آخر 10 مشاركات
✨الصالون الأدبي لرمضان 2024 ✨ (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          6 - موعد مع الغرام - روزمارى كارتر - ع.ج ( إعادة تنزيل )** (الكاتـب : امراة بلا مخالب - )           »          هيا نجدد إيماننا 2024 (الكاتـب : رانو قنديل - )           »          328 - العروس المتمردة - جوليا جيمس (اعادة تصوير) (الكاتـب : سنو وايت - )           »          نصيحة ... / سحر ... / الأرملة السوداء ... ( ق.ق.ج ) بقلمي ... (الكاتـب : حكواتي - )           »          الجبلي .. *مميزة ومكتملة* رواية بقلم الكاتبة ضي الشمس (فعاليات رمضان 1436) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          آسف مولاتي (2) *مميزة ومكتملة * .. سلسلة إلياذة العاشقين (الكاتـب : كاردينيا الغوازي - )           »          جدران دافئة (2) .. سلسلة مشاعر صادقة (الكاتـب : كلبهار - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          شيوخ لا تعترف بالغزل -ج3 من سلسلة أسياد الغرام- لفاتنة الرومانسية: عبير قائد *مكتملة* (الكاتـب : noor1984 - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > الروايات القصيرة المكتملة (وحي الاعضاء)

Like Tree4Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 18-04-20, 02:59 AM   #1

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي وأسدلت أهدابها (2) .. سلسلة عيناكَ * مميزة ومكتملة *






السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



عدنا من جديد بعمل يعتبر الجزء الثاني من عيناكَ لي المرسى..
ابطال جدد يضافون للأبطال القدماء.. أتمنى أن تنال إعجابكم وأتلقى تعليقاتكم المثمرة ..

قبل البداية
شكر خاص للجميلة نيلوفر على مساعدتها باللهجة اللبناني وشكر كبيير للغاية لكل الحلوين اللي هيتابعوا معايا

ملحوظة هامة
اقرأوا نوفيلا عيناكَ لي المرسى قبل قراءة هذه النوفيلا لأن أبطالها يظهرون بها.









(مقدمة)
حكايات بنات من قلب مجتمعنا المصري..
منهم ذات الكبرياء ومنهم الفأرة الضعيفة
المنطوية ومنهم الساذجة التي لا تفهم شيئا
بالحياة وألاعيبها.. ومنهم من يلقبها زوجها
بالشاويش, ومنهم من نشأت على عشق ابن
عمتها الوسيم والذي يكبرها بالكثيير
ليحطم قلبها بزواجه من أخرى ومنهم من
جرحها الحب الأول لتكتشف انه لم يكن
حبا بل رغبة في أن تحب وتُحَب..
ذات الكبرياء ستقابل ندها الذي سينتزع
عشقها من أعماق قلبها..
والفأرة الصغيرة ستصبح قطة شرسة ستقاتل
وتقاتل حتى تقتنع بالنهاية أن ما كانت تظنه
بغضا كان عشقا لا مثيل له..
والساذجة ستقابل شهما تقع بحبه على الفور
وكعادتها أمام المشاكل ستهرب أو فلنقل
ستحاول الهرب ولكن الشهم سيكون لها
بالمرصاد.
وأما الشاويش فيعشقها زوجها بجنون وتعشقه
هي بقلب لم ينبض إلا له..
وأما الطفلة وابن عمتها فسيكون القدر رحيما
بهما وسيجمعهما مرة أخرى بعدما يلقّنهما درسا
أن تمسّكا بحبكما فهو نادر..
والحب الأول ليس دوما صادقا ووجود رجل
حنون وصادق ويعشق بجنون جعلها تعلم
أنها لم تشعر بالحب قبلا إلا معه!
****
خاطرة النوفيلا
بقلم أماني
قدر إلهي جمع بين قلبي وقلبها
كنهر جار نهايته تندمج ببحرها
كسفينة تائهة وجدت في عينيها مرساها
صروح من المشاعر وقفت شامخة فوق أرضها
روح عليلة ترجو منها الجود بترياقها
أحجية معقدة تنتظر لمسة منها لحلها
لا أعلم أهي التي جائتني أم أنا من جئتها
نقترب ونبتعد يصارع مدّي جزرها
يا امرأة خلقت مني وخلقت أنا من أجلها
لا تسألوني كيف ولِمَ ومتي حدث أن أحببتها

عشق بارز الكثير حتي إني بارزتها وفزتها
سكنت قلبها تدثرت في دفئها صار نغم حياتي
نبضها
شقية هادئة غيورة محبة آآآآآه ويل قلبي الذي
أحبها
تغمرني السكينة إن توسدت صدري
وأسدلت أهدابها .






الفصل الأول
عادت من الاختبار النهائي للثانوية العامة
لتجد جمعا غفيرا أمام باب منزلها لتتوجّس
خيفة وهي تهرع باتجاه منزلها وصورة والدتها
المريضة منذ فترة لا تفارق خيالها!
دلفت إلى المنزل لتتجمد وهي تتلقّى الخبر
الذي ربما توقعته بداخلها ولكنها كانت
تكذّب إحساسها..
ضمة خاوية تلو الأخرى وكلمات عزاء فارغة
حتى وصلت للغرفة الفارغة!
ذهبت والدتها دون وداع!
ذهبت بهدوء كما عاشت طوال حياتها..
ذهبت الفرحة الوحيدة بحياتها, وذهب الحضن
الدافئ وظلّ الخواء يحيط بها من كل جانب..
خواء زاد بعدما تزوج والدها بعد وفاة والدتها
بأسبوعين!
ثم تكتشف بعد ذلك أنه تزوج بها قبل وفاة
والدتها تحديدا بعد مرض والدتها والحجة..
يحتاج لأنثى بحياته!
وهل لها أن تعترض؟!
عاشت عبئا بمنزل هو منزلها.. غير مرحّب بها,
تُعامل كالجارية ولا تستطيع النطق فها هو
والدها يتغاضى عن كل ما يحدث أمامه فقط
لأجل عيون زوجته!
كانت المصادمة الأولى والتي أخرجتها من
صمتها للمرة الأولى منذ قدمت زوجة أبيها
للمنزل منذ سنوات هي عندما أوشكت على
تحقيق حلمها لتجدها تريد تحطيم حلمها بل
وحياتها كلها..
"بقولك ايه يا رتيل.. ماظنّش ان فيه لازمه
للجامعة بعد كده, البنت مالهاش الا بيت
جوزها وال ايه يا حاج؟"
قالت زوجة والدها لترمقها بعدم فهم ليتنحنح
والدها وهو يقول بتلعثم:"هو.. يعني... اللي
تشوفيه يا حاجه"
رمقته بصدمة قبل أن تنهض قائلة:
"هو ايه اللي تشوفيه يا حاجه؟ هو حضرتك
موافق على الكلام ده يا بابا؟ عايزني اسيب
كليتي؟"
ارتبك والدها وهو ينقل بصره بين ابنته التي
ترمقه بخيبة أمل وبين زوجته التي ترمقه
بتحدي أن يرفض ما تقوله ليختار الصمت لتقول
زوجة والدها بانتصار:"المصاريف زايده
والكلية مامنّهاش فايده, اخرتك هتتجوزي
وتقعدي في البيت.. يبقى ليه المصاريف؟
وكمان فيه عريس متقدملك واحنا موافقين"
"جواز ايه وبتاع ايه؟ ومين قالك اني عايزه
اتجوز؟ انا هخلص الكلية واشتغل.. وخلاص
مابقاش الا سنة واحدة واتخرج.. وبعدين
مصاريف ايه اللي زايده؟ مانا بصرف على
الكلية من فلوسي ومحدش فيكم بيدفعلي
حاجه"
لترمق والدها بخيبة أمل وهي تتابع:
"فلوسي اللي سابتهالي ماما الله يرحمها..
فاكرها يا بابا وال نسيتها زي مانسيتني؟"
اشتعلت زوجة والدها غضبا من ذِكر الأخرى
أمامها وصمت زوجها والحزن الذي بدا على
ملامحه لتنهض بغضب:"جواز وهتتجوزي وكلية
مش هتروحي تاني واما نشوف هتكسري
كلامي ازاي يا رتيل"
قالتها وغادرت تاركة إياها ترمق والدها بخيبة
تزداد يوما بعد يوم قبل أن تذهب لغرفتها وهي
تفكر ماذا تفعل؟ وهل يمكن أن ترغمها زوجة
والدها على الزواج؟!
****
هل يمكن أن تكره الفتاة المنزل الذي نشأت
فيه؟!
تساءلت نغم وهي تهرب للمطبخ تتشاغل بعمل
أي شيء حتى لا تواجه والدها فهي حتى عندما
تركت المنزل ظلّت تخشاه وتكره تواجده
بالمنزل..
فرّت دمعة من عينيها وهي تتذكر معاملته لها
وتعمّده إهانتها دوما أمام الجميع حتى أمام
زوجها.. تنهيدة عميقة وإغماض عينين تبعه
غوص في ذكريات جميلة جمعتها بزوج لا
مثيل له لترتسم ابتسامة على شفتيها كعادتها
كلما فكرت فيه.
"نغومة"
عضت على شفتيها وهي تشيح بوجهها عنه
بخجل لتصلها ضحكته الخافتة قبل أن يهمس
لها:"انتي مكسوفة مني يا نغم؟ ينفع يعني
تتكسفي في ليلة مفترجة زي دي؟"
ضحكة خافتة فلتت منها ليحيط وجهها
بكفيه وهو يقول:"وأخيرا بقيتي ليا.. حاسس
ان هيجرالي حاجه من الفرحة"
رمقته بذهول وهي تقول:"للدرجه دي بتحبني
يا حسام؟"
تنهيدة طويلة فلتت منه قبل أن يرمقها بحب
وهو يقول:"واكتر يا قلب حسام.. انتي مش
متخيلة كنت حاطط ايدي على قلبي ازاي
وانا مستني رد عمي! كنت خايف اوي
مايوافقش"
غمامة حزن ظللت عينيها وهي تفكر ..
(لا تقلق يا ابن عمي كان سيوافق حتما طالما
سيقبض الثمن ويستريح مني)
لاحظ تغيّر نظراتها ليخرجها من أفكارها
بقبلة خفيفة لشفتيها لتشهق وهي تعود للخلف
فيضحك عاليا وهو يغمزها:"مخضوضه من
بوسه امال هتعملي ايه في اللي جاي؟"
أغمضت عينيها حياءا وهي تهتف بلوم محبب:
"حسام!"
"نعم؟"
أجابها ببراءة وهي ينظر إليها بمكر لتقول
بخجل:
"مكنتش اعرف انك قليل الادب كده"
ضحك عاليا وهو يحيطها بذراعيه قائلا:
"لو البوسه عندك قلة ادب معناه اني هتعب
معاكي كتير اوي النهاردة"
أغمضت عينيها بخجل والخوف يعود لها من شيء
مجهول لا تعرف عنه شيئا لتدفن رأسها بصدره
وهي تقول:"بس بقى يا حسام عشان خاطري"
ضحك مرة أخرى وهو يهمس لها:
"خلاص نبطل النظري ونخش على العملي"
"نغم! انتي واقفة كده ليه يابنتي؟"
أخرجها من ذكرياتها صوت والدتها المندهش
لترمقها بحزن سكن عينيها منذ فارقها حبيبها
قبل أن تقول:"كنت بشطّب المطبخ يا ماما"
رمقتها والدتها بتعاطف فهي تعلم أنها تهرب
من ملاقاة والدها الذي يعنّفها كلما رآها لتربت
على كتفها بحنو وهي تقول:
"روحي ارتاحي بقى يا حبيبتي خلاص معدش
فيه حاجة تعمليها"
أومأت بصمت وهي تتجه لغرفتها تدعو الله
ألا تقابل والدها حتى لا تسمع منه مر الحديث.
****
"أنا آسف يا آنسة تاج, بس البنك حجز كل
ممتلكات والدك ومنهم الفيلا دي ولازم
تِخلوها في خلال يومين"
قالها محامي والدها بأسف لتخفض نظرها
للحظات قبل أن ترفع رأسها بعنفوان كعادتها
وهي تقول:
"حضرتك مالكش ذنب يا عمو, هي الظروف
ال جت كده.. عموما الحمد لله ان لينا مكان
نروح فيه انا وماما وعمتو"
وفكرت أن منزل جدها القديم ولو أنه لا يرقى
لمنزلهم الحالي إلا أنه أفضل من لا شيء خاصة
أمام الظروف الحالية التي تضطرهم للرضا
بأي شيء مهما كان.
****
ذهبت لعملها مع خطيبها الذي وقف بجوارها
الفترة الماضية بعد وفاة والدها المفاجئ
واكتشافها الديون المتراكمة عليه بعد
خسارته أكبر صفقة وضع بها كل ماله مع
المال الذي اقترضه من البنك لتجد مساعدتها
تبلغها أن شادي يريدها بمكتبه
حالما تصل..
شعرت بالدهشة أنه في العمل ولم يمر عليها
لاصطحابها كما اعتاد ولكنها أوعزت ذلك
لأنه لم يكن لديه العلم أنها ستأتي للعمل هذا
اليوم مرغمة نفسها على التعامل مع الواقع
حولها بعد الصدمة التي تلقّتها .
لتعقد حاجبيها وهي تتجه لمكتبه القريب
وهي تفكر:
"لو مش عارف اني جايه النهاردة امّال طلب
اني اروحله اول ماجي ازّاي؟!"
نفضت رأسها وهي تدلف إلى المكتب بعدما
سمعت صوته يسمح لها بالدخول لترسم
ابتسامة على شفتيها وهي تقابله لتنمحي
ابتسامتها وهي تراه يتحاشى النظر لها ولا ينهض
لاستقبالها كعادته..
"فيه حاجه يا شادي؟"
"اقعدي يا تاج"
جلست وهي ترمقه بتوجّس تنتظر ما سيقوله
فحتما هناك شيء خاطئ تشعر به داخلها!
"مالك يا شادي؟ فيه حاجه مضايقاك؟"
سألته تريد إجابة فالتوتر الذي تشعر به بلغ
أشدّه ولم يعد لديها قدرة للانتظار..
"الحقيقه يا تاج انا مش عارف ابدأ كلامي
ازاي"
اعتدلت تاج وهي تشعر أن كرامتها ستبعثر..
ابتسمت بدبلوماسية تخفي ما يموج داخلها من
مشاعر وتوتر وهي تقول:
"قول على طول يا شادي صدقني مش هلومك
على اي حاجه"
أغمض عينيه للحظات قبل أن يقول بتوتر:
"بابا مش عايزك بالشركة"
أومأت ببطء وهي تقول بخفوت:"فهمت"
"انا حاولت معاه بس هو خايف اللي حصل
لباباكي يأثرّ على الشغل و.."
حاول التبرير لتقاطعه بإشارة من يدها وهي
تقول رافعة رأسها بإباء:
"مفيش مشكلة يا شادي, الحقيقة اني كنت
جايه النهاردة عشان اسيب الشغل, احنا هننقل
من البيت زي مانت عارف وهيبقى صعب عليا
اجي كل يوم لحد هنا وواحد صاحب بابا
شافلي شغل قريب للبيت هناك"
لتبتسم مخفية قهرها وهي تتابع:
"طمّن باباك وقوله الشركة مش هيحصلها
حاجة خالص"
لتنهض مشيرة له عندما حاول التحدّث وهي
تتابع:"وطمّن مامتك كمان, انا عارفة انها
ماتقبلتنيش ابدا فانا هريّحها من وجودي
خالص"
خلعت المحبس من إصبعها وهي تضعه على
المكتب قائلة:
"كان نفسي اقولك هنفضل اصدقاء
بس أظن ان خطيبتك مش هترضى بده"
الذهول الذي ارتسم على وجهه جعلها تبتسم
بحزن وهي تقول:"ماهو اكيد مامتك مش
هتسيبك من غير واحدة تكون على مزاجها
المرة دي"
اتجهت لباب المكتب ليلحق بها شادي وهو
يقول بتهور:"انا مستعد اهرب معاكي ونبعد
عنهم ونتجوز يا تاج"
نفضت ذراعها من يده وهي ترفع رأسها بإباء
قائلة:"انا مش عار عشان حد يهرب عشاني
ويتجوزني غصب عن اهله"
لتكمل بسخرية:"وبعدين انت مش هتقدر
تعيش من غير ملايين بابا يا شادي وال ايه؟"
تركته وخرجت متجهة لمكتبها تجمع
متعلقاتها قبل أن تخرج مغادرة الشركة
بأكملها تحت أنظار العاملين المتعاطفة معها.
****
"وبعدين يا خالتي السنة هتبدأ وانتي ولا حِس
ولا خبر, إيه ماعرفتيش تأثّري على ابو الشباب
عشان يجوّزني السنيورة وال ايه؟"
تساءل عباس مسبغا السخرية على كلماته
حتى يثير غيظها ليتحقق له ما أراده وهي تقول:
"الراجل موافق البت اللي معصلجة شوية
بس ماتقلقش عندي تخطيط كده انما ايه
هيضمن انها ماتفتح بؤّها (فمها) وتوافق
غصب عنها"
رمقها بلهفة وهو يقول:"الحقيني بيه"
لوت شفتيها بنزق وهي تقول:"متسربع على ايه
يا ولا؟ قال يعني ست الحسن والجمال!
امّال لو مكنتش سمرا ومصدّيه كنت عملت
ايه؟"
ضحك قائلا:"القلب ومايريد بقى ياخالتي
وبعدين السمار نص الجمال"
"طب ياخويا ياللا مانت شبه القرد هتاخد ايه
غير قرده زيّك"
قالتها غير واعية لمن تستمع لهما وقلبها يؤلمها
لنظرة الناس لها وأولهم زوجة والدها!
طالما سمعت هذا الحديث عن شكلها حتى
فقدت كل ثقتها بنفسها على الرغم أن
والدتها دومها كانت تبثّها ثقتها كلما
سألتها:"هو انا ليه مش شكلك
يا ماما؟ ليه مش بيضا وحلوه زيّك؟"
لتخبرها أنها مثل الشوكولاتة الشهية تشتهيها
العين ويتلذذ بمذاقها اللسان وتؤثر على باقي
الحواس بذوبانها في الفم!
أغمضت عينيها ودمعة تفلت من بين جفنيها
المطبقين بقوة وهي تستدير لتدخل غرفتها
مرة أخرى قبل أن تسمع المزيد من الإهانات
لتتجمد على صوت عبّاس وهو يقول:
"قوليلي بقى يا خالتي هتجبري السنيوره ازاي
انها تتجوزني وهي رافضه زي ما بتقولي؟"
"هخلّيك تقضّي معاها ليلة يا وَلَا وبعدها
عمرها ما هتقدر تقول لا ده انت هتستر عليها
من الفضيحة هو فيه حد بيعمل خير في
الزمن ده!"
ضحكاتهم كانت كخناجر تطعن بقلبها
وعقلها يدور مما سمعته!
هل هذه نهايتها؟! هل تكون نهايتها على يد
عباس؟!
عباس الذي طالما أذاقها ألوان العذاب منذ
تزوجت خالته بوالدها لتكره كليهما وتتمنى
اليوم الذي تتحرر فيه من قيدهما ليخططا هما
لهدم كل ما فعلته طوال سنوات بل وانتهاكها
أيضا تحت سقف منزلها!
انتفضت ثائرة وهي تجمع أغراض بسيطة لها مع
بعض النقود القليلة المتبقية من إرثها من
والدتها والذي قارب على النفاذ وتتسلل هاربة
من المنزل على غفلة منهما عازمة على عدم
العودة مهما حدث.
نهاية الفصل

روابط الفصول

المقدمة والفصل الأول .... اعلاه
الفصول 2 - 8.... بالأسفل
الفصل التاسع والعاشر .... بالأسفل
الخاتمة








التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 28-04-20 الساعة 09:58 PM
hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 03:04 AM   #2

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثاني

الفتيات عار يجب وأده أو إلقائه على عاتق
شخص آخر
شعار والدها الأثير الذي رزقه الله بثلاث فتيات
تخلّص منهن الواحدة تلو الأخرى بزيجات
ولرحمة الله بهن مناسبة ومريحة لهن جميعا.
ذل ومهانة هو ما جنته من منزل والدها وإنها
لتشعر بالخزي من نعتها له "أبي"
لا تراه يستحق هذه الكلمة أبدا!
كما لا يستحقها زوج خالتها الأول الذي ألقاها
وأخذ منها ولدها لسنوات..
لا تفهم لِمَ يبتليهن الله بأشباه الرجال هؤلاء؟!
"نغم.. انتي يا بت"
انتفضت على صوته يناديها لتخرج من أفكارها
لتهرع له تنتظر توبيخه كالعادة على شيء
فعلته أو لم تفعله سواءا لديه..
وقفت أمامه صامتة ليرمقها بازدراء وهو يقول:
"حضّري نفسك جايلك عريس"
اتسعت عيناها بصدمة وهي تهتف:"ايه؟!"
"جاتك اوا يابت, ايه انطرشتي؟!"
هتف بها بحدة لتبتلع اعتراضها وهي تحرّك
رأسها برفض قبل أن تستجمع شجاعتها وهي
تقول:"بس انا مش عايزه اتجوز"
ما إن أكملت كلماتها القليلة حتى كانت
الصفعة التي أدمت وجهها لتغمض عينيها
بألم وهي ترفض ذرف دموعها أمامه لتشعر
بوالدتها وهي تقودها لغرفتها وصوت والدها
يتبعهم:
"عقّلي بنتك لاحسن والنبي ومن نبّى النبي
لاكون مكسّر عضمها ودافنها قبل ما تجيبلنا
العار".
****
"يابني انت مش ناوي تريّح قلبي بقى!
عايزة اطّمن عليك قبل مااموت"
تأفف بداخله من تلك الجملة التي ما تفتأ
تقولها والدته لتستدر عطفه حتى يفعل ما
تريده..
هل هو فتاة حتى تريد الاطمئنان عليه قبل
وفاتها؟!
ألا تعلم كم الراحة التي يعيشها الآن بلا
زواج!
يا إلهي! لقد كان في جحيم تلك الفترة
القصيرة التي تزوّج بها حتى أنه أحيانا لا
يصدّق أنه تخلّص من تلك المرأة .
قرّر اتباع طريقتها باستدرار عطفه فرمقها
بنظرة لائمة وهو يقول:
"كده يا أمي؟! عايزة تخلصي مني! تاعبك انا
في ايه يعني؟! عشان حتى اللقمه اللي
بتعمليهالي وال الهدوم اللي بتغسليهالي! خلاص
يا أمي انا هبقى اعمل اكل لنفسي واهتم
بحاجتي بدام انا تاعبك كده وحِملي تقيل
عليكي"
رفعت حاجبها قائلة:"مش عليا الدور ده يا
حازم! انا خابزاك وعاجناك يا ابن بطني..
هتشوف العروسة يعني هتشوفها"
زفر هذه المرة عاليا وهو يقول:
"بقولك ايه يا ست الكل، ركّزي مع أنس
وجوّزيه انتي بس.. اما انا سيبك مني خالص
انا مش ناوي اتجوّز في الوقت الحالي ومهما
حصل مش هتنازل عن رأيي ده.. المرة ال فاتت
سمعت كلامك وادي النتيجة المرة دي مش
هتجوز إلا لما أحس اني عايز اتجوز فوفري
العرايس بتاعتك لأنس هو محتاج
الجواز عشان ابنه"

ولم يمنحها الفرصة لترد عليه بل غادر ع الفور
بعدما التقط سترته التي خلعها منذ دقائق
قليلة فيبدو أنه لا راحة بمنزل توجد فيه امرأة
حتى لو كانت والدته!
****
سائرا بلا هدى يتأمل المكان حوله، حتى أنه
لا يعلم ما هذا المكان التي قادته قدماه إليه!
فقط يسير ويسير حتى احتله التعب فجلس على
أحد المقاعد الحجرية الموضوع بالشارع وهو
يكتشف أنه على الكورنيش.. أغمض عينيه
يتلذذ بالنسمات الصيفية الخفيفة وهي تحمل
رائحة البحر..
لا يمل أبدا من النظر للبحر أو استنشاق رائحته
لم يكد يشعر بالهدوء حتى تناهى إلى سمعه
كلمات غزل فجّة فتأفف بداخله وهو يفتح
عينيه ينظر من هذا الظريف الذي يغازله
ليتفاجأ برؤية فتاة جالسة على المقعد المجاور
والكلمات بالطبع تُوَجّه لها.
عقد حاجبيه وهو يفكر هل كانت الفتاة
جالسة قبل جلوسه؟ لأنه لا يتذكر وجود فتاة
أبدا وهو يهم بالجلوس!
نفض رأسه وهو يتابع ما يحدث.. لِمَ تجلس فتاة
بمفردها وبهذا الوقت هنا بهذا المكان؟!
أهي من أولئك الفتيات اللاتي تبحثن عن
رفقة؟ ولكن ملابسها محتشمة بل إنها ترتدي
حجابا فكيف تكون منهن؟

وجد الشاب يقترب مادا يديه فانتفض مسرعا
ناحيتهما وقبل أن تصل يد الشاب لجسدها
كان يقف بينهما ممسكا بيد الشاب وهو
ينظر له نظرة صارمه محذّرة أخافت الشاب
فابتعد وهو يسب ولكنه لم يبالِ به بل التفت
لها غاضبا وهو يقول:
"انتي بتستهبلي؟! ايه اللي مقعّدك هنا دلوقتي
ولوحدك؟ "
رمقته بوجل وهي ترد عليه مصطنعة الجرأة:
"زي مانت قاعد وال هو حلال ليك حرام
عليا؟"
رفع حاجبه يرمقها بعدم تصديق لجرأتها!
ليهتف بها غاضبا:
"انا راجل ومش هيحصلي حاجة، لكن انتي
بنت وأظن شوفتي عيّنة من اللي ممكن
يحصلك وانتي قاعدة هنا لوحدك وفي وقت
زي ده.. إلا إذا بقى انتي كنتي حابة اللي
بيحصل وانا قطعت عليكي استمتاعك"
شهقة عالية خرجت من شفتيها واحتقان وجهها
أعلمه أنه ضرب وترا حساسا وأخطأ بحديثه
ولكنه لا يفهم لِمَ فتاة مثلها تتواجد بمكان
كهذا بهذا الوقت المتأخر!
"احترم نفسك يا جَدَع انت واتكلم عِدِل،
وبعدين انت مالك اصلا انا قاعده وال واقفه
حتى ايش حشرك انت"
اتسعت عيناه بعدم تصديق ليجيبها بحدة:
"عندك حق انا مالي ان شاء الله تولعي حتى..
خليكي قاعده كده لحد ما يجي واحد
يشقطك"
ثم التفت مغادرا ليسمعها تتمتم:
"يشقطني! يعني ايه؟"
لم يرد عليها وهو يكاد يضحك سخرية من
الموقف الغريب الذي يتعرّض له ولم يكد
يبتعد عدة خطوات حتى وجد من يسير بجانبه
بعدما لاحظت اقتراب عدة شباب من مكانها
وكان قد لاحظهم أيضا ولكنه اصطنع
اللامبالاة..
"معنديش مكان اروحه"
قالتها بخفوت ليعقد، حاجبيه وهو مستمر بالسير وهي بجانبه ثم سألها:"فين أهلك؟"
"أمي ماتت وأبويا متجوز ومرات أبويا.."
صمتت للحظات قبل أن تقول بسخرية مريرة:
"حاجه كده زي سندريلا بس على أوحش
شويه.. عموما كنت مستحمله كل حاجه
وساكته لحد ما كانت الحاجه الوحيده اللي
باقيالي هتضيع فهربت"
توقف عن السير بغتة وهو يلتفت إليها بحدة
قائلا:"هربتي! هو لسه فيه حد بيهرب؟!
دي كانت موضة وخلصت وال انتي متأثره
بالأفلام القديمه؟"
احتدّ صوتها وهي تقول:"من غير سخرية لو سمحت"
"وانتي بقى بتهربي فكرتي هتروحي فين؟
فكرتي ان ال كان ممكن يحصلك وانتي
في بيت ابوكي ارحم من اللي ممكن
يحصلك ف الشارع"
"مش هتفرق كتير، على الاقل في الشارع
ممكن الاقي حد يحميني ويحمي شرفي زي
مالقيتك كده، لكن هناك.. مفيش حد"
زفر بقوة وهو يلعن خروجه من المنزل هذه
الليلة وتورّطه بهذا الموقف ثم قال:
"وهتروحي فين دلوقتي عندك مكان؟"
"لأ.."
كاد يسب بلفظ نابي لم يستخدمه قط ولكنه
تماسك وهو يفكر ماذا يفعل؟!
هل يتركها هكذا بمفردها بالشارع وبهذا
الليل حتى تتعرض لاسوأ مما قد تتعرّض إليه
بمنزل والدها أو ربما مثله! أم يصمت ضميره
ويصحبها معه للمنزل!
كاد يقهقه ضاحكا وهو يتخيل مشهد والدته
لو اصطحبها معه وردة فعلها وقتها ولكنه لا
يملك إلا أن يفعل ذلك.
صدح صوت بداخله يسأله:
(ماذا لو كانت كاذبة؟ ماذا لو كانت
مخادعة أو لصة أو هاربة من مصيبة أكبر؟)
ضحك بداخله على تفكيره وهو يتمتم
بخفوت:
"واضح اني انا ال متأثّر بالافلام القديمه"
"بصي يابنت الناس انا مش هقدر اسيبك في
الشارع كده في وقت زي ده، انتي هتيجي معايا
البيت"
شهقت ليضحك عاليا وهو يقول ساخرا:
"أقسم بالله شوفت الحته دي في تلت اربع
الافلام بتاعتنا.. صلّي على النبي كده
واهدي.. انا مش هاخدك اغرغر بيكي ..
انا هاخدك تونّسي الست الحاجة امي لحد
ماشوفلك حتّه تقعدي فيها"
لا تعلم لِمَ تشعر بالأمان مع رجل لا تعرف حتى
اسمه! ولكنه تثق به لذا اتّبعت حدسها وأومأت
له موافقة وهي تتمتم:"طيب"
ابتسم لثقتها به وتأكّد أنها إما طيبة لدرجة
السذاجة أو مخادعة فلن تثق فتاة برجل لا
تعرفه إلا إذا كانت إحداهما!
"طب مش نتعرّف بقى وال هدخل على أمي
واقولها جايبلك واحدة مش عارف اسمها تونّسك؟"
ابتسمت وهي تقول بخجل:"رتيل.. اسمي رتيل"
"بوند.، جيمس بوند"
قالها ضاحكا لتشاركه الضحك فابتسم لأنه
تمكّن من رسم الضحكة على شفتيها ليقول:
"اسمي حازم.. لايق عليا مش كده"
"الصراحة.. لا"
قالتها بمرح فضحك عاليا وهو يقول:
" ايه الاحراج ده! أبشّرك هتتفقي مع امي
جدا "
"اكيد مامتك هتضايق وهتسألك عرفتني
منين؟ وجاية اقعد معاكم ليه و..."
قاطعها قائلا:"ماتقلقيش.. هقولها اخت واحد

صاحبي وموصّيني عليكي قبل ما يسافر،
وماما مش حشرية خالص"
وتمتم بداخلهسامحني يارب).
****
خرجت من الشركة رافعة رأسها إلى أن وصلت
إلى سيارتها لتضع أغراضها وتجلس أمام المقود
ساكنة للحظات قبل أن تنفجر باكية من
ضغط الأيام السابقة والتي انتهت بها اليوم بلا
مأوى, بلا وظيفة وبلا سند!
انتهت نوبة البكاء لتمسح وجهها بعنف
وعيناها تبرقان بتصميم.. لن تبكي بعد اليوم
من أجل أي شيء مهما كان.
لحظات وتعالى رنين هاتفها لتجده المكتب
الذي هاتفته لتحصل على وظيفة أخرى منذ
عدة أيام ابتسمت بسخرية وهي تفكر أنها
وقتها تخيلتها وظيفة إضافية مع وظيفتها
بالشركة مع شادي لينتهي بها المطاف
بلا شيء!
فتحت الخط ليصلها صوت العاملة هناك وهي
تخبرها بضرورة تواجدها بعد ساعتين لتستلم
وظيفتها لتوافق هي دون أن تسأل حتى عن
ماهية الوظيفة!
****
"انتي بتقولي ايه يا تاج؟ تشتغلي مربية؟!
دي اخرتها يا بنتي؟!"
جاهدت لتبتلع الغصّة التي وقفت بمنتصف
حلقها وهي تهادن والدتها وتقنعها بما ليست
مقتنعة به من الأساس..
"وفيها ايه يا ماما؟ هو انتي فاكراني هنضّف
يعني وال اطبخ لهم؟ ده مجرد تحضير ومتابعة
لطفلين صغيرين لأن والدتهم مريضة"
أشاحت بوجهها وهي تقول غير مقتنعة:
"بس برضه, يعني بعد ما كنا..."
لتقاطعها بصرامة:"انتي قولتيها بنفسك
يا ماما.. كنا, وخلاص معدناش.. معدش عندنا
حاجة غير البيت اللي عايشين فيه ده والفلوس
اللي كانت معانا في البنك اتصرف اكتر من
نصها عشان نوضّب البيت هنا.. قوليلي هنصرف
منين لما الباقي يخلص؟ خلاص يا ماما لازم
اشوف شغل عشان نقدر نصرف منه"
"انا مش فاهمة انتي سيبتي شغلك مع شادي
ليه بس؟ مش هو خطيبك يا حبيبتي ليه
عامله حساسية بينكم كده؟"
كادت تضحك بمرارة لتكبح رغبتها وهي
تقول:
"معدش خطيبي يا ماما, انا سيبت شادي والشغل"
اتسعت عيناها بصدمة قبل أن تقول:"ليه؟"
هل تخبرها الحقيقة؟ هل تخبرها أنه ضعيف
وجبان ولا يستحقها؟!
زفرت بعمق قبل أن تقول:"مش مهم ليه, المهم
انه خلاص الوظيفة دي هي اللي موجودة حاليا
لحد ما الاقي حاجة افضل, ده غير ان مرتبها
حلو اوي قريب للي كنت باخده من الشركة"
نظرات ابنتها والحزن بعينيها أعلمتها أنها
مجروحة بعمق, ليس قلبها بالتأكيد فهي لم
تحبه ولكن من الواضح أن كبرياءها من تأذّى
بقوة وهذا ما لن تسمح به تاج أبدا.
"ماشي يا تاج انا مش هقدر غير اني اوافق,
ياريتني كان بإيدي حاجة اعملهالك"
قالتها والدتها بأسف لتضمها تاج بحب وهي
تقول:"مش عايزة غير دعواتك بس يا أمي".
*****
انتفض واقفا وهو يرمق والدته بعدم تصديق:
"شو بتقولي امي ؟مين نغم هاي اللي بدي اتزوج
منها؟ انا ما بدي اتزوج من الاصل ولو صار
وحبيت اني اتزوج مستحيل تكون هي ال نغم
اللي حتزوجها"
"انت بتحب واحده؟ فيه واحده في حياتك
يعني؟"
سألته متوجّسة ليرفض بحركة من رأسه وهو
يقول:"لا ما في مره بحياتي وما حتكون ليش
مو راضيه تفهي يا امي ما بدي اتزوج"
حارت ماذا تفعل؟!
تريد إنقاذ ابنة شقيقتها وأرملة ابنها الغالي
لترمق ولدها بضياع قبل أن تقول:"طب اتجوزها
وطلّعها من البلد وبعدها نشوف هنعمل ايه"
رمقها بصدمة قبل أن يقول:
"نعم !ما فهمت! ليش عم بتصري لاتزوج من
ارملة ابن زوجك"
"أخوك يا غتوان.. أخوك اللي كان نفسه
يشوفك ويقعد معاك بس ربنا ما أرادش.. هو
اعتبرك اخوك زي مانا اعتبرته ابني.. كان
بيدوّر عليك بيحاول يوصلّك عشان يفرّحني
بس...."
أجهشت بالبكاء ليشيح ببصره يكره تعرية
مشاعره أمام أيٍ كان.. هو أيضا افتقد وجود أخ
ك حسام.. أخ أحبه الجميع وخاصة الفأرة
ابنة خالته التي تريد والدته أن يتزوجها..
كيف يتزوج من أرملة تعشق زوجها وظلّت
مخلصة له لسنتين رغم أن عمر زواجها منه
لم يتعدَّ بضعة أشهر؟!
رفض الزواج طويلا ليتزوج بالنهاية من امرأة
لا تحبه؟!
ليصدح صوت من داخله يهتف به:
(بل تغار غتوان, تغار من حبها وتريد امرأة
تحبك مثلما أحبته)
نفض رأسه بقوة وهو يهتف داخله:
(انا لا أؤمن بالحب من الأساس.. لا يوجد
شيء يسمّى حب)
ليعاود الصوت سائلا: (إذا ما المشكلة في
الزواج من نغم؟ تلك الأرملة التي أحبت رجلا
احترمته وقدّرته دون أن تقابله!)
أخرجه من حيرته وصراعه مع نفسه صوت
والدته وهي تقول:
"عشان خاطري يا ابني انقذها واتجوزها شويه
ولو عايز تتجوز عليها مش مهم اتجوز بس
انقذها يابني من ابوها اللي معندوش
رحمه"
زفر بضيق وهو يفكر لو علم أن زيارته لمصر
سيكون بها قيد بتلك ال نغم لما زارها أبدا.
"ها قولت ايه؟"
سألته والدته ليومئ برأسه وهو يضمها بحنو
قائلا:
"رح اعملها يا إمي, كرمالك بعمل اي شي بس
لا تبكي".
****
"انتي بتقولي ايه يا ماما؟ ازاي تفكري في
حاجه زي كده أصلا؟ انا لا يمكن هتجوز
بعد حسام"
قالتها نغم بحدة ممتزجة بصدمة من حديث
والدتها لتلوي والدتها شفتيها قائلة:
"الله يرحمه حبيبتي.. حسام مات يا نغم ولازم
تقتنعي بده بقى .. يابنتي ده انتي حزنتي
عليه اكتر ما عيشتي معاه"
دمعة فلتت من عينها وهي تفكر الجميع يلومها
على وفاءها لذكرى زوج منحها ما لم يمنحها
لها والدها.. حب وحنان وعطف لم تجدهما
بمنزل والدها أبدا.. كيف تنسى حسام؟!
وهل مثله يُنسَى؟!
تابعت والدتها وهي تعلم ما يموج بداخل عقل
ابنتها:" انتي لسّه صغيره والحياه قدامك..
لازم تتجوزي وتعيشي حياتك.. انتي مش عايزه
تبقي أم يا نغم؟"
"أم!"
رددت نغم وقلبها يخفق من الصورة التي ارتسمت
بخيالها لطفل صغيرة يملأ وحدتها.. طفل تمنّت
لو تركه لها زوجها ذكرى لحياة جميلة
عاشاها معا حتى لو كانت بضعة أشهر!
علمت أنها لمست وترا بداخلها لتزيد ضغطها:
"وبعدين مش تعرفي مين العريس قبل ما
ترفضي"
لوت شفتيها وهي تقول:"مش ده اللي بابا قال
عليه من كان يوم.. انا قولت انه صرف نظر
لما محدش جه"
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تقول:
"مانا أقنعته انه يرفضه و.."
قاطعتها بلهفة:"بجد يا ماما؟ يخليكي ليا
يارب"
رمقتها والدتها بحزن وهي تقول:
"الحقيقة مش انا ال اقنعته دي خالتك و..
ابنها"
ذكرى حماتها الحبيبة أعادت لها صورة حبيبها
حسام والذي احتضنته خالتها كأمه بعدما
تزوجت من والده.. خالتها التي عانت من ظلم
شبيه رجال كوالدها تماما حرمها من ابنها
ليعوّضها الله بعمها والذي يختلف عن والدها
كاختلاف الليل عن النهار لتترقرق الدموع
بعينيها قبل أن تقول:"خالتي.."
"وابنها يا نغم"
عقدت حاجبيها وهي تقول بعدم فهم:
"ابنها مين؟"
"غتوان"
رمقتها بعدم فهم وما دخله بها حتى يقنع
والدها؟!
متى جاء من لبنان من الأساس؟!
لتجيبها والدتها:"طلب ايدك من ابوكي
وابوكي وافق وكتب الكتاب آخر الأسبوع"
تجمدت من الصدمة ليلوح الرفض بوجهها مع
شيء آخر وهي تنهض منتفضة رافضة الأمر
نهائيا:
"لا طبعا.. ده لا يمكن يحصل أبدا"
رمقتها والدتها بريبة وهي تقول:
"ليه بقى؟ ماله غتوان؟ شباب ومركز حتى
ماتجوزش قبل كده.. المفروض هو اللي يرفض
مش انتي"
رمقتها بحزن وهي تقول:"صحيح هو انا هلاقي
زيّه فين؟ انا البنت اللي ماصدقتوا ابن عمها
اخدها عشان ترتاحوا من همّها.. لكن للاسف
ابن عمها اللي كان كل دنيتها مات وسابها
ليكم تبهدلوا فيها من تاني.."
تنهدت والدتها قائلة:"يابت انتي هبلة؟ انا
برضه هبصّلك بالطريقة دي؟ انا بقولك
المفروض هو اللي يرفض وده شيء طبيعي
ان واحد ماسبقلوش الجواز يبقى عايز بنت
مش ارملة.."
لم ترد عليها لتضغط عليها:"نغم يا بنتي اسمعي
كلامي ابوكي راكب راسه وحالف لا
يجوّزك اي حد مهما كان لو رفضتي غتوان..
فارضي بغتوان على الاقل هيصونك ويقدّرك
زي حسام"
"وخالتي موافقه على ده؟"
سألتها بعينين حزينتين لتجيبها والدتها:
"خالتك هي اللي اقترحت ده اصلا,
منها تنقذك من ابوكي اللي هيبيعك لأي
حد ومنها تخلّي ابنها جنبها كفايه فراق
سنين"
صمتت وهي تفكّر كم تمنى حسام أن يتعرّف
عليه ولكن القدر لم يمهله!
لتعود كلمات والدتها تصفع وعيها وهي تقول:
"غتوان هيجي بكره, قابليه كويس بدل ما
ابوكي يِطَيّن عيشتنا"
دمعة فلتت تبعتها رفيقاتها وهي تصرخ بداخلها:
(انت فين يا حسام.. تعال شوفي اللي عايزين
يعملوه فيا).
لتستلقي على الفراش تبكي بعنف وصورة
غتوان الكريه ترتسم بمخيلتها لتشعر بالنفور
منه أكثر مما تفعل.
نهاية الفصل


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 03:05 AM   #3

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثالث
"نغومة حبيبتي.."
همسة خافتة أيقظتها من النوم الذي غافلها
وهي تنتظره لتفتح عينيها ببطء لتراه واقفا
يرمقها بحنو لتهمس باسمه:"حسام!"
"عيون حسام يا قلبي حسام.. ايه اللي منيّمك
هنا؟"
سألها لتجيبه بخفوت:"كنت مستنياك"
لامها بحنو:"طيب كده تبردي ياقلبي مش
قولتلك تنامي انتي عشان هتأخر"
"انت عارف اني مش بعرف انام الا وانت
موجود.. بخاف انام لوحدي جوه"
قالتها وهي تزم شفتيها بحنق تلومه على
تركها بمفردها دون حديث ليضحك
بمشاكسة وهو يقول:
"يعني بتخافي تنامي لوحدك جوه ومش
بتخافي لوحدك بره"
رمقته بحنق لذيذ ليفاجئها حاملا إياها متجها
للغرفة وهو يقول:"وحشتيني اوي يا بنت الايه"
"حسام.."
همسة اكتملت بين شفتيه بعدما وضعها على
الفراش ضمها بقوة وهو يقول:
"انا بحبك اوي يا نغم"
"انت احلى حاجه حصلتلي يا حسام.. ربنا
عوّضني بيك عن كل حاجه وحشة عشتها..
اوقات مش بصدق انك فعلا في حياتي"
قالتها بحب وهي تضم نفسها إليه ليضمها بقوة
وهو يهمس لها:"حبيبة قلب حسام انتي"
استيقظت شاهقة بقوة تنادي عليه:"حساام"
تلفتت حولها ليقابلها الفراغ لتشعر بقلبها يتلوّى
ألما وهي تتمتم:"كان حلم! آاااه يا وجع قلبي..
ياريتك اخدتني معاك.. يا ريتني مت معاك
يا حبيبي" .
****
كانا قد وصلا للشقة التي يقطنها مع والدتها
وما إن همّ بفتح الباب حتى أْمسكت بذراعه
بوجل تقول بخفوت:"انا خايفه, مامتك
ماتحبنيش او ماتصدقش ال هتقوله"
أجابها بمرح مطمئنا:
"ماتقلقيش, ماما طيبة اوي دي
مش بعيد تحتضنك انتي وتبيعني انا"
ابتسمت ليفكر (ما أسهل إرضائك رتيل!)
دلفا إلى الشقة ليجد والدته أمام أحد
المسلسلات التركية كعادتها.. فما إن ينتهي
المسلسل التركي حتى تحوّل القناة على
المسلسل الهندي وهكذا حتى ينتهي اليوم.
ابتسم بخفة وهو يتنحنح لافتا نظرها قائلا:
"مساء الخير يا ماما"
"مساء النور يا حازم, ها هديت يا اخويا وال
لسّه العفاريت بتتنطط في وشك"
قالتها بسخرية ليقول داخله:
(ده العفاريت كلها هتطلع عليا دلوقتي لما
تشوفي اللي معايا)
"ايوة الحمد لله.. آآآ .."
تردد لترمقه بتساؤل وهي تقول:
"مالك يا حازم عايز تقول حاجة؟"
"اصل جايب معايا ضيفه"
قالها سريعا لتنهض هلعة وهي تقول:
"يا واد وسايب الضيف برّه؟ عيب كده ناديه
اوام انت عارف انا بقعد بالطرحة على طول"
ابتسم بلطف وهو يقول ببراءة:
"لا دي ضيفه مش ضيف"
لم يكد يتم كلمته حتى هرعت والدته لباب
الشقة لتجد رتيل واقفة على استحياء تمسك
بحقيبتها الصغيرة وهي تكاد تبكي من
الموقف الذي وضعت نفسها به..
ظلّت ترمقها للحظات قبل أن تقول وهي تضرب
على صدرها:"انت اتجوّزت من ورايا يا حازم؟"
رمقاها بذهول قبل أن ينفجر حازم ضاحكا
وهو يقول:"اتجوزت من وراكي ايه يا حاجه
بس.. دي أخت واحد صاحبي أمانه عندنا لحد
ما يرجع من السفر"
رمقته بشك قبل أن تلاحظ وجه الفتاة الذي
شحب وعيونها الممتلئة بالدموع لتقترب منها
تضمها بحنو وهي تقول:"اعذريني يا بنتي اصلي
استغربت.. اهلا بيكي"
ابتسمت لها رتيل ودموعها تتراجع أمام الحنان
الذي طلّ من وجهها لتغمض عينيها وهي تشعر
أن أيامها القادمة لن تكون بهذا السوء الذي
توقعته" .
****
تركت الفتاة قليلا وهي تشير لحازم أن يتبعها
ليعلم أن وقت الاستجواب قد حان..
وجدها تتجه لغرفته فرفع حاجبه بدهشة
وسرعان ما اختفت دهشته وهي تقول:
"تعال خد حاجتك ياللا عشان هجهّز الاوضه
لرتيل"
"نعم؟ وانا هروح فين ان شاء الله؟"
تساءل بدهشة لتقول:"انت هتطلع تقعد في
شقة خالك الفاضيه فوق.. ماهو اكيد مش
هتقعد معانا في الشقة ومعانا بنت غريبه
عنك.. يا اما بقى تتجوزها واهو ساعتها
تحل مشاكل كتير"
أسرع قائلا:"لا يا حبيبتي اطلع ف شقة خالي
اهو حتى انام براحتي لا حد يصحيني ولا حد
يقولي اتجوز"
لوت شفتيها وهي تقول:"طب يا اخويا تعالى
قوللي بقى مين البنت اللي بره دي وايه
حكايتها؟"
"مانا قولتلك يا ماما أخت واحد صاحبي و..."
قاطعته محذّرة:"حازم! مش عليا انا يا ابن بطني
هي مش كرتونة لبس عشان صاحبك
يديهالك امانه.. دي بنت يعني شرف محدش
بيفرّط فيها الا اللي مش رجاله"
أطرق برأسه للحظات قبل أن يقول:
"هقولك اللي عرفته".
****
"اتفضل اتفضل يا ابو نسب ده احنا زارنا النبي"
قالها والد نغم بترحيب ليكتم غتوان صيحة
قرف من الذكر الماثل أمامه وهو يشيح ببصره
عنه فيما قبض أصابعه بقوة حتى لا يلكمه
على وجهه المبتسم بتذلّف واضح.
يبدو أن الفأرة تشاركه حظه بأب لا يمت للأبوة
بصلة.. إيماءة من رأسه هو كل ما حصل عليه
والد نغم قبل أن يسمعه يقول بجمود:
"ناديلي نغم بدي احكي معها قبل كتب
الكتاب"
نهض بلهفة وهو يقول:
"اه طبعا هجيبهالك حالا"
"لحالنا"
قالها بلهجة آمرة ليمتثل الرجل لأمره وهو يومئ
برأسه موافقا قبل أن يغادر الغرفة ليزفر
غتوان بحنق على الموقف الذي وجد نفسه به
بسبب والدته.
لحظات ودخلت بوجه مكفهر ليرفع رأسه
يقابلها بسخرية قبل أن يتجهم وجهه وهو
أصابعه تنقبض بقوة وهو يرى آثار أصابع على
وجهها لينتفض شيء مبهم داخله وهو ينهض
لاستقبالها لتفاجئه ردة فعلها!
فقد تراجعت للخلف خطوة بخوف وهي ترمقه
بوجل جعل قلبه ينتفض غضبا مما أيقن أنها
تعاني منه مع ذاك الذكر الملقّب عرضا والد!
وجد نفسه يتصرف بطريقة غريبة عليه فقد
سحبها من كفها قائلا:" ما تخافي نغم اللي
بدك ايا حيصير يا بنت خالتي"
وكأنه باستحضار صلة القرابة بينهما قد
طمأنها نوعا ما فقد استجابت له وجلست بجواره
وإن بدت تائهة, ضائعة بطريقة آلمت ذاك
الشيء المبهم بين جنبيه..
"نعم؟"
همسة ضائعة منها جعلته يشد على المقعد
الذي جلس عليه قبل أن يقول:
" بتوافقي تتزوجيني نغم؟"
"لا.."
نطقت سريعا قبل أن تنظر لباب الغرفة بخوف
لتنقل بصرها بينه وبين غتوان الجالس على
جمر وهو يتلقّى رفضها الصريح له وهو الذي
طالما ألقت النساء أنفسهن عليه!
نهض لتجفل وهي تنهض قائلة:"رايح فين؟"
"ما بظن لوجودي داعي بعد رفضك لإلي"
قالها بإنفة جعلتها تعض على شفتيها بتوتر
قبل أن تقول:"هتجوّزك"
عبس قائلا وكأنه يستنكر لما سيقوله:
"مو رفضتيني هلأ؟"
"مش رافضاك انت انا مش عايزه اتجوّز اصلا
بس مفيش قدامي غير اني اتجوز"
صمتت قليلا قبل أن تقول ووجنتيها قد لوّنهما
الخجل وهي تقول بخفوت:"جوازنا هيبقى
على ورق بس لفترة مؤقتة و.."
قاطعها ساخرا:" شو معنى زواج على الورق؟
لاني ما فهمت وجهة نظرك يا بنت خالتي!"
ارتبكت وكاد يقهقه لارتباكها ثم قالت:
"يعني زواج مؤقت بس و.."
صمتت غير قادرة على نطقها وهي التي نشأت
على كبح كل تساؤلاتها حول العلاقات بين
الرجل والمرأة حتى تزوجت حسام.. هو من
جعلها تفهم كل شيء بحنوه وحبه و...
شعر أن أفكارها تجنح لمن فارق دنياهما ليشعر
بالغضب منها.. هل تتخيل أنه سيتزوج بها حتى
يتركها لذكرياتها مع ابن زوج والدته
الراحل؟!
قاطع أفكارها بغلظة وهو يقول ممررا بصره
على جسدها بطريقة ذات مغزى وهو يقول:
"انتي بتعرفي منيح شو هو السبب لزواجي منك
فلا تفكري لحظة وحدة اني طمعان بجسمك
اللي بشبه جسم الصبيان هاد انتِ كنتي ورح
تبقي بعيدة عن نوعيتي اللي بفضلها"
كلماته جعلتها تشعر بالغضب وبرغبة غريبة
لزلزلة تماسكه هذا أمامها وقبل أن تفعل شيئا
سمعته يقول:
"طلبتك كرمال شي واحد.. انتي ما حتكوني
زوجتي لاخر العمر ولكن لازم احكيلك"
رمقته بتساؤل فضولي ليتابع بصرامة:
"باللحظة اللي حتحكي موافقتك للشيخ رح
تصيري زوجتي يعني رح ترمي الماضي ورا
ضهرك بذكرياته المنيحة والبشعة
فهمتيني نغم؟"
ارتجفت وقد فهمت ما يريد قوله.. يريدها أن
تنسى حسام وحياتها معه, أن تنسى أول يد
تربت عليها, أول قلب يحنو عليها ويعشقها..
أنّى يتسنّى لها ذلك؟! بل كيف يطلب منها
شيئا كذاك؟! ولكن هل بيدها شيء آخر؟!
أومأت بصمت ليقول بإصرار:
"ومرة واحده خالفتي فيها اتفاقنا هاد انا كمان
رح خالف هل الاتفاق وحتى لو اني ما بشعر
بأي انجذاب معك"
ابتلعت الإهانة الكامنة بين طيّات حديثه
قبل أن تومئ مرة أخرى بصمت ليقاطع جلستهما
دخول والدها معلنا أن الشيخ قد وصل.
****
وقفت أمام المنزل المكلّفة بالعمل به مترددة
قبل أن تحزم أمرها وهي تقرع الجرس ليفتح لها
الحارس وهو يبتسم لها كمان عرفها ولا تفهم
كيف!
لتفهم فيما بعد أن من بالداخل هم من جعلوه
يفتح لها الباب..
أول صدمة لها كانت عندما رأت رب عملها
لتتوقف فاغرة فاها بصدمة ماثلت صدمته وهو
يهتف:"تاج! انتي فعلا تاج؟!"
أومأت بصمت وزوجته تنقل بصرها بينهما بعدم
فهم ليقول شارحا:"تاج بنت صاحب بابا يا
منال.. من زمان ماشوفتهاش تقريبا من وقت
ما سافرنا"
أومأت مرحبة بها بدفء جعل الخزي الذي
شعرت به للحظات يختفي قبل أن تقول لنفسها..
(لا أفعل شيئا خاطئا, هو عمل كأي عمل آخر)
"اهلا بيكي تاج, اسمك جميل أوي ولايق
عليكي"
ابتسمت لها بلطف وهي تقول:"شكرا ليكي"
بعد أن عرف منها ما حدث مع والدها تركها مع
زوجته وهو يهاتف والده يخبره أنه عرف لِمَ
لم يسمع شيئا عن صديقه منذ عاد من السفر
فقد توفيّ صديقه وبيعت كل أملاكه ولولا
الصدفة الغريبة لما عرفوا عنه شيئا أبدا.
تنفست براحة حالما غادر عصام وهي تندمج
مع منال بالحديث ثم أخذتها لتعرّفها على
الطفلين سحراها منذ النظرة الأولى ببراءتهما..
براءة كانت تحتاجها في عالم اكتشفت زيفه
مؤخرا بأقسى طريقة .
محمد الصغير الذي يبلغ من العمر ست سنوات
ومنى الصغيرة يبلغ عمرها عامين فقط..
استجابا لها الطفلين بعفوية وكأنهما عرفاها
منذ ولادتهما ليستجيب قلبها لهما وتظل معهما
طوال اليوم وهي تشعر أنها وُفِّقَت باختيار
عملها هذه المرة.
****
مرّ قرابة شهر على الالتحاق بعملها الذي لامتها
والدتها عليه قبل أن تراها سعيدة ومرتاحة
لتصمت أي اعتراض فما يهمها أكثر من سعادة
ابنتها؟!
كانت تغادر المنزل بابتسامة ممزوجة ببعض
الضيق لأنها ستترك الطفلين فغدا يوم عطلتها
"تاج.."
صوت مألوف بطريق منفرة ناداها لتلتفت بضيق
وهي تتساءل كيف عرف مكانها أم هي
صدفة؟!
رمقته بجمود وصمت ليقول:"وحشتيني"
لوت شفتيها بسخرية وهي تقول:
"وانت ماوحشتنيش يا شادي"
استدارت لتكمل طريقها وهي تلعن حظها
بعطل سيارتها اليوم لتقابل شادي من بين كل
الناس لتسب نفسها لأنها لم توافق على انتظار
عصام ليوصلها لمنزلها كما اقترحت منال فهي
مازالت تشعر بالتوتر من التحدث مع عصام على
الرغم من مرور كل هذه الفترة على عملها.
أمسك بذراعها وهو يقول:"مش مصدق انك
قدرتي تنسي حبنا بسرعة كده"
نفضت ذراعها وهي تقول:"وانا مش مصدقة ان
بلغت بيك الوقاحة انك تقول حبنا بعد ال
عملته معايا بعد موت بابا"
أخفض بصره نادما وهو يقول:"غصب عني يا تاج
وبعدين انا قولتلك نهرب سوا انتي اللي
ماوافقتيش"
"ولا عمري هوافق.. انت فاكرني ايه؟ وال انت
اللي عايش دور بطولة في فيلم قديم"
قالتها بكبرياء رافعة رأسها بعنفوان تنظر له
مباشرة ليقول:"يا تاج شوية بس على مازبط
ظروفي.. عموما بلاش نتلكم في اللي فات"
رمقته بتساؤل لينتعش الأمل بقلبه أنها مازالت
تريده رغم كل شيء ليقول بحماس:
"مش هقولك المرة دي نهرب لأ.. احنا هنتجوز
ونفضل هنا"
رمقته بريبة وهي تتساءل:"ومامتك وباباك
هيوافقوا؟"
سألته على الرغم أنها شعرت بالاشمئزاز من
فكرة الزواج به لترمقه بغرابة وهي تفكر
كيف تقبّلته يوما؟!
كيف فكّرت بالزواج منها قبلا؟!
تردده أعلمها أن خلف اقتراحه شيء ما لتعلم
صدق حدسها وهي تسمعه يقول:
"مش لازم حد يعرف منهم, احنا نتجوز في
شقتي اللي في الساحل و..."
صفعة قاطعت استرساله في الحديث وهي
تهتف:
"حقير.. انا مش متخيلة ازاي مكنتش شايفة
حقارتك دي قبل كده, ازاي قدرت
تخدعني؟!"
برقت عيناه بوحشية وهو ينظر لها بنظرات
جعلتها تشعر بالخوف فتلفتت حولها لتجد
الطريق خالٍ من المارة في هذا الوقت من المساء
لتشعر أنها ما كان عليها أن تستفزه ولكن
كيف لها ألا تفعل وهي تراه يضعها بمنزلة
التافهات اللاتي يرافقهن؟!
"مش عاجبك تكوني مراتي؟ عاجبك
تشتغلي خدامة عند الناس؟ وال يمكن اللي
مشغّلك باسطك فمش محتاجة جواز"
رفعت يدها لوجهه للمرة الثانية ولكنه كان
منتبها هذه المرة ليوقف يدها وهو يلوي ذراعها
خلف ظهرها بوحشية مقرّبها منه وهي
تحاول التملص منه دون جدوى وهي ترى ما
ينتوي فعله بعين خيالها..
تتلوّى بين ذراعيه بقوة وهي تهتف به أن
يتركها همس بأذنها:"هتكوني ليا يا تاج زي
ما كنتي لغيري"
يقودها لسيارته كاتما فمها بكفه يضغط على
ذراعها بقوة آلمتها حتى شعرت أنه قد خُلِعَ من
مكانه لتسمع صوت يناديها!
"عصام.."
هتفتها بأعماقها وهي تدور بعينيها علّها تراه
والقبضة التي اشتدت على ذراعها أعلمتها أنها
لا تتخيل بل الجبان يحاول إدخالها السيارة
مرغمة قبل وصول الآخر إليه لتحاربه بقوة
تحاول التملّص حتى شعرت بذراعها يُكسَر
تحت ضغطها للتملّص من بين يديه وبلحظة
كان يبتعد عنها وأصوات مكتومة لم تميّزها
حولها حتى وجدت نفسها تستند إلى صدر
قوي وهو يهمس لها:
"ماتخافيش يا تاج, انتي في أمان"
وكأنها كانت تنتظر هذا الصوت وهذه الهمسة
منذ الأبد لتغمض عينيها تستسلم للإغماء
الذي سحب وعيها لتفقد وعيها بين ذراعي
الغريب المألوف!
نهاية الفصل

yasser20 likes this.

hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 18-04-20, 04:57 PM   #4

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الرابع

"انتي بتقولي ايه يا وليه؟ البت راحت فين؟"
قالها والد رتيل بصدمة وهو يفتّش غرف المنزل
الصغير بغضب ليأتيه رد زوجته الصادم:
"وانا ايش عرّفني يا أخويا انا روحت أقولها
تيجي تتغدى معايا انا وعباس مالقتهاش ف
الأوضه قولت يمكن راحت هنا وال هنا شويه
والفار لعب في عِبّي وقولت من امتى هي بتروح
في حتّه من غير ما تقول قومت فتحت الدولاب
ألاقيها واخدة حاجاتها قولت بااااس يبقى
اكيد هربت"
هتف عباس يدافع عنها:"لا يا خالتي هتهرب
فين بس تلاقيها زعلانه شويه فراحت عند حد
من اصحابها تستجم"
"تس.. ايه يا اخويا؟ قال تستجم قال, وهي من
امتى لها اصحاب؟ اللي حصل ده مالوش غير
معنى واحد"
نظرا لها بتساؤل لتكمل بتشفّي:
"هربت مع عشيقها"
اتسعت عيناهما بقوة قبل أن يهتف والد رتيل:
"هقتلها.. هقتله.."
ليسقط فاقدا الوعي.
****
طرق على باب الشقة جعلها ترتدي ملابس
الصلاة سريعا قبل أن تذهب لفتح الباب فوالدة
حازم قد أمرته ألا يدخل إلى الشقة مستخدما
مفتاحه بسبب وجودها بل يطرق الباب وهما
ستفتحان له وهذا جعلها تشعر بالحرج كثيرا
فقد أنقذها من الشارع لتطرده من منزله
وتتسبب في إقلاق راحته وعلى الرغم من ذلك
لم يشعراها أبدا بأنها غريبة لا تمت لهما
بصلة بل على العكس تماما لقد شعرت
أنها مع أهلها وأن حازم سندها برجولته وشهامته
التي لم ترَ لها مثيلا من قبل.
فتحت له الباب ليقابلها وجهه المتجهّم لأول مرة
منذ عرفته لتشعر بالدموع تتدافع لعينيها دون
سبب أو ربما لأنها شعرت بغضبه المتواري خلف
عينيه المشيحتين عنها وجسده المتشنّج..
"ماما فين؟"
بادرها لتشعر أنها على وشك البكاء من أسلوبه
"مالك يا حازم؟"
سألته ليقول باقتضاب:"مفيش.. هي ماما مش
هنا؟"
قبل أن تجيبه كانت والدته تجيبه:
"تعال يا حازم مالك في ايه؟"
دلف إلى الشقة لتتجه رتيل إلى غرفتها
أو غرفته التي احتلها هي لتناديها والدة حازم:
"تعالي يا رتيل يابنتي اللي هيقوله حازم خاص
بيكي"
توجّست خيفة مما سيقال لتعود أدراجها
لمكانهما لتشير لها بالجلوس جوارها وتشير
لحازم بالبدء بالحديث الذي يؤرقه والذي
توقعته منذ أخبرته أن يذهب لأهل رتيل ويعلم
ما ينوون عليه..
"ها يا حازم عملت ايه في اللي قولتلك عليه؟"
قالت والدت حازم ثم التفتت لرتيل موضّحة:
"قولتله يروح يشوف أهلك ناويين على ايه وايه
الكلام اللي بيتقال بعد ما مشيتي من عندهم"
أومأت بصمت وهي تتساءل هل حان موعد
الرحيل؟!
"أول واحد سألته قاللي الله يرحمها كانت بنت
محترمة"
شهقة خافتة فلتت منها قبل أن يعم الصمت
المكان للحظات ثم واصل حازم كلامه
وهو يشيح بوجهه عنها:
"بعدها قالوا إن ماتت في حادثة وان ابوها
ماستحملش الصدمة وتعب واللي استلم المحل
هو عباس قريب مراته"
سالت دموعها أنهارا وهي تستمع لما يُقال بعقل
متجمد من الصدمة ..
وإذا رأت أن الكلام السابق صدمة إذا الكلام
التالي كارثة!
"وانا خلاص طالع من الحارة جري ورايا عيّل
صغير وقالي انه سمعهم بيقوله ان رتيل هربت
مع... عشيقها"
انتفضت واقفة وهي تصرخ:"لازم اروح لابويا..
هقوله على كل حاجه وعلى ال سمعته و...."
"وتفتكري ابوكي هيصدّقك ويكذّب
مراته؟"
هتف بها حازم الذي انتفض واقفا أمامها بحنق
لتجيبه:"مش مهم إن شاء الله يقتلني حتى بس
لازم يعرف اني ماوطّيتش راسه واني.."
قاطعها بغضب:"بطّلي سذاجه بقى, انتي لو
عارفه ان ابوكي هيعملك حاجه او
هيصدقك كنتي روحتيله قبل ما تِقِلّي
عقلك وتهربي"
وقفت والدته بينهما بصرامة وهي تقول:
"بس انت وهي ولا عاملين اي اعتبار للي قاعده
معاكم.. ايه خلاص ماليش لازمه؟"
هتف حازم سريعا:
"العفو يا أمي على راسي طبعا"
فيما تمتمت رتيل:"العفو يا ماما.. حقك عليا"
أشارت لهما ليجلسا ففعلا كطفلين مذنبين
لتقول:
"اللي حصل حصل خلاص.. انتي صحيح غلطتي
انك هربتي بس ده كان غصب عنك واللي
حصل لوالدك وتعبه ده يمكن تكفير ذنوب
لأنه فرّط في الأمانه اللي سابيتهاله والدتك"
"انسي انك ترجعي خالص مش بعيد العقربة
مرات ابوكي تتتبلّى عليكي بحاجة تانيه..
انتي فاضلك شهرين على الامتحانات ركزي
كويس عشان تتخرجي وتبني مستقبلك
ولوقتها أنا هفضل مامتك وحازم ابن عمك"
قالت الجملة الأخيرة بمرح لتضحك رتيل
برقة ويرمقها حازم بعدم رضا مدركا ما
تخطط له والدته جيدا ليهتف بداخله:
"أول مرة أحس بالواد أنس".
***
فتحت عينيها ببطء وهي مازالت تشعر بالدوار
ليصلها صوت رجولي:"بدأت تفوق اهي"
ساعدها أحدهم على الاعتدال قبل أن تدرك
أنها عادت لمنزل منال مرة أخرى.
"حمدالله على سلامتك يا حبيبتي"
بادرتها منال ما إن عاد إليها وعيها كاملا لتومئ
برأسها وهي تقول:"ايه ال حصل؟"
وقبل أن يجيبها أحد انتفضت وهي تقول:
"شادي.. هو ..."
"ماتقلقيش على حبيب القلب الحقير, اخد اللي
فيه النصيب وغار في داهيه"
هتف بها صوت رجولي مألوف لها ساخر كما
عرفته قبلا لتنظر لمصدر الصوت وهي تهتف
بصدمة:"عمرو..!"
أشار لها بتحية ساخرة لتتجهم ملامحها وهي
تدرك أن من أنقذها هو عمرو شقيق عصام
والذي تكرهه.... كثيرا.
"الحمد لله ان عمرو وعصام كانوا راجعين في
الوقت ده والا ماحدش كان عارف الحقير ده
كان ممكن يعمل فيكي ايه"
قالتها منال براحة لتقول باندفاع:
"مكنش هيعمل حاجة ده جبان, هو بس كان
متغاظ عشان رفضت عرضه"
"وياترى كان ايه العرض بتاعه يا تاج؟"
سأل عمرو بسخرية لترمقه بحدة وهي تقول:
"حاجه ماتخصّكش يا.. بشمهندس عمرو"
التقت عينا منال وعصام بضحكة صامتة وهما
يتابعان صراع الثنائي الهادئ الطبع عامة
وتحولهما حالما قابل بعضهما..
ضحكة ساخرة من عمرو قبل أن يقول:
"بالطريقة اللي كان بيعاملك بيها أظنه كان
عرض مش ولابد يا .. تاج"
صرّت على أسنانها بغضب قبل أن تنتبه أنها
بالتأكيد تأخرت عن موعد عودتها وأن والدتها
لابد شعرت بالقلق عليها لتهتف:"ماما.."
قاطعتها منال مطمئنة:"ماتقلقيش حبيبتي أنا
اتصلت بيها وقولتلها ان جالي مشوار مفاجئ
وانك هتتأخري عشان هتقعدي مع الولاد على
مارجع"
تنهدت براحة وهي تقول:"شكرا يا منال"
لتنهض ببطء وهي تستعيد توازنها ثم تقول:
"انا همشي بقى عشان ماتأخرش اكتر من
كده"
غمزت منال زوجها خفية ليقول:
"تمام يا تاج, عمرو هيوصلك لاني مستني
عميل مهم لولا كده كنت وصلتك انا"
اتسعت حدقتاها بصدمة وهي تقول:
"لا لا انا هاخد تاكسي و.."
قاطعها متهكما:"اه ويطلعلك واحد حقير تاني
والمرة دي يخطفك بجد"
واجهته بحدة:"اظن دي حاجه ماتخصّكش يا
بشمهندس اتخطف اتقتل مش مهم.. مستغنيين
عن خدمات سيادتك"
همّ بالحديث لتقول منال:"عشان خاطري انا يا
تاج عشان اكون مطمنه عليكي"
تلك المغرورة تتحدث معه وكأنه خادم لديها
وكأنه يتحرّق لتوصيلها!
أغمض عينيه كابحا جملة ساخرة حاربت
لتخرج من بين شفتيه قبل أن يشير لها لتتقدمه
لترمقه بتعالي وهي تخرج لمكان سيارته
تتبعهما ضحكات منال وعصام المرحة.
****
يُحكَى أن أكثرهم عشقا أكثرهم عذابا وهي
عشقت ولكنها لم تذق العذاب بسبب الحب بل
على العكس تماما لم تذق يوما سعادة كما
ذاقتها مع حبيبها وزوجها حسام.. ولكن
كعادة القدر معها يخطف كل شيء جميل
بحياتها ويتركها تعاني من الألم والوحدة!
دارت بالشقة التي وضعها بها غتوان منذ
زواجهما شقة عادية أو ربما هي من تراها
هكذا بسبب رفيقها بالسكن..
أجل هي تراه رفيقا بالسكن فقط فلا تشعره
شيئا آخر.. هي حتى لا تعلم عنه إلا ما تطوّعت
والدته بإخبارها إياه..
لحسن حظها أن الشقة قريبة من شقة خالتها
فكانت تخرج أحيانا لتقضي معها اليوم حتى
عودته.
مازالت تذكر ليلة زفافهما عندما دلفا إلى
الشقة ليشير لها على غرفتها قائلا:
"هي حتكون اوضتك نغم, انا ما حكون
موجود اغلب الوقت لهيك عندك القرار
لتروحي عند امي وتنطريني هنيك لنرجع
سوا"
أومأت بصمت وقد شعرت بالراحة لأنه لم يصر
على مشاركتها الغرفة لتطعنها الحقيقة أنه لا
يراها أنثى كما أوضح من قبل.. أزاحته من
تفكيرها وهي تدلف إلى الغرفة لتوقفها
نبرته الساخرة:
"ما تخافي نغم انا ماني طمعان بشي مثل ما
قلتلك قبل هيك مو مهتم بيلي بتمتلكي
يا بنت خالتي"
صرّت على أسنانها بقوة قبل أن تهتف بحدة:
"وأنا مش مهتمه باللي عندك أو اللي ممكن
تعرضه عليا غتوان"
ودلفت إلى الغرفة مغلقة بابها خلفها بحدة
ليلوي شفتيه بمرح وهو يفكر أن وجنتيها
لابد تلوّنتا بالأحمر وهي تقول هذه الجملة
متجاهلا نبضة هاربة من قلبه ترافقت مع نطقها
باسمه لأول مرة منذ عاد.
****
"قوليلي على الطريق"
قالها عمرو بهدوء لتزم شفتيها بحنق قبل أن
تدلّه على الطريق ليرفع حاجبه بدهشة وهو
يقول:"انتوا نقلتوا؟"
"آه من زمان"
قالتها باقتضاب ليسألها:"ليه؟"
"ماظنش حاجه تخصّك"
قالتها بحدة ليرفع حاجبيه استفزازا وهو يقول:
"وليه متضايقه كده انا بسأل عادي على
فكرة وال الأميرة تاج متضايقة عشان بقت زي
عامة الشعب.. معلش الدنيا دوّاره"
كانا قد وصلا أمام منزلها لتلتفت له بحدة
وهي تهتف:"انا مش متضايقه ولا حاجه الانسان
مش بفلوسه الانسان بأخلاقه وشخصيته وأظن
دي حاجة ماتملكهاش انت"
ثم ترجلت من السيارة مغلقة بابها بقوة جعلته
يصر على أسنانه بغيظ وهو يتابعها ببصره حتى
اختفت من أمام ناظريه لترتسم على شفتيه
ابتسامة وهو يشعر بالانتعاش ربما لأول مرة منذ
تزوجت جويرية.
****
"وبعدين يا نغم كل ما تيجي تفضلي تعيّطي
كده؟
يابنتي حرام اللي بتعمليه بنفسك ده.. حسام
عمره ماكان هيرضى بكده"
قالتها والدة غتوان بحزن وهي ترمق ابنة أختها
التي ظلّت واقفة أمام صورة زوجها الراحل
ودموعها تسيل بصمت على وجنتيها لتجيبها
نغم:"ايوه عمره ما كان هيرضى انه يشوفني
زعلانه او بعيّط لكن هعمل ايه يا خالتي مش
بإيدي صدقيني"
أومأت بصمت وهي تزفر بحنق من ولدها الذي
ظنته سيخرج الفتاة مما هي فيه إلا أنه يتركها
أغلب الوقت متعللا بافتتاح مطعمه الجديد
الذي عمل على جعله بمصر فقط حتى يضمن
مجيئه لها باستمرار أو ربما حتى يبث داخلها
الأمان أنه لن يبتعد عنها مجددا بإرادته الحرة.
"نغم يابنتي حسام كان ابني وكل ما ليا
وانتي عارفه لكن حسام مات ياحبيبتي الله
يرحمه وانتي دلوقتي..."
قاطعتها بتفهم:"عارفه هتقولي ايه يا خالتي
لكن مش قادرة انساه يا خالتي.. انتي عارفه
حسام كان ليا ايه؟ انا بحاول مافكرش فيه
لكن غصب عني, حسام كان كل حاجة في
دنيتي, كان ابويا اللي اتمنيته دايما.. كان
اخويا اللي مش مات بدري ومالحقتش اتهنى
بوجوده وحمايته.. كان صاحبي
اللي بيقدر يفهمني من غير كلام..
كان كل حاجة يا خالتي كل حاجة"
تجمّد أمام باب الغرفة وهو يستمع لها تعدد
مزايا زوجها الراحل والعاطفة بصوتها جعلته
يتمنى لو حظى بمثلها يوما!
هو من نشأ مع أب تحكمه غرائزه فقط, مزواج
لا ترضيه امرأة واحدة بل يبدّل النساء كما
يبدّل ملابسه.. وأم لم يعرف أنها على قيد
الحياة سوى منذ فترة قصيرة كان وقتها قد
لعن جميع النساء اللاتي مررن بحياته.
"مسا الخير, كيفك إمّي, كيفك نغم؟"
"بخير يا حبيبي"
أجابته والدته فيما همهمت نغم برد غير مفهوم
ليرمقها بغموض قبل أن يقول:
" رح غيب الاسبوع الجاي بشغل برا مصر يمكن
يستمر لاكتر من شهر وبهل الوقت رح تبقي مع
امي نغم"
زفرت نغم ارتياحا فوجوده يثير أعصابها بقوة
ولا تفهم لِمَ.. فيما رمقته والدته بتمعّن لتفهم
أنه سمع حديث زوجته عن زوجها الراحل وحتى
لو لم يحبها إلا أنه لا يوجد رجل يقبل بهذا..
لو تركت هذين الأحمقين على راحتهما لن
يقتربا أبدا لذا عليها أن تقرّبهما من بعضهما
حتى لو رغما عنهما.
"شغل ايه ده يا غتوان؟ هتسافر وتسيبني تاني؟"
قالتها بألم ليقبّل يدها وهو يجلس جوارها
قائلا:"لا ماما لا تقولي هيك ما حبعد عنك
مرة تانية هو بس شغل اجالي خص نص وما
بقدر اكلف اي حد ليعملوا بالنيابة عني"
"طيب لو هتغيب كده يبقى تاخد مراتك
معاك"
"لا"
نطقها الاثنان معا لترمقهما بريبة وهي تقول:
"معناه ايه الكلام ده؟ مش انتوا متجوزين وال
كنتوا بتضحكوا علينا؟"
أسرع غتوان يجيبها قبل أن تخطئ نغم وتصرّح
لها بطبيعة علاقتهما:" اكيد ماما.. بس ما
حيكون في وقت لاكون مع نغم وممكن تمل
من قعدتها لوحدها لهيك اقترحت انها تبقى
معك"
رمقته والدته بريبة قبل أن تقول:
"وفين الشغل ده؟"
" بباخرة حتلف ع الوطن العربي لفترة رح
كون الشيف المسؤؤل عن كل شي هناك..
مسؤلية كبيرة لهيك ما حيكون عندي وقت
لاهتم بنغم"
"باخرة وتقولي وقت وبتاع, دي فرصة كويسه
اوي لنغم تغير جو, بقالها كتير ماسافرتش في
حتّه وكمان يبقى شهر عسل ليكم بدل اللي
انتوا ماروحتهوش بسبب شغلك"
نقل بصره لنغم التي تلوّنت وجنتاها بحمرة لا
يعلم لِمَ تؤثر به خاصة مع نظراتها الخجولة
التي تتتحاشى الالتقاء بنظراته الغامضة لها
ثم قال:"متل ما بدك يا امي بتعرفي انو ما
بقدر ارفضلك طلب"
"خلاص بقى بدام مش بترفضلي طلب باتوا
معايا النهاردة وبلاش تروحوا بالليل كده"
ضحك بخفة وهو يقول:"البيت قريب كتيير
مو هل المسافة الكبيرة, ما في داعي لتقلقي
علينا من هل الليل"
لوت شفتيها متظاهرة بالحزن وهي تقول:
"شوفت بقى انت رفضتلي طلب ازاي؟"
ابتسم بحنو وهو يقول:" لا يا تاج راسي ما بقدر
ارفضلك طلب رح نبات معك متل ما امرتي
يا حبيبة قلبي"
ولم يلاحظ العينين اللتين ظلّتا تنظران إليه
بعدم تصديق للحنان الذي طلّ من عينيه
الساحرتين والتمنّي الذي هتف به قلبها
(أيا ليت هذا الحنان لي أنا يا ابن الخالة) .
****
خرجت من آخر اختبار لها تزفر براحة وأخيرا
انتهت الاختبارات والدراسة وستأخذ عطلة
جيدة قبل أن تبدأ بالبحث عن عمل وسكن
أيضا..
تخلل تفكيرها بعض الحزن فهي تشعر بالآونة
الأخيرة بتباعد حازم عنها ولا تعلم السبب..
كان يوصلها للجامعة كل اختبار خوفا من أن
تقابل عباس أو أي أحد يعرفها ويخبر عائلتها
ولكنه تجاهل وجودها دوما ولا تفهم السبب!
حتى أنه لم يعد يتناول معهما الطعام وهي
خجلت أن تسأل عن السبب فلا حق لديها للسؤال
فمن هي حتى تسأل؟!
ورغم ذلك لم ينسَ يوما أي شيء تحبه فيحضر
لها الروايات الرومانسية التي تحبها كما فتح
لها حساب على موقع للتواصل الاجتماعي حتى
تستطيع القراءة كما تريد ولتكتب له ما
تريده دون خجل ولكنها لم تطلب منه شيئا
حتى هذه اللحظة.
تلفتت حولها تبحث عنه على الرغم أن موعده
تبقى عليه حوالي نصف ساعة لتصطدم
عيناها بمن جمّد الدم بعروقها!
نهاية الفصل

yasser20 likes this.

hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 01:05 AM   #5

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الخامس

لقد وافق!
حدّثت نفسها غير مصدقة لموافقته على
المبيت هل يظنها ستشاركه الغرفة؟!
سيكون واهم بالتأكيد, لن تستطيع أن تفعل
أبدا..
ليس فقط من أجل حسام بل لأنه يثير لديها
نزعة للتمرد غريبة عليها لم تشعر بها من
قبل!
زفرت بضيق وخالتها تقوده للغرفة التي
سيقضيان ليلتهما فيها وهي تتبعهما كالجرو
اللطيف..
زمّت شفتيها بقوة حتى لا تتفوه بما لا يليق
وخالتها تسألهم هل يريدون شيئا ليجيبها هو
بالنفي.
ما إن خرجت خالتها بادرته:"طبعا انت مش
متخيل اني هبات معاك في نفس الاوضه,
لا وكمان.."
وصمتت وهي ترمق الفراش الوحيد الضيّق
بصمت ووجنتيها تتلونان بالحمرة التي تجعله
يتساءل هل تزوجت قبلا؟!
نفض رأسه وهو يتجاهل الرد عليها لتشعر
بالغيظ وهي تقبض على ذراعه هاتفة:
"انا بكلمك"
"شو بِدّك؟"
"انا مش هنام معاك في اوضه واحدة"
"وهو انا مسكتك؟"
قالها ببرود دون أن ينظر لها نظرة واحدة
ليتفاقم غيظها وهي تقف أمامه تضطره للنظر
لها وقد أغاظها تجاهله لها لتقول بحنق:
"ووافقت ليه تبات هنا وانت عارف اننا هنضطر
ننام ف مكان واحد؟ الا بقى لو هتنام على
الأرض وتسيبلي السرير وقتها..."
لوى شفتيه بسخرية وهو يقول:"اخلاقي مو
كويسة لهي الدرجة نغم, ازا بدك تنامي
على الارض اكيد ما حمنعك"
رمقته بذهول وهو يبدل ملابسه أمامها دون
خجل لتشيح بوجهها وهي تصيح:"وقح"
ابتسم بتسلية ثم يقترب منها مهددا متظاهرا
بالغضب وهو يقول:"شو عم تحكي؟"
رمقته بوجل لتقابلها عيناه الرماديتان لتتيه
فيهما لأول مرة منذ عاد تلاحظ التغيّرات التي
طرأت عليه, حسنا بجانب ذيل الفرس الذي
يجمع به شعره والذي يوحي لمن يراه أن
رجولته مشكوك بها كان هناك عيناه
الساحرتين بلونهما الذي يشبه السماء بغيومها..
وطوله الذي يفوق المائة وثمانين سنتيمترا
والذي يجعلها بجواره أشبه بلعبة بطولها
الذي يكاد يبلغ مائة وتسع وخمسون
سنتيمترا, ملامحه الرجولية التي تحبس
الأنفاس وجسده المتناسق وكأنه ليس بشخص
يقضي أغلب وقته بالمطبخ والطعام!
كان واعيا لتأملها له والذي ربما تفعله لأول
مرة منذ قابلته ليبتسم بمكر وهو يقول:
"عاجبك اللي عم تشوفي؟"
انتفضت من قربه الخطير وأنفاسها تتلاحق
وكأنها بسباق قبل أن تحرّك رأسها برفض
متظاهرة بعدم الاهتمام قائلة:
"ولا يهز فيا شعره"
ضحك عاليا ليتنفض قلبها بين ضلوعها وهو
يثير بها أحاسيس لم تشعر بها قبلا حتى مع
حسام قبل أن يقول بمكر:
"ازا ما عندك اعتراض بالنوم حدي صح؟"
انتبهت لما وصلت إليه بغبائها لترفع رأسها
بتحدي لتؤكد أنه لا يؤثر بها لتشيح ببصرها
سريعا ما إن شاهدته دون قميص وهي تهتف:
"انت هتنام كده؟"
"عندك مشكلة؟"
كادت تهتف (أنت هو المشكلة) لتغمض
عينيها مجبرة نفسها على التظاهر بعدم
الاهتمام وهي توبخ نفسها (ما بكِ نغم؟ لِمَ
تتصرفين كالأطفال؟ هو زوجك حتى لو لم
تعترفي به, ثم إنه غير جذّاب صحيح؟)
(كاذبة, إنه قنبلة جاذبية تمشي على
قدمين)
هتف صوت بداخلها لتتذمّر بصمت وهي تضطر
لتبديل ملابسها بالحمام الملحق بالغرفة
لحسن حظها قبل أن تستلقي على الفراش
الضيّق تكاد تسقط من عليه حتى لا تلمسه
بأي شكل وكادت تسقط بالفعل وهي تتقلّب
غير قادرة على النوم تحسده على استغراقه
بالنوم سريعا لتلتقطها ذراعيه حامية
إياها من السقوط لينتفض قلبها بين ضلوعها
عندما وجدت نفسها بين أحضانه ليهمس لها
بهدوء:"اهدي ما رح اكلك"
لا تعلم لِمَ تسلل لها الأمان من نبرة صوته
الهادئة وعلمت أنه لن يؤذيها أبدا لتنام
لتستكين بين ذراعيه وهي تشعر بالأمان لأول
مرة منذ وفاة حسام!
****
ظلّت جامدة مكانها للحظات قبل أن يعطيها
عقلها الإشارة لتتحرك تتخفّى منه قبل أن
يراها وهي تفكر ألم يفقد الأمل بعد؟!
بلحظات كانت تهاتف حازم وهي ترتجف خوفا
وما إن فتح الخط حتى بادرته باكية:
"حازم انت فين؟"
"مالك يا رتيل فيه ايه بتعيّطي ليه؟"
سألها بقلق لتهتف:"عباس هنا"
عقد حاجبيه وهو يتلفت حوله ثم قال:
"وانتي فين؟"
"انا اول ما شوفته استخبيت وكلّمتك"
قالتها ودموعها تسيل على وجنتيها بخوف
ليصلها صوته المطمئن:"اهدي بس انا في
الكلية قوليلي انتي فين عشان اجيلك او
اقولك قوليلي هو كان فين ولابس ايه عشان
اعرف مشي او لا قبل ما اجيلك"
أخبرته عن هيأته وملابسه التي بالكاد
لاحظتها في خضم فزعها والمكان الذي رأته
به ليجده بالقرب من المكان الواقف به
فأخبرها أن تظل على الخط معه حتى يغادر
المدعو عباس ويذهب هو لملاقاتها..
ظلّ يتابعه بعينيه يتحرّق لتلقينه درسا لولا
خوفه على رتيل واكتشافه مكانها لكان له
شأن آخر.
وبعد فترة بدت له دهرا غادر عباس يريد
الفتك بأحدهم لينتظر لفترة كافية قبل
أن يذهب لمكان رتيل التي ما إن رأته حتى
ألقت بنفسها بين أحضانه ترتجف خوفا
ليرتجف قلبه من المشاعر التي تجتاحه لأول
مرة والتي لم يحبها على الإطلاق.
****
عادا للمنزل بصمت هو يتجاهل وجودها تماما
وهي تتحاشى النطق بكلمة أو حتى النظر
تجاهه وما إن أوصلها للمنزل حتى غادر دون
كلمة واحدة لتشعر بالغبن وهي تدلف إلى
الشقة بحزن تشعر أنها تائهة ببحر لا قرار له..
تارة تتساءل ماذا سيقول عنها بعدما فعلته؟!
هل سيفهم أن ما فعلته من جراء التوتر والخوف
أم سيظن بها الظنون؟!
وتارة أخرى تقنع نفسها أنه لا يستحق حبها لو
أساء بها الظن لتتوقف بمنتصف الردهة تضع
يدها على فمها بجزع وهي تقول:"بحبه!"
نفضت رأسها بعنف وهي تحدّث نفسها:
(لا, ليس حبا بكل تأكيد هو فقط شعور
بالأمان والحماية يتملكني بوجوده, أجل هذا
فقط)
ليحاورها صوت بداخلها (وهذه النبضات التي
تتبعثر داخلك حال رؤيته؟ وأحلامك التي
تتمحور كلها حوله؟! وحزنك عندما يتجاهل
وجودك؟! ونظراتك التي تتبعه خفية؟ إن
لم يكن هذا حبا فماذا يكون رتيل؟)
"لا.. مش بحبه لا, مش معقول احبه في الفترة
القصيرة دي!"
هتفت بها بصوت خافت لتنتفض حالما سألتها
والدة حازم:"بسم الله الرحمن الرحيم, ايه يا
رتيل انتي بتكلّمي نفسك يا بنتي؟"
ازداد ارتباكها لتلقي بنفسها بين ذراعي والدته
تجهش ببكاء حار جعل الأخيرة تنتفض جزعا
وهي تهتف:"فيه ايه يابنتي معرفتي تحلّي
كويس؟ مش مهم فداكي تعوّضيها المرة اللي
جايه"
حرّكت رأسها برفض لتقول والدته:
"امّال ايه؟ شوفتي حد من الحارة؟"
لتتلفّت حولها وهي تقول:"امّال حازم فين؟
مادخلش معاكي ليه؟"
وما إن سمعت تساؤلها حتى ازداد بكاؤها وهي
تشعر بالخجل ممتزجا بالخوف من المشاعر التي
اكتشفت وجودها للتو لتضمّها والدته بحنو
وهي تخمّن أنه فعل شيئا بجلافته المعتادة
للفتاة الرقيقة لتجهش بالبكاء هكذا فلا
يخفى عليها تعلّق الفتاة به وتجاهله المستفز
لوجودها حتى كادت تجرّه من أذنيه تلك
المرة فالفتاة شعرت أنها غير مرغوب بها
أو أنه صدّق عنها ما قالته زوجة والدها .
زفرت بحنق وهي تفكر أن ولدها بغبائه
سيضيع من بين يديه كنزا لن يجد له مثيلا
ولكنها لن تتركه حتى يقر ويعترف بمشاعره
التي يهرب منها.
ابتسمت وهي تربت على ظهر رتيل بحنو
وبداخل عقلها تكتمل الخطة التي ستجعله
يهتف ,
(أريد الزواج من رتيل)
ووقتها ستخبره أن يمنحها الوقت لتفكر
فمستقبل الفتاة ليس بلعبة.
****
لم تنم ليلتها جيدا بسبب ما حدث, على الرغم
من تظاهرها بالقوة أمام عمرو المستفز إلا أنها
تعلم أنه لولا وجوده وعصام لكان حدث ما لا
تحمد عقباه.. ولكنها لن تعترف له أبدا.
"المستفز, المغرور!"
هتفت بها بحنق وهي تتذكر كلماته اللازعة,
لم تتوافق مع عمرو أبدا على الرغم من حبها
لوالده وشقيقه عصام إلا أنه كان ومازال
مغرورا, سمجا, يثير بداخلها رغبة بركله فور
رؤيته..
أغمضت عينيها تحاول الاسترخاء قبل النهوض
لتنفيذ خطتها التي وضعتها لعطلتها ووالدتها
لتقفز صورة شادي بذهنها وملامحه التي تحوّلت
من النعومة للشر المطلق لترتجف رغما عنها
وهي تفكر ماذا لو هاجمها مرة أخرى؟!
ماذا بيدها أن تفعل حتى تبعده عن طريقها؟!
رنين هاتفها جعلها تفتح عينيها بغتة بدهشة
قبل أن تزداد دهشتها وهي تجد رقم السيد
فكري والد عمرو لتفتح الخط بوجل وبعد
عبارات الترحيب التقليدية بادرها:
"ها عندكم فطار وال اجيب فطاري معايا؟"
ابتسمت لمرحه الذي ذكّرها بوالدها لتقول:
"أحلى فطار لعيونك يا عمو"
"خلاص ساعة واكون عندك نفطر سوا عشان
عايزك انتي ووالدتك بموضوع"
أومأت كأنه يراها قبل أن تقول:
"في انتظار حضرتك"
لتنهض تجهز الإفطار ونفسها وهي تتساءل ماذا
يريد منها السيد فكري؟!
*****
"هو ايه اصله ده؟ ايه اللي ماما عندي شغل
وهغيب شهر أو اكتر حسب الرحلة, تعال هنا
اقعد وفهمني الشغل اللي جه على غفلة ده"
قالتها والدة حازم بحزم جعله يزفر بحنق قبل
أن يجلس جوارها كالطفل المذنب وهو يقول:
"بصي يا ست الكل انتي عارفه اني بشتغل بعد
الظهر في فرقه موسيقيه في فندق كبير
والفندق رشّحنا لرحلة على باخرة هتلف الوطن
العربي كله هنعزف هناك وطبعا دي فرصة
حلوة اوي لينا وفرصة نستغل الاجازة المملة دي
في حاجة مفيدة اهو منها شغل ومنها فسحه"
أومأت تتشرب كلامه لتقول:"حلو اوي والواد
أنس وعروسته هيروحوا معاك؟"
ابتسم وهو يقول:"اها, اللي بيشتغلوا على
الباخرة لهم تذاكر مخفّضة ولحد من طرفهم
عشان كده قولت الرحله نقوط أنس لجوازه"
"لا طلعت بتفهم يا وَلَه"
قالتها والدته ساخرة ليعبس وهو يقول:
"ايه بس يا ست الكل انتي قارشه ملحتي ليه؟"
"وفيه وظايف ايه كمان على الباخرة؟"
سألت بغتة ليدخل الفخ دون أن يلاحظ وهو
يجيبها:"كل حاجة ممكن تتخيليها, كأنها
قرية ماشية على البحر فيها كل حاجة"
أومأت بصمت قبل أن تقول:"حلو اوي شوف بقى
وظيفة لرتيل معاك واهو تبقى تحت عنيك"
انتفض واقفا وهو يقول بجفاء:"نعم؟ ودي
هتيجي معايا بمناسبة ايه؟"
"بمناسبة انها مسؤلة منك من وقت ما جيتلي
بيها هنا وال هترمي مسؤليتك يا حازم؟"
قالتها بصرامة ليغمض عينيه يحاول السيطرة
على مشاعره التي هاجت بذكر اسمها وتخيلها
مرافقة له على الباخرة وهو الذي يتحاشى
رؤيتها منذ ألقت بنفسها بين ذراعيه مثيرة
بداخله مشاعر لا يريد الشعور بها أبدا!
"يا ماما أنا هشوفلها حاجة هنا واهو تونّسك في
غيابي و..."
قاطعته:"لا انا عايزاها تغيّر جو مش بس عشان
الشغل, انت عارف اني مش عايزاها تشتغل ولا
تتبهدل لولا أن هي اللي مصرّه تشتغل قولت
أريّحها بس مش هبقى مطمنه عليها الا وهي
قدام عينك وانت مراعيها زي اختك,
مش انت قولتلي انك معتبرها زي اختك
يا حازم؟"
قالت الجملة الأخيرة وهي ترمقه بمكر ليصر
على أسنانه بقوة وهو يومئ:"طبعا أختي"
أومأت برضا ظاهري وهي تتوعّده بداخلها
ثم قالت:"ها هتشوفلها حاجه؟"
أومأ مرغما وهو يقول:"حاضر"
****
صدمة هي كل ما تشعر به منذ زيارة السيد
فكري لهما صباحا.. هي بالكاد تخطّت
صدمة وجود عمرو معه ليصدمها بطلبه!
أغمضت عينيها بقوة تحاول عدم التفكير
بالحديث الذي قيل أمامها ورد فعل والدتها
عليه..
وكأن حِملا انزاح عن كاهلها وهي تكاد
تنطق بموافقتها الفورية على عمرو والذي
كان مهذّبا مع والدتها على عكس تصرفاته
معها..
من الواضح أنها الوحيدة التي تثير داخله نزعة
الغرور والسماجة فهي تتذكر أن فتيات النادي
جميعهن كن واقعات تحت سحره بطريقة
طالما أثارت غثيانها لتقلب هي الموازين
بازدرائها له والابتعاد عن طريقه حتى بعد
عودته من السفر وساعدها بذلك أنها لم تكن
تذهب للنادي بهذه الفترة خاصة بعدما رأته
يلاحق تلك الفتاة أكثر من مرة
لتسخر منه بداخلها أن وسيم النادي قد سقط
أخيرا كأي عازب آخر.
"تاج, مالك يا بنتي محتاره ليه؟"
قالتها والدتها بحنو لتجفل تاج عندما لاحظت
أن والدتها تجلس معها منذ فترة ولم تلاحظها
حتى تحدّثت.. هل كانت غارقة بأفكارها
لهذا الحد؟
"مفيش يا ماما مش محتاره ولا حاجه, كل
الحكاية اني بفكر ايه اني هسيب الشغل وانا
كنت مرتاحه فيه كتير"
قالتها مبررة شرودها لتعبس والدتها وهي تقول:
"معناه ايه الكلام ده يا تاج؟ انتي ناويه
ترفضي؟"
رمقتها بدهشة وهي تقول:"ايوة طبعا يا ماما,
انتي متخيلة اني ممكن اقبل بعمرو؟ ده لا
يمكن يحصل ابدا"
"وليه بقى ماله عمرو؟ وال تكوني لسه بتحبي
شادي؟"
سألتها والدتها بقلق لتقول غير مصدقة لما
تقوله والدتها والتي لا تعلم عما اقترفه شادي
بحقها:
"لا طبعا حضرك عارفه ان شادي كان جواز
عادي مالوش دعوة بقلبي, ثم اني مش بؤمن
بجواز الحب اصلا"
"كويس يبقى ايه المانع انك تقبلي بعمرو؟"
(لأن قلبه هو المشغول لا قلبي)
قالتها بداخلها قبل أن تقول لوالدتها:
"مش بستظرفه يا ماما, تقيل على قلبي كده
لله في لله"
حسنا هي تكذب بعض الشيء فبغضها لعمرو
ليس دون شيء بل هو موقف بينهما قديما منذ
مراهقتهما موقف تتحاشى تذكّره دوما حتى لا
تتذكر غباءها وقتها وجرح أنوثتها الوليدة
وقتها على يديه!
"يا بنتي فكّري انا ماصدقت واحد مناسب
جالك على الاقل يريّحك من الشغل وتعبه
وماتفضليش شايله الهم على طول كده"
زمّت شفتيها بحنق وهي تقول:"حتى لو وافقت
عليه هفضل اشتغل يا ماما, مش هبقى تحت
رحمة اي راجل مرة تانيه"
"براحتك يا حبيبتي, بس نصيحتي ليكي
فكري كويس قبل ما ترفضي, عمرو فرصة
مش هتتعوض"
أومأت وهي تلوي شفتيها بحنق متمتمة:
"قال فرصة قال"
*****
"ازيك يا ابو نسب عامل ايه؟ والبت نغم عامله
ايه معاك؟ اياك تكون مقصره معاك
اقصفلك رقبتها؟"
غامت عينيها بالحزن وكبحت دموعها بقوة من
إهانة والدها لها أمام زوجها ليذهلها رد غتوان
الذي أحاط خصرها بذراعه وهو يقول:
"بالعكس يا عمي نغم مو مقصرة بأي شي نهائيا
هي نعمة من الله لإلي"
وقتها التقت عيناها بعينيه ترمقه بامتنان
ويرمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها لتجد نفسها
تضم جسدها له كأنها تريد الالتحام به وهي
تكاد تطلب منه أن يغادرا في التو ليميل عليها
هامسا:
"اهدي شوي ومنمشي"
لتومئ له بصمت قبل أن تهمس لها:
"ماتسيبنيش"
ولا تعلم وقتها هل كانت تطلب منه ألا يتركها
بهذا الوقت أم طوال العمر ولكنها شعرت
بالراحة ما إن همس لها بوعد:"أبدا"
ليقضيا بعض الوقت مع أهلها ولم تفارقه للحظة
قبل أن يعلن عن مغادرتهما لأن لديه عمل
بالصباح مخبرا والديها أنهما سيسافران على متن
باخرة لعمل له ليقترح والدها:
"طب ماتخلّي نغم هنا بدل ماتدوشك
وتوجعلك دماغك وانت اتكل على الله
واهتم بشغلك وسفرك"
أمسكت يديه بذُعر وهي تكاد تتوسله
بعينيها ألا يتركها ليضمها له مبتسما لوالدها
قبل أن يقول بصوت حازم:
" ما بقدر استغنى عنها"
لتزفر بصوت مسموع وهي تودّع والديها سريعا
وتتمسك بذراعه مرة أخرى دون وعي وهي
تغادر معه تتمنى لو لم تعد لهذا المنزل مرة
أخرى.
****
تجاهل تام منذ استيقظت ذاك اليوم بأحضانه
ولا تفهم لِمَ؟ هل فعلت شيئا خاطئا؟!
ربما هي لا تريد علاقتهما كزوج وزوجة
ولكنها شعرت معه بالراحة والأمان اللتين
افتقدتهما منذ وفاة حسام فلِمَ ابتعد عنها
مرة أخرى؟
أم أنه حقا مشغول كما تعلّل لوالدته بتجهيز
نفسه للسفر؟!
سفرهما بعد غد والذي بعدما تحمّست له عادت
لتشعر بالخوف من مرافقته فلو ظلّ على تجاهله
إياها بهذا الشكل لن تحتمل وخاصة وهي لا
تعرف سواه على سطح الباخرة!
زفرت بحنق قبل أن تستمع لصوت باب الشقة
يفتح ويغلق دلالة على عودته لتسرع للفراش
تتظاهر بالنوم تحاول تهدئة أنفاسها
المتلاحقة وهي تعلم أنه ككل يوم يفتح باب
غرفتها ويطمئن عليها وهذا ما يثير حيرتها..
كيف يهتم بها ويتجاهلها بنفس الوقت؟!
وبّخت نفسها (ما بكِ نغم؟ ما الذي تريدينه من
الرجل؟ يكفي أنه منذ زواجكما يحترم
مشاعرك ويلبي طلباتك حتى قبل أن
تطلبيها.. يكفي الأمان الذي تشعرين به
بوجوده.. )
(فقط أمان نغم؟)
تساءل هذا الصوت المزعج لتزفر بقوة ليصلها
صوته الساخر:"شو نغم؟ مو قادرة تعملي تمثلية
النوم الليلة؟"
انتفضت ملتفتة له لتقابلها عيناه الماكرتان
وابتسامته التي تجعلها تشعر بالدوار وهي
تتساءل هل هناك من هو أكثر وسامة
وجاذبية منه؟!
انتبهت لمسار تفكيرها لتوبخ نفسها هل عادت
مراهقة من جديد؟!
"انا مش بعمل نفسي نايمه ولا حاجه انا كنت
بحاول انام فعلا بس ..."
وصمتت غير قادرة على تكملة كلامها غير
المقنع حتى لها ليقول لها متجاهلا تلعثمها
بالحديث:
"جهزي حالك نغم حنسافر بعد يومين ولا
تاكلي هم شنتايتي انا حجهزها"
استدار مغادرا لتلوي شفتيها وهي تتمتم ساخرة:
"قال يعني هموت واحضّرلك الشنطة"
التفت لها سائلا وهو يرمقها بابتسامة:
"شو حكيتي نغم؟ علّي صوتك حبيبتي"
وعلى الرغم أنها تعلم أنه لا يقصد المعنى
الحرفي للكلمة (حبيبتي) إلا أنها اختنقت
بأنفاسها وتوقف قلبها للحظات قبل أن تعود
للتنفس وهي تلاحظ نظراته الماكرة لها لتصر
على أسنانها بقوة ليضحك بقوة قبل أن يقول
بهدوء:
"تصبحي على خير نغم"
لتجد نفسها تجيبه بهدوء يماثل هدوءه:
"وانت بخير غتوان".
****
انقبضت أصابعها بقوة وهي ترى ما يتم تداوله
بين من كانوا يوما أصدقائها ليصلها بالطبع
بواسطة فاعل خير لتسيل دمعة على وجنتيها
جعلتها تشتعل غيظا أنهم نجحوا في اختراق
واجهتها الباردة وجعلوها تشعر بهشاشتها لأول
مرة منذ وفاة والدها لتنهض متجهة لغرفة
والدتها وتدخل بهدوء لترمقها والدتها
بتساؤل:"فيه حاجة يا تاج؟"
"انا موافقة على عمرو"
نهاية الفصل

yasser20 likes this.

hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 01:08 AM   #6

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السادس

"انا لحد دلوقتي مش مصدق انك خطبت تاج
تاج يا عمرو! طب ازاي وليه؟"
قالها عصام بصدمة ارتسمت على ملامحه
ولهجته ليلوي عمرو شفتيه بحنق وهو يقول:
"وانت مزعّل نفسك ليه؟ تكونش كنت عايز
تتجوزها على منال؟"
"عمرو.."
زمجر عصام ليزفر عمرو بحنق قبل أن يقول:
"هترتاح يعني لما اقولك مش عارف؟"
"نعم! ازاي يعني؟"
تساءل عصام وهو يرمق شقيقه بمكر خفي
فهو يعلم ما بداخل هذا الأحمق ولكن
الأحمق... ماذا يقول؟
أحمق لا يفهم مشاعره..
"يمكن بسبب خطيبها اللي شوفته بيعاملها
كأنها مالهاش حد وشوفت ضعفها قدّامه على
الرغم من لسانها الطويل اللي عايز قطعه..
كانت اول مرة اشوفها ضعيفه, ماتعودتش على
تاج ضعيفه"
صمت للحظات وعيناه تبرقان بطريقة غامضة
قبل أن يتابع:"مش عارف ليه وقتها مافرحتش
فيها زي ما تخيلت اني هعمل, بالعكس حسيت
اني متضايق جدا وانا بشوف تاج القويه ضعيفه
قدّام واحد حقير زي شادي بتاع مامّا وبابّا.."
"بس ده مش سبب للجواز يا عمرو, انت ممكن
تحميها من غير جواز يعني"
قالها عصام مجادلا شقيقه ليشيح عمرو ببصره
وهو يتذكر ما سمعه بالنادي ثم ما أُرسِل له
ليلة أمس..
كان جالسا يفكر في تاج والصدفة الغريبة
التي جعلتها تنزل من عليائها وتعمل لتعمل
مربية لأولاد شقيقه دونا عن بقية العالم, ثم
مقابلتهما الأولى الغريبة بعد كل هذه الشهور
وإنقاذه لها بل فقدانها وعيها بين ذراعيه
ليرتجف بداخله شيئا لا يفهمه ولكنه يشعره
بالخوف!
ما سمعه بنفس اليوم صباحا عن شادي الذي
أنهي خطوبته ب تاج المحمدي وتركها لا
حول لها ولا قوة بعد وفاة والدها وخسارتها كل
ثروته لصالح البنك وما رآه من الحقير وهو
يعاملها برخص لا يناسبها على الإطلاق..
هي لا يليق بها إلا رجل يصونها ويقدّرها حتى
لو لم يحبها.. وهو سيفعل, لقد وعدها ما إن
تهاوت بين ذراعيه أن يفعل حتى قبل أن يرى ما
يشيعونه عنها بين أفراد الطبقة المخملية
الزائفة!
"عمرو"
همسة من شقيقه أعادته من شروده ليقول
باقتضاب:
"آن الاوان اني اتجوز يا عصام, وتاج مناسبة
من اسرة كويسة وعارف اخلاقها كويس يبقى
ليه لا؟" .
****
صامتة منذ الأمس, لأول تشعر أنها ضعيفة إلى
هذا الحد وهذا لا يعجبها.. ليست تاج التي
تضعف لأن حفنة من الحقراء قرروا أنها وجبة
دسمة للقيل والقال خاصة وأن كل ما قيل
عنها كذب وافتراء.
هل فعلت الصواب بموافقتها على عمرو؟!
عمرو من بين كل الناس!
عمرو من شعرت دوما أنه يهينها بنظراته
اللامبالية بينما تنتظر منه كلمة لطيفة أو
نظرة رضا!
بطل أحلام مراهقتها على الرغم أنه ليس وسيما
كما كان شادي أو معظم زملائها الآخرين,
ولكنها دوما كانت منجذبة له ولخشونته التي
تفعل بقلبها الأفاعيل.
لماذا خطبها؟!
سؤال حيّرها كثيرا ولم تستطع التوصل
لإجابة له حتى هذه اللحظة!
أغمضت عينيها ببعض البؤس ليقاطعها صوت
الهاتف لترد بتلقائية دون أن تهتم حتى
بمعرفة من المتصل ليصلها صوت منال المبتهج:
"مبرووك يا عروسة, مش متخيلة انا فرحانة
اد ايه انك انتي وعمرو هتتجوزوا "
لوت شفتيها بسخرية لم تظهر بصوتها وهي
تقول:"اهدي يا منال انا حاساكي انتي اللي
هتتجوزي"
ضحكت منال بصخب لتبتسم تاج رغما عنها
لا تستطيع الصمود أمام خفة دم منال
وعفويتها المحببة طويلا لتقول منال:
"ياللا يا عروسة قومي البسي انا في الطريق
عشان نروح نشتري شوية حاجات للفرح معدش
فيه وقت ده كتب الكتاب بعد يومين"
انتفضت مكانها وهي تهتف:"ايه؟ يومين ايه
وفرح ايه؟ انا لسه يادوب موافقة امبارح"
ضحكت منال عاليا وهي تقول:
"نعمل ايه بقى العريس مستعجل اوي"
تورّدت وجنتيها على الرغم أنه تعرف أن كلمات
منال لا أساس لها من الصحة لتتمتم بكلمات
مبهمة وهي تغلق الخط مع منال وتسرع لغرفة
والدتها:"اللي سمعته صحيح يا ماما؟"
قطبت والدتها وهي تقول:
"ايه اللي سمعتيه يا تاج؟"
"ايه كتب الكتاب بعد يومين والفرح تاني
يوم هو ايه سلق البيض ده؟"
ضحكت والدتها بقوة لتقول غامزة:
"العريس ماصدّق موافقتك وحدد على طول
مش صابر بقى اعمله ايه؟"
للمرة الثانية تتورد تاج لتشعر أنها غير طبيعية
منذ وافقت على عمرو, لا تريد أن تأمل بشيء
فلا تظن أنه سيحبها بين ليلة وضحاها حتى
ولو لم تعلم سبب زواجه منها!
"بس يا ماما.."
قاطعتها والدتها بحنو:"انتي مش متخيله انا
فرحانة اد ايه يا تاج.. عمرو شخضية محترمة
وابن حلال وعارفين اخلاقه كويس ومش
هلاقي احسن منه يصونك ويقدّرك"
أي اعتراض كان بداخلها تلاشى أمام كلمات
والدتها والراحة التي ارتسمت على ملامحها
المتعبة منذ وفاة والدها وما تبعه من نكسات
وتغيرات بحياتهما لتصمت تاركة مصيرها بين
أيديهم.
*****
كانت الصدمة الأولى عندما نزلت لتقابل منال
لتجد عمرو معها!
لينفلت السؤال من بين شفتيها قبل أن تلجمه:
"ده بيعمل ايه هنا؟"
ضحكة عالية كانت الرد من منال فيما لوى
عمرو شفتيه بمرح وهو ينحني بشكل مسرحي
قائلا:"الشوفير بتاع سيادتكم"
زمّت شفتيها بحنق وقبل أن تصعد للسيارة
كانت منال قد ترجلت منها ودفعتها لتجلس
بالمقعد المجاور لعمرو وهي تقول:
"مكانك جنب جوزك"
جلست بحنق يشوبه الخجل وهي تجد نفسها
بموقف لا تحسد عليه.. لازالت حائرة مما يموج
بداخلها من مشاعر ورؤيته لا تساعدها أبدا.
همس لها وهو يتحرّك بالسيارة:
"جاي مخصوص اتأكد ان الحاجات اللي
هتجيبيها هتكون على مزاجي.. خاصة لبس
النوم"
نبض قلبها بجنون وهي تكاد تقفز من السيارة
لتهمس له:"وقح"
ضحك عاليا وهو يقود السيارة وشعور غريب
بالمتعة من مشاكستها يعتريه ليهمس داخله
أن حياته معها ستكون ممتعة كثيرا.
****
"رتيل.."
انتفضت مكانها وهي تجده أمامها تتساءل متى
جاء؟ لم تسمع الجرس أو حتى فتح الباب!
حمدت الله أنها جالسة بحجابها كعادتها على
الرغم أنه لم يعد يظهر أبدا.
نهضت بارتباك وهي تقول:"نعم؟"
رمقها للحظات يحارب شيئا داخله يهتف به أن
اقترب فبعدك عنها يحرجها بل يقتلها حرجا
من وجودها بمكان مالكه غير مرحّب بها
ليتجاهله كعادته قبل أن يقول:
"ازيك عامله ايه؟"
"الحمد لله"
قالتها بخفوت وهي تشيح بوجهها عنه خوفا أن
تفلت نظرة شوق من عينيها فيلاحظها ويفتضح
أمرها, يكفي أنها تشعر أن والدتها تعرف
بمشاعرها تجاه ابنها وهذا يقتلها خجلا.
"حضّري نفسك بعد يومين هنسافر إن شاء الله,
لقيتلك وظيفة كويسة على الباخره"
"شكرا"
كلمة واحدة ردا على جملته العريضة!
شعر بالضيق يعتريه وهو لا يعلم كيف يعاملها!
بل كيف يخرجها من جمودها معه, يشعر
بالضيق من معاملتها الرسمية له على الرغم أنه
يعاملها بالمثل.. زفر بحنق قبل أن يقول:
"مش عايزة قصص؟"
أغمضت عينيها للحظات وهي تشعر أنها ستصرخ
به بين لحظة وأخرى:
(ماذا تريد مني؟ اتركني أبتعد عنك علّني
أنسى غرامي الأحمق بك, لا تقترب وتمنحني
أملا زائفا ثم تبتعد بجفاء وتجرح قلبي)
"شكرا, جيبت امبارح"
قالتها باقتضاب وهي تتجه للغرفة لتوقفها
صرخته:
"نعم؟ انتي خرجتي امبارح لوحدك؟"
همّت بالرد لتجيبه والدته التي أشارت لها
بالدخول لغرفتها التي كنت غرفته ثم قالت:
"وانت مالك يا حازم؟ حد قالك انها مسجونه
هنا؟ عايزه تخرج تخرج, عايزه تمشي تمشي
برضه ايه اللي حشرك انت بيها؟ كنت ولي
أمرها وأنا معرفش؟"
رمق والدتها بحنق قبل أن يقول:"ولو حد يعرفها
قابلها, لو الزفت عباس ده شافها وهي لوحدها
كان ايه هيحصل وقتها؟"
"هي مش هتفضل طول عمرها مستخبيه يا
حازم لازم تخرج وتتعامل مع الناس.. تحب
وتتحب وتتجوز"
جحظت عيناه بقوة وهو يهتف:
"ايه اللي بتقوليه ده يا ماما؟ تحب ايه وتتجوز
ايه.. لا طبعا ده لا يمكن يحصل ابدا"
رفعت حاجبها باستفزاز وهي تقول:
"ليه بقى إن شاء الله؟ مش بنت زي باقي البنات؟
ثم انت مالك بيها اصلا؟ هي حرة وانا معاها في
كل خطوة هتاخدها, خليك انت بعيد عنها
ومالكش دعوة بيها"
ضرب الجدار بقوة كادت تدمي يده ثم استدار
يواجه والدته قائلا بصرامة:
"انا مسؤل عنها غصب عنها, هي هتبقى معايا
على الباخره يعني لازم تسمع كلامي ..."
قاطعته بهدوء:"اكيد يا حبيبي انت زي اخوها
لازم تاخد بالك منها, البت حلوة ويتخاف
عليها برضه والباخرة هتكون مليانه رجاله
اكيد واحد هيعجب بيها كده وال كده
وهيجيلك يخطبها منك, ايوه طبعا مش
اخوها"
كاد يشد شعره غيظا وحديث والدته يضربه
بقوة ويثير بداخله مخاوف عميقة, هي لن
تتزوج بكل تأكيد.. هي ستظل بمنزله لا بل
بغرفته دوما..
هي ستظل تحت رعايته ولن يجرؤ أحدهم على
طلبها له أو حتى التفكير بها!
تابعت والدته المشاعر العنيفة التي ارتسمت
بعينيه لتبتسم بمكر وهي تهتف داخلها..
(مازال هناك الكثير بجعبتي يا بني,
سأجعلك تنادي باسمها ليل نهار وتتوسل لي
لأوافق على ارتباطك بها) .
****
ذهول اعتراها بعدما أصبحت له!
هل حقا أصبحت زوجة عمرو؟!
ازداد ذهولها عندما شاهدت المفاجأة التي
جهّزها لها عمرو بعد عقد القران فهي لم توافق
على حفل زفاف كبير وأخبرتهم أنها تريد
فقط احتفال عائلي بسيط يضمهم فقط
ليفاجئها عمرو باحتفال أسطوري لا تفهم
كيف استطاع التجهيز له بهذه الفترة
القليلة!
شاهد ذهولها ببهجة غريبة تجتاحه كلما
استطاع أن يفاجئها أو يخرجها من الجمود
المصرة على اتّباعه معه ليبتسم بمكر وهو
يتخيل وقع المفاجأة الأخرى عليها عندما تعلم
أنها ستكون حبيسة غرفة لا مهرب منه إلا
للبحر!
****
زمّت شفتيها بحنق وهي تحاول تخليص يدها من
يده دون جدوى فهو يمسك بها وكأنها ستهرب!
ابتسمت وهي تفكر لديه كل الحق فهي حقا
تريد الهرب من كل ما يحدث حولها..
زفرت بقوة قبل أن تتجمد تماما حالما رأت شادي
مع تلك العلقة التي أحاطت به دوما حتى
عندما كان خاطبها لها لتلوي شفتيها بسخرية
وهي تفكر كم يليقان ببعضهما!
شعرت بكفه يكاد يحطّم أصابعها لتنظر له
لتجده ينظر لها بغموض فابتسمت له ببساطة
وهي تشد على كفه فرفع حاجبه بمكر قبل
أن ينهض جاذبا إياها معه متجها لمكان الرقص
وقبل أن تدرك ما يحدث كان يحيطها
بذراعيه مقربا لها منه لتشعر بالدوار من
المشاعر التي انتابتها لتغمض عينيها
مستسلمة له بهدوء ليلصقها بصدره بقوة قبل
أن يصدح صوته بغناء فاجأها وجعلها تنظر له
بذهول ممتزج بسعادة لا مثيل لها!
الليلة دي سيبني اقول .. واحب فيك
وانسى كل الدنيا دي .. وغمّض عينيك
دانتا نور حياتي عمري كل املي
شوق الدنيا كله مش كتير عليك
والله كل حاجة فيا بتناديلك
ايوه كل حاجة فيا بتناديك ..
قالوا ياما ان القمر عالي وبعيد
والملايكة مستحيل تلمسها ايد
وانا اليلة ديا كل دا في ايديا
يمكن في الدنيا دي اكون انا الوحيد
والله كل حاجة فيا بتناديلك
ايوه كل حاجه فيا بتناديك ..
****
وقفت على سطح الباخرة ترمق الجموع بفضول
هناك ثنائي يبدو أنهما تزوّجا للتو فهو لا
يستطيع إبعاد يديه عنها ابتسمت وهي تشيح
بوجهها عنهما ليقابلها آخر وقف ظهر على
وجهه الغضب من شيء ما ذكّرها برفيقها
الغاضب ولا تفهم سبب غضبه!
لوت شفتيها بحنق وهي تجد نفسها مهتمة به
بينما هو وضعها على سطح الباخرة وعرّفها على
شامل الرجل الذي ستعمل معه وزوجته شروق
والتي تبنّتها حرفيا منذ يومين وهي فترة
مكوثها على الباخرة لتعرّفها على صديقتيها
دارين وجويرية.
صحبة كانت تهوّن عليها تجاهل حازم لها
كثيرا ورغم ذلك تشعر بالحزن لطريقته
بتحاشيها وتتساءل ماذا فعلت حتى يتجاهلها
بهذا الشكل؟!
****
وصلت إليهما تلهث بقوة وكأنها كانت بسباق
لتقول ما إن جلست:" عرفتوا آخر الأخبار؟"
رمقاها بحيرة لتقول دارين ضاحكة:
"الأخبار كلها عندك ياختي"
عدّلت ياقة وهمية وهي تقول بغرور مصطنع:
"اكيد طبعا"
لتتابع بعدها بحماس وكأنها تلقى إليهما سر
حربي:"الصاروخ طلع متجوز"

قطبت جويرية تتساءل:"مين الصاروخ ده؟"
ضحكت دارين بقوة لتنضم لهن رتيل بهذه
اللحظة وهي تقول:"ماتضحكوني معاكم"
"دي شروق كانت بتقول ان الصاروخ طلع
متجوز"
أجابتها دارين من بين ضحكاتها لتعبس وهي
تتساءل:"مين الصاروخ ده؟"
هتفت شروق:"ايه ده انتي لسه معرفتيش
الصاروخ بتاع الباخرة؟ لا تقوليلي فرنساوي ولا
امريكاني مافي احسن من اللبناني"
ضحكن بصخب لفت أنظار المارة إليهن
ليخفضن أصواتهن بعدما تلّقين نظرات شامل
العابسة وحازم القاتلة لتهمس شروق:
"ياختي الواحدة متعرفش تتكلم ولا تضحك
براحتها لازم تلاقي جوزها فوق دماغها يكشّر
في وشّها"
ابتسمت رتيل وهي تتمنى أن تجد من يغار عليها
كما رأت شامل يرمق شروق منذ قليل لترمقها
شروق يتحذير وهي تقول:"بت يا تريل نصيحه
مني خليكي كده بلا جواز بلا بتاع.. حتى
تعرفي تبصّي على الصواريخ براحتك"
ضحكت رتيل عاليا لتجذب أنظاره القاتلة مرة
أخرى لتغمزها دارين مشاكسة:
"يظهر انها مش هتلحق تعمل بنصيحتك يا
شروق"
لتهتف جويرية بحنق قائلة:
"برضه معرفتش مين الصاروخ"
أجابتها دارين:"الشيف غتوان يا جويرية"
لتهتف شروق بتنهيدة:"يسلملي ها الطول وها
الطله تسلملي الوحده العربية"
لتنفجر الفتيات ضاحكة ليزمجر حازم متجها
إليهن تاركا شامل يرمقه بحيرة وأنس الذي
انضمّ إليهما للتو يرمقه بمكر.
*******
برقت عيناه بقوة وهو يرى شابا يتحدث مع
زوجته بل يمشّطها من أعلى رأسها وحتى
إخمص قدميها وهي الساذجة تجيبه على سؤال
لابد سأله ببراءة مصطنعة غير واعية لنظرات
الحقير ليقترب منهما سريعا ثم أجفلها وهو
يحيط خصرها بذراعه ناظرا للشاب بنظرة
محذرة ليبتسم له بارتباك ويشكرها سريعا
وهو يغادر ليجذبها خلفه حتى وصل إلى
غرفتهما قبل أن يغلق الباب خلفهما وهو يهتف
بها:
"مو قلتلك ما تطلعي من اوضتك لحالك؟
ليه ما بتسمعي كلامي ما عم افهم!"
"هو انا بشوفك عشان استناك تطلع معايا؟"
هتفت بحنق ليرمقها بمكر وهو يقترب منها
قائلا:
"لتكوني مزعوجة لاني مو ملاقي وقت لحتى
دللك وابعد عنك الملل نغم خانوم او انتي
بتشتاقي لإلي؟"
ارتبكت من نظراته غير المفهومة لها واقترابه
الذي يثير داخلها أشياء تعذّبها لأنها غير قادرة
على فهمها لتشيح بوجهها عنه وهي تقول:
"انا زهقت من القعده في الاوضة قولت اطلع
يمكن الاقي حد مصري اتعرف عليه"
لتبرق عيناه بغيرة وهو يقول:
"ما في غير هاد الشب على الباخرة ليبعد عنك
الملل؟"
"هو اللي جه كلمني واصلا كان بيسألني على
حاجه وبعدين انا ماسمحلكش تشكك
بأخلاقي"
زفر بقوة وهو يمسك بذراعها هاتفا بحنق:
"هلّلا هاد يلي فهمتي من حكي! انتي زوجتي
نغم وانا بغار عليكي"
والكلمة دغدغت مشاعرها حتى كادت تهتف
(وأنا.. ألا أغار وأنا أجد كل نساء الباخرة
ترمقك بالنظرات الولهة؟ ألا أحترق كلما
فكرت أنك قد ترى بواحدة منهن ما أفتقده
أنا؟ ألا أغار عليك حتى من العمل الذي يلتهم
وقتك فلا أكاد أراك؟!)
ولكنها كتمت كل هذه المشاعر التي
تربكها وتجعلها حائرة بين وفائها لذكرى
حسام وبين مشاعرها تجاه غتوان زوجها الذي
زلزل العالم تحت قدميها.
"ماظنش اني اديتك حق تغير عليا.. جوازنا
كله مؤقت وانت عارف كده كويس"

قالتها وهي تواجهه بقوة خلافا للاضطراب الذي
يموج بداخلها ليرمقها بنظرة غامضة وهو
يقترب بخطورة قائلا:"جيزتنا لآخر العمر نغم،
حطي هاد براسك عبكير لترتاحي وتوفري"
لفحتها أنفاسه وهو يتابع:"وبخصوص الغيرة..
في حقوق بتتاخد مش بتنعطى يا حياتي "
وقبل أن تفهم ما يقصده كان يجتاحها بقبلة
حارة انتفض لها كل نبض بداخلها لتجد نفسها
تبادله القبلة غير قادرة على الاعتراض ولو
أرادت!
****
نهاية الفصل


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 07:25 PM   #7

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل السابع

((يُحكَى أن أكثرهم حماقة أكثرهم هروبا
من قلبه وأكثرهم غباءا أكثرهم كسرا لقلب
حبيبته))
جالسة بمكانها المعتاد على سطح الباخرة
تقرأ روايتها كما اعتادت تبتسم حين يمر
عليها موقف عاطفي بين البطل والبطلة,
تبكي حين يغضب البطل البطلة, تخجل حين
يغازلها وكأن الغزل موجّه لها هي!
تنهيدة حارة خرجت منها وهي تفكر.. لِمَ لم
تُخلَق شخصية برواية؟!

يتعذب من أجلها أحدهم حتى يحصل عليها،
يعشقها أحدهم بقوة ويغير عليها بجنون
يالله كم كانت ستكون سعيدة وقتها!
انتفض قلبها بجنون وهي تجد البطل يجادل
البطلة التي تكاد تشد شعرها غيظا منه
لتشعر بالغيظ بدورها وهي تصيح فجأة:
(لا تجادلها أيها الأحمق اصمت وقبّلها)
انتفض الجالس على مقربة منها يرمقها بريبة
قبل أن تحتد نظراته عندما لاحظ النظرات
التي تحدّق بها بعد جملتها الحمقاء ليزم
شفتيه بقوة ناهضا من مكانه متجها لها يهتف
بحدة:
"عاجبك يعني منظرك ده؟"

رمقته بعدم فهم ليتابع:"الناس كلها قاعده
تبص عليكي يا هانم وانتي فرحانه بنفسك
كده.. بدام انتي مابتمسكيش نفسك ابقى
اقري الحاجات الهايفه دي في اوضتك"
اشتعلت عيناها بقوة وهي تنهض مواجهة إياه
هاتفة بحدة:"وانت مالك اصلا؟ انا حرة اقرا
هنا ماقراش.. تكونش وصي عليا وانا مش
واخدة بالي"
" رتيل.. اتلمّي وبلاش طولة لسانك دي.. انتي
معايا هنا ومسؤولة مني فاللي هقوله تنفّذيه من
غير جدال "
رمقته بنظرة قاتلة قبل أن تغادره دون أن ترد عليه ليلكم السور خلفه بغيظ ليصله صوت
أنس:
"بدام تحب بتنكر ليه ده اللي يحب يبان في
عنيه"
" رايق اوي حضرتك.. ايه الجواز بقى حلو؟"
قالها بغيظ ليجيبه الآخر مغمضا عينيه ممعنا
في غيظه:" هييييح احلى جواز ده انا صحتي
جت عليه, عقبالك يا اللي في بالي"
"بقولك ايه انا مش ناقصك مش كفايه امي
عليا"
هتف حازم بنزق ليقول أنس ضاحكا:
"يعني عايز تدخلّها بمزّة في ايدك هتفكر
ازاي؟ لازم طبعا ترسم وتحط الخطط
والصراحة عندها حق انت مستني يبقى
عندك كام سنة عشان تتجوز؟

مش آن الأوان بقى ننسى التجربة الأولى
ونفكر ف مستقبلنا"
"اه انت واضح ان امي موصياك عليا يا أنس..
انا بقى مش عايز اتجوز ومش هتجوز"
قالها حازم بحدة وهو يتحرك مغادرا ليتجمد
حالما وصله رد صديقه أنس:
"وأما انت مش عايز تتجوز امّال معلّق البنت
معاك ليه؟ ليه مهتم بيها ومركّز معاها
كده؟ سيبها بقى تشوف نصيبها بعيد عنك
حرام ال بتعمله فيها" .
*****
كانت البداية قبلة لتنقلب ليلتها رأسا على
عقب!
لم تفهم ماذا حدث كانت مذهولة من كم
المشاعر التي اجتاحتها مع عناقه ليتلاشى
العالم كله من حولها وهي تبادله مشاعره
حتى وصلت لنقطة اللاعودة.
انتهى الاجتياح لترمقه ذاهلة مما حدث قبل أن
تجهش ببكاء حار جعله ينهض هاربا من
مواجهتها قبل أن يقول شيئا جارحا.
انتهى من اغتساله ليترك الغرفة بأكملها
متجها لعمله, فالعمل فقط من يستطيع شغل
أفكاره عما حدث, هو لم يرد التورط معها
بمشاعره أبدا فماذا حدث له؟!
ما الذي أوصله لهذا اللقاء الجارف؟!
هل هو ملمس شفتيها بمذاقها اللذيذ والذي
لم يستطع
مقاومته أو الابتعاد عنه؟!
أم رائحتها الشبيهة برائحة الأطفال!
ليكتشف فيما بعد أنها تستخدم غسول
الأطفال..
أغمض عينيه بقوة لا يستطيع التركيز فيما
يفعله حتى عمله ومتعته الوحيدة سلبته إياها
تلك الفأرة ليهتف صوت بداخله..
(ألا تزال فأرة غتوان؟)
ليحرّك رأسه رافضا وهو متجها خارج المطبخ
وابتسامة عابثة ترتسم على شفتيه وهو يهمس
داخله:"شو حلوه هل الفأرة!"
وفجأة اصطدم بفتاة كانت تركض ولا يفهم
ما الذي جاء بها للمطبخ!
****
(خائنة!)
هتف صوت بداخلها لتحرّك رأسها برفض وهي
تهمس:"لا, لا.. هو جوزي"
(وهل نسيتِ حسام؟ هل احتلّ غتوان قلبك
واجتاح جسدك واشما إياكِ به؟ كيف
استجبتِ له؟ كيف نسيتِ حسام؟ من انتشلكِ
من الجحيم الذي عشتِ فيه طوال حياتك؟)
صرخت بقوة وهي تحرّك رأسها رفضا لما
يصدح داخلها.. هي لم تنسَ حسام, بل لن
تنساه أبدا.. هو بداخلها بركن خفي سيظل
دوما, هو الحب الأول, هو الأمان والحنان الذي
احتوى ضعفها ورقتها وساندها بأكثر اللحظات
سوءا.
لتصدم بجملة كانت ترددها دوما مؤمنة بكل
حرف كُتِبَ بها ترتسم أمام عينيها
,,لا نهايات للحب فالحب الذي ينتهي لم يكن
حبا من الأساس,,
****
"انا لسه شايفة ان وجود جويرية هنا على
الباخرة وهم لسه في شهر العسل مش في صالح
علاقة عمرو وتاج, هم لسه ماتعرفوش على
مشاعرهم تجاه بعض, وانت عارف ان الاتنين
اعند من بعض"
قالت منال بهدوء ليجيبها عصام:
"عارف يا منال ان الاتنين مخهم متربس لكن
دي الوسيلة الوحيدة انهم يصارحوا بعض
مشاعرهم, وجود جويرية قدّام عمرو بعد ما
اتجوز تاج هيوضّح له ان كل ال كان بيحس
بيه مش حب ابدا لكن مجرد اعجاب لواحدة
كويسة او حلوة وخلاص"
"حلوة ايه انت كمان؟ دي تاج ضافرها برقبتها"
هتفت لاوية فمها ليضحك عاليا وهو يقول:
"يا حلاوتك وانتي بتدافعي عن صاحبتك يا
منّول, طب وانا ايه مش هينوبني من الحب
جانب؟"
"احنا في ايه وال في ايه يا عصام؟"
قالتها بنزق مصطنع ليمتعض قائلا:
"هو عشان نصلح حياة عمرو نخرب حياتنا
احنا؟"
لتضحك بمكر وهي تقترب منه قائلة برقة:
"لا ازاي يا قلب منال؟ انا كلي ملكك وعمرو
وتاج يستنوا لما نشوف حياتنا احنا الاول"
لتنفرج أساريره وهو يضمها له هامسا:
"أيوه كده مش تقوليلي عمرو ومش عارف ايه"
ليصدح صوت بكاء طفلتهما منى عاليا ليزفر
بحنق وهو يبتعد عنها قائلا:
"انا بقول اروح اشوف عمرو احسن دي باينها
ليله كحلي".
*******

"تاج"
فتحت عينيها إثر همسة خافتة لتقابلها عينا
عمرو
"صباح الفل على عيون الحلوين"
همس بها بابتسامة لتتورد وهي تقول:
"صباح الخير"
"أحلى صباح ده وال ايه؟"
ابتسمت له بخِفر ليجذب يدها قائلا:
"طب ياللا ايه هنقضّيها نوم؟ صحيح انا
معنديش مانع ابدا بس..."
قاطعته وهي تنهض سريعا قائلة:
"لا انا قايمه اهو"
ضحك عاليا وهو يقول:"جبانه"
ابتسمت حالما دخلت الحمام وهي لا تصدق ان
هذا هو عمرو الذي لم تطقه يوما..
لوت شفتيها وهي تفكر.. بل أحببتيه طوال
حياتك ولم يثير حنقك منه إلا تجاهله لكِ
تاج.
نفضت الأفكار السلبية من رأسها وهي تغتسل
مفكرة أنه تغيّر في التعامل معها بطريقة
رائعة يشاكسها ويغمرها بحبه دون النطق
بكلمة حب واحدة!
عضّت شفتيها تتظاهر باللامبالاة وهي تتمتم:
"مش مهم الكلام, المهم الفعل صح؟"
****
"واخيرا لقطتك لوحدك"
قالها معاذ بتنهيدة راحة جعلتها تضحك عاليا
ليصر على أسنانه قائلا:"يخربيت ضحتك
فضيحة, اعمليها سايلنت وانتي بره البيت لو
سمحتي"
"بقى كده يا معاذ مش عاجبك ضحكتي
دلوقتي؟"
قالتها دارين بحزن مصطنع ليهرع بالإجابة:
"ماهي لو مش عاجباني مكنتش ابقى عايز
ابوسك كل ما تضحكي"
شهقت بخجل ليضحك عاليا وهو يقول:
"وبعدين انتي ليه محسساني اننا بقالنا 10 سنين
متجوزين؟ ده احنا لسه ماكتبناش الكتاب
والواحد قاعد بيحقد على الواد شامل لما
هيولع قريب"
ضحكت مرة أخرى لتشتعل عيناه ببريق
جعلتها تكتم ضحكتها على الفور وهي
تتراجع للخلف ليمسك بيدها بعفوية وهو
يقول:"انتي رايحه فين يا دراين الله يهديكي
انا ماصدقت الاقيكي لوحدك يا شيخة"
"معاذ ايدي؟"
قالتها بخجل ليعبس بغير فهم وهو يقول:
"مالها؟ بتوجعك؟"
"سيب ايدي"
قالتها بحزم لينتبه أنه ممسكا بيدها فيرفع
يده عاليا وهو يقول:
"سماح يا باشا مخدتش بالي والله"
رمقته بغموض وهي تقول:"اه متعود يعني
تمسك في ايد البنات؟"
فتح عينيه بصدمة قبل أن يضحك عاليا وهو
يقول:"ايد البنات؟ اللي يسمعك يقول اني
مقطّع السمكة وديلها, لا ياقلبي قصدت اني
بتصرف معاكي بعفويه زي شامل بالضبط"
اتسعت عيناها لينتبه لما قاله ليرتبك قائلا:
"لا أقصد يعني انك انتي وشامل عندي في
نفس المرتبة"
"نعم؟"
قالتها بذهول ليزداد ارتباكه وهو يقول:
"يا دي النيلة مش لازم تعرفي قصدي على
فكرة المهم بقى الجميل بيغير عليا وال ايه؟"
****
واقفان على سطح الباخرة يضحكان على شي
قاله عصام الذي انضمّ لهما مع منال زوجته
فيما بعد يلعب الطفلان في منطقة اللعب تحت
إشراف أناس ثقة.
"مش ممكن بطني وجعتني من الضحك والله
كفايه بقى يا عصام"
قالتها تاج وهي تضحك بقوة لتدعمها منال:
"عصام وعمرو لما بيجتمعوا بيبقوا مشكله
مش بنقدر نبطّل ضحك"
قال عصام وهو يعدّل ياقة وهمية:"طبعا دمي
خفيف لكن عمرو يعني اهو بيحاول"
لوى عمرو شفتيه وهو يقول:
"دمك ايه؟ يا عم روح ده لولا اني بجاريك
وبقول قفشات كان زمانهم ماتوا من الملل"
همّ بالحديث ليتوقف بصره على نقطة قريبة
منهم.. نظر إلى منال بتوتر قبل أن يجذبها
متعللا بالقلق على الأطفال ثم يتركاهما
بمفردهما.
"وأخيرا لوحدنا بقى"
قالها عمرو بمشاكسة فتضحك بنعومة وهي
تقول:"لوحدنا ايه بس؟ دي الباخرة كلها
جنبنا"
"المهم الواد عصام الثقيل ده اخد مراته ومشي
المفروض يراعوا اننا في شهر العسل ويحلّوا
عننا شويه"
غمزها قائلا:"ماتيجي نيجي"
ضحكت بخجل وهي تشيح بوجهها متظاهرة
بعدم الفهم قبل أن تتجمد كليا حالما رأت من
تقف على مقربة منهما!
"عمرو.."
همسة خافتة باسمه جعلته يتجمد مكانه
بعدم تصديق وهو يلتفت هامسا:"جويرية"
لترمقه الواقفة أمامه بابتسامة ساخرة تخفي
بين طياتها الكثير من الحزن والألم..
لقد نسيها تماما ما إن ظهر الحب القديم, سخرت
من نفسها وهي تتساءل هل هو الحب القديم
حقا؟
هل نسي عمرو مشاعره تجاه جويرية حقا؟

هل تخيّلت أنه يحبها فقط لأنه يعاملها برقة
وأنه لم يتخلَّ عن حقوقه الطبيعية كزوج؟!
أفيقي تاج فقد عادت الأميرة للظهور وها قد
هرع لها الأمير تاركا الضفدعة القبيحة خلفه
تنعي حبا لن يكون لها ابدا.
لم تحتمل الموقف.. نظراته المشتاقة لها,
ابتسامته الساحرة وهو يلتفت لها بكيانه كله
ناسيا من كان يتغزّل بها منذ لحظات,
ناسيا زوجته.. هي!
لم تحتمل ما يحدث أمامها حتى وهي تعلم أن
جويرية لا تبادله مشاعره وأنها غارقة بحب
زوجها فانسحبت بهدوء دون أدنى صوت ودموعها
تنهمر على وجنتيها تحاول كتم شهقاتها
وهي تركض وتركض لا تعلم حتى ما وجهتها
أو ما نهاية الطريق الذي تركض فيه!
فقط تريد الابتعاد عن الجميع والذهاب إلى
مكان هادئ تلعق به جراحها, مكان لا يوجد
به أحد حتى تشحن قوتها من جديد وتعود تاج
القوية التي نسيتها في غمرة مشاعرها المتلهفة
للحب وليس أي حب بل حب عمرو فقط!
لم تنتبه إلى وصولها أمام مطبخ الباخرة بغمرة
هروبها وركضها المتهور لتصطدم بقوة بشخص
ما.. فشهقت بصدمة وهي ترفع بصرها له تتمتم
بتلعثم:"أنا آسفة, آسفة اوي كنت بجري
ومخدتش بالي و..."
قاطع تلعثمها بهدوء:"إنتي منيحة؟!"
رمقته بحيرة هل هي بخير حقا؟!
لا تعلم.. فقط فلتبتعد عن الجميع وربما وقتها
ستكون بخير..
لقد أخطأت بالموافقة على الزواج بعمرو وهي
تحمل له المشاعر عالمة أن قلبه ليس ملكه
ولن يكون لها أبدا.
والسؤال هنا كيف ستصحح هذا الخطأ وهي
بعرض البحر؟!
"سؤالي بدّه كل هيدا الوقت لتردي عليّ؟!"
انتبهت على صوت الشخص الذي اصطدمت به
لتتأمله مليا شعره بلونه الغريب المجموع بذيل
فرس ويصل إلى ما بعد عنقه بقليل, بشرته
الفاتحة, عينيه بلونهما الرمادي الرائع,
طوله الذي يفوقها بالكثير وأكثر ما لفت
نظرها به النظرة الحنونة المطلّة من عينيه
الساحرتين على الرغم من امتزاجهما بنظرة
ساخرة لم تفهم هل هي موجهة
إليها خاصة أم إلى العالم بأجمعه!
"غتوان الشاكر من بيروت"
انتبهت من تحديقها به لتجده يمد لها يده
ليصافحها وهو يخبرها باسمه فوجدت نفسها
تلقائيا تضع يدها الصغيرة بيده الكبيرة وهي
تقول بخجل:
"تاج المحمدي من مصر"
" مرحبا فيكي تاج"
أومأت دون حديث ليلاحظ الدموع التي تغرق
وجهها ليقودها لمكان قريب قبل أن يسألها
فجأة:"شو اللي مبكيكي؟"
رمقته بصمت للحظات قبل أن تقول:
"انت عارف لما تحسب نفسك قوي ومفيش اي
حاجه مكن تأثّر فيك وفجأة تكتشف انك
ضعيف اوي, ضعيف لدرجة انك حتى معنتش
قادر تتظاهر انك قوي!"
ربت على كتفها مواسيا وهمّ بالحديث لتتجمد
عيناه على نقطة خلفها بصدمة!
****
ذهبت خلفه أجل, نهضت ونفضت عنها كل
الحيرة الغارقة بها وهي تذهب خلفه علّها تفهم
منه ماذا يريد منها؟
هل هو حقا يراها زوجته وسيظل معها طوال
العمر كما قال؟ أم أنها كلمة تحت تأثير
مشاعر الغيرة الرجولية وقتها؟!
وصلت للمطبخ ليخبرها مساعده أنه خرج منذ
قليل سارت تتلفت حولها تبحث عنه لتصطدم
به واقفا مع فتاة ذات جمال مبهر خطف عينيها
من النظرة الأولى فكيف به؟!
اقتربت أكثر لتلاحظ يده التي تربت على
كتفها بحنو أحرق قلبها!
تقابلت عيناهما لتظهر صدمتها بوضوح ليهرع
لها ناسيا كل ما يتعلق بمرافقته لتجد نفسها
تهرب منه ومن مشاعر الغيرة والقهر التي
اجتاحتها بقوة وزلزلت كيانها فلم تعد تعرف
ماذا تفعل؟!
أمسك بها أمام غرفتهما ثم فتحها وقادها
للداخل بهدوء لتتملّص منه دون جدوى فقد
كان يتمسك بها بيد من حديد هتفت بحنق:
"عايز ايه يا غتوان؟ روح.. روح للي كنت واقف
معاها أصلا انا غلطانه اني..."
" شو اللي جابك وراي !شو بدك نغم؟"
صدمت بكلامه, لم يدافع عن نفسه.. لم
يحاول حتى أن يبرر لها وقوفه مع تلك
الفاتنة !
"انت حتى مابررتش وقوفك معاها بالوقت ده!"
قالتها بذهول ليضحك عاليا وهو يقول:
" شو بكي نغم! كنت معها بغرفة النوم؟
احنا بسطح الباخرة اي حد بقدر يشوفنا
ويمكن يتدخل بحكينا مو يهرب متل الفارة
الصغيرة متل ما عملتي"
تورّدت وهي تشيح بوجهها عنه بخجل قبل أن
يتم جملته لتشهق بحدة وهي تهتف:
"أنا فأرة يا غتوان؟"
" فارة لذيذة كتيير"
قالها وهو يقترب منها بعبث لتتراجع للخلف
ببطء وعيناها معلقتان بعينيه نظراتها تنطق
بالخوف وبعض الشوق جعل نبضاته تتسارع
وأنفاسه تتلاحق قبل أن تقع يصل إليها يحيطها
بذراعيه لتهتف بتلعثم:"عايزه اتكلم معاك"
" اكيد حنحكي حبيبتي"
قالها غامزا لترمقه بريبة وهي تهمس:
"غتوان"
"يا ويل قلبه لغتوان, شو عم تعملي فيني؟"
همس بها بصوت أجش ليرتجف قلبها وهي
تكاد تتلاشى بين ذراعيه, أغمضت عينيها
ليهمس لها:
" فتحي عيونك"
فتحتها تلقائيا ليجتاحها بقبلة أنستها ما كانت
تريد قوله لتحيط عنقه بذراعيها تبادله قبلته
بعفويه أطاحت بصوابه.
****

حائرة بين قلبها وكبريائها
نار العشق تحثّها على الاقتراب
وكبرياؤها يجبرها على الابتعاد
لتتساءل..
هل كُتِبَ عليها فراق أحبتها دوما؟!
"كنتي فين يا تاج؟"
سألها عمرو بقلق امتزج بغضبه لاختفائها فجأة
دون أن يجد لها أثرا بالأماكن التي اعتادا
الذهاب إليها لينتابه القلق خاصة لغيابها فترة
طويلة نسبيا قبل أن يعود لغرفتهما في اقتراح
من منال ليجدها بالغرفة وكأنها لم تختفِ
فجأة دون كلمة واحدة.
"بتمشّى"
قالتها باقتضاب ليرفع حاجبه بدهشة وهو
يقول:
"بتتمشّي؟! كده فجأة طلعت في دماغك
تختفي من غير ما تقوليلي؟!"
لوت شفتيها وهي تقول ساخرة:
"أصلك مكنتش فاضي فقولت اروح اتمشّى
على ما تخلّص الأمور المهمة بتاعتك"
ازدرد ريقه ببطء وهو يعلم أن مقصدها على
لقائه بجويرية, زفر بحنق وهو يفكر أنها
بالطبع ستفهم صدمته بطريقة خاطئة نظرا
لأنها كانت من القليل الذين يعلمون اهتمامه
بجويرية تلك الفترة..
"مفيش حاجه اهم منك يا تاج"
قالها عمرو بهدوء وكأنه ضغط على الزر
الخاطئ لتنفجر به قائلة:
"اه فعلا وعشان كده نسيتني اول
ما ظهرت الاميرة حبيبة القلب, مش كده؟"
همّ بالحديث نافيا ما تقوله لترفع يدها أمامه
موقفة إياه وهي تقول بحزم:"مش عايزه اعرف
ولا اسمع حاجه, اللي شوفته كان واضح
كفايه عشان اعرف انا عايزه ايه"
تجمدت ملامحه وهو يقول:"عايزه ايه يا تاج؟"
"عايزاك تطلقني يا عمرو".
****
نهاية الفصل


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 21-04-20, 07:26 PM   #8

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل الثامن
" عايزاك تطلقني ياعمرو"
رمقها بذهول قبل أن ينفجر ضاحكا بقوة مما
جعلها ترمقه بصدمة من رد فعله!
"انت بتضحك على ايه؟!"
قالتها بغيظ وهي على وشك البكاء ليقول من
بين ضحكاته:"هو انا لحقت اتجوزك لما
هطلقك يا تاج؟ بس يابنتي اهدي الله
يهديكي"
زمّت شفتيها بغيظ وهي تقول:"هو انت بتكلم
عيّلة صغيرة؟ قولتلك طلقني وده كلام
نهائي"
أظلمت ملامحه قبل أن يقول ببرود:"لا"
وقبل أن تتحدث كان قد تركها وغادر الغرفة
تاركا إياها تحترق من الغيظ والإحباط وشعور
خفي بالبهجة أنه لم يستجب لها.
*****
"انا عايزه اقعد في شقة لوحدي يا حازم, مش
معقول انا مش واخدة راحتي ف البيت"
تململ حازم بمكانه وهو يكاد ينطق بما
ستقوله فقد حفظه عن ظهر قلب من ترديدها
يوميا..
قال بصبر:"انتي عارفه من الاول اننا هنقعد مع
ماما في الشقة يا سعاد ماتجيش دلوقتي
وتقوليلي نقعد بره, اولا مش هسيب ماما
لوحدها.. ثانيا دي امكانياتي انا
ماخدعتكيش يعني"
"لا خدعتني يا حازم, قولتلي هتحسّن دخلك,
قولتلي هتجيبلي كل اللي انا عايزاه ولحد
دلوقتي معندناش عربية حتى.. كل
اصحابي....."
قاطعها بنزق:"ماليش دعوة بحد ثم اني بشتغل
شغلتين الصبح في المدرسة وبالليل في فرقة
اعملك ايه اكتر من كده؟ دي مقدرتي
وارحميني بقى كفاية صداع".
*****
"انا مش فاهم انتي عايزه ايه دلوقتي؟ قاعدة
ترغي فوق دماغي من الصبح وانا عايز انام,
فلخّصي وهاتي من الآخر"
قالها حازم بنزق لتجيبه زوجته بحدة:
"وهو ده ال انت فالح فيه, يا تنام يا تقعد مع
أمك"
انتفض ممسكا بذراعها بقوة وهو يهتف بحدة:
"اتعدلي ف كلامك معايا احسنلك, ايه أمك
دي؟"
نفضت ذراعها بقوة وهي تقول:"مش ده اللي
بيحصل؟ كل يوم عايز انام تعبان.. لا هقعد
مع ماما, لا مش عارف ايه! لا بتخرّجني ولا
بتجيبلي اللي انا عايزاه.. مش كفايه مقعّدني
مع امك وطول اليوم مستحملة قرفها"
صفعة كانت نهاية الحديث يليها طلاق بائن لا
رجعة فيه وإضراب تام عن الزواج لسنوات.
*****
"انا عمري ما هسامحك, انتي السبب في خراب
بيتي.. وعلى فكره ابنك هيفضل طول عمره
من غير جواز عارفه ليه لانك هتفضلي على
قلبه هو واللي هيعوز يتجوزها.. هتفضلي عبء
عليه طول عمره, اللي زيّك المفروض يروح
يقعد في دار مسنين ويرحم ابنه من همّه"
تجمّد أمام باب الشقة وهو يستمع لتلك
الكلمات من طليقته موجهة لوالدته!
لم يعلم ماذا يفعل هل يدخل ويقتلها وبهذا
تخسر والدته ابنها الوحيد؟!
أم يتجاهل ما تقوله ببرود وقبل اتخاذ قراره
وجدها أمامه ووالدته خلفها عيناها
مليئتين بالدموع ليؤلم مشهدها قلبه بعمق.
وجد نفسه يقول ببرود لا يعلم من أين جاء به:
"ايه المفاجعه دي يا سعاد؟ بس غريبة اوي
انك جايه بنفسك تطمني اتجوزت او لا.. طب
كنتي اتصلي عشان حتى ترحمينا من خلقتك
دي"
همّت بالحديث ونظراته وبروده يرعبانها أكثر
من غضبه ليتابع قاطعا عليها أي فرصة
للحديث:
"عموما من ناحية الجواز انا فعلا مش هتجوز
بس مش عشان ماما عبء عليا زي مانتي بتقولي
لا عشان انت سدّيتي نفسي عن الستات كلهم
ومفيش واحده فيهم تملى عيني زي أمي,
اما بقى لو فكرت في يوم اتجوز فماتقلقيش
هتوصلك دعوة فرحي اكيد مع انسانة افضل
كتييير منك"
ثم اقترب منها قائلا بصرامة:
"وياريت ماتوريناش خلقتك هنا تاني عشان
المرة اللي جايه ماضمنش اكون متحضر زي
دلوقتي".
نفض رأسه بقوة محاولا عدم التذكّر ولكنه
لم يستطع.. يعلم أنه يحبها بل ربما تعلّق بها
منذ نظر إلى عينيها المصطنعتين القوة بتلك
الليلة التي قابلها فيها ولكن ماذا يفعل
بخوفه؟!
رتيل مختلفة تماما عن سعاد ولكن ماذا
يضمن له ألا تعامل والدته بطريقة سيئة مثل
الأخرى بعدما تضمن مكانتها بقلبه وحياته؟!
ما الذي يضمن له ألا تصبح أنانية فتطالبه أن
يتخلّى عن والدته التي هي كل حياته؟!
ما الذي يضمن هذه المرة ألا يستجيب لها
-ويرتكب جرما بحق والدته ويتركها بمفردها
وهي بهذه السن- وقد تولّه بها عشقا؟!
زفر بقوة قبل أن يتوجه لمكان عملها وهو يعلم
أنها ربما تكون مع شروق وصديقاتها بهذه
اللحظة لتشتعل عيناه بقوة وهو يراها واقفة
بكل أريحية مع ذاك الرجل، اقترب منهما
وهو على وشك حرقهما حيّين وما إن اقترب
حتى بادرها:"رتيل تعالي"

رمقه الرجل بغموض بينما اقتربت هي منه
تتساءل ما به! لِمَ يبدو عليه الغضب هكذا؟!
هي لم تفعل شيئا أم تراها فعلت ولم تلحظ؟!!
زفرت بضيق وهي تستأذن من رفيقها وتذهب إليه
بتؤدّة لا تريد الوصول له.. قلبها يرتجف ترقبا
لكلماته وسبب ضيقه ولا تفهم السبب!
من هو من الأساس حتى تهتم برأيه وبسبب
ضيقه لهذا الحد؟!
ساعدها أجل ولكن إلى هنا وكفى، لن تسمح
بأي شيء قد يجرح كرامتها بعد الآن..
"انتي سايبه شغلك ورايحه جايه ليه؟ ايه
موراكيش حاجة تعمليها! افتكري انك
جايه هنا شغل مش مرقعه"

اتسعت حدقتاها بذهول وهي تردد:"مرقعه!!"
لترفع رأسها بإباء أشعل مشاعره بشيء لم يفهمه
ولم يختبره قبلا ثم قالت:"ماظنش ان ليك
الحق انك تسألني على اي حاجة او حتى
تكلمني باللهجه دي يا أستاذ حازم، مش معنى
انك ساعدتي وجيبتلي شغل انك تعمل كده
وتتكلم معايا بالطريقه المهينه دي، انا مش
هسمحلك بكده ابدا"
تركته وغادرت والدموع تغشى عينيها تحدث
نفسها تحثها على عدم البكاء فلا شيء
يستحق.
(كفى ضعفا رتيل، ضعفك هذا هو من منحهم

الحق بإهانتك والتحكم بكِ.. كُفِّي عن
سلبيتك وقاومي حتى لا يكون مصيرك
محض ممسحة للأرجل).
*****
تابعها ببصره حتى اختفت وهو يقف متجمدا
مكانه مرتبكا من كلامها له, ألا يمثّل لها
شيئا حقا؟!
ألا يملك زمام أمرها؟! هل يمكن أن يأتي
اليوم الذي تكون رتيل لآخر سواه ولا يكون
له حق حتى بالنظر لها؟!
وصله صوت الرجل الذي كان واقفا معها وهو
يقول:"لو انت فاكر انها كده هتحس بيك
وبمشاعرك تبقى غلطان، كده هتبعدها
عنك اكتر ع فكره"
رمقه بجمود وهو يقول:"مشاعر ايه وكلام
فاضي ايه؟! ياريت تخليك في حالك"
ابتسم الآخر بسماجة وهو يقول:"مشاعرك
اللي واضحه زي عين الشمس، بطّل مكابره هي
اللي جايياك ورا"
همّ بنهره إلا أنه لم يمنحه الفرصة لذلك فقد
أنهى كلماته وابتعد ليضحك عاليا ما إن
وصلته كلمات شروق التي ظهرت من العدم
للرجل وهي تقف أمام الأخير قائلة:
"ماشاء الله على نباهتك وحلاوتك
مع الناس كلها وتيجي في المهم واللي يخصّك
وتقلب بطة بلدي"

زجرها الرجل:"شروق!"
لوّحت بيدها بنفاذ صبر قائلة:
"يا عم روح بقى بلا شروق بلا بطيخ خنقتني،
رجاله عندها حول في مشاعرها"
"طيب بطلي تعملي مصلحة اجتماعية وشوفي
شامل جوزك لاحسن شكله منشكح منك
اوي"
قالها ضاحكا لتلتفت خلفها بارتباك وهي
تقول:"يا دي النيلة عليا, انا قولت انه يوم
مالوش ملامح من اوله.. بقولك ايه يا عمرو
يا اخويا لو سألك عني قوله ماشوفتهاش"
وهربت من أمامه تاركة إياه فاغرا فاهه قبل أن

ينفجر ضاحكا على مشهدها وهي تهرب من
شامل والأخير يتبعها بغيظ ثم يشير له بتحية
مختصرة ليغمض عينيه متسائلا متى سيكون
هو وتاج مثلهما..
اثنان يعلمان جيدا مشاعرهما ويتشاكسان
أمام العالم بأجمعه والحب ينطق من خلجاتهما!
*****
"تاج, انتي لابسه فستان! مش مصدقه عنيا"
قالتها والدتها بذهول وهي تشعر بالبهجة أن
ابنتها وللمرة الأولى ارتدت ثوبا أنثويا دون
جدال لساعات كعادتها دوما لتبتسم تاج
بخجل وهي تقول:
"عجبني يا ماما فقولت البسه النهاردة بما اني
رايحه عيد ميلاد علا"
أومأت وهي تشعر أن هناك سببا خفيا حول
رغبة ابنتها لارتداء شيئا أنثويا خاصة مع
تركها لشعرها الذهبي مسدلا وارتدائها حذاءا
أنثويا أكملت به طلّتها الساحرة.
قبّلت والدتها بحب قبل أن تذهب لحفل زميلتها
بالنادي.. تلفتت حولها تبحث بعينيها عنه
متظاهرة بعدم الاهتمام بوجوده حتى
اصطدمت عيناها به مباشرة لتتورد وجنتيها ما
إن اتسعت عيناه بصدمة قبل أن يتجه لها
مباشرة لتشعر بالارتباك يغمرها وهو يتفحّصها
بتركيز قبل أن يصدمها بقوله:
"ايه ده يا تاج الجمال ده كله؟
بقيتي بنت اخيرا"
رمقته بصدمة سرعان ما تحوّلت لغضب عارم
وهي ترمقه بازدراء:"انا بنت من زمان يا عمرو
بس واضح انك اعمى ومش بتشوف إلا
الرخيص"
همّت بتركه ليمسك بذراعها قائلا بغضب
مكتوم:
"رايحه فين مش نرقص مع بعض الأول وال
الفستان ده يروح على الفاضي"
أحاطها بذراعيه جاذبا إياها لمكان الرقص
مانعا أي اعتراض قد يصدر منها ليرتجف قلبها
بقوة فلأول مرة يقترب منها أحدهم بهذا
الشكل وهو خاصة من انتظرت منه نظرة
إعجاب وكلمة رقيقة تحظى منه بأول رقصة
لها ولكن...
كبحت دموعها بقوة وهي ترفع رأسها عاليا
رامقة إياه بتحدي مستجيبة للرقص بهدوء
يخالف كل ما يشتعل داخلها من نيران قادرة
على حرقه حيا!
وقبل انتهاء الرقصة لثم وجنتها برقة وهو
يهمس: "جميلة"
خطف قلبها بكلمة ورقصة ثم حطّمه تماما
عندما تجاهلها تماما باقي الحفل ورقص مع
جميع الفتيات ابتلعت غصة رافضة أن تريه
خذلانه لها وهي ترمقه بلامبالاة مصطنعة
وترفض أي عروض أخرى للرقص بل وعاندت
نفسها أن تظل لنهاية الحفل فقط حتى تثبت
له أنه لا تهتم حتى وقلبها يتمزق ألما وغيرة.
أغمضت عينيها بقوة وهي تشعر أنه خذلها للمرة
الثالثة فالمرة الثانية عندما علمت عن إعجابه
بجويرية التي علمت من نظرة واحدة لها أنها
تهيم بعشق ابن عمتها نضال لتشعر بالتعاطف
مع عمرو رغما عنها كيف لا تفعل وهي تعلم
جيدا كيف يكون شعور الحب من طرف
واحد!
وها هو ينساها تماما حالما رأى جويرية مرة
أخرى على الرغم من علمه أنها متزوجة من حب
حياتها.
لِمَ رفض طلاقها على الرغم من عدم حبه لها؟!
هل هو اهتمام بكلام الناس عنه أم لأنها
الدليل الوحيد على نسيانه لجويرية!
تنهدت بألم وهي تنهض نافضة حزنها وتذهب
لملاقاة منال والطفلين ربما يخف هذا الحزن
بداخلها.
*****
"يا اخويا ايه الباخرة اللي كلها مصريين دي؟
الواحد حاسس انه ركب فلوكة ف النيل كل
ما يمشي يتكعبل في واحد مصري, هي مصر
كلها على الباخرة وال ايه؟"
قالها أنس ضاحكا ليجيبه حازم بهمهمة غير
مفهومة ليرمقه بعتب قبل أن يقول:
"انا نفسي افهم انت بتعذّب نفسك ليه؟"
رمقه بحدة قبل أن يشيح بوجهه عنه ليزفر
بضيق وهو يقول:"حارب مخاوفك يا حازم
يا اما البنت هتطير من ايدك, هي مش هتفضل
مستنياك تحن عليها طول عمرك.. مسيرها
تتعرف على حد و..."
قاطعه اقترب شاب منهما يرمقهما باهتمام فرفع
حازم حاجبه بتساؤل ليتنحنح الشاب قائلا:
"السلام عليكم, حضرتك أستاذ حازم
الشريف؟"
"أيوه انا اي خدمة؟"
أجابه حازم وهو يتوجّس خيفة من الشاب
خاصة عندما انفرجت اساريره قائلا:
"الحمد لله"
"خير يا استاذ؟"
قالها حازم متسائلا ليجيبه الشاب غافلا عن
مصيره المنتظر:"الحقيقة كنت عايز اطلب
ايد الآنسة أخت حضرتك"
نجمّد للحظات فيما كبح أنس ضحكته وهو
يقرأ الفاتحة على الشاب قبل أن يقول حازم
بهدوء يخفي تحته بركانا:"مين أختي؟"
"الآنسة رتيل"
قالها بلهفة جعلت حازم على وشك قتله
ليعتدل بوقفته رامقا إياه من أعلاه لأسفله قبل
أن يقول:"اختي مين؟!"
أمسك أنس بذراعه مهدئا وهو يشير لشامل
الذي اقترب عندما رأى ملامح حازم الغريبة
"اكيد في غلط في الموضوع حضرتك"
قالها أنس بهدوء قبل أن يتهور حازم الذي
يكاد يحترق مكانه ليتدخل شامل سائلا:
"هو فيه ايه؟"
"الباشا عايز يتجوز رتيل تخيل"
قالها حازم بنبرة جعلت الدماء تتجمد بجسد
الشاب قبل أن يتابع رامقا الشاب بصرامة وهو
يقول:"عايز تتجوز رتيل مراتي, مش غريبة
شويه؟"
ارتبك الشاب ليتعاطف معه كل من أنس
وشامل ليجذبه شامل من يده وهو يقول:
"اتفضل يا استاذ واضح ان فيه غلط في
الموضوع"
استجاب له الشاب آسفا على فرصته التي ضاعت
فيما نظر أنس لحازم بهدوء وهو يقول:
"وياترى بقى هتتجوزها فعلا وال بتتحكم
بمصيرها من غير علمها وناوي تسيبها متعلقة
كده؟"
أغمض عينيه بقوة قبل أن يتركه دون كلمة
واحدة.
*****
كادت تسقط لتسندها يد ارتاحت عندما
علمت أنها لفتاة لتبتسم لها بخجل وهي تقول:
"اسفة اتكعبلت"
ضحكت تاج وهي تقول:
"حد بيتأسّف عشان اتكعبل؟"
أحنت رأسها بحزن وهي تقول تلقائيا:
"طول عمري بتأسّف على حاجات حصلت غصب
عني"
شعرت تاج بقلبها ينفطر من أجلها لتقول:
"كلنا بننجبر نعمل حاجات مش على مزاجنا
خاصة البنات لأن الناس دايما شايفانا عار
وحِمل تقيل مش بني ادمين من لحم ودم وشعور"
رمقتها بتمعّن وهي تقول بشبه ضحكة:
"شكلنا هنبقى اصحاب"
ضحكت تاج عاليا وهي تقول:
"اصحاب ف البؤس"
سارتا معا بعفوية وهما تتعرفان على بعضهما
وسرعان ما فتحت كل منهما قلبها للأخرى..
"وانتي ناويه على ايه؟"
قالتها تاج لتقول نغم:"مش عارفه, انا متلخبطة
اوي ومعنتش عارفه اعمل ايه"
ابتسمت تاج بلطف وهي تقول:
"انتي بتحبيه يا نغم وده واضح من كلامك
جدا"
رمقتها بحيرة وهي تقول:"بس انا حبيت حسام,
ازاي احب غتوان كمان؟ هو ينفع؟!"
ضحكت تاج وهي تقول بمرح:"هو انتي جامعه
زوجين يابنتي؟ وال انتي تبع اغنية القلب يحب
مرة مايحبش مرتين!"
جارتها نغم بمرحها وهي تقول:"الصراحة اه"
ابتسمت تاج قبل أن تقول بعقلانية:
"بصي يا نغم من اللي حكيتيه حسام الله
يرحمه كان كل حاجة بالنسبة لك إلا
حبيب, يعني كان أب وأخ وزوج وصديق لكن
ما مسّش قلبك غير بمشاعر طبيعية لأي واحد
هينقذك من اللي كنت فيه ويعاملك
بطريقته الرقيقة دي"
شعرت ببعض الراحة وهي ترى مشاعرها
مترجمة وتاج تخبرها بما شعرت به حقا عندما
اقتحم غتوان حياتها.
******
"مين ده يا خالتو؟"
قالتها نغم الصغيرة لتجيبها خالتها:
"ده غتوان ابني يا حبيبتي"
عبست بعدم فهم وهي تقول:
"غت.. ايه؟ ايه الاسم الغريب ده؟"
"اسمي غتوان ما عجبك يا صغيرة؟"
قالها غتوان بغرور لترمقه لاوية شفتيها بحنق
وهي تقول:"لا مش عاجبني ولا انت عاجبني"
ضحكت والدتها وأختها بينما رمقها هو بغيط
فلأول مرة لا تقع أنثى بسحره حتى لو كانت
فتاة صغيرة بالحادية عشرة من عمرها ليقول:
"وانتي كمان ما بتعجبيني يا صغيرة"
"انا مش صغيرة انا عندي 12 سنة"
رمقها باستفزاز وهو يقول:"صغيرة كتير"
ضربت الأرض بقدمها وهي تغادر المكان قبل
أن تتجمد مكانها ووالدها يصفعها بعنف هاتفا:
"قليلة الادب ازاي تكلمي الضيف كده؟
على البنات وخلفة البنات وقرف البنات"
اشتعلت عيناه بقوة وهو يراها تنحني بحزن لا
يليق بعنفوانها ولا برقتها ليرمق الرجل بازدراء
قبل أن يتبعها للخارج ثم يقترب منها مربتا على
كتفها دون حديث, انتفاضتها آلمت قلبه
ليشعر بالغضب يعتريه وهو يريد أن يذهب
لوالدها ويضربه علّه يشفي غليله منه لينفض
عنه تلك المشاعر وهو يقول:
"شو بكِ يا صغيرة؟
قابله الصمت ودموعها فقط ليضمها له قائلا:
" ما بدي اياكي سهلة ومطيعة هيك نغم بدي
اياكي قوية, محاربة ما تتركي حقك ابدا
شو ما صار اوعديني نغم.. اوعديني تصيري
قوية وتحاربي لحتى توصلي ليلي بدك ياه"
"أوعدك"
ولكن للأسف لم تستطع أن توفي بوعدها له
فتشبثت بالفرصة التي منحها لها حسام بالزواج
حتى تبتعد عن والدها وسجنه وفعلت المثل
بزواجها من غتوان نفسه ولكنها لن تهرب بعد
اليوم ستواجهه وستعترف له بحبها وتطلب منه
صراحة أن تعرف مكانها بحياته وستحارب من
أجله وأجل مشاعرها.
قاطع أفكارها دخوله للغرفة فانتظرت حتى
أبدل ملابسه قبل أن تبادره:
"انت ليه بتهرب مني؟"
قالتها نغم بغضب وهي تراه يتجاهلها كلما
كانا معا ليتركها بعدها تتساءل ألا تحظى
بقبوله؟!
لتقرر هذه اللحظة أن تواجهه خاصة بعدما
علمت جيدا ماهية مشاعرها تجاهه بعد
حديثها مع أحد الفتيات التي تعرفت عليها منذ
عدة أيام.
"مين خبّرِك اني بهرب منك انا مشغول بس"
أجابها بلامبالاة مصطنعة لتقول بحدة:
"لا مش حكاية مشغول يا غتوان, انت بتهرب
مني فعلا.. كل مرة بن.... بنكون مع بعض
بتهرب بعدها وتتحجج بالشغل ياريت تفهمني
فيه ايه وليه بتعمل كده"
" لا انتي فهمتي الموضوع غلط انا خبرتك
من قبل انو انا مشغول كتير بالاخص لانو
الرحلة مو ضايلها شي وبتخلص وحتكون
هناك حفلة كبيرة لهيك انا كتير مشغول"
رمقته بحزن قبل أن تقول بخفوت:
"طيب ماشي ربنا معاك"
تركها قبل أن يغرقها ويغرق معها بمشاعره التي
لم يعد يعلم لها قرار.
نهاية الفصل



hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 03:36 PM   #9

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل التاسع

دلف إلى الغرفة ليشعر أن هناك شخصا
بالداخل عقد حاجبيه وهو يجول بعينيه
بالغرفة في الظلام ليشعر بمن جاورته بل
التصقت به إذا أردنا الدقة لينتفض مبتعدا وهو
يفتح الإضاءة ليجد كما توقّع زوجة والده
الأخيرة الأجنبية ليزفر بملل مما يحدث..
لقد بدأ يفكر جديّا بعدم العودة لمنزل والده,
ربما إذا أراد رؤيته أن يقابله بعيدا عن المنزل.
"اخرجي"
قالها بصرامة لتقترب منه بنظرة مغوية وهي
تقول:"اشتقت لك"
رمقها باستهجان قبل أن يكرر:"اخرجي"
"غتوان, أنا....."
قاطع حديثها المكرر بأن أمسك بذراعها
وقذفها تقريبا خارج الغرفة قبل أن يغلق الباب
بوجهها وهو يشعر بالقرف منها ومن المنزل
بأكمله أغلق الباب بالمفتاح وهو يشعر
بالسخرية فحتى منزله غير آمن!
يفكر جديّا بالنزول لمصر ليرى والدته التي
حرمه منها والده وياليته فعل حبا به بل
نكاية بوالدته التي لم تحتمل خياناته.
سنوات لم يعرف كيفية الوصول لها حتى دلّه
أحد أصدقاء والده لمكانها بعدما اشتّد عوده
فبدأ بالتواصل معها ولكنه لم يفكر بالنزول
لرؤيتها خشية التسبب بمشاكل لها فقد
تزوّجت من آخر علم أنه مختلف عن والده من
نبرة الحب التي تظهر بكلام والدته عن زوجها
وابنه حسام وعلى الرغم من غيرته من هذا
ال حسام إلا أنه شعر بالحب والاحترام تجاهه
ووالده لأنهما عوّضا والدته عما رأته من والده
الخائن.
لم يكن هذا هو السبب الوحيد الذي جعله
يتردد أن يذهب لرؤية والدته هناك سبب آخر
لم يرد أن يعترف به حتى لنفسه وهو خوفه أن
تكون والدته قد استغنت عن وجوده بوجود
حسام.
حسام الذي سرق منه والدته ثم فأرته ورغم
ذلك لم يملك إلا أن يحبه لعنايته بهما.
انتفض بقوة عائدا من ذكرياته حالما لسعه
البرد على سطح الباخرة ليضم سترته الخفيفة
لجسده وهو يوبّخ نفسه أنه خرج دون سترة
تقيه البرد ليلوي شفتيه بابتسامة غير
مكتملة وهو يفكر أنه لو ظلّ للحظات كان
سينسى كل ما عاهد نفسه عليه وعاش ليلة
حب أخرى أكثر قوة من سابقيها.
رؤيتها تنتظره, ترمقه بكل هذه البراءة
والسحر, تسأله لِمَ ابتعد عنها ولِمَ يهرب منها
أضعفته وهو لا يحب أن يشعر بهذا الضعف تجاه
أي امرأة أبدا.

(جبان)
همس به قلبه ليزفر بقوة وهو يحاوره:
(ماذا أفعل؟ اقتحمت كل أسواري من النظرة
الأولى, بل ربما منذ تلك الذكرى التي
احتفظت بها عنها وأنا بعد مراهق.. ربما لم أثق
بالنساء مما مررت به مع زوجات والدي
وتحرشاتهن بي إلا أنها ظلّت بداخلي ذكرى
جميلة أحاول التمسّك بها.. ذكرى بريئة
ساطعة بين كل الخداع الذي عشت داخله
ورؤية هذا العشق بعينيها يجعلني أشعر بالضعف
تجاهها وبالخوف من أذيتها..
لا أحب شعوري بالضعف أبدا, لا أريد أن أكون
عبدا لشهواتي مثل أبي)
ليهتف قلبه بحدة..
(أعتذر منكَ لست جبانا بل غبيا..
إنها زوجتك يا رجل, زوجتك وتعشقك
وأنت ...)
(لا, لا أكن لها سوى مودة كشقيقة صغيرة
فقط)
هتف بها بحدة يسكت صوت قلبه ليضحك
قلبه ساخرا منه وهو يهتف به..
(شقيقة صغيرة! وما حدث من قبل ماذا كان؟)
(خطأ.. خطأ أعمل على إصلاحه وسأطلّقها
حالما نعود للبر)
هتف بها متظاهرا بالقوة منهيا الحديث مع قلبه
لتظهر له صورتها البريئة لتزلزل كيانه نافية
تفكيره العقيم..
تلك الغمازة التي تظهر كلما ابتسمت, عقدة
حاجبيها عندما تتمعن بشيء, لمعان عينيها
عندما ترى شيئا يحوز إعجابها, حركة شفتيها
كلما ذاقت حلواها المفضلة, ملامحها
المستمتعة بالطعام الذي يعدّه من أجلها
خصيصا..
تلك التفاصيل الصغيرة خاصتها والتي
يلاحظها ويطيل التفكير بها تثير جنونه
وتبعثر نبضاته..
ما السبب؟! تساءل بحيرة ليصرخ به قلبه بنفاذ
صبر: (لأنك تعشقها أيها الأبله)
همّ بالحديث ليحاوره قلبه بمكر..
(تعشقها وستتركها لغيرك يتمتع بكل
تفاصيلها, شعرها الذي تعشق تخلل أصابعك
بخصلاته, نظراتها العاشقة ستتحول لآخر و...)
(كفى)
"بسم الله الرحمن الرحيم, مالك يا عم
فزعتني؟"
هتف بها عمرو الذي جاوره منذ لحظات دون أن
يلاحظ كل منهما الآخر حتى نطق غتوان
بكفى لينتفض عمرو هاتفا بجملته بفزع..
نظر له غتوان باعتذار وهو يقول:
" بعتذر منك كنت بفكر بصوت عالي"
"واضح انها أفكار مش كويسه خالص"
قالها عمرو ضاحكا ليبتسم له غتوان قبل
أن يضحك عاليا وهو يقول:"مو منيحة عنجد"
رمقه عمرو بتمعّن قبل أن يقول:
"أنت الشيف صح؟"
أومأ غتوان وهو يقول:"غتوان الشاكر من
بيروت"
صافحه عمرو وهو يقول:
"عمرو الشريف من ام الدنيا".
*****
"هقتله"
هتفت بها تاج بغضب وهي ترى تجاهله لها
ولامبالاته أمام طلبها الطلاق فبعدما رفض
الطلاق ضاحكا ببساطة تجاهلها تماما لتشعر
بالغيظ و.. الغيرة.
وجود جويرية بكل نعومتها على الباخرة
ورؤية نظرات عمرو لها جعلها تشتعل غيرة ولم
تعد تعلم ماذا تفعل!
تحتاج لنغم في الحال ربما أخبرتها ماذا تفعل
ولو أنهما كما قال المثل الشهير:
(اتلم المتعوس على خائب الرجا)
غادرت الغرفة وهي تسير باتجاه غرفة نغم
تشعر بالتردد فربما كان زوجها معها ستشعر
بالحرج قطعا لو قاطعت شيئا بينهما..
ابتسمت بحنين لمشاعر عاشتها ليومين ربما لن
يتكررا أبدا, لم تصدق أن عمرو يستطيع أن
يكون رقيقا ومراعيا هكذا خاصة أنه لا
يحبها!
أغمضت عينيها بقوة وهي تحاول إبعاد مشاعر
الألم عنها ثم فتحتها لتجد نفسها قريبة من
غرفة نغم لتتسع عيناها بدهشة وهي تجد
عمرو واقفا مع غتوان الرجل الذي اصطدمت به
تلك الليلة وكان لطيفا معها!
ابتسمت بشر قبل أن تقترب منهما عازمة على
شيء ما.
"غتوان! ازيك عامل ايه؟ صدفه سعيدة اوي"
قالتها تاج بابتسامة خلّابة وهي تتجاهل عمرو
تماما مما أثار غيظ الأخير خاصة عندما بادلها
غتوان الابتسام بلطف وهو يقول:
"كيفك تاج؟ شكلوا سطح الباخرة حيكون
مكان شوفتنا لبعض دايما"
اشتعلت عينا عمرو عندما اتسعت ابتسامة تاج
وهي تهم بالإجابة عليه ليقاطعها قائلا:
"انت تعرف تاج مراتي؟ صدفة حلوة والله"
رمقه غتوان بدهشة قبل أن يلمح شرارة الغيرة
بعينيه والمكر بعيني تاج ليبتسم بداخله
قبل أن يقول بهدوء:"اه تعرفت عليها من يومين
تقريبا صدفة بس ما كنت اعرف انها متزوجة
بهاد الوقت"
رمقها عمرو بغيظ لتقول مدافعة ببعض
السخرية:"ايه؟ مش همشي اعلّق يافطه اقول
للناس متجوّزه الباشمهندس عمرو"
ابتسم لهما وقبل أن يعلّق بكلمة على حوارهما
الطفولي سمع صوتها!
"تاج! كنت لسّه جايالك"
قالتها نغم ببهجة لتلتفت لها تاج بفرحة وهي
تقول:"انا كمان كنت جايالك بس قابلت
واحد معرفه"
ليتمتم عمر بحنق جعل غتوان يريد الضحك
عاليا:"واحد معرفه! وعلى اساس اني ايه كيس
جوافه؟"
رمقته بلا مبالاة قبل أن تسمع غتوان يقول
ببعض الغضب:" شو اللي طلعك من الاوضة
بهاد البرد بدون كنزة؟ جنيتي نغم؟
حتمرضي"
رمقته بغضب مماثل وإنما لأسباب مختلفة وهي
تقول:"مالكش دعوة بيا لما ابقى اتعب
ماتبقاش تعملّي حاجه"
لتتابع بلوم:"وكده كده انت مشغول يعني مش
هتاخد بالك اني تعبانه"
رمقتهما تاج بدهشة قبل أن تهتف:
"غتوان هو جوزك؟"
أومأت نغم لترمقه تاج بخيبة وهي تقول:
"حتى انت!"
ثم جذبت ذراع نغم وهي تغادر قائلة دون أن
تنظر لهما:"هنتمشى انا ونغم عن اذنكم"
نظر عمرو لغتوان بدهشة قبل أن ينفجرا
ضاحكين.
*****
"جويرية! ايه اللي مقعّدك لوحدك في
البرد ده؟"
قالتها دارين بدهشة فالتفتت لها جويرية وهي
تقول:"انا زهقانة اوي اي دارين, حاسه اني أذيت
ناس غصب عني"
"انتي تأذي حد؟ ماصدّقش خالص, ده انتي
عامله زي الأطفال يابنتي احكيلي بس فيه
ايه؟"
أجابتها جويرية بألم:"كان فيه واحد معجب
بيا وعرفت انه اتقدملي كمان وطبعا نضال
رفض ووقتها يمكن ده حرّكه اكتر انه
يتجوزني"
"تمام وبعدين؟"
سألتها دارين بفضول لتتابع جويرية:
"شوفته على الباخرة ووقفت اسلّم عليه بعفويه
بس لقيت معاه واحده وعرفت انها مراته"
"مش فاهمه!"
قالتها دارين بحيرة لتزفر جويرية بقوة قبل أن
تقول:"اول ما شافتني كأنها شافت عفريت بصت
له بطريقة صعبة اوي ومشيت بسرعة وهو
مخدش باله إلا وهو بيعرفني عليها مالقهاش..
الموضوع كله ماخدش ثواني اصلا ففهمت انها
عارفه انه كان معجب بيا او اتقدملي قبلها"
أومأت بفهم قبل أن تقول:"وانتي حاسه بالذنب
بسبب كده صح؟ انك سبب غير مباشر في
زعلها منه"
"ايوه ومش عارفه أعمل ايه!"
أجابتها جويرية بحزن لتبتسم دارين وهي
تقول:"طيب انتي حاسه انه لسه معجب
بيكي؟"
"لا خالص بالعكس أنا حسيته اتفاجئ بيا
الأول بس كان بيعاملني كأنه شاف صديق
قديم مش أكتر وده ريّحني كتير خاصة لما
عرفت انه اتجوّز تاج, يمكن انا معرفهاش
معرفه شخصيه لكن كنت اشوفها من بعيد
حاجه كده ملكة جمال ما شاء الله مش
فاهمه غيرانه مني ازاي دي"
همّت دارين بالحديث لتجذب جويرية يدها
وهي تقول:"هي دي يا دارين اللي واقفه هناك
دي".
****
"مالك يا تاج؟ شكلك مش عاجبني"
سألتها نغم لتجيبها تاج:"انا قولت لعمرو عايزه
أطلق"
شهقت نغم قائلة:"يالهوي! انتي هبله يابنتي؟
هو انتي لحقتي تتجوزي لما هتطلقي؟"
"انتي هتعملي زيّه!"
قالتها تاج بغضب لتضحك نغم عاليا قبل أن
تقول:"طب ما الراجل بيفهم اهو, وبعدين
قالك ايه"
"قالي لا ومشي وسابني"
قالتها تاج بغيظ لتضحك نغم فترمقها تاج بحنق ..
"يعني كنتي عايزاه يطلقك فعلا؟"
سألتها نغم وهي ترمقها بتمعن لتشيح بوجهها
وهي تقول:"اه ولا"
"ده ال هو ازاي؟"
سألتها نغم بحيرة لتجيبها تاج:
"لو طلّق كنت هرتاح من العذاب والحيرة دي,
ولو لا كان نفسي يقولي انه متمسك بيا, انه
بيكنلي اي مشاعر حتى لو صداقة"
ابتلعت غصة واقفة بمنتصف حلقها قبل أن
تقول:"يا تاج انتي مراته دلوقتي مش هي يعني
من حقك تدافعي عن حبك وجوزك"
"انا مش بحب..."
قاطعتها نغم بمكر:
"يعني مش بتحبيه خلاص بقى سيبيه للتانيه
زعلانه ليه؟"
"التانيه متجوزة وبعدين...."
صمتت للحظات حائرة قبل أن تقول لها:
"نغم انتي غلسه اوي"
ضحكت نغم وهي تقول:"عارفه"
"طب يعني اعمل ايه دلوقتي؟"
سألت تاج بحيرة لترمقها نغم بدهشة وهي
تقول:"انا مش فاهمه ازاي واحدة زيك ممكن
تغير من حد تاني, المفروض تكوني واثقة
بنفسك أكتر من كده وتصممي يكون عمرو
ليكي وبس حتى لو غصب عنه"
"انا طول عمري واثقة بنفسي ومش بيهمني رأي
حد حتى لما كنت مخطوبة لشادي ولا عمري
همّني رأيه في أي حاجة ولما سابني ولا فرق
معايا غير اني كنت تعبانه بس من موت بابا
وال حصل بعدها, عمرو الوحيد اللي دايما
كنت بستنى رأيه حتى لو بنظرة منه ودايما
كان رد فعله لامبالاة"
شرحت تاج بحزن لتقول نغم:"يبقى آن الأوان
هو اللي يستنى منك النظرات والكلمات..
عايزين هجوم ساحق ماحق على الباشمهندس"
ضحكت تاج عاليا وهي تقول:"طيب والشيف
نظامه ايه؟ هيبقى فيه هجوم برضه؟"
ابتسمت بمرح وهي تقول:"امّال لازم الهجوم
يبقى من الناحيتين عشان محدش فيهم ينجو,
ولو اني بيني وبينك خايفه الهجوم يجي فوق
دماغي انا"
رمقتها بتساؤل قبل أن تفهم من الحمرة التي
لوّنت وجنتيها لتضحك عاليا وهي تقول:
"ايوة يا عم الناس الجامدة"
لتتجمد الضحكة على شفاهها حالما رأت
جويرية ترافقها فتاة أخرى وتقابلت عيناهما
مباشرة.
*****
"رتيل.."
ناداها حازم لتزفر بملل وهي تقول:"نعم"
"اعملي حسابك اول ما نرجع من الرحلة
السودة دي هنتجوز"
"إن شاء الله آآآ...."
قطعت جملتها اللامبالية وهي تتساءل بصدمة:
"نعم؟ انت بتقول ايه؟"
"زي ما سمعتي.. هنتجوز اول ما ترسى الباخرة
السودة دي"
قالها بحزم لتتخصّر وهي تهتف:
"وده من ايه إن شاء الله؟ ومين قال لسيادتك
اني موافقه عليك وال عايزه اتجوزك اصلا؟"
برقت عيناه بقوة وهو يقول:"وماتوافقيش ليه؟
ايه اللي يعيبني يعني؟ وال حاطه عينك على
حد تاني يا هانم؟"
"حاطه وال مش حاطه حاجة ماتخصّكش"
قالتها وهي تستدير تخفي ضحكتها المرحة
ليمسك بيدها ربما لأول مرة منذ عرفته وهو
يهتف بحدة:
"استني هنا لما اكلمك تقفي تكلميني, ايه
اللي مايخصّكش دي؟ انتي كلك على
بعضك تخصيني"
رمقته بسخرية وهي تنفض ذراعها من يده
قائلة:"تصدق قشعرت جامد, المفروض دلوقتي
بقى اتكسف واغمض عيني واقولك حاضر
يا زومه, عنيا يا روحي! لا يا حازم مش انا اللي
اعمل كده"
رمقته بجدية وهي تتابع:"انت مالكش دعوه
بيا واصلا فيه واحد اتقدملي ووافقت عليه
وكلّم ماما كمان ومستنيين لما نرجع ونتجوز"
أنهت حديثها وغادرت تاركة إياه يغلي غضبا!
****
ضحكات عالية انطلقت من مكان قريب
ليرمقهم حازم بحنق ليرفع شامل يده لأعلى
وهو يقول:"انا ماليش دعوه"
"ندل طول عمرك يا صاحبي"
قالها معاذ ضاحكا ليقول أنس:
"والله بنت ب100 راجل دي اللي هتطلع عليك
القديم والجديد"
رمقه حازم بنظرة نارية قبل أن يقول:
"انس نقّطنا بسكاتك الله يكرمك"
أغمض عينيه للحظات قبل أن يفتحها قائلا:
"تبقى توريني بقى هتتجوزه ازاي! والله
لاخطفها"
غادر تاركا إياهم ينظرون بإثره بذهول قبل أن
ينفجروا ضاحكين وأنس يقول:
"والله ووقعت يا صاحبي".
****
كادت تتحدث معها ولكنها رأت نضال فأسرعت
باتجاهه بعدما تركتها دارين قائلة بمرح:
"انا بقول تشوفي جوزك اللي بيدور عليكي
زي العيل التايه ده وتسيبك من عمرو
وحكايته وهو قادر انه يحلها بنفسه"
"انتي فين يا جويرية؟ ينفع كده اصحى
مالقكيش؟"
قالها نضال وهو يقترب منها ضاما إياها لصدره
لتستكين بين ذراعيه وهي تقول:
"كنت زهقانه فخرجت اتمشى مع دارين"
"اصحابك دول اخدوكي مني"
قالها متذمرا لتضحك بمرح وهي تقول:
"محدش يقدر ياخدني منك يا قلب جويرية"
ضمها بقوة أكثر وهو يقول:"انتي قاصدة بقى
تعملي كده في الطريق العام عشان ماعرفش
ارد عليكي"
ابتسمت بخجل ليهمس لها:"لا لو احمرّيتي
كلك على بعضك مش هسيبك برضه"
ضحكت عاليا ليزمجر قائلا:"ياللا بينا من هنا
قبل ما يمسكونا بفعل فاضح على سطح
الباخرة"
ظلّت ترمقهما وابتسامة حزينة مرتسمة على
شفتيها وبالقرب منها وقف عمرو يراقب ملامحها
الحزينة وهو يتساءل هل تعلم تاج عن إعجابه
الأحمق بجويرية؟!
هل هذا سر تغيرها وطلبها للطلاق؟!
هل هذا سر نظراتها الحزينة؟!
لو كان هذا سرها إذا هي حمقاء فما شعره معها
يتعدى أي مشاعر قد مرّ بها من قبل!
*****
دلف إلى الغرفة بعد غياب طول اليوم تقريبا
فلم يجدها شعر بالخواء فقط كان يأمل لو رآها
ولو للحظات قبل الحفل, اشتاق لطلّتها البريئة,

اشتاق لنظرات عينيها العاشقتين, اشتاق لرؤية
اللهفة بحركاتها.. زفر بقوة وهو يدخل الحمام
ليغتسل وهو يسخر من نفسه مفكرا كيف
أقنع نفسي أنني لا أريد رؤيتها وأنا أبحث عنها
طوال الوقت؟!
خرج من الحمام ووقف أمام صوان الملابس
يرتدي ملابسه ليخفق قلبه بعنف حالما سمع
صوتها وهي تدخل الغرفة.
"غتوان! وأخيرا أفرجوا عنك.. كنت لسه
بفكر اجيلك المطبخ"
التفت وهو يحاول كبح لهفته إليها لتتسع
عيناه بقوة وهو يهتف:"شو هاد اللي لابسيتوا"
رمقته بتساؤل هي تنقل نظرها بينها وبينه قبل
أن تقول:"ماله الفستان مش عاجبك؟"
أخرج عدة زفرات حارة وهو يتمنى لو يعبر لها
عن إعجابه بالثوب وبصاحبته عمليا فلا يظن
أن كل كلمات اللغة تكفي ليعبر عن
مشاعره بهذه اللحظة.
أغمض عينيه للحظات يحاول كبح مشاعره
فلم يرَ ابتسامتها الماكرة وهي ترى تأثيرها
عليه على الرغم من احتشام ملابسها قبل أن
يفتح عينيه وهو يقول:" حلو كتير حلو"
ليكمل بخفوت:"وهاي هي المشكله"
اقتربت منه بدلال ليزفر بحرارة يحاول إشاحة
وجهه بلا جدوى قبل أن تقف أمامه وهي تغلق
أزرار قميصه الرسمي ببطء تلاحظ تلاحق
أنفاسه من قربهما ليقرع قلبها بقوة وهي تشعر
أن السحر سينقلب على الساحر.
"وحشتني اوي"
ارتبك غتوان وهو يشعر بها قريبة كما لم
تكن يوما..
" حتأخر نغم، جهزتي حالك ولا لا؟"
علمت أنه يهرب ولكنها لن تسمح له ليس
بعدما وقعت بحبه بل تدلهت بعشقه وقبل أن
تفكر أكثر كانت تقبله بنعومة قبلة جعلته
متجمدا مكانه قبل أن تتركه ما إن شعرت أنه
سيضمها إليه وتهتف وهي تغادر:
"اشوفك في الحفله"
وبهذه اللحظة علم أنه لن يستطيع الابتعاد
عنها ولو أراد.
****
صفير عالي صدر منه ما إن رآها أمامه..
أجفلت قبل أن تشيح بوجهها عنه ليقترب منها
يهم بتقبيلها وهو يقول:"قمر يا تاج"
"طول عمري"
قالتها بلامبالاة مصطنعة وهي تبتعد عنه
ليشعر بالحنق من ابتعادها حتى القبلة لم
يستطع أخذها..
كادت تنفجر ضاحكة على وجهه الحانق قبل
أن تفزع بقوة وهو يقترب منها ممسكا بذراعها
مقربا إياها من صدره حتى كادت تلتصق به
وهو يهتف:
"وبعدين معاكي؟ انا سايبك تهدي ولو
اني مش فاهم اصلا انا عملت ايه؟"
"ولا عمرك هتفهم يا عمرو"
قالتها بهدوء وداخلها يرتعد شوقا وحزنا قبل أن
تنفض ذراعها من يده وهي تخرج من الغرفة
تاركة إياه يكاد يلكم الجدار.
****
"مالك يابني بوزك مترين كده ليه؟"
سأل عصام شقيقه ليهتف بحنق:"انا مش عارف
تاج مالها بقالها كام يوم هتجنني ومش عارف
اتعامل معاها"
رمقه بمتعّن قبل أن يقول:"امم طيب والحالة دي
بقالها اد ايه معاك؟"
"حالة ايه يا عصام انت بتهزر؟"
هتف عمرو بحنق ليضحك عصام قائلا:
"الصراحة اه, اصلي فرحان فيك اوي وانت
واقع كده ومحدش سمّى عليك"
زفر بحنق وهو يهتف:"تصدق انا غلطان اني
بتكلم معاك, انا ماشي"
أمسك بيده وهو يضحك قائلا:
"يا عم اقعد بس فيه ايه؟ بس بجد ايه اللي
حصل؟ انت زعلتها؟"
"ولا عملت حاجة"
قالها ببراءة ليرفع عصام حاجبه غير مصدق
فعضّ على شفتيه وهو يقول:"شوفت جويرية"
"وبعدين؟"
سأل عصام ليجيبه شقيقه:
"ولا حاجه من وقتها وهي قلبت عليا.. دي حتى
مش مدّياني فرصه اكلمها"
"بتحبها يا عمرو؟"
"لو سألتني السؤال ده من كام يوم كنت
هقولك لا, هي كويسه ومناسبه وبس.. لكن
حاليا عرفت ان كل الزعل والضيق من بعدها
عني والنرفزة من الحزن اللي بشوفه في عينيها
كل ده دليل اني بعشقها مش بس بحبها"
قال عمرو معترفا ليبتسم عصام قبل أن يقول:
"خلاص اثبت لها ده"
"ازاي؟"
تساءل بحيرة ليجيبه شقيقه:"اسأل قلبك"
****
"وده ايه اللي انتي لابساه ده بالصلاة على
النبي؟"
هتف بها حازم بحنق لتلوي شفتيها بضجر وهي
تقول:"يا فتّاح يا عليم يا رزاق يا كريم.. نعم؟"
رمقها بعدم تصديق وهو يقول:"ايه يابنتي ده
انتي ناقص تقوليلي ياللا من هنا هنرش مايه"
كادت تضحك ولكنها تماسكت وهي تقول:
"عايز حاجه؟"
"ايه اللي انتي لابساه ده؟"
لوت شفتيها قبل أن تقول:"ده دريس"
"ده اللي هو ازاي؟"
سألها بحيرة لتضحك برقة وهي تقول:
"حاجة زي فستان كده يعني مش باين هو
ايه!"
"باين انك طالعه قمر"
قالها بعفوية لتبتسم له فيتيه هو في ابتسامتها
وقلبه ينبض بجنون ليجد ابتسامته تشق
طريقها لشفتيه دون أي إرادة منه!
****
ظلّ يبحث عنها بعينيه دون جدوى.. لمح
صديقتها زوجة الشيف تجلس بالقرب من
المنصة التي تتواجد بها الفرقة الموسيقية
ثم لمح تاج تتجه للفرقة ثم تميل على
أحدهم ليبتسم لها بلطف جعله يريد لكمه
بقوة حتى تختفي أسنانه السعيد بها..
ثم تجمّد تماما وهو يراها تنظر له مباشرة
وهي تمسك بالميكروفون قبل أن يصدح
صوتها:
لو بصيت قدامك تعرف لو بصيت قدامك
تعرف مين بتحبك مين اللي شايفها في
احلامك
ليه منتاش عارفني ليه منتاش شايفني
لو فكرت فيا شويه هتحس بهوايا
بيبان من سلامي بيبان من كلامي
بشتاقلك وكل ما فيا بيشتاقلك معايا
الايام يا حبيبي بتجري ولسه انا مستنية
خايفة لا يخلص جنبك عمري ومنتاش حاسس
بيا

شعر بمن يقف بجواره ليجد غتوان يهمس له:
"شكلوا مو انا لحالي الاهبل اللي ما بعرف
يتعامل مع الحب"
انتهت الأغنية ليخيم الصمت للحظات قبل أن
يرتفع دوي هائل والبعض يريد منها أن تغني مرة
أخرى لتبتسم لهم بلطف وهي تعتذر قبل أن
تختفي من أمام ناظريه تماما!
نهاية الفصل

yasser20 likes this.

hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
قديم 23-04-20, 03:48 PM   #10

hanin ahmad

كاتبة في قسم قصص من وحي الأعضاء وبمنتدى قلوب أحلام

 
الصورة الرمزية hanin ahmad

? العضوٌ??? » 357545
?  التسِجيلٌ » Nov 2015
? مشَارَ?اتْي » 1,348
?  نُقآطِيْ » hanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond reputehanin ahmad has a reputation beyond repute
?? ??? ~
My Mms ~
افتراضي

الفصل العاشر
اهوي التحدي
تلك هي انا
وضعتك هدفي
وستكون ملكي انا
غتوان حبيب قلبي منذ الأنام
أكتب إليك رسائل الغرام
وهبتك قلبي بدون كلام
وقعت صريعة لهواك
ومن دون حبك سأكون مجرد خيال
اسقيني من بحور العشق
وعلمني أبجديات الغرام
فأنا عاشقة سيدي وإليك ارتوي
أخبرني هل لك عاشقة غيري
فأنا متملكة حد الهلاك
إن لم تكن لي لن تكون لغيري أبدا
احذرك من غضبي ياعاشقي
فأنت لي فقط
(الخاطرة إهداء من عبير ناصر)
ما إن قارب الحفل على الانتهاء حتى غادرت
لغرفتها وهي تفكر هل سيأتي أم سيتهرب منها
كعادته في الآونة الأخيرة ليأتيها الجواب
بعدها بفترة وهي تسمعه يدلف إلى جناحهما
على الباخرة يهمس باسمها بخفوت وكأنه
يتمنى لو كانت نائمة حتى يتهرب من لقائها.
"نغم"
همسته الخشنة باسمها قلبت كيانها بأكمله
فصار قلبها يرتجف بين ضلوعها من قربه غير
المقصود.. لتتساءل داخلها هل يعشق القلب
مرتين!
ليجيبها قلبها بل هي المرة الأولى التي أنبض
بها بعشق كهذا نغم.. لم أعشق قبلا ولن
أعشق بعد ذلك.
أغمضت عينيها للحظات قبل أن تفتحها وتنهض
لتواجهه مبتسمة برقة جعلته يأخذ نفسا حادا
قبل أن يقول:"ما بقدر كمّل حياتي معك انا ما
انخلقت لا للحب ولا للزواج"
انتظر انهيارا كأي أنثى أخرى ولكنها فاجأته
برد فعلها وهي تقترب منه ببطء كصياد ماهر
وهي تقول:"اعتبر ده اعتراف انك بتحبني
غتوان؟"
اتسعت عيناه بصدمة ازدادت ما إن أحاطت
خصره بذراعيها وهي تسند رأسها لصدره تستمع
لدقات قلبه السريعة وكأنها بماراثون لتهمس
له:"حبي هيكفينا احنا الاتنين غتوان, بس
مش هسمحلك تقولي هسيبك تاني.. أنا مش
لعبة في ايدك, شويه نتجوز وشويه نسيب
بعض"
"مو انتي اللي طلبتي يكون زواجنا مؤقت؟
مو كنتي تذكريني فيها كل شوي؟ شو تغير
هلأ ؟!"
قالها بدهشة وهو يحاول فك يديها عن خصره
ليجد نفسه يحيطها بذراعيه يقرّبها له أكثر..
رفعت رأسها تواجه عيناه بعشق ارتسم بكل
خلجة من خلجاتها قبل أن تقول:
"كنت بهرب من مشاعري ناحيتك, مشاعر
اتخيّلت انها خيانة لذكرى عزيزة عليا"
اشتدت ذراعاه حولها بقوة لتبتسم وهي ترفع
يدها لوجنته تلمسه برقة تثير جنونه وهي
تتابع:"لكن اكتشفت اني كل اللي بعمله اني
بقاوم مشاعري الحقيقية.. مشاعر لغتوان اللي
ماشوفتوش الا مرة واحدة وانا صغيرة ورغم
كده كانت اول مرة احس فيها بالأمان, أول
مرة احس اني إنسانة ممكن حد يشوفها
ويطبطب عليها"
ثبّتت عينيها بعينيه وهي تقول:"اول مرة أحس
يعني ايه حب وأمل في اللي جاي.. يعني ايه
احلم يبقى ليا حبيب وسند, راجل بجد شهم
وبيخاف عليا مش ..."
صمتت لا تريد الإساءة لوالدها ولكنه أدرك
مقصدها فاشتدت ذراعاه حولها وهو يهمس:
"انا خايف نغم"
"خايف من ايه يا قلب نغم؟"
قالتها بوله ليبتسم بارتعاش وهو يقول:
"خايف من اني كون متل ابي, خايف اني
اجرحك ودمرك متل ما عمل بيّي بإمّي,
خايف كون حامل لجينات الخسة والنذالة
متل ابي خايف اظلمك حبيبتي"
ارتجف قلبها وهي تسمعها منه لأول مرة بهذه
النبرة لتجيبه بثقة عاشقة:"ماتخافش حبيبي"
اشتدت ذراعاه حتى كاد يعتصرها فكتمت
تأوها كاد يفلت من بين شفتيها حتى لا يتردد
بضمّها وتابعت:"انت مختلف عنه لا انت مختلف
عن كل الرجالة في الدنيا.. انت غتوان
حبيبي اللي ملك قلبي وكياني كله"
أتعبت كلامها بقبلة حارة قبل أن تفلت من بين
يديه مستغلة تشوّش ذهنه بقبلتها المفاجئة
وهي تقول بشقاوة يعشقها:"ثم اني مش ضعيفة
زي خالتي ومامتي, انا اعرف ادافع عن نفسي
كويس.. انت ناسي اني وعدت حبيبي زمان اني
اكون قوية عشانه ومخليش حد يهزمني ولا
يدمرني!"
"بتدافعي عن حالك؟ شو حتضربيني مثلا
او حتقتليني!"
أومأت بمشاكسة وهي تهديه غمزة من عينيها
قائلة:"سأقتلك عشقا حبيبي"
ليضحك عاليا وهو يغمزها بوقاحة قائلا:
"عنجد؟ فرجيني كيف فأرتي!"
وبعدها كانت ضحكاتهما عالية وهو يطاردها
بأنحاء الغرفة على الرغم من صغرها إلا أنها
كانت بارعة بالتملّص من بين يديه حتى
حاصرها أخيرا بعدما أنهكته ليضمها له بقوة
هامسا:"بحبك فأرتي"
*****
"اهدى بس يا عمرو يعني هتروح فين يابني
اكيد شويه وجايه"
قالها عصام وهو يرى عمرو يذرع الممر أمام
غرفته بتوتر ليجيبه عمرو بحدة غير مقصودة:
"شويه امتى؟ دي مختفية بقالها ساعتين, يعني
هتكون راحت فين بس؟ خايف ليكون حصلها
حاجة مش هسامح نفسي أبدا"
تهدّج صوته بالجملة الأخيرة ليربت شقيقه
على كتفه بدعم قبل أن يصلهما صوت منال:
"ماتقلقش يا عمرو هي ماختفتش ولا حاجة هي
بس مش عايزه تفضل هنا الليلة دي"
عقد حاجبيه بعدم فهم لتعطيه رسالة كانت
على الفراش وهي تخبره:"تاج واخدة اغلب
لبسها وده مالوش الا معنى واحد بس انها كانت
مخططة من الأول انها تختفي يعني ماتقلقش
عليها"
قالتها بضيق من حالهما وهي تشعر بالذنب لما
آلت إليه حياتهما بسببها وزوجها.. فلو كانت
تعلم أن وجود جويرية على الباخرة سيخرب
حياتهما لم تكن لتحجز لهما على نفس
الرحلة أبدا.
ظلّ شاردا للحظات قبل أن يدلف لغرفته متمتما:
"تصبحوا على خير"
جلس على الفراش الذي جمع بينهما الأيام
السابقة جمعهما متحابين تارة ومختلفين تارة
أخرى ولكنه بكل الأحوال لم يكن يتركها
تنام بعيدة عنه..
ألم يدل ذلك على شيء؟!
نهره قلبه (غبي أنت يا عمرو إذا تخيلت أن هذا
كافيا لامرأة.. امرأة كتاج عاشت مبتعدة طوال
حياتها عن العلاقات مع الجنس الآخر من
الطبيعي أن تحتاج لكلمات الغزل منكَ خاصة
أنها تحبك!)
اتسعت عيناه بصدمة ليسخر منه قلبه قائلا:
(أنت تعلم جيدا أنها تحبك, امرأة ك تاج لم
تكن لتسلّم لكَ راياتها بهذه السهولة إلا
لعشقها لكَ..
عشق لم تقدره أنت أيها الأحمق)
فتح رسالتها لتلتهم عيناه الحروف ويضيق صدره
مع كل كلمة..
"عمرو..
لا أعلم حتى لِمَ كتبت لكَ لطمأنتكَ على
الرغم أنك لا تستحق أبدا ولكن يبدو أنني
أشفقت أن يتحمل عصام تبعات عصبيتك
الناتجة من اختفائي,
هل تصدق لو أخبرتك أنني لا أثق حتى أنك
ستقلق؟! أو بمعنى أدق لا أثق أنك ستتلقى خبر
اختفائي بقلق عاشق بل ربما فقط بعض الذنب
لأنني زوجتك لا أكثر.
عمرو أنا لن أعود لكَ, لن أستطيع أن أدّعي أن
كل شيء على ما يرام وأنكَ ربما ستحبني يوما
ما.. ليس بعدما رأيت نظرتك لها, اشتياقك
ولهفتكَ عليها حتى أنكَ نسيتني جواركَ!
لا أضحّي كما قد يبدو الأمر فهي لن تكون
لكَ أبدا وأنا أشعر بالتعاطف معكَ فأنا
الأكثر دراية بما يعنيه حب من طرف
واحد..
لن أطيل عليكَ فقط أرجو أن تقوم بتنفيذ ما
سأطلبه منكَ..
حررني عمرو فأنا لم أعد أستطيع الحياة وقلبي
ينبض بعشقكَ, حررني من وهم عشته بانتظار
نظرة عشق واحدة منكَ لن أراها أبدا,
حررني من قيد مشاعري تجاهك وأطلق
سراحي ربما أجد من يداوي جرحي يوما ما"
قبض على الرسالة بقوة حتى جعّدها ليقوم
بتمزيقها بعصبية وهو ينهض هاتفا:
"غبية يا تاج وانا اغبى منك, وصدقيني مش
هنام الليلة الا وانتي في حضني".
****
"انتي مش هتبطلي تعيشي دور المصلحة
الاجتماعية بقى يا شروق؟ يابنتي سيبي الناس
في حالهم"
قالها شامل ببعض الحدة لتلوي شروق شفتيها
وهي تقول:"هعمل ايه بس ما هي رجالة عايزه
الحرق"
رفع حاجبه بصدمة قائلا:"نعم ياختي؟"
ضحكت بدلال تعلم تأثيره عليه وهي تقول:
"حبيبي انت غيرهم كلهم, ده انت الراجل
الوحيد اللي صريح كده واضح"
يعلم أنها تمدحه حتى ينسى ما فعلته ولكنه
جاراها بالحديث وهو يقول:"وعشان كده
طلّعتي عينيا صح؟"
"أنا؟! أنا يا شامل طلّعت عينيك؟ ده انا وقعت
من اول نظرة من عينيك السودة الحلوة دي"
قالتها ببراءة وهي تنظر له بدلال قلّما يراه في
أوقاتهما الطبيعية ليستغل الموقف مقتربا منها
وهو يقول:"عينيا حلوة يعني وعاجباكي؟"
أومأت دون أن تلاحظ اقترابه وهي تقول:
"اوي اوي يا حبيبي"
حوّط خصرها بذراعيه وهو يقول بخفوت:
"يعني لسه بتحبيني يا شروق؟"
ابتسمت بحب وهي تقول:"وهفضل احبك طول
عمري يا قلب شروق".
****
لا يفهم لِمَ شعر أن هذه الأغنية موجهة له!
وكأن تلك الفتاة توجه له رسالة أن ينتبه
حتى لا يضيع الحب الحقيقي من بين يديه.
زفربخفوت وهو يجول ببصره على الركّاب
يبحث بعينيه عنها وقد تبقى القليل على انتهاء
عمله لهذه الليلة لتشتعل عيناه ما إن وقعتا
عليها تضحك مع ذاك الذي خطبها منه قبل
ذلك!
لم يشعر بنفسه إلا وهو ينهض تاركا الناس
تتساءل عمّا ألمّ به بوسط الفقرة حتى ينهض
بهذه الطريقة الغريبة ليهرع له أنس حتى لا
يرتكب حماقة كعادته ممسكا بذراعه مبعدا إياه عن طريقهما
"اهدى يا حازم انت رايح فين بس؟"
"انت مش شايف المسخرة؟ ده انا هقطم رقبتها"
صاح حازم بحدة ليرتفع رنين هاتفه بهذه
اللحظة فالتقطه أنس وهو يقول:
"رد على الحاجة طيب"
"يا أنس مش وقته هبقى اتصل بيها بعدين"
قالها حازم بنزق محاولا المرور وأنس يمنعه
وهو يقول:"يابني رد على الحاجة لاحسن تقلق
عليك انت عارفها"
زفر بضيق وهو يفتح الخط ليصله صوت والدته:
"ازيك يا حازم يا حبيبي.. اتأخرت في الرد
كده ليه؟ كنت نايم؟"
"لا يا أمي ده فيه حفلة على الباخرة فمكنتش
سامع التليفون بس, انتي عامله ايه؟"
أجابته:"الحمد لله فرحانة اوي"
ابتسم تلقائيا وهو يقول:"يارب دايما يا ست
الكل, بس ايه السبب بقى فرحيني معاكي"
"فيه عريس متقدم لرتيل كويس اوي وهي
موافقة كمان واول ما ترجعوا هنعمل كتب
الكتاب"
ساد الصمت للحظات ووجهه يسوّد ونظراته
تشتعل ليهمس أنس:
"يا ريتني ما قولتلك ترد على الحاجة
قولتيله ايه يا حاجة بس, ربنا يستر"
"عريس!"
قالها بجمود لتجيبه بحماس:"ايوه, واحد
معاكم على الباخرة اكيد تعرفه"
لو كان بموقف آخر لكان ابتسم لأن والدته
تظن أنه يعرف كل ركّاب الباخرة ولكن
مزاجه بهذه اللحظة سوداوي حتى أنه كان
يخطط للقتل!
"تمام لما نرجع نشوف الموضوع ده يا أمي
ياللا مضطر اسيبك دلوقتي, مع السلامة"
أغلق الهاتف واتجه نحو رتيل ولم يستطع أن
يمنعه أنس هذه المرة فقد شعر أنه لو حاول
الحديث لأفرغ به حازم كل توتره وعصبيته
فتركه يذهب وعاد لزوجته وهو يتمتم:
"ربنا يعدي الليلة دي على خير"
****
كانت تضحك بانطلاق عندما شعرت بظل
يخيّم عليها فرفعت بصرها لتجده يرمقها
باشتعال أثلج قلبها قبل أن يقول:
"ياللا يا حبيبتي الوقت اتأخر وزمانك
عايزة تنامي"
فغرت فاها بصدمة وقبل أن ترد عليه كان
يتوجه بالحديث لرفيقها بهدوء أثار قلقها:
"شكرا يا استاذ انك سلّيت المدام لحد ما
اخلص شغل وياريت بعد كده تشوفلك
واحدة مش متجوزة عشان تسليها بدل ما
يحصلك زي ما هيحصل حالا"
وقبل أن يدرك الرجل مغزى حديثه كانت
قبضة حازم تحطم فكه بقوة قبل أن يجذبها
من ذراعها وهو يقول من بين أسنانه عندما
حاولت التملّص
"لو سمعت حرف منك هرجعله اكسّر الباقي
ال في جسمه"
صمتت بخوف فازداد اشتعاله وهو يفكر..
هل يعقل أنها تخاف على ذاك الرجل؟!
"يااه مكنتش اعرف انك خايفه عليه كده!"
هتف بغيظ فكادت تضحك وهي تقول
بداخلها
(يا أحمق لا أخاف سوى عليك)
ولكنها رمقته بنظرة لامبالية وهي تقول:
"هو راجل ويقدر يدافع عن نفسه كويس"
وقف أمام غرفتها وهو يغرز أصابعه بذراعها
بغيظ وهو يقول:"فاضل بكرة ونوصل الميناء
في اسكندرية يا رتيل, حسّك عينك
اشوفك واقفة مع حد, أقولك ماتخرجيش من
اوضتك اصلا"
ابتسمت له بسماجة قبل أن تقول:
"ان شاء الله حتى اريح نفسي من واحد كده"
وقبل أن يسألها عن مقصدها كانت تفر من
أمامه مغلقة باب غرفتها بوجهه.
****
"معلش اتأخرت عليكي"
قالتها رتيل بلطف لترفع تاج عينيها لها فتشهق
رتيل بقوة قبل أن تتجه لها فترتمي تاج بين
ذراعيها وهي تشهق بقوة متمتمة من بين
شهقاتها:
"تفتكري هيطلقني زي ما طلبت منه؟
تفتكري ماليش مكان في قلبه فعلا يا رتيل؟"
ضمّتها رتيل برقة وهي تشعر بالألم من أجلها
وهي تفكر (كل الرجال حمقى يستحقون
الحرق بسبب العذاب الذي يذيقونهن إياه)
"اقولك حاجة تلاقيه دلوقتي قالب الباخرة
كلها عليكي ومش هيغمضله عين الا لما
يلاقيكي وبكره تقولي رتيل قالت)
رمقتها بيأس لتربت على كتفها بحب وهي
تقول:"صدقيني ده احساسي وعموما دارين
وشروق بيراقبوا الوضع ماتقلقيش وكل الأخبار
هتكون عندنا عشان تعرفي هتتصرفي ازاي..
نامي انتي دلوقتي وارتاحي عشان لما يجيلك
تكوني فايقه وتعرفي تلوّعيه صح"
ابتسمت من بين دموعها وهي تهمس داخلها:
(ليتني أمتلك ثقتك هذه يا رتيل)
*****
"مش عارف ليه حاسس انك عامله عمله صح؟"
قالها نضال وهو يرمق جويرية بنظرة ذات
مغزى فتعض على شفتيها قائلة بغيظ:
"نفسي اعرف بتعرف منين؟!"
ضحك عاليا وهو يطوّقها بذراعيه غير مبالي
بمن حوله من البشر وهو يقول:
"انتي بنوتي يا جويرية, بنوتي اللي ربنا رزقني
بيها وخلّاني احس بكل حاجة حلوة معاها..
لو مش هعرفك واعرف كل حاجة خاصة
بيكي امال هعرف مين بس؟"
ابتسمت له بحب وهي تقول:"يااه يا نضال انا
مش مصدقة ان كل الحب ده ليا انا"
غمزها بوقاحة وهو يقول:"يعني كل الإثباتات
اليومية دي مش مكفياكي؟ تحبي ازوّد
الجرعة"
توردت وجنتيها وهي تضرب كتفه بحنق
ليضحك مرة أخرى قبل أن تتحول ضحكته
لتجهم شديد حالما رأى عمرو مقبل تجاههما
ليقف بتحفّز فهو لم ينسَ أنه من حاول خطف
طفلته منه.
"مساء الخير, اسف للإزعاج لكن...."
صمت للحظات فحثّته جويرية على الحديث
وهي تشعر أن نضال على وشك ضرب عمرو
"ازيك يا عمرو عامل ايه؟ امال تاج فين؟"
أغمض عينيه بألم استشعره نضال لينتبه
للعذاب الذي يلوّن ملامحه فشعر بالتعاطف معه
رغما عنه
"الحقيقة انا جاي اسألكم عليها, ما لمحتهاش
في مكان؟"
"لا الحقيقة من بعد الأغنية ماشوفتهاش"
قالتها جويرية وهي تهتف داخلها:
(هي غبية وهو أغبى منها, مشاعرهما مرتسمة
على ملامحهما ولا يفهمانها الأغبياء)
تلفّت حوله كالتائه ليتحدث نضال:
"لو تحب هنوزع نفسنا على الباخرة ندور عليها
يمكن دخلت بممر متعرفوش ومعرفتش ترجع"
ابتلع ريقه ببطء قبل أن يقول بحرج:
"شكرا ليك بس واضح انها مختفية بمزاجها"
زفر بقوة قبل أن يقول:"ياريت لو شوفتوها
تعرفوها اني مستنيها"
انصرف تتابعه عينا نضال الذي التفت إلى
جويرية قائلا بلوم:"هي فين؟"
ونظرته منعتها من أي محاولة لإنكار معرفتها
مكانها.
****
مرّت ساعات وهو على سطح الباخرة يبحث عنها
حتى وهو يعلم أنها هاربة منه بإرادتها..
الحمقاء تتخيل أنه يستطيع التخلي عنها
وإطلاق سراحها وهو عاشق متيم بهواها!
زفر بقوة وقد بدأ البرد يشتد وهو لا يتزحزح
من المكان الذي اختفت فيه.
"هتبرد كده"
هل يتخيل صوتها؟! أم أنها عادت حقا؟!
شعر بالخوف لوهلة أن تكون محض خيال أو
هلوسة من شوقه لها بعدما قضى الليل بأكمله
يبحث عنها وينتظرها ولكنه نفض رأسه وهو
يستجمع شجاعته ويلتفت ليجدها ترمقه بلوم
يطل من عينيها الساحرتين وجسدها يرتجف
بقوة لا يعلم من البرد أم من ارتباكها!
"هتصدقي لو قولتلك اني كنت هفضل واقف
هنا لحد ما ترجعي؟!"
قالها بهدوء لا يُظهر ما يموج بداخله من مشاعر
لتجيبه:"عشان كده رجعت"
صمتت للحظات قبل أن تضيف:
"مش عايزه احساسك بالذنب يخلّيك..."
قاطعها بحدة وقد فاض به الكيل:
"ذنب ايه يابنتي؟ هو انتي قطة سيبتها
لوحدها؟ انتي مراتي يا تاج فاهمة يعني ايه
مراتي؟"
رمقته بضعف ربما يراه بعينيها للمرة الأولى
فقطع المسافة بينهما بلحظات قبل أن يغمرها
بين ذراعيه بشوق هامسا:
"لو مكنتش بحبك مكنتش لمستك يا تاج,
عمري ما كنت هستغلك بالطريقة دي حتى
لو حلال, انا يمكن غبي ومكنتش فاهم
مشاعري ناحيتك بس وانا جاي اتقدملك
كنت عارف اني هتجوزك لآخر العمر لا هي
جوازه مؤقتة ولا حماية زي مانتي تخيلتي او
وصلّك الندل اللي اسمه شادي"
اتسعت عيناها بقوة وهي ترمقه بعدم تصديق
قائلة:"عرفت منين؟"
"توقعت حركة زي دي منه او حركة اوحش
من كده بس رحم نفسه مني انه اكتفى
بكده, لكن للاسف انتي غبية وصدقتيه"
"انت ماشوفتش نفسك كنت بتبصلها ازاي!"
هتفت به بحدة ليبتسم وهو يحرّك رأسه:
"كنت مندهش بس انها في نفس الباخرة مش
اكتر.. خيالك هو اللي صورلك اني بكنلها
مشاعر واني ماصدقت شوفتها"
حرّك رأسه قائلا:"مجنونة, حد يبقى معاه
القمر ويبص للنجوم؟"
زمّت شفتيها وهي ترمقه بلوم ليقول:
"عارف انا غبي"
"أيوة"
قالت بتأكيد ليقرص أنفها بمشاكسة قائلا:
"انا اقول انتي لا"
"انا اه"
قالتها بحزم مضحك ليقهقه وهو يقودها تجاه
غرفتهما دون أن تلاحظ قبل أن يقول:
"انتي قلبي قولي اللي تحبيه كله"
أشاحت بوجهها بخجل ليبتسم وهو يفتح باب
الغرفة ويقودها للداخل قبل أن يغلقه خلفه
قائلا:"تاني مرة لما تزعلي مني لأي سبب
ماتهربيش مني, انا متعود على تاج القوية اللي
تواجه مش تهرب, تاج اللي تاخد حقها حتى لو
من مين"
لم تقل شيئا ليفهم أنها تنتظر الكلمة
السحرية كعادة كل أنثى ليبتسم وهو يحيط
خصرها بذراعيه هامسا:
"بحبك يا تاج, بحبك يا أحلى حاجة
في حياتي كلها"
انفرجت أساريرها وهي ترمقه بحب ثم عقدت
حاجبيها وهي تقول:"بس مش هنسهالك برضه
انك سيبتني واقفة جنبك زي الهبلة وانت
قاعد تبحلق فيها"
ضحك عاليا وهو يقول:"ماتقوليش زي بس..
انتي هبلة فعلا يا حياتي, هو لو مكنتيش
هبلة كنتي سيبتي جوزك ومشيتي بدل ما
تجريه من رقبته وتاخديه الأوضة تنسيه الدنيا
كلها"
اتسعت عيناها بقوة وهي تهتف بتلعثم:
"انت قليل الأدب"
غمزها بمشاكسة وقحة:
"لا ياقلبي قلة الأدب كلها هتبدأ من دلوقتي"
ولم يمنحها فرصة بعدها للكلام أو الاعتراض.
****
بعد أسبوعين
جالستان بمكانهما المعتاد بحديقة منزل
والدي دارين.. تتذكران رحلة الباخرة الرائعة
التي انتهت منذ فترة والتي كانت السبب في
تعرّف دارين ومعاذ صديق شامل (زوج شروق).
صدرت تنهيدة عميقة من شروق وهي تقول:
"كانت رحلة حلوة اوي مش هتتعوض"
لتقابلها تنهيدة من دارين وهي تقول:
"فعلا كانت حلوة اوي واحلى مافيها معاذ"
لوت شفتيها بحنق مصطنع وهي تقول:
"احلى مافيها معاذ! طب ياختي يافقعاني انتي"
رمقت صديقتها بقلق مالبثت أن أفصحت عنه..
"مالك يا شروق؟ شكلك مش عاجبني
بقالك كام يوم؟"
قالتها دارين بقلق لتجيبها شروق بتنهيدة
عميقة:"مش عارفة يا دارين حاسة اني مش
متزبطة كده وكل شوية اتخانق مع شامل
على حاجات هايفه وانكد عليه ومتضايقه
اوي"
ضحكت دارين بقوة وهي تقول بمشاكسة :
"لا الغم ده طبع الزوجة المصرية الأصيلة
ماتخافيش منه"
ضحكت شروق وقالت مشاكسة وهي تتلاعب
بحاجبيها:"شايفه الدكتور بهت عليكي
وبقيتي بتهزري اهو حتى طخنتي واتدورتي
كده مش زي المخفي الله لا يعيده كان طابق
على نفسك وموقّف نموّك"
ضحكت عاليا ليأتيها صوت من خلفها:
"اموت انا واعيد السنة"
التفتت بحدة لتجده معاذ يغمزها بعبث
فأغمضت عينيها بخجل لتصلها ضحكة شروق
المكتومة فتقرصها بذراعها بغيظ .. تأوهت
شروق بخفوت وهي تقول بتوعد:
"ماشي ماشي مردودالك يا دارين يابنت
ام دارين"
ثم ابتعدت قائلة:" ازيك يا دكتور؟"
واكملت وهي تلتفت لدارين:"اشوفك وقت تاني
يا دارين زمان شامل على وصول يادوب اسخن
الاكل"
رحلت وهي تكتم ضحكاتها فقد علمت من
مظهر دارين انها تتوعدها بقوة أن تركتها مع
معاذ بمفردهما وهي التي تحذرها دوما من فعلها
فمنذ عقد قرانهما واقتراب موعد العرس صارت
تخجل منه بقوة.
****
وحشتيني"
همسة بجانب أذنها جعلتها تنتفض لتصلها
ضحكته الخافتة..
التفتت ترمقه بحدة ليغمزها قائلا:
"ليه محسّساني اني هنقض عليكي في أي
لحظة"
رفعت حاجبها قائلة:"يعني مش عارف ليه
يا معاذ"!
ابتسم بعبث وهو يتذكر ليلة عقد قرانهما
فقال وهو يقترب جالسا بجوارها حتى لم يعد
هناك مسافة بينهما:
"دي كانت مباركة بكتب الكتاب بس..
اوعي تفهميني صح يا روح معاذ"!
ابتسمت دارين بخجل وهي تشيح بوجهها
وتتحرك بعدم راحة لتبتعد فأحاطها بذراعه
وهو يقول:
"رايحه فين! هو انا ابن الجيران بعاكسك!
ده انتي مراتي مع وقف التنفيذ"
قال كلمته الأخيرة بتنهيدة وأسف عابث
لترمقه بغيظ فيضحك وهو يميل عليها هامسا:
"هو انا ماوحشتكيش وال ايه"
تحوّل وجهها لثمرة طماطم طازجة وهي تهمس:
"وحشتني"
"وأخيرا"
صاح بفرحة لتجفل من صوته مبتعدة
فيضحك وهو يقربها منه مرة أخرى:
"انتي رايحة فيه انا ماصدقت نطقتي..
ها وبعدين؟"
قالها بهيام فرمقته بريبة وهي تقول:
"وبعدين ايه؟"
"مش عايزة تقوليلي حاجه كده وال كده؟"
قالها غامزا فضحكت بقوة لتلمع عيناه بشوق
ويقترب منها مسحورا فخفق قلبها بجنون وهي
تتململ بمكانها غير قادرة على السيطرة على
أنفاسها أو نبضات قلبها التي تتقافز بجنون
داخلها وغير قادرة حتى على الابتعاد عنه
فأغمضت عيناها بقوة خائفة ومتشوقة بنفس
اللحظة لما رأته بعينيه لتجفل وهو يمسك
يدها موقفا إياها ثم يجذبها لداخل المنزل
حيث يجلس والدها وهو يصيح:
"يا أهل المنزل أغيثوني "
خرجت والدتها من المطبخ ترمقهما بريبة فيما
انتفض والدها واقفا يتساءل ما بهما..
"ياعمي شوفلك صرفة في بنتك انا معنتش
قادر بقى.. ياتجوزوني ياتجوزوني انا بقولكم
اهو"
ضحك والديها بقوة ووالدها يجذبه قائلا:
"الله يهديك يا معاذ خضتني انا قولت ايه اللي
حصل! يابني مانتوا فرحكم آخر الشهر اهو اعمل ايه اكتر من كده"
"خليه نص الشهر"
قالها معاذ بمشاكسة فضحك والدها قائلا:
"انا معنديش مشكلة كله في ايد العروسه
وامها اسألهم لو موافقين على البركه"
"بابا"!
قالتها دارين بعدم تصديق ليقترب منها معاذ
هامسا لها:"لو موافقتيش هبوسك هنا اهو
ادّام ابوكي واللي يحصل يحصل .. انا مسكت
نفسي بره احتراما لابوكي لكن لو
ماوافقتيش نتجوز الأسبوع اللي جاي هخلي
ابوكي يجوزنا حالا"
شهقت بخفوت وهي تومئ برأسها بصمت
ليضحك بخفوت هامسا بأسف مصطنع:
"ياخسارة كان نفسي ماتوافقيش عشان..."
قاطعته مبتعدة عنه راكضة لغرفتها بخجل
وهو يتابعها بنظره بابتسامة شغوفة لتأتيه
ضربة على رأسه من والدها وهو يقول ممسكا
بأذنه:"بتهدد بنتي في بيتي يا سي معاذ؟!
ماتخلينيش أأجل الفرح السنة اللي جايه"

هتف بتهور:"أنا ماهددتهاش! ده انا بس...
احم يعني......."
ضحك والديها بقوة قبل أن يقول والدها
بجدية مصطنعة:"خلاص يبقى الفرح في
معاده"
"لا ياعمي ابوس ايدك.. ليك عليا ماشوفهاش
الا يوم الفرح بس خليه الأسبوع اللي جاي"
تظاهر الوالد بالتفكير للحظات قبل أن يقول:
"شوف انا قلبي طيب ازاي خلاص يبقى الأسبوع
اللي جاي"
ضمه معاذ بقوة ليضحك الرجل قائلا:
"اوعى كده انت فاكرني دارين وال ايه!"
****
دلف للمنزل بعد عودته من العمل ليجد الهدوء
يخيم على أرجائه فعقد حاجبيه بريبة
يتساءل:
(اين هي؟)
رفع صوته بنداء:"شروق! شوشو انتي فين ؟"
لا رد!!
انتفض قلبه وهو يلاحظ الجسد الساكن على
الأريكة والذي لم ينتبه له في البداية
فركض لها سريعا وهو يدعو الله ان تكون
بخير فبالعادة تستيقظ من نومها لأقل صوت ..
إذا ما بها؟ وكيف لم تسمعه؟!
هزها برفق "شروق"
فتحت عينيها ببطء ثم مالبثت أن نهضت سريعا
قائلة :"شامل! انت جيت امتى؟! الساعة كام!
هو انا نمت؟"
اتسعت عيناها بقوة تهتف:
"الاكل!! زمانه اتحرق"
ركضت على المطبخ ليركض خلفها حائرا
فهو لم يشم رائحة احتراق عند وصوله!
تنهدت براحة:"الحمد لله شكله كان حلم ..
الاكل كويس وانا طافيه عليه"
"شروق"
انتبهت له فقالت:"شامل انت جيت امتى؟"
رمقها بريبة قائلا:"أنتي مش لسه شايفاني بره
ومكلمك! انتي نسيتي "
عقدت حاجبيها بتفكير وهي تقول:"بجد"
"شروق انتي بتهزري صح"
قالها بقلق فحركت رأسها نافية وهي تقول:
"لا والله مش فاكرة"
"لا الموضوع كده مايتسكتش عليه لازم
نروح نكشف عليكي"
تذمرت:"هنروح نكشف ع ايه ياشامل؟! هقول
للدكتور بنسى كتير"
"مش بس كده يا شروق .. انتي بقالك فترة
مش مزبوطة.. بتنامي كتير اوى وبتنسي
بطريقة غريبة حتى نومك بقى تقيل مش زي
عادتك بتصحي من اقل صوت.. عصبيتك
على طول ومن غير سبب و...."
ضحكت عاليا ليرمقها بريبة وهي تنظر له
غير قادرة على التوقف عن الضحك ثم
مالبثت أن هدأت وهي تقول ببساطة:
"بس كل ده طبيعي.. ماما قالتلي كده
النهاردة لما حكيتلها وانا معدّية عليها قبل
ماجي"
سألها بحيرة:"طبيعي ازاي يعني؟"
"عشان انا حامل"
قالتها ببساطة حتى أنه شك أنه لم يسمعها جيدا!
"مالك تنّحت ليه كده يا شامل؟"
"انتي بتتكلمي جد! انتي حامل فعلا وال ده
مقلب من مقالبك"
قالها بذهول فضحكت مرة أخرى وهي تقترب
منه قائلة بدلال: "اخص عليك يا شامل، انا
بتاعة مقالب برضه.. ده انا شوشو حبيبتك
تقول عليا كده"
رمقها بذهول ثم قال بمشاكسة:

"كده صدقتك اكيد.. ماهو مش معقول كل
الدلع ده من غير حاجة! مش متعود منك على
كده يا شاويش"
انقلبت ملامحها لتتجهم وهي تقول:
"بقى كده يا شامل! بقى انا.... "
ليسكتها بطريقته لتنسى ما كانت ستقوله
وتنجرف معه بموجة عشقية احتفالا بالمولود
المنتظر.
****
فتحت الباب وهي تتثاءب فمن هذا الذي
يزورهما بهذا الوقت من يوم الجمعة!
لتتجمد تماما حالما فتحت باب الشقة وهي
تجد والدها واقفا أمامها لتصرخ بقوة:
"الحقني يا حازم".


hanin ahmad غير متواجد حالياً  
التوقيع
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:00 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.