وتمضي أيام تجرجر الروح خلفها عندا
كعبد ذليل مكبل الأطراف بندوب لا تبرأ ندا
ساعات و أيام اخذت الدهر بين طياتها
كأنها للتعذيب البطيئ شحذت أدواتها
و أنا بخطوات متثاقلة أمشي خلفها
والفجوة بصدري أضحت سحيقة بأقطارها
فلم يكن ملجئي من الألم سوى رب عظيم
أسجد عنده فأُسقط أحمالي من الضيم
وهذه أمي تناظرني كما المتهمين
عتاب في عينيها يجعلني أطرق أرضا بقلب حزين
فأسمعها تردد على مسمعي جملة
تخبرني أن أضعها دوما في أذني حلَقة
" لا تقدير لِما يملكه الإنسان، إلا إن فُقِدَ الخير غفلة و تزعزع الوجدان"
فتُدبِرُ عني و أَعلمُ أنها مني غاضبة
لكني تعلمت أن أكون على إرضائها دوما مواظبة
فقلبي يهفو للحبيب و يرجو وصاله
لكن يبدو أن الخصام أطفأ شعلة الضياء و فقد نضاله
فلم يرن هاتفي منذ ذاك أبدا
فتتمزق الروح أكثر تعاتبني أن كنت له ساعتها ندا
اعتزلتهم في غرفتي
حبيبَي مصحفي و سجادتي
أدعو الله أن يلهمني الصواب
و أرجوه أن يرزقني حسن المآب
وتمر أيام أخرى فيبتهج القلب بُدا
لمرأى اسم الهدير يومض في الشاشة ومضا
تخبرني عن سعادة غامرة شعت من كلماتها
و بغبطة عارمة فَرِحت لانصلاح أحوالها
فتدمع العين تمنيا و ترتفع للسماء
يا رب أصلح نفسها و قلبها و ارزقها السعادة فهي تستحق الهناء
لكني لا أجد جوابا لك يا هدير
فقلبي مازال معلقا في سماء الشوق وبالرأفة جدير
بسمتي تلك شُلَّت وبماء مثلج غرقتُ جُلِّي
و حادث مأساوي أمام عيني هز روحي بل كلِّي
روح أُزهقت أمامي في حرب الطُّرُقات
وأنا أرتعش كما لم يَحدُث بسابق الأوقات
شاب ربوع شبابه متفتحة
تحت عجلة السارة جثته منبطحة
و حشد الناس حوله مجتمعون
وتلك زوجته تولول بل تصرخ بلوعة قلب متعلق به بجنون
تنعي تئن و صراخها في سماء باردة شَطَر حاجز السكون
و عيوني متحجرة تتخيل جسد ضيائي مكانه
و أنا صرخات نحيبي تماثل نَعيَ الزوجة على مماته
و فجأة في أذني.. سمعت جملة أمي داكنة اللونِ
"لا تقدير لِما يملكه الإنسان، إلا إن فُقِدَ الخير غفلة و تزعزع الوجدان"
فتنحدر دمعة وحيدة على ملامحي المتصنمة
وجواري أختي تحوقل وبالدعاء للميت متمتمة
فلم أجد نفسي إلا راكضة إلى بيتي منتحبة
وخلفي أختي تتساءل عن خطبي في ريبة
ولحسن حظي كنت جوار داري
وإلا الصبر لقطع المسافات لم يكن بمقدوري
بساقَي هلام صعدت الدرج لاهثة
وردٌّ لإتصالي بضيائي باحثة
فينعصر قلبي وتحت كلمات خدمة الهاتف كان مسحوقا
بانعدام الشبكة حاليا فأعيدوا النداء لاحقا
وتزداد لهفتي أفتح باب بيتي صارخة
أبي أنجدني أرجوك فلِتَقَبُّلِ الفواجع لست مستعدة
يناظرني سندي بهدوء وفي حضنه يحتويني
مابال الأميرة ملتاعة تريد حرق قلبي ببكائها ووتيني
بشهقات أبكي بحرقة قلب يخاف على النعمة من الزوال
أرجوك أبي تواصل معه أريد الاطمئنان عنه في الحال
فيربت على كتفي بحاجب مرفوع جدلا
يا بنت صرت لا أرى في كلامك خجلا
مشاكسته بين الحروف التقطتها
لكن وجهي اندس بصدره أكثر والمزحة في حالي ليس وقتها
فيُربت على كتفي مهادنا ببساطة
يا قارورتي اهدئي واحكي عمّا يقض مضجعك بطلاقة
التهب وجهي و توقف الكلام في حلقي من الهِياط
و خجلي من أبي خفف من لوعتي و ذكرني ألا يكون أمامه شطط
وهو أدرك مصابي فيربت مجددا على كتفي بضع مرات
ادخلي واجلسي حبيبتي فوجهك شاحب كالأموات
دخلت الصالة أكاد أزيح حجابي
فتتوقف خطواتي بعيون متسعة على جسد ضيائي
توقفت يدي عن إزاحة الحجاب كما توقف التنفس في صدري
وابتسامة ضياء على وجهه حلوة لذيذة كما لم أكن أدري
نسيم عطره في الهواء لفني
و بهدوء نبرته ألقى السلام و انتظرني
دموعي تحجرت قبل دقائق انهمرت الآن ودقا
و خطواتي حملتني إليه بلوعة حارقة للقلب شوقا
أحضنه ببكاء شعرته سكاكيناََ بالدواء مغمسة
تجرح و تُشفي في آن و أنا في حضنه منغمسة
شعرت بدهشته من تصرف لم يتوقعه تصَرُّفي
لكني أدفع الخوف عليه برائحته فصرت أبرر له موقفي
أحكي له ما شعرت قبل لحظات و كم آلمني تَخَيُّلي
فيربت على رأسي هامسا ببسمة حُلوة أذهبت بقايا تَعَقُّلي
المشتاق أتاك لحما وشحما يا أميرةََ كما طلبتِ
لا أثير بيننا ولا مسافات تبعدنا مما أبغَضتِ
تفتحت زهور المحبة و الوصال في قلبي
و أشرقت الشمس بضيائها وكشفت ما أخبي
حبا محاطا برياف سرمدي
يأخذ العقل والقلب ويهديه للمعشوق الأبدي
فتمشي الأيام ساعات طائرة
وعقلي هدأ عن النبض فما عدت حائرة
و للهدير بعثت جوابا قبل أيام كان معلقا
عن سؤال بدى ساعتها بعيد المنال في السماء متألقا
عُدت حية من جديد حمدا لنعم الله
ولزفافي أدعوكِ وبرجاءٍ لا تتحججي بعذر غياب واه
أريد مشاركتك فرحة غمرت قلبي بضيائها
فرممت الصدوع و ملأت الفجوة و أعلنت الروح أخيرا شفاءها
*******
حياتنا متاهات تأخذنا في كنفها
أحيانا نتوه و أخرى نجد طريقا يخرجنا من ظلمتها
تضطرب دواخلنا
وتقسى أفكارنا
و النعم تصبح ركيكة في أنظارنا
لكن الألم مفتاح يوقظنا
و الخوف من الفقدان إنذار بالنار يحرقنا
فنستيقظ حينها بعيون متسعة
لنجدالروح بنزوات الحياة مستمتعة
وفي المزيد المزيد مازالت طامعة
وما باليد ضعيف ذليل أمام أنوار المبتغيات الساطعة
فالتوبة التوبة يا أحبائي
ومراجعة النفس مرارا يصبح رجائي
تقدير القليل إيمان يدرُّ بالخير و البركات
و التمنع على ما في اليد يزيد الجشع في التطلعات
فيزداد الجوع والعطش
و بروحك قبل الناس ستبطش
لا يملأ عينك غير التراب
و لا يطمئن قلبك سوى اللعب بالنعم دون ثواب
فاحترس نفسك خطر قبل الناس
ترميك في حفرة الجحود مع رب الناس
ومن خسر حب ربه ضاعت أمانيه سرابا
والتم عليه الضيق و الضيم رغم رحابة الخير مآبا
فلا إدراك للهناء بعدها
ولا الاطمئنان و السكينة سيجدان للقلب طريقا
و تذكروا دوما أن التقوى في القلوب على الدوام موجود
فلا تقتلوا رقة القلب و تقواه بالجحود
فاطم
(رد سامي)
اختي الغالية
فاطمة
أوبعد كل هذا الجمال من ابداع ..
فلا القلم يستطيع ان يكتب حرفا
ولا الروح سكنت حتي يروادها سطرا ,,
ولا حتي العقل استفاق حتي يفهم
جمال ما كتبتيه ها هنا ...لا يداويه عندي الا الهذيان
فتقبليه مني كما يقال ..فلا ادري احقا اكتب
ام انها هلوسات خواطر كتبتني بعدها
أنا يا.... من تكوني
أنت سحر..... للجفون
أنت أنشودة..... للعيون
آنت حبي....... للقرون
أنت أحلامي...... وأيامي
أنا يا.......... من تكوني
بكي صارت ليالي..... انتظارا
بكي صارت ضحكاتي.... بحارا
لكي رقصي ليلا..... ونهارا
لكي كل السعادة.... دون انتظارا
أنا يا...... من تكوني
أسميت الحب.. بأسمى
وأسميتك حبي... وحسي
حتى شوارعنا التي هويناها .... لم تسعنا
حتى حدائقنا التي زرعناها ... لم تسعنا
حتى جفون الليل التي سهرناها .. لم تسعنا
أنا.... من أنا
أنا يا...... من تكوني
فوداعا يا عبيري...... ووداعا للسنين
وفراقا يا نصيبي........ وفراقا للحنين
فلم يعد للاه...... معني
ولم يعد للدنيا ......معني
ولم تعد تطرق أبوابنا........ ابتسامات
ولم تعد أرواحنا تبحث .....عن سكنات
تاهت.....نبضاتي ..... وتهنا
تاه حنيني ...اليك..... يا أنا
تاهت الدقات التي منك.... يا أنا
تاهت وتهنا وسط........ الغيامات
صارت سحابات الغروب..... تدفعنا
إلى السحابات............. الكالحات
وترقرقت بين المآقي......أمطار جفوننا
تجرف البسمة تسحق....... الضحكات
آه يا أنا
أنا يا....... من تكوني
فإهدائي....... يا أنا
قد توارينا....... وسط السحاب
وتبعثرنا ألف........ الف جزء
وسط الغيوم............... والضباب
وتشابكت أرواحنا.......... وتباعدت
والتقينا............ وهي لقيا الحساب
فاليوم... اليوم يجمعنا رب الأرباب
أنا ... من أنا
أنا يا..... من تكوني
ساميــــــ