رواية وأشرقت الشمس بعينيها
#جلسات_الأربعاء
يجب أن تضع حداً لهوى نفسك فرغبات الإنسان لا سقف لها والسير ورائها نهايته جني الألام!
السير على نيران الهوى مهلك لكن السير على ثلج الخطيئة مميت
سيراً حافياً متنصلاً من كل ماهو ممنوع بل يسعى لكل مرغوب بلا تفكير
تناظره نور بعينين معميتين وهي تهمس بأنفاس متسارعة :-
"رفعت
رفعت لا يصح ما يحدث صدقني يجب أن تمشي الأن "
لكن ما الذي تقول؟
أتكون عارياً ملطخاً بالآثام؟ بينما تطلب ستراً من شيطان تسري دماء الفجر في شاريينه ؟
بينما كان هو ذائباً بعواطفه بها
تلك الحمامة تجعله يشعر بما لم يحدث له في سنوات عمره
غامت عينيه بعواطف مختنقه هامساً بسطوة قاسيه :-
" يجب أن تطلقين منه "
" نعم " همستها بغياب خاضع فعاد وكرر أمراً:-
"أنا لا أريدك أن تظلي معه دقيقة أخرى "
يحتضنها هامساً بنعومة وهو يحرك كفيه على جسدها فيهيج مشاعرها بعواطف لم تشعرها سوى على يديه :-
"أنتِ تخصينني أنا يا نور صحيح "
ابتعد عنها وتركها مترنحة لكن قبل أن يتحرك كان خالد يفتح باب الشقة بالمفتاح ووجهه ملتفتاً لرنا يحدثها
رنا التي اتسعت عينيها فور أن وقعتا بعيني أختها والرجل المجاور لها
أختها التي كانت ترتدي غلالة نوم مهدلة بينما شعرها مشعث فيما لا يقبل الشك عنما كان يحدث خاصةً والرجل المجاور لها لم يكن وضعه أفضل منها
تشنجت رقبتها وهي تلتفت لخالد الذي كان مسمراً مكانه بذهول وكأنه يكذب عينيه
حاولت رنا إجلاء صوتها أكثر من مرة لكن وكأنه هرب منها
الوحيد الذي أخذ رد فعل يدل أن الواقفين ينتمون للأحياء هو رفعت
فقد تحرك مستغلاً حالة الذهول الملمة بهم وبكل وقاحة كان يمر من بين رنا وخالد خابطاً في كتفه قصداً
تحركت رنا وقد ألمها حالة الذهول التي أصابت خالد وقد بدأ الغضب يجري في عروقها فصرخت بجنون وهي تقترب من نور :-
" من كان هذا ؟
من كان هذا وماذا كان يفعل هنا ؟"
التفتت لخالد وبكت من منظره فاقتربت حتى دون أن تشعر كانت تصفع نور هاذيه من بين بكاؤها :-
" من كان هذا
ماذا فعلتِ بنفسك يا غبية ؟"
بينما كانت نور تبكي ليس لألم الصفعه بل لرؤيتها لخالد بهذا الانهزام
خالد الذي تحرك حتى وقف أمامها مباشرة وهمس مبتسماً بجنون :-
"أكان أحد عملاء الشركات طلبتيه لشئ ؟"
يشدها من ذراعها ويقول من بين أسنانه بقسوة :-
" تحدثي يا نور لا تخافي هل كان منهم وحاول التهجم عليكِ؟ "
يبلهث بذهول متواصلاً دون أن يفقد الابتسامة الغريبة:_
"أخبريني يا نور "
تبكي بعنف فتبكي معها رنا برعب وهي لا تعرف ماذا تفعل أو كيف تتصرف
خالد يشعر وكأن كهرباء تمر بسائر جسده لكنها حتى تأبى عليه الراحة بأخذ روحه بل تستلذ بتعذيبها وتركها عالقة
أخيراً يصرخ بغضب ولتوه أفاق :-
" من كان هذا وماذا يفعل ببيتي انطقي ؟"
تحركت رنا بسرعة بديهة ناحية باب الشقة لتغلقه بينما كان خالد يبدو وكأنه فقد أعصابه تماماً وهو يهز نور بين ذراعيه كالخرقة البالية متوسلاً :-
" انطقي يا نور وأخبريني من كان هذا صارحيني لما شكلك هكذا "
عينيه تمرن على آثار عاطفة مجنونة لطختها بينما رجولته أبرأ من أن تتمكن من تأكيدها
وبكل غباء كانت تبكي وهي تقول بتوسل يوازيه :-
" اسمعني يا خالد
والله لم أكن أريد بك شر والله لم يحدث "
يخفت صوتها وتقول بتذلل غبي:-
" لقد أحببته رغماً عني أحببته "
ينفضها عنه كالملسوع بذهول وكأنه لا يصدق ما سمع
النيران تتفجر في عينيه وعقال السيطرة ينفلت فيغدو كجواد أهوج بعثر الخوف في النفوس
يضربها صارخاً بذهول :-
" أحببتيه وتقوليها
تجلبين أخر ببيتي وتقولين أحببتيه ؟"
شعرها بين أحد كفيه بينما يضربها بالأخر بعنف وهو يقول ناسياً وجود رنا :-
" هل لهذا رفضتِ أن اقربك ؟"
"انطقي" يصرخها بشرار ذاهل وقد دفعها حتى ارتطمت بالطاولة صارخة بألم
تحاول رنا التدخل واثنائه لكنه لم يكن يسمعها كان يضرب نور ضرباً وحشياً ركلاته كانت وكأنه أصبح أعمى يدهسها بكل مكان تطوله قدماه بينما شعرها بأحد كفيه والكف الآخر قابضاً على عنقها وكأنه أقسم على قتلها الليلة مما جعلها تتصل على شهاب عله ينجدها
الشر يتاطير من عينيه فيصرخ بعدم تصديق :-
" هل سملته نفسك ؟"
ونظرة عينيها كانت أقسى من ألف جواب
نظرة عينيها كانت أشرس من غضبه اللحظة فقد جعلته يتهاوى على ركبتيه منهاراً بعد أن دفعها بعنف بعيداً عنه تافلاً بتقرف
دقائق مرت وصمت مميت
بل صمت جنائزي يمر عليهم حتى كانت النار تنتشر في عظامه انتشار السقم في العضلات فتهبه أضعاف قوته وهو ينتفض ليعاود الضرب فيها مقسماً على قتلها اللحظة
صوت طرقات الباب جعلت رنا تركض مسرعة لتفتح لشهاب الذي أسرع مذهولا من منظر بن أخيه الذي يكيل الضربات الوحشية لزوجته ليكبله عن ما يفعل بينما خالد يواصل الضربات غير مبصراً أنه عمه حتى
لقد كان رجل مهزوم
وليت انهزامه انهزام رجل طعنته زوجته في شرفه لقد كان انهزام أب خذلته ابنته التي أقسم على عدم خذلانها
خذلان حامٍ أقسم أن يحمي بلده بكل ما لديه فكانت هي أول من طردته
هل تعرف شعور حين تدافع عن من تحب بنصل فارسيتك فيكن هو ذاته النصل الذي يذبحك !
بعد ساعتين
" يا إلهي ماذا فعل بكِ الهمجي
لما ضربك هكذا أقسم أن اجعله يندم على اللحظة التي رفع فيها يده عليكِ " قالتها نجلاء بجنون بعدما هاتفتها رنا لتحضر وقد أخبرتها بإيجاز عن حاجة نور لها لشب شجار بينها وبين خالد
كلامها استحضر شياطين رنا التي لم تتحرك من مكانها منذ أن أخذ شهاب خالد وذهب فقالت بغضب :-
"أحرى لكِ أن تعرفي ماذا فعلت ابنتك قبل أن تتهمي زوجها بشئ "
التفتت نجلاء لرنا بغضب هامسة بحذر :-
" ما الذي تريدين قوله على أختك ؟"
مسحت رنا دموعها بعنف وكل مشاعرها المكبوتة سخطاً على أمها تخرج اللحظة فتقول بتأنيب :-
" أقول يا أمي أنه أن آوان أن تخرجي من شرنقة رثاءك لزوجك وتهتمي لابنتك "
تغص في بكاء عنيف ثم تعاود القول بمرارة :-
" كنت سأضيع يوماً لولا ستر الله معي لكن ابنتك ضاعت حقاً "
" ما الذي تريدين إيصاله ؟"
نظرت رنا بجانب عينيها لنور الملقاة أرضاً بتخاذل ثم همست بحزن مرير :-
" أقول يا أمي أن ابنتك كان معها رجل غريب ببيت زوجها "
الصفعة التي تلقتها على وجهها لم تمهلها المواصلة وصوت نجلاء يصرخ في وجهها بجنون :-
" اخرسي اخرسي واخرجي من هنا
هل وصلت لأن تشيري لأختك بشئ كهذا
أنت بالفعل سوداء كأبيكِ اخرجي من هنا "
............................
هناك تشوه لا يمحيه أمهر جراح تجميل
هناك ذنوب لا تُسقطها أنهارٍ من الطاعات
هناك طرق مسدودة قُطع عنها الألف ميل
"أتوسل لكِ يا داليدا قفي فقط واستمعي لي "
قالها زيان لاهثاً وقد كان يجري ورائها منذ أن أبصرها تخرج من مقر عملها
التفتت داليدا تناظره بشراسة ليست من شيمها وهي تقول :-
" هل جننت بحق الله هل جننت حتى تتبعني بمقر عملي ؟"
" فقط تعالي معي لنتحدث "
تنهد بتعب وهو يهمس بنبرة متغضنه :-
" داليدا بحق الله أنا لا أنام منذ أن رأيتك ولهذة اللحظة لا أصدق أنكِ حية "
" لتحترق بالجحيم لتحترق بالجحيم ألف مرة لا يهمني " صرختها بنبرة خفيضه وقد زارت الدموع عينيها فضم قبضتيه أمامها وهو يهمس بتذلل :-
" فقط أريدك أن تستمعي لي "
دموع سخيفة تجمعت في عينيه فهمس بنبرة الذلل :-
"دعي الفرصة لأعتذر أو حتى لأرمم ما فات "
ما قاله كان كفيلاً بأن تشب النار بجسدها فهمست بذعر :-
"اخرس لم يكن هناك شئ فات بالأساس ابتعد عني ولا أريد أن أراك مرة أخرى "
لمحة بعينيها من بعيد جعلتها تهدأ بصيصاً وهي تهمس بنبرة حادة باترة :-
"أنا الأن امرأة متزوجة يا زيان هل سمعت متزوجة "
لم تهتم بالجنون البادي على وجهه وهي تلتفت متحركة ناحية سيارة معاذ الحلبي والذي تجاوره أخته خديجة وقد أخبرتها حين استأذنت مبكراً اليوم من العمل أنها ستمر عليها لتأخذها معهم
حين توقف معاذ ألقى نظرة غامضة ناحية زيان ثم حين ركبت تحرك بصمت دون أن يلقي السلام بينما كان زيان يقف مكانه وبدا كرجل منهار
لا بل مهزوم
وكأن الدنيا استكثرت عليه النفس الذي أخذه بعد طول كتمان حين رأها
داليدا أصبحت ملكاً لرجل أخر
رجل غفر لها ما فات وأي امرأة سوى داليدا تستحق ؟!
امرأة من النوع الذي تستند عليه حين تقصم الدنيا ظهرك فلا تُسقطك
امرأة من النوع الذي يصالحك على نفسك
لقد خسر داليدا
لقد ماتت امرأته هذة المرة حقاً
.........................
بعد ساعتين ...
نزلت من المبنى الذي تقطن به مرتديه إزار الصلاة وتحركت تدخل من بوابة بيت خديجة وبعد أن خطت خطوتين تسمرت قدماها وهرب الدم من أوصالها لما كانت تستمع له
كانت نبرة معاذ الحادة يخاطب به أخته ويقول :-
" لا أعرف أين كان عقل أبيكِ وأمك حين استمعوا لكِ وجعلوك تجلبين واحدة لا نعرف عنها شئ لتسكن جوارنا وشبه إخوتها مقيمين عندنا ماذا لو أدخلنا أنفسنا بأمر لسنا قدره "
أتاها صوت خديجة المنفعل وهي تقول :-
"أي أمر يا معاذ لما لا تقلها صراحة أنت تضايقت من الرجل الذي كانت تقف معه اليوم "
انفعل معاذ أكثر وقال :-
" وهل هذا شئ لا يضايق ألم يكن نفسه هو الرجل الذي كان أسفل بيتها بالليل وأصواتهم عاليه هنا "
كادت خديجة أن ترد عليه إلا أن اثنيهم التفتا بتفاجؤ على نبرة داليدا الهادئة برقة والتي غلب عليها شجن الكبرياء :-
" الدكتور معاذ معه حق يا خديجة لا تجادليه "
احمرت أذني معاذ بشدة من الانفعال والتحرج إلا إنها لم تنظر له ولم ترد على نداء خديجة الباكي بل وضعت هاتفها بكفها وهي تقول بنفس النبرة :-
" لقد وجدت هاتفك بحقيبتي فقلت أن اجلبه لكِ "
عضت باطن وجنتها ثم قالت بنبرة مختنفة :-
" اطمأن يا دكتور أنا لن أتي هنا مرة أخرى لا أنا ولا إخوتي "
ودون أن تنظر لهم كانت تلتفت عائدة من حيث أتت وهي تقول :-
" سلامي للعم والعمة "
بعد نصف ساعة ..
" لما فعلت هذا يا ابني ؟" سألت أم معاذ بحزن فاستغفر معاذ وهو ينظر لخديجة الباكية بحضن أبيه وهو يقول :-
" هل سرعان ما أتت لتشتكي لكم ؟"
رفع والده حاجبيه بعدم رضا ثم تكلم بغضب :-
" وهل أيضاً كنت تريد منها ألا تخبرنا يا دكتور
تطرد الفتاة من بيتنا وتتحدث عنها السوء وأنت الغاضب"
تجهم معاذ قائلاً بتبرم :-
"أبي أنا لم أطردها هي التي سمعتنا صدفةً
ثانية ألا ترى أن معي حق
نحن لا نعرف عنها أي شئ وأرى أنكم تعاملوها كواحدة منكم وأكثر "
" لقد أحببتها إنها صديقتي الوحيدة هنا "
لم يرد عليها معاذ وهو يقبل رأس أمه الباكية يراضيها فهو يعرف أن أمه تبكي على الكبيرة والصغيرة ثم نظر لأبيه قائلاً باحترام :-
"أرى أن معي حق بموقفي يا أبي "
...........................
ثمة ألحان نعزفها بأصابع التفاني لكن ماذا لو كانت مقطوعة العشق مسروقة ؟!
ماذا لو كان إطار الصوة ليس على مقاسنا ؟
ماذا لو كان إنعكاس المرآه مشروخ لكنك مصر على أن تراه في أحسن صوره ؟
إلى اللحظة لا يستطيع التصديق أن ماريان تحبه هو
إلى اللحظة يشعر بالغباء وكأنه لم يكن يرى منذ البداية
إلى اللحظة يريد التكذيب
أبصرها مقبله عليه من بعيد والشيطان يلعب لعبته الجديدة
لعبة من نار كان ثقابها جملة زوجته وهي تخبره أن ماريان بها من الأنوثة التي يريد وأكثر فكيف لم يراها هكذا قبلاً
ترتدي (سالبيت ) باللون البرتقالي يحتضن جسدها مبرزاً مدى أنوثتها المهلكة
ساقيها البيضاوتان ملفوفتان بجمال وقد ظهرتا من أسفل سروالها القصير
شعرها ترفعه بقصة جديدة جعلت غرتها تلمس جبهتها بينما تبتسم وعينيها البريئتان يخوناها فتتوهجان لمرآه
تضحك وتسير ناحيته فتغمض عيونها بينما الرجل به للحظة ينتشي
تجلس أمامه وهي تضع هاتفها ومفاتيحها قائلة بلا تفكير :-
" اشتقت لك "
ماريان عادت لطبيعتها معه
تخرج مشاعرها مطمئنه إلى أنه لن ينتبه لها أبداً كيف كان أعمى
لم يكبح نفسه وهو يلعق شفتيه معلقاً بغزل ذكوري بحت مقصود :-
" تبدين مهلكة الجمال بهذة الملابس "
رفعت ماريان عينيها له فأحرقها لهيب النظرة في عينيه
نظرة تمنتها مراراً ولم تحصل عليها
نظرة سرت على كل وتر بجسدها فأثارت به انتشاء الفرح والغرور
الفكرة جعلت احمرار سخيف يغزو وجنتيها فهمست مسبلة أهدابها الطويله التي خلبته اللحظة :-
" عمار ماذا بك ؟"
لم يرد عليها لكنها انتفضت وهو يمسك كفيها بين كفيه قائلاً بنبرة مبحبوحه :-
" ماريان أنا أريدك جواري دايما
لا تبتعدي مرة أخرى "
تجمعت دموع الحوجة لقربه في عينيها فهمست بوعد :-
" لن يحدث يا عمار "
وبكل ضعف كانت تنطق :-
" أنا لن أقدر حتى على الابتعاد "
وكأنه وعداً غير منطوقاً
لكن هذة المرة لطريق الحب الذي طالما تمنته
لكنها لا تعرف اللحظة أنه محفوفاً بشوك الألام والذنوب العظام
ذنب لروحين إحداهن أمنته على ورحها والأخرى أتاه اتصال بوصولها للدنيا عبر ولادة مبكرة فور أن تركها فقد كانت سنا تلد !
.......................
للحب طعنة خرساء ولنسيانه نهر من الخناجر
(فوزية السيد)
حياتها أصبحت تعيسة رغم هدوء مياهها نسبياً
الأيام تسير رتيبة سوى من لقاءهم العاطفي الحار يتحول لسعد الحنون الذي تعرفه
لكن حتى هذا لا يحدث سوى إنفلاتاً لمشاعره ثم يعود ويتقوقع على نفسه وكأنه ندم على ما حدث
نظراته مريبة
أحياناً تخيفها وأحياناً تشعرها بالتوجس
وهي تحاول أن تسايره عل موجة الشك هذة تكن عابرة وتعود حياتهم طبيعية
تحركت من مكانها كي تفطر شيئاً ثم تنام مرة أخرى حتى تستيقظ لإعداد الغداء قرب وصوله من العمل
بعد نصف ساعة
وأثناء ما كانت تتناول فطورها أمام التلفاز توقف الطعام بحلقها وهي تستمع لحركة أتيه من ناحية المطبخ
عادت وابتلعت طعامها بتوجس إلى أن الصوت تكرر وكأنه بدأ يعلو
هرب الدم من عروقها ثم وضعت الطعام وهي تتحرك بحذر ناحية الطرقة المؤديه للمطبخ فيزداد مع قدومها الصوت
عادت وتراجعت بذعر ودخلت إلى الحمام ثم أغلقت على نفسها
الحركة أتيه من المنور وليس المطبخ تحديداً
يا الله
هل هم اللذين يتتبعون سعد بكل مكان ؟
وقفت على المرحاض بعد أن أغلقته كي تنظر من نافذة الحمام
وفور أن فتحتها بصيصاً صرخت برعب مدوي وجسدها يرتعش هلعاً
لقد كان هناك رجل ينزل من سقف المنور السلكي وقد كان مليئاً بالغبار والطين
صرخت وهي تنزل مسرعة لكنها فور أن فعلت أصابها الدوار وسقطت أرضاً مغشياً عليها
بعد نصف ساعة ...
" هنا
استيقظي يا هنا "
يربت على وجهها بعد أن نقلها للغرفة وفور أن فتحت عينيها ورأته عادت وصرخت باكية بذعر
" هنا ماذا حدث "
قالها سعد بزجر فعادت وفتحت عينيها على اتساعهم وكأنها تتأكد مما سمعت
" يا إلهي سعد "
تحركت عينيها عليه بجنون ثم صرخت بغضب مذهول :-
" أكنت أنت ؟
أكنت أنت حقاً ؟"
لم يرد عليها عاقداً حاجبيها فواصلت الصراخ الغاضب :-
" هل كنت أنت حقاً الذي تنزل من سطح المنزل للمنور ؟
ألم تقل أنك ذاهب للعمل "
تأفف سعد وهو يتحرك خارجاً من الغرفة قائلاً بغضب :-
" ليس لكِ شأن "
تحرك ناحية الحمام كي يغتسل بينما عقله يضج بالأفكار السوداء
لقد كان يريد أن يضبطها متلبسة
أو ليكن دقيق كان يريد أن يثبت لها كيف أن الأخر يستغل سذاجتها
ربما لم تضبط معه اليوم لكنها ستحدث بيوم أخر
واليوم الأخر لم يكن سوى بعد عدة أيام
كانت تنظف شقتها حتى تزور والديها ليلاً كما وعدها
وأثناء ما كانت تفعل وقع حلقها أسفل الفراش وحين انحنت لتجلبه اتسعت عينيها ذهولاً وهي تبصر سعد نائماً أسفل الفراش بملابسه الداخليه وعينيه بعينيها بلا ذنب
.....................................
" اشتقت لكِ يا روبانزل "
قالتها حفصة وهي تقبل داليدا التي فور أن احتضنتها بكت ورغماً عن حفصة ضحكت وهي تقول :-
" يا فتاة ألا تصعب عليكِ عيناكِ الجميلتين
إن دانية ابنتي لو عرفت أنني كلما رأيتك بكيت لعضتك"
ابتسمت داليدا وهي تمسح دموعها ثم همست بنبرة متحشرجة :-
" ماذا أفعل يا حفصة ؟ لا سلوان لي سوى في الدموع
الحياة بلا ضهر مميتة مميتة يا حفصة "
ربتت عليها حفصة بحنو تستمع لما حدث حتى قالت بدهشة :-
" غريبة إنني لم اسمع عن معاذ الحلبي سوى أنه رجل يتحلى بالذوق "
قبل أن ترد عليها داليدا انتفضت بدخول معاذ للمكتبة والذي توقف إلقاء السلام على شفتيه وهو يبصرها
نغزة لم يستسيغها وهو يبصر وجهها الباكي لكن الحيرة ألمت به فما الذي يجمعها بحفصة العامري
هل تعرفها؟
سيطر على نفسه سريعاً وهو يعيد إلقاء السلام بشكل عام ثم تنحنح قائلاً بنبرة أجشة :-
" هل الدكتور شهاب موجود ؟"
" كيف حالك يا دكتور معاذ ؟" قالتها حفصة ببشاشة ثم قالت :-
" للأسف الدكتور شهاب لم يأتي منذ أيام "
توتر معاذ في وقفته ورغماً عنه عيناه كانتا تخوناه ناحية داليدا إلا أنه عاد وتنحنح وهو يلقي السلام مستأذناً ويخرج
نظرت حفصة لداليدا ثم ابتسمت بلطف وهي تقول :-
" لا أعلم سر هذة الصدفة حقيقي يبدو أنكِ محظوظة فعلاً "
............................
يتبع 👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻👇🏻