آخر 10 مشاركات
لحظات صعبة (17) للكاتبة: Lucy Monroe *كاملة+روابط* (الكاتـب : ميقات - )           »          نيران الجوى (2) .. * متميزه ومكتملة * سلسلة قلوب شائكه (الكاتـب : hadeer mansour - )           »          الانتقام المرير - ليليان بيك (الكاتـب : سيرينا - )           »          المتمردة الصغيرة (25) للكاتبة: Violet Winspear *كاملة+روابط* (الكاتـب : monaaa - )           »          القليل من الحب (81) للكاتبة Joss Wood .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شموخ لا ينحني -قلوب شرقي(خليجي)-للمبدعة: منى الليلي(أم حمدة) *مكتملة & الروابط* (الكاتـب : أم حمدة - )           »          بأمر الحب * مميزة & مكتملة* (الكاتـب : tamima nabil - )           »          عواقب إنتقامه (144) للكاتبة Jennie Lucas .. كاملة مع الروابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          3-المطاردة العنيفة - ساندرا فيلد -روايات نتالي (حصرياً) (الكاتـب : Just Faith - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-17, 12:35 AM   #1

ميس_

? العضوٌ??? » 405562
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » ميس_ is on a distinguished road
افتراضي أسيرتي


مرحبا جميعا.. تعتبر هذه روايتي الأولى.. أتمنى أن تنال اعجابكم ..
ملخص الرواية:
عاشت في فقاعة الأحلام الوردية.. تحلم ليلا بفارسها لتلاقيه صباحا ..
تتحقق أمالها الواحدة تلو الأخرى .. و تبني مستقبلا زاهرا بيديها..
لكنها لم تعلم أن قصور الأماني و الانجازات التي تبنيها من رمال.. لم تع أن الفقاعة قد تتعرض لشوكة و تنفجر لتقع على أرض الواقع.. أرض قاسية لا رحمة فيها و لا شفقة ..
يقبع في الجزء الأسود من ذاكرتها.. الجزء المنسي..
ووقعت بين يديه.. و في قبضته الحديدية .. لتكون أسيرته.. و برضاها ..
أسيرتي❤

موعد تنزيل الفصول يومي السبت والثلاثاء



روابط الفصول

الفصل الأول ...... في الأسفل
الفصل الثاني ...... اسفل الصفحة
الفصل الثالث ...... في الأسفل
الفصل الرابع ...... في الأسفل
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع









التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 15-10-17 الساعة 12:46 AM
ميس_ غير متواجد حالياً  
قديم 31-08-17, 12:55 AM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...

للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها

https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

عزيزتي عليك تنزيل الفصل الأول الليلة او غداً والا سيتم نقل صفحة الرواية الى شرفة الأعضاء وعندما تقررين تنزيل الفصل راسلي واحدة منا نحن المشرفات وستعاد الرواية للصفحة الرئيسية لمنتدى وحي الأعضاء ...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 31-08-17, 12:55 AM   #3

bobosty2005

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية bobosty2005

? العضوٌ??? » 345060
?  التسِجيلٌ » May 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,798
?  نُقآطِيْ » bobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond reputebobosty2005 has a reputation beyond repute
افتراضي

ملخص جميل لروايه اولى متابعه معك ان شاء الله بالتوفيق💐

bobosty2005 غير متواجد حالياً  
قديم 31-08-17, 02:36 PM   #4

ميس_

? العضوٌ??? » 405562
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » ميس_ is on a distinguished road
افتراضي رواية أسيرتي.. الفصل الأول

~~الفصل الأول~~
أشرقت شمس الصباح على مدينة أمستردام الهولندية الرائعة.. تعانق خيوطها الذهبية بعضها البعض و تخترق بحدتها السحاب الكثيف و تبعث نورا بوهج المكان.. تفتح عيناها ببطء شديد و تتمطى في سريرها الواسع كقطة صغيرة بعد ليلة هنيئة .. كومت شعرها الناري المتوهج فوق رأسها و توجهت بسرعة إلى الحمام لتمارس طقوس الصباح الممتعة بالنسبة إليها.. يا له من يوم مشمس .. يوم صيفي بامتياز!
سرحت شعرها المتشابك بعد عدة ضربات من مشطها ذو الأسنان الواسعة.. نظرت لنفسها في المرأة و وضعت احمر شفاه زهري ناعم.. بطبيعتها لا تحب التكلف و التبرج .. تكتفي بلون اسود يجدد عيناها و أحيانا قليلة احمر شفاه فاتح.. تنهدت و هي تضع نظاراتها ذات الإطارات الواسعة.. و وضعت طرحتها حول رقبتها بسرعةx
"أوه.. هكذا أفضل .. على الأقل سيكف رياض عن التذمر بشان مطهري الخالي من الزينة!!" و ابتسمت بأمل سعيد و ركضت خارج غرفتها بسعادة.
قفزت درجات منزلهم الخشبي لتصبَح على عائلتها الصغيرة .. والدها يقرأ الجريدة اليومية كعادته.. أختها تأكل بشراهة و غير مبالية بما حولها من الأساس.. و والدتها تنتقل من المطبخ إلى حجرة الأكل بالاطباق المتنوعةx
"صبااح الخير على أفضل و أجمل و اسعد عااائلة!!" رددت ليلى صارخة ليستدير إليها عبد الرحمان مجيبا إياها مع ابتسامة واسعة "لا يوجد صباح أجمل من صباح فتاتي.. الآن فقط بدأ نهاري.. صباح الورد و الياسمين لك يا ياسمينة حياتي!"x
نفثت هبة الأخت الكبرى أنفاسها بعصبية "كفي عن هذه الصبيانية و الطفولية و تملقك لوالديك كل صباح.. أنت فعلا لن تنضجي أبدا!!"x
نظر عبد الرحمان إلى ابنته البكر شزرا .. هل تكره أختها؟ ام انها مجرد غيرة من هالة الطفولة البريئة التي تحيط بها؟x
"صباح الخير يا عائلة المرابطين! " هدر صوت حسام الدين من غرفته المتواجدة بآخر البهو الواسعx
"صباح الخير بني تعال!" هتفت فاطمة بسعادة كعادتها فقبل حسام رأسها و رأس اختيه لتبتسما بسعادة لحنانه المتدفق عليهم جميعا و انتقل الى مقعدة مقابل والده آخر الطويلة المستطيلة و على يمنه ليلى التي اقتصر فطورها على قطعة خبر صغيرة و عصير برتقال منعشx
"أبي.. كنت افكر حقا.. هل نستشير احدا من أكبر التجار لينصحنا ان اردنا ترويج منتجاتنا في برلين؟" قال حسام بثبات و رصانة لينظر اليه والده مجيبا "لا نحتاج الى استشارة نحتاج الى وكيل اعلاني و قسم خاص بالترويج فقط!"x
رفع حسام حاجبه دليل على اعجابه بكلام والده ليهتق " دائما ما تدهشني يا والدي.. ليحفظ لك الله عقلك هذا و ليورثه الله لسلالتنا!"x
" هل ستظلون تفكرون بالعمل؟.. بني.. (و نظرت الى حسام باستعطاف) لقد قاربت الخامسة و الثلاثين و لا ولت اعزب.. اشتقت الى أيام مغامراتك مع الشقراوات! لا تريد الزواج و الاستقرار في حياتك و تكوين أسرة مثل هذه؟؟" قالت فاطمة متشبثة بذراع ابنها بحنو و استعطاف ليبتسم مربتا على كفها "أماه.. يا روح الروح .. تعلمين انني لن أتزوج فتاة خرجت معي سابقا اليس كذلك؟ انا رجل شرقي و لا أقبل بسلعة مستعملة خاصة من قبلي.. فكما خرجت معي ستخرج مع غيري .. .. علاوة لن اتزوج بشقرااء ساتزوج بفتاة من بلدي و عشيرتي و عائلتي .. من اولى بالفتاة من ابن عمها اليس كذلك؟"x
صفقت ليلى بجذل ضاحكة قائلة : آووه ..لكن أنا من سيأخذني من أبناء عمي الذين لا أتذكر الكثير عنهم!" و ضحكت بمرح و أكملت طعامها لكنها لم تلحظ تلك النظرات الذاعرة المتبادلة بين والديها و اخويها! .. لا تعلم ان ما اقوله سيبدأ في الاستحالة الى حقيقة .. حقيقة هي مجبرة على تقبلها!!
***


"صباح الخير يا جدي!.. كيف حالك يا تاج رأسنا؟ " قال ريان بتهذيب عال مقبلا قمة رأس جده و جلس الى جانبه في المجلس الرجالي بوقار بينما يدخل العديد من رجال العائلة و القبيلة .. ملقيين تحية الصباح بأدب على زعيمهم و خليفته
" اليوم قررت قرارا مهما .. قرار لا يخص حياة واحد منا فقط بل يشمل عائلة المرابطين كلها .. هذا ما يخص حفيدي..ريان. .. الشيخ الأصغر.. حفيدي استحال رجلا ناضجا و يعتمد عليه و آن الأوان إن يؤسس عائلة له.. لذلك أرسلت رسالة إلى ابني عبد الرحمان ليحضر قريبا و يأتي بعروس الشيخ الأصغر.. حفيدتي و زهرتي ليلى! و نوفي ما تواعد عليه عبد الرحمان و أدهم منذ ثمانية عشر سنة.. ألف مبروك لنا جميعا!" هتف الجد بحماس لتتعالى الهمهمة السعيدة و المباركة لريان الذي تصلب في مكانه للحظات قبل أن يستوعب ما قيل الآن!
رصت حجابها الوردي المخملي على رأسها و ضبطته ليثبت على شعرها.. نظرت آخر مرة إلى انعكاسها و ابتسمت بثقة داعية في سرها أن يكون اليوم مختلف عن سابقيه.. ما إن خرجت حتى اصطدمت بساعي البريد العم سعيد.. الساعي العربي الوحيد في كل المنطقة.. قابلته بابتسامة واسعة ليربت على كتفها داعيا لها بطول العمر و السعادة الأبدية مما جعل قلبها ينتفض من دعوة صباحية كهذه.. كان حسام ينتظر في السيارة ليوصلها إلى الجامعة بينما يوصل هبة إلى مكان عملها.. فأعطى العم سعيد برقية لها قائلا "فليجعله الله خيرا لكم .. إنها من الوطن يا ابنتي!"x
سعدت لرؤية رسالة من موطن أجدادها .. بالتأكيد هم يريدون الاطمئنان عليهم لكن.. ألا يزالون في عهد الرسائل الورقية المكتوبة بخط اليد؟ حتى بعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي و الهواتف النقالة و أكثر! فلتت منها ضحكة صغيرة و دقت الباب لتعيد فاطمة الفتح هاتفة بحنق " بالتأكيد إنها ليلى لقد نسيت مفاتيحها كالعادة.. لقد فقدت عقلها هذه الفتاة.. آآه منها آآه" و صمتت و هي ترى ليلى تمدها بالرسالة لتقرأ فاطمة المرسل و تدمع عيناها بينما تقرب الرسالة من أنفها كالمجنونة!x
" ياا عبد الرحمان الحق!! إنها رسالة.. رسالة من البلد!" كانت والدتها تهتف بصوت متهدج من الدموع و التي تراها ليلى سخيفة إلى حد كبير .. هرع عبد الرحمان بسرعة فور سماعه لصوت زوجته ليأخذ الرسالة من يديها شاما إياها هو الآخر و عيناها تذرفان دموعا.. تسمع ليلى صوت زمار السيارة لتسرع إلى الخارج ضاحكة من تفاهة والديها.. حسنا حتى هي تشتاق إلى موطنها لكن ليس إلى درجة الجنون!!
" خير؟ ماهذا التأخير؟" هتف حسام و هو يراها تجلس بهدوء و مرح غير معتادان من أخته الجادة من الصباحx
" لا شيء.. فقط وصلتنا رسالة من البلد.. الظاهر أنهم اشتاقوا لنا و يريدون رؤيتنا بعد ثمانية عشر سنة " قالت بحزم و سخرية في آخر جملتها ليضحك حسام محاولا التغطية على قلقه شادا قبضتيه الاثنتان على مقود السيارة.
"لا أظن أن هذا هو السبب.. أليس كذلك حسام؟!" همست هبة بخبث غامزة حسام ليعم الصمت مجددا بينما ليلى غارقة في التفكير.. فقد قاربت على الوصول حيث تراه.. ترى من يهوى قلبها و يعشق عقلها!
" هل تفكر فيم أفكر يا حسام؟" قالت هبة و هي تربط حزام الأمان بعد مغادرة ليلى من السيارة.. ليستدير إليها أخوها هامسا "|أعلم يا هبة لكن.. بحق الله لا تزيدي أنت الأخرى من الضغط.. أقسم أنني سأنفجر فيك أنت.. وحدك!!"x
***
صباح الفل يا ليلى.. كيف حالك اليوم؟" هدر صوت رجولي من ورائها لتبتسم بخجل مديرة إليه رأسها و جسدها "صباح الخير يا رياض.. بخير الحمد لله و أنت؟" "بعد أن رأيت هذا الوجه الملائكي أصبحت بألف خير !" قال متغزلا مما جعل وجهها يشتعل حمرة فابتسم ابتسامته الساحرة قائلا "ألا تزالين تخجلين مني؟ ألم نتفق أن نضع الخجل على جانب؟"x
ابتسمت قليلا و دعته إلى الجلوس على احد طاولات الكافيتيريا في الجامعة قبل دخول المحاضرة .. تغيرت ملامح وجهها و تعبيراته .. اختفت تلك الانحناءة الرائعة المعبرة عن ابتسامتها و تجهم محياها .. و خرج صوتها جادا "رياض.. أود القول بكل صراحة .. إن كنت تحبني فعلا كما تدعي.. فتعال لخطبتي .. لا أود الدخول في علاقة محرمة تحت مسمى الحب!" هتفت بحزم مدققة في ناظريه اللذان أبعدهما و زاغا إلى نقطة ما من ورائهاx
"ليلى تعلمين أنني لا زلت طالبا مثلي مثلك.. و أزيلي عنك قوقعة الجاهلية عنك هل الحب حرام؟" قال بارتباك واضح جعلها تنظر إليه متفاجئة ثم أجابت "أن أقول لك أنني لا أريد الدخول معك في علاقة محرمة لا يعني أنني جاهلة! والداي ربياني على صفات حميدة و أعطياني ثقة لا يمكنني خيانتها أو كسرها كما أنني أخجل من ربي! وعدتني أن تتقدم منذ ثلاثة أشهر و ها أنت تماطل معي.. إما أن تتقدم أو تدعني لحياتي! .. هناك عرسان آخرين تقدموا لي بكثرة و أنا أرفضهم بسببك" كانت تتحدث بسرعة حازمة و لاحظت تعير ملامح وجهه في آخر كلامها إلى صورة عابسة غاضبة يأتم معنى الكلمة
"هل.. هل يوجد من يتقدم إليك؟" هتف رياض بغضب و خفوت جعلها تبتسم باستهزاء لترد بكبرياء و أنفة "ألا تعلم من أكون؟ أنا ليلى المرابطي يا رياض! أنا ابنة الحسب و النسب!.. ليس واحد أو اثنان إنما العشرات .. كلهم يحاولون امتلاكي و بأي صورة.. إنني ألجم نفسي فقط بسببك أنت .. آخر أجل هو غدا.. إما أن تحضر والديك لتطلبني على سنة الله و رسوله الكريم.. إما إن تسمع خبر زواجي القريب يا رياض العمراني!"x
و أخذت حقيبتها و غادرت مسرعة باتجاه قاعة المحاضرات مسيطرة على نفسها كان شيئا لم يكن
***

هل سيتزوج ابني عن قريب و أنا آخر من يعلم يا أدهم؟" هتفت نهاد شاهقة بضربة على صدرها ليجيبها أدهم زوجها ببروده أثناء هذه الحوارات الشيقة "ابنك قارئ فاتحته على ابنة عمه منذ بلغ الخامسة عشر .. ألا ترين انك تبالغين قليلا؟" "أبالغ؟! أن تتخذوا قرار زواج ابني بدون علمي .. و أن تزوجوه لفتاة مهاجرة بالتأكيد لا تعرف ما هي الأصول.. أتعتقد انه قرار صائب يا أدهم؟ باللّه عليك تعقّل!" هتفت نهاد بإصرار محاولة إعطاء حججها الواهية .. تعلم أنها مهما قالت و مهما افتعلت فإن قرار الشيخ محمد الأكبر سينفذ إلا أنها تترجى و تتخبط فقط لمنع هذا الزواج.x
"نهاد! لا أحبذ طريقتك في الحديث عن ابنة أخي و زوجة ابنك المستقبلية! إبدأي في التأقلم مع الوضع أحسن بكثير!" هدر صوت ادهم الهادئ الرصين في أرجاء الغرفة لتنظر إليه زوجته بحقد و غل .. لمعت أخطر فكرة قد مرت على خاطرها قبلا "و إن كان رافضا؟" قالت بخبث نسائي يعرفه جيدا طوال عيشه معهاx
"ليس رافضا.. بل هو موافق كل الموافقة.. أليست تلك أمنيتك ؟" قال بهدوء أكبر جعلها تستشيط غضبا مجيبة "كان ذلك قبل أن يأخذ أدهم ذريته و يسافر إلى الخارج.. غادرت ليلى المكان و عمرها سبع سنوات يا عزيزي بالتأكيد تربت تربية غربية و وقاحة أجنبية.. كيف سنتقبلها بيننا و هي تمشي و تتمايل بمشية استعراضية؟ كيف ستعيش بيننا و وجهها تملؤه مستحضرات التجميل و شعرها منسدل أمام الغريب و القريب؟" كانت تتحدث بمنطقية جعلت أدهم يقطب حاجبيه مفكرا ليقول و هو يستقيم من مجلسه الوثير "وجهة نظرك سليمة لكن.. افترضي لو ألزمها فاطمة و عبد الرحمان بالأخلاق و الآداب التي تربيا عليها هنا.. في هذا القصر بالذات؟"
سكتت لوهلة .. مستحيل! عبد الرحمان قد يفعل أي شيء من اجله بناته و قد يتركهن على حريتهن المطلقة كعادته .. تجرأت و لوت شفتيها بكيد امرأة و اقتربت مربتة على جيب القميص خاصته "لا يا زوجي! عبد الرحمان تربى على يدي و أنا أكثر من اعرفه!"x
"لا تفكري في معارضة أوامر والدي يا نهاد.. تعودين من حيث أتيت يا ابنة عمي!"ألقى بكلماته الجارحة و غادر الجناح تاركا إياها تتخبط في أمواج الحيرة بين رغبتها في منع هذه الزيجة من أجل مصلحة ابنها و عدم مخالفة أوامر زوجها و عمها!x
***

وقف ريان متأملا غروب الشمس على السطح .. لم يقم بهذا منذ زمن .. امسك تلك الصورة لعدة أطفال ضاحكين بعفوية و براءة.. وطفل اسمر يمسك يد تلك الطفلة الرشيقة و كأنه يجرها ورائه و هما يضحكان.. ابتسم و الذكرى تمر على خاطرهx
"ريان! أنت مزعج على فكرة!" هتفت ليلى بعصبية ممسكة بحبة الخوخ بين يديها "حين نكبر و تصبحين زوجتي .. سأمنعك من الخروج من البيت أساسا .. سأجعلك ترتدين الحجاب مثل أمي و خالتي فاطمة!" قال ريان ساحبا ليلى من يدها بتسلط لتدفعه عنها بخوف "هل ستفعل هذا معي؟ لن أقبل بك إذن! " صرخت ليلى بخوف "لا لا يا خوختي أنا امزح معك.. هيا تعالي إلى المرآب لتري اللعبة الخشبية الجديدة التي صنعتها لك!" تمتم ريان بسعادة و هو يرى نظرة الرضا تشع من عيناها .. و بينما هو يسحبها بعيدا عن أولاد عمومتهم و إخوتهم يأتي العم عبد الرحمان ليصورهم صورة تذكارية.. و قد بقيت فعلا كصورة تذكارية لطيفة.x
عاد من ذكرياته على صوت الخلخال الرنان المميز.. المزعجة قادمة لا مفر! .. تتقدم بخفة و بساطة و ينتظر لسانها السليط أن ينطلق إلا أنها جلست شاردة في قرص الشمس الغائب نصفه عن السماءx
"أخي.. هل أنت سعيد ؟" همهمت قطر الندى بشجاعة لينظر إليها ريان بذلك الحنان الذي يكاد يتدفق و يغرقها ليجيب بصوت خافت "هل ترينهم سعداء في الخارج؟"x
وأومأت برأسها مرتين ماطة شفتيها ليقول "إذن أنت سعيد.. هل أنت سعيدة؟" نظرت إليه مطولا و وقفت أمامه مرددة بشجاعة و قوة لا تعلم متى أصابتها "أخي! أنت أغلى من أي شيء في هذا الكون بالنسبة لي.. إن أردت الصدق فحتى أنا سعيدة لطالما كان هذا حلمك منذ أن كنت مراهقا لكن.. تلك كانت فترة ومضت و صراحة بزيادة أخاف أن تكون رغبتك و مشاعرك اتجاه ليلى اختفت و مضت مع مراهقتك القصيرة لذلك.. فكّر أرجوك! هذه الزيجة هي زيجة عمرك يا ريان!" أنهت كلامها و توجهت إلى باب السطح مراقبة كيف تغيرت ملامح وجهه و عبست بطريقة مفاجئة.. أعاد الصورة إلى جيبه متأملا الظلام المحيط به.. أصبح في الظلام فعلا!x
***

جلست ليلى على كرسي خشبي أمام والدها و والدتها مكان حسام المعتاد.. تنهدت و هي تنظر إلى صفحات وجوههم .. والدتها بعينين منتفختين الظاهر أنها من البكاء! والدها متجهم و قلق.. حسام الدين مرتبك و لا يجد ما يفعل بينما هبة تطالعها بنظرات شفقة و حزنx
"أخبروني ماذا قالت الرسالة من الوطن؟" قالت محاولة طرد جو الكآبة من حولهم إلا أن صوت حسام آمرا إياها بإكمال طعامها و سيذهبون بعد قليل للمجلس كالعادةx
لملمت فاطمة الطاولة بمساعدة من هبة و ليلى حتى سمعن صوت عبد الرحمان ينادي هذه الأخيرة.. انتفضت و قلبها يدق بسرعة عنيفة فأدركت أنها مصيبة حلت و على رأسها فقطx
جلست بهدوء أمام هبة إلا أن والدها أمرها أن تتقدم إليه و تبتعد هبةx
"ليلى .. أنت ابنتي الأصغر و تعلمين مقدار حبي لك و يشهد الله على أنني لم أفرق بينك و بين أخويك بشيء" هزت رأسها بتأكيد لكلامه ليضيف "وصلتنا الرسالة من الوطن.. من جدك.. يريد منا العودة لسبب واحد " نظرت إليه متحمسة إلا أنها لم تتوقع قط أن تسمع ما سمعته "جدك يريد عودتنا كي يتم زواجك على ابن عمك.. ريان" و صمت مراقبا كيف ارتسمت تلك الملامح التي لم يستطع احد فهمها.
وقفت من مكانها بوجه مظلم .. عيناها تطلقان شرارات غاضبة لا بل تحترق غضبا "كيف؟.. هل هذه حياتهم؟ هل هذه حياتك لتقرر عني ما أريد؟ لا أريده.. لا أريد!" صرخت بعجز لتتسع عينا عبد الرحمان بينما ليلى تصرخ بجنون ألجمه حتى عن الوقوفx
"نحن في بلد ديمقراطي و يعطي الحقوق للمرأة سأرفع دعوى و لن تستطيعوا فعل شيء.. و أساسا.. غدا .غدا سيأتي خاطب إلى هنا! و الصراحة أنا معجبة به و أحبه و كنت على علاقة به منذ فترة" صمتت مراقبة الأوجه المتطلعة إليها .. تغيرت نظرة الحزن إلى نظرة غضب و استياء من والديها و فجأة حسام انتفض واقفا ليتقدم خطوتين منها "من هذا؟! انطقي من هذا و إلا أقسم بالله أعلقك هنا!" هتف صارخا بها قبل أن يمسك شعرها الحريري بين أصابعه.. بدأت تتلوى و هي تصرخ باسم رياالله.راني.. ابتعد عنها و هوت يده على وجهها ليقول حسام بنبرة خيبة اختلطت بغضب عارم "لولا خوفي من الله .. لكنت علقتك و قتلتك دون أن يرف لي جفن.. لم يكن يجب أن نأتي إلى هنا .. كان يجب أن نبقى في البلد!" خرجت كلماته كسهام سامة لتصيبها مباشرة.. لأول مرة يرفع يده عليها.. لطالما كان نعم الأخ .. لا يتذمر منها و من مزاحها ولا يغضب منها.. كان دائما حنونا مراعيا صدوقا .. لم تتوقع يوما أن تخرج من هذه النعمة!x
جلست فاطمة تلطم فخذيها و تنظر إلى ليلى بحزن يقطع القلب.. ابتسمت هذه الأخيرة بسخرية مريرة مطالعة والدتها.. لوهلة رأت غضبا يتسلل إليها إلا أن الحزن طغى عليه.. وقفت بتخاذل كالمهزومة من معركة و مسحت طرف شفتها المدمومة موجهة حديثها لأمها "قد تكونون قد فهمتم كلامي بمعنى ملتوي.. إلا أنني و رياض.. لم نكن سوى أصدقاء و أعلن عن إعجابه بي و رغبته في التقدم إلي منذ حوالي شهر لكن.. الظروف منعته " و مشت إلى غرفتها ببطيء و حذر من التعثر بينما عيناها لا تريان سوى غيمة بيضاء على وشك الانفجار بدموع لا تتوقفx
اسند عبد الرحمان رأسه إلى كفيه بانهزام واضح لتدخل فاطمة إليه قائلة "ماعاش من يجعلك تحني راسك يا شيخ!" "لقد عاش.. لقد عاش يا فاطمة.. إنها ابنتك المصون ! تعلمين انه مهما تقدم إليها العرسان و مهما فعلت فإنها ستتزوج ابن عمها لا السيلان. مفر من النصيب و المكتوب يا فاطمة!" قال بحزم مهزوز بينما فاطمة تدلك له رقبته و كتفيه و دموعها لا تتوقف عن السيلان .
كانت أول خيوط النهار تعلن عن قرب شروق الشمس و اقتحامها لكبد السماء.. كانت تجلس على الكرسي الخشبي الهزاز و مصحفها يستقر بين يديها.. تقرأ بلا توقف منذ تلك المواجهة مع عائلتها.. تدعو الله بلا توقف أن تحدث معجزة و يرفض والدها أو حتى تحدث لها حادثة فلا تستطيع الذهاب.. كلمت رياض بسرعة فقال انه سيأتي غدا بالتأكيد.. بصيص أمل اشتعل في كيانها إلا أن قبضة ثلجية تخبرها ألا تتفاءل كثيرا.x
لم تصدق وقت سمعت طرق الباب.. انه هو! وضعت طرحتها البيضاء على رأسها و عدلت من عباءتها البيضاء ذات التفاصيل الوردية و وقفت أمام باب غرفتها تسمع ترحيب والدتها بهمx
نادت هبة أختها لتحضير القهوة و الحلويات و ببطيء بدأت تفعل بتركيز و سعادةx
لم يعجب عبد الرحمان ذلك الشاب المتملق بطريقة حديثه ولا بطريقة جلوسه ولا هو كله عله على بعضه.. حتى فاطمة وجدت أن أم رياض مجرد امرأة لا تعرف عن الأصول شيئا.. كثيرة الحديث و التملق و العبارات السوقيةx
غمز عبد الرحمان هبة مومئا بالرفض ليمنع ليلى من الخروج إلا أنها خرجت بالفعل!x
مدت الجميع بالقهوة و تلكأت عند رياض مما اغضب حسام و والدها بصفة كبيرة.. و عادت الأحاديث السخيفة بينهم.x
"إذن سيد مصطفى.. ما السبب لزيارتك هذه؟" قال عبد الرحمان باتزان و برود ليرفع مصطفى حاجبه قليلا قائلا "أتينا إلى هنا طالبين يد ابنتك المصون ليلى لابني رياض علة سنة اللّه و رسوله صلى الله عليه و سلم .. ها و حسب ظني أن ابنتك أخبرتك بهذا!" قال جملته الأخيرة بشبه استهزاء جعل ليلى تتنحنح ناظرة إلى أمها التي امتقع وجهها من تلميحهx
"حسنا.. نسأل عنكم و تسألون عنا.. و نفكر ثم نعطيكم خبرا" أجاب ببرود مستفز ليغضب مصطفى قائلا "كيف هذا؟ ماذا تريد أن تسأل عني؟ اسألني و أجيبك لمَ سؤال الغرباء؟"x
"هذه الأصول يا سيد مصطفى.. إلا إذا كنت خائف من إخفائك شيئا عنا" شهقت ليلى بعنف فور سماعها لادعاءات والدها و التي جعلت السيد مصطفى يحمر توترا و ارتباكا ليلملم ما بقي من كرامته و يغادر مع عائلته.x
"ماهذا الآن أبي؟ إنها حقا لعبة سخيفة الآن.. لماذا لا تفهم؟ نحن لسنا في البلد! نحن في أمستردام تبا!" قالت مشددة على كلماتها لتهوي يده على وجنتها .. المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا!!x
"إنا لم افلح في تربيتك يا فتاة! لم أظن يوما انك قد تتمردين علي و على أوامري.. ما تسمينه لعبة أسميه الأصول و الأعراف! ماذا إن كانوا مجرمين؟ ماذا إن كان هذا الذي سيصبح زوجك سكيرا خائنا ؟ وقتها لن ينفع الندم يا ليلى! " صرخ بغضب و انهزام واضح لتتغير نبرته إلى خيبة الأمل "ظننت دائما انك الوحيدة بين إخوتك التي ستطيعني مهما قلت.. فكان العكس.. خذيها من هنا يا فاطمة حبا باللّه قبل أن ارتكب جريمة في حقها!"x
***

جلس على كرسي مكتبه بعنفوان.. كعادته.. الكبرياء و الغرور يحيط به.. منظره المهيب و هالة الرجولة العظيمة التي تحيط به تجعله محط غيرة العديد من الرجال و موضع إعجاب جميع النساء بدون استثناء.
لا يستطيع إزالتها من أفكاره.. ترى كيف أصبحت ؟ لم يرها منذ ثمانية عشر سنة.. يتنهد و يشوش نفسه بعقود العمل و الاتصال بالمستودعات و الميناء إلا أن تلك الفتاة الحمراء الصغيرة تعود و تحتل تفكيره من جديدx
"ترى كيف أصبحتِ يا ليلى؟ هل أصبحت أطول بقليل؟ هل قصصت شعرك؟ هل نضجت ملامحك؟ أم انك بقيت تلك الصغيرة الضئيلة الأقصر في المجموعة؟ " ضحك بعد انتهاء سيل أفكاره ثم فكر "ترى هل سأحبها ؟ أنا لا أريد الزواج حاليا! لكن.." قطع تمتمته لنفسه طرق الباب ليأذن بالدخول للزائرx
"صباح الخير يا عريس الغفلة!" هتف فرج اللّه بمرح إلا أن ريان أوقفه بغضب "أنت الوحيد العالم بمدى رفضي للزواج! لذا .." و رفع حاجبيه بغضبx
"ستتأقلم يا ابن العم فلا أنت و لا أنا نستطيع الوقوف في وجه الشيخ الأكبر" قال فرج بحكمته و تحذيره المبطن ليتنهد بيأس.
***

"ماذا سنفعل الآن يا أبي؟ هل فعلا ستسأل عن رياض العمراني؟" قالت بهدوء بعد مرور موجة الحزن الهوجاءx
"و ماذا تظنين؟ أنا الشيخ عبد الرحمان يا هبة الرحمان لا تنسي! لم اقل يوما كلمة و لم أحققها! بالأخص إنها ابنتي! سيتكلف حسام بالسؤال عنه و عن أعمال والده و تاريخه.. لنر أين ستوصلنا ليلى !"x
~~~نهاية الفصل الأول~~~


ميس_ غير متواجد حالياً  
قديم 02-09-17, 10:08 PM   #5

rontii

مشرفة وكاتبة في منتدى قصص من وحي الأعضاء ومحررة واعدة بعمود الأعضاء

alkap ~
 
الصورة الرمزية rontii

? العضوٌ??? » 289729
?  التسِجيلٌ » Feb 2013
? مشَارَ?اتْي » 20,876
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Egypt
? مزاجي » مزاجي
?  نُقآطِيْ » rontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond reputerontii has a reputation beyond repute
?? ??? ~
ﻻ إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
افتراضي

مساء الخير
الف مبروك الرواية
احداث مهمة من اول فصل
ليلى فعلا تخطت كل حدود الادب و كان لازم تضرب
يمكن نشاتها و انها مدلله العائلة خلاها تتصرف كده
الاهم ان فيه جزء كبير من الغلط على ابوها كان لازم يوضح حقيقة خطبتها لريان من اول ما كبرت
طالما متاكد ان ملهاش حل تاني
هبة بأول الفصل حسيتها غيورة من اختها لكن بعد كده حسيت عقل منها
السؤال الاهم ليه هبة لحد دلوقتي متخطبتش لحد كن ابناء عمومتها بما انها دي القوانين
الاولى جواز هبة الاول و الكبيرة تتجوز قبل الصغيرة
حسام هل خطب حد من صغره هو كمان او لا
بانتظار فصل جديد و بالتوفيق


rontii غير متواجد حالياً  
التوقيع














قديم 04-09-17, 01:57 PM   #6

شمس الصحراء

نجم روايتي

 
الصورة الرمزية شمس الصحراء

? العضوٌ??? » 88586
?  التسِجيلٌ » Apr 2009
? مشَارَ?اتْي » 1,362
?  نُقآطِيْ » شمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond reputeشمس الصحراء has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف مبروك على الرايه منتظرين الباقي ان شاء الله شـكرا لك

شمس الصحراء غير متواجد حالياً  
التوقيع
قديم 05-09-17, 04:12 AM   #7

ميس_

? العضوٌ??? » 405562
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » ميس_ is on a distinguished road
افتراضي الفصل الثاني

#أسيرتي:
~~~~الفصل الثاني~~~~
تجرنا تيارات القدر عبر منحدرات طرقه .. احيانا هاوية و احيانا سلم .. احيانا طريق ملتوي ننسى اساسا هدفنا الاسمى.. نتعرض لرياح تاخذنا الى حيث لا نريد او امطار تعرقل سيرنا لكن تنعش ذاتنا .. او شمس تنشر حرارة قاتلة و تضيء ما حولنا.. لنصل اخيرا الى الطريق المستقيمة لنستطيع اكمال مشوار حياتنا بسلام و امانة الا اننا و في قرارة انفسنا نقدر تلك الطريق.. لولا مصاعبها و عقباتها لما وصلنا الى نجاحنا ..
دخل فرج اللّه الى غرفته ليلا وحيدا.. اخذ كومبيوتره النقال و فتح تلك المدونة الالكترونية.. كانت مذكراته .. مذكرات مراهق في السابعة عشر اصبحت مذكرات رجل في الثلاثين.. تنهد كعادته عند الضيق و بدا يكتب
(لم يكن يوما جميلا.. أشعر كأنني في زجاجة يقترب عنقها.. تلبد يصيب مشاعري عند مقابلتها.. لم تعد أحلام الفتاة التي تصورتها يوماً زوجتي .. ما يحيرني انها أساسا لا تريد الزواج.. اي فتاة لا تحلم بارتداء الابيض؟ هل فعلا تريد نقودي فقط؟ .. انا حائر و متوتر.. أشعر انها لم تعد كما كانت .. و ان الأقنعة بدأت تسقط)
اغلق حاسبه و جلس على سريره حاملا ذلك الالبوم المليء بالصور.. بدأ يقلّب صفحاته و ابتسامة عريضة تغزو وجهه .. حك لحيته الشقراء و عيناه الزرقاوين تدور حول الصفحات .. .. اينما تتوجه عيناه يجد صاحبة الشعر الكستنائي المشعث و العينان الشقيتان .. ضحك و حاول تذكر اسمها "هبة.. هبة الرحمان.. ترى كيف أصبحت هذه الشقية؟" و اغلق الالبوم ووضعه في درج جوار سرير نومه و استلقى لينام.
لم يختلف الحال كثيرا في غرفة ريان.. تفحص عقود شركته و جهز الاوراق للصفقة الايطالية الجديدة و استلقى على ظهره ليشاهد النجوم كعادته.. فغرفته في بيته ذات سقف زجاجي رائع.. تنهد بقلق مراجعا نفسه حول قرار الزواج المفاجىء.. لم يعد يستطيع فعل شيء سوى الانتظار.. الانتظار فقط!
************************************************** *
اشرقت شمس يوم جديد.. يوم يحمل الكثير و الكثير للعديد من الاشخاص.. منهم سعادة و منهم حزن.. منهم نجاح و منهم فشل..
اخذ حسام الدين يذرع غرفته ذهابا و ايابا.. ينتظر صديقه فيصل و جاسوسه في معظم الأحيان.. لم يصدق حين سمع طرق الباب
"تفضل" تنحنح بجدية ليدخل فيصل بخطواته الواثقة و يصافح حسام
"خير؟ ماهذا الاستعجال؟" قال فيصل بمزاحه المعتاد الا انه لاحظ مزاج حسام من طرقاته المنتظمة على سطح مكتبه.. علم انه قلق، غاضب، و مترقب !
"فيصل.. انت أخي الذي يمكنني الإعتماد عليه و أنت الوحيد الذي تستطيع حل هذا الأمر" هتف حسام بعد صمت دام لثوان ليعدل فيصل من جلسته بجدية و احترام "تفضل يا حسام .. تعلم انني صديقك و ليس بيننا مقدمات"
"يوجد احدهم.. رياض العمراني و والده مصطفى العمراني.. أريد منك ان تعلم أي صغيرة و كبيرة عنهما.. ان كلف الامر راقبهما و اتبعهما!" "ألهذه الدرجة؟ أخبرني هل يريد شراكتك و أنت تشك؟" اجاب توفيق بوضوح ليهمس حسام "يريد مصاهرتي.. يطلب يد أختي .. ليلى"
شهق فيصل بدهشة ثم صمت قليلا ليتحدث بصوت خائف مهزوز "لا أريد مفاجئتك لكنهم.. ذوو شهرة واسعة في السوق السوداء.. كما ان مصطفى العمراني مشترك في بعض قضايا المخدرات و ماشابه.. فبعض عملائي من عمال الشركة!"
"يا الهي! يا الهي يا ليلى! " همس واضعا رأسه بين كفيه بانهزام واضح فوقف فيصل بخوف ليتوجه الى وراء المكتب حيث يقبع حسام
"حسام! أخبرني بصراحة ما الموضوع؟ لماذا يحدث كل هذا؟" سأل فيصل ليرفع حسام راسه و وجهه مكفهر مما يحدث ليروي له ما حدث بالتفصيل الممل.. ففيصل أكثر من أخ بالنسبة له و بينهما الكثير و الكثير.
"المسألة معقدة.. و الأعراف القبلية تبقى أعراف و قوانين صارمة خاصة من جدك! و ريان.. الم يظهر اي رد فعل؟" "لم نتحدث منذ شهور .. سفره الى انجلترا اشغله و لم نعد على اتصال .. و اساسا لم نعد نتحدث عن هذا الموضوع منذ مجيئنا الى هناك.. و كنت وقتها في الخامسة عشر يا هذا! اللعنة لقد أصبحنا في مأزق" هتف حسام بغضب اعمى و قد غارت عيناه و اصبح وجهه احمر اللون لينظر اليه فيصل بأسى قائلا "يا أخي .. هذه الزيجة يجب ان تُقام حتما .. ابن عمك اولى بليلى"
ابتسم حسام بسخرية من الموقف الذي وُضع فيه .. يتذكر وجه ليلى الحزين بعد ضربه لها .. يتذكر كيف كانت شاحبة الوجه كالميت.. أمس صباحا فقط كانت كوردة في الربيع.. سعيدة و مرحة.. لكن.. لماذا تُصر على ابن العمراني؟.. و خطر على باله أسوء السيناريوهات!!
**************************************************
لم تخرج من غرفتها صباحا.. و لم تاكل الفطور الذي احذته هبة لها.. محمرة العينين و منتفخة الوجه من البكاء.. راسها ثقيل على جسدها.. و صداع رهيب يجتاح كل جسدها كأنها خضعت لتعذيب بالسوط ليلة كاملة!
"ليلى! ابنتي لا تفعلي هذا بنفسك يا حبيبة قلبي! لن يحدث إلا ما كتبه الرحيم الغفور لك! لا يجب ان تضربي عن الطعام !" قالت فاطمة محاولة استمالة قلب ابنتها.. الا ان ليلى تصلبت كحجر و هي تعانق ركبتيها الى صدرها
"هل تعلمين أمي؟ .. البارحة تذكرت طفولتي.. مع ريان.. الذي تودون تزويجي به!.. هل تعلمين ماذا كان يقول لي؟ كان يقول انه سيحملني صباحا بين يديه حتى طاولة الفطور.. و يمشط شعري بنفسه.. " همست بصوت شاحب لا حياة فيه.. ثم اخذت تضحك كالمجنونة بلا توقف الى ان اصبحت ضحكاتها شهقات بكاء متتالية .. و انهمرت تلك السيول من غابتي عيناها .. الغابتين اللتان احترقتا و اصبحتا رمادا.. اخذتها فاطمة في أحضانها مرددة بعض الآيات القرآنية بخفوت الى ان سكنت و استرخت كليا و نامت
"أمي.. ماذا سيحدث الان؟" همست هبة الرحمان بخفوت بجوار والدتها التي انتقلت الى غرفتها.. لم تستطع رؤية وجه ابنتها بذلك الشكل.. كمنارة مشتعلة و احتُرقت فجأة!
"هبة يا إبنتي! أرجوك يا فتاتي.. جدي طريقة نحل بها هذا! لا احد سيتحمل ما يحدث! لن تسمح القبيلة بزواج ليلى و رياض أبدا! " شهقت لاهثة من نحيبها .. قلب الأم لا يرتاح أبدا!
"لا أعلم! ربما قدرها ان تتزوج ريان! لا مفر من هذه الزيجة!" هتفت هبة بغل لتجيبها فاطمة باستغراب "ماهذه اللكنة يا هبة؟ انها أختك! علينا بالتفكير!" "برايي فكروا انتم.. في الاخير سياخذها ريان حتى لو اتى الى هنا و أخذها رغما عن انوفكم جميعا!" اجابت هبة ببساطة رافعة كتفيها باستهتار واضح
وضعت فاطمة راسها بين يديها مغطية وجهها منتحبة بصمت.. تعلم ان كلام هبة صحيح و لا حل آخر لهذا الأمر و الا سيتعقد الأمر.
لم يعلم حسام كيف وصل الى البيت.. سرعته فاقت ال150 كلم في الساعة.. يتخيل مواجهته لاخته و اعترافها بكل برود انها باعت شرفها و وضعت راسهم في التراب تحت اقدام آل العمراني! .. صفق الباب ورائه بعنف و دخل الى غرفتها بنفس الطريقة.. انتفضت من نومها ملاحظة شكل اخيها .. تنهد و هو يجلس على الكرسي خاصتها.. صمت مبتلعا ريقه و همس "سأسألك سؤالا و أتمنى ان تحاوبيني بكل صراحة و نزاهة ! " اومأت ايجابا بخوف و دموعها تغزو جفنيها بعنف ليرتجف فكه قليلا ثم فتح فمه ناطقا كلمات كانت كسهام سامة .. كلمات جعلتها تريد و تتمنى الموت الف مرة "لماذا تصرين على الزواج من ابن ******* العمراني ذاك؟ هل يوجد ما حدث ما بينكما؟"
توسعت حدقتاها و ارتجفت شفتاها.. لوهلة ظنت انها في كابوس و دعت آلاف المرات ان تستيقظ.. هل يتهمها بالزنى؟ اليست اخته التي تربت على يده! هو .. هو من رباها .. هو من دللها .. هو من شجعها لتنجح.. هو السند لها .. اجفلت و ابتسمت بسخرية مريرة و رفعت عينا اللبؤة اليه .. نظرة قوة لم تعلم من اين احضرتها "الست واثق من تربية بيتك يا ابن أمي و أبي؟ ألست أنت من توصلني بنفسك الى جامعتي و تعيدني؟ ألست أنت من قال قبل سبع سنوات ان ليلى .. ليلى ليست فقط اختي الصغرى بل هي ابنتي؟ .. انت من رباني!! كيف تشك لوهلة انني قد الطخ شرف عائلتي؟ شرفي!! .. لم أعد استطيع عيش هذه الحياة يا حسام الدين! لم اعد اقدر! .. اخرج من غرفتي..لا اريد رؤيتك مرة اخرى هنا حضرة الدكتور!"
وقف و كانها انتزعت قلبه و تركته بدون روح.. لم تعد بينهما كلمات تُقال.. نعم ! لم يعد! نظر اليها نظرة اخيرة ليقول "انسي امر رياض العمراني.. هو و والده الحثالة من اكبر المجرمين و لا اريدك ان تتزوجي مجرما!" همس بضعف لتجيبه بفحيح خافت "***** انت و رياض العمراني"
يعلم انها فاقدة لاعصابها و قد تنهض و تقلب الغرفة رأسا عن عقب الآن.. رآها تتجه الى الحمام و تخرج و ترتدي عباءة صلاتها و تبدأ في الصلاة.. لم يعلم اي صلاة تحديدا فوقت الضحى قد مضى!
خرج و قد اكنسب محياه لونا اسودا.. بدأ يتنهد بعمق ثم أغلق عيناه مفكرا .. خرجت بعد خمس دقائق .. نظر اليها كتافهة مضللة للطريق .. هكذا شعرت.. نظرت الى والدتها و قالت بهمس متقطع يميل الى البكاء "ستتحقق رغبتكم.. أنا موافقة.. سأذهب الى الجزائر و سأتزوج ريان!"
لم تعلم مصدر الصفير في اذنيها.. الا انه كان يزداد أكثر فأكثر .. الى ان سمعت اصوات مختلطة تناديها!
**************************************************
"أدهم ؟ الا زلت هنا؟ لم لم تذهب الى الشركة اليوم ؟" هتفت نهاد من الحمام لياتيها صوت زوجها "منذ متى و أنا اذهب الى الشركة يوم الخميس يا نهاد ؟ هذا جديد!"
"ااه اعذرني.. انتظر .. نعم.. رأسي مشوش هذه الايام بقضية ريان! كيف؟! كيف سنفعل هذا بابننا يا أدهم؟" قالت نهاد بعدما خرجت من الحمام و وقفت امام زوجها الذي تجهم وجهه فور فتحها للموضوع
"نهاد! الم يحن الوقت لتسكتي و تشاهدي بصمت؟ منذ ثمانية عشر سنة و انت تتحكمين بابنك.. لا يذهب الى هناك و لا يقابل ذاك! افهمي يا امراة ابنك بالغ راشد و قارب الاربعين علاوة على هذا.. إياك و الوقوف في وجه الشيخ .. أقسم ان يطلقك مني دون ان يرف له جفن ! و انت خير من يعلم!"
ترك أدهم الغرفة و خرج مهرولا من هناك.. وقف امام النهر العابر القريب نسبيا من قصرهم.. او بالاحرى مجموعة القصور القابعة خلف بوابة فولاذية سوداء و اسوار صخرية قد يبلغ طولها ١٠٠ متر!
"لو تعلم يا خالد كم أحتاجك الآن .. أيها الغالي!" و زفر بحزن و قد ضاقت انفاسه
*************************************************
كان عبد الرحمان مسندا راسه الى الجدار الأبيض ورائه.. كم يكره المستشفيات و رائحة الادوية التي تنبعث منه.. رأى الطبيبة الشقراء تخرج من الغرفة .. انطلق اليها مسابقا انفاسه لتهدئه قائلة بانجليزيتها الركيكة "سيدي اهدأ! انها تعاني من فقر دم حاد بالاضافة الى مشاكل نفسية.. هذا اكيد! لا تريد الأكل و لا الشرب لذا يجب اجبارها على هذا! "
نظر إليها عبد الرحمان بامتنان ثم شكرها مسرعا و دخل الى ابنته مع عائلته.
"إبنتي! حبيبتي!" هتفت فاطمة و هي ترى وجه ليلى الممتقع الشاحب مرضا و حزنا!
وقفت هبة في ركن بعيد نسبيا عن السرير بينما هرع كل من الاب و الام الى سرير ابنتهما و التي بدات مقلتيها تفرزان تلك الدموع الغبية
"طفلتي ما الذي يحدث لك يا صغيرتي؟ لماذا تعاندين هكذا؟ انت وافقت على الزواج لكن.." قاطعته ليلى بحزم مهتز "أبي انت تعلم انني لم و لن اعصي امرا لك.. طوال حياتي لم افعل.. احجز البطاقات الى الجزائر في اقرب وقت ارجوك" "لكن.. بقي تخرجك و موضوع ابن العمراني ذاك لم نتناقش فيه! .. اخبريني حالا كيف وثقت به و صدقته ؟ انه ليس شريفا على الإطلاق.. انه وغد متاجر و متعاط للمخدرات"
انطاقت دموعها تنحدر بلا توقف ليهتف بها صارخا "هل تبكينه يا ليلى؟ ويحك اقتلك يا فتاة! لم تولد امرأة من المرابطين تبكي احمقا و حقيرا!" "ان اردت تزويجي بمن لا اريد فافعل! لكن لا تفتري عليه! لا تتهمه بما لم و لن يفعل يا أبي! لا تشوه صورته في عيني لمجرد رغبتك جعلي اتزوج من إبن عمي!"
فلتت اعصاب عبد الرحمان لوهلة و هب واقفا ثم رفع يده الا انه حوّلها الى قبضة سريعا و اشاح بعيدا عنها ليقول بصوت مؤكد غاضب "لو اردت منعك لفعلت ذلك دون أخذ رأيك من الاساس .. كنت اخبرتك بالوضع و جررتك معي الى البلد بدون كلمة منك .. لم ارد ان اكسرك .. و من البداية ! منذ اخبرتني عنه و حدسي ينبئني انه مخادع و لم يرتح قلبي مذ سمعت اسمه.. و قد كان هذا صحيحاً .. اخوك تحرى عنه و علم انه دنيء عديم الشرف.. يتعاطى و يبيع للناس ما يقودهم للتهلكة.. بالاضافة الى الاماكن الني يذهب اليها.. ملاهي ليلية و فنادق .... دعيني أصمت احسن .. لن ازوج ابنتي لرجل مثله.. انه مستغل و انت حمقاء غبية ظننته رجل شهم دون النظر لخلفيته .. لن ياخذك ذاك الغر .. على جثتي يا ليلى! على جثتي!" و خرج تاركا اياها في عاصفة هوجاء من الرثاء و البكاء الحار.. تبكي حب حياتها .. تبكي نفسها التي ستضيع بين جهلاء لا يفرقون بين قاعهم و رؤوسهم! لكن الاهم انها كانت تتخبط.. هل تصدق ما يقول والدها؟ ام انه يفعل هذا فقط ليجعلها تكره رياض؟
فكرت و فكرت و فكرت.. لا يوجد حل سوى الموافقة .. لا يوجد بديل عن تقبل الامر الواقع و الذي فُرض عليها.. ذلك الحيوان الجاهل!
دلف حسام غرفته بتعب.. تراكم الاحداث سبب تازم الوضع و سقوط المشاكل على عاتقيه .. جلس على سريره الخشبي القديم و اخذ يمارس تمارين التنفس البطيء عله يهدىء من روعه و اعصابه التي تكاد تنفجر.. كيف تنتابه تلك الافكار حيال أخته؟.. لقد.. لقد كان مربيها طوال حياتها.. اهتم بكل صغيرة و كبيرة في حياتها.. رافقها في كل خطوة في عمرها.. لطالما علمها لطالما هذبها.. لطالما اعتنى بها كوردة خاف ان تؤذيها اشواك الزهور الاخرى.. لا يعلم ما هذه الرطوبة على محياه الا انه متاكد انها هبطت من مقلتيه و استقرت اسفل ذقنه بتسلسل.
بعد استرخاء طويل و شريط ذكريات اطول.. تناول حسام قرصا مهدئا و استطاع اخيرا الولوج في عالم الاحلام .. حيث لا مشاكل و لا ضغائن!
************************************************** *
كانت تلملم ما تبقى من ثياب في خزانة المشفى.. لم تحضر لها هبة اساسا الكثير من الثياب.. اغلقت تلك الحقيبة الصفراء المتوسطة الحجم و فتحت بوابة الغرفة لتخرج.. تجر رجليها غير مولية ادنى اهتمام لعائلتها.. كانت هبة تناديها بجنون .. لحقت بها لتهزها معاتبة "متى ستتوقفين عن التصرف كطفلة مدللة؟ هذا هو قدرك فتقبليه .. لا تلومي احدا خاصة انا!"
"عندما تكفين عن التصرف كولية امري بغباء غير محدود ساتوقف عن تصرفاتي التي لا دخل لك بها .. انظري الي! ان كان قدري فانا راضية به.. لا شان لك! التهي بنفسك يا 'حبيبة والديكِ' و حاولي ايجاد قسمتك فقد.. عنست!" اجابت بقسوة باردة جعلت هبة تجفل و تنظر اليها بعتب و جرح كبير من كلامها الذي انغرز عميقا في صميمها .. لم تكن تتوقع يوما ان تقول ليلى كلاما مماثلا.. "لا يمكن.. لا يمكن ام تكوني اختي ليلى التي اعرفها يوما!" همست بعجز مجروح و كرامة مهانة لتجيبها ليلى لتحطم آخر ما بقي من كبرياء اختها " اعتدتم مظهر الحمل الوديع لكن.. بقيت كثيرا امامي و لم تري نصفي الاخر يا.. أختي"
ثم سارت مبتعدة واضعة نظاراتها فوق حجابها الاسود متخذة قرار عمرها.. القرار الذي سيقلب حياتها رأسا عن عقب!
~~~~نهاية الفصل الثاني~~~~
اتمنى ان تعذروني عن تاخري لكنني ساحدد يوما لانزال الفصول اتمنى ان ينال اعجابكن 😊


ميس_ غير متواجد حالياً  
قديم 09-09-17, 12:02 AM   #8

ميس_

? العضوٌ??? » 405562
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » ميس_ is on a distinguished road
افتراضي

~~~~الفصل الثالث~~~~
جلس الشيخ محمد على اريكة وثيرة في حديقة القصر الخلفية.. بينما يحتسي قهوته الصباحية بتلكئه المعتاد.
"صباح الخير يا غالية.. كيف تسير احوالك اليوم يا زوجة الشّيخ؟" علمت انه يخفي امرا جلل.. لاحظت في اليومين السابقين تحاشي نهاد القدوم إليها .. فهي كنتها المفضلة الأحبّ و الاقرب اليها.. إبتسمت له فبرزت تجاعيد وجهها الذي كان يوما صافيا كالحليب لكن.. الزمن و ما يفعله !
"صباح النور و الورد العطر على شيخ الشّيوخ.. احوالي تفتحت بعد رؤيتك هكذا من الصباح.. و أنت كيف أصبحت؟"
"نحمد اللّه و نشكره تعالي.. اجلسي الى جانبي"
تقدمت بدعم من عكازها الخشبي و وصلت اليه بعد عدة خطوات متعثرة و جلست معه كما أمرها.
"تعلمين أنك زوجتي.. حبيبتي.. على عيني و رأسي.. عاهدت نفسي يوم حصلت عليكِ ان تكوني أول و آخر زوجة لي و هذا ما طبقته .. ما أودّ قوله هو انه..نشبت خلافات عديدة بينك و بين فاطمة سابقا لأسباب غريبة. لا علاقة لك او لها بها من الأساس.. اتمنى ان تنسي ماحدث و تبدآ صفحة جديدة.. فاطمة و عبد الرحمان عائدان و حفيدك ريان سيأخذ ابنتها"
صمت متريثا في كلامه فور رؤيته لعيناها الزرقاوان تتسعان في محجريهما و تدوران في المكان.. احمرّ وجههت فجأة و انطلقت كعادتها نرمي سيل الكلام "أنت لا تفهم و لا يمكنك الفهم! انها عائلتي باللّه عليك يا محمد! كيف..؟ كيف تطلب مني فتح صفحة جديدة مع سليلة تلك العائلة بعدما فعلوه معنا؟ و الاكثر ابهارا زواج حفيدي! ابن الحسب و النسب.. حفيد الغالية المحمودي يتزوج من ابنة تلك؟ اتمنى لو مت و لم اسمع كلامك هذا يا محمد!"
نظر اليها شزرا لتضيف و عيناها البارقتان بغضب تلتقط عيناه "لست موافقة على هذه الزيجة! اقتلني و زوجهما ان اردت!"
اتسعت عينا محمد للحظة الا انه عاد لإرتداء القناع الجليدي و تنحنح قائلا"أردت فقط اخبارك بقراري. فريان قد كبِر و اخاف ان يخرج عن الطريق لا سمح الله .. اريد ان يكمل نصف دينه مع ابنة عمه .. ابنة عبد الرحمان!.. و فاطمة.. موافقتك او رفضك لن يغير شيئا .. دمت في رعاية الله يا 'زوجة الشيخ'!"
و غادر الحديقة تاركا اياها تغلي من غضبها العارم الا ان.. كيد النساء عظيم و كيد الشيطان... ضعيف!
************************************************** *
جالس أمام النهر الجاري امامه كسلسلة من اللؤلؤ الصافي البراق و اشعة الشمس تنعكس منه جاعلة الصورة لوحة فنية طبيعية من صنع الخالق.. المروج الخضراء تحيط به من كل جهة.. سارح في خلق الرحمان ليسمع صوت الخلخال.. الخلخال الرنان الذي يستطيع تمييزه بين آلاف الأصوات.. استدار برقبته اليها ليجدها واقفة بقدها الممشوق الذي ابرزه ذلك الفستان الضيق عند الخصر و الفضفاض بعدها.. بلون ثلج الشتاء المزين بطبعات من الورد الأحمر.. اساور ذهبية تحيط معصمها الابيض الصافي.. و خصلات الشوكولاتة و الكاراميل المتفاوتة تظهر من البرقع الاسود الحالك.. حافية القدمين المزينتين بحلقتين فضيتين و تعلقت بها خرزات متعددة كاجراس.. حاملة جرة طينية على كتفها الايمن .. ابتسامتها الخلابة اظهرت صف اسنانها .. و الشمس تزعج بحر مقلتيها.
"صباح الخير يا فرج اللّه!" هتفت قطر الندى بسعادة لرؤيته هكذا من الصباح الباكر
"صباح النور يا قطر الندى.. ترى هل نشرت قطرك الندي على البيت و اتيتِ ام انك تبدئين بي لتنعشي نهاري؟" هتف بتسلية لتبتسم في خجل اربكها لتحمر وجنتيها بشدة.. استجمعت تلك الشجاعة التي لم تمتلكها يوما .. تقدمت بخطوات صغيرة.. تقدم قدما و تؤخر اخرى لتجد نظرة التساؤل فجلست بقربه تاركة الجرّة بين رجليها.
"يا فرج.. سؤال.. لطالما جال في فكري منذ مدّة.. صراحة خجلت ان اسألك " همست برأس مطرق خجل ليبتسم مومئا بايجاب حاثا اياها على الكلام لتضيف "هل.. احببت يوما في حياتك؟ .. لا.. لا تخجل مني و اخبرني فانا افهمك!" "لا أعلم كيف خطر هذا على ذهنك الجميل لكن.. لم احب يوما.. لا اعتقد انني جاهز للحب أساسا.. و حقيقة لا اعلم كيف اقول لك.. انت.. انت الوحيدة التي.. التي تفهمني .. انت.. المقربة لي .. و اللّه انت .. توام روحي.. لا تعلمين كم احبك يا اختي الصغرى" قالها.. بكل بساطة و قلب بارد.. برُدت اطرافها فجاة .. ارتجاف عنيف غزى اطرافها .. متى؟ كيف؟ لماذا؟! منذ متى يراها كاخت له؟ الم ينتبه لتلميحاتها ؟ اهتمامها به؟ ضاع.. كل شيء ضاع.. تركت تلك الجرة لتسقط انكسرت ثم اخذتها مياه النهر .. كقلبها تماما .. "اختك؟" همست بانكسار ليجيب واضعا كفه على كتفها "طبعا.. و من غيرك اختي؟" .. دمار.. دمار شامل لحق بها.. كانت موجة و تحولت الى تسونامي مدمر.. نهضت .. وقفت بآخر قوة تمتلكها ليسالها بريبة عن سبب تركها للجرة لتركض الى القصر.. لم تهتم للطريق الذي سلكته -و الذي كان طريق الاشواك البرية- دموعها تنساب بغزارة دخلت غرفتها و اغلقتها بعنف و سقطت على سريرها باكية .. قهرا و حزنا.. "متحجر القلب انت يا فرج اللّه! انت بلا مشاعر يا ابن عمي.. بلا مشاعر!" و ضمت وسادتها تدفن فيها رثائها على ما حطمه فرج اللّه المرابطي بها!
هو.. بقي ينظر في أثرها هامسا"انها الطريقة الوحيدة لابعادك عني يا صغيرتي.. فأنا حقا اراك كأخت صغيرة لي و عزيزة على قلبي!"
**************************************************
بعد أسبوع..
طرقت فاطمة باب غرفة ليلى بحذر ثم دخلت لتجدها جالسة على كرسيها في شرفة الحجرة.. كتاب قديم و ثلاث كؤوس قهوة متراصين على طاولة زجاجية صغيرة .. كانت تضم ركبتيها الى صدرها و تتلاعب بأساورها الرقيقة في معصمها .. شعرها النحاسي يغطي ظهرها و يتساقط على جانب وجهها مغطيا اياه و يتطاير حولها بفعل النسمات .. السماء خلت من الشمس و احتلتها الغيوم الرمادية المبشرة بغيث قريب.. الضوء الطفيف المنبعث من مصباح الانارة انعكس على شعرها الذي فقد الحياة و البريق.
"ليلى.. كفي عم شرب القهوة و تعالي لتاكلي شيئا يفيدك و يشفيك من مرضك" هتفت فاطمة بحنان مبطن و اصرار واضعة الصينية المليئة بصحون الطعام على الطاولة و مزيحة الكؤوس حاملة اياها بحذر لتبتسم ليلى بسخرية "الآن فقط بدات تفكرين بي و بصحتي اليس كذلك؟!.. لم تفكري يوما بي! تريدين مني الشفاء كي تقدموني لذلك المتخلف على طبق من ذهب.. كاملة مكملة.. كي لا يسخر اهل القبيلة منكم قائلين ان ابنتكم ضعيفة و انها غير قادرة على القيام باشغال البيت!" و ضحكت بضعف آلم فاطمة و جلب الدموع الى ماقيها "لماذا؟ لماذل تفعلين هذا بنفسك و ..بنا؟ ذلك الرجل مان سيطعمك الحرام بيده و انت سعيدة! ان تعيشي مع ابن عمك الذي لا تريدينه معززة مكرمة بمال الحلال خير بمليون مرة من ان تعيشي مع رجل احببته بمال الحرام.. هل تريدين العيش في خوف و قلق و ضغط دائم.. رعب من ان يعلم الناس بطبيعة عمله الخقيقية يا ليلى؟ .. هذا دون النظر الى ذريتك.. اطفالك.. هل ستقبلين انجاب اولاد يكبرون ليصبحوا مجرمين مستقبلا؟ هل ستستطيعين اطعامهم مال قتل اناس .. مال مخدرات و خمر! " قاطعتها ليلى بعنف "ماذا؟ هل انت ايضا دخلت الى لعبتهم اماه؟" "اية لعبة؟" تسائلت فاطمة بريبة متوجسة "لعبة الاكراه.. لعبة ساذجة علي انا! لا تمر هكذا يا امي! تريدون جعلي اكرهه اكره رياض! لكن.. ساكون مع ذلك الوغد جسدا.. سيجدني كتلة لحم و دم .. كرماد خامد لكن عقلا و قلبا...."
هوت يدها على صفحة وجهها ببساطة.. لن تسمح لها! لن تسمح لها ان تتفوه بما لن تتحمل عواقبه! لم تفعل ابنة من عائلة المرابطي هذا! و لن تفعل!
"اقسم بالله يا ليلى! اقسم بابذي رفع السماء دون عمد و ثبت الجبال كالوتد .. ان سمعتك تتحدثين عن هذا الرجل او اخطات في احضار سيرته على لسانك فساقتلك! ساقتلك دون رحمة! و انسى ان لي ابنة اسمها ليلى! ليست ابنة عبد الرحمان المرابطي من تمرغ راسه في التراب!" هتفت والدتها بقسوة مخيفة .. نظرت في عيناها .. لمحة خيبة امل عميقة .. لمحت الحزن العميق و جرحا اعمق لكن.. لم تلمح قط ذلك الحب و الحنان الفائضان الذان يغمراها حتى في اصعب اوقاتها .. سقطت على ركبتيها .. امام قدمي فاطمة .. امها و الوحيدة التي يحق لها رؤية ضعفها و انحطاطها .. لم تبكِ و لم تصرخ .. فقط سقطت.. سمعت شهقة والدتها .. لطالما كرهت دموع هذه الاخيرة حتى لو لسعادة !
"لا تخافي اماه.. ساريحكم مني قريبا!" همست ببحة جريحة.
************************************************** *
يوم الجمعة.. يوم الاجتماع العائلي حيث لا هروب لاي احد منه! ..عادة من عوائد الشيخ محمد او بالاحرى قواعده التي لا تعصى ابدا!
بعد الفراغ من الصلاة اجتمعت العائلة على طاولة مستطيلة شاسعة.. امتدت من اول قاعة الطعام الى آخرها.. ضمت جميع افراد العائلة من كبيرهم الى رضيعهم
"نهاد.. خير؟ ماهذا الانقطاع يا ابنة اختي؟ "هتفت الحاجة غالية من يمين الشيخ محمد الذي ظل قاطبا حاجبيه بانتظار انفجار القنبلة.. الغالية!
"اعذريني يا أمي لكن.. انفجرت الاحداث في الوسط و انشغلت عنك لا تؤاخذيني.. و اعذريني هذه المرة ربما هناك كنة قادمة ستاخذ مكاني" همست نهاد بخبثها المعتاد ليضحك محمد بزيف "آآه يا بنيتي جعلتني اضحك بهذا القدر! حسنا ليلى ستكون المفضلة نعم لكن.. بالنسبة لكِ .. ستكون كنتك انت .. و انت ستصبحين حماتها اليس كذلك يا ابنة اخي؟"
"طبعا طبعا يا شيخنا.. و كيف يكون اذا؟ " استدرك ادهم ضاحكا هو الاخر ليهتف ريان بعصبية "تتحدثون عن زواجي دون اخذ رايي و كانني رجل كرسي في هذا المنزل! علاوة تزوجونني بمن لا اريدها و لم اخترها اعذروني لكن.. هذا زائد!"
"ريان.. كاذا تقول يا ولد؟" اجاب محمد بصوت مرتفع هو الاخر "جدي! لقد أعلنت بشكل مفاجئ.. و ارسلت اليهم مكتوبا ايضا! لم ارد احراجك في المجلس امام الرجال ..ولكنني لن اسمح بهذه المهزلة في الاستمرار ابدا .. باختصار لا اريد ابنة عمي هذه!"
"هذا هو الكلام" تمتمت الغالية تحت اسنانها بفرح ليضرب محمد الطاولة بقبضته جاعلا الطاولة تهتز باكملها "رياان! اتجرؤ و تخالف اوامري؟" "ان كان متعلق بمصيري و مستقبلي فعلى الرحب و السعة"
سكوت.. سكوت مهيب عم المكان .. فقط النظرات تتراشق هنا و هناك .. تراوحت بين صدمة و سعادة .. و خوف من القادم كان الطاغي فعلا!
"ان لم تزوج ليلى ابنة عبد الرحمان و فاطمة .. فانس عائلتك من اساسها و لا تعد .. لن ترى والديك و اختيك .. لن ترانا ببساطة.. و لن تحظى بشيء من عندنا! " قال الشيخ محمد بصوت اهتزت نبراته محاولا جعله بسيطا
"استعذ بالرحمان يا شيخنا! ريان.. ابني اذهب الى غرفتك" انتفضت الحاجة غالية بعنف مدافعة "بالله عليك قل انك لن تكرر ما فعلته مع خالد و ابنتك سابقا!" "ماذا؟ هل تذكرت ابنتك الان؟ هل عادت عاطفتك الجياشة اتجاهها ام ماذا؟!" هتف الشيخ بحنق لتصيح براء بصرامة "يا الهي! الن تهدئوا قليلا؟ فلنتفاهم يا جماعة!"
"حقا ارجوك جدي! هدىء من روعك و اجلس بهدوء.. ريان انت تعال معي هيا!" صاحوعلي بفطانة لتنظر اليه جدته شزرا متمتمة بكلمات حانقة ساخطة
"لن اقرر زواجي منها سوى بعد رؤيتها! و هذا آخر كلامي!" صدح صوته هازا اركان القاعة لتجفل والدته خوفا.. ظلت صامتة لانها تعلم.. رات نظرة التأنيب في عيني زوجها و الذي يفهم جيدا ما حدث
تنهد الشيخ و سقط على كرسيه جالسا .. الجميع صامت و خائف حتى من اصدار تنهيدة .. لم يبق على وصول الاجانب سوى يومين .. هل سيخذل الاب ابنه و يقول ان حفيده لا يريد الزواج من ابنته؟ اهانة.. اهانة كبيرة شعر بها ..و شرخ عظيم اصاب فؤاده .. لديه نظرة بعيدة و احساسة الذي لا يخيب يخبره ان قصة عشق ستخلق بين هذين الاثنين لكن.. هل سيتحقق له؟
كيدها.. كيدهن ما اصدر هذه المشكلة العويصة والتي لا يعلم احد سواه تعالى الام سيؤول الامر و كيف ستحل!
نظرت براء الى نهاد و هتفت صارخة "ماشاء الله ! يا لمكائدك يا والدتي المصون .. انت من حرض ريان اليس كذلك؟" "احترمي نفسك يا فتاة.. اياك نسيان مقامتي و كوني امك!" رفعت نهاد صوتها بتحذير غاضب ليصرخ ادهم " كفى! اخرسن انتما الاثنان"
"ارجوكم.. و الله المشكلة لا تستحق كل هذا الشجار!" همست فايزة بخفوت ليمسك فرج الله كفها بحنو قائلا " اماه.. هيا تعالي لقد حان موعد دوائك حبيبتي"
قاد فرج امه الى غرفتها قسرا متحججا بمرضها .. انبته طوال الطريق الى جناحها الا انه لم يعرها اهتماما لما تقول .. يعلم انها ان تفوهت بشيء سينتهي الامر باحراجها و جرحها و هي .. لا حول و لا قوة لها!
************************************************** *
في نقطة ما في تلك المساحة الخضراء التي لا يشوبها لون اخر.. كان ريان يجلس بشرود عاقدا حاجبيه بحنق .. و علي يترقب لحظة هدوئه ليجعله يغير رايه لكن.. كل محاولاته ذهبت سدى!
"ريان ا..." "علي من فضلك! لا احتاج دروسا خصوصية في احترام جدي و الاعراف و المبادىء الغبية!"،قاطعه بعصبية زائدة
"ورقتان .. واحدة لك و الاخرى لجدّك.. تعطى لكل منكما اقلام رسم لترسما 'طريق ريان في الحياة' .. و ترسمان طبعا.. تسلم الورقتان.. ورقتك سنجد طريقا سلسا سهلا اخضرا .. طيور و ماشابه.. لكنك لا تعلم ما يوجد نهاية ذلك الطريق.. ربما زوبعة رملية.. او عاصفة هوجاء او اعصار.. ورقة جدك.. سنجد سبيلا جبليا وعرا.. ذو عقبات.. تعثرات .. الاشواك و القحط لكن خلف ذلك الجبل.. يوجد شاطىء.. شاطىء رائه حيث الهدوء و السكينة.. افهمت؟"
تتابعت كلمات فرج الله الذي تتبع اخاه و ابن عمه الى الحديقة.. اراد اظهار ما يراه.. ما يتوقعه.. و ما يتمنى حدوثه.. و سيترك الخيار له .. لريان فقط!
************************************************** *
"ماالذي تقصده بقولك انك ستحرمه من كل شيء يا شيخ؟ " هتفت الغالية بريبة عند فراغ قاعة الطعام .. نظر اليها.. تعلم جيدا ما تعنيه تلك النظرة .. نظرة الغضب العارم و الذي يحرق كل ما حوله.. آخر مرة نظر اليها هكذا كانت قبل ثمانية عشرة سنة.. عند خروح عبد الرحمان و فاطمة من البيت الى المطار.. تذكر انه خاصمها لمدة طويلة.. طويلة جدا .. و هذه المرة لن تحتمل مخاصمته
"ظننتك حكيمة بما فيه الكفاية لتجعلي نهاد تعود عن رفضها لليلى.. حفيدتنا.. لكنك اسوء منها بكثير.. لقد اخطات في ظني بك الحسن يا حجة!"
بدأت وتيرة نفسها تتسارع كان الهواء سينفذ عما قريب
"تعلم جيدا سبب عزوفي عن القبول و احجامي عن قول رايي بحفيدتك و زوجة ابنك المصون!" همست الغالية بارتباك .. نقطة ضعفها هو كلامه اللاذع!
"لو علمت انك بعد خمسا و سبعون سنة من الزواج ستتحولين الى حالك هذا لما اتخذتك زوجة لي .. ابدا!" صمت مطالعا عينيها الزرقاوان تغرورقان بدموع الانكسار ليضيف "على كل.. لم يفت الحال بعد يا ابنة خالتي .. بامكاني ارجاعي لبيتك.. الآن!"شاهد ذعرها .. احتباس كلماتها بخوف .. يعلم مقدار محبتها له..
"لا .. لا يمكنك فعل هذا بي يا محمد!" "بلا!.. يمكنني! انت لم تقبلي بليلى زوجة لحفيدك فستعودين من حيث اتيت .. يا زوجتي!"
~~~~نهاية الفصل الثالث~~~~
الفصل الجديد سيكون كل جمعة ان شاء اللّه


ميس_ غير متواجد حالياً  
قديم 01-10-17, 02:29 AM   #9

ميس_

? العضوٌ??? » 405562
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 15
?  نُقآطِيْ » ميس_ is on a distinguished road
افتراضي

~~~~الفصل الرابع~~~~
اليوم الموعود.. يوم السفر.. الحقيبة الحمراء مفتوحة و ثيابها تتناثر هنا و هناك.. نظرت الى نفسها آخر مرة.. حمدت الله و شكرته و دعت لمن اخترع المكياج!.. حددت عينيها بذلك اللون الاسود القاتم كسواد الليل.. زاد من ابراز عينيها و لونهما الغابي .. و زهري قاتم زين ثغرها و زاد من اكتنازه.. جمالها متناقض.. يجمع بين الماء و النار.. الاثارة و البراءة.. العنف و التسامح.. الاحتراق و البرودة
تساقطت خصلتان ناريتان على وجهها فسارعت بتخبئتهما خلف اذنيها باحكام.. كانها تطالب شعرها بالهدوء و الكف عن الثوران.. اخذت تلملم عبائاتها و طرحها المختلف.. ثم لملمت ما تبقى من ثياب أخرى من سراويل و قمصان.. ضحكت و هي تطوي الملابس 'المختلفة' .. فهي لا ترتديها من الاساس.. مع ان القمصان جميعا طويلة و تصل لاعلى كوعيها بقليل.. لكنها تتمسك بعبائاتها الواسعة .. و التي لا تبرز شيئا من ملامح جسدها.
لمحت الكارت البريدي يتدلى من احد الادراج المهملة في طاولة الزينة خاصتها.. تنهدت بيأس آخذة اياها
"عزيزتي ليلى.. أنا رياض.. كيف حالك؟ لقد اخبرتك انني ذاهب الى ألمانيا من أجل بعض الأعمال الخاصة بأبي و شركته.. تعلمين بعد تخرجي سأمسك زمام أمور الشركة.. مع أنني أدرس لغات أجنبية و ليس ادارة الاعمال
اشتقت اليك.. لم تسعني جرأتي و شجاعتي لاخبرك وجها لوجه لكنني حقا أشتاق اليك و يسرني ان اعترف لك بمكنونات قلبي.. انت يا ليلى.. الوحيدة التي جعلت مني انسانا صالحا.. انت من جعل قلبي يرتجف خوفا من فقدانك.. ليلى المرابطي جعلت من رياض العمراني قيس.. قيس خاصة ليلى.. أنا احبك يا ليلى! احبك كما لم يحبك أحد .. احبك كما يحب الليل القمر.. اتفهمين؟.. لن يرتاح لي بال قبل أن تكوني زوجتي.. في بيتي .
على كل حال لم اتوقع انني ساكون جبانا لهذه الدرجة حين احب لكن.. كما ترين! بعد عودتي ان شاء اللّه سنتناقش في هذا الشأن اما الآن.. دمت في رعاية اللّه"
لا تعلم لماذا لكن لم تعد تؤثر تلك الرسالة بها.. فقط حزن سيطر عليها لانها ستتركه وحيدا و شفقة عليه بسبب تلك الكذبة التي الفتها عائلتها -كما تظن- .. "لم يكتمل حبي!" هذا ما تفوهت به ثم اخذت الرسالة و وضعتها بين ثيابها.. كتذكار من حبيب ممنوع!
"أمي.. ليلى لم تاكل منذ يومين.. هل آخذ لها الطعام؟" "خذي .. لماذا تسالينني من الاساس؟" اجابت فاطمة بصوت بلا روح "أمي .. ما بك؟ الهذه الدرجة أتعتبين عليها؟" همست هبة بحزن و حسرة
"اتظنينني اريد ما يحدث يا ابنتي؟ اتعتقدين انني اعاتبها؟ او انني غاضبة منها؟! كلا طبعا.. انا اموت حسرة (و شهقت باكية) اموت حزنا و جزعا لانني انتزع جزئا مني لاسلمها الى ابن عمها الذي لا يعرف عنها شيئا .. لا يعرف طباعها .. و لا اكلها المفضل ولا ما تحبه و تكرهه.. كيف؟! كيف سيتقبل طباعها السيئة فترة الخريف؟ .. كيف سيتقبل تحررها اثناء الصيف؟! .. ترى هل سيضعها في عينه ؟ ام سيسحقها تحت قدمه؟ .. يا الهي! يا رب العالمين ما الذي سيحدث مع ابنتي هناك؟"
"أمي ارجوكِ لا تفعلي! .. و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم! .. ربما سيحبها و سيعزها.. اساسا تعلمين انهما منذ الطفولة يحبان بعضهما.. ربما تحيا تلك المشاعر البريئة !"
"و ربما تبقى مدفونة في حطام الطفولة! ربما لا يتذكران بعضهما من الاصل يا هبة! هل سيكون بقسوة جدته؟ "
ضحكت هبة بسخرية من هذه العقلية .. تعلم انه حنان ام و خوف لكن .. ليس الى هذه الدرجة!
"اماه .. و تفائلي خيرا ارجوكي! ليس كل ما نتوقع حدوثه يحدث.. هل تظنين ان القسوة و الحنان وراثيين؟! القسوة نكتسبها.. من وسطنا .. عندما تترعرعين لتري كل ما حولك قاس .. حتى الطبيعة قاسية فتلقائيا ستقسين .. اما اذا كبرت على دفن مشاعرك.. وعدم الايمان بها .. تعلمين النتيجة" هتقت هبة ممسكة بيد والدتها التي مسحت دموعها مستغفرة بصوت خافت لتجهز صينية الطعاك لفتاتها.. العروس المسافرة!
************************************************** *
قلبت روحي و كياني..
علمتني ابجدية جديدة..
فتحت قلبي و رايت جروحي..
اخذتُ حبك كمعقم ..
عرفتني على عالم العشق و الهوى..
و أنا كآليس في بلاد العجائب.. اينما التفت اكتشف الحديث..
جعلتني اتقن لغة الحب..
و انا من كانت كرضيع في الدنيا يناغي ..
زرعته و أنا غافلة .. سقيته و أنا نائمة ..
أيقظني هواك حين نضج ..
ماذا أفعل؟.. ماذا أفعل؟..
~~~~~م.ز ~~~~~
استيقظ.. بعد ساعة واحدة فقط من النوم.. رائحة القهوة تفوح و تملأ المكان .. عطر رجولي يجعل الغرفة كمحل فرنسي لاغلى العطور و الروائح.. "بالتاكيد و من غيره السيد ريان يفعل هذا؟ " تمتم فرج اللّه متململا من فراشه ليقعد باعتدال عليه
"استسقظ مرشد الحياة.. عزيزي... الساعة الثامنة و لم تذهب الى المشفى!!" هتف ريان.. هو يطالع فرج الكسول ليضحك هذا الاخير "ما بك؟ ماهذا المزاج من الصباح؟! هل رايتني في أحلامك ام ماذا؟" تسائل بمرح جعل ريان يزمجر
"يا رجل! .. انا لا أعلم كيف أقنع جدي انني.." "هل عدنا لنفس الموضوع يا ابن عمي؟" قال فرج باستغراب ليجيبه بتيبس "انا لن اتزوجها!" "ستتزوجها! أقسم بالذي خلقك ستتزوجها!" اطلق فرج اللّه قسمه ضاحكا ليغيظ ريان الذي بقي متجمدا في مكانه
"ستندم.. ان لم اتزوجها ستدفع ثمن هذا القسم يا فرج!" قهقه فرج عاليا و راقص حاحبيه ثم ذهب الى الحمام ليمارس طقوسه الصباحية كعادته.
************************************************** *
-"النداء الأخير للركاب الطائرة 587.. الطائرة ستقلع بعد ربع ساعة يرجى التوجه الى مدرج الطائرات"
"أمي.. هيّا" همس حسام برقة قابضا ذراع والدته وراء أبيه و اخته التي لم تظهر اي تعبير وجه .. بينما ليلى تبتسم بهدوء القبور
"ليلى.. هل أنت بخير؟!" همست هبة بحنان لتنظر اليها ليلى بضياع "نعم نعم.. انظري الى المناظر هناك"
زفرت هبة الرحمان انفاسها بقلق محولة نظرها الى اخيها الذي بقي يطالعهما بقلق .. ربما قلق من القادم او قلق مما ستنتهج أخته المتوجسة ..
"بني.. ما بك؟" هتف عبد الرحمان بابنه ليسند حسام راسه الى المقعد ورائه "ليلى تقلقني يا ابي! .. لم تعد أختي التي أعرفها"
زفر عبد الرحمان بحزن لينظر اليها في المقعد المقابل له وراء والدته .. كانت شاردة.. شاحبة جدا وهادئة .. لم تكن هذه طباع ليلى.. ليلى عندما تركب الطيارة لا تنفك اصابعها عن الايباد الخاص بها .. و السماعات الكبيرة عن اذنيها.. ربااه كم تحولت!
"لا تخف بني.. حتما ستغير رايها عندما تتعرف على ريان أكثر و تعرفه عن قرب "
"أبي ريان اغلق هاتفه منذ يومين.. و لا يرد على رسائلي الالكترونية.. ترى.. هل.." تسائل حسام بتشكيك ليقطب والده حاجبيه مجيبا اياه بتلك الطريقة العنيفة "لا تفكر حتى! ريان أبدا لن يرفض ابنة عمه! و فاتحتهم مقروئة منذ زمن.. هي له و هو لها! اتفهم؟!"
تنهد حسام بضيق و اشاح عن أبيه كي لا يزيد الطين بلة
اما هي.. لم تعد هناك بينها و بين العالم الخارجي اي رابطة! .. تفكير عميق و شرود يجذبانها الى قعر بئر مظلم لا تعلم نهايته.. هل ستستطيع اقناع 'السيد الجاهل' بالابتعاد عنها و رفض زواجهم.. لكنها.. لطالما حلمت في صغرها بذلك الزفاف الاسطوري معه لكن لحظة.. هل تغير شكله؟.. كيف أصبح الآن؟
تاففت من افكارها الغريبة التي راودتها و اعادت راسها الى مسند الكرسي للطائرة .. تنظر للارض و مظهرها من السحب
************************************************** *
"سيدي لم يعد لديك اي اعمال لليوم.. بقي اجتماع رؤوس الشركة و ينتهي الجدول.. ماشاء اللّه انهيت اعمالك فور وصولك و .." قاطع ريان مساعدته فرح بملل .. يعلم انها ثرثارة حد الجنون و لم تسكت حتى تمضي فترة ممتازة من الزمن
"فرح.. احضري لي كاس قهوة سادة.. و اوراق الاجتماع لمراجعتها قبل الدخول اليه.. و بعد هذا يمكنك الذهاب الى منزلك" قال بود مبتسما رغما عنه.. باله مشغول بمليون شيء و العمل يرصو فوق كل هذا!
طبقت فرح ما قاله ريان بالحرف و انحنت امامه اخيرا كحركة احترام ليبتسم بجذل لها.. لطالما اعتبرته اخاها الأكبر و مرشدها
كان الاجتماع مملا بمعنى الكلمة.. والده و عمومه و اولاد عمومه يتحدثون باستمرار فقط.. لم يستطع المشاركة في الحديث .. تنهد بحنق و استأذن للخروج فلا مجال للحوار حاليا معه.
دخل شرفة مكتبه المتوسطة المساحة و نظر الى المقهى المفتوح تحت المبنى.. تذكر هاتفه الملقى على طاولة فرج صباحا فأغلق عينيه بقوة من غضبه على نفسه .. علام يفعله و يقوم به.. لم يعص يوما كلمة لجده.. او حتى ابيه.. يراهما دائما كشخصيتان مقدستان في هذا العالم
تنهد و تمتم "و لا تَقُلْ لَهٔمَا أُفٍّ و لا تَنْهَرْهُمَا و قُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" .. لطالما طبق كلام ربه في كل شيء .. في كل صغيرة و كبيرة و في كل تفصيلة في حياته لكن الآن.. أيستطيع أن يستمع الى والده و جده و يقبل بهذه الزيجة.. انه خائف.. خائف من مشاعره.. خائف من نفسه الا يستطيع التماسك امامها و ان تجعله خاتم في يدها و هو اكثر من يعلم عن نساء عائلتهم! نساء المرابطي يطعن لمدة قصيرة و يكسبنك ثم يعلن التمرد القاسي و لا تستطيع التفوه بحرف حتى!
رفع رأسه شامخا.. و عيناه تطلقان شرارات العزم و الثقة.. تنفس عميييقا و عاد لمكتبه آخذا سترته و غادر.. الى حيث ستنقلب حياته عن بكرة ابيها راسا على عقب.
************************************************** *
هدوء يسبق العاصفة.. هذا ما كان يميز الجد الأكبر محمد.. يرتشف قهوته العربية الساخنة بهدوء و سكينة كأن لا علاقة له بالهرج و المرج الحادث في القصر ..
نظرت الجدة الغالية مليا الى احفادها المتجمعين امامها.. نظرات براء الساخطة.. و نظرات فرج اللّه المؤنبة .. سكون قطر الندى الذي يوضح ما وراءه و هدوء علي الغير معتاد.. علمت أنهم سيبدأون في التكلم عن الموضوع .. اعتدلت في جلستها و ارتشفت من قدح الماء
"انظروا يا أطفال.. ان كان ريان موافقا فهذا يخصه.. و .. لن أقف في طريقه ليسهل اللّه له في زواجه من ت.. حفيدتي .. أنا.. موافقة .. إذا كانت سعادة ريان متعلقة بليلى فسأضعها على رأسي"
تنفس الجميع الصعداء بسعادة لتصفق قطر الندى بجذل .. بينما قبلت براء قمة رأس جدتها
"لم العناد من الأول يا جدتي؟ هل أعجبك رؤيتنا نتذلل أمام قدمك؟" هتف فرج اللّه بعتاب .. انتبهت قطر الندى الى المسافة الفاصلة بينهما.. انها لا تعتبر مسافة أصلا
(يا الهي الرحيم متى سينتهي هذا العذاب؟ متى سأرميه خارج قلبي؟) تمتمت لنفسها و استفاقت على ضحكات جدتها و علي الذي بدأ حقا في القاء نكاته كالمعتاد.. "هل أنت بخير حبيبتي؟!" تسائلت براء فنظرت اليها قطر الندى بتعب "أنا.. مريضة قليلا.. سأتوجه الى جناحي " كانت تستقيم للذهاب الا انه .. أمسك يدها.. تلك القبضة اللينة الحنونة التي لا تقدر نسيانها
"اتريدين مني ان افحصك عزيزتي؟ هل أنت بخير؟"
سحبت يدها من قبضته بعنف جعله يتفاجىء.. عيناه الزرقاوان بردتا فجأة و تلاشى ذلك الخوف عليها و اصبح منها!
"انا بخير و بالف سلامة.. يكفي ان تهتم بنفسك يا.. أخي الأكبر" و ابتسمت بسخرية و تركتهم.. عم الصمت ليتبادل علي النظرات مع براء.. يستطيعان فهم ما يحدث.. جيداً !
"احم.. مساء الخير" تنحنح ريان و هو يدخل الى المجلس.. استدار جده بكامل بدنه اليه وابتسامة أمل تلوح على شفتيه
"مساء الخير بني.. تعال.. اجلس" تحدث الجد بهدوء مستفز ليفعل ما ٱمر به .. قابلت نظراته نظرة جدته المترقبة.. و لاحظ ان أمه تقف خلف باب المجلس حاليا.. تنهد عدة مرات ليسمع صوت جده الخشن "انطق بجوهرتك يا بني.. أم انك متردد؟"
"لا رجل من رجال المرابطي يتردد يا شيخنا.. لكنني أفكر بشرطي!" هتف ريان بعصبية ليبتسم جده باستفزاز "قر.. هيا"
"أنا موافق.. على زواجي من ابنة عمي! لكن بشرط.. نتحدث قبل زواجنا! "
انتصبت براء واقفة بمفاجأة بينما تصلب الجميع ينظر اليه.. من عادات القبيلة الا يرى العريس عروسه حتى ليلة الزفاف.. و الا...
"أهذا هو شرطك؟" تمتم الجد بارتياب ليجيبه ريان "نعم.. و على انفراد"
زمجر جده بعصبية ليهب ريان واقفا قاطبا حاجبيه بحنق "اذا من الافضل لك ان تجد عريسا لحفيدتك المصون"
"ريااان" صرخت براء بلوم لينظر اليها بلا مبالاة ..
"حسنا.. لك ذلك.. لكن لربع ساعة فقط.. ليس ألا"
"جيد.. باشروا في التحضيرات اذن" و ابتسم باقتضاب و غادر مسرعا الى غرفته بينما رفعت براء يدها مزغرتة بسعادة
**************************************************
"كم هو مخادع يا ربي!! كم هو حقير!!" صرخت قطر الندى و هي تنظر الى نفسها في المرآة.. غاضبة و حانقة.. ترى.. و تعلم .. تعرف انه متيقن بمشاعرها المتقدة.. حركة صده لها كانت غبية فلو صارحها أحسن من جعل قلبها حطام! .. بكت.. هبطت ارضا كجثة.. تضم ركبتيها الى صدرها و تدمع بصمت.. اجفاله اثناء حديثها معه قبل قليل و ذلك الذنب المطل من عينيه لا يخفى.. رباه كم يعذبها!!
"كم أتمنى الآن يا فرج اللّه ان تقع في الحب.. و تقع وقعة على فمك.. و لا أحد ينقذك من الوقعة!! تنجرح.. تخان و تهان كرامتك.. و تصد كثيرا مثلما تفعل معي!"
مسحت دموعها بغل و استقامت بسرعة فور سماعها صوت الطرقات.. انه والدها.. هتفت باذنها له في الدخول و فعل
"مساء الخير أبي.. كيف هي أحوالك اليوم؟" هتفت بسعادة و راحة لرؤيته.. سندها و روحها
"بخير يا سكرتي.. اخبريني أنتِ.. لاحظت انك لم تعودي تظهري كثيرا يا عزيزتي.. اين طاقتك و روحك المنعشة؟"
سالت دمعتها لا اراديا.. و رآها.. رقت عيناه و انتابه الغضب لوجود من احزنها و ابكاها
"لاا الموضوع أكبر.. اخبريني من احزنك يا ندى؟"
"أنا مكسورة بابا.. أشعر انني لم اعد مثلما كنت.. أريد.. اريد الانشغال بشيء ما أرجوك.. ساعود الى رأس عملي في مشفى القرية.. كل شيء متوفر.. لا أريد البقاء في السرايا لمدة طويلة.. بعد عرس أخي سأعود" تحدثت بسرعة و كلماتها تتلعثم بفعل البكاء.. اومأ أدهم بحنان ماسحا على رأسها "حسنا.. لكن قبل ذلك أخبري جدك و خذي بركته" "أمرك أبي" همست ثم ابتسم لها مقبلا جبينها بحنان و غادر ليتركها ترتاح.
خرج ادهم سريعا من غرفة ابنته الصغرى.. يعلم.. يشعر.. نفس الألم الذي مر به قبل ثلاثون سنة.. يشتعل قلبه اسى و حزنا على ما الم بصغيرته.. ليته يستطيع مصارحتها بما يعرف!
******************************★*******************
تفتخ هاتفها بعد هبوطها من الطائرة.. مئات الرسائل من ميس تخبرها ان الامتحان على وشك البدء و انها يجب ان تسرع للحضور فهي اكثر طالبة مجتهدة و لا يجب أن يفوتها امتحان كهذا .. ابتسمت بسخرية و هي تتلقى تيارات الهواء المعتدلة .. ليست حارة و ليست باردة مثل تلك المتواجدة في امستردام.. احكمت حجابها جيدا بتلك الدبابيس مجددا و مشت الى جانب أختها منكسة الرأس عديمة الكلمة.
تنشق عبد الرحمان هواء بلاده بعمق و كاد يبكي من فرط سعادته .. لا يصدق انه و بعد هذه المدة الطويلة يعود الى بلاده و يدوس ترابها و يستنشق هواءها .. تعلق قلبه بهذا الوطن فكان في قلبه محفورا
بعد مدة لا تقل عن ساعة كانت الاسرة امام بوابة القصر.. انحنى عبد الرحمان و سجد لربه شاكرا و عيناه تغرورقان بدموعه .. دموع الاشتياق و الحنين.. خرج سرب من الشباب بزي موحد يضربون البارود عاليا و يحيون عبد الرحمان و عائلته بترحيب لا مثيل له .. بينما وقفت ليلى تشاهد هذا المشهد الدرامي و كأنه لا يعنيها
دخلت الاسرة اخيرا الى القصر بعد الاستعراض الفلكلوري امام البوابة ليجدوا تلك العائلة مثل شعبة نحل متجمعة في مكان واحد.
...
قبل لحظات في نفس المكان...
"ترى هل ترتدي كعبا عال؟" همست براء لقطر الندى التي زمت شفتيها باستخفاف مجيبة "كعوبا عالية؟! تلك أقل ما قد ترتديه.. اللّه أعلم .. ملابس قصيرة و قمصان بلا اكتاف حتى! و فساتين تكشف أكثر مما تستر!"
"معقوول؟ هل سيفعل هذا عمي عبد الرحمان و يترك ابنته تتحرر لتلك الدرجة؟" هتفت براء باستنكار لترفع ندى حاجبها دلالة على معرفتها الكثير و الكثير من الخبايا لتجيب بصوت هادىء "ألا تذكرين سحر.. ابنة الجارة سليمة؟ ذهبت يومين لباريس و عادت نصف عارية " نظرتا لبعضهما للحظات و انفجرتا ضاحكتان لتسمع براء صوت صغيرها يبكي فأخذته بين احضانها لترضعه.. و هناك سمعت صوت فتح البوابة.. تعلن عن قدوم الضيوف.. ضيوف المدى البعيد.
~~~~نهاية الفصل الرابع~~~~


ميس_ غير متواجد حالياً  
قديم 01-10-17, 08:15 AM   #10

modyblue

نجم روايتي

alkap ~
 
الصورة الرمزية modyblue

? العضوٌ??? » 321414
?  التسِجيلٌ » Jun 2014
? مشَارَ?اتْي » 19,073
?  نُقآطِيْ » modyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond reputemodyblue has a reputation beyond repute
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الف مبروك الرواية موفقة بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

modyblue غير متواجد حالياً  
التوقيع
[imgr]https://scontent.cdninstagram.com/t51.2885-15/e35/13381174_1031484333594500_1155395635_n.jpg?ig_cach e_key=MTI3NDU2NTI5NjAzNjMwNzM2OQ%3D%3D.2[/imgr]

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.