آخر 10 مشاركات
روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          هدية عيد الميلاد (84) للكاتبة : Abby Green .. كاملة مع الرابط (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          الفرصة الأخيرة (95) للكاتبة: ميشيل كوندر ...كاملة... (الكاتـب : سما مصر - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          جنون المطر (الجزء الثاني)،للكاتبة الرااااائعة/ برد المشاعر،ليبية فصحى"مميزة " (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          الأقصر بلدنا ( متجدّد ) (الكاتـب : العبادي - )           »          روايتي "حمل الزهور ألي كيف أردهُ؟ وصبايا مرسوم على شفتيه" * مكتملة ومميزة * (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          فجر يلوح بمشكاة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : Lamees othman - )           »          عندما يموت الكلام ـ هانا برنارد ـ 460 ( عدد جديد ) (الكاتـب : ^RAYAHEEN^ - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > مـنـتـدى قـلــوب أحـــلام > قسم الروايات المتوقفه

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-11-20, 08:37 PM   #1

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي نغمة هزت عرش الشيطان - قلوب أحلام زائرة - للكاتبة::أمل القادري*الفصل الخامس*




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني ويشرفني أن أقدم لكم رائعة الكاتبة الجميلة أمل القادري"نغمة هزّت عرش الشيطان"
أرجو أن تنال اعجابكم ولا تحرموا كاتبتنا المميزة من ارائكم وتفاعلكم الايجابي







كتابة وتأليف::أمل القادري
تدقيق ومراجعة لغوية::أمل القادري
تصميم الغلاف والفواصل::noor1984





الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس




بعد الانتهاء من تنزيل فصول الرواية









التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 08-01-21 الساعة 03:19 AM
امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 02:26 AM   #2

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي رواية - نغمة هزت عرش الشيطان- بقلم أمل القادري

توقّفت السيّارة أمام منزلٍ صغير، يحيطه سورٌ حديدي صدئ، الظلمة تحتويه من كل مكان، ساكن وهادئ يبعث القشعريرة بالنفس والجسد.

أطفأ السائق المحرك ينتظر أوامر سيّده الذي إكتفى بمراقبة المنزل بإنقباض، تعود اليه ذكرياتاً طفولية بريئة،
أحضان دافئة،
وضحكات لطيفة،
وروائح لذيذة،
قلوب صافية خالية من الأحزان،
وإبتسامات لا تغادر الثغور.

ذلك المنزل الصغير
يحتوي بين جدرانه ألطف التفاصيل وأروعها
يحتوي براءة وأحلام
فكيف به يدخله بدناسته
يدخله بشياطينه
يدخله بما يحمل فوق كتفيه من جرائم بشعة وأرواح معذّبة.

هي متمرّدة لم ترضخ بيوم من الأيام لمصيرها الذي وجدت نفسها بين براثينه منذ كانت طفلة
وهو جلاّدها الذي قضى نصف عمره يروّضها للرضوخ تحت طاعته
من سيفوز في نهاية المطاف؟
هو
أم هي؟

نغمة هزت عرش الشيطان رواية ستأخذك برحلة الى أعماق شخصياتنا الذين يعيشون صراعات نفسية تتبلور برفض الطبيعة التي نشؤوا عليها منذ الصغر والتمرّد على قوانينها.
تسلط الضوء على أطفال تم خطفهم وتنشئتهم كي يكونوا جواسيس وقتلة مأجورون وبائعي هوى
فيكبرون ليجدوا أنفسهم بمواجهة العالم الخارجي بكل ما يحتويه من أهوال
فيبقى السؤال، من سيغلب،
فطرتهم أم تنشئتهم ؟


امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-20, 05:03 PM   #3

نوارة البيت

? العضوٌ??? » 478893
?  التسِجيلٌ » Oct 2020
? مشَارَ?اتْي » 2,845
?  نُقآطِيْ » نوارة البيت is on a distinguished road
افتراضي

رواية جديدة لامل القادري؟

نوارة البيت غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 08-12-20, 01:09 PM   #4

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

ألف مبروك على روايتك الجديدة
متى مواعيد تنزيل الفصول


نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-20, 05:30 AM   #5

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الأول



شردت بفكرها خارج النافذة المطلّة الى الغابة قابضة على حاجب النافذة الخشبي بقوّة حتّي تيبّست أناملها من إنحباس الدماء فيهما، تحاول أن تحجب صوت دوڤينا عن إختراق أسماعها.
لقد ملّت، ملّت من سماعها وعتابها وتأنيبها، وما همّها هي، فاليفعل بهنّ ما يشاء، أوليس مصيرها من مصيرهن؟
اليست محبوسة هنا مثلهن؟
الم تصل اليه كطرد كحالهن؟
مباشرة من دار الأيتام اليه، تمّ تبنيها من قبل زوجين لطيفين ظنّت بهما خيراً، فرحة بأنّها حصلت على فرصة جديدة بحياتها، أخذوها من الميتم وسافروا بها خارج البلاد، كانت وقتها في التاسعة من عمرها.
لقد تمّ خداعها، لتكتشف لاحقاً بأنّه تمّ تبنيها من قِبل الشيطان نفسه.
« نغم، الم تسألي نفسك لماذا ما زلت لم تخرجي الى العمل حتّى الآن، ما السبب الذي يميّزك عنّا جميعاً في هذا المكان؟»
غامت مقلتيها تشاهد الغابة تتراقص أمام ناظريها المشوّشة تهزّ برأسها برفق! لا إنّها لا تعلم السبب، ولا تريد أن تعلمه.
لقد أكملت التاسعة عشرة منذ أيّام معدودة بحيث مرّت سنة بحالها على إكمالها السنّ القانونية التي تخرج فيه الفتيات بمهمات عمل، وبالرغم من هذا ما تزال تنتظر، تنتظر بخوف من القادم.
مع أنّه يخبرها دائماً بأنّها الأفضل في كل شيئ، بأنّها مميزة، ولكنّه حتّى الآن لم يسمح لها بالخروج من هذا المكان الذي وجدت نفسها فيه بعد أن إستيقظت من غفوتها عندما كانت على متن الطائرة القادمة فيها من بلدها.
إستيقظت هنا، وما تزال هنا، لا تعرف إسم البلد الذي أحضروها اليه، لا تعرف إسم المنطقة التي تسكن فيها منذ عشرة سنوات، ودائماً تجد دفعات جديدة من الفتيات والفتيان تأتي وتذهب، منهم يكونوا ضعفاء البنية لا يتحمّل جسدهم ضغط التدريب والعقاب والحياة في هذا المكان، فيمرضون ويموتون، أو ينتحرون، أو يتم بيعهم بعد أن يصبحوا جاهزين لتولي المهمات التي تتنوّع بحسب هوية وطبيعة عمل الشاري، وهي ما تزال تنتظر مصيرها المجهول.
«إنّه يثق بك، يثق بك في مكتبه، في جناحه، حول مفاتيحه وهاتفه وأوراقه، جدي طريقة للخروج من هنا»
التفتت نغم اليها ترمقها شذراً، حائرة بأمرها، تتسائل عن السبب الذي يدفعها الى حثّها للهرب، وما سرّ إهتمامها المفاجئ بها.
فسارعت دوڤينا بالتبرير لحظة لاحظت نظرة الشك عندها« أريدك أن تستغلي الفرصة قبل أن تغرقي بوحول المهنة، قبل أن يرسلك بأوّل مهمة وتعودين منها إمّا قاتلة أو عاهرة أو أسوأ من ذلك » همست لها بنبرة متعاطفة.
فهتفت بها نغم بنبرة يشوبها العجز واليأس « وهل تعتقدين بأنّ جناحه ومكتبه ليسا مراقبين بالكاميرات كحال المنشأة بأكملها، أوتعتقدين بأنّي خاضعة لتلك الدرجة كي لا أحاول أن أجد ثغرة تخرجني من هذا المكان، لقد حاولت كثيراً، كثيراً» هتفت بها قابضة على كفّيها بقوّة، تحاول كبح جماح غضبها المتصاعد تسترجع ذكرى كل محاولاتها العقيمة في الهرب من هذا المكان، محاولاتها الفاشلة التي لم تصل عبرها لخارج أسوار المنشأة.
عصرت عينيها باسطة كفّها المشتعلة على الجدار الإسمنتي بقربها، تستمد منه بعضاً من البرودة، علّها تطفئ النار المضرمة بعروقها.
لقد كان يعاقبها بنفسه في كلّ مرّة تحاول فيها الهرب، يقف قبالتها بجسده المهيب، تشعر بذبذباته الخانقة تخترق جسدها بعنف، يرمقها مطوّلاً بتلك النظرات المخذولة كسهام لاسعة مآثراً الصمت القاهر.
وهي كانت ترفض الرضوخ له، تبادله نظراته تلك بنظرات متمرّدة، تخبره عبرها بأنّها أبداً لن ترضخ، بأنّها ستواصل المحاولة الى أن تنجح يوماً ما، بأنّها لن تكون له ما يريد ولو كلّفها هذا الأمر حياتها.
وعندما يصل به المآل الى العجز عن إحتمال تمرّدها أكثر، يخلع حزامه الجلدي آمراً الجميع بالخروج، منهالاً بالضربات المتتالية على راحتي قدميها، متفادياً بقية جسدها، بحجّة أنّه لا يريد ترك أثاره المستديمة على بشرتها النقية كي لا يشوّه كمالها ذاك وبالتالي يخسر فيها مبالغ طائلة، ومن ثم يأمر بسجنها في الحبس الإنفرادي، عذابٌ بحد ذاته، غرفة صغيرة بحجم مترين عرضاً ومترين طولاً، لا نافذة ولا ضوء، ولا أحد تتحدّث اليه، ويتركها لأيّام وأيّام تعجز عن إحتسابها، ومن ثمّ يكافئ نفسه بعد ذلك بإحضارها مباشرة اليه بعد إخراجها من ذلك المكان المثير للجنون، بثيابها ذات الرائحة النتنة وشعرها المشعّث وحالتها المزرية، يأمرها بالوقوف أمامه ويكتفي بتأمّلها بصمت لقدر ترفض حسبانه تعدّ خلاله كل الأرقام التي تعرفها قبل أن يأمرها بالمغادرة من أمامه.
« لقد تمّ إحضار مجموعة جديدة من الأطفال، لقد رأيتهم البارحة عبر النافذة، تمّ إحضارهم عند الساعة الرابعة صباحاً، كلّهم أطفال تتراوح أعمارهم بين السابعة والتاسعة، أنت تعلمين مصيرهم اليس كذلك؟» أخبرتها دوڤينا تخرجها من سيل ذكرياتها التي تغذي روحها المتمرّدة بالمناضلة.
أثرت الصمت، عائدة بنظرها الى النافذة سارحة عبر الأفق، لقد كانت بمكتبه عندما وصله خبر وصول هؤلاء الأطفال الى البلد، وبأن القافلة التي تنقلهم ستصل الى المنشأة بعد منصف الليل.
« نغم، أريدك أن تشرفي على تدريب هؤلاء الأطفال؟» سألها يعيد الهاتف الى مكتبه الخشبي الأنيق، الذي يحتل مساحة لابأس بها من غرفة المكتب، يحتوي على حاسوبه النقّال، وملفات تتبدل بحسب حاجته ومتطلّباته، وبعض الأغراض للإستعمالات اليومية والدائمة من ثقّالة للأوراق، ذهبية اللون على شكل مدقّة، وفاتحة ملفات، على شكل خنجر ذهبي، ومقياس للوقت ذات حجرتين معبّأة إحداهما بالرمال الذهبية.
رفعت نغم بصرها اليه ترمقه بجمود، ما يزال على حاله منذ أوّل مرّة رأته بها، كأنّ السنوات لا تمرّ عليه، بملامحه التي لا تزيدها السنوات سوى وسامة ساحرة وقسوة مظلمةً، وجسدٍ صلب صدّ منها ضربات ولكمات لا تُعد ولا تُحصى، ولاقت منه ذات المعاملة.
جسدٌ منحوت بعناية، أجاد الإهتمام به على أكمل وجه، عبر الحميات الغذائية المناسبة والتمارين الرياضية القاسية التي صنعت منه سلاحاً فتّاكاً بحد ذاته.
رجلٌ في منتصف الثلاثينات لا يبدو عليه أنّه تجاوز الثلاثين، ببشرته الذهبية النقية التي يخفي معضمها بلحية شقراء مشذّبة بعناية، وعينين قاسيتين باردتين تذكّراها دائماً بأمواج البحر الغادرة، محاطتان بأهداب طويلة وكثيفة، نعم، إنّها لا تنكر بأنّ مظهره آسر للعين، ولكن ليست بالنسبة اليها، إذ تجد نفسها دائماً في كل مرّة تنظر اليه تغوص مباشرةً الى أعماقه المظلمة حيث ترقد حقيقته القبيحة والمثيرة للإشمئزاز.
أغلقت الكتاب الذي يجبرها على مطالعته بعنف هاتفة« لقد إنتهيت، أريد العودة الى غرفتي لو سمحت »
وقف قبالتها رافعاً حاجبه يرمقها بجمود، وهي إرتعشت مقلتيها تحذّراها من عاقبة وقاحتها التي تنتهي دائماً بعقاب، عاد بنظره الى الكتاب الذي أحضره لها مؤخراً« تقنية قراءة لغة الجسد سيكولوجياً»
« الم يعجبك مضمون الكتاب؟» سألها يقلّب بين صفحاته، يحاول أن يتغاضى عن تصرّفها المستفز.
«لقد مللت من الجلوس هنا، دعني آخذه الى غرفتي» حاولت معه، بالرغم من ثقتها بأنّه لن يسمح لها، إذ هذا النوع من الكتب غير مسموح تداوله بين المتدربين أو حتّى المتخرجين.
«لماذا تسألين بالرغم من أنّك تعلمين الإجابة نغم؟» سألها يعيد الكتاب الى الطاولة مصدراً صوتاً قوياً إثر إصطدامه بالطاولة يراقب ردّة فعلها بإهتمام.
صلابتها تفتنه، لم يرف لها جفن، لقد أتقن تدريبها، وخلق منها هذا المزيج الفريد من نوعه، قادرة على إحتواء مشاعرها بسهولة تامّة، عنيدة، مثيرة وقليلة الكلام، دقيقة الملاحظة تراقب محيطها وتحفظ تفاصيله وتخطط بخبث، قنبلة موقوتة، تعلم متى تنفجر محدثةً دماراً شاملاً دون أن تخلّف ناجين، ولكنّ هناك هذا الإصرار بعينيها الذي يثير قلقله، ذلك الأمل الذي تغذيه دائماً بتمرّدها، ذلك البريق الذي يلاحظه بشرودها، ذلك الحنين للماضي، إذ لم تتخلّص من نقاط ضعفها تلك سيخسرها، سيخسرها في أوّل مهمة يرسلها فيها، وهو لا يريد خسارتها، لا يريد أن يشعر بالفشل عبرها، خاصّة أنّه إستثمر فيها وإستنزف عليها الكثير من الوقت والمال، وإذ لم تدر عليه بالأرباح أضعافاً مضاعفة، لن يشعر بالرضى.
«ماذا قلتِ؟» سألها من جديد ينتظر إجابتها، ملاحظاً أنّها تعاني في البقاء هادئة.
« قلت لا» أجابته بسرعة مردفة بنبرة ساخرة« إلاّ إذ كنت ترغب منّي أن أعلّمهم كيفية الهرب من هذا الجحيم، سأكون أكثر من راغبة»
« اليس عليك أن تنجحي أنت أوّلاً بهذا الدرس قبل أن تعلميه للآخرين؟» أجابها بنبرة لا تقل سخرية عن نبرتها مثيراً تصاعد غضبها الذي كعادتها أتقنت إحتوائه بأعماقها دون عناء.
«يوماً ما سأفعل، وأنت تعلم ذلك اليس كذلك؟» أخبرته مردفة« ولهذا السبب بالتحديد، ما تزال خائفاً من إرسالي بمهمات »
ضيّق بها حدقتيه لاغياً المسافة بينهما، مهيماً عليها بطوله وعرضه يرمقها من أعلاه بإستنكار، وهي لم تتراجع ساكنةً بأرضها رافعة عنقها ترمقه بجمود، رافضة الخضوع، مع أنّها تعلم بأنّها من المستحيل أن تجرؤ على تحديه بهذه الطريقة أمام شهود، إذ عقابها حينها سيكون عسيراً، ولكنّها دائماً تستغل فترات إنفرادها به كي تحاول فرض سيطرتها الوهمية التي دائماً ينتهي أمرها بتهديد منه يعيدها لرشدها.
«ما رأيك بالليلة، سهرة عمل تنهيها في سرير أحد عملائي الذي أنا متأكّد بأنّه سيكون أكثر من مستعد لدفع مبلغاً مقتدراً مقابل مراهقةً عذراء كحالك»
وكعادته إستطاع قمع تمرّدها في الحال مسبّباً هروب الدماء من وجنتيها، إزدرد بلعابها الكثيف متسبباً لها بالغثيان، وكعادتها فضّلت الصمت على أن تتلفّظ بشيئ يثير غضبه فيحثّه على تنفيذ تهديده ذاك.
هزّ برأسه راضياً عن خصوعها لحظة أخفضت بصرها هامسة بنبرة أقل حدّة«هل تسمح لي بالمغادرة؟»
إبتعد عن دربها يفسح لها المجال لتعدّيه هاتفاً بها عندما وطأت مقبض الباب«الأسبوع القادم ستستلمين مجموعة من الأطفال للبدء معها»
ومن دون أن تلتفت اليه ومأت له مذعنة لطلبه وخرجت تغلق الباب خلفها بهدوء معاكس للبركان الذي يعتمل بروحها.
يريدها أن تشارك بالوحشية التي تعرضت لها منذ الطفولة، يريدها أن تكون اليد التي تبطش بهم وتجرّدهم من طفولتهم وتصنع منهم أسلحة فتّاكة لا قلب ولا روح لهم، مجرّد ألات صنعت للإطاعة مهما كانت طبيعة الأوامر الملقاة اليهم، يريد أن يجرّدها من ما تبقى لديها من إنسانية تحاول التمسك بها بكل ما أوتيت من قوّة وعزيمة.
يريد إتلاف ما حاولت الحفاظ عليه من نفسها لطوال تلك السنوات، وإذ نجح، عندها ستصبح مجرّد رقم من الأرقام المتعددة في هذه المنشأة.
**************************
زفرت أنفاسها بضيق وهي تنير الضوء بقربها ونزلت عن السرير، سائمة من المحاولات العابثة في حثّ نفسها على النوم.
تفقدت الساعة مكتشفةً أنّها الثانية والربع بعد منصف الليل، وبالرغم من أنّها تعلم بقانون منع التجوّل في أنحاء المنشأة في هذا الوقت الاّ أنّها لم تتردد في فتح باب غرفتها والتسلل منها ترمق كاميرات المراقبة بضيق، لن يغفلوا عن فعلتها، وبكل تأكيد سيخبرون عنها.
تركت الردهة التي تضم غرف المنامة تتجّه نحو قاعة الإجتماعات، قاعة كبيرة تتضمن عدداً من الطاولات المحاطة بمقاعد خشبية، وبعض الأرائك، وبعض أدوات الترفيه التي تعتمد على الحنكة والذكاء، من العاب طاولة وشطرنج وكرة سلّة وكرة طاولة، مكتبة صغيرة تحتوي كتباً مختارة بعناية تختص بتاريخ بلدان العالم أجمع والجغرافيا، اللغات، التجسس، جرائم القتل ورجال الأعمال.
كلّها كتب علمية تنتمي للحقول التي يدرسون تفاصيلها بدقّة منذ الصغر.
ذهبت مباشرة الى المخرج تتفقده بالرغم من يقينها بأنّها ستجده مقفل، ولكنّها أضحت عادة بالنسبة اليها، تفقد الأبواب والنوافذ التي تصادف دربها، علّها يوماً ما توفق بإيجاد إحداها مفتوح بإنتظار قدومها للهرب عبرها.
دفعت الباب ووجدته كالعادة مقفل، فركلته بقدمها الحافية بضيق صارخة بالكاميرا الموجودة فوقه بقهر« أحتاج لتنشّق بعض الهواء الطلق، أشعر بالإختناق»
جثت أرضاً تسند ظهرها اليه تتنفّس بعشوائية، تحاول تهدئة روع نفسها، تشعر بأنّها على حافّة الإنهيار، ستجن لو بقيت في هذا المكان أكثر، ولكن حتّى لو هربت، الى أين ستذهب، لمن ستلجأ وهي حتّى لا تعرف مكان تواجدها.
لقد حاولت مرّة إختراق الجدار الناري «firewall »الموضوع على أجهزة الحاسوب التي يعملون عليها، كلّها مراقبة، ذات نظام مشدّد، يقفل كلياً في حال حاولوا تجاوزه، يقفل مصدراً طنيناً رهيباً يحذّر البقية بأنّه تمّ محاولة تجاوز الجدار الناري، ويا ويلته الذي يضبط بهكذا محاولة، إذ أنّها جربّت النتيجة بنفسها.
حبست أنفاسها مجفلة لحظة سمعت أقفال الباب الذي تتكئ اليه تحل، رفعت وجهها مباشرة الى الكاميرا تراها تتحرّك بإشارة بأنّها مراقبة.
وبعد تردد دام للحظات مدّت يدها تتفقد المقبض يقفز قلبها من مضجعه لحظة وجدته مفتوح.
عادت بإنتباهها الى الكاميرا ترمقها بتساؤل،
هل هذه خدعة ما، أمّ حقّاً من يقف خلف شاشات الكاميرا أشفق على حالها يفسح لها المجال بالخروج؟
ولكنّها لم تطل التساؤل مقررة إستغلال هذه اللحظة مهما كانت النتيجة، خرجت تنزل السلالم قفزاً الى أن وصلت الى الطابق السفلي مسرعة الى الباب تتفقده بأنفاس متسارعة وقلب يتقافز بمضجعه، فلتكن مفتوحاً أرجوك، أرجوك،
همست ترجوه.
أدارت المقبض تتجهّم ملامحها بالخيبة عندما وجدته مقفلاً، رفعت بصرها الى الكاميرا الموجودة بالجهة المقابلة تنتظر منه أن يفتحه له، وعندما طال إنتظارها هتفت به بضيق«إفتح الباب، إيّاك وأن تكون نيّتك حبسي هنا، سأقتلك، أقسم لك بأنّي سأجدك وأقتلك»
إذ كان ولا بد من عقابها على مغادرتها الجناح فليكن على الأقل بسبب شافٍ، وليس لسبب تافه كهذا، فالتخرج على الأقل وتتمتّع بالهواء الطلق لبضعة لحظات قبل أن يأتي عقابها من أعماق الجحيم.
وعندما طفح كيلها توشك على فقدان صبرها، سمعت أقفال الباب تُحل، فأسرعت اليه تتفقده، وعندما فتح معها، إبتسمت بمكر تعود الى الكاميرا، رفعت وجهها اليها تتأكد بأنّه نال صورة واضحة لوجهها وشتمته شتيمة من العيار الثقيل بإشارة من إصبعها وخرجت تغلق الباب خلفها.
«أيّها النذل، لا بدّ أنّك كنت تستمع بمشاهدتي أفقد صبري معك، حقير» تمتمت تخرج من جناح المنشأة تزم شفتيها بغيض عندما رأت أين هي، تعتلي الخيبة ملامحها وهي تراقب الفسحة المحاطة ببناء المنشأة من جميع الإتجاهات، فسحة مربّعة تشبه الحديقة الصغيرة ببعض الشجيرات والأزهار، والمقاعد الخشبية.
فهي ما تزال ضمن بناء المنشأة كأنّها تقف بغرفة عالية الجدران من جميع الجهات ولكن الفرق الوحيد هو بأنّها من دون سقف، تفسح المجال للهواء الطلق أن ينتشر بالمكان.
جالت بنظرها حولها تراقب محيطها بنزق، الخروج من المنشأة يّعد إنجاز بحد ذاته، إنجاز لم تتمكن من تحقيقه حتّى بعد مضي عشر سنوات، تجد نفسها تركض بين قاعاتها وغرفها والسلالم، تدخل من مكان وتخرج من مكان ولا تجد مخرجها أبداً، كالمتاهة التي يستحيل حلّ معضلتها، إذ كل مخارجها التي تجدها، تكون عبارة عن وصلات تصل الأجنحة ببعضها، جناح العيادات التي تحفظ تصميمها عن ظهر غيب خاصّة أنّها أمضت فيها معظم فترة مراهقتها، جناح المتخرجين الذي ينتابها رهاب خانق كلّما فكّرت بأنّها قريباً ستنتقل اليه، جناح المتدربين الذي ما يزال زاك يرفض نقلها منه،
جناح الأطفال،
جناح التدريب، جناح زاكاري، جناح قسم المعلوماتية المكلفين بإدارة شؤون هذا المكان على أكمل وجه، والذي يبدو أن أحدهم الليلة يشعر بالضجر حتّى قرر المغامرة بروحه وفتح الباب لها للخروج من جناحها.
إذ علم زاك بالأمر سيقطع رأسه في الحال، ولما لا يقطع رأسها هي كذلك الأمر؟ تساءلت تجيب نفسها بسخرية تصف واقعها الأليم « آه، لأنّك جوهرة ثمينة كلّفته الملايين لصقلها والآن ينتظر الوقت المناسب لإسترجاع ما تكلّفه بإستثماره الفاشل فيك، قريباً سيكتشف بأنّه فشل بإختياره، علّه يعاقبك بقطع رأسك، بل سيعاقبك بتنديسك أيّتها الغبية، سيرسلك للعمل بإحدى الملاهي الليلية، راقصة وعاهرة وبائعة هوى»
تنهّدت بأسى تفرك ذراعيها اللذين إنتفضت شعيراتهما الدقيقة فأضحى ملمسهم كحبّات العدس تحت بشرتها.
«بكلا الحالات سيسترجع ما أستثمره فيك نغم، بكلا الحالات»
ذكّرت نفسها تعود أدراجها الى غرفتها، فكرها منهك وعقلها مرهق وروحها حبيسة جدران هذه المنشأة التي تظن بأنّها ستكون مقبرتها لا محال بيوم من الأيّام.





التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 19-12-20 الساعة 06:20 AM
امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-12-20, 07:48 PM   #6

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم إيدك على الفصل الرائع و بانتظار الفصل القادم لكي يتوضح الغموض الذي يحيط بنغم

نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 08:33 AM   #7

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير
نغمة هزت عرش الشيطان
الفصل الثاني


الظلمة حالكة من حولها، الغرفة صغيرة وخانقة، والصمت عميق يتسلل الى وجدانها بخبث، لقد تمرّدت من جديد، وتمّ إرسالها الى السجن الإنفرادي من جديد، حماقاتها التي في حينها تجدها ممتعة تغذّي عبرها كبريائها الممزق، لكنّها لا تلبث أن تنقلب عليها بقسوة بعد أن تضمحل لحظاتها الضئيلة.
قبضت على صدرها تشعر بنوبة الذعر تتصاعد من أعماقها قبل أن تنتشر بأوصالها، كاتمة على أنفاسها، وكأنّ الهواء قد سُحِب من الغرفة الصغيرة دفعة واحدة تاركين إيّاها تصارع لإرتشاف الهواء، إنّها تختنق، تختنق.....
إنتفظت من غفوتها المضطربة تشهق بعمق، تحاول ملئ رئتيها بالهواء، تتخبّط بين جدران كابوسها الذي يأبى مفارقتها.
نزلت عن السرير مسرعة الى نافذة غرفتها المفتوحة مسبقاً، إذ يستحيل أن تنام وهي مقفلة حتّى عندما يكون البرد قارس يصل أحياناً لتحت الصفر درجة مئوية خلال أيّام الشتاء، قبضت على قضبانها الحديدية التي يستفزّها وجودها إذ تذكّرها دائماً بالسجن البائس الذي يحتويها تتنشق بعمق فينساب الهواء البارد نحو رئتيها بقسوة ينبّهها بأنّها لم تعد حبيسة تلك الغرفة الصغيرة، بأنّها إستيقظت من كابوسها الذي يقيّد غفوتها، مصرّاً على تذكيرها بعاقبة حماقاتها التي بالرغم من كل هذا ترفض التخلّي عنها.


****************************


«ما بك، تبدين مكفهرّة المزاج اليوم» سألتها دوڤينا تراقبها بغموض، تقلّب بطعامها بإنعدام شهية، إذ لم تتذوق منه شيئ حتّى الآن مردفة بنبرة محذّرة«أنت تعلمين عاقبة الإنقطاع عن الطعام نغم، لذا من الأفضل لك دفع طعامك الى معدتك قبل أن يقرروا التصرف معك»
وكعادتها، منقادة خلف روح التمرّد التي تسيّرها كما تشتهي، وقفت من مكانها، حملت صينية الطعام، وذهبت بها الى سلّة المهملات، رمت محتوياتها على مرمى من أنظار الجميع الذين إكتفوا بمراقبة الحاصل بصمت كئيب.
من يجرؤ على رمي الطعام بتلك الطريقة؟ لا أحد
من يجرؤ على التمرّد والعصيان بتلك الطريقة؟ من عنده رغبة أن يتم تعذيبه الى حد أن يتمنى الموت ولا يجده.
هناك البعض يحاول التمرّد، ولكنّهم يتراجعون عن محاولاتهم بعد أن يتم ترويضهم وكسر عنفوانهم فيرضخون في نهاية المطاف، خاصّة عندما يجدون أنه لا جدوى من كل ذلك التمرّد والعصيان، غير أنّه يدر عليهم بالعقاب.
أمّا نغم، فهذه الفتاة غير البقية، كأنّها تتغذّى عبر العواقب التي ينزلونها بحقّها، دائمة التمرّد، لا ترضخ، ترهق المسؤولين بعصيانها، وخاصّة المكلّفين بمعاقبتها على أفعالها تلك.
لم تلبث أن رمت طعامها بسلّة المهملات حتّى وجدت أحد الحرس بوجهها، رجل ضخم البنية، أسمر البشرة، بملامح غليظة ومخيفة، يرتدي بنطالاً أسوداً وكنزة قطنية سوداء، قبعة ونظّارة سوداوتين وسلاحه المعتاد الذي هو عبارة عن عصا مطاطية ضربة منها تقسم الظهر وتفقد التوازن ومسدس صاعق كهربائي، طلقة منه تشل الجسد، آه، ونعم، لقد جربتهما كلاهما، لعدد لا يحصى من المرّات.
وقف بوجهها يشير لها أن تتقدمه، فإبتسمت له إبتسامة صفراء ترمقه بملل ملبيّة طلبه دون تعنّت.
تبعته منهالة عليه بسيل من الأسئلة المستفزة، غير مكترثة لعاقبة تصرّفها،
« هل أنت جديد هنا، أم أنّه تم نقلك حديثاً الى جناحنا؟» سألته لا تتوقع منه إجابة مردفة « ما إسمك؟، بكل تأكيد تملك إسم، اليس من المفروض أن تعرّف عن نفسك قبل أن تبدأ بتوزيع أوامرك»
صمتت للحظات تستمتع بتأثيرها عليه تدرك أنّه يعاني من إبقاء نفسه هادئاً، يبدو عليه أنّه قنبلة موقوتة قابلة للإنفجار بأي لحظة، فإستغلّت حالته تلك تصبّ الوقود فوق جمراته الكامنة.
«هل نشأت هنا، أم أنّك قادم من سجن ما؟ هل أنت مجرم؟هل أنت قاتل؟ أم مغتصب، أم إرهابي أم جاسوس، أم ماذا؟» إنهالت عليه بالأسئلة المتتالية محقّقة مرادها بسهولة مطلقة، مثيرةً تصاعد غضبه الذي فشل في إحتوائه فإستدار اليها بإندفاع ولكنّه قبل أن يعي ماذا يحصل من حوله تملّكه المّ شلّ حركته، بدأ بين ساقيه وصعد نحو أسفل بطنه تركه عاجز عن الإستقامة بجسده تنخطف أنفاسه من رئتيه دفعة واحدة، وقبل أن يفوق من نوبة الألم تلك كانت الّلكمات تتوالى عليه، بين ساقيه، على ظهره، معدته، ومن ثمّ جذبت عصاه تكمل عليه.
« نغم » أتى الصوت من خلفه هو
« نعم» أجابت صاحب الصوت بنبرة ضجرة تحرر العصا من قبضتها، فوقعت أرضاً مصدرة صوتاً ضعيفاً، نفضت كفّيها بحركة مستفزّة كأنّها تنفض عنهما غباراً وهمياً وتعدّته ببرودة أعصاب، ولا كأنّها السبب بمصابه، وهو أجبر جسده على الإستقامة يحاول لملمة ما تبقى من كبريائه المهدور، يدّعي بأنّه لم يتأثر بغدرها له بتلك الطريقة،
حقيرة،
لم يكن يتوقّعها بتلك الصلابة والسرعة والمرونة، لقد نالت منه قبل أن يعي ماذا يحصل من حوله.
«حارسك ذاك، ضعيف، مجرّد شكلٍ مخيف ومضمونٍ خاوي» أخبرته بنبرة ساخرة، وقف قبالته رافضة الهرب من نظراته المحذّرة والصارمة.


« عد الى عملك مايك» أمره مبقياً التحام مُقَلَيهِما، مآثراً الصمت، يرمقها بنظرات غامضةٍ بقدر ما تُربكها بقدر ما ترفض أن تخضع لها، تتساءل دائماً عن مغزاها إذ دائماً يقابل أعمالها الحمقاء بصمت مرفق بنظراته تلك، نظرات باردة وغامضة تلتهم ملامحها.
هل يحاول سبر أعماقها؟
هل يحاول أن يحفظ تفاصيلها؟
حسناً إذ كان هذا هدفه، أما حلّه فعل من بعد كل هذه السنين ؟


هل يحاول أن يكتشف ما إذ تغير بملامحها شيئ ما بين يوم وآخر؟
يكون غبياً إذ كان هذا ما يحاول فعله، لأنّها من المستحيل أن تتبدل ملامحها بين يوم وآخر.


كتّفت ذراعيها تنتظر تعليقه تشعر بكيانها يتزعزع تحت منظاره.
«لقد كنت أدافع عن نفسي على فكرة» بررت له علّه يرحمها من عذاب النظرات المبطّنة تلك.
« تدافعين عن نفسك لأي سبب بالتحديد؟» زجر بها
« كان سيهاجمني» أخبرته بنبرة واثقة مردفة« وإذ كنت لا تصدقني تفقد كاميراتك»
« هل أنت واثقة بأنّك تريدين منّي أن أتفقد الكاميرات » سألها يتحدّها مزعزعاً ثقتها، تتذكر ما فعلته الليلة الماضية، إذ إكتشف ذلك سيعاقبها هي والجندي المجهول الذي فتح لها الباب، ولكنّها سرعان ما إحتوت نفسها رافضة إظهار إرتباكها تسأله مبدّلة الموضوع برمّته«لماذا أرسلت بطلبي؟»
«إتبعيني »
أمرها يتقدّمها نحو المصعد الذي لا يملك بطاقة إستعماله سواه والنخبة من العملاء الموثقين، الذين يعملون تحت إمرته مباشرة.
ولي العهد، الذي منذ سنوات قليلة كان يعمل تحت إمرة والده الذي كانت نادراً ما تراه، إذ أنّ زاكاري كان المسؤول الأوّل عن قسمها وما يزال حتّى بعد أن تولّى مسؤولية باقي الأقسام من بعد وفاة والده.
طلب المصعد مستعملاً البطاقة الذهبية التي إنعكس بريقها بمقلتيها تحلم باللحظة التي ستتمكن من إقتنائها، هذه البطاقة ستخوّلها حريّة التنقل داخل المنشأة وحتّى الخروج منها.


« متى سيحين موعد إستلامي بطاقة كتلك؟» سألته هامّة بجذبها من بين أنامله فأبعدها عن مرماها معلّقاً بنبرة ساخرة « ومن أخبرك بأنّك ستسلمين واحدة؟»
« أنا أخبرت نفسي، الا تعتقد بأنّي سأستحق واحدة يوماً ما؟» أجابته رافعة أنفها بشموخ، تطعنه بكبريائها المتمسّكة به منذ طفولتها، هذه العربية المتفاخرة، قريباً وقريباً جداً سيكسر أنفها ويمرغ كبريائها هذا بالطين.
عندها فقط سيشعر بلذّة الإنتصار عليها.


« أنتِ؟» سألها بإستخفاف يرمقها بنظرة مستفزة مردفاً« دعيني أثق بك أوّلاً في العمل بالميدان وبعدها إبدأي بالحلم بالحصول على إمتياز الموظّفة الموثوق فيها المرشّحة لإقتناء البطاقة الذهبية» توقف المصعد وفُتحت فلقتيه فاسحاً لهما المجال لمغادرته فأشار لها بالخروج يتبعها مردفاً « وفي كِلا الحالات، ما حاجتك لمفتاح يخوّلك التنقل بين الأجنحة يا أنسة؟»
زجرته بنظرة مشتعلة تزفر أنفاسها بضيق، كلامه يستفزّها بحدّة، راغبة بركله ولكمه كما فعلت مع مايك المسكين، ولكنّها أكثر من يعلم بأنّها ستخرج الخاسرة الوحيدة بمعركتها تلك، إذ بالرغم من التمارين المكثّفة التي تقوم بها يومياً لم تتمكن حتّى الآن من التغلّب عليه بأي طريقة.


وقفت أمام المصعد تتلفّت حولها بتساؤل فأتى صوته من خلفها.
« الى اليمين » وتعدّاها.
تبعته« ما هذا المكان؟ »
سألته مستغربة الديكور والألوان والأثاث، الذي يختلف تماماً عن بقية الأماكن بالمنشأة، ذات أرضية خشبية رمادية داكنة اللون، وجدران مطلية باللون الأبيض الناصح، وأثاث شكله والوانه محببة للعين وكأنّها تنادي الناظر اليها بأن يلقي بجسده بين أحضانها ويسترخي من عناء نهاره.
تنشّقت بعمق لحظة وصل بها الى المطبخ وهناك، وقفت متسمّرة بأرضها وهي تراقب إمرأة طويلة ونحيلة الجسد، بشعر أشقر معقود خلف رأسها تقف أمام الموقد تقلّب .....
« فطائر محلاّة » صاحت نغم بعفوية تتذكر المرّة الوحيدة التي تناولت فيها الفطائر المحلاة.
المرّة الوحيدة التي شعرت فيها بالسعادة المطلقة، بأنّها تنتمي لعائلة، عائلة ما لبثت أن حصلت عليها حتّى تخلت عنها، عائلة وهمية، إستيقظوا صباح يومهم الأوّل كعائلة وصنعوا الفطائر المحلاّة قبل أن ينطلقا بها الى المطار الذي قادها الى هذا المكان بحيث إنتهت طفولتها حتّى قبل أن تبدأ.


«آه، سيّد زاكاري، جيّد أنّك لم تتأخر، هل ستفطر هنا؟»
سألته المرأة تلتفت اليه ترمقه بنظرات دافئة، وهو تعدّاها غافلاً عن نظرتها الشغوفة تلك مباشراً بسكب بعض الفطائر، وضع فوقها شراب القيقب ذات الرائحة المسيّلة للّعاب مثيرة شهية نغم التي لم تبرح مكانها بإنتظار معرفة سبب إحضارها الى هذا المكان الغريب.
« هل هذه عميلتك الجديدة التي سأتولّى تدريبها؟»
سألته تراقب نغم بتفحّص
« نعم، إنّها مهمتك الجديدة، تعرفين تماماً ما عليك تدريبها عليه إذ عليها أن تكون مستعدة للمهمة بغضون أسبوع واحد لا أكثر»
« ماذا؟»
سألت نغم متفاجئة من الحديث الذي يدور بينهما، هل يتحدّثان عنها؟ هل حان وقتها؟ ولكنّ على ماذا سيتم تدريبها؟


«سأمرّ عليكن مساءً كي أستلم تقريرك عنها» أخبر المرأة يولي إنتباهه لنغم يخاطبها بنبرة محذّرة« أسبوع واحد نغم، إمّا تنجحين وإمّا تفشلين»
وصل اليها يقف قبالتها حاجباً عنها المرأة التي ما تزال واقفة عند الموقد تصنع الفطائر المحلاة.
دنا منها ببطئ تشعر بنظراته كمغناطيس يجذبها للغوص فيهما، ولأوّل مرّة بحياتها، يقتحم زاكاري مساحتها الخاصّة، يتخطّى حدود لم يتخطّاها من قبل، لدرجة بدأت تشعر بحرارة أنفاسه تلفح بشرتها عابقة رائحة أنفاسه المشبّعة بالفطائر المحلاّة وشراب القيقب بحواسها.
حبست أنفاسها تحدّق بعمق عينيه اللتين أنتقلت أنظارهما نحو شفتيها هامساً مقابلهما« لا تخيّبي ظنّي بك نغم وتجبريني على بيعك الى وحشٍ يمثّل العجائب بك قبل أن يرميك ببئر من القذارة لا تخرجين منه لا خلال حياتك أو حتّى بعد موتك »
وإبتعد بكل هدوء، بعد أن بعثر كيانها مسبّباً تصاعد غثيانها المقزز،
تكرمشت ملامحها شاكرة بأنّها لم تفطر صباحاً والاّ كانت تقيّأت عليه دون شك.
تبعته بنظراتها المشتعلة يعود أدراجه من حيث أتى، شيطان قبيح القلب والروح، يوماً ما ستستمتع برؤيته يتلضّى بنار الجحيم التي ستصنعها له بنفسها.
« لا تدعيه ينال منك بتلك الطريقة» أخرجها من حلم اليقظة صوت المرأة من خلفها فإستدارت اليها ترمقها بجمود فأردفت الأخيرة« إنّه يحاول أن يبعثر مشاعرك، إيّاك وأن تقعي بفخّه، لا تنسي أبداً بأنّك مجرّد عميلة لديه، يحتفظ بك من أجل مصلحة وعندما تصبحين عاجزة عن تلبيتها سيرميك دون تردد»


« وهل هذه النصيحة لي أم لك؟»
سألتها نغم بنبرة مستفزّة أجفلتها، مسبّبّة تسمّر الأخيرة مكانها لبرهة قبل أن إحتوت نفسها عائدة لعملها بهدوء تام ترد على مهاجمة نغم لها.
« نصيحة لك لأنّي لا أرغب لك معاناتي، لقد كنت بمثل سنّك عندما بدأت أحلم به، متوهّمةً بأنّي مميزة، غرّتني معاملته الفريدة التي كان يخصّني بها، حتّى وصل بي الأمر بالإدّعاء أمام الجميع بأنّه مغرم بي»
أخبرتها بنبرة جريحة حاولت تضليلها بضحكة جافّة، أطفأت الموقد ونقلت طبق الفطائر التي كانت تصنعه الى الطاولة.
رفعت بصرها المضطرب اليها هامسة « الى أن صدمني بالصميم، أرسلني بمهمة خاصّة كي أفقد عذريتي، والمهمة الثانية كي أفقد إنسانيتي، والمهمة الثالثة صنع منّى وحشاً متعطّشاً للدماء، وتوالت المهمات، وأنا أقوم بها بطيبة خاطر فقط من أجل إرضائه، عطشة لمدحه ونيل رضاه» صمتت للحظات تشغل نفسها بترتيب الأطباق، تحاول لملمة شتات مشاعرها مردفة بنبرة ساخرة «أنا المفضلة، أنا الوحيدة التي يثق بها بمهمات بتلك الخطورة والأهمّية وأنا كنت أنفش ريشي كالطاووس المتباهي بجماله ومميّزاته الى أن وقعت رأساً على عقب، والآن أتى دورك »
ضحكة ساخرة هربت من عقال نغم تفكّر بينها وبين نفسها، حرصة على أن لا تزل بالكلام أمامها، إذ هناك إحتمالين لا ثالث لهما هنا، إمّا أنّها غبية لدرجة أنّها أخطأت بقراءة بواطن المواجهة التي حصلت بينهما منذ لحظات، وإمّا أنّها تحاول إيقاعها بالكلام وتتسبب بمعاقبتها من قبل زاك، لأنّها بكل تأكيد لا ترى فيه سوى رجل نذل وسادي، أناني لا يهمّه الاّ مصلحته، وهي بكل تأكيد ليست غبية كي تظن بأنّها مميزة لأنّه يميّزها بمعاملة خاصّة تتضمن طرق تعذيبية مبتكرة من قبله في كل مرّة تتمرّد عليه.
ضحكت من جديد بإشمئزاز هذه المرّة تقول « الست خائفة من أن أذهب اليه وأخبره بما تخبريني به، الست خائفة من عقابه لك، لربما أفعل ذلك من أجل كسب ودّه ورضاه»
سألتها بإنفعال، تستنكر ظنّها بهما بتلك الطريقة الشاذّة، تلحظ هروب الدماء من وجنتين الأخيرة ميقنة بأنّها خائفة منها، خائفة من أن يستبدلها زاك بها، يتخلّى عنها من أجلها هي.
« وحتّى لو فعلتِ، لن يغيّر ذلك شيئ من مصيري، لقد إنتهى زاك منّي والآن هو يدربك لتأخذين مكاني»
أخبرتها بالأمر الواقع، مثيرة فقدان توازن الأخيرة، مذعور من كلامها، هل حقاً حان دورها؟
حان وقت خروجها من قوقعتها الى عالم الواقع وتطبيق ما تدربت عليه طوال تلك السنوات!
الفكرة بحد ذاتها سرقت أنفاسها وهزّت أوصالها.
وبخطى صغيرة ثابتة إقتربت من الطاولة تحتمي بها، جلست اليها تقبض على حافتها بكلتا كفيها، تشعر بالخذر ينال من أناملها، سحبت بضعة أنفاس متحشرجة تحتوي عبرها ذلك الجزع الذي بدأ يتسلل بخبث الى صدرها.
أوّل مهمّة
عندما يتم إرسالها بمهمّتها الأولى سيتم نقلها من جناح المتدربون الى جناح المبتدئون .
جناح جديد بوجوه جديدة!


أجفلت تعود للحظة عندما دفعت فيرونيكا الطبق ناحيتها تقول بنبرة متعاطفة
«كلي»
رفعت نغم بصرها المضطرب اليها فتابعت الأخيرة« لا نملك الكثير من الوقت، ومن هيئتك تلك أظن بأنّي أحتاج لأكثر من أسبوع لتهيئتك لمهمتك الأولى»
تغضّنت ملامح نغم، تعبق رائحة الفطائر بأنفها مسبّبة غثيانها، تشعر بالإشمئزاز، ما عادت ترغب بها كفطور مميز.
دفعت الطبق من أمامها تسألها« هل لديك معلومات عن طبيعة مهمتي الأولى؟»
ومأت فيرونيكا تقول « نعم، مهمة شبه مستحيلة كي تنفذ من قبل مبتدئة، فكيف بها إذ كانت مهمتك الأولى على الإطلاق؟ أظن بأنّ زاك يرغب لك الفشل الذريع، والمصيبة إذا فشلتي ستخسرين كل شيئ»
بالحقيقة أن كلامها ذاك لم يفاجئها، إذ زاك حقاً يراهن على فشلها، فهو ينتظر اللحظة التي ستفشل بها كي يستشف منها لكل لحظة تمرّد وعصيان قذفته به منذ تولّى مسؤولية تدريبها في هذا المكان.


*** *** ***



التعديل الأخير تم بواسطة Gege86 ; 23-12-20 الساعة 10:53 PM
امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 22-12-20, 10:13 AM   #8

تلوشه

? العضوٌ??? » 334542
?  التسِجيلٌ » Jan 2015
? مشَارَ?اتْي » 199
?  نُقآطِيْ » تلوشه is on a distinguished road
افتراضي

اشكرك جدا جدا لان روايتك مكتوبة و ليست في غلاف 💋💋💋💋💋💋

تلوشه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 26-12-20, 12:48 AM   #9

نور الدنيا

? العضوٌ??? » 341
?  التسِجيلٌ » Dec 2007
? مشَارَ?اتْي » 1,548
?  نُقآطِيْ » نور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond reputeنور الدنيا has a reputation beyond repute
افتراضي

تسلم يدك عزيزتي على الفصل الرائع
يا ترى ما هي المهمة التى سيعطيها زاك لنغم 🤔
بانتظار الفصل القادم على أحر من النار


نور الدنيا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 29-12-20, 11:12 PM   #10

امل القادري

كاتبة في منتدى قصص من وحي الاعضاء


? العضوٌ??? » 403898
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 455
?  نُقآطِيْ » امل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond reputeامل القادري has a reputation beyond repute
افتراضي

الفصل الثالث


سكبت فيرونيكا القهوة بفنجانين ووضعت أحدهما قبالة زاك الذي يتفحّص بعض الأوراق وجلست على الأريكة المجاورة، إرتشفت قهوتها ببطئ تتأمّل تفاصيله بتمعّن، تشعر بنبضات قلبها تتسارع من مجرّد عبق رائحته المنعشة بأنفها وحواسها، إذ نعم، بالرغم من أنّها متأكدة بأنّه أبداً لا يمزج المتعة مع العمل، وبأنّ علاقتهما الجسدية أبداً لم تتخطى حدود الجسد، الاّ أنّها لطالما سعت لكسب مودّته، ولكنّه أبداً لم يعرها إهتماماً من ذلك النوع......
تنهّدت بعمق تحتوي حسرتها بأعماقها، بالمكان المعهود الذي دفنته فيه منذ زمنٍ طويلٍ ولّى، تنحنحت بهدف جذب إنتباهه تقول « فتاتك تلك، لا أظنها جاهزة لمهمّة بتلك المواصفاة، فأنا أجدها بريئة جداً، عودها ليّن...أ...»
وصمتت تغصّ بالحروف لحظة رفع بصره عن أوراقه يرمقها بنظرات باردة تحمل بين طيّاتها تحذيراً، فتنحنحت تبرر« إنّها، إنّها عذراء، كيف تريدها أن تقوم بإغواء رجل متمرّس وهي حتّى لم تقبّل رجلاً من قبل»
أعاد زاك الأوراق الى الطاولة بهدوء وهبّ من مكانه يملس بنطاله الذي إرتفع عن كاحليه بسبب جلوسه، واجهها يتأمّلها ببرودة جمّدت أوصالها قبل أن جذبها من ذراعها سالباً شهقة مذعورة من بين شفاهها، أوقفها قبالته يخاطبها بنبرة هادئة جداً
« ما الذي تحاولين القيام به فيرونيكا، هل تسعين لتسريع وقت هلاكك، أم أنّك نسيتي نفسك ومرتبتك بهذا المكان؟»
هزّت برأسها ترتعش تحت قبضته تتمتم بأنفاس متحشرجة« أسفة، أسفة، لم أقصد، أنا فقط، فقط قلقة على المهمة، خطأ بسيط منها، سيتسبب لنا بمصيبة نحن بغنى عنها»
شدّد من قبضته حول ذراعها يشذرها بنظراته، ثمّ عاد وحرّره دون سابق إنذار مسبباً تقهقرها عدّة خطوات قبل أن إعترضتها الأريكة، فتهاوى جسدها فوقها، عاد زاك اليها يقبض على عنقها حابساً عنها الهواء، دنا بوجهه من وجهها يلفحه بأنفاسه المشتعلة، حدّق بعمق عينيها لبرهة بعثرتها بكل كيانها، دنا أكثر يهمس لها« فيرونيكا، أنت تلعبين بحظّك، منذ متى تناقشيني بقرارتي»
« لأنّي، لأنّي خائفة عليك»
زمّ شفتيه يحذّرها« لا تدخلي بمتاهات أنت بغنى عنها، نفّذي الأوامر ولا تتدخلي بقراراتي»
ولكنّها لم ترضخ لتحذيره تردف بأنفاس متحشرجة «لا أريدها أن تورطّك إذ فشلت المهمة، دعني أذهب مكانها، لماذا لا تريدني أن أذهب أنا؟»
« فيرونيكا» هدر بإسمها يحرر عنقها، تراجع عنها، يفسح لها المجال للملمة شتات نفسها، تعتدل بجسدها، لملمت خصال شعرها المتبعثرة تسأله بنبرة مجروحة« لماذا عزلتني عن القيام بالمهمات الخارجية، فأنت لم تعيّني لمهمة منذ أشهر عديدة، كأنّك، كأنّك....»
إستدار اليها يواجهها، جال بنظراته المشتعلة فوق جسدها لبرهة قبل أن قال«كنت أظنك أذكى من أن تتجرأي وتفتحي معي هذا الموضوع بالرغم من أنّك تعلمين عواقبه»
نعم، إنّها تعلم عواقبه، ولكنّها لن تقبل بأنّ تنتهي حياتها الميدانية بهذا الشكل، أن ينتهي بها الأمر مجرّد مدربة تقوم بإعداد أمثال نغم، وهي من إستثمرت الكثير من نفسها وروحها وكيانها في سبيل أن تصبح الأفضل ميدانياً،
خسرت الكثير
وتخلّت عن الكثير
حوّلت نفسها لقاتلة بدماء باردة
تنفّذ أوامره دون مناقشة أو تردد
والأهم من كل ذلك
لم تفشل بمهمة كُلّفت بها لطوال تلك السنوات،
لماذا، لماذا يريد أن يحيلها للتقاعد وهي ما تزال قادرة على تنفيذ المهمام دون تعقيدات؟
لماذا تشعر بأنّه يحاول تدمير تلك المسكينة قبل حتّى أن تبدأ، كأنّه يجبرها على الوقوف على حافّة الهاوية ويسألها أن تدفع بنفسها نحوها؟
إنّها متأكدة بأنّ نغم ليست جاهزة للمهمة التي سيكلّفها بها، ليست مستعدة لها نفسياً أو حتّى جسدياً، والمصيبة تكمن إذ فشلت ستفضح أمرها أمر المهمة التي تولتها.

*** *** ***


قلّبت نغم بأوراق الملف الذي سلّمها إيّاه زاك منذ أيّام تعيد دراسته للمرّة التي لا تذكر عددها، كي تظمن بأنّها لم تغفل عن أي معلومة حتّى لو كانت بسيطة أو صغيرة،
خاصّة أن كل معلومة في هذا الملف تُعد أساسية
عقدت حاجبيها بعبوس وهي تراقب الصور المرفقة به، صور للهدف مع فتيات متعددة، بأوضاعٍ مخلّة.
قلّبت بها تتأمّل صورة له وحده، يرتدي بدلة رسمية فاخرة، يخرج من المطار حاملاً معه حقيبة سمسونايت حديثة الطراز، متطورة الكترونياً، ومن طريقة تعلّقه بها تشير على أنّها تحتوي على معلومات قيّمة خطيرة.


رجل أسيوي في الثالثة والخمسين من عمره، بشعر متماوج بين الأسود والفضّي، قصير القامة، ممتلئ الجسد، بنظراتٍ ثعلبية ماكرة.


أعادت الصور الى الملف بعناية وإستلقت على ظهرها فوق السرير، شبكت أناملها خلف رأسها تراقب سقف الغرفة التي تشغرها منذ ستة أيام بشرود، تفكّر بكلام فيرونيكا ونصائحها....
لا يمكنها أن تنكر بأنّ هذه المهمة تثير فزعها، خائفة من كل خطوة عليها أن تقوم بها، لأنّها إذ فشلت في إغوائه هذا يعني بأنّها فشلت في مهمتها قبل أن تبدأها،
فشلها في إغوائه يعني فشلها في حثّه على إصطحابها الى جناحه، حيث اللعبة الحقيقة ستبدأ من هناك...........


*** *** ***


لم ترى شيئ،
حرفياً لم ترى شيئ من الطريق الذي أتت به من مبنى المنشأة الى هذا المكان المغلق كذلك الأمر، ركبت بشاحنة مغلقة لا نوافذ لها، ومنذ ثمّ تم إيداعها في هذا المكان النائي، بنوافذه مغلقة بعازل للضوء، وأبوابه موصدة بأقفال غير الكترونية تحتاج لمعدّات خاصّة لفضّها.
« اللعنة!» شتمت بغيض تحوم حول نفسها كعصفور سجين يشعر بأنه على وشك الإنفجار.
لقد كانت تضع أملها بأكمله بهذه المهمات، ظنّاً منها بأنّها عندما تغادر المنشأة ستتمكن من إكتشاف محيطها، وبالتالي وضع خطة محكمة للهرب من ذلك الجحيم، ولكنّها الآن إكتشفت بأن الأمل الوحيد الذي كانت تتمسك به لطوال تلك السنوات، تتحلّى عبره بالإيمان والأمل بأن يوم الحريّة سيأتي لا محال ليس سوى وهم يتخبط فوق شطآن الخذلان، وبأنّها أبداً لن تجد خلاصها الذي كانت تصبّر نفسها لطوال تلك السنوات من أجله.


واجهت الباب تلملم شتات غضبها الهادر بجوفها عندما سمعت الأقفال تُحل، فُتح ودخل منه الرجل الذي تولّى عملية نقلها الى هنا، من ثيابه عرفت مرتبته، إنّه من الحرس المتمرسين، أقوياء، أشداء، بقلوب ميتة حرفياً،
دخل عليها يحمل صندوقاً كبيراً بين يديه، وضعه على الطاولة المجاورة يقول، «لديك نصف ساعة لتجهزي نفسك، سننطلق بعدها مباشرة»
ومأت له ترمق الصندوق بفضول، تعلم بأنّه يحتوي على الفستان والحذاء وأدوية التبرج الذي ستسعملهم لمهمتها تلك، لقد أخبرتها فيرونيكا بأنّها ستستلمهم بنقطة ب.
إنتظرت حتّى خرج الحارس وفتحت الصندوق تتفقد ما بداخله، حملت الفستان الأحمر الناري المطعّم بالأحجار الصغيرة الناعمة تتماوج تحت الضوء ما بين الأحمر والأسود.
بلا أكمام
بياقة منخفظة
وملمس ناعم
رائع! فكّرت بينها وبين نفسها تعبس عندما لقحته على جسدها مكتشفة قصره المبالغ به، بالكاد سيغطي مؤخرتها.


عظيم!
همست تسارع الى المرآة، تباشر بوضع مساحيق التجميل كما تعلّمت خلال الأسبوع الماضي من فيرونيكا، كحلة سوداء حادقة عريضة، رموش إصطناعية كثيفة، أضفت على عينيها التي غطت لونهما العسلي بلون أزرق سماوي رونقاً جذّاباً، أحمر شفاه فوق شفتيها المنتفختين حمرته تضاهي حمرة فستانها، وأخيراً شعرٌ أشقر قصير.


إرتدت الفستان والحذاء ووقفت أمام المرآة تتأمّل إمرأة غريبة مختلفة كليّاً عن نفسها، لا تشببها بشيئ، يستحيل التعرّف عليها بأنّها هي، ولكنها بذات الوقت تبدو إمرأة جذّابة، رخيصة ولكن جذّابة، من شأنّها أن تلفت الأنظار.


تنهّدت بعمق بالتزامن مع فتح الباب وظهر منه الحارس يقول« هل أنت مستعدة؟»
ومأت له وخرجت خلفه الى مرآب مغلق كذلك الأمر، ركبت الشاحنة المغلقة من جديد وإنطلقت الى المجهول.
رفعت إصبعها تتأمّل الخاتم الذي البسها زاك إيّاه يقول« إذ إنتهى بك المطاف دون أن تتمكني من إستعمال محتوى ما يتضمنه هذا الخاتم، إعلمي بأنّك لا تملكين خياراً سوى الإستسلام له جسدياً»
حذّرها يرمقها بنظرات قاسية أرسلت قشعريرة سميكة على طول عامودها الفقري،
أي أن تلعب دور العاهرة مقابل الحصول على المعلومات المطلوبة.
وقتها عضّت على لسانها كي لا تفتح فمها بتعليق يتسبب لها بعقاب، فإكتفت بالإيماء له والهرب من أمامه الى غرفتها.
فيرونيكا أخبرتها بأنّها عاجلاً أم آجلاً عليها أن تقوم بتلك التنازلات خلال مهماتها، بأنّ المرّة الأولى هي الأصعب، ومع الوقت ستعتاد.
بالحقيقة إنّها لا تحكم على فيرونيكا،
لأنّها أكثر من يعلم بأنّه لا أحد داخل المنظمة يملك حق الإختيار،
ولكنّها بذات الوقت ترفض أن تقوم بهكذا تنازل!
أمّ أنّها ستجد نفسها بنهاية المطاف تتنازل؟
إنتفضت شعيرات بدنها إستنكاراً لتلك الأفكار المثيرة للإشمئزاز، تعد نفسها بأنّها ستقاوم الإنزلاق بذلك الجرف الى النهاية،
لن تفعلها،
حتّى لو كلّفها ذلك حياتها.


ملست على حجر خاتمها الأسود بتملك تهمس« أرجوك لا تخذلني وتعيدني ذليلة الى زاك اللعين، سأقتل نفسي قبل أن أسمح لذلك العجوز بسلبي الشيئ الوحيد الذي أشعر بأنّه ملكي، بأنّي أملك حق المحافظة عليه لنفسي»


*** *** ***


حدّقت به بتساؤل تدّعي البلاهة عندما إقترب أحد حارسيه الشخصيين يطلب تفتيشها قبل أن تدخل المصعد معه، فهمس العجوز يقول بلهجة ثقيلة« إنّه الروتين يا صغيرتي، دعينا نتأكد بأنّك لا تحملين أسلحة إضافية»
عقدت حاجبيها تجف الدماء من عروقها، عندما ذكر أسلحة إضافية فبرر بنبرة ماكرة يقبض على فخذها بتملّك « أسلحتك الطبيعية كافية لإيقاع جيشٍ بأكمله صريع مفاتنك»
أجبرت ملامحها على الإسترخاء ترسم إبتسامة باردة فوقها تفسح المجال للحارس بتفتيشها،
تصارع نفسها على البقاء هادئة.........
تدرك بأنّ كل التقنيات والتدريبات القاسية التي تعلّمتها منذ طفولتها، ذهبت مهبّ الريح عند أوّل إمتحان فعلي، مكتشفة أنّ الفرق شاسع جداً بين التدريب في المنشأة وتنفيذ المهام على أرض الواقع،
أثناء التدريبات توقن بأنّه مهما أشتدّ الأمر عليها ستخرج من محنتها بأقل خسائر ممكنة، أمّا هنا عليها أن تتجرّد من إنسانيتها، مشاعرها، قيمها، وتتحوّل لمجرّد آلة تنفذ الأوامر بتجرّد تام


فتح باب المصعد وفسح لها المجال بالدخول قبله، فغصبت ملامحها على رسم إبتسامة متلاعبة وتجاوزته تتمايل بمشيتها، ترتّب هندامها الذي عبث به ذلك الحارس اللعين، تشعر بالإشمئزاز والحقارة، تشعر بملامساته كلسعات أسيدية تحرق وتترك خلفها تشوّهاً مستديماً.
لقد نجحت بأوّل قسم من مهمّتها، الآ وهي إغوائه وحثّه لدعوتها الى جناحه،
بحيث كان عملها يقتصر على تقديم الضيافة لهم بعد أن إنتهى من إجتماعه السرّي المغلق مع بعض المندوبين، فدخلت عليهم بهيئتها السافرة تتدلل أمامه للفت إنتباهه وترك إنطباع لديه، بأنّها على أتم إستعداد لتلقّي دعوته في حال رغب بها.


وهو لم يتوانى عن التواقح عليها بتمرير كفّه على طول ساقها لحظة إقتربت منه تقدم له المشروب الذي طلبه، للوهلة الأولى إنتابتها الرغبة بنزع كفّه وتمزيق ذراعه ولكنّها سرعان ما إحتوت نزعتها تلك وإبتسمت له تسأله ما إذ كان يحتاج لشيئ آخر فطلب منها أن تنتظره في الخارج، لريثما ينتهي من ما يفعله ويتفرّغ لها.


عضّت شفّتها تراقبه يدخل بطاقة ذهبية تخوّله الدخول الى جناحه مباشرة عبر المصعد، تتذكر بطاقة مماثلة تتمنى لو أنّها تحصل عليها.
« فاتنة» هتف الرجل بلهجة ثقيلة يجذبها لصدره فضحكت بخلاعة تتذكر تنبيهات فيرونيكا لها« إيّاك أن تجعليه يشعر بأنّك لست براغبة، إيّاك أن تتمنعي عنه، سيشك بأمرك في الحال، سيقتلك دون إفساح المجال لك بتبرير نفسك، لأنّه بمجرد أن شك بأمرك لن يتركك تغادرين جناحه على قيد الحياة »
فحاولت الإسترخاء بين ذراعيه تقاوم رغبتها بالتقيّؤ عندما قبّل شفتيها لبرهة ينزل ناحية عنقها، أخذت بضعة أنفاس تحتوي عبرها صراعها الداخلي تشتم زاك بكل الشتائم المدوّنة والغير مدوّنة.


فُتح باب المصعد وخرج بها الى جناحه الفسيح يتوجّه مباشرة الى الخزانة، فتحها تشاهده يخرج من جيبه عود الذاكرة الثمين ويضعه بخزنة صغيرة، أقفل باب الخزانة وعاد اليها يبتسم لها بتوعّد، وهي إدّعت بأنّها تولي المشرب كامل إنتباهها تسكب له مشروباً، وضعت فيه محتوى الخاتم وسكبت لنفسها آخر تقول« دعنا نشرب نخب لقائنا»
مهمّتها الآن أن تسرق تلك المعلومات بخبث ودون مضاعفات وتخرج من جناحه دون أن تترك أثراً خلفها،
معلومات ليس من شأنها أن تعرف محتواها، إذ عملها يقتصر على سرقتها وإيصالها الى زاك، الذي بدوره عليه أن يوصل تلك المعلومات الى المصدر الرئيسي الذي عيّنه لإحضارها.


زاك هو الآخر مجرّد وسيط يقوم بتنفيذ المهام المطلوبة للذين يعلونه منصباً .....


والآن كل ما عليها القيام به هو أن تقوم بسرقة تلك المعلومات دون أن تترك أثراً خلفها، ودون أن تنتبه الضحية بأنّه تم العبث أو سرقة ما بحوزته من معلومات، والاّ ستصبح تلك المعلومات معدومة القيمة كليّاً.


قدّمت له المشروب تراقبه يأخذه من يدها ويضعه على المنضدة دون أن يتذوق منه رشفة حتّى.
راقبته يباشر بخلع سترته فحذائه يفك أزرار قميصه تغص بلعابها،
مستحيل أن يعاندها الحظ الى هذه الدرجة، ستهلك هي ومهمتها إذ لم يتناول محتوى المشروب.


سارعت بلملمة شتات نفسها وإقتربت منه، أعادت اليه كأسه تقول بنبرة مجروحة « يبدو أن لقائنا لا يعنيك حتّى ترفض تناول نخبه»
وإذ به يصدمها بأخذ كأسها من قبضتها، ردّه الى حنجرته يرتشف محتواه دفعة واحدة، أعاده الى المنضدة وقادها ناحية السرير يقول« ها أنا شربت نخب لقائنا، دعيني أرى هل يستحق الأمر أم لا»


وعند تلك اللحظة أدركت بأنّها فقدت اليد العليا،
ومهمّتها الأولى سيوشم فشلها بروحها قبل جسدها
وعندما القى بثقل جسده فوق جسدها يحاول تجريدها من فستانها، تمتزج ذرّات عرقه المثير للإشمئزاز بأثير جسدها.
هل يا ترى ستشعر بالألم وهي تموت؟
أم ستشعر بالسكينة أخيراً؟
حسناً، لن تعرف الجواب الاّ إذ عاشت تلك اللحظة التي تدرك تماماً أنّه لا تراجع عنها.
فالموت لا عودة منه
حتّى إذ لم يعجبها ما ستجده هناك
ولكن الموت مهما كانت نتيجته، سيبقى أرحم لها من أن تخسر شرفها وروحها للشيطان
وعند ذلك القرار دفعته عنها
مقررة أن تقاوم
وليقتلها
أو تقتله
نعم
لا يهم



التعديل الأخير تم بواسطة noor1984 ; 30-12-20 الساعة 03:08 AM
امل القادري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:31 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.