إنها تستحق.. لنحتفل بالأم في اليوم العالمي لطفلها التوحدي

[rosa_63]

إنها تستحق.. لنحتفل بالأم في اليوم العالمي لطفلها التوحدي


يوافق الثاني من إبريل اليوم العالمي للتوحد، وكلنا سمع أو يعرف ماهو هذا المرض وماهي أعراضه..؟

لا يهمني هنا هذا اليوم، ولا موعده، ففيه تُقام الاحتفالات والفعاليات، تُقال الكلمات، وتُرسم الشعارات، وتلتقط الصور، ولكن.. ينقصها بعد ذلك التنفيذ على أرض الواقع للأسف.!!

قد نسعد هؤلاء الأطفال في يومهم العالمي لساعات، وتنتهي المناسبة وينفضّ السامر ويعود كل شيئٍ لما كان عليه.

وكوني مهتمة بهذا الأمر أرى أن من الواجب أن نكون أكثر حرصاً، وأعمق تفكيراً، ونبدأ لتفعيل مبادرة هامة يتم تفعيلها في مثل هذه المناسبة وهي أن نحتفل في هذا اليوم بـ”أم الطفل التوحدي” لأنها الشريك في المعاناة، والواجهة الأولى أمام المرض، وهي المعطاءة وصاحبة القلب الكبير والصدر الرحب، والصبر الذي لا ينفذ والذي لا حدود له.

لا أحد يعلم عن هذه الأم العظيمة كم تتعب وتكابد من أجل طفلها التوحدي؛ فهي كأي أُم فرحت به عند ولادته؛ فكم كانت تحلم بطفل يملأ عليها حياتها سعادة وفرحاً، ولم تعلم ماذا يخبئ لها القدر، ولم تعلم أن ابنها “توحدي” إلا بعد الكشف عليه؛ واستسلمت لأمر الله وحمدته أن اختارها لهذا الاختبار الصعب.

أيتها الأُم كم أنتِ تُعانين.. كم تتعبين.. كم تتألمين عندما ترينه يبكي، يتألم،يصرخ، لا يهدأ أو يستقر، يخاف، يتضجر، يتعلم اليوم وينسى غداً، لا يعرف كيف يتكلم، أو يأكل، أو يقرأ، أو يلبس، ولا حتى ينظف نفسه.
مع كل هذا أنتِ أيتها الأُم العظيمة تقومين بكل شيء، دور الأُم، والأب، والمُعلم، والطبيب في آنٍ واحد؛ تذهبين معه من مكان إلى مكان، تتنقلين به من مستشفى لآخر؛ تبحثين؛ تقرئين؛ تسألين دون ملل.

رأيتُ ذلك الشيء ملموساً وواضحاً عندما حاولن بعض الأُمهات المجيئ لمقابلة وزير الشؤون الاجتماعية عندما زار منطقة الباحة؛ وقتها كانت الأجواء باردة جداً، والضباب يُغطي المنطقة، والمطر يهطل، وهناك الكثير من الأمهات ممن حاولن الحضور ولكنهن لم يستطعن؛ اثنتان فقط تمكنتا من التواجد باسم البقية؛ لمستُ مدى الإصرار والعزيمة والتحدي أثناء حديثي معهما، فهناك قوة رغم التعب، وابتسامة رُغم الألم.

أيتها الأم العظيمة.. تعلمتُ منكِ أن لا أبخل.. ولا أخاف.. ولا أمل؛ تعلمت منك أن أتكلم، وأتعلم، وأقرأ، وأحاول حتى أكون، تعلمت منك أن أجعل طريقي مليئة بالأمل، أمل ليس له نهاية حتى أصل لما أُريد، وأن أنزع الشوك من طريقي وأزرعه ورداً بكل الألوان الجميلة والروائح العطرية الجذابة، وأن أجعل التفاؤل رمزٌ لحياتي وأن أجعل شعاري في الحياة “سأتجاوز الصعاب مهما كانت”.

علمتيني”عندما أكون أُماً أن أُعطي.. وأجعل قلبي وعاءً مليئاً حُباً ورضا وسعادة، ولا أستمع للمحبطين والناقدين من حولي.

أختي.. أيتها الأُم الرائعة، لن أُوفيك حقك، فما كتبته قليل لا يفي حجم عملك وتعبك ومجهودك، مهما كتبت فالكتابة لن تفي ما تستحقه روحك الجميلة، وأياديك المعطاءة، وليتهم يسمون يوماً آخر يطلقون عليه #اليوم_العالمي_لأم_الطفل_ال� �وحدي ليكون يومك أنتِ.. أنت فقط.
بقلم: أمل الغامدي