شبكة روايتي الثقافية

مرحبآ بكم في شبكة روايتي الثقافية / نآمل ان يكون التجديد قد نال إعجابكم ، بالإمكان الإنضمام إلينا من خلال للإنضمام الآن الضغط على زر التسجيل !

نبض فيض القلوب

ما أحب الشخصيات

  • ناجي وجنات____ لؤي وليلى

    الأصوات: 0 0.0%

  • مجموع المصوتين
    2

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
1,979
ترتيب حروف كلمة
وجنتيها
 

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
1,979
الفصل الثالث و العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
الثالث والعشرون
***********

يوم عقد قران ناصر على جنة، عندما رأت جنات عمتها ميمي

سألتها وهي تسلم عليها بدفء الكون كله شاكرة إياها على الصورة

الرائعة التي رسمتها لها:

(( هل أنتي من سرب للتلفاز الفرنسي خبر خطفي؟)).

حكت لها الفنانة العالمية ميمي ذات أشهر الرسومات لمشاهير

العالم؛ ناهيك عن الرسومات الطبيعية التي تكاد تنطق بإتقان و

موهبة من حباها الله بكل هذا الإبداع فجملت به الدنيا لأن عينيها

جميلتان تريان الكون كله بروعة و عمق إحساس تنقله ألوانها النابضة

للوحاتها الخلابة؛ أنها كانت تتحدث مع المذيعة الفرنسية ذات الأصل

العربي ياسمين للإعداد لحلقة في برنامجها عنها وعن رسوماتها:

( وحينها أتتني مكالمتك يا جنات والتي أخبرتني من خلالها عن

شين فعال فادي معك. و ظننت أنا حينها أثناء حديثي معك بأنني

قمت بتعليق المكالمة مع ياسمين. وتحويلها للانتظار. بينما عندما

أغلقت المكالمة معك فجأة بدون أن أقصد عندما استرعى انتباهي

صوت مفاجئ يشق عتمة الغرفة المجاورة للغرفة التي كنت




أحدثك منها؛ والتي كان بابها المشترك مع الغرفة التي كنت بها

مشرعا قليلا كاشفا عن ظلمة الحجرة ،

فوجئت بياسمين قلقة عليك وبأنها استمعت لمحتوى حديثنا.

وعندما أصرت بأن تساهم في إيجادك وعندما استشعرت حيرتي

في عدم تخمين فحوى و كيفية ذلك قالت بأنها ستعلن عن حلقة

لك أيضا مع حلقتي).


🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼🌼


بينما كان رافل مسترسلا في الحديث مع ليزي ليلة دعاها على فنجان القهوة عن نقاء سريرتها فيما يتعلق بفارس وبأنه سليم النية مثلما استشعرت هي منذ البداية كما أعلنت هي في الحفلة الخيرية، كان كل تفكيرها بالإضافة لنظرها واهتمامها منصبا على طاولة ياسمين و المصري. حيث حينها كانت ياسمين تروي فضول فارس عن لغز انضمامها للتظاهرات كمراسلة بينما هي مذيعة لامعة في القناة الفرنسية الشهيرة عالميا وليس فرنسيا فقط، (( ليس بلغز على الإطلاق بل قرار وليد اللحظة وقد كان ليكون تهورا لولا تدخلك في الوقت المناسب بكل ذاك الإقدام وكل هذه الشجاعة الغير مسبوقة والتي لا تهاب. فمراسلة قناتنا الميدانية من التظاهرات قد أصيبت بوعكة صحية مفاجئة. وعلى الرغم من أن وعكتها لم تكن بالأمر الجلل، إلا أنه كان يخشى من رؤسائنا في القناة على أدائها وإتقانها لعملها في ظل اشتعال المظاهرات في شمال العاصمة الفرنسية. مما استدعى مني تدخلا مفاجئا بإصراري على النزول لخضم المظاهرات والقيام بالدورين معا. دوري المعتاد المألوف ودورها الهام من قلب التظاهرات.)).




لم تطق ليزي صبرا بل اعتذرت من رافل برقة بالتذرع بالتأكد من هوية المذيعة الأشهر فانتقل فضولها إليه عندما فوجئ بها تجلس مع فارس وياسمين بعد أن تحدثت مع ياسمين قليلا وكأنها نسته. فاضطر للحاق بها ليروي فضوله هو أيضا حول مايسترعي اهتمامها هناك عندهما. حيث كانت ليزي الآن تلتقط سيلفي لها مع ياسمين وفارس. ويبدو أن دماثة ورقي تصرفات ياسمين منعتها من إبداء امتعاضها من كثرة أسئلة ليزي. فبينما كانت هي تبرعت منذ دقيقة بالإسهاب في الحديث مع فارس بكل أريحية عن عملها وعن قناتها؛ كانت الآن تقطر الكلمات؛ إلى أن أتتها مهاتفة هامة للغاية استرعت على كل إهتمامها. وكان فحوى المكالمة المهمة يستهوي ويستأثر بكل تفكير الحضور.


حيث فهموا بطريقة غير مباشرة من خلال حديث ياسمين على الهاتف بأن هناك اعتصامات وبأن بعض المتظاهرين لجأوا لنقابة الصحافيين لحصانتها وعدم احتمال المساس بهم هناك أو التضييق عليهم ولإبداء آرائهم ووجهات نظرهم فيما يجري بأريحية وبجم الحرية.


بعد انتهاء مكالمتها الهامة اعتذرت منهم ياسمين لأنه يشاع بأن هناك إضراب قد يجري على مستوى البلاد في فرنسا ضمن موجة ثانية من الاحتجاجات ضد خطط الرئيس الفرنسي لرفع سن التقاعد من الإثتين والستين إلى أربعة وستين عاماً. و بأنه هناك ثماني نقابات كبيرة قد تشارك في الإضراب الذي أدى إلى تعطيل العمل بالمدارس والنقل العام ومصافي النفط. وكانت الاحتجاجات تجري في جميع أنحاء فرنسا، بعد أن شارك أكثر من مليون شخص في اليوم الأول منها.


وقالت النقابات إن نصف المعلمين في البلاد انضموا إلى الإضراب، لذا توجب على ياسمين الهرولة لتغطية أحداث نقابة الصحفيين. ففرنسا ملتزمة بحرية التعبير في إطار المجلس الأوروبي. وفعلا، تخضع فرنسا للرقابة القضائية من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن تطبيق المادة العاشرة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تكرس لحرية التعبير.


و فرنسا على قدر كبير ملتزمة على نحو خاص بتحقيق حرية الصحافة وحماية الصحافيين. ذلك لأن المهنيين العاملين في مجال الإعلام هم أول ضحايا القيود المفروضة على حرية التعبير، لا سيما خلال فترات النزاعات. والصحافة الفرنسية بصفة خاصة تتمتع بسقف حريات لا حدود له.


🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌷


منذ العديد من السنوات أعيا الزمن احتسابها؛ تلألأت
عهود في سماء ريعان شبابه بإطلالتها الساحرة للغاية المتألقة في يوم شتوي كئيب ينذر بعواصف شتوية فتغير الجو للأبد في لحظة؛ وكل ما فكر فيه هو حينها هل تطل الأقمار جهارا نهارا. وحار في أحاسيس البهجة التي بثتها عندما حلت عندهم.


كانتا هي وأخته صديقتها الأقرب في بداية مرحلتهما الثانوية. وكلتاهما تحلقان بأحلامهما الغير معهودة أو مألوفة للناس عندئذ، لسماوات الإلتحاق بالجامعة. بل أكتر من ذلك أخته كانت تريد بأن تعمل بعد الجامعة وكانت تصيب الجميع بنوبات ضحك متواصل عن حلمها الطموح حينها كفتاة. وكانت والدته تضاحكها بأن قاسم أمين، محرر النساء ، و المنادي بعملهن لو خرج من قبره الآن ورأى كم هي فاتنة لتزوجها وأسكنها بيته وأنساها العمل.


لقد كن خاليات البال من أي كدر و كان القدر بهم حينها رفيقا وحنون. كل حياتهن ضحك و سحر ورقة. لم لا وقد كن حينها محظوظات بالفتنة الساحرة و الشباب و الأصل الطيب والثراء والصيت الحسن والسمعة الناصعة البياض والسيرة العطرة والمنزلة الراقية وسط المجتمع.


إنه يتذكر أول مرة لطفت به دنياه و أرسلتها له عناية الله، بعدما توفت زوجته الأولى والدة مالك وهي تلده_ حيثما كان زواجه بزوجته الأولى صغيرة السن مثله حينها وابنة شريك والده في الأعمال والمصنع ؛ زواج صالونات_ عندها انطبعت صورتها الساحرة في مخيلته وظلت هناك ولم تغادرها بعد حين ولن تغادرها لأبد الآبدين.


كان كل مافي عهود عندذاك يتلألأ. وجه ناصع البياض مدور يميل للشقرة بملامحه الشرقية المميزة من عينين لامعتين بلون قهوته المفضلة وغمازتان ظاهرتان على الدوام تلونان الدنى بلون البهجة والسعادة. وخدان غارت منهما أحلى ألوان الفاكهة القانية اللون و حاجبان طويلان كثيفان مرسومان بفعل الطبيعة لتحرسا السهام الداغلة الشديدة الروعة لعينيها الضاحكتين على الدوام. والمسبلتين برقة وحياء برئ باتجاه صفي اللؤلؤ الساكنين في برعم الزهرة القاني اللون بفعل الطبيعة والذي يبتسم بروعة على استحياء طيلة الوقت. رأس فاتن بضفائر بنية قاتمة طويلة أشد رقة في مرآها من نعومة الحرير الطبيعي. تعلو متوجة برقة وبراءة جسد أنثوي مثالي للغاية بمقاييس ذاك الزمان يميل للامتلاء المتناسق اللافت على رغم من حشمتها الشديدة في ملابسها ناهيك عن تصرفاتها والتي تنبئ عن أدب جم وتربية صالحة. مثلها في ذلك مثل ابنتها إلا أن ابنتها أكثر شقرة في البشرة والشعر والذي يشبه نقاء العسل وبصفاء لونه و بملامح أوربية ساحرة رقيقة وعيون ملونة بخليط ألوان الشجر.


بينما كان هو كل مافيه شرقي من لون بشرته القمحي لشعره الناعم الفاحم اللون وملامحه الشرقية المتناسقة من فم واسع نوعا ما مثلما هي عينيه اللتين هما كليل الصيف و عمقه وسحره تحت حاجبان فاحمين كثيفين. في وجه وسيم و جسد متناسق بطوله الزائد وقوته الواضحة.


بينما كان قاسم أمين الذي تضاحكها والدتها دائما بشأنه من مواليد النصف الثاني من القرن التاسع عشر في أواخر عام 1863 في الإسكندرية وكان إسلاميًا حديثًا حيث كان أحد مؤسسي الحركة الوطنية المصرية وجامعة القاهرة. و يُنظر إلى قاسم أمين تاريخيًا على أنه واحد من «النسويين الأوائل» في العالم العربي، على الرغم من أنه انضم إلى الحديث حول حقوق المرأة في وقت متأخر جدًا من تطوره، وكانت «النسوية» موضوع جدل علمي. بحيث كان أمين فيلسوفًا مصريًا، ومصلحًا، وقاضيًا، وعضوًا في الطبقة الأرستقراطية في مصر، وشخصية مركزية في حركة النهضة. حفزت دعوته لحقوق أكبر للمرأة النقاش حول قضايا المرأة في العالم العربي. لقد انتقد العزلة والزواج المبكر للفتيات وقلة تعليم المسلمات. جادل باحثون حديثًا بأنه استوعب خطابًا استعماريًا حول قضايا المرأة في العالم الإسلامي، واعتبر المرأة المصرية أهدافًا تعمل على تحقيق التطلعات الوطنية، وفي الممارسة العملية دعا إلى إصلاحات تقلل من الحقوق القانونية للمرأة في عقود الزواج. وبتأثير كبير من أعمال داروين، نُقل عن أمين قوله إنه «إذا لم يتم تحديث المصريين وفقًا للخطوط الأوروبية، وإذا لم يتمكنوا من التنافس بنجاح في النضال من أجل البقاء، فسيتم القضاء عليهم». وكان أمين يعتقد بأن رفع مكانة المرأة في المجتمع من شأنه تحسين الأمة بشكل كبير. كما أثرت صداقاته مع محمد عبده وسعد زغلول على هذا التفكير.



عندما رآها لأول مرة كانت صغيرة للغاية فقرر انتظارها. إلا أن ماحدث لرانسي و مرضه هو منذ ذلك اليوم و الذي طال بسبب الغيبوبة التي انتباته لفترة وبعد الشفاء أخيرا فوجئ بموت شقيقته الصغرى رانسي و بأن صديقه والذي كان معهم على اليخت يوم أن ابتلع البحر رانسي في قبره المظلم للأبد ينازع سكرات الموت منذ فترة ويبدو أنه كان ينتظر شفاءه ليوصيه على زوجته والتي كانت تحمل جنينا في بداية شهور الحمل . وأوصاه أكتر بطفله أو طفلته والذي مازال في علم الغيب ( لهذا لم تكن زوجة صديقه معهم على اليخت لأنها كانت متوعكة من حملها الأول في الشهر الثاني تقريبا).


وعلى مايبدو، بعد أن طمأن صديقه على زوجته و طفله الذي لم يرى النور بعد وبأنهما سيكونان في رعاية وليد طيلة العمر؛ أسلمت روح صديقه لبارئها. توفي أقرب أصدقائه قرير العين راضي النفس ممتلئا اطمئنانا على مستقبل زوجته. والتي لم تكن إلا أم راجح في كنف صديق عمره كزوجة ثانية لوليد.


حدث كل ذلك في حينها لأنه بعد طول غيبوبة وليد، كانت عهود زفت لوجيه. فانتظر وليد لعدة شهور بعد ولادة راجح ابن صديقه الأقرب الراحل وقام بالاقتران بوالدة راجح تنفيذا لوصية صديقه.



بينما كانت زوجة مالك أيضا ابنة شريك والده في الشركات وقد اقترن بها أسوة بوالده في المرتين. وكانت هي تحبه أيضا مثلما كانتا زوجتي والده تحبانه. ولم يشعر هو بأن هناك أي خلل في حياته إلا عندما ملأ زخم عبير قصة عهد وراجح الأثير وزاد عليه عبق الماضي ومشاعر والده تجاه عهود حب والده الأول وعلى مايبدو الأوحد والحق والأبقى والأدوم.
 
التعديل الأخير:

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
1,979
تم تنزيل الفصل الثالث والعشرين
 

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
1,979
بسم الله الرحمن الرحيم
الرابع والعشرون
*************

كان ناصر قد رتب بألا يخرج فادي من الفخ الذي كان يظن بأنه أحكمه له إلا بعد خروجه من فرنسا مع جنات وجنة بعد العقد عليها ليكون من حقه الخروج بها وبجنات.
وأزادت العمة ميمي وياسمين في الإحتياط بتسريب خطف جنات حتى لا يلحق فادي بهما. وليخشى مغبة أفعاله العشوائية . ولكن ما لم يحسب له حساب هو تورط نادر. وهذا ما
ساهم في خروج فادي من فخه صنع يديه والذي وقع فيه بسلاسة وخرج منه بعد وصول ناصر لمصر بفضل موبايل نادر.

بينما ظنت سهاد ، بعد رجوع الجميع منتصرين بأن الطريق أضحى معبدا لها لتحقق حلمها. فبعد الفعل الحاقد الأهوج الأولي لها تجاه جنة عندما علمت بعقد قرانهما للوقيعة بينهما، وبعد تلقي جنة المكيدة بعقل راجح ورزانة واتزان؛ قامت بتصويرهما.
وعندما كانت ترسل الصورة لفادي لتسحبه إلى مصر غيرة منه على جنة وقعت واضطرت لادعاء المرض لتفلت من لوم العائلة. كانت تريد بأن يأتي على وجه السرعة لتعرض عليه أسهم والدها_ والتي مازالت تشك في كيفية حصوله عليها_ ربما كان طليقها يرضي والدها ليزوجه منها مرة أخرى. هكذا ظنت. كانت متأكدة بأنها تستطيع إيقاع فادي في شباكها بكل سهولة والزواج منه بكل يسر. فلن تعدم وسيلة لإيقاعه في حبائلها بالمكر. فلم تعييها الحيلة في السابق مع زوجها الراحل ولن تعييها الآن بالتأكيد. كانت منهمكة كلية في تخيلاتها بالزواج من فادي و الاستئثار بثروته وأفاقت من
من انغماسها في مخططاتها على صوت موبايلها. وعندما ردت كادت تموت رعبا. اتسعت مقلتيها من هول ماسمعته وكأنها تسمع
عن شبح:
- هل هذه مزحة من أنت؟!
- طليقك. أنسيتي صوتي؟!
- كاذب. لماذا تقلد صوت زوجي الميت. إياك أن تتصل بي مرة أخرى وإلا سأتصل بالشرطة لتلقي القبض عليك أيها المحتال المدعي المزيف. قالت ذلك ثم أغلقت هاتفها.


كان حفيف أشجار نهاية فصل الشتاء بصقيعه الغير عادي بسبب التغيرات المناخية والتي يعاني منها العالم أجمع يتناغم مع زقزقة الطيور بسمفونيتها المحببة المهدأة
والتي تتميز بها مصر . كان الربيع بصحوه وجماله المميز الغير عادي يطرق أبواب مصر. كانت جنة تتحدث مع ليلى هاتفيا عن طريق الهاتف الخلوي متخيلة إياها تلملم أوراقها
في نهاية يوم عمل في شركة لؤي.

كان صوت ليلى تغاريد وبشريات محلقة بأجنحة النجاح والبهجة لتحلي الأيام الذائبة برحيق تحقق الشهرة لليلى حيث توجت روايتها الأولى باللغة الفرنسية بالمركز الأول من جائزة آسيا جبار ‏ و هي جائزة أدبية خاصة بالرواية أطلقتها عام ألفين وخمسة عشر الوكالة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار بمناسبة الصالون الدولي للكتاب بالجزائر وتمنح سنويا لأفضل روايات جزائرية مكتوبة باللغات العربية أو الفرنسية.

على الرغم من أنها روايتها الأولى إلا أنها كانت

مبتكرة ومتقنة ورائدة. جمعت فيها ليلى بين ينابيع

الشباب الفياضة الرقراقة العذبة المتجددة وعمق وثقل

الفكر الأدبي العتيق المتعارف عليه. هي كانت رواية وسيرة ذاتية بأسلوب

نقي مطور عن رائدة الشعر الفرنسي والأوربي منذ ثلاثة

عقود متتابعة بلا كلل بل بنسمات مد وهبات منعشات.

جنات، الشاعرة العالمية والتي نحت الكتاب الروائي عنها

بمداد الذهب في أنصع صفحات التاريخ ميلاد الروائية العملاقة فيما أشهرته روايتها صراحة بفصاحة و أسلوب حديث ومعاصر وسابق لتقنيات الرواية والشعر مثل سبقا عن جوهر الرواية المعروف في الجزائر أو الغرب .

وقد جاءت كل المراجعات عن الرواية والمقالات النقدية لها ترشحها لنيل جوائز الداخل ناهيك عن حصد جوائز لها باع ويشار لها بالبنان في الخارج. كل ذلك كان تتويجا مبكرا لها وهي تخطو خطواتها الأولى في حقل الكتابة الروائية وحصاد مثمر مبكر لتفانيها واجتهادها لسنوات في مهنتها. كانت الجائزة هدية زمانها لها و مفاجأة حلوة كانت تسكن أمنياتها ولم تكن تنتظرها، حقيقة.

كان الكتاب يمس شغاف القلوب على المستوى الإنساني والفكري. كان إثراءا للروح وريا ذاخرا و منعشا
للفكر وتعريف بإنسانة عظيمة على الصعيد البشري ومجال عشقها. وبث لشغفها الشعري الرائع للجميع. والذي يحمل هموم الجميع على أجنحته الشعرية الذهبية و يحكي عن معاناتهم ببلاغتها وتمكنها اللغوي. كانت أبلغ سفيرة للقضايا الفلسطنية. ولطالما كتبت عن معاناة الفلسطينين في الداخل وفي المهجر أو صعوبة ظروف المعيشة في بعض المخيمات . وعن حجم الظلم الذي يعاني منه الفلسطنيين منذ النكبة. إلا أن أغلب قصائدها كانت تحليقا عبر نوافذ الأمل لآفاق التحرر والحرية وتحقق أحلام الفلسطينين والعالم العادل لهم وبهم لمحو جبال ظلمات الاحتلال وظلمه وجور تعسفاته ووجوده وأوهامه.

كانت الكلمات منارات كاشفة عن الشغف بشعر جنات بأسلوب ليلى البراق البليغ الشديد الإتقان والشديد الرقة والعذوبة . لذا نالت جنات هي الأخرى جائزة مبتكرة في مجال الشعر القصصي. لأن لها أشعار بالفرنسية متنوعة لها أعمق التأثير منظومة بإتقان شعري على هيئة قصص قصيرة. وكان هذا ابتكارا في المجال القصصي استحقت عنه جائزة خاصة بها. وكان بالكتاب أكثر من فصل عن جنة كإبنة للشاعرة النجمة المتألقة والتي تسير على خطاها وتنتهج دربا أدبيا لافتا ينم عن موهبة إن لم تكن مواهب مبتكرة سابقة لعصرها.

كما تمت الإشارة بالتأكيد إلى العمة ميمي والتي لها بالغ الأثر في شعر جنات. فريشتها التي لونت بها العالم للجميع أثرت الحس الوطني والجمالي لشعر جنات. فرسومات ولوحات ميمي العالمية الشهيرة بإنسانيتها وتعاطفها مع الطبيعة بصفة عامة ومع كافة البلدان التي تعاني أو التي تفرح وتنتصر كانت الرابط بينهما رغم بعد البلدان. فكانت تخط بريشتها ملاحم النفس البشرية ومراحل زخم العالم كله. وهذا ما أثر في وأثرى شعر جنات أيما إثراء منذ نعومة أظافرها كمهاجرة عانت عائلتها من مرارة الفراق وحدة قسوته وكأن فن عمتها ميمي كان صلتها بالجذور وبأصولها وبعائلتها التي عانت من الفراق لظروف خارجة عن إرادة الجميع . لذا اتفقت ليلى مع جنة على أن يكون الكتاب التالي لها مشترك الجهد بينهما عن العمة ميمي وأثرها و لوحاتها وعن حياتها. سيكون قصة حقيقية عن أعمالها الفنية وبصمتها المميزة في الفن العالمي وليس المصري فقط. سيرة ذاتية عن فنانة العالم كله شغوف بالتعرف عليها. وعلى حكمتها وطابعها المميز كإتسانة وكفنانة شهيرة للغاية برسوماتها ولوحاتها المبهجة المساهمة في التعبير والتغيير لواقع أجمل عبر رسائل فن الرسم.

كان لجنات أبلغ الآثار في الشعر المعاصر بكافة صنوفه. وكانت تساند بشعرها كل من هم بحاجة لها. كانت لها أشعار وطنية باللغة الفرنسية ليس عن فرنسا ومصر بلد المنشأ الأصلي فقط بل عن أماكن عدة في العالم. كانت ليلى تضاحك جنة بأنها بمجيئها لفرنسا
لتسلم الجائزة بدلا عن والدتها تكون حلت مشكلة بقائها هي وخطيبها تحت سقف واحد.

- في الحقيقة المشكلة حلت لأنه سيسافر لإحدى الشركات بالخارج ولكن لن تطول غيبته. وأمي مازالت مترددة بعد ذكر خطبتها لناجي في سيرتها الذاتية في اصطحابي للخارج
لتسلم الجائزة معي.

-ماهذا العروس والعريس ووالدة العروس بالخارج. إذا من الذي سيقوم بترتيبات الزفاف ؟

- أووه. محبينا كثيرين. وكلهم يريدون الإسهام والمشاركة في التجهيز لحفل الزفاف. بالذات لأن حفل زفاف عهد وراجح ووالدتها ووالده سيكون قبلنا بقليل. فتعهدت عهد
بتعاهد الترتيبات وكأنها تقوم بها لنفسها على أن نتابعها أنا وأمي. من الخارج مع ناصر من مكانه في الشركة الجديدة
بالخارج في الولايات المتحدة الأمريكية .

- و أخيرا سنلتقي ياجنة بعد كل هذه السنوات. تعرفين بأن البهجة التي أشعر بها لقدومكما وبأنك ستقيمين معي أنتي ووالدتك طيلةإقامتك بالجزائر تكاد تسع العالم كله. كلنا هنا ننتظركما. الجميع هنا يريدون التعرف عليكما.

- هل من ضمن الجميع لؤي. هل عرف من أنتي؟
- سيعود غدا من فرنسا. وبالتأكيد لابد أن أخبره. يوميا من يوم عملي معه كنت أنتظر الفرصة المواتية لاطلاعه على الأمر برمته ولكن لم تكن هناك فرصة سانحة أبدا.

- أتساءل كيف تعملين معه بدون أن يطلع على اسمك بالكامل؟!

- منذ اليوم الأول لعملي معه رفضت تقاضي أجر وكنت أظن حينها بأن عملي معه لن يطول عن شهر. فإذا بالمدى يطول لسنوات وقمت بعدها بتأسيس دار النشر على الانترنت باسم مختصر لي ونجحت فيها فأصررت أكثر على عدم تقاضي راتب من شركاته. وفي يومي الأول للإلتحاق بالشركة كان الوقت تقريبا كالآن بعد أن أنتهت المقابلة معه. فذهبت بنفسي بملفي لشئون العاملين كما طلب مني وتركت الملف هناك فلم ءجد أحد يتسلم متي ولم أكتب اسمي كاملا به. كما وضعته بنفسي بين الملفات فلم يتعرف علي أحد هناك في الشركة. ولكن ومع جائزة بهذا الوزن اسمي أصبح متداولا من الجميع. وأتمنى أن أخبره قبل أن يسمع عني من غيري حتى لا يغضب مني.
فأنا فعلا لم أتعمد إخفاء اسمي عنه. والمشكلة ليست به. ولكن في بعد أقربائه. وليست في عائلتي أنا أيضا. ولكن بعد أقارب والدي من بعيد والذين لم نكن نؤيد بعض توجهاتهم عبر عشرات السنين الفائتة.

وهي تنهي كلامها مع جنة على أمل لقائها القريب شعرت به. إنه هنا. هل أتاها حقا؟ كان من المفترض به بأن يعود غدا لا اليوم. استدارت. ورفف قلبه هو بين ضلوعه عندما التفتت إليه بخفق يسابق بعضه بعضا. لكم كان ينتظر لقائه بها بفروع صبر. وكم كان يسابق وجوده لرؤيتها بعدما لم يعد يطق الفراق الصعب والذي لا يد له فيه ولا دخل له به.
وجدته أمامها فعلا. ولكم افتقدته. لقد خطبها عن بعد ووافقت هي على الرغم من البعد وكانت بانتظاره تعد الأيام بصعوبة كصعوبه فرقته عنها. ترى كم سمع من حديثهما؟! نظرت إليه بشغف وعلى استحياء فوجدته مصدوم. حائر بين لهفته للقاء خطيبته بعد كل هذا البعد وبين رد الفعل المناسب على معرفته لمن تكون فهناك عداء بين عائلتيهما. بعد ما سمعه ذهل. هل يتلاعب به الزمن؟! هل سيعيد نفسه مرة أخرى. هز رأسه رافضا لهكذا فكرة. ودلف لغرفة مكتبه. وجلس وراء مكتبه وكأن ثقل جبال العالم بأسره تنوء به كتفيه العريضين للغاية ونظر إليها بهدوء.

ازدردت ريقها مطأطأة رأسها. ولا أسعفتها سرعة بديهتها ناهيك عن خفة ظلها المحببة لديه. كلاهما جفت ينابيعهما لوهلة قصيرة.

- ألهذا الحد لا تثقين بي!

- أبدا. أثق بك بعمري. أثق بك أكثر من العالم أجمع.

- لكي طريقة عجيبة في إظهار ثقتك بي. فكل أفعالي منذ البداية تنطق بما لم أتلفظ به. وظننته واضحا وضوح الشمس لكي.

عقصت أنفها بطريقة ظريفة لأنها ضبطت متلبسة بما كانت تتهيب بالإعلان عنه له منذ أكثر من سنتين:

- ليس منذ البداية.

وهزت رأسها بطريقة ظريفة ثم أسهبت:

- أيها الأديب اللوذعي.

قالت هذا وهي تضع يدها اليمني في وسطها بحركة

طفولية لذيذة. فلم يتمالك نفسه وخرجت بسمته مفاجئة إياهما على حد سواء

كلاهما ضحك على بسمة الإرتياح التي داعبت شفتيها الجميلتين لأنه لم يغضب منها. هل من المفترض به أن يغضب منها ؟! أتظن هذا به حقيقة ؟

أنى له حقا أن يغضب منها؟ فالإنسجام الذي ظلل علاقتهما منذ البداية أبى إلا أن يستمر ويطغى في لحظات من المفترض بها أن

تكون شجار بالنسبة لأناس ليسوا هما.

- لقد أحببتني وأنت تظنني مكافحة.

قالت أحببتني بتردد ناظرة إليه يترقب من تحت رموشها المسدلتين قليلا .

- وأنت فعلا مكافحة .

- لكني من عائلة ثرية للغاية. ولم أتعمد إخفاء ذلك عنك. بل حدث من قبل أن أقابلك وأعمل معك. وعندما دخلت في مواجهاتك

صعب علي أمر الإفصاح أكثر. ولكني كنت بجانبك على طول الطريق.

أحس بأن عليه هو وهي بالذهاب لمكان هادئ للتحدث عن هذا الأمر بروية و دراسته من كافة جوانبه. و التفكير في كيفية ارتباطهما.
ودراسة كافة التفاصيل بتمعن.
قام من مكانه باتجاه الباب ظانا
بأنها ستدرك ماينتويه. وستتبعه.
فإذا بها تسبقه وتقف أمامه وأمام
الباب:
- إلى أين أنت ذاهب؟! هل أنت قادر على الابتعاد فعلا!؟ لخطأ لم أقترفه في حقك. ولم أتعمده فعلا. ألا تدري كم يعني لي اهتمامك ومعاملتك المميزة لي وأنت من أنت وأنت تظنني فقيرة. هذا من أكثر الأشياء التي
جعلت لك في نفسي منزلة لن يصل إليها أحد. أنت أشرف من عرفت وأنا أكن لك احتراما يفوق الوصف . واحترامي لك هو ما صعب علي الكشف عن لقب عائلتي. كنت مترددة في توقيت اخبارك. ولكني كنت سأخبرك لا محالة. منذ يومي الأول هنا قطعت على نفسي عهد بذلك.
- لماذا لا أستطيع الإبتعاد عنك؟ هذا أمر يحتاج دهر لشرحه.



🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺🌺

كانت أجمل عروس على الإطلاق. وكان هذا يومها الموعود الذي طالما تخيلته وانتظرته مع من يحبها حبا لا تظن بأنه وجد مثله قبلهما. ولاتعتقد بأن أحدا سيحظى بمثل حبهما. كان سعادتها لا حد لها.
موبايلها رن بنغمة وصول رسالة. وثب قلبها بيقين بأن هذه الرسالة من عريس الأحلام. ولكنها نست في غمرة الانشغال بزينتها بأن تشحن الموبايل. ترى أين شاحن الهاتف؟ تنهدت من لهفتها لفتح رسالة زوجها الذي ستزف له بعد دقائق. و عندما أطلت الرسالة على الهاتف انقلب عالمها رأسا على عقب فجأة.
- (عهد حبيبتي. مالك حياته في خطر. لقد حوصر حماه على حدود روسيا ولأنه ليس له أبناء ذكور لحقت به زوجة أخي مخفية الأمر عنه. وعندها لحقها
مالك مخفيا الأمر عنا. مالك مختف هو وزوجته وحماه...)
لم تطق عهد صبرا على إكمال الرسالة. كان هاتفها الخلوي سيغلق بين لحظة وأخرى. فاتصلت به.
- عهد حبيبتي. كنت متأكد من تفهمك.
- نعم.
قالتها. فباغتها الهاتف منغلقا فاصلا إياهما منضم لعالم جائر_ فكرت متوجسة وضميرها الحي يؤنبها_ يصر على تكديرهما في يومهما الحلو.
هي لاتدري ما الذي يحدث معهما. و توقعت بأن يأتي راجح ويخبرها بما يريده منها فأخذت تشغل نفسها بالبحث عن شاحن.
على أية حال هو من المفترض به أن يصل بعد أقل من ساعة ليصلا لقاعة الاحتفال الكبرى في أفخم مكان والتي سيقام بها حفل الزفاف.
 

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
1,979
وتركت الملف هناك فلم أجد أحد يتسلمه مني ولم أكتب اسمي كاملا به
 

شروق منصور

نجم روايتي و شاعرة متألقة في المنتدى الأدبي
إنضم
5 مايو 2012
المشاركات
1,979
وضعته بنفسي بين الملفات فلم يتعرف علي أحد هنا في الشركة
 
أعلى