آخر 10 مشاركات
أخطأت وأحببتك (60) للكاتبة: لين غراهام ..كاملهــ.. ‏ (الكاتـب : Dalyia - )           »          وريف الجوري (الكاتـب : Adella rose - )           »          110 قل..متى ستحبني - اليكس ستيفال ع.ج (كتابة /كاملة )** (الكاتـب : Just Faith - )           »          ذنوب مُقيدة بالنسيان *مكتملة* (الكاتـب : الريم ناصر - )           »          رهينة حمّيته (الكاتـب : فاطمة بنت الوليد - )           »          الوصــــــيِّــــــة * مميزة ومكتملة * (الكاتـب : البارونة - )           »          ليلة مع زوجها المنسي (166) للكاتبة : Annie West .. كاملة (الكاتـب : nagwa_ahmed5 - )           »          طلب مساعدة لاشراف وحي الاعضاء (نرجو وضع تنبيه بنزول الفصول الجديدة للروايات) (الكاتـب : قصص من وحي الاعضاء - )           »          دانبو ...بقايا مشاعر (الكاتـب : ahlem ahlem - )           »          وأذاب الندى صقيع أوتاري *مميزة ومكتملة* (الكاتـب : سعاد (أمواج أرجوانية) - )


العودة   شبكة روايتي الثقافية > قسم الروايات > منتدى قصص من وحي الاعضاء

مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل تجد أن احداث الرواية غامضة بشكل غير مفهوم ام بشكل متوازن ؟
الاحداث غير مفهومة 4 50.00%
غموض متوازن 4 50.00%
المصوتون: 8. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

Like Tree528Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 30-11-22, 04:40 AM   #1

saanmarteen

? العضوٌ??? » 390231
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » saanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond repute
Rewitysmile27 ولكن كيف ألقاكِ


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباحكم جميل اعزائي
اشارككم اليوم بعد طول تردد و الكثير من التراجع جزء من روحي اشارككم ر ايتي الاولى نشرا والثالثة كتابة
(ولكن كيف ألقاكِ )





ارجوا ان تغدِقوا عليها بوافر الرعاية
وعلي بالنصح و الاراء
إلهام


روابط الفصول

المقدمة .. المشاركة التالية
الفصل 1, 2 .. بالاسفل

الفصل 3
الفصل 4, 5 نفس الصفحة
الفصل 6
الفصل 7, 8 نفس الصفحة
الفصل 9
الفصول 10, 11, 12 نفس الصفحة
الفصل 13
14.15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30











التعديل الأخير تم بواسطة **منى لطيفي (نصر الدين )** ; 22-11-23 الساعة 08:33 PM
saanmarteen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-22, 04:51 AM   #2

saanmarteen

? العضوٌ??? » 390231
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » saanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond repute
افتراضي

1 البداية ؟

ماكانت البدايات يوما الا خدعة نحن دوما في المنتصف عالقين بين جهلنا وخيباتنا

فمن أين ابتدعنا البدايات ؟ !





لذا من المنتصف …..


قاعة مكتظة ومجموعة من الرجال

بذلات مختلفة الألوان والمراتب مجد يجلس على كرسيه المتحرك مرتديا بذلته العسكرية وشعور داخله يخبره أنها آخر مرة تلامس جسده


حضر مجد كقائد العديد من المحاكمات وفي كل حضور له كان يدعو الله أن لا يضعه في موقف مذل ومهين كهذا واليوم ها هو في نفس الوضع الذي طالما توسل أن لا يكون فيه ولا يشعر بشيء البتة لا شيء .


امامه كتيبته الكثير من الوجوه المألوفة تنظر اليه بحزن وشفقة وبعضها بكره وتشفي يفتقد وجها واحد الغائب الأكبر يفتقد تعليقاته الساخرة وروحه التي كانت تغلف المكان بالبهجة الصرفة

يفتقده حقا حتى ماعاد لكل هذه الشكليات من طعم أو معنى بدا كل شيء خافتا وباهتا


فعدي من كان بهجة لكل الاماكن ماعاد بينهم


2

وقف الجميع عداه لدخول قادة الفيالق الباقين واركان الجيش أخذ كلا مكانه


وهتف المتحدث بصوت واضح للكل : بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ المحاكمة العسكرية للرائد مجد محمد الغانم


جلس الكل وعم الصمت المكان ثم بدأ المتحدث بشرح سبب الجلسة

أدلى كل مدعي برأيه


واخيرا توجه المجلس القضائي لمجد :


سيادة الرائد حاب تدافع عن نفسك ضد التهم الموجهة لك ؟


توجهت الاعين إليه فقال خافضا رأسه بصوت رجولي قاوم كثيرا ليخرجه متزنا : لا سيادتك


وقف أحد أصدقائه معترضا ما بال مجد يلقي بنفسه الى التهلكة : بس سـ


رئيس المجلس مقاطعا إياه بحدة : من سمح لك تتكلم بغير إذن تفضل مكانك والا اطلع من الاجتماع


جلس بقهر من مجد وهمس لآخر: وش فيه راضي بالي يصير هذي وراها رقاب


3

انهى أعضاء المجلس التشاور وعاد من في القاعة يستمعون بأنتظار نطق الحكم بحقه والذي يتوقعه الجميع فقضايا الإهمال يعرفها جميعهم ، وقف المتحدث وقال بصوت جهور : نظرا لأقوال قادة الكتائب وأفراد كتيبة الرائد

وثم اعترافه بالتهمة الموجهة له الا وهي الإهمال في الواجبات المكلف بها الذي تسبب بمقتل النقيب عدي عبد الله آل عبدالله أثناء مهمة رسمية


تم الحكم على الرائد مجد محمد الغانم


بالجزاءات التالية


-الطرد من السلك العسكري وعليه فأن يجيب عليه تسلم شارته ورتبه واوسمته وسلاحه


-السجن لمدة ٣ أشهر والذي تم الغاءه وفق لحالته الصحية واستبداله بغرامة مالية قدرها ****** ريال واجبة السداد بتاريخ ****


كان مطرقا برأسه يستمع لما يعلم انه سيقال حتى انتهى وخرج الجميع وقف أفراد كتيبته أمامه لتأدية التحية العسكرية لآخر مرة ثم اقتربو يودعونه

كان الحزن جليا على ملامح الشبان فقد فقدوا لتو صديقهم وها هم يخسرون قائدهم همس مجد في أُذن آخرهم : انتبه للشباب يا خالد ولا تقسى عليهم و بتكون نعم القائد للكتيبة هالله هالله فيهم

خالد والحزن يكتسي صوته : امرك حضرة الرائد " صمت وهو مستصعب ما سيقوله " اسف سيادتك مطّر اطالبك بتسليم سلاحك و شارتك وجميع اوسمتك



4

هز مجد رأسه بتفهم واخرج سلاحه وشارته اهتزت يده وهو ينزع رتبه من على كتفه ان ينتزع المرء مجهودا ً بذله لأعوام ويصبح ما يرتديه مجرد زي بالي ويصبح هو مجد فقط لا شيء يميزه فقد صديق عمره سابقا واليوم

فقد حلمه الذي ناضل من أجله طويلا ما الذي فعله حتى يستحق عقابا كهذا؟

سلمها وادار عجلات كرسيه

وهكذا ترجل مجد تاركا خلفه عشر أعوام من عمره نجومه وانجازاته ونفسه علم يقيناً منذ كان على متن طائرة الإخلاء الطبي متوجها للوطن أنه لم يعد كما قيل ،


عاد لكنه ترك مجد خلفه هناك مستلقيا بالقرب من جثة عدي


" مانشدت الشمس عن حزن الغياب


علمتنا الشمس نرضى بالرحيل


كل يومٍ يغرق الضي فـ عــبــاب


ما سمعنا ناعي ٍ .. مابه عــويل "


تحتضن طفليها بقوة سدن تحشر راسها الصغير في رقبة والدتها


وسامي يلف يديه الممتلئتين حول خصرها كلما اشتد صوت الضرب القوي على الباب ازداد هلعهما وازداد تمسكهما بها وجودهما الآن يضعفها حقا


5

لكنها اكتفت من كل هذا اخذتهما لغرفة نومها وقامت برفع صوت التلفاز حتى لا يسمعا ما يحدث في الخارج أغلقت الباب عليهما وأحكمت لف حجابها


الفاني الحقير منذ راها وعلم أنها تسكن وحدها مع طفليها أصبح يتردد على منزلها كل ليلة لكنه كان يكتفي بالهمس أمام بابها بكلماته القذرة مثله لذا تجاهلته لكنه تجاوز حده اليوم


كان يتكئ على الباب ويطرق بقوة تارة وبلطف تارة أخرى لم يظن انها ستفتح له لكن صوت المفتاح جعل الفرحة تقفز الى حلقه وهو يعود للخلف ويبدأ بترتيب ثوبه وشعره


وكما رآها اول مرة ظهرت له بجمالها المسكر وعينيها الساحرة

ابتلع ريقه واقترب اكثر بينما ضلت هي تقف بثبات حتى أصبح على بعد خطوة منها لتخرج يدها المخفية خلفها وترش عينه ببخاخ الفلفل الحار ما أن صرخ وهو يتلمس عينه برعب حتى ركلته بقوة بين ساقيه ليزداد ارتفاع صوته

عندها فقط خرج جيرانها المختبئين خلف أبوابهم بفضول نظرت لهم بكل ما في الأرض من احتقار وعادت تنظر له اشارت الى هاتفها : اذا اهلك ما ربوك الحكومة تربيك


لم يدعها تكمل كلامها حتى فر هاربا وهو يرى طريقه بصعوبة بعينه المحترقة

التفتت لهم بغيض : خير ؟ الحين صار عندكم اذاني وتسمعوا يلا انتهت الحفلة كلا على بيته .


6

دخلوا جميعا وهم يستعيذون بالله من شرها فمنذ أتت لتسكن في هذا المبنى لم ينعموا بيوم هادئ

تمتم احدهم اثناء إغلاقه بابه : لو ساترة عمرك ومتغطية زين محد تعرض لك


اتسعت عينيها بقهر لتشتمه بصوت مرتفع وتصفع بابها بقهر تكاد تبكي من القهر حقا كم هي الحياة قاسية وكم البشر قاسون

هل من المبرر لرجل أن يتربص بامرأة وحدها فقط لكونها لا تغطي وجهها و من سيوقف هؤلاء القذرين ان كان المجتمع يضع اللوم على المرأة في كلا الاحوال


زفرت انفاسا ساخنة و هي تعيد ترتيب مظهرها و تهدأ أعصابها لتدخل لطفليها اللذان جلسا على حافة سريرها ينظران لها كقطط خائفة رق قلبها لهما وانفطر لمنظرهما


جلست على الارض وفتحت يديها لهما ببتسامة عريضة



"وما هقيت الموت يجرحني جـــواب


لين شفتك في سما عمري اصيل "



لم تستطع الجلوس بهناء ولا الانشغال بشيء

7

يشغلها حق تمدده الساكن وشروده البعيد توقعت منه الكثير منذ اتصل شقيقه مروان بوالده وأخبره بنتيجة الاجتماع توقعت أن يعود غاضبا حانقا يدمر كل ما يراه تعلم حجم مُصابه كانت وظيفته هي كل شيء بالنسبة له كانت حلم حياته


رعبها الآن هو تنفسه الهادئ ويده التي ترقد فوق معدته وقفت واقتربت منه ثم توقفت على بعد خطوتين فقط من سريرهما

نادت اسمه ولم يجب ترى حركة رمشيه المضطربة وتعلم انه ليس بنائم عادت تهمس بأسمه لكن هذه المرة جلست بقربه ووضعت يدها على يده

: مجد لا تخوفني عليك تكلم قول شيء

اضطربت عينيه وتجمعت الدموع داخلها نبرة صوتها المشفقة أخبرته بكل شيء

أخبرته

أنه وصل للحضيض إن كانت حتى سدن تشفق عليه وتتعاطف معه فقد سقط سقطة مميتة


سدن من كانت تذوب خلايا قلبه حين يسمع صوتها أصبح صوتها الآن يجر ليل من الغضب الجارف في صدره

لكنه متعب متعبا اليوم ولا طاقة له يود فقط الاستلقاء والغرق في بؤسه العميق

في حزنه المظلم

عاد صوتها الهامس يقتحم خلوته مع وجعه : قول وش تبي ؟ اش اقدر اسوي لك يغير مزاجك؟ والله مو هاين علي اشوفك كذا



8

عندها لم يستطع حبس دموعه اكثر وكم جرح هذا رجولته جرحا عميقا ضل مستلقيا على حاله لكنه هتف بصوت أتى من أعماق روحه التي وصمت بكل أنواع الأسى صوت تشكل بالوجع مع كل رنة وكل نبرة : ردي لي عدي


ظنت انها اخطئت السمع فتمتمت بحذر : اش قلت ؟


عاد يكرر : تقدرين ترجعين عدي ؟


لم تتمالك دموعها لتسقط حزنا وهي تنتحب بدلا عنه

ماذا ؟

اتعيد عدي ؟ وهل باستطاعتها فعل ذلك ؟ أي شيء إلا هذا يامجد الا هذا

بكت بقدر البكاء المتزاحم في صدر زوجها ولا يستطيع البوح به تعلم انه اختنق لوعة حتى جادت عينيه بتلك الدموع ولكم المها هذا المنظر تمنت أن تكون تحت سابع أرض ولا أن تشهد منه هذا الانهيار الموجع




في اليوم التالي


تتحدث بالهاتف مع ماريا التي غابت عنها لفترة ليست بالبسيطة تتبادلان أطراف الحديث بشغف ملئ صداقتهما الأزلية

سمِعت صوت ارتطام شيء بالأرض فأغلقت في الحال بهلع وهرولت لهناك تدحرجت زجاجة حتى اصطدمت بقدميها بعد ان قام هو بركلها وعينيه مثبتة عليها بترقب ينتظر كلمة فقط كلمة واحدة ليسقط عليها سيل كلماته الجارحة التي تنتهك روحها لكنها خيبت آماله وهي تنحني و ابتسامة وديعة

9

ترتسم على ثغرها التقطت الزجاجة وأردفت تداري حنقها منه : انكسر الشر ياعمري عسى ماتعورت ؟

مط شفتيه بقهر واضح وقال : يهمك ؟

ماتعبتي من النفاق ؟ صارحيني ؟

اقتربت منه بخطوة واحدة أشبه بالقفزة وقبلت عينيه المتقدة بالشر : في أصرح من كذا كل شيء فدا سلامتك "أكملت بنبرة أخفض معاتبة " وبعدين يا مجد اش حصلك مو متقبل مني كلمة ؟

أدار عجلة كرسيه مبتعدا عنها و مقتربا من سريره : هذاك قلتيها مو متحمل منك كلمة وانتي مزعجتني اطلعي برا

تعلم كيف تخرسه تماما لكنها ابتلعت شتائمها وغادرت بصمت




شق الظلام صوت شهقة حادة حاولت جاهدة ان تبتلعها وأبت هي إلا أن تخرج ليرتفع صوت بكائها بصخب تداريه الجدران عن من حولها تلمست حولها وأشعلت الضوء أكملت بكائها وهي تنظر لبروز بطنها


دخلت لتو شهرها الثامن ولكنها لا تشعر بشيء البتة لا فرح ولا خوف ولا ترقب ترغب بأن تبقيه داخلها مات حماسها ورغبتها وكل شيء شتان بين شعورها الآن وشعورها قبل بضع أشهر فقط عندما تلقت خبر حملها


مالجدوى من عيشها وهو قد رحل إن كان لن يعود فلما يولد طفله ولما تعيش هي ؟



10

استغفرت ربها لما أفضت به نفسها وجلست بثقل ووهن ارتدت شبشبها المنزلي و دخلت لتغتسل ثم تتوضأ خرجت بعد عدة دقائق تجفف شعرها مرتدية ثوب استحمامها الثقيل


ابعدته قليلا عن جسدها ووقفت أمام المرآة تنظر للتغيير الجذري الذي طرأ عليه


اغمضت عينيها وهي تستعيد لمساته كم كان لطيفا وحنونا حتى غبطت نفسها عليه كانت تعلم يقينا أنها لا تستحقه فقد فاقها اشراقا وفاقها في قلوب الناس حبا كان ببياضه النقيض لسوداويتها لكنه احبها واحبته هي بصدق استعاذت من الشيطان وارتدت ملابسها لتستقبل القبلة وتبدأ مسيرة بُكأها من جديد بين يدي بارئها




"وش أسوي لا دخل فصل الضبـاب


وكــفــت عيــوني وضيعــني الدلـــيل


حــاجــتي والشيــــب بهديني الصــــواب


حاجتي لك ما مضى فـــ عمري حصيل"







11


المنزل ذاته بعد عدة ساعات

أكملت إعداد الإفطار وخرجت بخطوات هادئة

تغيرت شخصيتها في الآونة الاخيرة تمام هي نفسها تشعر بأنها نضجت كثيرا خلال الثلاث الأشهر الماضية فمن يصدق أن سدن المدللة ستتحمل كل هذا

رفعت رأسها تنظر لبيتهم يتكون من طابقين ويحمل جبلا في قلب كلا من أصحابه طرقت باب غرفة آرام شقيقة زوجها فأطلت تلك بثوبها الأسود وعينيها الغائمة وخديها الغائرين منظر اعتادت سدن ان تراه لذا ابتسمت بأشراق تحمله وحيدة في هذا المنزل وهتفت بحب : وش هالزين كله انتي كل يوم تحلوين اكثر عن الي قبله

تقوست شفتي آرام بما يشبه الابتسامة وردت بتأني : الله يحلي ايامنا وايامك

تركتها وهي تتلمس بطنها بسعادة فقد انتظرت هذا الحمل كل يوم من الأربع الأعوام الماضية من زواجها ثم أردفت وهي تتوجه لغرفة زوجها لتوقظه : الفطور جاهز انزلي قبل يبرد

في الحقيقة لم تكن علاقتهما الاثنتين بهذا الود سابقا كانت أقرب للبرود والسطحية لكن و يال السخرية فمنذ حدث ماحدث واصبحتا نوعا ما تتشاركان نفس المصيبة تحسنت العلاقة بينهما



يركض ويركض في صحراء قاحلة وشاسعة يقف ثم يعود ليقع من شدة العطش والجوع التفت خلفه وقد بدا النهار يتبدل الى ليل ويخترق الصمت أصوات متداخلة تصرخ في أذنه وتكاد تصيبه بالجنون " ليششششش ليييش رحت ليش تركته الحين لييش "

12

استيقظ فزعا والعرق يتصبب من جسده ووجه همس لنفسه

"حلم الحمدلله حلم "

التفت خلفه ليجدها تنظف فوضى غرفته كعدتها المكتسبة حديثا ما ان احست به حتى قالت مبتسمة : صباح الخير يا كسول يلا صحصح وصلي الفجر عشان نلحق على موعدك

كان ستكمل سرد ما عليه فعله قبل أن يقاطعها مزاجه المتعكر دائما : ما سألتك وش جدول اعمالي نظفي وانتي ساكتة

كان يتحدث وهو ينظر لعينيها يبحث عن حنق اعتراض لكنه لا يجد شيء فقط لو يعلم مالذي تخفيه خلف تمثيلية الزوجة المطيعة هذه لكان عرف كيفية التعامل معها لكنها تكاد تصيبه بالجنون لم تكن هكذا لم تكن يوما كانت تكرهه وتنفر منه

وهو كان يحبها لا بال كان يعشقها كالاحمق استند على يديه وقفز بخفة لكرسيه المتحرك كثير من منهم في مثل حالته لا يجيدون هذا هو فقط بجسده الرياضي وعضلات يده التي لم تخنه كما خانته قدميه استطاع الاعتماد على نفسه فلما تبقى هي معه لماذا ؟

: مجد

: نقيب مجد سيادة الملازم سيادة الملازم مجد مجججد اصحى سيادة الملازم

التفت لها بغضب صارخاً : اسكتي لا عاد تناديني

ابتلعت ريقها ها قد عاودته نوبات الغضب مرة أخرى لكنها لم تناديه ما باله ؟



عصرا

القت بنفسها على الاريكة بتعب وهي تهتف : يوهه من ذا الحر الله يجيرنا من حر جهنم بس


13

امتدت يد والدة زوجها لتربت على رأسها بحنان وعطف بالغين : امين يارب يابنتي ليه متعبة نفسك الحمدلله الخدامه موجوده وانتي حامل مايصير ارفقي بعمرك

سدن بابتسامة صافية : لا تعب ولا شيء الحمدلله اموري ماشية وتعرفين ما احب الجلسة "وغمزة بشقاوة افتقدتها منذ مدة " بعدين نسيتي ولد علوش الي يقول الأرواح اتعقد من ترف لجسام

قرصت خدها واردفت : هذي الأرواح مو حامل شكلها

ضحكت على تعليقها ووقفت ببطء لتجيب على الهاتف الذي ارتفع صخبه في الإرجاء : هلا

..: السلام عليكم

سدن وهي تعاود الجلوس : هلا يمه تمام ليش مو داقة على جوالي " ضربت جبهتها بخفه واكملت : ناسيته فوق بجناحي


والدتها : "صمتت لثواني" نسيتيني ليش داقة ايه ابكرا عندي ضيوف تعالي لي زمان ما شفتك


عقدت حاجبيها بحيرة : مادري والله صعب اترك مجد خليها مرة ثانية


والدتها بأمر حاد : لا صعبة ولا شيء اهله موجودين والبيت مليان ماله داعي تدفنين نفسك معاه تعالي ولا تعاندين يكفي اني مو راضية بجلستك معاه اصلاً

أغلقت من والدتها بعد ان وعدتها بالمجيء على مضض

تحدثت أم مجد الشاهدة على المحادثة : يابنتي روحي لأهلك وانبسطي انا هنا وارام بعد ان شاء الله موب محتاج شيء



14

تنهدت وهل آرام ستعتني به ؟ لا ترغب حقا بتركه لكن الجميع يطالبها بذلك وقفت بذهن شارد وتوجهت لجناحها بالأعلى






في ما سبق

معسكر الجيش

دقائق بسيطة تفصلهم عن وقت الإفطار لطالما كان نهارهم طويلا هنا لكنه أطول بكثير في شهر رمضان تتكالب عليهم المخاوف والحرارة وحتى الشوق لذا أخرى ما كان يشغلهم هو العطش

أحدهم يتمدد فوق كومة رمل اعدها لنفسه تفوق حرارتها حرارة الجو،امامه علبتي ماء وبضع قطع من التمر

يستمع بذهن شارد لصديق مهمته وصديق روحه عدي الذي يشغل وقته بإلقاء القصائد كان بين حين وآخر يتمتم كمن يستمع حتى لكزه عدي باستهجان وقبل أن يبدأ جدالهم الدائم قاطعهما أذان المغرب تناولا الإفطار بهدوء ووقفا يلتحقان بصف المصلين الذي شكله أفراد فرقتهم انتهى من صلاته وضل يراقب مجد يتسنن خمس أعوام هي التي عاشها مجد قبله لكنها لم تكن يوما عائق بينهما هذا المجد قد استطاع أن يصبح له كتف وسند وقد تساما في قلبه حتى ما عادت الكلمات تصفه

فعلاقتهما تفوق المسميات واقرب للأخوة منها للصداقة وبرهن هو هذا عندما اختاره خالا لأبنائه ابتسم لهذا المنحنى الذي توصلت له أفكاره" صغيره المنتظر " اقترب جندي برتبة أقل منه ليقف أمامه ويؤدي التحية العسكرية : نقيب عدي القائد يطلبك و الرائد لعنده حالا

وقف وهو ينفض بذلت فخره سابقا مجد لداخل خيمة القائد لينهي الآخر صلاته ويلتحق بهم هناك

أدى مجد التحية العسكرية وجلس


15

رتب القائد بعض الأوراق على حافة مكتبه وشبك يديه أمامه بجدية : قبل فترة بسيطة أرسلت القيادة فرقة ثانية بنفس موقعنا مكونة من شخصين هم النخبة في مراكزهم بمهمة استطلاعية كان المطلوب منهم تمشيط المنطقة واخذ معلومات يعطونها باقي الفرق الي في المعسكر وبناءً عليها نتحرك الي صار انهم انكشفوا بعد الحدود بما يقارب ال**** كيلو ورجع لنا الجندي مصاب إصابة خطير "سكت لبرهة ينتظر سؤالهم الذي نطقه عدي بفضول : والجندي الثاني اش صار له ؟

القائد : تم اسره .

تبادلا نظرات ذات معنى لكليهما وهما يستشفان ما سيقال

نطق مجد مستفهما : بننفذ عملية إنقاذ ؟

القائد هز راسه بالإيجاب اقترب للطاولة أكثر وقال : الضابط الي تم اسره رتبته مرتفعة ولابد يرجع حي لهذا السبب طُلِب مني اختار اثنين بس لذي المهمة استبعدنا فكرة الجماعية لزيادة حظوظنا في المهمة لازم نلقاه ولازم يكون حي علم ؟


إنتهى









أرجوا أن تنال إستحسانكم
القاكم على خير كل أربعاء بمشيئة الله
إلهام


saanmarteen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 30-11-22, 11:28 PM   #3

قصص من وحي الاعضاء

اشراف القسم

 
الصورة الرمزية قصص من وحي الاعضاء

? العضوٌ??? » 168130
?  التسِجيلٌ » Apr 2011
? مشَارَ?اتْي » 2,558
?  نُقآطِيْ » قصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond reputeقصص من وحي الاعضاء has a reputation beyond repute
افتراضي




اهلاً وسهلاً بك بيننا في منتدى قصص من وحي الأعضاء ان شاء الله تجدين مايرضيك موفقة بإذن الله تعالى ...


للضرورة ارجو منكِ التفضل هنا لمعرفة قوانين المنتدى والتقيد بها
https://www.rewity.com/forum/t285382.html

كما ارجو منك التنبيه عندما تقومين بتنزيل الفصول على هذا الرابط
https://www.rewity.com/forum/t313401.html

رابط لطرح اي استفسار او ملاحظات لديك
https://www.rewity.com/forum/t6466.html


حجم الغلاف رجاءً يكون بمقاس 610 × 790




نرجو الالتزام بحجم الفصل المطلوب ضمن القوانين

15صفحة ورد بحجم خط 18



نرجو منك تنزيل الفصل الأول خلال يومين


واي موضوع له علاقة بروايتك يمكنك ارسال رسالة خاصة لاحدى المشرفات ...

(rontii ، um soso ، كاردينيا الغوازي, rola2065 ، رغيدا ، **منى لطيفي (نصر الدين )** ، ebti )



اشراف وحي الاعضاء



قصص من وحي الاعضاء غير متواجد حالياً  
التوقيع
جروب القسم على الفيسبوك

https://www.facebook.com/groups/491842117836072/

رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 12:01 AM   #4

halloula

? العضوٌ??? » 74478
?  التسِجيلٌ » Jan 2009
? مشَارَ?اتْي » 987
?  نُقآطِيْ » halloula is on a distinguished road
افتراضي

بداية كتير كتير حلوه
في الانتظار
مبروك


halloula غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 03:19 AM   #5

saanmarteen

? العضوٌ??? » 390231
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » saanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة halloula مشاهدة المشاركة
بداية كتير كتير حلوه
في الانتظار
مبروك
شكرا لك اقدر تعليقك عزيزتي


saanmarteen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 04:02 AM   #6

bshoor15x

? العضوٌ??? » 407490
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 317
?  نُقآطِيْ » bshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond repute
افتراضي

وووووااااو بانتظار الروايه شكله قلم جديد ومبدع💜💜💜

bshoor15x غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 01-12-22, 08:55 PM   #7

saanmarteen

? العضوٌ??? » 390231
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » saanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond repute
افتراضي ولكن كيف ألقاكِ

1

كأني مت

فقد سكن الوجع

وتعانق الشقاء والفرح متواطئين

وخرجا من مسرحي

ولفظ الحب أنفاسه

بعد ليل احتضار طويل

* * *

"عيون القلب "

في السيارة تجلس سدن وبالقرب منها على مسافة بسيطة مجد كان الصمت هو سيد الموقف

هي تعتصر يديها بحثا عن شيء لتقوله يخرجه من قوقعته مذ عاد وزاده فقدانه لوظيفته صمتا فوق صمته : كيف موعدك مع الدكتور ؟

لم يجب فأكملت مسترسلة: انا الدكتورة قالت لي ان الجنين بخير وشفت صورته "اكملت بحماس* يجنن يا مجد بس المرة الجاية بقدم موعدي كم يوم عشان نحضره سوا اش رأيك؟

مجد كان الكثير يشغل باله وصرخات مستميتة تكاد تعبر شفتيه للخارج يشعر بالأختناق وكأن كل العالم يجثو على صدر وهي تثرثر منذ ركبا بلا توقف: رأي عارفته مايحتاج اعيده و تزعل علينا الشيخة

ترقرقت عينيها بالدموع من نبرته الجافة التي باتت تكرهها تشتاق حقا لمجد القديم تسأل نفسها في كثير من الأحيان مالذي يجبرها على تحمل تعامله هي المدللة التي تعامل كالاميرة طوال العشرين عام التي عاشتها في منزل والديها تصبح خادمة ولمن ؟ مجد الذي تكرهه

صمتها اخبره بأنه قد تمدى معها كثيرا صدقا هو يعلم هذا لكنها تستحق فهي كاذبة لا بال ممثلة ماهرة تمثل عليه الحب

ذاك الحب الذي لطالما اعطاه لها دون مقابل هو من دللها وجعلها اميرة قلبه وعاملته كقطعة زائدة تجمل به مظهرها ولكنه لم يعد ذاك المجد لم يعد لديه

2

ما يخسره همس بسخرية : ابكي ، لا اصرخي واشتميني احنا لحالنا مافي احد تمثلين عليه

في هذه الاثناء كانت عربتهما تدخل لساحة المنزل نزلت هي مع السائق لتساعده

فدفع يدها وركب كرسيه مشت بالقرب منه للداخل حتى وصلا لغرفتهما نزعت حجابها وهي تلتزم صمتا مطبقا كمحاولة لتهدئة نفسها أما مجد فقد كان مستمتعا وهو يرى وجهها يموج بالانفعالات التي تحاول كبتها : لا يكون زعلنا الشيخة



ولكن ، كأني مت

وهذا الفجر يحيق بي

من دون أن يهمس لي بشيء

وعما قريب تتسلق الشمس جرحي

في طريقها الى اختراع يوم جديد

كأني مت ... لا جديد .

* * *


القت قميصها واقتربت منه حتى التصقت جبهتها بجبهته وابتسمت بلؤم : لا ابد ما زعلت ولدنا انا وانت يعني بالطيب بالغصب بقولك اش صار معي بالموعد وزي ما انا امثل عليك ما يمنع تمثل وتبين انك فرحان

اطلق صوت ساخر واكمل : ولدنا قلتي ؟ طيب لا جاء قولي له انك كنتي قرفانة من ابوه وقوليله بعد انك حملتي فيه غصب والا على قولتك غلطة " همس بالقرب من اذنها "اذا نسيتي ياهانم اذكرك لا تحاولين تخليني احس بالذنب لان هالشي مو من صالحك


3

لم تعلم ما الرد المناسب له الجمها وهو يعيد ماكنت تقوله سابقا حديثا لم تعنيه حقا جرت قميصها الملقى أرضا ودخلت الحمام تاركة الباب يعبر عن مدى حنقها منه


نفس المنزل ونفس التوقيت

تحديدا



في المجلس


دخلت بخطوات ثابتة وهي ترتدي قميصا فضفاضا بلون رمادي تحمل صينية الضيافة اقتربت منه ليقف بأسرع ما يسمح به سنه وحملها عنها : ارتاحي يابنتي

بخجل فطري كانت تغطي يديها وقدميها : مرتاحة يا عمي بشرني عنك وعن خالتي عسها بخير

تنهد وهو ينظر الى ارملة ابنه طفلة تحمل طفلاً رد بعطف أبوي خالص : ما نشكي باس يا ابوك الحمد لله راضيين بقسمة ربي ها يا بنيتي طمنيني عنك محتاجة شيء ناقصك شيء تراك امانة الغالي " وككل مرة يأتي فيها ليراها منذ بدأت عِدتها بكى الرجل العجوز وهو يخبأ وجهه خلف غترته : ما تستاهلين الي صارلك يابنيتي بس حيل الله اقوى


كأني مت ...

لا أترقب لقاءك

لا أترقب فراقك

لا أشتهي عناقك

4

لا أشتهي خصامك

لا تفسير لدي

لا تفسير لديك أشتهي سماعه

لقد ولد حبنا كبرق

ورحل كبرق .

* * *

تماسكت آرام بقوة : الحمدلله على كل حال يا عمي هذا امتحان من ربي وانا راضية فيه

وقف بعد دقائق وهو يهمس : الله يكملك بعقلك والله ان ولدي عرف يختار الله يغفر له ويرحمه

ودعها وخرج اما هي فتركت لدموعها العنان وهي تعتصر بطنها بقوة كمحاولة للسيطرة على حركات جنينها المستهجنة فهو أيضا يبكي "لربما شعرت ياصغيري ببكاء امك كل ليلة او افتقدت همسات والدك المتلهفة لرؤيتك تشتاق اليه اليس كذلك تماما كما افعل انا "

وقفت بوهن وهي تستند على الجدران الى ان وصلت للصالة الداخلية حيث تجلس والدتها مع دلة القهوة بانتظار أي زائرة رفعت رأسها منذ ان اقبلت طفلتها التي لم تكمل الواحد والعشرين عاما ترتدي الأسود وتذرف دموعا سوداء حاله لا تتغير : راح عمك

هزت رأسها بالإيجاب متوشحة بصمت قاتل لتكمل أمها بغير رضا عن حالها : مايصير يايمه كل ما جاء وراح ذبحتي نفسك بالبكاء خفي على عمرك " أكملت بنبرة مهددة " والا كلمنا ابوك وقاله لا عاد يزورك لين تولدين بالسلامة

مددت ساقيها المتورمة واراحت ظهرها للخلف وهي تهمس بصوت مبحوح بعيدا عن ما تتحدث بها والدتها : الله كريم يا امي



في ما مضى

5

كوب قهوة يمينها وفي يدها اليسرى تحمل جهاز التحكم تتحرك بين قنوات التلفاز بذهن شارد قضت رمضانها بمنزل زوجها الغائب وغدا اول أيام عيد الفطر هل تعود لمنزل والديها كما يرغبان ام تبقى هنا مع آرام ووالدي مجد تشعر بالحيرة فهي لا تحبذ زائراتهم الكثيرات والدتها شخصية اجتماعية كما يقول البعض عنها هي أيضا مع انها تظن انها ابعد ما يكون عن ذلك

طال غياب مجد هذه المرة لذا قضت وقتا طويلا مع عائلتها هزت رأسها بجدية آرام متعبة لذا ستبقى معها الى ان يشاء الله سمعت ضوضاء من


الخارج فخرجت لترى عمها وزوجته يتوسطان الجلسة وارام تقدم لهما القهوة هتفت بسعادة : أهلين ياقلبي انتم عمرة مباركة

رفع رأسه لها فتوقفت قبل ان تصل إليه انقبض قلبها من رسائل الرثاء المحملة بنظراته سألت وهي تضع يدها على صدرها : وش صار اهلي فيهم شيء


همت بالعودة لغرفتها حتى تتفقدهم فأوقفها صوت عمها الآمر وهو يربت على كرسي قربه : تعالي يابنتي اهلك ما فيهم شيء اجلسي ابيك

تمتمت "يارب سترك " وهي تعود لتجلس امامه بعد ان قبلت رأسه ورأس عمتها الصامتة مما زاد رعبها : تفضل يا عمي

تنهد كمن ينوي القاء قنبلة تثقل كاهله : كلموني قيادة فرقة مجد وقالو انهم رسلوه بمهمة هو وعدي ولهم كم يوم موب لاقينهم وفاقدين الاتصال بهم وعطونا خبر عشان نكون بالصورة واكمل سرد تفاصيل ما اخبروه به اما سدن فكانت مستغرقة بتفكيرها حول ما اذا كان بطل مسلسلها التركي سيعترف بحبه للبطلة ام سيواصل الصمت سحقا لكم تكره التأجيل وبالحديث عن التأجيل متى ستبدأ التبضع لطفل ارام المنتظر لحظة لحظة أمه ! أرتفعت عينيها بتلقائية لآرام تلك الرقيقة وهي تجلس بحزن سحيق تعلم كم تعشق عدي لكن هي ماذا تفعل مجد لم يكن يوما سواء زوج اختاره القدر لها ولم يسكن قلبها ابدا همست بتردد : الله يردهم سالمين ان شاء الله


6

لا تعلم صدقا مالذي يجب فعله بموقف كهذا همت بالوقوف لتسخن عشائهم وتذهب لإكمال مسلسلها

ولكن ، كأني مت


والعشب في الحديقة عاد عشباً


ولم يعد كوناً من غابات السحر


والأشجار عادت أشجاراً


ولم تعد دروباً الى مدن العجائب


وحتى الطائر


الذي احتضر قليلاً


ثم مات للتو على نافذتي


ليس أكثر من جثة طائر


ستفوح منه رائحة نتنة


حين يلتهب النهار ...


* * *

7

ثالث أيام العيد مجلس والدة سدن ممتلئ بأكمله بالنساء تجلس سدن التي أتت اليوم في أحد الزوايا بمقربتها صديقة الطفولة والصبا وابنة عمها ماريا التي وكزت كتفها بخفة بعد ان رأت شرودها وهي تهتف بصوت مسموع: اللي ما خذ عقلش يتهنى به لترد احداهن: اكيد الي بالجبهة ما غيره

غرق المجلس بكامله بالضحك على وجه سدن الخجل حتى اردفت احدى النساء الكبيرات بدعوات صادقة للجنود المرابطين ليعم صوت تأميناتهن ويعدن للانشغال بأحاديث متفرقة عادت ماريا هذه المرة بصوت هامس: لا صدق وشفيك


ردت الأخرى بسخرية كئيبة فمزاجها في الحضيض منذ مدة: ماخذ عقلي الي فالجبهة

مدت يده وقرصت فخذ سدن بخفة وأردفت بعدها بملامح بريئة: هه علي انا ترى عارفتك انتي وخرابيطك

تأففت وهي تقول باختصار: خرابيطي وبراحتي وصمتت

تذكر جيدا ذاك اليوم الذي طلبها به مجد كان حرفيا اول موقف ترفض به عائلتها لها طلبا والدتها وقفت بوجهها بقسوة غير معهودة وهي لم تطلب الكثير فقط ارادت ان تُحب ومجد لم يكن يوما ما ارادت لازالت تجبر نفسها على التعايش معه بدون حب لكنها لا تستطيع شخصيتها الحالمة والكثير والكثير من روايات مراهقتها تقف دون ان تحب مجد بالرغم من كونه لطيف المعشر ولطالما غض طرفه عن الكثير من صدودها وزلاتها

مررت أناملها على بطنها وهي لا تزال غارقة بتفكيرها تأكدت من حملها البارحة غير مصدقة أنها تحمل امنيتها داخلها لما يقارب الشهرين وهي لا تعلم أي منذ آخر قدوم لمجد تعجز عن فهم نفسها حقا لا تحبه ولا ترغب به لكنها تذوي منذ أربع أعوام بانتظار طفل منه


8

الآن "مجد"

يجلس على ركبتيه وهو ينظر الى يديه الممتلئة بالتراب يحاول نفضها لكنها تعود لتكتسي به ادار عينيه جهة أخرى فتضح له وجه صديق روحه فقط وجهه وباقي جسده مختفي تحت التراب بدأ بجنون يحفر محاولا اخراجه فنفتح له القبر بأكمله وفجأة اختفت جثة عدي لتأتيه ركلة من خلفه أسقطته هو للداخل وبدأ التراب ينهال عليه من كل صوب وهو يصرخ ويبعد التراب عن جسده : لااااااا اااااااااااااااااا لاااااااااااا لا تدفننننني لا تدفننني انا حي انا حييييي

فتح عينيه واستدار برعب ليصتدم بوجهها الخائف وضعت يدها على كتفه وهي تبعد شعرها بالاخرى : بسم الله عليك اذكر الله مجد مجد

لازال بغير وعيه : دفنني انا دفنته انا حي هو ميت ميت


عادت لتقترب منه بخوف وهي تحمل علبة ماء بين يديها سمت بالله وبللت ملامحه بالماء: حلم حلم تعوذ من ابليس

سألها وعينيه تبحث عن السلوى في ملامحها المرهقة : حلم ؟

سدن تمسكت به وهي تهز رأسها بتأكيد : و الله حلم

بقيت بالقرب منه حتى عاد ليستغرق في نومه الشحيح ثم ذهبت لتبدأ بمهمها اليومية بعد ان فارقها النوم بلا رجعة

كأني مت


اقرأ صحف الصباح بلا مبالاة


وأطالع الإعلانات


و الدواليب المحروقة وصور القتلى

9

من دون أن يصيبني ذلك التوهج اليومي


بالسخط والرضى


وجسدي لم يعد أسلاكاً مشدودة


تومض كل ثانية ضوءاً وناراً


وتلتهب حتى الانصهار ووجع التمزق


* * *


بعد عدة ساعات


على حافة الطريق كان يقف رداءه الرياضي ملطخ بالكثير من زيت السيارات وبعض التراب العائد للعبه الكرة او كما يحب ان يقول " حبيبته الأولى "مع أصدقائه قبل قليل انزل يده التي انحسر عنها الدم وهو يتأفف بضيق اخرج هاتفه وعاد للتأفف عندما تأكد من خلو المنطقة من أي تغطية خطى عدت خطوت حتى انتصف الطريق مر مايقرب ربع الساعة وهو يقف بانتظار ان يمر احد ليقله بدأ يشتم نفسه لماذا لم يستمع لصديقه وقدم


وحده في هذا الوقت رغم علمه بأن طريق الاستراحات خالي تمام في الظهيرة ويزداد الامر سوء فاليوم أحد

في خضم لومه سمع بوق قريب منه وقبل ان يبتعد تمام اصطدمت السيارة بساقه صرخ وهو يزحف للخلف بعد ان وقع : مجنون انت

10

صاحب السيارة الذي صرخ بدوره : لا يشيخ انا المجنون والا انت الي واقف بنص الطريق كأنه طريق ابوك ترجل من مركبته الحمراء التي تشيء بذوقه الصارخ ونزل على ركبتيه يتفحص ساق الرجل بخبرته الجمة بعد عدة كسور اصابته : ما اظنه كسر بس يمكن فيه شُعر قوم اوصلك المستشفى عدة دقائق و كان يجلس على سرير الطبيب المشغول بلف ساقه وإعطائه بعض النصائح و اخيرا اكمل : الحمدلله مجرد رضه أسبوع وتقدر تفك الشاش بس خليك عاقل ولا تشاغب


انهى الطبيب حديثه بضحكة قصيرة لم تعجب مريضه على ما يبدو كان سعود ينوي ان يطلق عليه بعض الكلمات الحادة العالقة بأطراف لسانه فقاطعه صوت هاتفه ابتسم للأسم المتربع داخل قلبه ويضيء شاشة هاتفه الان ليرد بصوت عذب : هلا حبيبي رفع الطبيب احد حاجبيه باستغراب من انقلاب ملامحه الجذري وهو يبتعد ليتيح له بعض الخصوصية .



في ما مضى "آرام "

بعيني قلبها كانت ترى كعبة سوداء بعيدة وهي تقف امامها والى جانبه هو . كان دوما قوتها و ضحكتها يكملها باختلافه عنها مثل الأبيض والأسود هي احبته لهذا الاختلاف كانت سعيدة معه وتشعر بأن العالم كله يستمع لصخب قلبها ولكن كانت ما اشارت الا الى الماضي ها هي الان تجلس على شرفتها التي تفوقها وحدة تستذكر ايامهما معا ولا تعلم لما تنعيه وكأنه لن يعود تشعر بأنه لم يبقى لها منه سوى الذكريات كأول يوم رأته به تمام عبر هذه الشرفة تذكر جيدا كيف كانت ضحكته المميزة اول ما جذب ناظريها


كان شخصا ملئ بالحيوية وكأن عينيه اللامعة تضحك معه ويوم اقلها من المدرسة برفقة مجد يومها جذبها بحديثه المرح المضحك آخر ما أحبت به كان شكله فهي لم تره بوضوح إلا يوم عقد قرانهما رأته بعيني قلبها قبل ذلك شعرت بأنها تغرق بحزنها كلما تذكرته اكثر فوقفت ببطئ وهي تضع يدها على بطنها وخطت خارجا تبحث عن اي شيء يشغلها همت بطرق الباب فأتاها صوت الخادمة خلفها : ماما سدن فيه روح مع بابا كبير وماما

عقدت حاجبيها لم يخبرها احد بأنهم ينوون الخروج وأين ذهبوا جميعا هكذا : وين راحوا ؟ وليش محد قالي ؟

تساقطت كلماتها داخل اذنها كالرصاص تلها سقوط جسد آرام عادت بعد مدة لتقف وهي ترتجف خوفا وهلعا ماهي الا دقائق معدودة حتى خرجت بحجابها الكامل المنسدل على جسدها الصغير ركبت بالقرب من شقيقها مروان الذي يرتدي الصمت حلة وهوية سلمت بهمس فرد بهزة رأس


وصلا الى المشفى العسكري حيث اُحضِرَ مجد صباحا دخلا الى الاستقبال بخطوات مبعثرة تسلل دفئ يدي مروان ليدها يمدها بالطمأنينة التي هي أحوج ما تكون إليها الآن

دون أن تطرق الباب دخلت وهي تنزع غطائها رأتهم جميعا يحيطون به سدن يمينه ووالديها اللذان وقفا يساره ابتعدا حتى يتضح لها جسد شقيقها الهزيل المتعب وعينيه الغائرتين لا تعلم حزنا أم تعبا

ارام ولازالت تقف عند باب الغرفة بجانب مروان همست بصوت متقطع وشعور خائف داخلها يتحدث عنها : مجد عدي وينه ؟

انقبض قلبها وهي تراه يخفض رأسه بانكسار واضح

اقتربت منه مترددة وجلست على ركبتيها وهي تمسك يديه : رد

انتوا رحتوا سوا وينه وين عدي ؟

دمعة متمردة سقطت من بين حشد الدموع المطل من شرفة عينيه ينظر لأخته لا بل طفلته ويعلم بأنه خذلها أبعد الغطاء عنه وانحنى يقبل يديها





11


المتمسكة به حتى بللها بدموعه : سامحيني ياروح مجد والله ماقدرت انقذه ماقدرت ماقدرت

اختنقت الكلمات في حنجرته بماذا يبرر ماذا يقول حتى ليخفي خيبته


كيف يخبرها أن طفلها الذي لما يولد بعد لن يعرف والده ؟


ام كيف يخبرها انها ستصبح ارملة في العشرين من عمرها كيف ؟


ارتفع صوت بكاء آرام فاقت هذه الفاجعة تحملها

يالي الصغيرة المكلومة



اما هو ينزف حزنه عليها دمعا مالحا لقد خذلها وخذل صديقه لم يستطع ان يحميه لم يستطع أن يذود عنه ولو كلفه الأمر روحه


احتضنت سدن ارام الباكية وهي تبكي معها لبكاء مجد ان ترى رجلا كمجد يبكي قهرا لكم هو امر مرعب مرعبا حقا ان تنحدر دموع عاشت أجيال بأكملها تَحُولُ دون وقوعها

وها هو مجد تفيض عينيه حزنا على اخته شقيقة قلبه وعلى صديقه

على عدي الذي لا تعرف عنه سوى انه سرق قلبين ممن حولها

تنظر لمجد ولا تصدق أنه ذاته من ذهب قبل ما يقرب الشهرين اين ابتسامته النقية وأحاديثه الجدية مجد الذي يشع بالرجولة والذي لطالما حفها بمشاعر الابوة كأنه والدها

اين ايمانه القوي ؟ وهو يبكي فقد مقدرا امامها الان تعلم يقينا أنه لم يعد مجد ذاك الذي ذهب لا قلبا ولا قالبا شعرت بهدوء انفاس ارام في أحضانها


12

فهمست في أذنها بصوت مرتجف وهي تحت وطأة الموقف وهوله : قولي لا حول ولا قوة الا بالله اذكري الله ياقلبي

ارام بنبرة باكية : لا حول ولا قوة الا " لم تكمل وهي تعود لتنخرط ببكاء حاد تبكي له الجدران هي من فقدت حلمها الأبيض كيف تصبر ؟

هي من ماتت آمالها في المهد ويُتمَ طفلها

أحقا اصبحت ارملة؟

ارملة عدي ! أرحل عدي وغادر هذه الدنيا ؟ استصعب العالم أن يحمل شخص بنقاء عدي بين جنباته؟

عدي الذي لم تحب شيء سواه اتعيش دونه عمرا كاملا؟

هل يوجد عمر لتعيشه دونه " أطلقت صرخة من حنجرتها المتألمة لشدة بكائها وهي تضغط على بطنها ما بال طفلها أحق يشعر برحيل والده رحيلا ابدياً ؟

كم محظوظ انت يا طفلي لم تعرف عدي ولن تعيش حزن عدي

ساعدتها سدن لتقف وهي تترنح تلها جسدها الذي هوى ارضاً لتلتقى دموعها الدافئة مع برودة " السيراميك " وتغمض عينيها هربا وهل أشجع من أن تهرب من حزنك ؟


الآن

الثانية عشرة مساءا

سدن وكوب قهوتها العتيد تجلس ممسكتا به وبيدها الأخرى الهاتف عادت لتثبته على كتفها وتميل لتسكب لمزيد من القهوة ثم ترد على محدثها برقة هامسة : ادري يا حبيبي بس انت عارف اليومين ذي امي وعزايمها وآرام ومجد ما اقدر اجيك اجّل لو يومين وان شاء الله مايصير خاطرك الا طيب

سعود في الطرف الآخر كان يمشي بعرج بسيط متجه الى سيارة الاجرة الواقفة بانتظاره وهو يأن بدلال : يرضيك اقعد لحالي مكسور رجل ومكسور خاطر

13

غرقت لبرهة في ضحكة طويلة تشي عن سعادة تخالط وجوده حتى تصبح هواء تتنفسه لتردف بعدها وهي تحاول تمالك نفسها : يا محتال مكسور خاطر مرة وحدة بعدين مين ضربك على يدك وقالك اسكن لوحدك ؟

صوت حاد من خلفها يعود لمجد أفزعها: مين تكلمين ؟

التفتت بحرج وهي تنظر لملامحه الغاضبة : س سعود اككلم سعود

مجد بحدة ومزاجه يتأرجح بقوة منذ أيام : قفلي هالزفت والا اطلعي من هنا

سعود على الطرف الآخر بلغ به الغضب لما لا تحمد عقباه ليأتيه صوتها ممتلئ بالحرج : معليش يا عمري مطّرة اقفل خليك بكرا ببيتنا بجي اشوفك

سعود يكتم غضبه : مع السلامة " واغلق فورا نظرت للهاتف لثواني ثم تنهدت تخشى غضب سعود وان يتورط مع مجد بسببها ذهبت اليه وجلست بالقرب منه

على جهتها من السرير : مجد انا تحملت وراح اتحمل منك كل شيء "اعادت مرة اخرى بتأكيد " كل شيء الا أهلي لا تهّيني قدامهم .

مجد اقترب منها حتى اصبح عسيرا على نسمة هواء ان تعبر بينهما وهي كأي انثى ترتبك بحضوره الباذخ فمرضه وحزنه لم يغلبا جاذبيته الآسرة همس باستخفاف : افهم من كلامك أن عادي اهينك لو احنا بالحالنا ؟

ماعندك مشكلة ؟

طرق خدها بأطراف انامله ثم تمدد موليا ظهره لها


ستبكي لا محاله من هذا لا بل ما هذا ليس مجد بالتأكيد ليس هو مجد المهذب من يستأذن حتى ليقبل كفها



14

عينيه تتقد شراسة وكأن انصلا من نار تخرج من فمه لتكوي جسدها وكأنه يختار الكلمات بعناية فقط ليجرحها مسحت مجرى الدموع الأسود من وجنتيها واستلقت بالقرب منه تشعر باضطراب أنفاسه لم ينم حتى الآن


بل السؤال متى نام ؟


يعاني من الارق منذ عاد من تلك الحرب وإن نام لدقائق يستيقظ فزعا

الأمر أشبه بأن حربا أخرى قامت داخله أعانه الله و أعانها هي عليه

تحدثت بعد أن تمالكت نفسها : مجد بكرا بروح لأهلي " صمتت تبعد بحة صوتها " سعود صار له حادث بسيط و بتطمن عليه

لم يرد عليها حتى ظنت انه يتجاهلها كالعادة فأتاها صوته : و انتِ ما بتفكينا من سعود كل يوم بتشوفينه وش الي بينكم بالضبط لان الاخوان مو كذا ابدا

شهقت بصدمة من تفكيره ما الذي يقوله ؟بـماذا ترد ؟وقفت وهي تجر مخدتها وقد ضاقت ذرعا منه : حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل

اخذت غطاء من الخزانة وتمددت على الاريكة الغير مريحة لكنها أفضل بالتأكيد من قربه المسموم



ماريا

يتردد صوت مقطوعة بيتهوفن "ضوء القمر " بهدوئها والعاطفة المتسربة من كل حركتها في أرجاء سيارة ماريا بتناقض عجيب مع شخصيتها

النارية ومزاجها المظلم في أوقات الصباح الأولى توقفت مع الضوء الأحمر في آخر لحظة لتصتدم العربة التي خلفها بها من الخلف جراء وقوفها المفاجئ

15 شتمت بصوت مرتفع وترجلت

دارت للخلف لترى مدى سوء الضربة

اقترب الرجل يتفقد سيارته هو الآخر

أردف بثقة طبيعية وهو يفحص ملامحها: عسى ماتعورتي * أكمل ولم ينتظر ردها * مافيه اي اضرار تستحق نزقف عشانها وانا متاخر على دوامي ممكن نفضها سيرة

تنهدت بحمق : اسمع يا * ركزت على اسمه في اللاب كوت الطبي * دكتور احمد مافي شيء اسمه نفضها سيرة

كلنا مشغولين لكن النظام نظام

نظر لساعته بورطة حقيقية ثم تحدث برجاء : يا اختي صدقيني ماراح اتسبب لك بأي مشكلة *فكر قليل * انا والد ريوف تدرس مع أطفالك بنفس مركز الضيافة *قال وهو يشير لاتجاه المركز *

هزت راسها بالرفض بكل تعنت وقد وجدت مكانا مناسبا تفرغ به طاقتها السلبية لهذا الصبح

بعد الكثير من الكر والفر احضرت ورقة وثقا بها تفاصيل الحادث وتنازل الطرفين ووقعا الاثنان

ارتدى نظارته الشمسية بعد أن استنفذ كل طاقته في جدالها واستدار سريعا لكي يلتحق بعمله ل

صوتها الذي يحوي قسوة الحرب و رقة السلام بمثالية تليق بها اوقفه : لو سمحت بطاقتك عملك

بدا هدوءه وحلكه ينفذان لكنه حافظ على ثبات ملامحه ومدها لها من داخل السيارة

القت عليه كلمات شكر باردة بدت له كدس السم بالعسل وثم ركبت سيارتها وتحركت تاركة اياه مستغرباً للعاصفة الرقيقة التي سرقت صباحه .


كأني مت

*الأبيات لغادة السمان *







أرجوا أن ينال إستحسانكم
القاكم على خير كل أربعاء بمشيئة الله


لا تحرمني تعليقك
أكثر شخصية أثارت فضولك ؟
توقعاتك للأحداث القادمة ؟
الثنائيات التي تتوقعها ؟

إلهام


saanmarteen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 05:57 AM   #8

bshoor15x

? العضوٌ??? » 407490
?  التسِجيلٌ » Aug 2017
? مشَارَ?اتْي » 317
?  نُقآطِيْ » bshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond reputebshoor15x has a reputation beyond repute
افتراضي

بدايه رائعه ايرام تعور القلب
ومجد بعد الي صار له يحتاج علاج نفسي شي صعب
وسدن ليش كانت تكره والحين قاعده معاه
بانتظار الباقي💚


bshoor15x غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-12-22, 06:42 PM   #9

saanmarteen

? العضوٌ??? » 390231
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » saanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond repute
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bshoor15x مشاهدة المشاركة
بدايه رائعه ايرام تعور القلب
ومجد بعد الي صار له يحتاج علاج نفسي شي صعب
وسدن ليش كانت تكره والحين قاعده معاه
بانتظار الباقي💚

شكرا لك 💜
سدن اسبابها بتظهر في الاجزاء القادمة اكيد
صحيح كثير من من يمرون بمثل مة مر به مجد يتجاهلون العلاج النفسي وتزيد حالتهم سوء


saanmarteen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 07-12-22, 04:15 PM   #10

saanmarteen

? العضوٌ??? » 390231
?  التسِجيلٌ » Jan 2017
? مشَارَ?اتْي » 186
?  نُقآطِيْ » saanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond reputesaanmarteen has a reputation beyond repute
افتراضي

1 ليت الذي بيني وبينك عامراً

وبيني وبين العالمين خراب



في ما مضى " عدي "


على الاريكة يجلس منتظرا بحماس أخبرته منذ البارحة بأنها تحمل مفاجئة له وثم ذهبت لتبيت بمنزل والديها زوجته الجميلة تحب لعبة الاعصاب هذه وتعلم جيدا ان الفضول والشوق يتعاونان عليه يحرك بين أصابعه "دبلته " بلونها الفضي واحرف اسمها تزينها لو قيل له قبل اعوام من الان انك ستقع بالحب لـ"مات من الضحك " ومسخر " القائل حتى يخجل من قوله لكنه الآن لا قدرة له حتى في أن يتحكم بوقوعه " ابتسم " أي وقوع في عينيها هو استقامة "

وخسارة لهذا الكوكب انه ليس بشاعر حتى يصف عيني آرام كما تستحق ان تقدس بالتاريخ ولا تنسى

دغدغة انفه رائحة الفانيلا العذبة فرفع عينيه بتلقائية وما ان رأها حتى أمال رأسه قليلا لليسار واغمض عينه ووقف فاتحاً يديه لها التفتت خلفها تتأكد ان مجد لا يلحق بها لتستقر بين يديه حيث تنتمي ضحكت وشفتيها تلامس خده برقة

ثم ابتعدت قليلا : انت ما تبطل تعرض لي خدك كل ما شفتني ترى راح اعضك بيوم عدي عينيه تلتهمها : ماراح ابطل يستاهل هل خد بوسة على الطالع والنازل " جلس واجلسها بقربه " لا تضيعين السالفة يا طماعة وش المفاجعة

2 كورت يدها وضربت كتفه بخفة ليلقي بنفسه للخلف مدعيا الموت اما هي فكانت سعيدة

سعيدة للغاية اليوم تكتمل فرحتها اليوم أتمت ما تريده من هذه الحياة

عدي وطفل منه ماذا تريد اكثر عاد من موته الكاذب يحتضنها بـ " دفاشة " مشتاق لك يا قلب عدي

فتحت عينيها لتستقر على السقف مضببه الرؤية بفعل الدموع كانت تحسد نفسها على تلك الفرحة ولطالما نعتها بالمتشائمة اين انت يا عدي لترى اني ورغم تشائمي لم اتماسك لست قوية بما يكفي لأواجه برد غيابك من اين لي بدفئ رحل مع حضنك ليضمه التراب

كنت تدعي الموت امامي كلما ضربتك مازحة أتمنى لو ان موتك مزحة ثقيلة كعادتك

لو فقط استطعت ان اودعك ان اسمع صوتك للمرة الأخير أن أراك فأوقن برحيلك لكن هكذا بلا جسدك وبلا "حسك " يالله ارحمني ارحمني من أن أصاب بالجنون ثبتني ليس لاجلي من اجل طفله من أجله فقط



عصرا

ارتدت عبائتها وطرحتها ثم انحنت تقبل رأس خالتها : يلا خالتي نايف برا " برجاء" لا تنسين موعد دواء مجد وخلي ساندي تطل عليه كل شوي اذا يبي شيء وتسخن له العشاء على عشر وو " قاطعتها خالتها : بس يا بنتي ان شاء الله مو محتاج شيء انتِ روحي انبسطي ولا تشيلين هم يلا تأخرتي على اخوك

راقبتها حتى خرجت وهي تدعو لها من كل قلبها وتدعوا لأبنائها ان يصلح الله حالهم

3 سدن كانت تمشي بعجل تبحث داخل الحقيبة عن هاتفها الذي يصيح بجنون : افف يا نايف الله يهديك

اخذت الهاتف وفعلا كان نايف بالتأكيد هو غاضب الان من الانتظار كانت سترد لولا اصطدامها بجسد ما لتعود للخلف عدة خطوات وهي تمسك برأسها : عمممى

أغلقت فمها بأصابعها تنظر لمروان الذي هو الاخر يعقد حاجبيه وينظر لوجهها مباشرة رفعت طرحتها بسرعة لتخفي ملامحها التي توهجت حرجاً ومشت بسرعة وهي تهمس : السموحة منك بو محمد

أكملت طريقها وركبت " يافضيححححتتي سبيت الرجال"


هو كان يقف ونظره حيث كان طيف سيارتهم قبل لحظات يسمع صوتها ويرى عينيها التي تعكس اشعة الشمس داخلها وابتسامة خفيفة تتسلل لملامحه الهادئة عقد حاجبيه مرة أخرى وهو يستغفر داخله ويذكر نفسه من تكون

ولكن لم تلوم نفسك يا مروان الم تحبها اولاً وترغب بها اولاً

كانت لك ولك فقط

نعم كانت لي ولكني جَبنتْ نظرت لنقصي وخفت كمالها

بقيت واقف متوشحا بالصمت تماما كما فعلت الان حتى اخذها مجد مني وهربت لأسكن بالملحق بعيدا عن عينيها وصوتها ورقتها التي تملأ المنزل بأكمله لأعيش هنا انا وما شابه صمتي من الجدران والأشجار والجمادات بانتظار قدومك قدوما لن يأتي يا زوجة أخي كما قال سعد علوش الذي تحبين


يا نبٌيله انا حالٌيا ترى مانًي سعيٌد


4 ما عرفّ للعٌيد ٌيوم



وما عرفّ للٌيوم .. . عٌيد



غياٌب وروحًي جواركـ



انقذٌينًي كل ما وزنًي نقص حبك ٌيزٌد



انقذٌينًي صرت اكلم نفسًي ونفسًي تعيٌد



كنّا أول فًيّ إنتظاركـ



انا وطٌيور القفص والباب واشجاركـ وداركـ



كلهم راحوا وملوا..



كلهم راحووا وخلونًي لحالًي .. فًي انتظاركـ



انا حالٌيا وحٌيد .. انا حالٌيا معٌيد .. لامزٌيد ولاجديٌد



الا انًي اسولف مع الاخ انتظاركـ



5عند داركـ



على كرسًي انتظاركـ


اجلس انا وانتظاركـ



فًي انتظاركـ



فيً ما مضّى

معسكر الجيش

يجلسان امام بعضهما بصمت الجنائز غارقان بتفكيرهما حتى الأفكار لشدة ارتباطهما ارتبطت

وهاهما يذهبان للموت معا كما أرادا لكن لم تخيم عليهم الرهبة؟

اهي رهبة الموت ؟

رفع عدي رأسه في ذات اللحظة مع مجد وقال بتردد: مجد إذا ما رجعت ترى اهلي امانتك لين نلتقي عند رب العالمين

هز مجد رأسه بالإيجاب وأردف: ما يحتاج اوصيك على اهلي أدري بتحطهم بعيونك بس طلبتك ان اشتدت فينا لا تلتفت لي

لم يعقب عدي على كلامه كرد مباشر بالرفض

6 لحظات معدودة ليقفا بعدها حاملين حقائب تحوي القليل من الغذاء والكثير من الشجاعة قضيا عدة ساعات مشيا على الاقدام حتى قطعا الحدود

مجد وقد خلع بذلته العسكرية هو الاخر مال بخفة بين الاسلاك الشائكة والتفتت يحذر عدي منها عملهما يقتضي تمشيط المنطقة بأكملها والتأكد من خلوها والعودة بمعلومات لباقي الفرقة

هلع عندما لم يجده خلفه بدأ يتلفت بفزع لا لا يريد فقدان اثره ليس بهذه السرعة امتدت يد على كتفه وبعدها صوت عدي : اشش اهجد فيه احد هنا انخفضا بجسديهما خلف كومة قش لأحد المزارع حتى مرة الدورية ليردف مجد بحنق هامس : وين غطيت



بنفس التوقيت في الرياض

مدت يدها لتأخذ فنجان القهوة من يدي صغيرتها المثقلة بحمل تراه مبكرا عليها لتجلس الأخرى ببطيء امامها يزين محياها ابتسامة لا ترى الا نادرا او فقط لوالديها وقالت بعد ان رأت نظرات والدتها المتفحصة: يمه تبين شيء ؟

ردت الأم بشفقة تتضح من نبرتها المنخفضة: يامي وش عندي غير اشيل همك ودي أنك ما حملتي بذا السرعة توك صغيرة ولا تتحملين

أطلقت ضحكة رقيقة واردفت بعقلانية غير مستغربة: يمه الله يهديك هذي عطية من ربي لي ولعدي نقول لا يعني " أكملت بملل تغير الموضوع " سدن ما قالت لك متى بترجع مليت

ابتسمت الأخرى لذكر تلك اللطيفة وهتفت بحب: خليها المسكينة لها فترة عن أهلها ما قصرت صبرت عنهم من راح اخوك الله يرده سالم 7وهي ما تترك بيتها إلا لضرورة توسع صدرها يومين وترجع ان شاء الله

آرام بتودد وهي تلتصق بوالدتها: وانا من يوسع صدري إذا مرت ولدك شردت

ابتسمت وهي ترى طفلتها التي كبرت قبل أوانها تعود ولو قليلا تشاغب بعد أن غطى عليها الحزن منذ ابتعد زوجها تخشى كثيرا أن يصيب عدي مكروه فتذبل ابنتها أكثر دعت بإلحاح في سرها ان لا ُترمل ابنتها على صغر سن وتقاسي مرارة الحزن وقسوة الحياة في آن واحد



الان

تجلس على مقربة منها ولا يفصل بينهم سوا عدة سنتيمترات والالم هو وحده الالم ما تشعر به كيف لفعل واحد اقترفته بحق ابنتها أن يبعدهما هكذا حتى باتتا كالغريبتين ابنتها المدلل التي اتتها كهدية من السماء بعد ثلاث شبان وانتظار مضني ابنتها الجميلة واميرتها الصغيرة تشعر الان بان ما بينهما محيطات العالم أجمع اليست امّ الا يحق لها أن تختار ماهو افضل لفلذة كبدها لطفلتها التي ستظل ولو بلغت من العمر عتيا تتمنى لو بوسعها أن تمحو العشرين عاما من عمرها لتعود في الرابعة تلقي بنفسها في أحضانها وتسكن بها حتى تنام ولكنك يا سدن اخترت الا تعودي اخترت الجفاء ولا غيره

قالت وهي تراقب تلفتها المتكرر : الحين سعود بيجي

سدن بحرج من ان تلاحظ والدتها انتظارها لقدوم شقيقها وتتأكد من انها لم تأتي الا لأجله : لا ما انتظره وين عمر وعزيز ؟

8 أمها وهي تطيل النظر في عينيها بحثاً عن شخص آخر لتردف بإسترسال : عزيز الصبح راجع من رحلة ونايم للحين وعمر مثل عوايده يطلع ويرجع متى مابغى ولا احد يدري عنه

ثواني معدودة تلها حضور سعود الصاخب المليئ بالحياة

لتقف سدن بلهفة تتضح من عينيها اللامعة تشتاق اليه وكأنه مر دهر لم تره به ليس ثلاث أسابيع يتسع العالم بأكمله في عينها حين يقبل عليها سعود

سبقته خطواتها المتلهفة لتلتقي به عند باب الصالة القت نفسها بين يديه المشرعتين لها حتى تراجع للخلف وهو يشدها له تشعر برغبة عارمة بالبكاء بأن تخبره ماتعيشه ان تشكي له ظلم الحياة لها سعود وحده من يفهمها سعود وحده من وقف بجانبها في كل خياراتها سعود من ترك منزله منذ أربع أعوام احتجاجا لتزويجهم لها دون رغبتها ولازال يسكن وحده لأجلها فقط سعود من تؤمن بأن يديه مفتوحة لها في كل وقت وحضنه الضيق أوسع من مجرات العالم أجمع سعود وحده حبيبها الأول

وصديقها الأوفى

وشقيقها الأحب

ابعدها عنه ليقرص خدها : كل هذا شوق لي يا حظك يا واد سعود

رفعت عينها لتمنع دموعها المليئة بكحلها من الفرار وهي تهمس ببحة شجن : كيف رجلك الحين " أكملت وهي تجره برفق حتى جلسا " ليش ما تنتبه لنفسك حرام عليك

قبل ان تكمل وضع يده على شفتيها : خلاص يا مزعجة " عدد بأصابعه " رجلي تمام هذا واحد اثنين منتبه لنفسي وغلاتك " مازح " أخاف ما انتبه لنفسي وتذبحيني



9

ضحكت لضحكته المفعمة بالحياة ومساحات من الفرح الخالص تتسع داخلها


ركنت سيارتها في مواقف المبنى البغيض الذي تعيش فيه وترجلت كانت تنشغل في هاتفها متجاهلة نظرات العابرين لها بكل ثقة لكنها توقفت قبل أن تصل الى شقتها وهي تسمع صوتا مألوفا كان عمها شقيق والدها الذي يكبره بقليل يتحدث لأحد جيرانها الذي يشكوها له هرولت سريعا الى هناك : عمي

التفت لها عمه وملامحه الوديعة قد تلونت بأمرات الغضب الذي يكتمه : ادخلي لبيتك

دخلت وهي تشتم الرجل العجوز في نفسها بالتأكيد سيشي بكل ما يحصل لها أمام عمها

وكما تنبأت لحق بها عمها بعد دقائق ليهتف بنبرته الودودة التي خالطها الكثير من الصرامة : بكرا راح يجون عمال ينقلون اغراضك للشقة الي تحت بيتي

نزعت حجابها وتوجهت له برجاء وملامح مذعورة : عمي تكفى لا تجبرني أنا اقدر احل اموري بنفسي

وضع يده امامها منهيا النقاش : لا تزعليني منك يا ماريا

اسمعي الكلام و اجمعي اغراضك واغراض عيالك

نظرت لعمها باستسلام هو شخص حليم ولا يغضب سريعا وحتى أن غضب فلا يتجاوز حدوده ابدا

تعرفه جيدا فقد ربها بعد كارثة عائلتها



10

وتعرف ايضا انهاعاشت في بيته مثل اللاجئين رغم أنه لم يشعرها أحد بذلك الشعور يوما لكنها بقيت تشعر كالدخيلة ولم تستطع الانتماء لمكان ابدا لم تشعر بأن قدميها تلامس الارض ابدا دوما ما

كانت تطفو بلا ستقرار

أومأت بالموافقة وهي تحبس غصة بدأت في التكون في حلقها

تصيبها ذكريات طفولتها بالكآبة لا تقدر على التحكم بعواطفها كلما مرها طيف الماضي


يبتسم ساخرا فقط هذا الشبح هو من يرى حقيقتها الهشة الضعيفة

يرى ماريا الصغيرة داخلها

ودعها عمها على أن يأتي غدا باكرا ليصطحبها وغادر


القت بجسدها على الاريكة باهمال وعينيها مثبتة على السقف

تفكر بكل شيء ولا شيء الكثير يدور في بالها الان في هذه اللحظة

استقرارها الذي سعت طويلا لتصل اليه بيت لها ولطفليها لا يعكر به صفوها أحد

تتركه وتنتقل لبيت عمها خصيصا وزوجة عمها من اشد المعجبين بها تنهدت بهم





11

مالت ببصرها قليلا لترى هاتفها يضيء بصمت من داخل الحقيبة نسيت أن تعاود وضعه على الوضع العام بعد أن غادرت عملها

كان رقما غريب قد اتصل بها لما يقارب الثلاث مرات نظرت للساعة

كانت تشير للسابعة مساء

لا زال الوقت مبكرا عاودت الاتصال بنفس الرقم وبعد أن يأست من الرد القته ارضا ودخلت لتستحم

عندما فرغت من صلاتها ارتفع صوت هاتفها في ارجاء شقتها الصغيرة بموسيقى هادئة هرولت اليه وردت سريعا : هلا

صوت رجولي واثق لا تسمعه للمرة الاولى : السلام عليكم

ماريا بنبرة مستغربة عندما ميزت صاحب الصوت : اهلا استاذ احمد وش بغيت ؟

أحمد وقد بانت الابتسامة في صوته : ماشاء الله ماتوقعت بتعرفين صوتي بالسرعة هذي

لم ترد أن تفتح مجال للنقاش فعادت تسأل : آمر وش بغيت ؟

وتّره صوتها الذي يتردد صداه في أذنه بكل جدية : كنت بس بتأكد لو سيارتك ما تضررت بعد الحادث

ماريا : الحين ؟ تتأكد الساعة ٨ ليل من جدك ؟ هات من الاخر لو سمحت

ضحك بتوتر : اشفيك صعدتي الموضوع انا داق بحسن نية

ليس وقتا مناسبا للاستظراف ليس في مزاجها هذا : و نيتك الحسنة ما تشتغل الا بأنصاص الليالي ؟ اقطعها ولا عاد تدق ثاني .

أغلقت بمجرد أن انهت حديثها وعادت للاستلقاء بعد أن تعاون عمها وهذا القذر على تدمير ليلتها بنجاح

12

في ما مضى

مجد

عندما تواجه المرض تعرف قيمة الصحة

وعندما تجرب الغربة تفهم قيمة الوطن

وكذلك الموت عندما تقابله تستذكر كل لحظات حياتك

التي ستصعبتها التي رأيتها عظيمة وكبُرت عليك حينها

ترها الان وانت في حضرة الموت تافهة صغيرة وتتمنى

تتمنى للحظة انت تعود لتحيا أن تعود لمنزلك لدفئ عائلتك

لحضن والدتك وأمان أبيك وان كنت محظوظا كفاية لزوجة تحبك وتحبها

تمنى مجد كل هذا في جزء من الثانية في اللحظة التي اختار فيها الخيار الخاطئ في اللحظة التي لا عودة منها

كان يقف بمنتصف الطريق إن عاد خطوة للخلف سيختبئ من الدورية ويبتعد عن الاشتباك القادم

وان خطى للإمام سيصبح في بؤرة الهدف ما إن داس بقدمه على العشب الذي لم يكون سوى أحد الفخاخ الكثيرة الموضوعة بدقة لكشف كل متسلل ارتفع دخان كثيف مسيل للدموع وحجب رؤيته تمسك بسلاحه بقوة وقد بدأت كل حواسه بالتحفز تعويضا لعينيه التي لا ترى شيء لا يعلم من اين سيأتيه الخطر

لذا لم يرى طبعا ضوء سلاح القناص الذي يتحرك على جسده ببطئ ليثبت على كتفه أخيرا وتنطلق الرصاصة وتستقر في ثواني في كتفه الأيمن عض شفتيه بقوة ليكتم صدى صرخته التي ضج بها جسده وقع على ركبتيه وتدحرج للخلف مستعمل يده لتحسس طريقه

13

شكرا الله في سره أنه وعدي قررا الافتراق لساعة وانه هو من أصيب ليس عدي

استعاد قدرته على الرؤية بعد عدة دقائق فمزق طرف قميصه السفلي وربط به جرحه بعد أن قام بغسله بكل المياه التي بقيت معه تمتم بلاحول ولا قوة الا بالله وهو يحاول الوقوف بصعوبة راقب خطواته هذه المرة على الأرضية الترابية وقد تعرف على الفخاف بأكثر الطرق ايلاما

اتكئ على جدر أحد البيوت المهجورة ليلتقط انفاسه لمس جهازه اللاسلكي في جيبه لا يستطيع استخدامه للتحدث مع عدي خوفا من أن يحدد أحدا مكانهم عبره

قرر أن يجلس داخل المنزل ويتربص الطريق بانتظار أن يجده عدي بنفسه

اغمض عينيه المحمرة واراح ظهره للخلف وغرق غرق تماما في ذكراها

ذكراها التي تبقيه صامدا هنا قسوة حديثها ورقة ملامحها

رائحة المسك المنبعثة من جسدها وشعرها تنفس بعمق وكأنه يشتمها الان يغرق بها الان احتضن يديه بالقرب من قلبه هل يؤلمه في هذه اللحظة بسبب جرحه ام بسبب اشتياقه الموجع لسدن ؟








14


متمدد ينظر للشمس التي تنير عتمته منذ الأزل

ليست حقيقة هي شمسه المتخيلة

هذه الشمس هي ما بقي له من ذكرى موطن بعيد

ومنزل دافئ وربما أسرة

هتافات عالية و صرخات استنجاد تحيط به اعتاد أن يتجاهلها

كما تجاهلو هم صراخه واستنجاده قبلا

هذا المكان القاسي علمهم أن يهتموا بشأنهم الخاص فقط


عينه تميل عن شمسه لتقع على زميله في الزنزانة يرقد بهدوء كالاموات ربما يكون ميتا حقا انزل قدمه من على سريره الصخري ومدها في المساحة القليلة الفاصلة بين السريرين ليحركه

: هييي ليكون متت "صرخ "

تعالوا خذوه لا يعفن ويذبحني معاه الرجال ميت

ميت


حارس السجن بصوته الغليظ والوعيد يتضح من نبرته :

اسكت ياكلب لا اجي اسكتك بطريقتي

خله يذلف كلكم جرذان موتكم وحياتكم واحد




15


الآخر رفيق زنزانته كان يستمع بتركيز صوته لا يخرج صرخ كثيرا وبكا داخله اكثر وكلما قارب للحديث ضاع صوته داخله وكأنه

بمتاهة جسده لا يجد الطريق لحنجرته وجسده منهار تمام اثر الضرب الذي تعرض له ولازال يتعرض له

ود لو يبكي و لكن البكاء في شريعة الرجال حرام

لو يخرج مافي داخله على ماء مالح كل المناظر التي راها


وكل التعذيب الذي تذوقه

وكل الطعن الذي تلقاه كل شيء

لو فقط ينهمر من جسده ليستعيد قوته ليستعيد ثقل روحه هو المثقل بدمع ساخط أكثر من أي شيء

هو المليء شوقا يقابله الحقد اين يفرغ أميال من قهر استوطن داخله ؟

لم يعد في عينه حياة تنضب منها الدموع باتت صخورا .


انتهى

دمتم بخير
مجد بأي حال سيجده صديقه؟
ام هل سيلتقينا اصلا ؟
ماريا هل سترضخ لعمها ؟


saanmarteen غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:25 AM



Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.