آخر 10 مشاركات
راسين في الحلال .. كوميديا رومانسية *مميزة ومكتملة * (الكاتـب : منال سالم - )           »          ومضة شك في غمرة يقين (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          يبقى الحب ...... قصة سعودية رومانسيه واقعية .. مميزة مكتملة (الكاتـب : غيوض 2008 - )           »          أسيرة الثلاثمائة يوم *مكتملة * (الكاتـب : ملك علي - )           »          تبكيك أوراق الخريف (4) *مميزة ومكتملة*.. سلسلة للعشق فصول !! (الكاتـب : blue me - )           »          176 -البَحث عن وهم ..عبير القديمة ( كتابة / كاملة )** (الكاتـب : Shining Tears - )           »          رواية أحببت فارسة أكاريا (الكاتـب : الفارس الأحمر - )           »          روايتي الاولى.. اهرب منك اليك ! " مميزة " و " مكتملة " (الكاتـب : قيثارة عشتار - )           »          145 - وشم الجمر - ساره كرايفن - أحلام القديمة ( كتابة / كاملة ) (الكاتـب : فرح - )           »          [تحميل] انتَ غرامي وجنوني للكاتبه : @@الجوري-22@@(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء > ارشيف الروايات الطويلة المغلقة غير المكتملة

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-09-21, 06:57 PM   #1

آشلي الأسود

? العضوٌ??? » 490748
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » آشلي الأسود is on a distinguished road
افتراضي ريحان


بسم الله الرحمن الرحيم

بدايةً أريدُ أن أعرف عن نفسي، أدعى آشلي، قارئة منذُ نعومة أظافري، كَانت القراءة ملاذي الأول والأخير، كما أنها ساعدتني على تجاوز أحلك فترات حياتي، لأجد بعد مرور السنوات أنني أجيد الكتابة، ترددت كثيرًا قبل أن أتخذ خطوة التسجيل في المنتدى ونشر روايتي، ولكن ها أنا الآن، على الرغم من المخاوف التي تعبث برأسي والقلق من ألا أكون على المستوى المطلوب، سأشارك معكم روايتي "ريحان"

تنويه هام: هذه الرواية حصرية للمنتدى لا احلل نقلها أو اقتباسها في أي مكان آخر، كما أنه ليس لدي أي مجموعة أو صفحة بأسمي على أي وسائل التواصل الاجتماعي وإن اصبح لدي ساعلمكم.

عن الرواية
هي رواية اجتماعية رومانسيه تتناول قضايا الأسرة في المجتمع المعاصر، أحداثها لا ترتبط بمكان أو زمان معين، اتنمى أن تنال إعجابكم وانتظر رأيكم بها


معاد النشر: كل ثُلاثاء الساعة السادسة مساءً بتوقيت القاهرة


اترككم مع المقدمة في المشاركة التالية


*******


روابط الفصول

المقدمة .. المشاركة التالية
الفصل الاول.. بالاسفل
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع







التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 12-10-21 الساعة 07:57 PM
آشلي الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 14-09-21, 06:59 PM   #2

آشلي الأسود

? العضوٌ??? » 490748
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » آشلي الأسود is on a distinguished road
افتراضي

المقدمة

للعالم قوانينه التي لن نفهمها يومًا، إن الأمر أشبه بسماع صوت المذياع الذي اعتدنا عليه في تمام الساعة السادسة والنصف صباحًا وصوت الشيخ وهو يُرتل بعض آيات القُرآن الكريم أو بعض الابتهالات، بالنظر للأمر نحن لم نستمع إلى ذلك المذياع برغبتنا قط، كذلك الحال بالنسبة لآبائنا وآبائهم. فقط سلسلة مُتماسكة من الأفعال الروتينية، لكنني لم أستطع أن أتعامل مع ذلك الكم من المسلمات ظلت التساؤلات عالقة في رأسي كذرات الغُبار، أذكر ذلك اليوم حين كُنتُ في الحادية تعشر، كان يومًا حارًا من أيام شهر آب، خرجتُ من دار تحفيظ القرآن وأنا أشعر بالفخر فقد تفوقتُ على زُملائي في حفظ سورة "تبارك"، لقد أخبرتني والدتي أنني إن حفظت كلمات الله سوف يحفظني في كل شيء وأنني لن أتعرض لأي سوء -وكيف اتعرض لسوءٍ واللهُ معي- نظرت إلى المسبحة في يدي كانت رديئة الصُنع زرقاء اللون، ولكنها كانت تعني العالم لي، كانت أول هدية أحصل عليها في حياتي، ضممت يدي وأنا اُمسك بحباتها الزرقاء وكأنني أحمل كنز ثمين، يجب أن ترى أمي جائزتي، ستبتسم لي وترتب على رأسي قائلة "أحسنتِ، سيحبكِ الله لأجل حُسن خُلقكِ"، عبرتُ الطريق السريع من خلال الممر المُخصص للعامة وأنا أغرق في تخيلاتي الوردية، رُبما ستُعدُ لي طبق الحبوب الذي أعشقه وستُخبر أبي.
دلفت إلى ساحة منزلنا وأنا ألهو بالمسبحة الخاصة بي لأتفاجأ بعدد كبير من الأشخاص المتشحين بالأسود عند باب المنزل، عقدت حاجبي وأنا أدرك بحدسي أن شيئًا سيئًا قد حدث، بخطوات بطيئة سرتُ بين جموع النساء المتشحات بالسواد، كنتُ تائهة وانا أبحث بينهم عن وجه أمي أو أحد اخواي أو ربما أبي، اصطدمت بإحدى السيدات لأقع على الأرض وتسقط مني المسبحة الخاصة بي، شاهدت انفرات حبات العقد الزرقاء لتتناثر على الأرض في جميع الإتجاهات، يا الله ماذا يحدث؟ كانت حبات المسبحة تتباعد عن بعضها البعض لأجد يد تنتشلني من الأرض وبعدها اصطدم رأسي بصدر سيدة فاح منها رائحة عطر كادت تخنقتي، كان عطرًا ثخينًا لم أعتد تنشقه من قبل، بل أننا لم نكن نستخدم أي من العطور، كانت لأمي رائحة مميزة، أين أنتِ يا أمي؟ شعرت بيد المرأة الثقيلة وهي تُرتب على رأسي بقوة وتُلصق رأسي بصدرها فكدت أختنق تلك المرة حقًا، حاولت التملص منها لتزيد من احتضانها لي وهي تقول بصوتٍ حاد لا يحمل أي شيء من الشفقة " لا تبكِ عزيزتي، أنا مثلُ والدتك" ما الذي تهذي به تلك السيدة الآن؟ إنها ليست أمي ولن تكون مثلها، كان عقلي يعمل ببطء وأنا أحاول تفسير تلك الكلمات التي تتداولها النسوة وسط البكاء والعويل، لكنني لم أفلح، حاولت جديًا أن أخرج من بين يدي تلك المرأة ولكنها كانت تتشبث بي بطريقة قاسية وكأن احتضانها لي تتوقف عليه حياتها، مرت ثواني ومن ثم حملتني تلك السيدة قائلة للسيدات الجالسة وهي ترتب بيدها القاسية على رأسي "سأذهب لإحضار الماء لصغيرتي فهي عطشى" ومن ثم انخرطت في بكاء زائف وهي تحملني للخارج، لا اعلم ما خطبها حقًا وماذا تريد مني ؟ لم تكد الدقائق تمر حتى شعرت بها تلكزني بقوة في يدي فلم اتمال نفسي وبدأت في البكاء بصوت عالي، لأجدها تضع يدها على فمي وترتب على ظهر باليد الأخرى وهي تهزني قائلة "لا عليكِ يا صغيرتي، أنا هنا". كانت لكزة مؤلمة لم يساعدني في تخطيها سوى صوت والدي وهو يقول "ما بها فيروز، يا إسعاد؟" رفعت رأسي إلى والدي استنجد به من تلك المرأة ولكنها ثبتت رأسي في احضانها عنوة وهي تقول " لا تقلق محمد، فيروز لا تهدأ إلا في أحضاني كما تعلم، ولكنها لا تزال غير مصدقة أن والدتها توفت."
شعرت بأن أذني تطن وأنا أعيد الكلام في رأسي مرارًا وتكرارًا، والدتي أنا قد فارقت الحياة، ألن أسمع صوتها ثانية، الن أتحدث معها عن أخر دورسي وأختبرها بها، كيف تتركني وتذهب هكذا، لا، لا يمكن أن يكون ذلك حقيقي، أنا أهذي يجب أن أكون كذلك.
استيقظت من نومي وأنا ألهث، إنه ذلك الحُلم مرة أخرى، بكل تفاصيله المؤلمة عن وفاة أمي الغالية، لقد ظننت أن الأمر قد انتهى بعد مرور خمسة أشهر دون مرافقة ذلك الحُلم لي لقد ظننتني تعافيت ولكن لم يحدث ذلك، تنهدت وأنا أبعد الغطاء الثقيل عن جسدي لاصطدم بنفحات الهواء البارد، ارتديت خُفْي البيتي واتجهت إلى خزانة ملابسي لأخرج منها فرشاة أسناني ومنشفتي وبعض الأشياء الأخرى.
خرجت من الغرفة لأجد الطابور المعتاد لاستخدام الحمام، انتظرت دوري كعادتي لاجد بعد دقيقتين يد تضرب على كتفي وصوت صديقتي دلال الناعس قائلاً "فيروز، هل سمعتي بأخر الأخبار؟"
التفت لها وأنا أضع يدي على قلبي من المُفاجاة، ستُصيبني دلال يومًا ما بأزمة قلبية، كانت جميلة المحي ببشرة قمحية وعينان زرقاء تُذكرني كثيرًا بلون حبات مسبحتي الغالية، لأكون صادقة ربما قبولي بيها كصديقة اعتمد على لون عيناها الازرق والذي يجلب لي تلك الذكريات عن أول هدية أتلقاها في حياتي، ولكن بعد سنتين من الصداقة علمت أنها تستحق وأنها جديرة بأن تكون استثناء قاعدتي "ماذا حدث؟ أرجو أن تكون أخبار سعيدة."
وقفت خلفي في الطابور وهي تعدل وضع منامتها البيضاء المُماثلة لمنامتي قائلة " لقد تمت الموافقة على طلبنا للحصول على وظيفة بدوام جزئي بشرط ألا يؤثر ذلك على معدلنا التراكمي في الجامعة" اتسعت عيناي بدهشة وحماس، لقد كنتُ أمل تحقق تلك الأمنية منذُ أشهر، أن ابدأ في جمع المال كي اتمكن من الاستقلال بصورة كلية فعلى كُلٍ لن يمكنني المكوث هنا بعد التخرج سوى عام واحد وبعدها إما أن اتزوج من طلبات الزواج التي تأتي للدار أو أن يكون لي وظيفة بدوام كامل تسمح لي باستئجار غرفة في مباني الفتيات في البر الثاني من المدينة، ولكن يبقى التساؤل الآن ما هي الوظيفة التي يمكنني شغلها فليس لدي مؤهلات سوى إجادتي للفرنسية بطلاقة بحكم نشأت عائلتي لا شيء آخر، جاهدت لارسم ابتسامة على وجهي قائلة "إنه أفضل خبر أسمعه منذ فترة طويلة، يمكننا أن نبدأ بالبحث بعد دوام الجامعة اليوم." كان صوتي فاتر على الرغم من محاولاتي المضنية ليخرج مفعم بالحياة والتفاؤل، نظرت لي دلال بتدقيق وهي تلتقط ذبذبات توتري، أوشكت على قول شيء لي ولكن دوري لاستخدام الحمام قد حان فقُطع تواصلنا.
بعد خمس عشرة دقيقة فضيتها في فرش أسناني والاستحمام خرجت متجهة إلى الغرفة مرة أخرى لارتدي ملابس الجامعة، كانت غرفتي تحتوي على أربع أسرّة ودولاب كبير الحجم ومكتبان مُتهالكان، اتجهت إلى الدولاب وأنا أرتدي زي الجامعة الموحد لنا هنا، كان عبارة عن تنورة طويلة باللون الأسود وقميص بلون النبيذ وحذاء أسود، وطقم أخرى يختلف عن الأول في لون القميص فقط، كان ذلك ما يمكن أن توفره لنا الدار من ملابس. ارتديت الطقم ذا القميص النبيذي وأنا أخبر نفسي أنه بمجرد الحصول على وظيفة سأشتري لي العديد من الملابس العصرية والأساور الملونة التي طالما كنت أريد أن أحظى بها.
بعد عشرين دقيقة كُنتُ قد خرجت من المبنى مُنتظرة دلال لنذهب إلى الجامعة، نظرت إلى المبنى حيث أسكن وتلك اللافتة الكبيرة المُعلقة عليه والتي كنت اتهجأها بصعوبة في سن الثامنة حين وطأت قدمي المكان لأول مرة "دار الخير للاجئين، بنات" كنت أظن وقتها أنني انتقلت لمنزل جديد او هكذا أخبرني أخي يوسف -ابن إسعاد الأكبرالتي رُزقت به من زواجها الأول- كان الأمر مُثيرًا في البداية وأنا أظن أن ذلك المنزل الكبير ملك لنا، انني سأحصل على غرفة خاصة بي أضع فيها جميع الدمى الحقيقة خاصتي. استقبلتني يومها سيدة كبيرة في السن ذات وجهة ضاحك رتبت على رأسي وهي تخبرني بحنان "مرحبًا فيروز، لقد سعدت برؤيتك" عقدت حاجبي وقتها وأنا أشعر ببوادر شيء خاطئ، من تلك السيدة وكيف تعرف اسمي، تشنج جسدي عندما اقتربت مني وهي تحتضن جسدي الصغير بمنتهى الحنان وهي تقول "لا بأس صغيرتي، دار الرعاية ليست بالشيء السيئ، خاصة دارنا" لم افهم معنى كلمة دار رعاية، ولم افهم سبب اختفاء أخي يوسف الذي لم أره ولم أرى أي من شقيقي من وقتها إلى الآن، على الرغم من صدق السيدة المسنة التي عرفت بعدها أنها تدعى "الأخت ميري" وقد كان العيش في دار الرعاية ليس بذلك السوء إلا أن جزء بداخلي ظل فارغ من يومها، وكلما كبرت في السن، كلما أدركت أي شيء بشع قد قام به أخي يوسف، وأقسمت أن أجده لاثبت له أي خسيس هو ليضع فتاة صغيرة في دار رعاية خادعًا إياها بأنه منزلهم الجديد.
" اعتقد أنها ستمطر اليوم" كانت تلك الكلمات التي قالتها دلال وهي تقترب مني ممسكة بالمظلة السوداء الخاصة بها، ابتسمت لها ولم اعقب وسرنا بجانب بعضنا البعض متجهين للجامعة.


آشلي الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 14-09-21, 10:09 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790







واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء




قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

قديم 15-09-21, 05:20 PM   #4

صل على النبي محمد
 
الصورة الرمزية صل على النبي محمد

? العضوٌ??? » 404607
?  التسِجيلٌ » Jul 2017
? مشَارَ?اتْي » 2,174
?  نُقآطِيْ » صل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond reputeصل على النبي محمد has a reputation beyond repute
افتراضي

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما صليت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد

لا تنسوا الباقيات الصالحات

سبحان الله

الحمد لله

لا إله إلا الله

الله أكبر

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي


صل على النبي محمد غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 06:58 PM   #5

آشلي الأسود

? العضوٌ??? » 490748
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » آشلي الأسود is on a distinguished road
افتراضي

الفصل الأول

-دلال-
" هل للحب سُلطانٌ علينا!"


كانت المُسميات الكثير للشعور الواحد تُثير ارتباكها، لم تكن تُدرك كُنه تلك المُسميات أو تفاوت درجاتها، ما الفرق حقًا بين الحُب، العشق والهوى؟ هل يختلف الشعور باختلاف المُسميات، بل هل تلك المُسميات ذات أثر حقيقي، هل سيختلف الشعور الداخلي بقول كلمة "أحبك"، لا تدري حقًا، ما تدركه أن شعورها الداخلي هو الحقيقة التي تستند عليها كي تتمكن من المضي قدمًا في تلك الحياة.
كانت تجلس على أحد المقاعد في مقهى الجامعة منتظرة فيروز، من المفترض أن تحضر خلال خمسة عشر دقيقة، ابتسمت بهدوء وهي تجد ما يُبرهن صحة نظريتها، صداقتها بفيروز التي قاربت على بلوغ عامها الثالث، لم تخبر إحداهما الأخرى كم تحبها، بل لم يكن هناك اعتراف شفهي بحقيقة مشاعرهم تجاه بعضهم، كانت فقط حينما تشعر بذلك الاختناق الغير مبرر -الإكتئاب- تذهب إلى غرفتها مُعارضة تعليمات الدار ومعرضة كلاهما للمشاكل فقط كي تضمها إليها، هناك شيء ما أمومي بفيروز، ربما يرجع ذلك أنها قد حظيت بأم لفترة من حياتها حتى ولو لم تكن طويلة، ولكنها تظل قد ذاقت معنى حنان الأم، أما هي فلا تذكر أنها حظيت بمثل تلك الرفاهية، كل ما تعرفه أن والدتها قد مرت بعملية ولادة متعسرة انتقلت على إثرها للعناية المركزة وتوفيت بعدها بيومين، ابتسمت بشجن وهي تُقر حقيقتها المأساوية أنها لا تعي شيء من طفولتها إلا وكانت بدار رعاية، ولكن الله كان بها رحيمًا حيث كانت الدور التي التحقت بهم في خلال أطوار حياتها دور موثوقة عملوا على غرس القيم والحب بينهم، على الرغم من ذلك بقي ذلك الجوع لمشاعر الأمومة يأكلها كلما سمعت قصص غيرها من الفتيات عن أمهاتهم المتوفيات أو قابلت إحدى زميلاتها في المدرسة، كان الأمر سيصير كارثيًا إلى أن التقت بفيروز حين انتقلت للدار منذ سنتين لصدور قرار بهدم دارها القديمة والتي كان من المفترض أن تستمر بها إلى أن تتخرج. إنها ممتنة لذلك، فيروز هي الوحيدة التي تفهمت حاجتها للحنان الغير مشروط، ربما كانت كل واحدة تُكمل الأخرى بغير عمد، دلال لديها نقص وجوع لمشاعر كالحب والحنان التي لا تعترف لهم بمسمى، بينما كانت فيروز لديها فائض في تلك المشاعر فكانت كلاً منهما تساعد الأخرى باتفاق غير معلن، تنهدت دلال وهي تعتدل على كرسيها ومن ثم انحنت قليلاً لتلتقط الكوب الورقي لمشروب الكاكاو الساخن الذي طلبته من على الطاولة المربعة البيضاء أمامها، ومن ثم أحاطت الكوب بكلتا يديها تستمد منه القليل من الدفء في مثل هذا الطقس البارد.
عند البوابة الرئيسية للجامعة كان يجلس داخل سيارته العصرية، لم تكن أفخم سياراته بالتأكيد ولكنها أنسبهم ليصحب خطيبته من الداخل، ابتسم وهو يتشوق ليرى ردة فعلها حين تراه ربما في أفضل الأحوال سيحظى بعناق دافئ يتغلب عن تلك الوحشة بداخله، بعد أن أنهى الإجراءات الروتينية التي تعنت بها حارس البوابة، دلف إلى الحرم الجامعي بثقة وهو يُشاهد تعلق نظرات معظم الطلبة بسيارته، حتى في الجامعات العريقة مثل تلك الجامعة مازال لعاب الأشخاص يسيل عند رؤية ما هو جديد، صف سيارته وخرج منها بخيلاء واستعراضية وكأنه أحد عارضي الأزياء، أخرج هاتفه من جيب بنطاله الخلفي وهو يبحث عن اسمها بهدوء مستعد لتلقي ردة فعل فرحة بوجوده ومن ثم ضغط على زر الاتصال، توقع الحصول على ردها في الثواني الأولى ولكن الاتصال ظل مستمرًا حتى انقطع، عقد حاجبيه وهو يفكر بسبب عدم ردها، لقد تأكد لثلاث مرات أنها في فترة استراحة ما بين محاضراتها الآن وقد راسلها صباحًا ليتأكد من ذهابها اليوم للجامعة، إذًا لماذا لم ترد، رفع هاتفه مرة أخرى إلى أذنه اليسرى وقد عاود الإتصال بملامح قاتمة تلك المرة، فردت عليه في الثواني الأولى بصوت جاف "إيهاب، مرحبًا، عذرًا على عدم ردي ولكنني انشغلت لحل مشكلة صديقة لي ونسيت أن أفتح جرس الهاتف"
زفر إيهاب بقوة وهو يضغط على أزرار مفاتيح سيارته بعنف ومن ثم دار حول نفسه وكأنه يبحث عنها بقربه قائلاً "أين أنتِ الآن؟"
مرت ثواني قليلة حتى آتى صوتها فاترًا "في مقهى الجامعة، أجلس مع صديقتي التي ذكرتها للتو" أبعد الهاتف عن أذنه وهو يشتم بحنق من أسلوبها البارد الذي تتبعه منذ أن خُطبا، لقد ظن أن الأمر قد كان توتر ما بعد الخطبة وسرعان ما سيعود الأمر للوهج الأول ولكن الأمر يزداد جفاف معها مما يزيده عناد ورغبة في كسر ذلك الجليد ومعرفة سبب التحول ذلك.


يتبع ...


آشلي الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 07:00 PM   #6

آشلي الأسود

? العضوٌ??? » 490748
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » آشلي الأسود is on a distinguished road
افتراضي

أعاد الهاتف إلى أذنه وهو يقول "إذًا من الأفضل أن أرى صديقتكِ تلك حين أدخل إلى مقهى الجامعة بجوارك" ومن ثم أغلق الخط دون أن ينتظر منها أي رد، لا يعلم لِمَ تعامله بذلك الجفاء، إنه يحبها للغاية، ربما ليس ذلك النوع المراهق من الحب الذي تسعى الفتيات في عمرها إليه، ولكنها أحبته وجمعتهم تلك المشاعر الجامحة، والآن يرى حياة دافئة في انتظارهم ببيت يمتلئ بالأطفال الذي يقسم أنه سيغدقهم حنانًا، فقط لو يعلم ما يمكنه أن يفعل ليتجدد الحب ، فقط لو تتمكن من تفهم طريقته في التعبير عن حبه ذلك وتقبله بدلاً من أن تلقيه في وجهه كما ألقت هدية عيد ميلادها في وجهه، نظر إلى سيارته المصفوفة مرة أخرى بتحسر، لقد كانت تلك السيارة هديتها لقد ظل يفكر ويتخيل رد فعلها على تلك المفاجأة بل أنه كالأحمق طلب من الشركة الموردة أن تضع عليها شريط على هيئة عقدة لطيفة ولكنها ما إن رأتها تعلقت نظراتها الخاوية بها ومن ثم استدارت له قائلة بصوت هادئ " عذرًا لدي سيارتي الخاصة وهي لا تشكو من شيء، كما أنني لا يمكنني قبول الهدايا الباهظة منك، على كُلٍ شكرًا لاهتمامك بذكرى مولدي." كان ذلك هو جل ما حصل عليه، مجرد كلمة "شكرًا" اتبعتها بأكثر ابتسامات العالم برودًا، لماذا تعامله بتلك الطريقة، يعلم أنه استخدم كل سبل الاقتناع والضغط كي توافق على الخطبة والزواج السريع بعد ذلك الشعور بفتورها نحوه، ولكنها لم تقل له أبدًا لا، وهذا ما يعطيه الأمل ويجعله يتقدم نحوها بلا هواد، لقد علمته والدته شيء هام، أن لا الأنثى تعني لا، أنه لا يجب أن نفرض أنفسنا على أحد، ولكنه لا يفهم خطيبته حقًا وما يدور في رأسها الصغير.
دلف إلى مقهى الجامعة وهو يبحث بين الطاولات المربعة عن رأس صغير أشقر لخطيبته، بعد دقيقة كان نظره قد اهتدى إلى الطاولة التي تجلس عليها بينما كان أمامها فتاة بشعر أسود حالك ومولية إياه ظهرها، كان شعرها هو ما لفت نظره، إنه يبدُ ناعم بطريقة مستفزة، بطريقة جعلت فكرة خاطفة تمر على رأسه لثانيتين فقط بأن يمرر يده به ليتأكد أنه بمثل تلك النعومة، أعاد رفع وجهه مرة أخرى لخطيبته التي كانت تتحدث مع الفتاة بشيء من التوتر، دنا منهم أكثر حتى أصبح قاب نصف ذراع أو أكثر قائلاً " شمس."
رفعت شمس عيناها العسلية بفعل العدسات اللاصقة حالها كحال صبغة شعرها الشقراء التي تجددها باستمرار في أكبر دور العناية بالشعر، حتى أنها قاربت على نسيان لونه الأصلي من كثرة الصبغ، شملت بعينها حضوره الطاغي والغير مرغوب، ومن ثم تنهدت قائلة "مرحبًا، إيهاب" كان إيهاب قد وصل إلى المقعد الفارغ على الطاولة ودون أن ينتظر دعوة خطيبته جلس بجوارها وهو يحدق بها بنفاذ صبر، لم يكن ذلك هو السيناريو الذي سعى إلى تحقيقه، لقد توقع احتفال وحماس من طرفها عوضًا عن تلك الجلسة الفاترة مع طرف ثالث لا يرغب به، عند تلك الفكرة وكأنه تذكر للتو وجود فرد ثالث معهم فاستدار لتلك الفتاة التي شغلت خطيبته عنه بمشاكلها، اتسعت عيناه لجزء من الثانية وهو يصطدم بعيونها الزرقاء تلك، لا يذكر أنه رأى مثل تلك الدرجة من الزرقة من قبل مع بشرتها القمحية، إنها مزيج غريب بين الملامح الشرقية والغربية، ابتسم بسماجة قائلاً "عذرًا نسيت أن أعرف عن نفسي" ومن ثم عدل وضعية جلوسه بخيلاء مكملاً "إيهاب سليمان، الرئيس التنفيذي لشركات سليمان وخطيب شمس" بتسمت له دلال بضيق وهي لا تفهم ما يحدث حولها، بداية من ظهور تلك الفتاة من العدم وبينما كانت تتلذذ بكوب الكاكاو الساخن، لتتمتم بكلمات غير مفهومة ومن ثم تجلس دون أذن، تمامًا كما فعل خطيبها للتو، كانت تعرفها ولكنها لم تحتك بها من قبل، كي تكون صادقة لم تشغل بالها بالتعرف إليها أو محاولة الإندماج مع محيط جامعتها، طبيعتها الانطوائية تميل للجلوس وحيدة أو بصحبة فيروز فقط، لكن أن تتعامل مع هذان المخبولان أمامها الآن لهو أكثر من قدرتها على الاحتمال، خاصة مع العرض الطفولي الذي تفضلت به شمس وهي تجلس أمامها قبل أن يأتي خطيبها قائلة "مرحبًا دلال، مؤكد أنكِ تعرفينني، أريد أن أطلب منكِ خدمة ولا تقلقي سأدفع مقابلها، هل يمكنكِ التظاهر بأنكِ أحد صديقاتي الواقعة في مأزق أمام خطيبي، سأشرح لكِ فيما بعد ولكن الأمر عاجل."
كانت فقط تحدق في وجهها بجمود ولم تعقب، من المؤكد أنها تعاني من خطب ما، ما كل هذه الدراما الرخيصة والكذب على شيء تافه، بل والأدهى تلك العنجهية التي تتحدث بها وكأن لا أحد سواها في العالم، لم تعقب عليها وشاهدتها وهي ترد على الهاتف بكلمات قصيرة ووجه باهت، حسنًا لا يمكنها أن تنكر أن ذلك الموقف أثار فضولها، ما السبب الجوهري الذي يجعل فتاة تنفر بذلك الشكل من خطيبها، طالما سمعت تلك القصص الرومانسية عن فترة الخطوبة، على الرغم من عدم تأثرها بمثل تلك القصص ولكن صار لديها تلك الصورة التقليدية عن تلك الفترة من حياة الفتيات، والتي بالطبع تنافي ما تراه الآن.
كان كل من إيهاب وشمس يمثل لها ذكر وأنثى الطاووس، الجلوس الاستعراضي والذي أضاف له إيهاب تلك اللمحة التعريفية عن نفسك مما أثار لديها الرغبة في الضحك، نظرت دلال إليهما بهدوء ما بين نظرات إيهاب المقيمة ونظرات شمس المشجعة كي تبدأ في تأليف قصة ما كي تجذب الإنتباه لها وتجبر إيهاب على المغادرة، أخرجت دلال هاتفها وعي تتأكد من الساعة، من المفترض أن تكون فيروز قد أنهت محاضرتها، حسنًا لقد انتهى وقت الاستمتاع والعبث وعليها المغادرة، وقفت على قدميها وهي تضع حقيبة يدها على ذراعها أمام نظرات شمس الشاحبة وإيهاب الحانقة، كانت تنوي أن تخبر إيهاب ذلك بشيء قاسي، ولكن شحوب شمس الملحوظ جعلها تعدل عن قرارها وهي تقول "عذرًا شمس قد تأخر الوقت، علي أن أغادر." ثم نظرت إلى إيهاب وهي تتعمد إيصال رسالة أنه قطع حديثها ورحلت بسبب حضوره واحرجها، واكملت "سأتحدث معكِ على الهاتف، لنكمل حديثنا في وقت لاحق" ومن ثم استدارت مغادرة فلم تلحظ الدماء التي عادت إلى وجه شمس بعد أن ظنتها ستفضح أمرها.


يتبع ...


آشلي الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 07:02 PM   #7

آشلي الأسود

? العضوٌ??? » 490748
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » آشلي الأسود is on a distinguished road
افتراضي

بعد عدة دقائق كانت تقف مع فيروز على باب الجامعة وهي تقص عليها بحنق ما حدث اليوم، لقد كان موقف يستحق الحديث فعلاً، لقد كانت نفس القصة الرخيصة التي طالما قراءة عنها وشاهدتها عن الفتاة التي تُجبر على الارتباط بشخص لا تريده لينتهي الأمر بحبها له في النهاية، وهي بالتأكيد لا تريد أن تكون جزء من ذلك الهراء، أشارت دلال لسيارة أجرى وهي تكمل حديثها مع فيروز "حقًا لقد كان الأمر أشبه بعرض مسرحي رخيص، لِمَ كل ذلك التعقيد في العلاقات؟ إن كانت لا تريده فعليها بالتأكيد تركه" ابتسمت لها فيروز، طالما كانت دلال بذلك التفكير الحاد، لا تستيطع تقبل طبيعة العلاقات العامة بين الأشخاص وأننا يمكن أن نظهر عكس كا نبطن فقط لأن الموقف يحكم بذلك، دلفت فيروز إلى السيارة بصحبة دلال وحينا استقرا قالت "أحيانًا نضطر إلى التحمل والإدعاء بأن الوضع الحالي يُناسبنا على الرغم من أنه أسوأ الأوضاع التي نمر بها، ليس للأمر علاقة بمعايير الصدق والكذب ولكن يمكننا القول أنها مرحلة انتقالية وانتظار اللحظة المناسبة" لوحت دلال بيدها غير مقتنعة بكلمات فيروز البتة، لا يمكن أن ندعي مشاعر لا نشعر بها، ولا يمكننا أن نقع في الحب دون إرادتنا، إن الوقوع في الحب يجب أن يكون مدركًا بعقلنا قبل شعورنا، ليس للحب سلطان علينا، أليس كذلك؟
*****
خمس وأربعون دقيقة، لقد تأكدت من ضبط الوقت جيدًا، كانت قد راهنت نفسها أنه مهووس بالنظام لدرجة أنه قد أخبرها أنهم سيتحدثون لمدة خمسة وأربعين دقيقة في ترتيبات منزلهم وأهم التعديلات التي ستحدث وقد صدق، يا الله ماذا عليها أن تفعل، رفعت عيناها إليه وهي تضع الابتسامة البلاستيكية على وجهها، كان يرتدي ساعته التي خلعها في وقت ما أثناء الحديث وهو يضعها على الطاولة، لا يدري ماذا عليه أن يفعل كي يجعلها تخرج من تلك القوقعة، لا يفهمها، لقد كانت سعيدة في أول فترة تعارفهم، حتى أنها كانت من بادر بالاعتراف بالحب له، حين كان العمل والانطلاق نحو تحقيق هدفه هو ما يسيطر عليه تسللت إليه بتلك الطريقة التي جعلته يحبها، لماذا الآن ذلك التباعد منها، كانت يشعر بشرودها قبل الخطبة وتباعدها، وكأنها أدركت أنها لا تريده، عند تلك الفكرة هز رأسه وهو يبعد الفكرة عن رأسه، لا يمكنه أن يتعاطى مع ذلك التفكير الآن، لا يمكنه خاصة وقد تحركت مشاعره تجاه صغيرته الجالسة بجواره بتلك الحدة، إن الأمر أشبه بإعطاء أسد جائع وليمة كاملة ومن ثم سحبها منه بعد أول قضمة، عند ذلك التفكير شعر بجسده يقشعر، لا لا يريد أن يمر بذلك الشعور.
عدل وضع ملابسه وهم بالوقوف قائلاً "تعالي معي، لنقضي اليوم سويًا" راهن نفسه أنها ستتعلل بالمحاضرات، لم تمر ثواني حتى وقفت حواره وهي تعدل وضع شعرها بخيلاء قائلة " كنت أود ذلك بشدة ولكن لدي محاضرات مع الآسف" ابتسم وقد صدق حدسه فلم يعقب وهو يميل إلى وجنتها مقبلاً، لم يغفل عن تلك الرجفة من قبلها ولكنه أثر آلا يعقب الآن، هناك خطب ما بها، وذلك الخطب يتفاقم بداخلها وعليه معرفة السبب، ودعها وهو يتجه إلى سيارته مغادرًا الحرم الجامعي بهدوء وثقة غافلاً عن عبراتها التي بدأت تتساقط وهي تنظر إلى السماء واضعة يدها على قلبها قائلة "ماذا علي أن أفعل يا الله"


يتبع...


آشلي الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 07:04 PM   #8

آشلي الأسود

? العضوٌ??? » 490748
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » آشلي الأسود is on a distinguished road
افتراضي

ضرب بيده على مقود السيارة وهو يحاول أن يتحكم بغضبه، التفسيرات التي يُمليها عليه عقله ستدمره بالتأكيد، لا تفسير لتغييرها سوى وجود طرف آخر في علاقتهم، هل يمكن أن تكون قد وقعت بحب شاب آخر، أصغر سنًا وأكثر جموحًا، نظر لنفسه بمرآة سيارته وهو يقييم نفسه، طبقًا للمعايير الأنثوية يمكن أن يصنف ضمن الرجال الوسيمين، يعاملها بلطف قدر الإمكان، ويحبها، إذًا ما المشكلة، شعر أن عقله على وشك الانهيار وهو يتوقف في زحام مروري، نظر حوله لسيارات العامة حتى استقرت عيناه على سيارة أجرى تجلس بها فتاتان، إنه يعرف ذلك الشعر الأسود المستفز بنعومته ذلك وذلك القميص الأبيض، ارتخت قسمات وجهه قليلاً وهو يتابع رأسها الصغير المائل على زجاج السيارة ويدها الصغير وهي تضع سماعات الأذن في أذنها مزيحة شعرها المستفز عن أذنها ليجد أنها تضع ثلاث أقراط في أذن واحد، رفع حاجبيه بدهشة وهو يرى الأقراط الصغيرة دون أن يمكنه تميز أشكالها بوضوح، انقطع تدقيقه وهو يرى السيارات تتحرك من أمامه فعاد تركيزه على الطريق وهو يغادر بذهن أقل حدة وأخف سوداوية حيث كان التساؤل الذي خطر بباله وقتها "تُرى، أي نوع من الموسيقى تستمع له تلك ال .." اتسعت عيناه بدهشة وهو يدرك أنه لم يعرف اسمها حتى، ولكن فتاة مثلها يجب أن يكون اسمها ذا طبيعة خاصة.
*****
كانت مقابلة موفقة، ذلك ما يمكن أن تقوله دلال عن الأمر، صحيح أنها لم يتم اختيارها للوظيفة كمدخلة بيانات مع صديقتها فيروز، ولكنها سعيدة أن صديقتها قد وفقت من أول مرة، تعلم جيدًا كيف كان الأمر بتلك الأهمية لفيروز، لقد أخبرتها فيروز أن حصولها على وظيفة مسألة حياة أو موت بالنسبة لها، أحلامها لا تتماشى مع سياسة الدار المتبعة في الزواج من الطلبات التي تأتي للدار، فقد رأت فيروز كيف يكون الزواج عن حب، لقد رأت والدها ووالدتها كيف عشقا بعضم البعض، لا يمكنها أن تتعاطى مع زواج مدبر والاختيارات المتاحة لها تجعل حصولها على وظيفة أمر ضروري، ولكن ماذا عنها هي دلال، لا تعلم حقًا، لقد كانت رغبتها في الحصول على وظيفة أمر متعلق بأن فيروز تريد ذلك، لم تكن تحبذ أن تتركها وحدها أو أن تنشغل عنها بأمر هي لا تعلمه، لقد تعاملت بصعوبة مع كونهما في تخصصين مختلفين فيروز تدرس علم النفس، بينما تدرس هي اللغة الألمانية وآدابها، كي تكون صادقة كانت تريد دراسة اللغة الفرنسية فقط كي تكون مثل فيروز ولكن معدلها التراكمي رشحها لقسم اللغة الألمانية، يبدو أن كل شيء في حياتها له علاقة بفيروز بطريقة ما.
خرجت من شرودها على صوت فيروز الساخط ويدها التي تعلقت بيد دلال وهي تقول "لماذا لم يقبلوا كلانا؟" ابتسمت لها دلال وهي تقول "أنتِ تعرفين أنني سيئة في التعامل مع برامج الحاسب فلم أتمكن من الإجابة بشكل لائق" لم يساعد ذلك فيروز على الخروج من عبوسها، إنها حقًا غاضبة، كانت تتمنى أن تعمل مع دلال، كان الأمر مثاليًا في رأسها، يذهبان للعمل سويًا وربما يذهبان بعد العمل لمشاهدة فيلم ما، والآن لقد ضاعت كل خططها هباءًا "لا أريد أن أكون في بيئة جديدة بدونك" قالتها فيروز وهي تشعر بالعبرات تحرق عيناها، لقد اعتادت على وجود دلال حولها، كيف ستذهب غدًا بعد دوام الجامعة إلى العمل وحدها، كيف ستتعامل مع الغرباء بدونها، مجرد التفكير في الأمر يجعل جسدها يرجف برفض، نظرت لها دلال بحنان وهي ترتب على يدها قائلة " لا بأس، أعلم أنكِ ستكونين بخير، أنا أثق بكِ" نظرت لها فيروز وهي تمط شفتيها بضيق وهم يعودون إلى الدار بعد استقلال سيارة أجرى.


يتبع...


آشلي الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 21-09-21, 07:06 PM   #9

آشلي الأسود

? العضوٌ??? » 490748
?  التسِجيلٌ » Jul 2021
? مشَارَ?اتْي » 30
?  نُقآطِيْ » آشلي الأسود is on a distinguished road
افتراضي

في تمام الساعة التاسعة مساءًا كانت تجلس دلال في غرفتها المشتركة وهي تضع اللمسات الأخيرة للتكليف الخاص بها قبل أن تطبعه على الحاسوب المشترك بينهم في الغرفة، كان عقلها مرهق فقررت أن تستريح لبضع دقائق على الهاتف، عقدت حاجبيها وهي ترى العديد من الإشعارات على أحد تطبيقات الحديث، نقرت على الأيقونة وهي ترى أن رقم غريب قد بعث لها ما يقارب من عشر رسائلة، كان أول ما فعلته هو رؤية الصورة الشخصية لحامل الرقم ليبهت وجهها وهي تتعرف على شمس، لقد ظنت أن الأمر قد انتهى بعد إنقاذها لها صباحًا، تنهدت وهي تفتح رسائلها لتجد الرسائل متتابعة
-"مرحبًا دلال، كيف حالك؟"
-"أوه، هاتفكِ غير متصل بالانترنت، حسنًا لنتحدث في وقت لاحق"
-"هل مازال الهاتف مغلق؟"
-"متى ستردين؟"
-"حسنًا يجب أن نتفق على مُخططنا للتخلص من إيهاب ولا تقلقي سأدفع لكِ كما وعدتكِ"
-"هيا ردي الآن"
-"يا الله، في أي عصر تعيشين يا فتاة، كل ذلك الوقت ولا تستخدمين الانترنت"
كان ذلك ملخص ما بعثته مع العديد من التعبيرات المستاءة والغاضبة وكأنها تملك سلطة ما على دلال، شعرت دلال بالغضب من وقاحة تلك الفتاة، لم يتحدث معها أحدًا من قبل بتلك الطريقة، تنهدت وهي تحاول الحفاظ على أقصى درجات ضبط النفس وبدأت معركة الكتابة
*"مساء الخير، حسنًا بعد قراءة كل تلك الرسائل اسمحي لي أن أقولها بأقصى درجات التهذيب الممكنة، أنا غير مهتمة بأيًا كان ما تفعليه أن وذلك الخطيب الخاص بكِ، وبالتأكيد لا وقت لدي لذلك الهراء"
لم تكد تمر ثواني على إرسال الرسالة حتى جاء الرد سريعًا
-"ولكنني سأدفع لكِ الكثير، فقط تظاهري أنك واقعة في مأزق كبير وسأخبركِ بالباقي تباعّا، من فضلك ساعديني للتخلص منه"
عقدت دلال حاجبيها وهي تتذكر ملامح وجه إيهاب وهي تفكر هل هو بذلك السوء؟ هل أجبر شمس عليه ولكنها مدللة كيف وافقت، عند تلك الفكرة كتبت
*"إن كنتِ تكرهيه لتلك الدرجة، لِمَ وافقتِ على الارتباط به؟"
جاءها الرد بعدها بخمسة عشر دقيقة كانت قد ظنت أنها قد هزمت تلك الفتاة شر هزيمة.
-"أنا لا أكرهه، كل ما حدث أنني قد وقعت في الحب مجددًا دون أن أشعر."
اتسعت عينا دلال بدهشة وهي تتأكد مِما قراءته للتو، هل قالت مجددًا؟ يا الله، ما هذه الفتاة؟ لقد كانت أمور الحب والمشاعر بصفة عامة توضع تحت إطار العبثية في عقلها مع بضع ثوابت أهمها أن الوقوع في الحب مجددًا يحدث بعد فترة تعافي كبيرة من الحب الأول وليس حين نكون واقعين في الحب بالفعل.
-"هل مازلتِ هنا؟"
نظرت دلال إلى رسالة شمس الثانية وقد تسارعت الأسئلة في عقلها ولكنها قد ألجمتها وهي تكتب
*" هنا، فقط أحاول أن أستوعب المعنى الذي قصدته بالوقوع في الحب مجددًا"
-"لقد قصدت المعنى الحرفي للكلمة، لقد كنت تحب إيهاب صدقًا كنت كذلك ولكن حدث أن أقع في حب آخر دون إرادتي وبقوة."
لا تدري دلال لِمَ داهمها ذلك الشعور بالغثيان من تلك الفتاة، تعلم أن الحياة ليست مثالية ولكن أن تقابل ذلك النوع من البشر كان أمر خارج توقعاتها، بأقصى درجات ضبط النفس كتبت لها
*"أعتذر منكِ، أنا اصت مهتمة لا بمالكِ ولا بقصتكِ تلك."
-"لا تصدري الحكم على هكذا، فقط استمعي لي أولاً كي تعرفي أبعاد القصة، ربما ستتفهمينني، أعدك."
كان فضولها يقتلها اتوتفق على سماعها ولكنها تدرك جيدًا أنها إن سمعت ربما ستتعاطف وإن تعاطفت سيحدث ما لا يحمد عقباه وبالنظر لوضعها الحالي فهي غير مؤهلة لتلك المجازفة.
*" أعتذر منكِ شمس، لا استطيع واتمنى أن تكوني صريحة كفاية كي تنهي ذلك العبث بطريقة صحيحة غير الحيلة.
-"عبث! حسنًا دلال، شكرًا لوقتكِ على أي حال ولكنني ستدركين معنى ذلك العبث حين تقعين به يومًا"
كانت تلك النهاية غير المتوقعة للحديث، لقد ظنتها دلال أكثر تمسكنا وقوة من ذلك، أغلقت دلال هاتفها لتجد الساعة قد قاربت على العاشرة والنصف، مطت شفتيها وهي تدرك أن موعد النوم قد حل فقالت "رائع للغاية سأضطر للاستيقاظ أبكر حتى أطبع تكليفي." ارتمت على سريرها وبقوة وهي تغطي رأسها بقوة وعلى الرغم من ذلك ظلت كلمات شمس تصدح في رأسها "ستدركين معنى العبث حين تقعين به" لقد شعرت بانقباض في قلبها من تلك الكلمة وكأن شمس بطريقة ما قد ألقت عليها لعنة للتو.


انتهى الفصل
بانتظار أرائكم


آشلي الأسود غير متواجد حالياً  
قديم 22-09-21, 12:37 AM   #10

Riham**
 
الصورة الرمزية Riham**

? العضوٌ??? » 306482
?  التسِجيلٌ » Oct 2013
? مشَارَ?اتْي » 1,177
?  نُقآطِيْ » Riham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond reputeRiham** has a reputation beyond repute
افتراضي

مساء الخير اشلي
الف مبروك على تنزيل روايتك أن شاء الله تنال استحسان الجميع
أنا قرأت المقدمة والفصل الأول والصراحة اسلوبك جذاب ماشاءالله في انتظار الفصل الجديد 💚


Riham** غير متواجد حالياً  
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:36 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.