى .

أنهت ديما حفظ الأرقام في هاتفها ثم عادت للانخراط في الحديث مع ليلى و محاولة التخفيف عنها ، ليقطع استرسالهما صوت جرس الباب .

ليلى بذعر : بس ميكنش تميم يارب مش هتحمل اشوفه دلوقت.

ديما باندفاع : أنا هشوفلك مين و اجي اطمنك .

و بعد ثوان عادت ديما و الابتسامه تزين ثغرها ..

سألت ليلى بقلق : مين ؟

صفقت ديما بمرح و أجابت : كِيييييينااااااان .

ليلى بانزعاج : ايه ده وطي صوتك ، زمانه دخل اوضة لؤي هيقول علينا ايه ..

ديما بعفويه : طب انا هاروح الصاله عشان معاد المسلسل جه ، ما تيجي تفكي عن نفسك شويه .

ليلى : لا انا ورايا مذاكره كتير ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

كِنان باستغراب : مين البنت اللي كانت واقفه بتبص علينا.

لؤي مستفهما : بت مين ؟!!!!

كِنان : لما فتحت الباب كان في بنوته كيوت بتبص من ورا باب الصاله .

لؤي بانزعاج : دي ديما بنت خالتي جايه تعد معانا شويه عشان باباها فالمستشفى .

صرح لؤي بذلك ثم نهض من مقعده قائلا : معلش خمسه و راجعلك ها..

أومأ كِنان و ما إن خرج لؤي و على ما يبدو في اتجاه الصاله ، استغل كِنان الفرصه و انطلق في الممر المؤدي إلى غرفة ليلى .

وجد الباب مغلقا ، لم يكلف نفسه عناء القرع ، دخل مباشره لتشهق ليلى : انت مجنون رسمي و بعدين ازاي تدخل كده من غير ما تخبط ..

كِنان بعصبيه : مفيش وقت ، هاتي الورق اللي طلبته منك ..

ليلى : بس..

كِنان هامسا بفروغ صبر : الورق يا ليلى ...هاتيه ..

ليلى : حاضر ثانيه بس ..

عبثت ليلى بمحتويات الدرج العلوي لمكتبها ثم اخرجت مغلف بني اللون و قالت : اهو اتفضل ..

كِنان : انتي موبايلك مغلق على طول ليه ؟

ليلى : بابا منعني من الموبايل ..

نظر كِنان إلى مكتبها : طب ما عندك نت اهو ..

أومأت ليلى ، ليقول كِنان : خلاص نتكلم عشره بليل فيس.. اوك.

ليلى باضطراب : اوك بس اخرج ابوس ايدك ..

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

نهضت ديما من مقعدها على الأريكه مفزوعه : سيب ودني سيب ودني ..

قال لؤي بغضب : مش هسيب ودانك الا اما اعرف انتي مهتمه بكِنان كده ليه ..!!!!!

أدارت ديما رأسها لتطبق بأسنانها على كف لؤي..

و كانت النتيجه مرضيه ، فلقد أفلت أذنها قائلا : يا بت ال...

قاطعته ديما ملوحه بسبابتها في وجهه : بت اما تبتك ، احترم نفسك و بطل شغل العيال ده ..

نفث لؤي : انا بعمل شغل عيال ، طب يا محترمه يا كبيره يصح تبصي على راجل غريب عنك من ورا البيبان ، ده بقى شغل عيال و لا قلة ادب و لا ايه بالظبط...!

ديما مدافعه : انا مكنتش ببص على سي بتاع صاحبك ده ، انا كنت بشوف مين عالباب عشان خاطر ليلى كانت عايزه تعرف تميم و لا مش تميم ..

لؤي بانزعاج : طب بصيتي و شفتي مين ، ليه بقى تعدي تبحلقى لغاية اما يشوفك و تخلي منظري وحش ادامه ...

همت ديما بالمدافعه عن نفسها مره أخرى و لكن منعها دخول زوج خالتها عبدالرحمن الذي قال : ايه صوتوكو عالي كده ليه ...

أخبرته ديما عن توبيخ لؤي لها ، ليقول عبدالرحمن بسخريه : سيبك منه ده واد فاشل..

صاح لؤي مستنكرا : بابا ..

ضحك عبدالرحمن قائلا : ايه هتتكسف من بنت خالتك ما كل العيله عارفه انك ساقط ثانويه مرتين و داخل كلية الارجوزات ربنا يهديك يا بني ، و انتي يا ديما انتي ست البنات و البيت بيتك اعملي اللي يريحك تبصي مورا الباب ..الشباك و لو اخينا ده دايقك تاني قولولي و انا هملصله ودانه ..

ضحكت ديما مشاركه زوج خالتها دعابته ، غير مدركه حجم الألم الذي تسببته تلك الكلمات في نفس لؤي .

غادر لؤي الصاله متجها إلى حجرته حيث ينتظره كِنان .

كِنان : ايه يا بني مال وشك قالب كده ليه ..

جلس لؤي على طرف سريره محاولا كبح غضبه و قال و هو ينفث : بابا مصر دايما يحرجني و دلوقتي كمان اودام المفعوصه ديما ...

جلس كِنان على طرف السرير المقابل و قال : معلش يا لؤي ، باباك و لازم تلتسمه العذر ، انا بتمنى بابا يكون موجود معايا و لو حتى يتريق كل دقيقه بس احس ان ليا ضهر ..

هز لؤي رأسه و قال بحسره : باباك الله يرحمه كان غير يا كِنان ،كان غير..

حاول كِنان تغيير مزاج صديقه فقال ممازحا : اممم اقطع دراعي ياض ان ما كنت عايز تظبط مع بت خالتك و جه بباك خرب الرسم اللي كنت هترسمه عليها ..

صاح لؤي : كِنان .. لو سمحت انا مقبلش تتكلم على قريبتي بالطريقه دي و ..

قاطعه كِنان : اسف اسف انا كنت بس بحاول اطلعك من مود الكآبه مش قصدي حاجه و انت عارف اخلاقي كويس .

صمت لؤي ، ليقول كِنان : ياض فكها بقى ..

ابتسم لؤي ، ليُسدد طعنه أخرى إلى ضمير كِنان و محدثا نفسه : ال عارف أخلاقي ، ده اتنرفز لما جبت سيره قريبته بهزار ، امال لو عرف اني...

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

عادت فاتن إلى البيت و قد حققت انجازا صغيرا اليوم ، و تمنت أن يتكلل طلب التحاقها بكلية الألسن بالقبول ، خلعت حذائها الرياضي ، و من ثم بنطالها الجينز الذي أثار الضيق في نفس يحيى ، ارتدت بيجامتها و أمسكت بالبنطال لتقلى به في سلة المهملات ، محدثه نفسها و الابتسامه تزين ثغرها : كله عشان ننول الرضا يا بشمهندس يحيى .

التفتت لتلقى نظره على نفسها فالمرآه علها تفهم سبب اعجاب يحيى الواضح بها ، بقيت تحدق فالمرآه لدقائق ، لتدرك أنها ارتدت بيجامتها المفضله و لم تفعل كما أوصتها والدتها بارتداء ملابس النوم النسائيه .

تأففت فاتن ، و قامت باحضار الأكياس التي ابتاعتها لها والدتها ، أخرجت جميع محتوياتها لتنتقى شيئا مقبولا ترتديه الليله لتتجنب انزعاج الأخيره .

اختارت قميصا زهري اللون بحمالات رفيعه و فتحة أماميه تعطي تفصيلا دقيقا عن مفاتنها ، و بالكاد يصل إلى ركبتيها ، لم يعجبها تصميمه الجرىء و لكنه كان الأقل جرأه من بين الموجود كما أن لونه راقها كثيرا .

ارتدت القميص و بقيت دقائق تعبث في غرفتها ، حين سمعت باب الشقه يفتح و صوت والدتها يملأ المكان : هلوووووووو

كانت تلك تحية والدتها المعتاده حينما تعود محمله بالاخبار الساره ، ثوان و كانت في غرفة فاتن تهتف بمرح: هلووو هلوو هلووو عندي ليكي خبر بمليوووون جنيه.

ابتسمت فاتن : اكيد حاجه فالمسلسل بتاعك صح ؟

انجي : اها برافو عليكي ...المسلسل بتاعي طالبين فيه وجوه جديده ، عايزين بنت قمرايه وواد مُز ..

صفقت انجي من شدة انفعالها...

لتقول فاتن باستغراب : اها كملي ايه بقى الخبر الحلو !
انجي بخيبه : ايه الخبر الحلو ... ده سؤال ... الخبر الحلو انك هتكوني معايا فالمسلسل ..

فاتن بانفعال : قلتلك يا ماما ميت مره انا مش بحب التمثيل و مش هانجح فيه زي حضرتك.

ألقت انجي حقيبتها على السرير بعنف و قالت : اسمعي يا حببتي انتي اللي ادك فالدول الاجنبيه يعني الناس اللي بتفهم عندهم بيسيبوا بيت اهاليهم و هما من نفسهم بيصرفوا على روحهم ، و انا مش قايلالك روحي و استقلي و شيلي مسئولية نفسك ، كل اللي طلباه منك مساعده ، انتي مش شايفه الشقه الحقيره اللي احنا عايشين فيها ، مش شايفه بهدلتنا فالمواصلات ، مش شايفه وشي بقى عامل ازاي ...ها وشي ده اللي كان سبب العز اللي تربيتي فيه طول عمرك ، دلوقت جه دورك تردي الجميل و تساعدي امك ، فيها ايه لما تروحي تعملي دور فمسلسل ايه هيختل ميزان الكون ....

صمتت انجي لتجفف دموعها الزائفه ثم أضافت : حرام عليكي عايزاني اتبهدل يعد كل اللي عملته عشانك ، على الاقل مثلي لغاية اما نجمع فلوس و نشتري شقه عدله .

ربتت فاتن على يد والدتها قائله : خلاص يا مااما متزعليش نفسك ، انا هاروح معاكي بكره و لو اتقبلت هامثل ان شاء الله بس بطلي عياط عشان خاطري ...

تنهدت انجي : اهو كده يا روح قلب ماما و دلوقت تعالي نتعشى و بعدين هاحفظك المشاهد بتاعة بكره..

فاتن : الله مش الاول المخرج لازم يشوفني و بعدين يقرر ..

قاطعتها انجي : هو مين اللي هيقرر ، انا كلمت المخرج و انتي معانا من بكره بس كان فاضل موافقتك يا جميل .

ابتسمت فاتن بدون حماسه و قالت : اوك يا ماا ما اوك ..

قالت انجي مستدركه : الا قوليلي الواد جارنا ده لؤي ، معاكي نمرته ؟

فاتن : و انا هتكون نمرته معاايا ليه !

انجي : امممم طب تقدري تجبيهالي ، اصل برده شايفه فيه وجه جديد هينفع معانا فالمسلسل ..

فاتن بتردد : بس دول يعني عيلتهم مختلفين عننا اوي ..

ابتسمت انجي بسخريه : مختلفين!

ثم أضافت : متشغليش بالك انتي بس هاتي نمرته من سي يحيى بتاعك و انا هاكلمه ..

فركت فاتن كفيها ثم أومأت : حاضر هجبهالك بكره ..

شهقت انجي : يا نهار اسوح بكره ليه ، اوعي اوعي تقوليلي انك مخدتيش رقم يحيى بتاعك ده ..

فاتن بانزعاج : ماما ...

تأففت انجي : معاكي رقمه و لا لا ..

أومأت فاتن ، لتقول انجي : خلاص كلميه الليله و ضروري تاخدي رقم اخوه ، مفهوم....

فاتن : حاااااضر

¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤ ¤¤¤¤¤¤¤

صعد يحيى الدرج المؤدي للشقه حيث مقر شركته المتواضعه ، و كالعاده وجد الباب مفتوحا على مصراعيه ، و لكن هذه المره فوجىء بسماع ضحكات و أصوات نسائيه ، قبض كفيه من شدة الغضب ظانا أن أنس عاد لفعلته و أحضر فتيات للشقه .

دلف و الغضب يتملكه ، و ما هي الا ثوان حتى تبخر الغضب لتحل مكانه المفاجأه.

بادرت شيرين الجالسه على مقعد بجوار مكتب مالك : مش ترد السلام يا حضرة البشمهندس ...

صمت يحيى و قد أخرسته المفاجأه فخلال يومين متتاليين يعود ليلتقي بزميلتيه او بالاخص زميلته سلوى منصور ..

قالت سلوى بحرج : الظاهر وجودنا مش مرحب بيه ..

قاطعها مالك على الفور : ايه الكلام اللي بتقوليه ده ..يحيى بس مكنش..

ليقاطعه يحيى بدوره : لا ازاي انتو تشرفوا فاي وقت ، انا بس مكنتش متوقع حد ، بس انتو عرفتوا العنوان ازاي..

قال مالك بارتباك : انت مالك يا يحيى ، بقيت تنسى بسرعه كده ...

ثم نهض من مقعده مكملا حديثه و مقتربا من يحيى : احنا مش قلنا هنشوف حد يتطوع و يساعدنا و سلوى و شيرين كتر خيرهم وافقوا و هييجوا ساعه او ساعتين كل يوم حسب ظروفهم ..

نظر يحيى لصديقه باستغراب ، ليربت مالك على كتفه هامسا : بعدين هافهمك ..و دلوقتي خليني اكمل شرح تفاصيل شغلنا للمهندسات
بقيت الفتاتان لبضع دقائق أخرى يتبادلن الحديث مع مالك ، ثم انصرفتا ، و فور خروجهما صاح يحيى بمالك : من امتى بقى بتاخد قرارات من غير ما ترجعلي ...

مالك مدافعا : ما انت بقالك يومين غاطس و محدش بيشوفك و بعدين احنا فعلا محتاجين موظفين معانا ..و دول هيجوا تطوع يعني شغل بدون مقابل ، شوف انت هيفدنا ده ازاي

يحيى : بس كده احنا بنستغلهم و هما زيهم زينا لسه فبداية الطريق...

قاطعه مالك : نستغل مين ، انت ناسي دول اهلهم من اصحاب الملايين ، يعني هيجوا تسليه و تضييع وقت و بعدين سيبك من ده كله ، عندي ليك خبر بمليوووووون جنيه ..

يحيى و قد تذكر : الشركه الكوريه اختارونا .....صح ؟

ابتسم مالك : فعلا ختارتنا من ضمن شركات كتير عشان نكون تحت رعايتها و عجبتهم اوي فكرة الابليكشن بتاع الشرق الاوسط و حضر نفسك بقى للسفريه ...

اضطرب يحيى و تدافعت بداخله مشاعر كثيره ، الفخر بان مساعيه تحققت لتنمو شركته بمقاييس عالميه ، و الخيبه لانه حتما لن يستطيع السفر الان و تكملة مسيرته بسبب تعنت والده و اصراره على الانقاص من اهمية طموحه ، و كعادته نفض عنه مشاعر الاحباط و نظر للجانب المشرق فلقد تكللت مساعيه بالنجاح و باستطاعة مالك ان يحل مكانه على الاقل في هذه السفريه التعريفيه ، و ربما مع الوقت سيستطيع اقناع والده و السفر شخصيا ..و حتما سيفعل المره القادمه و لكن الان ليدع والده يرى بأم عينه النتائج الملموسه و من ثم سيقتنع دون الحوجه للدخول في صدام معه و اغضابه ، فلقد نشأ يحيى على ان بر الوالدين يأتي دوما فالمقام الاول ، فرضا الله من رضا الوالدين ..
رن هاتفه ليخرجه من استغراقه فالتفكير ، نظر للشاشه و تبدد تكدره الناتج عن قراره بعدم السفر ، عندما راي اسمها يزين هاتفه ..و على الفور استاذن من صديقه و دلف إلى مكتبه و أجاب : فاتن ..

ووعلى الطرف الاخر ، اجابته بتلعثم : امم مساء الخير ،ازيك يا يحيى ...

- الحمد لله ، ازيك انتي ؟

- كويسه بس ..بس ..

- بس ايه ، قولي من فضلك ..

- احم كنت عايزه يعني لو سمحت رقم اخوك لؤي

- اخويا لؤي ، و انتي تعرفيه منين و هتعوزيه فايه ان شاء الله !

- مش عشاني ، ماما كانت عايزه تديه للمخرج بتاع المسلسل عشان شايفه ان ممكن ينفع يمثل معانا .

- معاكو مييييين ؟

- اصل ... انا جاني دور فمسلسل و قررت اجرب امثل ...

- بزعيق : تمثلي ... انا مش فاهم حاجه ، من امتى عايزه تمثلى

- اصل...معلش انا هابقى افهمك بعدين ، بس بليز تديني الرقم دلوقت

- مفيش حاجه هتحصل بعدين ، هو ايه الي هتمثلي و بعدين لؤي انسي بابا مش هيسمحله ..

- بس انت اديني نمرته

قاطعها بعنف : اسمعي انا لازم اشوفك و دلوقت حالا ..

- بس دلوقت متأخر اوي هنتقابل فين ...

تأفف يحيى : طب كلميني اسكايب ما هو مش هينفع نتكلم فون بعد القنابل اللي عمّاله تقوليهالي ..

فاتن : اوك ، مليني ايميك و اضيفك عندي

و بعد دقائق ارسلت فاتن طلب محادثه ليحيى و الذي قبله على الفور ..

يحيى بغضب : ايه بقى حوار التمثيل ده ...

أراد أن يكمل حديثه و لكنه توقف حين رؤيته فاتن ، بقى ثوان يحدق في الشاشه غير مصدق جرأتها لارتدائها تلك الملابس دون خجل أمامه ، صحح نفسه أي ملابس ، فما ترتديه بالكاد أن نطلق عليه قطعه قماش صغيره تغطي القليل و تكشف الكثير .

لم يكن يحيى ليطيل التحديق فيها و لكنه في النهايه رجل ...

فاتن ببراءه : انت بتبصلي كده ليه ؟؟ اسمع انا مش قصدي ادايقك بس ماما محتاجه فعلا رقم..

حين سماع صوتها ارتد إليه عقله و غض بصره فالحال و قاطعها قائلا بعصبيه : روحي البسي اسدال او اي حاجه و غطي نفسك...

فاتن بدهشه : اغطي نفسي ، ثم سمع شهقتها عبر السماعات ..

بعد دقيقتين عاد صوتها: و الله انا نسيت اني لابسه كده ، اصل اول مره البسه ...

تطلع يحيى إلى الشاشه و قاطعها بغضب : نسيتي .. في واحده تنسى انها لابسه .. توقف و ضحك باستهزاء قائلا : لابسه ايه اصلا .. في واحده تنسى انها قاعده عريانه اودام الكاميرا و لا ده بروفه لزوم الدور الجديد.

ردت فاتن بحرج : لاااا على فكره الدور محترم جدا ...و بعدين ..

يحيى مقاطعا : محترم و لا غيره .. انتي حره انا مالي .. انا بجد غلطت غلطه كبيره ..

قال ذلك و أنهى المحادثه ، و في داخله أيضا عزم على إنهاء مشاعره تجاهها ، فليست هي بالفتاه التي ستصون بيته و لا التي ستساعده على المزيد من الالتزام ، ألم يقم للتو بالسماح لنظره بالتحديق بأريحيه في مفاتنها ، أليس ذلك يندرج تحت قول النبي و العين تزني .
نعم العين تزني ، فبدلا من أن يشكر الله على توفيقه مع الشركه الكوريه و تحقيقه أول سلمه في طريق النمو بشركته ، قام باقتراف كبيره من الكبائر ..
أراح رأسه على مكتبه علّ تلك الراحه تصل إلى قلبه الخائن ، الذي سمح له أن يتعلق بفتاه بعيده كل البعد عن مبادئه و قيمه و الأهم عن ما يحبه الله و يرضاه رسوله ...

يتبع...


لامارا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:50 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.