آخر 10 مشاركات
رواية ناسينها ... خلينا نساعدكم [ أستفساراتكم وطلباتكم ] (الكاتـب : × غرور × - )           »          نبضات حرف واحاسيس قلم ( .. سجال أدبي ) *مميزة* (الكاتـب : المســــافررر - )           »          على ضِفَّة لوحة انتظار ! وَ في لحظاتٌ تُحَيّكَ بهما الأَشْواقُ.(مكتملة) (الكاتـب : عمر الغياب - )           »          61 - الشبيــه - نان اسكويث- (مكتوبة/كاملة) (الكاتـب : SHELL - )           »          68 - ذهبي الشعر - فلورا كيد - ع.ق (الكاتـب : pink moon - )           »          128- فرس الريح - مارغريت بارغيتر - ع.ق(كتابة /كاملة)** (الكاتـب : أمل بيضون - )           »          0- عاشت له - فيوليت وينسبر -ع.ق- تم إضافة صورة واضحة (الكاتـب : Just Faith - )           »          030 - خيمة بين النجوم - دار الكتاب العربي (الكاتـب : Topaz. - )           »          [تحميل] الحظوظ العاثرة،للكاتبة/ الرااااائعه ضمني بين الاهداب " مميزة "(جميع الصيغ) (الكاتـب : فيتامين سي - )           »          شيء من الندم ..* متميزه و مكتملة * (الكاتـب : هند صابر - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: ما هي أكثر شخصية من الأبطال أثارت انتباهكم في الرواية؟؟
سمر 3 27.27%
عليا 5 45.45%
ثريا 7 63.64%
عزة 2 18.18%
أسامة 3 27.27%
أشرف 1 9.09%
أنس 2 18.18%
زكريا 1 9.09%
إستطلاع متعدد الإختيارات. المصوتون: 11. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree1802Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16-04-22, 03:51 AM   #1

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
Rewitysmile10 وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي (1) سلسلة قلوب موشومة


بسم الله الرحمن الرحيم








اسمي فاطمة الزهراء وسأبدأ بإذن الله بنشر أول كتاباتي في هذا المنتدى الرائع الذي يضم مجموعة من الكاتبات ذوات الأقلام السحرية التي تنقلنا إلى عالم موازي مليء بجميع المشاعر البشرية الممكنة..ومجموعة من القارئات الذين يسعدن بقراءة ماتبدعه العقول والعيش وسط دوامة المشاعر التي تطبعها الأعمال على النفوس...

أرجو منكم الدعم و التشجيع على هذه الخطوة التي كنت أؤجلها منذ وقت طويل جدا و أتمنى أن أُوفق في إتمام وليدتي الأولى.

في الحقيقة قبل الشروع في التحدث عن الرواية ..أريد أن أتحدث قليلا عن تجربتي في الكتابة و القراءة...
أول مرة أدخل إلى عالم القراءة منذ سنوات ..كنت معجبة بالدراما والموسيقى الكورية وكان هناك منتديات تضم مجموعة من الكاتبات اللواتي يكتبن روايات أبطالها من الشخصيات الكورية المعروفة...بعد قراءة عدد كبير من تلك الروايات قررت أن أكتب لنفسي والاحتفاظ بتلك الكتابات وكنت أقتصر على القصص القصيرة فقط.

بعدها شاءت الصدفة أن أقرأ أول رواية من النوع الاجتماعي الرومانسي وكانت رواية قيد القمر للكاتبة نهى طلبة وقرأت للكاتبة منى سلامة والكاتبة منال سالم و العديد من الكاتبات

لكن ما دفعني حقا للبدء في الكتابة هو أنني أعجبت بهذا النوع من الراوايات عن طريق كتابات الكاتبات تميمة نبيل و كاردينيا و شموسة...الثلاث كاتبات أنا من أشد المعجبات بهن حقا و بكتاباتهن ...كلما قرأت إحدى رواياتهن تحثني نفسي على الكتابة..يسرني أن أقول أنهن مصدر إلهام وتشجيع لي وأن تأثير رواياتهن يرافقني دائما ..وكلنا أعدت قراءة الروايات أشعر أني أقرأها لأول مرة...شكرا لأنكن مبدعات في هذا المجال...


تنويه:الرواية حصرية على منتدى روايتي


رواية وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي






ستكون رواية طويلة ذات طابع رومانسي اجتماعي
رواية أبطالها أربع ثنائيات..أربع بنات و أربع شبان.


رواية سنعيش فيها معا معنى الصداقة و الحب بكل أنواعه..

وسنستنتج فيها تأثير العلاقة العائلية على الأبناء وأن الحياة بحلوها و مرها تترك آثارها على أرواحنا.

وكيف أنك أحيانا لاتحتاج لعمر كامل لتدرك أن الشخص أمامك هو نصفك الآخر ...أن الشخص الذي حاربت نفسك كثيرا من أجله هو الراحة التي تأتيك بعد مشقة طويلة عشتها...أن الحب يأتيك أحيانا على شكل صديق اعتدت أن تسكن إليه...أو منافس اعتدت منافسته او ربما عابر سبيل في حياتك أصبح هو حياتك ...
الرواية تدور أحداثها في بلد عربي و بعض المشاهد ستكون في بلد أجنبي سيذكر اسمه...والشخصيات والأماكن من نسج الخيال ولا تمت للواقع بصلة...وأي تشابه بينها و بين الواقع درب من الخيال



شكرا مقدما لأي شخص سيمر من هنا وأي شخص سيعلق أو ينتقد أو يعطي رأيه بصراحة بخصوص وليدتي الأولى(وشمتِ اسمكِ بين أنفاسي)????

خاطرة 1: لحظة واحدة تكفي لتقلب حياتك رأسا على عقب وأنتِ كنتِ اللحظة التي قلبت كياني.
خاطرة 2: تظن أنك مسيطر على زمام أمورك ثم بعدها تجد نفسك غريقا في أشياء سعيت جاهدا لتجنبه.


انتظروني غدا الاثنين على الساعة التاسعة بتوقيت المغرب مع المقدمة والفصل الأول ثم سأحرص على تنزيل فصل واحد كل اثنين بنفس التوقيت





التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 20-03-24 الساعة 09:42 AM
فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-04-22, 05:10 AM   #2

ألحان الربيع
 
الصورة الرمزية ألحان الربيع

? العضوٌ??? » 492532
?  التسِجيلٌ » Sep 2021
? مشَارَ?اتْي » 2,253
? الًجنِس »
?  نُقآطِيْ » ألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond reputeألحان الربيع has a reputation beyond repute
افتراضي

اهلا بكِ🌹

اتمنى لك التوفيق في روايتك والنجاح وان تحققي ما تتمنين 💖


رمضان مبارك ⭐️


ألحان الربيع متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 16-04-22, 05:17 AM   #3

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

أهلا🌼
شكرا جزيلا على كلماتك الطيبة و أتمنى لك التوفيق أيضا
كل عام وأنت بألف خير 🥺😍


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 16-04-22, 07:49 PM   #4

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

أهلا🌼
شكرا جزيلا على كلماتك الطيبة و أتمنى لك التوفيق أيضا
كل عام وأنت بألف خير 🥺😍



التعديل الأخير تم بواسطة كاردينيا الغوازي ; 18-04-22 الساعة 04:22 PM
فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 18-04-22, 04:24 PM   #5

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790



هل الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية ام هي غير حصرية؟ الرجاء الإجابة بحصرية او غير حصرية دون اضافات....









واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 18-04-22, 04:51 PM   #6

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي

الرواية حصرية لشبكة روايتي الثقافية

فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً  
التوقيع
رواية:
وشمتِ اسمك بين أنفاسي~
بقلمي
🤍أكتب لأحيا الواقع بنكهة الخيال🤍
رد مع اقتباس
قديم 19-04-22, 12:02 AM   #7

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي المقدمة



المقدمة

نظر لها بعيون جاحظة محمرة من الصدمة والهاتف بيده يرن باسم شقيقته ثم قال بذهول يتخلله هدوء ما قبل العاصفة"كيف تجرأت على فعل هذا؟" ثم صرخ بأعلى صوته"كيف فعلت هذا؟..كيف؟"

لم ينتظر الإجابة بل انقض عليها وغرس أصابع كفه في لحم ذراعها فتأوهت بألم وعيونها تستعطفه ألا يفعل بها شيئا سيقود كلاهما لمصيبة كبيرة..

انتقلت كفه لشعرها الأسود وجذبه بقسوة لم تعهدها منه ثم نزلت صفعة مدوية على خدها الأيسر أفقدتها قدرتها على النطق وارتخت عضلات ساقيها وكادت أن تسقط لكن لم يسمح لها بذلك بل شدد قبضته على خصلات شعرها أكثر وصفعها مرة أخرى بقوة حتى سال خط من الدم من شفتيها...ود لو يقتلها كما قتلته بسلاح خيانتها له…

استكان لثانية ثم دفعها عنه بقرف وركلها بقدمه في فخذها لتبتعد عنه..عن مرآه أو ربما عن حياته..واستدار يرمي بكل ما تطاله يداه وهو يصرخ بغضب رجل أريقت دماء كرامته وذبح كبريائه بنصل حاد من أقرب شخص لحياته والتي من المفترض أن يسكن إليها…

لم تنطق ..لم تقو على النطق كل ما كانت تشعر به هو الرعب من أن يفعل بها شيئا..أن يقتلها مثلا..لقد تخطت الحدود بفعلتها الشنيعة..خيانته..خيانة زوجها..

اقترب منها مجددا بهمجية ثم شد شعرها بقوة ورفعا نحوه واكتفت بالنحيب عاليا لتنال عطفه لكن هيهات...غرس أصابعه في فكها وهزها بعنف ثم دفعها عنه مجددا بكل قوة حتى ارتطم جسدها بالأرض بعنف..ويكاد يقسم أنه سمع طرطقات عظامها..شد شعرها بعنف ودار حول نفسه بغضب وتَيَهان ثم استدار لجسدها و نظر لوجهها المغطى بالكدمات ثم بصق عليها وغادر الغرفة بل الشقة بأكملها إلى اللامكان...


يتبع..



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-11-22 الساعة 11:31 PM
فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-22, 12:05 AM   #8

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي الفصل الأول

الفصل الأول


"في قاعة للحفلات في أحد الفنادق في برشلونة"

عيون زرقاء ثاقبة تراقب تحركات ذلك الجسد الرشيق و الجو المرح الذي تنشره حولها كلما حادثت أحدهم؛استطاع التقاط بعضا من أحاديثها باللغة الاسبانية فلم يفهم منها سوى بضع كلمات استطاع تعلمها من خلال زياراته المتعددة لاسبانيا؛سمح لنفسه بتأمل تفاصيلها ابتداءا من شعرها المموج المنسدل فوق ظهرها و وجهها الدائري وتوقف لبرهة متأملا ابتسامتها المتلألئة والتي بدت بارزة جدا و متناقضة مع لون بشرتها الأسمرثم غمازتيها تحديدا،-آه من تلك الغمازات-،إلى فستانها الطويل الذهبي اللامع ذو الحمالات الرفيعة أكمل تحديقه فتوقفت عيناه على عظمتي التروقة البارزتين من تحت الفستان وتحديدا وشم ساقي اللافندر والذي لمحه سابقا ثم مسح بعينيه على طول الفستان إلى أن وصل للحذاء ذو الكعب العالي و الذي أكد له أن قامتها قصيرة ربما ستصل إلى صدره إذا نزعت الحذاء..

"هل هي أجنبية؟" هذا ما تساءل عنه بعد تأمله الطويل لها...قاطع سيل أفكاره صوت عميق ينادي بجانبه باسم"سَمارا"استدار ليرى مصدر الصوت القريب فلمح رجلا أسمر البشرة و وسيم الوجه يقاربه عمرا و أقصر منه بقليل وهمس بداخله"اسمها سمارا إذن..."...اقتربت من الرجل الذي ناداها باسمها فدفعت كتفه بخفة و ألقت كلماتها تعاتبه "لقد تأخرت..ظننتك لن تأتي أبدا"قهقه عاليا ثم لمس جبهتها بسبابته كأنه يفك العقدة بين حاجبيها"تعقدين حاجبيك مجددا..ستبرز التجاعيد باكرا بوجهك الجميل على هذا المنوال"ابتسمت بتكلف وعقدت يديها أمام صدرها"ظريف جدا...متى وصلت طائرتك؟"أمسك بيدها وتفحص مظهرها بإعجاب بدى واضحا على ملامحه"وصلت منذ ساعتين،استحممت ،غيرت ملابسي وها أنا هنا أمامك كجثة متأنقة تحتاج النوم و بشدة"ثم أدارها حول نفسها مصفرا بإعجاب جذب بعض الأنظار إليهما"تبدين فاتنة..لا أصدق أن سميرة و حكيم أنجبا هذه الفراشة "ضحكت باستمتاع فظهرت غمازيتها اللتان أهلكت أحدهم و هو يراقبها من هذا القرب و وجد الجواب على سؤاله السابق"بل هي عربية ومن بلاده أيضا....
"بل قل قنبلة متفجرة أذهلت الجميع في هذا الحفل"كانت هذه إحدى الجمل التي نطق بها رجل بهي الطلة وطيب الملامح، غزى الشيب شعر رأسه،عاش جل حياته في اسبانيا,رجل ذو عقلية غربية وجذور عربية متأصلة قرر التخلي عن الغربة بعد سنوات بعيدة من الابتعاد و الاستقرار في الوطن...ابتسمت بخجل و هي تتلقى هذا الغزل الصريح من رجل ستيني تعرفه منذ نعومة أظافرها و تكن له كل التقدير وقالت"ربما لن أنام الليلة بسبب هذا الكم الهائل من الإطراء الذي تلقيته منكم"ابتسم الرجل لمزاحها و ربت على ظهرها بحنية"بل هي الحقيقة يا حلوة"...و أكمل مازحا"أنت إنجاز حكيم في هذه الحياة"جاراه الآخر في المزحة"ورأيي من رأيك يا عم محمد و الله" قهقه الثلاثة"فأكمل العم محمد"كيف حالك يا ولد...لم أرك منذ مدة"أجابه الشاب الماثل أمامه"بخير يا عم محمد...أحضر لبعض الأشياء و التي ستجعلك تراني كل يوم ان شاء الله حتى تسأم من وجهي الجميل".."ستندم على هذا حتما يا عمي ..بل ستتمنى أنك لم تعرفه يوما...إنه مزعج اسألني أنا التي أراه أكثر من رؤيتي لوالداي..لم أعد أستطيع التحمل"رفعت سمر راحة يدها لجبهتها في حركة درامية و يدها الأخرى فوق صدرها وتعابير وجهها تدل على البؤس"قهقه العم محمد لمزاحها و هو يرى ردة فعل أسامة الذي ضربها خلف رأسها فتأوهت بخفة و همست "همجي متوحش"فأجابها أسامة" وهذا الهمجي سيفقع عينك اليسرى"وأخرج لسانه وهو يتلاعب بحاجبيه"حرام فيك البدلة التي ترتديها..أشفق على مصممها ما إن يعرف أن أصنافك من البشر يلوثون ما صممته يداه ب همجيتهم"وكانت هي من أخرجت لسانها هذه المرة و تراقصت حواجبها وهي تناظره بقرف مصطنع ثم احتمت بظهر العم محمد ما إن هم أسامة بإحكام ذراعه حول عنقها كما يفعل دائما ثم انفجرت ضاحكة..."حسنا يا أولاد نحن في حفل و علينا أن نحافظ على مظهرنا وهيبتنا أمام الأغراب"قاطع العم محمد مزاحهم وهو يحاول جاهدا كبح ضحكاته والتفت للطاولة بجانبه قائلا"دعوني أعرفكم بالشخص المفضل لدي في شركتي.."انتبه له الولدان اللذان استمرا في جدالها بهمس فاعتدلا واتخدت سمر الجانب الأيمن للعم محمد بينما وقف أسامة بجانبها؛فهتف محمد باسم "أشرف"واستدار الآخر ما إن سمع اسمه وابتسم بهدوء ثماعتذر من رفقته و اقترب منهم وعيناه تنتقل بين أسامة الذي يرمقه بنظرات مقيمة وسمر التي ترمقه بفضول بينما يناظره محمد بفخر رجل أعمال استطاع الحصول على مناقصة ضخمة"أعرفكم على'أشار بيده نحو أشرف'... أشرف قاسمي مدير مكتب التصميمات في فرع الشركة في البلد،بالإضافة إلى وسامته فهو موهوب جدا..سأطلعك على تصاميمه يوما ما يا سمر"و أشار بيده لسمر"و هذه الفاتنة سمر الطالبي مع إني أفضل أن أسميها ذات العيون الثاقبة والحس العالي بالألوان وهي مهندسة ديكور في الفرع هنا ببرشلونة"ابتسمت بخفة وهي تمد يدها ليده الممتدة وتسلم عليه وتعلقت العيون ببعضها لثواني ثم همسوا في ٱن واحد"تشرفنا"..وفكر'اسمها يناسبها'
"وهذا هو أسامة اليوسفي أحد مسيري هذا الفندق لكنه ضيف هنا اليوم.."سلما على بعضهما بهدوء وبرود استشعره أسامة من أشرف الذي ابتسم بتكلف وهو يرمقه بنظرة متفحصة لملامحه في محاولة منه أن يجد الشبه بينه و بين سمر عدا لون البشرة الذي دفعه في البداية ليظن بأنهما أخوة خصوصا مع تباسطها الشديد في تعاملها معه على عكس باقي الضيوف الذين حرصت على إبقاء مسافة محترمة بينهم ، لكن الاختلاف الواضح في الألقاب جعله يعدل عن ظنونه وهو يتساءل هل هو زوجها...ثم انتبه إلى أن اسمها سمر وليس سمارا كما نداها أسامة سابقا..،نهر نفسه وأرجع خصلات شعره للوراء وهو يحاول أن يركز في الحوار الذي فتحه العم أحمد حول الحفل السنوي الذي يحضرونه الآن والذي يقيمه الفرع الرئيسي للشركة و يدعو مدراء فروعها الأخرى حول العالم في محاولة منهم لتبادل الأراء و المعلومات و الدمج الاجتماعي بين مختلف الجنسيات...

انتهى الاحتفال وانسحب الجميع و آخر ما لمحه أشرف هو مغادرة أسامة و سمر معا و هو يضع سترته السوداء فوق كتفيها قبل أن يركبا السيارة معا وحاصرته مشاعر متناقضة لم يحبذها...أقنع نفسه لوقت طويل أنه لن يدع تلك المشاعر تجتاحه و تتحكم في حياته مجددا.
_____________________
في بقعة أرضية أخرى بعيدة كل البعد عن الأحلام و الطموحات والرفاهية بمفهومها العام...في قرية من داخل البلد و قبل آذان الفجر بدقائق تسلل جسد يحمل فوق كتفه حقيبة كبيرة و أخرى صغيرة ذات حمالات فوق صدره واستدار على أعتاب مخرج القرية يشيعها بنظرات حزينة و عيون دامعة و قلب مكسور لفراق الأحبة ثم اتجه إلى محطة سيارات الأجرة بحذر شديد و يستدير في كل مرة ليرى إن لمحه شخص ما و تبعه..

"هل تحتاجين مساعدة يا فتاة؟"سأل الشاب العشريني الفتاة أمامه وهو يرمقها بإعجاب و يشير لسيارة الأجرة بجانبه،ناظرته بنظرة تكسوها شجاعة خادعة لمن يراها بينها تختض من الخوف داخليا و المكان حولها خالي إلا من سيارتي أجرى و بعض النساء والرجال المعدودين على رؤوس الأصابع و هذا الولد أمامها و الذي يرمقها بنظرة شاب لم يرى في حياته فتاة،جاهدت لتخرج صوتها بشكل عادي دون أن يفضحها الارتجاف الواضح الذي تشعر به مما أقدمت عليه"محطة القطار من فضلك"هذا ما استطاعت قوله و هي تناوله الأجرة و الحقيبة ليضعها في صندوق السيارة فتناولها الشاب منها وهو يناظر يدها الممتدة بنظرة جائعة للمسة مختلسة،استقرت في الكرسي الخلفي للسيارة فتلتها عدة سيدات من الواضح أنهن اعتدن الذهاب للمدينة في هذا الوقت من الصباح و رجلين جلسا على الكرسي الامامي بجانب السائق..انطلقت السيارة و استغرقت الفتاة في التفكير وهي تراقب انبثاق الأشعة الصباحية رويدا رويدا و سمحت لدموعها بالانهمار وهي تنطلق لقدر مجهول ستجاهد فيه وحدها كفتاة قروية لم تزر المدينة سوى بضع مرات معدودات ونحو وجهة معينة فما بالك بالانطلاق نحو مدينة غريبة لا تعرف فيها أحد و لم تزرها في حياتها...تمسكت بالورقة في يدها والتي تحمل أحد العناوين و هي تردد في نفسها جميع الأدعية والآيات التي تعرفها ثم أكملت مراقبتها للطريق الذي بدى لها طويلا جدا وهي تعانق حقيبتها.
______
'للسادة المسافرين والمسافرات المتوجهين لمدينة اكادير،المرجو منكم التوجه للبوابة1 وانتظار القطار الذي سيصل بعد دقائق،رافقتكم السلامة"
انتفضت الفتاة واقفة من الصوت الذي قاطع تفكيرها و استدارت يمينا و يسارا تبحث عن رقم البوابة،ربتت على الوشاح فوق رأسها ولم تهتم بتغطية خصلات شعرها البارزة من تحته والتي ظهر أكثر من نصفه..

هي لم تهتم بارتدائه قط لولا المجتمع الذي تعيش فيه والذي يحتم على الفتيات ارتداءه منذ سن السابعة بحجة أن شعرهن عار يجب أن تغطينه لأنه يثير شهوات الرجال من حولهن و يجلب الفتنة ولا يحق لأحد أن يراه سوى أزواجهن كأن العالم كله يتمحور حول الرجال وكيف يفكرون؛ عند هذه الخاطرة بالضبط أقسمت أن تتمرد على كل تلك الأفكار التي تتلخص في أن الفتيات خلقن لإطاعة الأوامر و التزام الصمت وليس لهن الحق في استكمال الدراسة أو السعي نحو طموحاتهن بل لا يحق لهن الحلم.

استقلت القطار و توجهت للمكان المدون على التذكرة ...زفرت بقوة وهي تراقب تحرك القطار و نقلت أنظارها للخلف تتأكد من أنها في أمان و لا أحد تبعها...حاولت مداراة ارتعاشها و هي متأكدة أن ما أقدمت عليه كبير جدا ولا مجال للتراجع...تأملت الطريق واستغرقت في أفكارها مجددا و تساؤلات كثيرة تعصف بدماغها..ماذا ستفعل الآن؟كيف ستدبر أمرها؟هل كان تهورا منها أن هربت من البيت بهذه الطريقة؟مررت يديها على وجهها بشكل عنيف و هي تحاول طرد الأفكار التي تراودها و تركز على أن هروبها من أجل مصلحتها و أن ما يخبئه لها المستقبل أفضل بكثير مما كان سيحدث لها...
_____________________

"في برشلونة"...

استيقظت سمر صباحا مع ألم مزمن في رأسها من سهر الليلة الغابرة واحتاج منها الأمر ثواني لتدرك أنها بالفعل متأخرة عن العمل فانتفضت واقفة بسرعة افزعت القط المسكين من نومه الهانئ بجانبها فوق السرير...جرت نحو الحمام فطرقت الباب بجنون"أسامة بسرعة أنا متأخرة" استمرت في الطرق قبل أن يفتح أسامة متجهم الوجه و يلازمه كذلك صداع مزمن ثم هتف "ماهذا العرض منذ الصباح؟ ألا يستطيع المرء النعم بالهدوء في الحمام لدقائق؟ اسمه بيت الراحة يا سمر؟" نظرت له بتذمر كمن اعتاد سماع نفس الأسطوانة كل صباح ثم هتفت هي الأخرى "لقد تأخرت"ربتت على كتفه قبل أن تبعده عن باب الحمام ثم دخلت و صفقت الباب بعنف أفزعه فشتم "لقد سمعتك يا أسامة سأخبر أبي أنك تلوث أدناي منذ الصباح بألفاظك العطرة" نظر لباب الحمام بغل مقلدا صوتها ثم اتجه لمطبخ الشقة و بدأ في إعداد الفطور .

بعد فترة قصيرة خرجت سمر من الحمام وكانت قد جهزت نفسها و تركت شعرها مفرودا على طبيعته المجعدة واتجهت نحو المطبخ و أنفها يستنشق رائحة شهية.."الله ماذا أفعل بدونك يا أسامة ..لو لم تكن في حياتي لكنت مت جوعا أو أصبحت أتسول طعاما في الشوارع..صباح الخير" اقتربت من منضدة المطبخ ثم خطفت قطعة من الكريب بالشوكولاطة كان قد أخرجها أسامة سابقا من الثلاجة و سخنها ثم التهمتها بسرعة وتناولت كأس قهوتها بيدها.

كان واقفا وظهره متكئ على الثلاجة وبيده كوب قهوة ويشعر بإطراء مزيف من الوصلة التي تتحفه بها كل صباح ثم أجابها بنخوة وتظاهر بأنه يمسح غبارا وهميا فوق كتف قميصه"صباح النور..أعلم أعلم...حياتك من دوني لا شيء يا سمارا...هيا كفاك كلاما لقد تأخرتِ.."وضع الكأس جانبا و اتجه للطاولة لتناول مفتاح سيارته والسترة الرياضية الموضوعة بإهمال فوق الكنبة ثم نحو الباب "هيا لأوصلك"
تبعته سمر وهي تتأكد من أن حقيبتها تحتوي على كل شيء ستحتاجه ثم حملت حاسوبها وانطلقوا..
أوقف أسامة السيارة أمام باب الشركة وانطلقت سمر بخطوات واثقة نحوها...وقبل أن تتجاوز الباب استدارت وأشارت له بيدها مودعة ثم همت بالدخول فارتطمت بصدر عضلي صاحبه يرتدي بدلة رسمية بقميص أبيض فتراجعت متأوهة .."هل أنت في العادة ترتطمين بكل من تقابليهم؟"رفعت عينيها تحاول تبين الصوت الرخيم الذي تحدث فاصطدمت بنظراته الباردة ترمقها بتفحص ثم نقل نظراته للسيارة التي انطلقت للتو...

رفعت سمر حاجبها الأيمن ورمقته بتعجب"عفوا؟"
شبك ذراعيه أمام صدره يراقب قصر قامتها وقال"إنها المرة الثانية التي ترتطمين بي...هل تتقصدين ذلك؟"
رمقته باستخفاف ثم قالت"جرب شيئا آخر ..فهذه الحركة لم تعد تفلح مع الفتيات..ثم أني لم أرك سوى البارحة وعلى حد علمي لم أرتطم بك"
قهقه عاليا بسخرية"هل أنت جادة؟ فعليا أنت بحجم عقلة الإصبع وصور لك عقلك أن أتحرش بك...آسف لست من نوعي حقا"...شعرت بالغضب من تشبيهه لها بعقلة الإصبع لكنها آثرت التريت و عدم افتعال مشكلة منذ الصباح الباكر ومع شخص لم تقابله سوى مرة واحدة وعلى يبدو أنه يحمل لها مشاعر سلبية ظاهرة بوضوح من كلماته و تعابير وجهه وشيء ما بنظراته جعلتها تتأملها للحظات فشعرت بقشعريرة تسري في جسدها "هل نعرف بعضنا من قبل؟" تفاجئ لسؤالها و بدى ذلك جليا على وجهه

فأكملت"أقصد أشعر أنك تحمل لي ضغينة من نوع ما وليس لأنني ارتطمت بك أو لأن أحمر شفاهي قد ترك بقعة على قميصك الأبيض" خفض نظراته الى قميصه الأبيض وتحديدا وسط صدره ثم رفع نظراته إليها بغضب يحاول السيطرة عليه و يبدو كأنه انتبه للبقعة للتو..
أخرجت منديلا مزيلا للماكياج من حقيبتها و ناولته إياه"أعتذر عن هذا... أما عن ارتطامي بك فلا أعتذر عنه ...كان بإمكانك تنبيهي قبلا.." نظر ليدها الممدودة للحظات ثم تناول المنديل من يدها و شرع في مسح البقعة ...هل سبق أن أشار إلى أنه يشعر بمزيج من الاستفزاز و الألفة مع شخص لم يقابله سوى البارحة..
انتهى مما كان يفعله ثم كور المنديل وأدخله بجيب سرواله..ورفع نظراته إليها فكانت ترمقه بفضول وتنتظر أن يجيبها فقال"ماذا؟"
احتضنت حاسوبها للمرة الألف ثم قالت"لن يضرك في شيء أن تشكرني على المنديل او ربما ابتسامة ستكون كافية سيظ أشرف" و انهت كلامها بابتسامة زائفة كمحاولة لصنع الود...لكنه قابلها بنظرة باردة وهمس بجانب أذنها قبل أن يغادر" شكرا و اعتذارك مرفوض" ثم ذهب تاركا إياها تستشيط غضبا وهمست"استفزازي متكبر" ثم دخلت إلى الشركة تحدث نفسها و تشتم في سرها...

"من أغضبك منذ الصباح يا فاتنة؟"
رفعت سمر وجهها للصوت المألوف و تهللت أساريرها ثم نبست بمفاجأة"صباح الخير عم محمد ماذا تفعل هنا؟" اقتربت و وقفت أمامه ثم أجابها بابتسامة واسعة تخللت وجهه ذو اللحية الرمادية" كنا أنا و أشرف على موعد مع المدير ...بالمناسبة هل رأيته..لقد كان غاضبا ولا أعرف أين ذهب؟" أجابته بديبلوماسية"آآه نعم لقد رأيته ...خرج قبل قليل ..تعلم محاسن الصدف" أنهت كلماتها بسخرية و هي تتذكر الموقف منذ قليل ...
رن هاتف محمد وقبل أن يجيب قال لسمر" سأمر عليك أنت وأسامة في المساء لنتسامر قليلا قبل أن أغادر إلى البلد"
أجابته سمر بحبور "حسنا سننتظرك يا عم محمد..إلى اللقاء"
غادر محمد وانضم لأشرف الذي ينتظره في السيارة ثم انطلقا نحو وجهتهما....
_____________________
في غرفة أشرف في الفندق

اخترق باب الغرفة و غضب ناري من نفسه يجتاحه ....اتجه للحمام و وقف أمام المرآة يتطلع في هيئته وتوقفت عيناه على البقعة التي زالت تقريبا فوق قميصه وتحسسها بهدوء ثم اتجه نحو سريره و جلس على حافته مستغرقا في تفكيره و مشاعر غريبة تجتاحه...رائحة عطر لافندر قوية لازالت تزكم أنفه فتقوده أفكاره لذلك الجسد الهزيل الذي ارتطم به صباحا وتلك العيون العسلية التي تشبه عيون قطة مشاكسة...لم يتمالك نفسه صباحا وهو يحادثها بأسلوب مغيض بدون سبب وجيه ...لم ترق له مشاعر الانجذاب التي شعر بها ما إن لمحها تخرج من السيارة ومشاعر النفور من نفسه ما إن تذكر من أنها من الممكن أن تكون امرأة متزوجة وقد سمح لنفسه سابقا في الحفل بتأملها و تتبع حركاتها بكل نذالة...
كان يشعر بحرب شعواء تفور بداخله و مقاومة قوية لشيء كان قد أقسم سابقا ألا يسمح لنفسه مجددا بالخوض فيه..المشاعر العاطفية...
اقترح عليه محمد الذهاب معه لزيارة سمر و أسامة في منزلهم وقد قاوم نفسه بأعجوبة ورفض العرض المغري وتظاهر بالانشغال ليتخلف عن الدعوة ... وكم كان يريد رؤية وجهها الصغير و ابتسامتها المتلألئة لآخر مرة قبل مغادرته وسماع ما في جعبتها من أحاديث ...لكنه في غنى عن ذلك ولا ينوي الدخول في متاهة مشاعر بدأت بالانبثاق منذ رآها في الحفل ولم يستطع التوقف عن التفكير بها طوال الليل لتتجسد أمامه صباحا في أبهى حلة..انتفض من السرير بهمجية وگأنه يحاول التخلص من تلك الأفكار ونزع عنه سترته ثم تلاها قميصه الأبيض الذي كان مصيره أحد أركان الغرفة واستلقى فوق السرير بفانيلته البيضاء واستغرق في نوم عميق...
__________________________

يتبع..



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 18-11-22 الساعة 11:33 PM
فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-22, 12:12 AM   #9

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي 2


"في القرية"

في الصباح الباكر بعد استيقاظ الجميع ..كانت والدة ثريا تنتظرها أن تستيقظ خاصة و أنها من الناس الذين يستيقظون باكرا...مرت ساعة و ساعة أخرى حتى أمرت الأم سكينة شقيقة ثريا ذات العشر سنوات أن توقظ أختها ...و بعد لحظات جرت سكينة على الدرج تنادي "ماما ماما ...ثريا ليست بغرفتها"انتبهت حبيبة على ابنتها فتركت تحضير الغذاء تحاول استيعاب ما تقول" ماذا قلت؟ أين ثريا؟"
"ليست بالغرفة يا أمي " أمسكت حبيبة بكتف سكينة و حاولت استخراج صوتها بصعوبة و ودماغها ينسج الكثير من السيناريوهات فتحدثت بصوت منخفض " هل تحققت من الحمام يا سكينة؟" نظرت سكينة في عيون أمها التي تشبه عيون ثريا ثم قالت " إنها ليست بالمنزل يا أمي ..لقد وجدت هذه في غرفتها" ثم مدت لها رسالة مكتوبة بخط اليد ..استلمتها الأم بيد مرتجفة قبل أن تسقط جاثية على ركبيتيها باكية و هي تولول و تضرب خدودها و تردد " ماذا فعلتي يا ثريا ؟ ماذا فعلتي يا فلدة كبدي؟ سيقتلك والدك؟ ما الذي أوقعتنا فيه" اقتربت منها سكينة والدموع تغرق وجهها دون أن تفهم السبب ثم قالت" أمي هل ثريا بخير؟" عانقتها حبيبة و استمرت في هلوستها وهي تبكي بحرقة و نشيجها يعلو..

"أمي ما الذي يحدث هنا؟" اقترب طارق ذو الثمانية و العشرين سنة من أمه و الهلع سيطر على ملامحه ...جثا على ركبيته يحاول سماع هلوسات أمه " ما بك يا أمي؟ ما بها ثريا؟" انتبهت له و تشبتت بقميصه وصرخت " أختك هربت يا طارق ...هربت" وعلا نشيجها أكثر ...

تشنجت أطراف طارق و ابيضت شفتاه وهو يحاول استيعاب القنبلة التي ألقت بها أمه في وجهه الآن قبل أن يهمس " ماذا تقصدين بهربت يا أمي؟..هل أنت متأكدة؟"أكمل مرتبكا يحاول ترتيب أفكاره" ربما خرجت مع عمتي أو ذهبت عند إحدى صديقاتها.."بدت الأم منفصلة عن العالم تماما وهي تفكر في العواقب وتحدثت بعصبية" لا لا ثريا كانت ستخبرني قبل أن تخرج ...وعمتك خرجت منذ قليل فقط وحدها" رفعت كلتا يديها لرأسها وبدأت تضربه وتولول " سيقتلنا أبوك...يا إلهي يا إلهي ..يامصيبتنا..لقد خرب بيتي" انتفض طارق بعصبية وبدأ يدور حول نفسه في المكان ثم بدأ بالصراخ" كفى يا أمي ..ثريا تركت المنزل و انت تفكرين في خراب بيتك" ثم بدأ يحدث نفسه بهمس" ماذا فعلت ياثريا لم أكن أظن أن تمردك سيصل لهذه المرحلة" لمح الرسالة في يد أمه فسحبها من يدها وبدأ بالقراءة ومع كل سطر كانت عيناه تتسع و تتسع فبدأ يضرب الحائط بقبضته بعصبية و جنون و سكينة تراقب المشهد أمامها و لم تستوعب سوى أن ثريا أمها الثانية قد تركتها و ذهبت...

خرج طارق من المنزل بجنون وعصبية ومن حظه السيء قد صادف والده أمام الباب ينوي الدخول " ماذا هناك يا ولد؟ تصارع ذباب وجهك منذ الصباح؟" ..تطلع طارق في والده و أبت الكلمات أن تخرج ..كان يرمقه بنظرات حذرة وخوف من القادم..دخل الأب عبد الرحمان إلى المنزل ووجد زوجته نصف مستلقية على أرضية المطبخ و و جهها أحمر من البكاء ولا زالت على نفس حالتها تولول و تضرب خدودها فاقترب منها بوجه مكفهر وصرخ " ما هذه الحالة يا حبيبة؟ هل توفي أحد؟" ذبذبات صوته تخللت أذنيها فانتابها الهلع وتوقفت الكلمات في حلقها فصرخ عبد الرحمان مجددا"تحدثي يا امرأة قبل أن أفقد أعصابي...أم هي إحدى نوباتك الثمثيلية عندما تخطئين في شيء؟"ثم استدار لابنه" ما بها أمك يا طارق؟"

اقترب منه طارق بحذر وناوله الرسالة قبل أن يقول"ثريا هربت من المنزل و تركت هذه الرسالة" تسمرت ملامح عبد الرحمان و ترنح جسده ...وضع يده على موضع قلبه و همس من الصدمة " ماذا تقول؟ كيف؟" أحس بالدنيا تدور من حوله فاقترب منه طارق يسنده و يجلسه على أقرب كرسي...التزم عبد الرحمان الصمت تماما وعيناه مثبتة على الرسالة في يده...كأنها النقطة الحاسمة في موقفه القادم..يحاول استيعاب ما سمعه وما فعلته ابنته..زمجر بغضب عارم و بدأ يشتم بألفاظ نابية منحطة ويدق الطاولة بعصبية..

جلس طارق القرصفاء وأحنى رأسه يفكر في المصيبة التي حلت على رؤوسهم و ينتظر موقف والده أما سكينة ف صمتت تماما تراقب الموقف عن بعد وعيناها مغرورقتان بالدموع..

بعدها بقليل دخلت فتيحة عمة ثريا وكان الوضع هادئا...لم تسمع صوت التلفاز ولا صوتا منبعثا من المطبخ...توثرت ملامحها واقتربت من المطبخ بخطوات متعثرة وتسلل إلى مسامعها هذيان حبيبة وصوت نشيجها ثم لمحت شقيقها جالسا فوق الكرسي متسمرا بعد نوبة الغضب التي اجتاحته ويضع مرفقيه فوق فخديه ويحضن رأسه بين يديه و الرسالة متدلية من يده اليمنى...لقد بدى مصدوما و كأن ملامحه شاخت أكثر بفعل الصدمة بينما طارق لازال على نفس جلسته ينقل نظراته بين والده ووالدته إلى ان التقت عيناه بعين عمته فانتفض واقفا و اتجه نحوها يتحدث بلهفة "عمتي ...هل تعلمين أين ثريا؟..هل خرجت معك؟إنها مختفية ...كتبت رسالة تقول أنها هربت..أنت الأقرب إليها ..هل لديك فكرة عن مكانها.."اندفعت الكلمات من بين شفتيه بدون توقف كأنه في سباق مع الزمن..

حاولت فتيحة ادعاء الصدمة وبدأت تضرب صدرها و تردد "هربت؟كيف علمتم بهذا ..ربما خرجت لتتفسح قليلا وستعود"انتفض طارق مبتعدا و ازداد جزعه كأن دلوا من الماء قد أغرقه ...لقد كان متشبتا بأمل أن عمته من الممكن أنها تعرف مكانها لكن الآن أدرك أنهم في وضع خطير جدا...نقل أنظاره لوالده الذي انتفض واقفا هو الآخر فور سماع صوت شقيقته فاقترب منها و أمسك ذراعها وهزها بقوة وبدأ يصرخ"ستخبريني أين ثريا الآن ...انا أعرف ألاعيبك جيدا...زرعت أفكارك المسمومة في عقل ابنتي وشجعتيها على الهروب ...أين ابنتي يا فتيحة و إلا لن تري النور بعد الآن"حاولت فتيحة سحب ذراعها من قبضة شقيقها و تأوهت متألمة"ماذا تقول يا عبد الرحمان ...ثريا ابنتي أيضا...هل سأنوي الضرر لابنتي...ربما تكون أنت والدها لكن أنا من ربيتها ..أنا.." قاطعها عبد الرحمان صارخا" توقفي عن هذه المسرحية الآن..أخبرتك مرارا و تكرارا أن تبتعدي عنها...حذرتك من تدليلك لها حتى أصبحت نسخة متمردة منك...أين ثريا يا فتيحة..سأقتلها إن وجدتها..سأقتلكما معا...ربما لهذا لم يرزقك الله بالأولاظ..ها أنا اتمنتك على ابتني و انظري ماذا حدث"اشتدت قبضته على ذراعها فرفع يده ينوي صفعها...

أغرقت الدموع وجه فتيحة وقد ضربتها كلمات أخيها في مقتل نظرت لعيونه طويلا بتحدي وقالت بصوت مكسور"أنا لن ألومك على كلماتك يا أخي ...أعلم أنك مجروح الآن ..تحتاج أن تهدأ قليلا ...ابنتك التي تتحدث عنها لم تعد طفلة...بل شابة يافعة تستطيع اتخاذ قراراتها لنفسها..وأنا لم أحرضها على شيء"نفضت ذراعها من قبضته واتجهت إلى حبيبة المنهارة على أرضية المطبخ تسندها وتتمتم " ستكون بخير يا حبيبة ..هيا أفيقي يجب أن تكوني قوية...هيا.."
حاولت حبيبة النهوض من مكانها وهي تتعثر في خطواتها وتستند بثقلها على فتيحة و تهذي " ابنتي يا فتيحة تركتني ..ذهبت ابنتي يا فتيحة" ثم أجهشت بالبكاء مجددا..

اقترب منها عبد الرحمان و شد ذراعها بقسوة وجذبها من يد فتيحة يهزها بقوة وهي مستسلمة تماما لغضبه و صراخه"كل ما يحدث الآن بسببكما...حذرتك مرارا من تعنتها ...قلت البنت مكانها في بين زوجها ورفضها للعرسان لم يعجبني..وأنتما في كل مرة تخبرانني أنها مازالت صغيرة وليست مستعدة للزواج ....والآن هاهي قد وضعت رؤوسنا في الوحل وستصبح سيرتنا على كل لسان...هل ترين تربيتك أين أوصلتنا...امرأة فاشلة حنى ابنتك لم تستطيعي السيطرة عليها..لا تجدين شيئا سوى البكاء"علا بكاء حبيبة فدفعها عنه بقوة كادت أن تسقط لولا أن سارع طارق لإسنادها وهو يرمق والده بنظرات غاضبة وحاول بصعوبة السيطرة على كلماته...

أسند أمه واتجه بها نحو البهو وفتيحة تتبعه من الخلف بخطوات متعثرة والدموع تملئ وجهها ...لمحت سكينة التي تجلس على الدرج و تراقبهم في صمت و خوف فاتجهت نحوها و حضنتها ....أما عبد الرحمان اتجه لغرفته و صفق الباب بقوة وهو يزمجر غاضبا..ويرمي بكل ما تطاله يداه..وأصابع يده اليسرى تحتضن الرسالة التي لم يجرؤ على قراءتها بعد...جلس على السرير و نظر مطولا للرسالة ثم فتحها و بدأ في قرائتها...
___________________________
'الرابعة بعد الزوال'

طرقات رتيبة و خفيفة على أحد الأبواب في أحد الأحياء الشعبية و صوت خطوات قادم خلف الباب و صوت ناعم يبدو لامرأة متقدمة في السن يهتف "أنا قادمة" ثم فتح الباب و ظهرت منه امرأة سمينة وقصيرة القامة تضع وشاحا تعقده فوق رأسها و شامة الحسن ترتكز فوق خدها الأيسر الناصع البياض و عيناها البنيتين تمعنان النظر في الفتاة أمامها ثم تمتمت"بسم الله ما شاء الله"،ارتبكت الفتاة من التحديق الذي خصته بها المرأة أمامها والتي خمنت أنها في أواخر الخمسين ثم همست"مرحبا يا خالة سعدية"سحبتها المرأة في حضن دافئ أربكها و طبعت قبلتين على خذها الأيمن و أخرتين على خذها الأيسر "أهلا وسهلا بابنة أخ الغالية زوجة المرحوم الغالي،لقد انتظرتك منذ اتصلت عمتك...ادخلي يا ابنتي ادخلي...هل أكلت شيئا لا بد أنك جائعة...هيا البيت بيتك"سحبتها الخالة سعدية خلفها و اتجهت بها نحو بهو مفتوح على المطبخ و أمرتها بالجلوس"أنت تشبهين عمتك جدا..ماذا كان اسمك يا ابنتي (وضعت يدها على جبهتها تحاول التذكر) هل كان سارة يا إلهي لا أستطيع تذكر الأسماء"نظرت إليها الفتاة و هي تقاوم الدوار الذي أصابها من المواصلات و تحاول التركيز على كلمات الحاجة السعدية التي لم تتوقف عن التحدث"اسمي ثريا يا خالتي الحاجة""ثريا اسم على مسمى يا ابنتي""شكرا،لقد أصرت عمتي على تسميتي بهذا الاسم..تقول أنه يعني مجموعة من الشموع التي توضع في الشمعدنات"تمتمت ثريا بهدوء و هي تربت على الوشاح الذي ارتكز فوق كتفيها منذ مغادرتها للقطار.

تناولت ثريا ما قُدِّم إليها و هي تقاوم جاهدة النوم و التفكير الذي يفصلها عن حديث الحاجة السعدية ولازالت تحتضن حقيبة ظهرها منذ دخولها ...قطع الحوار رنات صادرة من هاتف الحاجة السعدية "أهلا يا فتيحة ...نعم لقد وصلت وأكلت وهي أمامي الآن...ماذا تقصدين بهل هي بخير ..إنها شاحبة قليلا لكنها كالقمر ما شاء الله ...لم تخبريني أنها تشبهك يا فتيحة إنها نسخة مصغرة منك ...هل تصدقين أني عرفتها فقط من زرقة عينيها و لون شعرها البرتقالي اللذان يطابقان خاصتك....أجل أجل إنها أمامي...هل تريدين محادثتها..تفضلي يا ابنتي عمتك تريد محادثك" ...تناولت الهاتف بارتعاش واجتاحتها موجة من الدموع والتي تقاومها بشدة أمام الحاجة السعدية التي تنظر إليها بفضول وتحاول الاستماع إلى الحوار بينهما إلى أن قاطعها صوت جرس الباب فانتفضت واقفة وهي تتحرك بصعوبة بسبب وزنها ...

"هل أنت بخير ؟" هذا مااستطاعت أن تقوله العمة فتيحة وهي تتحدث بصوت خافت ثم انهمرت دموعها"لا تبكي يا عمتي أرجوك ...انظري أنا بخير لقد وصلت سالمة والخالة سعدية طيبة لقد استقبلتني بحفاوة حتى أنها عانقتني و قبلتني كما تفعلين أنت دائما"حاولت صورية مقاومة دموعها و هي تلقي بكلماتها دون أن تعيها حقا إنها تشعر بالخوف والحزن والضياع"كيف حال أمي؟ هل علموا بذهابي؟ ماذا فعلوا؟ هل قرؤوا الرسالة؟""الأمور هنا كارثية لا تفكري حتى بتشغيل هاتفك أو الاتصال بها..أنا سأحادثها في الوقت المناسب...لم تتوقف عن البكاء منذ اكتشفوا الأمر ووالدك سيجن لم يتوقف عن اتصالاته"..شهقت و توسعت عيناها و كأنها أدركت الآن ما أقدمت عليه"يا إلهي ماذا فعلت؟..لابد أنني فقدت عقلي...""ثريا اسمعيني أنا لا أستطيع التحدث كثيرا على الهاتف...أنت فعلت كل هذا لتحقيق ذاتك والبحث عن طريقة لتثبتي أن النساء يستطعن الاعتناء بأنفسهن ...عندما تهدأ الأمور سأخبرك ثم اتصلي بهم لتطمئينهم جميعا..سعدية لا تعلم شيئا لقد أخبرتها أنك ستسكنين معها مؤقتا من أجل البحث عن عمل...أنا أعلم أنك قوية ولن تخذلي نفسك أولا ولن تخذليني ....ولست بهينة أنا أثق بك..."أجهشت ثريا بالبكاء كطفلة صغيرة فقدت أمها للتو وقالت"أنا خائفة...لا أعلم ماذا سأفعل..أنا ضائعة""ارتاحي الآن ونامي وغدا فكري بذهن صافي...سأذهب الآن اعتني بنفسك و لا تنسي ما أخبرتك به"...
ارتخت يديها واستقرت فوق حجرها ودموعها لم تتوقف ولم تقو على مسحها حتى...

"لماذا تبكين يا حبيبتي هل أنت بخير؟"اقتربت منها الحاجة السعدية وأخذتها بحضنها و هي تربت على كتفيها و شعرها بحركات رتيبة وكأن ثريا كانت تنتظر هذا الحضن لتخرج مكنوناتها"لابد أنك اشتقت لعائلتك يا صغيرتي ...لا بأس إنها وضعية مؤقتة و ستزوريهم إن شاء الله..لا تبك يا صغيرة"ختمت السعدية كلماتها وهي تمسح عيون ثريا ثم ربتت على خدها الأيمن "لا بد أنك متعبة..هيا سأريك غرفتك"رفعت ثريا رأسها أخيرا ثم اصطدمت بزوج من العيون تمعن فيها النظر و كأنها كائن غريب..فارتبكت من نظراته و بحركة لا إرادية حاولت تغطية شعرها فتراجعت و اكتفت بتغطية الجزء السفلي منه، و شعرت بالخزي من منظرها الطفولي قبل قليل ،وجهت نظراتها للخالة التي بدت وكأنها تذكرت شيئا للتو "آه نسيت ..هذا حفيدي عماد..وهذه ثرياا ابنة أخ الحاجة فتيحة"...ابتسم عماد ببلاهة و هو يمعن النظر في هذه البرية التي يراها أمامه و التي بدى شكلها غير مألوف بشعرها البرتقالي و عينان زرقاوتان صافيتين كموج أعالي اابحار بدى سارحا وهو يناظرهما ثم بشرتها الناصعة البياض..بدت له كسائحة روسية تائهة...تقدم بخطوات ثابتة ليقف في مكان أقرب ثم اكتفى بإيماءة صغيرة و ابتسامة و همس"تشرفنا" واكتفت هي بابتسامة باهتة.

استدار نحو جدته "هل هي سائحة روسية تائهة يا سوسو؟"ضحكت الحاجة سعدية وهي مدركة أنه يمزح"هل تبدو لك كذلك يا فتى؟"اتكئ على الحائط وعيناه تتأملها "كل شيء ممكن يا حاجة سوسو..كلما زرتك أرى ضيفا جديدا...مرة ابن جارتك التائه و قد تركت المسكينة كالمجنونة تبحث عن ابنها..لكن هذه المرة الضيف من نوع خاص جدا" قاطعته بتوبيخ"هو من جاءني جائعا يقول أن أمه لم تطعمه...ثم إني علمتها درسا كي لا تلتهي عن ابنها مجددا و تطعمه بدل قضاء الوقت في الكلام الفارغ مع أصحاب الدكاكين"" تو تو لا يا سوسو لا يجب أن نخيف السائحة الجديدة على الأقل دعيها تتأقلم مع طبيتك ثم نريها الوجه الآخر"ابتسم عماد وهو يراقب امقتاع وجه جدته "لقد أصبح لسانك سليطا يا ولد ...هيا اذهب لأمك لا طعام لك عندي اليوم .."أدارت وجهها عنه وهي تؤشر له بيدها كأنها تطرد قطا...انفجر ضاحكا و اقترب منها ثم احتضن جذعها من الخلف و وزع قبلاته على خذها و عيونه على ثريا التي تراقبهم بابتسامة شاردة وهي تشعر بالألفة في هذا المنزل الذي دخلته منذ ساعات قليلة فقط"أيهون عليك فارسك عماد يا حبيبتي يا سوسو...لا يهون أليس كذلك؟"و بدأ بدغدغة جدته التي انفجرت ضاحكة وتحاول إبعاد يديه ثم قالت لاهثة "توقف يا ولد...حسنا حسنا...عماد الغالي لا يهون أبدا"
****

______________________
يتبع...



التعديل الأخير تم بواسطة ebti ; 10-05-22 الساعة 11:55 AM
فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 19-04-22, 12:21 AM   #10

فاطمة الزهراء أوقيتي
 
الصورة الرمزية فاطمة الزهراء أوقيتي

? العضوٌ??? » 475333
?  التسِجيلٌ » Jul 2020
? مشَارَ?اتْي » 582
? الًجنِس »
? دولتي » دولتي Morocco
?  نُقآطِيْ » فاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond reputeفاطمة الزهراء أوقيتي has a reputation beyond repute
افتراضي 3

"في برشلونة مساءا"

رن جرس الباب فأسرعت سمر لفتحه مرحبة بقدوم محمد...رحبت به بحفاوة ودعته إلى الداخل ليستقبله أسامة بعناق حار و يتجها نحو غرفة الجلوس المفتوحة التي تطل على المطبخ و تتوسطها مجموعة من الأرائك الداكنة اللون ومائدة و تلفاز كبير معلق على الحائط...كان أسامة يضيف اللمسات الأخيرة على العشاء وسمر جهزت صينية الشاي المغربي وتوجهت إلى غرفة الجلوس ثم لحق بها أسامة بعد لحظات و في يده صحنين أحدهما به الفواكه الجافة والتمر و الآخر مليء بأنواع مختلفة من الحلويات المغربية...

كانت جلسة شبه عائلية دافئة تبادلوا فيها أحاديث طويلة قبل الانتقال إلى طاولة الطعام من أجل العشاء..

تذوق محمد الطبق أمامه بتلذذ وقال" المذاق رائع كالعادة يا أسامة..لا أحد ينافسك في الطبخ يا ولد" شعر أسامة بالإطراء من كلمات العم محمد وقال" بالهناء والشفاء يا عم محمد"
قالت سمر و هي تلتقط حبة برقوق مجففة من الصحن "إنه بارع في الطبخ يا عم محمد ..أخبرته مرارا أن يستفيد من الدورات التكوينية التي أجراها سابقا في الطبخ بدل الفندقة و التسيير لكنه لا يسمعني" وافقها محمد الرأي "والله فكرة رائعة ...لماذا لا تفكر في الأمر بجدية؟" أجابهم أسامة "ليس الأمر أنني لم أفكر في الأمر بجدية...بل أن الأمران يروقان لي ...أشعر بأنني شغوف بالطبخ و في نفس الوقت لا أستطيع التخلي عن كوني مسير سواء فنادق أو مطاعم...بالرغم من أن تسيير المطاعم يروق لي أكثر بما أن الأمر له علاقة بالطبخ..."

تحدث محمد بتركيز"أستطيع أن أفهم النزاع الذي تعانيه فقد حصل لي الأمر نفسه في بداية دراستي و كنت حائرا أي تخصص سأختار هندسة معمارية أم هندسة ديكور ..الأمر فقط يحتاج التفكير بتأن لتدرك إلى أي اتجاه ستميل له كفة ميزان ميولاتك"وافقته سمر الرأي مضيفة "أنا عن نفسي أراك ستبلي حسنا في الجهتين"ابتسم لها أسامة وأضاف "أتفق معكما..بالمناسبة يا عم محمد..هل تتذكر المحل الذي كان ملكا لوالدي رحمه الله"
"المحل الذي هدموه سابقا وقالوا أنهم سيعوضونكم لاحقا ..نعم أتذكره ..هل من جديد بخصوصه؟ "
"في زيارتي الأخيرة للبلد كانوا قد اقترحوا عليا محلا تجاريا من طابقين بشرط أن أضيف مبلغا ماليا قدره...لأحصل عليه واحزر ماذا ..إنه في الشارع المقابل للمبنى الذي تشتغل به"
تحدث محمد بحماس "لا أصدق...المكان هناك جيد جدا بالمقارنة مع المبلغ الذي أضفته...مبارك حصولك عليه أخيرا...إذن ما هي خططك؟"
بدأ أسامة في التحدث بحماس"كخطة مبدئية...أفكر في فتح كوفي شوب ..خاصة أن المحل واسع و يحتوي على شرفة وموقعه جيد كما أشرت سابقا..هذا بخصوص الطابق الأرضي أما الطبق الأول فسأضع له خطة لاحقا على حسب الإقبال إلخ...)

أجابه محمد بتركيز " تبدو فكرة جيدة لكنها تحتاج الكثير من المال والوقت لتنفذ ..فهذا مشروع يحتاج التفكير"
شاركتهم سمر الحوار قائلة" اقترحت عليه بعض التصاميم التي بدت لي مناسبة من خلال وصفه لي للمكان و بعض الصور التي رأيتها ..سآخذ رأيك فيها فيما بعد.."
وأكمل أسامة" أما بخصوص المال...أستطيع القول أني تمكنت من تحصيل مبلغ معقول من خلال سنوات عملي هما وسيفي بالغرض لتنفيذ الفكرة ..أما الوقت فأنا أنوي البدء في أسرع وقت ممكن..انتظر فقط أن ننزل للبلد مجددا في أقرب فرصة لترى سمر المكان و تكمل تصميماتها المقترحة.."

انتاب محمد مشاعر الفخر و التأثر لاستشعاره العزم والتصميم في كلمات أسامة..ذلك الفتى الذي فقد والديه في نفس اليوم وهو في سن الثامنة لولا لطف الله لكان فقد حياته أيضا
حاول محمد مداراة شعوره و أجاب بديبلوماسية " ما رأيك إذن أن تستعين بمكتبنا لخلق تصميم يناسبك بتعاون مع سمر طبعا و في نفس الوقت سيكون هناك خصم مناسب لك و إرشادات خاصة بخصوص الديكورات التي تستطيع الاستعانة بها ذات جودة عالية و ثمن أقل ...على الأقل نحن أكثر دراية بالسوق في البلد"

حللت سمر كلماته بعناية ثم وجهت نظراتها لأسامة "في الحقيقة العم محمد على حق...على الأقل سيرشح لك طاقما مناسبا للعمل و مهندسا يراقب الأعمال عن كثب أما أنا فلن أستطيع فعل الكثير من الأشياء من مكاني هنا...."

بدى أسامة مركزا على كلماتهم فختم النقاش"اتفقنا إذن ..سأرتب لزيارة أخرى للبلد في أقرب وقت ممكن وان استطاعت سمر المجيء أيضا فسيكون الوقت مناسبا للتخطيط و البدأ في التنفيذ"
"حسنا إذن أنا سأغادر بعد 4أيام على أقصى تقدير ...إذا استطعت تدبير لقاء آخر لنا قبل رحيلي فستكون فرصة جيدة وربما أحث أشرف على المجيء معي و نناقش الأمر مرة أخرى"
تشنجت معدة سمر من الاسم الذي سمعته والتزمت الصمت بينما نطق أسامة "حسنا ..الهاتف بيننا إذن"
توجه محمد نحو الباب مغادرا و تبعه كل من سمر و أسامة "أمسية سعيدة يا أولاد و شكرا على الطعام ..لقد استمتعت حقا" تكلم كليهما"أمسية سعيدة يا عم محمد" ثم أغلقوا الباب بعد أن ودعوه...
__________________________

بعد أن أرشدت السعدية ثريا لغرفتها وجلست معها قليلا غادرت لتتركها على راحتها فنبست ثريا بكلمات شكر ثم توجهت لحقيبتها التي وضعها عماد سابقا الغرفة..
جلست أرضا تتأمل المكان من حولها..
غرفة صغيرة تستقر فيها أريكة أمام مدخل الباب فوقها عدة شراشف موضوعة بعناية و فوطة نظيفة.. و على جانبها الأيمن خزانة صغيرة تتكون من عدة أدراج مغلقة ونافذة ذات ستائر شفافة...أما في الجانب الأخر من الغرفة كانت هناك خزانة متوسطة الطول ببابين..وعلى الحائط عُلِّقت مرآة صغيرة ذات إطار فستقي اللون وبعض الصور القديمة للغابات والبحار..كانت غرفة دافئة ومريحة..
أخرجت محتويات الحقيبة الكبيرة تبحث عن شيء إلى أن وجدته...جورب أحمر كبير معقود ..فكت عقدته و أخرجت محتوياته من الأوراق النقدية وبعض المجوهرات الرقيقة(سلسال وسوارين وخاتم)من الذهب وبعض الفواتير...نظرت لهم بشرود و تذكرت كيف أعطتهم لها عمتها قبل هروبها من المنزل بيوم عندما دخلت غرفتها ليلا وناولتها الجورب قائلة بخفوت"هذا الجورب به مبلغ معقول و بعض المجوهرات إن احتجت المال بيعيها أو ارهنيها إلى أن تسترديها لاحقا" ثم بعدها أمطرتها بالعديد من النصائح القيمة والتي ستحتاجها ثريا عاجلا أم آجلا...

استفاقت من شرودها و بحثت عن هاتفها إلى أن وجدته في حقيبة ظهرها ...كان هاتفا قديم الطراز نظرت له طويلا قبل أن تفككه و تستخرج منه البطاقة ثم خبأتها وسط الجورب وجمعت محتوياته...فرغت حقيبتها في الخزانة ثم استلقت فوق الأريكة و استغرقت في التفكير...

كانت قد قررت منذ زمن بعيد أنها ستغير مصيرها بطريقة ما وآخر خطة كانت لديها هي الهرب بعد أن استنفذت جميع الطرق في محاولة إقناع والدها و أعمامها أنها تريد إتمام دراستها بعد أن قرروا بالنيابة عنها أنها ستتوقف عنها في آخر عام لها في الثانوية...
بكت كثيرا و أضربت عن الطعام ولكن دون فائدة خاصة وأنها كانت ذكية و الجميع أشاد بتفوقها حتى المدير و الأساتذة حاولوا التكلم مع والدها عندما أوقفها عن الدراسة لكنه قابل كلامهم بالرفض بدعوى أن الجامعة بعيدة وليس مستعدا لإرسالها للحي الجامعي...كانت طفلة حالمة وطموحة تحب أن تستمع لقصص نجاح الآخرين وخاصة الأشخاص من نفس بيئتها و بنفس ظروفها..لكن أحلامها تم اغتيالها بطريقة بشعة ومن حسن حظها أن عمتها كانت دائمة التنقل من القرية إلى المدينة بحكم زواجها و في كل مرة كانت تحضر لها كتبا تعليمية للغتين الفرنسية و الانجليزية فكانت ثريا تستغل وقت فراغها في دراسة اللغتين وصقلهما بعد أن كانت قد درست الأساسيات في المدرسة، ومشاهدة أفلام أجنبية على التلفاز لتعلم النطق لساعات متأخرة من الليل بعد نوم والدها أو إتقان فن التطريز و الكروشيه على يد والدتها...ومع مرور الشهور والسنوات تكاثرت عروض الزواج لذلك قررت أنها يجب أن تجمع المال وتهرب قبل أن يتم تزويجها بالإجبار كحال أغلب فتيات القرية...
فاستغلت حرفة التطريز و الكروشيه وبدأت تعرض بسرية ما تصنعه على نساء القرية في المناسبات و تأخذ طلبات تتقاضى أجرها بعد إنجازها...استطاعت جمع مبلغ معقول من المال من تلك الطلبات وقررت المغادرة هربا من واقع كان يلاحقها ومن زيجة من رجل يكبرها بعشرين سنة في سبيل حصول والدها على قطعة أرضية فلاحية كبيرة ملاصقة لخاصتهم ليكبر محصوله...فلم تجد حلا سوى التمرد والإسراع في تنفيذ خطتها فساندتها عمتها بخبرتها الطويلة في الحياة و اقترحت عليها المدينة و الخطوات الأولى للهرب إلى أن تصل…
لكن هل ستفكر عائلتها في البحث عنها هنا..لقد ابتعدت عن القرية كثيرا...وعمتها لم تزر هذه المدينة بعد وفاة زوجها سوى مرات قليلة..وربما والدها لم يزر هذا المنزل من قبل...
طال تفكيرها إلى أن استغرقت في نوم عميق جدا..


نهاية الفصل الأول

أتمنى أن تنال إعجابكم

سلام


فاطمة الزهراء أوقيتي متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:10 PM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.