رواية وأشرقت الشمس بعينيها
انتبهي الفصل ع جزأين تحت بعض كل جزا في مشاركة
الجزأ الأول
#جلسات_الأربعاء
الإشراقة الثانية والثلاثون
محن الاختبارات هي أن توضع بقعر ما لا تطيقه فتكن مخيراً بين نصر التخطي وهزيمة الانتكاس !
جنون الغيرة الذي أوغل قلبه فور أن سمع الحديث الدائر كان قادراً على تحطيم ما ظل يبنيه في نفسه الفترة الماضيه
عينيه اشتعلتا بجنون أهوج وكاد أن يتراجع
لكن للحظه
للحظه واحدة رأى نفسه تعود لنقطة الصفر مرة أخرى
للحظة واحدة مر شريطه الغير مشرف هو وريتال أمام عينه فخزى روحه
للحظه واحدة تخيل لو خذل قلبها وتراجع فأصبحت بجنونها لغيره
دون مبالغه لكان مات فيها
قبض كفيه فنشبت أظافره بباطن كفيه مخرجاً البصيص من إنفعاله ثم تحرك للداخل باعتداد وثقه لم تعد مزعومه بل غدت متأصله
ثم قال وعينيه في عينيها بتحدي :-
" شاكراً لك يا زيان لكن هناك ثغرة سقطت عنك أنت والعروس وهي "
صمت ثم واصل بنبرة رجل يوصل رسالة عدم التخلي لامرأته :-
" وهي أن السيدة التي أمامك لم ولن تخص رجل غيري "
" ما الذي أتى بك ؟"
لم يرد عليها وهو ينظر لزيان الذي نهض متفاجئاً يقول :-
" أوووو مرحباً بابن الجوهري الذي أثار جدل العالم "
ابتسم حسن ببرود وهو يتحرك قائلاً بنبرة التقط منها زيان الغيظ والغيرة :-
" مرحبا يابن الخولي هل لي أن أسرق مساعدتك ؟"
فرد زيان كفيه وهو يرى أمارات الجنون على وجه ملك قائلاً :-
" بالطبع "
ثم تحرك للخارج وقبل أن يخرج نظر قائلاً لملك ببرود رغم ضحكته الخبيثه :-
" لن أبلغ الرد لبدر الأن حتى تعيدي التفكير "
بعد أن خرج وأغرق الباب خلفه هدرت ملك بغضب وجنون من بروده :-
"كيف تجرؤ أن ترد عني في أمر لا يخصك ؟
ما الذي أتى بك هنا من الأساس ؟"
ضحك حسن بعصبيه ثم تحرك حتى كان أمامها ثم انحنى واضعاً كفيه هلى جانبي كرسيها قائلاً بنبرة ضج بها جنون قديم :-
" اسمعي يا ملك أنا صابر على كل شئ لكن إن فكرتي فقط مجرد التفكير لدخول رجل بيننا صدقيني لن تتوقعي حتى ردة فعلي "
" لم يعد هناك بيننا بالأساس يا حسن
هذا ال بيننا أنت من دمرته بدخول أخرى "
اهتز لنبرة الألم في صوتها فجثى على عقبيه أمامها دون أن يتخلى عن اعتقال عينيها مفرجاً عن نظراته الولهى بكل إنش بها هامساً بنبرة مبحوحه امتزج فيها العشق القديم :-
" لم تكن موجودة بالأساس سأقضى المتبقي من عمري أكفر عن ذنب وجودها الذي كنت اقترفه عنداً بحبنا وليس تعبداً بها "
لكن النار بقلبها لا تهدأ
صور وجوده مع أخرى غيرها وأخذها مكاناً لم يكن لها
ذكرى قبلته للأخرى تثير جنونها مازال قلبها يُدمي للذكرى فهي لن تسامح أبداً
هزت رأسها نفياً وهي تقول بكرامه أنثويه :-
" لست تحت أمرك يا حسن حين تكن في أوج ضياعك ترميني ثم وأنت بوهج عزتك تعيدني وكأني كم مهمل "
"لم أتخلى عنكِ أبداً يا ملك لم يحدث حتى أن تحرك قلبي تجاه أخرى غيرك
لم أكن أريد حتى الطلاق بيننا "
صمت ثم قال بجديه :-
" لا أريد المصارحه أن تحدث الأن حتى يلين قلبك يا ملك وإلا سنخسر أكثر "
" لن يلين أبداً "
قالتها بعند لكنها عادت وشهقت بعدم رضا واهتزاز غير معلن وهو يتناول كفيها ليفتحهم ثم يميل مقبلاً كفيها كلاً على حدا بدفء وكأنه ينقش أنفاسه عليهم هامساً بجرأة وبحه رجوليه ذات سطو على قلبها الغاضب عليه والعاشق له :-
"أعلم أن ما أفعله الأن لا يصح وكنت أتمنى لو كان بمكان أخر اشتقت له بكل ذرة في داخلي"
نظرة لها وطافت عيناه على ملامحها حتى وصل لشفتيها ثم قال بحميميه :-
" عل حرارة قبلاتي على كفيكِ توصل لكِ ما عجز كلامي عن فعله "
نزعت كفيها عنه تفركهم ببعضهم البعض وقد ابتعدت بكرسيها عن تأثيره وأدارت له ظهرها قائلة باختناق :-
" اذهب يا حسن من فضلك "
"ملك" همسها بتعب إلا أنها أصرت بالقول دون أن تستدير:_
"اذهب يا حسن"
ليلاً
" أنا غاضبة منك "
قالتها عاليه وهي تزم شفتيها رافضه أن تدخل بين ذراعيه المفتوحتين
ضم حسن عدي بأحد ذراعيه ثم سألها بحنو :-
" لما يا حبيبة حسن ؟"
تكتفت ومازالت على زمة شفتيها ثم قالت بتذمر غاضبه :-
" لقد كذبت علي "
" بنت احترمي نفسك وتكلمي مع بابا بأدب " نهرتها ملك الجالسة تتابع التلفاز لكن أذنيها كانت معهم فانفجرت عاليه في بكاء مائع مدلل
لم تهن عليه وهو يسحبها لأخضانه يضمها له غصباً ناثراً قبلاته على وجهها وهو يمسح دموعها بكفيه هامساً بمراضاه :-
" لا تبكي حبيبتي وأخبريني فيما كذبت عليكِ؟"
"أنت هكذا تدللها وتفسد ما أصلحه أنا بتربيتهم
لم يرد عليها حسن وهو يرمقها بغضب مكبوت بجلستها الباردة هذة ثم قال بتحدي :-
" أنا سأخذهم الليله "
انتفضت ملك من مكانها تقول بقلق :-
"تأخذهم أين "
" ليبيتون معي يا ملك لقد اشتقت لهم كما أني أريد قضاء العطلة معهم "
" لن يحدث على جثتي أن أتركههم "
قبل أن يرد عليها التفت على شد عُدي على كفه بضغطه لمس بها حسن الخوف
ناظرها بتحذير وهو يميل لابنه هامساً باهتمام :-
"ماذا يا حبيبي ؟"
وضع عُدي سبابته في فمه وقد ارتسم حزناً أكبر من عمره على وجهه منكساً رأسه دون رد
أخذه حسن بين أحضانه هامساً في أذنه :-
" قل ما تريد لا تخاف "
اندس عُدي بين أحضانه باشتياق طفولي ثم قال بنبرة مهزوزة خفيضه :-
" ألن نعود لبيتنا معاً جميعاً يا بابا ؟
أنا أريد العودة يا بابا "
" عدي لا تتدخل في كلام الكبار " صرختها ملك بغضب فاهتز فك الصغير والتوت شفتيه للأسفل كاتماً بكاؤه بكبرياء طفولي رغم اهتزاز الدموع في عينيه
ناظرها حسن بعتاب ثم حمله أخذاً عاليه مستديراً بهم ناحية الخارج
"أين تظن نفسك ذاهب "
صرخت بجنون فلم يرد وهو يلقى مفاتيحه وهاتفه على الأريكة وكأنه يبلغها دون رد أنه عائد ثم خرج على صوت حماته الذي يكبت غضباً وقد انتهت من صلاتها :-
"اذهب يا ابني "
بعد خروجه التفتت ملك لأمها تقول بخوف وعتاب غاضب :-
" كيف تتركينه يأخذهم يا أمي ؟"
" اخفضي صوتك وأنتِ تتحدثين معي "
نهرتها أمها ثم سحبتها من كفها بحدة حتى أجلستها على الأريكة وقالت بتوبيخ :-
" ألن تعقلي ؟
كم أصبح عمرك يا ملك أخبريني ؟
إلى متى ستظلين بلا عقل إلى متى لن تنظري لأطفالك
عُدي وعاليه كبروا يا ملك ولم يعد من مصلحتهم الشجار أمامهم "
بكت ملك قائلة بغضب وتحرق :-
"أنتِ لا تشعرين بي "
"انضجي وكفاكِ بكاءاً يا أم الاثنين أنتِ تعرفين جيداً أنه سيعود بهم ولن يأخذهم دون رضاكِ مرة أخرى
كيف توبخين ابنك هكذا"
"حتى يتعلم ألا يتدخل فيما ليس له "
" بل هو له يا ابنة بطني بل هو حقه
طفل ويريد أبويه معاً طفل ويريد العودة لبيته
لما تنكرين عليه الحق في أن يكون مثل زملائه ؟"
" لأن هذا لن يحدث ففيما أعشمه "
زفرت صفيه مستغفرة ثم قالت بتروي :-
" لو كان أخر غير حسن لم يندم مثله
لو كان أخر أشك فقط مقدار الشك به أنه سيلمس طرفاً لكِ
لو أخر لا يريد معالجة ما أفسده لم أكن أريد منكِ العودة "
تنهدت صفيه ثم قالت :-
" لن أعيش معك العمر كله يا ابنتي أريد أن اطمأن عليكِ مثل إخوتك "
مسحت ملك دموعها قائلة بعند :-
" لقد تقدم لي أحدهم يا أمي اليوم "
" والله يا ملك لو فكرتي مجرد التفكير بهذا الأمر لأختطفك وأعقد عليكِ جبراً ويا أنا يا هذا ال ..."
قالها حسن بغضب وهو يغلق الباب بقدمه خلفه بعد أن ترك عدي وعاليه أمامه يلعبان ثم تقدم منهم حتى جلس أمامهم قائلاً بغضب وتجهم لوالدتها :-
" يا أمي ها أنا أمامك أجلس وأنا كل ندماً على ما صدر مني قبلاً "
نظر لملك ممتعضاً وهو لا يطيقها اللحظه ثم عاد ونظر لصفيه قائلاً بصدق :-
" أنا أطلب منكِ يد ملك على أن أعدك أن تكون بين عيناي ولن أفرط بها أبداً ثم أني سأعوضها عن كل ما مضى "
" عشم أبليس بالجنة أنا لست موافقه " قالتها ملك بعينان باكيتان وحرقه مشتعله بغضبها لكنها التفتت بصدمة على قول أمها الحازم:-
"أنا موافقه يا ابني"
"أمي هل ستزوجوني له غصباً للمرة الثانيه " صرختها برعونه عم بعدها الصمت وأمها تتوعدها بعينيها
بعد دقائق طويله قال حسن ببنرة جامدة :-
" هل ممكن أن تتركينا وحدنا دقائق يا أمي "
نظرت لهم صفيه بقلق ثم تنهدت وهي تتركهم متجهة ناحية باب البيت لتتابع الطفلين
انتقل حسن مكانها فأصبح مواجهاً لوجه ملك الناقم وليكن صريح مع نفسه هو لا يطيقها هذة اللحظه
لكنه كظم غيظه وامتعاضه قائلاً بهدوء :-
" اسمعي يا ملك أنا أعلم أنكِ مازلتِ مجروحه مني ولا أمل في نسيان ما مضى فأنا أدرك جيداً أن الماضي سيظل شرخه بيننا
لكن دعينا نبني بيتاً جديداً يواجه القديم
بيتاً نهرب له كلما فشلنا في ترميم جدار جروحنا
بيتاً خالي من كل ما كان حاجزاً بينناً قديماً"
ابتسمت ملك ساخرة وهي تقف قائلة :-
" ماذا عن النار التي لا تنطفئ بداخلي يا حسن ؟
ماذا عن جرحي الذي لا أستطيع نسيانه ؟"
" كلانا جرح صاحبه يا ملك فلا تخرجين نفسك بريئة من الأمر كله "
قالها بضجر فكشرت قائلة :-
"أه صحيح أنا التي تزوجت وعاشت حياتها طولاً وعرضاً ثم تذكرت أن لها بيت وأسرة "
رفع حسن حاجبيه قائلاً بذهول غاضب :-
" قدرتك عجيبة في قلب الحقائق والله والخروج بريئة
من التي إلى الأن لسانها تتلحف به ولا تراعي من أمامها ؟"
تكتفت ملك وهي تشيح بوجهها عنه وقالت :-
" حسنا جد لك أخرى يا بشمهندس لا يكون لها لسان "
ثم لوت شفتيها وقالت ساخرة بحرقه :-
" واحدة بست أعين مشتعلة كتلك الرقطاء "
كبح ضحكته وهمس بصوت دافئ حميم:_
"عيناي لا تنظران سوى لواحدة وقلبي لم ينبض لسواها حواسي تتوق لها وللتوحد معها"
ثم حك ذقنه قائلاً بإصرار وهو ينهض واقفاً :-
" اسمعي نحن نتزوج ولا أخذ رأيك بالمناسبة فقد أتفقت أنا ووالدتك "
" أه وأنا القاصر التي ستزوجونها غصباً ؟"
" لا بل أنتِ بلا عقل حبيبتي "
قالها ساخراً وهو يتحرك ناحية الخارج يسمع صراخها :-
" لو أخر رجل بالعالم لن يحدث "
نادى حسن طفليه من أمام الباب فدخلوا ضمهم له ناظراً لها بتشفي وهو يقول :-
" ماذا قلت لكم بالخارج ؟"
نظر الاثنان لبعضهم البعض بفرح ثم عادا ونظرا لأمهما وهما يقفزان معاً كلا منهم رافعاً قبضته المضمومة لأعلى يقولان بنفس واحد :-
" سنعود مع ماما لك خلال أسبوعان "
...........................
أيخلق من رحم السقم شفاء ؟
من قعر المعاناة راحة ؟
ومن دموع القهر مداواة ؟
"أنا أسفة يا رأفت صدقني أنا أسفة فقط اترك لي فرصة لأشرح لك"
قالتها بتذلل وقد كانت تنتظره بمرأب الشركة لكن القسوة التي ارتسمت على وجهها فور أن أبصرها أرعدتها هامساً بفحيح :-
"هل واتتك الجرأة كي تأتين هنا ؟"
" أرجوك يا رأفت استمع لي فقط "
نظر رأفت حوله وقد كان المرأب خالياً فاقترب هادراً بغضب :-
"ألم أقل لا أريد رؤية وجهك ؟"
بكت داليدا وقالت بإصرار :-
"فقط سامحني يا رأفت
لقد تركت لك الشقة وأعدك أنك لن تراني مرة أخرى "
اشمئز رأفت بوجهه هامساً بمرارة :-
"أنتِ حتى لا تستحقين المسامحه من عدمها يا داليدا
لا أريد رؤيتك فحسب
وورقة طلاقك ستصلك لبيتك بالبلدة "
وضعت وجهها بين كفيها وهي تراه يركب سيارته تهمس بتوسل :-
" لم أكن أريد الخداع لم أكن أريد "
بعد عدة ساعات ...
" هل تصدقين أني كلما أرى دموعك أحزن من أجلك ؟
كفاكِ أحزاناً يا جميلة "
قالتها حفصه بحنو وهي تمسح دموع داليدا التي همست بضعف :-
"أخبرك شيئاً يا حفصة ؟
أنا من داخلي أشعر بالراحة أشعر بالخلاص"
ابتسمت حفصة تومئ برأسها بتفهم فواصلت داليدا بعد أن ارتشفت بعض الماء محركة كفيها :-
"أشعر بالتحرر يا حفصة
رغم أني وقتها قلت يارب لما هتكت ستري إلا أني بعدها وجدت أن عبئاً تمت إزالته عن كاهلي أتفهمينني يا حفصة "
"أشعر أني كفرت عن ذنبي للنهاية
أنا لم أكن أنام الليل يا حفصة ..لم أكن أستطيع التكيف مع سري "
هل تعلم الشعور ؟
شئ أشبه بأن تم تكتيفك وتعبئة صدرك بالهواء الملوث غير مسموح لك بالتنفس ثم فجأة تم الإفراج عنك فأخرجت أنفاسك الفاسدة كلها ثم أصبحت متلهفاً لأخذ أخرى نظيفه
"لم تكوني مذنبة حبيبتي تأكدي من هذا
سبحان الله يا داليدا بكل شر خير
يعني بعد كل ما حدث أرى الفرحة بين دموعك وبثنايا حروفك
لله في أقداره حكم "
أومأت داليدا وهي تضحك لأول مرة من قلبها ثم عادت وقالت بقلبها الأبيض :-
" لكن يا حفصة لن أسامح نفسي أني جرحته هكذا
أنا سعيدة لأني تحررت من الذنب الذي كان حملاً فوق كاهلي لكني حزينه من أجله "
مسكت حفصة كفيها وشدت عليهم بدفء تقول :-
" الذنب ذنب التي فضحتك يا داليدا
صدقيني ذنبها أليم وسترد لها فكله إلا هتك ستر مسلماً يا داليدا
كما أنكِ يا حبيبتي حاولتِ بكل ما تقدرين على إسعاده
لا تجلدي نفسك بذنوب الأخرين "
قرأت حفصة التردد في عينيها فحركت وجهها بعدم تصديق ثم قالت بنبرة شابها الانبهار :-
" سبحان الله تجلدين نفسك ولا أرى أمامي سوى فتاة شديدة الطهارة والنصع تحب خالقها وأهلها
أنتِ كنز نادر في هذا الزمان يا داليدا"
ابتسمت داليدا وعينيها لأول مرة تلمعان فسألتها حفصة باهتمام :-
"أين تسكنين الأن ؟"
أطرقت داليدا برأسها وقالت :-
" أستأجرت غرفة لي ولأخوتي وجدي حتى أرى ماذا يمكن أن أفعل "
قطبت حفصة تسأل :-
"لكن ماذا عن حقوقك منه أظن أنها ستوفر لكِ حياة مناسبة "
شبكت داليدا كفيها وقالت بحزن :-
" تلك الليلة التي طردني بها عاد وقد كان ناوياً إجباري على التنازل عن كل حقوقي قائلاً أني لا أستحق ثم هددني أنه سيتركني معلقه إن لم أفعل لكني ببساطه تنازلت باليوم التالي
أنا لم أكن أريدها بالأساس "
استغفرت حفصة ثم رفعت الهاتف لأذنها وقالت :-
"سأكلم وائل عم أولادي الأن أظن أنه من الممكن أن يساعدنا في إيجاد شقة لكِ مناسبة "
.............................
أحياناً يكون الحب عبئاً رغم إغراؤه إلا أنه مؤلم
شئ أشبه بالعين الرمضاء رغم تلهفها لرؤية الشمس إلا أنها تتضرر من شعاعها الوهاج !
" أبعد الله عنكِ الشر يا حبيبتي " همسها سعد بحنو وهو يجاورها بالفراش وقد أتتها عادتها أمساً فأضعفتها
همست هنا بشفتين مرتجفتين :-
" سعد أنا أريد الذهاب لأمي "
التمعت عيناه بجنون أخافها فسارعت بالقول :-
" أريد الذهاب يا سعد لقد اشتقت لهم "
مال عليها مقبلاً كل إنش في وجهها بطريقة تعذبها ثم همس بعتاب :-
"متى منعتك أنا يا قلب سعد "
هزت هنا رأسها نفيا وقالت بتردد :-
"لم تمنعني لكنك ترفض ذهابي بدونك "
نظر لها سعد بحزن لم تفهمه ممرراً كفه على ملامحها ثم همس بلوم :-
"أهذا ما يجعلك متباعدة عني ؟"
ابتلعت هنا ريقها مفضلة مسايرته وقالت :-
" فقط أمي وأبي غاضبان يريداني أن أبيت معهم مرة "
"هل تريدين تركي ؟"
رفعت هنا حاجبيها قائلة بذهول منفعل :-
"متى تركتك أنا أقول أريد أن أبيت ليلة مع أهلى هل هذا كثير؟ "
تباعد سعد وقد أغشى عيناه الغموض ثم همس بعدم رضا وهو يبتعد :-
" حسنا حضري نفسك سأوصلك لتقضين ليلتك "
بعد ساعات بشقة والدي هنا ...
"أنا اشتقت لكِ يا هنا حقاً"
قالها ياسين وهو يحتضنها فضمته لها غير داريه عن النار الناشبه بالجالس في الجوار
نار شعواء تحرق كل خليه منه غير راضياً عن احتضان أخيها لها فلم يستطع كبح نفسه وهو يقول بنبرة لم يتبين أحد بها التهكم :-
"تشعرني وكأنك لم ترى أختك منذ سنوات يا ياسين "
أبعدت هنا ياسين على مضص وأخبرته بنبرة عاديه لم تنطلي عليه :-
"متى ستأتي تأخذني ؟"
قبل أن يرد كان صوت راضي يصدح وهو يضمها له قائلاً:-
" هي ستقضي معنا الليلة وتعالى خذها مساء الغد "
قرأت الغضب وعدم الرضا في عينيه لكنها لم تمانع
هي تحتاج هذة الهدنة مع أهلها لذا أثرت التظاهر بعد الفهم مما جعل سعد ينهض قائلاً بجمود :-
" سأذهب أنا "
بعد ساعة ...
" أشعر أن زوجك به شئ غريب ؟" قالتها هناء باهتمام فسألت هنا بقلق :-
" غريب مثل ماذا ؟"
هزت هناء كتفيها وقالت :-
" لا أعلم حقاً لكني لست مطمئنه "
صمتت هنا فعاودت هناء القول ناظره لهم جميعاً:-
" بما أنك أجازة غداً يا راضي لقد كنت أهاتف أبي لتوي وأخبرني أن نأتي لتقضي الليلة معهم خاصة أنهم يريدون رؤية هنا "
"لكن " سارعت هنا بالاعتراض إلا أن هناء لم تمهلها وهي تقول بفرح :-
" ستكون ليلة رائعة وكلهم مجتمعين هناك لا يوجد لكن هيا لنبدل ملابسنا "
...........................
عواصف الحزن شرسة الهبوب تجعل أرواحنا عراة ضعاف في أشد الحاجة لنسمة دفء
"ألازلتِ مستيقظة يا سديل ؟"
التفتت سديل لعمار الذي لتوه دخل من باب الشقة وقد كانت جالسة أمام التفاز فابتسمت قائلة بخفوت :-
" يعني لم يأتي لي نوم فجلست أسلي نفسي أمام التلفاز "
أومأ برأسه فنظرت للشئ الملفوف في يده متسائلة :-
" ماهذا ؟"
ابتسم عمار غامزاً وهو يقول :-
"إنها أحدث سماعات نزلت في السوق اشتريتها لسنا "
أطرقت سنا برأسها وللحظة أرادت أن تخبره أن سنا لا تحب هذا النوع من الهدايا
أنه لو أتى لها بكتاب أو مجموعة مختلفة من الأقلام لكان أفضل لكنها عادت وتراجعت وهي تقول بلطف :-
"أسعدكم الله "
تحرك عمار بعد أن ابتسم لها لكنه عاد وتراجع قائلاً كمن تذكر شئ :-
"صحيح يا سنا هذا الرجل المدعو سراج هاتفني اليوم "
تبلدت ملامح سديل وارتسمت قسوة وكراهية غير مفهومة على وجهها وهي تسأل بجفاء :-
" لما ؟"
تردد عمار لحظة ثم قال :-
"سأل عليكم ثم ..."
"ثم سأل عنكِ بالأخص "
ابتسمت سديل ساخرة ثم نطقت بنبرة باترة لا نفحة تراجع بها :-
" حين يفعل مرة أخرى يا عمار أخبره أن سراج مات بالنسبة لسديل قل له هذا وأن يبتعد عن طريقي تماماً إن كان يعتز برجولته كما أعلم حتى لا أهدرها له تحت قدميه "
صمت عمار وكأن ثمة صوت صورصور الحقل مر في أذنه لشدة ما سمع لكنه أومأ برأسه وهو يتراجع عائداً لغرفته هامساً في نفسه :-
"كان الله في عون الرجل
الحمدلله أني تزوجت من سنا وليس أختها "
بعد عشرة دقائق ...
"ألم تعجبك ؟"
سأل باهتمام وهو يلحظ عدم زهوها بها إلا أنها ابتسمت قائلة :-
"لا إنها جميلة سلمت يا "
تنهدت ثم واصلت :-
" سلمت يا حبيبي "
اقترب مقبلاً وجنتها ثم قال باهتمام وهو يحتضنها :-
"سنا أنتِ تنقصين في الوزن يوماً بعد يوم من قلة طعامك حرامٌ عليكِ نفسك "
أومأت برأسها دون اهتمام فعلي بحديثه وتظاهرت بالبحث عن ملابس في الخزانة وهي تقول :-
" صحيح مع من كنت حين خرجت ؟"
قطب عمار وهو يبدل ملابسه قائلاً:-
" مع من سأكون ؟"
" يعني ظنتت أنه ربما تكون مع أحد من أصدقائك "
لم يفطن لنيتها في السؤال وهو يقول وهو يرتدي سترته :-
" كنت أطمأن على طبعة الصباح للجريدة فقط "
أومأت برأسها متحركة ناحية الفراش فجلس جوارها يسألها بفضول :-
" ما حكاية أختك و سراج؟"
تناولت سنا هاتفها تنظر به متنهدة وهي تقول بتهكم :-
" لم تعد هناك حكاية رجل نذل لم يكن يستحقها "
بعد دقائق من الصمت
اقترب حتى ضمها له بين أحضانه ولم تمانع لكنها استمعت له يهمس بخفوت حميم:-
"أنا اشتقت لعاطفتك تجاهي يا سنا
اشتقت لحبك لي "
رفعت سنا عينيها له هامسة بتكذيب:-
" حقاً؟"
تجاهل التأكيد لها ناثراً قبلاته على وجهها بشغف وهو يسأل باهتمام صادق:-
"ألن نعود كما كنا "
ركنت رأسها على كتفه وأخرجت تنهيدة متعبة ثم همست بغموض :-
" ربما نعود أفضل إن صدقت "
...........................
السير ورى الهوى يورث الخطيئة
والسعي وراء الفضول يورث السقوط
والتعامي عن صوت الضمير يورث الذنب!
" صباح الخير
اشتقت لكِ بعد غياب يومين " همسها رفعت بخفوت بعد أن دخلت عليه المكتب
رفعت خصلة شاردة من شعرها وراء أذنها ثم قالت ببهوت :-
" كنت أرتاح من السفر كما أن خالد كان مصراً أن نقضي اليوم سوياً بالأمس "
ابتسم رفعت من سذاجتها وهي تمررأمامه اسم زوجها المزعوم وكأنه سيرتدع مثلاً
تحرك من وراء مكتبه حتى وصل إليها ودون أدنى مقاومه منها كان يحتضنها
ووللمصادفة لقد احتضنها بشوق
لقد اشتاق هذا الجسد الضئيل بين ذراعيه
دفن وجهه بعنقها ناثراً أنفاسه ثم همس بخفوت بعث رجفة نشوة لأوصالها :-
"أشعر أن اشتياقنا متبادل "
ابتعدت نور قليلاً متأوهه بضعف هامسة بكل ما تملك من ضياع وحيرة
" رفعت أنا أه"
لم يمهلها وهو يلتهم أسمه من بين أنفاسها غازياً لضعفها
شئ أشبه بوقوعك في بحر لا قرار فيه ولا فرار منه
وحين تركها أخيراً كانت تهمس بنبرة مثيرة لشفقة الحجر وليس هو:-
" رفعت أنا لم أبعد أفهم علاقتنا "
مرر رفعت أصابعه على ملامحها هامساً بنعومة الأفاعي :-
" ليس لها فهم أو مسمى حبيبتي أبحري معي حتى نغرق سوياً"
ليلاً
" ما رأيك أنا سعيد أن شقتنا قاربت على الانتهاء "
قالها خالد بحماس وهو يتحرك معها في شقتهم التي أوشكت على أن تكون كاملة فهزت رأسها بلا حماس وهي تتظاهر بالاهتمام بما يقول
لقد أتت اليوم عازمة على قطع علاقتها بخالد وطلب الطلاق منه لكنها لم تقدر
نظرة واحدة لعينيه الطيبتين منعتها وهي تشعر أنه حبل الأمان الذي لو تركته هلكت
نظرة واحدة لصورة هذة الشقة معبئة بالدفء تكفي لجعلها تتراجع
" نور أن أحدثك "
رمشت بعينيها تبتسم ببهوت وقالت :-
" ماذا قلت "
اقترب خالد حتى وقف أمامها مباشرة وقال :-
" أقول أني هاتفت والدك لتقديم موعد الزفاف في الفندق ولم يرفض "
ضمها له ثم قبل جبهتها قائلاً بحنو ووعد رجولي :-
"فقط انتظر اللحظة التي سيضمنا بها بيت واحد يا نور وسأكون لكِ كل ما احتاجتيه بهذة الحياة ولم تجديه "
قبل وجنتيها وقبل أن يفعل أكثر كانت تبتعد بنفور فسره هو خجل لكنها كانت في وادٍ أخر
وادٍ مستها به لعنات الشياطين
..............................
يتبع