آخر 10 مشاركات
هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )           »          إحساس جديد *متميزة و مكتملة* (الكاتـب : سحابه نقيه 1 - )           »          مشاعر على حد السيف (121) للكاتبة: Sara Craven *كاملة* (الكاتـب : salmanlina - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قـلـوب رومـانـسـيـة زائــرة

Like Tree2Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-19, 03:16 PM   #1

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
New1 نسمة .. زوجة أخي -قلوب زائرة - للكاتبة malak assl ** مكتملة & الرابط**




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اهل منتدى قلوب ..حياكم الله واسعد كل اوقاتكم ..

ورجعتلكم بنوفيلا جديدة اتمنى ان تحبوها وتستمتعوا باحداثها.

..
وكل الشكر والتقدير لسيمو حبيبة قلبي على تعبها معي ..

قراءة ممتعة








كتابة وتدقيق لغوي: malak assl
تصميم كامل: سمية سيمو
تعبئة ورفع الكتاب الإلكتروني: سمية سيمو



فصل واحد يوميا

الفصل الأول

الفصل الثاني

الفصل الثالث

الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الخاتمة





محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي


قراءة ممتعة يا حلوين ولا تنسوا تدعموا ملوكة بتعليقاتكم




ندى تدى likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة سمية سيمو ; 08-09-19 الساعة 12:49 PM
Malak assl غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 04:08 PM   #2

Fatima Zahrae Azouz

مشرفة قصرالكتابة الخياليةوقلوب احلام وقاصةهالوين وكاتبةوقاصةفي منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية Fatima Zahrae Azouz

? العضوٌ??? » 409272
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 3,042
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » Fatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond reputeFatima Zahrae Azouz has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

ألف مبروووك غاليتي
منتظرة البداية بشوق...
العنوان مثير للاهتمام هو و اقتباس الغلاف
الكوفر تحفة
تسلم إيدك سمية
تحياتي وودي⁦❤️⁩⁦❤️⁩⁦❤️⁩


Fatima Zahrae Azouz غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 05:17 PM   #3

نوران عيسى

قاصة بمنتدى قلوب أحلام وراوي القلوب

 
الصورة الرمزية نوران عيسى

? العضوٌ??? » 378088
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 340
?  نُقآطِيْ » نوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond reputeنوران عيسى has a reputation beyond repute
افتراضي

مبرووك ياقمري وعقبال لرواية المليون
منتظرينك ..


نوران عيسى غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-07-19, 10:44 PM   #4

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

حبيباااتي واخوواااتي الغاليات الله يبارك باعماركم ..

Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 07-07-19, 05:21 PM   #5

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


السلام عليكم يا قمرات

**الفصل الأول**

صوت مكتوم يعرف ماهيتهُ جيداً تسرب الى اذنه ليوقظه من منامه .. تكرر الصوت مرة ثانية لكن بشكل اعلى ففتح عيناه واستفاق وأذنيه ترهف السمع أكثر .. وكأنها تستدل على ما يحصل .. او بالأدق تبحث عن صاحبة الصوت ..

صوت رجل غاضب يشتم بحده .. تبعه فتح لاحد ابواب المنزل ومن ثم صوت باب البيت الخارجي يغلق خلفه بقوة ..

تنهد بارتياح فلقد غادر مسبب الكوارث .. نهض من فراشه المفروش على الارض بغرفة الضيوف ..الغرفة الوحيدة المتوفرة للنوم ..ماعدا غرفه اخرى .. تقدم ليجلس على الدرجة الاولى للسلم المجاور لغرفتها حتى يطمئن عليها ..

((نسمة)) وهي كاسمها تهب على القلوب فتسعدها ..
هادئة رقيقة ومسالمة .. تمنح لقلبك صفاء نقي برقتها ..

فُتحت باب الغرفة وخرجت منها امرأة نحيفة لكن طويلة بعض الشيء ترتدي جلباب منزلي وحجاب ملفوف حول وجهها بإتقان .. مرت من امامه دون ان تلمحه ودخلت للحمام الوحيد في المنزل ..

كان يتتبعها بعيناه وكأنه يتفحصها وقلبه يتسأل هل هي بخير حقا ..ولم يؤذيها

تشكلت بمخيلته صورتها التي تأبى الرحيل .. فأغمض عينه يبعد ذلك اليوم المشؤوم عن ذاكرته ..يوم وجدها بين الحياة والموت بسببهُ هو ... اخوه ..

خرجت من الحمام تجفف يديها بفوطة صغيرة وتنزل اكمامها الطويلة ..

فلمحها ..كتلة حمراء على رسغها ..ستتحول للأزرق قريبا
فأشاح برأسه بسرعة يبتلع غصة قوية مريرة ..

انتبهت على وجوده جالسا على السلم. ينتظرها .. بوضعية لم يغيرها يوما منذ سنين .. فدوما تصحو لتجده هكذا .. يطالعها بعيون ممتلئة بنظرات تفهمها جيدا .. يحاوطها فيها بخوفه وحبه واهتمامه لها ..

فأهدته ابتسامه مشرقه اضاءت عتمه روحه واقتربت منه تحييه ..
-صباح الخير سومر ..جيد انك مستيقظ سأحضر الفطور حالا ..
أيماءه خفيفة من راسه مع ابتسامه شقت وجهه كانت اجابه لها ..

خرجت بعد مدة من المطبخ تحمل صينية مرصوص عليها بعض البيض والجبن والخبز مع اقداح الشاي
فنهض سومر ليأخذ الصينية عنها وينزلها على الارض
فشكرته وجلسوا ...
ليتناولوا الطعام ..
مدت له يدها بقدح الشاي ..فمسك يدها واخذ القدح منها ليتركه .. ادار كفها وبيده الأخرى رفع كم جلبابها فبانت له كدمه حمراء كأثر اصابع .. فخفض رأسه خجلا منها ..بينما هي سحبت يدها ببطء منه لتقول بنبرة شابها الحرج ..

-انا بخير لا تقلق .. ورفعت يدها لتربت على كتفه بمأزرة وتحثه على الاكل ..

لكنه استدار نحوها ليقول بنبرة متألمة
-نسمة الى متى ستتحملين ذلك ؟ قساوته وجلفه معك ..انظري كيف يؤذيك دوما ؟ وهو يشير الى يدها

تنهدت بعمق ..فسومر دوما يقلق عليها وهي لا تريد ان يكره اخاه ..فتطمئنه انها بخير .. فأجابته
-سومري اهدء ..هو لم يقصد هذا ..انت تعرف طبعه . .. عصبي وغاضب وغيور لكن قلبه طيب ..

هز رأسه يئسا منها فدائما هي تدافع عن مقداد اخوه ..والمدهش انها تسوغ له الاعذار لأفعاله ..فأزداد الحنق عنده وهي تخبره عن كون المرأة لا مكان لها الا بيت زوجها .. و....و... من كلمات الجهل التي ترددها فطار صوابه من كلامها ..
بحق الله هم في السبعينات ومازال تفكيرها هكذا ..

ليقول لها برغبة تولدت بقلبة لحظتها ..

-نسمة تعالي لنهرب معا .!!!
سأخذك ونرحل ولن يجدنا ابدا ..وسأعمل واعيلك وستكونين معززة مكرمه ..لن يمسك سوءا ابدا معي ..

اتساع عيناها اوصل له انها منصدمة من طلبه ..لكنها انزلت راسها لفترة لترفعه بعد ذلك وابتسامه فخر تشق وجهها بسعادة تخبره
-شكرا لوجودك انت معي ..اعلم بان ما قلته الان يتطلب شجاعة كبيرة منك ..انا اقدرها فيك حقا .. لكن ...لا ...
لن ارحل معك ..ولن اترك مقداد ابدا .. واخفضت وجهها بحياء ..لتقول بهمس عاشق .. لأني احبه ..

تحبه اول مرة يسمعها تعترف بذلك ..كيف تحبه بحق السماء . فهل تعشق الطيور اقفاصها .. هل سمعتم يوما بسمك يعشق شباك الصياد ..

ليسمعها تكمل
-نعم احبه يا سومر ..اعرف بانه صلد قاسي لكن لو لا وجوده بحياتي لكنت انتهيت منذ زمن ..انا ادين له بحياتي كلها ...
هو احياني .. لن تفهم ما اعني لكن مقداد احياني ..

ونهضت وهي تحثه على اكمال الفطور ولكن اي فطور سيرغب به الان بعد ما سمعه منها
*****
يراقبها وهي تنتقل من غرفة الى غرفة ترتب هذا وتعدل ذاك كنحلة عاملة لا تكل ولا تتعب .. في بيتهم الصغير المبني على طراز البيوت الشامية القديمة حيث تصطف غرف المنزل حول الدوار المفتوح .. حاله كحال كل بيوت منطقتهم الشعبية التي يسكنونها ابا عن جد ...ترافقها ابتسامتها الهادئة الرزينة مزينة لوجهها المضيء فلا تشعرك بالتعب الذي تتحمله .. لتنتهي اخيرا في المطبخ واقفه تعد طعام الغداء ..
تنحنح خلفها وهو يدخل للمطبخ مناديا باسمها
-نسوم .. سأغادر بعد ساعة ..
التفتت اليه وقلبها يخفق بحزن لمفارقته .. فهي متعلقة جدا جدا به ..ووجوده حولها يضيف لحياتها معنى ..

-حسنا ..الاكل اكتمل قالتها وهي تطفئ جهاز الطبخ واكملت.. سأعد الحقيبة الان ..لن تغادر قبل ان تأكل ..مفهوم
فهز راسه لها بنعم .. فالفراق يحزنه ايضا .. وملامح وجهها توشي بصراعها الداخلي لفراقه ..
جهزت له حقيبته ..فرصت بها ملابسه وغياراته وادواته الشخصية بعناية ورافقتهم بسجادة صلاة ومصحف صغير واكياس من اكل اعدتها مسبقا له وخصوصا تلك المعجنات الصغيرة التي تحشوها بالتمر ويعشقها هو ..اغلقت الحقيبة بعد انتهاءها واضعة اياها على جنب ..وهيأت بدلته بكل مستلزماتها ..

اكمل غداءه وتوجه للغرفة قاصدا تغيير ملابسه فأوقفه مشهدها وهي ترتب بدلته التي قامت بكيها مسبقا فتناولها من يدها وعيونه تفيض بمشاعر محبة خالصة لها .. محبة لم يعرفها الا معها .. ود ودفء وراحه وامان وامتنان كلهم مغموسين بحب صافي نقي .. بأحاسيس يطغى عليها الاحترام ..
ليقول لها بصدق قلب خافق بالحب
-سلمت اناملك ويداك يا ست النساء ..لا حرمني الله منك ياغالية ..
فتسبل اهدابها حياءً من كلماته الدافئة التي تملأ كل كيانها وتحيي بها غرائزها الانسانية ..
فترد بتنهيده
-ولا حرمني الله من رؤيتك سالما ..

ليقف امامها بعد فترة يحمل حقيبته التي اعدتها هي مودعا .. فتتأمل تقاسميه وملامحه .. جسده الذي يوشي بصلابة رغم انه ليس طويلا ولا عريضا ..هو متوسط الطول والحجم لكن دوما تراه صخرتها القوية .. يرتدي بدلته العسكرية التابعة للجنود ..فقد وصله قرار التجنيد ويجب ان يلبي النداء ..
وهذه اول مرة تودعه بها ..فمن يوم دخلت منزلهم كعروس وهو امام عينيها ليل نهار يرعاها وترعاه .. والان الفراق امر لازم ..
فيجب ان يلتحق بالواجب العسكري ..
فتقدم منها يلمح دموعها المتجمعة بعيناها منذرةً بالسقوط .. وهي تردد عليه وصاياها ..كيف يعتني بنفسه .. كيف يأخذ حذره .. توصيه بان يتغطى جيدا ويأكل جيدا ..
فيبتسم بأشفاق لها على ضعفها .. وطيبة قلبها الرؤوم
ويغادرها وقلبه يبتهل بصلوات ودعوات ان يحفظها الله له ..وان لا يضايقها مقداد بعدم وجوده ..

***

يتنهد بتعب زافرا انفاسه بصعوبة يجر اقدامه سيرا وهو عائد لمنزله بعد نهارٍ طويل من العمل ..فدخل بيته لاهياً عما امامه منشغلا بتنظيف وتعديل هندامه ..ينفض ملابسه من التراب العالق بها اثر حمله لمواد البناء المختلفة ..
وما ان رفع رأسه حتى تسمر بمكانه وهو يراها تقف بمدخل البيت ..
كشمس مصبحة تستقبل نهارها ضاحكة .. تشرق عليك بضيائها فتمحو ظلام روحك ..ترتدي قميص بيتي قصير يصل لحدود ركبتها ابيض اللون بارزا لون بشرتها الخمري .. فضاض جدا ..من غير اكمام بحمالات عريضة .. وشعرها البني منسدل ليغطي ظهرها ..
فقد كانت تنتظره بلهفة قلب مشتاق و بوجه خالي من الزينة لكن يملأه الحب ..
فضاعت انفاسه ونسى تعبه وآلام جسده .. بفعل ابتسامتها المشعة وحياءها الذي تلبسها اثر تحديقه بها ..
فيتيه هو فيها بتفاصيلها .. بخبايا شعرها المنثور فيتخيله راقصا مجنونا منشورا على جيدها ..
فيستشعر فوران دماءه ..من مظهرها ذاك امامه ..
فتغشاه شتى المشاعر لوصالها ..

فاغمض عيناه يريح رئته بتنفس بسيط هو كل مااستطاعه بسبب حضورها الملهب لأحاسيسه ..
فيعلو في جنبات ذاكرته ..صوت مشوه كصاحبه .. ملفوف بسحابه تبغ سامه .. ينفث بفحيح افاعي
(أآخٌ وَنْها )

فرأتها ..تلك الذكريات تهجم عليه ..كعفن ينتشر فوق الازهار فيلوثها .. تسحبه الى دوامه الضياع التي تخشاها دوما .. فتتعكر كل خلايا وجهه وتتقلص وكأنها تعلن النفور ..
فتتلبد ملامحها هي الاخرى تكدرا متضامنا معه
فكيف السبيل للخلاص من أثم ماضيها ..

فتح عيناه وقد تحولت لشراستها المعهودة ليتقدم منها يمسكها من ذراعها العارية يهزها بعنف يكز على اسنانه وهو يقول ..
-كيف تلبسين هكذا وتقفين بمنتصف البيت ..
تناثر شعرها بفعل هزه لها وسقطت حماله قميصها عن كتفها كاشفه عن عظام ترقوتها البارزة ..فتراقت الدموع بعينها من فعلته واجابته وهي تقول بهمس خافت
-لا يوجد احد بالمنزل .. فسومر التحق بالعسكرية
كلامها ذاك وتبريرها خطف قلبه ..
فاضحت امامه بحالتها تلك شهية بهية ..كقطعة من السماء بين يديه ..ومن هو ليرفض الرقص على السحاب ..فسحبها لأحضانه يقبلها بشغف عاصف .. لا يعطي لها المجال للتنفس حتى .. يعانقها وينصهر معها بعاطفة نارية فتت صخور قلبه الحجرية وحولتها لرغبة مقدسة يتوق لها ..
تحول بسرعة من ذلك الرجل القاسي الى عاشق يلاقي محبوبته بوصال لم يخبو يوما ..
لا يعلم كيف اصبح بغرفته ولا كيف خلع ملابسه .. كيف نسى تلك الذكرى وعاش معها الشغف العالي ..
كل ما يعرفه انها ها هي الان غافية بين احضانه تحتضنه بقوة وكأنها تتشبث به ان لا يتركها
حركتها الاثيرة عنده حيث تعانق جسده بتمسك شديد وكانه طوق للنجاة ..حيث تلف ذراعيها حول خصره و تمنعه من الحراك ..
وهو ينفذ لها ذلك بقلب راضي .. فمن هو ليمنع عليها راحتها ..
قبل اعلى رأسها بمودة ونهض من سريره .. يرمي جسده تحت الماء في الحمام
يزيح عنه اثار عمله كعامل بناء وما التصق به من عرق وتراب .. ياالهي رائحته وحدها تنفر الكل منه فكيف تقبلت منه ذلك التقارب الذي حصل قبل قليل ..
فابتسم لجنونه فقد افقدته صوابه وسلبت منه تعقله وادراكه وانجر خلف قلبه الملهوف لها دوما .. قلبه من اوقعه بها يوم راها تسير خلف اخوها وقتها اوقفه ليسلم عليه فلمحها صبية خجول تسير مطرقة رأسها لم ترفعه ابدا ..ولكم تمنى ان ترفع راسها ليرى ملامحها جيدا .. ولكنها ابت فعل ذلك .. فصار يترصد خروجها مع احد افراد عائلتها لكي يريح خافقه المضطرب بجنون كلما لمح خيالها .. وبعدها اقسم ان تكون هي له وحده ..
تهكم على تلك الذكريات التي اجتاحته فها هي قد اصبحت له _ وحدة_
دمعة شقت عينة تمثل قهرا مكبوتا بداخله ..لا هو بقادر ان ينسى ويصفح فيعيش حياته ..ولا هو قادر على ان يتركها ..
يتركها .. هل جن الان ..هل يستغنى الانسان عن هواءه الذي يتنفسه .. فنسمة هي هواءه.. هي احد مقومات الحياة لديه ..
مهما حصل هي ملكه الان .. هي زوجته التي لن يتركها ماحيي ..
خرج من الحمام ومشاعره داخله تتضارب .. فوصل اليها ..كانت مازالت نائمه .. فتأملها بحنان فهي الوحيدة التي تتحمل جنونه .. الكل يعرفه بضيق خلقه وصعوبة معشره الا هي فتتقبل كل تقلباته برحابة صدر لا بل تراها بعينها العاشقة له كمزايا وصفات خلابة ..
تنفس بعمق وهو يرى اثار ما صنعه بها ..كان جسدها معلوم بأصابعه فعلى كتفها اثر لإبهامه وهو يضغط عليها ..وعلى اعلى ذراعها اثر عنفه لها قبل ذلك وغيرها وغيرها
فهو يطلق العنان لهمجيته معها فيتركها دوما تعاني من اثر قساوته وعنفه في وصالها .. وهي لا ترفض ذلك بل تتقبل معاملته الجافه بعاطفة اكبر فتجعله يزيد من ضغطه عليها ..
ازاح الغطاء ودخل لسريره لينام فوجدها تلتفت نحوه وتحتضنه كعادتها ..
فتنهد براحة يترك لها نفسه ودخل بنوم عميق ..لم يتخلله كابوسه الغاشم ..

***
-انتباه ، كل واحد منكم يتجه الى سريته الان ..
تم توزيعكم على الثكنات .. وغدا في تمام الساعة الخامسة يتم التجمع ..تطفأ الانوار عند التاسعة ..

حمل حقيبته ودخل للثكنة التي اخبروه انه سيقيم بها .. يراقب بعينيه العالم الجديد الذي دخله لتوه ..
المكان طابعه صحراوي .. والكرفانات تتوزع بعشوائية مرتبه .. الكل بزي واحد .. ولكم احبب ذلك الجو من الانضباط ..
اختار سريرا علويا في احد الزوايا وبدأ بترتيب اغراضه ..
-مرحبا ، اسمي ملاذ ..
استدار لصاحب الصوت .. كان شاب بمثل عمره يظهر عليه الترتيب .. يماثل بنيه جسده تقريبا الا انه اقصر منه بقليل ..
فصافحه ..رادا عليه
-وانا سومر .. اهلا بك
فلمح كيف تهلهلت اسارير ذلك الشاب وكأنه وجد له صاحب .. في ارض قحط .. فانتقلت ابتسامته المرتاحة له كأنها عدوى ...ليبادله اياها ..ليسمع الشاب يكمل ..
.

-انا سأخذ السرير الاسفل .. ارجوا ان لا تمانع ..
ليهز سومر راسه له بلا انه لا يمانع
ليسترسل ملاذ بحديثه معرفا عن نفسه ..
-انا خريج معهد طبي لذلك سيكون تجنيدي وخدمتي اكثرها في المستوصف هنا لكن التدريبات الأصلية سأحضرها بالتأكيد .. اي لامجال للراحة عندي ..
ليرد عليه سومر
-وانا انهيت الثانوية الصناعية فقط .. ومتطوع بالمستوصف ايضا ..
-اظن بانهم جمعوا الكادر الطبي بنفس المكان .. اجابه ملاذ ..
فتألفت القلوب ..
واصبحا صديقين فكثرت بينهما جلسات الكلام كل يخبر الاخر عن احلامه وما يريد تحقيقه ..
ملاذ وحلمه الاوحد بفتح مستوصف خيري يساعد فيه الناس بالتداوي ..
وسومر وهمه الوحيد ان يكمل مده خدمته ليرجع فيطمئن عليها ..
***
-لقد جلبت الشاي يا رفيق
قالها سومر وهو يناول الكأس لملاذ .. فالليلة باردة .. وهما الاثنان في دورية ليلية للحراسة ..
كانا قد اشعلا النار بأحد العلب المعدنية التي تستعمل في نقل المواد الغذائية ..
فجمعا الاوراق والاخشاب الصغيرة فيها ليدفئا نفسيهما
-بوقته يا شريك ..فيدي تكاد تتجمد من البرد ..
فاخذ رشفه تبعها بأخرى مستطعمً دفئها..
قال ملاذ
-اخبرني يا سومر .. ما تلك الصورة التي ترافقك دوما

فزفر سومر هواء رئتيه يطالع الصورة بين يديه بحب ..التي كان قد اخرجها قبل لحظات لشوقه لرؤيتها .. اه كم اشتاق اليها ..
ليجيبه بشرود
-انها صورة لأعز النساء على قلبي ..امرأة هي كل الدنيا عندي ..
-امك؟ تساءل ملاذ
فهز راسه بلا
-اختك؟
فيجيبه بلا ايضا
-اذا من .حبيبتك؟
فيبتسم سومر على كلام صاحبه ..
فكيف يفسر له المشاعر .. وكيف يضعها بخانة لمسمى واحد .. وهي بها تجتمع كل المسميات ..

ليستدار نحوه وهو يدس صورتها في جيبه الداخلي قريبا من قلبه .
ويقول بنبره مثخنة المشاعر محتده العاطفة
-انها نسمه .. زوجه اخي ..


mansou likes this.

سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-07-19, 11:32 PM   #6

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

شكرررا حبيبةقلبي سيمووو تعبتك معي

Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
قديم 08-07-19, 09:21 PM   #7

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


**الفصل الثاني**


يضطجع مسترخيا على مقعده متخما بفيض من النشوة والسعادة .. تشع ملامحه سرورا وتصطبغ روحه ببهجة خالصة مردها اليها .. فلشهور طويلة تعايش معها وبادلها الحب بأضعاف مضاعفه .. اعطى لنفسه فرصه ان يتناسى الماضي المنغص لحياته ..واندمج معها بكل كيانه، اشبع قلبه من عاطفتها وهي لم تقصر ابدا .. توليه اهتماماتها كلها ..تودعه وتستقبله وهي تحتضنه وتقبله ..تغرقه ببحور حنانها التي لا تنضب .. تراعي متطلباته الصعبة ..تستقبل منه اهاناته الفجة بابتسامه هادئة تجعله يسقط صريعا ويتقرب هو اليها ..
طوال الفترة الماضية والتي صادفت مدة مخدومية سومر بالعسكرية وهو يراها بعين العشق فقط ..

تقدمت منه تحمل ببن يديها قائمة متطلباتها لليوم .. فتجلس امامه وهي تردد ما تريده .. لحم.. خضار ..فواكه.. ومعلبات .. واشياء اخرى وهو يراقب حركه اناملها وهي تعدد وحركه شفاهها وهي تتكلم فيرتعش جسده كله بأستجابه فطرية لها ..فيسحبها لحضنه يجلسها على اقدامه يدس انفه في منحى جيديها ويمرر طرفه على طول حافته فيضيع الصوت من حبالها الصوتية وتسقط ورقة المشتريات من يديها وتتحول جلستهم لمشهد ناري .. تتسابق القلوب فيه في نبضاتها وتتزاحم الانفاس فيه في احقيتها للصعود والنزول ..

سكن وانفاسه اللاهثة تفضح الثورة التي اقامها جسده قبل قليل ..وهي تجاوره بالسرير تحتضنه وتطبق على خصره بذراعيها ..
-ياالهي ..لقد تأخرت عن اعمال المنزل .. قالتها وهي مازالت تتمسك به ..كغريق يمسك طوق نجاته .. وهو كذلك بالنسبة لها
.فبعد كل لحظاتهم معا تحتضنه هكذا وتتشبث به تخشى ان تصحو فلا تجده ..
هاجس لعين يذبحها وهو ترى بعين كوابيسها انه قد يتركها ويرحل عنها ..
فتتمسك به اكثر واكثر ..
ضحكة خشنة صدرت منه فيهتز صدره استجابة لها .. فيبدو لعينيها كشاب خالي من الهموم وليس كرجل بلغ الخامسة والثلاثون مهدود الحمل ..
فتسرع لتضع راسها على صدره تستمتع بتلك السعادة ... تندمج مع صدره المرتج بالضحك ...فما الذي تُريده الان من الدنيا ..فحبيبها ومالك قلبها بين ذراعيها ..يضحك ..وهو مسرور .. وراضي ..
لتسمعه يقول من بين ضحكاته
-يا مجنونه أ توجد امرأة بعد ما حصل تفكر بالمطبخ .؟!.
وتحرك من مكانه ليميل عليها فتصبح هي اسفله وهو يعلاها يثبت جسده بذراعيه يناظر عيناها المتلألئة بالحب ..
فتهب عليه نسائم ابتسامتها الخجلة ..
ويداها مازالت تتمسك به ..
فتثقل انفاسه .. ويبيح لنفسه ان يلتهم ابتسامتها ..
بجولة غرام اخرى ..
وليذهب عمله والمنزل للجحيم ..
فهو لم يكتفي بعد ..
******

صوتها وهي تدندن بلحن قديم يجعله راضيا فبعد يوم قضاه معها لم يسمح لها بمغادرة احضانه ..
اضطر ان يجلب الطعام جاهزا ولم ينسى ان يجلب معه حلواها المفضلة ..
والتي تشاركها معها ولكن على طريقة الافلام فكان يأخذ حصته من شفاهها الملوثة بطعم العسل ..
تذكره لما حصل اوقد في جسده رغبة مجنونه لها ..
فنهض لتلبية نداء خافقة ..
-نسمتي ألم تنتهي بعد ؟؟ قالها بنبرة متلاعبة

صوته وهو يقول لها نسمتي جعلها تعلو بغنائها اكثر. فهي تدرك ما يريده الان .. فرددت بصوتها
(( انت عمرررري الي ابتدآ بنورك صباحو )))


وكررت المقطع وهي تعني كل حرف فيه .. فهو بداية العمر وهو منتهاه ..
فسارت اليه تطوقه بحركتها الاثيرة عنده وتريح راسها على كتفه ..
تخبره انها له تبادله الحب لا بل اكثر منه ..
فيضع راسه على قمه رأسها يتنهد براحة ..
فهي تفهمه من نبرة صوته ومن نظرة عينه .. تسمح له ان يكون مجنون ..وتبادله جنونه بتفهم لحاجاته اكثر ..
-ان احتضنتني هكذا اكثر سأفهم انها دعوة منك ان لا اجعلك تغادري السرير هذا اليوم ايضا ..
تمرغ راسها بكتفه اوصل له خجلها وبانها تضحك ..فناغشها اكثر .. ليسمعها من الكلام الساخن انواعه كلها .. فتخجل وتخجل لينتقل لمرحلة الدغدغة التي جعلها تفك ذراعيها عن خصره وتقفز وهي تضحك بعلو صوت مبتهج ..
-لا لا مقداد لا تدغدغني ..ارجوك
وارجوك من فمها ضاعت بين انفاسه هو..
فقد اقنصها بعشق يشبع لهفته عليها ..
ابعدها عنه يراقب احمرار بشرتها من القبلات التي نشرها على وجهها ..فأبتسم بمكر ..
وهو يسمعها تتكلم بأنفاس متقطعة
-يكفي مقداد .. سومر سيأتي اليوم .. ومازالت لم اجهز الطعام بعد ..
ليبتعد قائلا بتذمر ..
-سومر ، سومر .. لقد عاد الولد المدلل .. كنت مرتاحا منه طوال تلك الفترة ..
فتتقرب منه تراضيه كمراضاة الاطفال ..
-هو سيأتي ايام فقط وسيعود المسكين للعسكرية ..
-حتى ولو .. انا اريد ان اخذ راحتي معك ببيتنا على طول .. وغمز لها ليفهمها ما يقصد
لتجيبه وهي تعض على شفتها خجلا
- من يسمعك يقول تزوجنا حديثا .. وليس منذ عشر سنوات ..
فيرد ببهجة ..
- لا اصدق انهن عشر سنوات .. وتقرب يخبرها ...وكأني اراك ما زلت الصبية ذات العشرين عاما التي تزوجتها ..

-لا صدق ذلك فالشيب بدا يلون شعري ..صرت ثلاثين عاما يا مقداد ..
ونبرة صوتها تغيرت.. واجفانها عن عينها نكست ..وملامحها عبست .. فأدرك اتجاه تفكيرها ...حزنها الذي يعيش بمكمن صدرها ولاتبديه الا بلمحات ضعف تتهجم عليها فجاءه ..فتتسارع لتخفيها ....ليحول الكلام لمسار اخر .. فلا يريد ان يكدر مزاجها الان
فتلبس صوته الجدية وغير ملامحه الى حديدية ..ليقول
-لن انبه عليك .. من جديد .. ملابسك وحجابك تكون كلها كاملة وسميكة امامه ..
رفعت رأسها اليه تشاهد كيف تبدل ..
تعلم انه غيور جدا وتدرك جيدا لما يفعل كل ذلك لم يمنعها من الخروج الى عتبة الباب ..لم اغلق السطح بشكل نهائي .. ووضع ستارة خلف كل ابواب المنزل .. حتى اذا صادف وفتح الباب يوما سهوا لا يكشف البيت ومن فيه للواقف خارجا .. ومنعها حتى من زيارة اهلها والجيران ..
يظنوه الجميع يغالي بتصرفاته ولكنها تفهم ذلك لابل هي الاخرى تخشى ان تغادر للخارج ..
فما اخذته من الناس سوى الاذية

***

تعالت الدقات على باب بيتهم يلاحقها فتحها وصوت سومر يصدح بالمكان ..
-لقد عدت .. يااهل الدار .. يانسووم ..لقد رجعت..
فركضت اليه تستقبله ولهفة عيناها تفضحها ..
بينما هو يقف امامها يتشرب تفاصلها بجوع ..لقد اشتاقها بقوة .. لم يعرف كم هي غالية عليه حتى ابتعد ..
تلك الشهور مرت عليه وهو على نار ليعرف اخبارها .. ومع انعدام وسائل الاتصال ..زاد عنده القلق عليها ..
يتفحصها ان كان اخوه قد اذاها بغيابه .. فتقدم منه ينزل حقيبته ارضا ويسمح لها ان تطالعه براحه .. فترفع يدها تمررها بالهواء على كتفه وصدره من دون ان تلمسه ..او تلمس ثيابه حتى .. تتأكد من سلامته وانه بصحه جيدة ..
فمال عليها ينزل الشال عن شعيرات بانت من مقدمه راسها .فيغطيها .. يعلم تشددها وتشدد اخيه بحفظ المسافات .. فمنذ ان شب وكبر اخبره اخوه بصرامه ان نسمة لاتحل له .. وانه يجب ان لا يلمسها او يتباسط معها.. ولصبي في الثالثة عشر يعشق التمرد وقتها اخبره ان نسمه له وانه هو من يجب ان لا يلمسها لأنه يؤذيها ويترك علامات على جسدها .. وقد كانت تلك الحادثة بعد مرور ثلاث سنوات فقط على تواجدها معه وهو كان قد تعلق بها جدا ..

تذكر كيف ضربه اخوه ضربا مبرحا بسبب ماتفوه به ..والزم بعدها نسمه بالحجاب الكامل امامه ..

ولكنها برقتها افهمته انه قد كبر وصار رجلا لذلك عليها ان تحترمه وتلبس امامه الحجاب ..




يراقبهما من مكانه _اخوه وزوجته_ .. تلك المشاعر بينهما واضحه ..الحب واللهفة التي تحوطهم ظاهرة للكل ... لا يعلم الرابط الذي يجمعهما ..لا بل انه يفهم جيدا .. لكنه يغض بصره عنه . ..

فنسمه ترى بسومر ابنها الذي لم تلده .. ابنها الذي لن تحمله مطلقا .. نغزه قلبه على اثر ادلاله بذلك .. فهو لن يصبح اب ابدا .. فقد حكمت الحياة انهم لن يرزقوا بأولاد ..فنسمة عاقر .. ولكن الله عوضها بسومر ليكون لها الطفل ..الذي تمنته من قلبها ..
بينما سومر فحالته اصعب فهو يرى بها كل النساء .. يراها نموذج الام التي لم يعرفها والاخت والصديقة والقدوة .. وحتى احيانا يظن ان سومر يعاملها كطفلة ..يخاف عليها ويحميها حتى منه ..

رفع رأسه لهما فلمح اخوه ينظر اليه وعيونه تشع بحمائية يصدرها لها ..فدنا اكثر من زوجته ليطبع على راسها فوق حجابها قبلة وهو يرمقه بتحدي كبير .. ان يعارض او يرفض ..

فمالت شفتيه بشبه ابتسامه .. فالرابط العجيب الذي يربطهما اكبر من ان يتدخل هو .. وتماسكهما ببعض اعمق من ان يفكه ..
فأبتعد يمنحهما الحق بإظهار عاطفة الاشتياق لبعض ..

راقب سومر انصراف مقداد تاركا اياهما .. فابتعد عن نسمه يهديها نظراته المشتاقة .. يخبرها بمدى لهفته لرؤيتها ... فتبادله حديثه بشوق اكبر ..
تسأله عن احواله ..وما حدث معه .. تخبره ان يقص عليها كل ما صار منذ ان غادرها الى ان رجع اليها ..
فيحقق لها طلبها ..
ويبدأ بالحديث بإسهاب كبير ..يخبرها بالتفصيل الممل عن ادق ما حصل خلال الشهور التي قضاها هناك ..عن تدريباته وما تعلمه من مهارات جديدة في استخدام الاسلحة واصول القتال .. وبالطبع لم ينسى ان يذكر صديقه المقرب منه (ملاذ) فخصه بحديث طويل قص به عليها كل حكايته ..
وبأنه اوصاه ان يزور اهله ويطمئن عليهم لأنه لم ينزل بالإجازة مثله ..واستبقى هناك بطلب مستعجل من الادارة لمعالجة المصابين ..

***

يبحث بين الدور من حوله عن منزل صاحبه .. فتوقف امام احد البيوت متلكئا هل هو البيت المقصود ام لا ..
فجذبت انظاره مجموعة من الاطفال تلعب بجواره .. تتوسطهم فتاة صغيرة قدر عمرها بالخامسة. او اكثر .. بخدود محمرة من كثرة اللعب .. وشعر تشعث بفعله ايضا ..
ترتدي فستان منفوش من الاسفل بأكتاف عريضة تتوزع عليه زهرات بيضاء وحمراء .. ممتلئة القوام عن اقرانها .. طفلة تجذب النظر بجمالها ..
راها تقترب منه تطالعه بنظرات فاحصه .. فتتخصر امامه هاتفه
-لم تقف هنا ؟
تفاجأ من هجومها عليه وتحفزها نحوه ..
ليجد نفسه يبرر لها ..
-انا ابحث عن منزل ملاذ عاطف ..
فتجيبه بنبرة شكاكة
-وماذا تريد منه ؟
ليرد
-انا صديقه من العسكرية .. وهو اوصاني ان امر على اسرته فقد ارسل لهم رسالة معي ..

فتهللت اسارير الفتاة وهي تصيح بفرح
-انت صديق خالي ملاذ .. متى سياتي خالي ..
فابتسم سومر لها وهو يراقبها تكاد تتراقص من السعادة وجذب نظره انها قد فقدت احد اسنانها الامامية ..ليقول لها
-سيأتي قريبا يا حلوة امامه اسبوعين او اكثر وسيرجع لإجازة طويله يقضيها معكم .. والان يا شطوره نادي على امك او جدتك لأخبرهما بذلك ..

فقد عرف من ملاذ انه يسكن مع والدته وترافقهم شقيقته الارملة وابنتها .. والظاهر ان هذه الطفلة الجميلة هي ابنه اخته (ميلاد)
ليسمعها تقول له
-امي وجدتي ليستا بالمنزل ..فجدتي تعبت وامي اخذتها للطبيب ..
ودنت منه وهي تشير له ان ما ستقوله سر كبير ..
فتضع يدها امام فمها وكأنها ستوشوش له بذلك ..
لتقول
-سمعت امي تقول ان جدتي تحتاج عملية بقلبها .. ولا تريد لجدتي ان تعرف . حتى لا تحزن .. فلا تقل لاحد انه سر

رفع راسه لها هذه الطفلة مزيج غريب .. بها براءة الاطفال وسذاجتهم وبها حنكة خالها وتفكيره وتفهمه .. طفلة تسبق عمرها .. هكذا فكر

ليجلس بجانب المنزل على حجر وجده منتظرا عودة اهل صاحبه حتى يسلمهم رسالته ..
فوجدها تجلس بجواره ايضا ..
فبدأت تساله .. عن اسمه وعمره واين بيته وامه وابوه واخوته .. بفضول طفولي بحت ..

والعجيب انه يحاورها ويجيبها بكل اريحية وكأنها تفهمه ..
فرد عليها ان اسمه سومر وعمره عشرين عاما وبان ووالديه متوفيين ولديه اخ يكبره بخمسة عشر عاما متزوج بأعظم نساء الكون .. بامرأة تملك حنان العالم ..
راح يتكلم بانطلاق لم يعده بنفسه وكانه تلك الطفلة منحته الضوء الاخضر ليلقي مكنونات صدره .. او لأنه يعرف انها لن تفهم ما يقوله .. اخبرها عن نسمه وما فعلته له ..كيف ساعدته في دراسته كيف راعته واهتمت به ..
وهي توقفه لتسأله اكثر واكثر ..سابقة كل اسئلتها بكلمة (عمي ثومر) .. بسبب سنتها المفقودة ..

ومع ان هناك بعض الكلمات لم يفهمها منها لصعوبة نطقها عليها الا انه استمتع بصحبتها ..ولم يشعر بانه قد قضى ساعة كاملة وهو يحدثها وكانه يعرفها منذ زمن طويل ..

فاستأذنته لتنهض عائدة للعب مع اقرانها البنات .. فيراها تمسك احد اطراف الحبل وهو تلفه وتلفه فتقفز فتاه اخرى على الحبل وهي تردد مع الباقيات كلمات اللعبة
( شمس ،قمر، نجوم، غيوم ، كواكب )
وما ان تقف الفتاه القافزة عند ذكرهن لإحدى الكلمات يحين دور غيرها من البنات وهكذا ..
وهي كانت الشمس .. وبالفعل هي كالشمس تشع طاقة وحيوية ..
فأخذ يراقب لعبها ..وقد كان دورها لتقفز هي والباقيات يدرن الحبل لها ..
فبدأت بالقفز وثوبها المنفوش المورد يرتفع وينخفض مع حركتها فكانت متعه للنظر ..كبستان مزدهر ..لا يسعك سوى قول سبحان الله المبدع المصور امام جماله ..
فراح لسانه يردد سبحان الله كلما قفزت وطارت جديلتها القصيرة لتحط على كتفها فتبعدها هي مع الشعيرات الاخرى عن وجهها ..
ليفيق من تأمله على وضعه يلتفت يمينا ويسارا خائفا من ان يكون قد رصده احد وهو يبحلق هائما بأطفال يلعبون بالشارع فيقول عنه مختل مريض .. او يظن به السوء ..
فأدار راسه عن فتنه تلك الطفلة الشهية .. فقد تمادى بنظراته لها ..
ليجدها تسرع نحو احدهم هاتفة ..
-ماما ، صديق خالي ملاذ ينتظرك ..
فتوجهت نحوه سيدة تشابه الطفلة بتفاصيل كبيرة تمسك بامرأة كبيره بالعمر تساعدها بالسير ..
لينهض من جلسته تلك يحيهم .. ويخبرهم انه من طرف ملاذ ..
لتصر والدة صديقه على دخوله ..
****
-اهلا وسهلا بني ..انرتنا ..
فيرد بخجل من كرمها السخي فهي لم تجعله بغادر الا واقسمت عليه بان يتناول معه الطعام ..
فوافق مرغما .. فهي تمسكت به تخبره انه يكفي ان يكون صديقا لولدها لكي تستقبله بمنزلها ..
-النور نورك يا حاجة ..
-مد يدك يا ولدي ..البيت بيتك ..
فتعود لتقدم امامه اصناف الطعام المختلفة المرصوصة ..
فيتناول الطعام بشهية مفتوحة ترافقه الشقية ميلاد وهي تتكلم وتناقش وكأنها شخص كبير ..
فتنهاها جدتها ووالدتها ولكنه يمنعهما ويترك لها حرية التصرف ..
ومع انصرافه اخبرهم بان يعتبروه بمكان ملاذ واي شيء يحتاجونه يطلبوه منه ..
فودعهم مغادرا بعد ان سلمهم رسالته النصية ولم ينسى قبلة الطفلة على وجنته وهي تحييه راحلا .. قبلة حركت فيه مشاعر كثيرة لم يفهمها .. ولكنه ايقن تلك الطفلة سيكون لها شأن بحياته .
****



تعالت الاصوات حوله من جديد لتوقظه ولكن هذه المرة تختلف فالصوت كان كأنه لشخص يحرك شيئا ثقيلا فيجره جر

فتعدل بجلسته ونهض يستطلع الامر .. ليجد نسمه قد قلبت البيت كله ..
فتعجب ذلك ..ليسألها
-ماذا هناك يا نسوم .. لم كل هذه الجلبة
. وما تفعلينه؟؟
فتجيبه وهي تتنفس بأرهاق اثر تحريكها للأريكة من مكانها ..
-تعال يا سومر ساعدني بدل وقوفك هكذا ..
فلن تصدق ما حصل ..
فيتقدم منها يتسلم طرف الأريكة ليرفعه عن الارض ..
-وما الذي حصل لكي تنكشي البيت هكذا ؟
-اخوك مقداد .. دعا زملائه بالعمل لكي يأكلوا وليمه هنا .. وطلب مني تهيئه الطعام وتنظيف المكان لاستقبالهم ..
فتح فمه دهشه من كلامها ..
مقداد يفعل كذلك لماذا .. فهو لا يسمح لمخلوق ان يخطو عتبة دارهم .. فقد عزل نسمة عن الكل وحبسها بالبيت.. هي حتى اهلها لا تزورهم الا كل عام مرة او اثنتين وبمرافقته ..
والان يدعو زملائه واصحابه لوليمة بمنزلهم ..
انه لشيء عجيب .. فكيف حدث ذلك ..

افاق من شروده على صوت نسمة وهي تحدثه بنزق
-سومر تحرك .. واقفل فمك المفتوح ..
لقد تأخرت بالفعل ..مازال امامي الكثير لأعمله ..
فتنبه عليها يخبرها ..
انه سيتولى امر تنظيف غرفة الصالة ..فسيخرج الاثاث ويشطف الارض ومن ثم يرتبها من جديد ..
وطلب منها الاهتمام بالأكل فقط ..

فتركها متجها للصالة ..يرفع اكمامه ليبدا بإخراج الكراسي والارائك والطاولات فيها .. ليشرع بتنظيفها كما يجب ..

بينما نسمه اتجهت للمطبخ وهي تفكر بما ستطبخ ..فقررت ان تعمل اصناف كثيره من المحاشي والمشاوي مع السلطات .. وبدأت بتنفيذ افكارها ..

*******

دخل المنزل فلفحته روائح الطعام الشهية التي تجعل المعدة تصرخ مطالبة بإطعامها ..
توجه للمطبخ فوجد نسمه منشغلة بتقليب شيء ما في القدر يجاورها سومر وهو يحمل قدرا ليضعه على النار ..
بينما صُفت على الطاولة الجانبية كاسات عديدة تحتوي على اصناف المخللات والسلطات ومجاميع عديدة من الخبز الحار ..

فأبتسم بسعادة فحبيبته وزوجته لم تقصر بشيء ورغم انه لم يكن يرغب بدعوة احد .. ولكن اضطر بعد ان ألح عليه رفقائه واخبروه انه يرفض دعوتهم بخلا منه .. لذلك وافق على مضض واخبرهم انهم مدعوين عنده للغداء ..
والظاهر ان الدعوة اسعدت محبوبته اكثر من اصحابه ..

فتقدم منهم يمد لهم يد العون لان الضيوف قد بدأوا بالقدوم ..

****

كانت الوليمة رئاسيه تليق بالملوك كل اصحابه اثنوا على الطعام وروعته وجودته .. وبانهم لم يذوقوا طعاما بمثل هذه اللذة سابقا ..وبأنهم لم يستطعمون ابدا مثله .. واخبروه ان يوصل لزوجته شكرهم وتقديرهم لطبخها الممتاز ..
وغادروه ببطون ممتلئة بما لذ وطاب
فانتفخت رئتيه زهوا وفخرا بكلامهم ..وارتفع صدره بعلو من وصفهم ..واحس بقلبه يتضخم من شده الفرح بهذا الاطراء
وعاد لزوجته بعد رحيلهم وهو يكاد يرقص فرحا ..
-نسمتي ، سلمت يمناك الكل اعجب بطعامك ..
فتبتسم له وهي ترد
-المهم ان يعجبك انت ..
فيهز رأسه لها بالإيجاب
-طبعا يعجبني الم تطبخه حبيبتي
فتنكس راسها خجلا ..
لتقول بعدها وهي تتشاغل بترتيب الصحون ..
-لم تخبرني انك تعرف ابو احمد النجار ..
توقفت ابتسامته واشتعلت النار بقلبه محييةً في داخله براكين الغضب .. ..
ليتقدم بهمجية الكهوف يهذر بها بعنف ..
-ومن اين تعرفينه انت ؟؟ وكيف رأيت من اتى للبيت اصلا ..الم احذرك ان تبقي بالمطبخ وتغلقي الباب عليك .. هل تخالفين اوامري .. هل تخرجين من خلف ظهري وتستغفليني ..

تجمعت الدموع بعينيها من اثر هجومه الباغت وصياحه المستمر وهو يكيل لها الاسئلة المبطنة بالاتهامات .. فتلعثم لسانها وانخرس خوفا منه ..
فلم يبالي بمظهرها ذاك واستمر بالصراخ الحاد ويده تضرب ما تطاله من صحون واقداح ..
وهو يسب ويلعن اليوم الذي عرفها فيه ..
كانت الشكوك والظنون تلعب بعقله المريض بالغيرة ابشع الالعاب ..فتصور له مخيلته اسوء الصور ..لزوجته وهي تكلم غيره .. فيجن اكثر وتتحول عيونه الى الحمراء دليل وحشية افكاره ..
ليدفعها بعيدا عنه حتى لا ينفجر بها ويؤذيها فهو لا يؤمن التصرف الان .. لتتعثر بأحد الاجزاء المتناثرة على ارضيه المطبخ وتسقط مطلقة صيحه الم قويه ..

ليختار سومر تلك اللحظات ليدخل للمطبخ فهو قد خرج مع الضيوف ليودعهم ورافقهم للخارج قليلا .. ليتفاجأ بصوت الصراخ العالي فركض ليرى مصدره .. ليشاهد اخوه مقداد وهو يدفع نسمة بعنف وتسقط هي ليقع فوقها احد القدور الحاوية على سائل ساخن ..

ففزع قلبه لمرأها وهي تصرخ من شده الم ..
فركض اليها يحملها من الارض وهو يحاول التخفيف عنها فلم يجد عقله سوى التفكير بالمستشفى .. فلم عليها عباءتها وخرج بها قاصدا ..المستشفى ..
بينما مقداد مازال بمكانه ذاهلا لما جرى ..
كيف تأذت حبيبته امامه ولم يتحرك ..
كله بسبب وحشية عقله المريض بالفزع ..
لن يسامح نفسه اطلاقاً اذا ما حدث لها شيء .

وما ان عاد عقله للعمل حتى اسرع راكضا خلفهما .

*****
حروق بمنطقة البطن والفخذ ورض بالمرفق الايمن وجرح في باطن كفها هي حصيلة ما لحق بها ..
واقف خارج الغرفة والندم يأكله كله كيف حصل ذلك ..كيف تسبب بأذيتها بذلك الشكل ..
كيف تلبسه الشيطان وانزل على عيناه غمامة عمياء جعلته يطفأ تفكيره المنطقي ..

استعاذ من الشيطان واستغفر ربه كثيرا وهو يجاهد ان لا تنزل دموعه وهو يسمع تأوهها كلما تحركت ..

وفي غفله منه وجد سومر يهجم عليه ممسكا قميصه من رقبته وهو يشده بعنف ..صارخا به
-اتحسب نفسك رجلا بان تستقوى على زوجتك .. او تظن لأنها اصبحت يتيمة فلا احد عندها ليقف لك ..وينهي جبروتك وقسوتك ..

فيزيح مقداد ذراعي اخوه منه ويخلص نفسه من براثنه ليهدر
-هل جننت الان ..لتتهمني بذلك .. انا استقوى عليها .. لو لا اننا بالمشفى لكنت علمتك الادب ..
فيزداد جنون سومر وهو يلكم اخوه بقبضته على فكه ..جعلت مقداد يتراجع بصدمه ..
هذه اول مرة يفعلها اخوه ويرفع عليه يده ..
فبرزت عيونه بشراسه ..
ليمسك ذراع سومر ويلويها خلف ظهره .. ساحبا اياه في زاوية حتى لا يراهم او يسمعهم احد ..
يلهث بقسوة .. يخبره
-لن احاسبك عليها .. سأعذر انك قلق ..ولكن ورحمة والدي ووالدك ..لو كررتها سأقتلع ذراعك من مكانها ..
-انت مريض ..دوما العنف هو كلامك .. لماذا تؤذيها دوما ما فعلت المسكينة لذلك كله ..رد عليه بنبره متألمة ..وكانه يحبس الدموع بعينيه بصعوبة .. فمازال صوت صراخها يعميه ..ليسحب نفسا وهو يعود ليخبر اخاه بعد ان حرر ذراعه منه
.. انا سأجيبك على اتهاماتك التي سمعتها منك ..فنسمه لم تخرج من المطبخ .. انا من اخبرتها عن الضيوف وعددهم واسماءهم .. لكن شكك وظلمك لا حدود لهم ..
ترك ذراع اخوه وهو يسمعه كيف يبرر ويدافع عن نسمه .. كان يعلم انها لن تخالف اوامره وستسمع كلامه .. لكن ذلك الهاجس المخيف الذي يستوطن قلبه يؤذيه ..
فمال على الحائط خلفه يستند عليه .. يقول بمرارة مازال يستطعم قسوتها عليه ..
- انت لا تعلم شيئا ..فاسكت ..ولا تتدخل فيما يعنيك ..
ليثور سومر عليه صارخا
- سأتدخل واتكلم لأنك ظالم ومستبد تعاملها وكأنها مجرمة ..تحبسها وتمارس عليها قوتك ..كل فترة اجد اثار اصابعك على يديها او وجهها ..ولا اعلم اين تصل آثامك .. اعتقها يا اخي .. وارحمها .

فينكس مقداد رأسه فهذه المواجهة استنزفت طاقته بالإضافة لخوفه وقلقه عليها ..
ليقول لأخوة بلحظه غضب
-هذه التي تدافع عنها ليست كما تعتقد ..ليست القديسة الطاهرة ..صاحبة الصون والعفاف ..بل هي عكس ذلك ... فقد كان لها سوابق .. افهم ذلك واستوعبه جيدا ....
نسمة كانت تعرف احدا قبلي ..



سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-07-19, 08:47 PM   #8

سمية سيمو


? العضوٌ??? » 396977
?  التسِجيلٌ » Apr 2017
? مشَارَ?اتْي » 4,356
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Algeria
?  نُقآطِيْ » سمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond reputeسمية سيمو has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   water
¬» قناتك action
?? ??? ~
keep smiling
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي


** الفصل الثالث **

اتلك طعنة سكين تلقاها قلبه الآن ام ماذا .. ما الذي يتفوه به اخوه .. هل جن ليرمي نسمته بذلك البهتان الباطل .. نسمة التي هي مثال الاعلى عن الاخلاق والادب كانت على علاقة سابقة بشخص آخر ..
كيف ذلك ؟؟!!
لا يصدق، كل خلايا عقله تصرخ به ان لا يصدق ..

اما مقداد فكان يقف لاهثا، متعجبا من حاله ..كيف افشى السر لأخيه .. كيف اخبره عن كوارث الماضي البشع ..وشوه صورتها المثالية بعينيه .. لكن هذا لا يهم الآن فقد سبق السيف العذل ... وما دام قد كشف الاثر . فالتفاصيل ضرورية حد الالم ... ويجب ان تكشف كل الاسرار ...فانطلق لسانه يحكي ويشرح وملامحه تكفهر بسواد مظلم ..يسرد حكايته مع نسمة .. حكايته مع الحزن
ليقول:
- كنت ببداية العشرينات يوم رأيتها اول مرة ..لانت ملامحه رغما عنه وهو يتذكر ذلك اليوم ..ومرت من امام عينيه خيال صورتها بعباءتها وحجابها ورأسها المنخفض بحياء ..فأرتجف قلبه لذكراها بحب خالص ...ليكمل ...
- تعلق قلبي بها بلحظتها وكأنها القت علي تعويذة سحر اسرتني بها ..ومن وقتها صرت اراقبها واتحين الفرص لرؤيتها علني اهدء قلبي المتاع لها و اروي شوقي الدائم ، فقلبي اصدر حكمه الذي لا رجعة فيه انها من يريدها ، هي الغاية و المنتهى و لا سبيل للحياة من دونها.



خفت ان اتقدم لها فترفضني عائلتها بحجة اني لم اكون نفسي بعد ..
فعملت بجد واشتغلت بأكثر من عمل لكي استطيع توفير الاساسيات من المهر والذهب وغيره ..
لكن انشغالي بأعمالي جعلني اقلل من زيارتي لمنطقتها .. وهذا الامر دمرني ..فقد كنت اريد ان اعرف اخبارها باي ثمن ..

وقتها كان عندي صاحب هو جار لهم، بيته ملاصق لبيتها اسمه سُليمان. و مع اني كنت لا اطيقه لسوء اخلاقه، الا اني كنت متمسكا بصحبته فهو الوحيد الذي اتيحت لي فرصة التقرب منه لكي استطيع مراقبتها و معرفة اخبارها بحكم انها ابنة جيرانه.
و قد تحريت الحذر في كلامي معه، فكنت اذكرها بطريقة عابرة في كلامي كي لا اثير شكوكه، لكن للأسف، على الاغلب فهم مقصدي.
وفي احد الايام، وبينما انا ذاهب لسليمان كعادتي، شاهدته يعبر من سطح منزلها الى منزله .. فجن جنوني وركضت مسرعا لبيته لافهم ..
ليكون ذلك الموقف صدمة حياتي
اغلق مقداد عينيه يتنفس بتعب مجهد ، فذلك المشهد الغاشم يأبى الرحيل من مخيلته .. مشهد اغتيال حلمه ..
و هاهي تلك المشاهد تتزاحم امام عينيه و كان الحادثة حدثت بالأمس القريب.
((كان سليمان جالسا مسترخيا على كرسي منجد واضعا ساقيه على منضدة صغيرة امامه وبين اصابعه سيجارة يستمتع بنفث دخانها بتمهل بأنفاسه النتنه و قد ارتسمت على وجهه ابتسامة كريهة .. قميصه متهدل غير مزرر من الاعلى و قد بانت من تحته سلسلة رخيصة تتدلى من عنقه. ببساطة، كان بصورته تلك اقرب للشيطان. بينما كان مقداد يلهث من شدة الانفعال و لم يقدر السيطرة على نفسه و عقله يصور له افكارا سوداء لا حصر لها، ليسأله بنبرة حاول جعلها بسيطة لكنها خرجت منه رغما عنه مرتعبة .. مرتجفة ..
- لقد رايتك تقفز من سطح المنزل المجاور، ماذا كنت تفعل هناك؟
ليجيبه سليمان بنبرة خبيثة و هو يراقب باستمتاع دخان السيجارة:
- كنت مع ابنة الجيران، أآخ وَنْها يطرب الاذان

زلزال مدمر هزه وهو يتسمع الى رنة صوت سليمان المتغني بأناتها .. فكانت كلماته كخنجر مسموم انغرس بقلبه فارهق دماءه و حوله الى اشلاء،

لم يقدر مقداد ان ينبس ببنت شفة، فالصدمة كانت قوية. استدار و غادر البيت يجر وراءه ذيول الخيبة و الخذلان. .. فقد ذبح حبه من الوريد الى الوريد واستشهد خافقة بمعركة دون ان يحسب شهيد .. انهار عالمه عندها ..فكيف لتلك الفتاة التي يراقبها لعام كامل وهي تسير بخفه وخجل .. فتاه تحمل في نظراتها براءة الدنيا ... ان تكون على علاقه بأسوء الشباب في اخلاقه ..ما الذي ينقصها لتخون ثقة اهلها وتغامر بسمعتها مع ذلك الفاشل .. الذي مهنته الاولى اللهو مع النساء .. لهو خبيث يتجاوز النظر و الكلام الى حد افعال الحرام ))))
و عندما وصلت به الافكار الى هذه النقطة، فتح عينيه متألما. و كانه يحاول ان يمحو الذكرى المشوهة لذلك اليوم المشؤوم فيطالعه وجه سومر الذي اضحى مصفرا كجثة سلبت منها الروح .. بسبب ما قاله له.
لكنه عاد ليكمل مسببا المزيد من العذاب له و الصدمات لأخيه:
- بعد ذلك الحادث، ابتعدت ورحلت بدون ان اعرف اين المفر ..كنت اريد الابتعاد ..الهروب من عار لحق بقلبي .... فوجدت نفسي عند مقام احد اولياء الله الصالحين .. فدخلت اليه ابكي لله ضعفي و اشكي له قلة حيلتي و عظم مصابي، ابكي جرح قلبي النازف و وجع كرامتي
فاتاني الالهام من الله ان ارجع ..
وبالفعل رجعت ولكن بعد اربعة ايام .. لأجد صيوان عزاء كببر مقام امام دارها ..لحظتها شعرت بألم كبير في صدري ...باختناق حبس الروح ...وعقلي يصور لي انه سرادق عزائها، انها لم تعد تتنفس الهواء مثلي، ان اهلها علموا بأفعالها وقتلوها .... فيثور قلبي خافقا بقوة آمرا جسدي ان يركض ليعرف الاخبار .. وهناك تفاجأت بان سليمان هو من مات _محروقا_ بسبب حريق شب بغرفته وكثرت الاقوال بين من يرجح ان السبب كان عقب سيجارة سقط على الملاءة و بين من يعتقد انه تماس كهربائي. وبعد ان استفسرت اكثر ..فهمت بأنه احترق بعد ان غادرته ذلك اليوم ..وتوفي بعدها بيومين متأثرا بحروقه البليغة.
وهناك لمحتها وانا في خضم صدماتي وهي تخرج مع والدتها من منزلها تتجه لمنزل الجيران فراقبتها تتلكأ قبل ان تدخل بيت سليمان .. وهي ترفع نظرها للأعلى فتتجلى امامي عيناها بنظرتها البريئة ..فينسى عقلي كل شيء عداها ...
ودون تفكير، أخذت قراري بانني لن اتركها و سأتزوجها رغم كل ما حدث.
فانتظرتها حتى خرجت من العزاء لتعود لدارها .. فأسرعت متجها اليها مستغلا كثرة الناس وانتشارهم .. لأدس بين يديها ورقه صغيرة .. وابتعدت ..
ووقفت اشاهدها كيف التفتت للخلف بوجل تبحث بالوجوه عمن تجرأ وفعل تلك الفعلة لأشير لنفسي امامها.. فرمقتني بنظرة استياء ..
و دخلت منزلها وماهي لحظات حتى عادت لتخرج رأسها من خلف الباب وهي ترمقني بنظرات زائغة تملؤها الدموع ..
... فجن جنوني لأني ظننت انها تبكيه ..

فرحلت تاركا اياها تتخبط ..
عندها عاود مقداد اغماض عينيه و كانه يحاول ان يتذكر الكلمات التي كتبها وقتها
((انا اعرف كل شيء
اعلم بأن سليمان كان عندك قبل موته. )))
لا يعلم هل كان تهديدا ام اقرار .. لكن المؤكد انه اراد ان تعرف انه كشف زيفها و خداعها... وعرف سرها ..



وعاد ليكمل كلامه لأخيه ..
- وبعدها انتظرت مرور شهرين وتقدمت لخطبتها وللمفاجأة وجدتها وافقت بسرعة .. وبدون اي مهر او مقدم ..

ومنذ دخلت منزلي، اقفلت عليها ..خائفا من ان يتكرر الماضي من جديد وتخون ثقتي كما خانت ثقة اهلها من قبل ..

هل فهمت الآن سبب تصرفي بغلظة مع نسمة و تضييقي عليها يا اخي

واخي خرجت منه ككف تشد وتآزر .. كقشة تحمله في وسط الاعصار . فيتمسك بها فتنقذه ..
لكن سومر لم ينتبه له ..ورحل بدون ان يتفوه بكلمة ..رحل وهو منكسر القلب .محطم الوجدان ... خرج من المستشفى هائما بدون عقل ..عبر الشارع المليء بالسيارات غير آبه لها ولا لأبواقها المنبهة له، بقي يمشي ليجد نفسه عند بيتهم .. فقد قادته قدماه لموطنها .. فدخله مطأطأ الرأس .. بقلب هرم عاف الحياة و كفر بها.
فوقف ببهو المنزل يبحث بين طياته عنها
عن رائحتها ..عن صوتها ..
يدير رأسه في ارجاء البيت فيلمحها ..
فهنا امام غرفة الجلوس، احتضنته تواسيه عندما وبخه اخوه بعد شهرين من زواجهم ... وهناك في الفناء المفتوح، اطعمته بيدها عندما مرض ..هنا ضحكت معه .. وهناك كانت جلست على سجادتها تبتهل .. كل ركن من اركان المنزل يصرخ بانها سيدته .. كل زاوية وكل قطعة فيه تشهد انها تركت بصمتها عليها .وهو بذلك أختصر العالم فيها ..
فهي امه التي راعته ..
واخته التي احاطته
وصديقته التي احبته
وحبيبته التي فهمته ..
هي كل النساء الكون .. هي الاولى وهي القدوة ..
هي الاعلى والارقى .. هي الاقدس والاطهر
فكيف يصبر ويفهم ..وهو يرى تمثالها العالي يهدم ..

فها هي صورتها المثالية تحطمت الى شظايا انغرزت في روحه. فكيف سيصبر على هذا الوجع و كيف سيستوعب هذه الحقيقة البشعة.
آااااه طويلة شقت حنجرته وهو يجلس قرب السلم حيث كان ينتظرها ..
آه يا نسمة القلب كيف غدرت بقلبي ..
كيف جرحت الفؤاد واجرمتِ ..
.. اغمض عينيه يتوسل الدموع لكي تنزل عساها تهدئ من لهيب قلبه .. لكنها ابت الانصياع له .. وتركته وحيدا منهارا ..
فلم يقو على الاستمرار حبيسا بين الجدران .. لينهض مغادرا البيت .. وهذه المرة بلا رجعة ..
*******
طوفان من الاحضان الدافئة و القبلات اغرقه.... من نسائه اللواتي يحاوطنه من كل جانب .. امه واخته وابنته ..الاحب الى قلبه ..
فقد عاد اليهن بعد شهور طويلة .. في إجازة ...
ليترك لهن نفسه وهن يتبارين في الترحيب به .. لامه واحضانها بالرغم من تعبها ومرضها ..ولأخته وهي تدلله بحنانها .. وابنته ..فميلاد ليست فقط ابنه شقيقته بل هي بالنسبة له ابنته .. هو من رباها منذ طفولتها ورعاها .. مع ان الفرق بينهما سبعة عشر عاما فقط الا انها زرعت غريزة الابوة فيه واخرجتها مبكرا..
فكانت عواطفه ناحيتها ابوية بحق ..
ادار رأسه يمينا بجلسته ... كانت ميلاد تجاوره وهي تحكي له باستفاضة وتقص عليه كل ما مر بهن وهو غير موجود .. تخبره عن العابها وعن ما اشترته امها لها من ثياب ..وتذهب راكضة لتجلب فساتينها الجديدة لتريه اياها وهي تضحك وتتكلم عن سعر الثوب والمناسبة التي ارتدته فيها ..
وهو يسمع لها ويهادنها فيما تفعله ..
حتى نقلت نصف خزانتها تقريبا لمكانه حيث يجلس ..
ولكم اشتاق لجنونها .. بينما امه واخته لا تتوقفان عن الحديث معه
وها هو اخيرا في غرفته .. ممدد على سريره بعد ساعات قضاها مع اهله ..ما بين وجبة دسمة وحكايات عن الاحوال ..استطاع ان ينفرد بنفسه .. ليرتاح ..
مد يديه للجارور المجاور له واخرج منها رسالتها الفريدة .... هذا ان صح ان تسمى برسالة ...فقد كانت ورقة مطوية مصفرة اللون من قدمها
كتبتها هي له .. قبل اربع سنوات .. عندما سافر لأحدى المدن الشمالية .. توصيه فيها على طلبات لها ..
((اساور بلاستكية حمراء بشرائط ذهبية
اربطة للشعر على شكل فراشة تتحرك اجنحتها
طلاء اظافر ازرق اللون
معطر للجسم يدعى شارلي
واخيرا قلادة فضية اللون وميداليتها على شكل زهرة)) ..
وباخر الرسالة تخبره انها ستشتاق له وتوصيه على نفسه ..
فكانت تلك الورقة الذكرى الاغلى و الاقرب الى قلبه.
يومها اشترى لها كل ما تريد وزاد عليها بحاجات تسر الفتيات المراهقات بعمرها .. وفرحتها بما اعطاه لها كانت له الهدية الاعظم .. فبسمتها هي نور حياته ..
شوق، ابنة خالته التي تصغره بثلاث سنوات .. وحبيبة طفولته ..وصباه ..الموعودة له منذ الصغر ..
القريبة البعيدة ..
اطلق انفاسه متحسرا
فوالدها الخال فرات هو سبب حرمانه منها .. فلكم تقدم لها ليطلبها للخطبة رسمياً .. ولكن خاله يرفض و في كل مرة كان يتذرع بحجة جديدة، تارة لصغر سنها ..وتارة لكونها وحيدته .. وغيرها وغيرها من الاعذار .
وهو مع كل رفض يزداد اصراره ..
و لن ييأس، فهذه هي حربه الكبرى التي سيكسبها بالتأكيد ..
وفي هذه الاجازة سيذهب لخاله ويكلمه ..فها قد تخرج والعسكرية ستنتهي وشوق دخلت الجامعة ..فما حجته بعد ذلك..
طوى ورقتها ووضعها بمكانها ..وغط بنوم عميق تخلله احلامه بشوقه ..
**
يسندها بقوة وذراعه تلتف حول ظهرها والاخرى تمسك كفها وهي تشد عليه .. يحاول ان يجعلها تسيير ببطء حتى لا تتأذى ولكنه يسمع صوت آهاتها كلما تحركت خطوة.
فيبتلع المه بصعوبة، اذ انه لا يريد ان يظهر وجعه امامها.
خطوة تتبعها اخرى ..ليصل بها اخيرا لسريرهما فيجلسها ..ليشاهدها تعض على شفتيها من الوجع ..
فيدير رأسه يمسح دمعة غافلته قبل ان تراها. هي تحتاجه الآن وبقوة .. وسيكون لها السند والعون لتتعافى.

رجع اليها ليخلع عباءتها ويمسكها بخفة وهو يمددها نائمة على ظهرها ..لتستوي في جلستها فلا تتألم ..
مال عليها يعدل لها الوسائد تحت رأسها .. وانحنى للأسفل ليرفع قدميها ويضعهما على السرير بعد ان خلع نعليها و جواربها
لتنكمش على نفسها حياءً وخجلا منه .. بينما هو مستمر بتعديل جلستها . .. غافلا عن انكماشها ..

لينتهي بوضع غطاء خفيف عليها .. مقبلا جبهتها كاعتذار منه عما بدر . ..
فهو لا يتقن فن الكلام وتوصيفه .هو رجل عادي كل اقواله افعال ..
وهي تفهمه ..تعرف ان تصرفاته بديل عن لسانه الحاد كالمنشار ..
استعدل واقفا ليغادر الغرفة ..لتوقفه متسائلة ..
- أين سومر ؟ لم اره منذ فترة ..
ابتلع ريقه وهو ينزل رأسه .. اين اخوه ..هو نفسه لا يعلم.. .. فبعد حديثهما الصادم وكشف الاسرار .. رحل ..
وقد عرف بعدها بانه قطع اجازته وعاد للالتحاق بالعسكرية من جار لهم قبل ايام عندما عاد للمنزل ليجلب حاجات لزوجته الراقدة بالمستشفى. اذ سلمه المفتاح الذي اودعه سومر لديه قبل مغادرته

لقد ابتعد بعد معرفته بأسرار الماضي .. وهو لا يلومه فصدمته كانت كبيرة ..
لكن كيف يقنع التي خلفه بان كل شيء على ما يرام.
فاستدار اليها وهو يبتسم بارتباك ..
- سومر عاد الى المعسكر مجددا.
ليسمعها تتأسف وهي تدمدم بنبرة مثقلة بالنعاس
- يا للأسف، كنت اريد رؤيته قبل مغادرته ..
هز راسه متفهما حاجتها للنوم بفعل الادوية التي تتناولها.
وخرج من غرفتهما وهو يزفر بتعب .. حالتها هكذا تؤلم روحه .. هو لا يطيق ان يمسها سوء ..
هي انسانة هشة مهما ابدت من قوة تبقى ضعيفة .. ووجعها يأكل كل طاقاته ..
اخذ شهيقا محمل بالهموم ..فلا يعلم كيف يتصرف .. ما بين تعب زوجته وحاله اخيه الذي تهشم في نظره مثله الاعلى.
***
دخل عليها حاملا بين يديه صينية عليها بعض المأكولات .. ليجدها على سجادة صلاتها بوضعية السجود ..ونهنهتها تخرج منها بصوت عال ..دليل بكاء مكتوم .. ليضع الصينية من يده ويتقدم منها بقلب جزع .. يرفعها ببطء لتقابله عيونها المحمرة وانفها السائل فتخلع روحه لمرآها هكذا ..
ليسالها بصوت مرتجف عن سبب بكائها.
فلا تجيبه ..بل تستمر ببكائها الذي يقطع اوصال العشق ..
فيردد سؤاله مرة بعد مرة ..
الا ان سمعها تتكلم بخفوت مميت:
- أنا لا استحقك ..لا استحق عنايتك بي ..او اهتمامك
وتعود لتنخرط ببكائها .. وتكمل بنبرة اليأس المجسم :
- انا محطمة ..
فلن امنحك الاطفال يوما ..بسبب عقمي ..
وجسدي ...
جسدي تشوه بفعل الاحتراق ..

فلم يعد لدي شيء لأعطيك اياه
انا امرأة منتهية ..لا تصلح لأي دور ..
فلم تبقى معي ..
وعادت لبكائها .. فقد اثقلها شعورها بانها حمل صعب عليه .. فهو
لم يفارقها منذ ايام .. يعتني بها ويداويها ويطبخ لها ..
وهي تشعر بالعجز ..شعورها هذا يحطمها .. فكيف تكافئه لا بولد يفرح به .. ولا بجسد يمتعه ..


هي باتت مسخا ..



بينما هو يراقب ثورتها الدامعة بهلع .. اصابت قلبه بمقتل... كيف تلمح له ان يتركها ..وهو بسبب وجودها بالحياة فقط يعيش ..
فاقترب منها يعتقل وجهها المتورم بين كفيه لينثر قبلات خفيفة على خديها وجبهتها وعينيها المنطفئتين من شدة الحزن .. يخبرها بطريقته الحسية انه هنا معها دوما وابدا
لينتقل الى شفتيها المتنهدة بالألم ساحبا منها كل انفاسها الحبيسة ..راغبا بالتخفيف عنها ..
فتثقل انفاسه هو برغبة مجنونة للاندماج معها.
ابتعد عنها ليوقفها بهدوء مراعِ. يخلع عنها اسدال الصلاة ..ويسير بها للسرير يبرهن لها انه غير مبال بما تقوله ..
يئد ممانعتها بمهدها وهو يزيح ملابسها ..ليكشف جسدها ..وهو ينظر اليها بعيون العشق .. فلا يرى جلدها المجعد على جانب بطنها وفخذها .. بل يراها كاملة ..جميلة .. ومذهلة ..فيمرر كفيه على حروقها بخفة ويهبط بشفتيه ليقبلها ..
فتسيل دموعها اكثر .. وهي تراقب حرصه البالغ معها .. وهو الذي كان معروفا بجنونه وقوته سابقا ..
لكن هذه المرة كان مختلفا ...مراعيا متفهما .. هادئا ..
لدرجة انه كفكف بحنانه الغير معهود دموعها وانساها وجعها ..
وجعلها تعيش بعالم من الدلال ..
هذه المرة اختلفت كاختلاف الليل والنهار ..


وهو تفاجأ من نفسه كيف روض رغبته الجارفة بالوصال .. وعاملها برقة .. لأول مرة لا يترك آثار جنونه عليها فلا كدمة حمراء ولا اصابع مطبوعة ...
كان كمن يعامل الماء في الاناء بحرص فيخاف عليه من الانسكاب ..
ليبتعد عنها لاهثا من فرط متعته ..وهو يرى ملامح الرضا تلون محياها ..
ليستدير نحوها ويحتضنها بطريقتها هي ..وكانه يعلن تمسكه بها..
ليقول بنبرة متهدجة
- أنتِ لدي كل النساء فاخرسي ..
فتبتسم وهي تداعب شعر راسه الغافي على صدرها ..
فها هو حبيبها قد اعطاها الجواب الشافي الذي اثلج صدرها.
******
يوم واثنان وفي كل مرة نفس الرد .. فزوج خالته المحترم يتعلل بانه مشغول ولا يقابله .. لكنه ذو عزيمة شرسة فلم يبال .. فاجبر خاله على الجلوس معه والانصات .. ويا ليته ما اجبره ولا جلس معه .. فزوج خالته جرحه وطعنه بسكين حاد ملوث .. وترك الجرح ينزف قيحا .. فبعد جلوسهما و مفاتحته بموضوع الارتباط بشوق، اخبره خاله صراحة انه رافض رفضا قاطعا لتزويجه بابنته متعللا بالقول:
- أنا لن ازوج ابنتي برجل ليس من طائفتي ..

عقد لسانه وقتها و لم يستطع ان يرد. ما هذا الهراء الذي يقوله، عن اي طوائف يتحدث هذا المخبول؟
كيف ينسف حلمه بهذا العذر القبيح. بقي يستمع لهذرة و هو يعيد و يكرر انه لا يرتضيه زوجا لابنته لاختلاف انتمائهما الطائفي.
استمر على جموده و لكن عقله لم يرحمه و الافكار تتصارع داخل عقله:
كيف يفكر خاله المبجل؟، كيف تدنى مستواه ليفكر بهذه الطريقة؟، لماذا يرى الطائفية عائقا امام ارتباطهم و الحال انهم يعتنقون نفس الدين؟. فلماذا هذه التفرقة و لماذا هذا التعصب للطائفية؟

.. لما يمزقون مشاعرنا بهتافاتهم الباطلة .. أليس من حقنا الحب .. فما الفرق بيننا وبينهم .. ..

ركن رأسه الى الخلف .. ويداه تمددتا على مساند الكرسي الجانبية .. حالته مثال حي عن التشتت .. فحديث خاله فرات شل مشاعره واصابها بالتلبد .. فعاد من عنده وهو مصدوم ورمى بجسده على اول كرسي قابله .. ومن وقتها وهو جالس هكذا .. مرت من امامه اخته تحدثه بهدوئها ورزانتها .. اخته التي اوحى كلامها بأنها تعلم .. تدرك ان الخال فرات ممانع لأجل افكار رجعية ... فلم يعاتب او يسال كيف عرفت ذلك .. فلا يهم .. فمال ناحيتها يربت على كتفها وهو ينهض .. يجب ان يراجع حساباته ويهيأ نفسه جيدا ويعد العدة اللازمة لكي يواجه خاله .. فأمامه معركة سيخوضها ناويا الفوز ..ولا بديل عن الفوز بها ..
*****

...... يخلع سترته وربطة عنقه .. بينما قدماه تخرج الحذاء منهما .. ليرى امه تدخل خلفه للغرفة ..تحمل بيديها قدح ماء .. فسألته وهي تعطيه اياه ليشرب:
- اخبرني بني، ماذا فعلت اليوم ..؟
فيرد وهو يتنهد بتعب:
- اليوم ذهبت لمن تبقى من وجهاء المنطقة و كبار العائلات، .. واخبرتهم بما اريد .. واقنعتهم ان الحق معي .. واتفقنا جميعا ان نذهب يوم الجمعة القادم لخالي فرات .. ليكلموه في محاولة لأقناعه بالعدول عن رايه الذي لا اساس له من الصحة.
لتهز والدته رأسها متفهمة .. وترفع رأسها للأعلى متمتمه بالدعاء له عساه يحقق ما يريد فهي للأسف لا يوجد بيدها شيء لا هي ولا اختها .. تذكرت كيف اتفقتا هما الاثنتان ان يزوجا ابنها وابنتها ببعض منذ طفولتهما، و ازدادا اقتناعا بالفكرة بعد ان راتا تعلقهما ببعض في مرحلة الصبا. ولكن للقدر تصاريف اخرى .. ومعارضة فرات اولها .. و في اخر زيارة لأختها، اخبرها فيها ان يبتعد ابنها عن ابنته ..واختها سكتت فالأمر اكبر من تدخلها ..فهو الآمر والناهي بالموضوع كله .. وها هي اليوم تقف مكتوفة اليدين تراقب ما يحدث وكل امنياتها ان يرتاح قلب ابنها .. همت بمغادرة الغرفة ..

واذ بميلاد تدخل كعاصفة لاهثة وهي تقول بارتباك:
- خالي ..جدتي .. لقد تزوجت شوق .. !!


سمية سيمو غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 10:59 AM   #9

Msamo
 
الصورة الرمزية Msamo

? العضوٌ??? » 366128
?  التسِجيلٌ » Mar 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,818
?  نُقآطِيْ » Msamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond reputeMsamo has a reputation beyond repute
افتراضي

رواية جميلة جدا متابعه معاك ان شاء الله

Msamo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 10-07-19, 11:50 PM   #10

Malak assl

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وقاصة وقلم مشارك في منتدى قلوب أحلام وحارسة وكنز سراديب الحكايات ونجمة كلاكيت ثاني مرة و راوي القلوب وقاصة هالوين

 
الصورة الرمزية Malak assl

? العضوٌ??? » 387951
?  التسِجيلٌ » Dec 2016
? مشَارَ?اتْي » 1,870
?  نُقآطِيْ » Malak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond reputeMalak assl has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Msamo مشاهدة المشاركة
رواية جميلة جدا متابعه معاك ان شاء الله
تشرفيني يا قلبي


Malak assl غير متواجد حالياً  
التوقيع
ملاك عسل
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.