آخر 10 مشاركات
جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          294 - لماذا تهربين؟ - كارول مورتيمر (الكاتـب : بلا عنوان - )           »          ثمن الكبرياء (107) للكاتبة: Michelle Reid...... كاملة (الكاتـب : فراشه وردى - )           »          1041 - ميراث خطر - ستيفاني هوارد - د.ن (الكاتـب : سنو وايت - )           »          البجعة الورقية (129) للكاتبة: Leylah Attar *كاملة & تم إضافة الرابط* (الكاتـب : Andalus - )           »          زهرة النار -قلوب أحلام زائرة- لدرة القلم: زهرة سوداء (سوسن رضوان) *كاملة* (الكاتـب : زهرة سوداء - )           »          ✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          317 – صدى الذكريات - فانيسا جرانت - روايات أحلامي (الكاتـب : Just Faith - )           »          مذكرات مقاتلة شرسة -[فصحى ] الكاتبة //إيمان حسن-مكتملة* (الكاتـب : Just Faith - )           »          أنين الهوَى - الجزء 1 من سلسلة تايري -شرقية زائرة -للكاتبة:ملك على* مكتملة & الروابط* (الكاتـب : ملاك علي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > الأقسام العامه > منتـدى الترحيــب بالأعضــاء الجـــدد

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-09, 04:12 PM   #1

مجروح لكن محبوب

? العضوٌ??? » 12873
?  التسِجيلٌ » Jun 2008
? مشَارَ?اتْي » 189
?  نُقآطِيْ » مجروح لكن محبوب is on a distinguished road
افتراضي امراة في دوامة


الملخص
تدور أحداث هذه الرواية في {هوستن}حيث يلتقي *إيلين برادي*
-تور المرأة المطلقة والتي لديها طفلتان ـ مع*رادرامزي*سليل عائلة *رامزي*المتعاظمة بنفسها لأسباب غير معلومة
تقع *إيلين*تحت سحر *راد*المعروف عنه أنه رجل يوقع النساء في حبائله,لكن لاتستمر أية علاقة عاطفية له معأي امرأة كثيرآوخصوصآ بعد فشله في تجربة زواجه الأولى .ما السروراء سلوك *راد*هذا؟
لماذا لايرغب في الزواج مرة أخرى؟
من ناحية أخرى ما السر الذي يربط*إيلين *و*تروي تيمون*الذي يكرهه *راد*من ناحية...في حين أن أخته *فانيسيا*تسعى إلى إيقاعه في حبها من ناحية أخرى؟؟



"الشخصيات الرئيسية " ايلين برادي : امراة مطلقة ولديها طفلتان . راد رامزي : المدير العام لشركة " رامزي وابنه " ومعروف عنه غرامياته الكثيرة .
" كولين " و " ميجين " و" تارا " و "شارون " : اخوات " ايلين " .
" سلاد " و "جاد " و " ريكي " و " فانيسيا ": يمثلون آل "رامزي " .
" كاري بت " و "كورتني " : طفلتا " ايلين " .

لم تتكدر " ايلين " لقد اكتشفت بفضل " راد " مشاعر جديدة ؛ لم تكن تعرفها على الرغم من انها كانت متزوجة حتى اصبحت أما .
لقد أصابتها تلك المشاعر الجديدة بالحيرة والاضطراب . لكنها لا تعرف سببها . ربما تدين بجزء من الحقيقة اليه .
-اسمع . زواجي كان عاديا لكنه يخلو مما تريده المراة . " شارلي "...أساء الي ...أساء الي كثيرا .
لم تتمكن من مواصلة حديثها . تخلى عن عناقه لها وقد شعر بالسخط حينما علم أن هناك رجلا قد عاملها بمنتهى القسوة والعنف .
تملكه الخوف في الحال . انهما يوشكان أن يبوحا بأدق أسرارهما لبعضهما البعض .
الرمال المتحركة ...لقد جذبته " إيلين " نحوها رغما عنه . لقد كاد أن يطمر جسده تحت الرمال . لقد كاد أن يفلت سره منه ...


تذمر " راد رامزي "
-أحتاج إلى قائمة الأشخاص .
كان أخوه الأصغر قد أخبره بزواجه ب"شارون برادي " .
-أخوات "برادي " يتشابهن جميعهن ، نفس الابتسامة حتى نفس الصوت ، هل من المفترض علينا جميعا أن نميزهن عن الأخريات ؟
كان "سلاد رامزي " ولدا خدوما ، فقد أخذ ورقة وسطر عليها أسماء أخوات "برادي " .
قال بلهجة قاطعة :
-لنبدأ بالاخت الكبرى "شارون " إنها لي يا "راد " .
-اتفقنا .
-ثم تاتي "كولين " و "ميجين " اللتان لاتزالان تذهبان إلى المدرسة .أما الثالثة "تارا " فتذهب إلى الجامعة . إنها فتاة طموح ولامعة .
قال "راد " وهو يضع علامة على الأسماء الأربعة :
-إنهن جميعهن شابات في نظري ، على أية حال لاتعني لي الفتيات اللامعات والطموحات أي شيء .
ألقى "سلاد " نظرة تسامح على أخيه .
-هناك اخيرا "إيلين " إنها أصغر سنة من "شارون " وأم لبنتين صغيرتين : "كاري بت " و "كورتني " .
تقلصت اصابع "راد " على قلمه. "إيلين " إنه يعرف من هي .
كان يهمس :
-أجملهن .
أجابه "سلاد " :
-"شارون " أيضا جميلة جدا . كلهن جميلات .
لم يعد "راد " يسمعه فقد كان مستغرقا في ذكرى "إيلين ".
في المرة الأولى التي قابلها فيها لم يستطع أن يتركها بعينيه .ومن وقتها تطارد صورتها خياله . كان هذا غير معتاد ومقلقا بالنسبة له .
تفرس "سلاد " اخاه بفضول .إنه ليس من النوعية التي تحلم وعيناه هائمتان .
قال "سلاد ":
-زوج "إيلين "ووالد الطفلين مات بعد طلاقهما .
ثم قال مصرا لما رأى "راد "يلتزم الصمت :
-حسنا ، وما رايك في "إيلين "؟
صاح "راد " الذي وطىء الأرض بقدميه .
-وكيف أفكر فيها ؟ إنني لا أفكر في اي شيء على الإطلاق .لاهي ولا اخواتها .أقدر جيدا أن ولدا طيبا مثلك يمكنه أن يترك نفسه للانجذاب نحو إحدى هذه البنات الساحرات . لكن أنا أبدا ؛
إنك لن تقابل رجلا أعزب أكثر قسوة مني . أنني أحب حريتي ، أنني أتحدث بجدية يا "سلاد " لن يقيدني أحد ، وأنني عازم على ذلك .
-إتحاول إقناع نفسك أم إقناعي يا "راد " ؟
ترك "راد " الغرفة بخطوات سريعة وهو يشعر بالغضب . تفحص "سلاد " قائمة الأسماء . كانت أسماء "كولين وتارا وميجين " مشطوبة ولكن أسم "إيلين " محاط بعدة دوائر .


لم تكن "إيلين برادي " في حاجة إلى قائمة لتحدد أعضاء أسرة "رامزي " .كان كل واحد منهم له شخصية فحتى لو أحست بفقدان الذاكرة فإنها لن تنساهم .
هناك أولا "كونتين "و "نولا " راعيا الأسرة .إن سلوكهما الواثق والعنيف أحيانا وصراحتهما الفظة لايمكن وصفهما .ثم ياتي "سلاد " الولد الساحر الذي يحب "شارون " .يأتي بعد ذلك "جاد " و "ريكي " وأختهما "فانيسيا " .إن الثلاثي الأخير مرعب جدا .كان "سلاد و جاد و فانيسيا " يعملون في شركة الأسرة "رامزي وابنه " التي يديرها "كونتين " . أما "ريكي " فقد أنهى دراساته في الجامعة .
هناك اخيرا الابن الاكبر "راد " اضطرم قلب "إيلين " . عندما أغمضت عينيها رأته أمامها والابتسامة الساخرة تعلو شفتيه وكانها شيء مألوف .إنه مرعب مثل الاخرين وربما أكثر .من أجل أسباب غير معروفة ل"إيلين" فإن "راد رامزي "قد سحرها بشخصيته .إنها لا تستطيع في ظل وجوده أن تتركه .عيناه وكل مايخصه يسجل في راسها . إنها تعرف عنه أيضا أنه المديرالعام لشركة "رامزي وابنه " وأنه معروف بغرأمياته الكثيرة وأنه قاس ووقح .باختصار إنه رجل يجب تجنبه بأي ثمن .
كانت "إيلين " تكرر هذه الأشياء لنفسها أكثر من مرة في اليوم الواحد ،وغالبا...


الفصل الأول

فكرت "إيلين برادي " في أن الولع ب"راد " أكثر شيء حمقا فعلته في حياتها على الرغم من أنها ارتكبت أخطاء كثيرة على مدى عمرها البالغ الثلاثة والعشرين عاما .أن تحب "راد رامزي " فهذا تخط لكل الحدود !
جالت بنظراتها بين المدعوين المجتمعين في الصالون الكبير لضيعة "رامزي " في "هوستون ".كانت عائلتا "برادي "و "رامزي " تحتفلان بميلاد أول طفل ل"سلاد وشارون " .
بعيدا عن ضجة الاحتفال كان "راد " يصب لنفسه كأسا ثالثة من الشراب .
تسألت "إيلين " عن سبب تناوله للشراب .
لم تترك "إيلين " بعينيها البنيان الجسماني القوي ل"راد " الذي تبرزه البذله الرمادية المدهشة التي يرتديها والمتناسقة مع لون عينيه .لأن لديه عينين مثيرتين لم ترلهما مثيلا . فقد كانتا عابستين وباردتين لكنهما تلمعان من الذكاء والجادبية .
كررت "إيلين " لنفسها "هذا الرجل خطير " كانت "إيلين " تعيد هذه الجملة على مسامعها كثيرا .إنه وسيم وغني وذو خبرة وواثق بجادبيته .الجميع يقول عنه :إنه "زير نساء " وعلى الرغم من هذا كانت "إيلين " مشدودة إليه .
تأوهت بداخلها لما دق قلبها وقد استسلمت لشغفها التائه .إنه لم يمنحها أي فكرة عن نفسها سوى أنها إحدى الأخوات الأربعة لزوجة "سلاد " الذي لزم عليه السماح لهن بحضور الاجتماعات الأسرية ز
طلب "كونتين " راعي الأسرة .
-لناخذ صورة أخرى للطفل الرضيع وكفلائه ."راد "..."إيلين " تعاليا بالقرب من النافذة . الحديقة ستكون خلفية رائعة .
اعترض "راد ":
-لقد اخذا يا والدي عشرات الصور في الحديقة .لماذا الكفلاء مرة اخرى ؟ صوروا الطفل محاطا بأعمامه الأخرين وخالاته ولاتنسوا الوالدين السعيدين .
ارتجفت "إيلين "من أين أتت نبرة الألم التي لمحتها في صوت "راد "؟
أجابه "كونتين ":
-كف عن الرثاء لنفسك .اليوم يوم عظيم نحتفل به بأميرتنا الصغيرة فلابد أن نلتقط صورا كثيرة .
أجابته قانيسيا رامزي بابتسامة ساخرة :
-"راد " متعجل الرحيل . لديه موعد ظريف مع ...من هي في هذا الشهر يا "راد " تينا جيمسون . سيندي لي كرونر .لورين ايفانز .؟
إنني متحيرة في أسماء مغامراتك العاطفية .
أضاف "جاد رامزي ":
-وهو أيضا .
قال "راد " :
-يمكنك التحدث :إنك لم تخرج أكثر من اسبوعين مع نفس الفتاة ...
انفجر "ريكي "و "فانيسيا " في الضحك .تبادلت "إيلين "وأخواتها نظرات الحيرة . هل هذا مجرد السخرية او أنه بداية شجار وفق القاعدة . منذ أربعة عشر شهرا تعرفن على آل "رامزي " واتيحت لهن الفرصة لمشاهدة الموقفين .
قالت "نولا رامزي " متذمرة :
-هذا ليس غريبا .يا إلهي !"راد " إنك بلغت الخامسة والثلاثين و "جاد " التاسعة والعشرين و "فانيسيا " الرابعة والعشرين . ستخرجون وسترقصون حتى أخر نفس .لقد أن الأوان لتتمتعوا بالاستقرار مثل أخيكم "سلاد " وتنجبوا مثله أيضا .
قالت "قانيسيا " متذمرة هي الأخرى :
-أرجوك يا"أمي " لاتعيدي هذا .لقد تحققت أمنيتك العزيزة وأصبحتي جدة . تمتعي بالطفلة ودعينا نحن !
صاح "كوتين رامزي ":
أمك لديها الحق !لقد آن الآوان -على أية حال -أن يتخلى "راد " و "جاد " عن فكرة العزوبة الغبية ويتزوجا .وهنا يوجد كل مايلزم .
أحست "إيلين " بمعدتها تتقلص بينما نظرات الاستحسان في عيني "كونتين " اللتين تتفرسانها .
ثم استطرد :
-أنني لااتحدث عن "ميجين " و "كولين " بالتأكيد . أنني أتحدث عن "إيلين " و "تارا " اللتين يعتبر عمرهما مناسبا .إنهما أيضا جميلتان مثل "شارون " .ربما تنجبان اطفالا بسرعة مثل أختهن .
اقتربت "إيلين "من أخواتها وقد اضطرم وجهها .
صاحت "تارا ":
لاأريد الزواج بهذا أوذاك .إنهما عجوزان جدا ؛ أتمنى الانتهاء أولا من دراساتي والالتحاق بعمل والسفر عبر العالم كله ...وربما أقرر بعد ذلك عدم الزواج مطلقا ؛
قال "راد ":
لاتعتمدي علي كثيرا .لقد حاولت قبل ذلك .الزواج لايناسبني .
هل انت من رايي يا "إيلين ".إنك عشت تجربة زواج مريرة .
اجتاح سيل من المشاعر المتناقضة "إيلين ":الخوف من ذكرى زواجها المؤلمة والسعادة لسماع "راد " ينطق باسمها.
سألته:
-هل كنت متزوجا ؟ لم أعلم ذلك .
علق "راد " على كلامها وهو يهز كتفيه :
-ارتباط يؤسف له حقا .لاجدوى من ان نتحدث عنه .
قالت أمه مفسرة الامر :
-تزوج "راد " حبيبة الجامعة بعد ان حصل على شهادته وانتهى كل شيء بعد مرور ثلاث سنوات .لاينبغي عليك ان تفكر في الامر يا ولدي وتتزوج .
أجابها "راد " مع ابتسامة بسيطة :
-منذ وقت طويل يا أمي لم أعد أفكرفيه ،إن الزواج -بالنسبة لي
-مثل طبق السمك تذوقته مرة ورايت أنني لاأحبه .
كررت "ميجين ":
-سمك ؛هل كانت زوجتك قبيحة إلى هذا الحد ؟
ابتسم "راد ".
-لا.إنها طريقة للتعبير عن إحساسي .لقد كانت جميلة جدا لكننا كنا نتناقش مثل القط والفأر .كان الأمر متعبا وقررنا أن ننفصل .
كانت قصة حب قديمة منذ أكثر من عشر سنوات .لنغير الموضوع .
استحسنت "إيلين "في قرارة نفسها هذا المبدء.كان زواجها ب"شارلي راي تيلر " خطأ فظيعا ولم تحتفظ منه إلابذكريات مؤلمة .
لكن نتج عنه شيئان صغيران مدهشان .اضاءت ابتسامة رقيقة وجه "إيلين " حينما رأت طفلتيها "كاري بت "و "كورتني " يدخلان الحجرة وهما تضحكان بشدة .
كان الجو العام مريحا وضحك الجميع لدى رؤية الطفلتين الصغيرتين تجريان نحو أمهما .
قالت "كاري بت ":
-مامي يوجد ثقب في جورب "كورتني ".كانت تريد أن تاكل الرمل وأنا قلت لها :لا.
كررت "كورتني ":
-لم أكل الرمل .
قال "راد ":
-شكرا على هذه النصيحة .سنعتني بها جميعا .
صححت "كاري بت ":
-أنا التي قلت :ممنوع أكل الرمل .
اعتذر "راد " قائلا :
-أوه ؛عفوا .نحن ندين إليك إذن بهذه النصيحة الغالية .
شكرا يا "كاري ".
أستطردت الطفلة :
-"كاري بت " واختي تدعى "كورتني "."كورتني "فقط .
اجابها "راد ":
ربما بالنسبة للجميع .أما بالنسبة لعمك العجوز فهي "كورتني أن " وانت "كاري "."كاري " فقط .
قهقهت "كاري بت ":
-إنك غريب مثل أبي !
منحها "راد " ابتسامة ...ابتسامة عطوف لم تعرفها "إيلين " عنه .
وفجاة لما احست "كورتني "أن أختها تستأثر باهتمام الجميع اندفعت نحو "راد " وتشبثت به .
قالت وهي تمط شفتيها :
-بين ذراعيك .
انفجر "راد " في الضحك . كانت ضحكة صادقة بعيدة عن مزاجه المعتاد .
قال وهو يرفعها بين ذراعيه :
-إنكما -أنتما الأثنتان -مهرجتان .متى ستتوقفان عن مناداة كل الرجال الذين تشاهدانهم ب"أبي ".
ثم اضاف وهو يشير الى والده :
-هل هو أيضا والد ؟
صححت "كاري بت "قوله :
-لا.إنه جد .
ضحك الجميع من كلامها.
تدخل المصور في الحديث .
-ياسيد "رامزي ".هل صورةللطفلة الرضيعة والكفيلين ؟
دفع "كونتين " "راد " و "إيلين "امام النافذة .
ثارت "كورتني "وهي تحيط ذراعيها بعنق "راد ".
-ليست الطفلة ولكن انا ؛
احتضن "راد "الطفلة الصغيرة .لسبب غير معلوم اختارته "كورتني" من بين جميع الحاضرين منذ أن راته أول مرة .بدات تعطيه بعض الأشياء وأصبح "راد " أثيرها الوحيد . حاول أن يبدو باردا وغير مبال لكن بلا جدوى .لقد تغلب عليه اصرار "كورتني" الرقيق وبدا "راد " يحب البنت الصغيرة واختها .
لم تعد لديه الرغبة في اخذ الطفلة الرضيعة بين ذراعيه .كان الوجه الصغير المتعب يشعل بداخله جرحا خافيا ففي كل مرة كان والداه يهنأن "سلاد " كانت تجتاحه رجفة برد شديدة.
قال "سلاد ":
-"كورتني " أرجوك ..اتركي العم "راد " ياخذالطفلة الرضيعة بين ذراعيه .
-لا!
اكدت "كاري بت " في هدوء .
-"كورتني " تحب الوالد "راد " كثيرا .
قال "راد " :
-أنه امر متبادل .
ثم اضاف بلهجة قاطعة لم يجرؤ والداه على معارضتها :
-التقط الصور التي تريدها لكني على أية حال ساحتفظ ب"كورتني " بين ذراعي !
التقطت عشرات الصور تحول الحوار الى الموضوع المفضل لدى آل "رامزي " العمل .
قال "كونتين ":
-على ما أظن عزيزتي "إيلين "أن لدينا موعدا في العاشرة من صباح الغد في مكتبي .
كان "كونتين " يتحدث بلا اكتراث مصطنع لم تنخدع "إيلين " به .لقد كانت تعرف تماما الأهمية التي يعلقها على هذا الموعد .
أجابته بأدب :
-نعم ياسيدي . سأتواجد هناك .
-نادني بالعم "كونت " فهذا سيسعدني .بعد ذلك إنك تذكريني بعمتي العزيزة والمأسوف عليها .العمة "أوجستا".اليس كذلك ؟
كظمت "إيلين " ابتسامتها ولاحظت أن "راد " لم يخف ابتسامته .إنه إيضا لابد من إنه يتذكر المقابلة الأولى العاصفة للعالتين .كان "كونتين " في هذا الوقت ساخطا .لقد أوصت عمته "أوجستا"إلى جارتها الشابة "شارون " بربع اسهمها في المركز التجاري الذي شيدته شركة "رامزي وابنه " .لما تضايقت "شارون " التي كانت تخرج مع "سلاد" في ذلك الوقت تنازلت عن اسهمها إلى "إيلين ".
ومنذ ذلك الوقت لم يكف "كونتين " عن مطاردة "إيلين " لكي يشتري منها الأسهم مرة اخرى .بعد مرور سنة من المعارك القضائية بخصوص المبلغ المدفوع سيتم التوقيع في اليوم التالي .إنها ستتسلم مبلغا كبيرا قررت أن تتقاسمه مع اخواتها .
سأل "كونتين ":
-هل تريد أن أرسل إليك سيارة ؟
أجابته دون أن تكف عن النظر إلى طفلتها الصغيرة النائمة بين ذراعي "راد " وقلبها منقبض :
-لا،شكرا ، سأستقل سيارتي .
هل هذا هو الذي قالت عنه اختها "فانيسيا "إنه يستحق أكثر من الشنق ؟
أجابها "كونتين ":
-هذا غباء ، المرور في "هوستون " فظيع "راد " سيمر عليك ليصطحبك .
اعترض "راد ":
-لقد قالت :إنها تريد ركوب عربتها .ثم إنها تعيش في "هوستون " منذ سنة وقد أعتادت الضجيج .
عانت "إيلين "المحاولات البغيضة التي يفتعلها "كونتين " ليقربها من "راد " الذي لا يتضايق في إبعادها بوحشية .
قالت :
-على أية حال فإنني أحتاج إلى سيارتي لكي أذهب بعد ذلك إلى مركز الإسعاف .
صاحت "فانيسيا ":
-مركز الإسعاف ؛ هذا كرم منك لكنك لست مضطرة للذهاب إلى هناك ، أرسلي شيكا إذن .
قالت "شارون" مفسرة :
-"إيلين " لديها مسؤوليات كثيرة في المركز من بينها عشاء عيد الشكر ، أكملت "إيلين " حديث اختها :
-ونحن لانجيد الطبخ .ضحك الجميع على كلام "جاد ".
أكدت "تارا " :
-على أية حال سأذهب أنا و"إيلين "و "كولين "و "ميجين " للمساعدة طوال اليوم .
تدخلت "نولأ " :
-بالتأكيد لاياعزيزتي ، إننا ننظم حفلة كبيرة كل سنة في يوم عيد الشكر ،إنني أعتمد عليكن حتما .
قالت "شارون ":
-يمكنك الاعتماد على "سلاد " والطفلة الرضيعة وأنا . لقد وعدت اخواتي بالذهاب إلى المركز .
سأل "راد "وهو يرمق "إيلين " بنظرة ساخطة :
-ومن سيعتني ب"كورتني "و"كاري بت " في ذلك اليوم ؟
جرحتها هذه الملاحظة .
قال "سلاد ":
-"إيلين " لم تهمل ابدأ طفلتيها . إنك تدين لها بالاعتذار !
-أعتدار ؟ لأنني أهتم براحة الطفلتين الصغيرتين ؟ إذا كانت "إيلين "و أخواتها يردن قضاء يوم عطلتهن فهذا شأنهن لكن هذا ليس بالمكان الذي تذهب إليه الطفلتان !
قالت "نولأ ":
-"راد " محق ياعزيزتي ، إتركي لنا الطفلتين الصغيرتين في هذا اليوم .
اقترح "ريكي ":
-سيرعاهن العم "راد ".
تعجبت "فانيسيا ":
-من الممتع أن نرى "راد " يلعب دور الأب طوال اليوم ! "شارون " امنعك من مساعدته حتى ولو في تغيير لفافات "كورتني ".
قال "جاد "مازحا :
-إنه سيعلمها استخدام الحمام .
قال "راد ":
-إنني سعيد أن الفكرة تسعدكم ، سأدعو صديقة للعناية بمشكلة اللفافات .
قالت "إيلين "ساخطة :
-لايهم هذا !يكنك الأحتفاظ بصديقاتك الصغيرات لنفسك سأصطحب طفلتي معي ويمكنك أن تتأكد أنهما لن يجلبا أية مشاكل .
قالت "نولأ ":
-لندع هذا ياعزيزتي ، "راد "لن يدعو أحدا ، لقد وعد بأن يعتني بالطفلتين وسيفعل .
أضاف "ريكي "مع همهمة :
-سنعتني بهما جميعا .
قال "كونتين " في النهاية :
-قد قيل ما إنتهينا منه .
انتهى هذا الموضوع وانتقل الجميع إلى الصديقة الصغيرة الأخيرة ل"ريكي ".
كان شعرها جافا ويزيد عمرها عنه بمقدار خمس سنوات .
عبر كل فرد من آل "رامزي "عن رأيه .
أحست "إيلين " بالتعب فجاة .
-حان وقت عودتنا .
قال "راد " دون أن يترك لها فرصة االاختيار .
-سأحمل "كورتني "إلى سيارتك .
كان لابد أن تتبعه ،ويد "كاري بت "الفاترة في يدها .


الفصل الثاني

قال "راد "حينما كان يجلس "كورتني " في مقعدها دون أن يوقضها :
-أراك غدا عند التوقيع .
-إن شاء الله .
كانت هذه هي المرة الأولى التي تتواجد بمفردها معه مما اصابها بالعصبية .
-لابد أن تأتي في الميعاد ، والدي قادر على إرسالك إلى عربة السجن .
ابتسمت "إيلين ".نظرت إلى حزام أمان "كاري بت " وأغلقت الباب وأدارت السيارة .
تخطاها "راد "،كان واقفا أمام باب السائق .
همس :
-أنا متاسف لما قد حدث بالداخل ،لم تكن لدي النية لمضايقتك لانني أعلم جيدا أنك لاتهملين طفلتيك .
توقف عن تكملة كلامه وهو دهش ،إنه لم يكن ينوي أيضا أن يمكث إلى جانبها أو يلقي بنفسه في دوامة الاعتذار ،استطرد بلهجة مستانسة .
-لكنني مازلت مصرا على أهمية وجود الأم بجانب أطفالها وخصوصا في يوم العيد !
-اسمع !منذ أن ولدت طفلتاي فإنني لم اتركهما يوما واحدا ،عندما أذهب إلى مركز الإسعاف تكون "كاري بت "في المدرسة و"كورتني "لدى أختي ،حصصي في الجامعة تبدا في المساء عندما تنامان .
قال مازحا :
-هذا صحيح ،سمعت من يقول :إنك تترددين على الجامعة ، إنني أسال نفسي عن السبب .
-إنني أخذ حصصا في تاريخ الأدب الإنجليزي من باب التذوق وربما لكي أعلمها فيما بعد في "سي ،إي ،أس ".
تعجب بدهشة :
-هذا مدهش حقا!بل إنه جدير باحد افراد آل "برادي "لكني لن أرثي لحالي !يمكنك في هذا الوقت أن تطمحي إلى وظيفة رئيس "رامزي وابنه ".
اتسعت عينا "إيلين ".
-يالها من فكرة !لاأعتقد أن طفلتي لن تعانيا كثيرا في ليلة عيد الشكر لانهما تناولتا العشاء بدوني مرة واحدة في السنة .رغبتي الوحيدة هي مساعدة الأشخاص المحتاجين مادام لدي الآن الوقت والمال ،لكنني لن أفعل شيئا يجعل طفلتي تتألمان .
قال "راد "في قرارة نفسه "إنها جميلة حقا ".
أن كل بنات "برادي " جميلات مع تكوينهن الجسماني وشعرهن الأشقر الناعم وعيونهن الكبيرة الداكنة ،أما لدى "إيلين "فإن كل قسماتها جميلة ،ذلك الجمال الطاغي الذي يبرزه فستان من الحرير .
كرر لنفسه "إنها ليست من نمط المرأة التي أفضلها"!
لكن الأمور معها قد تشتط بعيدا ، يوجد بينهما علاقات أسرية وغيرذلك !
لكنه لم يستطع أن يمنع نفسه من مداعبة خد "إيلين ".
همس وهو يسحب يده فجاة:أحست "إيلين "-وقد انتفض قلبها وجسدها -بدفء أصابع "راد "على خذها .
قال بجفاء :
-لننس هذا .
سالته :
-ماذا تقصد ؟
-لن أنوي أخذ ما تسرعين بمنحي إياه .
تورد خداها بشدة .
قالت متلعثمة :
-لاأفهم ماتقصد ه .
-"إيلين "لنكن صريحين مع بعضنا البعض ،أتفقنا ؟أعلم ما تحسين به نحوي .
كان هذا منذ سنة عندما حضرت العرض .
تلعثمت بخوف :
-إنك ...مخطىء.
-"إيلين "،إنني أعرف النساء جيدا وربما ذوق بعضهن .
تعلمت التعرف على الإشارات البسيطة التي تفصح عن مشاعر امرأة تجاه الرجل ،بدوت رزينة وماكرة لكن لم يفلت شيء من تحت نظري وقررت الاأهتم بذلك .
خفضت "إيلين "عينيها ،إنها لاتتذكر أنها شعرت بمثل هذا الخجل من قبل ،ماذا تقول ؟ماذا تفعل ؟لابد أن النساء اللامعات اللاتي عرفهن "راد " يعثرن -سريعا -على رد لاذع .
تنهد "راد ":
-إن ماحدثتك عنه وضايقك هو ما لم أنوه أبدا ،إنك جميلة جدا يا "إيلين ".علاوة على انك غنية !فلديك مجموعة من المواهب !إنك ...
صاحت "إيلين "لمضايقة نبرة "راد "لها :
-لستمضطرا لأن تغرقني بمجاملاتك !إذا أردت أن تنصرف الآن يمكنني ركوب سيارتي وأنصرف .
دهش "راد "دون أنيتحرك سنتيمترا واحدا .
-كيف ؟إنها المرة الأولى التي أراك فيها غاضبة ،إنك-في العادة
-هادئة جدا !
-ربما لا أكون سريعة الغضب مثل آل "رامزي "لكنني اطمئنك بأنني أحس ،مثل كل الناس !
-حقيقة ؟
لما لمعت عيناها واحمر خداها من الغضب ازدادت جمالا عن ذي قبل ،كان "راد "طوال سنة مضت -يقاوم هاتين العينين الرقيقتين وحاول أن يعامل "إيلين "بنفس الرقة المتحفضة التي يعامل بها "برادي "الأخريات عدا الأطفال -بالتأكيد -الذين لايمكنه منع نفسه من التسامح معهم وهذا ما عقد الأمور .
مرت سنة حتى وصل إلى هذا الموقف ،إنهما بمفردهما وجها لوجه وهذا من جراء خطئه .
لابد أن يعترف أن "إيلين "أثرت فيه منذ مقابلتهما الأولى ، بالإظافة إلى مقابلتهما اليوم ،لقد تلاشى هدوء "إيلين "الذي ساعد "راد "على كبت مشاعره وبدت المرأة في عينيه فجاة رقيقة وجدابة .
اقتربت "إيلين "من السيارة ومدت يدها لتفتح الباب ،لم يبتعد "راد "امسكها من ذراعيها .
همس بصوت أجش :
هل ملاك الجمال هذا يشعر بنفس الأحاسيس مثل كل الناس ،أريد أن أرى هذا .
خافت "إيلين "لما رأت شفتي "راد "تقتربان من شفتيها ،احست بموجة الحب تجتاحها ،لقد كانت تحلم بمثل هذه اللحظة منذ سنة مضت ...
جذبها نحوه ،أحست بضعفها بين يديه القويتين ،اجتاحتها الذكريات المؤلمة لأنها كانت تعرف كيف يمكن أن يبدو الرجل فظا.
تذمرت حينما كانت شفتاهما أن يتلامسا :
-لا.
تخلى "راد "الساخط عن عناقه في الحال ،تراجعت "إيلين "خطوة إلى الوراء ،دق قلبها وكان فمها جافا ،المرة الأخيرة التي أخذها فيها رجل بين ذراعيه ..لكنها حبست تصاعد الذكريات .
لقد جعلها عنف "شارلي راي "تكره كل الرجال إلى الأبد ،لقد أتعبها هذا الأكتشاف جدا .
قال "راد "بدهشة :
-هل تخافين مني ؟
همست "إيلين "وهي تتراجع من جديد :
-يجدر بي أن أعود ،الطفلتان ..
القى "راد "نظرة بداخل السيارة .
-إنهما بخير "كورتني "نائمة دائما و"كاري "تلعب مع دميتها ،هل ستفسرين لي ماحدث أو أنه لابد علي أن أخمن ؟
تلعثمت "إيلين ":
-لايوجد مايستوجب التفسير .
عزمت في قرارة نفسها بأنه لايوجد ما يستوجب التفسير سواء له او لأي شخص آخر ،إن "شارون "بمفردها هي المطلعة على الموضوع وهذا يكفي .
سأل "راد "بنبرة ساخرة جعلتها تتمالك نفسها .
-سنة كاملة من الخيال ثم تتراجعين في آخر لحظة ؟
عقدت ذراعيها على صدرها وأرغمت نفسها على احتمال نظرات "راد ".
-حسنا ،هل يكنني الرحيل الآن او أنك مازلت ترغب في مواصلة ضحكك على حسابي ؟
-تعرفين جيدا أن الضايقة هي الرياضة المفضلة لدى آل "رامزي ".
-لاحظت ذلك ،تقضون وقتكم في مضايقة بعضكم البعض عدا "سلاد "إنني أتساءل كيف استطاع شاب لطيف العيش في مثل هذه الأسرة ؟
-لقد تغلبت عليه الأخلاق مؤخرا،تزوج الشاب اللطيف ببنت لطيفة منحدرة من أسرة لطيفة ونجح هذا الثنائي فيما فشل فيه آل "رامزي "السابقون ؛لقد انجبا طفلة صغيرة ؛حسنا لكن ليس هذا مانتحدث عنه .
-تحدثنا عن خوفي وموقفي الساخر ،هذا ماقلته ،هل أنت مسرور ؟أرغب الآن في العودة ،أنتم يا آل "رامزي "قادرون على إطلاق سهامكم في غضون ساعات وليس أنا .
-هذاصحيح ،آل "برادي "ضحايا يرثى لهن مع عيونهن الكبيرة والبريئة ،هذا ليس بغريب علينا ..هل لاحظت أن أسرتي تعاملك بنفس العطف الباهت الذي تعامل به أمي الكلاب الضالة التي تعثر عليها ؟
لم تستطع "إيلين "أن تمنع نفسها من الضحك .
سألها بلهجة بدت غير مكترثة :
-هل ستحكي لصديقك الصغير عن المقدمات التي فعلتها معك ؟
-صديقي الصغير ؟
-"تروي تيمون "ابن محاميتك ،وفقا لكلام "فانيسيا "فإنكما تخرجان معا في أغلب الأحيان .
-نحن صديقان ،هذا كل مافي الأمر .
-هل قفزت إلى السقف عندما حاول تقبيلك او أنه لايوجد غيري أثر فيك هذا الأثر .
أدارات "إيلين "عينيها ،إنها لاترغب في الحديث عن "تروي تيمون "مع احد افراد آل "رامزي ".أن آل"رامزي "لايحبون "سيسي تيمون "محامية"إيلين "علاوة على أنهم يعرفون إلى أي نوع من الرجال ينتمي أبنها ...
قالت :
-هذه المحادثة تتعبني إلى القاء يا"راد "إلى اللقاء غدا عند التوقيع .
-أتريدين أن امر عليك لآخذك ؟
-أعتقدت أن هذا ضايقك .
-قلت هذا لأمزح معك .
-هذا صحيح ،إنكم يا آل "رامزي "مازحون !
-كيف ؟ملاك الرقة الذي يسخر ؟لابد أنني أخطأت.
صاح صوت :
-"إيلين "
استدارت "إيلين "و "راد "في نفس الوقت ،وصلت "كولين "و "ميجين "و "تارا "وهن يجرين .
سألت "ميجين ":
-هل يمكننا العودة معك ؟
بالتأكيد لكني اعتقدت أنه لابد أن تبقين حتى العشاء .
قالت "كولين "بتكشيرة :
-"ريكي "دعا أصدقاءه وفضلنا العودة .
سأل "راد ":
-لماذا ؟أنني متاكد أنهم طلبوا منكن البقاء .
قالت "تارا ":
-لقد حدث بالفعل ،لكننا فضلنا العودة .
استطردت "ميجين ":
-نحن مثل اللعبة القديمة في نظر "ريكي "إنه محق ،كنا سنفسد متعتهم وهذا هو ماقاله بالفعل .
تعجب "راد ".
-قال هذا ؟لابد أن أحدثه .
تدخلت "إيلين ":
-ليس مهما ،"ريكي "لديه الحق في دعوة اصدقائه .
قال "راد ":
-إنني اتساءل عما سيفعلونه .
أجابته "إيلين ":
-اللهو مع بعضهم بعضا ،حسنا ،لنعد الآن .
جلست اخواتها في السيارة حيث استقبلتهن "كاري بت "بفرحة .
"دعهن يذهبن "،هكذا حدث "راد "نفسه برغم أنه يرغب في توصيلهن إلى المنزل ويطلب من أخيه الاعتذار لهن ..ثم ماذا ؟كل هذا ليجد نفسه بمفرده مرة آخرى مع "إيلين "؟
رأها وهي تلقي بنفسها على مقعد السائق .
كانت آل "برادي "مثل الرمل المتحرك ،يجس الإنسان بحرص ثم يجد نفسه مبتلعا حتى عنقه ،لكن "سلاد "كان لديه الخبرة بهن .
لقد أرسلهالوالد إلى "فرجينيا "ليخدع آل "برادي "لكن بدلا من أن ينتزع منهن أسهمهن في المركز التجاري عاد إلى "هوستون "مع كل العائلة ثم تزوج واحدة منهن ولابد الآن أن يدفع آل "رامزي "ثمنا باهظا لما كانوا يمتلكونه قبل ذلك !
أما "راد "فإنه لن يتزوج أبدا .
خفضت "إيلين "زجاج السيارة .
قالت :
-سأستقل سيارتي غدا .
هز رأسه وابتعد دون أن يستدير .
كان مركز الاغاثة عبارة عن مستودع قديم مقسم إلى حجرات حيث يتجمع ما يقرب من ثلاثين أسرة معوقة ،إن "تروي "الذي يعمل هناك بشكل تطوعي كان قد حدث "إيلين "عن هذا المركز ومن ثم فقد أرادت أن تقدم مساعداتها .
لقد كانت "إيلين "فقيرة هي الاخرى حتى وصية العمة"أوجستا "واغتنى آل "برادي "بين يوم وليلة وأصبح لديهم من سنة فقط مكان يعيشون فيه ،إن أسر مركز الاعاثة تعاني الفقر ولم تنعم بالحظ الذي سنح لآل"برادي ".
لقد فقد الفقراء الجدد كما تسميهم وسائل الاعلام كل شيء في أثناء ركود أزمة البترول ،لقد فقدوا العمل والمنزل والحرية والمودة والآن يتكدسون في هذه الحجرات ،ارتجفت "إيلين "لما كانت تفكر في هذا .
بعد سهرة عيد الشكر عادت "إيلين "واخواتها من المركز في هدوء .
لقد كان يتوافر -لحسن الحظ -طعام كثير ،أضاف آل "برادي "إلى ذلك البالونات والمثلجات والحلوى التي تم تقديمها إلى اثنين وستين طفلا بالمركز .
كانت "إيلين "أول من كسر حاجز الصمت :
-لابد أن نفكر في عشاء رأس السنة من الآن .
قالت "كولين ":
-لنقم حفلا للاطفال ونحضر مجموعة كبيرة من اللعب ؛
أضافت "تارا ":
لنعد أيضا هدايا للبالغين ،الأمر محزن جدا إذا كان عيد رأس السنة بدون هدايا حتى بالنسبة لشخص بالغ ،تذكري يا "إيلين ".
أومات "إيلين "براسها ثم ابتسمت :
-هل نسيتن أننا أصبحنا أغنياء بالقدر الكافي حتى نشتري الهدايا على حسابنا ؟هذا مدهش !سأخبر "شارون "بهذا فورا .
قالت "تارا ":
-لقد عادوا بالتأكيد من عشاء آل "رامزي "،إنني اتساءل عن الطريقة التي تتصرف بها "كاري بت "و "كورتني "وهما على مائدة الطعام .
صاحت "ميجين ":
-آمل أن تقلب "كورتني "طبق الحساء على فستان "فانيسيا ".
سألت "كولين ":
-أتعتقدين أن "راد "أعتنى حقيقة بالطفلتين طوال اليوم ؟
أجابتها "تارا ":
-بالتأكيد لا،لابد أنه و"جاد "مهتمان بصديقاتهما .
قالت "ميجين ":
-لاتنسي أنك تتحدثين عن خطيبك وخطيب "إيلين "،على الأقل بالنسبة إلى السيد "رامزي ".
تعجبت "تارا ":
-يا إلهي !إنني أفضل الجلاد على ابن من آل "رامزي "لقد تزوجت "شارون "الشخص الوحيد الرقيق بينهم .
التزمت "إيلين "الصمت ،كانت اخواتها يجهلن مشاعرها نحو "راد "ولم تشأ أن تخبرهن بها ،إنهن لن يفهمن على الرغم من رقتهن .
ينبغي ألايعرف أحد أنها تفكر فيه ليل ونهار وتحلم بالقبلة التي رفضتها .
كان واضحا أنه لايهتم بها .
سألت "كولين ":
-ماهذه السيارة الواقفة أمام منزلك؟
قالت "تارا ":
-إنها "أستون مارتين لاجوندا"إنها أغلى سيارة في المدينة بعد سيارة "بنتلي ".
قالت "ميجين ":
-"راد "لديه سيارة "أستون مارتين لاجوندا ".
أحست "إيلين "بازدياد نبضات قلبها ،تبعتها أخواتها إلى المنزل والدهشة تعتريهن .
صاح صوت قوي :
-هل ستلهو أم لا؟
أجاب صوت "راد ":
-لا،في الحقيقة يا عزيزي "جريون ".
أسرع بنات آل "برادي "إلى الصالون ،جلس "راد "على الاريكة وكان مرتديا "بنطلون جينز ازرق وبلوفر"أسود ولوح بدمية غريبة تدير عينيها .
قال وهو جالس :
-أقدم اليكن "جريون"،هدية جدي "رامزي "ل"كاري"،دمية كهربائية لاتكف عن مطالبتي بإذا كنا سنلهوا أم لا "كورتني "أن كانت مدللة جدا وتلقت هدية عبارة عن دب يتكلم بنفس حيوية مذيع التلفزيون .
سألته "إيلين ":
-ماذا تفعل هنا ؟
لاحظ "راد "صوتها اللاهث ،تفرسها بدهشة .
أجابها:
-اؤدي دور مربي الأطفال ،اليس هذا ماطلبتموه مني ؟أعدت الطفلتين منذ ساعة ونامتا من فرط تعبهما بمجرد أن وضعتهما على السرير .
-هل أنت الذي وضعتهما على السرير ؟
-لم يكن هذا صعبا ،لقد ساعدتني "كاري "كثيرا حيث دلتني على مكان الاشياء واقنعت "كوتني "بالنوم على السرير بعد ترتيبه .
تساءلت "ميجين ":
-ماذافعلت مع صديقتك الصغيرة حينما كنت تعتني بالطفلتين ؟
-تركتها ل"جاد "،يا للمسكينة ؛أحسست بالألم يعتصر قلبها وهي تسمعهما تناديني ب"أبي ".
قالت "تارا ":
-أتقصد أنك أعتنيت بالطفلتين طوال اليوم ؟إنني نادمة على أنني لم أر هذا .
أجاب "راد "وهو ينهض من على الأريكة :
-وأنا أيضا ،يبدوأنني كنت مدهشا ؛
خطأعدة خطوات نحو "إيلين "وتفحصها من قدميها حتى شعر رأسها .
سألها :
-وكيف تشعر وزيرة الرحمة بعد هذا اليوم المليء بالأعمال الحسنة .


الفصل الثالث

احست "إيلين "بأن جسدها يضطرم تحت نظرات "راد " الملحة .
تراجعت خطوة إلى الوراء .
أجابته :
-العشاء كان جيدا ،شكرا ،كما أننا كنا نجهز مشروعاتنا لعيد ميلاد رأس السنة .
-خططن كما تشأن ياعزيزتي لكنكن ستقضين ليلة رأس السنة مع الأسرة ،إن مكان الأم بجانب طفلتيها ،هذا قانون آل "رامزي ".
تقدم "راد "خطوة اخرى مختصرا المسافة التي أرادت "إيلين "إيجادها بينهما ، اشتمت رائحة الديك الرومي وفطيرة القرع ،غيرت هذه الرائحة من رائحة العطورالفواحة التي تستخدمها صديقاته والتي لا تحتاجها "إيلين "لإبراز جمالها .
أدرك في الحال أنه ارتكب خطأ جسيما بأنه ثمل لرويتها بعد مرور خمسة عشر يوما من الحرمان ،حاول في البداية أن يستبدل بها امرأة أخرى حتى لا يفكر فيها ،لكن لم تكن هناك أي امرأة يمكن مقارنتها بها ،ثم عكف على عمله لكن لم يجد هذا كله .
لما كانت مضطربة بسبب قرب "راد " فقد فقدت "إيلين "خيط الحوار تماما ، لكن لابد أن تقول شيئا !أن وجود اخواتها جعل هذه المقابلة الصامتة مثيرة للضيق .
سألت بصوت مخنوق :
-أتريد قدحا من القهوة ؟
أجابها "راد "بابتسامة :
-هذا يعتمد على توقيت تقديمه ،هل تنوين تقديمه قبل رحيل أخواتك أو بعد ذلك ؟
لقد فهم أن العرض ليس إلا ذريعة تتذرع بها .
قالت في نفسها "لابد حتما أن التزم بالهدوء "،أحست "إيلين "في نفس اللحظة بيد "راد "على خصرها ،أصبحت نظراته قاتمة وبدا أنه يريد احتجازها .
قال بصوت ابح :
-كان يمكنك أن ترتدي شيئا عمليا يتناسب مع يوم الطبخ في كوخ مدخن .
يا إلهي !كم كانت جميلة في هذا "الانسامبل "الأخضر !يحفظ وشاح من نفس اللون شعرها المنسدل إلى الوراء .
قال مصرا وهو يحاول تخيلها مرتدية فستانا لا شكل له :
-لماذا لم ترتدي "فستانا "أقل جمالا ؟
ولكن هيهات ، مهما كان لون الفستان فإنها ستبدو جميلة !
قالت "إيلين ":
-نرتدي مناشف على فساتيننا،لكنني أرتديت هكذا لأنني سأذهب لتناول العشاء بمنزلكم .
تذخلت "تارا ":
-هذا يظهر للناس أننا نحترمهم .
أخذت عينا "راد "تنتقلان بينهن من واحدة إلى أخرى .
علق "راد "على ذلك قائلا :
-فكرة جيدة لا يوجد غير آل "برادي "يتمتعن بهذه الرقة .
قالت "إيلين ":
-نحن ندرك معنى أن تكون فقيرا وتشكو وقاحة بعض المحسنين .
اتخذنا عهدا على أنفسنا بألا نقلدهم ،هز "راد "رأسه دون أن يعرف ماذا يقول ،لقد حيرته صراحة آل "برادي "يبدو أنهن لا يخشين تذكر ذكرياتهن المؤلمة ،أنهن يتحدثن عنها بهدوء ودون الإحساس بأي حزن .
إنه هو نفسه لا يتصرف هكذا ،أن القصة المفزعة التي دمرت زواجه وغيرت حياته وسعى إلى محوها ...
قالت "تارا ":
-"إيلين "أحب أن أبقى معك في هذه الليلة ،لم أرك كثيرا منذ عودتي من الجامعة ..إتفقنا ؟
فكر"راد "في أنها قالت ذلك عن عمد ،لقد فهمت الموقف ،سيسعد كثيرا لدى سماعه "إيلين "تنصح أختها بالانصراف .
قالت "إيلين "التي لم تكذب كثيرا :
-على الرحب والسعة .
حبس "راد "تنهيذة الإحساس بالإخفاق ثم استمع إلى صوت العقل .
أن هذا أفضل بالنسبة ل"إيلين "وبالنسبة له أيضا ،إنها ليست من نوعية النساء اللاتي يكتفين بمغامرة عاطفية عابرة فهذا كل ما يمكنه أن يعرضه عليها .
قالت "ميجين ":
-سأعد شوكولاته سأخنة ،أتريد منها يا "راد "؟لدينا بسكويت أيضا .
تعجل بالرد وهو يتجه نحو الباب :
-لا،شكرا .
قال صوت ساخر بداخل رأسه :ياعزيزي "رامزي "،لقد قلت لك إنت حليف غير جيد .
لكي يفرض الصمت على هذا الصوت استدار "راد "نحو "إيلين ".
سألها:
-هل ستصطحبينني حتى سيارتي ؟
ارتعدت"إيلين "فقد كان الاقتراح صريحا ،عندما سيصبحان بمفردهما في الظلام فإنه سيقبلها ،أليس هذا ما ترغبه ؟لقد كانت دائما مندفعة لم تستطع أن تمنع نفسها من الموافقة .
قالت ل"تارا "دون أن تجرؤ على النظر إليها :
-أمامي دقيقة ،أعدي لي قدحا من الشكولاتة .
فكر "راد "وهو يمد يده إليها إنها وسيلة مثل أي وسيلة أخرى للانفراد بها .-هل تطفل أخواتك الصغار سيرعانا من النافذة ؟
-أه..لا أعتقد ،لكن ...
-صحيح إنهن ذهبن إلى عمل الشكولاتة في المطبخ !هل يغنين في نفس الوقت ؟
همست :
-لاتسخر منا أرجوك .
قال "راد "في قرارة نفسه ،"اذا كانت تحتد فقط وتقول له ،اذهب إلى الجحيم فإنه لن يستمر في مضايقتها ".
كانت هاتان العينان البريئتان والوجه العابس لكن الجميل تفيده بالتأكيد أكثر من أي رد مؤلم .
قال :
-عفوا ،لكنك هدف سهل المنال وجذاب جدا ...هذا أقوى مني .
-نحن مختلفان .
-هذا أقل ما يمكننا قوله .
وصلا إلى سيارته الرشيقة ،أستند "راد "إلى هيكل السيارة وجذب "إيلين "نحوه وأحاطها بين يديه بقوة .
قال :
-لا تتظا هري بألصدمة ،كنت تعرفين تماما ما ستفعلينه لدى مصاحبتي إلى هنا .
قالت بصعوبة :
-يالك من شخص فظ !
-لست فظا ،إنني صريح ،لم أكن هكذا قط ،لكن معك أشعر بأني صريح ،أمرني ضميري بهذا .
توترت "إيلين "بين يديه .
-اهدئي ياقلبي ،إنها ليست إلاالبداية ،والآن كرري ما أقوله بعدي :لم أكن اعرف أن لديك ضميرا يا "راد ".
كانت نبرة صوته ثاقبة وهو يخفض رموش عينيه مثل المرأة التي تمثل أدوار الإغراء في السينما .
انفجرت "إيلين"في الضحك واسترخت بين ذراعيه .
همس قائلا :
-هل تعرفين أنك مدهشة جدا ؟
أحست "إيلين "بحواسها تستيقظ واحدة بعد الأخرى ،إن الطريقة التي يمسكها بها بين ذراعيه وكلامه كان أكثر مما يلزم لفك السلاسل التي احتفضت بها سجينة فترة طويلة ،إنها امرأة شابة ورقيقة .
-يمكنني أن أكون دميمة إذا فضلت هذا ،هل تريد رأس قرد ؟
انظر!
قال وهو يلاحظها :
-هذا ظريف جدا ،إنك تشبهين "كاري "و "كورتني "وهما يكشران .
-أمل الايكونا قد قلدا القرد في تلك الليلة .
-لقد فعلا هذا في الحقيقة ،أنا الذي طلبت منهما ذلك ،ونتيجة لذلك حاولت "كورتني "أن تبتلع موزة كاملة في فمها .
صاحت"إيلين "وهي خائفة :
أوه ،لا،أمام كل الناس ؟
-لم يلمها أحد ،أنا الذي ألقي اللوم عليه لأنني دفعتها إلى فعل هذه الحماقات ،لكن العشاء في ليلة عيد الشكر لم يكن مملا وذلك بفضل الطفلتين !
-شكرا على أية حال لعنايتك بالطفلتين ،غفرت لك قصة القرد والموزة .
صاح "راد ":
-مزاح ؟منذ متى والقديسات يمزحن ؟
-لست قديسة .
لا،أثبتي لي إذن من أي البنات القبيحات أنت .
أظهرت نظراته روح التحدي التي تتجمل بها .
-لم أعد بنتا ،إنني سيدة يا "راد ".
-أثبتي لي هذا ؛
قالت متذمرة عندما بدأ يقبل عنقها :
-"راد "،أرجوك ...
همس بصوت أجش :
-إنك تجعلينني مجنونا .
قالت وهي قريبة منه :
-لا أعلم ماحدث لي .
اكتشفت وهي بين ذراعي "راد "أنوثتها ،إنه لدى "راد "يختلط الحابل بالنابل ؛الرغبة والخوف والألم .
أجابها بصراحته المعهودة :
-غاية ما الأمر أنك حصلت أخيرا على ما كنت ترغبينه .
-أليس هذا خطرا ؟
-بلى ،خطرا جدا .
أمسك يدها وحملها إلى شفتيه ثم قبلها مما جعلها ترتعد من أخمصي قدميها حتى رأسها ،إنها في خطر حقيقي .
همست "إيلين ":
-لم أشعر بمثل هذا الإحساس من قبل .
سعى "راد "إلى أن يمزح :
-ارأيت ياعزيزتي ،لا تنسي أن لديك طفلتين .
لم تتكدر "إيلين "لقد اكتشفت بفضل "راد "مشاعر جديدة لم تكن تعرفها ،على الرغم من أنها كانت متزوجة حتى أصبحت أما ،لقد أصابتها تلك المشاعر الجديدة بالحيرة والاضطراب ،لكنها لا تعرف سببها .
ربما تدين بجزء من الحقيقة إليه .
-أسمع ،زواجي كان عاديا ولكنه يخلو مما تريده المرأة ،شارلي ...أساء إلي ...أساء إلي كثيرا .
لم تتمكن من مواصلة حديثها ،تخلى عن عناقه لها وقد شعر بالسخط حينما بأن هناك رجلا قد عاملها بمنتهى القسوة والعنف .
تملك الخوف منه في الحال ،إنهما يوشكان أن يبوحا بأدق أسرارهما لبعضهما البعض .
الرمال المتحركة ..لقد جذبته "إيلين "نحوها رغما عنه ،لقد كاد أن يطمر جسده تحت الرمال المتحركة ..كاد أن يفلت سره منه .
نظر "راد "في عينيها مباشرة :
-هل كنت متزوجة حقا ؟وصلت إلى "هوستون "مع طفلتين وأصبحت أرملة ،لم تتحدثي أبدا عن زوجك ،وكذلك أخواتك ،إنك تحملين نفس لقب الأسرة الذي تحمله أخواتك ،باختصار لقد سألت نفسي في أغلب الأحيان عما إذا كان هذا الزواج الوهمي قد تم في الحقيقة .
خلافا إلى ما كان يأمله لم تستشط "إيلين "غضبا .
أجابته :
-أعلم أنك طرحت هذا السؤال على نفسك ،لكن لم أحب أنا أو أخواتي التحدث عن "شارلي راي تيلر "عندما تزوجته كنت قد اجتزت المرحلة الثانوية وكان عمري وقتئذ ثمانية عشر عاما بالضبط .
توسلت "شارون "إلي بالاأتزوجه لانه جرحها ذات يوم ،كانت أمي قد ماتت قبلها بعدة شهور وأحسسنا جميعا بالضياع ،كان والدنا قد تركنا ونحن في مرحلة الطفولة .
توقفت عن مواصلة حديثها وأخذت نفسا عميقا ثم استطردت :
-رفضت الإنصات إلى "شارون "كان "شارلي راي "طالبا بالجامعة .
كان أول يلتفت إلي ،لم نكن -أنا وأخواتي -ننجح في جذب الشبان ،لم تكن لدينا الموارد لكي نرتدي ملابس تتلاءم مع الموضة السائدة ولم نكن نخرج أبدا .
تذمر "راد ":
-يالهم من حمقى !بنت جميلة مثلك ليست في حاجة إلى أن نساير الموضة .
شعر بالحيرة لما رأى ابتسامة "إيلين "وابتعد عنها بهدوء .
-إذا كنت قد فهمت فإنك كنت صبية عندما تزوجت هذا ال"شارلي ".
-علمت من أول ليلة لزفافنا مدى الخطا الجسيم الذي ارتكبته .
اكتشفت حينئذاك وحشيته وساديته ،أدركت السبب الذي دفع أسرته إلى إهماله وعدم رغبتها في سماع أي شيء عنه ،هذا المجنون العنيف أفزعني حتى الموت ..توسلت "شارون "إلي بأن اتركه لكنني كنت قد اصبحت حاملا ،بقيت معتقده أن هذا أفضل وضع للمولود ؟
-"كاري بت ".
-نعم ،لقد زادت الأمور سوءا بعد ذلك ،ترك "شارلي "دراسته ولم يعد يعمل إلا من وقت لآخر ،كان يشرب ،ضربني ،لم أستطع أن أصدق أن هذا حدث لي ،لي أنا ،بدا لي أنني أعيش في كابوس لا ينتهي ،علمت متى بدا لكنني لا أعلم متى سينهي و إلام ينتهي مصيره ،ظللت أعيش مع "شارلي "حتى جاء اليوم الذي حاول فيه ضرب "كاري بت "تمكنت من منعه ولكنه كان في حالة يرثى لها ،فقد كان في أوج ثورة غضبه حتى إنه كسر ذراعي ،لجأت إلى أخواتي في هذا اليوم وبدأت في إتمام إجراءات الطلاق .
لما كان دهشا من هذه القصة المؤلمة لم يستطع "راد "أن يمنع نفسه من أخذ المرأة بين ذراعيه .
قال وهو يداعب شعرها :
-هناك شيء واحد لم أفهمه : "كورتني "؟كيف بحق السماء أنجاب طفلة أخرى من هذا البائس ؟
توترت "إيلين ":
-هذا ما لم أقله إلا ل"شارون "،لاينبغي أن تعلم طفلتاي أو اخواتي بالحقيقة ،لكنني أعتقد أنه يمكنني الثقة بك فإنك لن تفعل أي شيء قد يجرح طفلتي ،كما أنني أريد أن أخبرك بكل شيء .
لم تعلم "إيلين "لماذا يهتم بمسألة إنجاب ابنتها "كورتني "لكنها على أية حال قررت أن تحكي له كل الحقيقة ،لكن لماذا ؟هل شعرت بالارتياح نحوه حينما أخذها بين ذراعيه .
قال "راد "لنفسه :انتبه !لم يعد هناك أي شيء خطير .
كان "راد "لا يعلم ما الذي دفعه إلى سؤالها عن ابنتها "كورتني "كيف أنجبتها بعد شروعها في إتمام إجراءات الطلاق من هذا المخبول ،لكنه -الآن -لا يريد أن يعرف ما حدث .
قال :
-اسمعي ...
-كلا ،استمع انت إلي :لقد تم الطلاق بيننا لكنه لم يرد أن يتركنا ننعم بحياتنا في هدوء .
كان يسعى دائما إلى أن يشعرنا بالخوف والرعب ،كان يركب دراجة بخارية ويحوم بها حول المنزل ويهددنا .
كان يلقي بالأحجار على النوافد واستل سلاحا وأطلق الرصاص في الهواء .
أستدعت عمتك "أوجستا "الشرطة أكثر من مرة ،تم اعتقاله لكنه عاد بعدها بفترة وجيزة .
عندما كنت عائدة ذات يوم من موقف الأتوبيس أنقض علي وأنتزع "كاري بت "من بين ذراعي وتركها فجاة وسط الطريق واقتادني إلى بعيد .
ترقرقت الدموع في عينيها .
قال "راد ":
-"إيلين "،لست مضطرة إلى أن تحكي لي كل هذا ،هناك أشياء يفضل نسيانها .
-أعلم ،ولن أتكلم عن هذا بعد ذلك ابدأ ،لكنني أردت أن تعرف أنني لم أكن راضية .
-الخسيس ؛لقد اغتصبك بقوة وأصبحت حاملا في "كورتني ".
-فكرت في البداية أن ..أن أجهض نفسي ،ثم مات "شارلي "في حادث دراجة بخارية .
رفعت رأسها وابتسمت بحزن .
-أحسست بعدها بسكينة شديدة ،لقد اخيرا وإلى الأبد ،عرفت أنني لست ملاكا ولا شيطانا .
-وقررت الاحتفاظ بالمولود .
-فهمت أن المولود لا ذنب له سواء كان "شارلي "وحشا أو غير ذلك .
قررت الفصل بين الاغتصاب والمولود وتمكنت من ذلك بالفعل ، لقد أحببت "كورتني "ولم يسبب لي هذا أي مشكلة على الإطلاق ،كنت قد أصبحت مطلقة لدى ميلادها ومن ثم فقد حملت لقب "برادي "وبعدها غيرت لقب "كاري بت ".
-ومن هنا أصبح آل "برادي "شديدي الشبه .
-هذا ما يقوله الجميع .
-وعندما حاولت تقبيلك منذ أسبوعين ؟
-كانت هذه المرة الأولى التي يحاول فيها رجل أن يأخذني بين ذراعيه ..منذ يوم الاغتصاب ،كنت خائفة جدا يا"راد ".
-و الآن أكثر على أية حال .
وضع يديه على كتفي "إيلين "وأبعدها عنه .
-لابد من التوقف هنا يا "إيلين "،إذا دفعنا أنفسنا إلى مابعد ذلك فقد يحدث ما لا تحمد عقباه وهذا ينبغي ألايحدث على الإطلاق .
لست نمط الرجل الذي يلزمك ، الأمان والوفاء والزواج والأطفال كل هذا ضمن خططي .رجل ظريف مثل "تروي تيمون "سيفيدك أكثر .
-أنا و"تروي "مجرد صديقين ولاشيء أكثر من ذلك ،ليس هناك داع لان تتصور شيئا آخر .
-إنك تقولين هذا لأنني شتت أفكارك الآن ،لاينبغي أن تفكري في يا "إيلين "فإنني لا أحبك !
-إنك تمثل الكوميديا بشكل جيد إذن !
-اسمعيني أيتها الفتاة الصغيرة ،لقد فعلت كل ما وسعي لأحميك مني ،إن سمعتي مشينه وأنا أستحقها ،ستعانين يا"إيلين "على الاقل من الناحية الروحية ،لست الرجل الذي تظنينه ولن أكون ابدأ ،أرجعي إلى منزلك واذهبي لتناول الشكولاتة ساخنة وتناولي البسكويت بصحبة أخواتك الصغار وكفي عن التفكير في .
-هذا ما حاولت فعله طوال هذه السنة لكن بلا جدوى .
-حاولي مرة أخرى ولا تنظري إلي بهذه الطريقة .
خفضت عينيها :
-سأعود ،شكرا على رعايتك للطفلتين اليوم ،شكرا لانك استمعت إلي ،شكرا على تفاهمك .
قال "راد "في قرارة نفسه :أيها الملاك المسكين ،إنها تستحق أكثر من هذا ال"شارلي راي تيلر "الأحمق ،وأفضل من وغد مثلي .
-طابت ليلتك يا"راد ".
-الوداع يا"إيلين ".
نظر إليها وهي تبتعد ببطء ،لما وصلت إلى عتبة باب المنزل استدارت وأبتسمت له .


الفصل الرابع

في اليوم التالي لعيد الشكر حملت طائرة هليوكوبتر القديس "نيكولاس "إلى المركز التجاري لأل "رامزي "،تم إنزاله في الطابق الأسفل على اريكة حمراء وذهبية وسط ديكور سماوي يجتازه قطار قصير للأطفال .
بعد أحد عشر يوما ألبست "إيلين "طفلتيها فستانيهما من القطيفة الحمراء واصطحبتهما في زيارة إلى القديس "نيكولاس "،كان هناك طابور كبير من الأطفال يقف أمام العرش ،بعد خمس دقائق من الانتظار أصبحت "كورتني "شعثة الشعر ومن ثم أخرجتها أختها من الطابور .
قالت "إيلين "لجارتها :
-أعتقد أن يوم الثلاثاء في الساعة الرابعة لن يكون هنا أناس كثيرون .
أضافت المرأة التي تجد صعوبة في الإحتفاظ باطفالها بين يديها :
-هذا أيضا ما قلته لنفسي .
قالت "كورتني "وهي تشد "إيلين "من ساقها :
-هي نذهب إلى القطار .
كررت "إيلين "للمرة العاشرة :
-سنذهب إلى القطار فور أن نتحدث مع القديس "نيكولاس ".
سيلتقطون لك صورة ويمنحونك السكر .

صاحت "كورتني ":
-لنذهب إلى القطار الآن !
هذا ماكان يردده الولد الصغير والبنت الصغيرة اللذين يقفان أمام "إيلين "،كانت أمهما تشجعهما بابتسامة .
قالت "كورتني "فجاة وهي تجري :
-في القطار مع أبي .
أسرعت "إيلين "في أعقابها لكن خوفا من أن تترك "كاري بت "بمفردها عادت إليها .
قالت المرأة :
-أذهبي إليها ،سأعتني بها وسأحجز لك مكانك .
ترددت "إيلين "نصف دقيقة .
قالت "كاري بت ":
-انظري ياأمي ،عثرت "كورتني "على والدها العزيز .
دهشت "إيلين "لما رأت "راد رامزي "نفسه يتقدم نحوها ،من بين المتجمعين ممسكا "كورتني "بين ذراعيه .
قالت الجارة بصوت دهش :
-هذا هو والدها ؟
أجابتها "كاري بت "بعدما لم تستطع "إيلين "تصحيح الخطأ الذي وقعت فيه الجارة .
-إننا نناديه هكذا .
كان الوقت متاخرا على أية حال ،إن "راد "موجود هنا وهو أنيق جدا كعادته .
إنهما لم يلتقيا منذ مساء ليلة عيد الشكر حينما طاردت الذكريات "إيلين "وحكت له عن قصة زواجها من "شارلي راي تيلر "وكيف أنها لم تشعر بأحاسيس المرأة المتزوجة لدى زوجها ،لقد كان لديه الحق في أن يبتعد عنها ،هكذا أقرت "إيلين "في قرارة نفسها ،عليها الآن أن تستدرك خطأها وتتحلى عن التظاهر بعدم الاكتراث حتى يصبح حقيقة .
قال "راد ":
-وجدت هذه الفتاة الصغيرة توشك أن تحتفل بالعيد بمفردها .
أحست "إيلين "بأن ثباتها مزعزع .
أصرت "كورتني ":
-في القطار مع أبي !
همست المرأة التي أمام "إيلين ":
-"راد "...
همس وهو يحدق بعينيه أليها ثم إلى الطفلتين اللتين تصطحبهما .
-"بيريل "...
كان الجو العام ثقيلا دون أن تعرف "إيلين "السبب .
فسرت "بيريل "
-استقر حمواي في "هوستون "لقد أتينا من لبوك لزيارتهما .
ثم أضافت وهي تبتسم ابتسامة بسيطة :
-دهشت حماتي جدا لانني أعلم مالكي هذا المركز التجاري .
إنها ستجن لذلك .
قال "راد "دون أن يقطب حاجبيه :
-آه ،حسنا .
تدخلت "إيلين "لتكسر حاجز الصمت :
-عرضت "بيريل "أن تعتني ب"كاري بت "حتى يمكنني الذهاب لأبحث عن "كورتني ".
لكن لم يكن هناك أي جدوى من حديثها الذي لم يشاركها فيه أحد من الموجودين .
واصلت حديثها بشجاعة دون أن يكون النجاح حليفها :
-دهش كلانا من وجود كل هولاء في مثل هذه الساعة .
أصبح الجو العام ثقيلا جدا عندما طبعت "كورتني "قبلةرقيقة على خد "راد ":
سألته :
-إلى القطار الآن ؟
انفجرت "إيلين "و "بيريل "في الضحك .
قالت "بيريل ":
-من الواضح أنها عزيزة على والدها ،ما أسم الاثنتين ؟
قال "راد "بكل ثقة :
-"كاري بت "و "كورتني إن ".
أكدت "بيريل ":
-إنهما رائعتان .
ثم أضافت وهي تبتسم إلى "إيلين ":
-إنهما يشبهانك كثيرا ،لكن بهما شيء من "راد ".
لما أحمرت من الخجل انتظرت "إيلين "إنكار "راد " لكن لم يحد ث .
سأل "راد "بيريا ":
-هل هما طفلاك ؟
-نعم ،"فيكي "أربع سنوات ،لقد أصطحبه جداه وأبوه إلى السينما .
تفحص "راد "الطفلين دون أن يقول شيئا وأحست "إيلين "باضطرارها إلى مجاملتها .
قالت مؤكدة :
-"فيكي "و "بوبي "مدهشان .
شكرتها "بيريل "بحرارة ثم قالت :
-نسي "راد "أن يقدمنا إلى بعضنا البعض ،أنا "بيريل جفري ".
هزت "إيلين "رأسها ،لم يكن هذا الإسم له أي تأثير عليها .
هل هي عدو خاص ل"راد "أو لعائلة "رامزي "؟
تدخل "راد "بجفاء :
-إنها تدعى "إيلين ".
تذمرت "كورتني "وهي تشير بأصبعها إلى عربات القطار التي تسير ملتوية بين جموع الحاضرين .
-القطار ...
قال "راد ":
-نعم ياعزيزتي ،ستركبين القطار فورا ،هيا يا "إيلين "
اعترضت "إيلين ":
-لقد وعدتهما بمقابلة القديس "نيكولاس ".
-أه ،حسنا ،سيرونه لكن فيما بعد ،هيا ،تعالي !
سألت "إيلين "الطفلتين :
-هل أنتما موافقتان ؟
صفقت الاثنتان بصخب .
اصطحبهما "راد "دون أن ينظر إلى "بيريل "ودون أن يقول لها أي كلمة وداع .
قالت "إيلين "محاولة إخفاء فظاظة "راد ":
-إنني سعيدة جدا بعرفتك ،أتمنى لك إقامة طيبة في "هوستون ".
من فرط دهشتها الكبرى صافحتها "بيريل "بإحساس واضح ثم قالت :
-إنني سعيدة أن "راد " قابلك ، إن رويتكما معا ومعكما الطفلتان انتزع عبئا ثقيلا من على قلبي .
لم تجرؤ "إيلين "على طرح أي سؤال ،ألقت عليها تحية الوداع بسرعة وهرولت في أعقاب "راد "والطفلتين بعدما أختفى ثلاثتهم بين الحاضرين ، لحقتهم عند موقف القطار ،تفادى "راد "-بلا أي حياء -طابور الانتظار .
قال لبائع التذاكر :
-هاتان الأنستان تريدان القيام بجولة .
قال الرجل بكل أحترام :
-بالتأكيد ياسيد "رامزي "،تعال من هنا .
لم يسمح لبقية الأطفال بركوب القطار إلابعد أن أجلس "كاري بت "و "كورتني ".
لحق "راد "ب"إيلين "وراء الحاجز الأبيض الصغير حيث يقف الوالدان لمراقبت طفلتيهما لدى مرور القطار في كل مرة ،حملها موقفه الجاف على إلا تسأله عن "بيريل جفري ".
سألها فجاة ونبرة الإتهام بادية في حديثه :
-هل كنت تعرفين أنني أت ؟
-بألتأكيد لا ،وكيف لي أن أعرف ؟
-يحدث لنا أحيانا أن نقوم بزيارات مفاجئة إلى محلات المركز التجاري لكن بحجة أن نرى شخصا معينا .
-وهل تعتقد أن لدي من الحدس أن أصطحب الطفلتين إلى هنا بحجة رؤية القديس "نيكولاس "على أمل أن اراك ؟
لم تتمكن "إيلين "من منع نفسها من الضحك وأحمر وجه "راد ".
قال متذمرا :
-يبدوا هذا الافتراض مثيرا للسخرية لكنه غير محتمل ، لقد خدعت قبل ذلك من قبل نساء فاتنات .
-ربما ليس لديهن طفلتان في عمر الزهور وإلا إذا قد طننت أنني أستخدم طفلتي كذريعة .
قال "راد "في قرارة نفسه :"أي حماقة ارتكبتها ".
لم يعتد "راد "أن يسخر منه أحد كما أنه لم يكن يتوقع هذا من جانب "إيلين "الرقيقة والبريئة .
قالت "إيلين ":
-فضلا عن أن "كورتني "هي من رأتك في البداية وليس أنا !
حبس "راد "ضحكة وحاول الاينظر إليها ،كانت جميلة جدا في هذا "الانسامبل "الاخضر .
رد على تحية الصغيرتين عندما مرا أمامهما ثم قال بفظاظة :
وضح كل شيء لكنني على أية حال لاأنوي التحدث عن "بيريل جفري "معك .
-حسنا .
-ماذا تعني كلمة حسنا ؟هل هذا ما أمكنك قوله ؟أعلم أنك تموتين من الرغبة لتسأليني عنها ..ولماذا تركتها تعتقد أنني وأنت ...أن الطفلتين ...
رمقها بنظرة .
قالت "إيلين "كوعد تتخذه على نفسها :
-بما أنك لاتنوي محادثتي عنها فإنني لن أسألك أي سؤال .
توقف القطار ،ظل "راد "خلف الحاجز ،عندما رأى "إيلين "وطفلتيها ياتين ناحيته تملك منه إحساس رقيق .
قالت "كاري بت ":
-أنا و"كورتني "نريد الذهاب إلى رؤية القديس "نيكولاس "الآن .
صرحت "كورتني "هي الاخرى برغبتها :
-إذن نركب القطار مرة أخرى .
لاحظت "إيلين ":
-إن مخ طفلة عمرها سنتان لايعمل في اتجاه واحد .
صاحت "كاري بت ":
-ومخ طفلة عمرها أربع سنوات يتجه في أربعة اتجاهات .
ثم أضافت وهي تمنح "راد "ابتسامة المتواطىء .
-هل سنلهو أم لا ؟
قهقه "راد "ورفعها بذراعيه :
-إنك ودميتك "جريون "لاتفترقان ،والآن هيا بنا نرى القديس "نيكولاس ".
سارت "إيلين "وراهما وهي تتمنى أن يكون والد طفلتيها .
هل تتمنى أيضا أن يصبح زوجها ؟
كان السؤال محيرا لكن دون إجابة محتملة على الفور .
لقد كان "راد "واضحا جدا بخصوص هذا الموضوع .
وضع "راد "البنتين مرة أخرى على أول طابور الانتظار وأجلسهما على ركبتي القديس "نيكولاس "وأعطى أوامره إلى المصور .
لما كانت خائفة من اللحية البيضاء سالت الدموع من عيني "كورتني ".
صرخت :
-أبي !
بينما كان "راد "يأخذها بين ذراعيه لمح "بيريل "وسط الحاضرين وعيناها مركزتان عليه وعلى الطفلة التي يحملها بذراعيه .
قالت "إيلين ":
إنها المرة الأولى التي تخشى فيها أحدا .
تذمرت "كورتني ":
-"نيكولاس "الشرير !هيا بنا من هنا !
أعترضت "كاري بت ":
-إنه ليس شريرا !إنه هو الذي يجلب لنا الهدايا في ليلة رأس السنة .
كررت "كورتني ":
-شرير !شرير !
أقترحت "إيلين "لتهدىء بنتيها :
-هلا ذهبنا لتناول العشاء ؟
سألت "كاري بت ":
-مع بابا "راد "؟
قالت "إيلين ":
-لا.
أجابها "راد ":
-نعم أنا أيضا جائع ،أحلم بشطيرتي هامبورجر .
قالت "إيلين "مازحة عندما توجه الأربعة نحو السلم الحلزوني :
-أعتقدت أنك تحلم أكثر بتركنا .
لم يجب عليها ،أن ما يحلم به-بالفعل -هو أن يبقى بجانب "إيلين "وطفلتيها .لكنه لايستطيع الاعتراف بذلك .
كانت الكافيتيريا مزدحمة وصاخبة ،طلبت الطفلتان بطاطس مقلية ودجاجا مشويا الذي كان لابد على "إيلين "أن تقطعه .
أقام "راد "-المنهمك في أكل شطيرتي الهامبرجر -مناقشة حامية مع "كاري بت "بخصوص الرسومات المتحركة التي تفضلها ،أما "كورتني "فقد كانت تضيف الملح إلى طعامها من وقت لآخر .
كان هناك أناس كثيرون ينتظرون رحيلهم .
دفع "راد "الحساب .
قالت "إيلين ":
-شكرا جزيلا ،قولا شكرا .
أطاعت الطفلتان أمهما بحماس .
سأل "راد ":
-والآن ماذا سنفعل ؟
-سنعود ،لقد حان وقت الحمام والاستماع إلى قصة ثم الذهاب إلى السرير .
تنهد "راد ":
-مبكرا هكذا ؟
إن أحتمال قضاء السهرة بمفرده ازعجه ،يمكنه بألتأكيد أن يجري اتصالا أو اتصالين وبعذر على بنت تخرج معه لكن هذا لايعني له أي شيء.
قالت "إيلين "مفسرة :
-لقد إعتادتا النوم في السابعة والنصف وبما أنهما يحبان اللعب في المغطس فإنهما سيأخذان بعض الوقت .
-وبمجرد أن يذهبا إلى السرير ماذا تفعلين ؟
أقرأ أحيانا أو إشاهد التليفزيون أو أستقبل إحدى أخواتي .
قال ساخرا :
-يالها من حياة مضطربة !و"تروي تيمون "؟في أي وقت يتدخل بها ؟
تظاهرت "إيلين "بأنها لم تسمع .
إن "تروي تيمون "كان شاذا ،لقد اعترف لها بذلك في الليلة التي أوضحت له فيها أنها مولعة ب"راد ".
ليس لها الحق في خيانة ثقة "تروي "بها .
أصر "راد ":
-لم تقولي شيئا ؟هل هذا يعني أن هذا الشاب الذي لايصلح لشيء يوشك أن يكسب المباراة ؟
أجابته "إيلين ":
-"تروي تيمون "ليس كما تقول عنه ،أنه أحد أصدقائي ،هذا كل ما في الأمر .
-حسنا ،حسنا ...أتريدين أن أصطحبك إلى منزلك ؟
-سأخذ سيارتي ،إنها مصطفة بجانب مدخل المركز التجاري ،إلى اللقاء يا"راد "وشكرا على العشاء .
-سأصطحبك حتى السيارة .
-لا!
دون أن ينصت إليها أخذ الطفلتين بين ذراعيه وابتعد بخطوات سريعة مجبرا إياها على الجري .
لما وصل إلى سيارة "إيلين "استدار أملا أن تعاتبه على فظاظته ثم تغضب ،لكنها بدلا من أن تفعل ذلك أبتسمت .
وقف متحيرا حينما كانت تجلس الطفلتان في السيارة ثم جلست أمام عجلة القيادة .



الفصل الخامس

أثقل لعب الطفلتين في الغطس ثم قراءة إحدى الحكايات -دهن "إيلين "حتى السابعة والنصف .
ثم اجتاحتها بعد ذلك موجة من الأفكار الحبطة .
كان من الواضح أن "راد "يحب "كاري بت "و "كورتني "بصدق لكن كان من الواضح أيضا أنه لم يعد مهتما ب"إيلين ".
قالت لنفسها :"وهذا أسوأ"،إنهاليست ممن يشكون ،أن آل"برادي "يتسمن بالشجاعة ،لقد أتيحت لهن الفرصة لإثبات ذلك ،لاينبغي الاعتماد عليهن لكي تتباكى مثل بطلات الرواية .
جلست "إيلين "أمام التليفزيون وفي يدها كوب من المثلجات بالشوكولاتة .
دوى صوت الباب .
ظنت "إيلين "وهي تذهب لفتح الباب أن الطارق إحدى أخواتها .
تسمرت في مكانها لما رأت "راد "واقفا على عتبة الباب .
سألها بأدب غير معتاد :
-هل يمكنني الدخول ؟كان من المفترض أن أذهب إلى "سلاد "ثم ...
قالت وهي تتخذ جانبا لتجعله يمر :
-ادخل ،اتريد ...بعض المثلجات ؟
-ألديك شيء يهدى الأعصاب ؟
صاحت وهي تندفع نحو المطبخ :
-لدي عصير مفعوله قوي جدا ،لقد تناولته أنا و"شارون "ووجدناه طيبا .
مدت يدها إليه بكوب لكنه رفض .
-اشربيه انت ،أنه مسكر جدا ولايتناسب مع زوجي .
ولهذا أحبه ،عندما تناولت العصير بمنزل والديك كنت أرغب في إضافة السكر إليه .
-تضيفين سكرا ؟غير معقول !
أحس أنه سيضحك من داخل أعماق نفسه .
-تبا لك "إيلين "يالك من مخادعة كبيرة !مهما فعلت فإنك ..هل تدركين أن كل شيء فرق بيننا ؟
-هل أتيت إلى هنا لتقول لي هذا؟
-عندما يضايقني أحد فإنني أحتج ،وأحاول أن أكون فظا !لكنك لست كذلك ،إنك تكتفين بالإبتسامة دون أي شيء أخر .
-قليل من المضايقة ليس بالأمر السيىء ،ثم إنني لا أعرف الغضب ،كنت -دائما -هادئة جدا وفقا لكلام أمي ،إنها طبيعتي .
قال في قرارة نفسه :"وتتزوج رجلا وحشيا !لابد أن هذا كان بمثابة النار بالنسبة لها ".
واصل "راد "حديثه :
-فعلت اليوم كل شيء لأضايقك ،كنت فظا ومتكلفا وساخرا لكن بلا جدوى ،لم تتصرفي مع ذلك كما توقعت ...كم كان هذا فظيعا بالنسبة لي !لم أعتد أن تتصرف امرأة بهذا الشكل معي .
-أظن أنك أعتدت على خلاف ذلك .
أمسك الكوب الذي كان بيدها ووضعه على المنضدة .
-لقد كذبت عليك ،لم أكن أنوي أبدا الذهاب إلى "سلاد "لقد تصرفت معك بعد الظهر كوغد حقيقي لكنك بقيت مسرورة وصبورا ومحبوبة ،لقد حيرني سلوكك هذا تماما .
-أكنت تفضل سياسة الذراع القوية ؟
-نعم على ما أعتقد .
دفعها نحو الأريكة بلا أي إدراك .
قال وهو يرغمها على الجلوس إلى جانبه :
-نعم ،أعتقد أنني أفضل سياسة الذراع القوية .
قالت معترفة :
-وأنا ليست لدي أدنى رغبه في مقاومتك يا"راد ".
قال في قرارة نفسه وهو متأثر بنظرات "إيلين "الرقيقة :"إنني وغد ".
تلعثم وهو يداعب شعرها :
-"إيلين "لدى مجيئي إلى هنا لم أكن أنوي أن ..أن ...
همست :
-أصدقك .
كان صوتها مرتعدا ،وضعت يدها على جذع "راد "وأحست بأن قلبه ينبض بقوة مثل قلبها .
تذمر وهو يجذبها نحوه :
-تبا لك ،أنه يدق أكثر من قلبي ،"إيلين "ياعزيزتي ،افعلي أي شيء ،ادفعيني !
-لست قادرة على ذلك .
حملتها العاطفة في هذه اللحظة إلى نقطة اللاعودة .
قالت "إيلين "برقة :
-"راد "!
عندما سمع اسمه استعاد ذهنه وابتعد عنها برقة .
كان الحب باديا على وجه "إيلين ".
قال لنفسه وهو يقبض على معصميه :"لابد أن تهدأ".
فتحت "إيلين "عينيها التي كانت قد أغمضتها عندما جذبها إليه .
همست لتفسر تراجع "راد ":
-كل شيء سار بسرعة ...مازال الوقت مبكرا ...
تحدثت بعد ذلك بصوت أبح ،أحس "راد "باضطرابه يزداد .
-لاينبغي ذلك يا"إيلين "وخصوصا أنني قلت لك هذا من قبل ،ليس ضروريا أن تنشأ مثل هذهالعلاقة بيننا .
قالت وهي تقلد نبرة "راد "التصنعة .
-آه بالفعل !لديك طريقة عجيبة في تجنبها !
-هل أنت ستعلمني الدرس الأول ؟
بتكرارك أن نوعية مثل هذه العلاقة محظورة علينا فإنك تجعل مني إنسانة صعبة المنال ولكن بالأحرى أن تحبني .
-وهذه حماقة !
قالت مفسرة :
-الرجال يحبون دائما مالا يمكنهم امتلاكه ،هذا ماقد قالته لنا أمي .
اعتدل وأمسكها من خصرها ورمقها بنظراته .
-هذا غباء !لابد أن ذهن أمك كان مضطربا لأن تدخل مثل هذا الهراء في رءوس بناتها !آمل الاتفعلي ذلك مع "كاري بت "و "كورتني "إنه وقاحة .
صاحت وهي تنهض بدورها :
-الوقح هو أنت ،لاتنس ذلك ،ونحن بنات آل"برادي "طيبات وقد نكون ساذجات بعض الشيء ،لكن هذا لايمنعنا من رؤية الناس على حقيقتها .
كرر كلامها بشكل ساخر :
-الناس على حقيقتها !ياله من غرور !أيتها الفتاة المسكينة ...
توقف عن الكلام .
قال في نفسه :"ولهذا أود حمايتها من الرجال الآخرين ،هؤلاء الوقحون الذين سيتركونها بعدما يتملكون منها ..مثلي تماما "..
واصل حديثه معها :
-"إيلين "لن يجدي هذا بيننا ،أنني أعرف نفسي تماما ،أرجوك لاتفكري بي بعد ذلك كما قلت لك قبل ذلك ،إن ما تحتاجينه بالفعل هو ولد طيب مثل ...
-"تروي تيمون "؟يالك من عنيد مثل "كورتني "!أمي قالت أيضا :
هل الرجال ضروريون بالفعل ؟
صاح "راد ":
هاهو شيء لم تقله أمي أبدا :مع زوج وأربعة أولاد تحت أمرها لم تطرح أمي مثل هذا السؤال أبدا .
-ليس هناك أحد يستطيع إعطاء أوامر إلى أي فرد في آل "رامزي ".
قهقه الاثنان بشدة في وقت واحد .
قال "راد "ملاحظا :
-ليست هناك وسيلة للنقاش معك .
استطرد في قرارة نفسه :"الحياة مع "إيلين "ستكون مدهشة ..ثم استعاد وعيه في الحال :لن يعيش مع "إيلين "أو أي امرأة أخرى ،لقد اتخذ هذا القرار في اليوم الذي طلق فيه زوجته .
تذكر السبب الذي اقتاده إلى منزل "إيلين ".
قلت لك بعد ظهر اليوم :إنني لاأود التحدث عن "بيريل "وكنت كريمة جدا بعدم إصرارك على معرفة مابيني وبين "بيريل "،لكنني فكرت أنه لابد عليك أن تعرفي ..أقصد أن أقول لك :إن .."بيريل "وأنا كنا متزوجين ،إنها زوجتي السابقة .
سألت "إيلين "التي أبدت هدوءا لم تكن تنعم به في الحقيقة :
-هل كنت تحبها ؟
-بالقدر الذي أحببت فيه هذا ال"شارلي ".
-يهيأ لي أنه يوجد شيء بينكما ...
-جروح ،لم يتم الطلاق بالشكل الذي جعلت أسرتي تصدقه ،اليوم كان المرة الأولى التي رأى فيها كل منا الآخر منذ عشر سنوات :كان هناك بعض الضيق الحتمي .
تذكرت "إيلين "النظرة الحادة التي القتها "بيريل "على "راد "عندما كان هناك ممسكا "كوؤتني "بين ذراعيه .
أجابته :
-لم يبد عليها أنها حزينة بل على العكس بدت سعيدة مع زوجها وأطفالها وسرت كثيرا لرؤيتك ،قد أسست أسرة على حسب ما اعتقدت حينما رأتك معي أنا و"كورتني "و "كاري بت "،آه ..الآن ،لقد فهمت .
سألها "راد "متحيرا :
-فهمت ماذا ؟
أجابته "إيلين "في التو :
-فهمت السبب الذي جعلك لم ترد عليها حينما سألت إذا كانت البنتان طفلتيك أم لا ولكنك تجاهلت سؤالها ولم تكذب ما قالته ،بل آثرت الصمت ،آه يا"راد "..يبدو أن روح التنافس الشديدة التي يتمتع بها آل "رامزي "قد وضحت لديك بقوة في هذه اللحظة .
تردد قليلا ثم قال :
-ربما ...استطردت بعد لحظة .
-...والآن هل تسعين إلى معرفة فشل زواجنا ؟
أجابته في الحال :
-فقط إذا كنت ترغب في أن تتحدث عنه فإنني أنا الأخرى أرتكبت خطأ ،لقد قابلت حظا سيئا في حياتي الزوجية كما تعرف وعانيت أهوالا كثيرة ،لم تفدني تجارب الآخرين كثيرا .
حبس الفضول الشديد "راد "وراء حاجز الصمت ،كانت أسرته تلاحقه دائما بطرح الأسئلة عليه باستمرار لكن دون أن تنجح في مسعاها ،لكن "إيلين "كانت مختلفة عنهم ،إنها لم تصر على معرفة سبب انفصاله عن "بيريل "إلا إذا رغب في إخبارها بنفسه .
قال "راد "مبتدئا حديثه :
-كانت هناك علاقة بيننا أنا و"بيريل "،كنا شابين متحمسين جدا احمقين تماما وعندما أخبرتني أنها تريد أن تتزوج وافقت على الفور ،كان الزواج الأول في عائلة "رامزي "أحمق بدرجة كبيرة لم تشهد "هوستون "مثيلا له قط !
قالت "إيلين "في قرارة نفسها :"ما الفارق بين زواجها من "شارلي "وزواجه من "بيريل "؟!لقد وصل الأثنان إلى النهاية المحتومة وهي الفشل الذريع ".
واصل "راد "حديثه :
-كنت أنا "و بيريل "متشابهين جدا ،كنت أنا أكبر أخواني في آل "رامزي "ونفس الحالة تنطبق عليها ،ولم أعرف أنا وهي معنى العطاء ،ياله من غباء !عندما توقف كل منا عن حب الآخر كان من أجل تنافسنا والعكس بالعكس أي كنا نتنافس فيما بيننا .
-ودمر كل منكما الآخر بالتبادل .
ضحك "راد "ضحكة مريرة :
-هذا ما حدث بالفعل .
ظل يفكر لحظة،لم يكن واضحا حقيقة في أي شيء يفكر ،أن هذا الرجل قد يبدو غامضا بالفعل ،إنه لايكشف عما في نفسه إلا إذا أراد هو ذلك .
أدركت "إيلين "أنه لم يقل كل الحقيقة .
هناك شيء ما يقف في حلقه ،شي ما مؤلم ،هذا الشيء هو الذي حطم حياته الزوجية مع "بيريل "وجعله منذ أن تم الطلاق لايفكر في الارتباط بأي امرأة بشكل جاد ،هذا الشيء الذي جعله بعد ظهر اليوم باردا ومكروها حينما قابل "بيريل ".
لم تعرف "إيلين "إذا ما كان سيكشف لها عن هذا الشيء أم لا ،إن لديه سرا لم يفصح عنه بعد .
إنه سر لا يحتمل مثل سر "تروي "ومثل سرها ومثل سر بعض الناس ...
لقد عامل "بيريل "زوجته السابقة ببرود واضح عليه حتى إنه لم يلق عليها التحية عندما انصرف هو و الطفلتان ،لكن إذا كانت هي في موقفه فهل كان سيمكنها أن تحب "شارلي راي تيلر "بشكل ودي بعد عشر سنوات من الانفصال إذا كان لايزال حيا ؟
أحست المرأة في هذه اللحظة بالحيرة ،إنها لا تعرف كيف كانت ستتصرف لو كانت في مثل موقفه فإن شخصية أي فتاة من آل "برادي "تختلف عن شخصية أي فرد في آل "رامزي ".
بدا واضحا أن "راد "يفضل السكوت ،لابد أنه متأثر بما حدث ،لابد أن الجرح الخفي مازال يؤلمه كثيرا على الرغم من إنه لايبدو عليه .
نهض فجاة ثم توجه نحو باب الدخول .
قالت ملاحظة في أثناء وقوفها هي الأخرى :
-يمكن أن أقول :إن المتهم يفر من مكان جريمته ،لكنني أعلم أنك لم تقل كل شيء .
أحس "راد "بالغضب يجتاحه .
أجابها وعيناه تلمعان من الغضب :
-كان خطأ فضيعا ،نسيت أنني أعرف الخدع التي تستخدمها النساء للايقاع بألرجل !لقد جربت هذه الرقة من قبل ،يمكنك نسيانها وتجاهلها !
دهشت "إيلين "من عنف هجومه ،لابد أن أي امرأة أخرى مثل "بيريل "بألتأكيد تعرف كيف تجيبه .
همست وهي تفتح الباب :
-طابت ليلتك يا"راد ".
خرج الرجل دون أن ينطق بأية كلمة حتى ولو كلمة وداع .
لكن بمجرد أن وصل إلى منتصف الممشى لم يستطع أن يمنع نفسه من أن يستدير إليها ،لقد أدهشه الجمال الحزين ل"إيلين "الواقفة على عتبة منزلها بقوة وأحس أن روحه خائنة .
كان يحتاج إلى مسافة الرجوع إلى منزله حتى يسترد روحه ،وفقا لكلام والده فإن أي فرد في آل "رامزي "مقتنع دائما بأنه محق ومن ثم فإنه لابد أن يتجاهل الضيق الراجع إلى أحاسيس الذنب ،لكن "راد "شط إلى بعيد وعلى الرغم من الجهود التي بذلها للتحكم في نفسه .
استشاط غضبا ،ياللنساء الملعونات !هل هن ضروريات حقا ؟
إنها على أية حال ليست كذلك بالنسبة له !إنه لا يحتاج إلى أحد ،إنه حر وعازم على أن يبقى هكذا .



الفصل السادس

تعجب "تروي تيمون "وهو يلقي الجريدة على طبق "إيلين ".
-لا يمكنني تصديق أن أمي استطاعت أن تلعب علي هذه اللعبة القذرة .
كان الاثنان يوشكان أن يتناولا العشاء في شقة "تروي "الذي كان ساخطا فلقد سجلت أمه من تلقاء نفسها أسمه مثل "السهم "الذي يباع في مزايدة للاشياء غير التأكد من جودتها ،سيذهب خمسون من الفتيات العزاب ليقضين السهرة مع من سيدفع أفضل ثمن ،ستوزع المبالغ المحصلة هكذا على مختلف الأعمال الخيرية .
قالت "إياين "-التي تستمع لهذه القصة -ملاحظة :
-وكل تذاكر الدخول قد بيعت وهذا يعني أنه سيتواجد -على الأقل -أكثر من ستمائة امرأة مما يزيد من ثمنها !كنت أفضل عدم الذهاب إلى هناك لكن "نولا "اشترت بنفسها تذكرتي وعوضت "كولين "و "ميجين "مسبقا عن جلوسهما مع الطفلتين .
تمتم "تروي ":
-يالها من بشاعة !اخبرتني أمي أن "جوي بليفنز "و "فانيسيا رامزي "كانتا تتنافسان من قبل على استمالت قلبي .
-"فانيسيا "!
-خرجنا مرات عديدة معا منذ سنتين ،لابد انني الرجل الوحيد الذي قاومتها وهي تطاردني ،إنها روح التنافس لدى آل"رامزي ".
إنها لم تطق بألتأكيد أن أخرج معك كثيرا .
-آل "رامزي "لا يرفضون أي تحد .
-إنهم مستعدون لأي شيء من أجل أن يربحوا ،"إيلين "لا تتركيني أسقط !عديني بأن تزايدي علي .
ربتت "إيلين "يده :
-اعتمد علي ،إنني معك حتى النهاية .
دخلت "كاري بت "و "كورتني "إلى الحجرة وهما تصرخان :
-حاول القط إمساك سمكة !
أسرعت "إيلين "و "تروي "إلى الحجرة المجاورة تنقذان الأسماك الإستوائية المدهشة من بين مخالب "سوشى "ذلك القط الذي يمتلكه "تروي ".
صاح :
-برافو ايتها الطفلتان !أنقدتما الأسماك !
تذمرت "كورتني ":
-هل ستلهو أم لا ؟
مال "تروي "عليها ورفع ذقنها :
-ماذا يعني هذا ؟!
قالت "كاري بت "مفسرة :
-هذا ماتقوله دميتي ،إن بابا "راد "هو الذي يجعلها تضحك وليس أنت .
آه ،عفوا !لم أكن أعلم إنها مزاح ، لم أكن أعلم أيضا أن الأطفال الصغار قادرون على إلقاء مثل هذه النكتة .
عادت الفتاتان بالقرب من حوض الماء .
واصل "تروي "حديثه خافضا صوته :
-بخصوص والدهما "راد "فإنه هو وأخوه "جاد "مسجلان كسهمين وليس هناك داع -تبعا لكلام أمي -أن أتوسل إليهما .
-هذا ما قاله لي "سلاد ".
-ربما كنت تفضلين المزايدة على "راد "؟
صأحت "إيلين "التي لم تنس ملاحظات "راد "المؤلمة في الأسبوع الماضي :
-لا!
سادت فترة صمت بين الاثنين .
قالت "إيلين "وقد بدت مترددة :
-"تروي "...ألايمكنك ...أن تعالج الشذوذ الذي تعانيه ؟
خفض "تروي "عينيه وكأنه يبدي الندم والحسرة .
-ليس الأمر هينا يا"إيلين "،ربما تموت أمي إذا عرفت حقيقة مرضي هذا .
صاحت "إيلين "وقد بدا عليها التأثر :
-إنني متاسفة جدا من أجلك يا"تروي "،إنني أتمنى مساعدتك بأي طريقة .
ساد الصمت مرة اخرى بينهما ثم استطردت "إيلين ":
-"تروي "يسعدك حقا أن تشدني إلى أماكن حيث يمكن أن يرانا الجميع معا ؟هل تفضل أن تبتعد عن هذه الرذيلة ؟إلى متى سيمكنك رفض فتيات الأرض بأسرها ؟لن تكف أمك عن مطاردتك من أجل أن تتزوج ،في المرة الأخيرة التي رأيتها فيها كررت على مسامعي كثيرا أننا -أنا و أنت -نكون ثنائيا مدهشا .
فكر "تروي "لحظة ثم قال متلعثما :
-ربما ...ربما...
أجابته "إيلين "وقد بدا الفضول عليها :
-ربما ماذا يا "تروي "؟
-ربما أمكننا ان نقيم خطوبة وهمية حتى نقنعها ولن أمنعك من رؤية "راد ".
اعتدلت في مكانها ونظرت في عيني "تروي ".
-لقد قررت عدم التفكير في "راد "يا"تروي ".
أجابها :
كفي ...كفي ،لاتحاولي خداعي يا"إيلين ".
ردت عليه في الحال :
-ما قلته لك صحيح يا"تروي "،إنه ليس من نمط الرجال الذي يستهويني ،هذا الوقت مناسب تماما لأن أتخلص من هذه المشاعر الغبية الطفولية !
-إنها فكرة طيبة ،كنت اقول دائما :إنك رائعة في مواحهة أي شخص من آل "رامزي "!هيا ،لن نضيع وقتنا في التحدث عن "راد "،من الأحرى أن تساعديني في الإعداد للسهرة التي لابد أن أمنحها للتي سيكون لها شرف الخروج معي ،فكري في شيء تكرهه "فانيسيا "ويجعلها تنقض -مباشرة -على السذج الآخرين .
اقترحت "إيلين "بمكر :
-ما رأيك في مباراة "البولينج "؟
صاح "تروي "وهو فرح جدا :
-فكرة مدهشة ،"فانيسيا "في ملعب "البولينج "!إنها ستختنق من الرعب بألتأكيد .

***************
صاحت "فانيسيا رامزي "وهي تركب سيارة "إيلين ":
-إنك فاتنة ،اللون الوردي يناسبك تماما ،سيسقط كل الرجال تحت قدميك لدى رؤيتك .
تمتمت "إيلين "التي شعرت بالحيرة من هذه المجاملات :
-شكرا ،أنك أيضا جميلة جدا .
كانت "فانيسيا "مرتدية فستانا أسود مثيرا .
أما شعرها فكان معقودا في ضفيرة وقد وضعت المساحيق على وجهها وظهرت في أبهى صورة لها ،وأما "إيلين "فكانت تبدو إلى جانبها مع فستانها الوردي مثل الصبية .
كانت "فانيسيا "قد اتصلت بها قبل يومين لتطلب منها اصطحابها إلى هذا الحفل لما كانت "إيلين "دهشة لم تجرؤ "إيلين "على الرفض .
تحثت الإثنتان في أثناء ذهابهما عن مشروعات "فانيسيا "في موسم التزلج على الجليد .
وصلا إلى الفندق الذي ستعقد فيه حفلة المزايدة ،سارت السيارات بمحاذاة الرصيف ببطء ولم تتوقف إلالنقل المشتركين أمام الباب الرئيسي .
تعجبت "فانيسيا ":
-كيف ؟لايوجد خادم يركن السيارات ؟يالها من فضيحة !
قالت "إيلين ":
-موقف السيارات خلف الفندق وهناك ممر مغطى بين الاثنين إنها مجرد نزهة بسيطة .
-"إيلين "كنت متأكدة أنك ستقولين هذا !إنك بسيطة للغاية ومطيعة مثل بقية أخواتك !شكرا على أية حال ياعزيزتي ،نزهة طيبة !
قبل أن تتمكن "إيلين "من قول أية كلمة مالت "فانيسيا "عليها وطبعت على خدها قبلة ثم قفزت خارج السيارة .
لم تستطع "إيلين "أن تمنع نفسها من الضحك .
لابد أن "فانيسيا "علمت أنه لن يوجد أحد يقوم بمهمة ركن السيارات ومن ثم ذهبت للبحث عن سائق ساذج إلى حد ما لتخدعه ،لكونها بنتا طيبة وخدوما فإن "إيلين برادي "ستقوم بركن سيارتها بنفسها .
كان يلزمها مايقرب من نصف ساعة لكي تركن سيارتها في موقف السيارات المزدحم ثم العودة إلى الفندق ،كان حفل الزايدة قد بدا في الصالة الكبيرة .
صاحت "نولا رامزي "وهي تسرع نحوها :
-"إيلين "ياعزيزتي ،ها قد وصلت اخيرا !كنت قد بدأت افقد الأمل في مجيئك .
بدت المرأة المسكينة قلقة وهذا لم يكن معتادا من امرأة تنتمي إلى آل "رامزي ".
-ماذاحدث يا"نولا "؟هل تبحثين عن "فانيسيا "؟
قالت :
-لقد زايدت على "تروي "وربحت ،كان أول شخص ،أعرف بألتأكيد أنه ولد ساحر وأنه بشوش ، عندما أعلن أنه اقترح مباراة"بولينج "صرخنا من الضحك ،لكني كنت أفضل ألاتختاره "فانيسيا "فهناك نزاعات شديدة بيننا وبين أمه .
قالت "إيلين "في نفسها وهي تبحث عنه يعينيها بين الموجودين أيها المسكين "تروي "،لكن يدهشني كثيرا أن "فانيسيا "تكتفي بمباراة البولينج .
همست "نولا ":
-"إيلين "إنني قلقة .
-لا تخشي شيئا فإن قصة "البولينج "مجرد نكتة .
-إنه "راد "الذي يقلقني ،لقد قرر أن يقترح ...شيئا مخيفا ...شيئا وحشيا !إهانة حقيقية لكل هؤلاء الفتيات الساحرات !
توقفت "نولا "وقد شعرت بحمرة الخجل والارتباك ،كانت "إيلين "تنتظر وهي متضايقة جدا .
-"إيلين "بما أن لديك أطفالا فإنك تعرفين ما تحسه عندما يفعلون شيئا يشعرنا بالخزي ،بالتأكيد مازالت طفلتاك صغيرتين أما اولادي فقد كبروا...
سألت "إيلين "بقلق :
-وماذا سيفعل "راد "؟
-أنه ينوي أن يصعد على المنصة ويعلن بهدوء أن التي ...التي ...التي ستكسب لابد أن تأخذ حماما معه ،في مغطسه !بمنزله !
انفجرت "إيلين "في الضحك ،إن آل "رامزي "يبدون في كامل لياقتهم الليلة حتما !
تذمرت "نولا ":
-هذا ليس غريبا على الإطلاق ،إنه فظ ومهين !مهين لي ولكل فتاة اتسمت بالسخاء لشرائها تذكرة دخول ،إنها حفلة خيرية من أجل مساعدة المحتاجين .
قالت "إيلين "بلهجة هادئة :
-الأمر ليس خطيرا كما تتصورين يا"نولا "،الجميع أنه مزاح ،لن يشعر أحد بالإهانة .
لم تستمع "نولا "إليها :
-لا يكفي فقط أن أعلم أن ابني يتصرف مثل المراهقين لكنني عرفت أيضا أن هناك مؤامرة تدبر له حتى يفقد مكانته أمام وجهاء "هوستون ".
كررت "إيلين "بدهشة :
-مؤامرة ؟
فتحت "نولا "حقيبتها وأخرجت منها ورقة .
-أقرئي بنفسك .
قرأت "إيلين"قاطعوا "راد رامزي "!أتحدوا أمام أحد أوغاد "هوستون ".
قالت "نولا "وهي تمسح عينيها بمنديلها :
-إنني خائفة جدا يا"إيلين "،بعد قراءة هذه الرسالة الشنيعة وسماع "راد "وهو يعلن عن مشروعه في هذه السهرة فلن تزايد عليه أية فتاة ،سيظل أبني واقفا هنا عاقداذراعيه دون أن يتلقى أي عرض !...ياللعار !
-"نولا "،"راد "فعل ذلك عن عمد ،الأمر عادي بالنسبة له حتى لا ترفع إحداهن أصبعها وتشير عليه ،سيضحك مثل المجنون وهذا كل ما في الأمر .
انتحبت "نولا "بشدة .
-لكن الأمر لن يكون كذلك بالنسبة لي ،إنني اخشى يا"إيلين "أن أكون أما سيئة .
لما رأتها على هذه الحالة أخذتها "إيلين "بين ذراعيها .
-بالتأكيد هذا غير صحيح يا"نولا "،لننتظر فلاتبكي !سترين أن الآمور ستسير على خير مايرام .
-ياعزيزتي كم أنت رقيقة ولطيفة !إنه أنت إذن ستنهين هذه المقاطعة الشنيعة وتزايدين على "راد ".
-أنا ؟
ليبارك الله اليوم الذي دخل فيه آل "برادي "إلى حياتي !"شارون "تزوجت ابني "سلاد "وانجبا لي طفلة لذيذة !وأنت ياعزيزتي "إيلين "ستنقدينا أنا و"راد "من هذه المصيبة ،كيف يمكنني أن أشكرك ؟
اقتربت "نولا "من "إيلين "بشدة .
اعترضت "إيلين ":
-"نولا "،"راد "سيغضب إذا زايدت عليه .
كانت آخر كلمات "راد "تطارد ذهنها :لقد جربت هذه الرقة من قبل .
يمكنك نسيانها وتجاهلها ،!كما أنها لا تريد أن تتذكر النظرة الشرسة التي رمقها بها .
قالت مصرة :
-من الواضح أنه لا يود أن يسمع أي كلام عني ،أعلم أنه يندم على معرفتي .
-إنه مجرد سوء تفاهم ياعزيزتي ،إن آل"رامزي "كلهم مسرورون بمعرفة آل "برادي "!إنه دور "راد "،هيا بنا نذهب للامام !
صعد "راد "بعد عدة دقائق على المنصة ،بخلاف المرشحين الآخرين الذين كانوا يتنافسون من ناحية الأناقة كان "راد "مرتديا "بلوفر "أسود وبنطلون جينز قديما وحذاء .
قال مفسرا بلا اكتراث :
-لم أهتم كثيرا بملبسي لأنني لاأريد أن أضيع وقتا في خلعها .
لم يضحك أي شخص ،خيم صمت مميت على أرجاء الصالة .
قالت "إيلين "في قرارة نفسها "إنهن سقاطعنه حقا "
كان التوتر الذي ساد كل جنبات الصالة ملموسا ،لقد نجح "راد "بفضل تحديه الوقح في أن يجعل كل هذه الفتيات متضامنات .
همست "نولا "وهي تضغط على يد "إيلين ":
-إعتمد عليك ياعزيزتي ،سأتركك الآن ،لابد أن أذهب لأرى ما إذا كانت الأمور تسير على مايرام عند باب الدخول .
اندست "نولا "بين الموجودين حينما كان المثمن يعلن عن فتح باب المزايدة .
ساد صمت تام .
جال "راد "-وابتسامة ساخرة تعلو شفتيه -من وجه إلى آخر .
كان من الواضح أن الصمت المستمر لايزعجه .
فكرت "إيلين ":لكن هذه المسكينة "نولا "لابد أنها مضطربة .
إنها اعتمدت علي "لابد أن أفعل ما طلبته مني ...نعم ،لكن ما المبلغ الذي لابد أن أدفعه "
اصر المثمن :
هيا أيتها السيدات ،قلن أي رقم !عرض واحد ثم ننتقل إلى المرشح التالي ،وهو طبيب صيدلي يبلغ طوله مترا وثمانين سنتميتر ا وصاحب مركب سياحي وشاليه في الجبل .
تعالت صيحات الإعجاب والتصفيق ،لكن عندما أعاد المثمن العرض على "راد "مرة أخرى خيم الصمت من جديد .
قالت "إيلين "لنفسها :"إنه الآن ولن يكون بعد ذلك ".
قالت بصوت مرتعد :
-أود تقديم عرض .
على الرغم من النظرات الساخطة الصوبة عليها أجبرت نفسها على رفع يدها .
اقترحت :
-آه ..خمسة دولارات ؟
كرر الثمن بدهشة :
-خمسة دولارات ؟
صاح أحد الجالسين :
-هذا كل مايساويه ؟
صاح غيره :
-بل إنه مدفوع فيه أكثر ممايلزم !
هز الضحك الصاخب الصالة كلها .
عجل المثمن بتنزيل مطرقته :
-خمسة دولارات !مبيع إلى المرأة ذات الفستان الوردي !
بدأ الحاضرون يصيحون في "إيلين "صعدت نحو المنصة وسط الصراخات العدوانية .
تذمر "راد "وهو يصعد المنصة ؛
-الصغيرة "إيلين "هي التي جرت لنجدتي ،ما الذي دفعك إلى ذلك ؟
-إنها أمك التي طلبت مني ذلك ،إنها كانت تبكي .
-أسلحة أمي فعالة دائما ،إنها تلجا إليها بمحض إرادتها لكي تنفذ مطالبها وهأنت خير مثال على ذلك ؟
-إنها ليست خدعة ،إنها مرتبكة حقيقة ،ولابد عليك من الخجل لانك جعلتها تبكي !
وصلا إلى باب الخروج ثم بدأ "راد "يضحك .
-"إيلين "ألم تفهمي بعد ؟لقد لعب آل "رامزي "جيدا في هذه الليلة .
تحدثت مع "فانيسيا "قبل أن تأتي ،كانت تعرف أن تيمون لابد أن يكون المتسابق الأول وتدبرت أمرها حتى تصلي انت متأخرة ،ثم تأتي أمي بعد ذلك وتقنعك بالمزايدة علي أمام الطبقة العليا في "هوستون "لن تغفر لك هذه السيدات لأنك كسبتني .
أجابته "إيلين ":
-على أية حال لا أنتمي الى طبقة عليا او سفلى .
-هل الأمر عادي لك بأن تكوني منبوذة ؟
قالت "إيلين "في قرارة نفسها :"لو كانت "نولا "أو "فانيسيا "في مكاني لكانتا اشعلتا النار ووضعتا رأسه في الموقد .
قالت :
-إنني دائما منبوذة وقد اعتدت ذلك .
صعد الطبيب الصيدلي الذي كان الجميع ينتظره بفارغ الصبر .
صاحت امرأة :
-مائة دولار !
ارتجفت "إيلين ":
-مائة دولار ؟لم أكن أعرف أن المزايدة يمكن أن تكون عالية .
قال "راد ":
-بالنسبة ل"تيمون "فإن "فانيسيا "وصلت حتى مائة وخمسين ،لم ينخفض أي عرض قبل عرضك عن سبعين دولار ،كان هذا العرض خاصا بموظف في شركة مواكب الدفن .
-لو كنت أعرف كنت عرضت نفس ما عرضه دفان الموتى .
لم تستطع "إيلين "منع نفسها من الضحك وكذلك "راد ".
-"إيلين "لاأعلم ماذا أصنع بك ...لم يكن يهمني أية امرأة أخرى قد تثور أعصابها لانها أصبحت منبوذة ،لكن هذا ...أضحكك !
-بألتأكيد لا أقبل أن يلاحقني الأخرون بصياحهم ،جميع السيدات ساخطات لأن "راد رامزي "فلت من فخهن ،لكنني لاأشعر بأنني مستهدفة لشخصي .
-إيتها المسكينة "إيلين "إنك لطيفة حقا ...ربما أكثر من ...
-ها..ها..هاهي مجاملة من فرد من عائلة "رامزي "!إنني غير نادمة على الدولارات الخمسة التي دفعتها .
-لكن إذا وفيت بعهدي فإنني سأجعلك تتناولين الشراب وأغطسك في مغطسي ؟
-إنني لاأفكر إلافي سهرة "فانيسيا "!
قال في نفسه :"لابد أن أنصرف ،لقد وعدت نفسي بألا ابقى في أي مكان تتواجد فيه ،سواء في مزايدة أو غير ذلك "...
لكن كان ل"إيلين "السبق :
-حسنا ،لقد فعلت الآن ماطلبته مني "نولا "،لابد أن أعود إلى منزلي في التو ،عمت مساء يا"راد ".
أمسكها من ذراعها ،صمت لحظة :
قال بعد تردد:
-انتظري دقيقة ...والسهرة ؟لقد دفعت من أجل الحصول عليها .
أجابته "إيلين ":
-لست مدينا ألي بأي شيء .
ثم أضافت بنبرة ما لتثير ضيقه :
-كما أنني أعلم أنك لاتحب أن يراك أحد بصحبة امرأة منبوذة .
على الرغم من إنه كان يعرف أنها تسعى لمضايقته إلا أنه انفجر فيها قائلا:
-إن معاملتك كأمرأة منبوذة أمر خارج نطاق المناقشة !سأخبر "فإنيسيا "أنك زايدت بناء على أمر من أمي حتى تتم البيعة بمنتهى البساطة ،يمكنها أن تضيف أيضا أنك حاولت أن تصغري من شأني بتقديمك الدولارات الخمسة ،سأطلب منها أن تحكي لكل صديقاتها ما حدث .
-لن تفعل "فانيسيا "هذا أبدا .
-"فانيسيا "ستفعل ما يطلبه منها أخوها الأكبر !خصوصا انها مدينة لك بهذا بعد أن خطفت صديقك الصغير !
-كل هذا لايهمني حقيقة يا"راد "إنني لاأرغب إلاشيئا واحدا وهو نسيان كل ماحدث والعودة إلى منزلي .
تملك من يدها :
-أتفقنا ،سننسى كل شيء ،لكنك ستخرجين معي .
قالت محذرة :
-لست أنوي تناول الشراب أوأخذ حماما بمنزلك .
قال بابتسامة غريبة جعلت قلب "إيلين "ينتفض ":
-ألا تعرفين ما تفتقرين إليه ...هل هناك مكان معين ترغبين الذهاب إليه ؟
-نعم ،لكن ربما لايعجبك ،"تروي "قال أنه يوجد به مالايتوافق مع العصر ولم يرد الذهاب إليه .
-منذ متى وقد أصبح ل"تروي "سلطة على هذا المكان ؟اخبريني باسم هذا المكان وسأصطحبك إليه !
-"جيليز"،هل فهمت ما أقصده ؟هذه الحانة الليلية التي رأيتها في فيلم مثل "جون ترافلتا "حيث امتطى ثورا آليا .
-متأسف يا ملاكي لكن "تيمون "كان محقا ،منذ أن تم تصوير هذا الفيلم فإن هذه الحانة أصبحت فخا حقيقيا للسائحين ،لاترغبين بألتاكيد الذهاب إليه حتى لايتم حبسك بداخله .
-إنه انت الذي لاترغب الذهاب إليه ،أن الخروج مع امرأة لا تنتمي إلى طبقة اجتماعية عالية إلى جانب الذهاب إلى فخ للسائحين فهذا ليس بالأمر السهل أن تطلبه من أحد أفراد عائلة "رامزي "!
-آه ،حسنا ،إنك عنيدة لكنك رقيقة ،هيا بنا ،لنذهب إلى هناك مادمت ترغبين هذا .



الفصل السابع

دخل الإثنان إلى هذا المشرب الفسيح الذي يشبه جراج الطائرات المزدحم .
تذمر "راد "الذي لم يفلح في إفساد متعة "إيلين ".
-لايوجد هنا غير الفلاحين .
جلسا إلى مائدة في أحد الجوانب ونظرا إلى من يشربون ويرقصون .
كان الشجعان يواجهان الثور الآلي الشهير ،تمسك أحدهم به مدة زمن قياسي ونال تصفيقا حادا على نجاحه .
قالت "إيلين ":
-هذا الرجل بألتأكيد معتاد على المجيء هنا ،أرى أنه يوجد هنا لون محلي قديم .
تفحص "راد "ساعته بإصرار :
-هل أنت سعيدة باللون المحلي ؟أنا نعم ،لقد سعدت أكثر مما ينبغي .
-أنه مسل ولكنني في المرة القادمة سأرتدي بنطلون جينز .
-إنك انيقة جدا ،امرأة مبتدئة مثيرة في حفل شعبي ،تأثير ذلك مدهش .
-إنك تستمتع إذن ،لكنك لاتود الاعتراف بذلك .
قال بعد أن رأها تشرف الكأس الثالثة .
-هيا بنا نرقص ،ليته يمكنك الوقوف .
ابتسمت وتمسكت به حينما جذبها نحو حلبة الرقص .
-لم افقد وعي تماما من الشراب ،كنت أرغب دائما في المجيء إلى هنا وهانا أتيت إلى هنا .
احتفظ في البداية بمسافة بينهما لكنه جذبهما نحوه بعد ذلك .
تركته يفعل ذلك وأغمضت عينيها ،كان صوت الموسيقى يشغل بالهما عن التفكير في أي شيء ،لقد وضعهما في هالة لايحس بها غيرهما .
ظلا متعانقين فترة طويلة غير مدركين مايدور حولهما من صخب الحاضرين والضجة التي يثيرونها من حولهما .
لقد توالى إيقاع الموسيقى السريع ثم البطيء دون أن يشعرا بذلك .
لقد بدا أنهما سبحا نحو منطقة الأقتراب منها محظورا إلاللمحبين فقط .
لكن فجاة أعلن عن الرقصة الأخيرة .
ارتجف "راد "لقد أحس بأن رأسه يلف دون أن يشرب ،لم يكن يدري ماذا حدث له وما سبب هذه الحالة التي يوجد عليها ،هل هذا بسبب اقترابه من "إيلين "التي يأخذها بين ذراعيه أم ماذا بالضبط ؟إنه هو نفسه لايدري ماحدث له .
قال بصوت أجش :
-هيا بنا نخرج من هنا .
أمتثلت "إيلين "لما قاله في صمت تام .
عادا إلى مائدتهما وأخذ حقيبة وصدرية الصوف الخاصتين ب"إيلين "وتوجها نحو باب الخروج .
فوجئا ببرد الليل .
قال :
-كان يجدر بك أن ترتدي معطفا ،هذا الثوب الخفيف جدا لا يناسب جو منتصف شهر ديسمبر .
قال محدثا نفسه :"هانا قد بدأت في التحدث مثل أمي ".
-لاأشعربالبرد .
سأصطحبك حتى منزلك .
تركت له عجلة القيادة ،حاول "راد "أن يركز انتباهه في القيادة حتى يطرد ذكرى الساعتين الأخرتين ،لكن بلا جدوى ،كان كل شيء في "إيلين "...لا!
همس :
-إنني أتساءل مع من قضى "جاد "سهرته .
-أمل أن تكون بينتا رقيقة واتمنى أن يكونا قد استمتعا بسهرتهما مثلنا .
-سهرة جهنمية ،نعم !سأعود بك إلى منزلك أنجو بنفسي .
تساءلت وهي تضع يدها على ذراع "راد :
-لماذا ؟
-اتفضلين الذهاب إلى منزلي ؟كدت تفقدين وعيك بسبب الشراب الذي تناولته ولا يسعني إلاصب الماء على رأسك .
-إنها الخبرة ...
قال في نفسه :"إنها حمقاء ".
ألقى نظرة سريعة على "إيلين "،إنها جميلة ...جميلة جدا !
حدث نفسه مرة أخرى :"تبا لك يا"إيلين "إنك فاتنه ".
ثم اصطدم بنظرات دلالها .
هدأه قدر البراءة الذي يراه في عينيها ،هذا هو الفخ إذن ،كيف يستمتع بمغامرة عاطفية ،غير مكتوب لها الاستورار حتى ولو يوما واحدا بينما تنظر "إيلين "إليه بمثل هذه البراءة ؟
ركن السيارة أمام منزل "إيلين "ورأها نائمة ،تأملها لحظة قبل أن يخرج من السيارة .
فتحت "إيلين "عينيها عندما حملها "راد "بين ذراعيه ،تركته يفعل ذلك وهي سعيدة ومتواطئة ،فتح الباب وتردد على عتبته .
قالت له بعينيها "نعم ".
دخل وأغلق الباب وراءه ثم اجتازالصالون وألقى نظرة سريعة على السرير والأخرى على الاريكة وكانت حجرة "ميجين "و "كولين "اللتين جاءتا لمرافقة الطفلتين .
كان هناك بعد مسافة بسيطة باب غير مفتوح تماما .
قالت "إيلين ":
-إنها حجرتي .
دخل "راد "ودفع الباب بقدمه ،رفعت "إيلين "رأسها نحوه ونظرت إليه نظرات كلها هيام وعشق ،أنزلها "راد "ووقفت أمامه ،لما كانت متأثرة بوقوفه إلى جانبها خارت قواها .
قالت متلعثمة :
-أحبك .
كانت كلمتها تتلالأ من تلقاء نفسها ،لقد اتخذت هي المبادرة واعترفت له بحبها .
لما كان دهشا من اعترافها له أبتعد "راد "عنها .
-"إيلين "،ما الذي دفعك إلى قول ما قلته ؟
نظرة إليه دون أن تفهم شيئا ،إنها لا تدري هل أعترفت له بحبها لما أحست به بعد هذه السهرة أم لأنه اصطحبها إلى منزلها ؟لم تكن تدري بالضبط أن كان "راد "لا يفهم حقيقة الدافع لاعترافها له أم أنه يتظاهر بعدم الفهم .
قال مصرا :
-إنه ابتزاز .
قالت بدهشة :
-ابتزاز ؟لكنني لم أطالبك بشيء !أردت ببساطة أن أعبر عما أشعر به .
قال متذمرا وهو يضع يديه على كتفيه بغرض أن يبعدها :
-"إيلين "...
لكنه أحس بأن جسدها ينتفض تحت تأثير يديه .
صاح فيها قائلا :
-أرجوك اصفعيني !كفي عن أن تكوني لطيفة ومتفهمة جدا .
سألته بنبرة تنم عن إحباطها :
-هل ترغب في مشهد مثل المشهد الذي كان مع "بيريل "؟لست قادرة على هذا يا"راد "حقيقة غير قادرة عليه وأنا متأسفة .
-آوه أيتها الحمقاء !
جذبها نحوه من جديد .
-إنني لا أطلب منك أن تقلدي "بيريل "أو أي شخص أخر ،إنني مجنون بك على حالتك هذه ...إنني لا أريد هذه النوعية من المشاعر .
لا أريدها حتى لو كانت تساوي كل شيء في الدنيا .
همست وهي متأثرة جدا لأنها أحست أنه بدأيخفف من حدة تعامله معها !
-"راد "أيها المسكين .
رد عليها وقد بدا عليه التأثر من كلامها .
-آه ،نعم أنا مسكين !عندما أفكر فيما قد دبرته ...إنها المرة الأولى التي تتغلب علي فيها الهواجس ،إنني لاأعرف نفسي الآن ،لقد انهار كل شيء .
قالت متلعثمة :
-هل ...هل تحبني حقا ؟
بدا "راد "متحيرا ومترددا ،لم يعرف بماذا يجيبها ،هل يقول نعم أم لا؟
إنه هو الذي اتخذ قرار بعدم الارتباط بأي امرأة بعد فشل زواجه الأول .
أجابها اخيرا :
-إن طفلتيك وأخواتك الصغار موجودات في الجانب الآخر من الدهليز ،ماتفكرين فيه غير ممكن ،ستذهبين للنوم الآن بمفردك .
ربما نكون فب المرة القادمة بمفردنا وسيتاح لنا مزيد من الوقت ...
تصبحين على خير يا"إيلين ".
أراد أن يقبل جبهتها مثلما تقبل الأم ابنتها الصغيرة عندما يحين موعد نومها لكنه عدل عن رأيه .
-على العموم شكرا لك يا"راد ".
-تشكرينني على أي شيء ؟
-لكونك صبورا .
حدق فيها قائلا :
-الم تقرئي الرسالة التي انتشرت هذه الليلة في حفل المزايدة بالفندق ؟إنني واحد من أوغاد "هوستون "وإنني أشعر بالفخر لكوني هكذا .
قالت وهي تقترب منه بشدة :
-ولم لا ؟
-"إيلين "إنك أمكر امرأة عرفتها من جميع النساء اللاتي تعرفت عليهن ،إنك لاتنافسين ولاتطلبين أي شيء ودائما لا ترفضين بل موافقة على الفور وأرى على شفتيك أجمل ابتسامة ...ونتيجة لذلك صنعت بي ما تريدينه .
ردت عليه بمكر :
-إننا منسجمان ومثقفان إذن ،أنا وأنت .
انفجر "راد "في الضحك :
-إلى السرير الآن يا"إيلين ".
أبعد ذراعيها عنه وخرج من الحجرة.
قالت له :
-سأخذ حماما أولا .هل يمكنك إغلاق الباب بالمزلاج بعد رحيلك ؟
-بالتاكيد .
أسرع نحو الباب محاولا ألايفكر فيها وهي في المغطس أو ...صاح حينما وجد كاري بت في الدهليز :
رفعت نحوه وجهها الصغير المتلألئ من الدموع .
قالت منتحبة :
-أريد أمي.
-إنها توشك أن تأخذ حمامآ.ماذا يمكنني أن أفعله من أجلك؟
-لقد رأيت كابوسآ.أريد أن أنام مع أمي...
رفعها *راد*بذراعيه:
-أي حلم؟
-وحش!
-دراجة بخارية كبيرة.دراجة بخارية فظيعة انقضت علي...ألقت رأسها على كتف*راد*.
تذكر *راد*:دراجة بخارية.دراجة *تيلر*البخارية.اليوم الذي هجم فيه على *إيلين*.
على الرغم من حداثة سنها كانت الطفلة لإتزال تحتفظ في عقلهاالباطن بصورة مخيفة.
أكد *راد*لها:
-*كاري*,لن تعود هذه الدراجة البخارية مرة أخرى.أعدك بأنني لن أدع أي شيء أوأي شخص يؤذيك.هل تصدقينني؟
تفرسته *كاري بت*دون أن تنطق بأية كلمة .كان*راد*يشعر بالحزن في هذه اللحظة لأنه يفتقر إلى خبرة التعامل مع الأطفال.ماذا يمكنهأن يقول أيضآليطمئن الطفلة؟
واصل حديثه:
-هل تعلمين أنني أكل أوأشرب أي شيء عندما لاأتمكن من النوم في منتصف الليل.ما رأيك فيما قلته؟
لقد قال*راد*بالفعل ما كان يلزم قوله.فور الانتهاء من حديثه اعتدلت الطفلة الصغيرة وأضيء وجهها.
صاحت قائلة:
-جاتوه وعصير فاكهة.
أجابها *راد*وهو يبتسم :
-يالها من فكرة مدهشة:
حملها إلى المطبخ وأضاء النور.
وهويجلسها على كرسي:
-يمكنك أن تخبريني أين توجد احتياجات هذا المنزل.
تحت توجيهات *كاري بت*أعد *راد*صينية تحتوي على جاتوه وعصير فاكهة وبسكويت.
اقترحت الطفلة وهي سعيدة بهذه التجهيزات:
-هل نشغل التلفزيون؟
-لايوجد برامج للأطفال في هذه الساعة.
-يمكننا أن نضع شريطآ في الفيديو ليعرض لنا قصة.
أسرعت نحو الصالون وفتشت الدولاب ثم عادت وهي تلوح بالشريط.
ها هو الشريط!
قرأ*راد*على العلبة حيث يتواجد طائر أصفر ضخم:
-الطائر العجيب.
ثم قال موجهآ حديثه إلى الطفلة:
-من الأحرى أن نسمي هذا الطائر بالطائر الغريب.هل أنت متأكدة أنه لن يجعلك ترين أحلامآ أخرى؟
-آه.كلا!إته صديقي.هل سنشاهد الشريط معآ؟أرجوك؟
دست يدها الصغيرة في يد*راد*ورفعت نحوه وجهها الباسم.
أحس *راد*بعطف ورقة شديدين نحو الطفلة في هذه اللحظة.
إنه غريب حقآ!هذا الرجل شعر منذ أول مرة رأى فيها طفلتي *إيلين*بالعطف والرقة تجاههما على الرغم من أنه يبدو قاسيآ.
كان غريبآحقآأن تسعد زوجته السابقة*بيريل*حينما رأته مع هاتين الطفلتين وظنتهما طفلتيه والأمر الغريب حقآهو أنه لم يعطها أي توضيح وجعلها تعتقد أنهما طفلتاه.
جلس *راد*بجانب *كاري بت*على الأريكة التي تضع الصينية على ركبتيها ,إنها لم تعد تشعر باية رغبة في النوم.لقد غطى صوتها المرح على صوت التلفزيون .كان*راد*يشاركها مرحها وسعادتها,لكنه فجاة شعر بالضيق من هذه السعادة غير المتوقعة.
هل سيصبح أبآ؟لقد أخبروه ذات يوم أنه لن يصبح أبآ.
لقد شعر بالهم والكرب كعادته دائمآ عندما تذكر هذا اليوم المفجع .
كانت تلك هي نفس اللحظة التي اختارتها *كاري بت*لتصعد على ركبتيه وهي تمسك كوب عصير الفاكهة في يد وقطعة الجاتوه في اليد الأخرى.لابد أن يتجنب هذا بسرعة ويتلاشى الألم.
لكنه تذكر مع ذلك المشهد وكأنه حدث بالأمس .تذكر الحوائط البيضاء للعيادة والبرودة التي تسيطر عليها والصوت القوي للطبيب وهو يخبر*بيريل*بأنها قادرة تمامآ على إنجاب أطفال.وشعر في نفس الوقت بالطبيب وهو يتجه نحوه ببطء وقد كان هو ذلك الشاب الفخور جدآ برجولته حتى ذلك الوقت...ياله من هول!
لقد دوت كلمات التقرير الطبي في أذنيه بشكل مخيف.لقد ماتت آمال *راد*!ماتت آمال *بيريل*التي أعلنت مرارآ وتكرارآ أنها تريد إنجاب أطفال كثيرين!ماتت أمال *رامزي*كلها:الأب والأم والإخوه وأخته.لقد كانوا يحسبون الشهور بنفاد صبر منذ زواج الابن الأكبر.
يالها من صدمة !تذكر *راد*أيضآموجة الألم والغضب التي ثارت بداخله.إنه تذكر أيضآنظرات *بيريل*التي ألقتها عليه فجأة.لقد انهارت حياتهما وتحطم زواجهما.لقدأدركا هذا بالفعل في اللحظة التي قرأفيها الطبيب نتيجة تحاليلهما.
تعدد الشجار وكثر بينهما.لم يستطع أحد منهما أن يتقبل هذا المصير بسهولة وما ألت إليه حياتهما.
عرف *راد*في أواخر أيام حياتهما الزوجية أن *بيريل*تخونه لكن الأمر بدا له عاديآ مادأم خان نفسه بنفسه.
أخذ *راد*من*بيريل*وعدآ لدى انفصالهما بألا تكشف نتيجة التحاليل الطبية إلى أي شخص وما زالت *بيريل *حتى الأن محافظة على وعدها.
ينبغي ألايعلم أحد بالحقيقة .لاوالده الذي أعتبره غير موفق.ولا *جاد*أو*فانيسيا*أو*ريكي*لن يتوانو ا عن السخرية منه .ولاأمه التي تحاول تارة أن تواسيه وتارة أخرى تبدي تذمرها على إخفاقه.
إنن *سلاد*فقط هو الوحيد القادر على التصرف بمهارة وحنكة.
لكن *راد*لم يستطع أن يبوح له بسره.لقد نجح*سلاد*فيما فشل فيه*راد*:لقد أنجب طفلة من*شارون*.هذا غير محتمل ولا يطاق!
منذ ميلاد الطفلة و*سلاد*يعتبر بطلآ في عيونآل *رامزي*.إنهمقتنع تمامآ بأتهم لن يغفروا لع عجزه.
ومن ثمأخذ يسيء إلى صورته كرجل عازب قاسي القلب وبناء عليه تجنب أي علاقة جادة .لقد علمته الحياة أن الحب بالنسبة للمرأة يعني "الزواج "و"الزواج"يعني"أطفالآ".إن النساء لا يستمتعن بحياتهن إلا مع وجود أطفال.
لا.إنه لم يعد يحتمل أن يرى نزاعات متكررة ومتشابهة لما كانت تحدث مع *بيريل*في أثناء حياتهما الزوجية.إنه لن يترك أي أمرأة تنتظر منه ما لن يستطيع أن يمنحها إياه.
لقد أشتهر في *هوستون*بانه محطم القلوب .إنه لن يتورع في إخبار النساء اللاتي تقابلنه بأن مغامرتهما العاطفيه معآلن تستغرق وقتآ طويلآ. إذغ كان هناك ضحايا لهذه المغامرات فإن النساء هن اللاتي ينطبق عليهن ذلك بالتاكيد.
-بدا لي أنني سمعت التلفزيون...
أخرجه صوت *إيلين*من أفكار ه الكئيبة.
كانت واقفة على عتبة الباب مرتدية الروب وقد جحظت عيناها من فرط الدهشتها.
صاحت *كاري بت*بحماس:
-أمي !تعالي وشاهدي الطائر الغريب معنا!
تعجبت *إيلين*.
هل أنا أحلم أو ماذا بالضبط ؟هل تعلمين أنها الرابعة صباحآ؟
لماكانت خائفة أن تأمرها بالذهاب إلى النوم أدارت *كاري بت*ذقن *راد*نحو شاشة التلفزيون:
-انظر!لقد أنقذ الطائر نفسه!
قال*راد*المبتهج بسبب سعادة الطفلة:
-هيا إذن!ها قد وصلنا إلى منتصف الفيلم.لم أعلم ماإذا كنتسأتحمل هذا.
قالت *كاري بت*:
-لاتقلق.إنه ممتع للغاية.
عبرت *إيلين*الغرفة وجلست بجانب*راد*.مرر ذراعه-دون أن ينطق بأية كلمة-حول خصرها وشعر برأس الرأة يميل على كتفه.
صاحت *كاري بت*:
-الأن لدي أب وأم مثل الطفلة الصغيرة المولودة.إذغ أردت يمكنك أن تصبح والد *كورتني*أيضآ.
داعب *راد*شعر المرأة.تنهدت *إيلين*وتجنبت الرد على ابنتها.
قال *راد*مفكرآ في قرارة نفسه:السكوت علامة الرضا.لكن ماذا أقول؟
لقد بدا صوت التلفزيون واضحآ.قاوم*راد*النوم بكل قوته.

& & & & & & & &
-ماذا تلعبون أنتم الثلاثة؟
استيقظ ثلاثتهم -*راد*و*إيلين*و*كاري بت*-فزعآ.تأمل *سلاد* الفرحان شكل أخيه و*إيلين*المنهارين على الأريكة و*كاري بت*ممدة بجانبهما.
دخلت *شارون*بدورها إلى الحجرة وهي ممسكة الطفلة الرضيعة بين ذراعيها.
قال *سلاد*مفسرآ:
-لقد أحضرنا معنا "الكرواسان".
في هذه اللحظة ظهرت *ميجين *و*كولين*و*كورتني*.
قالت *كولين*وهي تشير إلى الثلاثي المسترخي على الأريكة:
-لقد وجدتهم على هذا الحال في الصباح والتلفزيون مفتوح!
قفزت *كاري بت*على قدميها وجرت نحو *سلاد*.
-هل ستعطيني "كرواسان"؟إنني جائعة جدآ!
صاحت *كورتني*:
-أناأيضآ!أناأيضآ!
قالت *ميجين*:
أعطيني إياه لأضعه في طبق.لقد صنعنا القهوة .هل هناك من يريد تناولها؟
قال*راد*متذمرآ ومازال النوم باديآعلى صوته:
-ولم لا؟
تبعت *كاري بت*و*كورتني*الفتيات إلى المطبخ.
سأل *راد*:
-كم الساعة الأن؟
كشفت له نظرات أخيه المرحة-فجاة -عن أنه يمسك *إيلين*بين ذراعيه.تخلص من هذا المقف في الحال.اعتدلت المرأة وحاولت أن تصفف شعرها بيد مترددة.
قالت *شارون*:
-إنها العاشرة تقريبآ.هل قضيت الليلة هنا؟
-لابد أنني نمت في أثنا ء الفيلم ومن ثم لم أعرف ما إذغ كان هذا الطائر الأحمق أنقذ نفسه!
ثم توجه إلى *إيلين*متسائلآ:
-وأنت,كيف تشعرين؟
-جامدة مثل الخشب.
قال *سلاد*ساخرآ:
-كل هذا لا يفسر لي كيف تواجدتما أنتما و*كاري بت* على هذع الأريكة.
وبقايا الطعام تحيطهم .ثم يبدو انكما انسحبتما .لما احمر وجهه من الارتباك نهض*راد*واقفآ وخطا بضع خطوات في الحجرة.
-حاولي أن تفسري له.
أقتربت منه واحتضنته.
ارتبك *راد*من براءة هذا الاعتراف الصامت في وجود *سلاد*و*شارون*.
أدارت *إيلين*رأسها نحو أختها وزوجها ثم قالت مفسرآبنبرة مطمئنة:
-بدا كل شيء في الليلة الماضية وقد راهنت على *راد*بخمسة دولارات وربحته.


الفصل الثامن


كان تفسير الموقف هو الشغل الشاغل للأشرة.
في كل مرة يسألها أحد عن الوقت الذي بدأت فيه تخرج مع *راد*كانت تكررنفس القصة داعية السماء أن تتوقف السئلة عند هذا الحد.
ماذا يمكنها أن تقول عن علاقتها ب*راد*؟
أما هو فإنه توجد علاقة بينهما .غاية ما في الأمر أنهما يتقابلان وهذا هو الموقف برمته ومن ثم فليس هناك ما يدعو أن نطلق عليه أي اسم.
كان الاثنان يلتقيان كل مساء لم يتصل بها قط نهارآ.كان يكتفي بالذهاب قبل السادسة بقليل ويجلس إلى المائدة مع*إيلين*و الطفلتين أو أنه يصطحبهن جميعآ إلى العشاء خارج المنزل وخصوصآ في أحد مطاعم المركز التجاري الذي اعتادت الصغيرتان الذهاب إليه.
بعد العشاء كان *راد*يحظر حمام الطفليتن .كان يبقى في بداية الأمر على عتبة الحمام ثم أخذ الأمر على عاتقه فيما بعد بينما كانت *إيلين* تستريح في الصالون.
كان *راد*و*إيلين*-بعد نوم الطفلتين -يشاهدان شرائط فيديو فقد كان الاثنان يحبان أفلام "هيتشكوك"وأفلام الغرب المريكي التقليدية.
كانايتحدثان معآ لدى استماعهماإلى الموسيقى لأنهما اكتشفا والفرحة تكسوهما-أن لديهما ما يقولانه لبعضهما البعض وكانت محادثتهما هادئة وتنتهي في أغلب الأحيان بالضحك العالي.
كانت*إيلين*تذهب إلى الجامعة مدة يومين أسبوعيآ في المساء.كان *راد*يساعدها في الإعداد لاختياراتها.عندما حصلت على خمس عشرة درجة في الأدب الأنجليزي.هناها بحرارة لكن إحدى عشرة درجة في التاريخ أحبطته ولم يخف ذلك عنها.
كان يصطحب ر*إيلين*أحيانآإلى حصصها وينتظرها في سيارته وأحيانآأخرى كان يتركها تذهب إلى الجامعة بمفردها ويعود هو إلى منزله.
حير وجود*راد*كلآ من *ميجين*و*كولين*اللتين اهتمتابرعاية الطفلتين في هاتين الأمسيتين.لكنهما امتنعنا عن توجيه أي سؤال.
ذلك التحفظ الذي تعترف به*إيلين*لأنها لاتعرف بماذا تجيبهما.
منذ الليلة الشهيرة التي كانت الأمور أن تأخذ مسارآأخربينهما فإن *راد*لم يقبلها أو يداعبها.وياله من يوم حينما أفصح عن عدمقدرته على منع نفسه من لمسها!
ليس عليها أيضآ أن تلقي نفسها بين ذراعيه!
لقد بدا أنه وصل إلى مدى عظيم من التحكم في نفسه,عدا ما تقع عيناه عليه..
إذا لم تكن *إيلين*قد شعرت بنظرات *راد*اللتهبة والمركزة عليها
فإنها كانت ستقتنع بأنه مقدر عليهماأن يصبحا صديقين وتربط بينهما صداقة أفلاطونية مثل التي تربطها ب*تروي*.
إنه موقف غريب لايبدو أته سينتهي إلى الأبد.
في أثناء ذلك الوقت هامت *إيلين*-رويدآرويدآ-بهذا الرجل التي اكتشفت أنه طيب القلب...ذلك الرجل الذي يستمع إليها بقدر من الاهتمام ويتقاسم أوقاتهامع طفلتيها...ولكن لايشاركها حبها الذي يمكن داخل قلبها الذي يضطرم في كل مرة تراه فيها.
كانت*إيلين *تسأل نفسها أحيانآبعد رحيل *راد*:هل هذا حقآما يريده ؟كيف ستخرج من هذا الموقف ؟
إن آل *رامزي*لايظهرون قدرآ من الحنكة التي يظهرها ال*برادي*ولا يخفون فضولهم.
في أثناء عشاء عيد الميلاد*ريكي*الذي تم قبلليلة رأس السنة بأسبوع أطلق والدا *راد*بعض الأسئلة غير المتحفظة.
رفع*راد*-ردآعلى تساؤلاتهما -حاجبيه وركز نظراته وعلت شفتيه ابتسامة ساخرة,فقد فعل مالم يتوقعه أحد والتزم الصمت.
دندنت *إيلين*بصوتين غير مفهومين ثم انكبت على طبق طفلتيها اللتين لم تكونا في هذه اللحظة في احتياج إلى مساعدتها.
قالت *نولا*وهي تتصنع خبث القرد العجوز الذيلم يتعلم التكشير :
-حسنآ...حسنآ,أظن أننا سنطلع على الأمر عندما تأتي اللحظة المناسبة...نحن نقدر ذلك جيدآ.أليس كذلك يا*كونتين*؟نحن لسنامن نمط الناس الذي يدس أنفه في الحياة الخاصة بزوجين شابين.
قال*كونتين*:
بالتاكيد.أعطني فقط يابني مهلة ساعة أوساعتين حتى يمكنني الذهاب للبحث عن خاتم أم جدتك في الخزاته.
قالت*نولا*مفسرة:
إنها أم جدتي العزيزة.إنه يتحدث عن ياقوته مرصعة بالزمرد.
أرادت جدتي أن تمنحها إلى زوجة الأكبر.
قالت *فانيسيا*بخبث:
-زوجته الأولى أم الثانية؟إنني لاأتذكر أن *بيريل*لم تحصل على هذا الإرث المزعوم قط.
قالت *نولا*بصوت متملق:
-الأمر لايخصها.إنها ستصبح هدية نموذجية في عيد رأس السنة,ما رأيك في ذلك يا*راد*؟
احمرت*إيلين*وألقت نظرة توسل إلى أخواتها لكنهن يشعرن بالضيق مثلها تمامآ.
همهم *جاد*:
-هاهو الاحترام الراجع إلى الحياة الخاصة بزوجين شابين ,ليتك تبوح بكا شيء يا أخي العزيز!متى سيكون اليوم العظيم ؟من سيكون ضيف شرفك؟أنا أم هذا البرجوازي *سلاد*؟
التزم*راد*الصمت.
مالت *إيلين*على طبق ابنتها *كورتني *وحاولت أن تقلد *راد*في هدوئه على الرغم من أن أذنيها مضطرمتان.
قهقه *ريكي*:
-اضحك بقدر ما تستطيع يا*جاد*.سيأتي دورك في القريب العاجل.أنت و*تارا*فلا تنس ذلك!
لم تكن *تارا*قد عادت من جامعتها بعد وينتظروصولها بعد عدة أيام.
-إذا كنت تعتقد أنك ظريف ياأخي الأصغر المسكين فمن الأحرى أن أموت عن...
تدخلت *ميجين*بشجاعة:
-لاتهنما ب*تارا*.إنها دائمآ ما تقول:إنها تفضل قبول وظيفة في بيروت وسط الحرب على أن تتزوجك.
تعجبت *فانيسيا*:
-إنها محقة تمامآ!
همست *إيلين*في أذن *شارون*:
-هذا رد سريع.
كما هو أستشاط*جاد*غضبآ-في التو-بسبب سخرية أخته منه.
-لاحظت أن حياتك في الأونه الأخيرة أصبحت ...ماذا أسميها؟...حياة كئيبة ياأختي العزيزة.يبدو لي أن "تروي تيمون"لم يتذكرك بعد المزايدة عليه.هل أنا مخطئ؟
قالت *فانيسيا*بضيق:
-لاأرغب في التحدث عن ذلك.
تعجب *جاد*
-ياللمسكينة *فانيسيا*!لقد راهنت بألف دولار على هذا الشخص حتى تسترعي انتباهه إليها لكن أتعرفون ماذا حدث .لقد أفصح لها أنه لايرغب إلا في صداقتها!
انتظرت *إيلين*بقية الحكاية بفارغ الصبر .لقد حكى لها *تروي*كيف تصرف ليحبط حماس*فانيسيا*بشكل مهذب.
واصل *جاد*حديثه:
-وبعد ذلك كان من الواضح أن هذه السهرة المشؤومة لم تتضمن أي أسرار وأجهز*تيمون*على صغيرتنا المسكينة بضربة قاضية.
-*فانيسيا*,قولي لهم:لماذا لم يعرض عليك شيئآسوى صداقته,هيا أخبريهم.
صاحت*فانيسيا*وهي تلقيمنشفتها على الأرض وتنهض وأقفه:
-أيها الوغد!
أعلن *جاد*بوضوح:
-اعترف *تيمون*لها بأنه يحب أمرأة أخرى.
ساد ضحك صاخب في أرجاء الحجرة .ضحك آل *رامزي*لأنهم وجدوا القصة مسلية.وضحكت كذلك فتيات أل *برادي*لأنهن لم يجرؤن على التفرد بعدم ضحكهن.كانت *إيلين*الوحيدة التي بقيت هادئه.
قالت *إيلين*في قرارة نفسها:أتمنى ألا يعلم أي شخص في عائلة *رامزي*بحقيقة *تروي*وإلاأصبح الأمر فظيعآ.
إن *فانيسيا*إحدى افراد أل *رامزي*ولايمكن قهرها.اعتدلت وتأهبت للدفاع عن نفسها.
صاحت:
-إنك مخطئ في ضحكك يا*راد*.خمن تلك المرأة التي يحبها*تروي تيمون*؟
تكدر وجه *راد*لدى سماعة كلمات أخته.
سألها*ريكي*:
-من يحبها إذن؟
تركزت عينآ*فانيسيا*الرماديتان على *إيلين*
تلفظت بعناية:
-لن أخبركم باسمها لكن يبدو أننا خصصنا لها الياقوتة الزمرديةالتي كانت لأم جدتنا.
سأد الصمت المطبق على صالة الطعام.لما كانت سعيدة بنفسها جلست *فانيسيا*مرة أخرى على كرسيها.
فجر *كونتين*الموقف أكثر:
-ماذا تعني هذه القصة؟"تيمون"قال:أنه يحب*إيلين*كيف تجرأ.
تساءلت *شارون*عما إذا كان"ترودي"نطق بأسم *إيلين*حقيقة أم أنه مجرد استنتاج من*فانيسيا*؟
ألقت *إيلين*نظرة اعتراف بالجميل إلى أختها.إنها لم تكشف لها عن سر"تروي"لكن أفهمتها بوضوح أن العلاقة بينها وبين "تروي"مجرد صداقة.
أجابته *فاتيسيا*:
-لم يكن في احتياج إلى أن يخبرني بأسمها .لقد رأوهما معآكثيرآ.حتى اللحظة التي رأوا فيها*إيلين*مع*راد*.
ضحك *جاد*ساخرآ:
-إنه مكر من جانبك أيتها العزيزة *إيلين*مع*راد*
إن إي فرد من آل *رامزي*أفضل بكثير من آل *تيمون*
جف حلق *إيلين* كمالوكان هناك حبل يخنقها.
فجأة بدت لها فضاضة الموقف غير محتملة .
همست وهي تنهض تاركة الغرفة:
-أرجو المعذرة:
لحقتها *شارون *في الحمام بعد عدة دقائق من انصرافها
-هل تشعرين بانك بخير ؟أيمكنك العودة إلى مائدة الطعام؟قالت *شارون *:
-لاتقلقي .لم يعودوا يهتمون بك .بمجرد أن رحلت قلبت *ميجن*على المائدة .
أعتقد أنها فعلت ذلك عن عمد .ثم جاء الدور على كورتني .التي سكبت لبنها على ركبتي *جاد*الذي بدأيلفظ الشتائم وترقرقت عينا *كورتني *بالدموع .في هذه اللحظة أخذ الجميع يعاتب *جاد *لأنه صرخ في الطفلة الصغيرة وأخافتها:
قالت *إيلين* ملاحظة وهي تبتسم رغما عنها :
-ليس لدينا الوقت للضيق هنا.
-وخصوصا عندما يجتمع آل*برادي*آل *رامزي*معا ..هيا تعالي .لن ينتبه أحد إلينا .
عادت *إيلين*و*شارون*إلى مكانهما دون أن تثار التعليقات بخصوصهما.كانت العائلة منشغلة جدا في توبيخ *جاد*الذي لم يبد أي ندم وطلب الإذن من والده بالخروج .
كان هذا السيناريو متعارفا عليه لدى آل *رامزي*الذين يقضون أوقاتهم في استبعاد أحدهم من المكتب أو من المنزل لكن دون أن يؤدي هذا إلى أية نتيجه أخرى .إن المستبعد يستعد مكانه بعد وقت غير معلوم وكان شيئا لم يحدث .
لماكان واثقا بالدور المقرر عليه نهض *جاد*وهو ينفجر مهددا ثم غادر الغرفة .
كانت *كورتني*.الجالسة على ركبتي *راد*تاكل من طبقه دون أن تهتم بمايدور حولها في هذا العالم المتالم من مأسي الأشخاص الكبار,
علقت *كاري بت* :
-ليس لطيفا أن تصرخ هكذا .
قالت *كورتني *وهي تتعلثم :
-رجل شرير..........
-*جاد *رجل شرير ولابد أن يبقى مدة ربع ساعة في مكان منعزل .
تعجب *ريكي*:
-*كاري بت*إنك قلت:رجل *وكورتني*قالت نفس الكلمة !الم يعد *جاد*أبا؟ألم تنادوه كذلك .وأنا أيضا .
أجابته *كاري بت *بجدية:
-كلا ,إنك رجل *جاد*و*تروي*كذلك .العم *سلاد*هو والد *كاثرين*.
-و*راد*؟
اكدت الطفلة الصغيرة:
-إنه والدي ووالد *كورتني*.
أضاء العطف وجه *كونتين*ثم قال:
-واضح أن هذه الطفلة فكرت في السؤال .
أحس *راد*أيضا بأنه يذوب مثل السمن المعرض للشمس .ارتسمت ابتسامة بريئة على شفتيه .حاول أن يستعيد صفاءه المعتاد .لقد أحس بانه انغرز في الرمال المتحركة حتى وصلت إلى عنقه.لاجدوى من هروبه ,لابد عليه أن يعترف بذلك .
لقد حاول أن يقاوم لكن مقاومته كانت بلا جدوى .الن يكون من الأسهل أن يترك نفسه حتى تبتلعه هذه الرمال؟لقد جذبته *إيلين *إليها رغما عنه .
تلاقت نظراته مع نظرات *إيلين *التي أدارت رأسها في التو .لكن سنحت له الفرصة لأن يرى الحب الذي تكنه له.
تساءل :لماذا يقاوم ؟فيم يفيده هذا؟
إنه يحب*إيلين*ويرغب في رؤيتها باستمرار ويدرك تماما أنها تشعر بنفس الأحاسيس تجاهه .إنه يحب طفلتيها أيضا حباكثيرا لأنهما عوضاه عن فشله في إنجاب أطفال من زوجته السابقة ومن ثم لم يكن من الغريب أن يشعر ناحيتها بعطف ورقة شديدين .إن الطفلتين تحبانه وبناء عليه فالحب متبادل بينهما .لماذا يتوقف إذن عند هذا الحد ؟إن الزواج بـامرأة مثل *إيلين *مدهش حقا .
قال لنفسه:حسنا لنجرب في هذا المساء.
&&&
&&&&&&&&&&&&&&
قالت *إيلين * حينما قاد *راد*سيارته وسط الزحام .
-كان يجدر بنا أن يستقل كل واحد منا سيارته .
كانت نظرات آل *رامزي*المفهومة وتلمحاتهم الفظة مازالت كالهم الثقيل على قلب *إيلين*.
قال*راد*:
-وزيادة على ذلك أننا رحلنا معا .لم يدهشني أن والدي سيهرول إلى البنك في صباح الغد ليسحب هذا الخاتم الفظ من الخزنة ..إنها المرة الأولى التي أتكلم فيها عنه.
-الا تعتقد مع ذلك أنهما اخترعا كل هذه القصة ؟أقصد أنهما اشتريا خاتما ويحاولان أن يجعلاه ضمن مجوهرات العائلة؟
-كل شيء آت من ناحية والدي ممكن صراحة -لقد يئسا من زواجي أناو*جاد*و*فانيسيا*وبما انني الأكبر فإنهما يركزان كل جهودهما علي .وعليك أيضا ,إنك ترتكبين حماقة بضهورك معي في كل أرجاء المدينة.
أجابته *إيلين*:
-لاأعتقد أنها حماقة ,على أية حال فإنه كل دقيقة أقضيها معك تعتبر لذيذة وممتعة .
-تعلمين أنه ..لدي فكرة لأجعل دقيقة من هذه الدقائق أكثر متعه .اتخذ صوته نبرة غريبة .قفز قلب *إيلين*في صدرها.عندما أمسك *راد*يدها لم تستطع أن تمنع نفسها من أن تنتفض .إنه يتجنب ـمنذ وقت طويل لمسها ...
-عندما تضع الطفلتين في سريرهما هذا المساء ...
ثم توقف عن مواصلة حديثة في الحال .
قال في قرارة نفسه :هاهي مقدمة لسهرة حب !
اتخذت افكار *إيلين *نفس الأتجاه .لقد قيل عنهما :إنهما يكونان أسرة حقيقية مع هاتين الطفلتين!
شد *راد*يده ووضعها على عجلة القيادة.
تنهدت *إيلين*وهي محبطة تماما .لاحظت اشتداد اعصابه وخصوصا فكه العريض .
وصلا إلى المنزل ومرت ساعة نوم الطفلتين المنهكتين بسرعة .
نفذت طقوس حمامهما والقصة القصيرة بمنتهى السرعة .
نشطت *إيلين*وهي تشعر بالأثارة والخوف في نفس الوقت مثل الفتاة المتزوجة في ليلة زفافها .
تهافت الذكريات المؤلمة عليها.
قالت في قرارة نفسها :لا!هذا لايمت بصلة إلى الماضي ,إنها البداية .رجل أخر وحياة جديدة ...
عادت إلى الصالون .كان *راد*جالسا على الأريكة .
سألها وهو يمد يده إليها:
-هل نامت الطفلتان ؟
-نعم .نامتاوذهبتا في سبات عميق .إن السهرة مع أسرتك انهكتهما تماما.
قال مقهقها:
-آل *رامزي*معرفون .باثرهم هذا على بعض الناس .
-اقصد أن هناك أشياء فعلوها في صالة الألعاب وأحضروا الوجبات و...جذبها نحوه .
-هيا .استرخي يا *إيلين *,بناء على ماأراه فإنني افضل ألا أعلن عن نياتي.
همست:
-عفوا.
-لا .لا تعتذري .إنها غلطتي .كانت تكفي دفعة في هذه الأسابيع الأخيرة لكي تسقطي بين ذراعي .
أعجبت *إيلين *بهدوئه وأحست هي الاخرى بالأرتباك.كان من الواضح أنه المرة الأولى بالنسبة لها .أما هو فكانت سهراته من مثل هذا النوع متعددة .
أجابته:
-لا-لن تمر الليلة كما تتخيل ,إنني أحبك,أعلم أن كل شيء معك سيصبح مختلفآولن أكف عن تكرار هذا لنفسي.
فهم *راد*ما ترمي إليه *إيلين*.ألقت عليه نفس النظرة التي ألقتها *كاري بت*في أثناء حملها ,لأبد أن يشعرها بحبه.
إن *إيلين*في أشد الأحتياج إلى الاطمئنان.
أكد لها:
-سيكون الأمر مختلفآ معي ,وفي البداية سناخذ وقتنا.
داعب شعرها ثم قال:
-يا عزيزتي إذا فعلت شيئآلم يرق لك فأخبرني به على الفور.
أتعدييني بذلك؟
-أعدك.
تنههد *راد*.
-إنني أحبك يا*إيلين*.
لما أحمرت من الأرتباك مثل البنت الصغيرة التي يجاملها أحد على فستان العيد,أبتسمت*إيلين*.
-عزيزتي...
وانهمرت القبلات بينهما.
سألها *راد*بعد عدة لحظات:
-هل أنت سعيدة؟
همست وهي منهكة:
-شكرآ.
-شكرآ لك أيضآ.
-إنه عظيم ,أليس كذلك؟
انفجر*راد*في الضحك.
-أرى أنكسعيدة بنفسك.
أخفضت رأسها في الوسادة.
سألته بعدها.
-هل ستبقى معي هذه الليلة؟
كان*راد*حتى الأن يتبع قاعدة معينة تقضي بأن قضاء ليلة كاملة مع أمرأة .كان يكره أن يجد نفسه في صباح اليوم التالي دون فرشاة أسنان أو موسى حلاقة أو ملابس نظيفة.
بدت له كل هذه الأشياء -فجاة -بلا معنى,
قال وهو يقبلها من جديد:
-سأبقى يا عزيزتي.



الفصل التاسع

أيقظ ضؤ الصباح *إيلين *كان *راد*متمددا إلى جوارها .لما رأته إلى جانبها تذكرت في الحال ذكريات الليلة الماضية وأحمرت خجلا.
إن كل شيء مختلف جدا عما عرفته مع *شارلي راي نيلر*!
توالت ذكريات ليلة البارحة على ذهنها .
استيقظ *راد*بعدها بلحظات ونظر إليها بعد أن فتح عينيه :
-أرجوك وفري على تانيب اليوم التالي للبلتنا.لقد قضينا الليلة معا وكانت ليلة مدهشة .ساستمر في احترامي لك .إنها لم تكن مغامرة عاطفية مؤقته .لن اتركك يا*إيلين *بل سنلتقي أنا وأنت كثيرا
حسنا -هل فكرت هكذا في كل شيء ؟هل يمكنني العودة مرة اخرى إلى نومي ؟
-ليس هذا ما أسعى إليه....
سألها بهدوء :
-ماذا هنالك إذن يا عزيزتي ؟
*راد*لقد نسيت أن ..نسيت تماما أن أتخذ احتياطاتي .لقد نسيت .أتقدر ذلك ؟..أعلم أنني أبدو حمقاء لكنني لم أفكر في هذا ولو لحظة .
سألها وقد أتخذ صوته نبرة مريرة أدهشت *إيلين *:
-هل تخشين أن تصبحي حاملا؟
جلس وأمسكها من كتفيها وأدارها نحوه.
-أتعتقدين أنني كنت سأتركك تغامرين ؟
-آه ..المرأة هي التي تجازف دائما وتتحمل تبعة ذلك .
فكرت *إيلين*في أمها التي تخلى عنهازوجها وتركها تربي بمفردها خمس بنات وفكرت في نفسها أيضا وفي بنتيها .لما تصورت نفسها حاملا في طفلها الثالث انهار قلبها .خفضت رأسها ثم واصلت حديثها:
-لاأنت ولاأنا ..
قاطعها *راد*
-لست حاملا يا *إيلين* صحيح أننا لم نأخذ احتياطاتنالكن لاداعي لقلقك أبدا .
-لكنه مع ذلك قد يحدث .
-ربما يا *إيلين*ونحن نعرف أنك قادرة على إنجاب الأطفال وهناك دليلان واضحان نائمان في الجانب الأخر من الدهليز
قال مفكرا في قرارة نفسه :طفلنا *تيلر *هذا الفظ *تيلر*كان قادرا على إنجاب طفل وأنا احد أفراد آل *رامزي*والحاصل على دبلومة والمدير العام لمشروع يلقى نجاحا مبهرا وسليل إحدى الأسر العريقةوالمتحضرة لايمكنني إنجاب طفل .لا يمكنني.
اخذ نفس ليهدأ وتلفظ بوضوح وهو يخرج كل كلمة :
-لن يحدث هذا يا*إيلين*في هذه المرة ولن يحدث أبدا.لن تحمل أية امرأة مني أبدا.
رفعت *إيلين *عينيها وتساءلت :
-ولم لا؟
قال منفجرا فيها:
-تبالك ـ لاأريد الدخول في تفسيرات طبية بشأن هذا الموضوع ؟
أدركت *إيلين *أن هذا الأحتدام الشديد يخفي معاناة أشد .أحاطته بذراعيها واحتضنته بكل ما أوتى لها من قوة .
همست :
-لسنا مضطرين للتحدث عن هذا .
أحس بعضلاته تتمدد.لا.لن تلاحقه *إيلين *بالأسئلة .لقد أثبت ذلك الصمت الرصين الذي كانت قد لاحظته عليه بعد مقابلتها مع *بيريل*في المركز التجاري.
وياللغرابة :هذا الصمت وهذه الرصانة هما اللذان دفعا *راد*إلى أن يعترف لها بسره .
قال *راد*:
-عندما تزوجت أنا و*بيريل*قام الدكتور *دوبلار *من تنظيم الأسرة بعمل تحاليل لنا كانت نتيجتها النهائية أنه لايمكنني إنجاب أطفال يا*إيلين *.
أحست أن ألم *راد*ينفذ إليها .
كانت تعرف دائما أن فشل زواج *راد *و*بيريل*راجع إلى شيء أكبر من تنافر الطباع المزعوم بينهما .لقد عرفت السبب الآن .
أن *بيريل*لايمكنها أن تحمل من *راد*لكنها ترغب من ناحيةأخرى في إنجاب الأطفال ومن هنا ظهرت النزعات بينهما والشجار لاتفة الأسباب وكان الحل الوحيد هو الأنفصال وقد حدث .لكن المشاعر التي كانت بينهما بعد الأنفصال كانت متباينة وقد ظهر ذلك بالفعل عندما تقابلا في حضور *إيلين*:كانت *بيريل*سعيدة جدا لدى رؤية *راد*مع *كاري بت*و*كورتني*.لما كانت معتقدة انهما ابنتاه في حين أن *راد*لم يعرها أي أهتمام أويلقي التحية عليها لدى انصرافه .وربما أسوأ مافي الأمر أن *بيريل*نجحت في إنجاب ثلاثة اطفال من رجل أخر بينما*راد*منكب على عمله ويزيد من مغامراته العاطفية العابرة والمؤقتة بل أنه يزداد فظاظة ووحشية عن اليوم السابق له!لقد اتضحت الأمور الأن تماما بدءا من رفضه الأنخراط في قصة حب.حتى تصرفه في يوم ميلاد ابنة أخيه ومرورا بمحاولته الظهور أمام *بيريل *على أنه والد الطفلتين .
لقد اتضحت الأمور.
إنني سعيدة أن*راد*قابلك .هذا هو كلام زوجته الستبقة *بيريل*لابد أنها ظنت أن خطاما وقع في أثناء التحاليل وأن *راد*تمكن ـ على الرغم من كل شيء ـ من إنجاب أطفال .لقد انتهى زواجهما نهاية مأسوية يغلفها التأنيب والمرارة .لايوجد مايدعو إلى الدهشة من أنها سعدت لأنها وجدت *راد *سعيدا ورب أسرة.
لما كانت تعرف*راد*تخيلت *إيلين *مدى تألمه طوال هذه السنين .إنه لن يعترف بذلك بكل تاكيد .إنها تعرف أيضا أنه لايجب عليها أن تبدي أية شفقة تجاهه لانه سيهرب في الحال .التزمت الصمت أيضا أثناة تلاقي تشابك أيديهما ببعض ظلا على هذا الوضع فترة طويلة دون أن يتحركا لكن كلا منهما منتبه إلى الأخر .
قال *راد*أخيرا مع الأبتسامة الساخرة التي هي من عادته:
-النساء تحلم بإنجاب الأطفال .لقد عرفت هذا .وانتن يا فتيات آل *برادي*اكثر من غيركن .أعلم بل إنني متاكد أنك ترغبين طفلا أخر .
رفعت *إيلين *كتفيها:
-إنني محظوظة بإنجاب طفلتين من قبل.منذ وقت طويل اعتدت عدم التفكير في إنجاب طفل أخر .
دهش*راد*من هذه الأجابة .كان يتوقع شيئا أخر .ابتعد *راد*عنها ببطء ليتفرس فيها :
-لماذا؟-لانني عرفت طريقتين لأنجاب طفل .الطريقة الأولى :وهي الزواج وبعد حياتي التعيسة مع *شارلي راي*لم اعد أرغب في التجربة من جديد .الطريقة الثانية :وهي الأغتصاب صدقني إن مرة واحدة معي تكفي .
-أؤكد لك ياعزيزتي أنه توجد طرق أخرى مناسبة .أولا ليست كل حالات الزواج مشؤومة .ثم إن الأرتباط السعيد الذي يمكن أن يؤدي إلى الحمل أفضل من الأغتصاب .
قالت معترفة :
-اتفقنا ـ لكن من السهل اكثر علي أن أهرول إلى أختي واللعب مع طفلتها.
أقر*راد*:
-بالمناسبة إنني غير قادر على رؤية هذه الطفلة بسعادة .في كل مرة أنظر إليها يبدو لي أنني أسمع والدي يتشدق بأصل آل *رامزي*اختنق صوته واحمر خجلا .
لابد أنه وثق بـ *إيلين* ليعترف لها بذلك حتى ولو لم يكن مدركا لما قاله.
قالت ملاحظة:
-لاتفكر في والد *كاري بت*و*كورتني*عندما تراهما.يبدو عليك أنك تحبهما بصدق.
-بالتاكيد!إنهما بنتان رائعتان .إن المسكينتين لم تختارا والدهما.
-و*كاثرين*كذلك .أنها مجرد طفلة صغيرة بريئة مثل *كاري بت*و*كورتني*.إذا نسيت من أبوهما فإنك ستحبها هي الأخرى .أعلم أنك تفضل الموت على الأعتراف بذلك لكنك تحب الأطفال يا*راد رامزي*كما أنك لطيف معهن .لاتحرم نفسك من السعادة التي يمكن أن تمنحها الصغيرة *كاثرين*لك من أجل مسالة التنافس الأخوي .تلك المنافسة الغبية والعابثة .
ضحك *راد*من أعماق قلبه:
-ماذا تقولين ؟المنافسة الأخوية غبية وعابثة ؟مرحى !سجلي اسمك في حصص المجال النفسي في السنة القادمة .مع مثل هذه التفسيرات التي شرحتها لي فإنك ستحصلين على درجة أفضل من الأحدى عشرة التي حصلت عليها !
تظاهرت بالضيق:
-إنك تسخرمن درجتي في التاريخ! حالفني الحظ بالحصول عليها!التاريخ القديم ,يالها من فوضى ؛إنه يتضمن تواريخ كثيرة وأحداثا متشابكة وعويصة مثل التي توجد في الشرق الأوسط .كيف لي أن أشعر بالحيرة؟
قال مؤكدا؟
-لم تقابلني أية مشكلات قط في التاريخ .كنت احصل دائما على سبع عشرة درجة أو ثماني عشرة درجة بدون أي مجهود كبير.لكن كيف وصلنا إلى الحديث عن التاريخ ؟
تساءل ـ وهو يعرف تماما أنه سيهرب في غضون خمس دقائق ـ عن عدم إصابتها بالهيستريا أو إظهار العطف عليه إثر اعترافه بالعقم الذي يعانيه.
دفعته *إيلين *وحاولت أن تبدو غاضبة .
-دبرت امرك حتى تصل في النهاية إلى التحدث عن درجتي الضعيفة في التاريخ حتى يمكنك أن تفخر بالسبع عشرة درجة والثماني عشرة درجة بدون مجهود!وأنا بدوري أعرف الأمر التالي ,هل ستحكي لي عن نجاحك الذي حصلت عليه في الأدب الأنجليزي دون أن تفتح الكتاب بينما انا أكدح نفسي في المذاكرة حتى أحصل على درجة متواضعة !
-هل اخبرتك عن درجاتي في الجغرافيا؟
-مليون مرة؛
-ودرجة امتحاني الشفهي في اللغة الأسبانية ؟
-نعم ,نعم ,نعم !
وضعت يدها على فمه ,اعتدل *راد*ليقبل جبهتها برقة .
تمتم :
-إنك رائعة يا*إيلين *
قال في نفسه :رائعة ورقيقة وذكية وجميلة و....
كيف أصبح في إمكانه أن يشعر هو الأخر بالسعادة الحقيقية حينما اعترف بعقمه ؟
إنه لم يشعر بالخزي أو بأي نقص .معجزة!
إن بشاشة *إيلين *ورقتها كانت مثل البلسم المهدئ لكبريائه المجروحه .
تلاقت نظراتهما .
قالت برقة :
-احبك .
-يبدو هذا حقيقيا..
-مازال الوقت مبكرا ..ستنام الطفلتان ساعتين أخريين وبعد ذلك يستيقظان.
-هذا أمر مزعج ،ماذا يمكننا أن نفعله ؟
وضعت "إيلين "يدها على خدها وهي تبدو متحيرة .
-كانت لدي فكرة الآن لكنها سرعان ما تلاشت من ذهني .
قال :
-لنفكر إذن ،هل تفضلين لعبة ملء الخانات أو لعب الورق ؟إنني ممتازة في لعب الورق الخادع ،يمكنني أن أعلمك لو أردت .
اجتاحها الضحك الصاخب ،أمسكها "راد "من كتفيها وأرجعها إلى الخلف .
همس بصوت منخفض :
-لدي فكرة ،ستكونين أنت السيدة وأنا الرجل ،اتفقنا ؟
-اتفقنا .

*****************

-ستذهب إلى حفلة رأس السنة في مركز الإعاثة .
تفرس "جاد "أخاه الأكبر وهو غير مصدق ثم انفجر ضاحكا :
-هل أخوات "برادي "اقنعوك بأن تتنكر في هيئة القديس "نيكولاس "لتوزع الهدايا ؟
-إنك مضحك ياعزيزتي "جاد "هيا ،هاهو الملف الذي تريده والآن اخرج من مكتبي لو سمحت .
-على الرحب والسعة ...لكنه غير مجد -على ما اعتقد -أن أدعوك في عيد رأس السنة ؟ستذهب إلى الكنيسة بالتأكيد مع "إيلين "وطفلتيها ؟
-عمت مساء يا"جاد ".
-الأمر هكذا إذن !لم أخطى في كلامي ،ياله من انحلال !
تقدم "راد "نحوه متوعدا إياه ومن ثم تراجع "جاد "بضع خطوات .
سأله وهو يفتح الباب :
-هل سنراك أنت وعائلتك الصغيرة في وجبة ليلة رأس السنة بمنزل والديك ؟أعلم أنك تقيم في منزل "إيلين "علمت من أحدهم ذلك ،ستقضي الأعياد معها ومع طفلتيها بالتأكيد ...
تعمد "راد "تجاهل نظرات أخيه الساحرة وأجابه بهدوء :
-سنمر لرؤية والديك بعد الظهر وليس قبل ذلك ،ترغب "إيلين "في الاحتفال بليلة رأس السنة بمنزلها مع أخواتها و "سلاد "والأطفال .
-يا أخي العزيز لقد أصبحت "ولوعا "بها ،أليس كذلك ؟
هز "جاد "رأسه وهو يدير عينيه بدهشة ثم واصل حديثه :
-في السنة القادمة سيوجد -بالتأكيد -طفل جديد ينتمي إلى آل "رامزي "،سيسعد والداي لهذا وسيتعجلان زواجي من اول امرأة حمقاء تظهر ،شكرا ياأخي ،يالك من خائن !
أجابه "راد ":
-عيد ميلاد سعيد ياعزيزي "جوناثان إدوارد ".
كان الجميع يعلم مدى فزع "جاد "من أسمه الحقيقي ،لقد نطقه "راد "كإعلان عن الحرب .
خرج "جاد "من الحجرة مغلقا الباب وراءه ،عاد "راد "للجلوس إلى مكتبه ،فتح الدرج وأخرج منه علبة مجوهرات وفتحها ،لمع الخاتم الموضوع على مسند من القطيفة الحمراء ،كان خاتما من الياقوت والزمرد ...نظر إليه كثيرا قبل أن يعيده إلى العلبة بعناية .

********************

أقيم حفل عيد الميلاد من أجل مركز الإعانة في الرابع والعشرين من ديسمبر بعد الظهر ،كان "راد "يلاحظ النظر من بعيد ،أمام الأطفال المتجمعين وقف القديس "نيكولاس "محيطا بهم وهو يخرج الهدايا من جرابه ويوزعها ،كانت فتيات آل"برادي "الخمس يتجولن وسط الحاضرين ويعرضن عليهم المثلجات والجاتوهات والبونبون ،تلقى كل شخص بالغ أيضا هدية وكل هذا بسبب سخاء آل "برادي "ولم يكن يعرف أحد بهذا ماعدا آل"رامزي "و آل"برادي ".
كان "كونتين "مذهولا .
قال معترضن عندما علم بمشروعهن :
-ياعزيزاتي !لستن مضطرات للدفع من جيوبكن ،استخدمن تأثيركن إذن وعلاقاتكن من أجل أن يسهم الآخرون ،لماذا لم تحدثنني عن ذلك من قبل ؟كان يمكنني جلب تجار من مركز "رامزي "ليقدموا هدايا شتى :بونبون ومشروبات وديكورات ...كل شيء !
اعترضت "تارا "التي أبدت شجاعة عن أخواتها :
-لكننا سعينا إلى أن ندفع بأنفسنا ،إذا لم نفعل أي شيء من أجل الآخرين فلن يمكننا إسعاد أنفسنا وستصبح حفلة عيد الميلاد كئيبة .
كنا نحتاج إلى المشاركة ،نظمنا هذه الحفلة ويمكننا بعد ذلك تناول وجبة ليلة رأس السنة عن طيب خاطر ثم نفرغ هدايانا .
اكتظت الحفلة عن أخرها ،لاحظ "راد ""إيلين "كانت مدهشة ورائعة في فستانها الأحمر وعينيها السمراوين ،جذب وجهها النظر الأنظار إليها .
لاحظها حينما كانت ترحب بمقيمي مركز الإعانة بمنتهى السهولة لايظن نفسه قادرا عليها ،كان هؤلاء البائسون غرباء بالنسبة له ،إن البؤس شيء لم يتمكن من تصوره ولايريد أن يتصوره أيضا .
أحست "إيلين "أنه ينظر إليها ،عبرت الغرفة وأقتربت منه .
سألت وهي تعقد يديها خلف رأس "راد ":
-هل هذا شاق أيضا حتى إنك تخشاه ؟
-بالفعل ،رؤية هؤلاء الناس تجعلني غير مرتاح ،أخشى أن يسرع إلي أحدهم ليحكي لي عن آلامه .
-لايوجد أي خطر ،إنك مبتسم مثل السجان .
-مثل السجان ؟يالها من طريقة لأن تتحدث امرأة عن حبيبها !
حاول "راد "بقدر الإمكان أن يضمها إليه ويقبلها بقوة ...لكن الوقت ليس مناسبا ،فيما بعد عندما يصبحان بمفردهما ...
وقفت على اطراف قدميها لتداعب خد "راد "بشفتيها .
همست في أذنه قبل أن تختفي بين الحاضرين :
-الحفلة على وشك أن تنتهي وسيمكننا العودة إلى منزلنا .
كرر "راد "لنفسه :"إلى منزلنا "،كانت "إيلين "تتحدث عن منزلها ،لقد كان "جاد "محقا في كلامه ،منذ أن أصبحا معا عاش "راد "مع "إيلين "لم تكن إقامته معها بشكل رسمي لكن ملابسه وفساتينها يجاوران بعضهما البعض في نفس الدولاب والغسالة وموسى الحلاقة يجاور أحمر الشفاه ،كانت "كاري بت "و "كورتني "تعرفان جيدا أن "راد "يقيم مع أمهما ،لحسن الحظ أن الطفلتين كانتا لاتزالان صغيرتين حتى لا تطرحا أي أسئلة محرجة ويتقبلا الوضع دون أي ضيق .
هو أيضا !إنه أيضا في سكون الليل مجبر على الاعتراف بهزيمته وأنها تملكت منه ،لقد خشي من عدم استطاعته أن ينفصل عنها في يوم من الايام وهذا أقلقه أحيانا ،فكر في أن يلملم حاجياته ويهرب بعيدا ..بعيدا جدا لكنه يعترف -في أوقات أخرى -بهزيمته ويتلاعب بفكرة بقاء الوضع الراهن والتصديق عليه ،لكنه لم يفعل هذا أو ذاك حتى الآن .
لاقى حفل عيد الميلاد في مركز الإعانة نجاحا .
أوصل "راد "بنات آل"برادي "في سيارة "إيلين "وهو يستمع إلى ثرثرتهن .
كان مسرورا من نفسه ،لقد دهشت "إيلين "من أنه اصطحبها إلى مركز الإعانه ،لكن "سلاد "لم يأت حيث فضل البقاء لمرافقة "كاثرين "و "كاري بت "و "كورتني "في المنزل .
لقد رافق "راد ""إيلين "لسببين :أولهما لأن هذا الحي سيء السمعة أما الثاني فهو لأن الانفصال عن "إيلين "يبدو له فظيعا .
أكد لنفسه بفرح :لقد تغيرت تماما ،أصبحت مستاثرا ورجل المنزل وغيورا وشخصا مهتما ببنتين !آه ،آه !.

*****************

تعجبت "إيلين "بسرور :
-يالسحر عيد الميلاد !إنه يظهر كل سنة .
رتبت الهدايا على قدم شجرة التنوب بمساعدة الطفلتين وقد كانت زينتها هي و"راد "في الأسبوع الماضي .
كان "راد "مسؤولا عن ملء أشجار الميلاد الحمراء باللعب والبونبون .
واصلت "إيلين "حديثها :
-حتى عندما لا نمتلك مالا كثيرا لنصرفه في هذا اليوم فإننا نعرف أن شيئا خاصا سيحدث ،إنه نوع من الانتظار المحموم !
توقفت لتبدي إعجابها بشجرة التنوب وبريقها المدهش .
-لن أدهش إذا ظهر القديس "نيكولاس "حقيقة .
قال "راد "ملاحظا :
-في مثل هذه الحالة يلزم علينا أن نمنعه من الأقتراب من "كورتني "إنها تخشاه جدا !
-كوني هادئة ،لن ترفض هداياه ،"كاري بت "أحبت كثيرا حكاية عيد الميلاد التي قرأتها قبل أن تناما ،كانت فكرة رائعة .
-إنها حكاية كانوا يحكونها لنا كل سنة في عشية ليلة عيد الميلاد ،إنه تقليد إلى حد ما .
سألته فجاة :
-أترى أنني لم أذهب إلى منزلك قط .
-هذا صحيح ،كان من المفترض في أمسية المزايدة أن أصطحبك إلى هناك لأستميلك ،لكن الأمر اختلف تماما .
اقتربت بشدة منه ثم قالت مقترحة :
-استملني الآن وهنا .
-رغباتك أوامر ياسيدتي العزيزة لكن لا تنسي أولا أن نأكل الجاتوه الذي تركته "كاري بت "للقديس "نيكولاس "سيصيبها الإحباط لو رأته كما هو .
قسم "راد "البسكويته ووضع قطعة منها بين شفتي "إيلين "وقضم الأخرى ،ثم رفع المراة بذراعيه وحملها إلى الغرفة .
أستيقظ الأثنان بعد الفجر بقليل على صرخات "كاري بت "التي دخلت عليهما الحجرة وهي تشد معها "كورتني "المترنحة من النعاس .
صاحت "كاري بت "وهي تصعد على السرير :
-أبي !أمي !القديس "نيكولاس "أتى !ألقيت نظرة على الصالون ورأيته .
صاح "راد ":
-حقا ؟إنه إذن صوت قدميه الذي سمعته على السطح في هذه الليلة .
صاحت "كاري بت "متعجبة :
-سمعت صوت قدميه ؟
قال "راد ":
-في السنة القادمة سنترك جزرا أوشيئا من هذا القبيل ليأكله على السطح .
لما سمعت "كاري بت "كلامه ضربت يدها بيد "كورتني ".
عمت السعادة قلب "إيلين "،لقد علمتها الحياة أن تكون حذرة وألا تقيم مشروعات على المدى الطويل وحتى الآن لم يتكلم عن المستقبل المشترك بينهما ،عيد رأس السنة في العام القادم سيجتمعون هم الأربعة ...راودها هذا الحلم فجاة ،كان من الواضح أن سحر ليلة عيد الميلاد مازال مستمرا !
ذهب الجميع إلى الصالون حيث فتحت الطفلتان هداياهما بحماس .
بعد ذلك بقليل وصل -"سلاد "يطرح سؤال كتمته بداخلهن لآل"برادي ":
-حسنا يا"إيلين "ماذا أعطاك "راد "؟إنني أعجبت بصدرية الصوف التي أعطيته إياها لكن ماذا تلقيت أنت كهدية ؟
تركزت أربعة أزواج من العيون الجاحظة من الفضول على "راد "في الحال .
قال بعدم أكتراث مصطنع :
-لم أمنحها هديتها بعد ،إنني أنتظر تقديمها أمام الجميع بدأت "كولين "و "ميجين "تقهقهان من الاثارة وهذا مازاد اضطراب "إيلين ".
توقعت أخواتها أنه سيقدم لها خاتم الخطوبة وربما وصية جدة الأم الشهيرة ،إن "إيلين "نفسها كانت متأكدة أنه لن يفعل شيئا لا اليوم ولا أمام الناس ولابعد ما قاله ،
لقد أحب فقط أن يناقض اقتراحات الآخرين ،لقد بدأت في التعرف عليه .
قالت "ميجين "متوسلة :
-هيا أحضر هدية "إيلين "،سنموت من الفضول .
غاب "راد "بضع دقائق وعاد مع لفة كبيرة ،تعرف الجميع على الورقة الملفوفة فيها الهدية لأنها من أحد محال مركز "رامزي "التجاري .
رأى "راد "وجوه فتيات آل "برادي "تتمدد من الإحباط ،في الجيب الداخلي لبدلته ظهرت لفة صغيرة وبدت ثقيلة ،تردد لحظة .
قال وهو يمد يده بالعلبة إلى "إيلين ":
-عيد ميلاد سعيد .
رأى "راد "في عينيها أنها ليست محبطة وقد بدأ أنها وجدت الموقف مضحكا وهذا ما قضى على اضطرابها .
قالت وهي لاتكف عن الابتسام :
-شكرا جزيلا يا"راد ".
سألت "كولين ":
-أتتذكرين هذه النشرة في التلفزيون ؟سلسلة كبيرة من اللفافات الكبيرة التي لابد من تفريغها حتى تصل إلى علبة صغيرة ،إنه خاتم جميل .
فتحت "إيلين "اللفة :
لاحظت "ميجين "بصعوبة :
-لايوجد علب أخرى بالداخل .
تذمرت "كولين ":
-صدرية صوف !
صاحت "إيلين ":
-إنها رائعة .
كانت صدرية الصوف جميلة حقا مع الوانها المختلفة التي تنم عن دوق رفيع ،إنها عمل فني حقيقي لابد أنها كلفته ثروة كبيرة !
قفزت "إيلين "على عنق "راد ":
-شكرا جزيلا!إنني أحببتها !انتظر سأذهب لارتدائها .
عادت بعد قليل وقد أرتدت الصدرية وتنورة بيضاء ،أبدى الجميع إعجابه بأناقتها .
قالت وهي تمسك يد "راد ":
-وردت نفس الفكرة ببالنا ،ماذا نسميه ؟هل نطلق عليه تلاقي روحين ؟
قهقه "راد "وهو دهش بعض الشيء :
-لم أسمع بهذا أبدا .
كان يبدو عليها حقا إنها سعيدة بهديتها ،ألم تكن تأمل في الحقيقة شيئا آخر ؟إنه لايعرف شيئا إلا التفكير ،إن القبلة التي منحها إياها جعلتها مترنحة .
ذهبا -بعد ذلك -بعد الظهر إلى منزل آل"رامزي "حيث تم توزيع هدايا أخرى من جديد .
تعجبت "تارا "بمجرد أن فتح لها الباب :
-انظر إلى صدرية الصوف التي قدمها "راد "إلى "إيلين ".
أجابها "جاد "في الحال :
-حسنا !اعتقدت أنها كانت ستتلقى خاتما ،صدرية صوف !ياله من إحباط قد أصابنا جميعا !
أحست "إيلين "تحت نظرات آل"رامزي "المتضافرة بأن خديها يضطرمان مرة أخرى ،لحسن الحظ بدأت "كاري بت "و "كورتني "في المبادرة بالكلام .
قالت "كاري بت "السعيدة بجذب انتباه الجميع عليها :
-لقد أحضرنا هدايا لكما ياجدي وياجدتي .
-آه !يالك من ظريفة ياعزيزتي ،نحن أيضا لدينا أشياء كثيرة أحضرها القديس "نيكولاس "من أجلكما ،هيا نذهب لرؤيتها .
هرولت "كاري بت "و "كورتني "وبدأت حفلة الهدايا .
لم يجرؤ أحد على التحدث عن المجوهرات أو صدرية الصوف .



الفصل العاشر

تنهدت "إيلين "وهي تغطي طفلتيها بالأغطية التي دفعتاها بأقدامهما وهما نائمتان :
-إنه أجمل عيد رأس سنة عايشته .
لقد نامت الطفلتان الصغيرتان وسط كل العابهمما الجديدة .
قالت "إيلين "في قرارة نفسها :"ياله من يوم رائع "!
لقد تناول الجميع الديك الرومي واللحوم المشوية وكل الأطباق المفضلة لآل"برادي "وآل"رامزي "،سجل "سلاد "شريط فيديو ووعد "إيلين "بإعطاها نسخة .
قالت وهي تتمدد إلى جواره :
-لم أشعر بالسعادة أبدا مثل هذا اليوم يا"راد ".
-هل ستسعدين أكثر إذا أرتديت خاتما في أصبعك ؟
-أحب كثيرا صدرية الصوف التي منحتني إياها .
-على عكس ما توقعه كل أعضاء أسرتنا ،ألم تتوقعي أن تتلقي خاتما اليوم ؟
أجابته بهدوء :
-كلا ،لم أتوقع ،لم تقل أبدا :إنك تحبني ولم تطلب مني الزواج ،فلماذا تقدم لي خاتما ؟
قال "راد "في نفسه :"إنها محقة فيما قالته "،لماذا شعر حينذاك بأن آلاف السهام تخترق قلبه ؟
كان ينبغي أن يسعد بما قالته ،لقد كان لا يحتمل أبدا أن تفرض عليه امرأة واجبات أويفرض عليه أي شيء مهما كان .
أدرك فجاة بوضوح أنه هو الذي كان يفرض ويتشدد فيما يطلبه .
لقد فرض على "إيلين "أن تحبه كل يوم وأن تكرس له كل وقتها على حساب حياتها الاجتماعية التي تسير بشكل طبيعي وأن تتوافق مع مزاجه ورغباته على أن تبقى في نفس الوقت محبوبة وسعيدة ومنتبهة،هذه المتطلبات كانت كافية ،كيف ينصرف عنها الآن ؟لقد اعتادها "راد "،"جاد "كان محقا عندما قال :إنه أصبح ولعا بها ،إنه ل"إيلين "ولحبها مثل المخدر .
كانت هذه الفكرة مرعبة .
لقد حدث هذا الاعتياد بشكل غير محسوس في خلال عدة أسابيع بينما ظن نفسه قد سيطر على زمام الأمور .
في لحظة معينة لا يعرف متى ستأتي ستتغير الأدوار وتصبح "إيلين "المتحكمة في اللعبة بنفسها .
أن الحياة بدون هذه المرأة لن يكون لها طعم أو رائحة ،إن "راد "يحتاج إليها وربما أكثر مما تحتاج هي :
-كانت هذه الفكرة بمثابة الصدمة الكهربائية علية .
حاول أن يستعيد بروده :
-حسنا ،على أية حال هناك اتفاق بيننا على تجنب الكلمات الكبيرة والمشاعر الفياضة ،اليس كذلك ؟
أجابته :
-لاأتذكر هذا الإتفاق ،إنني أشعر تجاهك بإحساس عظيم .
تعلم يا"راد "أنني أحبك .
رأى عيني "إيلين "تمتلئان بالدموع .
صاح "راد "ساخطا:
-لاتبكي ،أرجوك يا"إيلين ".
أجابته :
-إنني لا أبكي .
ابتعد "راد "لقد بدا غاضبا جدا .
-لكنك تبكين يا"إيلين "!أقري بذلك !كنت سعيدة طوال اليوم ،توقعت طلب الزواج بك وخاتم الخطوبة ،لكنك لم تحصلي على أي منهما ،تصرفت جيدا حتى المساء لكنك الآن منهارة .
-غير صحيح ،غير صحيح !إنك تعرقل كل شيء .
-هذا خطئي أنا ،أنا المذنب الوحيد ،تركتك تشغفين حبا بي أكثر مما أستحقه ،تركتك لتصبحي خاضعة لي وتعتادي علي وقد أخطأت .
لأنني لست الرجل الذي يمكنك الاعتماد عليه في علاقة دائمة ،قلت لك هذا منذ البداية لكن يبدو أنني لم أكرره في أغلب الأحيان .
نظرة "إيلين "-وقلبها ينبض -إلى "راد "بدهشة ،إنها لا تفهم على الإطلاق السبب الذي جعله يسهب هكذا في كلامه في هذه اللحظة بالذات لكنها جيدا أنه قد قال واتضح أيضا مالم يقله ،كانت تود أن تصرخ فيه لتوقفه .
واصل "راد "حديثه برباطة جأش :
-أعتقد أنه يجب علينا أن نعطي مهلة لأنفسنا يا"إيلين ".
أحست أن الدم يتجمد في عروقها .
-أرجوك يا"راد ":لا.
نهض "راد "وهو يتجنب النظر إليها وبدأ يرتدي ملابسه ،قال بجفاء :
-لقد قضينا أوقاتا ممتعة معا يا"إيلين "،لكنني أخشى أن تعاني إذا بقينا هكذا .
وفجاة تملكه نوع من الاضطراب ،هل هذا الاضطراب مثل الذي يسبق المعركة أو يسبق الهروب ؟لابد أن يعترف باضطراب الهروب .
الهروب من تهديد الحب وكل ما يمكن أن يصاحبه من زواج ومعاناة وندم ...
بدأ قلب "إيلين "يثقل فجاة على صدرها :
همست :
-تقصد أن كل شيء انتهى ؟لكن ما السبب ؟كيف ؟
أحست أنها على حافة الغثيان .
-لا ،لم ينته لكننا فقط نحتاج إلى مهلة للتفكير .
فتح الرجل دولاب الملابس وأخذ يلملم ملابسه .
-ماذا تقصد ؟
هل يمكنها أن تحتفظ ببصيص من الأمل ؟إن هذا هو ما ترغب في طلبه منه ،لقد مر "راد "-دون شك -بمرحلة شاقة ومؤلمة لكنه أمر طبيعي ،إنه خوف رجل عازب من قوة مشاعره التي يحسها ..إنه نوع من البيات المؤقت يلجأ إليه بعض الرجال من قبله..لكن هل تستعيد الحياة والحب والطبيعة حقوقها ؟ربما يعود منه منتصرا وسعيدا ...
لكن كل هذا مجرد إفتراضات وقد عانت "إيلين "كثيرا حتى تتشبث بها .
قال "راد ":
-أقصد أنني أريد الاستمرار في رؤيتك ورؤية الطفلتين على الأقل من وقت لآخر .
-هل أخبر الطفلتين بما تنويه ؟سيدهشان لعدم رؤيتك طوال الوقت مثلما كان الحال من قبل .
على الرغم من محاولتها المستميتة في منع دموعها إلا أنها بدأت تفيض على خديها .
أدار "راد "في الحال عينيه لأنه لايستطيع تحمل ذلك .
قال متذمرا وهو يتسلل إلى الحمام ليجمع حاجياته :
-اسمعي ...سأتصل بك .
انصرف "راد "بعد قليل وهو يحاول ألاينصت إلى نحيب "إيلين "،لم تكن هناك أية فكرة تدور بذهنه سوى الرجوع إلى منزله حيث لا ينتظره أحد وحيث الوحدة المطلقة .

*******************

استيقضت "إيلين "في اليوم التالي وهي تشكو صداعا وحشرجة في الحلق واضطرام عينيها ،كانت تسمع "كاري بت "و "كورتني "اللتين تلعبان في حجرتهما وتلالأت موجة من الدموع مرة أخرى على خديها كانت الطفلتان تعشقان تناول الفطور مع "راد "،إنهما ستفتقدانه هذا الصباح .
إن النظرة السريعة على التقويم ومختلف الرموز أوضح ل"إيلين "أنها ستشعر بمضايقات في هذا اليوم .
مرت الساعات ببطء ،بذلت "إيلين "مجهودا كبيرا لتبدو سعيدة .
لحسن الحظ لم تلمح الصغيرتان غياب "راد "لانشغالهما بلعبهما الجديدة ، عزمت "إيلين "في المساء أن تخبرهما أن والدهما لديه عمل كثير ولابد أن يبقى في مكتبه ثم قدمت إليهما المثلجات وسمحت لهما بمشاهدة التلفزيون ،كان هذا بمثابة هروب وحيلة علاوة على أن هذا هوكل ما تسمح به القوة التي تتمتع بها "إيلين "،عندما طرق الباب قفز قلبها من السعادة ،جرت لتفتحه وهي تتمنى أن يكون الطارق هو "راد ".
كان "تروي "واقفا على عتبة الباب ولفة كبيرة بين ذراعيه .
صاح :
-عيد ميلاد سعيد يا"إيلين "!أحضرت شيئا من أجل الطفلتين ،نجحت "إيلين "في إخفاء إحباطها وابتسمت :
-كم هذا لطيف منك يا"تروي "،أدخل .
كانت سعادة "تروي "واضحة عندما مزقت "كاري بت "و "كورتني "الورقة الملفوفة بها الهدية .
تعجبت "كاري بت "عندما رأت حوض الأسماك المليء بالماء حيث يتصارع عشرات الأسماك الاستوائية .
قالت "كاري بت ":
-لا ينقصنا الآن سوى قط صغير ليمسكها .
علق "تروي ":
-يالها من فتاة صغيرة ذات مزاج دموي !،أثر آل "رامزي "عليها ...بالمناسبة "راد "غير موجود هنا ؟لابد أن أعترف لك أنني لا أرغب حقا في مقابلته ،عندما رأيت سيارته غير موجودة أمام منزلك شكرت حظي العالي .
شدت "إيلين ""تروي "إلى حجرة أخرى بعيدا عن مسامع الطفلتين .
قالت بصوت مرتعد :
-لن ترى سيارته أمام منزلي بعد الآن يا"تروي ".
-آوه !هل جلب حظي العالي سوء حظ لك ؟
بدأ "تروي "متأثرا بالفعل .
تلعثمت في كلامها وسالت الدموع بغزارة :
-نعم .
قال وهو يمد يده لها بمنديل :
-"إيلين "إنني أسف حقا وحزين ،حسنا ،ياله من عيد سعيد علينا نحن الاثنان !لوكنت أعلم لتصلت بك وبكينا معا .
قالت منتحبة وهي تمسح دموعها بالمنديل :
-هل فشلت في علاج نفسك ؟
-نعم .
-"راد "قال "أن الرجال حمقى .
صاحت "كاري بت "وهي تدخل إلى الغرفة :
-أمي !أمي !أوشكت "كورتني "أن تمسك سمكة !
تغلب "تروي "و "إيلين "على حزنهما وهرولا إلى الصالون لينقذا السمك من أيدي "كورتني ".
على الجانب الآخر من الشارع كان "راد "ينفجر غضبا في سيارته !
إنه يعرف صاحب السيارة "البورش "الواقفة أمام منزل "إيلين ".
على الرصيف المقابل أثارت السيارة "البورش ""راد "،لقد كانت موجودة في مكانها هذا عندما وصل في السابعة إلاخمس دقائق .
لقد قضى أسوا أيام حياته بل أكثر سوءا من تلك الأيام التالية لظهور نتيجة التحاليل التي أجريت له .
لكنه في هذه المرة لايمكنه اتهام القدر ،إنه هو المذنب الوحيد والمتهم ،المتهم بالحماقة والأنانية والعجرفة ،منذ ساعات طويلة وهو يتفحص شخصيته ،وكل ما وجده بها لم يرق له بالمرة ،لقد كره نفسه .
أسوأ ما في الأمر هو أن يعرف إنه جرح "إيلين "وهذا لن يغفره لنفسه ،إنها تحبه ...إنها رقيقة وسخية وجميلة لكنه في المقابل جعلها تبكي ،والطفلتان ...إنه يتذكر أن الطفلتين لم تحبا أكل الفطائر المليئة بالزبدة ،اقترحت "إيلين "عليهما حينذاك أن يأكلا نصفها لكن هذا لم يرق ل"كورتني "،إنها تريد فطائر مزينة مثل التي يعرف "راد "طريقة صنعها .
إن الوالد مثل "راد "يفهم مثل هذه الأشياء ،إن "إيلين "أم جيدة لكنه -في بعض الحالات -يصبح سيد الموقف مثل استحمام الطفلتين أو قراءة قصة قبل الذهاب إلى السرير ،بعد يوم قضياه معا فإن الأم والطفلتين في احتياج إلى وجه جديد ،وجه الأب .
القى "راد "نظرة سريعة على ساعته ،إنه ينتظر منذ نصف ساعة .
ستنام الطفلتان و"تيمون "مازال في المنزل !
تساءل وهويستيشط غضبا :كيف تجرؤ "إيلين "على دعوة شخص أخر بمنزلها ؟
لابد أن يستعين بكل مخزونه من رباطة الجأش ليمنع نفسه من القفز على المنزل ويطرد "تيمون "منه .
انطلق بسيارته وسلك طريقا فرعيا متجها إلى أطراف المدينة وهو لا يعير اهتمامه بسرعة السيارة .


****************

عندما نامت "كاري بت "و "كورتني "ظل "تروي "و "إيلين "جالسين بجانب بعضهما البعض أمام حوض السمك ،ثم أضاءت "إيلين "التلفزيون الذي شاهداه بلا أي انتباه إليه .
قال "تروي ":
-تعرفين أنه من الأحسن ألاتبقي بمفردك عندما تكونين تعيسة .
أشعر الآن أنني بخير ،هل يمكننا الذهاب إلى السينما في مساء الغد ثم نتناول العشاء في المطعم ؟
-لا مانع مادمت تريد هذا .
لم يصدمه افتقار "إيلين "للحماس لأنه يشعر بنفس الإحساس .
عاد "راد "إلى الحي قبل الحادية عشرة بقليل ،لقد قضى السهرة كلها في الاستماع إلى الراديو بصوت عال ،حل الغضب محل الإحباط الشديد .
قال لنفسه أخيرا :"إنني أحبها وأفتقر إلى الطفلتين ،إنني اتحسر على الحياة التي عشناها نحن الأربعة ،كنت مخطئا ،لقد تصرفت مثل الأحمق تبا لي "!
رأى "راد "على جانب الشارع السيارة "البورش "وفرمل فجاة "تروي تيمون "قضى السهرة بمنزل "إيلين "!هل سيقضي الليلة هناك أيضا ؟
أن "تيمون "أحب "إيلين "واعترف بذلك ل"فانيسيا "و "إيلين "الآن تشعر بخيبة أمل في حبها ،لو كان "راد "في مكانه الآن لاغتنم الفرصة .
انفتح باب المنزل ،رأى "راد "-وهو دهش -"تروي تيمون "يخرج وذراعاه حول كتفي "إيلين ".
قال "تروي ":
-عديني بألا تبكي طوال الليل ،خذي مهدئا أو اشربي عصيرا او أي شيء لايهم لكن نامي !
أجابته "إيلين ":
-لامهدىء ولا أي شراب ،نحن آل"برادي "لا نحتاج إلى هذا ،فضلا عن أنه يسيء إلى القلب ،لقد تعبت طوال اليوم كله .
-مسكينة يا"إيلين "،كم أود كسر عنق "راد "الذي وضعك في مثل هذه الحالة !
-شكرا جزيلا يا"تروي "،إلى اللقاء .
رآهما "راد "يتعانقان برقة ،ركب "تيمون "سيارته وانطلق بها .
عادت "إيلين "إلى منزلها بخطوات بطيئة ،لما كانا مشغولين بنفسيهما فإنهما لم يلمحا سيارة "راد "،يالها من فكرة مرهقة !ظل "راد "بسيارته فترة ثم رأى أنوار منزل "إيلين "تنطفىء ثم عاد إلى منزله مرهقا .
عاد "راد "في مساء اليوم التالي بعد السادسة بقليل وقد هدأت نفسه لعدم رؤية السيارة "البورش "واقفة أمام المنزل ،رن جرس الباب وانتظر -بنفاد صبر -على عتبة الباب حتى يفتح له أحد .
قالت "ميجين ":
-آه !إنه أنت ؟هل كانت "إيلين "في انتظارك ؟
-لا،كنت مارا من هنا .
-آه ؟"إيلين "غير موجودة هنا ،خرجت مع "تروي تيمون "،إنه أنا من يرافق الطفلتين .
ظل "راد "صامتا .
استطردت "ميجين ":
-اتصل تليفونيا في المرة القادمة .
أشعرته لهجة "ميجين "بأنه مثل الغريب وربما أسوأمن ذلك .
قال مفكرا في قرارة نفسه :"كان لابد أن يتوقع هذا ،إن بنات آل "برادي "متضامنات معا ،لقد جرحت إحداهن وكونت الفتيات الخمس جبهة واحدة ضدي "!
استطاع اخيرا أن يهمس :
-هل يمكنني الدخول ؟أريد رؤية الطفلتين .
رأها مترددة وصرخ عبر الباب المفتوح قليلا:
-"كاري بت ""كورتني "!أنه أنا !
أسرعت البنتان وقفزتا عليه .
قضى "راد "وقتا طيبا في اللعب معهما واعتنى بحمامهما وحكى لهما قصة وغطاهما .
تركته "ميجين "يفعل ذلك وهي مترددة بعض الشيء ،ثم اقترح عليها أن تعود إلى منزلها وأن تتركه يعتني بهما ولم تدر "ميجين "كيف وافقت ولملمت حاجياتها ورحلت .
جلس على الأريكة مع كومة من الجرائد وانتظر .
كانت الساعة تشير إلى الحادية عشرة وخمس دقائق عندما اصطحب "تروي ""إيلين ".
-شكرا جزيلا على هذه السهرة يا"تروي "...
-لاتتعبي نفسك من أجلي يا"إيلين "،لم تستمتعي كثيرا وأنا كذلك لكن كل منا أسدى خدمة للآخر وهذا هو ما سعينا إليه .
تنهدت "إيلين ":
-تعيسان معا ...
-أتريدين أن أدخل معك لحظة ؟
-لا ،شكرا ،إنني متعبة ،ليست لدي أية مشاكل في النوم هذا المساء .
-آمل ذلك ،تصبحين على خير يا"إيلين ".
توجه "تروي "نحو سيارته بينما عادت "إيلين "إلى منزلها حيث تنتظرها صدمة حياتها .
كان "راد "واقفا على باب الدخول وهو يعقد ذراعيه على صدره ومقطبا حاجبيه .
لقد ظل -مدة ثلاث ساعات -بعد مشهد لقائهما متضمنا الكلمات والحركات المقنعه ،عندما ظهرت "إيلين "جعله جمالها صامتا ،لم يعد يرغب إلاشيئا واحدا وهو أن يضمها بين ذراعيه ويطلب سماحها .
بدت المرأة دهشة عندما رأته فقد كان أثر رؤيته عليها مثل أثر الدش البارد .
-ماذا تفعل هنا ؟
تصرف "راد "مثل الحيوان الجريح :
-آه !إنك لا تضيعين وقتك في استدعاء هذا ال"تيمون "!هل من الملائم أن تحتفظي بمعجب قديم يقف منتظرا خلف الكواليس ؟
قالت "إيلين "في نفسها "لقد عاد "راد "القديم إلى نفسه مرة أخرى .
-كل منا له طريقه يا"راد "،هل تأتي إلى هنا لتقضي بعض الوقت عندما ترغب في ذلك ؟حسنا ،لا تعتمد علي في هذا إذا كانت هذه فكرتك .
-لو كنت أتيت مع خاتم أم جدتي وطلبت منك الزواج فلن تشمئزي اليس كذلك ؟
أجابته وقد كستها الحمرة :
-لا أخجل من رغبتي في موقف دائم ومحدد في نظر جميع الناس ،يا له من موقف مخجل أن تقضي الليلة هنا ثم تنصرف !
قالت "إيلين "في قرارة نفسها :"وماذا بعد ؟تتركني اقضي الليل كله وقد نال الأرق مني وأظل أسأل عما إذا كنت ستعود إذا كانت لديك النية ".
لم تعد "إيلين "تحتمل فكرة أن تمثل شيئا ثانويا في حياته بعد أن عاشا معا .
سألها بصوت مخنوق :
-تردينني إذن أن أنصرف ؟
عانت *إيلين*نفسها كثيرا لمجرد تفكيرها في سؤاله .هزت رأسها في صمت .
قال *راد*بلهجة فظة:
-رغبات السيدة اوامر.
************************************
اقترب يوم 31ديسمبر.عزمت*إيلين*على قضاء سهرة هادئة مع طفلتيها والصغيرة *كاثرين*حينمايسهر أخواتهامع بعض اصدقائهن .
نظم كل فرد في آل *رامزي*سهرته على مزاجه ومن ضمنهم *راد*حاولت *إيلين*الاتفكر فيه .لقد كان الأسبوع الماضي شاقا جدا .إنها لم تتوقع بالتاكيد أن يعود إلى منزلها بعد الكلمات الفظة التي تبادلاها لكنه في اليو م التالي اتصل بها وطلب السماح له بالمرور لرؤية الطفلتين .
كيف ترفض؟ إنهما افتقدتا *راد*مثلما افتقدته هي الأخرى .لقد مر الفطور عليهما بشكل مرير لأن *كاري بت *و*كورتني*أصبحتا لايطاقان حيث يطالبان بـ أبيهما دواما في المساء .لقد وافقت *إيلين *إذن على مجيئة .رحل *راد*بعد العشاء .لقد لعب مع الطفلتين وظل معهما حتى ناما.
مر اليوم التالي على نفس الوتيرة وكذلك كل أمسيات الأسبوع .إنه يتصرف كما لو كانت *إيلين *غير موجودة بالمنزل ولم يكن من السهل تقبل هذا في منزل صغير مثل منزلها .
دهشت المرأة كثير لقدومه يوم الحادي والثلاثين من ديسمبر وهو في كامل أناقته .أطلقت *كاري بت *و*كورتني*صرخات سعادة وجذباه إلى حجرتهما لكي يلعبوا,ظلت *إيلين *في حجرتهاوهي تحمل الصغيرة *كاثرين*بين ذراعيها.
منذ يومين اجتاحها قلق حقيقي فقد كانت تخشى أن تكون قد أصبحت حاملا حيث ظهرت كل الآعراض الدالة على ذلك .إنها المرة الثالثة التي تحس فيها بنفس الأعراض ـ هناك فرصة بسيطة في وقوعها في الخطا .
قال *راد*الواقف على عتبة حجرتها :
-إنني ذاهب ,أخبرتني *كاري بت *و*كورتني*انه مسموح لهما بالسهر اليوم .
-نعم حتى الساعة الثامنة والنصف أو التاسعة .
قال مكررا :
-عظيم ..إنني ذاهب .
سألته وهي تتصنع عدم المبالاة:
-أهناك سهرة الليلة ؟
-نعم ...ألم يأت *تيمون *هنا ؟
كان *تروي *يحتفل بالسنة الجديدة مع بعض أصدقائه لكن *إيلين *لم تستطع الاعتراف لـ *راد*بهذا زلكنها مع ذلك لاتريد أن تكون وحيدة في ليلة مثل هذه الليلة.
أجابته :
-سياتي فيما بعد .
قال لها وهو يرحل:
0اوه ؟..حسنا ,عمت مساء ؛
اعتقدت *إيلين*أن *راد*يتعجل اللحاق باصدقائه .إنه حتى لم يكلف نفسه بتمني سنة سعيدة لها .أحست *إيلين*أن عينيها تمتلئان بالدموع .
دخلت *كاري بت *و*كورتني*حجرتهما.
قالت *كاري بت*:
-انا و*كورتني *نحب *كاثرين*.إنها أيضا تحبنا !انظري إنها تبتسم لنا .
قالت *كورتني*:
نظرت *إيلين *إلى وجوه الصغار الثلاثة المبتسمة والمتوجهة إليها .
تساءلت *إيلين *وقد انقبض قلبها ياإلهي ماذا سافعل؟
في أثناء هذا الوقت كان*راد*يقود سيارته دون أن يتوقف أمام المنزل المدعو فيه.لم يرغب في السهر .
عاد إلى منزله وخلع ربطة عنقه وفك أزرار كميه وأضاء التليفزيون وألقى بنفسه على الأريكة.


الفصل الحادي عشر

قرأت *إيلين *للمرة الثالثة صيغة اختبار الحمل.لقد قرأتها ـ دون شك ـ كما هي مكتوبة بالضبط وكانت نتيجة الأختبار إيجابية ,إنها حامل.
قاومت *إيلين *الرغبة في الجري إلى *شارون *لتحكي الامها لها كما تفعل دائما .
على الرغم أن عمرها يقل عن *إيلين*بأربعة أشهر فإن *شارون*قد تزوجت وأصبحت ربة أسرة ولديها من الأعباء مايكفي ومن ثم فلا داعي لان تثقل كاهلها بمشاكلها الخاصة .
من المنطقي جدا أن تناقش هذا الأمر مع *راد*لكنها ترغب في البداية في التحقق من بعض الأمور.سيرفض الدكتور *دوبلارا*بالتاكيد تحت شعار المحافظة على أسرار المريض ـ أن يحدثها عن نتائج تحاليل *راد*.لم يعد أمامها سوى *بيريل جيفري*تذكرت *إيلين*أن آل *جيفري*يقطنون (لبوك)في ولاية (تكساس).
حصلت على رقم تليفونها من الأستعلامات التيلفونية .رفعت *بيريل*السماعة بعد الرنة الثالثة .قدمت *إيلين *نفسها إليها.
قالت *بيريل*:
-آه ؛ إنني أتذكرك ـ أنت زوجة *راد*.هل هناك شيء يمكنني تقديمه لك؟
-هذا ما ابغية بالفعل ..إنني حامل .طرحت على نفسي عدة أسئلة ..لم يحدثني *راد*كثيرا عن نتائج التحاليل التي أجريت له.
تعجبت *بيريل*:
-أفهم أن هذا أصابك بالحيرة .وأفهم أيضا سبب رفض *راد*التحدث عنه .لقد ثبت مرتين قبل ذلك أن نتائج الأختبارات غير صحيحة .لابد أن تذكري هذا الوقت العصيب تجعله يستشيط عضبا .
لم تستطع *إيلين*أن تخبرها بالحقيقة واكتفت بأن تسألها :
-ولكن ماذا قال الأطباء بالضبط؟
-لم يقولوله :إنه عقيم .أخبروه فقط أن فرصة أن يصبح أبا ليست كبيرة .لم يدرك *راد*الفرق .لكن هناك شيء أخر ..أثبتت تحاليلي ...آه كان هذا منذ فترة طويلة وقد جعلنا تعيسين جدا!
قالت *إيلين*مصرة:
-أنا متأسفة لكن كان حقيقة لابد أن أستفهم.
-أقدر هذا .لكن كان هناك تنافر طباع بيننا .بدالي مستحيلا أن أنجب من *راد*لكن أية امرأة أخرى يمكنها أن تحمل منه .هذا مالم أخبر*راد*به. كنت مثل المجنونة !جعلته يعتقد إنه المسؤول الوحيد.تذكرت *إيلين فجاة عبارة كانت *بيريل*قد نطقتها في المركز التجاري:إن رؤيتكما معا ومعكما الطفلتان انتزع عبئا ثقيلا من على قلبي.واصلت *بيريل*حديثها بنبرة سعيدة:
-وانتهى المر بالخبر لكل واحد منا .عثرت أناو*راد*على السعادة وكون منا اسرة .أتريدين ولدا في هذه المرة؟
همست *إيلين*:
-الأمر سواء عندي .كل ما أريده هوطفل يتمتع بصحة جيدة .
-إنك محقة بالفعل .لنبق على اتصال يا*إيلين *لنتصل ببعضنا البعض ونكتب أيضا من وقت لأخر .اتفقنا؟
تبادلت الاثنتان بعض العبارات وكررت *بيريل*تهانيها وأمانيها بحظ سعيد لـ *إيلين*ووضعت السماعة .
ظلت *إيلين *تفكر لحظات طويلة.إنها تحتاج إلى حظ كبير لتواجه الساعات القادمة ,إنها تحتاج إلى الحب ..حب *راد*.
&&&&&&&&&&&&&&&&&
اتصل *راد*بها من مكتبه ليسألها إذا كان في إمكانه أن يمر في المساء الطفلتين .
أجابته *إيلين *:
-نعم .هل يمكنك أن تبقى لحظات بعد أن يناما؟لدئ شيء أود أن أخبرك به.
-هل تشعرين بأي شيء ؟الطفلتان ..........
-إنهما بخير يا*راد*,إلى اللقاء .
وصل *راد*في اللحظة التي كانت *إيلين *تتأهب فيها للعشاء مع طفلتيها .أعجبت *إيلين *بمضهره وأناقته,كان يرتدي بدلة مكونة من ثلاث قطع .كان يجسد صورة الرجل الذي أحبته وصورة أب لطفلهاالقادم.
تلعثمت قائلة:
-لم أتوقع أن تأتي مبكرا هكذا.
-عفوا .يمكنني المجيء فيما بعد.
تساءلت *إيلين *بحزن عما أوصلهما إلى هذا الحد .كيف وصلا إلى هذا الأدب المتزايد بينهما وهذا الارتباك السائد بينهما!لقد كانت تفضل صرخات أو حتى تلميحات خادعة بشأن *تروي*.أي شيء أفضل من هذا البرود الذي لايطاق!
-لا...ابق للعشاء .ستفرح الطفلتان بوجودك .
قضت فرحت *كاري بت*و*كورتني*على التوتر السائد. كان لابد على *راد*أن يلعب مع الطفلتين بعد انتهاء العشاء حينما كانت *إيلين*تنظف المطبخ .ثم بدا كل شيء طبيعيا مع طقوس القصة القصيرة التي يحكي للطفلتين توسلت *كورتني*إليه عندما مال ليقبلها :
-ابق يا أبي؛
سألت *كاري بت*:
هل انتهيت من كل عملك ؟هل يمكنك العودة إلى المنزل الآن؟
أجابتها *إيلين*:
-لايزال لديه عمل يا*كاري بت*.
عندما عادت هي و*راد*إلى الصالون وجلسا وجها لوجه قالت المرأة مفسرة:
-إنهما تعتقدان أنك مشغول وأنك تنام في المكتب .هذا هو كل ما أستطعت أن أقوله.
-إنني افتقدهما جدا .إنه شعور متبادل ,أليس كذلك؟
أومات بإشارة من رأسها .
-*إيلين*لقد فكرت كثيرا في الأوقات الأخيرة.
تلاقت نظراتهما .بدت *إيلين*مذعورة .لم يفهم *راد*السبب.
-لكن لديك شيئا تقولينه لي ...هيا أخبريني به.
قالت بعد أن أخذت نفسا عميقا :
-*راد*.لاأعرف ماذا أقول لكن ...إنني حامل يا*راد*.
انتظرت إجابة *راد*بمزيج من الهدوء والقلق وعيناها مصوبتان عليه.
نظر إليها ولايبدو على وجهه أي تعبير .شعرت *إيلين بالخوف .
أرغمت نفسها على مواصلة حديثها:
-لقد تأكدت من ذلك اليوم .لكن منذ عدة ايام وأنا....
قاطعها ببرود:
-لماذا تخبرينني بكل هذا ؟هذه التفاصيل تهم *تيمون*اكثرمني!
قالت متذمرة وبخوف:
-*تروي*؟اوه كلا أنت والد الطفل يا*راد*.
-ليس مجديا أن تلعبي هذه اللعبة معي يا*إيلين *.هذا غير صحيح .لدي شهادة طبية تنفي هذه التهمة عني وتعرفين ذلك .
كانت تريد أن تصرخ وتبكي لكن الأضطراب جعلها متسمرة في مكانها.
استطرد *راد*:
-ماذا حدث ؟هل أخبرت *تيمون*وطردك؟أو أنك قررت التسلط على آل *رامزي*؟أموال كثيرة ومركز اجتماعي مرموق.كل هذا يستحق المحاولة.لقد تمكنت *شارون*من ذلك فلماذا لاتحاول *إيلين *هي الأخرى ؟
توسلت إليه قائلة:
-أرجوك أستمع إلي:لم تثبت نتائج التحاليل قط أنك عقيم لكن...
صاح *راد*:
-يالك كم...!لقد خدعتني بشخصيتك الملائكية والبريئة ؛لكنك لن تكسبين بهذا الفخ اللعين!
-*راد*فكر بالأمر ,أرجوك :كل صديقاتك كن يأخذن احتياطاتهن دائما ,أليس كذلك ؟
-بالتاكيد!لكني لم أحك لهن أن هذا لاجدوى منه ..أنت الوحيدة التي تجرأت وبحت لها بالحقيقة .آه !لحماقتي!
قالت *إيلين *في قرارة نفسها :إذا حكيت له عما اعترفت به *بيريل*لي فإنه لن يصدقني .إنه يكرهها مثلما يكرهني الأن .
ظهرت ابتسامة حزينة على شفتيها ولاحظها *راد*وفسرها على هواه:
-اضحكي يا*إيلين*كماتشائين لكن سيضحك اكثر من يضحك أخيرا .لست محبطا من عاهتي لدرجة أن أبتلع هذا الطعم .هل كنت تتوقعين أن ألبسك خاتم جدتي وأن اصطحبك على الفور لعقد الزواج؟
أحس *راد*بثقل علبة الخاتم في الجيب الخلفي لبنطلونه .كان يجب أن يركله بقدمه أوأن يلقيه في صندوق القمامة.إنه لن يمنح *إيلين*الرضا بان يخبرها بانه أتى ليلبسها الخاتم ويطلب الغفران منها .إذا كان تحدث هو الأول لكانت قد ارتدت الخاتم وتم الزواج بينهما ثم تعترف له بحملها وسرعان ما يجد نفسه مع خطيئة *تيمون*بين ذراعيه!اندفع خارجا من المنزل.
****************
كانت *إيلين *تفتش في ألبوم الصور والطفلتان تحيطان بها .لقد مرت ثلاثة أيام منذ أخبرت *راد*بحملها ومن وقتها لم يظهر أو يأت إلى منزلها .لم تكف الطفلتان عن السؤال عنه في كل لحظة حتى أن *كاري بت*اقترحت أن يذهب ثلاثتهن للأقامة بالمكتب معه مادام لايخرج منه.
فعلت كل مافي وسعها حتى يمكنها تسلية طفلتيها .كان ألبوم الصور وسيلة جيدة لذلك ولأنهماتحبان مشاهدة صورهما .
صاحت *كورتني* :
-أنا!أنا!
قالت *كاري بت*وهي تشير إلى صورة :
-وهذه صورتي عندما كان عمري سنتين مثلك يا*كورتني*.
كانت هذه الصور تثير ذكريات مؤلمة .لم تبق *إيلين *مع *شارلي راي*إلا لأنها كانت تنتظر *كاري بت*و...الخوف بعد ذلك !لكن هاتين الطفلتين أسعد تاها حيث كانت تربيتهما شيئا عظيما وممتازا.إن ما ربطهابأل *رامزي*هو الطفل الثالث الذي حملت فيه دون إرادتها .إنها ليست متزوجة والأب يتبرأمن مسؤوليته عن هذا الطفل.يالها من ورطة!
لحسن الحظ إنها لاتحتاج إلى المال في هذه المرة .يمكنها أن تعيش مرتاحة مع ذريتها ومواصلة دراستها .لكن أين ؟يستحيل أن تبقى بـ هوستون .سيلاحق الخزي المتعلق بموقفها أخواتها .إنها ستذهب للأقامة في مدينة أخرى وتدعي أنها مطلقة وتنتظر ولادة الطفل بعيدا عن الأقاويل .ربما يمكنها بعد ذلك العودة ....
صاحت *كاري بت *وهي تجري نحونافذة لتشير إلى الرجل القادم .
-إنه تروي!
أسرعت *كورتني*وفتحت الباب.
قالت *كاري بت*:
-انظري ياأمي .أحضر لنا أسماكا أخرى .
كان *تروي*يمسك بين ذراعيه حوض السمك الخاص به.
قال:
-هذه الأسماك تبحث لها عن منزل .هل يمكنها العيش لديكن؟
قالت *إيلين*:
-لديناـ حقاـ ياتروي .القدر الكافي من الأسماك .
-لا أعتقد أنها ستحيا في خلال رحلة كبيرة .خذيهل يا *إيلين*:
-رحلة كبيرة ؟
أجابها تروي:
-تخيلي من اتصلت بي مساء أمس ؟
-من؟*فانيسيا رامزي*! أنها ترغب في أن اصطحبها في سهرة .يالهم من حمقى متكبرين آل *رامزي*هؤلاء !وفقا لكلامها فإنني لاأحب أحدا غيرها.إنه حظي أنا على أية حال *فانيسيا*مستعدة لأن تقطع عيني .والأسوأ من ذلك أن أمي سعيدة بمكالمتها .تعلمين أنها لا تحب آل *رامزي*..لكنها متقبلة .*فانيسيا*شريطة أن تزوجها .
-لاأعلم .على أية حال فإنها لن تعلم الحقيقة .إنني لست مستعدا لان أخبرها بها....لكن على الرغم من كل شيء فإنني سافتقد (هوستون)وأسرتي وأصدقائي وأنت والطفلتين يا*إيلين*.
-سنفتقدك نحن أيضا يا *تروي*.من يدري ؟ربما نأتي لرؤيتك في نيويورك .احلم دائما بالذهب إلى هناك.
صاح بحماس :
-فكرة مدهشة.
ترددت .*إيلين*في التحدث إليه عن حملها .لا.لن تحدثه .
سالته:
-متى سترحل ؟
-الأسبوع القادم .لأول مرة أشعر بانني ...حر .
-كن حذرا يا*تروي*لاتخاطر بنفسك بلا جدوى واكتب لنا.
-اعدك بهذا .تربطنا صداقة حميمة يا*إيلين*.
سالت الدموع على خدي *إيلين*حينما رأته يبتعد نحو سيارته.
سألتها *كاري بت *وهي تجذبها من تنورتها :
-لماذا تبكين ياأمي؟
مالت *إيلين*عليها وداعبت شعرها .
-لاشيء ياحبيبتي .أشعر بأنني وحيدة من وقت لأخر .
-بسبب أبي أو بسبب*تروي*؟أنا أيضا أشعر بأنني وحيدة بسبب قطي الصغير الذي لاأجده .اشتري لي واحدا ياأمي .
صاحت *إيلين *وهي تنفجر ضاحكة :
-أوه ياعزيزتي !ماذا سأفعل بدونك؟


الفصل الثاني عشر

بعد أن عاش خمسة أيام وأربع عشرة ساعةفي النار عاد *راد*إلى المكتب .لم تعرفه *ليندا*سكرتيرته في البداية .لقد كان يبدو مثل قاطع الطريق بشكله المتسخ وذقنه غير الحليق والهالات الموجودة حول عينيه والبنطلون الجينز البالي الذي يرتديه والبلوفر المبقع.
صاح *سلاد*وهو داخل غلى الغرفة :
-تبا لك يا*راد*!هل وقعت في صندوق قمامة؟
هز *راد*كتفيه دون ان يجيبه .
قال *سلاد*مصرا:
-هل أنت مريض ؟لقد اتصلنا بك في منزلك اكثر من ست وثلاثين مرة لكن لم يجب أحد .أين كنت؟
-هذا لايعنيك.
استطرد*سلاد*.
-هناك شيء لا أفهمه .اعتقد أنه حدث شيء بينك وبين *إيلين*ثم تذهب وتختفي للنزهة .لابد أنها فتاة لذيذة ومحبوبة........
-محبوبة ,آه ,نعم ,يمكنك أن تقول هذا!
-لنر ذلك .ماذا حدث ؟
-صحيح أنها كادت أن تتملكني .لكن بالنسبة للتفاصيل فاطلبها من زوجتك .لايوجد أسرار بين فتيات آل *برادي*ز
-في هذه المرة يوجد سر *فـ شارون *مضطربة أيضا .كانت *إيلين*كعادتها دائما معها ـ تحكي لها كل شيء لكن لم يحدث هذا حتى وقتنا هذا .أنها ترفض التحدث ولهذا أسالك :ماذا فعلت بها؟
-لماذا لاتسال *إيلين *عما فعلته هي بي؟
قال *سلاد*منفجرا:
-لايمكنك توقع أي شيء من *إيلين برادي* ويالك من أحكق إذا لم تدرك ذلك!
دخل *جاد*في هذه اللحظة وظل فاغرا فمه أمام شكل *راد*الذي قال:
-أعلم ماستقوله:يبدو علي أنني وقعت في صندوق قمامة.لقد قالها لي *سلاد*قبلك .لكن دعني وشأني .
قال *جاد*مستفهما:
-ماذا يحدث لي هذا الصباح ؟مررت حالا على *فانيسيا*لالقي عليها تحية الصباح وكادت أن تقتلع عيني .والآن جاء دور*راد*!
اكد *سلاد*له:
-ماحدث ليس بسببك .بالنسبة لـ *راد*فإن *إيلين *السبب أما بالنسبة لـ *فانيسيا*فـ *تروي تيمون*هو السبب .
-سيرحل للأقامة بـ نيويوك ومن ثم فـ *فانيسيا*ساخطة.
رأى *سلاد*و*جاد*أخاهما يندفع بسرعة خارج الغرفة ودهشا لذلك .ياله من جبان لأن يتخلى عن *إيلين *نفسها حاملا من شخص مجنون وغير مسؤول !ستصبح بمفردها مسؤوله عن أسرة مكونة من ثلاثة أطفال.
لابد أن الطفل الثالث سيصبح صورة بالكربون من آل *برادي*أو *تيمون*..لما وصل *راد*إلى منزل *إيلين *ركن سيارته وظل يفكر لحظة وهوممسك بعجلة القيادة .
لقد كانت حياته فارغة وليس لها أي معنى.لكنها تغيرت إلى الأحسن مع *إيلين*والطفلتين .لكن لماذا لايحب الطفل الثالث مثلما أحب أختيه؟
حاول أن يتخيل الفزع الذي لابد أن تحسه*إيلين*عندماأخيرها *تيمون*برحيله إلى "نيويورك".يالها من مسكينة !لما أحست بالفزع فربما لجات إلى هذه الحيلة للأمساك ب*راد*.امرأة شابة مع ثلاثة أطفال بدون أب...كان ينبغي عليها ألا تكذب .لقد فقدت رشدها.لكن *راد*الذي لجات إليه وحده ليساعدها.
يكفي أن يتزوجها ويعترف بأبوته للطفل.سيتبنى *كاري بت*و*كورتني*وسيعيشون جميعآفي سعادة.
نزل من سيارته وجرى نحو المنزل.
قال ل*إيلين*عندما فتحت له الباب:
-أريدك أن تعرفي شيئين:أولآأنا أسامحك.ثانيآأنا قررت الزواج بك!
نظرت *إيلين*يدهشة إلى الشخص الأشعث الواقف أمامها ويحدثها عن الزواج بعينين زائغتين.
-*راد*
سألها وهو يدخل إلى المنزل:
-أين الطفلتان؟
-لقد دعتهما *شارون*.كنت أوشك أن أخذ قسطآ من الراحة .
قال وهو يشير بإصبعه إلى الهالات الموجودة حول عينيها .
-يبدو عليك أنك منهكة.أنا أسف لأنني أيقضتك.
-من الطبيعي أن أبدو متعبة في بداية الحمل .أشعر بتحسن بعد الشهر الثالث.أسوأ ما في الحمل هوالأسابيع الأخيرة.
همس وهو يلمح إلى أعلى مبنى في "هوستون"وإلى "تروي تيمون"أيضآ:
-كنت أود أن ألقي هذا الحشرة من أعلى البرج التجاري .يهرب إلى "نيويورك"ويتركك في مثل هذه الحالة,ياله منأمر لايمكن تصوره ولا يمكن غفرانه !يستحق "تيمون"أن يموت شنقآ!
-أه!لقد نسيت إصرارك الدائم على نسب أبوة الطفل إلى "تروي تيمون".
دهش *راد*من جفاف صوتها.
-وأنت لاتزالين مصرة على غلإنكار؟
-نعم ,إنه طفلك يا*راد*.
تلاقت نظراتهما لحظة طويلة.كم كانت تود ان تلقي بنفسها بين
ذراعي راد
اجابها:
ـانه ليس طفلي من الناحية الطبية.لكني موافق على ان اكون والده
ووالداختيه.قلت لك:انني اريد الزواج بك يا"ايلين"
لماذا لم تسعدها كلماته؟الم تكن تحلم بالزواج به؟لقد نزل عليها هذا العرض الفظ مثل الدش البارد.
سألته:
-لماذا تتزوج بامرأة أصبحت حاملآ من رجل أخر وفقآ لكلامك؟لماذا تتزوج بامرأة تعتقد أنها خائنة لدرجة أنها تكذب عليك في موضوع جد خطير؟
-سؤال عظيم يا*إيلين*.ها هي إجابتني :لقد قضينا أيامآ سعيدة معآ,أيرضيك هذا؟استهجنت كذبتك لكنني أقدر السبب الذي جعلك تفعلين هذا وسامحتك.
-يالك من رجل كريم!
-إذآتزوجنا فسأتصرف علىأساس أن الجميع أنني والد الطفل .سأتبنى طفلتيك وساعامل كأنهم أطفالي.
أجابته *إيلين*المنهارة أكثر من كونها غاضبة.
-لاشك في ذلك لحظة واحدة.
-حسنآ...لنتزوج.
أخرج *راد*من جيبه-وهو يبتسم-العلبة التي يحملها معه منذ أسابيع .فتحها وأخرج خاتمآ مدهشآ مرصعآ بالياقوت والزمرد.قبل أن يمنحها الوقت لتعترض كان*راد*قد ألبسها الخاتم في أصبعها.
في وقت ما كانت على استعداد لأن تدفع عمرها ثمنآ لهذا الخاتم .
لكن هذا الوقت قد انقضى .خلعت *إيلين*الخاتم واعطته إلى *راد*.
-لا,شكرآ يا*راد*.لن أتزوجك.
-كيف؟
-أعلم أنه زواج فاشل ولا أريد تكرار تجربتي السابقة.
-أتقارنيني بهذا الخسيس"تيلر"؟هيا احتفضي به ولنتزوج!
أجابته وهي تهز رأسها:
-لا,أفضل انتظار الطفل بمفردي وذلك من الزواج برجل لايحبني ولايثق بي.
-تبآلك يا*إيلين*!ماذا تنتظرين مني؟ألا يكفي ادعائي بابوة هذا الطفل !إن فرصتنا الوحيدة هي أن نكون صريحين معآ.
-إنها بلا أمل يا*راد*.ترفض الأعتراف بأنك والد الطفل وأنا أصر على كونك والده!
-يالك من حمقاء!ترين إنها فرصة بلا أمل !
جذبها إليه وقبلها وتهادت الأرض تحت قدميها حينما أستسلمت لقبلته.
انفتح الباب بقوة حينذاك.تسمرت كل من *كاري بت*و*كورتني*و*شارون*التي تحمل *كاثرين *بين ذراعيها على عتبة الباب.أسرعت *كورتني *نحو *راد*وتمسكت برجله.
-أنا أيضآ بين ذراعيك!
ابتعد *راد*و*إيلين*عن بعضهما البعض .
قالت *شارون*:
-أنا متأسفة.
مال*راد* وأخذ *كورتني*بين ذراعيه.
استطردت *شارون*:
-لم تكف *كاثرين*عن البكاء ورغبت*كاري بت*و*كورتني*في العودة.
أجابتها *إيلين*:
-أحسنت صنعآ.سأساعدك على تهدئتها.أعطها لي.
سألت *كاري بت*المنزعجة من قضاء اليوم مع طفلة تصرخ دومآ:
-هل يمكنني أنا و*كورتني *مرافقتك إلى مكتبك يا ولدي؟
تدخلت *إيلين*:
-لا,إنني أحتاجك.*راد*أعتقد أنه من الأفضل أن ترحل .
وضع *كورتني*على الأرض وانصرف دون أن ينطق بكلمة .لقد طردته*إيلين*لكنه مع ذلك أحس بان هناك من يحتاجه وخصوصآعندما سمع الصرخات المتعالية من خاف الباب المغلق!
عاد إلى مكتبة ببطء .لقد ترك الغضب مكانه لمزيج من الوهن والحيرة .ماذا حدث إذن؟لماذا تكابر *إيلين*وتصر على كلامها؟
ماذا يفعل أيضآ لكي يقنعها؟
خطرت فكرة بباله حينما كان يتفحص بعض المشروعات الموجودة أمامه.
كانت فكرة مدهشة ظلت تطاردة:هل يمكن أن يكون والد الطفل حقآ؟
لم تكن *إيلين*كاذبة أبدآ .إنه يتذكر السخاء والبساطة التين كانت تتعامل بهما مع المحتاجين في مركز الإعانة.
ثم إذا كان "تيمون"أقام علاقة معها فهذا لم يحدث إلا في ليلة رأس السنة وفي هذه الحالة لم تكن تكتشف هكذا مبكرآأنها حامل.
رفع *راد*بيده الرطبة سماعة التلفزيون وأتصل بالدكتور "دوبلار"الذي كان واضحآجدآمعه حتى إن تشخيصه اخترق عقل *راد*مثل السهم النافذ.
-لم يكن يمكنك أنت وزوجتك الأولى إنجاب أطفال إلا بمعجزة.
لكن إذا تزوج كل منكما بأخرفقد...
-بالضبط.أعتقدأن زوج..أن صديقي حامل.
صاح الدكتور دهشآ:
-عضيم ,أرايت !لكتهنئتي .إنني سعيد من أجلك حقآ.
وضع *راد*السماعة وأمسك رأسه بين يديه.لقد شعر بالحيرة .لقد خلق هوو*إيلين*كل واحد منهما للآخر حتى أنه يمكنهما إنجاب طفل على الرغم من العجزالذي يعانيه!لقد شفي إذن سيصبح أبآ!شعر بسعادة جمة...تبعها عن قرب وشعر بإحباط لدى تذكره كل الالام التي سببها ل*إيلين*.
في هذه اللحظة دخلت *فانيسيا*إلى المكتبه.
-*راد*.لابد حتمآ أن أتحدث إليك.
قال متذمرآ:
-ليس الآن .أرجوك.
-اسمع إذن !تناولت الغداء مع "ماليندا هرير".لن تتصور ما قالته لي.
-ثرثرة فارغة على أحد رفقائكن.لايهمني هذا كله.
فجرت *فانسيسا*المفأجأة حينذاك:
-اسمع إذن !يبدو أن "تروي تيمون"رجل شاذ!أكدت "ماليندا"أنها شكت في ذلك منذ فترة طويلة وأنا التي ...آه!إنني سأجن من أستطردت *فانيسيا*:
-وقفآلكلام "ماليندا"فإن *إيلين برادي*على علم بمرضة :وأنا التي لم يخبرني أحدحينما...
قال*راد*متذمرآوهو يفكر في كل اتهاماتها ل*إيلين*التي لم تخن صديقها أبدآ:
-هذا مدهش!
اقتربت *فانيسيا *ووضعت يديها على كتفي *راد*ثم قالت:
-عظيم جدآ أن أراك تتعاطف معي في الأمي .شكرآيا*راد*.
لم يكن *راد*يسمعها حيث كان مشغولآ في أفكاره.
واصلت *فانيسيا*حديثها:
-إذا علم *جاد*هذا الخبر فإنه لن يتركني أعيش في سلام دقيقة واحدة!وأمي؟...لقد كدت أرثي حال أم "تروي".
قال*راد*محدثآ نفسه:هذا صحيح.المسكينة!الأباء المساكين والأطفال المساكين الذين نقربهم وتباعدهم افحباطات والحب !من أنا حتى أحكم عليها وعلى ابنها؟.
سألها فجاة:
-لماذا تحدثينها عن ذلك؟
-أتعتقد أن هذا عيب؟
-لاأعلم ...تبآلك يا*فانيسيا*.هل رأيت ذلك رجلآ شاذآيقود عربة "بورش"؟هذه سخافة.أليس كذلك؟
صاحت *فانيسيا*بعد لحظة من التفكير:
-إنك على حق .سأخبر "ماليندا"بهذا عندما نتحدث بسوء مرة أخرى عن "تروي".
لما هدأت يعض الشيء تركت أخاها مع أفكاره.
تساءل *راد*من أينأنته الشهامة بشان "تيمون"؟لابد أنها أنت من أحاسيسه تجاه *إيلين*.لفد جعلته سخيآ وغير مبال بالنميمة.
حسنآ!لكن ذلك لايمنع أنه تصرف بحماقة عندما عذب المرأة الوحيدة التي أحبها .كيف يصلح خطأه؟
فكرعدة لحظات .أرتسمت خطة في رأسه.بما أنه كان يحتاج إلى مساعدة نهض بقفزة وخرج من مكتبه واجتاز الهليز ودفع الباب دون أن ينتظر الطرق على الباب.
-أبي !أحتاج إلى مساعدتك.
نظر *كورتني رامزي*إلى ابنه بدهشة.
-يا ولدي المسكين ماذا بك؟
-أحتاج إلى مساعدتك.
لم يكن من عادات أل"رامزي"أو عادات *راد*نفسه أن يطلب المساعدة.
استفهم *كونتين*من ابنه بجدية:
-ماذا حدث؟
-*إيلين*حامل وأنا ارتكبت حماقة كبيرة.


& & & & & & & & & &

كان المنزل هادئآ.توقف صراخ *كاثرين*بعد نومها العميق.وافقت*كاري بت*و*كورتني*على نوم فترة القيلولة بعد الغداء لتعبهما .
اغتنمت *شارون*و*إيلين*هذه اللحظات وجلسنا أمام قدحين من الشاي.أطلقت *شارون*صرخة إعجاب لما لاحظت فجاة خاتم *إيلين*التي قالت لها:
-ساعيده إليه.وضعته في إصبعي خوفآمن أن يضيع حتى أرده إليه.
-تردينه لماذا؟*إيلين*ماذا حدث بينكما؟
حكت *إيلين* لها كل القصة.
تعجبت *شارون*:
-ياله من أحمق !إنك في ورطة يا*إيلين*:أي فرد من أل"رامزي"لا يعترف أبدآ أنه أخطأ وأنت لايمكنك إيجاد أب أخر لهذا الطفل.
قالت *إيلين*.
-لكن التحدث معك بشأن هذا الموضوع جعلني أرى الأمور على حقيقتها.
تعرفين أل "رامزي"و*راد*بالأخص ولك أن تتخيلي مالابد أن تكبده بالجيء إلى هنا ليعرض علي الزواج في حين أنه مقتنع أنني قد حاولت خداعه!
-هذا صحيح .لكنه مدهش حقآ!ونظرته كذلك التي يلقيها عليك تشبه نظرات المحب الولهان!ربما لايدرك هو ذلك لكن سلوكه يشبه حقآ سلوك الرجل الولهان .وإذا كان يحب طفلتيك فهذا لأنه يحبك.
-اقترح علي أن يتبناهما.
-حسنآ.هكذا لم يضع أي شيء!
-كان يمكنني أن أتزوجه ثم عندما اصبح حاملآ مرة أخرى كان لابد عليه أن يعترف بالحقيقة!
-*إيلين*!أجد صعوبة في تصديق كونك حاملآمرة ثالثة .لا تبدلي في حمل الرابع على الفور.
قبلت كل منهما الأخرى وهما تبكيان وتضحكان في نفس الوقت .
-نحن أختان وسنصبح سلفتين في نفس الوقت وسينطبق نفس الحال على أطفالنا فسيصبحون أولاد عمومة وخؤولة.سنصنع موكبآ لصغار أل"برادي".
أوقفهما عن الحديث رنين جرس الباب.
قالت *إيلين*:
-مازال الوقت مبكرآ على حضور *كولين *أو*ميجين*.من يكون هذا!
أسرعت الإثنتان نحو الباب وظلتا فاغرتي الفم :كان "كونتين رامزي"واقفآ على عتبة البابوبندقية على كتفه وخافه *راد*المرتبك والقس في ردائه الأسود .أجبر ثلاثتهم المرأتين على التراجع ودخلوا الصالون .
سأل القس:
-من العروس؟
أجابه *راد*وهو يمسك يد *إيلين*.
-تلك المرأة.
قال "كونتين"وهو يرفع سلاحه:
-عزيزتي *إيلين*عندما أخبرني هذا الولد أنه أوقعك في ورطه أدركت ضرورة تدخلي. علاوة على أن ما تحملينه في بطنك هو حفيدي:
-قالت *شارون*:
-وقررت حينذاك التعجيل بالأمر زواج تحت تهديد السلاح !
بادرها *كونتين *بقوله :
-شرف آل *رامزي*في خطر .
قال *راد*وهو ينظر في عينيها :
-احبك يا*إيلين*.أرجوك .لنتزوج حالا!
اقترحت *شارون*:
-ولتأخذا إجازة بضعة أيام .ساعتني أنا و*سلاد*بالبنتين.وضع *راد*يده برقة على بطن *إيلين*وهمس:
-طفلي...لقد عرفت الحقيقة الأن يا*إيلين*.هل يمكنك أن تسامحيني؟
أجابته وهي تضع أصابعها على شفتي*راد*
-كيف لا يمكنني ذلك؟بعد كل ماكنت تعتقده سامحني أنت أيضآ في هذا الصباح يا*راد*.أوه,لاتخجل !ما لايمكنني تحمله.هوأنأرى رجل أل"رامزي"وضميره يعذبه.لاتفكرفيما مضى فقد انتهى ,إنني أحبك يا*راد*.
قبلها *راد*رقيقة تنم عن وعده بحبه الأبدي.
قالت *شارون*:
لنبدا الأن ."كونتين"وأنا شاهدان .ليقف في جانب والمتزوجان في جانب أخر .
وبدأ القس مرأسم الزواج.


الخاتمة
في يوم معتدل من شهر سبتمبر أجتمع أل"برادي"في ضيعة أل"رامزي"ليحتفلا بميلاد الحفيد الأول لهما.
كان الطفل الرضيع مثار إعجاب الجميع.
قالت *نولا*:
-صورة مطابقة من والده.
أكد الأب السعيد جدآ:
-إنه شره جدآ.أن وزنه فوق الوزن المعتاد للأطفال.
أخذ *راد*الطفل الرضيع من بين ذراعي *إيلين*وهدهده.
-إنه الأبن الأكبر لأبيه.
قال*جاد*
-يالأخي المسكين ...إنه يثير شفقتي .لم يعد يعرف أي شيء سوى التحدث عن الأطفال والصغار واللفافات والأوزان!حتى في اجتماعات العمل لايستطيع منع نفسه من التحدثعن ذلك كله.إنهيستحق جائزة الأب السنوية.
قالت *إيلين*:
-إنه يستحق أيضآ جائزة الزوج المثالي.لقد استيقظ هو في هذه الليلة عندما بكى الرضيع.
واصل *جاد*حديثه وهو يتصنع الذهول:
-ويمكنك أن تقولي إنني سأتخذه نموذجآ!لقد أدركت أنه غير اتجاهه في يوم اجتماع تجار المركز عندما سمعناه يتحدث عن جمال*كورتني*و*كاري بت* وقوة الرضيع.
لما كان غير متأثر تمامآ بمضايقات أخيه أبتسم *راد*
أكد *كونتين*:
-أل"رامزي"دائمآ الأفضل في كل المجالات.لايدهشني أن *راد*زوج مثالي وأب يحتذى به .على أية حال فإن ماقاله عن الأطفال حقيقة واقعة فهم أذكياء ونشطاء حقا .
قالت *نولا*:
-أحب أن يلتقط المصور صورة لكما أنتماالأثنان ومعكما الأطفال الثلاثة .
اقترب *راد*و*إيلين*من بعضهما البعض وحملت ـ *إيلين*الرضيع ورفع *راد*الطفلتين بذراعيه.
تبادل الجميع نظرات السعادة والرقة التي خلدتها الصورة غلى الأبد.
تمـــــــــــت







































































هزت *إيلين* رأسها .
استقبلهما الليل المعطر .
سأل "راد ":
-لا.
قال "جاد ":
-أرى تماما "فانيسيا "وهي مرتدية فوطة المطبخ وغطاء الرأس الأبيض .




مجروح لكن محبوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:13 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.