آخر 10 مشاركات
مابين الحب والعقاب (6)للرائعة: مورا أسامة *إعادة تنزيل من المقدمة إلى ف5* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          499 - أكثر من حلم أقل من حب -لين غراهام - أحلام جديدة جديدة (الكاتـب : Just Faith - )           »          انتقام النمر الأسود (13) للكاتبة: Jacqueline Baird *كاملة+روابط* (الكاتـب : * فوفو * - )           »          قيود الندم -مارغريت بارغيتر -ع.ج-عدد ممتاز(كتابة/كاملة)** (الكاتـب : Just Faith - )           »          حياتي احترقت - فيفيان لي - ع.ج ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : عروس القمر - )           »          32 - ليلة ثم النسيان - باني جوردان عبير الجديدة (كتابة /كاملة **) (الكاتـب : dalia cool - )           »          202- لن تعيده الاشواق - لي ويلكنسون (الكاتـب : Gege86 - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )           »          سارق قلبي (51) -رواية غربية- للكاتبتين: وجع الكلمات & ولقد أنقذني روميو *مكتملة* (الكاتـب : قلوب أحلام - )           »          في قلب الشاعر (5) *مميزة و مكتملة* .. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات الطويلة المكتملة المنفردة ( وحي الأعضاء )

Like Tree312Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-04-20, 11:55 PM   #1

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة *























مدخـــل
,
,
,
أيظنُ أني لعبة بيديهِ؟

أنا لا أفكرُ في الرجوع إليهِ

اليومَ عاد كأنّ شيئا لم يكن

وبراءة الأطفال في عينيهِ

ليقول لي : إني رفيقة دربهِ

وبأنني الحبُ الوحيد لديهِ

حمل الزهور إليّ .. كيف أردهُ؟

وصبايا مرسومٌ على شفتيهِ

ما عدت أذكر .. والحرائق في دمي

كيف التجأتُ أنا إلى زنديهِ

خبأت رأسي عندهُ .. وكأنني

طفلٌ أعادوهُ إلى أبويهِ

حتى فساتيني التي أهملتها

فرحت بهِ.. رقصت على قدميهِ

سامحتهُ .. وسألت عن أخبارهِ

وبكيتُ ساعات على كتفيهِ

وبدون أن أدري تركت له يدي

لتنام كالعصفور بين يديه ..

ونسيت حقدي كله في لحظة

من قالَ إني قد حقدتُ عليه؟

كم قلتُ إني غير عائدة له

ورجعتّ .. ما أحلى الرجوع إليهُِ ...


,
,
,

السلام عليكم ورحمه الله وبـــركــاته , بعد حذف روايتي لاسباب فنيه تلزم علي أن عيد مقدمتي البسيطه وأعود لإنزال الفصول الاوئل مره أخــرى .. ونكمــل المشوار بحول الله ..



,
,

أقدم لكــم روايتي الثانيه بعد أنتهائي من روايتي (كيف لي أن أحيــا بدون حُبك ؟ )"
https://www.rewity.com/forum/t412064.html

,
وأتمنى أن أجـد منكم من يعجبه أسلوبي
وأسترسالي , وأيضا اتمنى أن قد صقلت من مهاراتي وطورت من كتاباتي المتواضعه .

,
,
,
ملاحظة
( الاسم أعلاه لايعبر عن شيئا مجرد كنيه , أرجو منادتي بــالريم )


الرواية حصرية ل شبكة روايتي الثقافية


سيكون تنــزيل الفصول كل يوم سبت بحول الله وقوته







المقدمة والفصول 1 - 5 .... بالأسفل
الفصل السادس والسابع نفس الصفحة
الفصل الثامن والتاسع نفس الصفحة
الفصل العاشر والحادي عشر نفس الصفحة
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر والسادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الحادي والعشرون
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرون ج1
الفصل الثالث والعشرون ج2
الفصل الرابع والعشرون
الفصل الخامس والعشرون
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون
الفصل الثامن والعشرون
الفصل التاسع والعشرون الأخير
الخاتمة








متابعة قراءة وترشيح للتميز : مشرفات وحي الاعضاء
التصاميم لنخبة من فريق مصممات وحي الاعضاء


تصميم الغلاف الرسمي :Aurora



تصميم لوجو الحصرية ولوجو التميز ولوجو ترقيم الرواية على الغلاف :كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)


تصميم قالب الصفحات الداخلية الموحد للكتاب الالكتروني (عند انتهاء الرواية) : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم قالب الفواصل ووسام القارئ المميز (الموحدة للحصريات) : DelicaTe BuTTerfLy

تنسيق ألوان وسام القارئ المميز والفواصل وتثبيتها مع غلاف الرواية : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)

تصميم وسام التهنئة : كاردينيا الغوازي (كاردينيا73)


تصميم البنر الاعلاني : DelicaTe BuTTerfLy






محتوى مخفي يجب عليك الرد لرؤية النص المخفي













التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 11-09-22 الساعة 03:17 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 12:03 AM   #2

M91

? العضوٌ??? » 379527
?  التسِجيلٌ » Jul 2016
? مشَارَ?اتْي » 91
?  نُقآطِيْ » M91 is on a distinguished road
افتراضي

اهلاً وسهلاً، هل سيتم تنزيل الفصول السابقة كجزء واحد؟
ودي تنزلينها مع جزء جديد ما ننتظر الاسبوع الجاي 🙅‍♀️

iibeer0 likes this.

M91 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 12:18 AM   #3

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي مقدمه

المقــدمة
،




،
،
،
يجـر حقيبته متوسطة الحجم هاربًا من كل

شي خفية في الصباح البٰاكر دون وداع والدته وحتى العائلة أجمع ،

بغية الهروب والعيّش كما يُحب دون قيّود ودون عادات وتقاليد تشدّ الخنّاق عليه ، ودون مسؤولية رُبطت على عاتقه بغير إرادة منه

خرج من الباب الرئيسي لبيت عمه الذي يمّقته وبشّدة وملامحه الحادة تحمل عبّوس واضح بين طّياتها ،

فهو لم يأتي إلا من أجل إصرار جدّه على حضور عزاء زوجة عمه ، ومواساة زوجة لم يّراها حتى الآن
ولا يتمنى رؤيتها
نزل الدرجتين وجال بناظّريه الحديقة ومنظرها الخلاب

أكمل سيره وسمع صوت بكاء مكتوم بحثت عينيه عن مصدره ووجد فتاة تجلس على الأرجوحة و تهتز أثر بُكائها المكتوم !
أطال النظر لعدة ثواني وهو يقّدم خطوة ، ويؤخر خطوة !
ما بين مواساة هذه الطفلة أو الذهاب دون عودة
ولكن ، حسَ الشفقة أنتصر وتقَدم بخطوات هادئة وقف أمامها وهو يبحث بين أبجديته كلمات لطيفة
،
فجأة رفعت الفتـاة رأسها عقد حاجبيه وأرتد خطوة عندما عرفها
عندما رأته ارتبكت أوصالها ونزلت من الأرجوحة ليستيقن بأنها ليّسـت طفلة
بل مُـراهقة على أبواب الشباب والنّضج
كم تمنى لو أنه أكمل سيره ولم ينتصر حس الشفقة لديه

تأفف بصوت مكتوم وقال :وشلونك يالشموخ؟

طال صمتها كثيرًا وقال : مأجورة على أمك الله يرحمه ويغفر لها

وتنهدّ ليردف: لاحد يدّري إنـي سافرت بدّري

هه خلي يدورني لمين يتعبون
وقهقه بسخّـرية ، وهو يستدّير تاركها

نظرت له نظَرة حِزينة ،

مُدركه بإن الرجل الذي ارتبطت به ليس كمّا تتخيل بأحلامها الوردية !





التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 11-09-22 الساعة 03:16 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 12:21 AM   #4

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الاول

الفصل الأول
،
،
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
،
،


وها هو يجّر حقيبته تارة أخـرى وليس بغية الهروب بل مواجهة الواقع دفعة واحدة

دون حتى إن يلتقط أنفاسه
يمشي بجانب رفيقه ، و ملامح وجهيهما تحمـل الكثيـر من الغّضـب والمّقـت

وكلاهما وجهان لعملة واحدة !

وعند المُفترق الذي يجب

عليهما أن يذّهب كل واحد بطريقه

تصّافحا ببرود واضـح ، وافترقا !

وأكمل سيره باتجاه عمه عبدالعزيز

استقبله بابتسامه كبيـرة واحتضان أكبر

: ياهلا والله بجمال والله طـولت علينا
بادله الاحتضان ببرود ، وقال : جرّ شنطتـي أشوف

ضيق عينيه قائلا باستياء: بمشي لك أخلاقك الشينة هالمرة
وأخذ منه حقيبته و خرجا إلى خارج المطار

عند خروجهما
سأله : ما حنّيت جمّول
تحدّث بنزّق :

ولا راح إحـنّ !

لولا ورث أبوي كان ما شفتوا رقعه وجهـي
تنهـد عمه بيأس

فهو يكبّـره بــ أربع سنوات فقـط ،

ويعرف بأن ابن أخيه ذو مزاج ناري
خرجوا من المّطـار ، وضع حقيبته بالخلف واستقل بجانب السائق بسخط واضح على ملامـحه

ركب عمه بجانبه وسار بالسيارة حيـث الوجهة التي يتمنى لو تتوقف اللحظـة

عند هذه النقـطة ولا يصّل إليها
عاود عمـه استفزازه : عاد كلّ البـيت متحمّس لك وكل

خواتي جايبة كّل عيالها اللي معها عشان أستقبالك
كان ينظر للنافذة وهو عاقد الحاجبين وقال ساخرا

: هه ما شاءالله واضح ! ولا واحد شفته حاضر حفل تخرجي !

عن إيش حماس تتكلم ؟


: ياشيخ أحلف أنت اللي ما علمتنا الا قبلها باسبوع وجالس تتشره , وبعدين وشفيها النونة معقودة توك جاي متخرج ياخي أنبسط وخلينا ننبسط معك على الأقل شوية مشاعر للشموخ اللي

تنتظرك من خمسّ سنوات

!
عقد حاجبيه وتفوه بحدَيث أخرق :

أساسًا أنا جاي هينا عشان أطلق وأخذ الورث وارجع لـ
قـطع حدّيثه صرخت عمه القوي: من جدّك؟

بتطلق عيني عينك وتظلمها وهي خمس سنوات تنتظرك
لم يأبه لغضبّه ، بل كان ينظر لنقطة غير مرئية بعّينيه

الحادة ويستطرد : وأنا مبّ هاين علي أظلمها ، بخيَرها

بالطلاق وإذا تبي تصير بذمتي اخلص اموري هينا وتروح معي لإيطاليا

فتّح عيّنه بتعجب من حدّيثه البارد ليقول : وأمك طيب ؟
تلبسه الغّضب ليصرخ به : والله أمي أنا أخر همها وهي أخر همي !
كانت السيارة تسيّر بسرعة قصوى كاد يصدم بشاحنة تمشّي بسرعة عادية وعاد يصرخ به: هذي أمككك !!!!! تقول

فيها كييذا ! تراها تزوجت أحمد عشان مصلحت...
قاطعه بغضب :

بالله عزيز لا تجلس تّسوي فيها

مستشرف على قلبي امي باعتني

!
شّرق بريقه و سعل بقوة وبعدها تحدّث بهدوء:

باعتك عشان خيّروها ما بين أهلها النّصابين


ولا ما بين عمك ؟
تحدث دون أهتمام : ولاتنسى خيروها تجلس عند ولدّها !

هه بس أبوك قال تجلسين هينا الأ بزواجك من عمي وهه يعني البلوى بجدي وفيها

كلهم حطوني بإطار صورة

عشان يحدوني على اللي يبون

!
قال بحدة : هه المشكلة أنت تشوف بس الصورة من منظورك ياجمـال ، شويّ وسّع الصورة


نظّر له بحدّة :

وجدي اللي خيّرني أبتعث ولا أتزوج ؟


وفوقها جلست سنة كاملة عشان أكمل 20 سنه

عشان جدّي يـوافق أبتعث
قال بنزق: تكفى أسكت سديت نفسي جعلك البلش
!
وأشغل المُسجل بأغنية صاخبه مُنهي نقاش عقيم مع عقلية صلدة !
.................................................. .............
،
،
تـوقفت السيارة أمام البيت الكبيـر و بداخله أربع فُلل مُحاطة بسور واحد

من يّرى هذا البيـت يظن بأنها عائلة مُترابـطة تجمعها المودة

!
بينما . . بظنّه عندما تخطو أقدامك خطوة واحدة لهذا البيت

تّدرك بإحساسك بإن جمالية المظهر تختلف عن العمق المشوه
يكره . . هذا البيت وسُكانه واحد تلو الآخـر
يتمنى لو أنه ولد بغير هذه العائلة ، ليس أبن

الولد الأكبـر " خالد" الذي توفي وحلاله يغطي الشّمس ووالده يُريد الحفاظ على ماله ليحدّ حفيده على العودة لهذا المكان
الجمـيع يراه . . الجميع مُخـطئ وأولهم عمـه عبد العزيز ولكنهم لم يشعروا بالنيران المستعمرة في صدره
!: وش تنتظر انزل صّاح عمّه بنّزق

ترجل بغضب بان على ملامحه ،

وأردف وهو يسير للداخل :

جيب شنطتك وادخل عمامك ينتظرونك
شتم بغّيظ ، ويستدير مُخرج حقيبته الوحيدة

فبعض الأشياء تاركها هُناك حيث بيته الأصلي , وسيعود حتمًا !

أخذ حقيبته واتجه إلى بيت جده وهو يرتدي بنطال جنزّ وقميص من ماركة معروفة
هه . . لن يُعجب جده
ولكن أتى . . ليرفع مستوى الضغّط لا تنظروا لي هكذا !

أنا بكل ذرة من كيّاني . .

أمقت هذه العائلة وأولهم جًدي

الذي سُميت على اسمه

وأصبحت أُشبهه بكل شي لدرجة مُريعة !

!وعند دخوله للمجلس الكبٌير ، وضع حقيبته جانبًا ودخل بطوله الفارع وملامحه الحادة
كان الجميع بانتظاره أعمامه الأربع وأبناءهم ، وأزواج عمّاته السّت وأبناءهم

بدأ بالسّلام وملامح وجهه باردة

لا تحمل إي تعبّيـر قد يكّشفه أحدهم
حتى وّصـل . . لعمه وبجانبه جدّه
عمه . . أحمد زوج والدته
تغّيـرت ملامحه لازدراء واضـح ،مد يده وصافحه ببرود

بينما عمّه كان يبتسّم ببشاشه وتخّوف من نظًرته وهو يقول : الحمدلله على السلامه
لم يجيب عليه و نظّر لجدّه
النسّخـة . . الكبيـرة منه
وكلاهما لهما نصيّب من اسمهما
كليهما يتمتع بجمال ظاهرّي . .

بينما العمق مشوه
: حيّ الله سمّي جده

تو ما نورت السعودية يابوك

!
ابتسامة مُتكلفة رّسمها على ثغره وقال : بوجودك

وأكمل سيره للسلام على البقية
حتى انتهى وقال بصوت جهوري :أنا أستأذن

جاي من سفر وتعبان بشوف الوالدة وارقد


اعترض عمه يوسف : والغداء اللي عشانك ياجمال ؟
عقد حاجبيه : والله ياعمّ مالي نفّس . . الجايات اكثر
واستدار دون سِماع اعتراضات أكثـر

أخذ حقيبته وخرج مُتجه إلى بيت عمّه وهو ينّظر للحديقة التي لا تزال كمّا هيّ ولكن أكثر جمالية من قبل
وحتـى . . الأرجوحة لا تزال كمّا هي !
!
.................................................. .............
،
،
تسيّر السيّارة وعمه يتحدث معه بحماس مُحاولاً إخراجه من هدّوءه المُريـع ،يخبره عن بناته وفاء وأطفالها المشاغبين و وجدان وزواجها في غيابه وتبّقت وصايف الصغيّرة
: عاد وصايف ياحمد تعدّك زي أخوها

لا تستحي يابوك البيت بيتك من قبل عشّر سنوات عقد حاجبيه

وهو يدرك بإن عمه يُريد إن يُريحه من ثقل شعوره: اي والله ياعم . .

عارف إن البيت بيتي

ووصايف ليش ماتزوجت ؟


نظر له عمه بتعجب وأطلق ضحكه رنّانة :


يابوك وصايف توّها ماتخرجت من الثانوي . . نسّيتها؟
هه أينّسى تلك الصغّيرة المُزعجة

التي كانت تلتصق به طوال الوقت ؟
: هههههههههههه السموحة ياعمي . . نسينا

عاد حبيبه أبوها زّي أول كبرت بس ما عقلت

وصارت تسّوي لنا الغدا ، وحلا جاي وحلا رايح . . ما ظنتِ بزوجها
هذا ماكان ينّقـصه

إن تكون الصغيرة المُدللـه كمـاهيّ
غامّت عيّنيـه ، والذكريات تتزاحم في عقله عند وصولهم للبيت

دخلا إلى البيت المتوسط الحّال ،

وعمّه يرحب به :

ياهلا ياهلا توّه مانور البيت ياحمد ،

ياحسنا..

تعالي جاء الغالي ولدّ الغالي !
استقبلته زوجه عمه ،

وخالته بنفس الوقت وهي تمسّك بالمبّخرة

وتهليّ به :

ياهلا ياهلاااا ياهلا بحمد اللي رفع روسنا !
!
أحتار بماذا يُرد ، وهو يشّعر بعدم استحقاقه لهذا الترحيب
دخل إلى المجلس وجلس عمه بجانبه

وذهبت خالته لتجلب القهوة والشّاهي
وضعتها أمامه : ياحيّ الله هالوجه ياحمد ،

طولت علينا خمس سنين ولا زيارة واحدّة ؟
أبتسم بتّكلف : السموحه ياخالتي ،

هذاني خلّصت مرة وحدة وجيتكم
أومأت برأسها : الحمدلله ، والله يرزقك بوظيفه زينه يارب
تمتم : امين
: وشلون الديرة اللي جيت منها ؟
صمّت لدقائق كمّن يشّحن طاقته

للحديثّ عنّ شي تعجيزى

بينما هو سؤال بسيط من شخص أبّسـط
أجاب وعيّنيه الباردة تجوب بالمكان

الذي لم يتّغير إلا من أشياء بسيطة :

ماشّي حالها
أومأت خالته برأسها : شكلك حبيتها ياحمد
: لأ ،
إجابة صغيرة من شخص مُعقد

جعلت خالته تستقيم وهي تتحدث :

بروح اجيب الغدا ، وصايف شوي وتجي
تأفف بداخـله واطرق برأسه ،

ونظر للساعة التي تّشير إلى الواحد ظُهرًا
بدأ عمّه بالتحدث عن ماحدث خلال تلك السنّوات الفائتة

وإن الحارة بأكملها كانت كمّاهي ،

الا من تغيّر شُبانها الذين أصبحوا رجال مثله

وبينما هو يستمع دون إن يبدي أي ردةّ فعـل على حدّيث عمه ، الذي يعرف طِباعه جيـدًا ، ويعرف هدوءه المُريع
صّوت شّجـي أتى يزحف لاذنيهما

وصوت إغلاق الباب بقوة واقتراب الصّوت :

يمممههههه

قالها اخيرًا قالها قال احبك قالها ااااه
عقد حاجبيّه بضيق ،

ليقول عمّه بحرج : هذي وصايف ياحمد ، حركاتها ماتّخليها
اقترب الصوت للمجلّس لتدّلف وهي لا تزال تغني حتى انقطع صوتها عند رؤيتها له ،

متبوعة بشهقة دراميـة، وهروب من رؤيته !
.................................................. ............
احتضنته والدته بقوة

وهي تبكي بخفوت وتشّم رائحته

تبكى جفائه تعنّته المُقيت ،

وتبكي فلذة كبّدها الذي هرب تاركها تتخبّط باشتياقها له ،


وتبّكي حالها
أبعدها ببطء وهو ينظر لأحزاب من العيون تنظر لهذا

المنّظر الدرامي وشاشات الهواتف المحمولة تحتفظ بهذه الذِكرى
ليقول بضيق : يمه . . خلاص أختنقت
حبّست ضيقها من حدّيثه النزّق

وابتعدت وهيّ تمسَح دموعها :

طولت والله طولت يا جمال
: هذاني جيت . . وأبتعد عنها عندما أتت إحدى عماته تسلّم عليه باحترام

وتوافدت الأُخريات شيئًا فشيئًا!

نظر لوالدته ممتعضة الملامح ليقول : وين غرفتي يمه ؟ بنام !
: وزوجتك ماتبي تشوفها . . جاية بالطريق
رفع حاجبه باستنكار : من وين جاية ؟

: من الجامعة ! منوين تجي يعني ؟
قالتها بنّفاذ صبّـر ،

ابتعد عن مجلس النساء وهي تسّير خلفه

حيّث غرفته في الطابق السُفلي
وهذا مايبدو من سيّر والدته خلّفه ، :

ماتبي تشوفها ياجمال ؟

وصلّ إليها

وقال : مبّ رايق لشي يمه ، ممّدي على شوفتها

وبعدين أنا جاي أخلص أموري وأطلق
شهقة وصلّت لمسّامعه بعد انتهاء حديثه ،

وتجاهلها ليخلع قميّصه بنّيه أخذ حمام بارد في هذا الجو من الصيّف الحارق

وهو يدور بعينيه غرفته التي لاتزال كمّاهي

ورائحة البخور مُتشبعه بها ،

نظر لوالدته التي تحاول استيعاب صدمتها لتقول

وهي تقترب بجزع بان على صوتها :

وش قاعد تقول ياجمال ؟ كيذا تطلقها باردة مبردة ؟

هي لعبة بين يّديك عشان تطلقها كيذا !!

أنت اصلاً ليشش جاي ليششش ؟ عشان تحرق قلبييي ؟
جلس على السرير ليخلع فردّتي حذائه :

يمه أنا مبّ جاى احرق قلبك ولا شي ،

جاي أخلص أموري كلها . . وبنت زوجك إذا بتبقى بذمتي

تمشي معي لإيطاليا

بس .. تتحمل اللّي يجيها

وضعت يّدها على صدرها ، تحاول تهدئه نبضات قلبها

المُنفعلة: جمال . . ياوليدي . .

ليش ماتستقر هيّنا وتعيش مع زوجتك ومعي ؟

ليش دايم تخليني بعيدة عنك !
حاول عدّم إظهار إي تعابير من حدّيثها الذي لامس شيءعميق بقلبّـه ،

تحدّث ببرود : مثل ما تركتيني قبلها . . وعشّتي لنفسك . .

مضطر أعيش لنفسي يمه ! وهناك حياتي
وأقترب لفتح حقيبته والتقط منشفته،

ودّلف إلى دورة المياه المُرفقة ببرود ظاهري , دّمعتان انزلقنا منّ عيّنيها ،

هذا الابن . . ليس سوى عقوبة . . عقوبة !
انحنت إلى الحقيبة المفتوحة بنّيه ترتيب ملابسه في الخزانة ، حملت كّومة منها لتًضعها في الرف الأول لتعود . .وترى صورة . .

صورته . .

وبجانبه امرأة ترتدّي ثوب زفاف

ذات ملامح عربية بحتّه ، عيّنين واسعتين وانف دقيق

وشفتّين كبيرة

مّسكتها ورجفة جّرت بين أوصالها
ونظّرت لخلف الصورة
( عشان تتذكرني . . أحبك جمال )
رمّتها برجفه ، و ربضت على الأرضية بانهيار واضح!
أطلقت زفرة غليّـظه

يبدو بأن أبنها عاد ومعه غضّبه

الذي ذهب معه ،

غضبّه الذي تجاهلته ليُحرقها ويُحرقه ،

وسُيحرق الشمّوخ
الشمّوخ . . التّي تتمنى أن تكون كمّا اسمها معه
شمّوخ . . لا يضاهيها أي انكسار !
.................................................. ...........
و بينمـا . . هو في دورة الميّاه
لماذا الماء البارد لا يطفئ غضّبه الذي يُحرق فؤاده ؟
لماذا . .؟
يشّعر كمّن شُب حريق في جّوفه

لن يطفئها سوى هروبه من حيّاته هُنا ،

سيهرب بكل ما أوتى من قوة ، هو الآن كبير بما يكفّـي برمي قراراتهم التعّسفية عِرض الحائط
أغلق صنبور المياه ، وخرج من دورة المياة وهو يتمنى أن والدته ذهبت
ولكنه وجدّها تربض وهي تمسك بصورة بين يّديها عقد حاجبيه بضيق

يبدو بإن الأمور ستنكشف بأسرع مما يظن
استدارت إليه : من هذي ياجمال
اقترب وألتقط الصورة من بين يدّيها

وينّظر لها بابتسامه من أعماق قلبـه

رفع ناظريه لوالدته وقال ببساطة : زوجتي

,

,

,

,

,
استيقظ بإجفال وهو يحاول التذكر أين هو ؟

عقد حاجبيه باستنكار ...لتعود ذاكرته رويدًا رويدًا

التقط هاتفه ونظر للساعة التي تُشير إلى الثالثة صباحًا
تنهدّ بيأس وهو يستقيم لأداء صلواته الفائتة

ولا يزال الشّجار العقيم بينه وبين والدته

يشكل مساحة وافرة من ذاكرته
": زوجتي !


استقامت لتقف أمامه وتقول بسّخرية :

زوجتك ؟ من متى إن شاء الله ؟


برم شفتيه : تقريبًا من سنتين
: والشموخ ؟ إيش ؟ مزهرية ..ولا .
نظّر للحقيبة الفارغة وأستنتج كيف وجدتها

ليُجيب عليها : قلت لك يمه أنا بخيّرها تبي معي ولا لها الطلاق

قالت هازئة :وتحسبّ الشموخ بترضي عيني عينك ؟

تحسبها جالسه وحاطه يّدها على خدّها تنتظر حضرة

جنابك بس تناظر لها ؟
رفع كتّفيه : والله عاد بكيَفها . .

اذكر إن شعّرها ملولول ودايم تربطه كعكة عشان مانضحك عليها . . للحين ؟

تجاهلت سخريته وقالت : وتحسبّ جدّك بيمشها لك ؟

رفع سبّابته مُهددًا: عاد والله جدي أخر واحد يتكلم وليش أنا سويت شي غلط عشان يمّشيها ولا مايمَشيها ؟


أنا صنّت نفسي بالغربة !ما سويت شي حرام يغضب رب العالمين

!
: والّجرح اللي بتّسببه لها ؟

:

أظن يا أمي العزيزة انتِ أخر من يتكلم عن الجرح ،


يوم طعنتِ صديقتك بظهرها وتزوجتِ زوجها لا تتكلمين عن الجروح ولا عن
: اسسكت اسسسكت اسسكككتتتت !!!

قالتها بصوت مكتّوم ، وهى تضًع يدًيها على إذنيها بغيّه إخماد صوته اللي يختّرقها لينهش الآلام المتأصلة فيها
أبعدت يديها لتقول برجفة : ترااننييي أمّ أمّ ياجمال أقدر أرفع يديني الحين وادددعييي عليييكك بدعوة تخليك ما تمشي على الأرض صاحي !! أنا أم أم خاف ربك فيني

: على أساس حياتي صاحيه الحين عشان تدعين عليها ؟

:قصّر صوتك قصّرررره !!!!!

وترى الشمّوخ مبً زي أمها

ماتت من قهرها بأسبابي .. الشموخ مثل أسمها يوم تزوجني أبوها زعلت عليه 3 شهور لمين راضاها . . وبعد ما توفت أمها . . وللحين بالقطارة تكلّمه!!!!!

هه الشموخ كسرتنا كلنا ! ... فيها من جدّك كثثيييرر

وأنت نسخة مصغره من جدّك !

وشكل جدّك بيكثر أمثاله وزوجكم بعض

!
ضحكت بّسخرية : فخّار يكّسر بعضه!
!
وخّرجت تاركته ، يهتّز بعنّـف من حدّيثها !
.................................................. ..................
،
،
بعدّ حدًيث والدته ، اعترف إن بعض من الفضول

تسلّل لقلبه عن تلك الشموخ
خرج خارج غرفته

واتجه بخطوات هادئة حيـث المطبخ لعله

يجد شيء ما يأكله
كان مُغلق فتحه ووقعت ناظريه عليها وهي جالسة على الطاولة المُتوسطة في المطبّخ تنحني برأسها وهي تردد كلمات إنجليزية دون أن تنتبه له !
نظر لها بتدّقيق ، رفعت عيّنيها وصرخت برعب

يقف بطولة وبحدّة ملامحه ينّظر له الشعّر .. "الملولول" كمًا هو وتمسكه "بمشبك"تيكاد تنفجر من كومة الشعر العسلي
وملامحٰها . . ناعمة . . وهادئة . .

نقيض ملامحه صاخبة يعرفها

!
رفع حاجبه ليقول بسخرية : اخيرًا حانت فرصة لقانا يالشموخ
رآها تّضع يدّها على قلبها تحاول تهدئته

وعندما التقطت أنفاسها تحدّثت بصوت صقيعي بارد : اخيرًا !
حملت كِتابها وسارت بغيّه الخروج
: له له يا شموخة ، كيذا استقبال زوجك !!
كانت ترتدي منامة تحوي رسومات كرتونية لم تّفته وهو ينظر لها من قمة رأسها حتى اخمص قدميها المزينة بطلاء أظافر
تحدّثت بذات البرود : ليش حضرة جناب الزوج المُبجل وش يبغاني أستقبله فيه ؟

رفع رأسه مُحاولاً التفكير : اممم يعني .. بالأحضان مثلاً .

تصبّغ ملامح وجهها باللون الوردّي ولكنها قالت بحدة
: بأحلامك !

: نعم شقلتِ ؟
نظّرت له لتقول باستفزاز : بأحلامك
: اعصابك تراك زوجتِ ولا نسيتِ ؟
جمّعت أفكارها لثواني وقالت ساخرة:

اممم من متى ؟

اه صحّ من خمس سنوات فاتت ..

أنا عنّ نفسي شايلتك من قاموسي الشخّصي

يعني مسّمى زوج .. ومن هذ
قـطع حدّيثها احمرار عيّنيه التي تُنذر بغّضب

ليقترب منها بإنشات بسيطة :

شكل أول لقى مبّ كويس يابنت العم !

. . بس بخبرك إنك زوجـتي .. حطيها بقاموسّك

ولا لا تحطينها مبّ مشكلة ما يهمني
: وش يهمك ؟
كان قريب منها لدرجة مُريعة ،

يتّمعن بأدق ملامحها الناعمة،

لم يرف لها جفّن

ولم تتغير ملامحها التي تظهر البرود الصقيعـي
: أها أنت من حزّب الأشخاص اللي غصب الناس يمشون على رايهم بس ! مبّ علي ياولد العم
وارتدت للخلف وهي تنظر له :

وخرّ عني بكره وراي اختبار مبّ فاضيه لك !
حسنّا أدرك بأن هذه الفتـاة ليست سهلة المنّال

كمّا كان يعتقّـد في مراهقته ،

وسيكون هُناك حديث أو جدال لا يهم مطول معها لاحقًا

لأنه يشعر بهذه اللحظة بإن مزاجه قدّ أحتد

ويحتاج سيجارة
تقدم خطّوتين للداخل مُتجاهلها ، ليذّهب لبراد المياه

وصب له كأس ويشربه دُفعة واحدة ،

و استدار ليرى خلوّ المكان منها !




تم



التعديل الأخير تم بواسطة لامارا ; 11-09-22 الساعة 03:21 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 12:25 AM   #5

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة m91 مشاهدة المشاركة
اهلاً وسهلاً، هل سيتم تنزيل الفصول السابقة كجزء واحد؟
ودي تنزلينها مع جزء جديد ما ننتظر الاسبوع الجاي 🙅‍♀️



مرحبا ... تقربيا بحاول قد مااقدر أنزلهن علــى اقل من 4 أجــزاء
بأذن الله بنزل فصل جديد .. حماسي مايخليني أنتظر للاسبوع الجاي

Maha bint saad likes this.

الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 12:30 AM   #6

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثاني

الفصل الثاني
،
،
استغفر الله العلي العظيم وأتوب إليه ❤
.


أطلقت ساقيها للريح صاعدة إلى غرفتها

وأدارت القفل خشية أن يأتي بضخامة جسّده


: اش اشش الشموخ لاتبكي اش شقلنا ؟ اش اه !

اخرجت تنهيدة عميقة وانهمرت دموعها وهي تنهر نفسها بحدة

: الشموخ تبكين عشانك شفتيه ؟ لا يهمك ولا تهزك شوفته. . تحدّيتِ أبوك وجدّك لا يكسّر وأنتِ الشموخ !
ما يتجرأ اصلاً

!
زفرت بغلظة وجلست على سريرها وهي تتذكر لّقاءهم الثاني بعد اقترانه بها

تدرك بإن حياتها ستكون معه صعبة أجفلها ضخامته وحدّة ملامحه الجميلة

تعترف بأنه له من اسمه نصيب وسيكون لها من اسمها نصيب أيضًا

!
نظّرت للكتاب الذي بين يدّيها وتنهدت بملل : راح يأذن الفجر وأنا ما ختمتك ياحلو


حاولت مُعاودة الحفظ ،ولكن صورته لا تأبى إلا إن تحتل جزء من كيّانها تبعثّر صفاء روحها الذي بصعوبة عاشته بعد وفاة والدتها !

و كلماته الوقحة ، تُخيفها

!
لهذه اللحظـة عاشت لنّفسها وفقط !
اعتزلت كُل ما يؤذيها لدرجة الاختفاء عن العالم
اكتفت بصداقة واحدة وعلاقتها بعمها عبدالعزيز هي ما تكفيها
تحمل الغضب تجاه والدها وزوجته والبرود هو سِلاحها حتى جدّها أيضًا ناله من برودها الكثير وهي تعتبر أغلى أحفاده حاول فيها كثيّرًا ليّتركها بحال سبيلها !

بينما والدها لا يزال يحاول و يحاول
و تدّرك أن عودة جمال سيعكر صفو حياتها التي بالكاد عاشته !
.................................................. ..........
نزّلت بخطوات واثـقة بعدما شحنّت نفسها بالطاقة الوفيرة لمُقابله أي فرد يُزعجها في هذا الصباح

وأوله هو رؤية زوجة والدها تُحضر الإفطار لها

ولعًلها تّلين حتى لو بكلمه شّكـر ولكنّها كعادتها سلمت بهدوء لتّرده وتستدير لها :

الشموخ سويت لك الفطور كلي قبل لا تروحين الجامعة
أجابت : مو مشتهيه ،

واتجهت إلى آلة القهوة لتعدً لها قهوة الصبًاح
: مبّ زين تفطرين على قهوة ، شوفي بس..
: مب مشتهيه !
تنهدت بيأس وهي تنظر للإفطار المُعد على الطاولة وهي تستغفر الله على إهدار النعمـة بسبب هذه العنيدة
وضعت القهوة في كوبها الخاص ، الذي يحوي رسومات كرتونية تُحبها ، وهي تتجه خارج المطبخ والذهاب لجامعتها والهرب من هذا البيّـت !
ارتدت عباءتها لتخّـرج خارجًا ، ووصل إلى اذنيها جدال عميق من بيت عمها يوسف عند خروجها للشّارع ، جدال يحمل من بين طيّاته اسمها بوضوح !
كتمت انفاسها ، وركبت سيّارة السائق وتقول برجفة : بسرعة رفيق روح جامعة !!
.................................................. ..........

دّلف للمطبّـخ في أول صبًاح له في وطنه وفي بيت عمه

البيت الذي احتضنه منذ إن كان في الثالثة عشَر من عُمـره واحتضن يُتمه وخوفه

وجدّ خالته تعدً الإفطار لتّرحب به كعادتها ببشاشه :

ياهلا حيً الله هالصبًاح اللي بوجودك
ابتسم بحبور:

الله يحييك يا خالتي ويطول بعمرك
ابتسمت : يابعد عيني والله خذ القهوة للمجلس وشوي وجاي الفطور

أقترب ليأخذ القهوة ويستدير ،

ولكن أوقفه ضحكتها وهي تقول:

ههههههههههه

ماشفت ياحمد وصايف أمس ماعرفتك تحسبك رجال غريب وبعدّها نامت وتوًها تصّحي هالبنت مدري متى بتعقل
صغّر عينيه ليرسم ابتسامة مجاملة على ثغره ،

وخرج خارجًا لتقابله بزّيها المدّرسي ليقول مُرغمًا : شلونك ياوصايف ؟
نظّرت له لترسم ابتسامة غبية يمّقتها : بخير الحمدلله على السلامة
: الله يسلمك
وترّكها ذاهبًا إلى المجلس وهي لاتزال واقفة ببلاهة يعرفها ويمّقتها !
وجدّ عمه يجلس وهو يستمع للراديو كعادته !
وعند رؤيته أغلقه : ياهلا بحمد !
وربض أمامه ووضع صينيه القهوة ليّصب لعمّه فنجان ومن ثمّ له
رفع عمه رأسه لينظر للساعة وهو يرتدي زيّ العمل : شكلي بتأخـر وأكل ثلاث تمّرات ليستقّيـم تاركه وحده !
دّلفت خالته مع وصايف :

راح عبد الجبار؟
أومأ برأسه :

ييوه يمه من بيوديني ؟العنود مب دارسة ومستحيل أروح مع ناصر لحالي !
جلست خالته لتضع الفطور أمامه : تعالي كولي وامشي على رجولك !
: كلّ حمد عليك بالعافية
سمّ بالله وبدأ بالأكل دون أن يُلقى نظّره عليـهم !،
رفع عيّنيه بغتّه ، ليراها تنظر له بتّشفق وعينّيها يجزم أنها يخرج منهما قلوب ملّونة ، وعندما انتبهت أشاحت بناظريها بسّرعة وهي تلتقط الخبز وّ تأكل بصمت
تنهد بثقل من أيام ثُقال ستًمر عليه بسبب هذه الصغيرة العاشقة !
وسّخف أفعالها ستوقعه في الملل التام !
رأها تستقيم وهي تحمل على ظهرها حقيبتها المدرسية ، وتخرج عباءتها منها وتقول :

يالله يمه مع السلامه
تنهدت والدتها :

والله مابظن قلبي يطاوعني تمشين لحالك وفيه مدرسة عيال قدام مدرستكم ياعيني ياحمد تقدرً توصلها ؟ لو على رجولها؟
كتمّ تأففه هذا ما ينقصه أن يتولى مسئوليه هذه الصغيّرة المُزعجة
استقام ليقول : بروح ألبس ثوبي انتظريني برا
وذهب لغرفته بالطابق السفلي ليدّلفها ويرتدي ثوبه الأبيض ويخرج إلى العاشقة الصغيرة
.................................................. .........

كانت تقف بجانب الباب الخارجي وهي تضع يّدها على صدًرها بغًيه إخماد دقات قلبها وتبتلع ريقها مرات مُتتاليه ، إين العنود تُشاطرها بفرحه واضحه من مُقلتيها ؟
حمد حبيب طفولتها عاد اخيـراً كان تتلصص بعينيها النظّر إلى ملامحـه الهادئة ، بالأمس عرفته لم تستطع النزول وهي تحاول تهدئه قلبها المُضطرب لتكذب على والديّها بشأن عدم معرفتها به حتى لو لم تعرفه قلبها سيكون دليلها بلا شك !
تنهدت بتوتر ستحاول الصمّت ولن تقول إي كلمة ، تعلم بإن أبجديتها المحدودة ستتلبك أمامه خرج أمامها ليسبقها خارجاً للخارج وهي لحقته بسرعه وسارّت خلفه ألتفت لها بنّظرة لا تحمل إي تعبير قدّ تقرأه : وين طريق مدرستك؟
: سيّدا وبعدها نقطع الشارع
وساّر تاركها تسيّر وهي تتلبك بعباءتها الطويل
رأت ناصر أبن جيرانهم وشقيق صديقتها العنود بسيارته الدّدسن يقف أمام بيتهم الذي يقع بمسافة بسيطة عن بيتهم وهو ينظّر لهما . . ويحمّل على رأسه علامة تعجب تراها !
تمنت لو يغضّ بصّره ولا يأتي ويُفسد عليها هذه اللحظة
صاحت باعتراض خافت عندما رأته يتقدم بخطوات واسعه إليهما ليسأل : يالخوي تعرف بيت أبو وفاء ؟
توقفت بمسافة بسيطه عنهما ، وهي تضرب برجلها الأرض بتوتر !
: اي عمي تبغى شي ؟
قال بحّرج : لا بس شفتك مع بنته واستغربت واذكر أبو وفاء ما عنده عيال
: أنا ولدّه فمان الله
قالها ليّسير تاركه يقف ببلاهة من حدّيثه البارد ، سارت خلفه هي وتتمنى لو يبتعد عنها !
ولكنها تعًرفه جيدا، توقف ينظر لها بنظرات لا تستسيغها!
حتى وصلت له أخيرا لتكون بجانبه وهي تلهث بتعب ، لم يلتفت ليتأكد بأنها خلفه ، ولم يبدي أي ردة فعل عندما أصبحت بجانبٰه !
حتى وصلـت لمدرستها واستدار للعودة دون أن يتأكد أنها دخلت
.................................................. ......................
،
يجلـس مع جدّه وأعمامه بجلسة قد قرر سلفاً أن تكون نهاية لكل شيء وجعل كل الأشياء واضحة ، فهو يكره الاستغفال ،

في جلسة صبّاحية اعتادوها قبل الذهاب لأعمالهم ومُشاركة جده الفطـور
تحدّث جدّه : يا جمال ورث أبوك مبّ سهل ولا هاين علي نتركه بيدين اللي ما يخافون الله مدّامك جيت سنًع حلال أبوك وكملّ نصّ دينك هذي الشموخ لها سنين تنتظرك !
تنهد ليقول : والله أنا جاي هينا عشان شيئين ولا فيهم ثالث ! أول شي جاي أسنع حلال أبوي مثل ما تقول والشي الثاني
: بيطلق الشموخ يايبه !
قالها عمًه عبد العزيز بتّحد وهو ينظر له
صّاح عمه أحمد : وشش تقول أنت ؟؟؟؟؟
شتم عزيز بداخلـه ، وهو يرتب أفكاره وينظر لتعابير جدّه الهادئة الذي ينتظًر منه تأكيد كلامه ، بينما أعمامه الآخرين كل واحد منهما ينّظر للأخر بصدمه ،
تحدثّ بنبرة قوية : اللي يقوله عزيز صحّ ! أنا بسنًع حلال أبوي وبرجع لحياتي هناك !
استقام عمه أحمد بغضب : ليش الشموخ لعبه عندك؟؟؟ و
تحدث بانفعال : والله ياعمّ أنتم اجبرتوني أني أملك عليها !! عشان إيش والله للحين ماادري والحين أنا رجال مبّ مراهق تمشون كلامكم علي !
: ومدّامك رجّال تستقوي على الشموخ يا جمال ؟
قالها عمه عزيز بنبًرة قوية ، اطرق برأسه للحظة ومن ثم رفع رأسه ينظر لهم : أنا هنّاك عندي حياتي اللي أخترتها وعندي زوجتي اللي تنتظرني بإيطاليا .. تبي الشموخ معي تجي الله يحّيها وليلـ..
قِطع حدّيثه هجوم عمّه عبدالعزيز عليه وهو يمسك بتلابيب ثوبه : وتزوجت عليها بعد ؟ تزوجت عليها يالواطي
رفع حاجبيه باستنكار : سويت شي غلط ؟ حرام ؟أنا صنّت نفسي !!!ما سويت شي غلط ولاّ ياعمي ؟
وهو يقصد بحدَيثه عمه أحمد !
أطرق عمه رأسه بيأس
وأبعد يد عمه عبد العزيز وهو يلهث من شدّة انفعاله!
كان جدّه صامت يقرأ بعينه تلابس القضيّة الذي كان هو قاضيّها ، لينقلب عليه الحكم ويكون شاهد على أفعاله قدّ تكون ظلمت نظّر لحفيده الشرس بشخصيته والحاد بملامّحه يذّكره بنّفسـه !
ليقّول أخيرا : الشموخ ما تطلقها ياجمال !
صّاح عمه عزيز : يايبه هو مايبيها من الاساس نقوم نجبره عليها ! والله ما أرضاها عليها يايبه !!! اذا انت
: أنا ما ارضاها ياعبدالعزيز
قالها بصّوت جازم ! ليُردف : الشًموخ من يوم جدتك حيّه وهي حاجزتها لجمال وجمال ما سوى شي غلط و الشموخ بتجلس هينا وبتجيب له الولد اللي ...
صرخ عزيز تارة أُخرى : ييببههه تظلمها أكثر كيذا والله يبه عاد خلاص أنا طـفشت من إني أشوفكم تظلمونها وأسكت ! الشموخ بتتطلق هذا قصي ولدً يوسف يبّيها خلي يطلقها هذا اللي مايخاف الله ونزوجها لواحد يبيها
: ياعبدالعزيز من كلامي مابي اظلم الشموخ .. بخيّرها تبيني ولا تبي الطلاق لان قلبي مبّ بكفي
صّاح عبدالعزيز بقهّـر بان من عيّنيه :

والله بذبحه يايبه بذبحه
: توكل على الله ياعزيز لشغلك توكل !
قال مُهدداً بسبّابته :

شوفوا أنا بروح لشغلي وبجيب الشموخ من جامعتها وبشّاورها تبيه هالاثول ولا لا ! واذا ماتبيه والله لا يطلقها غصب يبيه غصصصببب !
.................................................. ..........

وعند الظهيرة كانت هي تجلس بسيّارة عمها وهو يكتم انفعالاته وهي تضّم حقيبتها خوفًا من سؤاله ماذا حدث بالصبّاح طال صمته وأنفاسه ترتفع بوضوح و
تحدّثت أخيرا بشجاعة :

عميي فيكم شي ؟
:إذا جينا البيت نتفاهم .. لكن يالشموخ تعرفين إني معك دايم ! ومستحيل أخلي أي أحد يكسرك وانتِ ليعّلي صوته : الشموخ الشموخ !!!

أنا اللي سميتك ! وتمنيت إن لي سلطة بيومها ولا اخليهم يظلمونك ! بس الحين غيّر !
ابتلعت ريقها من حدّيثه المُبهم وهي ترى بوضوح الغضب المرسوم على ملامحه وأدركت بإن عاصفة ستزور حياتها أخيرا بعد طول انتظار سحيّق !
دّلفوا لبيت عمهم يوسف ودائماً تكون الاجتماعات فيه ، ومن ثم إلى مجلس الرجال كان جدّها وحيّـد !
تحدّث عمها عزيز وهو ينظر لجدها : يبه أسألها !
نظرت إليهما بتوتر مالذي يسألها عنه ؟ تشعر بالخوف من المجهول وحتى لو كانت قوية للحدّ الذي يجعلها تُجابه سنّوات مّرت عليها عصّيبة قبيل وفاة والدتها ، هيً عاشت لثلاث سنوات بحياة رتيبّه لا يعكر صفوها شيئ كيف بيوم وليلة تعيّش هذا التوتر ؟ هي حتى لم تصّلي فرضها !
: اصبر بيجي جمال الحين ! ويسمع اللي بتقوله الشموخ !
وهو ينّظر لها نظّرة عاتبه وهي في خضم توترها لم تقبلً رأس جدّها لتقترب وتُبعد الغطاء وتقبلّه ليُعاتبها بحدّيثه : يالشموخ ماتجين جدّك الا بالسنة مرة ؟
لم تُعلق وهي تقف بعيداً عن عمها عزيز الغاضب وجدًها الذي ينتظًر ردًها : السموحة ياجدً ، ضغط اختبارات
لتردف : ماصليت وشعندكم ؟
: السلام عليـكم
التفت له بحضـوره الفخم وهو ويلّقي عليها نظًرة شملتها ووجنتيها اكتسبت حمّرة طبيعية تجعل عقله يقارن بأُخرى تضع مساحيق التجميل لتبدو أجمل !
أبعد تفكيره ليربض بجانب عمه عبدالعزيز الذي أشاح بوجهه بغّضب !
: هذا هو جاء ، يالشموخ تبغّين جمال ؟
سؤاله صّفعها اهتزت حدّقتيّ عيّنيها وهي تنظّر لعمها عبدالعزيز ليّفسر لها أكثـر ، وأُمنية تتوسط قلبها أن يكون والدها هُنا تستند عليه بضعفها الذي هجم عليها فجأه ولكنّ لن تطلبه مهما حيّيت !
أتى صوتها بارد كعادته ولكن يكسيه ألم خفّي : ما أظنكم شاورتوني يوم كان عمري 16 وش معنى الحين ؟
تنهد عمها الذي يفهمها اكثر من نفسه ليقول خشية أن يخدّش بحدّيثه مشاعرها : لان جمال ناوي يستقر بإيطاليا .. وو يعني ...
قاطع حدّيثه وهو ينظر لوقفتها المتزنة : يابنت عمي أنا رجالّ عندي زوجة هنّاك تبين تعيشين معي لك ليلة ولها ليلة ماتبين ابشّري بالطلاق !
وهو يلّقى نظّرة على جدّه الذي ينظر لزخارف السجّاد ويشّعر بالتًشفي والانتصار أتى اليـوم الذي يراه يصّمت بوجوده
وبعدما شعّر بأنه وصل لمنازل النجوم من عليائه ، سّقط للحضيض عندما ألقى نظّرة عليها ليراها تمسّك بحقيبتها تُخفي اضطرابها ووجهها تغيّر لونه بلون أحمر قاني ويجزّم أنه يرى دموع خفيه !
وتساؤل قفز لعقله
أ ظلمها ؟
.................................................. ..........
تلاشت الفكّـرة من أساسها وهو يرى برود نظراتها نّحوه وشمّلته بنّظـرة ازدراء واضّح و مازالت عيّنيها تنظر له ، وهو كالأبله ينتظّـر ماذا ستقول!
مُتعجبه وكتفيها تدلّت بخيبة ، مالذي يجعله ينّوي الطلاق منها بكل سهولة ؟ وكأنّه يتحدّث عن شيء عادّي بصيص أمـل خافت منبعث من مراهقتها المُفعمة بحبّه ، متكافئ مع شموخها جعلها تتحدث برجفة : ابي الطلاق ! لكن اصبروا شوي مبّ الحين . علقتوني خمس سنوات كل الناس يدرون إني له وأكيد الناس درت إنه جاء وعلى أساس نكمل الزواج . . اصبروا شهر شهرين وبعدها لكل حادث حدّيث !
ونظّرت لجدّها الذي يطأطئ رأسه بلعبته التي انقلبت ضده : ولا ياجدّ شرايك بكلامي.
تنهدّ جدّها ليقول بصوته الجهوري : لو بكيفي يابوك مارضيت لّقب مطلقه لك وأنا حيّ وجدّتك وصيتها قبل الموت جمال للشموخ والشموخ لجمال !
اعترضت : جدّتي الله يغفرلها ماكانت تدري إن حفيدها بيجي وبراسه الطلاق من أساسه وجايب علي ضّرة أنا ماأرضاها على نّفسي ولا راح ترضاها لي ؟
نظّر لها : والضّرة يابوك ماهي حرام ولا عيّب ،
قالت بصوت قوًي : رضت أمي وماتت بحسّرتها ، وهي تلقى نظرة علي الذي ينظر لها بحدة عيونه لتّردف : وما أرضاها على نفسي !
واستدارت خارجه ، وهي تحاول ضبط أعصابها خشية انفلاتها بغيّر وقتها !
استقام عزيز بعد خروجها ، ليقول له : قبل لا تروح لدًيارك طلاقها يوصلّها ولا قبل ورجلّك لا تعتب بيت أحمد
أعترض: وليش إن شاءالله ؟ ما كأنك شوي تماديت البيت بيت عمي وأمي فيه وهي للحين زوجتي مالك حقّ تمنعني !
: لا والله ؟
إستقام هو الآخٰر : والله ومالك حق تطردني من بيت عمّي
: لا تتهاوشوا قدامي اششوووف !!! ماأحترمتوني ولا احترمتوا شيبّتي !
شتّمه عزيز ، ليّخـرج تارك ، النسّختين وحدهما !
اطرق جده رأسه ليقول بصوت ضعيف : تهون عليك الشموخ ياجمـال ؟ ولا عشاني حدّيتك بتردّ لي الصفعة
عاود الجلّوس ، ولم يُعلق وهو يّرى ضُعف جدّه الواضح !
ليردّف جدّه : كنت ابي اربطك بالشموخ عشان ترجع لدّيرتك وماتوقعت بتجيب لها ضّره نسيتك وعدًك !
عقد حاجبيه : وش الوعد ؟
رفع رأسه ، ليقول بصّوت عالي : وعدً إنك ما تحرّها مثل ما أنحرّت إمها من أمك ! نسيت ! نسسسييتت ياجمال ! والطلاق ماهو تًام ياجمال ، الشموخ بتجلسّ هينا عندًي وأسمك بيقترن بإسمها وبتجيب خالد ، وزوجتك هذّيك إي نسّل منّها مانّقبله
أهتز وجدّانه وحدّقتي عيّنيه احتدت اكثر ليستقيّم برجفه : وليش سًايرت عزيز والشموخ !
: لأني مابي اكسّر قلبها اكثر ،
ليقول بصَوت أكبرّ : وأنت اللّي زوجت أمي بأبوها ! وحرّيت قلبي
: وصية أبوك !
صّفعة تّلقاه تارة أخرى ليقول بضحكه ساخره : وصية أبوي؟
قال بصّوت أقوى : أبوك قبل لايموت وصاني أنا وأحمد أنه يأخذ الجازي وبعد وفاته بسنة تمت وصيّته ووصيه جدّتك بتتم !
قال وصوته يرتّجف : وش هالوصايا اللي تحرق القلوب وتجبّر قلوب على بعض ؟ إذا أنا مابي الشموخ تغصبوني ؟ ليش دائماً تحدوني على أشياء ما أبيها وصّرخ : ليششششش ؟؟؟؟
نظّر له جدّه ليقول بهدوء : من الأيام بتصيّر تبيها ويحنّ قلبك هذه الشموخ الشموخ من مايّبيها ؟ مااقول الا عسًى ربي يحنن قلبها علي ! غاليه غاليه !
واستقام بعصّـاه يرتكز عليها ، وترّكه يقف وهو يشتعل من الداخـل ، يحاول ضبط إنفاسه
هذه الصورة التي يتكلم عنها عزيز ؟
خرج من بيت عمّه يوسف ليخرج خارج الشارع ولكن شّمس الظهرية زادت عليه النار التي بداخله ! ليًدلف لمنزل عمه أحمد وإلى غرفته بالتحديد!
دّلفها ليربض على سريره وهو يضّع يّديه على رأسه ويضغّط عليه !
إين الانتصار الذي كان يتباهى به عند نفسه للحظات ؟
طار مع هبوب الّرياح
( يمه تكفيـن لا تتزوجين غير ابوي ، يمه أنا ولدّك أعزك يمممههه )
( يمه عشاني ؟ مالي شأن عندك ؟ ييمهه )
لا تزال توسلاته لوالدته يشّعر بحسّرتها حين اشاحت بوجهها ووافقت بالزواج من عمـه ، وهو بقى تلك الليله يهيمّ بالشوارع بقّـهر ولكنّ مع هذا كانت وصيّه أبيه !
كيّف ؟
لا يستطيّع الصفح بمجرّد إن والدته تزوجت بعمه بسبب وصيّه !
لا يستطيع إن يبعدّ هذا الغضب بل زاد بسبب انتصار جدّه عليه دائمـاً !
( الرجال يا جمـال ما يبكي ، أنت رجال رجال ، وأنت اللي بتمسك حلال أبوك من بعدّه وعمك هو اللي بيصون أمك )
(أنا رجّالها ، أنا رجّالها !)

: أنا رجّالها !
.................................................. .........
طرقات على الباب جعلتها تقول بصوت ضعيف : من ؟
لتّدلف زوجة أبيها وهي تنظر لتعابير وجهها الهادئة وهي تجلس على مُصلاها : ابوك يبيك
: وش يبغى ؟
: هو تعبان يبغى يشوفك
استقامت لتّخلع رداء الصلاة وتطويًه بعناية : قولي له نايمه !
اقتربت وهي تتنهد : أبوك حايمة عليه معدته وتدرين ليش ، تعالي شوّفيه وطمني قلبه شوي ! حنّني قلبك يالشموخ
: انتِ اخر وحده تتكلم عن الحنّيه
وسارّت حيث الباب مُتجاهلتها لتتّجه إلى جناح والدها دّلفت وخو ينحنّي يستفرغ بألم ، استندت على الجدار لتقول بجّفاء : شتبغى يبه ؟
رفعّ ناظريه لها ، ودّلفت زوجته بعدها وهي تأخذ المنديل الذي على المنضدة وتعطيه ، مّسح فمه ليقول : قربي يالشموخ
: انا مرتاحه هينا ممكن تقول وش عندك ؟
صدّ عنهـا ليقول : ماابغى منك شي ، توكلي !
ابتلعت ريقها تمنـع عبّرة ستقضي على تماسكها

لتقول : قلً يايبه ماجيت من غرفتي الا عندك شي !
قال بجفاء: مابي شي اطلعي !

استدارت وهي تشعر بدنو انهيارها ! ، سارت بخطوات واسعة لغرفتها و اغلقتها بقوة و
تتهاوى أرضاً وتبكي بانهيار !
تبّكي جفائها الذي طال لكن قلبها لا يستطيع الصُفح !
ووالدتها رحلت مجروحه !
تبكي لانها أنها أصبحت الأولى كزوجة والثانية في كل شي !
تبكي على أيام والدتها الأخيرة والتي أنهته بحدّيثها ( ربي بلاني أني تعلقت بابوك وتزوج علي اعز صديقاتي ، أنا الأولى كزوجه بس الثانية بكل شي بكل شي !)
وتبكـي على رجل جّرحها وهو يرسم ابتسامة مُتشفيّه !
رجّـل أحبته بكل مالديها ليّطعنها بزوجه ثانيه و طلاق هو يُريده !
: اه يايمه اه . . أنا مثلك بكل شي بكل شي !!!! ماقـ..ـدر اسامح لــ..ـا أبـ..وي ولا جـ..ـدي ولا جمـ..ال !
وخلف الباب ، تقف هيّ وأوصالها ترتجف وهي تستمع للانهيار المُتجلي بنبرة بكاءها !
وتستدير للخـلف ،وهي مجروحـه أيضا ومُتألمة !
وشعًرت انها ظالمه لأنها لأول مرة بحياتها تفعل ما يريده قلبها!
وعادت لزوجها مطأطأة الرأس لتجده غط بنوم عميـق
.................................................. ........

نظّرت لنّفسها بالمرأة الموضوعة بالممر لتّدلف المجلس وترسم ابتسامة على مُحياها ،

ولكن والدتها شيّعتها بنظرة مُستغربه وبسخريه :

شعندنا الضحكه شاقه الحلق وصايف ؟
جلسـت تُشاركهم الغداء

وهو أمامها يأكل بهدوء لتقول بنبرة سعيدة :

يمه كل يوم وأنا ضحكتي شاقه الحلق
ضّحك والدها : أي واضح لا يشوفك حمّد وانتِ توك قايمة
تأففت بداخلها و
سمّت بالله لتأكل بهدوء ، وهي تستمع لحدّيث والدها الذي يحاوره وهو يجيب باقتضاب ، ويسأله عن بحثه وظيفه وهو لاّ يملك سيّارة حتى الآن
: حمد أن شاءالله من بكره والسيارة عندك
أخيرا رأت وجهه يتفاعل ليقول بصوت خرج طويلاً بعض الشئ : لا والله ياعمي ماتجيني السيّارة
يقول والدها بنبرة مُتعجبة :

وليش ياحمد ماني حسبّت ابوك ؟
اطرق رأسه لينزلق قلبها بألـم على حاله وهي تقرأ من بين حروفه ألم خفّي : الا ياعمّ حسبت ابوي واكثر بس أنا اقدر اضبط نفسي .والتقديم للوظايف بالانترنت واذا انقبلت
عقد حاجبيه: إذا أنقبلت تجلس بدون سيارة تنتظر أحد يتمنّن عليك ؟ لا حشّا والله ما أرضاها علي ولدي واذا توظفت وودّك إنت تقسّط بسيًارتك ماني بقايل شي
أومئ برأسه ليقول باقتضاب: ياجعلني ألحق جزاك ياعمي
ابتسمت والدتها : والله ياحمد لو إني جايبه ولد مبّ صاير مثل غلاك . . حسبت ولدي وبناتي خواتك !
تغضّن جيبنها من هذه الكلمة وهي تأكل بذات الهدوء ورفعت ناظرًيها لتًراه ينًظر لها وكأن فهم عليها ، وتلونت وجنتيها بالاحمرار القاني والفاضح لعيّنيه
هز برأسه بسخّـريه على هذه الصغيرة ، ليّراها تستقيّـم وهي ترتدي بيجامة بيتوتية تظّهر تقاسيّمها الأنثوية وهو تغضن جبينه بانزعاج من إهمال عمه !
قدّ يكون يعتبره بمثابة ابنه ولكن لا يصح إن تخرج هكذا إمامه !
وهو شخّص دقيق جداً !
طيلة مكوثه ليومين . . يعرف حتى إنها كل ما دخلت إليهم قدّ بدًلت ملابسها لواحدة أُخرى ووضعت أحمر شفّاه وحتى إنها تتعطّـر !

استعاذ من الشيطان الرجيم ليذًكر نفّسه بإن عمه ائتمنه على بيته وحتى لو كانت هذه الفتاة واقعة في غرامه بّشكل مُزعج ، ولكنه يعتبرها أخت فقط !
.................................................. .........

تم











لامارا and قصصية like this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 30-01-22 الساعة 06:51 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 12:38 AM   #7

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الثالث

الفصل الثالث

سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم
,
كانت تقف أمام المرأة في ملاذها الوحيد في هذا البيت المُوحش بالنسبّـة لها ،تُسرح شعّرها المُجعد لتغير من نفسيتها بتوصية من أسماء صديقتها الوحيدة لتغير شكلها الاعتيادي ، واليوم يوم الخمّيس نهاية أسبوع ملئ بالأشياء المُزعجة ، مضت يومين آخرين بعكس نومها لكي لا تُقابل أحدا ، ترّفه عن نفسها بذّهابها لجامعتها واجتهادها لنّيل مرتبة شرف ووظيفة جيدة ، دون الحاجة لـ أي ذكـر في حياتها ! فالذكور في حياتها قد بصموا قلبها بوجع فما عادت تستسيغ أكثر سوا عمها عزيز الأخ والصديق
تتيقن بإن مرحلة من حياتها جديدة قدّ بدأت مع بداية هذا الأسبوع !
طرقات الباب أيقظت سُرحانها ، لتًدلف زوجة أبوها وهي تلقي السلام وتقول برتّابة : الحمدلله لقيتك صاحية ، اليوم عماتك بيسوون حفلة بمناسبة تخرج جمال ياليت تحضرين
ترفع كتّفيها وتردف : يعني من باب العائلة السعيدة
أطلقت ضِحكه ساخرة: عائله سعيدة مرة وحدة ؟ حرام عليك !
ابتسمت بألم : لزوم تجين عمّاتك ماراح يخلّون السالفة تعدًي من باب انك للحين زوجة جمال
لم تطفئ مجفف الشعر حتى الآن ممّا يجعل زوجة أبيها تُعلي صوتها ليصل إلى مسامعها ، أطفأته وقد تبقى القليل من شعّرها المُهلك بكثافته : ليش ماوصلوًا لهم الخبر إن طيور الكنّاري بيتطلقون ؟ وهزّت رأسها بسخريه : الأفضل تقولين لهم عشان يرتاحون وتريحين راسك
أطرقت برأسها وهي مُتعبة من طيّور الكناري ، الاسم المُتعارف عليه منذّ عقد قِرانهما !
: المهم تعالي ، ولا تخافين لكل شي نهاية وراح يجي يوم وتنتهي التمثيلية السخيفة !
وأغلقت الباب بقوة !
مدّت شفتيها وأكملت عملها وترتدي ملابسها للذهاب إلى متنفسها
عند نزولها وقدّ ارتدت حتى نقابها لكيّلا تُقابل أبيها ويرّى ملامح الندّم التي لم تستطع إخفائها ، توقفت وهي ترى من يُريد الطلاق منها بأبشع صورة ممكنة يرتدي الثوب الأبيض النّاصع والشماغ وهو يعدله أمام المرأة في الحائط ، وقدّ بدأ أكثر جمالية، لم تستطع كبّح : ماشاءالله تبارك الله بداخلها ،وهو يضع سماعات لاسلكية قدً رأتها ويحادث أحدهم بهدوء ، وأكملت نزولها وهامتها مرفوعة ، وسًارت مُتجهه للخـارج مُتجاهلته ولكنّه تحدّث :

تبين أوصلك ؟
توقفت وهو لا يزال ينظر لنفسه بالمرآة

تحدثت باستفزاز : الله لا يحوجني لك !
استدار بكامل جسّده وهو يتقدم خطوتين ،

كتمت أنفاسها وقال وهو يرسم تعجب على ملامحه

؛ افا افا يازوجتي العزيزة كيذا تقولينها ؟

ماتدرين يمكن ربي مايحدّك الا علي بالدنيا هذه
: جعل الموت ياخذني ولا يحدّني عليك !
وسّارت بخطوات سريعة للخارج
بينما هو ضحك بسخريه : والله حاله !
ليعاود الاتصال بمن سكنت فؤادة حتى الامتلاء : جمال ليش سكّرت ؟
اتجه هو أيضا للخارج ، لمباشرة أعمال والده التي بقيت منذ وفاته صديقه الذي يبدو أنه عاث بالأرض فساداً
أجابها : كنت أتكلم معها
صّاحت : شفتها شفتها جمال ؟
وهو يهمّ الخروج وفتّح الباب باغتته تّلك مُسرعة ليحدث اصطدام بينه وبينها والمُسبب الباب
صرخت : اه وجع !
وارتد لخطوة لتدّلف مُسرعه ، وهي تركض إلى الأعلى ويبدو أنها نسيّت شيئاً ما !
وهو لايزال واقف مُتعجب من تصرفاتها ليُجيب عليها : اي شفتها قايل لك ، بس اليوم ماطالعت وجهها
قالت بيأس : كل يوم بتشّوفها داري ! جمال من أجمل ؟ صج صج من ؟
صغّر عيّنيه ليّخرج اخيـراً ، ويسيّر حيث الباب الخارجي ويخرج مفتاح السيّارة التي استأجرها حدّيثاً ، ويضع في مُخيلته مقارنة بينهما بصورة سريعة ، واحدّة بملامح كبيرة بكل شي عدا الخشم الدقيق ، والأخُرى بملامح هادئه ومًستفزة رفع حاجبه الأيسّـر ليقول بصدق : كلكم !
صاحت باعتراض : اكره صراحتك بعض الأيام !
أطلق ضِحكه عميقـة ليستقّل سيّارته ، وينظّر لتلك التي خرجت ومعها كُتب كثيـرة وتستقل سيارة السائق التي كانت مركونة أمام سيّارته !
دّللها : بس تدرين منً اللي بقلبي اكثر صح ؟
ضحكت برقة : صحّ ! ادري ومستحيل أحد بيصير بقلبك غيري ، سمّـر وبس !
ضحك ملء شدّقيه : سمّر وبس !
.................................................. .......................…

,
وضّعت حبّه الشوكولاته في فمّها وهي تنظر حولها بنظّرات هادئة ، وصديقتها تتصفح الكُتب الي نسيّتها لتعود بعد إشعار منها وتصطدّم به ، رمّشت بعبّوس بحاجبّيها الثخينّين والمّرتبيين بعنايه وجاذبيّه ، وهما تجلسان في أحدى الكراسي الموضوعة أمام مبنى الكُلية الخاصة بهما لتقول أسماء : شوفي بحاول أقرأ هالروايتين ونّشوف الأذواق ، وتنهدّت: ياليت أذاكر كتب الجامعة اللي كاتمه على صدري !
نظّرت لها لتقول : خليهم للعطله ازين لك
رفعت كتفيها بحيره: مدري أشوف ، لتقول بعدها : الا تعااالي ليكون للحين نومك خرربان ؟
ابتسمت : اي اكيد طبعاً ، مايصحيني الا منبة الصلاة
تنهدت بضيق : بنجلط منك يالشموخ لمتى ؟ لمتى ؟
تأففت: اسموش بدت بالمحاضرات الطويلة العريضة ! الله يعين
صغّرت عينيها لتبرم شفتيها : عاجبك حالك بالله ؟
ضحكت : اي عاجبني ماقلتِ لي شرايك بشعري ؟
: يجننننن مرة واللون العسلي لاييق ، شافه جمّول
عبّست : تكفين لاتذكرين فيه ، يالله كلها فترة ويطلق وورقة طلاقي أحطها تحت وسادتي
غاص قلبها ألماً على حالها لتقول : منجدّك شموخ ؟
قالت بنزق: اي من عّمي ؟
: صدق شموخ صراحة مدري شقول !!! انا غاسلة يدي منّه هالجمال بس جدّك معقوله يوافق ؟ وهو طاطى عشان يتزوجك ؟
قالت وهي تشعّر بالضيق من محور الحدّيث : تكفين اسموشا انا اجي للجامعه بنبسط معك مو تذكريني ! وبعدين لو جدي وافق انا ما بوافق ؟ مستحيل شخص متـ..ٰـزوج علي ؟ وما يبيني وش ابي به ؟ وحتى لو ما طلق بخلعه
شهقت : لاااا الشموخ اعرفك تسّوينها بس لا تتجرأين !
ضحكت بانتصار : والله بيصير وجه أبوي وجدّي حفلة !
صرخت بغضب : شوشو كمّ مرة قايلة لك ابوك خط أحمر ؟ شلون تبين حياتك تتوفق وانتي ماتكلمينه ولا شي !
ازدردت ريقها تمنع عبّرة سكنت بحلقها ، هي لم تُخبرها عن أخر حدّث معه ، خشية من مُحاضرة طويلة عريضه عن برً الوالدين !
تعلـم جيـداً ، وتُدرك بإن والدها خطً أحمـر ، ولكن . . والدتها توفّت بسببه
تنهدت لتقول : ماعليك مني امشي شوي وتبدأ المحاضرة
صرخت بغيظ : ششللون وش علي منك ششللون ؟ اذبحك اذبحك هذا ابوك ابوك تدرين رضا ربي متربط فيه!
صّرخت هي أكثر : وش تبغين اسوي ؟ سلام واسلم عليه بالعيد اعايده برمضان ابارك له وش تبغين غيره !
: تدرين وش ابغى ، ووش هو يبغى تدرين !
نظّرت لها : وإذا أنا كل ماشوفه أتذكر كلام امي ؟ امي ماتت بحسّرتها عشانه وعشان هذّيك اللي ماتتسمى أكرهها أكرهها !
تنفست بقوة لتقول : تسّوي نفسها طيبه من تحت لتحت
استفزتها : وإذا طلقك جمال صرتي مطلقة ؟ وش الخطة القادمة !
نهشّت الجّـرح التي تحاول تخبئته عن نفسها بعد انهيارها لأول مرة ولأخر مرة لتقول بتبلد ظاهري: تدرين طموحي اكبر ، أتخرج واتوظف واعيش لنفسي !
سايرتها باستفزاز: ايوه وعشتي لنفسك وجمال عاش أحلى حياة مع زوجته ، وأبوك توفي وجدّك برضو ، اممم تبقين لحالك؟
نظّرت لها بحدّة: ليش أنتِ تضيقين صدري اليوم ؟
قالت ببرود: لا حبيبتي ما أضيق صدرك أقولك عن أشياء أنتِ تتناسيّنها ،
ضحكت : عشاني أتناسى أشياء ما تودي ولا تجيب سوّيتها سالفة ! يعني تبيني اجلس ألطم حظي عشانه جاء بعد خمس سنين ويبغى يطلق وفوق كيذا متزوج وحده مدري وش اصلها ! أنا عايشه حياتي بطولها بعّرضها مبّ محتاجة أحد ولا راح أحتاج إحد !
وأشاحت بوجهها عنها ، أخذّت يدّها اليمين تحتضنها : تدرين انا مبّ قصدي جمال اللي توقعته بيجي على الأقل بتعيشين حياة سعيدة معه بس من بعد كلامه تدرين صرت ضّده ، انا اقصد أبوك ! اببوك ياشوشو !
واستقامت وهي تمسّك يدّيها تساعدها على النهوض وتقول بابتسامة : تعالي اقهويك قبل المحاضرة رضاوة !
سّارتا لحيث مقهى الجامعة ، والصمّت يكللهما ، بصداقة امتدت جذورها منّ الصغر حتى هذه اللّحظة !
وبينما أسماء ، تعرف بانها تحمي نفسها من جليـد وتتماسك بالقوة ، بينما الداخل هشّ وضعيف بِخلاف اسمها !
تقوم الليل بطوله لتدعي على ذاك الرجل الذي جّرحها دون حتى ذرة ضميـر ، تدعو إن يقع في هواها ويرى أنواع من العذاب ! مثلما كانت هيّ واقعة بهواه لحتى هذه اللحظة الذي كسّرها ، !
.................................................. ....................
،
،
ارتدت عباءتها كَ كل يوم خميّـس بعجله ونزلت السلالم مسرعة ، ولكنّها توقفت لتنزل بهدوء وهي تضحك بخفوت على جنونها بسبب حمد !
دّلفت إلى غرفة الجلوس لترى والدتها مع شقيقتها وجدان : اههليييينن ومرحبتين !
استقامت للسلام عليها : على وين إن شاءالله ؟
: يمه تدرين كل خميس عند العنود ، باي !
صاحت وجدان باعتراض : وانا اجي كل خميس وّماشوفك !
قالت: بكره بتجين صح ؟ خلاص بشبع منك ! العنود كل الأسبوع غايبه تعبانه !
وأسرعت للخارج وأتجهت لبيت جارهم سعد ، الذي لا يبعد سوى خطوات بسيطه ، وتدّعو الله بإن ناصر شقيق العنود يغط في نوم عميـق بهذه العّصرية !
توقفت قّدميها عند الباب لترن الجرس بسرعه ويأتي صوته ليتغضن جبينها بانزعاج
فّتح الباب بسّرعه ليُقابلها ارتدت للخلف وقالت بتلكؤ : أبي ..العنـ..ـود
كان يرسم ابتسامه واسعه ليقول بنبرة هادئه : تفضلي ياوصايف البيت بيّـتك !
وأبتعد إنشات بسيطـة ، لتقول بتوتر : أبعد !
ضحك : ابشري !
وفي هذا الأثناء ، كان حمد قدّ وصل للبيت وآثار استغرابه وجودها أمام بيت جارهم وأبنه ذاك يبتسم ابتسامه لم تّفته ، تآكل الشك قلبـه ، وترجل من السيّارة وهواجس تضّرب بقلبه بلا رحمة ، قدّ لا تكون هيّ تريث ياحمد !
دّلف إلى البيت وودلف إلى مصدر الأصوات الصادرة من غرفة الجلوس ليرى شقيقته وجدان من شاركته حليب والدته الحبيبة اقترب بابتسامه شّحيحه : هلا والله بوجدان
استقامت لتّرحب فيه : ياهلا والله بأخوييي ياهلا والله !
وسلّمت عليه بحرارة ، ليربض معهم و يتجاذبون أطراف الحديث معه وهو يُرد باختصارات
احتار بماذا يبدأ لئلا يكون محط شك!
ليصغّر عينيه : الا ياخالتي جارنا أبو ناصر له بنت صغيرة ؟
: ايي قصدك العنود صديقة وصايف وتوّها راحت لمها
عقد حاجبيه إكثر : وولدّه وش كبّره ؟
: بالجامعة أتوقع ليش ياوليدي ؟
: لا بس اسأل
امتعضت ملامحه منّ إهمال عمًه الواضح ، كيف يترك ابنته تذّهب للجيران وابنهم يشق ابتسامة مُستفزة ويقف أمام الباب وهو ينّظر لها !!!
.................................................. ...........................
،
تجلسـان في غرفه العنود وهي تحكي لها أدق التفاصيل عن ماحدّث خلال غيابها في المدرسة ، وعن الحدث الأكبر الذي صار في بيتهم .
أومأت برأسها العنود لتقول بيأس : يعني جاء حمد اخييراً ! تدرين ناصر اخوي منقهر عشانك كالمرة رحتِ معّاه !
تغّضن جبينها : تدرين إني احب حمد وإني أحبه من يومي يجينا قبل 12 سنة وكان عمري تسع سنوات ! صح إني كانت عّلي حركات مرة سخيفه ، بس الحين عقلت
: طيب وناصر ؟؟ اللي مبلشني فيك !
تكتّفت : طيب شسوي عنود !! قلبي مبّ بيدي !
رفعت حاجبها الأيسر : وبالله هذا اللي تحبينه يحبّك ؟
ضمّت شفتيها لتقول بيأس : ماادررري اذكر يوم اقوله قبل لايروح .. وصرخت بحرج : الله ياخذني استغفرالله مدري شلون قلت له !
ضحكت : ايش رد ؟

تدرين قلت لك ولا ميه مرة ،

قالي توك صغيره على هالسوالف ، والحين أحاول قد ماأقدر أبين له إني كبّرت
حدجتها العنود بنظرة ثاقبة : بس تدرين إنه حرام !
قالت بلا مبالاة : ابوي ماقالي شي ولا أمي !
: بس الحرام حررام !
: ييوهه عنود بس أمي وأبوي هم أدرى .. لاتضيقين صدري
: بكيفك ، وسارة قلتِ لها ؟
ضحكت : اكييددد يالشينه فقدّناك طول هالاسبوع
قالت : شسوي تعبت هالأسبوع وإردفت بضحكه : وكل يوم ناصر يجي يقول ماطبتِ ؟ كله عشانك
ضحكت ملء شدًقيها ، ولم تعـلق !
لتقول العنود : ترررى بنات خالتي الجوهرة بيجون خلّيـك للّيـل
إستلقت فوق السرير : اي حبيبتي الليلة صبّاحيي عندكم
ضحكت:هههههههههههههههههههه� �هه صراحه بعض الأيام احتار وين بيتك بالضبط
ضّربتها بقوة لتسعًل وتصرخ: تراني تعبانه
:احمدي ربك ماسـكه نفسّي طول هالاسبوع وماجيت
استقلت بِجوارها لتقول : والله أنا اشتقت لبيتكم ، الأسبوع الجاي بجي وبشوف حمـد
تنهدّت : والله صدق يعني أحس قلبي طاير مابين السماء والأرض أحس الدنيا حلوة وأحس مجرد ماأشوفه مدري شيصير فيني
حدجتها بنظرة: مثل مايقول لي ناصر
شّرقت بِضحكتها :هههههههههههههههههههههههه� �ه تكفين عنود خلي ناصر على جنب إذا جيت أتكلم عن حمد !
قالت بفتور: طيب طيب تكلمي !
تنهدّت تستطرد : تدرين ليش احبه ؟
:ههمم ليش ؟
: أحسه حزين أحس يحتاج احد يطلعه من اللّي هو فيه من يوم ماجانا اذكر كان ساكت لدرجة استغربها واسمع خواتي يقولون إنه من الصدمة ماينلام ، مدري وش الصدمة ! ومدري وش هي بالضبط ! لمين عرفت ومن عقبها كنت أحاول ازعجه عشان يتكلم وعشان يضحك وعشان بس ينبسط .. لتقول بغًصة : بس للإسف ولا مرة عطاني وجه ! واستمريت أحبه !
كانت تنّظـر للسقف وهي تتكلم عنـه ، وتمسك بصدّرها وتشعًر بألم ينغرس كلمّا تذكرت وجهه العابس طوال الوقت ، وحتى الآن
نظّرت لها لتراها تغمض عيّنيها لتصرخ : وجعع نمتيييي ؟؟؟
ضحكت وهي لاتزال تغمض عيّنيها : مانمت مانمت ! كملي !
أغمضت عيًنيها هيً ايضاً ، وصورته تتوسـط خيالها ، هو فقـط !
.................................................. .....................
في بهرجة يجدّها مُتكلفة بعّض الشيء في بيت عمه يوسف بيت الاجتماعات، وفي قسـم النساء وُضعت كعكة كبيـرة مكتوب عليها ( مبروك التخـرج جمـال ) مكونه من طبقتّيـن ، وصورته تتوسطها ! ليدّلف والأهازيج تلّفه وهو يسير وعمّاته كل واحدة منهن تصفق ، وتوقف عندها لتمدّ له عمته الصُغرى ليلى السكيّـن الكبيـرة ، ليقطعها والتصفيق حوله ، وفلاش الكاميرا يزعج عيّنيه !
: الف الف مببيررروك ياسمّي ابوي ، عقبال مانزّفك عريسس أنت والشموخ !
ورفّع عينيه للشموخ ، التي هي وحدها من بنات عماته لا ترتدي غٍطاء ، بفستان كحلـي يصل لنصف الساق ، نظر لها عندما رأى شعرها مُسرح بطريقه غـريبه ، هذا ما استطاع إن يلتقطه بنظره الضعيف وهي بعيدة عنـه ، وحتى تعابير وجهها يجهلها !
أجاب على عمته مزنة : الله يبارك فيك ياعمتي ، ماقصرتوا كلكم والله نرده لكم بالإفراح !
: تستاهل ياجمال ، عقبال فرحتنا فيكم ياطيور الكناري ... قربي قربي يالشموخ قطعي معه الكيكة عشان نصّوركم !
كتَم تأففه بداخله ، وهو يعرف عمته مزنة التي لم تتغيّـر ولم تتغير طِباعها المُزعجة ، نظًر لها وهي تقترب بصورة غريبه ولم تعترض .. لتكون بجانبه ويتمعن فيها أكثـر !
وجهها الهادئ اصبح أكثر جمال لتصبّح بجمالها الغريب عليه وكأنها من مُمثلات الستيّنات بهدوءها وهالتها القوية ، وريحه عطّرها تسللّت له ، ليتغضن جبينه مُنزعجاً من جاذبيتها المُلفتة !
امسكت بالسكين معه لتكون يدّها فوق يدّه ولم تخفي رعشه يدّها الواضحة !
وقطعّا الكعكة بصمـت !
لترغم عمته والدته أن تكون وسطهما ، لأخذ صورة للذكرى
والدته . . التي منذ شجارهما بأول يوم أتى ، وبعد معرفته لحقيقة وصيه والده ، اصبح يتّجنبها اكثر ، ويفكّـر بالاستقلالية بشقه ، حتى الانتهاء من أعمال ، و هو لايعلم ما الخطة القادمة معّ تلك الشموخ ، !
أبتسم لفلاش الكاميّـرا ، وبعدها انسحبت والدته ، لتقوم عمته سهيلة بإكمال التقطيع ، وإرغامهما أن يجلسا في أريكة واحدة !
تأفف بانزعاج ، وهو يّشكـر زوجه عمه يوسف التي يبدو أنها لم تخبّر عماته بموضوع الطلاق ولم تفّشي سِرا قيـل في بيتها !
يأكلان بصمـت ، دون إي حدّيث يجمعهما ! وينظران لِحولهما والبيت المُكتظ
دّلف عمه عزيـز بصوت جهوري : ماشاءالله ماشاءالله كل هالحركات عشان جمال اللي مايستاهل ؟
تأفف بصوت مسموع منّ عمه الي يشّد الخناق عليه من أجلها !
حدجها بنظره ليرى ابتسامتها الطفيفة ، واستقامت لتترك مكانها ، وتأخذ من عمته سهيله السكينة وتقول : خليني عمتي أنا أقطع لعزيز
نظّر لها وهي تِقطع الكعكة وتذهب لعزيز الواقف يتحدث مع عمته ليلى ، لتمدّ له وتشاركهم الحدًيث ، رفع حاجبِه بتفكير
. . وحتى الآن لايزال يجهل جذور علاقته معها . . إيطلقها ؟ أم تكون ماذا؟ !
وحدّيث جدّه المُستفز ، يجعله يصّر على أخذ أنتقامه بواسطتها ! وإسقاط كلمة جدّه للحضيض
وبعد عدة دقائق شاركهم جدّه وأعمامه وأبناءهم الجلسـة ، لتكون الأحاديث مُتفاوتـه ، وقد أسدّلت غِطاء عليـها يستّرها ، تأفف ليستقيّـم ينوي الخروج من اجتماع العائلة الذي يمّقته ويذّكره بأشياء يكرهها
وعندما استقام تعالى صوت عمته مزنة تارة أُخرى لتقول: الا أقول يبه مـتى بيتم زواج الشموخ وجمال؟ !
تمتم بخفوت : الصبّر يارب !
ليقول جدًه وهو ينظّر له بنظرة قـوية : والله الشّور شّورهم ماودي أجبرهم على شي !
كادت تفلت منه ضِحكه هازئة ولكنـّه تماسك لآخر لحظـة !
ليـقول عمه عزيز : متى مابغًت الشموخ يتم ولا ياجمال ؟
أبتسم لعمه أبتسـامه ساخرة ، وهو ينظر بنظرة بنظرة استخفاف ، : والشّموخ لها اللّي تبي ! ، ليكمل طريقه مُتجه للخـارج : يالله فمان الله ، ماقصرتوا
.................................................. ........................
دّلـفت الى البيت بعدما أعتقها عزيز واخيراً ، وهي تخلع الكعب العالي ، وتمسكهما بيديها وتمشّي بإعياء من شدّة النـوم ، والاختناق بسبب حفلة سخيفه لرجل أسخف !
لتعبس عندما تذكرت حدّيثه ، وتقلد نبرته
: أجل الشموخ لها اللي تبي وجع يوجعك يارب !
دخلت إلى الصالة الداخليـة ، وهمت بالصعود إلى الدرج ووصل لـ أذنيها صوته
: سمّر بلا عباطه ، قايل لك بعد مااخلص اموري إجي !
هههههههههههههههه وانا مشتاق لك يابعد عيوني أنتِ ، ليش كل ماكلمتك تجبين طاريها ! اي جت ..
ما هذا الألـم الخفـي الذي ينهش جسدّها كَوخّـز الأبر ؟
ابتلعت ريقها لتكمل سيّرها ورأته يجلس بالأراك التي تحت السلـم ، ليراها هو أيضاً ، ويحييها بحاجبيه باستخفاف ، حدجته بنّـظرة إزدراء لتكمل سيّرها وتصعد الدرج بهدوء ، وكالعادة تتّلبس القوة رداء لها ليّقيها من حرارة الصيّف المُحرقة ، ومن برودة الشِتاء القارص !
لا تعلـم متى أغلق ، ومتى أصبح خلفها ، وقد وصلت لنصف السلم ، أوقفها : الشموخ !
استدارت ونظّرة عينيها باردة ، وملامح وجهها هادئه !
وهو مستّرخي ، وقد أسند جسده على الدرابزين وهي أمامه بدرجة واحدة ، ليّشملها بنظرة مُتفحصه ويعترف بإن شكلها . . رائع ومُضحك ، مع الكعبيين اللذان تحملهما بيديها !
: شتبغى ؟
: اكشفت أنا وأنتِ نفس المود على ما أتوقع ، ما أعجبتك الحفلة صح؟
أومأت برأسها : اكيد بما أنك فيها
رفع حاجبيه ومدّ شفتيه بتفكيـر وهو يهز رأسه : ليش حضرتِ أجل ؟
رفعت كتّفيها : علشان المهزلة اللي شفتها ، لحد مايتم الطلاق !
تغيّرت تعابير وجهه ، ليحلّ محلها التبلد ، لتّردف : وياليت بعد أسبوعين من الحين ورقة طلاقي عندي . . ولا رحت المحكمة وخلعتك !
رفع حاجبيه وفتح ثغره بصدًمه وصغر عينيه ليقول : نعم ؟ ماسمعت !
قالت باستفزاز : اخلعك !
كمّن شبً حريقه في جوفه ،يُطلقها هذا شأنه الخاص ولكنّها تخلعه هي بنفسّها شيء لا يرضاه على نفسه ! لينتفض بغّضـب ويمسك زندها ويجّرها حتى أصبحا بنفس الدرجة ليقول بغضب أعمى بصيّرته ! : نعم نعم وش تقولين
كان شكله مُخيـف ، ولكنها حاولت ضبط أعصابها والتماسك : ليش مستغرب ياولد العم ! مو أنت تبغى تطلقني ؟ وأنا ابغى اخلعك .. كلنا نفس المود !
زاد الضغط على زندها ليقول بغضب : لو تاصلين لنجوم الظهر ، ماخلعتيني . . والطلاق متى مابغيت طلقتك تفهمين؟
أفلتت الكعبين ، لتقول بحدة : مب فاهمه ، ولا أنت اللي تجي تفهمني ياولد العم ، ورقة طلاقي وأبيها خلال أسبوع .. ولا والله مايردني الا المحكمة وأخلعك . . وجرّب النار اللي شبيتها مابين ضلوعي !
أفلت يدّها بقوة ، لتمسكها بألم ، وتراجع لخطوة فقط ، ولكنّه عادّ تارة أخرى : تخسين وتعقبين يالشموخ ، قوتك اللي تتقوين فيها على عمي وجدًي مبّ علي ، ولا على شارب من شواربي تفهمييين ..
: والشوارب تستحي تصير فيك !
نظّر لها : قدّ كلامك يالشموخ ؟
لم تعطيّه إيه جواب !
ليُردف : صدق قدّ كلامك ؟ ترااني مب عمي ولا جدي .. لاتخليني إحطك برااسسي يالشموخ !
: ليش وش بتسوي غير ماسويت ؟ زواج وتزوجت ، وطلاق بتطلق ... وش الشي الكبير اللي يمهه بخاف منه ؟
ضحك بسّخريه : لاتخليني احطك براسسي ! وانا حذرتك .. و اسحبي كلامك كله !
انحنت لتأخذ الكعبين ، وتستقيم تارة اخرى لتقول بهدوء : مب ساحبته ،. وأعلى مابخيلك أركبه !
!
واستدارت بهدوء لتصعد إلى السلالم ، ليأتي صوته يخترق إذنيها بقوة : تررراكككك بتندمين بالششموخ ،، وطلاق احلمي فيه .. والخلع كانك بنت رجججالل وكان عمك عبدالعزيز رجال يطاوعك !
وهو ايضاً نزل للاسفل بغضبّ ، يخرج من أذنيه وّ مقدمة رأسه ، وهو يتوعدها بصدّره ، ويوقن بأنها ليست سوى امرأة صعبة المراس وسيحطم رأسها العنيد بكلتا يدّيه !
.................................................. .....................
خرجت من بيت جيرانهم لتترجل سيارة والدها وتحيّيه بابتسامة واسعه : حيّ الله أبوي !
: الله يحيّك ويخليك لي ياعيوني ..
كان البيت أقرب من أن تذهب بسيارة ، ولكن ابيها إتصل عليها ليّقلها هو بنفسه .. والساعة تشيًر إلى الحادية عشر ، ليغيّر اتجاه بيتهم ويتجه نحو الطريق العام لتسأله : على وين يبه ؟
أبتسم : ماودك بايسكريم يبرد عليك
ضحكت بسعادة : هههههههههههههههههه اكييد ماينعاف ، ياحظي فيك يايبه
لم يعلق ، وهو يتّجه إلى إحدى محلات المعروفة لتسأله : وجدان فيه ولا راحت ؟
: للحين فيه ، بس زوجها بالطريق ..
تنهدت : زين بكره اشوفها
ليسألها : استانسيّتي عند العنود ؟
: ايي مرة يبه بنات خالتها ييهبلللووونن !
تنهد ليقول لها : مرة ثانيه اعزميهم ببيتنا ولا عاد تروحين لمهم
عقدت حاجبيه : ليش يبه ؟
: بس
برّمت شفتيها لتقول بانزعاج : يبه هم عائلتي الثانية والعنود صديقتي وأروح معها كل يوم صبح مع ناصر .. يعني ليشش؟
: أنا إذا قلت كلمة تسّمعينها ولا ترادًدين !
تكتّفت بغضب وحيّرة !
لتقول : يبه بس قلّ لي ليش وأبشر !
: كل بيتهم عيال
: يبه بالله احد قايل لك شي ؟؟ والله أعرفك يبه من حاشًي راسك ؟ وفاء ؟؟ داقه عليك؟؟؟ تدري يبه اني مستحيل اطلع من غرفه العنود واخوانها مايجون
هزّ رأسه بقلة حيلة من فتاته اللّعوبة : ماحد حاشي راسي
ولكنّها عاندت : يبه أنا أعرفك والله ، منّ ؟ وصغّرت عيونها : يببه ترراني اعرففكك !
: حمد ، قال مو زين تروح لبيت الجيران وولدهم يفتح الباب وصح انا اعرف عيال ابو ناصر لكن خايف عليك وما يجوز والشيطان مامات !
إرتدت بالخلف بضيّق من حدّيث أبيها ، لتقول بغّصه : وش قال بعد ؟
تنهد والدها : ماقال شي . . والود ودّي أخليك تتغطين عن حمد بكبّره والله يتوب علي . . لكنّي صابر عشان توه جاي ولمين يستقر ويلقى له وظيفه زينه ونزوجه
السعادة التًي كانت تشّع من عيّنيها للحظة بهتت لتشًعر بألم يعتصّـر فؤادها ، لتقول بتلكؤ : تزوجـه ؟
أومأ برأسه وهو يرسم أبتسامه على ثغرة : ايي ليشش لااا يوم المُنى اللي نزوج فيه حمد !
تماسكت لكي لا تبكي وجع قلبها أمام والدّها ، وتوقفت السيارة ليقول لها : انزلي اشتري اللي تبين . . ومدّ لها المـال . لتأخذه وتنزل بهدوء غريب عليها دًلفت المحل ودموعها تنهمر بهدوء
.................................................. ...........................

يجلس على عتبات البيت في الفناء وخلفه باب الصالة المتوسطة وأمامه الباب الخارجي ، يمًسك بين أصابعه سيجارة لو دّخل عمّه بغتّه سيؤنبه بنظـرة سيفهم معناها ، وسيرمي السيجارة هو بينما ينظر للسماء طالباً منه أن يدعو له بالهداية ، نفثّ السيّجـارة بملل ، وسقطت عيّنه على سّرب من النمل يسيّر إلى مقّره في إحدى الأزقة لهذا البيت ، لايزال يذّكر أول مرة دّلف له دون والديه وإخوته ، وهو يرتجف ويشعر بالوحشة والألم القاسي ، وان العالم بأجمعه ضّدًه ليتلقفه عمه بأحضان دافئة خففت من وطئ ارتجافه ولم تذهب وحشه قلبه لهذا اليّوم ، سحب دخان عميّق ليصل لرئتيه ويخنّقـه ، يشعر بالملل دون وظيفه تشّغله ويعزي نفسه بانتظار القبول المبدئي حتى يُباشر عمله ولكن لهذة اللحظة لم يرد احدهم عليه ، وهو ينتظر بأمل وملل ،. وهو يريد أن يُعيل نفسه دون الحاجة لاحدهم ، والاستقلال بعيداً عن خيّر عمه الذي يّشعر بانه ثقل على قلبه ، رمى السيّجارة عندما رأى نور سيّارة عمّـه من تحت الباب ، كعادة اتخذها ليس خوفاً منه بل لانه لايريد إزعاجه!
فُتح الباب ، ليدلف هو وأبنته وهو ينّظر لهما ومشهد احتضان عمه لها وهي تمسك بالمثلجات وتلعّقها باستمتاع ، لآمس شي بداخله ، ابتلع رمقه وأستقام وتحدّث عمه بابتسامه : ما خليت هالعادة ياحمد ؟ ليعقد حاجبيه : لايكون تدخن !
أبتسـم واطرق برأسه ، وتنهد عمه بيأس و غمغم بـ:الله يهديك الله يهديك !
وسـار للداخـل ، ليرفع ناظريه وتقابله عيّنيها بنظرة غريبه وكأنها تِعاتبه لثواني لتسير بسرعه للداخـل !
رفع كتفيه بلا مُبالاة، ودخل هو ايضاً ، وصوت التلفاز المُنبعث من غرفة الجلوس جعلته يتّجه له ، ويُشارك عمه المُشاهدة !
نادى عمّه بصوت عالي : وصصصاايييف سويّ لنا شاهي أنا وحمد ،
إتى صوتها يخترق إذنيه بصورة مُزعجه : يبه ببدل ملابسي وباكل الايسكريم واسسويييي
تأفف عمه : عزالله سّرى الليل !
: يالله يبه بزّين لككككك
وأكملا مِشاهدة المسلسل العربي الذي يُعرض ، وعمه يحكي له قّصته بحذافيرها وإنه مُتأثر بدرجه كبيرة ، ليقول بضحكه : الله يغفر لي بعد ماشوفه اصلي الوتر وانام .. خوشّ ! الله يتوب علينا يارب
( ياعمّ لو ربي بيدخلك الجنة ..

دًخلت عشان اللي سويته فيني )
قالتها أعماقه ولم ينّطق بها لسانه ، هو شخص لا يُعبر عن مشاعره لدرجة فظيعة يُدرك هذا ، ويدرك بإن عمه يعرفه وهذا يكفي !
دّلفت وهي تحمل الصينية وهو أطرق رأسه بانزعاج من ملابسها التي تضيق الخناق عليه ، ووضعتها أمامهما ليقول والدها :صبّي لنا ،
: ابشر يايبه
مدّت لوالدها ، وهو مدّت له ليرفع ناظريه مُرغماً وهي تشيّح بوجهها عنه ليبتسم بسخريه ليدرك بإن عمه قدّ منًعها من زيارة جيّرانهم بسبّبه !
إخذ كاسته ، ليرتشف منها بهدوء وهيّ انضمت معهم تُشاهد التلفاز وتهز قدمها اليُسرى شعًر بالتوتر من شدّة اهتزاز قدميها وكأنها غاضبة ، او لا يعلم .. ولايهمه !
قال بصوت خافت : وقفّي هزً !
نظّرت له بحدًة وبلًلت شفتيها : كان قايل لابوي هو اللي يقول أوقف هز ! مايحتاج أنت !
واشاحت بوجهها ، لتستقيّم : يبه بروح انام تصبح على خير ،
وقبّلت رأسه وفّرت هاربه !
هزّ رأسه بسخرية على تّصرفاتها التي تنّم على شخصية طفولية بغًيضه ، أ كانت تُريد الاقتصاص منه بكلماتها هذه ؟
إن لم يجدً وظيفه لأسبوع آخر ، سيختنق حتى الموت من تصرفاتها الغليظة !
.................................................. .......................

سمّ بالله وأكل من الرطب الموضوع أمامه وأرتشف من قهوته وهو يصلّي على خير البرية محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أتى صوت زوجة اخيه والتي تكون والدته من الرضاع وهي توقظ أبناءها بصوت عالي ، دخلت إلى غرفه الجلوس وهي تلهث لتجدّه جالساً يأكل بهدوء : الحممدلله قمت عزيز !
أطرق برأسه لتّشاركه الجلسة وصبّ لها فنجان ليّمده لها : ماقّصرتِ وتنهدت : ياربي هالعيال متعبين قلبي مايقومون !
تحدث : اصبري إذا قمت اقوم أخرشهم ، لا تحاتين
تنهدت : والله مايخرشهم غير أبوهم بس راح بدري مع أبوك ولا أنت ماراح يسمعون وش تقول
أبتسم : الله يهديهم ويهديني قبلهم
تنهدت : امييين ، لتقول بعدها : شلون الشموخ ياعزيز ؟ هالبنت قلبي ياكلني عليها بس هي الله يهديها ماتعطي لا خير ولا شر
شرب فنجانه : ماعليها ، تعرفين الشموخ وهذا طبعها من بعد ماماتت أمها وهي كيذا
تنهدت : والله بعض الأيام اقول ياليتها تتفق مع بنات خواتك شحليلهن ابد كلشّ ! لتردف بتساؤل : صدق جمال بيطلقها ؟ وقالت بتنهيدة : لو يدري قصي والله مايخلي بجمال عظم صاحي
اطلق ضِحكة عميقة : ياليت يفّشي خلقي فيه ! وعبّس بضيق : قاهرني ياأم قصي ، بس والله لا يطلقها ونزوجها قصي اللي يبّيها
إطرقت رأسها وهيّ تتذكر حديث سمعته بسبب اصواتهما العالية : جدّك مستحيل يرضى ومستحيل يزوجها غير جمال ياعزيز
ضحك بسخريه : والله لا يطلقها غصبن عليه
: لاتحلف !
: وأنا عند حلفي بإذن الله !
شتت ناظريها ،هي تعرف عناده لذلك لم تخبّره ولا تريد مُجادلته إكثـر لتقول : لاتخبّر قصي ان جمال جاء ولا تخبره أن بيطلقها ولا تزوج عليها
صغّر عينيه : قالك يوسف ؟
تنهدت وأطرقت برأسها : قالي ومنقهر وأكيد الخبر منتشر والله يعين الشموخ من كلام بتّسمعه على الغدا !
تأفف !
وتردف: لا تخليها تحضّره ، لا تسمع كلام شي يسّد نفسها اكثر
قال بهدوء: بتحضر غصبن عليه وغصبن عن كل كلمه تنقال فيها ! الشموخ ماتنكسر ياام قصي وانا حيّ !
وإستقام ليردف : وماني مخبر قصي لا تخافين خليه اذا جاء بالعطلة يفرح إنها بتصير له بإذن الله
تمتمت بخفوت : لا تعّشم روحك ياعزيز ولا تعشمه ، وانا ناويه أخطب له وازوجه بعيد عن الشموخ
عقد حاجبيه بضّيق ، وأردفت : وأزوجك أنت بإذن الله !
أبتسم بسخّريه مريرة : لا أنتِ مزوجه ولدك ولا مزوجتني ! اللي نبيه عيّا البخت لايجيبه !
واستدار خارجاً ، وهو يطرق برأسه ويتمتم ـ أبيات شًعر تلتمس فؤاده الخاوي !
.................................................. ..........................
خـرج من صلاة الجمعة بالجامع الذي يُحب صوته وخطبته الواعظة والسلسة التي تتحدث عن برّ الوالدين وفضلهما ، وأوجس في نفسه ضيق عندما تذكر صراخه على أبيه من أجل الشموخ ، وتذكر جفائها الذي طال مع والدها ، ليدعو بسّره أن يصلح مافي القلوب أجمع !
: عبد العزيز
استدار ليرى راضي أبن خالته يمشى باتجاهه وأبتسم برحابه : هلا والله بعبد العزيز من شوي وانا أشوفك قدّامي ولا انتبهت لي
أبتسـم : ياهلا براضي ! شخباركم ؟ شخبار الوالد والوالدة وخواتك
قال بضيق : بخير ، أقلط ياعبد العزيز بيتنا قريب
ضحك بداخله بسّخريه ، نعم فأسباب صلاته في هذا الجامع هو قُربه من بيتها الذي أصبح دخوله وجع !
تحدّث : لا والله السموحه يا راضي أهلي ينتظروني على الغدا ، بس وين الوالد ماهو معك !
أطرق برأسه ليقول بيأس : الوالد تعبان ياعبد العزيز
: صادق ؟؟ لاحول ولا قوه الا بالله

وشفيه ياراضي عسى ماشرّ؟
تنهد ليرفع ناظريه : من بعدتزوجت اختي وراحت وهو تعبان
إنقبض قلبه ليقول : وشفيها أختك ؟
: من يوم ماراحت لجنيف وهي لاتدّق ولا ندري وش أخبارها
عقد حاجبيـه : ليش وين زوجها ليش ماتتصلون عليه ؟
ابتلع ريقه : ندق عليه مايرد ولا نعرف له رقم ثاني نخاف صاير لهم شي وحنا ماندري وبديّار الغربه .. تعرف المصايب كثيرة
قال بغضب مكتوم : طيب ليش جالسين ليش ماتروحون لجنيف ؟ تشوفوا الوضع
تحدث بيأس ، وهو أبن الخامسه عشّر ربيعاً لايعرف كيف يتّصرف : مانقدر ياعبد العزيز ، الفيزا يبغى لها وقت وصعبه اروح لحالي وابوي مايقدر ! وإنت عارف وضعنا مامعنا فلوس تكفي ..
عقد حاجيبـه ليقول بجرح : إزهلها ياراضي والله لاتعرفون أخبار أختكم بحّول الله !
: وش بتسوي ياعبد العزيز ؟ ، قالها بصدمه.
: ماعليك بدبرها بحول الله ، لو ماضبطت رحت انا دورت عليها !
تهللّت أساريره ليقول بتأثر : الله يجزاك خير ياعبد العزيز ، وشتت ناظريه : داري أنك كنت تبغاها . . بس أبوي اختار الغريب عليك
جّـرحه بدأت رائحته النتنة تفوح لتلتصق بإنفه !
ابتلع ريقه ويقول : النصيب ياراضي ، ويمكن هي سعيدة مع زوجها وهذا اهم شي .. يالله فمان الله !
.................................................. ...........................
تجلـس بجانب بنات عماتها في اجتماع العائلة يوم الجمعة ، وجبينها تغَضن بانزعاج من الإزعاج الذي لم تعتادّه ولكنها مُجبـرة . . لان والدها فجأه دخل لغرفتها ليقول بحدة ( بتحضرين الغدا يالشموخ ، ولو ما حضّرتِ مثل الأسبوع اللي فات مبّ حاصل لك طيب !)
مُتعجبه من حّزم والدها الغير مُتوقع ، وسايّرته من أجل تأنيب ضميرها .. وها هي نادمة لانها تجلس بين حشّود لا تستسيغها ، ترتدي جلابية ذات أكمام طويله وواسعه ، وترفع شّعرها للأعلى و ترتدي أقراط لؤلؤ كبيّرة أعطتها شكّل مناسب للغداء .
تحدّثت جمانه ابنة عمتها هدلاء : اقول بنات شرايكم نطلع شالية الوكيند الجاي ونسبح ؟
: تعالو ببيتنا هدوش المسبّح مايسبح فيه احد
: لاااا نبغى شاليه نغيّر عن البيت طفشّنا صراحه !
وافقتها عائشه ابنة عمتها هلّه : والله صدق صراحه طفشنا من البيوت ، ونقسم الاكل بيننا والفعاليات شرايكم ؟
قالت يسرى ابنة عمتها مزنة :

بس جدّي ماأتوقع يوافق !
الأنظار أصبحت مصوبة باتجاهها لتقول هدلاء :

الله يسلّم شموخه تقنعه !
رسمّت ابتسـامه طفيفه : والله أنتم اللي تبغون تطلعون أنتم قولوا له
: يعني انتي مبّ طالعه معنا ؟ بتطلعين تدرين جدّي مايوافق إلا عليك !
رفعت كتّفيها : والله عنً نفسي ماحب المسبح ، مو قصدي اخرب عليكم بس جدّي يحبكم كلكم جربوا قولو له
اعترضت هدلاء : شمموخ كلنا ندري انه يحبك أكثر شي .. يامًا نبغى شي مجرد ماتقولين ييووووافققققق
تأففت بداخلها لتقول : جربوا قولوا له تراني ماعدّت صغيرة زي أول . . بيوافق عليكم
: ايي والله أول شحليلك يالشموخ معنا الحين مدري شفيك . . نحسّك بعيدة !
نظًرت لتلك التي تبغضها وتبغض حدّيثها مها أبنت عمتها مزنة الكبرى لم ترد عليها ، لتًردف وفاء ابنة عمتها هيًا : عاد حنا نوقف وناستنا عشان الشموخ ماتبغى تقول لجدّي ؟ انا أقوله وإذا رفض فيه بيتنا ننبسط فيه حنا البنات !
لم تعلًق وأشاحت بوجهها عنهم وهي تّشعر بالاختناق الفظيع وأخرجت هاتفها تحاول الانشغال به ، والمناقشة حول " الشالية " مستمرة ، لا تحبذ هذه الطلعات الغيّر مناسبة لشخصيتها التي أصبحت أكثر أنطواء لدرجة التغير الفظيع الذي يُلاحظه الآخرون ، ولكن هي أدركت بإن هذه التفاهات والطيبة التي تتجاوز الحد ليست سوا سلاح ذو حدً حاد وقاتل !
ووالدتها أكبـر مثال شاهدته في حياتها طيبتها الانهزامية تُشعل بداخلها شُعلة الغضب والقوة !
سِمعت أحاديث في اخر المجلس الذي خُصص للبنـات في بيت عمها عبدالله ويجلس النسّوة في مكان آخر وتعتقد بإن تلك الأحاديث التي تتفوه بها ألسنه قذرة لتّصل لمسامعها !
: عاد شفتي الشموخ اللي شايفه نفسها تقول أمي جمال جاء متزوج عليها !
: تكككذبييننننن من جدك ؟
: والله ! عاد هو أسم على مسّمى جمال ! اكيد شاف له وحدة جميله مثله
اعترضت تلك : بس الشموخ ماعليها قاصّر تهبل ، بس

لولا شوفه النفس
: هه حبيبتي الشموخ ولا شي عند اللي بإيطاليا ! ويمكن يتطلقون بعد !
شهقة وصلّت لها .. لا بل لمن في المجلس أجمع رفعت ناظريها لهما ونظرت لهما باستخفاف وجعلتهما يصمتن بجبّن !
واستقامت ليس هرباً بل كبريائها لا يسّمح لها بمُجالسه منافقيـن !
خرجت خارج المجلـس لتنظر للأطفال يتراكضون بفّرح وسعادة وتنهدت بهّم ياليتها لم تكبـر ياليتها تبقت شموخه ذات الكعكة الضخمة كثافة شعرها والتي أصبحت أضحوكة لمن في سنّها !
بحثت عن مكان تجلس فيه ولكن رأتها عمتها أصايل تغّضن جبينها لتتقدم نحوها : شموخه الغدا تعالي
وسارت إفلى الصاله الطعّـام ، حادثتها : شموخه شلونك ؟ شلون الجامعة ؟
: الحمدلله ، والجامعة زينه
ابتسمت : ماشاءالله ياشموخه كل ماتكبرين تحلّوين وعسّى ربي يرفع حظّك
! : ليه وشفيه حظي ياعمتي ؟
ضحكت بخفوت لتقول بإحراج : مافيه شي ، بس عاد ولو الله يألف بين قلوبكم ياطيور الكناري !
كتمـت غضبها وهي تحاول التماسك لِألا تقول كلمه لاتليق بعمتها الكبيـرة ، ولكن صبّرها سينفذ ! دخلت لصالة الطعام وتلقت ترحيب ليس من عادة عمتها مزنة : هلا هلا والله بشموخه هلا بعيوني تعالي عندي ياعمري
سارت بهدوء لحيث المكان الذي أشارت به لتّربض بجانبها وتضع لها في صحنها من أشهى الإطباق وعند انتهاءها سايًرتها : لا تخافين ياشموخه جمال مستحيّل يخلي هالجمال ويطلقك !
تحدّثت بصوت بلا شّك سيصل لمسّامعهم أجمـع : ومن قالك إني ميته عليه ياعمتي ؟ أنا أنتظر طلاقه اليوم قبل بكره ! وإذا ماطلقني . .
قاطعتها عمتها هلّه التي هي وحدها من تستسيغ منها حدّيث والتي توقن بإن طيبتها شئ ملموس ليس كذب : شموخه كملي أكلك ، ولا عاد تفتحون سيًرة هالموضوع معها صار فاكهه مجلسنا ! إذا ربي كتب نصيب بينهم الحمدلله وإذا ربِ ما كتب كلّن ربِ يغنّيه من عنده !
وهكذا عمّ الصمـت لدقائق ، و تغيّر مجرى الحدّيثحتى إكمالها طعامها ونهوضها ، للذّهاب لبيـتهم !
.................................................. ....................
،
نزّلت من غرفتها بعد صلاة المغرب وقد اتفقت مع صديقتها أسماء سلفاً للالتقاء بإحدى المقاهي ، كان البيت هادئ .. لا أحد فيـه .. وقدّ أرسلت رسالة لوالدها سابقاً تُخبره بإنها ستذهب ولم تنتظـر جوابه .: على وين إن شاءالله ؟
تنفسّت الصعداء لتعد إلى الثلاثة وتستدير ، وكعادتها كتمت أنفاسها من شكله الأخاذ .. وهو يرتدي الثوب والشّماغ وهو خارج من غرفته !
تحدثت بهدوًء وهي حتى الآن لم ترتدي نقابها وتمنت لو ارتدته سلفاً : بروح لصديقتي . . واستدارت خارجه ولكنه أوقفها بسرعه وهو يُمسك بزندها تألمت لتبعده بقوة : شفيك أنت ؟
عقد حاجبيه : روحه مافيه ! لاتنسين إني زوجك
: يعني بتقنعني إنك خمس سنوات فكرت فيها انك

زوجي ؟ وتبي تقنعني إني بسّايرك وإقول أبشر ؟
نظًر لها بحدّة : غصّب عليك !

ولا تشوفين مني شّي يا
قاطعه ضحكتها الرًنانة : ههههههههههههه ياهذا الشي

اللي كل ماشفتني هدّتتني فيه
إقترب منها حتى أصبح لا يفرق بينهما سوا إنشات

بسيطه وهو ينظر لتقاسيم وجهها المُرتعبة :

تبغين أوريك وش عندي يالشموخ ؟

تبغين ؟ البيت فاااضي ابوك وامي مبّ فيها

ويفضى الجو لنا
: ماتسًويها
ضِحك : ليش ؟ مب أنتِ زوجتي من خمس سنين
: لاني ما أبيك !
كلمته صفعته . . ليرتد لخطوات .. استغلت الموقف لتهرب خارجاً !
.................................................. ....................

زوجته التي يصّله حدّيثها عبر الأثيـر وهو يقود سيًارته بغضب أهوج !

يُخبرها بإن زوجتخ الأولى تجعله يفقد أعصابه وتجعله يّكرهها إكثـر ، وتجعله يتمنى الخلاّص والعودة لإحضانها !
ولكن هي بفطنتها . . اكتشفت بإن تلك الشموخ قدّ تأخذ مكان في حيزّ قلبه لم تستطيع الوصول له ! لتقول هي : مو من صجك ماتطلقها ياجمال أنت مو طايقها ولا أهي ! ترضى جالسه انا بالغربة أنتظرك .. اشتقت لك وايييد
تنهـد بهم : تدرين وش كثر كاره هالمكان وش كثر ودي ارجع لإيطاليا بس أخلص من ورث ابوي اللي متشابك مع بعض !
: طيب على شرط تبغاني إرضى ؟
: شتبغين بس ؟
: أطلع بشقه لحالك لاتجلس بنفس البيت
أطرق برأسه : وهذا اللّي بسّويه ، لاتخافين محدّ جاي بقلبي غيرك
قالت بغّصة : إدري والله أدري لتتنهد وتُردف : شصار بإخر المُستجدات
: الحين بروح لولده وبنّشـوف وش يصير دعواتك اخلص بسرعه وارجع لإيطاليا !
: كل يوم ادعي ترجع لي ياجمال ماتدري شكثر ايطاليا ولا شو بدونك !
تنهد بهم ، ليقول وقدّ وصل لوجهته : وانا حياتي

ولاشىء بدونك

أكلمك بعدين
توقفت سيًارته عند بيت صديق والده سلمان . . الذي توفى قبيل سنة وهو لم يُدرك حتى الآن وبعد وفاته تم التلاعب بحلال أبيه من خلال الموظفين الذين عاثوا به فساداً ولم يكن عليهم رقيب. . وهاهوّ يريد مواجهه أبنه وسؤاله عن هذه الفوضى التي عمّت ولم يفعل شيئاً ، وقد يكون هو أحد أسبابها !
إستعان بالله وتقدّم للباب ليرن الجرس ويفتح له إحدى الصبيه ليسئل : هذا بيت أبو علي الجابري !
: ايه امر ؟
:علي موجود ؟
: ايه موجود تفضل !
.................................................. ...........................
أكـرمه أبن صديقه أفضل إكرام ، ليقول : مابغيت تجي يابو خالد طولت !
تنهد : والله توني مخلص دراستي وجيت على طول بس ياعلي الوضع مرة فظيع رحت المصنع الخميس لقيته مقفل وأنغبت بس إني شرهان عليك ليش ماوقفت بوجوهم كانك تخاف الله !
كان علي . .رجل في بدايه الثلاثينات يحمل تقاسيم سّمحه وجسد نحيـل .. ليجاوبه : والله ياخوك انا ماعرف شي لا بالتجارة ولا بالإدارة . . وابوي توفى فجأه ولا عرفت شسوي .. اللي قدرت عليه إني قلت جدّك .. واصلاً محد يقدر يسوي شي لان بالأساس كل الحلال مسجل بإسم ابوي . . والحين .. يبغى لنا نسجل حلالك بإسمك !
ليقول بتنهيدة : واظن الوضع بيطول ياجمال !
بللّ شفتيه وهو يقضمها بغضب : والله منقهر يابو سلمان منقهر وعسى ربي يرحم ابوي وابوك ويجمعهم بجنات الخلد
تمتم : اللهم آميـن ، بس ترى واحداً من عيال عمامك موظف هناك وهو اللي مخلي الوضع هكذا.. وهز برأسه بقلّه حيله : يعني سارق كل الحلال
ضحك بسّخريه :

الاقارب هم الxxxxب

والله الشّاهد واستقام مُعاقباً : لنا لقاء يوم الأحد بالمحكمة مع كل الأوراق اللي تنقل الوكاله بس احتمال تطول لان فيه تعقيدات كبيره .. والله يسًهل !
: اللهم آمين !
ليقول وهو يطرق برأسه : والسموحه ياعلي . . شكيت فيك للحظة !
أستقام على ليقول : ماتنلام ياجمال ..
:مع السلامه !
وإتجه للخـارج وهو يحمل غضب عارم اتجاه عائلته وبالأخص عبد الوهاب أبن عمه عبدالله
.................................................. ...........








قصصية and Maha bint saad like this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 30-01-22 الساعة 07:09 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 12:44 AM   #8

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الرابع

الفصل الرابع

.................................................. .......................

يجلسان في غرفة الطعام المُخصصة وهيّ تقوم بوضع الإطباق أمامه وتحثه على الأكل : سويت لك اكل بدون زيت دسم . . كلّ
حثّته على الأكل أومأ برأسه ليأخذ هاتفه ويقول بشدة غريبه عليه: انا أسلوب الحياة هذا مب عاجبني
عقدت حاجبيها وزمت شفتيها بتعجب ، واتصل على الشموخ وهو عاقد الحاجبين طال إنتظاره حتى إنه هّم بالصعود إليها ولكنها أجابت أخيراً
جاوبت بفتور: نعم يبه
قال: تعالي تغدي معنا
جاوبته بهدوء : مبّ مشتهية
: لك دقيقتين اذا ماجيتي يالشموخ مايحصل لك طيب
: يبه وش الشي المو طيب وبيصر لي ؟ مستعدة له ولا اجلس معكم بسفرة وحدة !
ضربت كلماتها أعماقه قلبه ، ليغض الطرف ليس لأجله بس لأجلها هو تهاون معها لدرجة انها أصبحت تتساهل بقذف كلماتها عليها دون احترام ليقول بشدّة : بتجين غصب عليك ، و هالاسلوب اللي تتكلمين فيه يحتاج تعديل تفهمين ؟ لك دقيقه !
وأغلق !
نظرت له زوجته بتعجب : شفيك احمد مب عوايدك !
نظر لها بألم : إذا هم مايبون يبرون فينا حنا بنجبرهم يالجازي ، وربي رزق كل واحد مننا بواحد وتبين نخلي الصد يكبر اكثر ؟
وتنهد وهو يُردف بعجز : انا تساهلت معها كثير وحطيت لها اعذار كثير وشكلي دلعتها فوق اللازم ، خلاص تعبت ابي اذا متت تدعي لي . . غصبن عليها
تغضن جبينها بأسى : بينفع معها ؟
: بينفع ليش ماينفع !!! وولدك يبغى لك شدة إذا نبي سعادتهم لازم يبرون فينا ولا رب بسابع سما ماهو راضي عليهم!
حركت الملعقة بالحساء بتشتت لتقول بقلب اسير : حنا غلطنا يا أحمد ؟ غلطنا ؟
نظّر لها بقوة : ماغلطنا بحق رب العالمين وهذا يكفي !
ولم يبدأ بالأكل وهو ينتظـر أبنته التي يوقن أنها ستأتي ، أسلوب الصرامة معها فاد كثيرًا وهذا ماينوي فعله لتتعدل وتعيش حياتها طبيعية
كم يُضايقه انطوائها الواضح وكم يشًعر بالألم يعتصر فؤاده وهي تحادثه بجفاء وكأن عدوها ، وليس أبيها !
: ترى كل عماتها عرفوا بسالفة الطلاق
تنهد : دقت علي سهيلة تقول بنتك يبي له تربية قليلة أدب . ضحك بسخرية: واكتشفت انها قليله ادب وتحتاج تربية !
: لاتجبر أحد على أحد.
همّ بالرد عليها ولكن دخولها ألجمه وقبيل جلوسها على طاولة الطعام تحدّث : روحي نادي زوجك
فتحت عينيها بصدمه : شتقول يبه
: كلام واضح . . زوجك بغرفته روحي ناديه يتغدى معنا
تأفف لتقول : هذي أمه عندك خليه تناديه
زجر بغضب : الشموخ أقول روحي نادي زوجك !
ابتلعت ريقها من أسلوب ابيها الغريب هذه الأيام تقول بسخرية : اوكيييه ببناديه . . هدّ
وعندما خرجت ، تحدثت هي : احمد وش قاعد تسوي؟ قلت لك لا تجبر أحد على أحد !
: هي زوجته غصبن عليهم كلهم ومن اليوم ورايح هذا نظامي والشموخ بتتم زوجة جمال غصبن عليهم
انزعجت : تدري إنه مايبيها ، وهي ماتبيه وسمعت قّصي ولد يوسف ودّ فيها وجمال متزوج خلوه يطلقها وزوجه الشموخ
: لا والله ؟ الدعوى لعبة تتطلق من هذا وتتزوج هذاك
تغضن جبينها من عنادةه الغير معهود : يعني بالأكراه بتتم ؟
لم يُرد عليها ، وتركت ملعقتها وهي تشعر بالضيق يفتك أضلعها وحديث يتردد في مُخليتها لو إنها لم تحبه لو إنها لم تراه لو إنها لم تتزوج به!
لتعاود الحديث : أحمد .. حنا غلطنا يوم حبينا بعض ؟ غلطنا يوم تزوجنا وكل واحد فينا لمرة وحدة قال نفسي وترك ضنًاه !! حنا غلطنا ؟
هو شعًر بالضيق الذي يعتّريها ولكنـه لم يُجيب عليها لدقائق وبعدها رفع رأسه ليقول : وحنا مع بعض يالجازي ، لاتنسين !
.....................................
عندما خرجت من صالة الطعام ، ترددت للحظة وهي تتجه لغرفته ولكنها هي لن تهتم بتهديده الذي فكرت به بالأمس ، لن يقوى على فعل شيء بها و فكرة خلعه لاتزال في مؤخرة رأسها ولكنها ستنتظر قليلاً لعله هو يُطلقها . . وترتاح !
ارجوكم لا تنظروا لي هكذا ولا تأخذوا إنهياري بذلك اليوم بجدية ، انا أمُقته .. ولا أُريدة .. ولن أسامحه !
ولن يجمعنا سقف واحد بإذن الله !
وصلت لغرفته اخيراً ، لتهم بفتحها ولكن أخافها هو بفتح الباب نظر لها من علو وهو عاقد الحاجبين ينتظر تفسيّرها لوقفها أمام غرفته وكعادته ينظر لها من أولها لآخرها بنظرة ازدراء ، ولم يُعجبه شكلها الذي يراه باهت !
بشعر مرفوع لأعلى وخصلات مُستاقطه ووجه شاحب ، وملابسه بيتوتية عادية !
: تـ..ـعـال .. الغـ..ـدا
رفع حاجبيه بتعجب ضحك بسخرية وضحكته لم تمر مرور الكِرام عليها ، شعًرت بأنها وقعت في الفخ وهي أمامه وكأن القط وجد الفأر اخيراً !
: الحين بتقنعني انك جايه هنا عشان تقول .. تعـال الغدا؟
رفعت كتفيها ونظرت لقدميه الخالية من الحذاء ويبدو بإنه للتو خرج من الإستحمام : يعني تتوقع جايه عشان اشوف وجهك ؟
واستدارت تمشي أمامه دون اكتراث ظاهري وهو سار خلفها ليقول لها بحفيف أفعى : مدري .. يمكن جايه على شي ثاني .. اللي الأزواج يعرفونه!
لم تُجيب عليه لثواني . . واستدارت لتقول : محد قالك انك قليل أدب ؟
أبتسم : لأ !
: اوكيه انا أول من يقولك إحترم نفسك ولا عاد تتكلم معي كيذا . . هه ولا تلقاني من بُكرى خالعتك !
حسناً هي مُستفزه وذات عيّنين عندما تنظر لها تشّعر بحقارتها الداخلية وهو سريع الغضب ينتظّـر فقط شُعلة ليشتب حريق في جوفه ولكن يجيب عليه إخماد غضبه بأي شي والصمود أمامها وإحراقها هي !
وبينما هو يمتلك السلاح الأقوى ! ، والبنية الجسدية الأقوى !
وبينما هو الرجل وهي الأنثـى !
سيكون هو المُنتصر !
إقترب ليمسك خِصرها ويقترب لها ليشعر ارتجافها الذي تسعى جاهدة إن تُخفيه : اوكيه قبل تخلعيني . . لازم اخذ حقي الشرعي . . وبعدها بالطقاق .. مثلك مثلك الحلاوه المكشوفة !
وانطلق ضِحكاته بقوة !
: أبعد !
أبعدها بعنف . ..
ودخل ، تاركها .. تتمالك أنفاسها لدقائق .. لتدخل خلفه بسرعة جلست على مقعدها
وهو ايضًا ربض بجانبها ليقول بضحكه ساخره : ماشاءالله تبارك الله شعندنا العائلة السعيدة اليوم متجمعين ؟
هدر صوت عمه بقوة : اسمعوا أنتِ وهو ، من اليوم ورايح الوجبات الثلاث تجون هنا . . وتاكلون معنا مفهوم !
: وش هالنظام الجديد ياعم ؟ بعسكرية حنا
قال بنرفزة : والله هذا بيتي ، وتمشي على قوانينه وانت رجل !
وضعت له والدته الطعام ، ليأخذه ويتحدث : ماعليك ياعم من بكرى ورايح بهج من بيتك !
شِهقه وصلته من والدته لتقول بارتجاف : وين بتروح جمال ؟ حرررام عليك
وبينما الشموخ بداخلها تتراقص ، لم ينظر لعيّني والدته وإنشغل بطبقه ليقول : بطلع بشقه لحالي !
لم يُعـلق أحدهم على قراره، ووالدته ابتلعت عبرتها وصمتت خشية من هدر لسانه الأشر الذي سيقذف بحديثه النتن دون إحترام !
توقفت الشموخ بعدما أكلت لُقيمات خفيفة ولكن صوت والدها أوقفها ليقول : الشموخ اجلسي . . من اليوم ورايح الوجبات الثلاث ناكلها جميع
!والدها . . قد إجتاز حدودها كثيـراً لتقول : يبه .. هذا فوق مقدرتِ اسفه
: لا يالشموخ بتسمعين الكلام غ...
: طلعني من هالحسبة ياعم
توقف بغضب عارم من هذان الاثنين اللذين سيقتلانه بلاشكّ !
: اسمعي انت وياه .. وهو يهدد بسبًابته .. : اللي قلت يتنفذ .. والله ثم والله مايحصل لكم طيب ...
بينما جمال يستهزئ بداخله على غضب عمه السّمج ، وينظر لنقطة واحدة أشعلت غضبّ قديم يُخبئه بداخله هو رؤيتهما سوياً والدته تمسك بيده تهدئه وهو يربت عليها ويطمئنها .. احتدت نظراته وشعر بأنه سيتقيأ من شدة ما يشعر به ، حتى استقام عمه تارةً أُخـرى ويجّر زوجته خلفه بحنًيـه !
متى رأى هذا المنظر ؟
وعزم على الهروب منه بكل قوةً!
وهو في التاسعة عشّـر ؟
حين قرر الهروب !
ليظن عند عودته بإن ذلك الشعور إختفى .. ليعود تارة أُخرى يشنّ هجوم عليه !
أخذ كاسة الماء ليشربها دُفعه واحدة لعلّ الغضب الذي بداخله ينطفئ !
ووقعت أنظاره عليها ،
لتعود ذكرياته عندما أرغمه جدّة على الزواج بها أو أبعاد فكرة الهرب من رأسه !
ضغط على أسنانه بقوة . . ليرمي الكأس بكل قوة لديه !
أجفلت هي بخوف لتصرخ : شفيك مجنننون ؟ الحمدلله والشكر !!!!!!
وخرج وصوتها يصلّه : مجنوون
لم يهتم لها ، ودلف غرفته وصفق بالباب بقوة ويجلس على سريره ويأخذ سيجارة يضعها في فمه ويُشعلها بفتور بان على ملامحه !
سيعاود الهرب تارةً أُخرى بكل ماأوتي بقوة ، فقط عندما تنتهي إجراءات إرث أبيه ، وبعدها . . سيعود حيث الموطن الأصلي !
أخذ هاتفه ليتصل على موطنه .لترد بفرحه : هلاا هلا بضي عيوني
: اشتقت لك والله !
بان صوته ضعيفاً وكأن يكابد شي بداخله !
: شفيك جمال .. سلامتك قلبي
: تعبـ..ـت خلاص ! مـجـ..ـرد مااشوفهم مع بعـ..ـض إختنق !
: حبيبي اصبر واول ماتخلص ترتاح وخذ لك شقه
تنهد وهي ينفث دخان سيّجارته : باخذ لي شقه وبرتاح مقدر اصبر اكثر
اطمأنت لتقول : تبيني اغير لك مودك شوي ؟
أبتسم : أيه ..
ضحـكت : طيب ..
وسمع عبر الأثير سيّرها عبر المسكن الذي حُفر تفاصيله بذاكرته ليسمع فتحها النافذة ، ويأتي صوت العجوز ماركينا .. تصرخ و تغني
إنفجر ضاحكاً : ههههههههههههههههههههههههه ه يا رباه هالعجوز !! مافقدتني ؟
: يووه جمال مو من صجك كل يوم تجيني تسأل تقولي بصوتها انتِ وين ريجلجج مخبله راح وتركج لوحدة أجمل
لازالت أبتسامه لم تختفي وهو يتذكر حديث تلك ليقول : اخسي وأعقب اذا تركتك
أطلقت ضِحكاتها بنعومه ، وتركها تتحدث عن الاجواء والأحداث التي سارت بغيابه . . وعن أصدقائه لتسأله : الا قلي حمد . . شصار عليه
عقد حاجبيه ليتذكر ويقول بضحكة : تدرين نسيته والله من جيت وانا عسا بس انام زين
: الحين تلقاه عاقد النونه ويدخن مدري شفيكم على التدخين !
رفع كتفيه : اللي غاب عن وطنه .. يدخن
: هذا أنت.. بس أهو .. راح عن اهله
: اهله ماتوا .. يعني غايبين عنه !
دخول والدته لغرفته فجأة ... ، عقد حاجبيه وهو يراها تتقدم نحوه تقول : تكلمها ؟
أومأ برأسه ومدّت يدها لتقول : عطني بشوف شلون صوت مرت ولدي !
تعجب منها لدقائق : سمر امي بتكلمك !
سمع اعتراضها ولكنه مد هاتفه ليرى والدته ماذا ستفعل حسنا هو يعرفها ليست من بذيئات اللسان كزوجته .. الاولى !
: السلام عليكم
: وعليكم السلام ياهلا .. شلونج خالتي عساج طيبه !
: إنتِ من وين ؟
: كويتيه ..
ابتعدت عنه لتقول : وليش ماجيتي معه ؟
: أهو رفض .. وصراحه ماعندي جرأه للحين
: تدرين إنه متزوج !
: أي!
: وتدري إنه احتمال مانرضى فيك ابد !
أجابت بغصه : ليش ! احنا سوينا شي غلط ! ؟
: لأ .. بس ولدي قال مرة .. انه مستحيل يضيم الشموخ وهو حيّ .. لكنه شكله نسي يوم شافك !
ومدّت له الهاتف و أنظاره مصدومه من حديثها .. لتقول هي بجدية .. غريبه على والدته ولا زالت هي تستمع : اذا طلعت من البيت ياجمال لا انت ولدي ولا أعرفك وروح قابل رب العالمين وانا غضبانه عليك !
وخرجت .. وهو مكبّل الايدي بقله حيله !
وعندما رفع لهاتفه قد أغلقت الخط ويبدو أنها تبكي هُناك وحيدة !
لم يقوى على معاودة الإتصال بها .. وحدّيث والدته يتردد كالصدى في رأسه !
.................................................. ........
أهو ضرب من الجنون عندما أعلى هامته امام شقيقها المُراهق بالبحث عنها!
كيف اصلاً يبحث عنها وهي في دولة غربية !
ولا يعرف أحداً قد يكون في السفارات ليّدله لو على خيط !
أوقع نفسه في مأزق لايعرف أن كان سيخرج منه وكلمته التي أخرجها يجب عليه إن يكون "قدّها!"
استند على الطاولة في مكتبه الخاص في العمل وهو يفكـر لعلًه يجد وسيلة تنفع بايجادها مثلما أصر هو !
لو سافر هل سيجوب جنيف بأكملها بحثاً عنها ؟
كم سيتغرق ؟
وهل ستسّره رؤيتها وهي سعيدة مع زوجها بينما هو سافر عبر القارات فقط لطمأنة عائلتها !
وكيف سيكون شعورها ؟ وشعور زوجها الذي بالكاد لن تسّره رؤيته !
رفع رأسه و تأفف بضيق ، ونظر من الزجاج الذي أمامه الموظفين وهمّ يحومون بجّهد وفيّر !
أخرج هاتفه ليتصل على ابن خالته ولكنّه تراجع قد يكون الآن في المدرسه .. وإرسل لأصدقائه طلباً
( يعيال تعرفون احد بالسفارة السعودية بجنيف ! تكفون !)
ورمى هاتفه ، و انشغل بعمله لحين عودة من المدارس وسؤاله عن أدق التفاصيل التي لعلها تنفعه
..........................
خرجا من المحكمة الذي قضيا فيها الصباح بأكمله ، شمس الظهيرة عمودية عليهما ليقول أبن صديق والده وهو يرتدي نظارته الشمسّيه : تحتاج دعوات الوالدة ياجمال .. مطوله السالفه !
قضم شفتيه .. وتردد حدّيثه لقاع صدره لُيردف : نتلاقى بعد اسبوعين والله يسّهل فمان الله
وإتجه حيث سيًارته المركونة وتركه وحيداً ، يكابد حديث والدته وقولها .. الذينهش جروح مندملة !ً
وما جنى من ذهابه للمحكمة سوى أخذ موعـد وسيكون بعد أسبوعين كحد أقصى .
اتجه هو بدوره لسيارته يستقلها ويسيّر بهدوء ويشعّر بإن رأسه سينفجر من شدة ضغط أفكاره !
وإتجه حيث المصنع الذي زاره صباحاً ليراه مقفل بإجازة لجميع الموظفين على حسابه !!!!!
توقفت سيارته وترجل ليذهب للحارس الطيب الذي عندما عرفه عاتبه على تأخره !
طرق الباب الجانبي الذي يعيش فيه الحارس هو وعائلته ليخرج أحد أبناءه ويناديه ليأتي وهو يهلًي به وأمره بالدخول البيت يثير الشفقة أشبه بمخزن وليس بيته لعائله كبيرة !
هو يذكر هذا الحارس قبيل وفاة والدة ويعرف معدنّ أخلاقه وسوء أحواله المادية وكم من المرات سّخر الله والده لسداد دينه أو قضاء حاجة له ولن يكون أفضل من والده ولكنه يمشي على عهده !
جلس على الأرضية ليضيف بالقهوة ولكنه اعترض بقوله : يابو حسن انا جاي بكلمتين وطالع لاتكلف على نفسك
جلس بجانبه ليقول : بّشر خلصت امورك وحولت الوكاله لك
تمتم : لأ وشكلها مطوله ويبغى لها تعقيدات .. لكن بسألك ولد عمي عبدالوهاب ؟ .. هو ماسك رئاسة المصنع الحين .. بأي حق معطيهم اجازة !
تحدث : ياجمال من بعد وفاة ابو علي اللي صار المدير عبدالوهاب أعطى الموظفين إجازه وسكر المحلاّت وسفره رايحه وسفره جايّه ! و تنهد بيأس : وانا لولا الخوف من لقمة العيش كان ماسكتت اللي سويته خبرت جدّك وهو قالي اجلس بمكانك بتجي انت تحل الأمور بعد الله!
أطرق برأسه وهو يفكـر ماذا يقصد جدة بفعلته ؟
ألم يستطع دّحـر عبد الوهاب ؟
إمّ انه فقط يقوى عليه هو !
بلل شفتيه بغّضـب داخلي ليردف الحارس : ومن رأى لاتنتظر المحكمة مجّرد ماتنتهي إجازتهم إدخل المصنع واتحدى احد يقول شي
كان عاقد الحاجبين بغضب ، تحدث : بنشوف بنشوف يابو حسن .. بس هو يرجع من سفرته اللي لها عشرة أيام !!! وبعده نقررر !
واستقام ليخرج من جيبه بعض من المال ويمدها للحارس ليقول : هذا من مقّسوم الله يابو حسن ولا هو هاين علي راتبك القليل لكن إصبر ولك مني راتب تستحقه!
اعترض وهو يستقيم بركاكة : لاوالله ياجمال ماأخذها !
وضعها في يدّه وقال : هذي عن أمانتك وعن حسّن اخلاقك يابو حسن
: ماعمر الأخلاق صار لها راتب ياجمال ويكفي إنك بتزود راتبي وهذا يكفيني !
وأشاح بوجهه ، ليعيد المال جيبـه وأطرق رأسه : الله يجزاك خير وانا عند وعّدي يابو حسن !
أبتسم لينظر له : وأنا أشهد إنك رجال بن رجال ..
واستدار خارجاً ، ليستنشق هواء نقّي .. واتجه لسيارته !
.................................................. ......................

دّلف الى البيـت ومنها الى الصالة وتوقفت قدميه وهو يسمع أصوات الاطباق في المطبخ ، وخرجت والدته ومعها طبق الغداء .. تراه يقف بطوله وجماله المُلفت ، شعرت بالحنين الفاتك يعصف بها لاحتضانه هه الاحتضان بعيد عن عالمها يكفي فقط حدًيث لطيف يخرج من شفتيه الوردية والتي لم تتأثر بسيجارته تجاهلته بقلب متألم لصاله الطعام ويبدو أن الصرامة التي وصها زوجها فادًت به فملامح وجهه توحي بأنه تأثر ولو قليلاً
هو عندما ذهابها من أمامه اتجه لغرفته وهو مطأطأ الرأس يفكر بحديثها الغريب ليلة الأمس وبتعقيد أمورة التي ستطول أكثـر ..
هل يستطيع المكوث هنا أكثر ويراهما سوياً !
لن يصبّـر ولن يقدر ولكنّه خائف من الغضب الذي ولأول مرة توجهه باتجاهه
دخل دورة المياه يغتسل ويخرج بعدها ويشعر بقليل من الانتعاش و طرقات الباب جعلته يتّجه نحوه !
وفتّحه ليرى زوجته الأولى!
التي حلفّ يوم باغلظ الأيمان أنه لن يذيقها ماذاقته والدتها !
ولكنّ متى حين كان في التاسعة عشّر من عمره ؟
عند عقد القِران وانهيار والدتها فذلك اليوم !
جعله يتّفوه بحدًيث نادم عليه الآن !
ويجب عليه أن يكون محل ماتحدث به !
تحدثت قائله : تعال الغدا !
واستدارت ذاهبه لصالة الطعام ، وهو واقـف يرى عِرض أكتافها التي لأول مرة يشعر بأنها مُتدليه بوهن !
أظلمها ؟
حيـن أتى بعد خمس سنوات بكل عنجهية يطالب بالطلاق وأحل في العهد الذي قطعه !
اتجه بخطوات هادئة تنافي غضبه الدائم يدلف ويراهم كما الأمس بجلسه خاليه من أي مشاعر لطيفة قد تجذبه
ربض بجانبه زوجته وبدأ بالأكل بعدما وضعت له والدته تحدّث عمه : شصار عليك ياجمال رجعت الوكالة؟ !
: لا بتطول !
: ليش ؟
رفع رأسه ليتحدث : أشياء معقدة بعد أسبوعين نشوف
وهكذا أنهى إيه نقاش قد يقام معه
اليوم يبدو غريب لا لسخريته المُعتادة ولا لكلماته التي يقذفها دون أحترام
استقام ومعه والدته بقيا هما وحدهما
نظّر لها وهي تأكل بهدوء !
و ترتدي بيجامة بيتوتيه ، وشعّرها مرفوع للاعلى ووجه خالي من أي تعبيـر !
: الشموخ !
: نعم !
نظّر لها بعمق ليقول : تبغين الطلاق ؟
رفعت كتفيّها لتقّول : أكيد !
: لو اني جيت وماقلت بطلق كنتي بتقولين طلقني ؟
تعجبّت من أسلوبه ومن أسئلته الغريبة ، لتقول هيّ بغضب عارم تجاهه : لو جيت بعد 10 سنين كنت بخلعك بقوة وهذاني أقولك طلقني باسرع وقت لو سمحت !
أطرق برأسه ليقول : بس وصية جدتي نكون أنا وياك مع بعض وجدّي مستحيل ..
ثارت بقوة : وش دخلني بجدتي اللي ميته من 8 سنين ؟ وش دخلني انا فيهاااا ؟؟؟؟؟ لو سمحت طلقني ولا خلعتك وخليت سيّرتك عند كل أحد !
: قّصري صوتك .. لاتعلينه
اشتاطت غضباً : ومن انت عشان اقصر صوتي ؟ من أنت ؟؟؟؟؟؟؟ انا ما اقدر انتظر اكثر من كذا اذا انت طقيت ..
قاطعها : قّصري صوتك
تنهدت بعنف وهي تشعر بألم يعتصّر فؤادها من حدّيثـه ،هي لن ترضى أن تكون زوجته لن ترضى لنفسها بإن تكون الثانية بكل شيء بينما هي الأصل !
تحدثت وهي تشعر أنها ستنهار : الحين بالله وصية جدتي ولا سعادتنا ؟ لاتصير غبي سعادتي أنا بدونك وسعادتك أنت بدوني جدتي ماكانت تدري إني ماأبيك ولا كانت تدري إنك بتجي بعد خمـس سنوات متزوج !
طرأت على نفسها بداخلها عندما تحدثت دون اهتزاز بحنجرتها ولا عبرة سكنتها وهو يطرق برأسه كأنه لا يسمعها .. : يعني الشي اللي بيننا كان غصب .. جاء الوقت اللي حنا نقول لأ !
لم يرفع رأسه لثواني وهو يُفكـر بكلامها هو لم يظلمها أيقن ذلك ، هي لا تريده حتى لو أنها أجابت على مضض عندما كانت في السادسة عشر من عمرها هي بقناعتها لا تريده هذا جيّد !
رفع رأسه إليها وهي تعقد حاجبيها وتكتف يدّيها تنتظر جوابه : يعني أنتِ ماتبيني ؟
أومأت برأسها واستقام هو ليقترب منها بخطوات هادئة ولكنها لعجبه لم تتزحزح من مكانها ابتسم بسخرية هذه المرأة قوية قوية وادرك بانه لو فكّر تارة أُخرى بانه ظلمها سيكون ساذج !
: انتِ من ايش مخلوقه بالله ما تتأثرين لو شوي ؟ ماتنزل دمعتك لو شوي ؟ مايحزً بخاطرك إني جاي وماأبيك ؟ لو تعرفين وحدة اعرفها النسمة الباردة تنزل دموعها بس آنتِ مخلوقة مثلنا من طين ؟
كلامه موجع لدرجة بإنها تمنت لو لمرة واحدة تتخلى عن قوتها الظاهرية وتصّرخ بوجهه وتخرمش بأظافرها وجهه الجميـل ، تمنت لو تبكي وتبكي ولكن الآماني دائماً بعيدة !
قالت بصوت أجوف بارد : دمعتي ماتطيح الا للغالي وماظنتي إنك غالي ياجمال وضحكت بسخرية: وهذي اللي تعرفها اللي دموعها تطيح على النسمة الباردة خلّها تتبكبك ماكثّر الله الدموع
وأبعدته بيديها ومرت بجانبه وهو صامت يحدق بها وهو مُحتار فيّما يغيّضها فيه فيما يتحدث ويزيح هذه القوة التي تثيّر به الغضب العارم !
قال قبيل خروجها : طلاّق احلمي فيه !
ولكنه وصله ضِحكاتها التي أيقظت جنونه ليسير بخطوات سريعة خارجاً من صالة الطعام ويمسّك بها بقوة : لا .. تستفزيني
: ليش كلامي لدرجه هذي أستفزك ؟ قوتي تمسّ رجولتك مثلاً ؟ رّح للي دموعها تطيح من النسمة الباردة واتركني هنا لا أبيـ..ـك ولا تبيني !
رفع حاجبه الأيسر وتفوه بحدّيث أخرق يعلم هذا !
: وإذا قلت ماراح أطلق ولمين اكسرك يالشموخ ؟ ترضين ؟
: الشموخ ماتنكسـر ياجمال وهذا فعايلك اللي سويتها أكبر دليل إن مستحيل انكسّر !
وابتعدت بقوة : وخر عني .
: بيجي يوم اللي اشوفك مكسّورة وقريب
( لدرجه هذا .. تبي تكسرني ؟ .. لدرجه هذي تبين اموت وانا أتنفس ؟ لدرجه هذيي .... ؟)
تجاهلته وتهرول لغرفتها . .
وعند ولّوجها كانت على درجة عالية من الانهيار النفسي تكابد صراعات في داخلها ولا تسمح لنّفسها أن تنهار استلقت على سريرها و تشعر بألم فضيع في معدتها .. واستقامت تدلف إلى دورة المياه المرفقة وتستفز ع معدتها وجع !
أبت دمعتها أن تُخرجه
.................................................. ........................
يّسيّـر في سيارته إلى بيتهم ، وهو مُتعجب يشعر بإنه هناك خيط مفقود ولكنه يعجز أن يجده !
فقد اتصل عليه راضي وهو يتحدث بكلمات مُقتضبه بإنه شقيقتهم اتصلت عليهم وهي بخير وسعيدة ويشكره على مضض !
اخرج تنهيدة عميّقه وهو يرجو أن تكون بخيـر ولا يمّسها سواء لو كان هذا على حِسابه هو
دلف الى البيت الرابع الذي توجد فيه غرفته للنوم فقط وبينما الطعام في بيت أخيه يوسف ووالدته من الِرضاع ويوجد لكل من شقيقاته جناح خاص بها هي وأولادها وعند زواجه سيكون الطابق العلوي به بأكمله هه هذا إن تزوج !
اغتسل ، وذهب إلى بيت شقيقه القريب جداً والذي يفصل بينهما باب خلفي ويدّلف وهو يستمع لأصواتهم في غرفة الطعام ليجد شقيقه وابنائه الخمسة ماعدا قصـي والدة وزوجة شقيقه .. شاركهم السّفرة وتنوعت الأحاديث بشتى المجالات حتى تحدثت زوجة شقيقه : اقول ياخال البنات طالبيني ودًهم يغيرون جو الاسبوع الجاي ويطلعون شاليه
كان والده يأكل بصمت ورفع رأسه ليتحدث : وش يبون فيه وهذي بيوتنا مفتوحه ؟ ..
: مدري عنهم شرايك ؟
وهي تغمز بعّينها له لعله يقول حدّيث يلين رأسه .. لم يُعلق ابيه يأكل بصمت تحدث اخيراً : خليهم يروحون
تعجبّ من أبيه ومن ليّنه المُستغرب ، وسكوته الغير مُبرر فأبيه من النوع الحاد لا يمر شيء أمامه دون انتقاد ودون سيطرة اعتادوا عليها فهو من اختار تخصصه الجامعي وهو منّ أوصى إن يكون في عمله نعم يكره هذا التسلط في بعض الأوقات ولكنّه يبقى والده !
استقام بعدما انتهى من طعامه خارجاً ، ليسأل هو شقيقه يوسف : شفيه ابوي ؟
رفع كتفيه و تنهد : مدري بس لاتضغط عليه بالطلاق ياعزيز ابوي مستحيل يخلي الشمو..
قاطعه بغضب مكتوم : كل شي يهون عند الشموخ يايوسف .. الشموخ تطلق بإذن الله ويتز..
: عزيز خلينا نتغدا
كانت أنظار أبناء شقيقه مصوبه عليهم بتّعجب ، مما جعل والدتهم تُنهي النقاش بإسلوبها صمت على مضض وهو يكمـل غداءه !
: الا يمه متى بيجي قصي ؟
: مدري بالعطلة .. وش تبغى فيه ؟
تحدث ناصر أبن السادسة : قايلي بشتري لك بلايستيشن وشكله مطول
: البلاي ستيشن ياحبيبي بالعطلة .. وأنت تدرس مافيه !
تأفف .. وهو يقول :ياربي يمه .. والله الويكند طفش اففففف بد..
: كملّ اكلك اقول
.................................................
،

ركـن سيارته وهو يدندن بأغنية مشهورة وترجل ليسير بإتجاه البيت والساعة تشيًر إلى الثانية عشـر ، أصبح يخرج صباحاً ولا يعود الا في الثانية عشّر يبحث عن لقمة حلال تغنيه عن الجلوس في البيت بلا طائل والعمل في توصيل الناس أعمالهم وادخار ماله لحين وظيفة تليق به وتليق بشهادة وحين عودته يكون البيت يغط في نوم عميق ويجد عشاءه موضوع في المطبخ !
مّر من جانب غرفة الجلوس باتجاه غرفته ليقف وهو ينًصت لبكاء أشبه بِ بكاء مكتوم ! ازدرد ريقه وانقبض قلبه فنبرة البكاء تلك يكرهها تثير فيه الرّعب تجعله يتخلى عن رباطة جأشه
دلف بخفوت الى غرفة الجلوس ليجد الصغيرة المُزعجة التي يوقن بإنها لم تكبر ولن تكبر !
تنظر لشاشه هاتفها باندماج لدرجه إنها لم تُلاحظه وتضع سماعات بإذنيها وتبكي وتظهر انفعالات دراميه !
تنفس الصُعداء ليشتمها في داخله ، ليدرك تفاهتها وتفاهة أفكارهاا! وخرج متُجهه الى غرفته ليغير ملابسه وبعدها يأكل عشاءه..
دلف المطبخ ليتأفف بخفوت وهو يراها : خوفتني متى جيت ؟
تغّضن جبينها ولم يُجب عليها وهي تخرج من الخزانة المعكرونة سريعة التحضيّر : تبغى إندومي ..؟
: لأ عشاي وين ؟
: بالفرن اطلعه ؟
واجهت مُسرعة لتخرجه وتحضره وتضعه أمامه فوق الطاولة ليربض على الكرسي ويأكل بصمت ..
بينما هيّ تصرفاتها تُريد الاعتذار عن مابدر منها قبيل يومين واأضاً قلبها ينبض بصورة تجعل قفصه الصدر لا يستقر مكانه !
حضّرت لها المعكرونة .. ووضعتها على النار وهي تمسح بيديها بقايا دموع بسبب فلم درامي جداً !
توقفت أمام القدر الذي يطبخ ، وهي توقن بإنها خلفها يأكل بهدوء يجعلها متوترة تفرقع اصابعها وتشتم نفسها على ملابسها العادية حتى إنها لم تُسرح شعرها !
تشّعر بإن النار تُعاند توترها ولا تعمل بصورة صحيحه يجعله المعكرونه تنتهي بسرعه ، ياليتها كانت بغرفتها ولم تنزل .. ولكن من إجل الانترنت الذي لايعمل جيداً سوا بغرفه الجلوس!
رنّ هاتفها الذي كان موضوع في طاولات المطبخ، شتمت سارة بداخلها على اتصالها الغّير مُبرر !
ونظرت له وهو ينظر لها بتساؤل ، بل شك !
أن أطفئت سيكبر شكه .. : من داق عليك ؟
تلعثمت : صـ..ـديقتي !
لم تُقنعه إجابتها وحدّق فيها بعيني باردة لتُجيب وتقول : هلا سارة ؟
وتضعه على المكبر الصوتي ليأتي صوتها يخترق شكّه : بسسرررعههههههه شصار على الفلم ؟
أغلقت الهاتف .. ونظّرت له لتجده قد انشغل بعيداً عنها !
حمد يُحبها .. بلا شك !
ودون إي تزيـيف !
قلبها المُتلحف بين اضلعها يُخبرها بانه يُحبها !
ولكنه لا يعبر وهي لا تلومه !
وأكبر الدلائل هي عندما أصّر على والدها بمنّعها من الذهاب الى الجيران !
وثاني دليل ماحدث منذ ثواني!
شعور سافر .. طغى على قلبها جعلها تصل لمنازل النجوم !
لتتجه الى الفرن .وتطفئه وتضع المعكرونة في صحن آخر وتتجه للخارج رفع عيّنيه بغته لتتقابل عيَنيها به.
وتـرسم ابتسامه خرجت من أعماق قلبها ابتسامه تّخصه هو وحدة !
وبينما هو ينًظر لابتسامتها البلهاء بجمود وتعّجب !
وخّرجت وهو كعادته ناقم على أفعالها !
.................................................. .....:.............................
،
يربض بين أولاده وأحفاده في جلسه عصّريه يتجاذبون أطراف الحديث بكل محبّة أفنى عُمرة لأجلها!
ولكن لكل قاعدة شواذ فالمحبة لابد أن تشوبها كارهيه ، وبغضاء لو أفنى عمرة تارة أُخرى لم ينزعها
وهو يُطرق برأسه ، يُفكر بالشواذ من بين أحفاده
أغلـى الأحفاد من أغلى الأبناء !
محبته لهم صبّت في قلوبهم الكراهية صباً ليراها في أعينهم ، ويتحسّر على أفعال كان يعتقد بانها هيّ من تزرع المحبة !
ربض بجانبه عزيز ، وهو يتحدث إليه بهمس : يبه عسا ماشر شفيك ؟
رفع عينيه له ليقول : ماهنا شي ..
: السلام عليـكم
اتجهت الإنظـار الى حفيـدة المُتشبع بالكراهية تظّهر من عيّنيـه والنسّخة المُصغـرة منه ، بعّيني كا أعين الصقر بحدّتها وصوت جهوري !
لم يتجاذبا إطراف الحدّيث منذ ذلك اليوم الذي أخبـره بوصية والده لعّل تلك الكراهية تنجلي ولكن لشّده الأسف يراها تّكبـر تكبـر
ربضّ بعيداً عنه وتحدّث عبدالعزيز ضارباً بتحذيرات شقيقه يوسف عرض الحائط ! : يبه متى بيطلق الشموخ ؟
لم يُعلـق وإصر عبدالعزيز : يبه الشموخ تراها قطعة مني وأسكت عن كل شي ولا هالموضوع !
تنهد بثقـل : بعدين بعدين ياعزيز !
كتم عزيز تأففه ، ونظر له بنّظرات قاتلة قابلها بعدم اهتمام !
ليتحدث هو : أقول عمي عبدالله ولدّك عبدالوهاب وينه ماينّشاف؟
نظًر له عمـه ببشاشة ، ليقول : مسافر قبل مده عشان يجيب قطع غيارات للمصنع مادريت ؟
عقد حاجبيـه ونظًر لجدّة الذي ينظر له بنظرات عادّية
أردف بعدها : تدري هو ماسك رئاسة المصنع ومن بعد مامات أبو علي والدنيا سايبه وببدأ بالشغّل من جديد !
أكـان اب حسن يفتري عليه ؟
أمّ إن عمه ، يُغطي على أفعال أبنه ؟
: ومتى بيجي ياعمّ ؟ تدرين انا راعي الحلال الأصلي ولازم كل شيء بعيني !
تحدث عمه : والله مادري يابوك على مايّخلص بيجي ان شاءالله .. لاتخاف حلالك بالحفظ الصون !
تساؤلات طرأت في عقله جعلته يّشك في مصداقه أب حسّن !
ولكنه سيصبر حتى تبان الحقيقة !
واستقام غير مكترث بجمعه عائله يمقتها ، وحضوره كان حاجه في نفسه وإحراج عمّه عبدالله ، ولكنّه فشل !
عند خروجه تحدث احد أبناء عبدالله الأوسط بندر : عسا ماشر ياجدي ليش جمال يكره جمعتنا ؟ حتى يوم الجمعة ماجلس معنا !
تغضن جبين الجدّ ، ليزفر بغلـظو ولم يُجيب واردف : وهو صدق بيطلق الشموخ وبيرجع لإيطاليا !
الجميع صامت ينتظرونه يتحدث لينهي الاحاديث التي تتناقلها الألسنة ، لكنَه بقى على صمّته .حتى قِطع الصمت حدّيث ابنه يوسف : هالموضوع سكروا عليه مالنا شغل فيه يابندر
: بس ولو ياعم ماتعودنا نسكت عن شي ولاتعودنا واحد مننا مايحب جمعتنا ولا تعودنا على التساؤلات اللي ..
: بيطلقها بإذن الله يابندر .. وهو مايبي جمعتنا بكيفه !
تحدث عبد العزيز بحدة، ولكنّه ابيه قال : وصيه صيته بتتم بتتم !
ثار عبدالعزيز بداخله ، ونظرة من شقيقه يوسف جعلته يصمت ، ويتوعد جمال بداخله ، سيطلقها .. شاء أم ابى !
واستقام بغضب بان على ملامحه : يبه . . اذا وصيه امي الله يرحمها تضر الشموخ .. انا أول من يعارض!
واتجه الى الخـارج غير مكترث بتهديدات شقيقه يوسف بنظراته !
.................................................. ..........................

يجلس علي أبن صديق والده ، وأوراق جمّه أمامه .. ليزدر ريقه بصعوبة فإرث والده ليس بالسّهل !
تحدّث علي وهو ينظر له : كل الأوراق والصكوك هي لك الحين ، وبعد ماتتم اجراءت المحكمة بينتقل كل شي لك ياجمال هذي ومدّ ورقه : صك المزرعة اللي ابوي اشتراها وهذولي الاوراق .وجمع أوراق كثيرة ليردف : كلها ياجمال عماير وشقق حطها أبوي بإسمك لاتخاف ! يعني بس المصنع والمزرعة هي بإسم أبوي! لكن برضو تحتاج تصديق من المحكمة والله يسًهل !
أخذها وهو مشدود دون النبس ببن شفه وتحدث علي : وانا كيذا أبري ذمتي ياجمال .وسامحني على القصور !
: جزاك الله خير ..
و إردف علي بهدوء : وترى ابوي قبل موتته كان يصرف على حسابات انا مدري وشي بالضبط ، بس اتوقع حسابات ناس فقيرة كلها بالاوراق تأكد منها واذا بتكمل الله يجزاك خير .. لان من السنة اللي فاتت انقطع عنهم كل شي .. فاأكيد ينتظرون !
أومئ برأسه ، ونظّر له : طيب أبو حسن الحارس ماتعرف عنه هو أمين ! ولا لا
رفع كتفيه : والله انا مادري عن شي اللي اعرفه قلت لك
استقام متجهه للخارج بعدما ودّع علي الرجل الخلوق !
وهو يشعر بالحيّـرة ، والخوف ومسؤوليه كبيرة على عاتقه !
هي أمواله ولكنّه يفكر كيف سيصرفها !
دلف لسيارته ورمى الأوراق جانباً ، واتجه بلا هُدى !
يدرك يإنه لايستطيع العمل وحده ، ولا يعرف طبيعة العمل في المصنع المختص بصناعة مواد بلاستيكية
.ودراسته كانت مُقتصرة على نظم المعلومات
اخرج هاتفه من جيبـه واتصل تارة أُخرى على تلك التي لم تُحادُثه منذ حديث والدته !
ولكن لا مُجيـب !
هو يعرفها حق المعرفة يوم أخر وتعود له في كل مرة !
.................................................. .....................
،
عاد في الواحدة بعد مُنتصف الليل بعدما انتهى xxxxات والده التي تتكون من خمّس شقق فندقيـه ومحلات تبيـع الأدوات البلاستكية للمصـنع ، المحلات كانت مُغلقه ! والشقق الفندقيـة تعمل
وقدّ أخبرهم بانه صاحبها ، تفاجأو وكل واحد منهم سكتت على مضض
وأخبرهم بذلك وخّرج
وهذا مافعله وشعّر بإن رأسه سينفجـر من الأشياء التي لا يفقها ، لم يسأل عن طبيعة العمل ولا عن الإيرادات وعن الخدمة المُقدمة وعن عن كيفيه تصريف الاموال !
وقدّ غفل لشّده مايجهله في هذه الأمور
اتجه لغرفته وهو يشعر بالوهن الشديد في عظامه وصُداع يضرب رأسه ، دخلها .ليرى والدته ترتب ملابسه في الخِزانة بعد غسلها توقف دون القدرة على التّفوه بحدّيث وهي أكملت عملها دون حتى الالتفات عليه ، ابتلع ريقه مرات مُتتالية وهو يشّعر بغصة بحلقه لا يستطيع ابتلاعها ، منذ متى جلس مع والدته جِلسه تلفها طمأنينة ؟
منذ متى لم يضع رأسه في حجرها وتُداعب شعره ؟
منذ متى وهو يدثر الاشتياق با أكوام من الغضب الذي يُحرقه ويُحرقها !
ترتدي جلابيه واسعة وترفع شعرها مثل العادة ، والتجاعيد الخفيفة التي حول عيّنيها تتكلم عن فلذة كبدّها الذي أمامها وهو يطبق فمه ويحدّق بها بألم ! !
انتتهت من عملها ، وسارت خارجه وهو يسدّ عليها المّخـرج ولم يتزحزح عن مكانه وأبعدته بجفاء واضح وخرجت ، !
ألم سحيٌق يشعر بإنه يفتك بأضلاعه ، وغضب عارم لّون قلبه واشتياق لحفّ صدرة ليربض على السرير بشرود ويخرج سيّجاره ويستنشق دخانها السًام بشراهه ، واستلقى لتتدلى قديمه أسفل السرير ويكون نصفه عليه ، السرير ذا النفرين الذي اختاره تعنداً ، وإصرار عندما خيّرته والدته بلطف وبجانبها عمه الذي يحاول كسبه بلطف ، ولكنـه كان يتمنى لو يصرخ بهما ويعيد الصورة الصحيحة وإن يكون والده بجانبه هي ّ ، وليـس عمه !
اعتدل ليخرج هاتفه ويشعر بإنه يحتاج صوت يبث طمأنينة قد فقدّها طيلهةمكوثه هُنا ، طمأنينة تُشبه صوت والدته عندما كان في الخامسة من عمره !
وهو الآن وقدّ بلغ من العمـر مايكفي لدّحر حاجته بكل قوة اتجاه والدته التي لم تهتم لدموعه ، ولا توسلاته !
وحتى لو كـانت وصيه والده !
: شنو جمال !
نظّر حوله ببؤس ليقول : ليش ماتردين علي؟
إتى صوتها : كنت متضايقه جمال !! حرام صج صج .. مدري شنو اسوي .. ترضاها لي جمال ؟
: لأ !
: عيل خذني عندك .. ولا تعال !!! انتا ماتدري شلون انا امموت هينا وانا بعيدة
غمغم بأسى : مقدر سمر . . اصبري علي !
وكعادتها رهيفو القلب ، وطيبه للحد الذي يجعلها ساذجهةأمامه تحدثت بعدما سمعت نبرته : بصبر شنو إسوي ! عشانك !
لم يُعـلق ، لتعاود سؤاله بهدوء وقلبه ينبض بشك : طلعت من بيت صح ؟
: لأ ، ماراح إطلع !
صاحت بإستنكار : جممال هذا كثييير علي! عيل طلقها طلقها ولا .. ياربي اه شنو اجلس هنا اموت اموت ؟
عقد حاجبيه بضيق ليقول : ماراح أطلقها ! بتبقى بذمتي وتدرين بهشي منزمان صح ؟
كتمت عبّرتها لتقول : أهي اجمل ؟ أهي جذبتك عشان چذي ماتبي تطلقها !
تأفف : سمر انا داق عشان ارتاح ! مب تزودينها علي !
سكتت على مضّض ولم تُعـلق !
ويصله أنفاسها المُتلاحقة والغاضبة وهو عاقد الحاجبين وبيده السيجارة
وبعد طول انتظار تحدثت : جمال ! انت وعدتني انه هي ولا شيء ولا شيء !!! وانا كل شيء .. عشان چذي . .
قاطع حدّيثها : أنا بسكر
رمـى هاتفه بغضب !
والوعود التي يقذفها لسانه إحداها بحاله غضب ،واخرى بحاله هيًام !
وماذا جنـى الآن ؟
تشّد الخناق عليه . . وهو مكتوف الايدي لا يعرف كيف يزن أموره المعقدة !
.................
تم !








قصصية likes this.


التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 31-01-22 الساعة 08:18 PM
الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 01:15 AM   #9

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي

مرحــبا
،
نزلت الفصــول السابقه كلها بحمد الله , وراح أنزل الفصل الخــامس واخيرا


الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-04-20, 01:19 AM   #10

الريم ناصر

كاتبة بقسم قصص من وحي الأعضاء


? العضوٌ??? » 408952
?  التسِجيلٌ » Sep 2017
? مشَارَ?اتْي » 1,301
?  نُقآطِيْ » الريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond reputeالريم ناصر has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الخامس

الفصل الخامس
،
،
،
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيـم
،
،
،

ملامح واجمـه وخاليه من إيه مساحيق قدّ تضفي رونق الصباح ببشرتها الباهته ، حاجبان ثخينان ومعقودان بحدّة ، يُجزم كل من يراها بإنها ليست بمزاج جيـد البته ، تمتطي يدّ صديقتها سمّحه الملامحه وطاهرة الروح تتحدث مع شقيقتها وهي صامته تنتظر أن تنتهي وتُلقي لها بالاً لتشاطرها الحديث ، تسيران في ممّرات الجامعـه بخطـوات هادئه ، وضحكـات أسماء تخترق الوجوم الكاسح لملامحها !
!
تشّعر بالشفقه على ذاتها ، وعلى إنكسارها النقيض لها بسبب كلماته الحقيّرة التي لم تستطع تجاوزها ، ينّخر قلبها وجـع حقيقي تُحاول بشتى الطرق إزاحته ولكن لاتقوى ، وتعزًي قوتها بإنهيارها قبيل دخولها للجامعه بسيارة السائق وعند وصولها ذهبت لدوره المياه لتتفقد وجهها المُريع من البُكاء ، وإشتاطت غضباً عندما لم تجّد نظاراتها الشمسّيه ، التي تُخفي ملامحها الواجمه والمُرعبه في هذا الصباح الباكر !
،
إنتهت اسماء اخيراً ، لتجذبها للجلوس في إحدى الممرات وتسئلها : شفيك اليـوم ؟
أبعدت يدّها واشاحت بوجهها : مالي خلق أتكلم
تنهد أسما بنفاذ صبر : قولي الشموخ ، مبّ وقته اخلاقك الزفت ، شفيك ؟ جمال وش سوى ؟
!
إزدرئت ريقها بصعوبه ، وقالت بإعياء : والله ماني خلق شي اسما ، وتعرفين حركاته .. بس ماهزّ فيني شعرة !
دحجتّها بنظّرة قويه ، وملامحها الواجمه تنّفي ماتفوه لسانها ..
كانت تنظر لنقطه غير مرئيه ، وتحدث بصوت حاقد : بس تدرين انا ماراح إنتظر إكثر ، بقول لجدّي ياطلقني نهايه الاسبوع ولا بروح للمحكمه !
: من جدّك ؟
نظرت لها : أكيـد!
أطالت النظر بملامحها لتسئلها : مستعدة ؟
: على إيش ؟
: على المواجهه ! على لقب مطلقه .. وعلى الخسارة
!
مابالها أصبحت ركيكه هذة الأيام ! ، تبكٌي هكذا كمُرهقتها الذليله ؟
هي وبكـل جسارة تخطّت أيام الدموع والضعف ، لتكون كاأسمها شامخـه مهما كان الوصبً !
،
مابالها تبكـي الآن ؟
إنزلقت دموعها ، لتغطيّها نصف وجهها بيدّها اليُسرى وتقول : مستعدة ، مستعدة ياأسما !
!
وأبعدت دمعتها بقوة ، وهمّت أسما بمحاظره طـويله بدايتها بإن تعطف على نفسها وعـلى الجهد التي تبذله لتكون بصورة لا تُناسب مايعتلى مافي صدرها ، وأخرها بالتريث قليلاً . . لعًل نهايه الأمر خيـرة . . وإحتضان دافئ يُخفف وطئ ماتشعر به !
،
ولكـن أبنت إحدى عمتها إتت لتسلّم عليها بحفاوة وتدّعوها وبكل إصرار على مُشاركتهم الغداء بطلب من والدتها ، لتحاول الإعتراض بسبب خروجها المُتأخـر من الجامعه ، ولكنّ اسما قاطعتها : ملغيه مُحاظرة الساعه 2 شوشو ، روحي يمديك !
قرّصتها بخّفيه لتقول بجفاء : ان شاءالله ، نلتقى عند البوابه الساعه 12 !
أومأت برأسها أبنت عمتها أميـرة ، وإنصرفت . .
لتصيّح الشموخ : ليششششش كذبتي ؟
قالت : غيري جو يختي ! اعرف عمتك هذي كان صديقة أمك ولاّ ؟
تأففت : حتى لو مالك حق تجبريني .. من له خلق !
وأستقامت بملل : إمشي محاظرتي بتبدأ بعد 5 دقايق !
!
تنهدت أسما بضيق ، وسايرتها لحيّن موعد تتحدث معها بلّين وعطف ، ولكنّها عنيدة . . عنيدة !
................
،
،
تأففت بداخلها حين وصولهم لبيت عمتها وترجلّت بجانب أميـره ودّعتها للولوج بكل إريحيه وأستئذنت لدخول الحمام ورؤيته وجهها الذي أصبح ضحيه أسماء قبيل دقائق ، ألقت نظرة رضا وشحنت نفسها بكميات وفيرة من الاكسجين لعلّه يُخفف العقدة المتكومه بحدّة ، وإتجهت لغرفه الضيّـوف ، ودرات بها الإرض بما رُحبت عند رؤيتها لـه ، بجلسته المُعتدله وملامحه الحادة بغضبّ أصبحت تعرفه ، وتسائل لم تستطع كتمه : وش جيبك هنا ؟
،
كان ينّظر لهاتفه ولم ينتبه لدخولها ، وعندما تحدثت رفع ناظريها بصدمه ليطلق ضحكه ساخرة : حتى هنا لاحقتني ؟
جلسـت على إحدى الآرائك بشمّوخ ، ورفعت حاجبها تمطرها بنّظرات مُستفزّة وهي تشعر بالقهر . . يُشعل قلبها !
: عمتي عازمتني ..
برمّ شفتيه : وانا عازمتني . . هه الدعوى واضحه !
!
نعم . . المغزى من دعوة عمتها واضح وضوح شمّس الظهريه ، وهو إصلاح الشّرخ الواضح بينهما . .
: حيّ الله من جانا ، أسفرت وأنورت !
إستقامت لتسلم عليها ، وأحتضنتها عمتها بحرارة ودمعها حبيسّه تكومت في مُقلتيها ، : وينك يالشموخ ماعاد لك حسّ بالبيت !
!
تلونت سحنتها بالألم الواضح ، وإرتدت خطوتين للخلف ولم تسّعفها أبجديتها بِرد ، وربضت وهي تحاول لملمت ذكريات تنّخـر وجع مدفون منذ الإزل !
!
مسحت عمتها دمعتها وأتجهت له ، لتسلم عليه وتجلس هي بإوسطهما وهما مُتقابلان بمساحه ليست كبيرة ، ولم يّخفي عليه وجومها الواضح ، وإمتعاض ملامحها !
!
ولكنّه . . أبعد ناظريه بعدم إكثرات مُلقي جُل إهتمامه لـعمته التي تحدّثت بإريحيه : والله اليوم دعيتكم للغدا عشاني مشتاقه للشموخ ومشتاقه لجلستها وقلت ادعي زوجها معها ، وحتى ابونا وعيالي خليتهم يتغدون لحالهم .. وإدري أن الغدا هو اساسي .. ولا العشاء ماظنتي أفضا ..
وسألت : ماقلت لي ياجمال شصار على ورث خالد ياجعله بجنًات النعيم ؟
تنهد : والله للحين شكلها مطوله ياعمتي ..
: تتيسر تتيسر بإذن الله ، وأدارت رأسها لها ، وهو بدورخ ألقى مضره عليها ، وصدّمه تقلب حالها . . وملامحها فارغه دون تعبير .. تنافي الألم السًاكن منذ ثواني.
: وإنتي يالشموخ شلون الجامعه ؟ الاختبارت الابواب شدّي حيلك !
: كويسه .. ان شاءالله . . دعواتك عمتي
قالت بحنّيه : والله إدعي لك ليل ونهار يانظر عيني غلاتك مثل غلا أميـرة .. وتنهدت بضيق : بس مضيقني اللي سمعته عنكم .. قولوا لي إنه مب صدق ؟
!
عقدت حاجبيها وهمّت بالتحدث ولكنّ أخرسها قوله : مبّ صدق ياعمتي .. ادعي لنا بالتوفيق
تباشرت بصورة مُفرطه : الحمدلله الحمدلله الحمدلله !
وإستقامت قائله : بروح اشوف الغدا . . عسا الله انشرح صدري !
!
وعند خروجها نّظرت لها بشرز : تستهبل إنت ؟
تجاهلها : بالبيت نتافهم !
تكومت غصّه بحلقها لتزدرئها : وش بالبيت نتفاهم جمال ؟ . .
قاطعها رنين هاتفه .. ووضعه على صنّوانه مُتحدث برسميه ، وهيّ تتآكل نفسها بنفسها ، وتعض شفتيها بقوة وبغّضب ، وهو غير مُكترث يتحدث بغّضب واضح على صوته !
،
دعتهما الخادمه لصاله الطعّام ، وتنوعت الإحاديث بينه وبين عمتها وهي صامـته ، تحاول إستسغاء الطعام بصعوبه ، ومعدّتها تأن بوجـع ، تحول عمتها إخراجها من إنطواءها الواضح ، ولكنًه لم تستطيع إذ إنها لم تعد الشمّوخ التي تعتبرها بمثابه إبنتها التي تربت في كُنفها !
!
تشّعـر بإنه فقد " موضي" لم يكن سهّل عليها ابداً ، وزواج شقيقها بإخـرى جاعلاً منها فتاه تجاهلها . . فتاة لا تعرفها . . ولا تعّـرف دواخلها !
!
وتآكل الندم عندما إيقنت خطئها بدعوتها كليهما وعدم إفضاء مساحه كافيه لإرجاع القليل لو القليل من الشموخ القديمه ، ولم يخفي عليها التنافر بينمها .. والتشاحن الواضح . . وإنصرفا وهي خاليه الوفاض من إي شي أرادت تحقيقه . . ودعت في جوفها أن يهدي سرهما ويصلح مابينهما !
.................................................. .......................
،
،
ضحكاتها الرّنانه تصدّح بالإرجاء ، مِخبرة الطرقات والنوافذ والبيوت والجيران بإنها فتاه على مشارف السعادة . . فتاة ذا بهجه تفيض من عيّنيها حتى أن حرارة الشمس لم تؤثر على مزاجها!
!
إنزعجت العنود لتقول بملل : عسا ماعادت حب ياحمددد الله ياخذ العدو انفجعت والله راااسي صدع !!!!!!
كانتا تسيران ككل يوم ثُلاثاء عوده الى البيت بدون ناصر الذي يُخرج متأخراً من مُحاظراته ، ممايجعلها تشعر بإريحيه أكثـر ، ولكن تقوس فمها للإسفل عندما ترأت لها سيّارته .. لتشعر بضيق يُداهما .. وتوقفت سيّارته وقالت لها بخوفت : اذبحك لو تقولي شي عند ناصر !
!
وإستقلتا بهدوء يُنافي الصخب ،
: شلونك ياوصايف !
: الحمدلله .
،
كعادته في كل صباح وظهيره يسأل عن حالها بإهتمام واضح تراها هيّ ، ولكنّها تمقتّه وبشدة .. وتتمنى لو إن حمد يُلقيها لو القليل من الاهتمام . . ولكن حمد غريب وتُحب غرابته وتُحب غرابته تصرفاته . . توقن بإنه أفعاله التي فعلها هي مايُعبر بها عن إهتمامه وهذا يكفيّها
،
وصلت للبيـت ، ونزلت مُسرعه دون إكراث بنظرات ناصر المُتلهفه !
،
إدار موقود السيارة لبيتهم وسأل بتشفق : ليش ماعادت تجي بيتنا ؟
: ابوها صار يمنعها . . عشانك انت وسالم
تغضن جبينه بإنزعاج : ولد عمها اللي بوسط بيتهم وش سالفته اجل؟
تأففت : شدراني انا !!!!!
قال بغضب: شلون شدًراك ؟؟؟؟ هي رابيه معنا على إي اساس يمنعها وبعديين بالله ماتتغطى عنه ؟
تأففت: اكيد ماراح تتغطى بوسط بيتهم
ضربت الموقود بقهر : يعني بالله هذا حلال هاه ؟
وإردفت بصوت مكتوم : خليني بس اتخرج والله لأخطبها وأرتاح !

إشاحت بوجهها لحين وصولهم لبيتهم ، وترجلت وهي أسفه على شقيقها المُيتم بها . . بينما هيّ غير مُكترثه !
.................................................. ......................
،
تـلك النظّـرة المُبهجه ، والبؤبؤتـان ذا اللون الإسود تفيض بسعادة يمّقتها ، تثير به زواعب من النقص المنّولد منذّ وفاه عائلته ، تُشعره بالألم الذّي يوقن بإن تلك الصغيرة لم تُجرب طعم الفقد في حياتها القصيـرة ، منذ ذاك اليوم الذي إتى به ونظرت عيّنيه فارغه ، مُتألمه ، وعندما قابل عيّنين لوزيتـين وجفون واسعه سعيّدة ، شعّر بكتمـه بصدّرة لم يعلـم مصدرة .. وإيقن بإن تصرفات هذه الصغيـرة . . تزعجه كثيراً وكثيراً !
،
وهاهو يطرق برأسه يحاول عدم الإكتراث لنبرة السعادة الواضحه في صوتها وهي تتحدث عن مُغامراتها الشقيّه مع صديقاتها ، ووالديها لم يستيطعا إبعاد ناظريهما عنها .. وهي تقّص ماحدث بكل إريحيه غير مُكترثه لـ إنتقادهما في تصرفاتها المُشاغبه !
: اقوللك يبه جلست انا اسولف بالطابور كل البنات يسولفون جت ابلا جميله قالت إنتي قليله إدب ؟ وإطلقت ضحكه وهي تُردف : قلت ليش ؟ قالت لي وهي تُقلد نبرة صوتها : عشانك تسولفين بالطابور ! تدري يبه شقلت لها ؟
تنهد والدها : شقلتي الله يهديك !
كتمت ضحكتها : قلت ....
،
قاطع حدّيثها صوت الجرس المُنبعث من الباب ، لتقفز هيّ وتترك ملعقتها جانباً : بروح أفتح
وصراخ خالته يسبقها : جعلك الصصلاااحح شلون تفتحين وابوك وحمد جالسسييننن ؟؟؟
ولكن إتى صوتها : مفاااجأه يييممممممه !!!!!
!
إشتدت ضيق صدّرة ، وأكمل أكلـه بشرود ، لحين دخول أطفال يجهلهم ولكن تعابير عمه إيقن بإنهم أبناء وفاء !
!
تأفف . . وإستقامى كلاّ من عمه وزوجه للترحيب بزيارة وفاء المُفاجأه ، وهو جلس بمكانه . . تاركاً الأكل بفقدان شهيه . . ويفكر بالنوم خارجاً طيله مكوثها هُنا وعدم الثقيل على وفاء وشخصيتها الصارمه . . !
.......................
،
رحبّ والديها بشقيقتها وأبناءها الثلاثه وهي تُقبلهم بشغف وشوق عارم ، وهمّت بالدخول لغرفه الجلوس ولكنها منعتها : وفاء فيه حمد !!!
أنعقدت سحنت وفاء وهي ترى ملابسه شقيقتها الصُغرى الغير مناسبه بوجود حمد عندهم . . وّأجلت محاظرة طويله تّخصها وتخصّ والديها لحين موعد آخر
: كملوا غداكم يمه ويبه بروح لغرفتي أغير وانزل خوذي العيال معكم
!
وإتجهت للأعلى وهي تجرّ الحقائب برفقتها وهن يتحدثن بشوق : الحمدلله اللي صار عند زوجك إجازة مششتاقين مرررةةةة !
أبتسمت : اي والله صدق مشتاقه لكم . . واعرف نفسي ومحسن عارفني اذا اشتقت لكم أبدأ بالهواشات
:هههههههههههههههههههههههه .. ودلفن غرفتها لتردف : رتبت غرفتك إمس بالليل عشان مايدرون .. مدري متى نبطل انا وانتي مُفاجأت
خلعت عبائتها وإردفت :ههههههههههههههه اندري !!!
،
ودلفت لدورة المياة ، تاركتها لحين خروجها . . وحين خرجت تحدثت بإستنكار : لايكون تطلعين عند حمد كيذا ياوصايف ؟
!
تلونت سحنّتها بالرفض وشتت ناظريها وقالن بإندفاع : شسوي يختي بيتنا !!!! وعادي حمد زي ...
: على كيفك عادي ؟ زوجك هو تلبسن عندة كيذا ؟ صدق إمي مدري كيف راضيه ولا هين ابوي عارفته مدّلعك
تأففت بضيق وإتجهت للخارج : تكفين وفاء بلا نصايح حمد عادي يختي . . واذا خلصتي تعالي
وأدارت مقبض الباب خارجه بضيق ، وهي تنظر نظّرة على ملابسها العاديه ! . .
!
وتأففت وهي تنزل للإسفل مُتجهه إلى غرفه الجلوس ولكن النّفاش الحاد جعلها تقف ..
: حمد من صدقك إنت ؟؟ وين تبي تروح ووفاء تربيتوا جميع إنت وياها !!!!!! مارا
قاطعه بنبرة غليظه : عمي خليها تاخذ راحتها معكم وكلها يومين وهي راجعه متى بتشبع منكم ؟ وانا بروح عند واحد من خوياي اللي جايين من ايطاليا مرتين يقولي تعال !
: ماتعدّنا أهلك ياحمد ؟
قالها بنبرة يأسه جعلته ، يحتار بماذا يُرد !
ولكنّه إطرق برأسه قائلاً : اهلي وناسي إنتم ياعمي . . لكن استسمحي لي بنام برى البيت يومين .. وإستقام مُقبلاً على رأسه بقبلـه إحترام .. ومُتجهه للخارج !
!
ليراها تقف وهي تحتضن يدّيها وعينيها تحبسان دمعه يراها سخيفه ! ، تجاهلها ذاهباً لغرفته .. وهي تتمنى لو إن وفاء لم تأتي ! . . من إجله .. دخلت لغرفه الجلوس وهي تنظر لتعابير والدها المستاءه ، وتنهدة بحزن
،
تمنـت لو تودعه ، أو تقول له حدّيث يذًكره بها ، ولكنّه تعرف شخصيته جيداً لذلك أبعدت أمانيها لمكانها ، حيث موطن النجوم البعيدة !
،
دلفت وفاء بعدما سلّمت عليه وهو خارج ، لتربض وتتجادب إطراف الحديث مع والديها وتُحدثهم بشأن أخبارها وأخبار المنطقه التي تعيش فيها ، لتلجئ الذي ذات الموضوع المثقل لها : يبه ماودّك تغطي وصايف عند حمد ؟
تأففت هي بصوت عالي ، وقالت بإندفاع : وففاء ! تكفين سكري هالسالفه ! شلون اتغطى وهو معنا بالبيت ؟ وبعدين توني صغيرة !
جادلتها : وين صغيرة ؟ سنه وتدخلين الجامعه ، يبه ترى مايجوز !
: يعني وين تبين يروح حمد ؟ يجلس بالمحلق اللي شبرين ؟
قاطع جدالهما قول إبيها : بخليها تتغطى لمين يستقر ويلقى له وظيفه على الأقل ! توها تكمل جيته شهر ياوفاء .. ماودي ازيد الهم بقلبه حمد وتعرفينه
،
إخرست حدّيث بداخلها وأجلته لحين ذهاب والدها ، على الأقل تُريد لشقيقتها التستر بملابسها التي تظهر إنحنئاتها الانثويه !
،
وأكملت غدائها مُتجاهله ضيق ملامح شقيقتها التي إستقامت متعلّله بالنوم بسبب يوم دراسي طويل
،
وحين وصولها لغرفتها ، إرتمت على سريرها بضيق وهي تعزّي أيام ستمر عليها دون حمـد .
...............................
،
لم تستطيع كبّـح إي اعتراض عند ركوبها لسيّارته الفارهه ! إعترضت جدالت حتى شعرت بإنه حناجرتها ستتقطع ولكن دون جـدوى .. لسبب غريب تجدة صامت لا يُلقى لها إي تفاعل وكأنه سأم من جدال مُنتهي عندة ، أعتدلت بجلستها وفكّرت بطريقه تجعله يثور أو حتى يتفاعل معها ، والطريق إلى بيتهم طويل بعض الشئ !
قالت بيأس : بالله مو إنت اللي جيت وقلت بطلق ؟ وش اللي غير الحين علمني ؟ قولي السبب !
لم يُعـلق لتردف : انا مستحيل انتظر إكثـر بروح المحكمه واللي فيها فيها !
تحدث أخيراً : روحي ، لك اسبوعين تقولين بروح المحكمه ماشفتك رحتي
إستشاطت غضباً : لأني إنتظرك تتطلق أول لعل وعسّى !
: وصيه جدّتي بتتم مثل ماوصيت أبوي تمتمت!
عقد حاجبيها : وش وصيه أبوك بعد ؟
تحدث بضيق : وصيه إن إمي تتزوج أبوك بعد وفاته !
،
فتحت عيّنها بصدمه لتقول : من قالك هالحكي ؟
ألقى عليها نظّرة ولم يُعلق ، لتردف هي بسخريه مريرة : هه ياولد الحلال شكل ملعوب عليك ، أمك حاطه عينها على أبوي من قبل لا يتزوج إمي !
!
تصاعد الغضب لذروته بإسلوبها المستفز عن والدته وعن تكذيبها لحديث جدّه الذي يوقن بإنه لن يكذب !
إعترض بتهكم : إنت الملعوب عليك ! وسدّي حلقك مابي كلمه زيادة !
لم تكترث له لتردف : إمي اللي ملعوب عليها وهي اللي صارت ضحيه أثنين ماهمهم الا نفسهم ، وإحنا صرنا ضحيه ياولد العم ! من جدًي ومن امك ومن إبوي ! وعشان نكسرهم كلهم لازم نتطلق ! لاااازززمممممم !
!
أوجس خيفه من حدّيثها الذي يُشبه الذي بداخله ، يُشبه الغضب الذي يحاول كل ليله أخماده ولكن لا جدوى !
إستطردت بصوت بارد : اللي قايل لك أجرم إنه جدّي عشان تخفف من غضبك لابوي وأمك ! ابوك كان يدري إنهم يبغون بعض وإمي كانت مسكينه ملعوبه عليها من طيبتها الساذجه ! خلينا نتطلق ونكسّرهم ياولد عمي .. خلينا نتفق لأول مرة وأخر مرة !
!
ألجمـه حدّيثها وأسلوبها المنبعثر من أعماقها المكسّورة ، لم يستطيع مُجاراتها بإي حديث أستفسازي يُجيدة ، فضّل الصمت محاول إستيعاب هذة الفتاة التي تُثير بداخله أشياء غريبه !
،
نظّرت لملامحه المُقتنعه بعض الشئ بحديثها وأبتسمت بإنتصار على إيجادها لنقطه حسّاسه بالنسبه إليه ، وزادت حطبه نار بقولها : صدقني كلهم بينصدمون وبتحس بشعور الإنتقام اللي كل يوم احلم فيها ومدري كيف أنفذة وإنت جيت بوقت مناسب ، اللي مأجلني اروح المحكمه هو الكلام اللي قلته لك ، انا مبّ محتاجه لك وإنت مب محتاج ، إنت متـ..ـزوج وهذا يكفي !
،
توقف سيّارته اخيـراً عند نهايه حديثها ، وترجلت بسرعه خشيه أن يرى دموعها التي تهادت بلا حول ولا قوة !
،
اصبح التظاهر بقوة يستنزف جهدها كثيـراً ، لدرجه الدموع الفاضحه تخرج دون وعيّ منهـا !
!
،
بينما هـو لازال في السيارة يفكر بحدّيثها المِبهج بعض الشئ ، بجعل كلاّ من عمه وجدّة يّسقطان بوحل إنتقامه ، لن يخسر شيئاً وهي بدورها قالت إنها لن تحتاج له ، هي قويه ، بعكس سمّر الذي يشعر بإنها بحاجته دائماً ممايجعله يريد حمايتها ، بينما تلك ذا الاعين ذان النظّرة الباردة والحاجبان الثخينان ليست بحاجته !
!
..........
،
،
جاب الطرقـات بلاهوادة حتى الساعه الثانيه بعد مُنتصف الليل ليدرك بإنه لامكان يبيت فيه الليل أو الليالي التي ستمكث وفاء ببيت عمه ، تنهد بملل لتقفز لعقله كذّبته على عمه وأخرج هاتفه يبحث عن رقمه المدون منذ سنين ، وتمنى إن يِجيب عليه ذاك المُتعجرف بغيض اللسان وجميل الملامح !
!
طال إنتظارة وشك بإنه لايزال يحمل ذات الرقم ، أو إنه نائم في هذه الساعه المُتأخـرة ، اخيراً إنقطع الرنين بصوته البارد : هلا ؟
: جمال خالد ؟
: اي من معي !
أبتسم أبتسامه لم تصلّ لعينيه ليقول بدماثه : حيّ هالصوت الردًي .. طولت يابوي
: حمدد ؟؟؟؟؟
: وصلت خيـر !
إتى صوته ساخراً : وش ذكرك بصديق الغربه ؟ خبري فيك تنتظر اليوم اللي نتفرق !
تغضن جبينه : الحاجه !
:ماعاشت الدنيا اللي تحيك لواحد مثلي .. عسا ماشر ؟
: هذا انت قلتها لكن الدنيا ردّيه .. عندك مكان أنام فيه يومين ؟
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههه عمك طردك يومين ؟
تجاهل سُخريته بقوله : إخلص علي ؟
تثائب بملل : برسل لك لوكيشن الشقق اللي اعرفها وانا جايك بالطريق ،،
وإغلق بوجهه ، رمى حمد الهاتف جانباً غير مُكترث لأسلوبه النزق ، وصداقتهما الغريبه ، وشخصيتهما المُتناقضـه !
!
حمـد ذات شخصيه علاقنيه مُتزنه هادئه ، وإنطوائيه بعض الشئ !
بينما ذاك !
شخصيه نارّيه ، متهورة وعصبيه وإجتماعيه ،
تشكلت صداقتها بسبب السكن الذي يجمعهما مع إسره ايطاليه وبعدها إنتقلا لفندق واحد ، يتشاركان الغُربه . .
.....................
،
يجلس حمـد فوق السرير مُحتضن الوساده بيد والاُخرى تمسك بسيجارته يستنشقها بنّهم ، والآخر يجلس مقابلاً له على كرسي وماداً قدميه على الطاوله الجانبيه وبيدة ايضاً سيجارة ، ويحكي له كافه الأحداث الجهنيمه التي حدثت خلال شهّر من الآن !
ليقول حمد بتعجب : وكل هالاحداث بشهر ؟ ياخي انا حياتي رتيبه لدرجه الملل !
تنهد : والله ياحمد إني راسي مقدر احكه من كثر التفكير ، والاشياء اللي فوق راسي مدري شسوي فيها
رفع حاجبه بتفكير : الحين الشقق هذي ملكك ؟ بس باقي تأكيد المحكمه ؟
إطرق برأسه ليُردف : وماتدري وين الارباح ؟ ولا عن الايرادات ولا عن الحاسابات؟
عقد حاجبيه : للإسف
: تستهبل ؟
: تررى نظم معلومات نظم معلومات! مب تمويل ومحاسبه ! مدرب وين ربي حاطني
صغّر عيّنه : ترى درسنا أول ترم مشترك ماتذكر ؟ بعدين هذا مايبلها يالغبييي ! تدري على ماتخلص امورك بالمحكمه تصيّر اختلاسات وغسيل اموال عيني عينك !
إنعقدت سحنّته بضيق وقال بيأس : شسوي طيب ؟
: إنقلع جب الاوراق والصكوك كلها نشوف الدبّرة
تأفف: بالبيت مشوار
قال بنزق: جمال قمّ جبها ! انت الحين بموقف ماتقدر تثق بإحد ! لا من اهلك ولا من اللي يشتغلون عندك !
إعتدل بجلسته وأبعدت سيجارته ليقول : لاوين حمد !
قال بصوت عالي: وش اللي ويييننن ؟ الحراس ماتدري من صدقه ولا من كذبه ! وجدّك برضو وززروججتك احتمال اقل شي تحرقها من سواتك اللي تكصم الوجهه ! انا اتخيل بس لو عندها اخو وش راح يّسوي فيك
قال بملل: عمي عزيز ماقصّر
ضحك بسخريه : تعترف إنت وجهك ! بس والله إني هي اللي قاويه لك ياجمال ! ولا سمّر إنت لاعب عليها
!
تأفف بضيق من صدق حدّيثه الذي لايريد إن يعمق فيه ويكون تأنيب الضمير مُتصدرإشاح بوجهه متذكر سمر الذي لهذة اللحضه لم يستطيع إن يحادثها تارةً أخرى ، ويعلم مدى حبها له لذلك ستتنازل ..
: شفيك قلبت النّونه ؟ تررراني صادق إنت غلطان من راسك لساسك .. وصدق بتطلقها ؟
!
نظّر له ، ليجاوب : إيه
برم شفتيه ليقـول : ترى حوبتها ماراح تتعداك
صاح بغضب : وش تبغاني إسوي ؟ ياخي هي ماتبيني ولا انا ؟
إردف بصدق : إنت مشكلتك الإنتقام عامي عيونك لدرجه مُرييعه
: لو كنت مكاني بتسّوي اردا !! لاتستشرف علييي وتذكر وش سويت باإيطاليا
: معك حق بسوي إردى بس مادخل طرف ثالث ماله دخل واحوس الامور فوق تحت ! إنت ظلمت سمر وظلمت بنت عمك !
رمى سيجارته جانباً وتحدث بغضّب : علمني يالفهيم لو كنت مكاني وش بتسوي ؟
: مستحيل أصير مكانك ، انقلع جب الاوراق !
،
إرتدى فردتي حذائه بغضب عارم ، ليتجه خارجاً وتحدث حمد قبيل خـروجه : مرة ياجمال فكر بعقل وبمنطق وحاسب أمورك اللي متشابكه ، شف وش تبغى صدق .. ولا تظلم خلق الله !
إستدار له مُتحدث بقهّـر : بلاك ماتري بحرقه قلبي ولا راح تدري عشان كيذا سّد حلقك ! ولا تجلس تسوي فيها الشرف أبن الشريف ... واللي براسي بسّويه وبخلّي جدّي يلعن الساعه اللي فكّر يسميني على إسمه ! وساعه اللي فكر يزوجني بنت عمي !
: بنت عمك مالها دًخل !
: بفهم ليش تدافع عنها ؟ يمكن أقل شي اسويه لها اني اتطلقها له لانه انا وهيّ مستحيل نجتمع ! هي قاز وانا النّار !
،
وخرج ضرباً بباب الفندق بقوته ، مُتجهه حيث البيت والاوراق التي وضعها فوق سريره بالجانب الآخر ، وحدّيث حمد بفعله قد تفعلها تلك آثارت خيفته ويجزم بإنها ستفعل أشد من ذلك دون ندم !
،
دّلف للمنزل ليتجه الى غرفته بخطوات سريعه ، وأدار مقبض الباب ليجد فراغ السرير من حزمه الاوراق الكثيـرة ، لم يتواني بالإستدار خارجاً والذهاب للإعلى لأول مرة حيث غرفتها .. والآحتمالات الجنونيه تضرب برأسه بجنون ، عند صعودة للطابق العلوي توقف قديمه وهو يرى عدد الغرف المُغلقه ولا يعلم إية واحدة تكون غرفتها !
،
أبتدأ من أول جنـاح ليجد الظلام يعمّه ، ومن ثم ثاني غرفه وثالثها .. اخيراً .. كانت غرفتها وإيقن ذلك بِسماع هدّير الميّاه بدوره المياه المُلحقـه ، والأنوار و الأثاث الذي يدّب عليها ، كان الغضب يُعمي بصيرته كعادته لا يزن أمـورة ، ولاّ يجد إحتمالات أُخرى قد تخفف من وطئ خوفه بإخراقها للأوراق !
،
قد تكون والدته وضعتها في مكان ما في غرفته المُرتبه بعد خروجه ، أو أنها فوق السرير بإخرة ولم ينتبه لها ، أو .. و أو ...
ولكن إحتمال واحـد هو مايجوب بعقله . .
بإنها قد تكون أتلفت ألاوراق !
!
كانت يقف ينتظرها تخـرج في منتصف الغرفه ، وتحسحس لإذنيه صوتها وهي تتقيأ بألـم .. إزدرء ريقه وإشتد صوتها لدرجه جعلته يمشي بخطوات واسعه لعّله يعرف ماعلّتها !
ولكن الصوت إختفى . . وتراجع للخـلف لتّـخرج هي اخيراً ، بصـورة مُرهقه له !
،
كانت تلفّ رداء الإستحمام وتترك شعرها مبلول بصورة فاتنـه ، وتطئطئ برأسها للإسفـل .. وعندما رفعت ناظريها لها هاله منظرها .. المؤلم لتأنيب الضميـر !
بوجه شاحب .. وفاتن !
،
عيّني تنظر له بإعياء وكأنها تحاول أستيعاب وجودة في غرفتها ، بشرة ندّيه قدّ اكتسبت اللون الوردي دون جهود مبذوله ، وشفتين كالفراوله في موسمها !
.. وحاحبان معقودان !
،
: وش جالس تسّوي هنا ؟
،
بس طول إنتظار اخيراً إستوعب الغايه من وجودة ، ليعود الغاضب يتحكم بمشّاعرها التي لوهله .. جهلها !
وتقدّم بخطوتيـن ليمسك كتفها ويسألها بحفيف أفعى : الاوراق !!! الاوراق اللي في غرفتي وينها ؟ وينها ؟؟؟؟؟
،
أبعدت يدّه بقوة ، وربضت على السرير بإعياء شديد جعلته يرتد للخلف وعينيه تتربص بإنفعالاتها !
أبعدت شعرها المتبل عن وجهها لتقول : وش أوراقه ؟
: ألاوراق اللي بغرفتيييي يالشموخ !!!
تنهدت بتعب : مدري والله ، وتمايلت لاخذ هاتفها فوق المنضدة مُخرجه القليل من ساقيها .. ليزدرء ريقه ويطير غضبه .. أدارج الرياح .. صغّر عينيه وهو يرى أبتسامتها الخفيفه عند قرأت شئ ما ، وبكل بجاحه ألتقط الهاتف من بين يدّيها وألقى نظرة سريعه ولكن لم يفقهه لماذا تبتسم هكذا ؟
،
رمى الهاتف فوق المنضدة ليصدر صوت عالي لتمسك رأسها بإنزعاج : شبتغى ؟ اطلع لو سمحت مايحق لك تدخل غرفتي !!
شتت ناظريه ، وإدرك حجّته التي دون دليل وقال مُحاولاً بعثرة صورتها تثُير أشياء .. غريبه !
: الأوراق ؟
نظرت له : إي أوراق جمال ؟ والله مادخلت غرفتك ..
،
مابالها واهنه هكـذا ؟
وكأنها . . ليست هيّ !
بلل شفتيه وعقد حاجبه مُحاولاً أن يرتدي رداء الغضب : أقسم بالله إذا عرفت ان ألاوراق فيها شي لا تلومين إلا نفسك !
،
وخـرج بسرعه جنونه ضارباً بالباب بقوة !
،
بينما هيّ ، لا زالت تجهل مابه ؟
وإستقلت بتعب . . نفسي وجسدّي .. وغطت في النوم دون وضع مُنبه لصلاة الفجر
.................................................. ...........
.
.
.
وجّـد الأوراق موضوعه بإحدى الأدراج في غرفته ، وشتـم حمد بألفاظ يستّحقـها ، ليقول حمد غير مكترث به ويلقى نظّرة عميقه للأوراق والصكوك المهمه : والله إنت غبي شسوي فيـك !
!
تنهد بسخط ورمى ثقله على الكرسي مُصدر ضجيج وصورتها لا تبّرح مُخيـلته البته !
سحقّا!
لو لم يتأثر بكلمات حمـد لمّا إضطر لصعود لغرفتها ورؤيته بمنـظر يطيح بإي رجل عاقل !
تأفف مُحاولاً الإنتباه لحمـد وهو ينظر للأوراق !
: هاه وش لقيت ؟
عقد حاجبيه حمد وهو يمعن النظر بالورقه التي بين يدّيه ليسأل بسخريه : بالله إنت قريت وش بالاوراق ؟
لعق شفتيه الأماميه بملل : لا والله قلت بنتظر لمين المحكمه
: لانك أثول ! وغبي !! ومالومهم لو يلعبون عليك ويخاذون كل حلالك !
عقد حاجبيه ليرفع الورقه نصّب عينيه ويتحدث بغّل : هذا ورقه تصديق من المحكمه بتوقيع من ابوك ومن صديقه يالأثول !
إستقام بإجفال ليمسكها بين يديها ويتحدث بصدمه . صصااادققق ؟؟؟؟ ، وقرأها بتّمـعن !
ليقول بغضب : طيب ولد صديق ابوي يقول لازم تصديق من المحكمه !
وضع حمد يدّه على رأسه بقله حيله : اجلس اجلس هو صادق بس يحتاج تروح المحكمه والقاضي يشوف الورقه ويختم عليها .. ونظّر للأوراق بتمعن :جمال خلينيت نتفاهم ونشوف باقي الاوراق !
جلس بجانبه على السرير ، ليتفحصا الأوراق معاً ، ويحاول حمد تعلميه حول الأمور التي يعرفها ، ألتقط ورقه ليتحدث لحمد : هذي تحويلات بنكيه من عام 1427 بسنه وفاه أبوي ..
و أصدر جمال شهقه عارمه ، وهو ينظّر للإسماء المدونه ليقول بعدم تصديق : شوف شوف حمد ...
ألتقط حمد الورقـه من بين يدّيه وهو يرى ملامحه وجهه المفجوعه : الوليد خالد جمال ال .. سلوى خالد جمال ال.. صيته خالد جمال ... حمزه خالد جمال .. إخوانك !
،
هبط من السرير وهو مفجوع ، ليـدور حول نفسه بصدمه عارمه !
: أبوي متزوج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ابوي متزوج؟؟؟؟ لا إله الا الله !!!!
.........................
تم



ملامح واجمـه وخاليه من إيه مساحيق قدّ تضفي رونق الصباح ببشرتها الباهته ، حاجبان ثخينان ومعقودان بحدّة ، يُجزم كل من يراها بإنها ليست بمزاج جيـد البته ، تمتطي يدّ صديقتها سمّحه الملامحه وطاهرة الروح تتحدث مع شقيقتها وهي صامته تنتظر أن تنتهي وتُلقي لها بالاً لتشاطرها الحديث ، تسيران في ممّرات الجامعـه بخطـوات هادئه ، وضحكـات أسماء تخترق الوجوم الكاسح لملامحها !
!
تشّعر بالشفقه على ذاتها ، وعلى إنكسارها النقيض لها بسبب كلماته الحقيّرة التي لم تستطع تجاوزها ، ينّخر قلبها وجـع حقيقي تُحاول بشتى الطرق إزاحته ولكن لاتقوى ، وتعزًي قوتها بإنهيارها قبيل دخولها للجامعه بسيارة السائق وعند وصولها ذهبت لدوره المياه لتتفقد وجهها المُريع من البُكاء ، وإشتاطت غضباً عندما لم تجّد نظاراتها الشمسّيه ، التي تُخفي ملامحها الواجمه والمُرعبه في هذا الصباح الباكر !
،
إنتهت اسماء اخيراً ، لتجذبها للجلوس في إحدى الممرات وتسئلها : شفيك اليـوم ؟
أبعدت يدّها واشاحت بوجهها : مالي خلق أتكلم
تنهد أسما بنفاذ صبر : قولي الشموخ ، مبّ وقته اخلاقك الزفت ، شفيك ؟ جمال وش سوى ؟
!
إزدرئت ريقها بصعوبه ، وقالت بإعياء : والله ماني خلق شي اسما ، وتعرفين حركاته .. بس ماهزّ فيني شعرة !
دحجتّها بنظّرة قويه ، وملامحها الواجمه تنّفي ماتفوه لسانها ..
كانت تنظر لنقطه غير مرئيه ، وتحدث بصوت حاقد : بس تدرين انا ماراح إنتظر إكثر ، بقول لجدّي ياطلقني نهايه الاسبوع ولا بروح للمحكمه !
: من جدّك ؟
نظرت لها : أكيـد!
أطالت النظر بملامحها لتسئلها : مستعدة ؟
: على إيش ؟
: على المواجهه ! على لقب مطلقه .. وعلى الخسارة
!
مابالها أصبحت ركيكه هذة الأيام ! ، تبكٌي هكذا كمُرهقتها الذليله ؟
هي وبكـل جسارة تخطّت أيام الدموع والضعف ، لتكون كاأسمها شامخـه مهما كان الوصبً !
،
مابالها تبكـي الآن ؟
إنزلقت دموعها ، لتغطيّها نصف وجهها بيدّها اليُسرى وتقول : مستعدة ، مستعدة ياأسما !
!
وأبعدت دمعتها بقوة ، وهمّت أسما بمحاظره طـويله بدايتها بإن تعطف على نفسها وعـلى الجهد التي تبذله لتكون بصورة لا تُناسب مايعتلى مافي صدرها ، وأخرها بالتريث قليلاً . . لعًل نهايه الأمر خيـرة . . وإحتضان دافئ يُخفف وطئ ماتشعر به !
،
ولكـن أبنت إحدى عمتها إتت لتسلّم عليها بحفاوة وتدّعوها وبكل إصرار على مُشاركتهم الغداء بطلب من والدتها ، لتحاول الإعتراض بسبب خروجها المُتأخـر من الجامعه ، ولكنّ اسما قاطعتها : ملغيه مُحاظرة الساعه 2 شوشو ، روحي يمديك !
قرّصتها بخّفيه لتقول بجفاء : ان شاءالله ، نلتقى عند البوابه الساعه 12 !
أومأت برأسها أبنت عمتها أميـرة ، وإنصرفت . .
لتصيّح الشموخ : ليششششش كذبتي ؟
قالت : غيري جو يختي ! اعرف عمتك هذي كان صديقة أمك ولاّ ؟
تأففت : حتى لو مالك حق تجبريني .. من له خلق !
وأستقامت بملل : إمشي محاظرتي بتبدأ بعد 5 دقايق !
!
تنهدت أسما بضيق ، وسايرتها لحيّن موعد تتحدث معها بلّين وعطف ، ولكنّها عنيدة . . عنيدة !
................
،
،
تأففت بداخلها حين وصولهم لبيت عمتها وترجلّت بجانب أميـره ودّعتها للولوج بكل إريحيه وأستئذنت لدخول الحمام ورؤيته وجهها الذي أصبح ضحيه أسماء قبيل دقائق ، ألقت نظرة رضا وشحنت نفسها بكميات وفيرة من الاكسجين لعلّه يُخفف العقدة المتكومه بحدّة ، وإتجهت لغرفه الضيّـوف ، ودرات بها الإرض بما رُحبت عند رؤيتها لـه ، بجلسته المُعتدله وملامحه الحادة بغضبّ أصبحت تعرفه ، وتسائل لم تستطع كتمه : وش جيبك هنا ؟
،
كان ينّظر لهاتفه ولم ينتبه لدخولها ، وعندما تحدثت رفع ناظريها بصدمه ليطلق ضحكه ساخرة : حتى هنا لاحقتني ؟
جلسـت على إحدى الآرائك بشمّوخ ، ورفعت حاجبها تمطرها بنّظرات مُستفزّة وهي تشعر بالقهر . . يُشعل قلبها !
: عمتي عازمتني ..
برمّ شفتيه : وانا عازمتني . . هه الدعوى واضحه !
!
نعم . . المغزى من دعوة عمتها واضح وضوح شمّس الظهريه ، وهو إصلاح الشّرخ الواضح بينهما . .
: حيّ الله من جانا ، أسفرت وأنورت !
إستقامت لتسلم عليها ، وأحتضنتها عمتها بحرارة ودمعها حبيسّه تكومت في مُقلتيها ، : وينك يالشموخ ماعاد لك حسّ بالبيت !
!
تلونت سحنتها بالألم الواضح ، وإرتدت خطوتين للخلف ولم تسّعفها أبجديتها بِرد ، وربضت وهي تحاول لملمت ذكريات تنّخـر وجع مدفون منذ الإزل !
!
مسحت عمتها دمعتها وأتجهت له ، لتسلم عليه وتجلس هي بإوسطهما وهما مُتقابلان بمساحه ليست كبيرة ، ولم يّخفي عليه وجومها الواضح ، وإمتعاض ملامحها !
!
ولكنّه . . أبعد ناظريه بعدم إكثرات مُلقي جُل إهتمامه لـعمته التي تحدّثت بإريحيه : والله اليوم دعيتكم للغدا عشاني مشتاقه للشموخ ومشتاقه لجلستها وقلت ادعي زوجها معها ، وحتى ابونا وعيالي خليتهم يتغدون لحالهم .. وإدري أن الغدا هو اساسي .. ولا العشاء ماظنتي أفضا ..
وسألت : ماقلت لي ياجمال شصار على ورث خالد ياجعله بجنًات النعيم ؟
تنهد : والله للحين شكلها مطوله ياعمتي ..
: تتيسر تتيسر بإذن الله ، وأدارت رأسها لها ، وهو بدورخ ألقى مضره عليها ، وصدّمه تقلب حالها . . وملامحها فارغه دون تعبير .. تنافي الألم السًاكن منذ ثواني.
: وإنتي يالشموخ شلون الجامعه ؟ الاختبارت الابواب شدّي حيلك !
: كويسه .. ان شاءالله . . دعواتك عمتي
قالت بحنّيه : والله إدعي لك ليل ونهار يانظر عيني غلاتك مثل غلا أميـرة .. وتنهدت بضيق : بس مضيقني اللي سمعته عنكم .. قولوا لي إنه مب صدق ؟
!
عقدت حاجبيها وهمّت بالتحدث ولكنّ أخرسها قوله : مبّ صدق ياعمتي .. ادعي لنا بالتوفيق
تباشرت بصورة مُفرطه : الحمدلله الحمدلله الحمدلله !
وإستقامت قائله : بروح اشوف الغدا . . عسا الله انشرح صدري !
!
وعند خروجها نّظرت لها بشرز : تستهبل إنت ؟
تجاهلها : بالبيت نتافهم !
تكومت غصّه بحلقها لتزدرئها : وش بالبيت نتفاهم جمال ؟ . .
قاطعها رنين هاتفه .. ووضعه على صنّوانه مُتحدث برسميه ، وهيّ تتآكل نفسها بنفسها ، وتعض شفتيها بقوة وبغّضب ، وهو غير مُكترث يتحدث بغّضب واضح على صوته !
،
دعتهما الخادمه لصاله الطعّام ، وتنوعت الإحاديث بينه وبين عمتها وهي صامـته ، تحاول إستسغاء الطعام بصعوبه ، ومعدّتها تأن بوجـع ، تحول عمتها إخراجها من إنطواءها الواضح ، ولكنًه لم تستطيع إذ إنها لم تعد الشمّوخ التي تعتبرها بمثابه إبنتها التي تربت في كُنفها !
!
تشّعـر بإنه فقد " موضي" لم يكن سهّل عليها ابداً ، وزواج شقيقها بإخـرى جاعلاً منها فتاه تجاهلها . . فتاة لا تعرفها . . ولا تعّـرف دواخلها !
!
وتآكل الندم عندما إيقنت خطئها بدعوتها كليهما وعدم إفضاء مساحه كافيه لإرجاع القليل لو القليل من الشموخ القديمه ، ولم يخفي عليها التنافر بينمها .. والتشاحن الواضح . . وإنصرفا وهي خاليه الوفاض من إي شي أرادت تحقيقه . . ودعت في جوفها أن يهدي سرهما ويصلح مابينهما !
.................................................. .......................
،
،
ضحكاتها الرّنانه تصدّح بالإرجاء ، مِخبرة الطرقات والنوافذ والبيوت والجيران بإنها فتاه على مشارف السعادة . . فتاة ذا بهجه تفيض من عيّنيها حتى أن حرارة الشمس لم تؤثر على مزاجها!
!
إنزعجت العنود لتقول بملل : عسا ماعادت حب ياحمددد الله ياخذ العدو انفجعت والله راااسي صدع !!!!!!
كانتا تسيران ككل يوم ثُلاثاء عوده الى البيت بدون ناصر الذي يُخرج متأخراً من مُحاظراته ، ممايجعلها تشعر بإريحيه أكثـر ، ولكن تقوس فمها للإسفل عندما ترأت لها سيّارته .. لتشعر بضيق يُداهما .. وتوقفت سيّارته وقالت لها بخوفت : اذبحك لو تقولي شي عند ناصر !
!
وإستقلتا بهدوء يُنافي الصخب ،
: شلونك ياوصايف !
: الحمدلله .
،
كعادته في كل صباح وظهيره يسأل عن حالها بإهتمام واضح تراها هيّ ، ولكنّها تمقتّه وبشدة .. وتتمنى لو إن حمد يُلقيها لو القليل من الاهتمام . . ولكن حمد غريب وتُحب غرابته وتُحب غرابته تصرفاته . . توقن بإنه أفعاله التي فعلها هي مايُعبر بها عن إهتمامه وهذا يكفيّها
،
وصلت للبيـت ، ونزلت مُسرعه دون إكراث بنظرات ناصر المُتلهفه !
،
إدار موقود السيارة لبيتهم وسأل بتشفق : ليش ماعادت تجي بيتنا ؟
: ابوها صار يمنعها . . عشانك انت وسالم
تغضن جبينه بإنزعاج : ولد عمها اللي بوسط بيتهم وش سالفته اجل؟
تأففت : شدراني انا !!!!!
قال بغضب: شلون شدًراك ؟؟؟؟ هي رابيه معنا على إي اساس يمنعها وبعديين بالله ماتتغطى عنه ؟
تأففت: اكيد ماراح تتغطى بوسط بيتهم
ضربت الموقود بقهر : يعني بالله هذا حلال هاه ؟
وإردفت بصوت مكتوم : خليني بس اتخرج والله لأخطبها وأرتاح !

إشاحت بوجهها لحين وصولهم لبيتهم ، وترجلت وهي أسفه على شقيقها المُيتم بها . . بينما هيّ غير مُكترثه !
.................................................. ......................
،
تـلك النظّـرة المُبهجه ، والبؤبؤتـان ذا اللون الإسود تفيض بسعادة يمّقتها ، تثير به زواعب من النقص المنّولد منذّ وفاه عائلته ، تُشعره بالألم الذّي يوقن بإن تلك الصغيرة لم تُجرب طعم الفقد في حياتها القصيـرة ، منذ ذاك اليوم الذي إتى به ونظرت عيّنيه فارغه ، مُتألمه ، وعندما قابل عيّنين لوزيتـين وجفون واسعه سعيّدة ، شعّر بكتمـه بصدّرة لم يعلـم مصدرة .. وإيقن بإن تصرفات هذه الصغيـرة . . تزعجه كثيراً وكثيراً !
،
وهاهو يطرق برأسه يحاول عدم الإكتراث لنبرة السعادة الواضحه في صوتها وهي تتحدث عن مُغامراتها الشقيّه مع صديقاتها ، ووالديها لم يستيطعا إبعاد ناظريهما عنها .. وهي تقّص ماحدث بكل إريحيه غير مُكترثه لـ إنتقادهما في تصرفاتها المُشاغبه !
: اقوللك يبه جلست انا اسولف بالطابور كل البنات يسولفون جت ابلا جميله قالت إنتي قليله إدب ؟ وإطلقت ضحكه وهي تُردف : قلت ليش ؟ قالت لي وهي تُقلد نبرة صوتها : عشانك تسولفين بالطابور ! تدري يبه شقلت لها ؟
تنهد والدها : شقلتي الله يهديك !
كتمت ضحكتها : قلت ....
،
قاطع حدّيثها صوت الجرس المُنبعث من الباب ، لتقفز هيّ وتترك ملعقتها جانباً : بروح أفتح
وصراخ خالته يسبقها : جعلك الصصلاااحح شلون تفتحين وابوك وحمد جالسسييننن ؟؟؟
ولكن إتى صوتها : مفاااجأه يييممممممه !!!!!
!
إشتدت ضيق صدّرة ، وأكمل أكلـه بشرود ، لحين دخول أطفال يجهلهم ولكن تعابير عمه إيقن بإنهم أبناء وفاء !
!
تأفف . . وإستقامى كلاّ من عمه وزوجه للترحيب بزيارة وفاء المُفاجأه ، وهو جلس بمكانه . . تاركاً الأكل بفقدان شهيه . . ويفكر بالنوم خارجاً طيله مكوثها هُنا وعدم الثقيل على وفاء وشخصيتها الصارمه . . !
.......................
،
رحبّ والديها بشقيقتها وأبناءها الثلاثه وهي تُقبلهم بشغف وشوق عارم ، وهمّت بالدخول لغرفه الجلوس ولكنها منعتها : وفاء فيه حمد !!!
أنعقدت سحنت وفاء وهي ترى ملابسه شقيقتها الصُغرى الغير مناسبه بوجود حمد عندهم . . وّأجلت محاظرة طويله تّخصها وتخصّ والديها لحين موعد آخر
: كملوا غداكم يمه ويبه بروح لغرفتي أغير وانزل خوذي العيال معكم
!
وإتجهت للأعلى وهي تجرّ الحقائب برفقتها وهن يتحدثن بشوق : الحمدلله اللي صار عند زوجك إجازة مششتاقين مرررةةةة !
أبتسمت : اي والله صدق مشتاقه لكم . . واعرف نفسي ومحسن عارفني اذا اشتقت لكم أبدأ بالهواشات
:هههههههههههههههههههههههه .. ودلفن غرفتها لتردف : رتبت غرفتك إمس بالليل عشان مايدرون .. مدري متى نبطل انا وانتي مُفاجأت
خلعت عبائتها وإردفت :ههههههههههههههه اندري !!!
،
ودلفت لدورة المياة ، تاركتها لحين خروجها . . وحين خرجت تحدثت بإستنكار : لايكون تطلعين عند حمد كيذا ياوصايف ؟
!
تلونت سحنّتها بالرفض وشتت ناظريها وقالن بإندفاع : شسوي يختي بيتنا !!!! وعادي حمد زي ...
: على كيفك عادي ؟ زوجك هو تلبسن عندة كيذا ؟ صدق إمي مدري كيف راضيه ولا هين ابوي عارفته مدّلعك
تأففت بضيق وإتجهت للخارج : تكفين وفاء بلا نصايح حمد عادي يختي . . واذا خلصتي تعالي
وأدارت مقبض الباب خارجه بضيق ، وهي تنظر نظّرة على ملابسها العاديه ! . .
!
وتأففت وهي تنزل للإسفل مُتجهه إلى غرفه الجلوس ولكن النّفاش الحاد جعلها تقف ..
: حمد من صدقك إنت ؟؟ وين تبي تروح ووفاء تربيتوا جميع إنت وياها !!!!!! مارا
قاطعه بنبرة غليظه : عمي خليها تاخذ راحتها معكم وكلها يومين وهي راجعه متى بتشبع منكم ؟ وانا بروح عند واحد من خوياي اللي جايين من ايطاليا مرتين يقولي تعال !
: ماتعدّنا أهلك ياحمد ؟
قالها بنبرة يأسه جعلته ، يحتار بماذا يُرد !
ولكنّه إطرق برأسه قائلاً : اهلي وناسي إنتم ياعمي . . لكن استسمحي لي بنام برى البيت يومين .. وإستقام مُقبلاً على رأسه بقبلـه إحترام .. ومُتجهه للخارج !
!
ليراها تقف وهي تحتضن يدّيها وعينيها تحبسان دمعه يراها سخيفه ! ، تجاهلها ذاهباً لغرفته .. وهي تتمنى لو إن وفاء لم تأتي ! . . من إجله .. دخلت لغرفه الجلوس وهي تنظر لتعابير والدها المستاءه ، وتنهدة بحزن
،
تمنـت لو تودعه ، أو تقول له حدّيث يذًكره بها ، ولكنّه تعرف شخصيته جيداً لذلك أبعدت أمانيها لمكانها ، حيث موطن النجوم البعيدة !
،
دلفت وفاء بعدما سلّمت عليه وهو خارج ، لتربض وتتجادب إطراف الحديث مع والديها وتُحدثهم بشأن أخبارها وأخبار المنطقه التي تعيش فيها ، لتلجئ الذي ذات الموضوع المثقل لها : يبه ماودّك تغطي وصايف عند حمد ؟
تأففت هي بصوت عالي ، وقالت بإندفاع : وففاء ! تكفين سكري هالسالفه ! شلون اتغطى وهو معنا بالبيت ؟ وبعدين توني صغيرة !
جادلتها : وين صغيرة ؟ سنه وتدخلين الجامعه ، يبه ترى مايجوز !
: يعني وين تبين يروح حمد ؟ يجلس بالمحلق اللي شبرين ؟
قاطع جدالهما قول إبيها : بخليها تتغطى لمين يستقر ويلقى له وظيفه على الأقل ! توها تكمل جيته شهر ياوفاء .. ماودي ازيد الهم بقلبه حمد وتعرفينه
،
إخرست حدّيث بداخلها وأجلته لحين ذهاب والدها ، على الأقل تُريد لشقيقتها التستر بملابسها التي تظهر إنحنئاتها الانثويه !
،
وأكملت غدائها مُتجاهله ضيق ملامح شقيقتها التي إستقامت متعلّله بالنوم بسبب يوم دراسي طويل
،
وحين وصولها لغرفتها ، إرتمت على سريرها بضيق وهي تعزّي أيام ستمر عليها دون حمـد .
...............................
،
لم تستطيع كبّـح إي اعتراض عند ركوبها لسيّارته الفارهه ! إعترضت جدالت حتى شعرت بإنه حناجرتها ستتقطع ولكن دون جـدوى .. لسبب غريب تجدة صامت لا يُلقى لها إي تفاعل وكأنه سأم من جدال مُنتهي عندة ، أعتدلت بجلستها وفكّرت بطريقه تجعله يثور أو حتى يتفاعل معها ، والطريق إلى بيتهم طويل بعض الشئ !
قالت بيأس : بالله مو إنت اللي جيت وقلت بطلق ؟ وش اللي غير الحين علمني ؟ قولي السبب !
لم يُعـلق لتردف : انا مستحيل انتظر إكثـر بروح المحكمه واللي فيها فيها !
تحدث أخيراً : روحي ، لك اسبوعين تقولين بروح المحكمه ماشفتك رحتي
إستشاطت غضباً : لأني إنتظرك تتطلق أول لعل وعسّى !
: وصيه جدّتي بتتم مثل ماوصيت أبوي تمتمت!
عقد حاجبيها : وش وصيه أبوك بعد ؟
تحدث بضيق : وصيه إن إمي تتزوج أبوك بعد وفاته !
،
فتحت عيّنها بصدمه لتقول : من قالك هالحكي ؟
ألقى عليها نظّرة ولم يُعلق ، لتردف هي بسخريه مريرة : هه ياولد الحلال شكل ملعوب عليك ، أمك حاطه عينها على أبوي من قبل لا يتزوج إمي !
!
تصاعد الغضب لذروته بإسلوبها المستفز عن والدته وعن تكذيبها لحديث جدّه الذي يوقن بإنه لن يكذب !
إعترض بتهكم : إنت الملعوب عليك ! وسدّي حلقك مابي كلمه زيادة !
لم تكترث له لتردف : إمي اللي ملعوب عليها وهي اللي صارت ضحيه أثنين ماهمهم الا نفسهم ، وإحنا صرنا ضحيه ياولد العم ! من جدًي ومن امك ومن إبوي ! وعشان نكسرهم كلهم لازم نتطلق ! لاااازززمممممم !
!
أوجس خيفه من حدّيثها الذي يُشبه الذي بداخله ، يُشبه الغضب الذي يحاول كل ليله أخماده ولكن لا جدوى !
إستطردت بصوت بارد : اللي قايل لك أجرم إنه جدّي عشان تخفف من غضبك لابوي وأمك ! ابوك كان يدري إنهم يبغون بعض وإمي كانت مسكينه ملعوبه عليها من طيبتها الساذجه ! خلينا نتطلق ونكسّرهم ياولد عمي .. خلينا نتفق لأول مرة وأخر مرة !
!
ألجمـه حدّيثها وأسلوبها المنبعثر من أعماقها المكسّورة ، لم يستطيع مُجاراتها بإي حديث أستفسازي يُجيدة ، فضّل الصمت محاول إستيعاب هذة الفتاة التي تُثير بداخله أشياء غريبه !
،
نظّرت لملامحه المُقتنعه بعض الشئ بحديثها وأبتسمت بإنتصار على إيجادها لنقطه حسّاسه بالنسبه إليه ، وزادت حطبه نار بقولها : صدقني كلهم بينصدمون وبتحس بشعور الإنتقام اللي كل يوم احلم فيها ومدري كيف أنفذة وإنت جيت بوقت مناسب ، اللي مأجلني اروح المحكمه هو الكلام اللي قلته لك ، انا مبّ محتاجه لك وإنت مب محتاج ، إنت متـ..ـزوج وهذا يكفي !
،
توقف سيّارته اخيـراً عند نهايه حديثها ، وترجلت بسرعه خشيه أن يرى دموعها التي تهادت بلا حول ولا قوة !
،
اصبح التظاهر بقوة يستنزف جهدها كثيـراً ، لدرجه الدموع الفاضحه تخرج دون وعيّ منهـا !
!
،
بينما هـو لازال في السيارة يفكر بحدّيثها المِبهج بعض الشئ ، بجعل كلاّ من عمه وجدّة يّسقطان بوحل إنتقامه ، لن يخسر شيئاً وهي بدورها قالت إنها لن تحتاج له ، هي قويه ، بعكس سمّر الذي يشعر بإنها بحاجته دائماً ممايجعله يريد حمايتها ، بينما تلك ذا الاعين ذان النظّرة الباردة والحاجبان الثخينان ليست بحاجته !
!
..........
،
،
جاب الطرقـات بلاهوادة حتى الساعه الثانيه بعد مُنتصف الليل ليدرك بإنه لامكان يبيت فيه الليل أو الليالي التي ستمكث وفاء ببيت عمه ، تنهد بملل لتقفز لعقله كذّبته على عمه وأخرج هاتفه يبحث عن رقمه المدون منذ سنين ، وتمنى إن يِجيب عليه ذاك المُتعجرف بغيض اللسان وجميل الملامح !
!
طال إنتظارة وشك بإنه لايزال يحمل ذات الرقم ، أو إنه نائم في هذه الساعه المُتأخـرة ، اخيراً إنقطع الرنين بصوته البارد : هلا ؟
: جمال خالد ؟
: اي من معي !
أبتسم أبتسامه لم تصلّ لعينيه ليقول بدماثه : حيّ هالصوت الردًي .. طولت يابوي
: حمدد ؟؟؟؟؟
: وصلت خيـر !
إتى صوته ساخراً : وش ذكرك بصديق الغربه ؟ خبري فيك تنتظر اليوم اللي نتفرق !
تغضن جبينه : الحاجه !
:ماعاشت الدنيا اللي تحيك لواحد مثلي .. عسا ماشر ؟
: هذا انت قلتها لكن الدنيا ردّيه .. عندك مكان أنام فيه يومين ؟
:هههههههههههههههههههههههه� �هههههه عمك طردك يومين ؟
تجاهل سُخريته بقوله : إخلص علي ؟
تثائب بملل : برسل لك لوكيشن الشقق اللي اعرفها وانا جايك بالطريق ،،
وإغلق بوجهه ، رمى حمد الهاتف جانباً غير مُكترث لأسلوبه النزق ، وصداقتهما الغريبه ، وشخصيتهما المُتناقضـه !
!
حمـد ذات شخصيه علاقنيه مُتزنه هادئه ، وإنطوائيه بعض الشئ !
بينما ذاك !
شخصيه نارّيه ، متهورة وعصبيه وإجتماعيه ،
تشكلت صداقتها بسبب السكن الذي يجمعهما مع إسره ايطاليه وبعدها إنتقلا لفندق واحد ، يتشاركان الغُربه . .
.....................
،
يجلس حمـد فوق السرير مُحتضن الوساده بيد والاُخرى تمسك بسيجارته يستنشقها بنّهم ، والآخر يجلس مقابلاً له على كرسي وماداً قدميه على الطاوله الجانبيه وبيدة ايضاً سيجارة ، ويحكي له كافه الأحداث الجهنيمه التي حدثت خلال شهّر من الآن !
ليقول حمد بتعجب : وكل هالاحداث بشهر ؟ ياخي انا حياتي رتيبه لدرجه الملل !
تنهد : والله ياحمد إني راسي مقدر احكه من كثر التفكير ، والاشياء اللي فوق راسي مدري شسوي فيها
رفع حاجبه بتفكير : الحين الشقق هذي ملكك ؟ بس باقي تأكيد المحكمه ؟
إطرق برأسه ليُردف : وماتدري وين الارباح ؟ ولا عن الايرادات ولا عن الحاسابات؟
عقد حاجبيه : للإسف
: تستهبل ؟
: تررى نظم معلومات نظم معلومات! مب تمويل ومحاسبه ! مدرب وين ربي حاطني
صغّر عيّنه : ترى درسنا أول ترم مشترك ماتذكر ؟ بعدين هذا مايبلها يالغبييي ! تدري على ماتخلص امورك بالمحكمه تصيّر اختلاسات وغسيل اموال عيني عينك !
إنعقدت سحنّته بضيق وقال بيأس : شسوي طيب ؟
: إنقلع جب الاوراق والصكوك كلها نشوف الدبّرة
تأفف: بالبيت مشوار
قال بنزق: جمال قمّ جبها ! انت الحين بموقف ماتقدر تثق بإحد ! لا من اهلك ولا من اللي يشتغلون عندك !
إعتدل بجلسته وأبعدت سيجارته ليقول : لاوين حمد !
قال بصوت عالي: وش اللي ويييننن ؟ الحراس ماتدري من صدقه ولا من كذبه ! وجدّك برضو وززروججتك احتمال اقل شي تحرقها من سواتك اللي تكصم الوجهه ! انا اتخيل بس لو عندها اخو وش راح يّسوي فيك
قال بملل: عمي عزيز ماقصّر
ضحك بسخريه : تعترف إنت وجهك ! بس والله إني هي اللي قاويه لك ياجمال ! ولا سمّر إنت لاعب عليها
!
تأفف بضيق من صدق حدّيثه الذي لايريد إن يعمق فيه ويكون تأنيب الضمير مُتصدرإشاح بوجهه متذكر سمر الذي لهذة اللحضه لم يستطيع إن يحادثها تارةً أخرى ، ويعلم مدى حبها له لذلك ستتنازل ..
: شفيك قلبت النّونه ؟ تررراني صادق إنت غلطان من راسك لساسك .. وصدق بتطلقها ؟
!
نظّر له ، ليجاوب : إيه
برم شفتيه ليقـول : ترى حوبتها ماراح تتعداك
صاح بغضب : وش تبغاني إسوي ؟ ياخي هي ماتبيني ولا انا ؟
إردف بصدق : إنت مشكلتك الإنتقام عامي عيونك لدرجه مُرييعه
: لو كنت مكاني بتسّوي اردا !! لاتستشرف علييي وتذكر وش سويت باإيطاليا
: معك حق بسوي إردى بس مادخل طرف ثالث ماله دخل واحوس الامور فوق تحت ! إنت ظلمت سمر وظلمت بنت عمك !
رمى سيجارته جانباً وتحدث بغضّب : علمني يالفهيم لو كنت مكاني وش بتسوي ؟
: مستحيل أصير مكانك ، انقلع جب الاوراق !
،
إرتدى فردتي حذائه بغضب عارم ، ليتجه خارجاً وتحدث حمد قبيل خـروجه : مرة ياجمال فكر بعقل وبمنطق وحاسب أمورك اللي متشابكه ، شف وش تبغى صدق .. ولا تظلم خلق الله !
إستدار له مُتحدث بقهّـر : بلاك ماتري بحرقه قلبي ولا راح تدري عشان كيذا سّد حلقك ! ولا تجلس تسوي فيها الشرف أبن الشريف ... واللي براسي بسّويه وبخلّي جدّي يلعن الساعه اللي فكّر يسميني على إسمه ! وساعه اللي فكر يزوجني بنت عمي !
: بنت عمك مالها دًخل !
: بفهم ليش تدافع عنها ؟ يمكن أقل شي اسويه لها اني اتطلقها له لانه انا وهيّ مستحيل نجتمع ! هي قاز وانا النّار !
،
وخرج ضرباً بباب الفندق بقوته ، مُتجهه حيث البيت والاوراق التي وضعها فوق سريره بالجانب الآخر ، وحدّيث حمد بفعله قد تفعلها تلك آثارت خيفته ويجزم بإنها ستفعل أشد من ذلك دون ندم !
،
دّلف للمنزل ليتجه الى غرفته بخطوات سريعه ، وأدار مقبض الباب ليجد فراغ السرير من حزمه الاوراق الكثيـرة ، لم يتواني بالإستدار خارجاً والذهاب للإعلى لأول مرة حيث غرفتها .. والآحتمالات الجنونيه تضرب برأسه بجنون ، عند صعودة للطابق العلوي توقف قديمه وهو يرى عدد الغرف المُغلقه ولا يعلم إية واحدة تكون غرفتها !
،
أبتدأ من أول جنـاح ليجد الظلام يعمّه ، ومن ثم ثاني غرفه وثالثها .. اخيراً .. كانت غرفتها وإيقن ذلك بِسماع هدّير الميّاه بدوره المياه المُلحقـه ، والأنوار و الأثاث الذي يدّب عليها ، كان الغضب يُعمي بصيرته كعادته لا يزن أمـورة ، ولاّ يجد إحتمالات أُخرى قد تخفف من وطئ خوفه بإخراقها للأوراق !
،
قد تكون والدته وضعتها في مكان ما في غرفته المُرتبه بعد خروجه ، أو أنها فوق السرير بإخرة ولم ينتبه لها ، أو .. و أو ...
ولكن إحتمال واحـد هو مايجوب بعقله . .
بإنها قد تكون أتلفت ألاوراق !
!
كانت يقف ينتظرها تخـرج في منتصف الغرفه ، وتحسحس لإذنيه صوتها وهي تتقيأ بألـم .. إزدرء ريقه وإشتد صوتها لدرجه جعلته يمشي بخطوات واسعه لعّله يعرف ماعلّتها !
ولكن الصوت إختفى . . وتراجع للخـلف لتّـخرج هي اخيراً ، بصـورة مُرهقه له !
،
كانت تلفّ رداء الإستحمام وتترك شعرها مبلول بصورة فاتنـه ، وتطئطئ برأسها للإسفـل .. وعندما رفعت ناظريها لها هاله منظرها .. المؤلم لتأنيب الضميـر !
بوجه شاحب .. وفاتن !
،
عيّني تنظر له بإعياء وكأنها تحاول أستيعاب وجودة في غرفتها ، بشرة ندّيه قدّ اكتسبت اللون الوردي دون جهود مبذوله ، وشفتين كالفراوله في موسمها !
.. وحاحبان معقودان !
،
: وش جالس تسّوي هنا ؟
،
بس طول إنتظار اخيراً إستوعب الغايه من وجودة ، ليعود الغاضب يتحكم بمشّاعرها التي لوهله .. جهلها !
وتقدّم بخطوتيـن ليمسك كتفها ويسألها بحفيف أفعى : الاوراق !!! الاوراق اللي في غرفتي وينها ؟ وينها ؟؟؟؟؟
،
أبعدت يدّه بقوة ، وربضت على السرير بإعياء شديد جعلته يرتد للخلف وعينيه تتربص بإنفعالاتها !
أبعدت شعرها المتبل عن وجهها لتقول : وش أوراقه ؟
: ألاوراق اللي بغرفتيييي يالشموخ !!!
تنهدت بتعب : مدري والله ، وتمايلت لاخذ هاتفها فوق المنضدة مُخرجه القليل من ساقيها .. ليزدرء ريقه ويطير غضبه .. أدارج الرياح .. صغّر عينيه وهو يرى أبتسامتها الخفيفه عند قرأت شئ ما ، وبكل بجاحه ألتقط الهاتف من بين يدّيها وألقى نظرة سريعه ولكن لم يفقهه لماذا تبتسم هكذا ؟
،
رمى الهاتف فوق المنضدة ليصدر صوت عالي لتمسك رأسها بإنزعاج : شبتغى ؟ اطلع لو سمحت مايحق لك تدخل غرفتي !!
شتت ناظريه ، وإدرك حجّته التي دون دليل وقال مُحاولاً بعثرة صورتها تثُير أشياء .. غريبه !
: الأوراق ؟
نظرت له : إي أوراق جمال ؟ والله مادخلت غرفتك ..
،
مابالها واهنه هكـذا ؟
وكأنها . . ليست هيّ !
بلل شفتيه وعقد حاجبه مُحاولاً أن يرتدي رداء الغضب : أقسم بالله إذا عرفت ان ألاوراق فيها شي لا تلومين إلا نفسك !
،
وخـرج بسرعه جنونه ضارباً بالباب بقوة !
،
بينما هيّ ، لا زالت تجهل مابه ؟
وإستقلت بتعب . . نفسي وجسدّي .. وغطت في النوم دون وضع مُنبه لصلاة الفجر
.................................................. ...........
.
.
.
وجّـد الأوراق موضوعه بإحدى الأدراج في غرفته ، وشتـم حمد بألفاظ يستّحقـها ، ليقول حمد غير مكترث به ويلقى نظّرة عميقه للأوراق والصكوك المهمه : والله إنت غبي شسوي فيـك !
!
تنهد بسخط ورمى ثقله على الكرسي مُصدر ضجيج وصورتها لا تبّرح مُخيـلته البته !
سحقّا!
لو لم يتأثر بكلمات حمـد لمّا إضطر لصعود لغرفتها ورؤيته بمنـظر يطيح بإي رجل عاقل !
تأفف مُحاولاً الإنتباه لحمـد وهو ينظر للأوراق !
: هاه وش لقيت ؟
عقد حاجبيه حمد وهو يمعن النظر بالورقه التي بين يدّيه ليسأل بسخريه : بالله إنت قريت وش بالاوراق ؟
لعق شفتيه الأماميه بملل : لا والله قلت بنتظر لمين المحكمه
: لانك أثول ! وغبي !! ومالومهم لو يلعبون عليك ويخاذون كل حلالك !
عقد حاجبيه ليرفع الورقه نصّب عينيه ويتحدث بغّل : هذا ورقه تصديق من المحكمه بتوقيع من ابوك ومن صديقه يالأثول !
إستقام بإجفال ليمسكها بين يديها ويتحدث بصدمه . صصااادققق ؟؟؟؟ ، وقرأها بتّمـعن !
ليقول بغضب : طيب ولد صديق ابوي يقول لازم تصديق من المحكمه !
وضع حمد يدّه على رأسه بقله حيله : اجلس اجلس هو صادق بس يحتاج تروح المحكمه والقاضي يشوف الورقه ويختم عليها .. ونظّر للأوراق بتمعن :جمال خلينيت نتفاهم ونشوف باقي الاوراق !
جلس بجانبه على السرير ، ليتفحصا الأوراق معاً ، ويحاول حمد تعلميه حول الأمور التي يعرفها ، ألتقط ورقه ليتحدث لحمد : هذي تحويلات بنكيه من عام 1427 بسنه وفاه أبوي ..
و أصدر جمال شهقه عارمه ، وهو ينظّر للإسماء المدونه ليقول بعدم تصديق : شوف شوف حمد ...
ألتقط حمد الورقـه من بين يدّيه وهو يرى ملامحه وجهه المفجوعه : الوليد خالد جمال ال .. سلوى خالد جمال ال.. صيته خالد جمال ... حمزه خالد جمال .. إخوانك !
،
هبط من السرير وهو مفجوع ، ليـدور حول نفسه بصدمه عارمه !
: أبوي متزوج ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ابوي متزوج؟؟؟؟ لا إله الا الله !!!!
.........................
تم


قصصية likes this.

الريم ناصر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:38 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.