آخر 10 مشاركات
2– التجربة - شارلوت لامب - ق.ع.قديمة (الكاتـب : Just Faith - )           »          كل مخلص في الهوى واعزتي له...لوتروح سنين عمره ينتظرها *مكتملة* (الكاتـب : امان القلب - )           »          لا ياقلب كنوز أحــــــلام القديمة (كتابة / كاملة )* (الكاتـب : أناناسة - )           »          عن الحكيم إذا هوى (1) *مميزة و مكتملة*.. سلسلة في الغرام قصاصا (الكاتـب : blue me - )           »          عطر القسوة- قلوب احلام الزائرة- للكاتبة المبدعة :داليا الكومي *مكتملة مع الروابط (الكاتـب : دالياالكومى - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          10-حب وكبرياء - عبير مركز دولي (الكاتـب : samahss - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          96 - لحظات الجمر - مارجري هيلتون - ع.ق ( مكتبة زهران ) (الكاتـب : عنووود - )           »          1014 - معا إلى الأبد - ليز فيلدينغ . د.ن ( إعادة تنزيل ) (الكاتـب : * فوفو * - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-08-21, 12:16 AM   #1

Khaoula tayeb errahman

? العضوٌ??? » 416464
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Khaoula tayeb errahman is on a distinguished road
افتراضي بين الأبيض و الاسود لقيانا


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته






اجيتكم اليوم بإذن الله بإعلان بداية نشر رواية بين الأبيض و الاسود لقيانا,
كتير متحمسة للتجربة الجديدة و اني أشارك معاكم أول عمل أدبي بلشت بيه النشر الالكتروني.

يا رب تعجبكم و تستمتعو برحلة قراءتها و متابعتها, و بستنى أرائكم أكيد بكل حماس.

النشر بإذن الله حيكون فصلين بالاسبوع يوم الاثنين و الخميس.

يا رب تنال الرواية اعجابكم و تستمتعو بيها معي

في أمان الله إلى موعد قريب بإذنه سبحانه.






روابط الفصول

الفصل الأول .. بالأسفل
الفصل الثاني
الفصل الثالث والرابع نفس الصفحة
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع

الفصول العاشر والحادي عشر والثاني عشر (متتابعون)





التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 18-11-21 الساعة 12:23 PM
Khaoula tayeb errahman غير متواجد حالياً  
قديم 24-08-21, 12:21 AM   #2

ebti

مشرفة منتدى قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية ebti

? العضوٌ??? » 262524
?  التسِجيلٌ » Sep 2012
? مشَارَ?اتْي » 14,201
?  نُقآطِيْ » ebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond reputeebti has a reputation beyond repute
افتراضي

ليلتك سعيدة ... اهلاً وسهلاً بك من جديد بيننا...

هل المقصود بهذه الجملة 👇 ان التنزيل ليس حتى الخميس القادم ؟

اقتباس:
في أمان الله إلى موعد قريب بإذنه سبحانه
بانتظار ردك لان مكان هذه المشاركة هو قسم شرفة الاعضاء إلى حين تقررين بدء تنزيل الفصول وقتها يكون مكانها هو الصفحة الرئيسية بعد ان تراسلين قبل يومين من موعد التنزيل...


ebti غير متواجد حالياً  
التوقيع
إن كرماء الأصل كالغصن المثمر كلما حمل ثماراً تواضع وانحنى"
هكذا عرفتك عزيزتي um soso و هكذا تبقين في قلبي شكراً جزيلاً لك على الصورة الرمزية...

قديم 24-08-21, 12:33 AM   #3

Khaoula tayeb errahman

? العضوٌ??? » 416464
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Khaoula tayeb errahman is on a distinguished road
افتراضي

[QUOTE=ebti;15635541]ليلتك سعيدة ... اهلاً وسهلاً بك من جديد بيننا...

هل المقصود بهذه الجملة 👇 ان التنزيل ليس حتى الخميس القادم ؟


مسا النور عليكي ، تسلميلي شكرا الله بسعد قلبك يا رب، آه حضرتك أول فصل المفروض يوم الخميس بإذن الله


Khaoula tayeb errahman غير متواجد حالياً  
قديم 24-08-21, 12:44 AM   #4

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

أهلا خولة ..أنرت المنتدى وأهلا وسهلا بك ..متشوقة جداا❤❤

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
قديم 26-08-21, 10:12 PM   #5

Khaoula tayeb errahman

? العضوٌ??? » 416464
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Khaoula tayeb errahman is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, البداية بإذن الله و بخليكم مع أول فصل من الرواية, يا رب يعجبكم.
...



الفصل الأول:
هل توقفت و فكرت يوما, في لغة الكون و إشاراته,
أؤمن أن رسائله تصلنا دوما على هيئة صدف, تدلنا لأول خطوة, في طرقنا التي سطرها القدر, تذكرنا أن نأخذ وهلة من الزمن, نتوقف فيها عن الركض, لنتنفس, و لنتأمل, علنا نجد حولنا ما يستحق منا التدبر, يدفعنا الكون بصدفه حتى نؤمن و نوقن بما هو أعظم منا,
ثق أن لا مكان للعشوائية في خطوط القدر, كله متقن الرسم محكم التخطيط, ما عليك يا صديقي سوى أن تنتبه, افتح قلبك قبل عينيك, بصيرتك قبل بصرك و ركز في رسائل الكون.
...
خذ نفسا عميقا, و قف على خط البداية, دعك متيقظا, فأنت لا تعلم أبدا متى تكون صافرة البداية, ومتى تلحقها تلك التي تخص النهاية, احذر فبينهما بعد السماء عن الأرض, قد ينقضي, قبل أن ترف بجفنك,
عش, ثر, تنفس, تمرد, كن أنت.
...
قبل خمس سنوات:
-حلا انتظري, انتظري أقسم أنك ستسقطين, حلا.
ناداها رامي من بين ضحكاته, عيناه تعجزان عن الكف عن ملاحقتها, وقلبه أبت نبضاته إلا أن تتبعثر تأثرا بوجودها في محيطه, بينما تمثلت إجابتها في غمزه, استمرت بعدها في الجري و الرقص بين الأشجار, بينما يمشي هو خلفها بهدوء يضع يديه في جيب سترته المنتفخة حتى يقيهما البرد القارص, كان طلاب كلية الطب قد قاموا بتنظيم رحلة ليوم للتمتع بالمنظر الخلاب لمرتفعات مدينة الشريعة المعروفة للغاية باعتبارها أعلى قمة في سلسلة الأطلس البليدي ( سلسلة جبلية) و التي تكتسي عادة برداء الثلج الأبيض من منتصف فصل الخريف إلى غاية الربيع فتصبح أية في السحر و الجمال, تدفعك مجبرا للتفكير في إبداع الخالق و قدرته, كان الناس يأتون لزيارتها من كل الأماكن القريبة و حتى البعيدة نوعا ما فهي لم تكن تميز المدينة فقط, بل كانت من روائع البلاد.
كان قد وصل وفد الطلاب و قاموا بوضع أغراضهم في الخزائن التي خصصت لهم عندما حجزوا الطاولات و كل ما سيحتاجون إليه من عربات التزلج, و الأدوات و الطاولات التي تلزمهم للنشاطات التي خططوا لها لهذا اليوم.
كان رامي لا يزال يبتسم لكنه قال بنبرة اتسمت ببعض الجدية:
-حلا, تمهلي أرجوك ستسقطين.
-لا لن أسقط.
أجابته و هي تواصل دورانها ثم توقفت فجأة و هي تستدير لتواجهه, و قد رسمت ملامح دهشة ساخرة على وجهها واضعة يدها على فمها:
-ماذا؟ لا تقل أنك خائف مثلا؟
ثم أخذت تضحك و هي تتراجع للخلف فلم تنتبه لجذع شجرة كان على الأرض فسقطت, تعالت ضحكات رامي أكثر ثم اتجه نحوها و انحنى ليجلس مقابلا لها و قال بابتسامة جذلى و عيناه تأسرانها كالعادة بكم العشق المطل منهما.
-بل لا أريد أن أسقط على مؤخرتي أمام الجميع.
ثم انحنى نحوها و أضاف:
- خاصة أمام الفتاة التي أحبها.
دفعته حلا في كتفه مما جعله يفقد توازنه, فسقط جالسا بنفس وضعيتها, ثم قالت و هي تشيح بوجهها من الخجل:
-لا تتغابى رامي, لقد أصبحت وقحا حقا.
جلجلت ضحكته مرة أخرى و هو يجيبها:
-أنت الوحيدة التي قد تصنف اعترافا بالحب على أنه تغابي, بل و وقاحة, لهذا فإنني أعترف رسميا أنني أغبى أغبياء كليتنا, بل أغبى أغبياء البلد.
رفعت حلا وجهها إليه تناظره بعينين متسعتين, و وجنتين محمرتين رغم برودة الجو, تدرس ملامحه و كأنها تبحث فيها عما يثبت صدق كلامه, قلبها يصدقه, آه من قلبها لا يصدقه فحسب بل يعتنقه ميثاقا للحياة, غرقت في تأملها له, تتنقل بنظراتها بين ملامح وجهه الحبيب, غافلة عن ابتسامته وهو يحدق فيها بعشق, كانت تبدو له في تلك اللحظة فتاة طبيعية, بدون كل تلك الأسوار التي تخفي نفسها خلفها عادة, بدون العقد التي تقيدها.
-أحقا تحبني؟
توقع سؤالها, إلا أنه ككل مرة, يوجعه قلبه عليها, كان بإمكانه أن يرى بوضوح الألم المستتر خلف سؤالها, ككل مرة, في البداية كان يؤلمها سؤاله ظنا منه أنه انعدام ثقة به, ثم أصبح يحرقه سؤالها لأنه أدرك أنها تسأل انعدام ثقة في ذاتها, فقط لو تسمح له بمشاركتها همومها و تمنحه الحق في حل عقدها واحدة, واحدة.
- أنا أعشقك حلا, أنت تعلمين هذا بالضرورة, بما أن الجميع يعلمه.
أخبرها مبتسما, عيناه تتعلق باحمرار وجنتيها, أخفضت رأسها مجددا و هي تعض على شفتها السفلى لتمنع نفسها من الابتسام خجلا, و ظل هو يتأمل تفاصيلها التي يحس كلما رآها و كأنها المرة الأولى التي تقع عيناه عليها, أخرجهم من فقاعة الحب صوت زميلهم في الكلية و هو يقول بنزق:
-هل حقا ستقضيان الرحلة كعصافير الحب, سأضطر لمطاردتكما من مكان لأخر, هيا حان وقت التزلج.
-ظريف أنت, أليس كذلك؟
قالها رامي بسخرية:
- يمكنك الذهاب الآن سنلحق بك يا خفيف الظل.
أجابه ثم قام و هو ينفض ملابسه من الثلج العالق بها, ثم مد يده لحلا التي كانت تحاول الوقوف ليساعدها, رفعت إليه عينيها لتضع كفها بتردد في يده الممتدة قبل أن ترفع عينيها بخفر لتهديه ابتسامة سرقت جميع نبضه مرة واحدة, ساعدها حتى استقامت ثم توجها سويا نحو أصدقائهم المتجمعين حول الطاولات التي خصصت لهم.
...
هل أحست بالخوف؟ الوجل, أم أنها بكل بساطة أصيبت بالخدر نتيجة لصدمتها, نعم هي تحس بالخدر.
هل علمت يوما أن سوق الجواري لازال يعقد و أن السعر تدنى, تدنى كثيرا,
إن كانت في القديم تباع و تشترى بالمال,
فهي اليوم بيعت روحها و جسدها و حياتها فداءا لحياة أخ,
أخ رأته مرتين في حياتها,
تشعر بإنسانيتها تسلب منها و هي تنظر إليهم بخدر, تسمع والدها يعرض بل يترجى السيد أمامه أن يأخذ إحدى ابنتيه فداءا للابن العزيز, لأغلى ما يملك في دنياه- على حسب قوله,
أليس من المفروض أن يكون ذلك الوالد هو أمانهما في هذه الدنيا, فكرت ساخرة, أم أن وجودهما في قاموس والدها, له هدف واحد يخدم وجود الذكر الغالي، فجأة شعرت بذلك الخدر ينقشع،
أختها الصغيرة معها, يا للهول كم عمرها؟ هل بلغت سن الرشد أصلا, تراها لأول مرة و آه كم تشفق عليها, كيف كانت حياتها وسطهم, لتتشبث بها هي, الغريبة عنها, لتبحث عن الأمان معها, منهم.
انتزعها من جمودها و غرقها في أفكارها, صوت السيد الضخم بالثياب السوداء, والذي كان يقف في ركن الغرفة, صامتا غامضا, يجول بنظراته الباردة بين الموجودين, وكأنه يقيم الموقف, ويزن ما يحدث أمامه, سمعته يحدث أختها قائلا و كأنه قادر على قراءة أفكارها, فرفعت عينيها في اتجاهه, و لازال الاستنكار يسطر ملامحها:
- كم تبلغين من العمر ؟
تشبثت أختها بها أكثر و أكثر، ما دفعها لأن تخبئها ورائها تحميها من هذا الجنون الذي يدور حولهما, عقلها لا يزال بعيدا عن الاستيعاب, إلا أن نواقيس الخطر دقت, وأعلنت أن سوق النخاسة قد انعقد, وأنهما اليوم, كانتا بضاعة دون حول ولا قوة, أو هكذا ظن هؤلاء, إلا أنها أقسمت منذ زمن بعيد أنها لن تكون أبدا دون حول أو قوة, مادام نبضها موجودا .
-لميس,
أجفلت كلتاهما من صرخة والدهما الذي كان يحدق في الصغيرة المختفية خلفها بغضب ليقول مواصلا:
- السيد آدم سألك سؤالا.
لمعت نظراته بشرر مهدد, ارتعشت له لميس خوفا, أشعل نارا حارقة في جوفين, كل منهما احتقره أكثر مما كان قبلا, وهو يعتقد غافلا, أنه يظهر سمات رجولة, لم يعرف منها سوى ذكورة, ولد بها ولم يكن له منها نصيب, قال مجددا بصوت مرتفع مهدد:
- أسرعي بالإجابة.
-17 سنة.
قالتها لميس, بنبرة مرتجفة محملة بخوف شديد, بدا متجليا حتى على ملامحها, و هي تغرس رأسها أكثر في كتف أختها.
-يا إلهي.
خرجت منه مسموعة و منها همسة, لتصمت حنين تحت تأثير صدمتها و يتابع آدم, الرجل الصامت الغامض, والذي تحولت ملامحه الوسيمة إلى أخرى مخيفة, يتسطر فيها الغضب بوضوح, بعد أن خلف دهشته الشديدة وهو يسمع إجابتها, ارتفع حاجبها, و احتدت نظراته وهو يسأله قائلا:
- هل أنت مجنون, إنها طفلة.
هذا الشخص أمامه من المفترض أنه رجل, و أب لكننه يعرض عليه ابنتان، إحداهما قاصر, ليفدي ابنه بهما, زاد احتقاره له و أحس بالغضب يتصاعد بداخله, ليخرجه من ذهوله صوته و هو يضيف:
-لا تقلق إطلاقا, إن كانت لميس هي من حازت على إعجابك فهي لك, أنا والدها و سأزوجها لك.
-لقد فقدت عقلك تماما أليس كذلك؟ إنها طفلة, تريد أن تفدي هذا الغبي بها لتتحمل هي تبعات أفعاله الحقيرة, و هو الذي يفوقها بأكثر من عشر سنين عاجز عن فعل ذلك, بحق الله, ألا يوجد بينكم عاقل, إنها طفلة.
صرختها حنين مستنكرة بنبرة تفيض احتقارا و دهشة و هي تنقل نظراتها بين الحاضرين.
-اخرسي حالا.
كان رد والدها صرخة حانقة, تشي بخوفه من أن تفسد كلماتها, صفقته لإنقاذ ابنه, و هذا ما لا يمكنه أن يسمح به, لينطق الأخير يقول بغضب و كراهية توضحها كلماته:
-كيف تحدثين والدك هكذا؟ لقد كنت محقا, أنت تحتاجين لإعادة تربية.
ثم ارتسمت على وجهه ابتسامة كريهة, ليواصل:
- أنت لم تعودي بلندن بعد الآن, مما يعني أنني سأتولى مهمة تأديبك منذ الآن, و صدقيني سأستمتع بذلك.
ما إن نطق منذر بكلماته حتى أحس آدم بدمائه تغلي, و قد بلغ صبره مبلغه, هذا الغبي يهين حبيبته هو، بل و يهددها بكل صفاقة، و قبل أن يأتي بأي تصرف, كانت حنين التي تغيرت ملامحها إلى قوة خالصة و إصرار عجيب, أدهشه, إذ لم يلمحه منها من قبل أبدا, و هي تخفي أختها ورائها أكثر و كأنها تخاف عليها أن تتلوث بشرور الحاضرين, فقط لتضيف بضحكة مستهزئة و هي تشير إلى منذر:
-أنت؟ تؤدبني أنا، هه, حقا, صراحة, لم أكن أعتقد أنك مضحك لهذه الدرجة.
ثم ضحكت ضحكة ساخرة مستفزة أكملت بعدها قائلة:
- طبعا ستفعل, فأنت رجل, لم تعجبك دراجتي النارية, و لا سلوكي و لا انفلاتي, أليس كذلك؟
ثم أضافت مشيرة بإصبعها لوالدها دون أن تزيح نظرها عن عيني منذر:
- و هذا والدنا العزيز, رجل أيضا تركني منبوذة في لندن يتكرم علي بزيارة مراقبة مرة في السنة, و يسمح لابنه الرجل بأن يمنع أختي من زيارتي أو التواصل معي, أليس كذلك؟.
نقلت نظراتها المهينة بينهما, ثم واصلت و هي تشير بسبابتها إلى والدها, ثم إلى منذر:
- دعني أستوضح الأمر, قالت حنين بنبرة مستفزة وهي تشير بسبابتها نحو والدها أولا:
- الآن والدنا العزيز يفديك أنت, الرجل العظيم, بإحدانا, ثم أشارت لنفسها مبتسمة, وقالت: إما المنفلتة.
ثم أشارت إلى أختها التي لازالت تحتمي بها:
- و إما الطفلة الصغيرة.
رفعت حاجبها باستغراب و أضافت:
- و تريد أن تربيني أنا, هههه,أنا لا أثق في ذكائك حقيقة, ولكنني أعتقد أنك قادر على الأقل أن تفهم لما أجد الأمر كوميديا بعض الشيء, أما أنت.
قالتها و هي تناظر زوجة والدها:
- أليست ابنتك؟ ما بالك؟ إنها تباع و أنت لم تنطقي و لو بكلمة.
قالتها بيأس و هي تناظر زوجة والدها, لكن الأخيرة أطرقت وجهها دون حتى كلمة, ضحكت بسخرية و قالت:
- ما كل هذه السلبية إن كان هو ابنك الوحيد, و رجل دون ضمير, الله أعلم ماذا قد فعل و فيما تورط, فهي ابنتك أيضا, ابنتك التي لا تزال طفلة, يا الهي أنتم غير طبيعيين البتة.
لم تكد تنتهي من كلماتها, حتى تلون وجه منذر بالأحمر و كأن الدم تسارع, ليتجمع في وجهه ليعبر عن غضبه, وقد أنهت إهانتها له أمام آدم بالذات كل سيطرة واهية كان يعتقد أنه يمتلكها.
-أرى أنني يجب أن أبدأ بتأديبك حالا.
قالها و هو يقطع الغرفة ليصل إليها و الشرر ينطق من عينيه.
كان آدم واقفا طوال الوقت يداه في جيبي سرواله بهدوء, لكن حالما لاحظ حركة منذر تجاه حنين, و نيته الواضحة لضربها حتى اختفى الهدوء من ملامحه و انفلت الغول من عقال السيطرة فهذا الأحمق تجرأ على من ملكت روحه قبل قلبه, و في شرع آدم الوالي, حوكم الأحمق و استبيحت دمائه.
في لحظة واحدة.
دفعت حنين لميس التي شهقت من الخوف للخلف, و كان الجنون قد سيطر على منذر, بينما اتخذ والدها دور المتفرج الأبكم, تجاوره زوجته التي على ما يبدو توافقه الرأي فلم تنبس ببنت شفاه.
- لو كنت مكانك لما تقدمت خطوة أكثر.
دوى صوت آدم يغلفه هدوء, يخبئ به العواصف التي ستأتي على الأخضر و اليابس لو لم يسيطر على نفسه, هدوء لا يخفي إطلاقا عنف و جدية صاحبه.
عندها توقف تقدم منذر, و اختفى غضبه ليحل محله الرعب, و هو يرى آدم واقفا في مكانه يوجه نحوه مسدسا, و لسخرية الموقف, في نفس اللحظة قدر والدها أن وقت الصمت قد انتهى.
-سيد آدم أرجوك لا تفعل, انه ابني الوحيد, كل ما أملك في هذه الحياة, أرجوك أنزل المسدس.
ابتسم آدم بسخرية وهو يشير بالمسدس قائلا:
-اعتذر حالا.
, دون أن ينزل المسدس أو يغير وقفته, بنظرات لو كانت أقسى لقتلت.
-ماذا؟
تساؤل منذر بغباء كأن محدثه يحاوره بلغة لا يفقهها
-اعتذر منها عن إهانتك لها.
صمت للحظة دون أن يغير من وضعيته, ولم يكن الوحيد الذي أصابته الدهشة من طلب آدم و من نبرته المهددة التي تشي بغضبه, فحنين هي الأخرى شلها عدم الفهم وهي تتساءل لماذا عساه يدافع عنها, ثم أعاد قوله بهدوء و هو يدفع الرصاصة إلى حجرة الإطلاق:
- أنا لا أكرر ما أقوله مرتين, اعتذر منها أو ودع عائلتك, الخيار لك.
ساد الصمت للحظات كان قد سيطر الوجل فيها على معظم الحاضرين ثم قطع الهدوء السائد بنبرة مهزومة, تنزف بمرارة الإهانة لرجولة واهية, زائفة سطرها ظلم مجتمع, أهداها له عنوة و دون وجه حق, و لكل من حصل شرف أن يولد ذكرا, و كأنه بذلك حاز على أحقية و أفضلية على جميع الإناث في هذا الكوكب, و وجب له فروض الطاعة و التقديس:
-أنا أعتذر, لم يكن يجب علي أن أفقد أعصابي.
قالها و هو يجوب بعينيه وجوه الحاضرين و قد خط على ملامحه العديد من الانطباعات و الأكيد أن الأسف لم يكن أحدها.
أعاد آدم ضبط المسدس و أعاده إلى جرابه و قد ظهرت ابتسامة سخرية على طرف فاه, ثم وضع كلتا يديه في جيبي سرواله و نظر إلى مروان و قال بنبرة مهينة محملة بالسخرية:
-كنت أتساءل حقا من أين حصل ابنك على كل هذه النذالة و اليوم أيقنت أنها وراثية.
توقف عن الحديث و هو ينظر له بتحد أن يجيبه, و لكن مروان اكتفى بأن أحنى رأسه, و التزم الصمت فابتسم آدم, ثم واصل قائلا:
- بعد التفكير, إليك عرضي, في حالة مغايرة لم يكن ليرضيني سوى دماء ابنك الرخيصة, و لكنك عرضت بانعدام شرف, ما هو أغلى.
صمت حينها و نظراته ترنو لوهلة نحو حنين, بملامحها المتوجسة, التي زادت من جمالها الهمجي, ووقفتها المتأهبة,ثم واصل وهو يعود بنظره إلى والدها:
- لذا اسمعني جيدا, عرضي كالتالي و هو غير قابل للتغيير إما أن تتقبله أو أن أقتل الوغد حالا,
إن أخليت يوما بشروطي أقتل الوغد, إن تجرأ الوغد أو اقترب من الفتاتين أقتله, إن رأيته أمامي مجددا أقتله.
ثم أحاد ببصره نحو منذر, الذي مرتعبا من كلماته, ثم نحو حنين التي لم يغادر تعبير الدهشة و عدم التصديق محياها, منذ بدأ حديثهم هذا, و ثم أختها المسكينة التي تختبئ خلفها, فأخذ نفسا عميقا ثم زفر بعنف لعله يخمد عاصفة الغضب بداخله, ثم رفع رأسه إلى مروان مكملا حديثه:
- لميس في السابعة عشر, حقا هي لا تزال مجرد طفلة, و من الآن فصاعدا هي تخصني,
علت شهقة رعب من لميس تلاها صوت اعتراض من حنين, التي أعادت أختها إلى أحضانها و هي تشدد من تمسكها بها, فرفع آدم يده في إشارة لها لتصمت مكملا:
-أنا لم أكمل حديثي بعد, لميس سيكون لها الاختيار أن تبقى هنا أو تنتقل للعيش معنا, و إن حدث و اختارت البقاء لن يكون لأحد الحق في التحكم بها أو بقراراتها أو مصير حياتها غيرها, و خاصة الوغد و إن خالف أوامري أقتله كما سبق و أوضحت.
صمت للحظات و كأنه يتحدى والدها لمعارضته, ثم أضاف:
- لن تعرضها للزواج مجددا و لن تفكر بأن تفرضه عليها يوما.
كانت لميس قد رفعت رأسها عن كتف حنين تنظر إليه بدهشة, بعد اختفاء الرعب ثم بامتنان و نظرات الشكر تطل من عينيها, فقابلها هو بابتسامة مطمئنة,
كانت حنين تفكر في سخرية القدر, و كيف أن غريبا قد منح أختها في لحظة, حقوقها الأكثر حتمية في الوجود, و التي جردها منها والدها بكل ظلم,
لكن انقباض قلبها أخبرها, أن الأسوأ آت لا محالة و ما لبثت أن تأكدت من ذلك, ما إن أكمل آدم حديثه:
- أما بالنسبة لموضوع الزواج و بما أننا وضحنا أن لميس لا تزال طفلة, فمن الواضح أن الخيار وقع على حنين لذا ...
و قبل أن يكمل حديثه قاطعته حنين قائلة:
- حقا؟ لماذا هل تظن أنني سلعة تتبادلونها فيما بينكم, أنا لن أبقى حتى لسماع ترهاتكم, و لا يمكن لأي أحد أن يجبرني على أي شيء, أتسمعني؟
-بلى.
أجابها بلهجة كلها تقرير, و قد أصابته كلماتها في مقتل, و كأنها سهام ترميه بها بكل مهارة:
- سنتزوج في نهاية هذا الأسبوع, و لن تغادري لأي مكان.
قالها بهدوء لا يعكس اضطرابه الداخلي من مجرد فكرة رحيلها, فكانت إجابتها ضحكة مستفزة أتبعتها قائلة:
-كيف ستمنعني مثلا؟ أنا مواطنة بريطانية بجواز سفر بريطاني, يعني أنا لست من جواريكم, أتفهم؟ أنا لن أقف خائفة, بدون حيلة في وسط قذارتكم هذه.
- توقفي عن هدرك الغبي هذا, هذا الزواج سيتم و لم يسألك أحد عن رأيك.
قالها مروان (والدها) ثم علا صوته وهو ينادي الخادمة التي حضرت فورا :
- هل أحضرت ما طلبته منك قبل قليل؟
أومأت برأسها, ثم ناولته جواز سفر أحمر اللون, ميزته حنين حالا, لتصرخ قائلة:
- هل فتشتم أغراضي, ماذا تفعل هل فقدت عقلك أم ماذا, لا يحق لك فعل هذا أتسمعني.
تجاهلها والدها كليا و هو يتقدم نحو آدم و يناوله جواز السفر و وثائقها الرسمية قائلا:
-الزواج قائم و سيتم في نهاية هذا الأسبوع أنا وليها الرسمي.
ثم نظر نحوها باستعلاء و أكمل قائلا:
- القرار بيدي أنا و أنا موافق.
- بل القرار بيدي أنا, أنت ستنفذ فحسب, و أنا الآن أريد أن أتحدث مع حنين على انفراد.
أجابه آدم و قد ارتسمت ابتسامة ساخرة على ثغره, محت التعالي من وجه مروان, ثم استقر بنظره على حنين التي ما إن نطق باسمها, حتى انفجرت صارخة باللغة الانجليزية, و كأن ذلك الاسم كان أخر قطرة أفاضت الكأس :
- هانا, اسمي هانا, و القرار بيدي أنا أتفهمان؟
جالت بنظراتها بين آدم و والدها اللذان كانا يتحدثان, و كأنها غير موجودة في الغرفة أصلا:
- ماذا تظنان أنفسكما هاا؟ أنا لن أسمح لكما بأن ترضيا غرورا عقيما نتيجة لتربية مجتمع ذكوري عنصري تافه يعلن للذكر أفضلية, أتسمعانني؟
التقطت أنفاسها الهادرة و هي تنظر لوالدها قائلة:
- و أنت هاااي, لا تكرر كلمة والدها تلك مجددا, مجرد حساب بنكي ضخم و زيارة تفقد في العام, لا تمنحك علي أية حقوق أتسمع.
ثم أغمضت عينيها في محاولة منها لتهدأ ثم فتحتهما مجددا:
- أنت, أعطني وثائقي كي أرحل أنا لم أعد أطيق هذا الجو المتخلف.
لم يتغير بملامح آدم أي شيء ولا حتى وقفته, رغم انه كان يضحك داخليا و قلبه يخفق إعجابا, بالقوة التي تملكها هذه الفتاة, ثم قال بعد لحظة:
-فليخرج الجميع, أريد أن أتحدث معها على انفراد.
تحرك مروان بعد أن أومأ للجميع بعينيه, فأتجه منذر بدوره نحو الباب, و غادر الغرفة, فيما قامت زوجته تتبعه للباب فلم تبقى سوى لميس مكانها تناظر أختها التي أصبحت فجأة بر أمانها.
- هل أنت مجنون أم أنك غبي أم ببساطة أطرش.
كان قد تمكن الغضب من أعصابها إلى أخر درجة:
-أنا لن أتحدث معك و لن أتزوجك, نهاية الموضوع لذا...
لم تتمكن حنين من إكمال جملتها لأنها قوطعت:
-كفى.
قالها آدم بنبرة مرعبة و قد سيطر الغضب على ملامحه:
- كفى كي لا أفقد أعصابي.
أضاف و هو ينظر إليها ثم أشاح بنظره إلى مروان, و زوجته التي تقف بالقرب منه:
- ماذا تنتظر؟ ألم أقل أنني أريد الحديث معها على إنفراد.
أومأ مروان برأسه و اتجه نحو الباب, تتبعه زوجته الخنوع, بينما أومأ هو للميس قائلا:
-و أنت أيضا لميس, هيا.
أخذت لميس تنقل نظرها بينه و بين أختها, التي أشارت لها بالمغادرة, فتحركت نحو الباب بينما خاطبها آدم مضيفا:
-أقفلي الباب فحديثنا شخصي, من فضلك.
ما أن أغلق الباب, حتى رفع آدم نظره نحو حنين, و قد استعر الغضب في مقلتيه:
-إياك أن تصرخي مجددا, إياك، أنا لن أكرر هذا مرة ثانية, المرة القادمة لن اكتفي بتحذير, تريدين جواز سفرك حسنا تفضلي.
قالها و قد مد يده بجواز السفر و الوثائق نحوها.
تقدمت و تناولتها من يده بتوجس, ليضيف, و قد أستعاد هدوئه و جمود ملامحه:
- حسنا هل يمكننا أن نتحدث الآن, لدي أشياء أعتقد أنك تودين سماعها.
ثم ابتسم ابتسامة جانبية ماكرة و أضاف:
- بل و رؤيتها حتى.
قالها و هو يجلس على مقعد فخم فردي مذهب و أشار لمقعد أخر مجاور بيده:
-أعدك, الأمر لن يأخذ الكثير من وقتك.
قالها بنفس الابتسامة المستفزة.
-حسنا, أنا أسمعك ماذا تريد.
قالت حنين و هي تجلس على المقعد, و تناظره بانعدام صبر, فهي تريد المغادرة بسرعة و العودة إلى وطنها, حيث أمانها و عائلتها الحقيقية, حيث يوسف و ماريا.
-طبعا أنت تعرفين بطبيعة عمل والدك.
توقف للحظة ثم أكمل بنفس البرود:
- و تعرفين أنه رجل خطير, صحيح؟
ثم توقف مجددا كأنه ينتظر إجابة فأومأت له برأسها قائلة:
-نعم أعلم, هو مجرم و قاتل, ماذا بعد.
رفعت حاجبيها و زمت شفتاها و حركت رأسها بحركة مستفهمة مستفزة, قابلها هو بنفس البرود قائلا و قد اختفت ابتسامته الماكرة:
-هل لاحظت أنه يرتعب مني؟
رفع حاجبه و صمت للحظة, و كأنه يمهلها الوقت لتستوعب, و ما إن ظهرت معالم الإدراك على محياها, حتى أكمل مضيفا:
- أنا أسوأ من والدك بكثير عزيزتي.... هانا,
قال اسمها باستهزاء و هو يشدد على حروفه:
- مثلا, أنا لا أهدد أنا أنفذ, أمنح الخيار, أحترم قرارات الناس, و أنفذ. يعني, على سبيل المثال, أنا قررت أن لميس حرة, و أنني سأتزوجك و والدك وافق, لذا سأحافظ على عهدي له و لكن ما إن يخالفه حتى أقتل ابنه الأحمق و هو بعده, و هو يعلم ذلك لذا من اليوم ستتغير حياة أختك للأحسن, أما عنك فأنا قررت أنني سأتزوجك, و لك الخيار طبعا.
-و أنا رفضت, و حسب قولك لدي حرية القرار.
أجابته و هي تحارب بداخلها شعورا بالخوف و الانقباض - شيء سيء سيحدث بالتأكيد- حدثت نفسها, إحساسها هذا لم يخب يوما, لكنها فكرت أن الأسوأ قد حدث ذاتا, و لا يمكن للأمور أن تسوء أكثر بالتأكيد.
-طبعا لكنك متسرعة إذ قررت دون معرفة شروط العرض.
-عفوا؟
قالت متسائلة و قد زاد انقباض قلبها:
- أية شروط؟
-شروط العرض, يعني لكل قرار تبعات, فماذا ستكون تبعات قرارك, مثلا لنقل أنك رفضت, حينها ربما قد أأمر بتنفيذ أحد التبعات.
صمت للحظة و هو يرى الحيرة تسطر ملامحها:
- دعيني أوضح أكثر.
مد يده للحارس الذي يقف في طرف الغرفة فتقدم منه و قدم له لوحا الكترونيا تناوله و قام بالنقر عليه عدة مرات قبل أن يضيف:
-هكذا مثلا.
و مد لها الجهاز فتناولته منه ليقول:
- قد يساعدك هذا على الفهم أكثر.
ما إن وقعت عينا حنين على اللوح الرقمي حتى اتسعتا هلعا, و لتشهق من هول الصدمة و من الخوف’ ة صت داخلي يخبرها بوجل, هو حتما أخطر من والدها.
- ما هذا هل أنت مجنون, ماذا ستفعل.
- لأخر مرة انتبهي لألفاظك.
قالها بنبرة صارمة مخيفة.
- أنا لن أفعل شيئا, بل أنت القرار بيدك أنت.
أخذت تحدق بالشاشة و هي تستوعب هول ما ترى:
الشاشة مقسمة لقسمين كل منهما يبث عرضا حيا لصور كل من ماريا و يوسف, و لكن المرعب في الأمر أنه يبث صورهما من عدسة بندقية قنص.
-أنت لن تؤذيهما, لا تفعل، أنت...أنت لا تعرفهما حتى, أنا... أنت.. أنت لن تؤذيهما أليس كذلك؟
أخذت الكلمات تتسرب منها دون أن تعي حتى ما تقول و قد تمكن منها الرعب فها هو الآن يهددها بأن يؤذي العائلة الوحيدة التي تمتلكها في هذا الكون.
-أنا لن أؤذي أحدا, هلا هدأت, كما أخبرتك الأمر بيدك الآن.
لم يغادر ذلك البرود محياه, فكرت حنين هذا الشخص يهددها بقتل عائلتها و البرود يطغى عليه كأنما يجلس لشرب قهوة أو قراءة كتاب.
-أنت لست طبيعيا, أنت مجرم, معتوه, يا إلهي ماذا فعلت ليرميك القدر في حياتي أنا.
أخذت تهدر بالغة الانجليزية و قد سيطر الهلع عليها تماما.
قست ملامحه و هو يحني رأسه, و يستند بيديه على ركبتيه, ليقترب منها أكثر و هو يقول بصوت واجم:
-لم يرمني القدر في حياتك بل وضعك أنت في طريقي,
أنا لن أؤذيهما الأمر بيدك تماما, الأمر بسيط, ما عليك إلا اتخاذ قرار.
-إن وافقت.....
صمتت و تكفل هو بإنهاء جملتها.
- سينسحب رجالي فورا.
- لماذا تريد الزواج مني, أنا.... أنا لا أفهم، الأمر لا يتعلق بوالدي و منذر, هذا واضح, أنت لا تعرفني حتى, , لماذا أنا؟
سألته حنين و هي تريد توضيحا, قد يعيدها إلى الواقع بعد هذا اليوم الذي أقل ما يقال عنه أنه كارثي.
-أنت تتحدثين كثيرا, و الوقت يمضي.
قالها باستخفاف و كأنه يعلمها, أنها فأر عالق في مصيدة, لن يفيده الجري في شيء سوى بتأجيل المحتوم.
طال صمت حنين و هي تطالع الأرض, بدت و كأنها في حالة إنكار, أو كأنها تفكر في حل, أو في طريقة تمكنها من الخروج من هذه الكارثة بأقل الخسائر.
-حسنا يبدو أنك قد أخذت قرارك.
قالها بنبرة عملية حازمة و هو يستدير نحو حارسه الشخصي:
- ناولني الهاتف.
تقدم هذا الأخير مستجيبا لأمره, و هو يسحب من جيب سترته الداكنة هاتفا, ناوله لآدم و انسحب مجددا.
-ماذا ستفعل, أي قرار؟ أنا لم أقرر بعد.
أجابها بقسوة دون أن ينظر إليها حتى:
-و أنا لا أملك اليوم بأكمله, كما يبدو لي قرارك واضحا, أنا فقط سأنهي أعمالنا ليعود كل منا لحياته الطبيعية.
و قبل أن تدرك المقصد من كلامه, وضع الهاتف على أذنه لتسمعه يقول:
-اتصل بالقناص, و أخبره أن....
فجأة حاصرها الواقع و أدركت معنى كلماته فصاحت قائلة, و هي تقفز من مقعدها نحوه:
-حسنا لا تفعل, أرجوك أنا..أنا موافقة, اوكاي.. أنا موافقة لكن رجاءا لا تفعل, لا تؤذي أيا منهما, فقط لا تفعل, أنا سأفعل كل ما تريد أرجوك.
بكل هدوء و دون أن يزيح الهاتف سألها:
-أنت متأكدة؟
-أجل أجل سأتزوجك فقط دعهما و شأنهما أرجوك.
دون أن يزيح نظره عنها و دون أن يبدي تأثرا ظاهريا بدموعها, التي أضحت سيلا مدرارا، و التي كانت تشعل الحرائق داخله.
تابع حديثه على الهاتف:
-أخبره أن يحزم أغراضه و يغادر, لم نعد نحتاج لخدماته.
ثم و بكل هدوء أغلق الهاتف, و أعاده للحارس الذي تقدم لأخذه, فيما كانت هي غارقة في دموعها,
لماذا اختارها هذا المعتوه يا الله, لماذا هي, كأن معاناتها في حياتها سابقا لم تكف, ستدفع الباقي من حياتها أيضا, ثمنا لأخطاء والدها و رغباته, كيف ستتخلص منه.
-حسنا بما أنك قررت فلا تراجع, و إن تراجعت أقتل كلاهما, دون إنذار حتى, هل تفهمين ما أقوله حنين؟
هزت رأسها موافقة في رعب, فهي بإدراك أعادته لها مكالمته الهاتفية, أصبحت متيقنة أن والدها لا يصنف خطرا أمام هذا الرجل, أحقا كاد يقتل شخصين على الهاتف بذلك البرود,انتشلها من أفكارها صوته:
-عقد القران سيكون يوم الخميس, يعني بعد أسبوع من اليوم, إن أردت احتفالا, سيكون لك ذلك رغم أنني أشك أنك قد تريدينه.
صمت ليسمع إجابتها, و لم تخيب ظنه و هي تقول:
-لا, لا احتفال, أنا لا أريد أي شيء منك.
أومأ برأسه و أكمل:
-سنقيم في بيت العائلة, سيكون معنا أخواتي اللاتي سأعرفك عليهن لاحقا، إن كنت لا تريدين التعاطي معهن, لن أجبرك على ذلك حتما, لكنني في المقابل لن اقبل بأن تعاملي أي منهن بطريقة سيئة, لن اسمح لك بذلك, لا تتدخلي فيما لا يعنيك, و لن يتدخل أي كان في ما يخصك.
ضحكة ساخرة صدرت عنها و هي تقول:
-أي كان غيرك تقصد, اليس كذلك؟
-أنا لن أكون أي كان, أنا سأكون زوجك, و كل ما يخصك, سيخصني.
صمتت للحظة ثم واصل:
-عدا عن ذلك من الممنوع قطعا أن تحكي لأي كان أي شيء يتعلق بحياتنا الشخصية, أو بما يجري داخل أسوار المنزل, هل أنا واضح.
أومأت مجددا, بينما عيناها تحكيان قصة قهر, تحكيان رفضا و نفورا و احتقارا, اختار أن يتجاهله و هو يتابع:
-كل طلباتك ستكون مجابة, قيمتك من قيمتي, لذا لن يتجرا أي كان على مضايقتك, لا تصرخي, لا تخالفي أوامري, لا تتحديني و لا تستفزيني, و كل أمورك ستكون بخير, سأحضر ملفك من لندن لتتابعي دراستك هنا لذا...
و قبل أن يكمل حديثه, قاطعته قائلة بهدوء فرضته عليها الصدمة, و الذي كان يناقض دموعها, التي انطلقت فجأة:
-أنا لن أتابع دراستي, لا أريد و هذا هو شرطي الثاني, بالإضافة إلى أنك لن تؤذي يوسف أو ماريا.
-حسنا كما تريدين, أجابها ببرود و تابع:
- لدي 3 أخوات كلهن يقمن معي, أذكرك بهذا لأنهن أغلى ما أملك, و أذيتهن تغضبني و غضبي سيء, اتفقنا؟
-أذيتهن تغضبك, و لكنك مع ذلك تؤذي غيرهن, ألا تعتقد أن ذلك يقع في نطاق النفاق مثلا؟
ظل ينظر إليها بنفس الطريقة, الباردة اللامبالية, و المتأملة ليسأل بعد حين, متجاهلا ما قالته, و كأنه لم يسمعها أصلا:
-اتفقنا؟
-حسنا, كما تريد.
تمتمت بكلمات شبه مسموعة, و هي تكفكف دموعها, و كأنها استسلمت توا للواقع, و قررت أنها لن تضعف أمامه يوما, لن يرى دموعها مجددا, و لو أنها لا تستطيع أن تجابهه, ستحرص على جعله يدفع الثمن غاليا جدا.
- آه, أمر آخر إن أردت أن تقيم لميس معنا, لك ذلك.
هزت رأسها بحركة رافضة:
-لا, لا أريد, لا أريدك أن تقترب منها, يجب أن تعدني, هي لا ذنب لها بأخطاء منذر أتسمعني؟
لم يجبها لتقول و هي تعتدل في جلستها و تنظر إليه بجدية, ربما لأول مرة منذ رأته تنظر إليه, مما جعل تركيزه متشتتا, و هو يتابع عينيها,
-أتسمعني؟ لا علاقة لها بكل هذا.
-أنا كنت قد قلت سابقا, أنها في حمايتي و لن يتمكن أي منهما من الاقتراب منها, أو أذيتها بعد اليوم, لكن إن كنت تريدين مني الانسحاب تماما سأفعل.
كان يعلم أنها لن تطلب ذلك, و إلا لما كان عرضه عليها, هو لن يتراجع عن كلمته أبدا, خاصة حين تتعلق بحماية فتاة صغيرة, كان قدرها أن تنتمي لعائلة كتلك, ظهرت الحيرة على ملامحها لوهلة ثم قالت:
-إن كنت تستطيع حمايتها من منذر و والده, أنا لا أمانع.
أومأ برأسه, ثم أكمل قائلا و قد استقام واقفا:
- حسنا إذن, بما أننا قد اتفقنا, سيكون موعدنا يوم الخميس.
حالما استدار, ليغادر, تحرك الرجل الأخر نحو الباب, ليفتحه, سابقا آدم إلى خارج الصالة, حيث وجد الجميع ينتظر في قاعة استقبال ضخمة مبالغ في تزيينها, بمقاعد وثيرة باللون الأحمر القاني, و طاولات مذهبة, و لوحة ضخمة تزين الحائط, والدها الذي كان جالسا وقف حالما سمع صوت الباب, كان يرتدي حلة رمادية, رجل في منتصف الستينات, يبدو خبيثا, ملامحه توحي بالشر, إلى جانبه تجلس زوجته, امرأة في بداية الخمسينات, ترتدي سروالا بنيا مع بلوزة بيضاء, شعرها قصير منسدل على كتفيها, زينة متقنة, عينان زرقاوان و بشرة باهتة, كحضورها تماما, و في الركن الآخر من القاعة كان يقف منذر, شاب في نهاية العشرينات, يبدو عليه التفاهة و الغرور, وسيم بملامح قريبة جدا من ملامح والدته, يرتدي سروالا من الجينز يعلوه قميص أزرق, و حذائي رياضي بنفس اللون, و في الحائط البعيد عنهم كانت تقف لميس, بملامحها الملائكية, البريئة, عينان كبيرتان بلون أزرق صافي, و بشرة بيضاء, و جمال مميز, مختلفة بطهرها عن هذه العائلة تماما و كأنها لا تنتمي إليهم, ترتدي فستانا, أخضر اللون, مع وشاخ ابيض.
نظر نحو والدها مباشرة ليقول:
-عقد القران يوم الخميس, لو ضايقها أحد بكلمة, نظرة أو حتى معنى.
نظر نحو منذر للحظة, و كأنه يهدده مباشرة, ثم واصل:
- لا أحتاج لإخبارك بما سيحصل, و بالنسبة ل-لميس فالكلام الذي قلته سابقا ساري من الآن.
لم ينتظر إجابة و توجه حالا إلى باب المنزل الضخم الذي فتحه الحارس, ليتجه نحو السيارة التي فتح سائقها الباب الخلفي, ليصعد, و استقلها السائق بعده و الحارس معه, لينطلق به و هو ينظر إلى المنزل أمامه, بشرود,
لقد تركها هناك, معهم.
...



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 27-08-21 الساعة 10:36 AM
Khaoula tayeb errahman غير متواجد حالياً  
قديم 26-08-21, 11:18 PM   #6

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 3 والزوار 3)
‏Lamees othman, ‏Khaoula tayeb errahman, ‏كاردي


Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
قديم 26-08-21, 11:21 PM   #7

Lamees othman

كاتبةفي قسم قصص من وحي الأعضاء

 
الصورة الرمزية Lamees othman

? العضوٌ??? » 453673
?  التسِجيلٌ » Aug 2019
? مشَارَ?اتْي » 2,373
?  مُ?إني » Jordan
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Jordan
?  نُقآطِيْ » Lamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond reputeLamees othman has a reputation beyond repute
¬» مشروبك   pepsi
¬» قناتك mbc
?? ??? ~
وسخر لي الجسد والحواس في سبيلك
افتراضي

يسلم ايديك الفصل جميل جميل جدا

Lamees othman غير متواجد حالياً  
التوقيع
ست وعشرون نجمة وبضع من سماء روحي معلقة بين ثنايا الأفق!



(وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ)

سبحان الله والحمدلله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.❤
قديم 27-08-21, 11:51 AM   #8

Khaoula tayeb errahman

? العضوٌ??? » 416464
?  التسِجيلٌ » Jan 2018
? مشَارَ?اتْي » 97
?  نُقآطِيْ » Khaoula tayeb errahman is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة lamees othman مشاهدة المشاركة
يسلم ايديك الفصل جميل جميل جدا
💋💋 شكرا لموس تسلمي


Khaoula tayeb errahman غير متواجد حالياً  
قديم 27-08-21, 11:25 PM   #9

جُمان عمر

? العضوٌ??? » 472854
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » جُمان عمر is on a distinguished road
افتراضي

تسلم ايدك الفصل تحفة بجد

جُمان عمر غير متواجد حالياً  
قديم 27-08-21, 11:26 PM   #10

جُمان عمر

? العضوٌ??? » 472854
?  التسِجيلٌ » Jun 2020
? مشَارَ?اتْي » 96
?  نُقآطِيْ » جُمان عمر is on a distinguished road
افتراضي

متابعة معاكي انشالله

جُمان عمر غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:47 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.