21-11-19, 04:21 PM | #1 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| مشاهد من ملف المستقبل ـ إنه الأمل الوحيد يا (نور) .. الأمل الوحيد لكم جميعا وتطلع إلى الثقبين فى صدر (س ـ 18) ، مرددا : ـ آخر أمل فى الخروج من نهر الزمن ثم انتزع قفاز زيه الفضائى ، وأضاف : ـ لا تخذلنى يا (س ـ 18) .. إننى أراهن عليك بحياتى اتسعت عينا (نور) و (أكرم) فى ارتياع ، عندما رأيا (محمود) يدس سبابته ووسطاه فى الثقبين الصغيرين ، فى صدر (س ـ 18) ، ثم يمسك السلك بيده الأخرى ، وصرخ (نور) : ـ لا يا (محمود) .. لا تفعلها ولكن (محمود) ابتسم فى أسى ، وقال : ـ اذكرونى دائما يا رفاق ، واذكروا عبارة (بودان) التى لم تفارق ذهنى قط .. " ما دام الموت آت لا ريب ، فلأمت فى سبيل من أحب .. " .. وأنتم كل من أحب وضغط طرفى السلك ، هاتفا : ـ الوداع يا رفاق .. الوداع صرخ (نور) : ـ لا يا (محمود) .. لا .. لا ولكن فات الأوان ، وسبق السيف العذل ، وتدفقت شحنة هائلة من الطاقة ، عبر جسد (محمود) ، إلى (س ـ 18) .. وتراجعت (سلوى) ، وهى تطلق شهقة ارتياع .. وانهارت (نشوى) فاقدة الوعى .. وصرخ (رمزى) .. وتألق جسد (محمود) .. تألق وهو ينتفض فى شدة ، والطاقة تمر عبر جسده البشرى إلى جسم (س ـ 18) .. ثم انهار جسد (محمود) .. انهار وهو يندفع مبتعدا ، ويغوص ويغوص فى نهر الزمن .. وأمام أعين الجميع ، تلاشى جسد (محمود) فى مجرى الزمن ، فى نفس الوقت الذى تماسك فيه جسم (س ـ 18) ، ونطق العبارة الوحيدة المسجلة فى برنامجه : ـ (س ـ 18 ) فى خدمتك يا سيدى .. لقد رحل (محمود) إلى الأبد ، ومنح رفاقه الأمل .. آخر أمل _______ الزمن = صفر | |||||||||||
06-05-22, 08:35 PM | #4 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| جحظت عينا (نور) ، وصار يناضل لالتقاط أنفاسه ، وهو يحدق فى وجه (هيدا) الفاتن ، الذى بدا له من هذه اللحظة أقبح وجه فى الوجود وفجأة تراخت يدا (هيدا) من حول عنقه ، وارتسم رعب رهيب على وجهها ، وتصور (نور) أن عينيه تخدعانه ، أو أن ضغط (هيدا) على عنقه قد أفسد بصره ، فقد رأى وجه (هيدا) يتغضن ، وملامحها تهرم و تشيخ .. كاد يتصور أنه يحلم ، لولا أن نهض (كوندور) فى ذهول ، وغمغم وهو يحدق فى (هيدا) بدوره: - يا لآلهة الجحيم ؟! كانت بشرة (هيدا) الصافية تتجعد ، وكفاها ينحلان ، ويجفان ، وتبرز عظامهما فى مشهد عجيب مخيف .. وكان الشيب يزحف بسرعة مذهلة فى شعرها الذهبى ، الذى فقد تألقه و بريقه ، وهى تترنح فى رعب ، والألم يرتسم على وجهها فى وضوح كانت السنوات التى انتزعتها (هيدا) من عمر الزمن تسترد آثارها فى ثوان معدودة .. عشرات القرون ، التى عاشتها (هيدا) ، تزحف على جسدها فى لحظات معدودة .. وانحنى ظهر (هيدا) ، وبدت ملامحها كعجوز فى التسعين ، وخبا بريق عينيها ، وتهاوت على الأرض ككومة من عظام بالية .. ظل (كوندور) و (نور) يتطلعان فى ذهول إلى جلدها وهو يتساقط ، وعظامها وهى تبلى وتتقادم، حتى استحالت (هيدا) التى لا تموت إلى كومة من التراب .. فنيت (هيدا) التى لا تهزم .. وانتهت (هيدا) التى لا تقهر .. ظلا صامتين فترة ، ثم غمغم (كوندور) فى صرامة : - هل تسمع شيئا يا أخى الغريب ؟ أنصت (نور) لحظة ، ولكن السكون كان يخيم على المكان تماما ، فسأله فى دهشة : - لا يا (كوندور) .. هل تسمع أنت شيئا ؟ أومأ برأسه إيجابا ، وقال فى صوت عميق : - نعم يا أخى .. أسمع ضحكة (خرونوس) ـ إله الزمن ـ الساخرة ، وهو يتطلع إلى كومة التراب، التى تبقت من (هيدا) التى لا تموت. #الأسطورة_50 | |||||||||||
26-11-22, 11:56 AM | #5 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| اتجه الثلاثة إلى غرفة الطعام ، حيث جلسوا على المنضدة المجاورة لمنضدة العلماء الأربعة ، وسأل الدكتور (عبد الله) : - سأتناول وجبة دسمة .. ماذا تحب أن تتناول يا (نور) ؟ .. وأنت يا (رمزى) ؟ وما أن أخبره كل منهما بطلبه ، حتى أخذ يضغط بضعة أزرار بجوار يده .. وبهدوء انزاح قرص المائدة ، وارتفع إليهم قرص جديد ، فوقها كل الأطباق التى طلبها الدكتور ساخنة منمقة قال (رمزى) وعلى شفتيه ابتسامة مداعبة : - ستشعر أمى بالأسى ، لو علمت أننى أتناول طعاما يقوم بطهية رجال آليون ..................... - هل كان يحمل القنب.لة بداخله ؟ ابتسم (نور) ، وقال : - بصورة ما .. إنما كنت أقصد أن الدكتور (إسحق) ما هو إلا قنب.لة .. روبوت .. شخص آلى مصنوع بأحدث ما أنتجته القريحة البشرية .. _______ القنبلة الغامضة (5) | |||||||||||
26-11-22, 12:04 PM | #6 | |||||||||||
مشرفة منتدى عبير واحلام والروايات الرومانسيةومنتدى سلاسل روايات مصرية للجيب وكاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء
| " لن يفيد هذا " انبعث الصوت فجأة بتلك الآلية الجافة ، داخل حجرة التحقيقات ، فانتفض جسد (مشيرة) فى عنف ، واستدارت مع (أكرم) إلى مصدره ، ليرتطم بصراهما بابتسامة كبيرة .. ابتسامة واسعة مخيفة ، ارتسمت على شفتى رئيس طاقم الامن ، الذى نقل عينيه الزائغتين بينهما ، وهو يواصل بنفس الصوت الآلى الجاف ، الذى لم يبد متناسبا أبدا مع هيئته أو ملامحه : - كل السخف الذى تفعلونه ، لن يوصلكم إلى شئ ،لأنكم وبكل بساطة تسيرون فى اتجاه خاطئ ارتجفت كل خلية فى جسد (مشيرة) ، وهى تتعلق بذراع زوجها ، قائلة فى رعب هائل : - رباه ! (أكرم) لقد سيطر على عقل الرجل ردد (أكرم) فى آلية ، ويده تتجه فى حذر نحو مسدسه ، المعلق فى حزامه : - مستحيل ! لم يكد ينطقها ، حتى أطلق الرجل ضحكة عالية مجلجلة ، لها ذلك الرنين الآلى المخيف ، ثم عاد يتطلع إليهما بنظرة قاسية ، قائلا : - لا يوجد مستحيل ! قدرات العقل البشرى تتجاوز كل ما تصوره العلم من حدود وأشار إلى يد (أكرم) ، مستطردا : - وبالمناسبة أبعد يدك عن مسدسك العتيق هذا ، فلو لمسته أصابعك ، ستدفع ثمنا غاليا ، لن يمكنك قط أن تتصوره .. أو حتى تتحمله هتفت (مشيرة) فى رعب : - إنه يرانا يا (أكرم) ثم تلفتت حولها ، مضيفة فى ارتياع : - لقد زرع أجهزة تنصت ومراقبة هنا حتما أطلق الرجل ، الذى بدا مأخوذا مسلوب الإرادة ، ضحكة أخرى مخيفة ، قبل أن يقول فى سخرية ، حملها ذلك الصوت الآلى الجاف الرهيب : - أجهزة مراقبة وتنصت ؟! ومن يحتاج إلى هذا السخف .. وتألقت العينان الشاردتان ، وهو يتابع : - من الواضح أنكم لم تستوعبوا الأمر بعد. ومال برأسه نحوهما ، مضيفا بلهجة مخيفة للغاية : - إننى لا أحتاج إلى أية أجهزة ، أو حتى أسل.حة .. أنتم أجهزتى وأسل.حتي .. عيونكم هى آلات مراقبتى .. آذانكم أجهزو تنصتى .. عقولكم هى محركاتى .. أجسادكم أسلحتى .. إنكم مجرد قطع فى لوحة الشطرنج ، التى أديرها أنا بإرادتى الخاصة.. #بلا_جسد_143 | |||||||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|