الفصل الخامس،،،،،،،
تُمّ ماذا..؟!
أنا هنا بجانبك سأصبح ضماداً لجراحك وإن كلفني الأمرُ لو وضعتُ جراحك في قلبي بدلاً عنك سأجبرُ قلبك حتى وإن كان قلبي يتوه من ألمهِ وسأكون الحضن الذي يتسِعُ لك ولهمومك أركل كل ما يؤلمُك على صدري اترك لي ثقل شعورك علىٰ كتفي اتركه لي وكن أنت بأمان فقط...........
ركض بخفه ورفعها عن الأرض قليلاً سندها لصدره امسك نقابها يريد ابعاده لكن يدها ابعدت يده بوهن وهي تتمتم بضعف
:- ابتعد.... اتركني فقط لا تلمسني
شد يده بقوه واستغفر بهمس وهو يرفعها بين يديه متجاهل هذيانها المستمر، وطلبها منه أن يبتعد عنها، وضعها على السرير في غرفته وصرخ بهم
:- احظرو ماء بارد بسرعه
اقترب منها يريد ابعاد نقابها للمره الثانيه بعدما توقفت حركتها وهذيانها تماماً لكن من منعه هذه المره كانت والدته وهي تقول بهدوء
:- اخرج من هنا جابر انا ساهتم بها
نظر اليهم من حوله والده الواقف مقربة الباب عيناه لم يزحها عن زينب والدته الواقفه بجانبه وأختيه.... أعاد نظره لزينب وحدق فيها لثواني قبل أن ينهض من مكانه ويغادر الغرفه والمنزل بأكمله، لن يلحق بزيد فقد اخبره ان هنالك طارئ منعه من اللحاق بهم، اخرج هاتفه من جيب بنطاله وكتب لأخته " اذا تعبت أكثر أو حدث شيء اتصلي بي"
أعاده لمكانه ورفع عيناه للسماء يتذكر كل ما حدث معه اليوم
يتذكرها
ابنة عمه وزوجته التي لا يعلم عنها شيء، كل ما تمر ذكرى وقوعها وحمله لها بين ذراعيه
يشعر برجفه قويه تسري في جسده، رائحتها عالقة به، ارتجافة جسدها مرر يديه في شعره وهو يزيح هذه الأفكار من راسه قبل أن يقع في مالا يريده فهي مجرد عابرة في حياته،
لا مكان لها عنده...........
واقف مكانه لا يعلم اهو واقع ما حدث معه، كيف ومنذ متى ايعلم جابر انها هنا؟!
سألته كثيراً عنها ولم يجب يوماً إلا بأنهم بخير! نظر حوله لا يعلم ما يفعل واين يذهب
يجب أن تعود معهم إلى المدينه
اقترب من احد العاملين في المنظمه وسأله عن راشد دله على مكانه فتحرك بخطوات سريعه قاصد راشد يجب أن يفهم
وجده واقف بمفرده غارق في بؤس لم يفهم سببه اقترب منه وهو على حاله سارح في البعيد لا يعي شيئاً من حوله امسك بكتفه وهمس " راشد"...
التفت له بسرعه وتمتم
:- زيد هذا انت
:- ومن تريد أن يكون!
قهقه راشد بقوه وقال وهو يحاول إيقاف ضحكاته
:- لو تعلم فقط
كان زيد يراقب ملامحه بغرابه لا يفهم ما يقصد ولا وقت له لحل الغاز راشد الكثيره
تنحنح قليلاً قبل أن يقول بجديه
:- ابنة صلاح الحربي الكبيره هنا
التفتت له راشد بسرعة البرق وحدق في عيناه بأمعان يبحث عن ماذا! لا يعلم لكن كيف تكون هنا؟
تابع زيد قبل أن يعلق راشد
:- قبل قليل سمعتها تخبر احد العمال انها ابنته وهي تريد العوده للمدينه لكنها ما ان رأتني غادرت ولا أعلم إلى أين
تبادل الشابان نظرات طويله كل واحد منهم عاجز اكثر من الاخر عن فهم ما يحدث معهم تحدث راشد قائلاً
:- نتصل بجابر ربما الإجابات لديه
نظر له زيد قليلاً وأشاح بنظره يحدق في البعيد بفكر شارد وتمتم
:- حاولت الوصول له لكنه مشغول وأعتذر عن اللحاق بنا
:- حسناً مصعب!
تنهد زيد وغادر من أمامه قائلاً
:- تحدث معه انت سأذهب لأعلم أين تعيش وابحث عن اخبار عنها
......................
عاد جابر بعد منتصف الليل ،المنزل يعمه السكون حدق في ارجائه بغرابه يشعر بفراغ كبير يجتاح روحه، كل ما مر بباله منظرها وهي تقع على الأرض دون حراك
يشعر انه يود ان يحطم كل شي ،
فتح باب غرفته ووقع نظره على سريره الواسع الخالي منها،
جلس بطرفه وهو يمرر يده على المكان الذي وضعها عليه ،
يشعر ان رائحتها عالقه فيه،
نهض كالملذوع وهو يبعد يده، ماهذا جابر الى أين تاخذك أفكارك
مابك ياهذا الا تعلم من هي انها ابنة صلاح الحربي تذكر هذا،
خرج من الغرفه قاصداً الحديقه،
ولكنه توقف مكانه ينظر لوالده الخارج من الغرفه المقابلة له، بجانب غرفة ابيه، ماذا يفعل هناك!
اهي غرفة زينب وأبي يطمئن عليها؟!
ربما عقله يعلم الجواب لكن قلبه امره بالذهاب إلى هناك..
اقترب منها وفتح الباب ببطء ونظر داخله إلى السرير البسيط
بشراشفه البيضاء الناعمه إلى النائمه عليها!..
اقترب بخفه وهو يغلق الباب ورائه دون صوت... حدق بالغرفه بنظره تقييميه يحاول فهم شخصية ماتسمى بزوجته من خلال كل ما يتعلق بها....
لا يعلم لما تثير فيه الفضول لهذه الدرجه لم يتوقف عن التفكير بها
منذ ألتقاها صباحاً....
لماذا كانت في عقلة فكرة أخرى عنها.... كل فكره انه سيجد فتاه ضعيفه كسرها العار من فعلة والدها تخجل منه ولكن تتمسك به..... لم يخطر بباله ان تتجاهل وجوده ولا يجدها اول يوم له في الوطن......
جلس على طرف سريرها ورفع يده ببط يريد أن يرى ملامحها
كان ضوء الابجوره الخفيف ينعكس على وجهها ليرسم صورة لن ينساها ولن تبتعد عن خياله ابد الدهر....
قرب يده من وجهها ومسح بخفة على ملامحها يستشعرهن اغمض عيناه عندما تمسكت بيده وضعتها تحت خدها وهي تهمس
"أبي"
أفكاره منذ الصباح ومنضرها والوقت وأيضاً وضعه المربك لا يساعده،
يعلم انه يجب أن يخرج حالاً من غرفتها ربما هي زوجته وحلالاً له إلا أن ضميره يأنبه لانه يستغفل ابيه وهي لا تعلم أيضاً...
كان عقله يأمره بالرحيل فوراً
َولكن ليس كل ما يريده المرء يدركه
رفع الغطاء عنها بخفه ونام بجانبها وهو يقربها من صدره بخفه ابتسم على شكلها وهي تضمه وتتمتم بكلمه واحده
"أبي". يتخيل ردة فعلها ان صحت الان ووجدت نفسها نائمه في حضنه ما ستكون ردة فعلها!؟
غضن جبينه وهو يلاحض وجود بقعه حمراء خفيفه تحت اذنها ابعد شعرها قليلاً يريد أن يعلم ما هي.. لكن حركتها جمدته وهي تدير ضهرها له ضحك بخفه ولسان حاله يقول
هنيئاً لك ياجابر نومها ثقيل....
ضحك قليلاً وكتم صوته وهو يدفن وجهه في شعرها
ويحاوط خصرها بذراعيه يقربها له أكثر ان استيقظ قبلها سيخرج وان كانت نشيطه اكثر منه ووجدته نائم معها! فلتفعل ما شأئت لا يهم يريد أن ينعم بها بين يديه الان فقط......
..............
دخلت المنزل وهي تشعر ان قدماها لم تعد تقوى على حملها..
أزالت نقابها بسرعه تحاول التقاط أنفاسها.... عيناها تدور في أنحاء المكان كأنها غير واعيه
لما حولها...... تشعر انها عادت سنوات للخلف عيناه ونظراته ذكرتها بكل خسائرها....
تذكرت والدها مرض والدتها ضياع عادل منها......وترك اختها الصغيره لتواجه مصير مجهول من بعدها......
:- ما بكِ يا ابنتي
رفعت نظرها للخاله التي تركتها بجوار والدتها بعد جملتها القلقه
تنفست بعمق وهي تهدى نفسها وقالت بصوت حاولت أن تجعله هادى وطبيعي الا انه خرج مرتجف واهن
:- لا شيء يا خاله شكراً لكِ أشغلتك عن عملك
ابتسمت المرأءه بطيبه واقتربت منها ربتت على خدها بلطف وهي تقول :- واجبي يا ابنتي أعذريني الان عليا المغادره
قبلت جبينها واعتدلت بوهن خارجه وأضافت قبل أن تغادر الباب
:- ان احتجتي شيء لا تخجلي اطلبي مني فأنتي بمقام ابنتي
شكرتها رحيق مره اخرى بأمتنان واقتربت من والدتها النائمه لا تعي شيء من حولها...... يجب أن أعود انتهى وقت الركود الان الضعف والخنوع لا وقت له يجب أن اعود من أجل امي وأبي وإخواني... ساعدني يا الله
**************
شعرت براحة كبيره وهي تشعر بملمس بارد على جروحها الملتهبه..... جسدها كله يؤلمها لا تعلم كيف أصبحت على فراشها وفي غرفتها......
بعد أن تركها ماهر مرمية على الأرض ولم يستطيع عادل
مساعدتها على النهوض.... نامت في بقعتها على الارض وربما فقدت الوعي؟... لا تعلم...
فتحت عيناها بوهن وراقبت عادل الواقف بعيداً...... عيناه عليها ودموعه عالقه في حدقتيه
الواسعه..... لا تعلم اي سوء حظ
لهذا الفتى ليقع معها في مآساتها الطويله..... آآه ونت بضعف وعلمت ان زوجها يداوي جروحها التي سببها هو لها......هو من ادخلها الغرفه ووضعها على الفراش اذن سمعت صوته يأمر عادل بالانصراف والانتظار خارجاً قليلاً...... اغمضت عيناها عندما بدا بنزع باقي ملابسها يتفحص جسدها وأثار الضرب
ويضع مرهم يهدي التهاب جروحها ويقلل من وجعها.......
تعلم انه يفقد اعصابه فيضربها وعندما يعود إلى رشده يحزن لأجلها ويحاول تعويضها..... ولكن إلى متى!!... لو ان لها أهل وسند لما تجرأ كل مره ان يعيد تصرفاته تساقطت دموعها بضعف وهي تستشعر قبلاته على جروحها وهمسه لها بالأسف.......؟
مسح على خدها يحاول إيقاف سيل دموعها...... وهو يمطرها بعبارات الأسف والحب والغرام
لكن هل تفيدها كلماته!؟
اتشفي جروحها اتعيد روحها للحياه هل تطيب كرامتها ويشمخ كبريائها بكلمات لا قيمة لها امام عمر من الأفعال؟
لو بيدها الوصول لأحد من قرايب والدها ما تحملت ذله يوماً واحداً لكن من لها غيره!.....
**************
:- هل وجدتها!.... ام علمت شيء عنها؟
صحى زيد من سرحانه وهو يلتفت لراشد المقبل عليه تنهد وهو يعيد عيناه ينظر للأفق البعيد قائلاً
:- اجل لقد عرفت أين تعيش ومع من لكن حياتها مليئه بالالغاز التي لا أجد لها تفسيراً ولا أعلم كيف وصلت الى هنا!.....
جابر لا يجيب ومصعب أيضاً وانا أشعر أن بودي قتل أحدهم.....
تنهد راشد وهو يقف بجانبه تماماً وقال بهدوء
:- بعد اعتقال صلاح الحربي
هجم بعض الثائرين على منزله،
زينب كانت في مدرستها
لحق بها جابر وحافظ على سلامتها، لكنه تأخر بالنسبة للاخرى....
اختفت رحيق مع والدتها وأخاها الصغير ولم يعلم عنها احد شيئاً
حتى اختها.....
امسكه زيد بتلابيب قميصه وهو يصرخ بجنون
:- لما لم يخبرني أحدكم بهذا....
دفعه عنه بغضب وهو يصرخ به بنفس الطريقه
:- ماذا كنت لتفعل اكثر منا ترفض السفر وتضحي بحياتك وانت تبحث عنها لقد بذلنا جهدنا لكن لم ينفع شيء القدر رسم حياتكما هكذا، تعقل يازيد فلا احد راضي بما حدث
زفر زيد بقلة حيله وهو يمسك راسه بيديه ويشتم بغضب
صمت الاثنان كلاهما غارق في أفكاره قبل أن يتمتم زيد
:- انا ذاهب إلى منزلها ستعود معنا إلى المدينه
:- دعني انا اذهب إليهم ربما تعرفت عليك رحيق!
تمتم زيد ببرود وهو يغادر
:- ليس ربما هي عرفتني لا محاله انا ذاهب إليهم وسنعود إلى المدينه اليوم لن يبقو في هذا المكان اكثر.......
**********
يجلس في صدر المجلس بهيبه وغرور لا تليق الا به، بجانب والده وأعمامه وفي الجهة الأخرى أثنان من عيال عمومته الكبار، غمز له أحدهم وهو يكز الذي بجانبه بابتسامة تسليه، لكنه لم يعر نظراتهم اهتمام واشاح بنظراته عنهم، تحدث احد الرجال بوجه بشوش وابتسامة فخر وسعاده لم يحاول اخفائها....
حياك ياولدي ادخل معي
ابتسم له بوقار ونهض بشموخ يرافق من يسمى عمه ووالد زوجته، التي لا يعلم عنها شيء ولم يهتم يوماً كل ما اراده في من ستكون امرأته...... ابنة أصول ونسب يفخر به وأخلاق وعلم
لم يسأل عن الجمال يوماً ولم يفكر في عمر محدد..... عندما أخبرته والدته انها ستخطب له ابنة يحيى الغادر لم يعترض او يهتم بتفاصيل اي كانت.......
والدها رجل خلوق معروف بأصله وشهامته وكرمه وجوده....
وهذا يرتبط بأبنته....
ادخله مجلس عربي رغم بساطته أنيق ومرتب بشكل جميل....
كانت هناك مجموعه مكومه من النساء لابسات الاسود ومتغطيات بشكل كامل لا يُرى لهن طرف......
عدا واحده واقفه بابتسامه بشوشه رحبت فيه وباركت له
وسمع عمه يعرفه بأنها عمته.......
سلم عليها وهو يسألها عن حالها ولم يزح عيناه عنها او يلتفت بطرف عينه ولا بدافع الفضول
بعد السلام والسؤال عن الحال ابتعدت وهي تسحب فتاه من خلفها وتحاول تثبيتها امامه وتبتسم له ابتسامه كرتونيه وهي تقول بتبرير
"انها خجوله قليلاً"
ابتسم بثقل وقبل راسها المنحني وعيناها بالأرض ارتجفت من اخمص قدميها إلى راسها
وهو يقول لها " مبارك يا منى "
ردت بهمس لا تعلم اوصله ام لا وهو سمع همس لا يعلم مامعناه
الهمسات حوله كثيره
اهي من كومة السواد ذاك.....؟!
تشبثت بوالدتها بقوه عندما سمعتها تقول" هيا يا فتيات لندع العروسين قليلاً بمفردهم
**********
ارتجفت بقوه بعد أن نهرتها والدتها بهمس
وغادرت مع الجميع بقت هي ومن اسمه زوجها......
سمعت صوته الهادى يقول
:- الن تدعيني للجلوس!؟
تنحنحت وهي تطلب منه الجلوس تشعر ان بودها البكاء من الاحراج الذي تشعر به...
عم الصمت المكان ولم يقطعه أحدهم قررت رفع عيناها لتعرف ماذا يفعل رفعت راسها قليلاً
ولكنها اخفضته بقوه وهي تلعن...
نفسها عندما وجدته يتفحصها
ولم يزح نظراته عنها....
لم تتوقع أن عيناه عليها هكذا
تذكرت همس البنات عندما وصل وهن يراقبنه ومن معه.....
لم تصدق عيناها ان ذاك
زوجها هي!
لا تعلم لما صنعت له صوره مخيفه في خيالها
من حديث اخوانها عن شخصيته
العدائيه وصعبة المراس...........
توقعت شخص بلطجي لا يمت للتحضر بصله لكن الجالس الا جوارها، كل ما فيه يصرخ
بالنبل والفخامه شكله الكامل
ملابسه الانيقه، رائحة عطره الفخمه ربااه لا تعلم ما الذي أصابها
كأنها اول مره تقابل رجل....
في حياتها.... اوليس هذا الواقع!!
تصنمت عندما تحدث معها قائلاً
:- هذا هاتفك الجديد وخط أيضاً....
الا ان كنتي تريدين الاحتفاظ برقم هاتفك القديم،
لا مانع لدي، سجلت لكِ رقمي اتصلي بي ان احتجتي شيء....
لم تجب لم تدري ما تقول صمتت كما فعلت منذ وصوله...
وقف فوقفت معه بأرتباك سألها ان كانت بحاجه لشيء لكنها لم تجيب أيضاً سواء بهزة راس.....
تنفي حاجتها لأي شيء
عندما خرج من الغرفه وهو
ينادي بأن يفسحو الطريق امامه سمحت لنفسها بالانهيار جالسه وهي ترتجف خجلاً
تذكرت حديثهم كاملاً وضحكت
وهي تهمس لنفسها
:- لابد أن يفسخ لا محاله حمقاء وغبيه ما يفعل بكِ؟!
**********
فتحت عيناها بكسل رمشت قليلاً تحاول أستيعاب ماهي عليه !!
انها في غرفتها..... لكن!
هنالك شخص ينام بجانبها صرخت برعب وهي تسحب نفسها من السرير.....
وقفت وهي تلهث تراقب جابر الذي استقام من الفراش ينظر لها بصمت وترقب.....
صرخت بعنف
:- لماذا انت هناا
رفع حاجب متضاهراً الاستغراب من سؤالها وهو يقول
:- زوجتي متعبه وبقيت بجانبها طوال الليل.... وعندما استفاقت لم تشكرني..... ليس هذا فقط بل وتصرخ بي دون احترام!
بهت وجه زينب وهي تراقب ملامحه تبحث عن الاستهتار .....
لكنها لا توحي الا
بجديته...... صمتت لا تعلم ما تقول ولا تعلم مضهرها هكذا ما يفعل بقلبه ومشاعره....
ضياع نظراتها احمرار خداها انفعالاً..... وشعرها الثائر معها
همست بضياع تحاول صياغة جمله مفهومه
:- غادر من هنا ياجابر، ارحل من حيث جئت...... وطلقني
رفع نظراته بحده فيها ولم يعلق
بينما تابعت هي قائله
:- لا يحق لك ابداً، تعدي خصوصياتي وأقتحام غرفتي،
ولم يكن من حقك ضربي، ولا الصراخ بي، زواجنا لا يعني اي شي صدقني هو لا يعنيني ولن يكون يوماً، لن اسمح لك بأهانتي وأذلالي مره اخرى، والكف الذي ضربتني سيعود لك بطريقتي أعدك،
انت لم تعلم من هي زينب الحربي بعد
صمتت لثواني جسدها كله متحفز بانفعال
تراقب نظراته المصدومه ربما!
مستغربه لا تعلم أشارت لباب الغرفه وهي تقول..
:- اخرج الان من غرفتي غادر، والا قسماً بالله ان أغادر انا ولو
بقيت في الشارع....
بقي جابر محتفظاً بصمته قبل أن يتحرك بأتجاه الباب ببرود وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الرياضي وقبل خروجه قال ببرود
:- انا لن اطلقك يازينب لا تحلمي بها ابداً الى عندما اقرر انا،
خرج وأغلق الباب ورائه بسكون وبقت زينب المذهوله عيناها على الباب وهي تهمس
:- سنرى اقسم بمن احل القسم الا تهنى بانكساري طويلاً...
*********
استيقظت بتعب وهي تنظر لوالدتها النائمه بسكون......
التفتت بأتجاه الصوت القادم من الخارج انه نداء وبأسمها؟
خرجت لفناء البيت الصغير وهي تسمع النداء يتكرر دون ملل...
عادت للداخل بسرعه اخذت شالها الكبير المعلق بجانب الباب لفته على شعرها وتلثمت بطرفه
وخرجت مسرعه
فتحت الباب قليلاً وحدقت بمن ينادي هكذا
وقفت مشدوهه وهي تراقب زيد الذي صمت فور ان رآها.....
سيطرت على ذهولها وهي تقول بعنف
:- ماذا تريد الا تعلم انه منزل نساء فقط لا رجال فيه ام هذا مطلبك وما تمليه عليك أخلاقك؟
راقبت تبدل نظراته للغضب ومن ثم السيطره للبرود وهو يقول بجديه كأنه يامرها
:- أتيت لأخبرك ان تجهزو اغراضكم سنعود للمدينه اليوم
كانت عيناها تحدق في عيناه بصمت لثواني تتمنى ان ترى
ما يخبره به عقله وكيف يفكر
وقالت أخيراً بجمود
:- ولما سأعود معك؟
ما الذي يضمن لي أن اصل للمدينه بسلام مع شخصاً مثلك؟
توقعت غضبه وربما صراخه بها والرحيل وحتى الاهانه الا انه تنهد وهو يقول
:- لن أكون بمفردي،
راشد معي وانتي لستي وحدك لتخافي ان التهمك وجبة للعشاء...
ردت مباشره ببرود وجمودها المعتاد
:- سأذهب مع راشد اذاً
التفت زيد مغادر وهو يقول جهزو أنفسكم ساعه
ونتحرك
******
انتهى قراءه ممتعه 🤍
تُمّ ماذا..؟!
أنا هنا بجانبك سأصبح ضماداً لجراحك وإن كلفني الأمرُ لو وضعتُ جراحك في قلبي بدلاً عنك سأجبرُ قلبك حتى وإن كان قلبي يتوه من ألمهِ وسأكون الحضن الذي يتسِعُ لك ولهمومك أركل كل ما يؤلمُك على صدري اترك لي ثقل شعورك علىٰ كتفي اتركه لي وكن أنت بأمان فقط...........
ركض بخفه ورفعها عن الأرض قليلاً سندها لصدره امسك نقابها يريد ابعاده لكن يدها ابعدت يده بوهن وهي تتمتم بضعف
:- ابتعد.... اتركني فقط لا تلمسني
شد يده بقوه واستغفر بهمس وهو يرفعها بين يديه متجاهل هذيانها المستمر، وطلبها منه أن يبتعد عنها، وضعها على السرير في غرفته وصرخ بهم
:- احظرو ماء بارد بسرعه
اقترب منها يريد ابعاد نقابها للمره الثانيه بعدما توقفت حركتها وهذيانها تماماً لكن من منعه هذه المره كانت والدته وهي تقول بهدوء
:- اخرج من هنا جابر انا ساهتم بها
نظر اليهم من حوله والده الواقف مقربة الباب عيناه لم يزحها عن زينب والدته الواقفه بجانبه وأختيه.... أعاد نظره لزينب وحدق فيها لثواني قبل أن ينهض من مكانه ويغادر الغرفه والمنزل بأكمله، لن يلحق بزيد فقد اخبره ان هنالك طارئ منعه من اللحاق بهم، اخرج هاتفه من جيب بنطاله وكتب لأخته " اذا تعبت أكثر أو حدث شيء اتصلي بي"
أعاده لمكانه ورفع عيناه للسماء يتذكر كل ما حدث معه اليوم
يتذكرها
ابنة عمه وزوجته التي لا يعلم عنها شيء، كل ما تمر ذكرى وقوعها وحمله لها بين ذراعيه
يشعر برجفه قويه تسري في جسده، رائحتها عالقة به، ارتجافة جسدها مرر يديه في شعره وهو يزيح هذه الأفكار من راسه قبل أن يقع في مالا يريده فهي مجرد عابرة في حياته،
لا مكان لها عنده...........
واقف مكانه لا يعلم اهو واقع ما حدث معه، كيف ومنذ متى ايعلم جابر انها هنا؟!
سألته كثيراً عنها ولم يجب يوماً إلا بأنهم بخير! نظر حوله لا يعلم ما يفعل واين يذهب
يجب أن تعود معهم إلى المدينه
اقترب من احد العاملين في المنظمه وسأله عن راشد دله على مكانه فتحرك بخطوات سريعه قاصد راشد يجب أن يفهم
وجده واقف بمفرده غارق في بؤس لم يفهم سببه اقترب منه وهو على حاله سارح في البعيد لا يعي شيئاً من حوله امسك بكتفه وهمس " راشد"...
التفت له بسرعه وتمتم
:- زيد هذا انت
:- ومن تريد أن يكون!
قهقه راشد بقوه وقال وهو يحاول إيقاف ضحكاته
:- لو تعلم فقط
كان زيد يراقب ملامحه بغرابه لا يفهم ما يقصد ولا وقت له لحل الغاز راشد الكثيره
تنحنح قليلاً قبل أن يقول بجديه
:- ابنة صلاح الحربي الكبيره هنا
التفتت له راشد بسرعة البرق وحدق في عيناه بأمعان يبحث عن ماذا! لا يعلم لكن كيف تكون هنا؟
تابع زيد قبل أن يعلق راشد
:- قبل قليل سمعتها تخبر احد العمال انها ابنته وهي تريد العوده للمدينه لكنها ما ان رأتني غادرت ولا أعلم إلى أين
تبادل الشابان نظرات طويله كل واحد منهم عاجز اكثر من الاخر عن فهم ما يحدث معهم تحدث راشد قائلاً
:- نتصل بجابر ربما الإجابات لديه
نظر له زيد قليلاً وأشاح بنظره يحدق في البعيد بفكر شارد وتمتم
:- حاولت الوصول له لكنه مشغول وأعتذر عن اللحاق بنا
:- حسناً مصعب!
تنهد زيد وغادر من أمامه قائلاً
:- تحدث معه انت سأذهب لأعلم أين تعيش وابحث عن اخبار عنها
......................
عاد جابر بعد منتصف الليل ،المنزل يعمه السكون حدق في ارجائه بغرابه يشعر بفراغ كبير يجتاح روحه، كل ما مر بباله منظرها وهي تقع على الأرض دون حراك
يشعر انه يود ان يحطم كل شي ،
فتح باب غرفته ووقع نظره على سريره الواسع الخالي منها،
جلس بطرفه وهو يمرر يده على المكان الذي وضعها عليه ،
يشعر ان رائحتها عالقه فيه،
نهض كالملذوع وهو يبعد يده، ماهذا جابر الى أين تاخذك أفكارك
مابك ياهذا الا تعلم من هي انها ابنة صلاح الحربي تذكر هذا،
خرج من الغرفه قاصداً الحديقه،
ولكنه توقف مكانه ينظر لوالده الخارج من الغرفه المقابلة له، بجانب غرفة ابيه، ماذا يفعل هناك!
اهي غرفة زينب وأبي يطمئن عليها؟!
ربما عقله يعلم الجواب لكن قلبه امره بالذهاب إلى هناك..
اقترب منها وفتح الباب ببطء ونظر داخله إلى السرير البسيط
بشراشفه البيضاء الناعمه إلى النائمه عليها!..
اقترب بخفه وهو يغلق الباب ورائه دون صوت... حدق بالغرفه بنظره تقييميه يحاول فهم شخصية ماتسمى بزوجته من خلال كل ما يتعلق بها....
لا يعلم لما تثير فيه الفضول لهذه الدرجه لم يتوقف عن التفكير بها
منذ ألتقاها صباحاً....
لماذا كانت في عقلة فكرة أخرى عنها.... كل فكره انه سيجد فتاه ضعيفه كسرها العار من فعلة والدها تخجل منه ولكن تتمسك به..... لم يخطر بباله ان تتجاهل وجوده ولا يجدها اول يوم له في الوطن......
جلس على طرف سريرها ورفع يده ببط يريد أن يرى ملامحها
كان ضوء الابجوره الخفيف ينعكس على وجهها ليرسم صورة لن ينساها ولن تبتعد عن خياله ابد الدهر....
قرب يده من وجهها ومسح بخفة على ملامحها يستشعرهن اغمض عيناه عندما تمسكت بيده وضعتها تحت خدها وهي تهمس
"أبي"
أفكاره منذ الصباح ومنضرها والوقت وأيضاً وضعه المربك لا يساعده،
يعلم انه يجب أن يخرج حالاً من غرفتها ربما هي زوجته وحلالاً له إلا أن ضميره يأنبه لانه يستغفل ابيه وهي لا تعلم أيضاً...
كان عقله يأمره بالرحيل فوراً
َولكن ليس كل ما يريده المرء يدركه
رفع الغطاء عنها بخفه ونام بجانبها وهو يقربها من صدره بخفه ابتسم على شكلها وهي تضمه وتتمتم بكلمه واحده
"أبي". يتخيل ردة فعلها ان صحت الان ووجدت نفسها نائمه في حضنه ما ستكون ردة فعلها!؟
غضن جبينه وهو يلاحض وجود بقعه حمراء خفيفه تحت اذنها ابعد شعرها قليلاً يريد أن يعلم ما هي.. لكن حركتها جمدته وهي تدير ضهرها له ضحك بخفه ولسان حاله يقول
هنيئاً لك ياجابر نومها ثقيل....
ضحك قليلاً وكتم صوته وهو يدفن وجهه في شعرها
ويحاوط خصرها بذراعيه يقربها له أكثر ان استيقظ قبلها سيخرج وان كانت نشيطه اكثر منه ووجدته نائم معها! فلتفعل ما شأئت لا يهم يريد أن ينعم بها بين يديه الان فقط......
..............
دخلت المنزل وهي تشعر ان قدماها لم تعد تقوى على حملها..
أزالت نقابها بسرعه تحاول التقاط أنفاسها.... عيناها تدور في أنحاء المكان كأنها غير واعيه
لما حولها...... تشعر انها عادت سنوات للخلف عيناه ونظراته ذكرتها بكل خسائرها....
تذكرت والدها مرض والدتها ضياع عادل منها......وترك اختها الصغيره لتواجه مصير مجهول من بعدها......
:- ما بكِ يا ابنتي
رفعت نظرها للخاله التي تركتها بجوار والدتها بعد جملتها القلقه
تنفست بعمق وهي تهدى نفسها وقالت بصوت حاولت أن تجعله هادى وطبيعي الا انه خرج مرتجف واهن
:- لا شيء يا خاله شكراً لكِ أشغلتك عن عملك
ابتسمت المرأءه بطيبه واقتربت منها ربتت على خدها بلطف وهي تقول :- واجبي يا ابنتي أعذريني الان عليا المغادره
قبلت جبينها واعتدلت بوهن خارجه وأضافت قبل أن تغادر الباب
:- ان احتجتي شيء لا تخجلي اطلبي مني فأنتي بمقام ابنتي
شكرتها رحيق مره اخرى بأمتنان واقتربت من والدتها النائمه لا تعي شيء من حولها...... يجب أن أعود انتهى وقت الركود الان الضعف والخنوع لا وقت له يجب أن اعود من أجل امي وأبي وإخواني... ساعدني يا الله
**************
شعرت براحة كبيره وهي تشعر بملمس بارد على جروحها الملتهبه..... جسدها كله يؤلمها لا تعلم كيف أصبحت على فراشها وفي غرفتها......
بعد أن تركها ماهر مرمية على الأرض ولم يستطيع عادل
مساعدتها على النهوض.... نامت في بقعتها على الارض وربما فقدت الوعي؟... لا تعلم...
فتحت عيناها بوهن وراقبت عادل الواقف بعيداً...... عيناه عليها ودموعه عالقه في حدقتيه
الواسعه..... لا تعلم اي سوء حظ
لهذا الفتى ليقع معها في مآساتها الطويله..... آآه ونت بضعف وعلمت ان زوجها يداوي جروحها التي سببها هو لها......هو من ادخلها الغرفه ووضعها على الفراش اذن سمعت صوته يأمر عادل بالانصراف والانتظار خارجاً قليلاً...... اغمضت عيناها عندما بدا بنزع باقي ملابسها يتفحص جسدها وأثار الضرب
ويضع مرهم يهدي التهاب جروحها ويقلل من وجعها.......
تعلم انه يفقد اعصابه فيضربها وعندما يعود إلى رشده يحزن لأجلها ويحاول تعويضها..... ولكن إلى متى!!... لو ان لها أهل وسند لما تجرأ كل مره ان يعيد تصرفاته تساقطت دموعها بضعف وهي تستشعر قبلاته على جروحها وهمسه لها بالأسف.......؟
مسح على خدها يحاول إيقاف سيل دموعها...... وهو يمطرها بعبارات الأسف والحب والغرام
لكن هل تفيدها كلماته!؟
اتشفي جروحها اتعيد روحها للحياه هل تطيب كرامتها ويشمخ كبريائها بكلمات لا قيمة لها امام عمر من الأفعال؟
لو بيدها الوصول لأحد من قرايب والدها ما تحملت ذله يوماً واحداً لكن من لها غيره!.....
**************
:- هل وجدتها!.... ام علمت شيء عنها؟
صحى زيد من سرحانه وهو يلتفت لراشد المقبل عليه تنهد وهو يعيد عيناه ينظر للأفق البعيد قائلاً
:- اجل لقد عرفت أين تعيش ومع من لكن حياتها مليئه بالالغاز التي لا أجد لها تفسيراً ولا أعلم كيف وصلت الى هنا!.....
جابر لا يجيب ومصعب أيضاً وانا أشعر أن بودي قتل أحدهم.....
تنهد راشد وهو يقف بجانبه تماماً وقال بهدوء
:- بعد اعتقال صلاح الحربي
هجم بعض الثائرين على منزله،
زينب كانت في مدرستها
لحق بها جابر وحافظ على سلامتها، لكنه تأخر بالنسبة للاخرى....
اختفت رحيق مع والدتها وأخاها الصغير ولم يعلم عنها احد شيئاً
حتى اختها.....
امسكه زيد بتلابيب قميصه وهو يصرخ بجنون
:- لما لم يخبرني أحدكم بهذا....
دفعه عنه بغضب وهو يصرخ به بنفس الطريقه
:- ماذا كنت لتفعل اكثر منا ترفض السفر وتضحي بحياتك وانت تبحث عنها لقد بذلنا جهدنا لكن لم ينفع شيء القدر رسم حياتكما هكذا، تعقل يازيد فلا احد راضي بما حدث
زفر زيد بقلة حيله وهو يمسك راسه بيديه ويشتم بغضب
صمت الاثنان كلاهما غارق في أفكاره قبل أن يتمتم زيد
:- انا ذاهب إلى منزلها ستعود معنا إلى المدينه
:- دعني انا اذهب إليهم ربما تعرفت عليك رحيق!
تمتم زيد ببرود وهو يغادر
:- ليس ربما هي عرفتني لا محاله انا ذاهب إليهم وسنعود إلى المدينه اليوم لن يبقو في هذا المكان اكثر.......
**********
يجلس في صدر المجلس بهيبه وغرور لا تليق الا به، بجانب والده وأعمامه وفي الجهة الأخرى أثنان من عيال عمومته الكبار، غمز له أحدهم وهو يكز الذي بجانبه بابتسامة تسليه، لكنه لم يعر نظراتهم اهتمام واشاح بنظراته عنهم، تحدث احد الرجال بوجه بشوش وابتسامة فخر وسعاده لم يحاول اخفائها....
حياك ياولدي ادخل معي
ابتسم له بوقار ونهض بشموخ يرافق من يسمى عمه ووالد زوجته، التي لا يعلم عنها شيء ولم يهتم يوماً كل ما اراده في من ستكون امرأته...... ابنة أصول ونسب يفخر به وأخلاق وعلم
لم يسأل عن الجمال يوماً ولم يفكر في عمر محدد..... عندما أخبرته والدته انها ستخطب له ابنة يحيى الغادر لم يعترض او يهتم بتفاصيل اي كانت.......
والدها رجل خلوق معروف بأصله وشهامته وكرمه وجوده....
وهذا يرتبط بأبنته....
ادخله مجلس عربي رغم بساطته أنيق ومرتب بشكل جميل....
كانت هناك مجموعه مكومه من النساء لابسات الاسود ومتغطيات بشكل كامل لا يُرى لهن طرف......
عدا واحده واقفه بابتسامه بشوشه رحبت فيه وباركت له
وسمع عمه يعرفه بأنها عمته.......
سلم عليها وهو يسألها عن حالها ولم يزح عيناه عنها او يلتفت بطرف عينه ولا بدافع الفضول
بعد السلام والسؤال عن الحال ابتعدت وهي تسحب فتاه من خلفها وتحاول تثبيتها امامه وتبتسم له ابتسامه كرتونيه وهي تقول بتبرير
"انها خجوله قليلاً"
ابتسم بثقل وقبل راسها المنحني وعيناها بالأرض ارتجفت من اخمص قدميها إلى راسها
وهو يقول لها " مبارك يا منى "
ردت بهمس لا تعلم اوصله ام لا وهو سمع همس لا يعلم مامعناه
الهمسات حوله كثيره
اهي من كومة السواد ذاك.....؟!
تشبثت بوالدتها بقوه عندما سمعتها تقول" هيا يا فتيات لندع العروسين قليلاً بمفردهم
**********
ارتجفت بقوه بعد أن نهرتها والدتها بهمس
وغادرت مع الجميع بقت هي ومن اسمه زوجها......
سمعت صوته الهادى يقول
:- الن تدعيني للجلوس!؟
تنحنحت وهي تطلب منه الجلوس تشعر ان بودها البكاء من الاحراج الذي تشعر به...
عم الصمت المكان ولم يقطعه أحدهم قررت رفع عيناها لتعرف ماذا يفعل رفعت راسها قليلاً
ولكنها اخفضته بقوه وهي تلعن...
نفسها عندما وجدته يتفحصها
ولم يزح نظراته عنها....
لم تتوقع أن عيناه عليها هكذا
تذكرت همس البنات عندما وصل وهن يراقبنه ومن معه.....
لم تصدق عيناها ان ذاك
زوجها هي!
لا تعلم لما صنعت له صوره مخيفه في خيالها
من حديث اخوانها عن شخصيته
العدائيه وصعبة المراس...........
توقعت شخص بلطجي لا يمت للتحضر بصله لكن الجالس الا جوارها، كل ما فيه يصرخ
بالنبل والفخامه شكله الكامل
ملابسه الانيقه، رائحة عطره الفخمه ربااه لا تعلم ما الذي أصابها
كأنها اول مره تقابل رجل....
في حياتها.... اوليس هذا الواقع!!
تصنمت عندما تحدث معها قائلاً
:- هذا هاتفك الجديد وخط أيضاً....
الا ان كنتي تريدين الاحتفاظ برقم هاتفك القديم،
لا مانع لدي، سجلت لكِ رقمي اتصلي بي ان احتجتي شيء....
لم تجب لم تدري ما تقول صمتت كما فعلت منذ وصوله...
وقف فوقفت معه بأرتباك سألها ان كانت بحاجه لشيء لكنها لم تجيب أيضاً سواء بهزة راس.....
تنفي حاجتها لأي شيء
عندما خرج من الغرفه وهو
ينادي بأن يفسحو الطريق امامه سمحت لنفسها بالانهيار جالسه وهي ترتجف خجلاً
تذكرت حديثهم كاملاً وضحكت
وهي تهمس لنفسها
:- لابد أن يفسخ لا محاله حمقاء وغبيه ما يفعل بكِ؟!
**********
فتحت عيناها بكسل رمشت قليلاً تحاول أستيعاب ماهي عليه !!
انها في غرفتها..... لكن!
هنالك شخص ينام بجانبها صرخت برعب وهي تسحب نفسها من السرير.....
وقفت وهي تلهث تراقب جابر الذي استقام من الفراش ينظر لها بصمت وترقب.....
صرخت بعنف
:- لماذا انت هناا
رفع حاجب متضاهراً الاستغراب من سؤالها وهو يقول
:- زوجتي متعبه وبقيت بجانبها طوال الليل.... وعندما استفاقت لم تشكرني..... ليس هذا فقط بل وتصرخ بي دون احترام!
بهت وجه زينب وهي تراقب ملامحه تبحث عن الاستهتار .....
لكنها لا توحي الا
بجديته...... صمتت لا تعلم ما تقول ولا تعلم مضهرها هكذا ما يفعل بقلبه ومشاعره....
ضياع نظراتها احمرار خداها انفعالاً..... وشعرها الثائر معها
همست بضياع تحاول صياغة جمله مفهومه
:- غادر من هنا ياجابر، ارحل من حيث جئت...... وطلقني
رفع نظراته بحده فيها ولم يعلق
بينما تابعت هي قائله
:- لا يحق لك ابداً، تعدي خصوصياتي وأقتحام غرفتي،
ولم يكن من حقك ضربي، ولا الصراخ بي، زواجنا لا يعني اي شي صدقني هو لا يعنيني ولن يكون يوماً، لن اسمح لك بأهانتي وأذلالي مره اخرى، والكف الذي ضربتني سيعود لك بطريقتي أعدك،
انت لم تعلم من هي زينب الحربي بعد
صمتت لثواني جسدها كله متحفز بانفعال
تراقب نظراته المصدومه ربما!
مستغربه لا تعلم أشارت لباب الغرفه وهي تقول..
:- اخرج الان من غرفتي غادر، والا قسماً بالله ان أغادر انا ولو
بقيت في الشارع....
بقي جابر محتفظاً بصمته قبل أن يتحرك بأتجاه الباب ببرود وهو يضع يديه في جيبي بنطاله الرياضي وقبل خروجه قال ببرود
:- انا لن اطلقك يازينب لا تحلمي بها ابداً الى عندما اقرر انا،
خرج وأغلق الباب ورائه بسكون وبقت زينب المذهوله عيناها على الباب وهي تهمس
:- سنرى اقسم بمن احل القسم الا تهنى بانكساري طويلاً...
*********
استيقظت بتعب وهي تنظر لوالدتها النائمه بسكون......
التفتت بأتجاه الصوت القادم من الخارج انه نداء وبأسمها؟
خرجت لفناء البيت الصغير وهي تسمع النداء يتكرر دون ملل...
عادت للداخل بسرعه اخذت شالها الكبير المعلق بجانب الباب لفته على شعرها وتلثمت بطرفه
وخرجت مسرعه
فتحت الباب قليلاً وحدقت بمن ينادي هكذا
وقفت مشدوهه وهي تراقب زيد الذي صمت فور ان رآها.....
سيطرت على ذهولها وهي تقول بعنف
:- ماذا تريد الا تعلم انه منزل نساء فقط لا رجال فيه ام هذا مطلبك وما تمليه عليك أخلاقك؟
راقبت تبدل نظراته للغضب ومن ثم السيطره للبرود وهو يقول بجديه كأنه يامرها
:- أتيت لأخبرك ان تجهزو اغراضكم سنعود للمدينه اليوم
كانت عيناها تحدق في عيناه بصمت لثواني تتمنى ان ترى
ما يخبره به عقله وكيف يفكر
وقالت أخيراً بجمود
:- ولما سأعود معك؟
ما الذي يضمن لي أن اصل للمدينه بسلام مع شخصاً مثلك؟
توقعت غضبه وربما صراخه بها والرحيل وحتى الاهانه الا انه تنهد وهو يقول
:- لن أكون بمفردي،
راشد معي وانتي لستي وحدك لتخافي ان التهمك وجبة للعشاء...
ردت مباشره ببرود وجمودها المعتاد
:- سأذهب مع راشد اذاً
التفت زيد مغادر وهو يقول جهزو أنفسكم ساعه
ونتحرك
******
انتهى قراءه ممتعه 🤍